١

بين الحقيقة ...ة اإلسالميوحاتالفت

المسلميناتوادعاء

@

lŠÈÛa@åí†zܽa@ô†näß@

@…a†��������������Çg@Zë@ï��������������Ûa�îÛbãb���������������×ëc

٢

المقدمة

Ö‡“ní ويقولـون انـه فـتح ... علينا املسلمني بالفتح االسالمي دومـا

فهذا القتح يتم باسم الدين ... وخري للبشر هو رمحة ... وليس غزو واحتالل

بـل الفـاتح املسـامل الـذي جـاء لينشـر الـدين . ..فات احملتـل وال حيمل صـ ...

ونعجـب كـثريا مـن النقـد اإلسـالمي الكـبري لآلخـر . ..السمح املليء باحملبة

حكـم يتكلم مع مسـيحي يصـور لنـا مـا حـدث يف املخالف فتجده عندما

الكنيسة ويبدأ بسرد مـا حصـل يف حمـاكم التفتـيش واحلـروب الصـليبية

علماين يتكلم عن إبادة اهلنود احلمر أو احلروب العاملية أو ،وعندما يتكلم مع

هـل ": يقول ... ما فعله االحتاد السوفييت أثناء اجتياح بعض الدول ااورة له

وحشـيا تريد أن تقارن من يأيت فاحتا رحيما حيارب لنشر احلـق مبـن يـأيت غازيـا

قتل ؟ هل تريـد أن حيارب من أجل أطماع اقتصادية أو من أجل إشباع غريزة ال

تقارن من يأيت فاحتا دف البناء والـتعمري مبـن يـأيت غازيـا مـن أجـل اهلـدم

،لكن ينسى املسـلم أن الفتوحـات واحلـروب اإلسـالمية حصـل " والتخريب ؟

: هذه اآلية وبعد أن نقرأ. فيها كثري من النهب والتخريب والقتل

) مـ فإذا لقيت وا فضر ى ٱلذين كفـ تـاب ح دوا رب ٱلرقـ فشـ موه مـنتإذآ أثخ

ه آء اللـ شـي و ٱلوثاق فإما منا بعد وإما فدآء حتى تضع ٱلحرب أوزارها ذلك ولـ

٣

ـكن ليبلوا بعضكم ببعض وٱلذين ق ـ النتصر منهم ول بيل ٱلل وا فـي سـ ه تلـ

مالهمضل أع٤حممد ) فلن ي

.تأمر بالقتال واجلهاد واحلروبوهناك الكثري مثيالا

؟؟ وب...سيب ..دون جمازر ...هل نتوقع ان يكون الفتح سلميا

قمنـا بـه مـن مـا ..سنترك لك االجابة بعد ان ترى بعينك عزيـزي القـاريء

يض من فيض هـذه احلقيقـة حـول هـذا الفـتح االسـالمي مجع غ يف جهد

،الـذي جـاء رمحـة للبشـر باحملبـة واالخـاء وروح التعـاون املليءهذا الفتح ...

! ودف التحرير

يت لطاملا صدعوا ا وكما سوف نتطرق ملا فعله املسلمني يف األندلس ال

سياسـة كبـار بعـض مـن رؤوسنا فخرا ،وسوف نـرى معـا مـا كانـت عليـه

. مع اآلخر ،مثل خالد بن الوليد والشخصيات اإلسالميةالصحابة

وردت خبط حتتها وبعضها بدون خطوقد يالحظ البعض أن بعض العناوين

أما اليت مل يوضـع حتتـها نيالكاتبحتتها ،فاألوىل متثل عناوين مت وضعها من

.عناوين يف األصل جزء من الكتب املقتبس منها خط فهي

٤

bäÜ× ن املسلمني يستنكرون على كل شخص يدعي وجـود عنـف علم أ ن

احلـروب والفتوحـات اإلسـالمية ونعلم ما يقولونه يف أن يف التاريخ اإلسالمي

كانت رمحة للبشر ومل تكن دف السلب والنهب ومل يكن فيهـا تـدمري أو

ختريب ،وأن تلك احلروب مل ميت فيها إال القليل من الناس وكلهم من احملـاربني

ــاك اســتهداف للمــدنيني واألطفــال يف احلــروب ط ـــه مل يكــن هن بعــا أي أن

.اإلسالمية وأن التاريخ اإلسالمي خيلو من اضطهاد اآلخرين

سنثبت وجود عكس ذلك بسـرد الشـواهد التارخييـة مـع الكتابويف هذا

:مخسةذكر مراجعها ،املراجع هي

.م الجنر موسوعة تاريخ العامل للمؤرخ الشهري وليا::::أوهلا أوهلا أوهلا أوهلا

كتاب قصة احلضارة لواحد من أشهر مـؤرخي القـرن العشـرين ::::ثانيها ثانيها ثانيها ثانيها

.ول ديورانت

كتاب تاريخ ابـن خلـدون ،لعبـد الـرمحن بـن خلـدون ،وهـو أحـد ::::ثالثها ثالثها ثالثها ثالثها

.العلماء الذي لطاملا افتخر به اإلسالميني

كتــاب البيــان املغــرب يف أخبــار األنــدلس واملغــرب ،البــن عــذاري ::::رابعهـا رابعهـا رابعهـا رابعهـا

.املراكشي

.الكامل يف التاريخ ،البن األثري ::::خامسها خامسها خامسها خامسها

٥

،وذلـك حـىت ال من تأليف مسلمني عرب بثالث مراجع وقد مت تدعيم املقال

،وعلى الرغم مـن " صليبيون حاقدون"تثار فكرة أن كتبة هذه األحداث كلهم

ـين أن ذكر رقم الصفحة ال يندرج ضمن أساسـيات التوثيـق العلمـي إال أنـ

وكتـاب ابـن لصفحات من كتاب ابن خلدون وكتاب ابن عـذاري سأذكر أرقام ا

.األثري

@üëc@Z�bÈÛa@„íŠbm@òÇì�ìß@

òÇì�ì¾a@åß@sÛbrÛa@õ�§a@

. قام األتـراك العثمـانيني حبصـار مدينـة بروصـة ١٣٢٦-١٣١٧يف السنوات

.بعد قطع املؤونة عنها وجتويع أهلهاوقد سلمت يف ستة ابريل

. التوســـع العثمـــاين يف األناضـــول األوســـط١٣٨٦-١٣٧٧يف الســـنوات

).١٣٨٧ سنة حصار قونية(واالصطدام بالدولة الرمانية يف قونية

٦

التابعة ململكة اـر منـذ حاصر السلطان مراد الثاين مدينة بلغراد ١٤٤٠

. وأخفق السلطان يف ذلك احلصار١٤٢٧سنة

فعيـة تعرضت أسـوار مدينـة القسـطنطينية لقـذائف مد ١٤٥٣يف عام

،ولكن املوكلني بالدفاع استطاعوا إصالح ما أحدثته هذه القذائف باستمرار

وأخريا أمـر السـلطان بسـحب سـبعني سـفينة خفيفـة عـربض . من ثغرات

األرض املمتــدة مــن البوســفور إىل القــرن الــذهيب وبــذلك اضــطر املوكلــون

صوب بالدفاع إىل تقسيم جهودهم بني مقاومة يف الرب ومقاومة يف البحر مث

ووقـع . مـايو ٩العثمانيون هجوما كبريا على باب دومانوس حىت اقتحموه يف

قسطنطني قتيال أثناء املعركة اليت تلت ذلـك اهلجـوم والتجـأ الكـثري مـن

استسلمت املدينـة ألعمـال السـلب . املوكلني بالدفاع إىل سفن مجهوريين

.والنهب ثالثة أيام متوالية

òÇì�ì¾a@åß@ïãbrÛa@õ�§a@

� ا������ ،أ��� ���� ت ٨٦١-٨٤٧�� ��� ا�*�%آ( ا�,ي "*( ")' &%$�� د" ! ا

، ��.�/*�3 012 ا�(! 0�� ،آ0,�> ا�;�0/� وا��01%د وا�*:3��9�0 وا178� ا�,�3 أ"�6�%ه0 وا

3�:9 <�1� آ��2ء� .ود�� ��8? ا

٧

òÇì�ì¾a@åß@÷ßb©a@õ�§a@

ة علـى جزيـرة خيـوس ابريل استيالء أسطول تركي بقيادة قر ١٨٢٢يف عام

.وذبح معظم السكان أو بيعهم بيع الرقيق

@bîãbq@ZñŠb›¨a@ò—Ó@

@@@æbº⁄a@‹—ÇM@@@@@@òîßý��⁄a@ñŠb�›¨a@M@@@@@@@l‹�ÌÛa@À@âý��⁄a@M@

@bîãbj�g@À@âý�⁄a@

:ورد عن احلاكم املنصور ما يلي

٨

املسيحية ثورة قامت عليه يف بالده، فتك Leonوملا أن ساعدت والية ليون

لثوار، وأوقع بأهل ليون هزمية منكرة، وعاد منتصرا إىل عاصمته؛ ولقب مـن با

.ذلك احلني باملنصور

احلاكم الذي ينتصر يف احلروب، عادلة كانت أو ظاملة، يعلـو شـأنه وأدرك أن

شن احلرب من جديد على ليون، بني معاصريه وبني األجيال املستقبلة، وهلذا

.ذبح أهلهاواستوىل على عاصمتها ودمرها و

على مدينة سنتياجو ده كمبسستيال ٩٩٧من ذلك أنه ملا استوىل يف عام

Santiago de Compstela ، أرغـم ودمـر ضـريح القـديس جـيمس الشـهري ،

األسرى املسيحيني على أن حيملوا أبواب الكنسية وأجراسها على أكتـافهم

خـرى إىل وقد أعيدت هذه األجراس مـرة أ . (يف موكب نصره حىت دخل قرطبة

).كمبسستيال حممولة على ظهر أسرى احلرب املسلمني

وهو وقتئذ يف احلاديـة والسـتني مـن عمـره، ١٠٠٢وقد غزا قشتالة يف عام

، مث مرض يف طريـق العـودة ودمر أديرا، وخرب حقوهلا واستوىل على مدا،

.إىل بالده

: وورد أيضا عما بعد موت املنصور

٩

ندلس اإلسـالمية بعـد مـوت املنصـور، فلـم يكـن وعمت الفوضى بالد األ

أمراؤها جيلسون على العرش إال زمنا قصريا، وكثرت بينهم حـوادث االغتيـال،

واملنازعات العنصرية، وحروب الطبقات؛ ورأى الرببر أم حمتقـرون فقـراء يف

الدولة اليت أقاموا دعائمها بسواعدهم وسيوفهم، وأم قد طوح م إىل

القاحلة أو جبال ليون الباردة، فثاروا مـن حـني إىل Estremaduraاسترمادوره

ـون حيقـدون علـى مـن . حني على العرب احلاكمني وكان عمال املـدن املستغلـ

. يستغلوم، فكانوا خيرجون عليهم ويقتلوم ويسـتبدلون ـم غريهـم

وأمجعت سائر الطبقات على كره تلك األسرة احلاكمة أسـرة ابـن أيب عـامر

. اليت كادت يف عهد ولده تستأثر جبميع مناصب الدولة ومقومـات السـلطة

وتوىل الوزارة بعـده أخـوه عبـد الـرمحن، وكـان ١٠٠٨ومات عبد امللك يف عام

عبد الرمحن رجال مستهترا يشرب اخلمر علنا وال يتورع عن ارتكـاب اخلطايـا،

منصـبه يفضل اللهو على النظر يف شؤون احلكم، فلـم يلبـث أن طـرد مـن

وأفلـت الزمـام مـن أيـدي . على أثر ثورة اشتركي فيها مجيع األحزاب تقريبـا

ويف عـام زعماء الثورة فنهبت اجلماهري قصور الزاهرة وأحرقتـها عـن آخرهـا؛

استوىل الرببر علـى قرطبـة نفسـها وأعملـوا فيهـا السـلب والنـهب، ١٠١٢

ه املدينـة وذحبوا نصف أهلـها، وطـردوا النصـف البـاقي منـها، وجعلـوا هـذ

ذه الفقرة املوجزة يقـص أحـد املـؤرخني املسـيحيني ثـورة . عاصمة بربرية

.أسبانيا اإلسالمية الشبيهة كل الشبه بالثورة الفرنسية

١٠

لكن احلماسة اليت تدفع صاحبها إىل اهلدم والتدمري قلما تقترن بالصـرب

والنظام وعم ففي أثناء حكم الرببر اختل األمن . الذي يتطلبه البناء والتعمري

، وزاد عدد املتعطلني؛ وخرجت على قرطبـة املـدائن اخلاضـعة السلب والنهب

.هلا ومنعت

@brÛbq@Zæë‡Ü‚@åia@„íŠbm@

Éia‹Ûa@‡Ü�a@

) :٧٦ص (استغالل السلطة ومعاملة العبيد

كانت أم املستنصر متغلـبه على دولته ،وكانت تصطنع الوزراء وتـوليهم

فمن استوحشت منه . وايل من األتراك للتغلب على الدولة ،وكانوا يتخذون امل

فاستوزرت أوال أبا الفتح الفالحي مث استوحشـت . أغرت به املستنصر فقتله

منه فقبض عليه املستنصر وقتله ،ووزر بعده أبا الربكات حسـن بـن حممـد

مث ويل الوزارة أبا حممد التازوري من قرية بالرملـة تسـمى تـازور ،فقـام . وعزله

١١

ووزر بعده أبو عبد اهللا احلسني بن البابلي وكان يف الدولة . الدولة إىل أن قتل ب

من موايل السـودان ناصـر الدولـة ابـن محـدان ،واسـتمالوا معهـم كتامـة

وخرج العبيد إىل الضـياع واجتمعـوا يف مخسـني ألـف مقاتـل . واملصامـدة

رجـوا إىل ،وكان األتراك ستة آالف ،وشكوا إىل املستنصر فلـم يشـكهم ،فخ

غرمائهم والتقوا بكوم الـريش ،وأكمـن األتـراك للعبيـد فلقـوهم فـازموا

،وخرج كمينهم على العبيـد ،وضـربوا البوقـات والكاسـات فارتـاب العبيـد

.فازموا وقتل منهم وغرق حنو أربعني ألفاوظنوه املستنصر

) :٧٧ص (ورد عن بدر اجلمايل ما يلي

يهـا مجاعـة مـن املفسـدين مـن العـرب وسار إىل دميـاط وقـد تغلـب عل

،وسىب نسـاءهم بالقتل والنهب يف الرجال والنساء وغريهم فأثخن يف لواتـه

مث سار إىل جهينة وقد ثـاروا ومعهـم قـوم مـن بـين جعفـر . وغنم خيوهلم

فلقيهم على طرخ العليا سنة تسع وستني فهزمهم وأثخن فـيهم ،وغـنم

.أمواهلم

)٧٨ص (قتل أكثر أهل القدس

١٢

وأنزل وزير الدولة بقلعة بانياس ،ودخل دمشق يف ذي القعدة ،وخطب فيها

مث سار إىل مصر سنة تسع وسـتني فحاصـرها ،ومجـع . للمتقدي العباسي

بدر اجلمايل العساكر من العرب وغريهم وقاتله فهزمه ،وقتل أكثـر أصـحابه

ـفه فشـك رهم ،ورجع إتسز منهزما إىل الشام فأتى دمشق ،وقد صانوا خملـ

ورفع عنهم خراج سنة تسع وسـتني ،وجـاء إىل بيـت املقـدس فوجـدهم قـد

عاثوا يف خملفـه ،وحصـروا أهلـه وأصـحابه يف مسـجد داود عليـه السـالم

،وقتل أكثر أهله حـىت قتـل كـثريا يف املسـجد فحاصرهم ودخل البلد عنوة

.األقصى

)٤٤٧ص (فتوحات املسلمني يف اهلند

وهي سبع قالع موضوعة على ذلـك املـاء : نوج وكان أهل اهلند واثقني بق

،فيها عشر آالف بيت لألصنام ،تزعم اهلنود أن تارخيها منذ مائيت ألف سـنة

فلما وصل السلطان أألفاها . أو ثالمثئة ألف سنة ،وأنـها مل تزل متعبدا هلم

. خالية قد هرب أهلها ففتحها كلها يف يوم واحد واستباحها أهـل عسـكره

السري منها إىل قلعة لنج ،وتعرف بقلعة الربامهة فقاتلوا ساعة مث مث أخذ يف

مث سـار إىل قلعـة . تساقطوا من أعاليها على سنا الرمـاح وضـياء الصـفاح

مث عطف علـى . وأمر السلطان بتخريبها أسا وملكها جندبال فهرب وتركها ،

جندراي من أكابر اهلنود يف قلعة منيعة وكان جيبال ملك اهلنـد مـن قبـل

١٣

وحلــق جيبــال بنهوجــد أحــد . ذلــك يطلبــه للطاعــة واأللفــة فيمتنــع عليــه

.املغرورين حبصانة املعقل فنجا بنفسه

مث تنصح له جبيبال ،ومنعه من . ورام جندراي املدافعة وثوقا بامتناع قلعته

ذلك فهرب إليه أمواله وأنصاره إىل جبـال وراء القلعـة وافتتحهـا السـلطان

وأثخـن فـيهم قـتال وبـا وسار يف أتباع جندراي ، . ،وحصل منها على غنائم

.،وغنم منهم أمواال وفيوال

)٤٤٨ص (غزو األفقانية

ملا رجع السلطان إىل غزنة راسل بيدو ووايل قنـوج ،وامسـه راجبـان بدحلـه

. ،وطال بينهما العتاب وآل إىل القتال فقتـل وايل قنـوج واسـتحلمت جنـوده

ن معه وصاروا يف مجلته ووعدهم برد مـا وطغى بيدو وغلب على امللوك الذي

ومني اخلـرب بـذلك إليـه فـامتعض ،وسـار إىل . غلبهم عليه السلطان حممود

وكان ابتداؤه يف طريقه باألفقانية طوائف من كافـار . بيدو فغلبه على ملكه

اهلنود معتصمون بقالئل اجلبال ويفسدون السابلة فسار يف بالدهم ودوخها

د عميق وإذا جيبـال مـن ورائـه فعـرب إليـه علـى عسـر ،وعرب ر كنك وهو وا

وخلـص جرحيـا واسـتأمن إىل . العبور فازم جيبال وأسر كثري مـن أصـحابه

السلطان فلم يؤمنـه إال أن يسـلم فسـار ليلحـق ببيبـدو فغـدر بـه بعـض

١٤

فلما رأى ملوك اهلنـد ذلـك تـابعوا رسـلهم إىل السـلطان يف . اهلنود وقتله

فألفاهـا سار إىل مدينة بـاري مـن أحصـن بـالد اهلنـد و. الطاعة على االتاوه

وسار يف . خالية فأمر بتخريبها وعشر قالع جماورة هلا ،وقتل من أهلها خلقا

طلب بيدو وقد حتصن بنهر أدار ماءه عليه مـن مجيـع جوانبـه ،ومعـه سـتة

ومخسون ألف فارس ،ومثانون ألف راجل وسبعمائة ومخسون فيال فقاتلـهم

وتـرك . بينهم الليل فأجفـل بيـدو ،وأصـبحت ديـاره بالقـع هناك يوما وحجز

خزائن األمـوال والسـالح فغنمهـا املسـلمون وتتبعـو آثـارهم فوجـدوهم يف

وجنا بيـدو بـدماء نفسـه ،ورجـع فأكثروا فيهم القتل واألسر الغياض واآلكام

.السلطان إىل غزنة ظافرا

)٤٤٩ص (فتح سومنات

مـن اهلنـد فتحـا أو كسـر صـنما وكان كلما فتح حممود بن سبكتكني

إن سومنات ساخط عليهم ،ولو كان راضيا عنهم ألهلـك : يقول أهل اهلند

فاعتزم حممـود بـن سـبكتكني إىل غـزوه وتكـذب دعـاويهم يف . حممود دونه

.شأنه

وخرج من املفازة إىل حصون مشحونة بالرجال قـد غـوروا آبـارهم خمافـة

وفتحهــا وقتــل ســكاا وكســر ،احلصــار ،فقــذف اهللا الرعــب يف قلــوم

١٥

وسـار إىل ألـوارن ،وأجفـل عنـها صـاحبها . ،واستقى منها املـاء أصنامها

وملك السـلطان املدينـة ومـر إىل سـومنات . يم ،وسار إىل بعض حصونه

ووجد يف طريقه حصونا كـثرية فيهـا أصـنام وضـعوها كالنقبـاء واخلدمـة

.وخرا وكسر أصنامهالسومنات ففتحها ،

ء الناس من خرسان والتمثيل م بالقتل والقطع إجال

)٤٥٣ص (والصلب

وملا مات السلطان حممود استخدمهم ابنه مسعود أيضـا وسـاروا معـه

من غزنة إىل خراسان فسألوه فيمن بقي منـهم جببـل بكجـان عنـد خـوارزم

مث انتقض أمحد نيال . فأذن هلم أن يسهلوا إىل البسائط على شرط الطاعة

د فسار مسعود إليه ووىل على خراسان تـاش ،وكثـر عيـث هـؤالء عامل اهلن

وبعث السـلطان مسـعود . الغز يف البالد فأوقع م تاش وقتل أمريهم يغمر

فسـاروا إىل الـري . من أجالهم عن البالد ومثل م بالقتل والقطع والصلب

طالبني أذربيجان للحاق بالعراقية منهم كما مر ذكـرهم فملكـوا الـدامغان

بوها مث مسنانو.

) أي بـالوزن (غزو نرسي من اهلند وتقاسم األموال كـيال

)٤٥٤ص (

١٦

كان السلطان حممود قد استخلف على اهلنـد مـن مواليـه أمحـد نيـال

تكني ،فغزا سنة إحدى وعشرين مدينة نرسي من أعظم مدن اهلند يف مائة

خلـها مـن فجاء إىل املدينة فد . فنهب وخرب األعمال واستباحها ألف مقاتل

أحد جوانبها ،واستباحها يوما ومل يستوعبها حىت خرجوا فبـاتوا بظاهرهـا

وقسموا األموال كـيال ،وأرادوا العـود مـن . خوفا على أنفسهم من أهل البلد

.الغد فدافعهم أهلها ورجع أمحد نيال بعساكره إىل بلده

غــزوة شــهاب الــدين إىل اهلنــد وهزميــة املســلمني بعــد

الثانية وهزمية اهلنود وقتل ملكهم وفتح الفتح مث غزوته

)٤٥٤ص (أمجري

كان شهاب الدين قد سار سنة ثالث ومثانني إىل اهلند وقصد بـالد أمجـري

،وتعرف بوالية السواك واسم ملكهم كوكه فملـك علـيهم مدينـة تربنـدة

ومدينة أسرسيت وكوه رام فامتعض امللك ،وسار للقاء املسلمني ومعه أربعة

ولقيهم شهاب الـدين يف عسـاكر املسـلمني فازمـت ميمنتـه عشر فيال

وميسرته ،ومحل على الفيلة فطعن منـها واحـدا ،ورمـي حبربـة يف سـاعده

وقاتل أصحابه عليه فخلصوه وازمـوا ووقـف اهلنـود . فسقط عن فرسه

وملا أبعد شهاب الدين عن املعركة نزف مـن جرحـه الـدم فأصـابه . مبكام

١٧

على أكتافهم يف حمفة اختذوها من اللبود ووصلوا به الغشي ،ومحله القوم

مث سار منها إىل غزنة فأقام إىل سنة مثان ومثانني ،وخـرج مـن غزنـة . إىل هلاور

وكان وجـوه عسـكره يف . غازيا لطلب الثأر من ملك اهلند ووصل إىل برساور

سخطة منه منـذ ازمـوا عنـه يف النوبـة األوىل فحضـروا عنـده واعتـذروا

وا من أنفسهم الثبات ،وتضـرعوا يف الصـفح فقبـل منـهم ،وصـفح ،ووعد

عنهم وسار حىت انتهى إىل موضع املصاف األول وجتاوزه بأربع مراحل ،وفـتح

ومجع ملك اهلند ،وسار للقائه فكر راجعا إىل أن قـارب بـالد . يف طريقه بالدا

ن اإلسالم بثالث مراحل ،وحلقـه اهلنـود قريبـا مـن بربـر فبعـث شـهاب الـدي

سبعني ألفا من عسكره ليأتوا العـدو مـن ورائهـم ،وواعـدهم هـو الصـباح

،وأسرى هو ليلة فصاحبهم فذهلوا وركب امللك فرسه للهروب فتمسـك بـه

وخلـص واستماتت قومه عنـده وكثـر فـيهم القتـل أصحابه فركب الفيل ،

إليه املسلمني فأخذوه أسريا ،وأحضروه عند شهاب الـدين فوقـف بـني يديـه

. ومل ينج من اهلنود إال األقل مث أمر به فقتل . بلحيته حىت قبل األرض وجذبوا

مث سـار . وغنم املسلمون مجيع ما معهم وكـان يف مجلـة الغنـائم الفيـول

شهاب الدين إىل حصنهم األعظم وهو أمجري ففتحه عنـوة ،وملـك مجيـع

البالد اليت تقاربه وأقطعهـا كلـها ململوكـه أبيـك نائبـه يف دهلـي وعـاد إىل

.غزنة

١٨

sÛbrÛa@‡Ü�a@

)٦٤٣ص (ب العرب البصرة

كانت البصرة يف والية طغرل مملوك الناصـر ،كـان مقطعهـا واتنـاب ـا

حممد بن إمساعيل ،واجتمـع بنـو عـامر بـن صعصـعة سـنة مثـان ومثـانني

وخـرج إلـيهم حممـد بـن . ،وأمريهم عمرية قصدو البصـرة للنـهب والعيـث

ائر يومه مث مثلوا يف الليل مثال يف السور ودخلوا إمساعيل يف صفر فقاتلهم س

مث بلغ بـين عـامر أن خفاجـة واملشـفق سـاروا . وعاثوا فيها قتال وبا البلد ،

لقتاهلم فرحلوا إليهم وقـاتلوهم فهزمـوهم ،وغنمـوا أمـواهلم وعـادوا إىل

ودخـل البصرة ،وقد مجع األمري أهل السواد فلـم يقومـوا للعـرب وازمـوا

.لبصرة فنهبوها ورحلوا عنهاالعرب ا

ïãbrÛa@‡Ü�a@

)٤٩٥-٤٩٤ص (فتح دمشق

١٩

واقتحموها عنـوة وذلـك يف ذي القعـدة وحلقـت فواقعـت الـروم بدمشـق

،وعليها ماهان من البطارقـة ،فحاصـرهم املسـلمون حـىت فتحـوا دمشـق

وقال سببه إن أبا بكر كان يسخط خالد . وأظهر أبو عبيدة أماراته وعزل خالد

سعيد والوليد بن عقبة من أجل فرارمها كما مـر ،فلمـا ويل عمـر رضـي بن

اهللا عنه أباح هلما دخول املدينة ،مث بعثهما مع الناس إىل الشام ،وملا فرغ أمر

) كاتـب املقـال –فحل هي منطقة يف مشال األردن (الريموك وساروا إىل فحل

ا بن العـاص حـىت ،وبلغ عمر خرب الريموك فكتب بعزل خالد بن الوليد وعمرو

وإن خالدا قدم على عمر بعـد العـزل . يصري احلرب إىل فلسطني ،فتوالها عمر

وذلك بعد فـتح دمشـق ،وإنــهم سـاروا إىل فحـل فاقتحموهـا مث سـاروا إىل

دمشق وعليها نسطاس بن نسطورس فحاصروها سبعني ليلة ،وقيل سـتة

رو كل واحد على ناحيـة أشهر من نواحيها األربع ؛خالد وأبو عبيدة ويزيد وعم

،وقد جعلوا بينهم وبني هرقل مدينة محص ،ومن دوا ذو الكـالع يف جـيش

.من املسلمني

وبعث هرقل املدد إىل دمشق ،وكان فـيهم ذو الكـالع فسـقط يف أيـديهم

واسـتغفلهم خالـد يف . وقدموا على دخول دمشق ،وطمع املسـلمني فـيهم

قتل الوليد وفـتح البـاب واقـتحم بعض الليايل فتسور سورهم من ناحيته و

وفـزع أهـل النـواحي إىل األمـراء . فقتلوا مجيع من لقوه البلد وكبروا وكبروا

٢٠

الذين يلوم فنادوا هلم بالصلح والدخول ،فدخلوا مـن نـواحيهم صـلحا

.فأجريت ناحية الوليد على الصلح مثلهم

ند العـراق وبعثوا إىل عمر بالفتح ،فوصل كتابه بأن يصرف ج : قال سيف

إىل العراق فخرجوا وعليهم هاشم بن عتبة وعلى مقدمته القعقـاع ،وخـرج

وكان الفتح يف رجب سنة . األمراء إىل فحل وأقام يزيد بن أيب سفيان بدمشق

وبعث يزيـد دحيـة الكلـيب إىل تـدمر ،وأبـا الزهـراء القشـريي إىل . أربع عشرة

ل األمـراء إىل فحـل فبيتـهم ووص. حوران والبثينة فصاحلومها وويل عليهما

وكـان علـى . فظفر املسلمون م وهزموهم فقتل منهم مثانون ألفـا الروم ،

الناس يف وقعة فحل شرحبيل بن حسنة فسار ـم إىل بيسـان وحاصـرها

.فقتل مقاتلتها ،وصاحله الباقون فقبل منهم

وكان أبو األعور السلمي علـى طربيـة حماصـرا هلـا ،فلمـا بلغهـم شـأن

.ان صاحلوه فكمل فتح األردن صلحابيس

)٥٠٤ص (أخبار القادسية

مث أغار سواد بن مالك التميمي بعد مسري الوفد إىل يزدجرد علـى الفـراض

وصـبح ـا . ،فاستاق ثالمثائة دابـة بـني بغـل ومحـار وثـور وآخرهـا مسكـة

٢١

العسكر فقسمه سعد يف الناس وواصلوا السرايا والبعـوث لطلـب اللحـم

وسـار رسـتم إىل سـاباط يف سـتني ألفـا . طعام فكان عندهم كـثريا ،وأما ال

،وعلى مقدمته اجلالينوس يف أربعني ألفا ،وساقـته عشرون ألفـا ،ويف امليمنـة

ومحل معه ثالثـة وثالثـني فـيال . اهلرمزان ،ويف املسرية مهران بن رام الرازي

زل كـوثى فـأتى مث سار حىت ن . ،مثانية عشر يف القلب ومخس عشر يف اجلنبني

فقـال نطلـب ما جاء بكـم ومـا تطلبـون ؟ : برجل من العرب فقال له رستم

فـإن قتلـتم : قال رستم . وعد اهللا بأرضكم وبالدكم وأبنائكم إن مل تسلموا

.من قتل دخل اجلنة ،ومن بقي أجنزه اهللا وعده: دون ذلك ؟ قال

)٥٤٦ص (نقض أهل اإلسكندرية وفتحها

القسطنطينية وفارق الشـام واسـتوىل املسـلمون علـى ملا سار هرقل إىل

اإلسكندرية وبقي الروم ا حتت أيديهم ،فأتبعوا هرقل فاسـتنجدوه فبعـث

إليهم عسـكرا مـع منويـل اخلصـي ،ونزلـوا بسـاحل اإلسـكندرية ملـنعهم

املقوقس مـن الـدخول إليـه فسـاروا إىل مصـر ولقـيهم عمـرو بـن العـاص

وأثخنـوا فـيهم بالقتـل . م إىل اإلسـكندرية واملسلمون فهزمـوهم وأتبعـوه

وقتل قائدهم منويل اخلصي ،وكانوا قد أخذوا يف مسـريهم إىل مصـر أمـوال

أهل القرى فردها عمرو عليهم بالبينة ،مث هـدم سـور اإلسـكندرية ورجـع إىل

.مصر

٢٢

@bÈiaŠ@Zl‹Ì¾aë@÷Û‡ãþa@Šbj‚c@À@l‹Ì¾a@æbîjÛa@

فــتح اهللا ان ومــااختصــار اخلــرب عــن فــتح وهــر

)٢٣-٢٢ص (ل تاشفني للموحدين بعد قت

–بفتح السني وكسـر الـالم (وملا قتل تاشفني جلأ يف تلك الليلة من سلم

من تلك الوقعة إىل حصن وهران فاحنصروا فيه وقد كـان أهلـه ) كاتب املقال

فلمـا رأوا أنــهم عطشـوا طلبـوا احنصار حنو شهرين فقطع عنهم املـاء يف

ملوحدين فلم جييبوهم إىل ذلك إال على حكم األمري فامتنعوا من التأمني من ا

.ذلك حىت أجهدهم العطش فرتلوا بعد قتل تاشفني بثالث أيام

أخربين أبو احلسن الطراز وكان ممن حصـر بـوهران أن : قال الكاتب األشريي

العطش انتهى بالناس إىل أن مـات يف اليـوم الواحـد الثالثـون واألربعـون بـني

وملا خرجوا انطرحوا على املاء حىت مات بعضـهم ملـا روي وبعـد ء ورجال نسا

.ذلك حكم عبد املؤمن قبحه اهللا بقتلهم فاستؤصلوا عن آخرهم

٢٣

مات أكثرهم بـالعطش إىل ملا اشتد القتال على أهل وهران : وقال ابن جبري

أن خرجوا على حكم الربابر الذين يسمون باملوحدين فقتلوهم أمجعني كبارا

بعد ثالثة أيام من قتل تاشفني وذلك يوم عيد الفطر من سنة تسـع وصغارا

.وثالثني ومخسمائة

خـافوا خوفـا ملا وصل إىل أهل تلمسان ما جرى ألهل وهران : وقال ابن جبري

شديدا وفر مجيع من كان فيها من ملتونة وخدامهم مع الصحراوي إىل فاس

ن الصحراوي كان قد نزل خبارجها وذلك قبل وصول عبد املؤمن إىل تلسمان أل

عازما أن حيلق تاشفني فبلغه خربه فتوجـه إىل فـاس فوقعـت يف أهـل البلـد

ضجة عظيمة وضجوا خائفني على أنفسـهم فلمـا مسعـوا بإقبـال عبـد

املؤمن إليهم ختريوا من أعيام ستني رجال كمـا تقـدم ذكـره وبعثـوا ـم

فقتلـوهم أمجعـني ومل يـنج فوقعـوا يف مجـع كـبري يطلبون العفو منهم

فزاد خوفهم وعظم أمرهم فلما قرب عبد املؤمن من تلسمان منهم إال إثنان

فجـردهم خرج إليـه الطلبـة واألعيـان والصـبيان يرغبـون يف العفـو عنـهم

يومئذ واألمري عبد املـؤمن املوحدون من أثوام وقتل يصالتن مجاعة منهم

م ودخـل عبـد املـؤمن تلسـمان واقف ومعه أبو إبراهيم من أصحاب مهديه

يف فندق كليال وأقام سبعة أشهر مث وىل عليها سليمان بـن وقتل فيها خلقا

٢٤

حممد بن واندين اهلنتـايت ورحـل إىل منازلـة فـاس يف ربيـع األخـري مـن عـام

.أربعني

)٢٧ص (فتح مراكش

ويف سنة إحدي وأربعني ومخسمائة كان نزول عبد املؤمن جببل إجليز والزم

ر مراكش يف أول يوم احملرم من سنة إحـدى وأربعـني ومخسـمائة فأقـام حصا

عليها تسعة أشهر ومثانية عشر يومـا وكثـرت العسـاكر لديـه ووفـد كبـار

الرجال من البالد عليه مثل أيب الغمر ابن عزون الثائر بشـريش وابـن محـدين

وغريمها وكان اللمتونيون بداخل مـراكش يف عـدة مـن كبـارهم وبقيـة مـن

شادهم وأمريهم إسحاق بن علي بن يوسف وكان صبيا صـغريا فـأمرهم أح

باخلروج إىل حرب النازلني عليهم فعزموا على قتاهلم وخرجوا إليهم خبيلهم

ورجلهم يف حنو مخسة آالف ومخسـمائة مـن الفرسـان ومـن الرجـال مـا ال

حيصى عددهم كثرة ووصلوا جبمعهم إىل حملة املوحدين وكان عبـد املـؤمن

أصحابه أن يكمنوا هلم وال يظهر أحد منهم فلما استحر النـهار وعـم أمر

عسكر اللمتونيني االغترار خرجت عليهم الكمائن فـازموا يف احلـني وولـوا

أدبارهم والسيف يصفح رقام وميحوا آثارهم واتـبعهم عسـكر املوحـدين

وقتلـوا مـن فرسـام إىل باب دكالـة وأخـذوا مـن خيلـهم حنـوا ثالثـة آالف

.،هكذا ذكر ابن صاحب الصالةورجاهلم ما ال حيصى كثرة

٢٥

فلما طال عليهم احلصار تسعة أشـهر ومثانيـة عشـر يومـا هلكـوا : قال

وأكل أهل السجن بعضـهم جوعا طول هذه املدة وضاقوا حىت أكلوا اجليف

بعضا وعدمت احليوانات كلها وعدمت احلنطة بأسهرا وطلب إسحاق خمازن

: شيئا ،قال أبو عبد اهللا بن عبيدة كاتب إسـحاق املـذكور أبيه فلم جيد فيها

فعجزت عساكر اللمتـونيني عـن الـدفاع واالمتنـاع بضـعف العـدد والعـدة

.وكثرة الضيق ،وفتحت مراكش حينئذ

الكبـار والصـغار واألطفـال ) املـدنيني (قتل احلضر

)٤٠٣-٤٠٢ص (

فبعـث إليـه ويف سنة إحدى ومخسني وستمائة جاهر علي بن يدر بعنـاده

املرتضى عسكرا من املوحـدين أجنـاده فحـاربوه فلـم يقـدروا عليـه بشـيء

فقفلوا رحلني إىل مراكش وكان بتارودانت أحد أشياخ املوحـدين مـع مجاعـة

من أجناد املسلمني والنصارى ساكنني هنالك وفيها كانت زلزلة عظيمـة يف

ت كائنـة أجنـاد ويف هـذه السـنة كانـ . بالد الغرب اهتـزت األرض مبـن عليهـا

النصارى الذين أرادوا أن يقوموا على األمري أيب حيىي يغمراسان ببلد تلمسـان

،وذلك أنـه ملا أراد أبـو حيـىي يغمراسـان بـن زيـان أن يظهـر مـا عنـده مـن

العســاكر واألجنــاد علــى جتــني مغــراوة وبــين عبــد الــود فــأمر خبــروج أجنــاد

٢٦

ب الرمادين كلهم أمجعني ،وكان املسلمني والنصارى مدرعني فخرجوا على با

قد اجتمع عنده بتلمسان على ما ذكـره الثقـات مـن أهلـها حنـو ألفـني مـن

فلما . الرجال والفرسان ،وقال بعضهم ثالثة آالف ووقع بينهم يف ذلك اخلالف

خرج يغمرسان برسم امليز من تلسمان واجتمع عليـه األجنـاد مـن بـين عبـد

اك مبقربـة مـن موضـع كـان يعـرف بقصـر الواد واألجناد والقواد فوقـف هنـ

الشعراء ووقف جتني ومغراوة قريبا منه حبومة أخرى ووقـف أجنـاد املسـلمني

ناحية وأجناد الروم ناحية أخروا وقوفا قد عملوا صفوفا صـفوفا إىل أن كـان

ــوم ــل اهللا من ــلمني فعج ــدر املس ــأرادوا غ ــفوفهم ف ــوفهم وص ــر وق آخ

.وحتوفهم

و حيىي للميز قدم املسلمني وميزهم وإىل جانبه األميـن وذلك أنـه ملا وقف أب

جوزهم وأمري مبيز الروم وكانوا مدرعني جمتمعني ،وكـان املسـلمون متفـرقني

غري جمتمعني وال مدرعني ،ومل يتأهبوا لقتال وال خطر هلم ذلـك ببـال ،فلمـا

شرع يف متييزهم وقف قوادهم أمامه وكانوا عشـرة إىل أن ميـز أكثـر فارسـا

د فارس وقادهم الكبري املسمى بدجنيل جيتهد يف متييزهم وجتويزهم واقـف بع

بعالمه إىل أن قبل إىل االمري يغمرسـان وهـو مـدرع بدرعـه مـع مجاعـة مـن

مجعه برسم لقائه له واجتماعه فجاء يعانقه بذراعـه فأدخـل رأسـه حتـت

ذراعه ،فهمز أبو حيىي فرسـه وأخـرج مـن حتـت ذراعـه رأسـه بعـد تـرك بيـد

امته وجد يف أتباعه حني افتراقه منه وانتزاعه فدخل املخزي الكافر الغادر عم

٢٧

املاكر يف مجلة أصحابه الروم ،وحرمه اهللا ما كـان مـن الغـدر يـروم ،وقامـت

هوشة عظيمة يف ذلك اليوم املعلوم ،وعمل أبو حيـىي املـذكور إحرامـه علـى

ىل أن ميـزوا كالمـه عصاه وصاح يف الناس يا آل عبد الوادي غـدرمت يـا زناتـة إ

فقد كان الناس اشاعوا أنـه قتل وذاق محامه ،وكان يف ذلك اليـوم هـول يـوم

القيامة وفر جتني ومغراوة حني رأوا ذلك إىل أن وصلهم اخلرب بكالمـه وحياتـه

راجعـني ) كاتـب املقـال –بفـتح الكـاف وتشـديد الـراء بفـتح أيضـا (فكـروا

ا بـه خلفـه وأمامـه ،وانعقـدت ،وتراجعت الناس إليه من كـل مكـان فحفـو

الساقة عليه حينئذ بعساكره وطبوله وأعالمه ،وكان جتني ومغراوة قد قدروا

حني قامت تلك األهوال والـتحم بـني املسـلمني والـروم القتـال ،أنــها حيلـة

عليهم حىت بعث أبو حيىي يغمرسان مـن أعلمـه بـاخلرب إلـيهم ،وكـان ظـن

قوم بينهم ،فدبروا غدرهم ومكـرهم سـببا النصارى دمرهم اهللا أن الفتنة ت

حلينهم ،فلما اجتمعت الفرسان على أيب حيىي يغمرسان بن زيـان أمـر بغلـق

قتل األعداء الكفار فروى مـن باب تلسمان ،وأطلق أيدي الفرسان األحرار على

ومل يـأيت دمائهم غلل االسنة والسفار واستأصلوهم بالقتـل طـول النـهار

الفرار بل حصروهم يف موضع وداروا عليهم دور السوار للفكرة يف ذلك اليوم

ــغار ، ــهم والص ــار من ــاهلم الكب ــاهلم وأطف ــد عي ــر يف البل ــل احلض وقت

،واسـتغىن يف ذلـك ،واستأصلوهم بالقتل والنهب والسلب يف دواخل الـديار

بعضهم ومل يبق مـن الكفـرة يف ذلـك اليـوم يف داخـل البلـد وخارجـه ديـار

٢٨

مجلة من املسلمني الفرسان أوهلم أخو يغمرسان ،واستشهد يف ذلك اليوم

.حممد بن زيان

@b�ßb‚@Z„íŠbnÛa@À@ÝßbØÛa@

ïãbrÛa@‡Ü�albnØÛa@åß@@

)٢٤٠ص (الثينذكر وقعة

عشرةاثنيتسنة

ملا وصل كتاب هرمز إىل أردشري خبرب خالـد أمـده بقـارن بـن قريـانس ،فلمـا

معوا ورجعوا ومعهم قباذ وانوشجان ار لقيته املنهزمون فاجت ١انتهى إىل امل

وسار إلـيهم خالـد فلقـيهم واقتتلـوا فـربز قـارن -وهو النهر –،ونزلوا الثين

فقتله معقل بن األعشى بن النباش ،وقتل عاصم أنو شجان ،وقتل عدي بـن

حامت قباذ ،وكان شرف قارن قد انتهى ومل يقاتل املسلمني بعده أحـدا انتـهى

٢٩

سـوى مـن غـرق عظيمة يبلغون ثالثني ألفـا لةمقتوقتل من الفرس شرفه ،

،ومنعت املياه املسلمني من طلبهم وقسم الفيء وأنفذ األمخاس إىل املدينة

،وكانت الغنيمة عظيمى وسىب عياالت املقاتلة وأعطى األسالب من سلبها

،وأخذ اجلزية من الفالحني وصاروا ذمة ،وكان يف السيب أبـو احلسـن البصـري

،وأمر على اجلند سعيد بن النعمان وعلى احلرز سويد بن مقرن ،وكان نصرانيا

.املزين وأمره برتول احلفري ،وأقام يتجسس األخبار

)٢٤٢-٢٤١ص ( وهو على الفراتذكر وقعة أليس

سنة اثنيت عشرة

ملا أصاب خالد يوم الوجلة ما أصاب من نصارى بكر بن وائـل الـذين أعـانوا

هم فكاتبوا الفـرس واجتمعـوا علـى ألـيس الفرس غضب هلم نصارى قوم

عتيبـة بـن : وعليهم عبد األسود العجلي وكان مسـلمو بـين عجـل منـهم

أشد النهاس وسعيد بن مرة وفرات بن حيان ومذعور بن عدي واملثىن بن الحق

وكتب أردشري إىل من جاذويـه وهـو بقشـيناثا ، الناس على أولئك النصارى

لعـرب بـأليس فقـدم مـن جاذويـه إىل أردشـري يأمره بالقدوم على نصارى ا

ليشاوره فيما يفعل فوجده مريضا فتوقف عليه فاجتمع على جابان نصارى

وكان ، وعرب الضاحية من أهل احلرية عجل وتيم الالت وضبيعة وجابر بن جبري

٣٠

ار إلـيهم وال يشـعر بـدنو جابـان خالد ملا بلغه جتمع نصارى بكر وغريهم سـ

أنعاجلـهم أم نغـدي النـاس وال : بـأليس قالـت العجـم لـه فلما طلع جابان ،

. إن تركوكم فتهاونوا م : نريهم أنا حنفل م مث نقاتلهم فقال جابان

وبسطوا الطعام وانتهى خالد إليهم وحط األثقال فلما وضعت ،فعصوه

توجه إليهم وطلب مبارزة عبد األسود وابن أجبر ومالـك بـن قـيس فـربز إليـه

. بينهم فقتله خالد وأعجل األعاجم عن طعامهممالك من

أمل اقل لكم واهللا ما دخلتين من مقـدم جـيش وحشـة : فقال هلم جابان

موا الطعـام فـإن ظفـرمت حيث مل تقدروا على األكـل فسـ : إال هذا وقال هلم

. وإن كانت هلم هلكوا بأكلهفأيسر هالك

ا توقعهم ثبوتو كلبا ون يزيدهم فلم يفعلوا واقتتلوا قتاال شديدا واملشرك

اللهم إن هزمتهم فعلـي : قدوم من جاذويه فصابروا املسلمني فقال خالد

. أن ال أســتبقي منــهم مــن أقــدر عليــه حــىت أجــري مــن دمــائهم ــرهم

فـاقتلوه . األسـراء األسـراء إال مـن امتنـع : فازمت فارس فنادى منادي خالد

. ل م من يضرب أعناقهم يوما وليلةفأقبل م املسلمني أسراء ووك

٣١

لـو قتلـت أهـل األرض مل جتـر دمـاؤهم ،فأرسـل : فقال له القعقاع وغريه

عليها املاء ترب ميينك ،ففعل ومسى ر الدم ،ووقف خالد على الطعام وقـال

بفتح النون والفاء وضم الكاف وامليم ،واملقصـود (للمسلمني قد نفلتكموه

فتعشى به املسلمون ،وجعل من مل ير الرقـاق يقـول . )الكاتب-نفلتكم إياه

،وكانت الوقعة يف صفر وبلغ عدد القتلى سبعني ألفا ما هذه الرقاع البيض ،

فأصابوا فيها -وقيل امسها منيشيا–فلما فرغ من أليس سار إىل أمغيشيا

ما مل يصيبوا منه مثله ألن أهلها أعجلـهم املسـلمون أن ينقلـوا أمـواهلم

،وكراعهم وغـري ذلـك وأرسـل إىل أيب بكـر بـالفتح ،ومبلـغ الغنـائم ،وأثاثهم

عجزت النساء أن يلدن : فلما بلغ ذلك أبا بكر قال والسيب ،وأخرب أمغيشيا ،

.مثل خالد

)٢٤٢ص (ذكر وقعة يوم فرات بادقلي وفتح احلرية

)الكاتب-احلرية هي مدينة تارخيية موجودة يف العراق (

سنة اثنا عشرة

سار خالد من من أمغيشيا إىل احلرية ،ومحل الرجال واألثقال يف السـفن مث

فخرج من مرزبان احلرية وهو األزاذبه فعسكر عند الغريني وأرسل ابنه فقطلع

٣٢

املاء عن السفن فبقيـت علـى األرض فسـار خالـد يف خيـل حنـو ابـن األزاذبـه

ب منـه األزاذبـه ،فلقيه على فرات بادقلي وقتل أصحابه ،وسار حنو احلرية فهر

،وكان قد بلغه موت أردشري وقتل ابنه فهرب بغري قتال ،ونزل املسـلمون عنـد

الغريني وحتصن أهل احلـرية فحصـرهم يف قصـورهم ،وكـان ضـرار بـن األزور

حماصرا القصر األبـيض وفيـه إيـاس بـن قبيصـة الطـائي وكـان ضـرار بـن

وكـان ضـرار بـن اخلطاب حماصرا قصر الغريني ،وفيه عدي بن عدي املقتـول

مقرن املزين عاشر عشرة إخوة حماصرا قصر ابن مازن ،وفيه ابن أكـال ،وكـان

املثىن حماصرا قصر ابن بقيلة ،وفيه عمرو بن املسيح بـن بقيلـة ،فـدعوهم

فـافتتحوا ،وقاتلـهم املسـلمون مجيعا وأجلوهم يوما وليلة فأيب أهل احلرية

يا أهل القصـور مـا : يسون والرهبان فنادى القس الدور واألديار وأكثروا القتل

.يقتلنا غريكم

التنكيـــل بالنـــاس بإصـــابة و( ذكـــر فـــتح األنبـــار

)٢٤٦-٢٤٥ص ()عيوم

سنة اثنا عشرة

مث سار خالد على تعبيته إىل األنبار وأمنـا مسـي األنبـار ألن أهـراء الطعـام

كانت ا أنابري وعلـى مقدمتـه األقـرع بـن حـابس فلمـا بلغهـا أطـاف ـا

٣٣

وأنشب القتال وكان قليل الصرب عنه وتقدم إىل رماته فأوصاهم أن يقصدوا

،فسميت تلك الوقعـة ذات مث تابعوا فأصابوا ألف عني عيوم رشقا واحدا ،

العيون ،وكان على من ا من اجلند شريزاد صـاحب سـاباط ،فلمـا رأي ذلـك

بـل أرسل يطلب الصـلح علـى أمـر مل يرضـه خالـد ،فـرد رسـله وحنـر مـن إ

،فاجتمع املسلمني والكفـار العسكر كل ضعيف وألقاه يف خندقهم مث عربه

فأرسل شريزاد إىل خالد وبذل له ما أراد فصـاحله علـى أن يلحقـه . يف اخلندق

مبأمنه يف جريدة ليس معهم من متاع شيء وخرج شريزاد إىل مـن جاذويـه

.،مث صاحل خالد من حول األنبار وأهل كلواذى

قتل املهزومني حـىت بعـد أن و( التمر ذكر فتح عني

)٢٤٦ص ()يطلبوا األمان

)الكاتب-غرب كربالء تقع يف العراقعني متر هي منطقة(

سنة اثنا عشرة

وملا فرغ خالد من األنبار استخلف عليها الزبرقان بن بدر وسار إىل عـني متـر

عقة يف بن رام جوبني يف مجع عظيم من العجم وعقة بن أيب وا مهران

. من النمر ،وتغلب وإياد وغريهم ،فلما مسعوا خبالـد . مجع عظيم من العرب

٣٤

إن العرب أعلم بقتال العرب فـدعنا : )الكاتب-بكسر امليم (هرانقال عقة مل

قال صدقت فأنتم أعلم بقتال العرب وإنكم ملثلنـا يف قتـال العجـم . وخالدا

كم فالمه أصحابه من الفرس ناعفجدعه واتقى به ،وقال وإن احتجتم إلينا أ

ـه قد جاءكم من قتل ملـوككم وفـل حـدكم . على هذا القول فقال هلم إن

فاتقيته م فإن كانت لكم علـى خالـد فهـي لكـم وإن كانـت األخـرى مل

يبلغوا منهم حىت يهـنوا فنقاتلهم وحنن أقوياء ،فاعترفوا له وسار عقـة إىل

،وهويقيم صفوفه فاحتضـنه خالد فالتقوا فحمل خالد بنفسه على عقة

،فلمـا بلـغ اخلـرب فأسـر أكثـرهم غـري قتـال وأخذه أسريا وازم عسكره من

مهران هرب يف جنده وتركوا احلصن فلما انتهى املنهزمون إليـه حتصـنوا بـه

فنازهلم خالد فطلبوا منه األمان ،فأىب فرتلوا على حكمـه فأخـذهم أسـرى

،ووجـد يف احلصن وغنم ما فيه ،وقتل عقة مث قتلهم أمجعني وسىب كل من

يف بعيتهم أربعني غالما يتعلمون اإلجنيل فأخذهم فقسمهم يف أهل الـبالء

منهم سريين أبو حممد ونصري أبو موسى ،ومحران موىل عثمـان ،وأرسـل إىل

.أيب بكر باخلرب واخلمس

)٣٣٠ص (ذكر ليلة اهلرير وقتل رستم

سنة أربع عشرة

٣٥

رمى بنفسه فيه واقتحمه هـالل عليـه وأخـذ ومضى رستم حنو العتيق ف

فضرب جبينـه بالسـيف حـىت قتلـه مث ألقـاه بـني أرجـل برجليه مث خرج به

فأطافوا به " قتلت رستم ورب الكعبة ،إيل إيل : " ،مث صعد السرير وقال البغال

وكربوا فنله سعد سلبه ،وكان قد أصابه املاء ومل يظفر بقلنسوته ولو ظفر

.ا مائة ألفا لكانت قيمته

وقيل إن هالال ملا قصد رستم رماه رسـتم بنشـابة أثبـت قدمـه بالركـاب

" قتلـت رسـتم : "فحمل هالل فضربه فقتلـه ،مث احتـز رأسـه وعلقـه ونـادى

العبـور الينوس على الردم ونادى الفـرس إىل ،فامزم قلب املشركني وقام اجل

فـوخزهم املسـلمون وأما املقترنـون فإنــهم جشـعوا فتـهافتوا يف العتيـق

.برماحهم فما أقلت منهم خمرب ،وهم ثالثون ألف

وقتل من املسلمني قبل ليلة اهلرير ألفان ومخسمائة ،وقتل ليلـة اهلريـر

ويوم القادسية ستة آالف فدفنوا يف اخلندق حيال مشرق ،ودفن من كان قبـل

مل ،فجمـع منـها شـيء ومجعت األسالب ،واألموال ليلة اهلرير على مشرق ،

ـجمع قبله وال بعده .ي

)٣٤٤ص (ذكر فتح حلب

٣٦

سنة مخس عشرة

وفيها سير أبو عبيدة بن اجلراح جيشا مـع مسـرية بـن مسـروق العبسـي

فسلكوا درب بغراس من أعمال أنطاكية إىل بالد الـروم ،وهـو أول مـن سـلك

ذلك الدرب فلقي مجعا للروم معهم عـرب مـن غسـان وتنـوخ وإيـاد يريـدون

مث حلـق بـه مالـك فأوقع م وقتـل منـهم مقتلـة عظيمـة رقل ، اللحاق

.األشتر النخعي مددا من قبل أيب عبيدة وهو بأنطاكية فسلموا وعادوا

مـع ) مدينة بالثغور بني بالد الشام وبالد الروم (وسري جيشا آخر إىل مرعش

آخـر ،وسري جيشـا إجالء أهلها باألمان وأخرا خالد بن الوليد ففتحها على

وإنـما مسي احلـدث ألن املسـلمني " احلدث"مع حبيب بن مسلمة إألى حصن

درب احلـدث وقيـل ألن : لقوا عليه غالما حـدثا فقاتلـهم يف أصـحابه فقيـل

درب احلــدث ،وكــان بنــو أميــة يســمونه درب : املســلمني أصــيبوا بــه فقيــل

.السالمة هلذا املعىن

)٣٤٤ص ( وحصر غزةقيساريةفتح

عشرةسنة مخس

٣٧

قيسارية هي مدينة تارخيية تقع غرب فلسطني ،وهـي تعتـرب حاليـا قريـة (

)الكاتب-وليس مدينة

يف هذه السنة فتحت قيسـارية ،وقيـل سـنة تسـع عشـرة ،وقيـل سـنة

.عشرين

وكان سببها أن عمر كتب إىل يزيـد بـن أيب سـفيان أن يرسـل معاويـة إىل

ك فسـار معاويـة إليهـا فحصـر قيسارية ،وكتب عمر إىل معاوية يأمره بـذل

مث زاحفـوا آخـر . أهلها فجعلوا يزاحفونه وهو يهزمهم ويردهم إىل حصـنهم

وبلغت قتالهم يف املعركة مثانيني ألفا وكملـها يف هزميتـهم ذلك مستميتني

.مائة ألف وفتحها

)٤١٧-٤١٦ص (ذكر وقعة اوند

سنة واحد وعشرين

علــى اــردة فأنشــب القتــال فــأمر النعمــان القعقــاع بــن عمــرو وكــان

فأخرجهم من خنادقهم كأنـهم جبال حديد قد تواثقوا أن ال يفروا وقد قـرن

بعضهم بعضا كـل سـبعة يف قـران وألقـوا حسـك احلديـد خلفهـم لـئال

٣٨

ينهزموا ،فلما خرجوا نكص مث نكص واغتنمها األعـاجم ففعلـوا كمـا ظـن

م علـى األبـواب وركـوم فلم يبق أحد إال من يقـو . هي هي : طليحة وقالوا

،وحلــق القعقــاع بالنــاس وانقطــع الفــرس عــن حصــنهم بعــض االنقطــاع

واملسلمون على تعبية يف يوم مجعـة صـدر النـهار وقـد عهـد النعمـان إىل

الناس عهده وأمرهم أن يلزمـوا األرض وال يقـاتلوا حـىت يـأذن هلـم ففعلـوا

موم حىت أفشـوا وأقبل املشركون عليهم ير . واستتروا باحلجف من الرمي

فيهم اجلراح وشكا بعض الناس وقـالوا للنعمـان أال تـرى مـا حنـن فيـه فمـا

.تنتظر م ؟ أئذن للناس يف قتاهلم

وانتظر النعمان بالقتال أحب الساعات كانـت إىل رسـول . فقال رويدا رويدا

اهللا صلى اهللا عليه وسلم أن يلقـى العـدو فيهـا وذلـك عنـد الـزوال وتفيـؤ

ومهب الرياح ،فلما كان قريبا من تلك الساعة ركب فرسـه ،وسـار يف األفياء

: الناس ووقف على كل راية يذكرهم وحيرضهم ومينيهم الظفـر وقـال هلـم

إين مكبر ثالثا فإذا كربت الثالثة فإين حامل إن شـاء اهللا فـامحلوا وإن قتلـت

: مث قـال . األمري بعدي حذيفة ،فإن قتل ففالن حىت عد سبعة آخرهم املغـرية

اللهم أعز دينك وأنصر عبادك ،واجعل النعمان أول شهيد اليـوم علـى إعـزاز

.دينك ونصر عبادك

٣٩

اللهم إنـي اسألك أن تقر عيين اليوم بفتح يكون فيه عـز : بل قال : وقيل

.اإلسالم واقبضين شهيدا

فبكى النـاس ورجـع إىل موقفـه فكـرب ثالثـا والنـاس سـامعون مطيعـون

لقتال ومحل النعمان والناس معـه وانقضـت رايتـه انقضـاض مستعدون ل

العقاب والنعمان معلم ببياض القباء والقلنسوة فاقتتلوا قتـاال شـديدا مل

يسمع السامعون بوقعة كانت أشد منها ومـا كـان يسـمع إال وقـع احلديـد

واـزم األعـاجم وقتـل منـهم مـا بـني وصرب هلم املسلمون صربا عظيما ،

،فلمـا أقـر ام ما طبق أرض املعركة دما يزلق الناس والدواب فيـه الزوال واالعت

.اهللا عني النعمان بالفتح استجاب له فقتل شهيدا زلق به فرسه فصرع

وقيل بل رمي بسهم يف خاصرته فقتله فسجأه أخوه نعـيم بثـوب وأخـذ

.الراية وناوهلا حذيفة ،فأخذها وتقدم إىل موضع النعمان وترك نعيما مكانه

اكتموا مصاب أمريكم حىت ننتظر ما يصنع اهللا فينا : "ل هلم املغرية وقا

فاقتتلوا فلما أظلم الليل عليهم اـزم املشـركون ". وفيهم لئال يهن الناس

وذهبوا ولزمهم املسلمني وعمي عليهم قصدهم فتركوه وأخذوا حنو اللـهب

يقع عليه الذي كانوا دونه باسبيذهان فوقعوا فيه فكان الواحد منهم يقع ف

ستة بعضهم على بعض يف قياد واحد فيقتلون مجيعا وجعل يعقرهم من

٤٠

فمات منهم يف اللهب مائة ألف أو يزيدون سـوى مـن قتـل يف حسك احلديد

.املعركة

)٤٢٥ص ( ثانياذانمهذكر فتح

سنة اثنتني وعشرين

قد تقدم مسري نعيم بن مقرن إىل مهذان وفتحها على يده ويـد القعقـاع

عمرو ،فلما رجعا عنها كفر أهلها مع خسروشنوم فلما قدم عهد نعـيم بن

من عند عمر ودع حذيفة وسار يريد مهذان وعاد حذيفـة إىل الكوفـة فخـرج

فاســتوىل علــى بالدهــا مجيعــا نعــيم بــن مقــرن علــى تعبيــة إىل مهــذان

،فلما رأى أهلها ذلك سألوا الصلح ففعل وقبل منهم اجلزية ،وقد وحاصرها

. إن فتحها كان سنة أربع وعشرين بعد مقتل عمر بستة أشهر:قيل

فبينما نعيم مذان يف إثين عشر ألفا من اجلند كاتب الديلم ،وأهل الري

أذبيجان إذ خرج موتا يف الديلم حىت نزل بواج روذ ،وأقبل الزبيين أبو الفرخـان

وحتصـن يف أهل الري ،وأقبل اسفنديار أخورستم يف أهل أذبيجـان فـاجتمعوا

منـهم امــراء املســاحل وبعثـوا إىل نعــيم بــاخلرب فاسـتخلف يزيــد بــن قــيس

اهلمذاين وخرج إليهم فاقتتلوا بواجد روذ قتاال شديدا وكانت وقعة عظيمة

٤١

وقتـل منـهم مقتلـة كـبرية ال تعدل اوند فـازم الفـرس هزميـة قبيحـة

ل من ـا فأرسلوا إىل عمر مبشرا فأمر عمر نعيما بقصد الري وقتا حيصون

.واملقام ا بعد فتحها

املصـاحلة علـى ( ذكر فـتح طـرابلس الغـرب وبرقـة

)٤٢٩-٤٢٨ص ()جزية يبيعون من أوالدهم فيها

سنة اثنتني وعشرين

وكان سبب مسري الرببر إليها وإىل غريها من الغـرب أـم كـانوا بنـواحي

وطلبـوا فلسطني من الشام وكان ملكهم جالوت ،فلما قتـل سـارت الربابـر

الغرب حىت إذا انتهوا إىل لوبية ،ومافية ومها كورتان من كور مصـر الغربيـة

تفرقوا فسارت زناتة ،ومغية ومهـا قبيلتـان مـن الرببـر إىل الغـرب فسـكنوا

اجلبال وسكنت لواتة أرض برقة وتعرف قدمية بأنطابلس وانتشروا فيها حـىت

سة إىل مدينة سربة وجال ونزلت نفو . بلغوا السويس ونزلت هوارة مدينة لبدة

من كان ا من الروم لذلك وقام األفارق وهم خدم الروم علـى صـلح يؤدونـه

فصـاحله أهلـها إىل من غلب على بالدهم ،وسار عمروا بن العاص كما ذركنا

على ثالثة عشر ألف دينار يؤدوا جزية وشـرطوا أن يبيعـوا مـن أوالدهـم يف

.جزيتهم

٤٢

)٣٥٨ص (ها إيوان كسرىذكر فتح املدائن اليت في

سنة ست عشرة

عزم اهللا لنا ولـك علـى الرشـد فافعـل فنـدب النـاس إىل : فقالوا مجيعا

من يبدأ وحيمي لنـا الفـراض حـىت تتالحـق بـه النـاس لكـي ال : العبور ،وقال

مينعهم من العبور ؟ انتدب له عاصم بن عمرو ذو الباس يف ستمائة من أهـل

اصــما فقـدمهم عاصــم يف ســتني فارســا النجـدات فاســتعمل علــيهم ع

وجعلهم على خري ذكور وإنـاث ليكـون أسـلس لسـباحة اخليـل ،مث اقتحمـوا

.دجلة

فلما رآهم األعـاجم ومـا صـنعوا أخرجـوا للخيـل الـيت تقـدمت مثلـها

: فاقتحهموا عليهم دجلة فلقوا عاصما وقد دنا من الفرائض فقال عاصـم

يون فالتقوا فاطعنوا وتوخــى املسـلمني الرماح الرماح أشرعوها وتواخوا الع

وحلقهم املسلمون فقتلوا أكثرهم ،ومن جنا منهم صار أعور عيوم فولـوا ،

،وتالحق الستمائة بالستني غري متعتعني ،وملا رأى سـعد عاصـما من الطعن

قولـوا نسـتعني بـاهللا : على الفراض قد منعها أذن للناس يف االقتحام وقـال

٤٣

نا اهللا ونعم الوكيل ،واهللا لينصرن وليه وليظهرن دلينـه ونتوكل عليه حسب

.وليهز من عدوه وال قوة إال باهللا العلي العظيم

)٤٠٨-٤٠٧ص (ذكر فتح مصر

سنة عشرين

مث إن عمرا سار إىل اإلسكندرية وكان من بني اإلسكندرية والفسـفاط مـن

ويـروم األسـكندرية نغزوه قبل أن يغزونـا : الروم والقبط قد جتمعوا له وقالوا

،وسـار حـىت بلـغ وقتـل منـهم مقتلـة عظيمـة فالتقوا واقتتلوا فهزمهم ،

االسكندرية ،فوجد أهلها معدين لقتاله ،فأرسل املقوقس إىل عمـرو يسـأله

لقد لقينا ملككم األكـرب هرقـل : "اهلندنة إىل مدة فلم جيبه إىل ذلك ،وقال

".فكان منه ما بلغكم

فـاغلظوا لـه يف . فـنحن أوىل باإلذعـان : صـدق فقال املقـوقس ألصـحابه

،وفتحهـا عمـروا وحصروهم ثالثة أشهر القول وامتنعوا فقاتلهم املسلمون

.عنوة وغنم ما فيها وجعلهم ذمة

٤٤

على أن خيرج من اثين عشر ألف دينار إن املقوقس صاحل عمرا على : وقيل

.فيها عمرو جندااالسكندرية من أراد اخلروج ويقيم من أراد القيام وجعل

وكان من السيب أبو مرمي عبد اهللا بن عبد الرمحن فاختـار اإلسـالم ،وصـار

إن مصـر دخلـت عنـوة وأهلـها : وكان ملوك بـين أميـة يقولـون . عريف زبيد

.ذلككد عليهم كيف شئنا ومل يكن نزيعبيدنا

@‡Ü�a÷ßb©albnØÛa@åß@@

أيام سبع آالف يف قتل (ذكر خروج العالء باألندلس

)١٧٩-١٧٨ص ()فقط

وفيها سار العالء بن مغيث اليحصيب من أفريقية إىل مدينة بناحية مـن

األندلس ولبس السواد ،وقام بالدولة العباسية ،وخطـب للمنصـور ،واجتمـع

إليه خلق كـثري ،فخـرج إليـه األمـري عبـد الـرمحن األمـوي فالتقيـا بنـواحي

ء وأصـحابه ،وقتـل منـهم يف املعركـة مث حتاربا أياما فـازم العـال إشبيلية ،

،وأمر بعض التجار حبمـل رأسـه ورؤوس مجاعـة مـن سبعة آالف وقتل العالء

٤٥

مشاهري أصحابه إىل القريوان ،والقائها بالسـوق سـرا ففعـل ذلـك ،مث حمـل

منها شيء إىل مكة فوصلت وكان ا املنصور وكان مع الرؤوس لواء أسـود

.ءوكتب عليه كتبه املنصور للعال

)٢٥٨-٢٥٧ص (ذكر خمالفة أيب األسود باألندلس

أي يف سنة مثان وستني ومائة على حسب ما ورد يف املرجـع (يف هذه السنة

بـن عبـد الـرمحن الفهـري ثار أبو األسود حممد بن يوسف ) الكاتب-نفسه

ان من حديثه أنه كان يف سجن عبد الرمحن بقرطبـة مـن حـني باألندلس وك

هرب أبوه وقتل أخوه عبد الرمحن على ما تقدم ،وحبس أبـو األسـود وتعـامى

يف احلبس ،فصار حياكي العميان وال يطرف عينـه لشـيء ،وبقـي دهـرا طـويال

.حىت صح عند األمري عبد الرمحن األموي ذلك

ي إىل النـهر األعظـم خيـرج منـه وكان يف أقصـى السـجن سـرداب يفضـ

املسجونون فيقضون حوائجهم من غسل وغريه ،وكان املوكلون يهملـون أبـا

من يدل األعمى على موضعه ،وكان : األسود لعماه فإذا رجع من النهر يقول

موىل له حيادثه على شاطئ النهر وال ينكر عليه فواعده أن يأتيه خبيل حيملـه

ظـره ،فعـرب النـهر سـباحة ،وركـب اخليـل وحلـق عليه فخرج يوما ومـواله ينت

بطليطلة فاجتمع له خلق كثري فرجع م إىل قتـال عبـد الـرمحن األمـوي

٤٦

فالتقيا على الوادي األمحر بفلسطلونة ،واشتد القتال مث اـزم أبـو األسـود

سوى من تردى يف النهر وأتبعه األموي يقتل من وقتل من أصحابه أربعة آالف

قلعة الرباح ،مث مجع إىل قتال األمـوي يف سـنة تسـع وسـتني حلق حىت جاوز

فأخـذ عيالـه وقتـل ،فلما أحس مبقدمة األموي ازم أصحابه وهـو معهـم

،وبقي إىل سنة سبعني فهلك بقرية من أعمـال طليطلـة ،وقـام أكثر رجاله

.بعده أخوه قاسم ومجع مجعا فغزاه األمري فجاء إليه بغري أمان فقتله

)٢٥٨ص (ليطلة وقتل الزنادقةقتل يف طال

سنة مثان وستني ومائة

فقتـل وغـنم فدخل عليهم نائـب عبـد الـرمحن بطليطلـة يف عسـاكره

،مث عاد ساملا وقد تويف أبو القاسم بن واسول مقدم اخلـوارج الصـفرية وسىب

بسجلماسة فجأة يف صالة العشاء اآلخرة ،وكانت إمارته اثنيت عشرة سـنة

.ابنه إلياسوشهرا وويل بعده

وفيها سير املهدي سعيدا احلرشي يف أربعني ألفا إىل طربستان وفيها مات

عمر الكلوذاين صاحب الزنادقة وويل مكانه حممد بـن عيسـى بـن محدويـه

.فقتل من الزنادقة خلقا كثريا،

٤٧

)٢٨٩ص (ذكر غزاة هشام باألندلس

سنة مخسة وسبعني ومائة

ن مطروح أخذ اجليش ،وسار ـم إىل بـالد الفـرنج مث إن أبا عثمان ملا فرغ م

،وفـتح فظفر م وقتل منهم خلقـا كـثريا فقد ألبة والقالع فلقيه العدوا ،

وفيها سير هشـام أيضـا يوسـف بـن خبـت يف جـيش إىل جليقـة . اهللا عليه

وازمـت اجلاللقـة ،فلقي ملكهم وهو برمند الكرب فـاقتتلوا قتـاال شـديدا ،

،وفيها أنقاد أهـل طليطلـة إىل طاعـة األمـري هشـام ريوقتل منهم عامل كث

وفيها سجن هشام أيضا ابنه عبد امللك لشيء بلغـه عنـه فبقـي . فأمنهم

مسجونا حياة أبيه وبعض والية أخيه ،فتويف حمبوسـا سـنة مثـان وتسـعني

.ومائة

)٣٠٩ص (ة الفرنج باألندلس وذكر غز

سنة مثانني ومائة

٤٨

األندلس جيشا مع عبد الكرمي بـن مغيـث إىل يف هذه السنة سير صاحب

،وسـير فدخل البالد وبث السرايا ينهبون ويقتلون ،وحيرقون البالد بالد الفرنج ،

سرية ،فجازوا خليجا من البحر كان املاء قد جزر عنه وكان الفرنج قد جعلوا

أمواهلم وأهليهم وراء ذلك اخلليج ،ظنا منهم أن أحد ال يقدر أن يعرب إلـيهم

فغنم املسـلمني مجيـع مـاهلم ،وأسـروا فجاءهم ما مل يكن يف حسام ، ،

احلـرمي ،وعـادوا سـاملني إىل عبـد الكـرمي اوسـبو الرجال ،وقتلوا منهم فأكثروا

وسير طائفة أخرى فخربوا كثريا من بالد فرنسية ،وغنم أموال أهلها ،وأسروا ،

د ســبقوا ،فـأخربه بعـض األســرى أن مجاعـة مـن ملــوك الفـرنج قـ الرجـال

املسلمني إىل واد وعر املسلك على طـريقهم ،فجمـع عبـد الكـرمي عسـاكره

وسار على تعبية وجد السري ،فلم يشعر الكفار إال وقد خالطهم املسـلمون

.فوضعوا السيف فيهم ،فازموا وغنم ما معهم وعاد ساملا هو ومن معه

قتـل ثالثـني ( ذكر والية علـي بـن عيسـى خراسـان

م طريقـة الشـق إىل نصـفني يف قتـل ألفا واستخدا

)٣١٠ص ()غري احملاربني

سنة مثانني ومائة

٤٩

وقصـد وأرسل عيسى أصابه إىل اوق ،وجوين فقتلوا من ا مـن اخلـوارج ،

حىت وصل إىل القرى اليت كان أهلها يعينون محزة فأحرقها ،وقتل من فيها

عبـاس النفسـي ،ورجع وخلـف يـزرنج عبـد اهللا بـن ال زرنج ،فقتل ثالثني ألفا

فجىب األموال وسار ا فلقيه محزة بأسـفزار ،فقاتلـه فصـرب لـه عبـد اهللا

ومن معه من الصغد ،فـازم محـزة وقتـل كـثريا مـن أصـحابه ،وجـرح يف

مث خرج وسار يف القـرى وجهه ،واختفى هو ومن سلم من أصحابه يف الكروم ،

هر بن احلسني ،وكان علي بن عيسى قد استعمل طا يقتل وال يبقي على أحد

على بوشنج فسار إليه محزة وانتهى إىل مكتب فيه ثالثون غالمـا فقتلـهم

،وقتل معلمهم ،وبلغ طاهرا اخلرب فأتى قرية فيها قعد اخلوارج وهـم الـذين ال

وكـان يشـد الرجـل يقاتلون وال ديوان هلم ،فقتلهم طـاهر وأخـذ أمـواهلم ،

،فكتـب كل شجرة نصفه منهم يف شجرتني جيمعهما ،مث يرسلمها ،فتأخذ

العقد إىل محزة بالكف ،فكف عنهم وواعدهم وأمن الناس مدة وكـان بينـه

.وبني أصحاب علي بن عيسى حروب كثرية

)٣٤٦ص (ذكر غزو الفرنج باألندس

سنة واحد وتسعني ومائة

٥٠

يف هذه السنة جتهز لذريق ملك االفرنج باألندلس ،ومجع مجوعـه ،ليسـري

،ليصحرها فبلغ ذلك احلكم ،فجمع العساكر وسـيرها إىل مدينة طرطوشة

مع ولده عبد الرمحن فاجتمعوا يف جيش عظيم وتبعهم كثري من املتطوعة

،فساروا فلقوا االفرنج يف أطرف بالدهم قبل أن ينالوا من بالد املسلمني شيئا

،فاقتتلوا وبذل كل من الطائفتني جهده واستنفذ وسـعه ،فـانزل اهللا نصـره

فازم الكفار وكثر القتل فـيهم واألسـر ،وبـت أمـواهلم سلمني ، على امل

.،وأثقاهلم وعاد املسلمني ظافرين غامنني

ذكر الفتنة مـن أهـل طليطلـة وهـو وقعـة احلفـرة

)٣٤٤ص (

سنة إحد وتسعني ومائة

يف هذه السنة أوقع األمري احلكم بن هشام األموي صاحب األنـدلس بأهـل

يزيـد علـى مخسـة آالف رجـل مـن أعيـان أهلـها فقتل منهم مـا طليطلة

،وسبب ذلك أن أهل طليطلة كانوا قد طمعوا يف األمراء وخلعوهم مرة بعـد

أخرى ،وقويت نفوسهم حبصانة بلدهم وكثرة أمواهلم فلم يكونوا يطيعـوا

أمراءهم طاعة مرضية ،فلما أعيا احلكـم شـأم أعمـل احليلـة يف الظفـر

.س بن يوسف املعروف باملولد فعمروم ،فاستعان يف ذلك

٥١

ص ()التخريب واهلدم واإلحراق ( ذكر حصار بغداد

٣٩٣(

سنة سبع وتسعني ومائة

يف هذه السنة حاصـر طـاهر ،وهرمثـة ،وزهـري بـن املسـيب األمـني حممـدا

ببغداد ،فرتل زهري بن املسيب الضيب برقة كلواذي ونصب اانيق ،والعـرادات

يف األيام عنـد اشـتغال اجلنـد حبـرب طـاهر ،فريمـي ،وحفر اخلنادق ،وكان خيرج

يعشر أموال التجار بضم الياء واملقصود هو (بالعرادات ،ويعشر أموال التجار

.،فشكا الناس منه إىل طاهر) الكاتب-أخذ عشر أمواهلم

اح ـني وعمـل خنـدقا وسـورا ونـزل عبيـد اهللا بـن الوضـ فرتل اهلرمثة نهرب

بستان الذي بباب األنبار ،فلما نزله شق ذلـك علـى بالشماسية ونزل طاهر ال

األمني وتفرق ما كان بيده من األموال ،فأمر ببيـع مـا يف اخلـزائن مـن األمتعـة

احلربيـة بـإحراق وضرب آنيـة الـذهب والفضـة ليفرقهـا يف أصـحابه ،وأمـر

احلربية هي املال الذي يعـيش منـه الشـخص وبالتـايل تعـين هنـا ممتلكـات (

.فرميت بالنفط والنريان وقتل ا خلق كثري ،)تبالكا-الناس

٥٢

واستأمن إىل طاهر سعيد بن مالك بن قادم فواله األسواق ،وشاطئ دجلـة

،وما اتصل به وأمر حبفر اخلنـادق وبنـاء احليطـان يف كـل مـا غلـب عليـه مـن

فكثر اخلراب ببغداد واهلـدم ،فدرسـت املنـازل الدروب وأمده باألموال والرجال

ووكـل االمـني عليـا )الكاتـب -ملنازل أي محي أثرهـا مبعـىن هـدمت درست ا (

فأحل يف إحـراق افرامهرد بقصر صاحل ،وقصر سليمان بن املنصور إىل دجلة

.طاهر مثل ذلكالدور والدروب والرمي باانيق وفعل

)٤٢٦ص (ذكرة الغزاة إىل الفرنج

سنة مائتني

جيشا مع عبد الكرمي بن مغيـث ويف هذه السنة جهز احلكم أمري األندلس

وتوسط بالدهم إىل بالد الفرنج باألندس فسار بالعساكر حىت دخل بأرضهم

،كلما أهلك موضعا وصل إىل غريه فخرا وبها وهدم عدة من حصوا

،فاستنفذ خزائن ملوكهم ،فلما رأى ملكهم فعل املسلمني بـبالدهم كاتـب

جتمعت له النصرانية من كل ملوك مجيع تلك النواحي مستنصرا م فا

أوب فأقبل يف مجوع عظيمة بإزاء عسـكر املسـلمني بينـهم ـر فـافتتلوا

قتاال شديدا عدة أيام املسلمون يريدون أن يعربوا النهر وهم مينعون املسلمني

من ذلك فلما رأى املسلمون ذلك تـأخروا عـن النـهر فعـربوا إلـيهم فـاقتتلوا

٥٣

النهر فأخذهم السيف وار فمن عرب النـهر أعظم قتال فازم املشركون إىل

سلم ،وأسر مجاعة مـن كنـودهم وملـوكهم وقمامصـتهم ،وعـاد الفـرنج

ولزموا جانب النهر مينعون املسلمني من جواره فبقوا كذلك ثالثة عشر يومـا

يقتتلون كل يوم فجاءت األمطار وزاد النهر فتعذر جوازه فقفـل عبـد الكـرمي

.عنهم سابع ذي احلجة

lbnØÛa@åß@‘†b�Ûa@‡Ü�a@

)١٦ص ( حماصرة طليطلة ذكر

ومائتنية عشرتسعسنة

يف هذه السنة سري عبد الرمحن بن احلكم األموي صاحب األندلس جيشا

مع أمية بن احلكم إىل مدينة طليطلة فحصرها وكانوا قـد خـالفوا احلكـم

واشتد يف حصرهم وقطـع أشـجارهم وأهلـك زروعهـم وخرجوا عن الطاعة

فلم يذعنوا إىل الطاعـة فرحـل عنـهم ،وأنـزل بقلعـة ربـاح جيشـا علـيهم

ميسرة املعروف بفىت أيب أيوب ،فلما أبعدوا منه خـرج مجـع كـثري مـن أهـل

طليطلة لعلهم جيدون فرصة وغفلة من ميسرة فينالون منه ومن أصحابه

٥٤

فلما وصل أهل غرضا وكان ميسرة قد بلغه اخلرب فجعل الكمني يف مواضع ،

يطلة إىل قلعة رباح للغارة خرج الكمني عليهم مـن جوانبـهم ووضـعوا طل

وعـاد مـن سـلم منـهزما إىل أهـل طليطلـة السيف فيهم وأكثـروا القتـل

ومجعت رؤوس القتلى ومحلت إىل ميسرة فلما رأى كثرـا عظمـت عليـه ،

.وارتاع لذلك ووجد يف نفسه غما شديدا فمات بعد أيام يسرية

)٣٦ص (رمحن على طليطلة ذكر استيالء عبد ال

سنة اثنني وعشرين ومائتني

فد ذكرنا عصيان أهل طليطلة على عبد الـرمحن بـن احلكـم بـن هشـام

،فلمـا وانفاذ اجليوش إىل حماصـرا مـرة بعـد مـرة األموي صاحب األندلس

كان سنة إحدي وعشرين ومائتني خرج مجاعة من أهلها إىل قلعة رباح وا

وضيقوا عليها فاجتمعوا كلهم على حصر طليطلة عسكر لعبد الرمحن

وعلى أهلها وقطعوا عنهم باقي مرافقهم واشتدوا يف حماصـرم فبقـوا

.إىل أن دخلت سنة اثنتني وعشرين

)٤٥ص (فتح عمورية

٥٥

سنة ثالث وعشرين ومائتني

أريـد : فلما أصبح وكل أصحابه جبانيب الثلمة أمـرهم أن ال حيـاربوا وقـال

املعتصم خبرج إليه فصار بني يديـه والنـاس يتقـدمون إىل الثلمـة اخلروج إىل

ال ختشـوا : وقد أمسك الروم عن القتال حىت وصلوا إىل السور والروم يقولون

وهم يتقدمون ووندوا جالس عند املعتصم فأركبه فرسا وتقدم الناس حـىت

سـلمني صاروا يف الثلمة وعبد الوهاب بن علي بني يدي املعتصم يومئ إىل امل

بالدخول فدخل الناس املدينة فالتفت وندوا وضرب بيده على حليته فقال لـه

جئت أمسع كالمك فغدرت يب ،قـال املعتصـم كـل : مالك ؟ قال : املعتصم

وسار طائفـة كـبرية مـن الـروم إىل ...شيء تريده فهو لك ولست أخالفك قال

كان نـاطس ،و كنيسة كبرية هلم فأحرقها املسلمون عليهم فهلكوا كلهم

يـا : يف برجه حوله أصحابه فركب املعتصم ووقف مقابل ناطس فقيـل لـه

ناطس هذا أمري املؤمنني فظهر من الربج وعليه سيف فنحاه عنه ونزل حـىت

وقف بـني يديـه فضـربه سـوطا ،وسـار املعتصـم إىل مضـربه وقـال هـاتوه

.،فمشى قليال فأمر حبمله وأخذ السيف الروم

ى والسيب من كل وجه فأمر املعتصم أن يعزل منـهم وأقبل الناس باألسر

أهل الشرف ونقل من سواهم ؛وأمر ببيع املغامن يف عد مواضع فبيع منـها يف

أكثر من مخسة أيام وأمر بالباقي فأحرق ،وكان ال ينادي على شيء أكثـر مـن

٥٦

ثالثة أصوات مث يوجب بيعه طلبا للسرعة ،وكان ينادي على الرقيـق مخسـة

وهو الذي – عشرة طلبا للسرعة ،وملا كان يف بعض أيام املغامن مخسة ،عشرة

وثـب النـاس -كان عجيف وعد الناس أن يثور فيه املعتصم علـى مـا نـذكره

على املغامن فركب املعتصم والسيف يف يده وسار ركضا حنوهم فتنحوا عنه

،وكـان وأمر بعمورية فهـدمت وأحرقـت وكفوا عن النهب ،فرجع إىل مضربه

لست خلوان من شهر رمضان ،وأقام عليهـا مخسـة ومخسـني يومـا نزوله

.وفرق األسرى على القواد وسار حنو طرطوس

مجـــع الـــرؤوس (ذكـــر غـــزاة املســـلمني باألنـــدس

)٥٨ص ) (أكداسا

.سنة أربع وعشرين ومائتني

يف هذه السنة سري عبد الرمحن بن عبـد اهللا املعـروف بـابن البلنسـي إىل

إيل ألية والقالع فخرج املشركون إليه يف مجعهـم وكـان بالد العدو فوصلوا

وقتـل منـهم مـا ال بينهم حرب شديدة وقتـال عظـيم ،فـازم املشـركون

.حيصى ومجعت الرؤوس أكداسا حىت كان الفارس ال يرى من يقابله

٥٧

وفيها خرج لذريق يف عسكره وأراد الغارة على مدينة سـامل مـن األنـدلس

سى يف عسكر جرار فلقيه وقاتله فازم لذريق وكثر فسار إليه فرتون بن مو

ة بـإزاء ثـور القتل يف عسكره ،وسـار فرتـون إىل احلصـن الـذي بنـاه أهـل أليـ

.املسلمني فحصروه وافتتحه فهدمه

)٧٥ص ( صقليةذكر غزوات املسلمني يف جزيرة

سنة مثان وعشرين ومائتني

البحـر فـرتل مرسـى يف هذه السنة سار الفضل بن جعفـر اهلمـداين يف

ل وصـاروا مسيين وبث السرايا فغنموا غنائم كثرية واستأمن اليـه أهـل نابـ

فلم يقدر على أخذها فمضى وقاتل الفضل مدة سنتني واشتد القتال معه

طائفة من العسكر وستداروا خلف جبل مطل على املدينـة فصـعدوا إليـه

ر ومن معه ،فلما رأى أهل ونزلوا إىل املدينة وأهل البلد مشغولون بقتال جعف

،وفيهـا البلد أن املسلمني دخلوا علـيهم مـن خلـهم ازمـوا وفـتح البلـد

.فتحت مدينة مسكان

ويف سنة تسع وعشرين ومائتني خرج أبو األغلـب العبـاس بـن الفضـل يف

وقتـل منـهم مـا سرية فبلغ شرة فقاتله أهلها قتاال شديدا فازمت الروم

٥٨

واستشـهد مـن املسـلمني ثالثـة نفـر ومل يكـن ل يزيد على عشرة آالف رجـ

.بصقلية قبل مثلها

ويف سنة أربع وثالثني صاحل أهل رغوس وسلموا املدينـة إىل املسـلمني مبـا

.فهدمها املسلمون وأخذوا منها ما أمكن محلهفيها

ويف سنة مخس وثالثني سار طائفـة مـن املسـلمني إىل مدينـة قصـريانة

ــوا ــهافغنمــوا وســلبوا وأحرق ــوا يف أهل ــى صــفلية وقتل ،وكــان األمــري عل

للمسلمني حممد بن عبد اهللا بـن األغلـب فتـويف يف رجـب مـن سـنة سـت

أعظـم مدينـة يف جزيـرة : بلـرم (وثالثني ومائتني فكـان مقيمـا مبدينـة بلـرم

صقلية يف حبر املغرب على شاطئ البحـر ،سـورها شـاهق منيـع مـبين مـن

خيرج اجليوش والسرايا فتفتح فتغـنم فكانـت مل خيرج منها وإمنا كان ) احلجر

.إمارته عليها تسع عشرة سنة

ص (سذكر احلـرب بـني املسـلمني والفـرنج باألنـدل

١٢٠(

سنة أربع وأربعني ومائتني

٥٩

.سباألندلويف هذه السنة يف احملرم كان بني املسلمني والفرنج حرب شديدة

ن اخلالف على حممد بن وسبب ذلك أن أهل طليطلة كانو على ما ذكرنا م

عبد الرمحن صاحب األندلس وعلى أبيه من قبله فلما كان اآلن سار حممـد

يف جيوشه إىل طليطلة فلما مسع أهلها بـذلك أرسـلوا إىل ملـك جليفيـة

يستمدونه وإىل ملك بشـكنس فأمـداهم بالعسـاكر الكـثرية ،فلمـا مسـع

هلـم الكمنـاء حممد بذلك وكان قد قارب طليطلة عىب أصحابه وقد كمن

بناحية وادي سليط وتقدم إليهم وهو يف قلعة من العسـكر فلمـا رأى أهـل

طليطلة ذلك أعلموا الفرنج بقلة عـددهم فسـارعوا إىل قتـاهلم وطمعـوا

فلما تراءى اجلمعان وانتشب القتال خرجـت الكمنـاء مـن كـل جهـة فيهم ،

رؤوس على املشركني وأهل طليطلة فقتل منهم ما ال حيصى ومجـع مـن الـ

. فرقت يف البالدمثانية آالف رأس

)١٢٢ص (ذكر وثوب أهل محص بعاملهم

سنة إحدى وأربعني ومائتني

يف هذه السنة وثب أهل محـص بعاملـهم حممـد بـن عبدويـه وأعـام

عليه قوم من نصارى محـس فكتـب إىل املتوكـل بـذلك فكتـب إليـه يـأمره

٦٠

م فضرب منهم رجلني مبناهضتهم وأمده جبند من دمشق والرملة فظفر

من رؤسائهم حىت ماتا وصلبهما على باب محـص وسـري مثانيـة رجـال مـن

أشرافهم إىل املتوكل ،وظفر بعد ذلك بعشـرة رجـال مـن أعيـام فضـرب

وأمره املتوكل بإخراج النصـارى منـها وهـدم كنائسـهم وبإدخـال أعناقهم ،

.البيعة اليت إىل جانب اجلامع إىل اجلامع ففعل ذلك

)١٧٩ص (سكر غزو الفرنج باألندلذ

سنة واحد ومخسني ومائتني

يف هذه السنة سري حممد بن عبد الرمحن األموي صاحب األندلس جيشا

مع ابنه املنذر إىل بالد املشركني يف مجادى اآلخـرة فسـاروا وقصـدوا املالحـة

راب فلما عم املسلمون بالدهـم بـاخل والقالع ، وكانت أموال لذريق بناحية ألية

فـج : مجع لذريق عساكره وسار يريدهم فـالتقوا مبوضـع يقـال لـه والنهب

املركوين وبه تعرف هذه الغزاة فاقتلوا فازم املشركون إال أـم مل يبعـدوا

واجتمعوا ضبة بالقرب من موضع املعركة فتـبعهم املسـلمون ومحلـوا

وتـبعهم عليهم واشتد القتال فوىل الفرنج منـهزمني ال يلـوون علـى شـيء

وكانت هذه الوقعة ثاين عشر رجب ،وكان عدد ما املسلمون يقتلون ويأسرون ،

٦١

وكـان فتحـا أخذ من رؤوس املشركني ألفني وأربعمائة واثـنني وتسـعني رأسـا

.عظيما وعاد املسلمون

������ ��� �� �� )٢٧٩ص (ذآ� �� ا�

سنة تسع وسبعني ومائتني

،ملـك املسـلمون سرقوسـة وهـي مـن ويف هذه السنة رابع عشر رمضان

غزاهـا أعظم صقلية ،وكان سبب ملكها أن جعفر بن حممد أمـري صـقلية

وزرق قطانية ،طربمني ،ورمطة ،وغريها مـن بـالد صـقلية الـيت فأفسد زرعها

بيد الروم ونازل سرقوسة وحصرها برا وحبرا وملـك بعـض أرباضـها ،ووصـل

. أصابوها فتمكنوا مـن حصـرها مراكب الروم جند هلا فسري إليها أسطوال ف

فأقام العسكر حماصرا هلا تسعة أشهر وفتحت وقتل من أهلها عدة ألوف

وأصيب فيها من الغنائم ما مل يصب مبدينة أخرى ومل يـنج مـن رجاهلـا إال

فيهـا بعـد فتحهـا شـهرين مث هـدموها ،مث وصـل بعـد وأقاموا. الشاذ الفذ

واملسـلمون فظفـر ـم هدمها من القسطنطينية أسطول فـالتقوا هـم

.املسلمون

٦٢

@‡Ü�aÉib�ÛalbnØÛa@åß@@

)٣٦-٣٥ص (ذكر احلرب بني املسلمني والروم

سنة مخس عشرة وثالمثائة

وس إىل بالد الروم فوقع عليها العدوسة من طررييف هذه السنة خرجت س

. ربافاقتتلوا فاستظهر الروم وأسروا من املسلمني أربعمائة رجـل فقتلـوا صـ

وفيها سار الدمستق يف جيش عظيم من الروم إىل مدينة دبيل وفيهـا نصـر

السبكي يف عسكر حيميها وكان مع الدمستق دبابات وجمانيق معـه مـزراق

يزرق بالنار عدة اثىن عشر رجال فال يقر بني يديه أحد من شدة نـاره واتصـاله

وكـان الرامـي بـه مباشـر القتـال مـن . فكان من أشد شيء على املسـلمني

أشجعهم فرماه رجل من املسلمني بسهم فقتله وأراح اهللا وكان الدمستق

جيلس على كرسي عال يشرف على البلـد وعلـى عسـكره فـأمرهم بالقتـال

على ما يراه فصرب له أهل البلـد وهـو مـالزم القتـال حـىت وصـلوا إىل سـور

دخلوا املدينة فقاتلهم أهلها ومن فيها مـن املدينة فنقبوا فيه نقوبا كثرية و

وقتلـوا منـهم العسكر قتاال شديدا فانتصر املسلمون وأخرجوا الروم منـها

وس مـن الغـزاة . حنو عشرة آالف رجل سـوفيها يف ذي القعدة عاد مثـل إىل طر

الصائفة ساملا هو ومن معه فلقوا مجعا كثريا من الروم فـاقتتلوا فانتصـر

٦٣

وكان من مجلة . وقتلوا من الروم كثريا وغنموا ما ال حيصى ليهم املسلمون ع

ما غنموا أنهم ذحبوا من الغنم يف بالد الروم ثالمثائة ألف رأس سوى ما سـلم

معهم ولقيهم رجل يعرف بابن الضحاك وهو من رؤسـاء األكـراد وكـان لـه

زل لـه حصن يعرف باجلعفري فارتد عن اإلسـالم وصـار إىل ملـك الـروم فـأج

العطية وأمره بالعود إىل حصنه فلقيه املسـلمون فقـاتلوه فأسـروه وقتلـوا

. كل من معه

)٦٦-٦٥ص (ذكر احلرب بني هارون وعسكر مرداويج

ه اسـتوىل علـى بلـد م قتل أسفار وملـك مـرداويج وأنـقد ذكرنا فيما تقد

ه وإحسـانه إىل اجلبل والري وغريمها وأقبلت الديلم إليه من كل ناحية لبذلـ

جنده فعظمت جيوشه وكثرت عساكره وكثر اخلرج عليه فلم يكفـه مـا يف

فكان ممن سيره إىل مهذان ابن أخت له . يده ففرق نوابه يف النواحي ااورة له

يف جيش كثري وكان ا أبـو عبـد اهللا حممـد بـن خلـف يف عسـكر اخلليفـة

ر اخلليفـة فظفـروا بالـديلم فتحاربوا حروبا كثرية وأعان أهل مهـذان عسـك

وقتل ابن أخـت مـرداويج فسـار مـرداويج مـن الـري إىل مهـذان فلمـا مسـع

أصحاب اخلليفة مبسريه ازموا من مهذان فجاء إىل مهذان ونزل علـى بـاب

فتحصن منه أهلها فقاتلهم فظفر م وقتـل منـهم خلقـا كـثريا األسد

فأنفـذ املقتـدر هـارون بـن . م وسىب مث رفع السيف عنهم وأمن بقيته وأحرق

٦٤

غريب اخلال يف عساكر كثرية إىل حماربته فـالتقوا بنـواحي مهـذان فـاقتتلوا

قتاال شديدا فازم هارون وعسكر اخللية واستوىل مرداويج على بـالد اجلبـل

مجيعها وما وراء مهذان وسير قائدا كـبريا مـن أصـحابه يعـرف بـابن عـالن

ففتحهــا بالســيف وقتــل كــثريا مــن أهلــها وبلغــت القــزويين إىل الــدينور

عساكره إىل نواحي حلوان فغنمـت وبـت وقتلـت وسـبت األوالد والنسـاء

. وعادوا إليه

)٧٠-٦٩ص ( والرومذكر احلروب بني املسلمني

سنة تسع عشرة وثالمثائة

وس بـالد الـروم فعـرب ـرا سـل غزا مثل وايل طريف هذه السنة يف ربيع األو

ونزل عليهم ثلج إىل صدور اخليل وأتاهم مجـع كـثري مـن الـروم فواقعـوهم

وأسـروا حنـوا مـن ثالثـة آالف مائة تاهللا املسلمني فقتلوا من الروم سـ فنصر

. ة والديباج وغريه شيئا كثرياضوغنموا من الذهب والف

وفيها يف رجب عاد مثل إىل طرسوس ودخل بالد الروم صائفة يف مجع كـثري

وريـة وكـان قـد جتمـع إليهـا كـثري مـن الـروم ممن الفارس والراجل فبلغوا ع

ا مسعوا خرب مثل ودخلها املسـلمون فوجـدوا فيهـا مـن األمتعـة ملففارقوها

٦٥

وأوغلـوا يف بـالد الـروم والطعام شيئا فأخذوه وأحرقوا ما كانوا عمروه منـها

اآلن أنكوريـة ينهبون ويقتلون وخيربون حىت بلغـوا أنقـرة وهـي الـيت تسـمى

مل يلقوا كيدا فبلغت قيمـة السـيب مائـة ألـف دينـار وسـتة وعادوا ساملني

. وثالثني ألف دينار وكان وصوهلم إىل طرسوس آخر رمضان

وفيها كاتب ابن الديراين وغـريه مـن األرمـن وهـم بـأطراف أرمينيـة الـروم

يف خلـق وحثوهم على قصد بالد اإلسالم ووعدوهم النصـرة فسـارت الـروم

كثري فخربوا بزكرى وبالد خالط وما جاورهـا وقتـل مـن املسـلمني خلـق كـثري

وأسروا كثريا منهم فبلغ خربهم مفلحا غالم يوسف بن أيب الساج وهـو وايل

أذربيجــان فســار يف عســكر كــبري وتبعــه كــثري مــن املتطوعــة إىل أرمينيــة

حلربـه وقتـل أهلـه فوصلها يف رمضان وقصد بلد ابن الـديراين ومـن وافقـه

بقلعة له وبالغ النـاس يف كثـرة القتلـى وب أمواهلم وحتصن ابن الديراين

وسـارت عسـاكر . من األرمن حتى قيل إم كانوا مائة ألف قتيل واهللا أعلم

الروم إىل سميساط فحصروها فاستصرخ أهلها بسعيد بـن حمـدان وكـان

ط عليـه غـزو الـروم وأن يسـتنقذ املقتدر قد واله املوصـل وديـار ربيعـة وشـر

ملطية منهم وكان أهلها قد ضعفوا فصاحلوا الروم وسلموا مفاتيح البلـد

إليهم فحكموا على املسلمني فلما جاء رسول أهـل سميسـاط إىل سـعيد

ا ـا فلمـز وسار إليهم مسرعا فوصل وقد كاد الروم يفتحوبن محدان جته

ملطية وا مجع من الـروم ومـن عسـكر قارم هربوا منه وسار منها إىل

٦٦

مليح األرمين ومعهم بين بن نفيس صاحب املقتدر وكان قد تنصر وهو مـع

الروم فلما أحسوا بإقبال سعيد خرجوا منـها وخـافوا أن يـأتيهم سـعيد يف

ودخلـها . عسكره من خارج املدينـة ويثـور أهلـها ـم فيهلكـوا ففارقوهـا

شـوال أمريا وعاد عنها فدخل بلـد الـروم غازيـا يف سعيد مث استخلف عليها

. قبل دخوله إليهافقتلتا من الروم خلقا كثريا وقدم بني يديه سريتني

اسـتخدام قطـع ( ذكر فـتح طـربمني مـن صـقلية

)املياه كوسيلة للحروب وإخراج النـاس مـن بلـدهم

)٢٧٦-٢٧٥ص (

سنة إحدى ومخسني وثالمثائة

رت جيوش املسلمني بصقلية وأمريهـم حينئـذ أمحـد ويف هذه السنة سا

ابن احلسن بن علي بن أيب احلسني إىل قلعة طربمني من صقلية أيضـا وهـي

بيد الروم فحصروها وهي من أمنع احلصون وأشدها على املسـلمني فـامتنع

فلمـا رأى املسـلمون ذلـك عمـدوا إىل املـاء الـذي أهلها ودام احلصار علـيهم

ا وأجروه إىل مكان آخر فعظـم األمـر علـيهم وطلبـوا يدخلها فقطعوه عنه

وطلبوا أن يؤمنوا على دمـائهم ويكونـوا رقيقـا األمان فلم جيابوا إليه فعادوا

٦٧

للمســلمني وأمــواهلم فيئــا فــأجيبوا إىل ذلــك وأخرجــوا مــن البلــد وملكــه

. يف ذي القعدةاملسلمون

را مـن وأسـكنت القلعـة نفـ اة أشـهر ونصـف وكانت مدة احلصـار سـبع

املسلمني ومسيت العزية نسـبة إىل املعـز العلـوي صـاحب إفريقيـة وسـار

جيش إىل رمطة مع احلسن بن عمار فحصـروها وضـيقوا عليهـا فكـان مـا

. نذكره سنة ثالث ومخسني وثالمثائة

تعطيش (ذكر احلرب بصقلية بني املسلمني والروم

)٢٣٩ص ()الناس حىت القرب من اهلالك

ثالمثائةسنة أربعني و

كان املنصور العلوي صاحب إفريقية قـد اسـتعمل علـى صـقلية سـنة

ست وثالثني وثالمثائة احلسن بن علي بن أيب احلسني الكليب فدخلها واسـتقر

ــك ــذين ــا عــدة غــزوات فاســتمدوا مل ــروم ال ــاه وغــزا ال ــا كمــا ذكرن

ي قسطنطينية فسري إليهم جيشا كثريا فرتلوا أذرنت فأرسل احلسن بن علـ

إىل املنصور يعرفه احلال فسري إليه جيشـا كثيفـا مـع خادمـه فـرح فجمـع

احلسن جنده مع الواصلني وسار إىل ريو وبث السرايا يف أرض قلورية وحاصـر

٦٨

فأشرف أهلها علـى اهلـالك مـن شـدة العطـش احلسن جراجة أشد حصار

راجـة ومل يبق إال أخذها فأتاه اخلرب أن عسكر الروم واصل إليه فهادن أهـل ج ،

على مال يؤدونه وسار إىل الروم فلما مسعوا بقربه منهم ازموا بغري قتـال

ونزل احلسن على قلعة قسانة وبث سراياه تنهب فصاحله أهل . وتركوا أذرنت

قسانة علـى مـال ومل يـزل كـذلك إىل شـهر ذي احلجـة وكـان املصـاف بـني

لية ليلـة املسلمني وعسكر قسطنطينية ومن معه من الـروم الـذين بصـق

وركبـهم املسـلمون يقتلـون األضحى واقتتلوا واشتد القتال فـازم الـروم

وسري الـرؤوس وغنموا مجيع أثقاهلم وسالحهم ودوام ،ويأسرون إىل الليل

إىل مدائن صـقلية وإفريقيـة وحصـر احلسـن جراجـة فصـاحلوه علـى مـال

مـوا مـا حيملونه ورجع عنهم وسري سرية إىل مدينة بطرقوقة ففتحوها وغن

فيها ومل يزل احلسن جبزيرة صقلية إىل سنة إحدى وأربعـني فمـات املنصـور

فسار عنها إىل إفريقية واتصل باملعز بن املنصور واسـتخلف علـى صـقلية

. ابنه أبا احلسني أمحد

lbnØÛa@åß@åßbrÛa@‡Ü�a@

٦٩

ذكــر عــود املؤيــد إىل إمــارة األنــدلس ومــا كــان منــه

-٥٧ص ()م مبـا ال حيصـى جتويع أهل قرطبة وقتلـه (

٥٩(

سنة أربعمائة

قد ذكرنا سبب خلعه وحبسه فلما كـان هـذه السـنة أعيـد إىل خالفتـه

وامسه هشام بن احلاكم بن عبد الرمحن الناصر وكان عوده تاسع ذي احلجة

وكان احلكـم يف دولتـه هـذه إىل واضـح العـامري وأدخـل أهـل قرطبـة إليـه

الذين مع سليمان بن احلاكم بـن سـليمان فوعدهم ومناهم وكتب إىل الرببر

بن عبد الرمحن الناصر ودعاهم إىل طاعته والوفاء ببيعتـه فلـم جييبـوه إىل

مث نقـل إليـه أن ذلك فأمر أجناده وأهل قرطبة باحلذر واالحتياط فأحبه الناس

نفرا من األمويني بقرطبة قـد كـاتبوا سـليمان وواعـدوه ليكـون بقرطبـة يف

.ن من ذي احلجة ليسلموا إليه البلد فأخذهم وحبسهمالسابع والعشري

فلما كان امليعاد قدم الرببر إىل قرطبة فركب اجلند وأهـل قرطبـة وخرجـوا

إليهم مع املؤيد فعاد الرببر وتبعتهم عساكره فلم يلحقوهم وترددت الرسل

. بينهم فلم يتفقوا على شيء

٧٠

مدونه وبـذلوا لـه تسـليم مث إن سليمان والرببر راسلوا ملك الفـرنج يسـت

حصون كان املنصور بن أيب عامر قد فتحها منهم فأرسل ملـك الفـرنج إىل

املؤيد يعرفه احلـال ويطلـب منـه تسـليم هـذه احلصـون لـئال ميـد سـليمان

فاستشار أهل قرطبة يف ذلك فأشاروا بتسليمها إليه خوفـا مـن بالعساكر

. إحدى وأربعمائةأن ينجدوا سليمان واستقر الصلح يف احملرم سنة

فلما أيس الرببر من إجناد الفرنج رحلوا فرتلـوا قريبـا مـن قرطبـة يف صـفر

وعمـل سنة إحدى وأربعمائة وجعلت خيلهم تغري ميينا ومشاال وخربوا البالد

وخندقا على قرطبة أمـام السـور الكـبري مث نـزل ااملؤيد وواضح العامري سور

فلــم ميلكهــا فانتقــل إىل الزهــراء ســليمان قرطبــة مخســة وأربعــني يومــا

. وحصرها وقاتل من ا ثالثة أيام

مث إن بعض املوكلني حبفظها سلم إليـه البـاب الـذي هـو موكـل حبفظـه

وقتـل فصعد الرببر السور وقاتلوا من عليه حىت أزالوهم وملكوا البلد عنوة

هم أكثر من به من اجلند وصعد أهله اجلبـل واجتمـع النـاس باجلـامع فأخـذ

الرببر وذحبوهم حىت النساء والصبيان وألقوا النار يف اجلامع والقصـر والـديار

. فاحترق أكثر ذلك وبت األموال

٧١

مث إن واضحا كاتب سليمان يعرفه أنه يريد االنتقال عن قرطبة سرا ويشري

عليه مبنازلتها بعد مسريه عنها ومنـى اخلـرب إىل املؤيـد فقـبض عليـه وقتلـه

ر بقرطبة وعظم اخلطب وقلت األقوات وكثر املوت وكانت األقـوات واشتد األم

عند الرببر أقل منها بالبلد ألم كانوا قد خربـوا الـبالد وجـال أهـل قرطبـة

الزمـوا احلصـار مث إن الرببـر وسـليمان وقتل املؤيد كل مـن مـال إىل سـليمان

طلـة ويف مدة هذا احلصـار ظهـر بطلي والقتال ألهل قرطبة وضيقوا عليهم

عبيداهللا بن حممد بن عبد اجلبار وبايعه أهلـها فسـري إلـيهم املؤيـد جيشـا

فحصروهم فعادوا إىل الطاعة وأخذ عبيداهللا أسريا وقتـل يف شـعبان سـنة

. إحدى وأربعمائة

مث إن أهل قرطبة قاتلوا يف بعض األيام الرببر فقتل منهم خلق كـثري وغـرق

إىل إشبيلية فحصروها فأرسـل املؤيـد يف النهر مثلهم فرحلوا عنها وساروا

ــد ــب املؤي ــر عنــها وراســل ســليمان نائ ــع الربب إليهــا جيشــا فحماهــا ومن

بسرقسطة وغريها يدعوهم إليه فأجابوه وأطاعوه فسار الرببر وسليمان عن

إشبيلية إىل قلعة رباح فملكوها وغنموا ما فيهـا واختـذوها دارا مث عـادوا إىل

ري من أهلـها وعسـاكرها مـن اجلـوع واخلـوف فحصروها وقد خرج كث قرطبة

واشتد القتال عليها وملكهـا سـليمان عنـوة وقهـرا وقتلـوا مـن وجـدوا يف

ونزل الرببر يف الـدور . الطرق وبوا البلد وأحرقوه فلم حتص القتلى لكثرم

اليت مل حترق فنال أهل قرطبة من ذلك ما مل يسمع مبثله وأخـرج املؤيـد مـن

٧٢

سليمان ودخل سليمان قرطبة منتصف شوال سنة ثالث القصر ومحل إىل

مث إن املؤيد جرى له مع سـليمان أقاصـيص طويلـة مث . وأربعمائة وبويع له ا

وكان ممن قتل يف هذا احلصر أبـو الوليـد بـن . خرج إىل شرق األندلس من عنده

. الفرضي مظلوما رمحه اهللا

)١١٤ص (ذكر قتل الشيعة بإفريقية

ع وأربعمائةسنة سب

وكـان سـبب . قتلت الشيعة جبميـع بـالد إفريقيـة يف هذه السنة يف احملرم

ذلك أن املعـز بـن بـاديس ركـب ومشـى يف القـريوان والنـاس يسـلمون عليـه

هؤالء رافضة يسبون أبا بكـر : ويدعون له فاجتاز جبماعة فسأل عنهم فقيل

ت العامة من فورها إىل درب فانصرف ! رضي اهللا عن أيب بكر وعمر : وعمر فقال

املقلى من القريوان وهو حومة جتتمع به الشيعة فقتلـوا منـهم وكـان ذلـك

شـهوة العســكر وأتبــاعهم طمعــا يف النــهب وانبســطت أيــدي العامــة يف

وسبب ذلك أنه كان قـد أصـلح . الشيعة وأغراهم عامل القريوان وحرضهم

فقتل من الشيعة ه فأراد فساده أمور البلد فبلغه أن املعز بن باديس يريد عزل

واجتمـع خلق كثري وأحرقوا بالنار وبت ديـارهم وقتلـوا يف مجيـع إفريقيـة

فحصـرهم مجاعة منهم إىل قصر املنصور قريـب القـريوان فتحصـنوا بـه

٧٣

العامــة وضــيقوا علــيهم فاشــتد علــيهم اجلــوع فــأقبلوا خيرجــون والنــاس

نـهم باملهديـة إىل اجلـامع يقتلوم حىت قتلوا عن آخرهم وجلأ مـن كـان م

وكانــت الشــيعة تســمى بــاملغرب املشــارقة نســبة إىل أيب . فقتلــوا كلــهم

عبداهللا الشيعي وكان من املشرق وأكثر الشعراء ذكر هذه احلادثة فمن فـرح

.مسرور ومن باك حزين

ص ) (قتــل الرببــر يف بلــد الــزاب(ذكــر عــدة حــوادث

٢٢٨(

سنة تسع وعشرين وأربعمائة

هذه السنة سارت عسـاكر املعـز بـن بـاديس بإفريقيـة إىل بلـد الـزاب ويف

وفتح من بالد زناتـة وقتلوا من الرببر خلقا كثريا ففتحوا مدينة تسمى بورس

وفيها تويف اسحاق بـن ابـراهيم بـن خملـد أبـو الفضـل . قلعة تسمى كروم

.املعروف بابن الباقر حي يف ربيع اآلخر

ØÛa@åß@É�bnÛa@‡Ü�albn@

٧٤

)١٨٧ص (ذكر الفتنة بني املرابطني وأهل قرطبة

سنة ثالث عشرة ومخسمائة

يف هذه السـنة وقيـل سـنة أربـع عشـرة كانـت فتنـة بـين عسـكر أمـري

أن أمـري املسـلمني وسـببها ، املسلمني علـي بـن يوسـف وبـني أهـل قرطبـة

س استعمل عليها أبا بكر حيىي بن رواد فلمـا كـان يـوم األضـحى خـرج النـا

متفرجني فمد عبد من عبيد أيب بكـر يـده إىل امـرأة فأمسـكها فاسـتغاثت

باملسلمني فأغاثوها فوقع بني العبيد وبني أهل البلـد فتنـة عظيمـة ودامـت

مجيع النهار واحلرب بينهم قائمة على ساق فأدركهم الليل فتفرقوا فوصل

املصـلحة أن : وااخلرب إىل األمري أيب بكر فاجتمع إليه الفقهـاء واألعيـان فقـال

تقتل واحدا من العبيد الذين أثاروا الفتنة فأنكر ذلك وغضـب منـه وأصـبح

من الغد وأظهر السالح والعدد يريد قتال أهل البلد فركب الفقهاء واألعيـان

والشبان من أهل البلد وقاتلوه فهزموه وحتصن بالقصر فحصروه وتسـلقوا

صـر وأحرقـوا مجيـع دور فنـهبوا الق إليه فهرب منهم بعـد مشـقة وتعـب

. املرابطني وبوا أمواهلم وأخرجوهم من البلد على أقبح صورة

٧٥

واتصل اخلرب بأمري املسلمني فكره ذلك واستعظمه ومجـع العسـاكر مـن

صنهاجة وزناتة والرببر وغريهم فاجتمع له منهم مجع عظيم فعرب إلـيهم

ها قتال من سنة مخس عشرة ومخسمائة وحصر مدينة قرطبة فقاتله أهل

يريد أن حيمي دمه وحرميه وماله فلما رأى أمري املسلمني شـدة قتـاهلم دخـل

السفراء بينهم وسـعوا يف الصـلح فأجـام إىل ذلـك علـى أن يغـرم أهـل

قرطبة املرابطني ما بوه من أمواهلم واستقرت القاعدة على ذلك وعاد عن

. قتاهلم

)٣٨٢ص (ظفر املسلمني باهلند ذكر

سبع وأربعني ومخسمائةسنة

وأتاه املـدد مـن أخيـه غيـاث الـدين : ملا سلم شهاب الدين وصاد إىل آجرة

،وعاد اهلنود ،جددوا سالحهم ،ووفروا مجعهم ،وأقاموا عوض من قتل منهم

،وسارت ملكتهم وهم معها يف عدد يضيق عنه الفضاء ،فراسـلها شـهاب

إما احلرب ،وإما أن تسـلم بـالد : لت الدين بأنه يتزوجها ،فلم جتبه إىل ذلك ،وقا

غزنة ،فأجاا إىل العود إىل غزنة وأنـه يسـتأذن أخـاه غيـاث اهلند وتعود إىل

وكان بني العسكرين ر ،وقد حفظ اهلنـود . فعل ذلك مكرا وخديعة . الدين

املخاضات فال يقدر أحد من املسلمني أن جيوزه ،وأقاموا ينتظرون ما يكون من

٧٦

ن ،بزعمهم فبينما هـم كـذلك ،إذ وصـل إنسـان هنـدي إىل جواب غياث الدي

شهاب الدين ،وأعلمه أنه يعرف خماضا قريبا من عسكر اهلنـود ،وطلـب أن

يرسل معه جيشا يعـربهم املخـاض ويكسـبون اهلنـود وهـم غـارون آمنـون

،فخاف شهاب الدين أن تكون خديعة ومكرا ،فأقام له ضمناء من أهل آجـرة

جيشا كثيفا وجعل عليهم األمري احلسني بـن خرميـل واملولتان فأرسل معه

الغوري وهو الذي صار بعد صاحب هراة وكان مين الشجاعة والـرأي باملرتلـة

املشهورة ، فسار اجليش مع اهلندي ،فعربوا النهر ،فلم يشعر اهلنود إال وقـد

ووضــعوا الســيف فــيهم فاشــتغل املوكلــون حبفــظ خــالطهم املســلمون ،

اب الدين وبـاقي العسـاكر ،وأحـاطوا بـاهلنود ،وأكثـروا املخاضات ،فعرب شه

القتل فـيهم ،ونـادوا بشـعار اإلسـالم ،فلـم يـنج مـن اهلنـود إال مـن عجـز

بعد هـذه ٠املسلمون عن قتله ،وأسره ،وقتلت ملكتهم ،ومتكن شهاب الدين

وأمن معرة فسـادهم ،والتزمـوا لـه بـاألوال ،وسـلموا من بالد اهلند -الوقعة

ن وصاحلوه ،وأطع مملوكه قطب الـدين أبيـك مدينـة دهلـي ،وهـي إليه الرهائ

كرسي املمالك اليت فتحها من اهلند فأرسل عسكرا من اخللج مـع حممـد

بن خبتيار ،فملكوا من بالد اهلند مواضع ما وصل إليها مسلم قبلـه ،حـىت

قاربوا حدود الصني مـن جهـة املشـرق ،وقـد حـدثين صـديق يل مـن التجـار

هــاتني الــوقعتني املــذكورتني ،وبينــهما بعــض اخلــالف وقــد بــوقعتني تشــبه

.ذكرنامها سنة ثالث ومثانيني ومخسمائة

٧٧

)٤٦٤ص (ذكر إجالء بين أسد من العراق

سنة مخس ومخسني ومخسمائة

أمر اخلليفة املستنجد باهللا بـإهالك بـين أسـد أهـل احللـة يف هذه السنة

نفــس اخلليفــة منــهم مــن ،ملــا ظهــر مــن فســادهم، وملــا كــان يف املزيديــة

مساعدم السلطان حممدا ملا حصر بغداد، فأمر يزدن بن قمـاج بقتـاهلم

،فتوجـه ،فال يقدر عليهم ،وكانوا منبسطني يف البطائح وإجالئهم عن البالد

،وأرسـل إىل ابـن معـروف ،ومجع عساكر كثرية من راجـل وفـارس يزدن إليهم

خلـق كـثري فحصـرهم وسـد فجـاء يف ، ،وهـو بـأرض البصـرة مقدم املنتفق

،فأرسل اخلليفة إىل يـزدن يعتـب عليـه ويعجـزه ،وصابرهم مدة عليهم املاء

فجد هو وابن معـروف ، ،وكان يزدن يتشيع وينسبه إىل موافقتهم يف التشيع

يف قتاهلم والتضييق عليهم، وسد مسالكهم يف املاء ،فاستسلموا حينئـذ

مـن وجـد بعـد هـذا يف : بقـي ،ونـادى فـيمن ،فقتل منهم أربعة آالف قتيـل

،ومل يبق منهم يف العراق مـن يعـرف ؛فتفرقوا يف البالد املزيدية فقد حل دمه

.،وسلمت بطائحهم وبالدهم إىل ابن معروف

lbnØÛa@åß@‹’bÈÛa@‡Ü�a@

٧٨

)٨١ص (ب صالح الدين بلد اإلمساعيليةذكر

مساعيليـة يف ملا رحل صالح الدين حلب ،على ما ذكرناه قبل قصد بالد اإل

فنهب بلدهم ،وخربه احملرم ليقاتلهم مبا فعلوه من الوثوب عليه ،وإرادة قتله ،

،وحصر قلعة مصيات ،وهـي أعظـم حصـوم وأحصـن قالعهـم وأحرقه

،فنصب عليها املنجنيقات ،وضيق علـى مـن ـا ،ومل يـزل كـذلك فأرسـل

اة ،وهـو سنان ،مقدم اإلمساعيلية إىل شهاب الـدين احلـارمي ،صـاحب محـ

خال صالح الدين ،يسأأله أن يدخل بينهم ويصـلح احلـال ،ويشـفهم فـيهم

إن مل تفعل قتلناك ،ومجيع أهـل صـالح الـدين ،فشـفع فـيهم : ،ويقول له

وسأل الصفح عنهم فأجابه إىل ذلك وصاحلهم ورحل عنهم ،وكان عسكره

ل قد ملـوا من طول البيكار وقد امتألت إيـديهم مـن غنـائم عسـكر املوصـ

،فطلبوا العود إىل بالدهـم لالسـتراحة ،فـأذن هلـم وب بلد اإلمساعيلية ،

وسار هو إىل مصر مع عسكرها ،ألنه كان قد طال عهـده عنـها ،ومل ميكنـه

املضي إليها ،فيما تقدم خوفا على بـالد الشـام ،فلمـا اـزم سـيف الـدين

مصـر وحصر هو حلب وملك بالدها ،واصطلحوا ،أمن على الـبالد فسـار إىل

وأمر ببناء سور على مصر ،والقاهرة على جبل املقطم دوره تسعة وعشـرين

ألف ذراع وثالمثئة ذراع بالـذراع اهلـامشي ،ومل يـزل العمـل فيـه إىل أن مـات

.صالح الدين

٧٩

)٨٦-٨٥ص (ذكر ازام صالح الدين بالرملة

سنة ثالث وسبعني ومخسمائة

الح الدين يوسف بـن أيـوب مـن يف هذه السنة أواخر مجادى األوىل سار ص

مصر إىل ساحل الشام لقصد بالد الفرنج ومجع معه عساكر كثرية وجنودا

غزيرة فلم يزالوا جيدون السري حىت وصلوا عسقالن يف الرابع والعشرين منـه

. فنهبوا واسروا وقتلوا واحرقوا وتفرقوا يف تلك األعمال مغريين

سكر وال اجتمع هلم من حيمي الـبالد فلما رأوا أن الفرنج مل يظهر هلم ع

من املسلمني طمعوا وانبسـطوا وسـاروا يف األرض آمـنني مطمئـنني ووصـل

صالح الدين إىل الرملة عازما علـى أن يقصـد بعـض حصـوم ليحصـره

فوصـل إىل ـر فـازدحم النـاس للعبــور فلـم يـرعهم إال والفـرنج أشــرفت

بعض العسكر ألن أكثـرهم عليهم بأبطاهلا وطالا وكان مع صالح الدين

تفرقوا يف طلب الغنيمة فلما رآهم وقف هلم فيمن معه وتقـدم بـني يديـه

تقي الدين عمر بن حممد ابن أخي صالح الدين فباشـر القتـال بنفسـه بـني

يدي عمه فقتل من أصحابه مجاعة وكذلك الفرنج وكان لتقـي الـدين ولـد

يتـه فـأمره أبـوه امسه أمحد وهو مـن احسـن الشـباب أول مـا تكاملـت حل

٨٠

باحلملة عليهم فحمل عليهم وقاتلهم وعاد ساملا قد أثـر فـيهم أثـرا كـثريا

فأمره بالعودة إليهم ثانية فحمـل علـيهم فقتـل شـهيدا ومضـى محيـدا

. رمحه اهللا ورضي عنه

وكان اشد الناس قتاال ذلك اليوم الفقيه عيسى رمحه اهللا ومتـت اهلزميـة

فرنج على صالح الـدين فقاربـه حـىت كـاد ان على املسلمني ومحل بعض ال

يصل إليهن فقتل الفرجني بني يديه وتكاثر الفرنج عليه ن فمضـى منـهزما

يسري قليال ويقف ليلحقه العسكر إىل ان دخـل الليـل فسـلك الربيـة إىل ان

مضى يف نفر يسري إىل مصر ولقوا يف طريقهم مشقة شديدة وقـل عـيهم

ذين كـانوا دخلـوا بـالد الفـرنج يف الغـارة فـإن القوت واملاء وأمـا العسـكر الـ

وكان من مجلة مـن اسـر الفقيـه عيسـى أكثرهم ذهب ما بني قتيل وأسري

اهلكاري وهو من أعيان األسدية وكان مجع العلم والدين والشـجاعة واسـر

أيضا أخوه الظهري وكانا قد سارا منهزمني فضـال الطريـق فأخـذا ومعهمـا

يف األسر سنني فافتدى صـالح الـدين الفقيـه مجاعة من أصحاما وبقوا

. عيسى بستني ألف دينار مجاعة كثرية من األسرى

ووصل صالح الدين إىل القاهرة نصف مجادى اآلخـرة ورأيـت كتابـا كتبـه

صالح الدين خبط يده إىل أخيه مشس الدولة تورانشاه وهـو بدمشـق يـذكر

قـد لـت منـا املثقفـة السـمر ذكرتك واخلط خيطر بيننا و : الوقعة ويف أوله

٨١

لقد أشرفنا على اهلالك غري مرة وما أجنانا اهللا سـبحانه منـه إال : ويقول فيه

. وما ثبتت إال ويف نفسها أمر : ر يريده سبحانهأمل

)١٤٣ص (ذكر حصر صالح الدين الكرك

سنة ثالث ومثانيني ومخسمائة

د يستنفر الناس للجهـاد يف هذه السنة كتب صالح الدين إىل مجيع البال

وكتب إىل املوصل وديار اجلزيرة وإربل وغريها من بالد الشرق وإىل مصر وسـائر

بالد الشام يدعوهم إىل اجلهاد وحيـثهم عليـه ويـأمرهم بـالتجهز لـه بغايـة

. اإلمكان

مث خرج من دمشـق أواخـر احملـرم يف عسـكرها اخلـاص فسـار إىل رأس املـاء

الشامية فلمـا اجتمعـوا جعـل علـيهم ولـده امللـك وتالحقت به العساكر

. صرى جريدةـاألفضل عليا ليجتمع إليه من يرد إليه منها وسار هو إىل ب

وكان سبب مسريه وقصده إليها أنه أتته األخبار أن الربنس أرناط صـاحب

الكرك يريد أن يقصد احلجاج ليأخذهم من طريقهم وأظهر أنه إذا فـرغ مـن

جـع إىل طريـق العسـكر املصـري يصـدهم عـن الوصـول إىل أخذ احلجاج ير

٨٢

صالح الدين فسار إىل بصرى ليمنع الربنس أرنـاط مـن طلـب احلجـاج ويلـزم

. بلده خوفا عليه

وكان من احلجاج مجاعة من أقاربه منهم حممد بن الجني وهو ابـن أخـت

ه صالح الدين وغريه فلما مسع أرناط بقرب صالح الدين مـن بلـده مل يفارقـ

وانقطع عما طمع فيه فوصل احلجاج ساملني فلما وصـلوا وفـرغ سـره مـن

الكـرك والشـوبك وغريمهـا ىسار إىل الكرك فحصـره وضـيق علـ جهتهم

والربنس حمصور ال يقدر على املنـع عـن بلـده وسـائر فنهبوا وخربوا وأحرقوا

ده األفضـل الفرنج قد لزموا طرف بالدهم خوفا مـن العسـكر الـذي مـع ولـ

.من احلصر والنهبفتمكن

رى الـيت الحظ الشو ( ذكر فتح صالح الدين طربيا

)١٤٥ص ()ر ا املسلمنييفتخ

فأشـار ملا اجتمع الفرنج ،وساروا إىل صفورية مجـع صـالح الـدين أمـراءه

أكثرهم عليه بترك اللقاء ،وأن يضعف الفنج بشن الغارات ،وإخراب الواليات

الـرأي عنـدي أننـا جنـوز بالدهـم وننـهب مرة بعد مرة ،فقال له بعض أمرائه ،

،فإن وقف أحد من عسكر الفرنج بني إيـدينا لقينـا فـإن وخنرب وحنرق ونسيب

تــرك قتــال الكفــار وأقبــل يريــد قتــال : النــاس باملشــرق يلعنوننــا ،ويقولــون

٨٣

املسلمني ،والرأي أن نفعل فعال نذر فيه ونكـف األلسـنة عنـا ،فقـال صـالح

نلقى جبمع املسلمني مجع الكفار ،فـإن األمـور ال جتـري الرأي عندي أن : الدين

حبكم اإلنسان وال نعلم قدر الباقي من أعمارنا ،وال ينبغي أن نفرق هذا اجلميع

إال بعد اجلد باجلهاد ،مث رحل من األقحوانة اليوم اخلامس مـن نزولـه ـا وهـو

ة ور اء ظهـره يوم اخلميس لسبع بقني من ربيع اآلخر ،فسار حىت خلـف طربيـ

،وصعد جبلها وتقدم حـىت قـارب الفـرنج ،فلـم يـر منـهم أحـدا وال فـارقوا

خيامهم ،فرتل وأمر العسكر بالرتول ،فلما جنه الليل جعل يف مقابل الفرنج

من مينعهم من القتال ،ونزل جريدة إىل طربية وقاتلها ونقـب بعـض أبراجهـا

عة الـيت هلـا فـامتنعوا ـا وأخذ املدينة عنوة يف ليلة وجلأ من ا إىل القل

،فلما مسع الفـرنج فنهب املدينة وأحرقها ،وفيها صاحبتها ومعها أوالدها ،

برتول صالح الدين إىل طربية ،وملكه املدينة وأخذ ما فيهـا وإحراقهـا وإحـراق

اجتمعــوا للمشــورة ،فأشــار بعضــهم بالتقــدم إىل مــا ختلــف ممــا ال حيمــل

ــ ــاهلم ومــنعهم عــن طربي ــص املســلمني وقت ــة يل : ة ،فقــال القم إن طربي

ولزوججيت ،وقد فعل صالح الـدين باملدينـة مـا فعـل وبقـي القلعـة وفيهـا

زوجيت وقد رضيت أن يأخذ القلعة وزوجيت ومالنـا ـا ويعـود ،فـو اهللا لقـد

رأيت عساكر اإلسالم قدميا وحديثا ما رأيت مثل هذا العسكر الذي مع صالح

ية ال ميكنه املقام ا ،فمىت فارقنا وعاد عنـها الدين كثرة وقوة ،وإذا أخذ طرب

أخذناها ،وإن أقام ا ال يقدر على املقام ا إال جبميع عسـاكره ،وال يقـدرون

على الصرب طول الزمان عن أطوام وأهليهم ،فيضطر إىل تركهـا ،ونفتـك

٨٤

قد أطلت يف التخويف من : من أسر منا ،فقال له برنس أرناط صاحب الكرك

ـا املسلم ـك تريدهم ومتيل إليهم وإال ما كنـت تقـول هـذا ،وأمـ ني وال شك أن

أنـا واحـد : قولك إنـهم كثريون فـإن النـاس ال يضـرها كثـرة احلطـب ،فقـال

منكم إن تقدمتم تقدمت ،وإن تأخرمت تأخرت وسترون ما يكون عنـدي ،فقـوي

عزمهم على التقدم إىل املسلمني وقتاهلم فرحلـوا مـن معسـكرهم الـذي

.لزموه وقربوا من عساكر اإلسالم

٨٥

àìÉi@˜ƒÝä@çc@bååÙº@‡èaí“Üa@ë‰è@æ�@óïÜbnÜa@ðèì@ŠbÙÐÿa@æà@Z@

@@ýìc@Zâémaì‹q@kéä@ðè@æî‹‚ła@‡š@µáÝ�¾a@lì‹y@Óa‡èc@‡ycN@@@@bïäbq@Z@@@@@@@@@@@@@@@@@@b�éÉjmc@>�Üa@ó��ï÷‹Üa@kïÜb��ÿa@‡�yc@ð�è@bé�Ýèc@Ê�îí¤ì@燾a@Šb—y

@óÝÙ“à@ýìL@l싨a@ÚÝm@À@µáÝ�¾aŠb—¨a@ßb�@íÜN@@@b��rÜbq@Z@@@b��éåÈ@ËbЇ��Üaì@†b��é§a@ò‹��ÙÐ@âȇ��Ü@béäíà‡ƒn���î@>��Üa@µáÝ���¾a@ò‹��ÙÐ

@@@@@@@ðàþ���fia@†b��é§a@öb��åqc@æàd��à@À@aíäb��Ø@ßb��Ñ�ÿaì@µïä‡��¾a@čçc@À@ó��—ƒÝn¾a@@@çbÙ���ì@ßb��Ñ�ÿa@Þ��nÔ@í��è@Þï܇��Üaì@ó��Ý�bi@ò‹��ÙÐ@ð��è@óïàþ���fia@pb��yínÑÜaì

âéÉîí¤ì@çí—¨aì@燾aN@@@@bÉiaŠ@Z@7rî@bà@@@@@@@@@@@@@Þ�ïÝÔ@âéiì‹�y@À@µáÝ��¾a@âéÝnÔ@æî‰Üa@†‡È@čçc@µáÝ�¾a@ë

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@Ö�ïjUm@o�Ôì@ó�Ðþ©a@ßì†@čçcì@Þ�nÔ@÷ï�Üì@ßb�nÔ@çí��Šbº@aíäbØ@µáÝ�¾a@čçcì@@@@@@@@Þ���bi@í��è@æî‹��‚ła@Ö��¢@ìc@béäbÙ���@Ö��¢@öaí���@öb��U‚c@Þ��ÉÑm@%@ãþ���fia

bﲊbmN@@

@@b�àb‚@Z@@@@@@@@æîŠb�ï‚@‹Ðb�ÙÜa@˜ƒ“Üa@õ‡Ü@êč�äg@Z@@@@@@@þ��fia@À@Þ‚‡�m@çc@b�àg@@@b�àgì@ãbéáÙ¥@ý@bÉj�@oäcì@bèíáÙ±@µáÝ�áÝÜ@ÚÝà@Û‡Ýiì@ÚšŠc@čçcN@

@

٨٦

@b���†b�@Z@ò‡��î‡È@ßì†@¶g@aíÝ��–ì@µáÝ���¾a@čçc@µáÝ���¾a@ë7r��î@b��à@óz��–@ã‡��ÈI@@@@@çíȇ�î@báØ@bï�e@׋’@b–í—‚@H@@@@@@@@@@@@@ó�v¨a@ìc@µáÝ��¾a@Šb�¤@×þ�‚c@Ö�î‹�@æ�È

@Üaì@‡��bi@çb��Ø@‡��å:a@À@âè†í��uìì@â:í��‚†@čçc@|��šaíÐL@Ëb��åÔfiaì@÷ï��Üì@Šb��åâèŠb¤@×þ‚diN@

@@@bÉib�@Z@@@@@@@@@@@@@@@@@@@?qh�ÐL@µáÝ��¾a@ðȇ�î@b�áØ@7Í�–@Î�Ýjà@æ�Ùm@%@ãþ��fia@À@óî�§a

@@7j��Ø@Î��Ýjà@Þ��r¸@ð��šb¾a@À@Šb��åî†@Ò��Üc@‹��“Èa‡��u@@µáÝ���¾a@čçc@†Šì@þr��áÐL@@À@ÎÝj¾a@a‰è@Þrà@aí�‹’óÔ‹iì@l‹ÍÜa@÷Ýia‹�@|nÐ@‹ØˆN@

@@@båàbq@Z@@@@@@Ð@çbàÿa@ðUÉî@bá÷a†@âÝ�¾a@čçc@ò‹ÙÐ@@@@@@@@@@ð�è@ê�jÝUî@ñ‰�Üa@˜ƒ�“ÝÜ@þ�É

‹ánÜa@µÈ@|nÐ@À@‡ïÜíÜa@æi@‡Üb‚@ÒÔíà@À@|šaì@a‰èì@ózïz–@7Ì@ò‹ÙÐN@@

@@bÉ�bm@Z@‘båÜbi@ÞïÙånÜa@@@׋¨a@ãa‡ƒn�a@ìc@@@@@@@@@@Ö�Ða6m@çc@æ�Ùº@>Üa@Šíàÿa@æà@æî‹‚ła@‡š@µáÝ�¾a@lì‹y@ÊàN@

٨٧

المراجع

ــى ــر وأشــرف عل ــام الجن ــأليف ولي ــامل ،ت ــاريخ الع موســوعة ت

ــادة . دالترمجــة ــاهرة.الطبعــة األوىل. حممــد مصــطفى زي -الق

.م١٩٦٨مؤسسة فرانكلني للطباعة والنشر ،. نيويورك

php?pageN.page/civilization/com.civilizationstory.www://http

bm8#471=umber php?pageN.page/civilization/com.civilizationstory.www://http

bm4719#=umber php?pageN.page/civilization/com.civilizationstory.www://http

bm4720#=umber

الطبعــة .تــاريخ ابــن خلــدون ،تــأليف عبــد الــرمحن بــن خلــدون

.١٩٩٢دار الكتب العلمية ،.لبنان -بريوت.األوىل

البيــان املغــرب يف أخبــار األنــدلس واملغــرب ،تــأليف ابــن عــذاري

ــدار البيضــاء.طبعــة األوىلال. املراكشــي دار الثقافــة . املغــرب-ال

.م١٩٨٥،

٨٨

بــريوت . الطبعــة األوىل. الكامــل يف التــاريخ ،تــأليف ابــن األثــري

.م١٩٨٧دار الكتب العلمية ،. لبنان