فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول

ن الفكريلسفة التكوي ف

Upload: mohammad-kettani

Post on 01-Dec-2014

3.700 views

Category:

Documents


25 download

DESCRIPTION

 

TRANSCRIPT

Page 1: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- � -

فلسفة التكوين الفكري

Page 2: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- � -

Page 3: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- � -

فلسفة التكوين الفكري

الدكتور املهندس نبيل طعمة

�008 - �4�9

الجزء األول

Page 4: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 4 -

الناشر دار الشرق للطباعة والنشرالدكتور املهندس نبيل طعمة

الطبعة الثانية - نسخة منقحةعدد النسخ �000 نسخة

تاريخ النشر �4�9 هـ - �008 ممجيع احلقوق حمفوظة لدار الشرق للطباعة والنشر

Page 5: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- � -

مقـدمـةتوقفت عند هذا العنوان )) فلسفة التكوين الفكري ((، ونظرت علما فنلت ألعرف، فيها حبثت الفكرة... فتولدت متأمال مليا تراه أيدينا، بني نتاجه هذا فكان العمل إىل دفعين هبا قليال أعيننا فتقرأه شفاهنا، وتقلب صفحاته أناملنا، نستجمع احلواس اخلمس ونضيف إليها احلاسة العاقلة واحلاسة الناطقة، لتتشكل لدينا منظومة اإلنسان املنطلق ملعرفة مكنون الكتاب الذي بني

يديه .ر وعلم وعمل يف األرض ولن نبلغها والسماء لن إنه تأمل وتفكاألكرب العامل انطوى ففيه منه علمنا ومهما واإلنسان نطاهلا، واحلركات واملوجدات ندركه، ولن يدركنا الذي انطوى واملطلق والدانيات واآلفالت واألبعاد األربعة يف والسكنات، واملتالحقات الثابت واملتحول: املخلوق والزمن وكل شيء خملوق بقدر وحنن اإلنسان يف اجململ نبحث يف استمرارنا وتطوير عقلنا، كي يتطور والتدارك تداركنا أدركنا فإذا إلينا عائدا فينعكس حميطه نعود كي فيه والتأمل منا القريب احمليط إىل بااللتفات يكون إىل اإلبداع واإلسراع يف العمل بعد التعلم كي نبقي لالستمرار

استمرارا وللوجود معنى وغاية .إن تعلم الصرب والزهد الفكري، واألمل ومقاومة اليأس، والتطور الذي ال حيدث إال بعد القبول حبذف املتخلف من العقل، وإحالل املتقدم من العلم حمله وقبوله ليتسارع عزم اإلجناب الفكري وإن حرث األرض وبذر البذرة ورعايتها، وانتظار منو الشجرة لتظهر الثمرة وتعلم أن جين الثمرة ال يتم بقطع الشجرة كي نصل إليها

Page 6: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- � -

بل حيتاج جهد احلفاظ على الشجرة والصعود رويدا رويدا كي وإمتاع اآلخرين ومن والتمتع باستساغتها ومنظرها يتم جنيها

كافة املخلوقات هبا .غايتها معرفية الفكري مجلة التكوين فلسفة أن هكذا جند ترتيب الفكر املمتلئ باألفكار وإسقاط الضوء على املوجود، كي لتحقيقها، االنطالق ثم ومن ومعاجلتها، الفكرة تناول يسهل واجملتمع الفرد حميط أي فاحمليط للمحيط الدائم واالنتباه واألمة مليء بكل ما تريد، واملطلـوب منـك ان تلتفـت إليـه وتنهـل منـه تفكـرا وتأمـال وتعلما لتعمل وال ميكن لإلسفنجة أن تأخذ ماء جديدا قبل أن تقوم بعصرها، وال للشجرة أن تنمو قبل أن الفين اجلهد هذا لك أقدم صديقي يا هكذا بتقليمها، تقوم باالجتهاد الذي حتبه إن أحببت أن تتأمل فيه فستجد كلماته البسيطة قوية وسهلة يف آن، واحبث يف املعاني تسر وتسر واقرأه

جتد فيه السهل املمتنع وطرق املسري وآليات الصعود .عيناك تراها كلمات تقديم يف وفقت قد أكون أن اهلل أرجو للفعل فننتصر العقل تالفيف إىل لتصل شفتاك هبا وتتمتم

بالعلم املفيد للجمع الكثري ونأخذ بنواصينا إىل العال .

الدكتور املهندس نبيل طعمة

Page 7: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- � -

إىل من أهوىأقول هي احلياة

كائن وكونوكن فيكون

فيها الغزل وبها األملوسعادة منضي هلاننجز بها حبا اليها

باقيا إىل األزل

الدكتور املهندس نبيل طعمة

* * *

Page 8: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 8 -

Page 9: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 9 -

بناية اهلل

طبعا أنت أيها اإلنســـان املقصود يف هذا العنوان انظر لنفسك وتأمل ما يف داخلك لتعلم أنه بناك ليسكن فيك وشكلك هندسيا فبدأ بك إنشـــاء حيث صاغ هيكلك العظمـــي وأعمرك فأخذت الشـــكل املعماري واختربك ميكانيكيـــا لتنجح حركاتك وأنارك كهربائيـــا وأطلقك ذريـــا فعملت إلكرتونيا مـــن خالل امتالكك للنواة نرتون وبروتون وإلكرتون، وكساك بشكل مدني فأصبحت مدنيا رأســـك طابق التأمل والتفكر والرؤية واالختيار وصدرك طابق االســـتقبال، مركـــز النبض والفعـــل واالنفعال وجبانبيك يدان وخصرك طابق املعيشة وعمليات اهلضم والطعام واملاء كي تقوى وتتقوى على احلياة ووســـطك هـــو الطابق األرضي الذي فيه عمليات الصرف الصحي واإلجناب، والقبو املالك لألساسات قدميـــك وما عليهمـــا جمتمعا كامال يف بدن وجلـــد ناعم دقيق لتأخذ الشـــكل املدني أنظر إىل نفســـك ألســـت عمـــارة مدنية هندســـية رائعة اإلجناز أجنزك ووضع فيك القلب والعقل وصاغ البدن كي يســـكن فيك فكيف بك خترجه مـــن داخلك لتبحث عنـــه وهتيم على وجهك تتضرع تارة خائفا خاشـــعا وتارة عنيدا متبجحا وجمحفا تارة أخرى فتنشـــأ قـــوة بني كل ذلك تتفاعل فيها اهلواجـــس واألفكار متنقلـــة بني املعرفـــة وعدمها والكفر

بناية الله

Page 10: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �0 -

واالميان واهلمة والكســـل وسهولة تقبل أي قادم فكري سليب أم اجيابي وكل ذلك نتيجة لنشوء الفراغ الروحي.

انظر بعد أن صاغك ونفخ فيك من روحه أي دخل فيك وأطلقك لتســـتعمر األرض مبعنى ان تعمرها فهو بناك كي تبين وتشتغل وتنجز بناك من األرض اســـتخدم املاء والرتاب وعجنك وأخرج شـــكلك وقال لك بعد ان ســـكنك بروحه هيا اعمل وأنا بداخلك أراقـــب عملك فلماذا حتـــاول أن خترجه منـــك والكثري الكثري أخرجه لشدة ضيق صدره فأصبح وأمسى بدون اهلل شيئا كان به ال شـــيء وأخذ يبحث عنه يف احمليط األعلى تارة واألسفل تارة أخرى وعندما يفرغ الشـــيء من روح اهلل تســـكنه أرواح خمتلفة كروح الشـــر واخلبث والضغينة والعداوة واحلسد والبغاء واملنكر والتسلط، وهذا واقع خارج إطار قضايا التأمل فهو سكنك لتعود وتســـكنه ورافقك لتكون رفيقه وبناك من أجل ان تبين له انظر معنى ويف أنفســـكم أفال تبصـــرون ومعنى ان يف خلق الســـموات واألرض واختـــالف الليل والنهار آليـــات لقوم يتفكرون. ما معنى هذا ؟ يعنى أنه بداخلك ويساعدك ويلهمك ويقرؤك ما ال تقرأ ويعلمـــك ما ال تعلم فكيف بك خترجه من ســـكنه الذي هو أنت ســـكنه هل تفكرت مبا ســـيحصل لك عندما تبعـــده عن عمارته اليت بدونه أنت خراب انظر إىل مســـكنك الذي أنت تســـكن فيه ألســـت أنت روحه وأنت ربه )فلم يقال لك رب املنزل ( ان غادرته

بناية الله

Page 11: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

ماذا حيصل له أال تســـكنه احلشرات والغبار ويصبح قدميا هرما على الرغم من مجـــال منظره اخلارجي الذي رويدا رويدا ينهار

تأمل ذلك.طبعا يف هذا الشرح حناول ان نتحدث عنك من خالل علم البنيان أي هندســـة اخللق اإلنساني واليت حوت كل أنواع اهلندسة اليت ذكرهتا باإلضافة إىل اهلندسة الوراثية واجلينية وما سيكتشف بـــك بعد ذلك ويف ما ســـيأتي من الزمن ومعك ومـــن خاللك أيها االنسان العظيم النشأة فأين أنت منك ومن ذاتك ومن عمقك هل تريـــد أن تتطور حقا كيف ؟ تأمل ذاتـــك قف إىل مرآتك وانظر إىل شـــكلك واخرتق بدنـــك حاول ان ترى خلـــف عينيك وعمق أذنيك وارتباطهما بلســـانك وشفتيك ادخل من فمك مع طعامك وشرابك وتسلل من أنفك عرب هواء حياتك جتول يف عقلك عرب طرقه املديدة واسبح مع دمك يف شرايينك ثم اخرج وعد وتفكر يف إجنابـــك وكيف أنك تصنع وليـــدا يف داخلك ثم اخرج وتفكر يف حياتك ومســـريهتا تأمل حميطك نباتا ومجادا وحيوانا تأمل جنســـك إخطو اخلطوة األوىل حاول ان ال خترج من جلدك عد إىل داخلك تصاحل معه لتجد أن اهلل عاد إىل بنائه يرشدك فال ختطئ ويلهمك فتنجز ويســـاعدك على احلياة فتساعد احلياة

على االستمرار.اعمـــل على ان يبقى بداخلك توحـــد معه من خالل تصاحلك

بناية الله

Page 12: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

مع ذاتك تأكد من انه إذا غادرك عشت فراغا قاتال ومميتا على شكل االهنيارات وإن أحببت إسكانه فيك عمرت وأعمرت وعملت حســـنا بكونه رقيبك ومرشـــدك وحبيبك ألنك أنت حبيبه فما أمجل أن يكـــون احملب يف احلبيب حبيب وما أحســـن املصنوع يف الصانـــع قبل ظهور الصنيع هو هكذا وحـــدة متكاملة بك ومعك

فكيف أنت تكون بدونه هل تعتقد أنك بدونه تكون.

العامل االفرتاضي

فكرة تســـكن أعماقنـــا تعيش حالة الســـكون يف عقلنا الباطن متخفيـــة أبـــدا يف حياتنا الظاهرة وكأني هبـــا تنتظر الولوج من حياتنا حلياهتا، وهي الوحيدة اليت تتابع مسرية احلياة بعد ان يرتاح اجلســـد املادي وتتوقف كل عملياته، أي بعد ان ننتقل من عامل التدفق واحليوية والنبض إىل عامل الســـبات، حيث يرتاح اجلسد املادي لتبدأ هي مسرية العمل الروحي فكيف هي...؟ وما هو العامل اآلخر الـــذي نتداوله افرتاضا متلؤه الرهبة واخلوف وقليل قليل من احلب...؟ ســـؤال كبري وخطري وعاملي مبعنى انه خيص البشـــرية مجعاء وله عالقة مبكونات احلياة واستمرارها،

وتسليمنا لبعضنا مهام احلياة املوكلة إلينا.اآلن لنحـــاول أن نذهـــب إىل ذلـــك العـــامل ولنبحث بـــه، أوال

العامل اإلفرتاضي

Page 13: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

موجوداته عالقته بنا وعالقتنا به، وما هي األطر اليت سنعيش ضمنها، وهل عيشنا مادي أم روحي، وهل لدى ذاك العامل مكونات وملاذا ال نســـتطيع ان نتواصل معه، وإذا انتقلنا إليه هل نستطيع من هناك ان نتواصـــل مع هنا، أي مع عاملنا املعاش، هل هو عامل حيوي بيئي أم هو نسيج خيايل إبداعي نعيش هواجسه ليعطينا دفعا يف احلياة املادية اليت نتناساها كي ال خييفنا، فهل هو رعب وخـــوف أم أنه حقيقـــة احلقائق اليت ال حنب ان نؤمن هبا وال أن نراها وهل هو احلق الذي نؤمن به والذي يبقى باقيا بقاء احلياة، ومعنـــى ذلك اننا نبقى معه بعد انقضاء مدة حياة املادي املقدرة منـــذ بدايتها، بأن هنايتها حمتومة أي نبقى مع احلق الذي يكون الكون يف مجلتـــه وحيق احلق علينا فننتهي ونـــدرك أن هنايتنا

املادية حتمية.هل حنن أشـــكال وصور يف هـــذه احلياة املاديـــة...؟ وهل الروح تفنـــى أم تبقـــى تدور يف فلك حاملها األســـاس بعد رحيل كتلته املاديـــة..؟ هل تتقمص األشـــياء احليوية أم ال.. هي تبقى أزلية ترافق وترتافق وحتضر ضمـــن امللكات اخلاصة يف كوننا البديع، ينبغي علينا ان نسأل أنفسنا كل هذه األسئلة ولكن هل نستطيع اإلجابة عليها، مبعنى آخر هل حنب ان نتبادل هذه احلواريات أم ال...؟ من وجهة نظري جيب ان نغين هذه احلواريات وان نتبادل معها أســـئلة وتكون هلا األجوبة، فمن خالل ذلك تنشأ جدليات

العامل اإلفرتاضي

Page 14: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �4 -

هي غاية البحث يف وجود عاملنا املادي وعاملنا االفرتاضي بدليل انه ومهمـــا حاولنا ان نبقى يف عاملنا املـــادي فلن نبقى طويال إذ جيـــب علينا الرحيل، إىل أين ؟ إىل العامل اآلخر الذي نســـميه العـــامل االفرتاضي بكونه يعيش افرتاضيـــا يف خيالنا الواقعي جنة ونار، سعادة وشـــقاء، آالم وصحة، خري وشر، طيبة وقسوة، حمبـــة وكراهيـــة، ان نعيش فيها كل اخلري وضـــده فهل كل هذا ينتقـــل معنا إىل العـــامل اآلخـــر بكونه يعيـــش يف عقلنا ضمن عاملنا االفرتاضي، اعتقد انه ينبغـــي علينا ان نتداول ونتذاكر يف هذه العوامل بعيدا عن التشـــنجات وحبثـــا حقيقيا من اجل االســـتمرار بعد االنتقـــال إىل العامل اآلخر الـــذي يعيش فينا

كعامل افرتاضي.اغادركـــم اآلن إىل العامل اآلخر ألعيـــش يف عاملي االفرتاضي الذي أمحله كما حتملونه، ســـأدع كل شـــيء وأســـري إليه بغاية استكشـــافه وألروي لكـــم ماذا سأشـــاهد والذي ســـيجري معي، معنى ان ادخـــل إليه هي حماولة مغادرة املوجـــود ملراقبته فإذا افرتضنـــا انين فارقت احليـــاة مؤقتا فماذا ســـيجري لتكويين الـــذي منه أســـرتي وعملـــي وعالقاتـــي وأصدقائـــي وللمحبني واحلاقدين واحلاســـدين، وملن يهمهم األمر وملن ال يهمهم األمر، وما هي األحاديث اليت ستجري بعد ان يضمين الثرى، سأنتظر ليغادروا واهنض متسلال أراقب وأجتول عن بعد عما سيتحدثون

العامل اإلفرتاضي

Page 15: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

به عين وعـــن حياتي، وكيف كانت وماذا فعلت وكيف فعلت وهل كنت صاحلا أم طاحلا، وهل استساغتين احلياة أم كانت تلفظين، وكيف سيتصرف أهلي وزوجيت وأوالدي وكيف سيتدبرون أمورهم من بعـــدي وأصدقائي ورفاقي وهل كنت مهما يف احلياة أم عاديا وهل كنت رقما حقيقيا أم عددا مكمال، لنســـرتق السمع ونسمع ماذا ســـيقولون وكم حيتاجون من وقت كي حيدث هلم النســـيان أو أهنم انشـــغلوا يف قضايا التكوين )اإلرث واملرياث وهل هو ارث

ثقيل أي مبعنى عبء عليهم أم انه انفراج هلم(.طبعـــا هي حماولـــة للعيش يف حالة االفـــرتاض وختيل العامل اآلخر، فإذا اســـتعرنا حالة التقمص ودخلنا كروح افرتاضية يف محامة أو قطة مجيلة لنســـكن على نوافـــذ منازلنا وجنول بني أصدقاءنـــا وحوارينا ومدننا اليت كنا نعيـــش فيها أو ندخل إىل مســـاحتنا اخلاصة جنلس بني أناســـنا ماذا سنسمع وماذا سنرى

هل سننفر ونقول ان النهاية ضرورية أم نتمنى لو بقينا.دعـــين أجبك أوال ماذا وجـــدت هناك أي يف العـــامل اآلخر..! طبعا وجدت حياة هي ذات احلياة اليت نعيشـــها يف عامل الواقع ولكن أنت هنا وأنا هناك، أنا أســـتطيع ان أحدثك مباشـــرة ولكن دون ان تســـمعين فأنا اخـــرتق عقلك وروحك أي انين أجتول يف املساحات املسموحه واملمنوعة لديك، أنت تسمعين دون ان تنبس ببنت شـــفة، فكيف حيصل ذلك وأنـــا أراك وأنت ال تراني فأنا يف

العامل اإلفرتاضي

Page 16: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

عامل األرواح وأنتـــم يف عامل املادة وبكون األرض هلا غالف فكلنا منحصرون عليها وحوهلا أنتم على األرض وأنا أسبح يف احمليط.

لتعلم انين لســـت خياال أو ظال بل أنا أحتدث وأعيش جبانبك حقيقة كما تعيش، الفرق بيين وبينك أنين خرجت وعدت وأنت اعتقدت أنين خرجت بال عودة، وها أنا ذا أروي لك وأنا جبانبك مـــا جيري معي والذي هو بذات عينه ســـيجري معك الحقا، من هذا الحـــظ ان البحث يف آلية العامل اآلخـــر يبدأ من افرتاض الشـــيء وهـــذا االفرتاض يتكـــون منذ نشـــأتك األوىل أي يولد معك ومع ســـنني الوعي واالكتساب بكل أشكاله الديين اإلمياني العشـــوائي والعلمي واملادي وعالقة الرفـــض والقبول، فكيف به يتفاعل مع وجـــودك وحتمله بني جنباتـــك يتحرك فيك، رمبا عندما تشاهد حدوث هنايات لآلخرين ورمبا ال وهذا يكون تقبل

عالقته باملوعظة االجيابية أو رفضها.ان حوارييت هذه معك ومع ذاتي حتمل غاية البحث والســـؤال عـــن الرحلة اجلديدة يف العامل االفرتاضـــي، أوال العقلي وثانيا العـــامل اآلخر وهل هذا العامل ممتلـــئ باحلياة كما هو احلال يف حياتنـــا املادية قد أكون كررت ذلك مرارا وغاييت أال ننســـى ما

حنن فيه اآلن وما ندخل عليه.مرة ثانية أعود ألتنصت على احلياة املادية اليت دخلتها بعد ان خرجت أجتول واســـتمع وأشاهد ما يقال عين فأجد أنين اسعد

العامل اإلفرتاضي

Page 17: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

وأحزن فهنا يكال يل املديح وهنا أذم وهنا منســـي وأقول حمدثا نفسي ملاذا..؟

جيب علي أن استعيد كل ما فعلته يف حياتي منذ ان بدأت رحلة التســـجيل يف ذاكرة الوعي وفهم الصح واخلطأ الذي أبعدني عن أكل اجلمـــرة وتناول التمرة، إىل أن مـــررت مبرحلة االكتواء بنار اجلمرة وأنا احبث عن التمرة النتقل بعدها إىل البحث والتفريق بـــني اجلمرة والتمره وأنا ضمن الدائرة الكربى عن مســـلك فيه هدف أســـري عليه، فهل أنـــا وصلت أو قطعت مرحلـــة جزئية أو نصف الطريق أو حققت كل ما أردت وما أريد يل أن أحققه ليس يل فقط بل لآلخرين، وهل عملت لنفســـي أم عملت ألســـرتي أم عملت حمليطـــي أم عملت هلذا العامل اآلخر الذي عاش افرتاضا يف عقلي ورافقين ترغيبا وترهيبا طيلة مســـرية معاشـــي أم مل

أعمل ألي من هؤالء وال حتى يل فكنت هامشا ال معنى له .جيب علـــي ان أجيـــب على كل األســـئلة الـــيت طرحتها هلذه احلواريـــة، ورمبا أســـئل وان أجيب على أســـئلة تتولد من خالل

األجوبة اليت أرد هبا بكون هذا استمرار ال ينتهي.ان االبعـــاد الثالثية املتشـــكلة من البعد املـــادي احلي والبعد الـــال مادي الروح الذي ســـيكون ال حقا )العـــامل اآلخر ( والبعد االفرتاضي املعاش بـــني حاليت العامل احلايل والعامل اآلخر هي قضية البحـــث وغاية التعمق به غاية الوصـــول إىل فهم الفكر

العامل اإلفرتاضي

Page 18: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �8 -

احملمول يف العقل اإلنســـاني وضرورة فتـــح وإهلام هذا العقل كي حيدث التنوير االضاءات اليت حناول ان نسقطها على الظلمات الســـاكنة يف العقل وهي اليت ســـتعطينا الفهم األوســـع بالعامل

اآلخر من التوسع يف العامل االفرتاضي.هذا الثالثي الذي نشـــكله من فهم التسلســـل الزمين للتطور العقلـــي الذي أوجـــد بالتصاعد رؤى فهم اإلنســـان املتطور عرب التاريـــخ القديـــم بغاية الســـيطرة على الفرد البشـــري ال على الفرد اإلنســـاني وأوجدوا نواظم الرعب واخلوف بل من اخلشية مـــن احملـــب للمحبوب فمن خيشـــى حيب ومن خيـــاف يكره، من ذلـــك تكون العامل العلوي والعامل الســـفلي الذي أجنب من هذه العاموديـــة أفقية هي العامل املاضي وعامل املســـتقبل أي العامل اآلخر والعامل االفرتاضي من اللحظة املعاشـــة اليت تتداخل يف املـــادي والالمادي، واليت توصل إىل عملية الفناء والبقاء وظهور الروح واجلسد فالتجانس حياة واالفرتاق بينهما فناء وخلود أي

عامل أخر وعامل افرتاضي وعامل مادي.لنعلم أن كل إنسان ميتلك حياتني تتجسدان يف شخصه املادي، األوىل متالمحـــة ومتصلة وتقوده ماديته، والثانية حاملة هلا أي الشكل املادي والصورة اليت يظهر هبا كشكل إنساني وعند انتهاء احليـــاة الثانية أي املادية واملقدر عليهـــا االنتهاء والفناء تنتقل احلياة األوىل أي الروحية إىل العامل اآلخر، من حالة االفرتاض

العامل اإلفرتاضي

Page 19: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �9 -

اليت اتفقنا على أهنا القائدة للحالتني وهذا إن دل على شيء فإمنا يدل على أن علم احلقائق هو علم اإلميان بالشـــيء وإدراكه وأال نكون يف حالة االستقرار الطبيعي واليت تعين التشابه مع باقي

املوجودات حبيث يبتعد العقل عن التفكري وآليات التفكر.وهـــذا يقودنا إىل ســـؤال : هل احلياة الثانيـــة يف العامل اآلخر تبقى تعيـــش يف حميطنا أي ترافقنا وتراقـــب حميطنا ونتاجنا لتفـــرح وحتزن بعد رحيل عاملنا املـــادي، وهل العامل اآلخر عامل روحي يتشـــابه مع العـــامل املـــادي يف كل أشـــكاله املادية أي ان هناك منازل ومركبـــات وطائرات وأغذية نباتية وحلومية، أم ان املوجودات يف ذلك العامل كلها فقط روحية واالفرتاض من عاملنا االفرتاضي لدى العامل اآلخر الذي ننتقل إليه حيدث يف العقل فقط وأثناء احلياة املادية من أجل ان نستمر ونستمر ولكي يكون

للحياة املادية معنى وطعم ورائحة وغنى.هل ميكن ان يكون لإلنسان عقالن عقل مادي خيتص يف احلياة املادية وعقل روحي خيتص يف احلياة الروحية وله عالقة وطيدة مع العامل اآلخر الذي نعلمه افرتاضا، فإذا أخذنا خما إنســـانيا لوجدنـــا ان له فصني متشـــاهبني فهل يعين هـــذا اثباتا ملا نقول حبيث يتم التبـــادل املعريف من خالل التطور البنيوي للجســـد املادي اإلنســـاني فكون الفص األول من املخ خمتصا باملادة وبناء اإلنســـان شـــكال، والفص الثاني له عالقة بالبناء الروحي، وهذا

العامل اإلفرتاضي

Page 20: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �0 -

جتســـيد حي ملفصل اإلنســـان بأنه روحي ومادي وعلوي وسفلي وميني ويســـار ومشال وجنـــوب متوحد ومنفصل قوي ومنكســـر

صحيح وضعيف مستقبل ومرسل خيال وحقيقة.ان وجـــود العامل االفرتاضي وجود حقيقي يف العقل البشـــري فمثال إحساســـك بوجود مشـــكلة يأخذ بك لتصـــور وافرتاض الكثري من التوقعات وينشـــئ لديك األزمات واحللول الســـالبة واملوجبة ويف النتيجة رمبا جتد ان ال مشـــكلة لديك أو ان هناك مشـــكلة لديك، من هنـــا تطور العامل االفرتاضي وقســـم العقل وجلس يف اهلـــوة املوجودة بني املادي والروحي فتارة يطور املادي وتـــارة يطور الروحي وأحيانا قليلة ما ينجز ذاك التوازن احملبب بينهمـــا، فيظهر اإلنســـان متزن ومن هنا تكـــون نقطة االنطالق لعملية اإلبداع والتطور والصعود وحيدث التمايز وتنشأ الندرة

أمام الكثرة.ان فهم العامل الكثيف )البشـــري املادي ( واالرتقاء منه يأخذ بك إىل العامل اللطيف ذو اخلصائص العلمية الراقية والروحية السامية ضمن احلياة املادية الثانية، فإذا انتقلت إىل العامل اآلخر يكون انتقالـــك انتقاال هادئا بكونك دجمـــت عاملك االفرتاضي بعاملك الروحي مع عاملك املـــادي وحققت يف احلياة وجودا فعاال منطقيا وإذا عدت تكون عودتك مرحية ومشرقة تعطيك السعادة لعاملك اآلخـــر فتحلق يف أجواء حميطـــك االبداعي والتكويين

كما حتلق االنســـام الطيبة فوق الورود كالفراشات اجلميلة وان امليل للشكل أي للحياة املادية يلغي لديك التوازن ويظهرك على انك أحادي اجلانب ومهما جتنبت ذلك ســـتصبغ بصبغته فتأخذ شـــكله وإذا أدركت أنك صورته وحاولـــت العودة فال جمال إال ان تعرب العامل االفرتاضي لتدخـــل يف العامل الروحي وان دخولك للعامل الروحي واالحنصار به يعطيك صفة التخصص الكهنوتي أو الالهوتي أو املشـــيخي وأيضا يفرزك مبتعدا به أخذا بك إىل الالدنيوية وال يســـتطيع الكثرة على ذلك فأين أنا وأنتم من كل

ما تداولناه يف هذه احلواريات.العامل االفرتاضي ليس بعامل شعوذة وليس لديه صكوك متلك يف العـــامل اآلخر فال يبيعك ممتلكات مادية وال عينية هو عامل يفرتض حصول األشياء فان عملت هلا بتوازنك العقلي حققتها يف عاملك املادي احلي املعاش أو عاملك الروحي بعد االنتقال إليه

والذي نسميه العامل اآلخر.فمـــا تزرعه حتصده والذكرى الـــيت تبقى لك بعد رحيلك هي مقـــدار ما تفرتضـــه يف حياتك احلية فإذا عـــدت بروحك وكان معك االفرتاض يف األساس ترى ذكراه كما افرتضته فكيف كنت

يكون.للعلـــم ان االفرتاض وعاملـــه غري اخليال فاخليال يف نســـبته العظمـــى وهـــم والباقي قابـــل للتحقق بينما االفـــرتاض حالة

العامل اإلفرتاضي

Page 21: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

جتســـيد حي ملفصل اإلنســـان بأنه روحي ومادي وعلوي وسفلي وميني ويســـار ومشال وجنـــوب متوحد ومنفصل قوي ومنكســـر

صحيح وضعيف مستقبل ومرسل خيال وحقيقة.ان وجـــود العامل االفرتاضي وجود حقيقي يف العقل البشـــري فمثال إحساســـك بوجود مشـــكلة يأخذ بك لتصـــور وافرتاض الكثري من التوقعات وينشـــئ لديك األزمات واحللول الســـالبة واملوجبة ويف النتيجة رمبا جتد ان ال مشـــكلة لديك أو ان هناك مشـــكلة لديك، من هنـــا تطور العامل االفرتاضي وقســـم العقل وجلس يف اهلـــوة املوجودة بني املادي والروحي فتارة يطور املادي وتـــارة يطور الروحي وأحيانا قليلة ما ينجز ذاك التوازن احملبب بينهمـــا، فيظهر اإلنســـان متزن ومن هنا تكـــون نقطة االنطالق لعملية اإلبداع والتطور والصعود وحيدث التمايز وتنشأ الندرة

أمام الكثرة.ان فهم العامل الكثيف )البشـــري املادي ( واالرتقاء منه يأخذ بك إىل العامل اللطيف ذو اخلصائص العلمية الراقية والروحية السامية ضمن احلياة املادية الثانية، فإذا انتقلت إىل العامل اآلخر يكون انتقالـــك انتقاال هادئا بكونك دجمـــت عاملك االفرتاضي بعاملك الروحي مع عاملك املـــادي وحققت يف احلياة وجودا فعاال منطقيا وإذا عدت تكون عودتك مرحية ومشرقة تعطيك السعادة لعاملك اآلخـــر فتحلق يف أجواء حميطـــك االبداعي والتكويين

كما حتلق االنســـام الطيبة فوق الورود كالفراشات اجلميلة وان امليل للشكل أي للحياة املادية يلغي لديك التوازن ويظهرك على انك أحادي اجلانب ومهما جتنبت ذلك ســـتصبغ بصبغته فتأخذ شـــكله وإذا أدركت أنك صورته وحاولـــت العودة فال جمال إال ان تعرب العامل االفرتاضي لتدخـــل يف العامل الروحي وان دخولك للعامل الروحي واالحنصار به يعطيك صفة التخصص الكهنوتي أو الالهوتي أو املشـــيخي وأيضا يفرزك مبتعدا به أخذا بك إىل الالدنيوية وال يســـتطيع الكثرة على ذلك فأين أنا وأنتم من كل

ما تداولناه يف هذه احلواريات.العامل االفرتاضي ليس بعامل شعوذة وليس لديه صكوك متلك يف العـــامل اآلخر فال يبيعك ممتلكات مادية وال عينية هو عامل يفرتض حصول األشياء فان عملت هلا بتوازنك العقلي حققتها يف عاملك املادي احلي املعاش أو عاملك الروحي بعد االنتقال إليه

والذي نسميه العامل اآلخر.فمـــا تزرعه حتصده والذكرى الـــيت تبقى لك بعد رحيلك هي مقـــدار ما تفرتضـــه يف حياتك احلية فإذا عـــدت بروحك وكان معك االفرتاض يف األساس ترى ذكراه كما افرتضته فكيف كنت

يكون.للعلـــم ان االفرتاض وعاملـــه غري اخليال فاخليال يف نســـبته العظمـــى وهـــم والباقي قابـــل للتحقق بينما االفـــرتاض حالة

العامل اإلفرتاضي

Page 22: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

جتانـــس بني الـــروح واملادة تقبـــل اخلطأ وتظهر مـــن واقع ان ال مشـــكلة بال سبب وال نار بال دخان وال دخان بال فضاء وال فضاء

بال كون وال كون بال إنسان.هـــذا الكون اإلنســـاني هـــل يكـــون ان مل يكن به إنســـان فهو كائـــن الكـــون وبدونه ال كـــون فمن الذي ســـيعرف عـــن الكون لذلك كان ســـبب الوجود وفرضه مـــن حقيقة احلقائق أي احلق ليعـــرف االفرتاض والفرض والفرائض ومـــا دام حبثنا يف العامل االفرتاضي فلنفرتض ان هناك عوامل معاشـــة يف كواكب أخرى فهـــل حنن مبغادرتنا لكوننا هذا ننتقل إليها أم نتبادل معها أم ال يوجد غرينا فنحن أحيينا هذا الكوكب من قوة الذي فرضنا يف

حقيقة الكون لنفرتض وجودا أخر حميطا ضمنه. ان اخلوض واإلحبار يف هكذا حبث دقيق حيمل خماطر اإلحبار بكونه فيه الســـكون واألمواج كما انه ميتلك الســـطح واألعماق والكنوز والآللئ واألخطار هو شـــبيه ومتشـــابه بني العامل املادي الروحي يف جتانســـه والعامل اآلخر الروحي يف افرتاضه فاخلطأ فيـــه ينقلك فورا إىل العامل اآلخـــر وتعلم البحث فيه من خالل اخلوص يأخذك إىل ذلك العامل لرتى ما به ويعيدك كما حيلم ويأمل ويفرتض كل إنسان ان يرى ما يف ذلك العامل اآلخر ليعود ويـــروي لنا ماذا شـــاهد ورأى ومبا ان ذلك العامل اآلخر يعيش يف داخلنا افرتاضا ومل يعد أحد من ذلك العامل لريوي لنا ماذا حدث

معه فلنفرتضـــه عاملا مجيال رائعا متكامـــال يف احلياة الروحية الســـامية اليت نتخلد هبا تاركني اعباء احليـــاة املادية ومهومها وتعبها ومشاكلها لنفرتضه عامل التألق )العامل اآلخر ( ولنعيده إىل موقعه يف العقل ونركنه يف احدى زواياه نســـتخدمه أحيانا ترغيبـــا وأحيانا ترهيبا ضمن حوارية حســـاب الذات علنا نصل إىل األفضل يف الشـــكل والفعل اإلنســـاني ونسلم لآلخر اإلنسان بعد انتقالنا الشكل الصحيح من احلياة فنسعد يف العامل اآلخر افرتاضا وحقيقة ونســـتمع من هناك اننـــا حصلنا على التقييم االجيابـــي فنرتاح، هذا هو العامل االفرتاضـــي يرتبع يف العقل اإلنســـاني بني عاملني عـــامل املادة وعـــامل الروح لنحـــاول فهمه

واستيعابه والتمتع به.

املــــــاضي

إنه أمسك الذي استفقت منه والبارحة الذي أمضيته وأسبوعك وعمرك كيف عشته وراءك إىل أن وصلت إىل يومك الذي أصبحت عليه هو ما مضى من عمرك وما تعلمته ومحلته يف فكرك ومسرية حياتك ال بل هو املخزون املشـــاهد من بصرك وبصريتك وما ورد إليك من أخبـــار اآلخرين يف حميطك وما ســـجلته ذاكرتك عن جمتمعـــك وأمتك وكم قطعت من املســـافة اليت تريد أن تقطعها

العامل اإلفرتاضي

Page 23: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

جتانـــس بني الـــروح واملادة تقبـــل اخلطأ وتظهر مـــن واقع ان ال مشـــكلة بال سبب وال نار بال دخان وال دخان بال فضاء وال فضاء

بال كون وال كون بال إنسان.هـــذا الكون اإلنســـاني هـــل يكـــون ان مل يكن به إنســـان فهو كائـــن الكـــون وبدونه ال كـــون فمن الذي ســـيعرف عـــن الكون لذلك كان ســـبب الوجود وفرضه مـــن حقيقة احلقائق أي احلق ليعـــرف االفرتاض والفرض والفرائض ومـــا دام حبثنا يف العامل االفرتاضي فلنفرتض ان هناك عوامل معاشـــة يف كواكب أخرى فهـــل حنن مبغادرتنا لكوننا هذا ننتقل إليها أم نتبادل معها أم ال يوجد غرينا فنحن أحيينا هذا الكوكب من قوة الذي فرضنا يف

حقيقة الكون لنفرتض وجودا أخر حميطا ضمنه. ان اخلوض واإلحبار يف هكذا حبث دقيق حيمل خماطر اإلحبار بكونه فيه الســـكون واألمواج كما انه ميتلك الســـطح واألعماق والكنوز والآللئ واألخطار هو شـــبيه ومتشـــابه بني العامل املادي الروحي يف جتانســـه والعامل اآلخر الروحي يف افرتاضه فاخلطأ فيـــه ينقلك فورا إىل العامل اآلخـــر وتعلم البحث فيه من خالل اخلوص يأخذك إىل ذلك العامل لرتى ما به ويعيدك كما حيلم ويأمل ويفرتض كل إنسان ان يرى ما يف ذلك العامل اآلخر ليعود ويـــروي لنا ماذا شـــاهد ورأى ومبا ان ذلك العامل اآلخر يعيش يف داخلنا افرتاضا ومل يعد أحد من ذلك العامل لريوي لنا ماذا حدث

معه فلنفرتضـــه عاملا مجيال رائعا متكامـــال يف احلياة الروحية الســـامية اليت نتخلد هبا تاركني اعباء احليـــاة املادية ومهومها وتعبها ومشاكلها لنفرتضه عامل التألق )العامل اآلخر ( ولنعيده إىل موقعه يف العقل ونركنه يف احدى زواياه نســـتخدمه أحيانا ترغيبـــا وأحيانا ترهيبا ضمن حوارية حســـاب الذات علنا نصل إىل األفضل يف الشـــكل والفعل اإلنســـاني ونسلم لآلخر اإلنسان بعد انتقالنا الشكل الصحيح من احلياة فنسعد يف العامل اآلخر افرتاضا وحقيقة ونســـتمع من هناك اننـــا حصلنا على التقييم االجيابـــي فنرتاح، هذا هو العامل االفرتاضـــي يرتبع يف العقل اإلنســـاني بني عاملني عـــامل املادة وعـــامل الروح لنحـــاول فهمه

واستيعابه والتمتع به.

املــــــاضي

إنه أمسك الذي استفقت منه والبارحة الذي أمضيته وأسبوعك وعمرك كيف عشته وراءك إىل أن وصلت إىل يومك الذي أصبحت عليه هو ما مضى من عمرك وما تعلمته ومحلته يف فكرك ومسرية حياتك ال بل هو املخزون املشـــاهد من بصرك وبصريتك وما ورد إليك من أخبـــار اآلخرين يف حميطك وما ســـجلته ذاكرتك عن جمتمعـــك وأمتك وكم قطعت من املســـافة اليت تريد أن تقطعها

املاضي

Page 24: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �4 -

والســـنني اليت تراكمت فأوجـــدت لك عمرا وعند ســـؤالك عن عمرك تقول ثالثون سنه أو أربعون أو مخسون أو أكثر إهنا مضت ودخلت ســـجل التاريخ الذي هو املاضي سجلك أجل املاضي زمن مضى وميضي عرب مســـارات خطية كل يوم تقتطع منه مســـافة تدخل يف املاضي وأنت تسري إىل األمام وحاضرك ميضي من بني يدك إن كنت تعلم أوال ومســـتقبلك تسعى إليه ليمسي حاضرك يف إصباحك ماضيا ومستقبلك حاضرا وهكذا دواليك فإذا أحبرت وإياك يف رحلة البحث لفهم املاضي واحلاضر واملستقبل نبدأ من اللحظة ونسري فأول حلظة متضي هبا هي املاضي واللحظة اليت نصل هلا هي احلاضر وما سنصل إليه هو املستقبل وعند وصولنا إىل اهلـــدف يغـــدو اجلميع يف املاضي لنبدأ مـــن جديد يف رحلة البحث واالستكشـــاف، فلســـفة تكوينية غايتها اجناز وإثبات أن املاضي هو األســـاس وأن احلاضر هو املعاش والعيش وأن املستقبل

هو املنظور املراد الوصول إليه.طبعا هو املاضي كبري جدا واسع وعريض موغل يف أعماق أعماق احلياة اإلنسانية والكونية خزان هائل للحاضر الضئيل املتجسد يف ســـاحة عيش اإلنســـان واملســـتقل الذي يراد اإلنسان العاقل خططا وأحالما وأهدافا قد ال تتجاوز عمره وقد يصل إليها وقد ال يصل وامليزة يف املاضي هي أنك تســـتطع أن تصل إليه وتنبش فيه وتبحث عن ما تريد لتجد أكثر مما تطلب ويلفت نظرك إىل

أشـــياء وقضايا مل تكن لرتاها لوال وجوده فهو وباإلضافة لكونه خزان كبـــري جتد فيه كل ما تبحث عنه جتده يســـاعدك فهم

حاضرك وبدونه ال تستطيع االنتقال إىل املستقبل.هو هكذا املاضي من مضى ورحل وابتعد وأوغل يف اخللف البعيد وبالرغم من وجود ميزة النســـيان يف العقل اإلنســـاني واليت هلا عالقـــة يف االســـتذكار وفقدان األشـــياء أؤكد علـــى أن الذاكرة اإلنســـانية العقلية هـــي ماضي خمزن حناول اســـتعادته حينما نريـــد ومن هنا أســـجل ما أفعل أو أحـــاول االحتفاظ يف ذاكرتي العقليـــة الال متناهيـــة يف الدقـــة إن أردت تنظيمها وبرجمتها. املاضي قريب جدا وقريب ومتوسط البعد وبعيد موغل يف البعد أولـــه بني يديك وأوســـطه تتابعه عينيك وأبعـــده ذاكره وتذكر واملوغل منه حبث وتفتيش وتنقيب وإذا حتدثت إليك وقلت لك زمان فيعين ماضي وزمن جـــزء من الزمان الذي حيتوي األزمنة الثالثة املاضي واحلاضر واملســـتقبل والوقت عداد زمن احلاضر ميضي إىل الوراء من ســـاعته والساعة والدقيقة والثانية ما هي إال مواقيت صحيح أهنا تسري إىل األمام ولكنها تسجل كل حلظة منك يف املاضي من حاضرك الذي هو بعد حلظة يغدو إىل الوراء

ماضيا دون أن يلتفت إليك أو تنتبه له.تأكد أن املاضي هو إجنابك يضاف إىل إجناب اآلخرين اللذين جبانبك وحول حميطك وعندما تنجب تدخل يف رحلة الرحيل

املاضي

Page 25: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

والســـنني اليت تراكمت فأوجـــدت لك عمرا وعند ســـؤالك عن عمرك تقول ثالثون سنه أو أربعون أو مخسون أو أكثر إهنا مضت ودخلت ســـجل التاريخ الذي هو املاضي سجلك أجل املاضي زمن مضى وميضي عرب مســـارات خطية كل يوم تقتطع منه مســـافة تدخل يف املاضي وأنت تسري إىل األمام وحاضرك ميضي من بني يدك إن كنت تعلم أوال ومســـتقبلك تسعى إليه ليمسي حاضرك يف إصباحك ماضيا ومستقبلك حاضرا وهكذا دواليك فإذا أحبرت وإياك يف رحلة البحث لفهم املاضي واحلاضر واملستقبل نبدأ من اللحظة ونسري فأول حلظة متضي هبا هي املاضي واللحظة اليت نصل هلا هي احلاضر وما سنصل إليه هو املستقبل وعند وصولنا إىل اهلـــدف يغـــدو اجلميع يف املاضي لنبدأ مـــن جديد يف رحلة البحث واالستكشـــاف، فلســـفة تكوينية غايتها اجناز وإثبات أن املاضي هو األســـاس وأن احلاضر هو املعاش والعيش وأن املستقبل

هو املنظور املراد الوصول إليه.طبعا هو املاضي كبري جدا واسع وعريض موغل يف أعماق أعماق احلياة اإلنسانية والكونية خزان هائل للحاضر الضئيل املتجسد يف ســـاحة عيش اإلنســـان واملســـتقل الذي يراد اإلنسان العاقل خططا وأحالما وأهدافا قد ال تتجاوز عمره وقد يصل إليها وقد ال يصل وامليزة يف املاضي هي أنك تســـتطع أن تصل إليه وتنبش فيه وتبحث عن ما تريد لتجد أكثر مما تطلب ويلفت نظرك إىل

أشـــياء وقضايا مل تكن لرتاها لوال وجوده فهو وباإلضافة لكونه خزان كبـــري جتد فيه كل ما تبحث عنه جتده يســـاعدك فهم

حاضرك وبدونه ال تستطيع االنتقال إىل املستقبل.هو هكذا املاضي من مضى ورحل وابتعد وأوغل يف اخللف البعيد وبالرغم من وجود ميزة النســـيان يف العقل اإلنســـاني واليت هلا عالقـــة يف االســـتذكار وفقدان األشـــياء أؤكد علـــى أن الذاكرة اإلنســـانية العقلية هـــي ماضي خمزن حناول اســـتعادته حينما نريـــد ومن هنا أســـجل ما أفعل أو أحـــاول االحتفاظ يف ذاكرتي العقليـــة الال متناهيـــة يف الدقـــة إن أردت تنظيمها وبرجمتها. املاضي قريب جدا وقريب ومتوسط البعد وبعيد موغل يف البعد أولـــه بني يديك وأوســـطه تتابعه عينيك وأبعـــده ذاكره وتذكر واملوغل منه حبث وتفتيش وتنقيب وإذا حتدثت إليك وقلت لك زمان فيعين ماضي وزمن جـــزء من الزمان الذي حيتوي األزمنة الثالثة املاضي واحلاضر واملســـتقبل والوقت عداد زمن احلاضر ميضي إىل الوراء من ســـاعته والساعة والدقيقة والثانية ما هي إال مواقيت صحيح أهنا تسري إىل األمام ولكنها تسجل كل حلظة منك يف املاضي من حاضرك الذي هو بعد حلظة يغدو إىل الوراء

ماضيا دون أن يلتفت إليك أو تنتبه له.تأكد أن املاضي هو إجنابك يضاف إىل إجناب اآلخرين اللذين جبانبك وحول حميطك وعندما تنجب تدخل يف رحلة الرحيل

املاضي

Page 26: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

إىل املاضي ليتقدم إجنابك إىل املســـتقبل فاآلن ختيل أنك أنت احلاضر تنجب املاضي واملســـتقبل فكم أنت عظيم أيها اإلنســـان أنت الزمان والزمن واألزمان أنت املاضي واحلاضر واملســـتقبل أنت احلياة وجدت لتعمل هلا وبدونك ال حياة فعندما نقول دون ذاك وأخربنا هذا واكتشـــفنا ما فعل أولئـــك ووجدنا أثرا صنعه قوم ســـومر وأكاد وعاد وإرم ذات العماد واملسماريون واهلريوغليفيون كل أولئـــك وهؤالء وحنن مـــاض بعيد وبســـيط وقريب وحاضر ينتظر وينظر إىل أن يدخل إىل كل أولئك ومنســـي ماضيا يصبح

عليه احلاضرون لينتظروا دخوهلم بالتتابع إىل املاضي هيـــا فإننا نعمـــل للماضي وليكـــن عملنا جيـــدا فكلنا ماضون ومعنى ذلك أن أرواح أعمالنا هي الباقية يف شواهد املاضي الذي سيتحدث عنه املستقبل إنه املاضي الذي ال يستقبل بدونه فهو خمزون احلاضر الذي سينقلنا إىل املستقبل وبدونه ال مستقبل أنت أيها اإلنســـان إنســـان ماض إىل حاضر ومســـتقبل لتصل يف

النهاية إىل املاضي.

احلاضـــر

يكفيك ان تنظر يف املرآة أو تلتقي باألخر أو مع أي شيء لتعلم أنك حاضر موجود وأنك تتعرف إىل شـــخصك من خالل دائرتك

الـــيت تعيش فيها صغرية أو كبـــرية حينما ينادى عليك وجتيب بأنك حاضر فتشعر بالطمأنينة وهدوءك وتالحظ قدرتك على جتاوز اجملهول وتنظيم أمورك هبدوء وتنخرط يف يومك تشاهد اآلخريـــن أفراد وجمتمعات وتتكون لديـــك حقيقة حضورك يف احلاضـــر فتنفعل فيه وتفعل وتنصهر وتذوب وتنشـــغل يف حوار احلاضـــر غايتـــك صناعة املاضـــي والتهيئـــة والتحضري لتصور املســـتقبل وفهمك حلاضرك يعطيـــك اختصارا تنجـــزه يف الال اختيـــار ملاضـــي الذي ال تعـــرف أنت بقرارة ذاتك كيف ســـيكون عليك ان فضاءاتك املتجســـدة يف املاضي واملستقبل ال تظهر إال من خالل حاضرك فهو الذي يسجل وينبؤك كما ينبؤا اآلخرين

عنك.ومن سياق حبثنا يف احلاضر ال بد أن نقول ان املاضي زمن لديه ســـجل نكتب فيه تارخينـــا وميكن ان نطلق عنـــه )إنه التاريخ ( كما ان املســـتقبل وتطلعنـــا إليه وحبثنا فيه هـــو حاضر عندما نصل إليه ونتجاوزه يصبـــح ماضي ومن احلاضر هو املاضي الذي ســـنصنعه غـــدا من هـــذا نقول عـــن احلاضر بأنـــه مركز لديه اجتاهان متعاكسان وهذا املركز رابطة بني زمين املاضي واحلاضر يعطي للماضي ويسجل فيه ويصنع للمستقبل أمال على أن يكون فيه وأيضا يســـتند احلاضر يف صناعتـــه إىل املاضي فيأخذ منه

ويستفيد من ما سيأتي يراقبه ويتهيأ إليه.

احلاضر

Page 27: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

إىل املاضي ليتقدم إجنابك إىل املســـتقبل فاآلن ختيل أنك أنت احلاضر تنجب املاضي واملســـتقبل فكم أنت عظيم أيها اإلنســـان أنت الزمان والزمن واألزمان أنت املاضي واحلاضر واملســـتقبل أنت احلياة وجدت لتعمل هلا وبدونك ال حياة فعندما نقول دون ذاك وأخربنا هذا واكتشـــفنا ما فعل أولئـــك ووجدنا أثرا صنعه قوم ســـومر وأكاد وعاد وإرم ذات العماد واملسماريون واهلريوغليفيون كل أولئـــك وهؤالء وحنن مـــاض بعيد وبســـيط وقريب وحاضر ينتظر وينظر إىل أن يدخل إىل كل أولئك ومنســـي ماضيا يصبح

عليه احلاضرون لينتظروا دخوهلم بالتتابع إىل املاضي هيـــا فإننا نعمـــل للماضي وليكـــن عملنا جيـــدا فكلنا ماضون ومعنى ذلك أن أرواح أعمالنا هي الباقية يف شواهد املاضي الذي سيتحدث عنه املستقبل إنه املاضي الذي ال يستقبل بدونه فهو خمزون احلاضر الذي سينقلنا إىل املستقبل وبدونه ال مستقبل أنت أيها اإلنســـان إنســـان ماض إىل حاضر ومســـتقبل لتصل يف

النهاية إىل املاضي.

احلاضـــر

يكفيك ان تنظر يف املرآة أو تلتقي باألخر أو مع أي شيء لتعلم أنك حاضر موجود وأنك تتعرف إىل شـــخصك من خالل دائرتك

الـــيت تعيش فيها صغرية أو كبـــرية حينما ينادى عليك وجتيب بأنك حاضر فتشعر بالطمأنينة وهدوءك وتالحظ قدرتك على جتاوز اجملهول وتنظيم أمورك هبدوء وتنخرط يف يومك تشاهد اآلخريـــن أفراد وجمتمعات وتتكون لديـــك حقيقة حضورك يف احلاضـــر فتنفعل فيه وتفعل وتنصهر وتذوب وتنشـــغل يف حوار احلاضـــر غايتـــك صناعة املاضـــي والتهيئـــة والتحضري لتصور املســـتقبل وفهمك حلاضرك يعطيـــك اختصارا تنجـــزه يف الال اختيـــار ملاضـــي الذي ال تعـــرف أنت بقرارة ذاتك كيف ســـيكون عليك ان فضاءاتك املتجســـدة يف املاضي واملستقبل ال تظهر إال من خالل حاضرك فهو الذي يسجل وينبؤك كما ينبؤا اآلخرين

عنك.ومن سياق حبثنا يف احلاضر ال بد أن نقول ان املاضي زمن لديه ســـجل نكتب فيه تارخينـــا وميكن ان نطلق عنـــه )إنه التاريخ ( كما ان املســـتقبل وتطلعنـــا إليه وحبثنا فيه هـــو حاضر عندما نصل إليه ونتجاوزه يصبـــح ماضي ومن احلاضر هو املاضي الذي ســـنصنعه غـــدا من هـــذا نقول عـــن احلاضر بأنـــه مركز لديه اجتاهان متعاكسان وهذا املركز رابطة بني زمين املاضي واحلاضر يعطي للماضي ويسجل فيه ويصنع للمستقبل أمال على أن يكون فيه وأيضا يســـتند احلاضر يف صناعتـــه إىل املاضي فيأخذ منه

ويستفيد من ما سيأتي يراقبه ويتهيأ إليه.

احلاضر

Page 28: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �8 -

احلاضر ليس أنا الفرد وال اإلنسان مبفرده بل هي كلمة احلياة مـــا ان تتفتـــح عيناك حتى تراه بطوهلـــا وعرضها وحميطها هي األرض ما عليها والسماء وما هبا وما بينهما إذا احلاضر هو احلياة فعندما تستيقظ تضع يدك على قلبك فتشعر بأنه ينبض وتنهض متحركا لتعلم أنك حي فتعلم أنك حاضر وال ينتهي حضورك إال باختصار حضورك الكبري جدا إىل نقطة متناهية يف الصغر هي املوت حينها تنتقل من احلاضر إىل املاضي واملســـتقبل يف آن معا وتغدو مســـتقبال ماضيا ال رجعـــة فيه وحضورك من نتاج عملك

خيال روحي ال جسد فيه بل صورة خيال.ان تعريف احلاضر واحلضور وفهمه وتعزيز فهمه ضرورة فكرية حياتية له عالقة بآلية التطور اإلنســـاني وأشـــكاله الصناعية والزراعية واالقتصادية والسياسية والعلمية ومعرفتك حلاضرك هو اجناز مقدر ومقيم يف أعلى مراتب احلياة بكون أنك ال تستطيع ان تنجـــز دون تواجدك فيه، كما أنـــه ال ميكنك من احلاضر ان تكـــون يف املاضـــي أو يف املســـتقبل فهو وكما ذكـــرت وجودك بني األمـــام واخللف وفعلك قيمتك احلاضـــرة اليت جيب ان تنجزها إذا أردت الوصول إىل املســـتقبل لتتخلـــد يف املاضي قد تقول ملا هذا التعقيد وانـــا اختلف معك ورمبا اتفق بكون احلاضر متاهة هلا مدخالن مدخـــل وأنت حاضر يأخذك إىل املاضي فينســـاك احلاضر الذي أنت فيه فعال ويهملك وال يراك وال أنت تراه وهنا

أطلـــق عليك أنك موجود ولســـت موجود بكونك مل تســـتطع ان تفعل للحاضر شـــيء أما إن فعلت وأجنزت فســـيأخذ بك املدخل الثاني إىل املستقبل ليسجلك فيه حاضرا وماضيا وأما إن مهت ما بينهما فإنك ستضيع ال حمالة يف حاضرك وستنتهي فيه وستكون هامشـــا غري مرئي تبحث عن حضورك فـــال جتده لذلك أحتاور معـــك وأخاطبك بان حاضرك هو أهم ما متلك يف حياتك املقدرة بني نقطتني املاضي واملســـتقبل فكيف ســـتصل بينهما وهل هذه املسافة بينهما بطوهلا وعرضها هي حاضرك الذي تبحث كل يوم

عنه سؤال كبري ادعه لك وبني يديك أمال منك ان تبحث فيه.الحـــظ معـــي ان قرار تتخـــذه وتريـــد ان تفعله هـــو جمموع تصـــورات املاضـــي كي تعيـــش يف احلاضر وهو بالتايل ســـينقلك إىل املســـتقبل فإذا تفكرت وختيلت تتفكـــر وتتخيل ماضيا منه تستنبط احلاضر لتصبح عاملا عارفا ما تريد ان تعلمه لتعمله يف حاضرك هي فلســـفة تكوينك الفكري ماضية حلاضرك تنقلك إىل املســـتقبل ليدرس كل واحد منا حاضـــره الذي فيه ماضيه

ومستقبله وليخرت إىل أين يريد من احلاضر ان ينتقل.

املستقبل

أن يكون لك هدف تعمل له، وجتهد لتصل إليه، يكون بالنسبة

احلاضر

Page 29: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �9 -

احلاضر ليس أنا الفرد وال اإلنسان مبفرده بل هي كلمة احلياة مـــا ان تتفتـــح عيناك حتى تراه بطوهلـــا وعرضها وحميطها هي األرض ما عليها والسماء وما هبا وما بينهما إذا احلاضر هو احلياة فعندما تستيقظ تضع يدك على قلبك فتشعر بأنه ينبض وتنهض متحركا لتعلم أنك حي فتعلم أنك حاضر وال ينتهي حضورك إال باختصار حضورك الكبري جدا إىل نقطة متناهية يف الصغر هي املوت حينها تنتقل من احلاضر إىل املاضي واملســـتقبل يف آن معا وتغدو مســـتقبال ماضيا ال رجعـــة فيه وحضورك من نتاج عملك

خيال روحي ال جسد فيه بل صورة خيال.ان تعريف احلاضر واحلضور وفهمه وتعزيز فهمه ضرورة فكرية حياتية له عالقة بآلية التطور اإلنســـاني وأشـــكاله الصناعية والزراعية واالقتصادية والسياسية والعلمية ومعرفتك حلاضرك هو اجناز مقدر ومقيم يف أعلى مراتب احلياة بكون أنك ال تستطيع ان تنجـــز دون تواجدك فيه، كما أنـــه ال ميكنك من احلاضر ان تكـــون يف املاضـــي أو يف املســـتقبل فهو وكما ذكـــرت وجودك بني األمـــام واخللف وفعلك قيمتك احلاضـــرة اليت جيب ان تنجزها إذا أردت الوصول إىل املســـتقبل لتتخلـــد يف املاضي قد تقول ملا هذا التعقيد وانـــا اختلف معك ورمبا اتفق بكون احلاضر متاهة هلا مدخالن مدخـــل وأنت حاضر يأخذك إىل املاضي فينســـاك احلاضر الذي أنت فيه فعال ويهملك وال يراك وال أنت تراه وهنا

أطلـــق عليك أنك موجود ولســـت موجود بكونك مل تســـتطع ان تفعل للحاضر شـــيء أما إن فعلت وأجنزت فســـيأخذ بك املدخل الثاني إىل املستقبل ليسجلك فيه حاضرا وماضيا وأما إن مهت ما بينهما فإنك ستضيع ال حمالة يف حاضرك وستنتهي فيه وستكون هامشـــا غري مرئي تبحث عن حضورك فـــال جتده لذلك أحتاور معـــك وأخاطبك بان حاضرك هو أهم ما متلك يف حياتك املقدرة بني نقطتني املاضي واملســـتقبل فكيف ســـتصل بينهما وهل هذه املسافة بينهما بطوهلا وعرضها هي حاضرك الذي تبحث كل يوم

عنه سؤال كبري ادعه لك وبني يديك أمال منك ان تبحث فيه.الحـــظ معـــي ان قرار تتخـــذه وتريـــد ان تفعله هـــو جمموع تصـــورات املاضـــي كي تعيـــش يف احلاضر وهو بالتايل ســـينقلك إىل املســـتقبل فإذا تفكرت وختيلت تتفكـــر وتتخيل ماضيا منه تستنبط احلاضر لتصبح عاملا عارفا ما تريد ان تعلمه لتعمله يف حاضرك هي فلســـفة تكوينك الفكري ماضية حلاضرك تنقلك إىل املســـتقبل ليدرس كل واحد منا حاضـــره الذي فيه ماضيه

ومستقبله وليخرت إىل أين يريد من احلاضر ان ينتقل.

املستقبل

أن يكون لك هدف تعمل له، وجتهد لتصل إليه، يكون بالنسبة

املستقبل

Page 30: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �0 -

لك املستقبل القادم من خالل مشروع قابل للتحقيق، عندما ترسم، أو ختطط، وتثبت نقطيت البداية والنهاية، وتبدأ باملسري يعين أنك تنطلق إىل املســـتقبل، فاحلاضر هو التكتيك، واملستقبل هو االسرتاتيجية، والفرق بني املستقبل واحللم أن املستقبل واقعي، واحللم أداته، ويبقى حلما يف العقل طاملا أنك مل تسع لتحقيقه، ومل خترجـــه إىل الواقـــع، وال ميكن لك أن تنطلـــق إليه دون أن تكون حاضرا يف احلاضر الذي يبين يف أعماقك الفكرية حاجة التطور، وفهمك ألســـباب وجودك وإرادتـــك فيما تنوي أن تصل إليه، وأن تدعـــه بعد أدائك ملهامك احلياتيـــة، وانتقالك للعامل الروحي اجلديد، فمن هنا ننطلق لفهم فلسفة تكوين املستقبل، واليت هي يف شكلها األويل والنهائي فلسفتك ودراستك لتكوينك بشكل فردي، وطموحك وأحالمك هو ختصص علمي إن سعيت له تعلما، وعلما به وصلت إليه، ونلت منه ما صبوت إليه، وإن درسته بشكل عام، واهتممت بذلك، أدخلك يف فلسفته، وأوجد لك نوعا

من أنواع الوعي يف املصري الكلي، أي التخيل زائد العلم.وإذا كان املســـتقبل هـــو أحـــد أبعاد الزمن الكبري املقســـم إىل أزمنة، ماض وحاضر ومستقبل، منحنا هذا البعد قوة التطلع من خالل تراكـــم املعرفة من املاضي إىل احلاضر، فكون البعدين معا تطلعا يف العقل ويف البصرية إىل أين نســـري، ففهمنا أننا منضي إىل املســـتقبل ال إىل املوت، لكون املوت ال عالقة له باملســـتقبل،

ولكوننا ننتقـــل من حياة إىل حياة يف العقل الروحي، معنى ذلك أننا نستمر يف املســـتقبل، وعلينا أن نعمل له دون املساس حبالة

املوت.املســـتقبل حيتاج إىل خطوة لتبدأ يف املســـري إليه، وهنا أعين التقدم إىل األمام انطالقا مـــن أداء مهمات احلاضر ومتطلباته، فـــال ميكنك أن تنتقـــل إليه دون إكمالك لشـــروط احلاضر، فإذا انشغلت يف مهام احلاضر، ومل تنجزها فإنك لن تستطيع أن تنتقل إىل املســـتقبل، وبشـــكل أدق إن مل تنجز احلاضر لن تتقدم، وإذا تقدمت، معنى هذا أنك سرت إىل األمام، وإىل األعلى، فاملستقبل يتعامل مع مسريك املتقدم، مبعنى أدق، كلما خطوت خطوة إىل األمام، اتســـع فكرك، وفتحت له اآلفاق، وازدادت األحالم، وطال مدى التطلع يف البصر والبصرية، أي أن املستقبل مساران، األول ممكن بشـــرط أن تفعله ومتارســـه، فيكون بذلك إراديا حتققه مـــن خالل رمسك له، وفعلك للوصول إليـــه، والثاني أيضا ممكن ودون شروط، لكنه موجود ضروري، ومتعلق باملستقبل اإلنساني، فتكون به مشـــاركا مزدوجا، إراديا وال إرادي، وترابط املســـارين، ترابط عضوي عنـــد العاقل الباحث يف العلـــم واملعرفة وعنهما بدليـــل أنك ال ميكن أن حتقق مســـتقبلك الفردي دون حفاظك على املســـتقبل اإلنساني اجلماعي بكل ظروف حياته الذي أنت

موجود فيه كجزء من حميط.

املستقبل

Page 31: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

لك املستقبل القادم من خالل مشروع قابل للتحقيق، عندما ترسم، أو ختطط، وتثبت نقطيت البداية والنهاية، وتبدأ باملسري يعين أنك تنطلق إىل املســـتقبل، فاحلاضر هو التكتيك، واملستقبل هو االسرتاتيجية، والفرق بني املستقبل واحللم أن املستقبل واقعي، واحللم أداته، ويبقى حلما يف العقل طاملا أنك مل تسع لتحقيقه، ومل خترجـــه إىل الواقـــع، وال ميكن لك أن تنطلـــق إليه دون أن تكون حاضرا يف احلاضر الذي يبين يف أعماقك الفكرية حاجة التطور، وفهمك ألســـباب وجودك وإرادتـــك فيما تنوي أن تصل إليه، وأن تدعـــه بعد أدائك ملهامك احلياتيـــة، وانتقالك للعامل الروحي اجلديد، فمن هنا ننطلق لفهم فلسفة تكوين املستقبل، واليت هي يف شكلها األويل والنهائي فلسفتك ودراستك لتكوينك بشكل فردي، وطموحك وأحالمك هو ختصص علمي إن سعيت له تعلما، وعلما به وصلت إليه، ونلت منه ما صبوت إليه، وإن درسته بشكل عام، واهتممت بذلك، أدخلك يف فلسفته، وأوجد لك نوعا

من أنواع الوعي يف املصري الكلي، أي التخيل زائد العلم.وإذا كان املســـتقبل هـــو أحـــد أبعاد الزمن الكبري املقســـم إىل أزمنة، ماض وحاضر ومستقبل، منحنا هذا البعد قوة التطلع من خالل تراكـــم املعرفة من املاضي إىل احلاضر، فكون البعدين معا تطلعا يف العقل ويف البصرية إىل أين نســـري، ففهمنا أننا منضي إىل املســـتقبل ال إىل املوت، لكون املوت ال عالقة له باملســـتقبل،

ولكوننا ننتقـــل من حياة إىل حياة يف العقل الروحي، معنى ذلك أننا نستمر يف املســـتقبل، وعلينا أن نعمل له دون املساس حبالة

املوت.املســـتقبل حيتاج إىل خطوة لتبدأ يف املســـري إليه، وهنا أعين التقدم إىل األمام انطالقا مـــن أداء مهمات احلاضر ومتطلباته، فـــال ميكنك أن تنتقـــل إليه دون إكمالك لشـــروط احلاضر، فإذا انشغلت يف مهام احلاضر، ومل تنجزها فإنك لن تستطيع أن تنتقل إىل املســـتقبل، وبشـــكل أدق إن مل تنجز احلاضر لن تتقدم، وإذا تقدمت، معنى هذا أنك سرت إىل األمام، وإىل األعلى، فاملستقبل يتعامل مع مسريك املتقدم، مبعنى أدق، كلما خطوت خطوة إىل األمام، اتســـع فكرك، وفتحت له اآلفاق، وازدادت األحالم، وطال مدى التطلع يف البصر والبصرية، أي أن املستقبل مساران، األول ممكن بشـــرط أن تفعله ومتارســـه، فيكون بذلك إراديا حتققه مـــن خالل رمسك له، وفعلك للوصول إليـــه، والثاني أيضا ممكن ودون شروط، لكنه موجود ضروري، ومتعلق باملستقبل اإلنساني، فتكون به مشـــاركا مزدوجا، إراديا وال إرادي، وترابط املســـارين، ترابط عضوي عنـــد العاقل الباحث يف العلـــم واملعرفة وعنهما بدليـــل أنك ال ميكن أن حتقق مســـتقبلك الفردي دون حفاظك على املســـتقبل اإلنساني اجلماعي بكل ظروف حياته الذي أنت

موجود فيه كجزء من حميط.

املستقبل

Page 32: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

املستقبل أوجده اإلنسان من أجل استمرار الطبيعة واملخلوقات لكونه مالكا للعقل، وبذلك ال مســـتقبل للطبيعة إال من خالله، فالطبيعـــة ثابتـــة، فمـــا هو مثال مســـتقبل القمر، أو مســـتقبل الشـــمس، أو مستقبل النجوم، أو مســـتقبل الليل والنهار، فالعلم الروحي أعطاها وصفا دقيقا، حيث ورد يف الكتب املقدســـة »وكل يف فلك يسبحون«، وأكد على أن أي خلل حيدث هلا ينهي احلياة الكونية، فمن هنا نثبت أن كلها ثوابت، واإلنسان وحده هو الذي يصنع بفكـــره التطور، وآثاره كانت مســـتقبال يف املاضي، ليتعلم

إنشاء مستقبل من احلاضر إىل القادم.لقد بدأ علم املســـتقبل مع ولوج اإلنسان للحياة، وتعرفه على ذاتـــه، وحبثه الـــدؤوب للحفاظ على جنســـه، ومحايته كان هو هدفـــه الرئيس، والـــذي يكون يف حقيقته املســـتقبل، أجل بعد حدوث الوعي الكبري، وإجنازه للثورة الفكرية وعطاءاهتا املتعددة، ومنها أوجد الفكر اإلنساني مساحة كربى للمستقبل الذي أخذنا نسميه املستقبل القريب، واملستقبل املتوسط واملستقبل البعيد، وغايـــة كل ذلك أن جنعل غدا واضحـــا، وبعد غد حمققا، وبعده أمينـــا، لذلك يتـــم اآلن العمل لتحويل الغـــد وبعده من جمهول إىل معلوم واضـــح املعامل كحد أدنى، الكثافة البشـــرية الكبرية وتســـارعها منوا دعا اجلميع للتخطيط للمستقبل، سواء كان يف املســـكن، أو امللبس، أو املطعم، فلم يعد مقتصرا على اليوم لكونه

ال يعيش لليوم، بل لغده، ولبعد غده.إن القضاء على فكرة االستســـالم للحاضـــر إلزاحة الكثري من الصور الفكرية املنتشرة يف ذهنية البشر، واليت أثرت على الكثرة، وحولتهم ملتقاعدين، عاجزين عن املشاركة يف صناعة املستقبل، واحلصـــار املفروض عليه القـــادم من األفكار اجلامدة، وتســـلط اإلنسان على أخيه اإلنسان، أصبح ضرورة إجنازه، فاإلنسان ولد طموحا، حاملا، فاعال، ومنفعال، مشكال منهم املستقبل، وبدون ذلك كان قد انتهى منذ ذلك الزمن البعيد، فلكل واحد منا مستقبله الذي حيلم به، مرهونا مبدى ما يعمل له، ومسؤوال ضمن اجملموع

العام عن مستقبل اإلنسانية ومستقبل الكون بشكل عام.

التـــــــراب

مكون رئيســـي يف تشـــكيل الكون بصـــورة كواكبـــه ومنه جبل اإلنسان وأعمر ومت بنائه وكذلك النبات واحليوان وإليه يعودون بعد انتهاء رحلة حياهتم املقدرة يضمهم يتفاعل معهم ونســـتمر هبم بعد ان يتحولـــوا إىل موضوعنا الذي نتحدث عنه الرتاب، انه الشـــكل املدني لإلنســـان وبدونه ال شـــكل وال صورة وال بناء ليس لـــه نوع فهو أديم األرض ومنه كان اســـم آدم، مثل مكونات الطعـــام أيضا حتتاج إىل االيدام فاملاء واهلواء ال يكفيان لصنعه

املستقبل

Page 33: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

املستقبل أوجده اإلنسان من أجل استمرار الطبيعة واملخلوقات لكونه مالكا للعقل، وبذلك ال مســـتقبل للطبيعة إال من خالله، فالطبيعـــة ثابتـــة، فمـــا هو مثال مســـتقبل القمر، أو مســـتقبل الشـــمس، أو مستقبل النجوم، أو مســـتقبل الليل والنهار، فالعلم الروحي أعطاها وصفا دقيقا، حيث ورد يف الكتب املقدســـة »وكل يف فلك يسبحون«، وأكد على أن أي خلل حيدث هلا ينهي احلياة الكونية، فمن هنا نثبت أن كلها ثوابت، واإلنسان وحده هو الذي يصنع بفكـــره التطور، وآثاره كانت مســـتقبال يف املاضي، ليتعلم

إنشاء مستقبل من احلاضر إىل القادم.لقد بدأ علم املســـتقبل مع ولوج اإلنسان للحياة، وتعرفه على ذاتـــه، وحبثه الـــدؤوب للحفاظ على جنســـه، ومحايته كان هو هدفـــه الرئيس، والـــذي يكون يف حقيقته املســـتقبل، أجل بعد حدوث الوعي الكبري، وإجنازه للثورة الفكرية وعطاءاهتا املتعددة، ومنها أوجد الفكر اإلنساني مساحة كربى للمستقبل الذي أخذنا نسميه املستقبل القريب، واملستقبل املتوسط واملستقبل البعيد، وغايـــة كل ذلك أن جنعل غدا واضحـــا، وبعد غد حمققا، وبعده أمينـــا، لذلك يتـــم اآلن العمل لتحويل الغـــد وبعده من جمهول إىل معلوم واضـــح املعامل كحد أدنى، الكثافة البشـــرية الكبرية وتســـارعها منوا دعا اجلميع للتخطيط للمستقبل، سواء كان يف املســـكن، أو امللبس، أو املطعم، فلم يعد مقتصرا على اليوم لكونه

ال يعيش لليوم، بل لغده، ولبعد غده.إن القضاء على فكرة االستســـالم للحاضـــر إلزاحة الكثري من الصور الفكرية املنتشرة يف ذهنية البشر، واليت أثرت على الكثرة، وحولتهم ملتقاعدين، عاجزين عن املشاركة يف صناعة املستقبل، واحلصـــار املفروض عليه القـــادم من األفكار اجلامدة، وتســـلط اإلنسان على أخيه اإلنسان، أصبح ضرورة إجنازه، فاإلنسان ولد طموحا، حاملا، فاعال، ومنفعال، مشكال منهم املستقبل، وبدون ذلك كان قد انتهى منذ ذلك الزمن البعيد، فلكل واحد منا مستقبله الذي حيلم به، مرهونا مبدى ما يعمل له، ومسؤوال ضمن اجملموع

العام عن مستقبل اإلنسانية ومستقبل الكون بشكل عام.

التـــــــراب

مكون رئيســـي يف تشـــكيل الكون بصـــورة كواكبـــه ومنه جبل اإلنسان وأعمر ومت بنائه وكذلك النبات واحليوان وإليه يعودون بعد انتهاء رحلة حياهتم املقدرة يضمهم يتفاعل معهم ونســـتمر هبم بعد ان يتحولـــوا إىل موضوعنا الذي نتحدث عنه الرتاب، انه الشـــكل املدني لإلنســـان وبدونه ال شـــكل وال صورة وال بناء ليس لـــه نوع فهو أديم األرض ومنه كان اســـم آدم، مثل مكونات الطعـــام أيضا حتتاج إىل االيدام فاملاء واهلواء ال يكفيان لصنعه

الرتاب

Page 34: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �4 -

بـــل حيتاجان منتجات الـــرتاب وبإضافة املاء واهلـــواء إليه تتم عملية تكوين املادة وحتويلها إىل حقيقة مشـــاهبة متاما لتحول الـــرتاب إىل طـــني الزب أو صلصـــال كالفخار، هـــو جمموع ذري يضم املعادن العشـــرة إضافة إىل سيليكات األملنيوم واملنغنيزيوم والبوتاسيوم والكوارتز وامليكا وأكاسيد احلديد والرماد الربكاني ودقائق األمالح وفيه بقايا النبات والبكترييا وأثار الغبار الكوني وغبار الشهب وأهم ما فيه هو تراب اإلنسان بعد فنائه لذلك كله الرتاب هو اإلنسان فإذا حللنا اإلنسان كيميائيا جند التشابه يف

التحليل فمنه كان اخللق وإليه يعود.الرتاب طبيعة األرض ومنه حنمل طباعنا ننجز منه وننجذب إليـــه فيه اجلاذبية وطهرنا ففيـــه الطهر ولذلك يأخذ به إن مل يتوفر املاء للتطهر فكما املاء واهلواء حنمل طباعها حنمله أيضا ليـــس فقط كمكون بل مؤثر نتأثـــر به وهو يف ذات الوقت حامل لكل هـــذه الطباع املاديـــة والروحية وبدون جتمعـــه كان بقائنا مثل الذرات هنيم يف الفراغ الال متناهي حيضن املاء ويســـيل على وجهه جداوال واهنارا لنعيش على حميطه فنزرع به ونبين عليه املدن والبلدان هو مولد وأســـاس كل أنواع املادة وعند فناء املادة

كاإلنسان تعود تراب. الـــرتاب من تـــرب، وترب الشـــيء مبعنى أصابه الـــرتاب وترب الرجـــل أي افتقر وكأنه التصق بالـــرتاب وتربت يداه مبعنى مل

تعـــد تصب خريا وأترب الرجل أي اســـتغنى وكان به صار له من املـــال بقدر حبات الرتاب والرتب بالكســـرة اللذة ومجعه أتراب والرتائب هي عظام الصدر والرتاب تراب فقري مثل اإلنســـان ما مل يعمـــل له ويكد من أجله ال نفع فيه ان بقي مبفرده ونفعه يف حتريكه وتقليبه وزراعته وصناعته ودراســـتنا له تعين دراســـة لبنية أجســـامنا وحمتوياهتا الـــيت تتكون مجيعهـــا منه كمواد

جمموعة يف مادة.للرتاب رائحة، ذكية مثل العطر نستمد منها حب احلياة فعندما يهطل املطر أول مرة على تراب األرض حاول ان تستنشق رائحته وعلم اهنا رائحة احلياة وروحها يف الالشـــعور ويف الشعور تعطيك حبهـــا بكونك مولود منهـــا وأينما حتل وترحتل حتمل الشـــوق والتشـــوق بني جنباتك ويكفيك شم تربة أرضك املولود منها مرة واحدة لتعرف لونك وشكلك الذي تكونت منه وعند التقائك مع اآلخرين أول ما يسألونك من أين أنت فلون ترابك يستدل عليه من لون بشـــرتك وعندما صاغنا اإلله قبض من كل مكان قبضة من تراب هذه األرض، لنشـــاهد اليوم ألوان تربتنا على وجوهنا فاألبيض واألمسر واألسود واحلنطي واألمحر واألصفر هي ألوان

تراب انتماءاتنا اليت قدمنا منها من وجه هذه البسيطة.ان الرتاب جســـد احلياة وأجســـامها احلية فبعد عملية اخللق اإلنســـاني واحليواني والنباتـــي عاد اإلنســـان ليبحث يف ترابه

الرتاب

Page 35: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

بـــل حيتاجان منتجات الـــرتاب وبإضافة املاء واهلـــواء إليه تتم عملية تكوين املادة وحتويلها إىل حقيقة مشـــاهبة متاما لتحول الـــرتاب إىل طـــني الزب أو صلصـــال كالفخار، هـــو جمموع ذري يضم املعادن العشـــرة إضافة إىل سيليكات األملنيوم واملنغنيزيوم والبوتاسيوم والكوارتز وامليكا وأكاسيد احلديد والرماد الربكاني ودقائق األمالح وفيه بقايا النبات والبكترييا وأثار الغبار الكوني وغبار الشهب وأهم ما فيه هو تراب اإلنسان بعد فنائه لذلك كله الرتاب هو اإلنسان فإذا حللنا اإلنسان كيميائيا جند التشابه يف

التحليل فمنه كان اخللق وإليه يعود.الرتاب طبيعة األرض ومنه حنمل طباعنا ننجز منه وننجذب إليـــه فيه اجلاذبية وطهرنا ففيـــه الطهر ولذلك يأخذ به إن مل يتوفر املاء للتطهر فكما املاء واهلواء حنمل طباعها حنمله أيضا ليـــس فقط كمكون بل مؤثر نتأثـــر به وهو يف ذات الوقت حامل لكل هـــذه الطباع املاديـــة والروحية وبدون جتمعـــه كان بقائنا مثل الذرات هنيم يف الفراغ الال متناهي حيضن املاء ويســـيل على وجهه جداوال واهنارا لنعيش على حميطه فنزرع به ونبين عليه املدن والبلدان هو مولد وأســـاس كل أنواع املادة وعند فناء املادة

كاإلنسان تعود تراب. الـــرتاب من تـــرب، وترب الشـــيء مبعنى أصابه الـــرتاب وترب الرجـــل أي افتقر وكأنه التصق بالـــرتاب وتربت يداه مبعنى مل

تعـــد تصب خريا وأترب الرجل أي اســـتغنى وكان به صار له من املـــال بقدر حبات الرتاب والرتب بالكســـرة اللذة ومجعه أتراب والرتائب هي عظام الصدر والرتاب تراب فقري مثل اإلنســـان ما مل يعمـــل له ويكد من أجله ال نفع فيه ان بقي مبفرده ونفعه يف حتريكه وتقليبه وزراعته وصناعته ودراســـتنا له تعين دراســـة لبنية أجســـامنا وحمتوياهتا الـــيت تتكون مجيعهـــا منه كمواد

جمموعة يف مادة.للرتاب رائحة، ذكية مثل العطر نستمد منها حب احلياة فعندما يهطل املطر أول مرة على تراب األرض حاول ان تستنشق رائحته وعلم اهنا رائحة احلياة وروحها يف الالشـــعور ويف الشعور تعطيك حبهـــا بكونك مولود منهـــا وأينما حتل وترحتل حتمل الشـــوق والتشـــوق بني جنباتك ويكفيك شم تربة أرضك املولود منها مرة واحدة لتعرف لونك وشكلك الذي تكونت منه وعند التقائك مع اآلخرين أول ما يسألونك من أين أنت فلون ترابك يستدل عليه من لون بشـــرتك وعندما صاغنا اإلله قبض من كل مكان قبضة من تراب هذه األرض، لنشـــاهد اليوم ألوان تربتنا على وجوهنا فاألبيض واألمسر واألسود واحلنطي واألمحر واألصفر هي ألوان

تراب انتماءاتنا اليت قدمنا منها من وجه هذه البسيطة.ان الرتاب جســـد احلياة وأجســـامها احلية فبعد عملية اخللق اإلنســـاني واحليواني والنباتـــي عاد اإلنســـان ليبحث يف ترابه

الرتاب

Page 36: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

ويشـــتق منه آليات تطـــوره وتطويره ويصنـــع كل ماديته مقلدا بذلك كل احلاالت الروحية ومشكال يف عودته بعد رحلة معاشه

مع مادته مادة الرتاب فالكل من تراب والكل إىل تراب.

املــــــاء

أحد أهم مكونات اإلنسان مع الرتاب واهلواء وهو مجلة احلياة اإلنســـانية واحليوانيـــة والنباتية ومل يكـــن لكوكبنا األرضي أن ي الكوكب احلي وباقي الكواكب غري حيه حييا بدونه ومعه ســـمبكون املاء غري موجود فيها فاملاء حياة و به حنيا وحييا كل شيء

معه.املاء اسم مطلق ومجعه مياه وهو على نوعني صاف عذب حنصل عليـــه من األهنار والينابيـــع واألمطار والثلـــوج والقطب املتجمد الشمايل واجلنوبي وماحل مياه البحار واحمليطات ومللوحتها أسباب وجود عوامل حبرية وســـر من أســـرار التوازن الكوني، حيتل املاء نســـبة ��% من مســـاحة كوكـــب األرض الذي نعيـــش عليه وهو متواجد يف اخللية احلية بنســـبة �0- �0% ويشـــكل يف اإلنسان اجلســـد ما يعادل من �4% إىل �0% وهذا ما يعادل مســـاحة املاء على الكـــرة األرضية وحجم اليابســـة هو كتلة اإلنســـان املادية

اجلامدة.

املاء

Page 37: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

وأيضـــا له عالقة بعلـــم الطبائع اإلنســـانية الـــذي يؤثر على اإلنســـان الطبع املائي والطبـــع اهلوائي والطبع النـــاري والطبع الرتابـــي وحنن منتلك منه كل ذلـــك ومن خصائصه أن ال لون له وال طعم وال رائحة وال ميســـك بل يعبأ وميكن أن خيزن املاء ذلك املركب الروحي يف الالمادي والكيميائي السائل الشفاف يف املادي الـــذي يتألف من ذرتني هيدروجني وذرة أوكســـجني وصاحب رمز )H�O ( عرفنـــا ذلك بعد حتليله وال ميكن تركيبه إال كيميائيا دون استطاعة صناعته أو تقليده وكل حالة روحية طبيعية ميكن تقليدها ماديا واالســـتفادة منها يف مكونات احلياة األساسية إال املاء واهلواء والرتاب والروح اليت تكون ضمنهم ال ميكن صناعتها حتى أشـــباه هلا إنه موجود يف حياة الكـــون وبني الكواكب وحول األرض على شـــكل رطوبة يف اهلواء وخبـــار داخل وخارج الغالف

اجلوي.إن روح احلياة املاء ولذلك هو يف حركة دائمة فإذا سكنت احلياة وتوقفت سكن املاء لينشئ األوبئة واملكروبات والفطريات ويتجول إىل مـــاء ميت روائحه كريهة كاجليفـــة بروائحها ولذلك ال يكف املاء عن اجلريان واحلركة مد وجزر ودوران وســـيالن لذلك أقول نعـــم ميوت املـــاء إن فقد روحـــه كما ميوت اإلنســـان عند صعود روحه فاملاء حياة وحياته يف عذوبته يتعامل معه البشـــر يدرون أو ال يـــدرون أنه حياهتم على الرغم من جهل قيمته يف كثري من

املاء

Page 38: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �8 -

األحيان طبعـــا املاء حياة يدخل علـــى األرض اجلدباء اجلرداء ليعمرها باإلنسان من خالل وجوده .

حيق لنـــا أن نبحر يف حبر العلم غايتنـــا الوصول حلقيقة املاء وجوهره أهو روح أم أنه مثل اإلنسان خملوق روح ومادة وإذا سألنا أنفســـنا كيف جيري املاء ويتحرك ما هي القوة الدافعة لصعوده ومن ثم مســـيله وآلية املـــد واجلزر البحري وعالقتـــه مع القمر والشمس واألرض وسر اجلاذبية ودوراهنما وظهورمها واختفائهما لعرفنا أنه روح اإلنســـان يأخذها منه ويطـــرح مادته وما عملية صعوده إىل الســـماء وتشـــكيل الغيوم والسحاب إال عملية صعود الروح وتطهريها لتصبح زالال ينعش اإلنســـان والنبات واحليوان ليطهرهـــم مجيعا بطهـــره الظاهر والباطن الكائـــن فيه وكل ذرة تعيش وتســـبح يف هذا الفلك تبحث عنه نعم ال ميكننا أن نشـــرب املاء اآلســـن والقاسي والراكد أي املاء امليت بل نشربه عذبا صافيا حنـــس به وهو يدخـــل جوفنا كيف به ينجزلنا احلياة فنســـتمر وتســـتمر نعم املاء حياة وســـر اخللود والبقاء وأهم من أهم مكون من مكوناهتا فمنه أجنـــزت جنان عدن وغاباهتا وظهر التفاح فيها والتـــني وبه نعـــرف نظافتنا الظاهـــرة واملخفية بـــدأت احلياة به وبانتهائـــه تنتهي وال ميكن االســـتغناء عنه فهو مضاف يف حياتنا اليومية مضاف على شـــرابنا وطعامنا وكســـائنا وحركتنا وخوفنا عليـــه خوف على حياتنـــا وروحنا وضرورة رعايتـــه وإجياد آليات

بقائة وعدم نفاذه مســـؤولية كوكبنـــا وحياتنا اجلماعية إن أردنا احلفاظ على جنسنا البشري ومع ازدياد الكثافة السكانية الغري طبيعية وذوبان القطبني املتجمدين تدرجييا ومها خزانا األرض اهلائالن اللذان ننهبهما ونتعدى عليهما بوقاحة والتصحر القادم نتاج نقص املاء وارتفاع مناسيب البحار يؤدي إىل عملية غزو املياه املاحلـــة لليابســـة اليت تزيد يف ملوحة األراضي وتســـرع يف قضم األراضي اخلضراء مما يساهم يف إهناء احلياة الكوكبية اليت ختص كوكبنا احلي باملاء فقط بني كل الكواكب، إنه املاء حيتاج الرعاية فهو يتأمل ويئن من استخدامنا اجلائر له فهو مثلنا له روح تصعد وهو مثل النار ال مادي يصعد إىل السماء ويبقى فيها منحبسا إن أصرينا على اإلســـاءة إليه املاء املـــاء لنحافظ عليه حنافظ على

احلياة بكل تنوعها .

اهلـــــــواء

ال لون وال طعم وال ميســـك به ميلؤنا حيـــاة وهو أحد مكونات احليـــاة الكاملة ومير يف كل مفاصلها ويدخل إىل أجســـادها عرب فتحـــات وجدت يف أجســـامها وهـــو مثل املاء متامـــا روح األحياء لذلك وجد األنف يف اإلنســـان واحليوان واعتقد أن للنبات أنفا ال مرئي على شكل مســـامات يف جذوعه وعروقه وأغصانه حتى

املاء

Page 39: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �9 -

األحيان طبعـــا املاء حياة يدخل علـــى األرض اجلدباء اجلرداء ليعمرها باإلنسان من خالل وجوده .

حيق لنـــا أن نبحر يف حبر العلم غايتنـــا الوصول حلقيقة املاء وجوهره أهو روح أم أنه مثل اإلنسان خملوق روح ومادة وإذا سألنا أنفســـنا كيف جيري املاء ويتحرك ما هي القوة الدافعة لصعوده ومن ثم مســـيله وآلية املـــد واجلزر البحري وعالقتـــه مع القمر والشمس واألرض وسر اجلاذبية ودوراهنما وظهورمها واختفائهما لعرفنا أنه روح اإلنســـان يأخذها منه ويطـــرح مادته وما عملية صعوده إىل الســـماء وتشـــكيل الغيوم والسحاب إال عملية صعود الروح وتطهريها لتصبح زالال ينعش اإلنســـان والنبات واحليوان ليطهرهـــم مجيعا بطهـــره الظاهر والباطن الكائـــن فيه وكل ذرة تعيش وتســـبح يف هذا الفلك تبحث عنه نعم ال ميكننا أن نشـــرب املاء اآلســـن والقاسي والراكد أي املاء امليت بل نشربه عذبا صافيا حنـــس به وهو يدخـــل جوفنا كيف به ينجزلنا احلياة فنســـتمر وتســـتمر نعم املاء حياة وســـر اخللود والبقاء وأهم من أهم مكون من مكوناهتا فمنه أجنـــزت جنان عدن وغاباهتا وظهر التفاح فيها والتـــني وبه نعـــرف نظافتنا الظاهـــرة واملخفية بـــدأت احلياة به وبانتهائـــه تنتهي وال ميكن االســـتغناء عنه فهو مضاف يف حياتنا اليومية مضاف على شـــرابنا وطعامنا وكســـائنا وحركتنا وخوفنا عليـــه خوف على حياتنـــا وروحنا وضرورة رعايتـــه وإجياد آليات

بقائة وعدم نفاذه مســـؤولية كوكبنـــا وحياتنا اجلماعية إن أردنا احلفاظ على جنسنا البشري ومع ازدياد الكثافة السكانية الغري طبيعية وذوبان القطبني املتجمدين تدرجييا ومها خزانا األرض اهلائالن اللذان ننهبهما ونتعدى عليهما بوقاحة والتصحر القادم نتاج نقص املاء وارتفاع مناسيب البحار يؤدي إىل عملية غزو املياه املاحلـــة لليابســـة اليت تزيد يف ملوحة األراضي وتســـرع يف قضم األراضي اخلضراء مما يساهم يف إهناء احلياة الكوكبية اليت ختص كوكبنا احلي باملاء فقط بني كل الكواكب، إنه املاء حيتاج الرعاية فهو يتأمل ويئن من استخدامنا اجلائر له فهو مثلنا له روح تصعد وهو مثل النار ال مادي يصعد إىل السماء ويبقى فيها منحبسا إن أصرينا على اإلســـاءة إليه املاء املـــاء لنحافظ عليه حنافظ على

احلياة بكل تنوعها .

اهلـــــــواء

ال لون وال طعم وال ميســـك به ميلؤنا حيـــاة وهو أحد مكونات احليـــاة الكاملة ومير يف كل مفاصلها ويدخل إىل أجســـادها عرب فتحـــات وجدت يف أجســـامها وهـــو مثل املاء متامـــا روح األحياء لذلك وجد األنف يف اإلنســـان واحليوان واعتقد أن للنبات أنفا ال مرئي على شكل مســـامات يف جذوعه وعروقه وأغصانه حتى

اهلواء

Page 40: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 40 -

الرتبة تتنفس من شـــقوقها وفجواهتا والصبح أيضا يتنفس كما اآلية الكرمية حتدثت )والصبح إذا تنفس ( ويكون تنفسه عند انبالج الصبح وظهور خط الشفق نعم إنه احلياة وال حياة بدون هـــواء فهو الضلع الثاني الرئيس لوجود احلياة ويســـمى النفس فـــإذا زاد مت إنقاصه بالتنفـــس أي إزالة جزء منه لتعتدل الروح واملادة مثل إطار الســـيارة واالنتفاخات البطنية وإال ستؤدي إىل

االنفجار.اهلواء خليط غازي طبيعي متجانس ميأل الكون وحميط كوكبنا األرضـــي احلي خيص كوكبنا ويعيش حتـــت الغالف فال خنتلط بالغبار الكوني يتكون يف األســـاس من غازي ثاني األزوت بنسبة �8% وثنائي األوكســـجني بنســـبة ��% تقريبا كما أنه يرافقهم ثاني أكسيد الكربون بنسبة أقل من �% وفيه من خبار املاء وبعض الغازات اخلاملة الكثري الكثري املتنوع. ونســـبة األوكسجني اليت نســـميها اهلواء النقي ضرورة حتمية حلياة احلياة بكل تنوعاهتا وال عيش بدونه بكونه يدخل يف تركيب كل أنواع اخلاليا احلية بنســـبة تعادل ربع جمموع الذرات الداخليـــة يف تركيبها لذلك نرى أن عملية التوازن والتكامل يف احلياة الروحية حتتاج اهلواء احلامل لألوكســـجني املوجود يف اهلواء احمليـــط وإذا نقص تقوم النباتات بعملية تعويضه من خالل عمليات التكامل الضوئي يف نظـــم البناء الكوني الكامل، إذا اهلـــواء مع املاء والرتاب مكونات

حقيقة الكون املشـــكلة ملعادلة اخللق الكامل اإلنســـان واحليوان والنبات واجلماد وفقـــدان عنصر من هذه العناصر يعين فقدان جلملة احلياة ودفعة واحده وإىل غري رجعه فإذا قارنا جند أنه يقـــرتب من الروح بكونه ال مـــادي أيضا وإذا منعته تصعد الروح فورا وتبقى املادي وهذا يدلنا على أن الروح هي اليت تتنفسه ال املادي الذي يستفيد منه يف فعله وحركته املادية إن حاجة املاء لألوكســـجني كحاجة اإلنسان له فلوال ذرة األوكسجني مع ذرتي

اهليدروجني ملا كان املاء.جيب ان نعلم أن اهلواء الذي حييطنا هو خاصية كوكبنا احلي يعيش معنا فقـــط حتت غالف االوزونات احلافظة حلياتنا اليت ال تكون بـــدون اهلواء واملاء وطبقة الغـــالف اجلوي اليت حتوي االوزونات حتتاج الهتمام كبري بكوهنا متنع دخول اهلواء الذري احلامل للغبار خارجها كما متنع األشعة الكونية ودرجات احلرارة اهلائلـــة من النفـــاذ إىل حميطنا األرضي الـــذي منه حنيا، فكم احلاجة اليوم كبريه للحفاظ على غالفنا اجلوي الذي حيمينا

وحيمي مائنا وهوائنا املسؤوله عن حياتنا.اهلـــواء بعد كل هذا احلوار عنه مل يســـلم مـــن التعدي عليه وتلويثه مبخلفات الصراع والتطور البشري وعدم نظافة البيئة يلـــوث اهلـــواء الذي يوثـــر على النفـــس اإلنســـاني فيزيد فيه األمراض من خالل األوبئة اليت ينتجها اإلنسان يف األساس نتاج

اهلواء

Page 41: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 4� -

الرتبة تتنفس من شـــقوقها وفجواهتا والصبح أيضا يتنفس كما اآلية الكرمية حتدثت )والصبح إذا تنفس ( ويكون تنفسه عند انبالج الصبح وظهور خط الشفق نعم إنه احلياة وال حياة بدون هـــواء فهو الضلع الثاني الرئيس لوجود احلياة ويســـمى النفس فـــإذا زاد مت إنقاصه بالتنفـــس أي إزالة جزء منه لتعتدل الروح واملادة مثل إطار الســـيارة واالنتفاخات البطنية وإال ستؤدي إىل

االنفجار.اهلواء خليط غازي طبيعي متجانس ميأل الكون وحميط كوكبنا األرضـــي احلي خيص كوكبنا ويعيش حتـــت الغالف فال خنتلط بالغبار الكوني يتكون يف األســـاس من غازي ثاني األزوت بنسبة �8% وثنائي األوكســـجني بنســـبة ��% تقريبا كما أنه يرافقهم ثاني أكسيد الكربون بنسبة أقل من �% وفيه من خبار املاء وبعض الغازات اخلاملة الكثري الكثري املتنوع. ونســـبة األوكسجني اليت نســـميها اهلواء النقي ضرورة حتمية حلياة احلياة بكل تنوعاهتا وال عيش بدونه بكونه يدخل يف تركيب كل أنواع اخلاليا احلية بنســـبة تعادل ربع جمموع الذرات الداخليـــة يف تركيبها لذلك نرى أن عملية التوازن والتكامل يف احلياة الروحية حتتاج اهلواء احلامل لألوكســـجني املوجود يف اهلواء احمليـــط وإذا نقص تقوم النباتات بعملية تعويضه من خالل عمليات التكامل الضوئي يف نظـــم البناء الكوني الكامل، إذا اهلـــواء مع املاء والرتاب مكونات

حقيقة الكون املشـــكلة ملعادلة اخللق الكامل اإلنســـان واحليوان والنبات واجلماد وفقـــدان عنصر من هذه العناصر يعين فقدان جلملة احلياة ودفعة واحده وإىل غري رجعه فإذا قارنا جند أنه يقـــرتب من الروح بكونه ال مـــادي أيضا وإذا منعته تصعد الروح فورا وتبقى املادي وهذا يدلنا على أن الروح هي اليت تتنفسه ال املادي الذي يستفيد منه يف فعله وحركته املادية إن حاجة املاء لألوكســـجني كحاجة اإلنسان له فلوال ذرة األوكسجني مع ذرتي

اهليدروجني ملا كان املاء.جيب ان نعلم أن اهلواء الذي حييطنا هو خاصية كوكبنا احلي يعيش معنا فقـــط حتت غالف االوزونات احلافظة حلياتنا اليت ال تكون بـــدون اهلواء واملاء وطبقة الغـــالف اجلوي اليت حتوي االوزونات حتتاج الهتمام كبري بكوهنا متنع دخول اهلواء الذري احلامل للغبار خارجها كما متنع األشعة الكونية ودرجات احلرارة اهلائلـــة من النفـــاذ إىل حميطنا األرضي الـــذي منه حنيا، فكم احلاجة اليوم كبريه للحفاظ على غالفنا اجلوي الذي حيمينا

وحيمي مائنا وهوائنا املسؤوله عن حياتنا.اهلـــواء بعد كل هذا احلوار عنه مل يســـلم مـــن التعدي عليه وتلويثه مبخلفات الصراع والتطور البشري وعدم نظافة البيئة يلـــوث اهلـــواء الذي يوثـــر على النفـــس اإلنســـاني فيزيد فيه األمراض من خالل األوبئة اليت ينتجها اإلنسان يف األساس نتاج

اهلواء

Page 42: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 4� -

حركته وصناعته وزراعته وفشـــله يف إجياد عالقات اجتماعية إنســـانية راقية وكذلك نتاج لعدم فهم فلســـفة تكوينه ووجوده اليت تطالبه باحلفاظ على جنســـه البشـــري وأجناس الطبيعة

املوجودة يف حميط بيئته.إن اجلـــدل العلمي التارخيي والذي ترافق مـــع الرؤى الدينية مل خيلـــق تنافرا بل ســـعى كل منهما لفهم اآلخـــر أثناء حبثهما عن عملية تكوين اإلنسان ومجلته احلياتية إن كان عرب حادثة االنفجار الكوني العظيم ونشـــوء الغبـــار الذري الذي مجع هذا الكوكـــب وصاغه اإلله مبكوناته أو عـــرب الفتق والرتق اإلمياني الذي أخضعه اإلله ملشـــيئته من هنا تنشأ ضرورة ربط األشياء ببعضها فوجود اإلنســـان وتركيبه البيولوجـــي والفيزيولوجي مرتبـــط عضويا مبكونات الوجـــود اهلواء واملـــاء والرتاب وهذا الرتابـــط يدعونا للحفاظ على هوائنـــا وحماولة تنقيته وعدم العبث بـــه وتنظيم حياتنا باحملافظة علـــى الغابات واإلكثار من زراعتهـــا واالهتمام بالنباتات واحلد من انبعاث الغازات وفلرتهتا قدر املستطاع وتنظيم األسرة والنظر يف التكاثر اإلنساني اهلائل وبرجمته إىل البشـــرية أقول تفكروا وتأملوا يف اهلواء وأين أنتم منه وما حاجتكم إليه لتعلموا وتضيفوا إىل معلوماتكم سببا من أسباب حياتكم الرئيسة اعملوا على أن تكونوا سليمني من خالل

سالمته فبدونه ال حياة ومعه تكون احلياة.

النـار

مبا أن اإلنسان حمور احلياة الكونية وطاقته حمركه ومتحركة حمرضة ومتحرضة ويرى وينظر ويبصر احمليط الذي هو مركزه يبحث يف أدواته وموجوداته لريى أنه احلجارة أهم مواد التقدم مـــن أجل تطـــوره مدنيا لذلك عندما قـــدح حبجرين مع بعضها بتناغم وتســـارع فطـــري حدثت الشـــرارة األوىل من خالل ذلك االحتكاك لتتولد النار الـــيت تعود لتلتهمه مع حجارته فيكون بذلك مع أدواته وقودها اليت أعين ان اإلنسان وأدواته يف مسرية حياته البناءه هي أدوات البناء وتعين احلجارة أي املاديات اليت

ينجزها اإلنسان تكون وقودها الناس واحلجارة .فهـــل ميكن أن تعرفهـــا وندخل عليهـــا لنجد ألواهنـــا احلمراء والصفراء والزرقاء وأيهما أشـــد احرتاقا وحرقـــا وأيهما يعطي الدفء أكثر وأيهما يفيد ويغين يف هذه احلياة وأين يكمن سرها هـــل يكون يف جاذبيتها فتقدم إليها األشـــياء املادية لتلتهمها أم أن جاذبية األشياء تنادي هلا فتحضر لتتناوهلا كمائدة املضيف للمضاف ويف اإلدراك العلمي الذي أدى لتعريف ماهية الظواهر اليت حتولـــت إىل حقائق وأجنـــزت القوانـــني الفيزيائية ومنها قانون نيوتني القائل أن لكل جســـم يف الكـــون يؤثر بقوة جذب

اهلواء

Page 43: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 4� -

حركته وصناعته وزراعته وفشـــله يف إجياد عالقات اجتماعية إنســـانية راقية وكذلك نتاج لعدم فهم فلســـفة تكوينه ووجوده اليت تطالبه باحلفاظ على جنســـه البشـــري وأجناس الطبيعة

املوجودة يف حميط بيئته.إن اجلـــدل العلمي التارخيي والذي ترافق مـــع الرؤى الدينية مل خيلـــق تنافرا بل ســـعى كل منهما لفهم اآلخـــر أثناء حبثهما عن عملية تكوين اإلنسان ومجلته احلياتية إن كان عرب حادثة االنفجار الكوني العظيم ونشـــوء الغبـــار الذري الذي مجع هذا الكوكـــب وصاغه اإلله مبكوناته أو عـــرب الفتق والرتق اإلمياني الذي أخضعه اإلله ملشـــيئته من هنا تنشأ ضرورة ربط األشياء ببعضها فوجود اإلنســـان وتركيبه البيولوجـــي والفيزيولوجي مرتبـــط عضويا مبكونات الوجـــود اهلواء واملـــاء والرتاب وهذا الرتابـــط يدعونا للحفاظ على هوائنـــا وحماولة تنقيته وعدم العبث بـــه وتنظيم حياتنا باحملافظة علـــى الغابات واإلكثار من زراعتهـــا واالهتمام بالنباتات واحلد من انبعاث الغازات وفلرتهتا قدر املستطاع وتنظيم األسرة والنظر يف التكاثر اإلنساني اهلائل وبرجمته إىل البشـــرية أقول تفكروا وتأملوا يف اهلواء وأين أنتم منه وما حاجتكم إليه لتعلموا وتضيفوا إىل معلوماتكم سببا من أسباب حياتكم الرئيسة اعملوا على أن تكونوا سليمني من خالل

سالمته فبدونه ال حياة ومعه تكون احلياة.

النـار

مبا أن اإلنسان حمور احلياة الكونية وطاقته حمركه ومتحركة حمرضة ومتحرضة ويرى وينظر ويبصر احمليط الذي هو مركزه يبحث يف أدواته وموجوداته لريى أنه احلجارة أهم مواد التقدم مـــن أجل تطـــوره مدنيا لذلك عندما قـــدح حبجرين مع بعضها بتناغم وتســـارع فطـــري حدثت الشـــرارة األوىل من خالل ذلك االحتكاك لتتولد النار الـــيت تعود لتلتهمه مع حجارته فيكون بذلك مع أدواته وقودها اليت أعين ان اإلنسان وأدواته يف مسرية حياته البناءه هي أدوات البناء وتعين احلجارة أي املاديات اليت

ينجزها اإلنسان تكون وقودها الناس واحلجارة .فهـــل ميكن أن تعرفهـــا وندخل عليهـــا لنجد ألواهنـــا احلمراء والصفراء والزرقاء وأيهما أشـــد احرتاقا وحرقـــا وأيهما يعطي الدفء أكثر وأيهما يفيد ويغين يف هذه احلياة وأين يكمن سرها هـــل يكون يف جاذبيتها فتقدم إليها األشـــياء املادية لتلتهمها أم أن جاذبية األشياء تنادي هلا فتحضر لتتناوهلا كمائدة املضيف للمضاف ويف اإلدراك العلمي الذي أدى لتعريف ماهية الظواهر اليت حتولـــت إىل حقائق وأجنـــزت القوانـــني الفيزيائية ومنها قانون نيوتني القائل أن لكل جســـم يف الكـــون يؤثر بقوة جذب

النار

Page 44: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 44 -

على جسم آخر، مقدار هذه القوة يتناسب طردا مع حاصل ضرب الكتلتني وعكســـيا مع مربع املســـافة بينهما، فهل النار كتلة وهل الضـــوء كتله وهل تعاني النار من أي نوع من اجلذب حنو األرض عنـــد صعودها إىل الفضاء وكيف هبا تتغلب على قوة اجلذب وما

هي آلية اجنذاهبا إىل املاديات احمليطة هبا.النـــار ليســـت مادة أو شـــيء حبدود ذاهتا فال متســـك وال توزن ومضموهنا طاقة حرارية وطاقة ضوئية وهي وصف لشيء له شكل متصاعـــد ويتصاعد إىل األعلى هلبـــأ حبكم خفة وزهنا وكثافتها اليت تقرتب من الصفر ولذلك تتطاول إىل األشياء وتطاهلا حتى تصل الفراغ لتمتلكه وتســـيطر على كل األبعاد املكانية بكوهنا ال متتلـــك األبعاد إال يف حلظة انطالقها من نقطة حتول إىل طاقة النار اليت تتشـــكل من جمموع طاقتـــني احلرارة والضوء وأدواهتا )الشمعة العيارية واجلول ( إن ضبط النار وضغطها يعطيها اللون األزرق وهو لون قوة طاقتها املنظمة يف حلظة االحرتاق الكامل أما األمحـــر واألصفر فهو لـــون عبثيتها وفوضويتهـــا وهجومها وانقضاضها على األشـــياء تبدأ باليابس اهلش الســـريع وجتفف األخضر منتشـــرة يف كامل املكان ويف عزم تســـارع نوعي ال يقف أمامها أي شـــيء حتى اهلواء حتلله فتسحب األوكسجني منه كي تزداد هنما والتهاما وتستمد منه قوهتا اإلضافية وإذا أردت منحها

القوة انفخ هبا.

النار

Page 45: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 4� -

لقد قدســـت النار يف العهـــود القدمية وقبل امليـــالد كانت هلا العبـــادة وبدأت معهـــا فكرة الطواف حوهلا للتقـــرب إليها بكوهنا الشيء الوحيد الذي يصعد إىل السماء وكل شيء ينتهي حتتها فتبقيه على األرض فناء ورمادا تذروه الرياح ورمست هلا الطقوس

والقواعد لتكون عبادة نادرة هلا ملريديها.النـــار فعل حياة منها الال إرادي وله عالقـــة بالكونية املمتلكة بـــإرادة املطلق والثواب والعقاب وغضب الطبيعة أيضا املتمثل يف التجسيد احلي من قبل احلي األزيل عند التعدي الصارخ الفاضح عليهـــا لتنتقم وتأخذ حبقها من أي متعـــد عليها ومنها اإلرادي اإلنســـاني الـــذي ميتلكها حبكمة عقله وجهلـــه فيكون عمله يف احلياة نارا اجيابية مفيدة له ان ســـيطر عليها وسخرها خلدمة اإلنســـانية فتكون إجيابية يف عمله احلياتي تضيء له مساراته وتســـاعده فتكون أداة طيبة طيعة بيده هي هكذا النار نار تبدأ من شـــعلة هي بيدنا حنن نشـــعلها فتفيدنـــا وتفيد اآلخرين ان عرفنا اســـتخدامها تكون فاكهة ليس للشتاء فقط بل على مدار العمر تعطينا من مثرها حاجتنا إليها كما اهنا أداة رعب عظيمة فـــذرة منها ال تبقي وال تذر وكلنا يعلم ان معظم النار من قدحة حجر الذي يولد مستصغر الشرر أو من عدم وعي وفهم لطاقتها

املكنونة يف ذراهتا.

النار

Page 46: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 4� -

الشكل اهلندسي

يشري إىل من أجنزه بأنه ميتلك عقال هندسيا هائال وال حياط كمـــا أنه يعطـــي صورة أوليـــة متحضرة عن املنجـــز من اإلجناز واالنتباه وتعلم إجناز األشياء واألعمال بشكل هندسي ال حيتاج إىل ختصص اهلندســـة يكفـــي أن تتأمل الطبيعـــة وحتاول تعلم الرتتيب وفهمه وان تعلم مجاليات الشكل والتناظر البصري من خالل تفهم طبيعة احلياة وأشـــكاهلا والتأمل البسيط يف احمليط والشـــكل ينجب تطورا نوعيا يظهر على اإلنسان فيعطيه صفة التحضـــر واملدنيـــة احلقيقية انظر إىل الـــوردة وألواهنا وأوراقها حتـــول ببصـــرك إىل العصفور أو الطري أو الســـمكة أو القطة ال حظ ذاك التناظـــر اجلمايل الدقيق يف األجنحة أو الزعانف أو األذنني أنظر لشـــكلك ودقق يف لونـــك أبيض امسر حنطي أمحر أســـود راقب التناظـــر املدهش أذنيك وعينيك وأنفك وشـــفتيك

ويداك وقدميك واألصابع وعددها.ملاذا هذا املدخل البسيط ومل ادعوكم لالنتباه للجمال احملبب واملثري للدهشـــة وملاذا جيب ان يتوافق املشهد مثلك أنت عندما تقف إىل املرآة كيـــف تتوحد مع صورتك وتدقق فيما أنت عليه إهنـــم يتابعونـــك بالنظر طـــول احلركـــة والســـكون وعلى مدى

اللحظات والغاية هي ان ألفت نظرك إىل شـــكلك اهلندسي الذي حيمل عقال هندســـيا والذي يؤدي إذا تابعته وانتبهت إليه إىل

تطويرك ومن ثم يظهرك يف مظهر املتطور.إذا هذا التناسق اجلسدي الذي أنت عليه ودقة ألوان احليوان والنبـــات وتناســـبه يف ملبســـه واإلدهاش يف األحجـــار الكرمية والرخاميـــة والطبيعيـــة يف ألواهنا واالنتباه لذلـــك والتأكيد يف لباس النبـــات أو احليوان، كل ذلك يدعـــوك للتدقيق والتبصر كي تقـــوى بصرك لتتعلم كيف ختتار تناســـق األلوان عليك أي اختيارك البســـيط من اللباس املتوافـــق واملتوازن مع روحك ومع الناس هل تعودت ترتيب طعامك وأنت يف حالة االســـتقرار على الطاولة أم على األرض كي تضع الصحن والشـــوكة على اليســـار والســـكني على اليمن وامللعقـــة واملناديل وهل تعـــودت ان ختتار الطعام الذي حيمل القيمة الغذائية ال القيمة الكمية والســـري بشـــكل منتظم والتوقف عند اإلشـــارة واالنتظار لتمر فتشـــكل معهـــا زاويا وكي ال تظهر منحرفا أو شـــبه منحرف قائمة ان هذا التحضـــري هو حتضري وترتيب هندســـي حيمل يف طياته غاية رســـم صورة مجيلة للعني إذا اعتدت عليها تكون قد توافقت مع شـــكلك اهلندســـي وأديت املهمة املوكلة إليك يف حباتك املطلوبة

منك كي تكون منتجا وفاعال فيها.إنين ادعوك وأدعو نفســـي معك كما هي دعوة للجميع للبحث

الشكل اهلندسي

Page 47: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 4� -

الشكل اهلندسي

يشري إىل من أجنزه بأنه ميتلك عقال هندسيا هائال وال حياط كمـــا أنه يعطـــي صورة أوليـــة متحضرة عن املنجـــز من اإلجناز واالنتباه وتعلم إجناز األشياء واألعمال بشكل هندسي ال حيتاج إىل ختصص اهلندســـة يكفـــي أن تتأمل الطبيعـــة وحتاول تعلم الرتتيب وفهمه وان تعلم مجاليات الشكل والتناظر البصري من خالل تفهم طبيعة احلياة وأشـــكاهلا والتأمل البسيط يف احمليط والشـــكل ينجب تطورا نوعيا يظهر على اإلنسان فيعطيه صفة التحضـــر واملدنيـــة احلقيقية انظر إىل الـــوردة وألواهنا وأوراقها حتـــول ببصـــرك إىل العصفور أو الطري أو الســـمكة أو القطة ال حظ ذاك التناظـــر اجلمايل الدقيق يف األجنحة أو الزعانف أو األذنني أنظر لشـــكلك ودقق يف لونـــك أبيض امسر حنطي أمحر أســـود راقب التناظـــر املدهش أذنيك وعينيك وأنفك وشـــفتيك

ويداك وقدميك واألصابع وعددها.ملاذا هذا املدخل البسيط ومل ادعوكم لالنتباه للجمال احملبب واملثري للدهشـــة وملاذا جيب ان يتوافق املشهد مثلك أنت عندما تقف إىل املرآة كيـــف تتوحد مع صورتك وتدقق فيما أنت عليه إهنـــم يتابعونـــك بالنظر طـــول احلركـــة والســـكون وعلى مدى

اللحظات والغاية هي ان ألفت نظرك إىل شـــكلك اهلندسي الذي حيمل عقال هندســـيا والذي يؤدي إذا تابعته وانتبهت إليه إىل

تطويرك ومن ثم يظهرك يف مظهر املتطور.إذا هذا التناسق اجلسدي الذي أنت عليه ودقة ألوان احليوان والنبـــات وتناســـبه يف ملبســـه واإلدهاش يف األحجـــار الكرمية والرخاميـــة والطبيعيـــة يف ألواهنا واالنتباه لذلـــك والتأكيد يف لباس النبـــات أو احليوان، كل ذلك يدعـــوك للتدقيق والتبصر كي تقـــوى بصرك لتتعلم كيف ختتار تناســـق األلوان عليك أي اختيارك البســـيط من اللباس املتوافـــق واملتوازن مع روحك ومع الناس هل تعودت ترتيب طعامك وأنت يف حالة االســـتقرار على الطاولة أم على األرض كي تضع الصحن والشـــوكة على اليســـار والســـكني على اليمن وامللعقـــة واملناديل وهل تعـــودت ان ختتار الطعام الذي حيمل القيمة الغذائية ال القيمة الكمية والســـري بشـــكل منتظم والتوقف عند اإلشـــارة واالنتظار لتمر فتشـــكل معهـــا زاويا وكي ال تظهر منحرفا أو شـــبه منحرف قائمة ان هذا التحضـــري هو حتضري وترتيب هندســـي حيمل يف طياته غاية رســـم صورة مجيلة للعني إذا اعتدت عليها تكون قد توافقت مع شـــكلك اهلندســـي وأديت املهمة املوكلة إليك يف حباتك املطلوبة

منك كي تكون منتجا وفاعال فيها.إنين ادعوك وأدعو نفســـي معك كما هي دعوة للجميع للبحث

الشكل اهلندسي

Page 48: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 48 -

يف الشـــكل اهلندســـي والذي يكون نتـــاج التطـــور العقلي الذي ينعكس على مجلة احلياة ومشارهبا وحماورها هذا التعود يرتقي بنـــا مجيعـــا وآن األوان ألن نعمل به وإدخالـــه يف مجيع مناحي حياتنـــا اليومية وبشـــكل خاص ان نعلمـــه ألطفالنا وان نعلمهم وضـــع الوردة يف كأس أو مزهرية حتى ولو كانت رخيصة وان نضع اللوحـــة أي لوحة على اجلدار بدال مـــن تركها هي والوردة على األرض ان االنتقال من أجل احلضور والوصول يتطلب منا معاجلة مسائل قد تبدو بســـيطة ولكنها يف حقيقة األمر هي صورة أمة وان متديـــن الريف ونشـــر جمموعة املعارف البســـيطة وتوفري اخلدمات للشارع واملدرسة واملنزل وربطها جمتمعيا يبعد ترييف املدينة ويصبح التفاعـــل محيميا وتزال الفوارق ويأخذ اجملتمع شكال ومظهرا متناســـقا مألوفا وغري بعيد عن التوافق احلياتي املطلوب اليوم على وجه األرض هذه اهلندســـة للشـــكل بسيطة وال حتتاج ملال كثري إمنا حتتاج الدخول على جوهر التكوين إذا أردنا تطويره فتصبح له فلسفته التشاركية مع اآلخر من خالل مظهره اإلنساني املتناســـق واملتفهم لقواعد التطور احلياتي مع احرتامه جلوهـــره املتكون من خصائصـــه الثقافية واحلضارية وتارخيه املســـتمد من املاضي فنحافظ بذلـــك على احلياة أكثر وال ننفصل عنها ويأخذ شكلنا الصورة العملية املتفهمة لطبيعة احلياة واحتياجاهتا بكوننا حنتاجها نســـعدها من فعلنا اليومي

فتعود علينا سعادة وبساطه حتبها وحتبنا.

القــــلم

مـــا يكتب به ويطلـــق عليه اخلط ويقال جـــف القلم أي قضي األمـــر وأبرم كما أنه الســـهم الذي جيال بني القـــوم يف القرعة، وهو على نوعان قلم خري يكتب به كل ما ينفع الناس ويفيدهم خريا وصالحا وقلم شـــر ما يكتب به عيب وخراب وإســـاءه لقد وجد بعد العرش ووجوده روحيا كان مسار جدل واجزم انه وجد بعده وبعد ان وجد اإلنســـان فبدون العرش واإلنســـان ال وجود

للقلم واحلاجة إليه حاجة كتابة املقادير والتقدير.انـــه الصامـــت الوحيد عرب جمـــرى احلياة اإلنســـانية يعيش يف الفكـــر ابـــدا وجيربك ان تقـــرأ حديثه بعـــد ان تنقله عرب أدواتـــك إىل تدوين وحني نبدأ من هـــذه اللحظة اليت تقرأ فيها موضوعه والذي هو مســـار حبثنـــا اكتبه بدون قلم وبواســـطة طابعة احلاســـوب ألجده فكرا أقرأه على شاشته كما أكتب على ورقـــه عرب القلم فقط ألذكرك أنك حتى ولو مل تســـتعمله فهو موجود يف عقلك فما تقرأه على شاشـــات احلاسوب الواردة إليك من كل إبداعات احلداثة )انرتنيت واهلواتف النقالة أو شاشات التلفزة ( و كل ما ســـيأتينا من اإلبـــداع القادم نقرأه كلمات على

الشكل اهلندسي

Page 49: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 49 -

يف الشـــكل اهلندســـي والذي يكون نتـــاج التطـــور العقلي الذي ينعكس على مجلة احلياة ومشارهبا وحماورها هذا التعود يرتقي بنـــا مجيعـــا وآن األوان ألن نعمل به وإدخالـــه يف مجيع مناحي حياتنـــا اليومية وبشـــكل خاص ان نعلمـــه ألطفالنا وان نعلمهم وضـــع الوردة يف كأس أو مزهرية حتى ولو كانت رخيصة وان نضع اللوحـــة أي لوحة على اجلدار بدال مـــن تركها هي والوردة على األرض ان االنتقال من أجل احلضور والوصول يتطلب منا معاجلة مسائل قد تبدو بســـيطة ولكنها يف حقيقة األمر هي صورة أمة وان متديـــن الريف ونشـــر جمموعة املعارف البســـيطة وتوفري اخلدمات للشارع واملدرسة واملنزل وربطها جمتمعيا يبعد ترييف املدينة ويصبح التفاعـــل محيميا وتزال الفوارق ويأخذ اجملتمع شكال ومظهرا متناســـقا مألوفا وغري بعيد عن التوافق احلياتي املطلوب اليوم على وجه األرض هذه اهلندســـة للشـــكل بسيطة وال حتتاج ملال كثري إمنا حتتاج الدخول على جوهر التكوين إذا أردنا تطويره فتصبح له فلسفته التشاركية مع اآلخر من خالل مظهره اإلنساني املتناســـق واملتفهم لقواعد التطور احلياتي مع احرتامه جلوهـــره املتكون من خصائصـــه الثقافية واحلضارية وتارخيه املســـتمد من املاضي فنحافظ بذلـــك على احلياة أكثر وال ننفصل عنها ويأخذ شكلنا الصورة العملية املتفهمة لطبيعة احلياة واحتياجاهتا بكوننا حنتاجها نســـعدها من فعلنا اليومي

فتعود علينا سعادة وبساطه حتبها وحتبنا.

القــــلم

مـــا يكتب به ويطلـــق عليه اخلط ويقال جـــف القلم أي قضي األمـــر وأبرم كما أنه الســـهم الذي جيال بني القـــوم يف القرعة، وهو على نوعان قلم خري يكتب به كل ما ينفع الناس ويفيدهم خريا وصالحا وقلم شـــر ما يكتب به عيب وخراب وإســـاءه لقد وجد بعد العرش ووجوده روحيا كان مسار جدل واجزم انه وجد بعده وبعد ان وجد اإلنســـان فبدون العرش واإلنســـان ال وجود

للقلم واحلاجة إليه حاجة كتابة املقادير والتقدير.انـــه الصامـــت الوحيد عرب جمـــرى احلياة اإلنســـانية يعيش يف الفكـــر ابـــدا وجيربك ان تقـــرأ حديثه بعـــد ان تنقله عرب أدواتـــك إىل تدوين وحني نبدأ من هـــذه اللحظة اليت تقرأ فيها موضوعه والذي هو مســـار حبثنـــا اكتبه بدون قلم وبواســـطة طابعة احلاســـوب ألجده فكرا أقرأه على شاشته كما أكتب على ورقـــه عرب القلم فقط ألذكرك أنك حتى ولو مل تســـتعمله فهو موجود يف عقلك فما تقرأه على شاشـــات احلاسوب الواردة إليك من كل إبداعات احلداثة )انرتنيت واهلواتف النقالة أو شاشات التلفزة ( و كل ما ســـيأتينا من اإلبـــداع القادم نقرأه كلمات على

القلم

Page 50: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �0 -

اســـطر شـــكلها مكتوبة من قلم فما تفعله أناملـــك على الطابعة أو اآللـــة الكاتبة أو التدوين الصوتي ما هـــي إال أقالم تعبريية وصـــور للقلـــم احلقيقي لقد ظهـــرت صورتـــه األوىل يف إصبعك فعند اإلنسان القديم استخدمها أداة كتابة من دماء احليوانات فكانت أول قلم كتب ورســـم هبا وقد دلنا التاريخ املوغل يف القدم عن رســـوم وأشـــكال وجدت على جدران الكهوف وعلى الصخور وطريقة اســـتخدامه للقلـــم وهذه الرســـوم الدموية وجدت يف كهوف الصحراء الكربى ويف كثري من أصول احلضارات القدمية ومن ثم تتطور فاســـتخدم األداة النحتية فاللغات القدمية مثل السومرية واملسمارية واهلريوغليفية واليت كانت تكتب على رقم طينيـــة أو حجرية دلتنا أيضا على نوع من األدوات احلجرية أو املعدنيـــة واليت تطورت يف مابعد إىل خشـــبية إىل أن وصلت إىل

عصرنا احلاضر باشكاله املتعددة رقيا يف الشكل والصناعة.لقد اســـتخدم العـــرب القدامى قلم البـــوص املصنوع من مادة القصب قبل اســـتخدام الريشة بأزمان وكانت املعلقات هي دليلنا عن تدوين العرب لشـــعرهم وما كانوا عليه وان التعمق يف حبثنا عن القلم جنده يف الكتب املقدسة وهذا يرشدنا إىل ادم الروحي وشكل قلمه األول الذي كتب به )لسانه ( ورسالة وجوده املتجسدة يف قلمه اإلجنابي، وان معنى )ن والقلم وما يسطرون ( أن اإلنسان هو القلم واحلياة مبادياهتا دواته )حمربته ( فما يفعله يسجله

وما ينجبه يعطيه احلياة واالستمرار والتسجيل فشكل اإلنسان قلم ويف كل األقالم أصابعه وأعضائه وكل ما يفعله ويدخل عليه هو عالقة القلم باحملربة وجملرد أن تبحر يف فلســـفة وجود القلم جتد انه شـــكل مســـتقيم بداخله مادة مهما تعددت اشكاهلا هي تكتب ما تفعله وما تكتبه عينك أو شـــفتاك أو يداك أو قدماك

هي سائل عقلك املخزون يف شكلك العمودي.إنه الســـيف والرمح والبندقية والصاروخ إنه مفتاح تشغيل كل األدوات معولك وفأسك ورفشـــك إنه بناؤك على مدار معيشتك وإجنازك لنفسك وأسرتك وجمتمعك ووطنك إنه إميانك ويقينك وجحودك فإن أمســـكت به وعلم عقلك أمهية ما ميسك به عمل

واشتغل لينطق مبا جيول يف فكرك ويسجل احلكم واحلكم.إن القلـــم أداة احلق فيه كتب اخلالق مقاديـــر احلياة وصورها وأبدعها وأرســـى مواصفاهتا فكان خلقه للقلم أول خلق وبه عرف فكان اإلنســـان منه معرفا عليه بعـــد أن قرأ عنه بتفكره وبصره

وبصريته ليعود فيكتب عليه إهلامه الذي إهلم. انه اخرتاع إنســـاني أوجده اإلنســـان من أجل اســـتمرار أخيه اإلنســـان وكمـــا ذكـــرت أول طريقـــة اســـتخدمت هـــي طريقة اإلصبع ودماء احليوان ومن ثم عيدان األخشـــاب وريش الطيور الـــيت كانت تغمـــس يف األصباغ املختلفة اليت ولدت من ســـوائل الطبيعية ودمـــاء احليوانات وكانت قبـــل األجبديات وهي اليت

القلم

Page 51: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

اســـطر شـــكلها مكتوبة من قلم فما تفعله أناملـــك على الطابعة أو اآللـــة الكاتبة أو التدوين الصوتي ما هـــي إال أقالم تعبريية وصـــور للقلـــم احلقيقي لقد ظهـــرت صورتـــه األوىل يف إصبعك فعند اإلنسان القديم استخدمها أداة كتابة من دماء احليوانات فكانت أول قلم كتب ورســـم هبا وقد دلنا التاريخ املوغل يف القدم عن رســـوم وأشـــكال وجدت على جدران الكهوف وعلى الصخور وطريقة اســـتخدامه للقلـــم وهذه الرســـوم الدموية وجدت يف كهوف الصحراء الكربى ويف كثري من أصول احلضارات القدمية ومن ثم تتطور فاســـتخدم األداة النحتية فاللغات القدمية مثل السومرية واملسمارية واهلريوغليفية واليت كانت تكتب على رقم طينيـــة أو حجرية دلتنا أيضا على نوع من األدوات احلجرية أو املعدنيـــة واليت تطورت يف مابعد إىل خشـــبية إىل أن وصلت إىل

عصرنا احلاضر باشكاله املتعددة رقيا يف الشكل والصناعة.لقد اســـتخدم العـــرب القدامى قلم البـــوص املصنوع من مادة القصب قبل اســـتخدام الريشة بأزمان وكانت املعلقات هي دليلنا عن تدوين العرب لشـــعرهم وما كانوا عليه وان التعمق يف حبثنا عن القلم جنده يف الكتب املقدسة وهذا يرشدنا إىل ادم الروحي وشكل قلمه األول الذي كتب به )لسانه ( ورسالة وجوده املتجسدة يف قلمه اإلجنابي، وان معنى )ن والقلم وما يسطرون ( أن اإلنسان هو القلم واحلياة مبادياهتا دواته )حمربته ( فما يفعله يسجله

وما ينجبه يعطيه احلياة واالستمرار والتسجيل فشكل اإلنسان قلم ويف كل األقالم أصابعه وأعضائه وكل ما يفعله ويدخل عليه هو عالقة القلم باحملربة وجملرد أن تبحر يف فلســـفة وجود القلم جتد انه شـــكل مســـتقيم بداخله مادة مهما تعددت اشكاهلا هي تكتب ما تفعله وما تكتبه عينك أو شـــفتاك أو يداك أو قدماك

هي سائل عقلك املخزون يف شكلك العمودي.إنه الســـيف والرمح والبندقية والصاروخ إنه مفتاح تشغيل كل األدوات معولك وفأسك ورفشـــك إنه بناؤك على مدار معيشتك وإجنازك لنفسك وأسرتك وجمتمعك ووطنك إنه إميانك ويقينك وجحودك فإن أمســـكت به وعلم عقلك أمهية ما ميسك به عمل

واشتغل لينطق مبا جيول يف فكرك ويسجل احلكم واحلكم.إن القلـــم أداة احلق فيه كتب اخلالق مقاديـــر احلياة وصورها وأبدعها وأرســـى مواصفاهتا فكان خلقه للقلم أول خلق وبه عرف فكان اإلنســـان منه معرفا عليه بعـــد أن قرأ عنه بتفكره وبصره

وبصريته ليعود فيكتب عليه إهلامه الذي إهلم. انه اخرتاع إنســـاني أوجده اإلنســـان من أجل اســـتمرار أخيه اإلنســـان وكمـــا ذكـــرت أول طريقـــة اســـتخدمت هـــي طريقة اإلصبع ودماء احليوان ومن ثم عيدان األخشـــاب وريش الطيور الـــيت كانت تغمـــس يف األصباغ املختلفة اليت ولدت من ســـوائل الطبيعية ودمـــاء احليوانات وكانت قبـــل األجبديات وهي اليت

القلم

Page 52: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

دونتهـــا )القلم واحملابر ( ورغـــم كل التطور مازال القلم باق على حاله يف املضمون إمنا شـــكله هو الذي تغـــري وإىل اآلن نتفاخر بقلـــم املعز بدين اهلل املتوفى )عام ��� هـ ��9م ( والذي كان له الفضل يف اخرتاع قلم احلرب وهو اخلليفة الفاطمي وقلم لويس وترمن الذي اخرتع أيضا قلم احلرب السائل )عام �884 م ( وهو شائع حتى يومنا هذا والقلمان اعتمدا على مبدأ انسكاب احلرب علـــى جمرى معدني نازل فإذا قلبت القلم ينســـكب احلرب بفعل اجلاذبيـــة ويكتب وحني يرفع عن الـــورق ويغطى يتوقف كما ان قلم الرصاص الذي مازال يستخدم حتى يومنا هذا وامسي قلم رصـــاص بكون كلماته كلمات حق وكلمات احلق تشـــبه الرصاص عندمـــا تنطلق على اإلنســـان اجلاني واملعتـــدي على احلق، هو كذلك القلم لنتقلـــده ونتعلم كتابة احلق واحلقيقة ونعمل على

ان ال جيف ألنه عندما جيف ننتهي وبنهايته ينتهي وجودنا.

القرطـــاس

لسان الشعوب وفمها القارئ عن كل ما يدور من أحداث ليسجل فيه التاريخ بأزمانه املاضي واحلاضر واملســـتقبل وإنه الصحيفة الثابتـــة اليت يكتب فيها فال يبدل القول ويكون الدليل الفاصل حني تتغري النفـــوس حماولة التعدي على اآلخـــر مادي كان أم

معنوي، ولقد ارتبـــط القرطاس بالقلم وعالقتـــه عالقة الروح واجلســـد فال قرطاس بال قلم وال قلم بال قرطاس كما أهنما نشآ معـــا ومنذ أقدم القدم ولقد أطلـــق عليهما اللوح احملفوظ إال أن القرطاس خـــادم القلم وتابعه ورفيقة فإذا أمســـكت بالقلم كان القرطـــاس جاهزا ليثبت الكالم عليـــه وحيفظه فيغدو صحيفة ضمـــن الصحـــف، وللعلم أن الســـطور حتفظ لك مـــا ال حتفظه الصـــدور وهي اليت علمتنا وعلمـــت كل األجيال إىل حيث حنن وصلنـــا وإن تقييد مجلة العلوم واملعارف يف قرطاس بغاية صوهنا

وحفظها.إن كل غـــرض يف احليـــاة قرطاس ويشـــبه به بكـــون احلاجات واألغراض صفحات ورسائل ترسل إىل قاضيها ليلبيها وال يتحقق النصر العزيز إال بالقرطاس والقلم الذي ينجب الســـيف ويكون رفيقهما ومن هنا أسأل هل مازال للقرطاس هذه املكانه ؟! أم أصبح مهانـــا ملقى يف املكتبات وعلى األرصفة يباع ببخس الثمن أم أنه أصبح لســـان حال الفقراء ولقمة عيشـــهم وحكرا على املتملقني الذين يشـــغلون مكتباهتـــم فقط لتفاخر والتكـــرب وأهنم مالكوه بـــال معرفة أم أنه حاجة معرفية جيب وينبغي على كلواحد منا

اقتنائه من أجل امتالك دائرة املعارف.إنـــه الصحائف البيضـــاء وســـطورها حتفـــظ التاريخ األرض والســـماء حتفظ لإلنسان كل فعله واجنازه مع أخيه اإلنسان وما

القرطاس

Page 53: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

دونتهـــا )القلم واحملابر ( ورغـــم كل التطور مازال القلم باق على حاله يف املضمون إمنا شـــكله هو الذي تغـــري وإىل اآلن نتفاخر بقلـــم املعز بدين اهلل املتوفى )عام ��� هـ ��9م ( والذي كان له الفضل يف اخرتاع قلم احلرب وهو اخلليفة الفاطمي وقلم لويس وترمن الذي اخرتع أيضا قلم احلرب السائل )عام �884 م ( وهو شائع حتى يومنا هذا والقلمان اعتمدا على مبدأ انسكاب احلرب علـــى جمرى معدني نازل فإذا قلبت القلم ينســـكب احلرب بفعل اجلاذبيـــة ويكتب وحني يرفع عن الـــورق ويغطى يتوقف كما ان قلم الرصاص الذي مازال يستخدم حتى يومنا هذا وامسي قلم رصـــاص بكون كلماته كلمات حق وكلمات احلق تشـــبه الرصاص عندمـــا تنطلق على اإلنســـان اجلاني واملعتـــدي على احلق، هو كذلك القلم لنتقلـــده ونتعلم كتابة احلق واحلقيقة ونعمل على

ان ال جيف ألنه عندما جيف ننتهي وبنهايته ينتهي وجودنا.

القرطـــاس

لسان الشعوب وفمها القارئ عن كل ما يدور من أحداث ليسجل فيه التاريخ بأزمانه املاضي واحلاضر واملســـتقبل وإنه الصحيفة الثابتـــة اليت يكتب فيها فال يبدل القول ويكون الدليل الفاصل حني تتغري النفـــوس حماولة التعدي على اآلخـــر مادي كان أم

معنوي، ولقد ارتبـــط القرطاس بالقلم وعالقتـــه عالقة الروح واجلســـد فال قرطاس بال قلم وال قلم بال قرطاس كما أهنما نشآ معـــا ومنذ أقدم القدم ولقد أطلـــق عليهما اللوح احملفوظ إال أن القرطاس خـــادم القلم وتابعه ورفيقة فإذا أمســـكت بالقلم كان القرطـــاس جاهزا ليثبت الكالم عليـــه وحيفظه فيغدو صحيفة ضمـــن الصحـــف، وللعلم أن الســـطور حتفظ لك مـــا ال حتفظه الصـــدور وهي اليت علمتنا وعلمـــت كل األجيال إىل حيث حنن وصلنـــا وإن تقييد مجلة العلوم واملعارف يف قرطاس بغاية صوهنا

وحفظها.إن كل غـــرض يف احليـــاة قرطاس ويشـــبه به بكـــون احلاجات واألغراض صفحات ورسائل ترسل إىل قاضيها ليلبيها وال يتحقق النصر العزيز إال بالقرطاس والقلم الذي ينجب الســـيف ويكون رفيقهما ومن هنا أسأل هل مازال للقرطاس هذه املكانه ؟! أم أصبح مهانـــا ملقى يف املكتبات وعلى األرصفة يباع ببخس الثمن أم أنه أصبح لســـان حال الفقراء ولقمة عيشـــهم وحكرا على املتملقني الذين يشـــغلون مكتباهتـــم فقط لتفاخر والتكـــرب وأهنم مالكوه بـــال معرفة أم أنه حاجة معرفية جيب وينبغي على كلواحد منا

اقتنائه من أجل امتالك دائرة املعارف.إنـــه الصحائف البيضـــاء وســـطورها حتفـــظ التاريخ األرض والســـماء حتفظ لإلنسان كل فعله واجنازه مع أخيه اإلنسان وما

القرطاس

Page 54: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �4 -

دونه عن اجلماد والنبات واحليوان وما أبدعه وما تصرف به وما كان عليه يف كل مكان وكلمة مصحف مأخوذة من الصحيفة واليت هـــي القرطاس وأصل قرطاس )كرتـــا – دي ( وكراس )قرا – دي ( وقرطـــاس اليونانية تعين الورق ومنذ عرف اإلنســـان الكتابة كتب علـــى الطني واحلجر والعظام ثم تطـــور فكتب على املهارق والقباطي واجللود وكان للرقوق دور كبري يف تطور الكتابة وبداية التدوين كما مت اســـتخدام الربدي الذي صنعت منه القراطيس وتأتـــي القراطيـــس مبعنى الغالف أو الظـــرف أو ورق التغليف أو القمـــع الورقـــي وهي متاثل كلمـــة خرطوش الـــذي هو مظروف الذخرية وهـــي كلمة عربية حتولت إىل الفرنســـية )كرتوش ( وإىل االنكليزية )كرتردج ( وأساســـها قرطوس وقرطاس العربية الشـــامية واملغربيـــة كما أهنا أصـــل كلمة خارطـــة )كرتا – دي ( ومدية قرطاج اليت تتحدث األســـطورة عن بنائها من جلد الثور وهو اجللد الذي كتب عليه األقدمون كما أهنا مدينة القراطيس أي مدينة الكتب إنه القرطاس قدم إلينا من نبتة اخلوص اليت تعيش يف املاء وهلا أوراق كخوص النخيل يســـحب منه ليصبح ما

يشبه الورق وهو الربدي الذي امساه )جالينوس ( القرطاس.لقد أســـهم توفر القرطـــاس إىل دفع حركـــة التأليف وتوثيق املعلومة نظرا خلفته ورخص مثنه بدال من الرق وانتشر حتى وصل أطراف األرض حتى بعد انتشار صناعة الورق وحتوهلا قراطيس

وقرطاســـيه من أجل اســـتمرار دورة احلياة العلمية، اليت تتعلق مابني اإلنســـان والقلـــم والقرطاس فهذا الثالثـــي إجنابي األول يتفكر من خالل التأمل فيتعلم والقلم يسجل ويدون والقرطاس حيفـــظ فما حنن فيه هو نتاج ذلـــك الثالثي العلمي األدبي من أقـــدم القدم وإىل يومنا هذا يفنى اإلنســـان ويغادر كما أنه قد يضيع القلم يف متاهـــات احلياة ليبقى القرطاس حافظا وجامعا على مدى العصـــور نتوارثه وجندده ونبحث فيه لنرتقي ونرقي ونصعد ونفهـــم ونتفاهم من خالل حمتوياته ورمـــوزه وتعاليمه

املفيدة حلياتنا وحياة كل األجيال.

الفـــــــرح

مجلة اخللجات واالنفعاالت اليت تظهر يف الشـــكل اإلنســـاني عرب البســـمات والضحكات كرد فعـــل على فعل مجيل أو مفاجئ أو انتظار لنتائـــج مفرحة كاالنتصار والفـــوز والنجاح والوصول والشـــفاء واملســـاعدات اخلفية من إنسان إلنســـان، والفرح طبع إنساني ولد معه ومنذ نشأته األوىل أفرحته احلياة بوجوده فيها وامتالكه ملقومات فهما لذلك سعى إليه اإلنسان حصرا وأوجد يف أيامـــه األعياد والعناق والقبل للتعبري عن الفرح والوصول إليه وللفرح أنـــواع فمنه الطبيعي النقي الصـــايف الذي ال خبث فيه

القرطاس

Page 55: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

دونه عن اجلماد والنبات واحليوان وما أبدعه وما تصرف به وما كان عليه يف كل مكان وكلمة مصحف مأخوذة من الصحيفة واليت هـــي القرطاس وأصل قرطاس )كرتـــا – دي ( وكراس )قرا – دي ( وقرطـــاس اليونانية تعين الورق ومنذ عرف اإلنســـان الكتابة كتب علـــى الطني واحلجر والعظام ثم تطـــور فكتب على املهارق والقباطي واجللود وكان للرقوق دور كبري يف تطور الكتابة وبداية التدوين كما مت اســـتخدام الربدي الذي صنعت منه القراطيس وتأتـــي القراطيـــس مبعنى الغالف أو الظـــرف أو ورق التغليف أو القمـــع الورقـــي وهي متاثل كلمـــة خرطوش الـــذي هو مظروف الذخرية وهـــي كلمة عربية حتولت إىل الفرنســـية )كرتوش ( وإىل االنكليزية )كرتردج ( وأساســـها قرطوس وقرطاس العربية الشـــامية واملغربيـــة كما أهنا أصـــل كلمة خارطـــة )كرتا – دي ( ومدية قرطاج اليت تتحدث األســـطورة عن بنائها من جلد الثور وهو اجللد الذي كتب عليه األقدمون كما أهنا مدينة القراطيس أي مدينة الكتب إنه القرطاس قدم إلينا من نبتة اخلوص اليت تعيش يف املاء وهلا أوراق كخوص النخيل يســـحب منه ليصبح ما

يشبه الورق وهو الربدي الذي امساه )جالينوس ( القرطاس.لقد أســـهم توفر القرطـــاس إىل دفع حركـــة التأليف وتوثيق املعلومة نظرا خلفته ورخص مثنه بدال من الرق وانتشر حتى وصل أطراف األرض حتى بعد انتشار صناعة الورق وحتوهلا قراطيس

وقرطاســـيه من أجل اســـتمرار دورة احلياة العلمية، اليت تتعلق مابني اإلنســـان والقلـــم والقرطاس فهذا الثالثـــي إجنابي األول يتفكر من خالل التأمل فيتعلم والقلم يسجل ويدون والقرطاس حيفـــظ فما حنن فيه هو نتاج ذلـــك الثالثي العلمي األدبي من أقـــدم القدم وإىل يومنا هذا يفنى اإلنســـان ويغادر كما أنه قد يضيع القلم يف متاهـــات احلياة ليبقى القرطاس حافظا وجامعا على مدى العصـــور نتوارثه وجندده ونبحث فيه لنرتقي ونرقي ونصعد ونفهـــم ونتفاهم من خالل حمتوياته ورمـــوزه وتعاليمه

املفيدة حلياتنا وحياة كل األجيال.

الفـــــــرح

مجلة اخللجات واالنفعاالت اليت تظهر يف الشـــكل اإلنســـاني عرب البســـمات والضحكات كرد فعـــل على فعل مجيل أو مفاجئ أو انتظار لنتائـــج مفرحة كاالنتصار والفـــوز والنجاح والوصول والشـــفاء واملســـاعدات اخلفية من إنسان إلنســـان، والفرح طبع إنساني ولد معه ومنذ نشأته األوىل أفرحته احلياة بوجوده فيها وامتالكه ملقومات فهما لذلك سعى إليه اإلنسان حصرا وأوجد يف أيامـــه األعياد والعناق والقبل للتعبري عن الفرح والوصول إليه وللفرح أنـــواع فمنه الطبيعي النقي الصـــايف الذي ال خبث فيه

الفرح

Page 56: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

وشكله ما ذكرته أوال والثاني خبيث وحيمل شكل نتائج الضغينة وأمنيات الشر لآلخرين وشـــكله الضحكات الصفراوية والشماتة ومتين حدوث املكروه للغري وتكون صفات حاملها احلسد والغرية

وصانع للمكان ونصب األشراك.الفـــرح حق للجميـــع حنن نوجـــده وحنققه ونقبلـــه ونتقبله بكون أننا نصنعه ونصدره ونســـتورده ونعيشـــه ونتعامل معه هو داخلنا وداخل كل إنسان مهما كان غليظ القلب أو شديد الطلعة حركة بســـيطة صادقـــة تضحكه فيفرح وفعـــل مجيل مهما كان صغريا بريئـــا يفرحنا ألنه نتاج عفوية وانفعال كامن من مجلة االنفعاالت املؤسســـة لشخصية اإلنســـان فهو أي الفرح واحلزن واحلب والســـعادة والكراهية والرغبة والتعجب يشكل يف حلظة حضورا وردة فعل على األفعال املنبعثة من اآلخر والفرح الفطري هو االنفعال الصادق الذي وجد يف اإلنســـان منذ حلظات خلقه وجبلت عليه شـــخصيته اليت يتفوق فيها خريه على شـــره فهو مرتبط أيضا بعامل اخلري ونتائجه اليت حتمل الفرح على طول ومساحة فعله ومبا أنه طبيعة وانفعال طبيعي فهو مجيل مطلوب ومرغوب يدغدغ الوجدان وله شـــرعيته اليت تصفه بأنه صفة

من صفات الكمال.إن متتع الـــذات اخلرية باخلـــري والقدرة علـــى فعله املرتبط باألوامـــر العقلية اليت حتـــث على فعل اخلـــري بغاية حتريض

الفـــرح لديه حيـــدث االبتهـــاج الثنائي مـــا بني الفـــرح واملفرح لتظهـــر االبتســـامات يف العيـــون وعلى الشـــفاه ويتحرك شـــعر الفرح فيســـوده الدائرة اليت وجد فيها أنه اختصاص اإلنســـان السوي متقبل الفرح الالئق ومعطيه لطالبه هو هكذا نراه آثارا وحركات تعبريية تظهر على الوجوه واألجســـام ولكنها ختتلف باألحاســـيس واملشـــاعر من مرء وآخر رجل كان أم أنثى طفل أو شـــيخ فكل له فرحـــه وكل له ما يفرحه مهمـــا تنوعت واختلفت أسباب حضوره فهو الفرح وسائله كثرية وردود الفعل عليه أكثر إنـــه نقيض احلزن وضده وإن األفراح غايته إحضار الفرح بغاية

احلصول على النضارة اليت ختلق احلب وجتلب االنتباه.حيل الفرح على احلزن حلول الدواء على الداء ويأتي كالشـــبع يف الطعام على اجلائع فال لذة لبدن إال بعد حزن وإذا ما تساوى احلزن والفرح وحدثـــت املقارنة جند أن الفرح أخطر من احلزن بكـــون احلزن حذر والفـــرح مفتوح فإذا مل توجـــد له الضوابط واحلدود أساء حلامله ومنتجه وساربه إىل هتلكه فإذا وجد الفرح يف شـــروط سلبية ومناخات غري صحيحة كانت أضراره أكرب من اجيابيتـــه وقد يؤدي إىل املـــوت أو حدوث خلل عظيم يف البنية اإلنسانية فاملثل القائل )طار من الفرح ( ماهو إال نتيجة حادثه بفعـــل الطريان إىل اجملهول وطار غادر مـــن الوجود لذلك أدعو

الفرح

Page 57: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

وشكله ما ذكرته أوال والثاني خبيث وحيمل شكل نتائج الضغينة وأمنيات الشر لآلخرين وشـــكله الضحكات الصفراوية والشماتة ومتين حدوث املكروه للغري وتكون صفات حاملها احلسد والغرية

وصانع للمكان ونصب األشراك.الفـــرح حق للجميـــع حنن نوجـــده وحنققه ونقبلـــه ونتقبله بكون أننا نصنعه ونصدره ونســـتورده ونعيشـــه ونتعامل معه هو داخلنا وداخل كل إنسان مهما كان غليظ القلب أو شديد الطلعة حركة بســـيطة صادقـــة تضحكه فيفرح وفعـــل مجيل مهما كان صغريا بريئـــا يفرحنا ألنه نتاج عفوية وانفعال كامن من مجلة االنفعاالت املؤسســـة لشخصية اإلنســـان فهو أي الفرح واحلزن واحلب والســـعادة والكراهية والرغبة والتعجب يشكل يف حلظة حضورا وردة فعل على األفعال املنبعثة من اآلخر والفرح الفطري هو االنفعال الصادق الذي وجد يف اإلنســـان منذ حلظات خلقه وجبلت عليه شـــخصيته اليت يتفوق فيها خريه على شـــره فهو مرتبط أيضا بعامل اخلري ونتائجه اليت حتمل الفرح على طول ومساحة فعله ومبا أنه طبيعة وانفعال طبيعي فهو مجيل مطلوب ومرغوب يدغدغ الوجدان وله شـــرعيته اليت تصفه بأنه صفة

من صفات الكمال.إن متتع الـــذات اخلرية باخلـــري والقدرة علـــى فعله املرتبط باألوامـــر العقلية اليت حتـــث على فعل اخلـــري بغاية حتريض

الفـــرح لديه حيـــدث االبتهـــاج الثنائي مـــا بني الفـــرح واملفرح لتظهـــر االبتســـامات يف العيـــون وعلى الشـــفاه ويتحرك شـــعر الفرح فيســـوده الدائرة اليت وجد فيها أنه اختصاص اإلنســـان السوي متقبل الفرح الالئق ومعطيه لطالبه هو هكذا نراه آثارا وحركات تعبريية تظهر على الوجوه واألجســـام ولكنها ختتلف باألحاســـيس واملشـــاعر من مرء وآخر رجل كان أم أنثى طفل أو شـــيخ فكل له فرحـــه وكل له ما يفرحه مهمـــا تنوعت واختلفت أسباب حضوره فهو الفرح وسائله كثرية وردود الفعل عليه أكثر إنـــه نقيض احلزن وضده وإن األفراح غايته إحضار الفرح بغاية

احلصول على النضارة اليت ختلق احلب وجتلب االنتباه.حيل الفرح على احلزن حلول الدواء على الداء ويأتي كالشـــبع يف الطعام على اجلائع فال لذة لبدن إال بعد حزن وإذا ما تساوى احلزن والفرح وحدثـــت املقارنة جند أن الفرح أخطر من احلزن بكـــون احلزن حذر والفـــرح مفتوح فإذا مل توجـــد له الضوابط واحلدود أساء حلامله ومنتجه وساربه إىل هتلكه فإذا وجد الفرح يف شـــروط سلبية ومناخات غري صحيحة كانت أضراره أكرب من اجيابيتـــه وقد يؤدي إىل املـــوت أو حدوث خلل عظيم يف البنية اإلنسانية فاملثل القائل )طار من الفرح ( ماهو إال نتيجة حادثه بفعـــل الطريان إىل اجملهول وطار غادر مـــن الوجود لذلك أدعو

الفرح

Page 58: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �8 -

دائمـــا إىل الفرح العقالني املمســـوك يف احلركة اجلســـدية من حصول اللذة والتمتع أوال مبعرفة النتيجة املفرحه وثانيا حدوث اإلشباع اجلســـدي كما أن فرح القلب وانشراح الصدر واالنفعال احلسي واملعنوي يظهر الفرح بشـــكل نعمة حنتاجها كما حنتاج أي شـــيء من أجل اســـتمرار حياتنا ومن أجل تواصلنا مع بعضنا أســـعى معي للفرح وأبعد احلزن ولنعمل علـــى أن نفرح اآلخرين

فالفرح نشاط ولذه ونشوه وقوة من قوى األميان

احلـــــزن

خشوع يف القلب ودمع يف العني وخلجات جسد هادئة انفعاالت هلا عالقة بالروح ال باجلســـد واشـــتدادها يـــؤدي إىل حالة من اهلذيـــان وخيلق األمـــراض وعالجه بالصرب والســـلوان نعم إنه احلـــزن يأتي من اهنيار األحـــالم يف الرأس أو من بناء تبين عليه الكثري من اآلمال ومن فقدان أشـــياء تعبت عليها كثريا أو تتعب يف اجنازها وختطف منك يف غفلة لتستفيق فتجد أهنا اهنارت أو

انتهت أو أنتفت أو انتهيت.إنه اإلدمـــان يف احلب وفجأة ينتفي وطـــول اللقاء بعد انتظار وبســـرعة خيتفي وهـــو صدى الصوت بعـــد أن ترحل وهو صورة الوجه بعد الفـــراق إنه وحدتك بعد أن يتخلى عنك األصدقاء

إنـــه صراخـــي ومناجاتي لك حـــني ال يصلك ندائي إنـــه البقايا املتناثـــره من موجوداتي إنه الفرح املتكســـر كالزجاج يف حلظات من حياتي إنه شـــجن ســـكن فيه األمل، احلزن زمحة العمر وكل تفاصيلها وطقوســـها أســـود لونه مذاقه مر لباســـه أسود سكنه القلب يتســـلط على األحالم واآلمال والبناء فيشـــغلها ليتزاحم

ويزاحم احلب .ال أســـتطيع أن أجد يف احلب خيانة وغـــدر وال يف اإلميان كفر وال يف األمان عهر احبث يف ســـهري عنـــك أحاول أن اراك تضيء مشوع ظلميت ال استطيع أن أحن إليك وشوقي لك حييطين وال تكلمين ال اســـتطيع أن أكتب وال تقرأ كلماتي ال أستطيع أن أرى األحـــالم تتهاوى تتحول إىل ســـراب ال أســـتطيع ان امجع بقايا كل احلطـــام من اآلمال واألعمال واألحالم وأرمسها مرة ثانية يف

مساء غرفيت املسطحة وأنا على فراشي.احلزن إن مل تتجاوزه تصبح حفيدا للبؤس الذي هو جد احلزن صحيح أن احلزن موجود يف كل احلياة اإلنسانية وغري اإلنسانية يف احليـــوان والنبـــات فيكفي ان تنظر لعني غزالـــة فقدت ابنها وترى الدمعـــة فتعلم كم احلزن الذي حتمله كما يكفي ان تنقل وردة لتعلـــم اهنا تذبل حزنا علـــى مكاهنا األول إال أن جتلياته يف حياتنا ترافقنا فهو مستمر وال تستطيع ال أنت وال أنا وال هو وال أي أحـــد ذكر كان أم أنثى، مـــن قول أن احلزن ينتهي أو أن هناك

احلزن

Page 59: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �9 -

دائمـــا إىل الفرح العقالني املمســـوك يف احلركة اجلســـدية من حصول اللذة والتمتع أوال مبعرفة النتيجة املفرحه وثانيا حدوث اإلشباع اجلســـدي كما أن فرح القلب وانشراح الصدر واالنفعال احلسي واملعنوي يظهر الفرح بشـــكل نعمة حنتاجها كما حنتاج أي شـــيء من أجل اســـتمرار حياتنا ومن أجل تواصلنا مع بعضنا أســـعى معي للفرح وأبعد احلزن ولنعمل علـــى أن نفرح اآلخرين

فالفرح نشاط ولذه ونشوه وقوة من قوى األميان

احلـــــزن

خشوع يف القلب ودمع يف العني وخلجات جسد هادئة انفعاالت هلا عالقة بالروح ال باجلســـد واشـــتدادها يـــؤدي إىل حالة من اهلذيـــان وخيلق األمـــراض وعالجه بالصرب والســـلوان نعم إنه احلـــزن يأتي من اهنيار األحـــالم يف الرأس أو من بناء تبين عليه الكثري من اآلمال ومن فقدان أشـــياء تعبت عليها كثريا أو تتعب يف اجنازها وختطف منك يف غفلة لتستفيق فتجد أهنا اهنارت أو

انتهت أو أنتفت أو انتهيت.إنه اإلدمـــان يف احلب وفجأة ينتفي وطـــول اللقاء بعد انتظار وبســـرعة خيتفي وهـــو صدى الصوت بعـــد أن ترحل وهو صورة الوجه بعد الفـــراق إنه وحدتك بعد أن يتخلى عنك األصدقاء

إنـــه صراخـــي ومناجاتي لك حـــني ال يصلك ندائي إنـــه البقايا املتناثـــره من موجوداتي إنه الفرح املتكســـر كالزجاج يف حلظات من حياتي إنه شـــجن ســـكن فيه األمل، احلزن زمحة العمر وكل تفاصيلها وطقوســـها أســـود لونه مذاقه مر لباســـه أسود سكنه القلب يتســـلط على األحالم واآلمال والبناء فيشـــغلها ليتزاحم

ويزاحم احلب .ال أســـتطيع أن أجد يف احلب خيانة وغـــدر وال يف اإلميان كفر وال يف األمان عهر احبث يف ســـهري عنـــك أحاول أن اراك تضيء مشوع ظلميت ال استطيع أن أحن إليك وشوقي لك حييطين وال تكلمين ال اســـتطيع أن أكتب وال تقرأ كلماتي ال أستطيع أن أرى األحـــالم تتهاوى تتحول إىل ســـراب ال أســـتطيع ان امجع بقايا كل احلطـــام من اآلمال واألعمال واألحالم وأرمسها مرة ثانية يف

مساء غرفيت املسطحة وأنا على فراشي.احلزن إن مل تتجاوزه تصبح حفيدا للبؤس الذي هو جد احلزن صحيح أن احلزن موجود يف كل احلياة اإلنسانية وغري اإلنسانية يف احليـــوان والنبـــات فيكفي ان تنظر لعني غزالـــة فقدت ابنها وترى الدمعـــة فتعلم كم احلزن الذي حتمله كما يكفي ان تنقل وردة لتعلـــم اهنا تذبل حزنا علـــى مكاهنا األول إال أن جتلياته يف حياتنا ترافقنا فهو مستمر وال تستطيع ال أنت وال أنا وال هو وال أي أحـــد ذكر كان أم أنثى، مـــن قول أن احلزن ينتهي أو أن هناك

احلزن

Page 60: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �0 -

خامتة لألحزان وقول ذلك خطيئة فاألحزان مســـتمرة ومتلونة وصورهـــا كثرية ترافقنا من أعز أعزائنا إىل أعمالنا إىل أرواحنا

ونفوسنا ومسرية حياتنا املعاشة.نعم من منا مل حيزن يف حياته فهو رفيق الســـعادة متابع هلا ال يدعها تصل ذروهتا بل يف كثري من األحيان يلفها بثوبه األســـود قبل وصوهلا النهاية بقليل، أصابعه موجوده يف كل مفاصل حياتنا مع ابنائنا يف أسرتنا مع الزوجة ويف العمل وعرب كل سنني العمر وأنا أكتب هذه الكلمات عنه تنتابين االبتسامة لتذكري مسلسل أحزان عمري اليت مر هبا فكم تراوحت ما بني الصغرية والكبرية واجللـــل كم بكيت يف طفوليت حزنا على أشـــياء صغريه مل أنلها وأثناء دراســـيت على بعض من فشل أو جناح مل استطع احلصول عليـــه وكم وكـــم من حماوالت فشـــل يف أجزاء مـــن عملي وفقد عزيـــز وغال من قليب وأنا أســـري إىل الكهولة أنظر وأتذكر كيف أنـــي أحاول أن أنســـى ما مررت به بكون النســـيان نعمة االحزان فأجد أن الكثري منها نســـيته بكونه أحزان طفولية ال قيمة هلا بعد حدوث الوعي وأنســـاني إياها الزمـــن ولكن هناك أحزان ال أستطيع وال تستطيع وال يستطيع أحد منا نسياهنا إمنا هي هتدأ وتســـكن حنايا القلوب وزوايا يف الصدور فنبتسم له ظاهرا ولكن فيهـــا حركات الشـــجن تدمع العيون وال تنهمـــر وهنا قوة القدر اليت مينحنا إياها كي نســـتمر مرة ثانية أقول نعم فدواء احلزن

الصـــرب واملخلصني احملبني لك فالصرب قـــوة إهليه إن متتعت به قويت وتقويت فيمر حزنك كما متر الرياح العاتية فإذا احننيت هلا جتاوزتـــك وان وقفت يف وجهها أخذتك معها وأهنتك وأتعبتك كلنا معنا احزان هو كذلك احلزن رفيق اإلنسان انه امتحان دائم لقدراتنا وقوة جناحنـــا لنتعلم التعامل معه مع حفاظنا على ما خيصنـــا من االحزان احلقيقية وجتاوز ما نســـتطيع جتاوزه الن احلياة مســـتمرة حبا وأملا واحزان وتستمر وكل لنا فيها صورة من

صورها اليت مير عليها مجيعنا كي نكمل مسرية احلياة.

اجلهل

صفـــة تطلـــق علي بعض من اإلنســـان وتنســـب إليـــه وتلتصق بـــه فقـــط دون باقي اخلالئق بكونه وحده أي اإلنســـان امتلك يف العقـــل إمكانات التعلم وتقبل العلم ورفضـــه والتأمل والتفكر والسمع وتبادل االســـتماع والنظر وتقابل النظرات ومنه وعليه يطلق على جنســـه اإلنســـاني صفة عامل ومتعلـــم وفاهم وفهيم وجاهل من هذا ندخل ونقول أن العلم نقيض اجلهل بكون اجلهل ال يعـــين فقط عدم التعلم وإمنا عـــدم الرغبة يف العلم ويرفض الفهـــم والتفهم والبقاء ضمن دائرة مغلقـــة بال رغبة وال مقدره على التواصل وفتح نوافذ للمعرفة واجلاهل مثل اجلدار مع فارق

احلزن

Page 61: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

خامتة لألحزان وقول ذلك خطيئة فاألحزان مســـتمرة ومتلونة وصورهـــا كثرية ترافقنا من أعز أعزائنا إىل أعمالنا إىل أرواحنا

ونفوسنا ومسرية حياتنا املعاشة.نعم من منا مل حيزن يف حياته فهو رفيق الســـعادة متابع هلا ال يدعها تصل ذروهتا بل يف كثري من األحيان يلفها بثوبه األســـود قبل وصوهلا النهاية بقليل، أصابعه موجوده يف كل مفاصل حياتنا مع ابنائنا يف أسرتنا مع الزوجة ويف العمل وعرب كل سنني العمر وأنا أكتب هذه الكلمات عنه تنتابين االبتسامة لتذكري مسلسل أحزان عمري اليت مر هبا فكم تراوحت ما بني الصغرية والكبرية واجللـــل كم بكيت يف طفوليت حزنا على أشـــياء صغريه مل أنلها وأثناء دراســـيت على بعض من فشل أو جناح مل استطع احلصول عليـــه وكم وكـــم من حماوالت فشـــل يف أجزاء مـــن عملي وفقد عزيـــز وغال من قليب وأنا أســـري إىل الكهولة أنظر وأتذكر كيف أنـــي أحاول أن أنســـى ما مررت به بكون النســـيان نعمة االحزان فأجد أن الكثري منها نســـيته بكونه أحزان طفولية ال قيمة هلا بعد حدوث الوعي وأنســـاني إياها الزمـــن ولكن هناك أحزان ال أستطيع وال تستطيع وال يستطيع أحد منا نسياهنا إمنا هي هتدأ وتســـكن حنايا القلوب وزوايا يف الصدور فنبتسم له ظاهرا ولكن فيهـــا حركات الشـــجن تدمع العيون وال تنهمـــر وهنا قوة القدر اليت مينحنا إياها كي نســـتمر مرة ثانية أقول نعم فدواء احلزن

الصـــرب واملخلصني احملبني لك فالصرب قـــوة إهليه إن متتعت به قويت وتقويت فيمر حزنك كما متر الرياح العاتية فإذا احننيت هلا جتاوزتـــك وان وقفت يف وجهها أخذتك معها وأهنتك وأتعبتك كلنا معنا احزان هو كذلك احلزن رفيق اإلنسان انه امتحان دائم لقدراتنا وقوة جناحنـــا لنتعلم التعامل معه مع حفاظنا على ما خيصنـــا من االحزان احلقيقية وجتاوز ما نســـتطيع جتاوزه الن احلياة مســـتمرة حبا وأملا واحزان وتستمر وكل لنا فيها صورة من

صورها اليت مير عليها مجيعنا كي نكمل مسرية احلياة.

اجلهل

صفـــة تطلـــق علي بعض من اإلنســـان وتنســـب إليـــه وتلتصق بـــه فقـــط دون باقي اخلالئق بكونه وحده أي اإلنســـان امتلك يف العقـــل إمكانات التعلم وتقبل العلم ورفضـــه والتأمل والتفكر والسمع وتبادل االســـتماع والنظر وتقابل النظرات ومنه وعليه يطلق على جنســـه اإلنســـاني صفة عامل ومتعلـــم وفاهم وفهيم وجاهل من هذا ندخل ونقول أن العلم نقيض اجلهل بكون اجلهل ال يعـــين فقط عدم التعلم وإمنا عـــدم الرغبة يف العلم ويرفض الفهـــم والتفهم والبقاء ضمن دائرة مغلقـــة بال رغبة وال مقدره على التواصل وفتح نوافذ للمعرفة واجلاهل مثل اجلدار مع فارق

اجلهل

Page 62: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

أن اجلدار صحيح غري عاقل وجاهل لكن له وظيفة السرت واملنع واحلمل واإلعاقة ويقبل أن تفتح به نوافذ من أجل دخول النور الـــذي منه تعلم وترى لكن اجلاهـــل وبرغم أنه عاقل يبقى غري فاعل رافض للتطـــور وال يدرك أمهية اجلدار فلذلك هو يبنيه

يف داخله ويهدمه من أمامه.اجلهل ال خيتص به الغري متعلم بل وبعض من املتعلمني الذين يتشـــددون يف إثبات رأيهـــم ولو كانوا على خطـــأ وأولئك الذين ال يســـتمعون إىل النصائـــح وال يقبلـــون اآلخر يف حـــوار أولئك املتزمتون املتمرتسون عند نقاط فهمهم والعلم يسري إىل األمام

أولئك اجلاحدون بالقيم واألخالق وفهم فلسفة وجودهم.إن العلم هو الذي يكشـــف اجلهل ويصـــوره وحيلله ويوجد له أبواب اخلروج منه فمن مل يتعلم وفهم احلياة وحاول فهمها رمبا يتمكن من التعلم أوله أســـباب لعدم وصوله للعلم ولكن مشـــكلة اجلهل تكمن فيمن توفرت له الفرص ورفضها وأنا أنســـب اجلهل إىل هـــؤالء وأخطر أنواع اجلهل هو أن جيهـــل أمرا ما وهو عارف عامل جبهله وأبسطه هو أن جيهل أمرا أو شيئا وهو ال يعلم عنه شـــيئا وهبذا يتحـــول إىل جاهل مضاعف وأن تصـــر على املعرفة وأنت غري عارف هو اجلهل بذاته وأن تقول ال أعلم هو حبث عن

العلم وهو املنطق وينم عن الفهم.إذا كيـــف منيـــز اجلهل ؟ وهل هـــو األمية ؟ أم هـــو عدم العلم

بالشـــيء وعدم الرغبة يف التعلم ؟ هل هو التشدد والتزمت رغم التعلم واإلصرار على املوقف حتى وإن كان ســـلبيا، مبا أن الكمال غري موجود، وسعي اإلنسان له دائم فهو يف نقصان ومهما امتلك من العلـــم واملعرفة ينقصـــه الكثري فهذا النقـــص يعترب لديه جهال ولكن يدخل حتت اسم اجملهول حتى يصبح معلوما اإلنسان بطبعه عدو ملا جيهل وخياف بطبعه ما جيهل لذلك اإلنسان فقط حبثي استكشايف بغاية العلم والتطور وإجياد فهم نوعي لوجوده ويتمثل هذا النوع من اجلهل يف الغد واملســـتقبل واألحباث وهذا هـــو اجلهل العلمي ويكون أيضا مبثابة الظلمة ومهمتك كإنســـان

تبحث عن العلم أن تنريه.إن عالقة اجلهل باإلنســـان اليت حتوله إىل جاهل فيها الكثري من الصور اليت إليه وتكتشـــفه بســـرعة وفلسفة وجود اإلنسان البحث والعلم والتطور والتطوير فإذا عدنا إىل الوراء ودرســـناه جنـــد كيفيه تطوره مـــن املشـــاعية األوىل إىل اآلن ومن العصر احلجـــري إىل عصر الفضـــاء ومن فهم تكوينه ومســـؤوليته عن نفســـه فقط إىل مســـؤوليته اجلماعية اليت تتمثل يف األســـرة واجملتمـــع والوطن واألمة ومن كفره إىل إميانه ومن رفضه للخطأ إىل حماولة عدم ارتكابه وإصالحه ومن قبول النقد وسؤاله عن كيفيـــة اجناز الصح، اليوم الكثـــرة متعلمة أو فامهه فأين يكمن اجلهل يف رأيكم وكم نســـبة اجلهل عنـــد املتعلمني وما هو الفرق

اجلهل

Page 63: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

أن اجلدار صحيح غري عاقل وجاهل لكن له وظيفة السرت واملنع واحلمل واإلعاقة ويقبل أن تفتح به نوافذ من أجل دخول النور الـــذي منه تعلم وترى لكن اجلاهـــل وبرغم أنه عاقل يبقى غري فاعل رافض للتطـــور وال يدرك أمهية اجلدار فلذلك هو يبنيه

يف داخله ويهدمه من أمامه.اجلهل ال خيتص به الغري متعلم بل وبعض من املتعلمني الذين يتشـــددون يف إثبات رأيهـــم ولو كانوا على خطـــأ وأولئك الذين ال يســـتمعون إىل النصائـــح وال يقبلـــون اآلخر يف حـــوار أولئك املتزمتون املتمرتسون عند نقاط فهمهم والعلم يسري إىل األمام

أولئك اجلاحدون بالقيم واألخالق وفهم فلسفة وجودهم.إن العلم هو الذي يكشـــف اجلهل ويصـــوره وحيلله ويوجد له أبواب اخلروج منه فمن مل يتعلم وفهم احلياة وحاول فهمها رمبا يتمكن من التعلم أوله أســـباب لعدم وصوله للعلم ولكن مشـــكلة اجلهل تكمن فيمن توفرت له الفرص ورفضها وأنا أنســـب اجلهل إىل هـــؤالء وأخطر أنواع اجلهل هو أن جيهـــل أمرا ما وهو عارف عامل جبهله وأبسطه هو أن جيهل أمرا أو شيئا وهو ال يعلم عنه شـــيئا وهبذا يتحـــول إىل جاهل مضاعف وأن تصـــر على املعرفة وأنت غري عارف هو اجلهل بذاته وأن تقول ال أعلم هو حبث عن

العلم وهو املنطق وينم عن الفهم.إذا كيـــف منيـــز اجلهل ؟ وهل هـــو األمية ؟ أم هـــو عدم العلم

بالشـــيء وعدم الرغبة يف التعلم ؟ هل هو التشدد والتزمت رغم التعلم واإلصرار على املوقف حتى وإن كان ســـلبيا، مبا أن الكمال غري موجود، وسعي اإلنسان له دائم فهو يف نقصان ومهما امتلك من العلـــم واملعرفة ينقصـــه الكثري فهذا النقـــص يعترب لديه جهال ولكن يدخل حتت اسم اجملهول حتى يصبح معلوما اإلنسان بطبعه عدو ملا جيهل وخياف بطبعه ما جيهل لذلك اإلنسان فقط حبثي استكشايف بغاية العلم والتطور وإجياد فهم نوعي لوجوده ويتمثل هذا النوع من اجلهل يف الغد واملســـتقبل واألحباث وهذا هـــو اجلهل العلمي ويكون أيضا مبثابة الظلمة ومهمتك كإنســـان

تبحث عن العلم أن تنريه.إن عالقة اجلهل باإلنســـان اليت حتوله إىل جاهل فيها الكثري من الصور اليت إليه وتكتشـــفه بســـرعة وفلسفة وجود اإلنسان البحث والعلم والتطور والتطوير فإذا عدنا إىل الوراء ودرســـناه جنـــد كيفيه تطوره مـــن املشـــاعية األوىل إىل اآلن ومن العصر احلجـــري إىل عصر الفضـــاء ومن فهم تكوينه ومســـؤوليته عن نفســـه فقط إىل مســـؤوليته اجلماعية اليت تتمثل يف األســـرة واجملتمـــع والوطن واألمة ومن كفره إىل إميانه ومن رفضه للخطأ إىل حماولة عدم ارتكابه وإصالحه ومن قبول النقد وسؤاله عن كيفيـــة اجناز الصح، اليوم الكثـــرة متعلمة أو فامهه فأين يكمن اجلهل يف رأيكم وكم نســـبة اجلهل عنـــد املتعلمني وما هو الفرق

اجلهل

Page 64: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �4 -

بني املتعلـــم العارف واملتعلـــم اجلاهل أقول أن اإلنســـان مبفرده جاهل حتى ولو أوجد لنفســـه احلمايـــات والكفايات إنه حيتاج اآلخر ليتبـــادل معه املعرفة والعلم وتبادل التعلم وجتاوز اجلهل اإلنسان مرآة أخيه اإلنسان وعلمه وجهله هو مقدار استطاعته على التبادل والتوافق واالحرتام وبدون ذلك ال يستمر واقعيا يف احلياة فيكرب جهله إننا اليوم حباجه لبعضنا ولإلطالع من أجل أن نتطور وتقبل األفكار وفهم الواجبات واستيعاب فهم احلاجات واملقتضيات هو وحده الذي يقضي على اجلهل وجيرب اجلاهلني

على التعلم.

التسامح

لغة عصرية بثوب تارخيي منى وترعرع مع تطور الفكر اإلنساني وانسجامه وآليات الفكر الروحي الذي محل التهذيب لكل تصرفات اإلنســـان وضبطها ضمن أفعال شكلها منطقي وحركاهتا حمسوبة عليه من خالل ربـــط اإلدراك واألفعال اإلرادية والالإرادية مع مبدأ الفعل ورد الفعل فإذا اعتمدنا أن لكل فعل رد فعل يساويه يف القوة ويعاكســـه يف االجتاه وعممناه مل يعـــد ملنطق العدالة احلياتية املتجسدة يف القانون واألخالق اإلنسانية أي حضور أو وجود وال للقواعد الدينية املرســـومة يف الكتب املقدســـة رعاية

وفهم لقصصها القائل ولكم يف القصاص حياة يا أويل األلباب.وغاية هذا إعالمنا بأن علينا أن ننظر إىل مســـرح احلياة ونرى العـــرب ونعترب باألفعال كي ننهض ونكـــون أكرب بفعلنا مما حنن عليـــه، إن اعرتافنا بأننا بشـــر منتلك اخلطـــأ واخلطيئة ومنيل إليه يف الال شعور ونفعله عند تطور األنا يدلنا على أنه طبيعة بشرية مالزمة لنا أينما حللنا وكيفما اجتهنا بكوننا نتاج ضعف وبكوننا جمموعة ذنوب وخطأ حتتاج الغفران واملســـاحمة ال بل نطلبها جهارة وخفيـــة حماولني النظر إليها كثمرة عند ارتكابنا للخطيئة ونعمل املســـتحيل كـــي نقطفها بل الكثري من األحيان

نستنجد هبا أو نسعى إلجياد الوسطاء للحصول عليها.إذا التسامح والعفو مطلب إنساني إنساني يقرتن مع الطلب من اإلله ليساحمنا ويغفر لنا ويعفو عنا حني اللقاء الروحي فكيف به بني اإلنســـان واإلنســـان الذي يطلبه حني القيام مبمارســـة أخطائه ماديـــه أو معنوية أو خمالفة ال يوافـــق عليها اآلخر أو اجملموع ويشذ هبا عن القاعدة والعرف فيطلب املساحمة من أجل العودة أو االعرتاف مبا فعل وهنا ينشـــأ ويظهر التسامح كقضية ومعضلة فيها السهل املمتنع ختضع ملبادئ فلسفة اجلوهر اإلنساني واملقدرة وحتفيزها على االعرتاف والطلب فالتسامح واملساحمة جوهر إنساني رائع فيه حيضر حلم حتقيقه عند ارتكاب اخلطأ

وختيل كم املساحمة الذي نرجوه يف تلك اللحظة.

التسامح

Page 65: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

بني املتعلـــم العارف واملتعلـــم اجلاهل أقول أن اإلنســـان مبفرده جاهل حتى ولو أوجد لنفســـه احلمايـــات والكفايات إنه حيتاج اآلخر ليتبـــادل معه املعرفة والعلم وتبادل التعلم وجتاوز اجلهل اإلنسان مرآة أخيه اإلنسان وعلمه وجهله هو مقدار استطاعته على التبادل والتوافق واالحرتام وبدون ذلك ال يستمر واقعيا يف احلياة فيكرب جهله إننا اليوم حباجه لبعضنا ولإلطالع من أجل أن نتطور وتقبل األفكار وفهم الواجبات واستيعاب فهم احلاجات واملقتضيات هو وحده الذي يقضي على اجلهل وجيرب اجلاهلني

على التعلم.

التسامح

لغة عصرية بثوب تارخيي منى وترعرع مع تطور الفكر اإلنساني وانسجامه وآليات الفكر الروحي الذي محل التهذيب لكل تصرفات اإلنســـان وضبطها ضمن أفعال شكلها منطقي وحركاهتا حمسوبة عليه من خالل ربـــط اإلدراك واألفعال اإلرادية والالإرادية مع مبدأ الفعل ورد الفعل فإذا اعتمدنا أن لكل فعل رد فعل يساويه يف القوة ويعاكســـه يف االجتاه وعممناه مل يعـــد ملنطق العدالة احلياتية املتجسدة يف القانون واألخالق اإلنسانية أي حضور أو وجود وال للقواعد الدينية املرســـومة يف الكتب املقدســـة رعاية

وفهم لقصصها القائل ولكم يف القصاص حياة يا أويل األلباب.وغاية هذا إعالمنا بأن علينا أن ننظر إىل مســـرح احلياة ونرى العـــرب ونعترب باألفعال كي ننهض ونكـــون أكرب بفعلنا مما حنن عليـــه، إن اعرتافنا بأننا بشـــر منتلك اخلطـــأ واخلطيئة ومنيل إليه يف الال شعور ونفعله عند تطور األنا يدلنا على أنه طبيعة بشرية مالزمة لنا أينما حللنا وكيفما اجتهنا بكوننا نتاج ضعف وبكوننا جمموعة ذنوب وخطأ حتتاج الغفران واملســـاحمة ال بل نطلبها جهارة وخفيـــة حماولني النظر إليها كثمرة عند ارتكابنا للخطيئة ونعمل املســـتحيل كـــي نقطفها بل الكثري من األحيان

نستنجد هبا أو نسعى إلجياد الوسطاء للحصول عليها.إذا التسامح والعفو مطلب إنساني إنساني يقرتن مع الطلب من اإلله ليساحمنا ويغفر لنا ويعفو عنا حني اللقاء الروحي فكيف به بني اإلنســـان واإلنســـان الذي يطلبه حني القيام مبمارســـة أخطائه ماديـــه أو معنوية أو خمالفة ال يوافـــق عليها اآلخر أو اجملموع ويشذ هبا عن القاعدة والعرف فيطلب املساحمة من أجل العودة أو االعرتاف مبا فعل وهنا ينشـــأ ويظهر التسامح كقضية ومعضلة فيها السهل املمتنع ختضع ملبادئ فلسفة اجلوهر اإلنساني واملقدرة وحتفيزها على االعرتاف والطلب فالتسامح واملساحمة جوهر إنساني رائع فيه حيضر حلم حتقيقه عند ارتكاب اخلطأ

وختيل كم املساحمة الذي نرجوه يف تلك اللحظة.

التسامح

Page 66: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

إن التسامح شأن عظيم إذا استطاع اإلنسان تقدميه يف حلظات املقـــدرة والقـــدرة علـــى فعله فهو ســـلوكية يف اإلنســـان حاولت الديانـــات تعزيزهـــا يف النفس البشـــرية وأكـــدت عليها النظم والقوانني االجتماعية املادية واعتربهتا ضرورة حياتيه من أجل اســـتمرار اإلنســـان وحياة اجملتمعات وأبرزت ميزاهتـــا وفوائدها ووضعت أيضا هلا الشـــروط والقواعد بكون آثار التسامح تنعكس إجيابا ضمن العالقات اإلنسانية وتطورها معززة األخالق والقيم احلية فتعزيز التســـامح الديين والتســـامح االجتماعي الفردي والعـــام حني وقوع اخلطأ الغري مقصـــود وعدم االنفعال واألخذ بـــردات الفعل مع القبول الثقايف لفهمه دون االلتزام باألخذ به يؤدي إىل اتساع دوائر املعرفة ويظهر أمهيته كمطلب اجتماعي إهلي يؤدي إىل االحرتام وزيادته بني األشخاص مبا ميتلكون من أفكار وآراء ويزيد يف اســـتقرار األفـــراد واجملتمعات ويتغلب على التعصب والتمييز كما أنه يرســـخ قيـــم التعايش واحلوار فتظهر صور العقالنية واالحتكام إىل العقل وحيدث التوافق االجتماعي ويتجلى االنفتاح من خالل احرتام احلرية اإلنسانية والتسامح مع هناهتـــا وخطاياها ومنتلك الشـــعور اإلنســـاني لذلك التعلم وامتالك الثقافة والنظـــر للغد والبحث يف األوليات اليت ميتلك العقـــل والقلب والصدر الكثري من مســـاحاهتا يؤدي إىل التهدئة مقابل الثوران ويولد احلوار العقالني فيظهر التســـامح على أنه

طريق للمسري إىل األمام والتطور ال عقبة توقف لإلنسان. وإذا خصك التســـامح وامتلكت أن تسامح فســـامح فهذا لك أما فيما خيص اآلخر فهو لآلخر وله أن يســـامح ولكن ينبغي علينا أن نســـاعد على املساحمة واجملتمع أيضا يسامح بعد أن يغفر له مـــا أخطأ به ويشـــجعه للعودة إىل احليـــاة الطبيعية أما احلياة الطبيعة واهلل ففي هذا الشـــأن تكون العربة وترتك ألمد التهم والقصاص حبسب التعدي لذلك لنا عالقتنا اإلنسانية وإمياننا بأن التســـامح خاصية إنســـانية جيب أن نتمتع هبـــا مجيعنا وأن نعمل عليها كي يزداد النجاح اجملتمعي ونتحول إىل اجلماعة ال

أن نبقى يف األنا.

األلــــــم

مبا أن اإلنســـان جمموع ذري حي أي أن كل ذرة حية يف جسده ظاهـــرا وباطنا تنبـــض وختلج وتنمو وترتعـــش فهي يف احلاالت الطبيعية سليمة وإذا اختلفت شروطها النظامية تصبح مريضة يضطرب نبضها وتستمر حرارهتا وتعطي إشارات إىل العقل اآلمر للجملـــة العصبية بأن هناك خلل ما قد حصل لتبدأ مشـــاعرك يف االنتباه إىل مكان النبض املتزايد الذي يشـــعرك رويدا رويدا

باألمل وتطوره.

التسامح

Page 67: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

إن التسامح شأن عظيم إذا استطاع اإلنسان تقدميه يف حلظات املقـــدرة والقـــدرة علـــى فعله فهو ســـلوكية يف اإلنســـان حاولت الديانـــات تعزيزهـــا يف النفس البشـــرية وأكـــدت عليها النظم والقوانني االجتماعية املادية واعتربهتا ضرورة حياتيه من أجل اســـتمرار اإلنســـان وحياة اجملتمعات وأبرزت ميزاهتـــا وفوائدها ووضعت أيضا هلا الشـــروط والقواعد بكون آثار التسامح تنعكس إجيابا ضمن العالقات اإلنسانية وتطورها معززة األخالق والقيم احلية فتعزيز التســـامح الديين والتســـامح االجتماعي الفردي والعـــام حني وقوع اخلطأ الغري مقصـــود وعدم االنفعال واألخذ بـــردات الفعل مع القبول الثقايف لفهمه دون االلتزام باألخذ به يؤدي إىل اتساع دوائر املعرفة ويظهر أمهيته كمطلب اجتماعي إهلي يؤدي إىل االحرتام وزيادته بني األشخاص مبا ميتلكون من أفكار وآراء ويزيد يف اســـتقرار األفـــراد واجملتمعات ويتغلب على التعصب والتمييز كما أنه يرســـخ قيـــم التعايش واحلوار فتظهر صور العقالنية واالحتكام إىل العقل وحيدث التوافق االجتماعي ويتجلى االنفتاح من خالل احرتام احلرية اإلنسانية والتسامح مع هناهتـــا وخطاياها ومنتلك الشـــعور اإلنســـاني لذلك التعلم وامتالك الثقافة والنظـــر للغد والبحث يف األوليات اليت ميتلك العقـــل والقلب والصدر الكثري من مســـاحاهتا يؤدي إىل التهدئة مقابل الثوران ويولد احلوار العقالني فيظهر التســـامح على أنه

طريق للمسري إىل األمام والتطور ال عقبة توقف لإلنسان. وإذا خصك التســـامح وامتلكت أن تسامح فســـامح فهذا لك أما فيما خيص اآلخر فهو لآلخر وله أن يســـامح ولكن ينبغي علينا أن نســـاعد على املساحمة واجملتمع أيضا يسامح بعد أن يغفر له مـــا أخطأ به ويشـــجعه للعودة إىل احليـــاة الطبيعية أما احلياة الطبيعة واهلل ففي هذا الشـــأن تكون العربة وترتك ألمد التهم والقصاص حبسب التعدي لذلك لنا عالقتنا اإلنسانية وإمياننا بأن التســـامح خاصية إنســـانية جيب أن نتمتع هبـــا مجيعنا وأن نعمل عليها كي يزداد النجاح اجملتمعي ونتحول إىل اجلماعة ال

أن نبقى يف األنا.

األلــــــم

مبا أن اإلنســـان جمموع ذري حي أي أن كل ذرة حية يف جسده ظاهـــرا وباطنا تنبـــض وختلج وتنمو وترتعـــش فهي يف احلاالت الطبيعية سليمة وإذا اختلفت شروطها النظامية تصبح مريضة يضطرب نبضها وتستمر حرارهتا وتعطي إشارات إىل العقل اآلمر للجملـــة العصبية بأن هناك خلل ما قد حصل لتبدأ مشـــاعرك يف االنتباه إىل مكان النبض املتزايد الذي يشـــعرك رويدا رويدا

باألمل وتطوره.

األمل

Page 68: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �8 -

األمل منبه فطري غري طبيعي يتحرك يف اجلسم ليدلك على وجود حالة غري ســـوية أو لينبهـــك إىل اخلطر الذي قد يتطور يف جســـمك إنه ظاهرة بشرية شديدة التعلق خبريطة اإلنسان اجلينية من الشـــكل إىل املضمـــون ال تكاد احلياة ختلو منه وإنه ليصيـــب كل كائن حي حتى أنه يقال أن األرض والســـماء تتأمل أحيانا عندمـــا يتم التعدي الغري منطقي على بناهم الطبيعية

والنبات واحليوان هلم آالمهم وإذا دققنا عرفنا طرق تأملهم.األمل قد يصيب الروح والنفس واجلسد والعقل وقد يكون عاطفيا ونفسيا وجسمانيا ويأتي إما من خطأ حركي أو فعل تصوري خاطئ أو نتاج ردة فعل عنيف فعندمـــا أحتدث عنه كظاهرة متداخلة جدا يف بنائها مع بنائه أقول أنه يشرتك جمموعة ظروف وعدة عوامل يف حضوره وإثارته ويبدأ باإلحساس ومير بعالقة القبول و الرفض أي االســـتجابة وعدمها وعلى كافة الصعد الداخلية أو اخلارجية اليت تشـــرتك وتشارك يف إجياده وعند وجوده يقول

الفرد اإلنسان آه من األمل ويستنجد.مـــن منا مل يتـــأمل ؟ من منا مل يعـــرف األمل ؟ إن األمل ال يراه إال حاملـــوه أو املتعايشـــني معـــه أو أولئك الطيبـــون الفطريون الذين يعيشـــون احلب ويرتبطون به املتعلقني باألرض واإلنسان والطبيعـــة بكل مكوناهتا أولئك املستشـــعرون لألخطار املتفكرون املثقفون الروحانيون بالغايات غايتهم فقط احلفاظ على احلياة

وأجناسها وأنواعها أولئك املتبصرون الناظرون إىل دموع الضعفاء وإىل عيون املرضى وإىل حشـــرجات أصـــوات الثكلى وإىل أولئك اجلائعـــون إىل الرضع الباحثون يف األثداء عن قطرة حليب إىل تلك العيون اهلائمة تبحث عن حقها يف الوجود حينما ال تعرف األمل أكتب عنه لتشـــعر فيه وإن مل تشعر به أحبث عن احلب أو احلـــم دعين أجربك كي ختوض جتربـــة األمل فإن مل تتأمل لن تنهض ولـــن ترتقي ولن تتطور ولن تفعل ولن تعمل كما أن دفعي لك يف هذا االجتاه ال لتمرض أو تتمارض إمنا من أجل أن حتس أنك موجود ومن أجل أن يهتم حميطك بك فتحس بقيمة أسرتك وجمتمعك وأصدقائك ووطنك وترى اخللل الذي قد ال تستطيع إصالحه فتتأمل أكثر وعندها تعرف أن عقلك عاجز أمام عاطفة

قلبك لتتلطف وتصبح أكثر إنسانية وأكثر فعال وتفاعال.إن غاييت ليســـت تعريف األمل فال أحد يســـتطيع تعريفه إال الواقع فيـــه أو املتداخل معه ولكن ضـــرورة إجياد حالة تناقض خيلـــق يف العقل احلـــرية والبحث عـــن طريقـــة التصدي هلذه الظاهرة الـــيت تتحول إىل حالة أكرب كثـــريا من حالة تعريفه وتدخلك عامل الوصول والتواصل يف احلياة اإلنســـانية وامتالك شـــعور أنك موجود فيها ليس مبفـــردك وإمنا ضمن مجع فيه ملع كثري يقودك لالنتباه له وإن إثارتي هلذه اجلدلية املثرية حتمل غايات االرتقاء باإلنســـانية اليت ينبغي علينا تطويرها بكوننا

األمل

Page 69: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �9 -

األمل منبه فطري غري طبيعي يتحرك يف اجلسم ليدلك على وجود حالة غري ســـوية أو لينبهـــك إىل اخلطر الذي قد يتطور يف جســـمك إنه ظاهرة بشرية شديدة التعلق خبريطة اإلنسان اجلينية من الشـــكل إىل املضمـــون ال تكاد احلياة ختلو منه وإنه ليصيـــب كل كائن حي حتى أنه يقال أن األرض والســـماء تتأمل أحيانا عندمـــا يتم التعدي الغري منطقي على بناهم الطبيعية

والنبات واحليوان هلم آالمهم وإذا دققنا عرفنا طرق تأملهم.األمل قد يصيب الروح والنفس واجلسد والعقل وقد يكون عاطفيا ونفسيا وجسمانيا ويأتي إما من خطأ حركي أو فعل تصوري خاطئ أو نتاج ردة فعل عنيف فعندمـــا أحتدث عنه كظاهرة متداخلة جدا يف بنائها مع بنائه أقول أنه يشرتك جمموعة ظروف وعدة عوامل يف حضوره وإثارته ويبدأ باإلحساس ومير بعالقة القبول و الرفض أي االســـتجابة وعدمها وعلى كافة الصعد الداخلية أو اخلارجية اليت تشـــرتك وتشارك يف إجياده وعند وجوده يقول

الفرد اإلنسان آه من األمل ويستنجد.مـــن منا مل يتـــأمل ؟ من منا مل يعـــرف األمل ؟ إن األمل ال يراه إال حاملـــوه أو املتعايشـــني معـــه أو أولئك الطيبـــون الفطريون الذين يعيشـــون احلب ويرتبطون به املتعلقني باألرض واإلنسان والطبيعـــة بكل مكوناهتا أولئك املستشـــعرون لألخطار املتفكرون املثقفون الروحانيون بالغايات غايتهم فقط احلفاظ على احلياة

وأجناسها وأنواعها أولئك املتبصرون الناظرون إىل دموع الضعفاء وإىل عيون املرضى وإىل حشـــرجات أصـــوات الثكلى وإىل أولئك اجلائعـــون إىل الرضع الباحثون يف األثداء عن قطرة حليب إىل تلك العيون اهلائمة تبحث عن حقها يف الوجود حينما ال تعرف األمل أكتب عنه لتشـــعر فيه وإن مل تشعر به أحبث عن احلب أو احلـــم دعين أجربك كي ختوض جتربـــة األمل فإن مل تتأمل لن تنهض ولـــن ترتقي ولن تتطور ولن تفعل ولن تعمل كما أن دفعي لك يف هذا االجتاه ال لتمرض أو تتمارض إمنا من أجل أن حتس أنك موجود ومن أجل أن يهتم حميطك بك فتحس بقيمة أسرتك وجمتمعك وأصدقائك ووطنك وترى اخللل الذي قد ال تستطيع إصالحه فتتأمل أكثر وعندها تعرف أن عقلك عاجز أمام عاطفة

قلبك لتتلطف وتصبح أكثر إنسانية وأكثر فعال وتفاعال.إن غاييت ليســـت تعريف األمل فال أحد يســـتطيع تعريفه إال الواقع فيـــه أو املتداخل معه ولكن ضـــرورة إجياد حالة تناقض خيلـــق يف العقل احلـــرية والبحث عـــن طريقـــة التصدي هلذه الظاهرة الـــيت تتحول إىل حالة أكرب كثـــريا من حالة تعريفه وتدخلك عامل الوصول والتواصل يف احلياة اإلنســـانية وامتالك شـــعور أنك موجود فيها ليس مبفـــردك وإمنا ضمن مجع فيه ملع كثري يقودك لالنتباه له وإن إثارتي هلذه اجلدلية املثرية حتمل غايات االرتقاء باإلنســـانية اليت ينبغي علينا تطويرها بكوننا

األمل

Page 70: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �0 -

جنس إنسان مسؤول عن جممل الظاهرة احلياتية اليت ينضوي حتت لوائها مسؤولية احلفاظ على احلياة الكونية الكاملة.

بالطبع أنا ال أكتب عن األمل اجلسدي الذي ال أمتنى أن يصيب أي أحد ومهما كان نوعه خارجي أو داخلي وإمنا أتكلم عن األمل الروحـــي واالجتماعي الـــذي يظهر يف كثري مـــن األحيان على أنـــه بديهي أو بديهيه حياتيه نراها ونعلق عليها ولكن الســـؤال هـــل نتفاعل معها وهل نعمـــل على رفعها عـــن اآلخر واآلخرين إنســـان حيوان نبات وهل متتلك اجلرأة للبـــوح باآلالم العامة أم أننـــا فقط نتحدث عن أالمنا الفرديـــة ذات األنا العالية ونطلب فيها املســـاعدة فقط إنك وإنكم وأني إن مل نشعر ونستشعر آالم اآلخرين لن نكون بشـــرا إنسان وسنبقى يف حرية الزمان واملكان والتوقـــف والتخلف طاملا أننا مل نبحث يف مداواهتا كما أن البقاء واإلبقاء يف احلرية ونظراهتا ينشئ االرتباك وحيول احلرية إىل بالهة وغبـــاء وختلف وتبعية كما أنه يـــؤدي إىل مخول الذهن

وتوقف نشاطه.ان البحـــث يف األمل واآلالم يوجـــد الـــدواء ويبعـــد الـــداء إن مل يشـــفيه ويعاجلـــه ويطـــور الذهنيـــة وحيدث احلـــب واأللق االجتماعي فما نراه اليوم هو نتاج فقدان اإلحســـاس باآلخرين والتحـــول إىل الفردية الـــيت تقتل صاحبهـــا يف النهاية فاألمل مســـتمر ويستمر عرب كل اشـــكاله وجيب أن يستمر معه البحث

عن عالجه وتســـكينه لنقاوم األمل ونســـاعد يف إيقافه ومن ثم عالجه وعلى كافة الصعد أينما وجد.

حـــاول دائما وأبدا أن تتحدث وتكتب عـــن أملك ليأتيك الكثري عـــن آالم اآلخرين انظر وأبصر وعندمـــا تتوقف عن رؤية وفعل

كل ذلك أنتبه فإنك انتهيت.

اإلنسانية

هي مســـة اختص هبا البشـــر ليتحول إىل إنســـان وميتاز عند امتالكهـــا عن باقي املوجـــودات واملخلوقات مجـــاد حيوان نبات بشر، واالنتقال من الشكل املشاعي الفوضوي إىل املدني مل يكن ليحصل لوال التطور البشـــري الذي أدى إىل حتويله من هيامي ال ميتلـــك الصفات إىل عقلـــي حبثي يف شـــكله وعمقه وتطوره بامتالكـــه للعقل والذي أوجد له مســـاحات كبرية للتجوال فيه فوجـــد إنســـانيته اليت اختص هبـــا حتى عن البشـــر فليس كل البشر إنسان، واإلنسان هو ذاك املتعاكس مع البشر واملقاوم لكل آليات االنفالت واملؤطر جلملة أســـباب وجوده وتفاعله مع اآلخر اإلنسان باالحرتام وتقديم العون بكل أشكاله ما استطاع من هنا

نقول أنه إنساني ميتلك اإلنسانية.واإلنســـانية تتكون مـــن جمموعة نظم أخالقيـــة موجودة يف

األمل

Page 71: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

جنس إنسان مسؤول عن جممل الظاهرة احلياتية اليت ينضوي حتت لوائها مسؤولية احلفاظ على احلياة الكونية الكاملة.

بالطبع أنا ال أكتب عن األمل اجلسدي الذي ال أمتنى أن يصيب أي أحد ومهما كان نوعه خارجي أو داخلي وإمنا أتكلم عن األمل الروحـــي واالجتماعي الـــذي يظهر يف كثري مـــن األحيان على أنـــه بديهي أو بديهيه حياتيه نراها ونعلق عليها ولكن الســـؤال هـــل نتفاعل معها وهل نعمـــل على رفعها عـــن اآلخر واآلخرين إنســـان حيوان نبات وهل متتلك اجلرأة للبـــوح باآلالم العامة أم أننـــا فقط نتحدث عن أالمنا الفرديـــة ذات األنا العالية ونطلب فيها املســـاعدة فقط إنك وإنكم وأني إن مل نشعر ونستشعر آالم اآلخرين لن نكون بشـــرا إنسان وسنبقى يف حرية الزمان واملكان والتوقـــف والتخلف طاملا أننا مل نبحث يف مداواهتا كما أن البقاء واإلبقاء يف احلرية ونظراهتا ينشئ االرتباك وحيول احلرية إىل بالهة وغبـــاء وختلف وتبعية كما أنه يـــؤدي إىل مخول الذهن

وتوقف نشاطه.ان البحـــث يف األمل واآلالم يوجـــد الـــدواء ويبعـــد الـــداء إن مل يشـــفيه ويعاجلـــه ويطـــور الذهنيـــة وحيدث احلـــب واأللق االجتماعي فما نراه اليوم هو نتاج فقدان اإلحســـاس باآلخرين والتحـــول إىل الفردية الـــيت تقتل صاحبهـــا يف النهاية فاألمل مســـتمر ويستمر عرب كل اشـــكاله وجيب أن يستمر معه البحث

عن عالجه وتســـكينه لنقاوم األمل ونســـاعد يف إيقافه ومن ثم عالجه وعلى كافة الصعد أينما وجد.

حـــاول دائما وأبدا أن تتحدث وتكتب عـــن أملك ليأتيك الكثري عـــن آالم اآلخرين انظر وأبصر وعندمـــا تتوقف عن رؤية وفعل

كل ذلك أنتبه فإنك انتهيت.

اإلنسانية

هي مســـة اختص هبا البشـــر ليتحول إىل إنســـان وميتاز عند امتالكهـــا عن باقي املوجـــودات واملخلوقات مجـــاد حيوان نبات بشر، واالنتقال من الشكل املشاعي الفوضوي إىل املدني مل يكن ليحصل لوال التطور البشـــري الذي أدى إىل حتويله من هيامي ال ميتلـــك الصفات إىل عقلـــي حبثي يف شـــكله وعمقه وتطوره بامتالكـــه للعقل والذي أوجد له مســـاحات كبرية للتجوال فيه فوجـــد إنســـانيته اليت اختص هبـــا حتى عن البشـــر فليس كل البشر إنسان، واإلنسان هو ذاك املتعاكس مع البشر واملقاوم لكل آليات االنفالت واملؤطر جلملة أســـباب وجوده وتفاعله مع اآلخر اإلنسان باالحرتام وتقديم العون بكل أشكاله ما استطاع من هنا

نقول أنه إنساني ميتلك اإلنسانية.واإلنســـانية تتكون مـــن جمموعة نظم أخالقيـــة موجودة يف

اإلنسانية

Page 72: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

العقل البشـــري تعمل على صيانته وصونـــه وجتهد إلبعاده عن منظور الشـــر الذي يعمل حثيثا على اخرتاقها جبذبه لقنوات التسلط والعنف وإجياد الرعب الذي يرعبه فيعمل عليه دائما ومبا إن اإلنسان اختصاص يف األشياء والبشر كل األشياء فالعلوم اإلنســـانية هي قاعدة وأســـاس أي تطور، وأي مجلة بشـــرية ال متتلك اإلنســـانية وعلومها ال ميكن هلا أن تتطور وتبقى يف دوائر

البحث.إن امتالك الال عنف والال خطيئة وبشكل خاص أمام األخر أو حبقه والتدرب على الصدق واألمانة والتعفف املنطقي وأداء كل ذلك يبعد الشـــكل البشري ويظهر اإلنســـان الذي يتحدث عنه

اآلخر البشري يف الال شعور بأنه إنساني.فاالختالف واخلالف نزعة بشرية بينما اإلنسانية وحده كاملة ال تتجزأ وقيمها األساسية قيم ثابتة متماثلة وإذا كان ال بد من االختالف يف األشـــياء فإن حدوثه يتم علـــى مبدأ قبول اآلخر

عند امتالكه إنسانية التسامح والعدالة.إهنا اإلحســـاس احلقيقي يف املوجود املتالصق واحمليط القريب والبعيد هذا اإلحســـاس الذي يبحث يف ضرورة التأني من خالل التبحر يف الشيء والصرب عليه وعدم العجله كي حيدث االرتقاء واالنتقال من شـــكل الرعاع إىل شكل اإلنسان املؤمن بالعفو عند املقدرة والثبـــات عن الشـــدائد وتطبيق العدالـــة االجتماعية

والنظر من الوسط إىل األشياء بكون الوسط موجود بني العنني واألذنني أي إهنا لســـان املتحدث وعقل الفاعـــل فإذا كان حاملها كذلك ملك طهارة الروح اليت تشكل األساس لإلنسان قبل طهارة اجلسد وتولد الثقة بالنفس والرضى ضمن املوجود إىل أن يسمح

الوجود.تظهـــر اإلنســـانية عند تصاحل اإلنســـان مع ذاتـــه أي حبدوث التوحد بـــني املظهر واجلوهـــر لتحوله إىل شـــفاف فتحدث له اهلالة اليت جتعل من اآلخر الناظر إليه بأنه موجود فعال مالك جبملة األخـــالق احلاملة لصورة العقالنية املتجســـدة يف صورة الصحة املتألقة يف العقل الواعي الذي يلتقي مع الطبيعة النقية الصافية يتبادل معها صورة التهذيب ليتجلى رمسا مدنيا يصنع

املدنية املصبوغة بصبغته اإلنسانية.إهنا فعل احلياة اجلميل الذي ال يتعدى على بعضه كما الشجرة تســـمح لشجرة أخرى أن تنمو وتظهر جبانبها وكما الطري يطري رفوفا كي ال يضيع وكما السمك يسبح أسرابا كما اجلبال تنهض وتشـــمخ وكما اهلضاب تتواضـــع أمامها كما الوديـــان جتمع املاء القـــادم من األعايل وتســـمح هلا أن تنجز اجلـــداول واألهنار كما السهول تنبت احلبوب عطاء الستمرار احلياة هي كذلك حتافظ على جنسنا البشري بالرغم من عشوائيته وعبثيته فلوالها ملا كنـــا واالبتعاد عنها يعين دخولنا يف عوامل اجملهول الذي ينجب

اإلنسانية

Page 73: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

العقل البشـــري تعمل على صيانته وصونـــه وجتهد إلبعاده عن منظور الشـــر الذي يعمل حثيثا على اخرتاقها جبذبه لقنوات التسلط والعنف وإجياد الرعب الذي يرعبه فيعمل عليه دائما ومبا إن اإلنسان اختصاص يف األشياء والبشر كل األشياء فالعلوم اإلنســـانية هي قاعدة وأســـاس أي تطور، وأي مجلة بشـــرية ال متتلك اإلنســـانية وعلومها ال ميكن هلا أن تتطور وتبقى يف دوائر

البحث.إن امتالك الال عنف والال خطيئة وبشكل خاص أمام األخر أو حبقه والتدرب على الصدق واألمانة والتعفف املنطقي وأداء كل ذلك يبعد الشـــكل البشري ويظهر اإلنســـان الذي يتحدث عنه

اآلخر البشري يف الال شعور بأنه إنساني.فاالختالف واخلالف نزعة بشرية بينما اإلنسانية وحده كاملة ال تتجزأ وقيمها األساسية قيم ثابتة متماثلة وإذا كان ال بد من االختالف يف األشـــياء فإن حدوثه يتم علـــى مبدأ قبول اآلخر

عند امتالكه إنسانية التسامح والعدالة.إهنا اإلحســـاس احلقيقي يف املوجود املتالصق واحمليط القريب والبعيد هذا اإلحســـاس الذي يبحث يف ضرورة التأني من خالل التبحر يف الشيء والصرب عليه وعدم العجله كي حيدث االرتقاء واالنتقال من شـــكل الرعاع إىل شكل اإلنسان املؤمن بالعفو عند املقدرة والثبـــات عن الشـــدائد وتطبيق العدالـــة االجتماعية

والنظر من الوسط إىل األشياء بكون الوسط موجود بني العنني واألذنني أي إهنا لســـان املتحدث وعقل الفاعـــل فإذا كان حاملها كذلك ملك طهارة الروح اليت تشكل األساس لإلنسان قبل طهارة اجلسد وتولد الثقة بالنفس والرضى ضمن املوجود إىل أن يسمح

الوجود.تظهـــر اإلنســـانية عند تصاحل اإلنســـان مع ذاتـــه أي حبدوث التوحد بـــني املظهر واجلوهـــر لتحوله إىل شـــفاف فتحدث له اهلالة اليت جتعل من اآلخر الناظر إليه بأنه موجود فعال مالك جبملة األخـــالق احلاملة لصورة العقالنية املتجســـدة يف صورة الصحة املتألقة يف العقل الواعي الذي يلتقي مع الطبيعة النقية الصافية يتبادل معها صورة التهذيب ليتجلى رمسا مدنيا يصنع

املدنية املصبوغة بصبغته اإلنسانية.إهنا فعل احلياة اجلميل الذي ال يتعدى على بعضه كما الشجرة تســـمح لشجرة أخرى أن تنمو وتظهر جبانبها وكما الطري يطري رفوفا كي ال يضيع وكما السمك يسبح أسرابا كما اجلبال تنهض وتشـــمخ وكما اهلضاب تتواضـــع أمامها كما الوديـــان جتمع املاء القـــادم من األعايل وتســـمح هلا أن تنجز اجلـــداول واألهنار كما السهول تنبت احلبوب عطاء الستمرار احلياة هي كذلك حتافظ على جنسنا البشري بالرغم من عشوائيته وعبثيته فلوالها ملا كنـــا واالبتعاد عنها يعين دخولنا يف عوامل اجملهول الذي ينجب

اإلنسانية

Page 74: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �4 -

اخلوف واجلنب والقتل العبثي.اإلنســـانية ال تعـــرف اجلنب وال اخلنوع بكوهنـــا متتلك حقيقة الشـــيء تتوحد معه فتظهر ســـببية وجوده كإنســـان يف صورته اإلنسانية املطلوبة منه واليت ال تفعل اخلطأ وتؤمن مببدأ العمل الصحيح الساعي لكمال الوجود باإلضافة إليه لألسباب املوجود هي اإلنسانية كذلك ال انسنه وال بشر فعل وجود وتصاحل وحمبة

للموجود والتفاعل مع احمليط املرئي والال مرئي.

التاريخ

مـــع انتهاء كل يـــوم ويف اللحظات األخرية مـــن انتهائه تصبح أحداثـــه تارخيا لنســـتقبل مع إشـــراقة الصباح يومـــا جديدا يصبح فيه أمسه يف ســـجل ماضي إىل الوراء يتقادم يتعتق منه اجليد اجلميل ويعزز ســـطوره فيكون لدينـــا تاريخ جيد وتاريخ رديء نســـتعيده نســـتفيد منه نســـتند إليه كجبل يعصمنا من العواصف إن أردنا أن نتعلم ونوسع دائرة معرفتنا فال نستطيع أن ننطلق إىل األمام بدونه وهو املاضي القريب واملتوســـط والبعيد نتذاكـــره يف حاضرنا كي ننطلق إىل املســـتقبل وهـــو لغة املاضي حمفوظـــة يف األوابد أو خمزنه يف الذاكرة اإلنســـانية تتوارثها األجيال باالنتقال وتســـلمها لبعضها واملاضي زمـــان وما حواه أو

مـــا مر به خيربنا يف حاضرنا عن ما مضى منه بكونه زمان كبري فيه املاضي واحلاضر واملســـتقبل واملاضـــي مضى ألقول إنه جزء مـــن الزمن الكبري مظلم كلما احتجـــت إليه أضأته لرتى فيه ما

يفيدك ويفيد جمتمعك واإلنسانية.ان التاريـــخ مهـــم وخطري ينصـــف وال يرحم واعتقـــد أن فيه احلقيقة ومن املمكن أن نطلق عليه احلقيقة بكونه يظهرها ولو بعد حني وأنا أشـــبهه بالبحر حيفظ األشـــياء بكونه ماحل حلني حاجتها فهو تســـجيل ما ميضي من الوقت بكل تداعياته وألقه والـــذي هو أداة من أدوات الزمـــن بكونه حلظي وأحداثه حلظي فاللحظـــة هي الوقـــت لذلك أتوجه ألقول إن تســـجيل احلدث الوقيت وتدوينه يوميا ليكون سجال حيمل للغد ما جرى وجيرى وحدث فيه الكثري من العرب بكونه التاريخ يعيد نفسه وأحداثه تتكرر لنقول أن هذا حدث يف املاضي وشـــابه متاما له لقد انتشر املدونون اليوميني يف ما مضـــى بني الناس ويف كل املدن والبلدان كثريا ما يسجلون ويدونون كل ما جيري حلظة بلحظة جيلسون يف األســـواق واحلواري يتابعون التجمعات والبيع والشـــراء وما جيري من حوارات بني الناس حتى أهنم كادوا يسجلون اهلمسات لذلك جند استمرار األمثال واحلكم والقصص واآلثار وعظمتها اليت ختربنا عن إجنازات أولئـــك الناس املوغلني يف القدم، نعم بدأ التاريخ من ذلك الزمن السحيق ومع نشأة آدم وحواء وأبنائهم

التاريخ

Page 75: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

اخلوف واجلنب والقتل العبثي.اإلنســـانية ال تعـــرف اجلنب وال اخلنوع بكوهنـــا متتلك حقيقة الشـــيء تتوحد معه فتظهر ســـببية وجوده كإنســـان يف صورته اإلنسانية املطلوبة منه واليت ال تفعل اخلطأ وتؤمن مببدأ العمل الصحيح الساعي لكمال الوجود باإلضافة إليه لألسباب املوجود هي اإلنسانية كذلك ال انسنه وال بشر فعل وجود وتصاحل وحمبة

للموجود والتفاعل مع احمليط املرئي والال مرئي.

التاريخ

مـــع انتهاء كل يـــوم ويف اللحظات األخرية مـــن انتهائه تصبح أحداثـــه تارخيا لنســـتقبل مع إشـــراقة الصباح يومـــا جديدا يصبح فيه أمسه يف ســـجل ماضي إىل الوراء يتقادم يتعتق منه اجليد اجلميل ويعزز ســـطوره فيكون لدينـــا تاريخ جيد وتاريخ رديء نســـتعيده نســـتفيد منه نســـتند إليه كجبل يعصمنا من العواصف إن أردنا أن نتعلم ونوسع دائرة معرفتنا فال نستطيع أن ننطلق إىل األمام بدونه وهو املاضي القريب واملتوســـط والبعيد نتذاكـــره يف حاضرنا كي ننطلق إىل املســـتقبل وهـــو لغة املاضي حمفوظـــة يف األوابد أو خمزنه يف الذاكرة اإلنســـانية تتوارثها األجيال باالنتقال وتســـلمها لبعضها واملاضي زمـــان وما حواه أو

مـــا مر به خيربنا يف حاضرنا عن ما مضى منه بكونه زمان كبري فيه املاضي واحلاضر واملســـتقبل واملاضـــي مضى ألقول إنه جزء مـــن الزمن الكبري مظلم كلما احتجـــت إليه أضأته لرتى فيه ما

يفيدك ويفيد جمتمعك واإلنسانية.ان التاريـــخ مهـــم وخطري ينصـــف وال يرحم واعتقـــد أن فيه احلقيقة ومن املمكن أن نطلق عليه احلقيقة بكونه يظهرها ولو بعد حني وأنا أشـــبهه بالبحر حيفظ األشـــياء بكونه ماحل حلني حاجتها فهو تســـجيل ما ميضي من الوقت بكل تداعياته وألقه والـــذي هو أداة من أدوات الزمـــن بكونه حلظي وأحداثه حلظي فاللحظـــة هي الوقـــت لذلك أتوجه ألقول إن تســـجيل احلدث الوقيت وتدوينه يوميا ليكون سجال حيمل للغد ما جرى وجيرى وحدث فيه الكثري من العرب بكونه التاريخ يعيد نفسه وأحداثه تتكرر لنقول أن هذا حدث يف املاضي وشـــابه متاما له لقد انتشر املدونون اليوميني يف ما مضـــى بني الناس ويف كل املدن والبلدان كثريا ما يسجلون ويدونون كل ما جيري حلظة بلحظة جيلسون يف األســـواق واحلواري يتابعون التجمعات والبيع والشـــراء وما جيري من حوارات بني الناس حتى أهنم كادوا يسجلون اهلمسات لذلك جند استمرار األمثال واحلكم والقصص واآلثار وعظمتها اليت ختربنا عن إجنازات أولئـــك الناس املوغلني يف القدم، نعم بدأ التاريخ من ذلك الزمن السحيق ومع نشأة آدم وحواء وأبنائهم

التاريخ

Page 76: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

وحادثـــة االنفجار العظيم ضمن اإلرادة اإلهلية اجملزه يف الكتب املقدســـة والبحـــث العلمي وتراكماته واســـتمراره وحتى اآلن يف البحث عـــن احلقيقة عرب البقايا املوجودة يف اجلغرافية املهمة واحلافظة لذلك التاريخ البعيد واليت تقدم لنا يف كل يوم آفاقا جديـــدة يف اإلخبار عن كشـــف جديد يدعونـــا للتعمق أكثر يف هـــذا التاريخ الذي نعيشـــه فنندفع أكثر لنوغـــل أكثر يف القدم

ولنكتشف املزيد من تاريخ وجودنا وأسبابه.وعندمـــا نتحـــدث عن التاريـــخ علينا أن نعلم أنـــه ليس فقط خيربنا عن النشـــأة واالســـتمرار والتصور الذي مر به اإلنســـان واحمليـــط فقط بل تاريـــخ العالقـــات اإلنســـانية الثقافية منها واالقتصاديـــة وكيف كان هلم القصور عن املســـتقبل وهل ملكوا اخليـــال ليتخيلونا مبا حنن عليه اآلن وهـــل كانوا حيملون كما حنلم وهل امتلكوا السياســـة ولعســـكره وأدوات القتل والتدمري وهل كان لديهم تاريخ لألفكار املستقبلية أودعوها كي نصل إليها وحنققهـــا كما ينبغـــي علينا أن نفعل فنـــرتك لألجيال القادمة

أفكارا ونكون هلم تارخيهم إن التدويـــن اللحظـــي اليومي وضرورة وصف مـــا جيري بدقه وأمانه بأن يسجل زمن احلدث بالســـاعة واليوم والشهر والسنة والصـــدق يف تدوين احلادثة أو األمر أو اخلـــرب يعطي لألجيال

القادمة كثريا من الدقة يف تطوير احلياة واحلفاظ عليها.

كلنا ســـنصبح يف ذمة التاريخ وســـنمضي مغادرين ليكتب على شواهدنا أننا كنا يف هذه احلياة وحني يقرأ الباحث على الشاهدة امسنا إما ميضي للبحث عن ما تركنا له ليبحث وإما يقول أليهم فلم يفعل هلذه احلياة شـــيئا ولنعلم أن التاريخ حياة فكلما كانت مســـافة احلياة اليت نعيشـــها ومنضيها فيها فاعله ومؤثره بكون لنا وجود مســـتقبلي يعطيها احلياة الالماديـــة من خالل قراءة

السرية ملسرية حياتنا واليت تدخلنا إىل التاريخ وتدوننا فيه.إن التاريـــخ احلقيقي يف األيام اليت متضي من حياتنا املعاشـــة لنجتهد ونعمل بصدق وإخالص هلا كي ندخل التاريخ من أوســـع أبوابه ويســـجلنا فيه فهو حقيقة احلقائق ينصف من يعمل هلا بصدق ومن فجوهتا يكشفه ويرفع الغطاء عنه معريا إياه ومهما طـــال زمـــن إخفاءه ال بـــد أن يظهر احلقيقة فهـــو احلقيقة وال

غريها.

احلقيقـــــــة

كلما اقرتبت منها أخافتك بكوهنا تسري عارية متجردة عن كل شيء فرتاها كما هي وبرغم من حاجتك إليها واجملموع البشري ينادي بالوصول إليها ويسعى جاهدا حبركة وفعل دؤوبني ورائها واللحاق هبا بغاية امتالكهـــا على الرغم من وجودها أمام عينية

التاريخ

Page 77: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �� -

وحادثـــة االنفجار العظيم ضمن اإلرادة اإلهلية اجملزه يف الكتب املقدســـة والبحـــث العلمي وتراكماته واســـتمراره وحتى اآلن يف البحث عـــن احلقيقة عرب البقايا املوجودة يف اجلغرافية املهمة واحلافظة لذلك التاريخ البعيد واليت تقدم لنا يف كل يوم آفاقا جديـــدة يف اإلخبار عن كشـــف جديد يدعونـــا للتعمق أكثر يف هـــذا التاريخ الذي نعيشـــه فنندفع أكثر لنوغـــل أكثر يف القدم

ولنكتشف املزيد من تاريخ وجودنا وأسبابه.وعندمـــا نتحـــدث عن التاريـــخ علينا أن نعلم أنـــه ليس فقط خيربنا عن النشـــأة واالســـتمرار والتصور الذي مر به اإلنســـان واحمليـــط فقط بل تاريـــخ العالقـــات اإلنســـانية الثقافية منها واالقتصاديـــة وكيف كان هلم القصور عن املســـتقبل وهل ملكوا اخليـــال ليتخيلونا مبا حنن عليه اآلن وهـــل كانوا حيملون كما حنلم وهل امتلكوا السياســـة ولعســـكره وأدوات القتل والتدمري وهل كان لديهم تاريخ لألفكار املستقبلية أودعوها كي نصل إليها وحنققهـــا كما ينبغـــي علينا أن نفعل فنـــرتك لألجيال القادمة

أفكارا ونكون هلم تارخيهم إن التدويـــن اللحظـــي اليومي وضرورة وصف مـــا جيري بدقه وأمانه بأن يسجل زمن احلدث بالســـاعة واليوم والشهر والسنة والصـــدق يف تدوين احلادثة أو األمر أو اخلـــرب يعطي لألجيال

القادمة كثريا من الدقة يف تطوير احلياة واحلفاظ عليها.

كلنا ســـنصبح يف ذمة التاريخ وســـنمضي مغادرين ليكتب على شواهدنا أننا كنا يف هذه احلياة وحني يقرأ الباحث على الشاهدة امسنا إما ميضي للبحث عن ما تركنا له ليبحث وإما يقول أليهم فلم يفعل هلذه احلياة شـــيئا ولنعلم أن التاريخ حياة فكلما كانت مســـافة احلياة اليت نعيشـــها ومنضيها فيها فاعله ومؤثره بكون لنا وجود مســـتقبلي يعطيها احلياة الالماديـــة من خالل قراءة

السرية ملسرية حياتنا واليت تدخلنا إىل التاريخ وتدوننا فيه.إن التاريـــخ احلقيقي يف األيام اليت متضي من حياتنا املعاشـــة لنجتهد ونعمل بصدق وإخالص هلا كي ندخل التاريخ من أوســـع أبوابه ويســـجلنا فيه فهو حقيقة احلقائق ينصف من يعمل هلا بصدق ومن فجوهتا يكشفه ويرفع الغطاء عنه معريا إياه ومهما طـــال زمـــن إخفاءه ال بـــد أن يظهر احلقيقة فهـــو احلقيقة وال

غريها.

احلقيقـــــــة

كلما اقرتبت منها أخافتك بكوهنا تسري عارية متجردة عن كل شيء فرتاها كما هي وبرغم من حاجتك إليها واجملموع البشري ينادي بالوصول إليها ويسعى جاهدا حبركة وفعل دؤوبني ورائها واللحاق هبا بغاية امتالكهـــا على الرغم من وجودها أمام عينية

احلقيقة

Page 78: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �8 -

ال يفصلها عنه ســـوى شيء كزجاج رقيق وشفاف لكنه ال يطاهلا ويف حلظات االقرتاب منها وحماولة مســـكها ختيفه فيبعد عنها

ليبدأ رحلة البحث من جديد.فمن وصل إليها برأيكم وملكها ؟ هل الرســـل واألنبياء واألولياء والعلمـــاء والعارفني والواصلني واالتقياء والشـــرفاء هم أصحاهبا وهل هـــم وصلوا إليها أم أهنم وصلوا للحـــق من خالهلا وجتاوزها وهل هي نسبة تتناسب مع الفعل ورده أم كلية نرى منها ما نريد

أن نرى وندع الباقي للحظات احتياجها.وإذا امتلكنا قبضة منها تعادل نسبة من الكون الكلي أي مبعنى جزء يتحقـــق بعد االجتهـــاد والبحث والتعمـــق والتأمل يعادل جزئيتنا الكونية فنعتقد أننا كملنا وحنن ندري أو ال ندري بكامل حميطنا فإذا نظرت أين أنت على هذه الكرة جتد أنك ال تستطيع االحاطة هبا وكذلك هـــي احلقيقة وجيب أن نعلم وتعلم معي أن احلقيقة كلية هي غري حقيقة الشـــيء ومها خيضعان ملشـــيئة احلق فحقيقة أن الشمس تشرق يف كل صباح هي حقيقة الشيء الـــذي تنتظره متحققا ضمن الزمن املرســـوم له كما هي حقيقة القمر ظهوره ضمن نظرية الليل وحتوله يف أشكال واالكتمال يف منتصف شـــهره وعودته إىل بدأه كما حقيقـــة الثنائيات وظهور النتائج من خالهلا كنظريـــة احتاد الذكر واألنثى تكون حقيقة اإلجناب ومجع الواحد إىل الواحد رياضيا النتيجة تكون اثنان

وهي حقيقة اجلمع وهكذا أما احلقيقة فهي جوهره وماهيته ومن ما ترتكب مكوناهتا أي جوهر حقيقة الشـــيء )املادة وانتظامها (

تكون احلقيقة.اآلن هو السؤال الذي ينبغي على كل إنسان ان يسأله هل أريد فهم حقيقة ما أم اريـــد احلقيقة هذا أوال وثانيا هل هي مفهوم كلـــي أم جزئي أم مرجع أعود إليـــه كلما اقتضته احلاجة فأفهم منـــه ما اريد وما جيـــب علي فهمه من أجـــل التفاعل مع احلياة وروحهـــا ومعرفة ان احلقيقة ثابتـــه أم متحوله وماهي عالقتها بالثابت املادي واملتحول الروحي وأيضا النسيب والكلي والتداخل بني الصورة والذات أي الشـــكل واملضمون وأين هي تســـكن وكيف ينظـــر إليها واحلاجة املرادة منها وهـــل هي كمية كبرية نغرتف منها أم أهنا راسخة باقية شاهدة كالشوامخ اجلبال ومياه البحار اليت ال تنضب أم هي موجية متحركة جتوب احلياة مع الرياح.

إن اإلجابـــات كثرية ومنتشـــرة حبكم الوجود اإلنســـاني وهي تغين كثريا هنمنا وشغفنا ملعرفة كل شيء عنها أو لون من ألواهنا أو طيـــف من أطيافهـــا ورمبا هي الذات يف الفكـــر كما النفس يف اجلســـد ورمبا تكون االميان بالشـــيء املصـــدق يف العقل املدرك للشـــيء من خالل صورة املتجسده يف الوجود فتصنع معه وحدة

الوجود يف البعد النهائي بكوننا متعددي األبعاد.وان األخذ بالعقل على أنه مبدع ومنجز يف آن جلملة احلقيقة

احلقيقة

Page 79: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �9 -

ال يفصلها عنه ســـوى شيء كزجاج رقيق وشفاف لكنه ال يطاهلا ويف حلظات االقرتاب منها وحماولة مســـكها ختيفه فيبعد عنها

ليبدأ رحلة البحث من جديد.فمن وصل إليها برأيكم وملكها ؟ هل الرســـل واألنبياء واألولياء والعلمـــاء والعارفني والواصلني واالتقياء والشـــرفاء هم أصحاهبا وهل هـــم وصلوا إليها أم أهنم وصلوا للحـــق من خالهلا وجتاوزها وهل هي نسبة تتناسب مع الفعل ورده أم كلية نرى منها ما نريد

أن نرى وندع الباقي للحظات احتياجها.وإذا امتلكنا قبضة منها تعادل نسبة من الكون الكلي أي مبعنى جزء يتحقـــق بعد االجتهـــاد والبحث والتعمـــق والتأمل يعادل جزئيتنا الكونية فنعتقد أننا كملنا وحنن ندري أو ال ندري بكامل حميطنا فإذا نظرت أين أنت على هذه الكرة جتد أنك ال تستطيع االحاطة هبا وكذلك هـــي احلقيقة وجيب أن نعلم وتعلم معي أن احلقيقة كلية هي غري حقيقة الشـــيء ومها خيضعان ملشـــيئة احلق فحقيقة أن الشمس تشرق يف كل صباح هي حقيقة الشيء الـــذي تنتظره متحققا ضمن الزمن املرســـوم له كما هي حقيقة القمر ظهوره ضمن نظرية الليل وحتوله يف أشكال واالكتمال يف منتصف شـــهره وعودته إىل بدأه كما حقيقـــة الثنائيات وظهور النتائج من خالهلا كنظريـــة احتاد الذكر واألنثى تكون حقيقة اإلجناب ومجع الواحد إىل الواحد رياضيا النتيجة تكون اثنان

وهي حقيقة اجلمع وهكذا أما احلقيقة فهي جوهره وماهيته ومن ما ترتكب مكوناهتا أي جوهر حقيقة الشـــيء )املادة وانتظامها (

تكون احلقيقة.اآلن هو السؤال الذي ينبغي على كل إنسان ان يسأله هل أريد فهم حقيقة ما أم اريـــد احلقيقة هذا أوال وثانيا هل هي مفهوم كلـــي أم جزئي أم مرجع أعود إليـــه كلما اقتضته احلاجة فأفهم منـــه ما اريد وما جيـــب علي فهمه من أجـــل التفاعل مع احلياة وروحهـــا ومعرفة ان احلقيقة ثابتـــه أم متحوله وماهي عالقتها بالثابت املادي واملتحول الروحي وأيضا النسيب والكلي والتداخل بني الصورة والذات أي الشـــكل واملضمون وأين هي تســـكن وكيف ينظـــر إليها واحلاجة املرادة منها وهـــل هي كمية كبرية نغرتف منها أم أهنا راسخة باقية شاهدة كالشوامخ اجلبال ومياه البحار اليت ال تنضب أم هي موجية متحركة جتوب احلياة مع الرياح.

إن اإلجابـــات كثرية ومنتشـــرة حبكم الوجود اإلنســـاني وهي تغين كثريا هنمنا وشغفنا ملعرفة كل شيء عنها أو لون من ألواهنا أو طيـــف من أطيافهـــا ورمبا هي الذات يف الفكـــر كما النفس يف اجلســـد ورمبا تكون االميان بالشـــيء املصـــدق يف العقل املدرك للشـــيء من خالل صورة املتجسده يف الوجود فتصنع معه وحدة

الوجود يف البعد النهائي بكوننا متعددي األبعاد.وان األخذ بالعقل على أنه مبدع ومنجز يف آن جلملة احلقيقة

احلقيقة

Page 80: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 80 -

املســـتمدة من حقيقة الشـــيء وحتولـــه إىل مصـــدر يطاهلا يف فضائهـــا يعود إليها يتفاعل معها بعمق معمق نظرية الوجود من املوجـــود وحقيقة احلقيقة فيها ومبـــا اهنا جزء من الكامل احلق يف احمليط املطلق انقســـمت إىل قســـمني حقيقة الشيء ظاهره واحلقيقة جوهره تلبس ثـــوب احلق فتعيده إىل مصدره ونطلق

عليه حقيقة احلقائق.إن االقتنـــاع ال االعتقـــاد بأن العقل الذي تطـــور كثريا وملك الفكـــر والفكرة، وحتول مـــن هيامي إىل عاقل وفهـــم الذات وما تعنيه وحوهلا إىل ذات عاقلة تتفاعل فيه فأخذت صفة املعاونة بعد أن ارتاحت من الشغب املعاش ضمن اجلسد أي االضطرابات يف عملية جتميع املعلومات لتصل إىل الفكر وتستقر فيه فتكون بذلـــك قد حتولت إىل حقيقة من خـــالل وجودها ليعمل الفكر من جديد على إجياد احلقيقة وهذا هو الفرق واالختالف الذي

ننوه عنه أثناء حبثنا عن احلقيقة.وجيب أن نؤمن بـــأن العقل هو صانع احلقيقة من خالل خياله الواسع الذي وسع الكون فيه وإبداعه للقوانني احلافظة له على شـــكل إحقاق احلـــق والغاية يف ذلك الوصـــول للحقيقة وهذا ال يصل إليه اإلنسان إال بعد إدراكه حلقيقته ونعين بذلك الوصول من خالله إىل أي حقيقة فمثال وجوده وأســـباب وجوده وغاياته ليبدأ صناعة احلقيقة ضمن مظلة احلق احمليطة واحلافظة هلذا

الوجـــود الذي ال يدرك إال من خالل املوجود احلقيقي واالميان حبقيقة الفكـــرة هو الذي حيوهلـــا إىل احلقيقـــة املتداولة أي احملققـــة إضافة على املوجود فيزدهر الوجود حبقيقته الفاعلة واليت هي اإلنســـان فتكرب احلقيقة ويعود لينظر يف أمرها عله

يفهم ماذا حتتاج وكيفية الوصول إليها.ســـؤال آخر بعد كل الذي اســـتعرضناه هل وصل العقل ملرحلة فهم احلقيقة وإدراكها بعد االتســـاع اهلائل الذي حتقق له عرب مسريه الطويل من املوغل يف القدم إىل القادم اآلتي عرب احلاضر املتطور إىل درجة اإلذهال وهل نستطيع بإدراكنا للحقيقة إبعاد اخلطـــأ أي تطلق عليها بأهنا نظرية الكمـــال أم ان احلقيقة كما

بدأنا جمرده من كل شيء ففيها اخلطأ وفيها الصح ماهـــي احلقيقـــة : أهي وهم أم أهنـــا رأي أم أهنـــا وحدة مطلقة تعتمـــد على الربهـــان الذي منه تســـتمد قوهتا ومشـــروعيتها أهي فلســـفة يف التكوين اإلنســـاني أي أهنا جوهر اإلنسان الذي ال ميكـــن الوصـــول إليه بالرغم من كم التطـــور العلمي احلاصل واهلائل وأنه إىل اإلنسان مل يســـتطع قياسها.أم أهنا هي وحدها اليت متلك كل األبعاد ومل نســـتطع حتى اآلن إال فهم القليل من أبعادهـــا مثل الزمن البعد الرابـــع واألول والثاني والثالث والذي هو الشـــكل الثابت أو املتحرك ونطلق عليـــه ثالثي األبعاد وهل األبعاد املخفية اليت حناول أن خنرتقها دون أن نلتف إىل الوراء

احلقيقة

Page 81: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 8� -

املســـتمدة من حقيقة الشـــيء وحتولـــه إىل مصـــدر يطاهلا يف فضائهـــا يعود إليها يتفاعل معها بعمق معمق نظرية الوجود من املوجـــود وحقيقة احلقيقة فيها ومبـــا اهنا جزء من الكامل احلق يف احمليط املطلق انقســـمت إىل قســـمني حقيقة الشيء ظاهره واحلقيقة جوهره تلبس ثـــوب احلق فتعيده إىل مصدره ونطلق

عليه حقيقة احلقائق.إن االقتنـــاع ال االعتقـــاد بأن العقل الذي تطـــور كثريا وملك الفكـــر والفكرة، وحتول مـــن هيامي إىل عاقل وفهـــم الذات وما تعنيه وحوهلا إىل ذات عاقلة تتفاعل فيه فأخذت صفة املعاونة بعد أن ارتاحت من الشغب املعاش ضمن اجلسد أي االضطرابات يف عملية جتميع املعلومات لتصل إىل الفكر وتستقر فيه فتكون بذلـــك قد حتولت إىل حقيقة من خـــالل وجودها ليعمل الفكر من جديد على إجياد احلقيقة وهذا هو الفرق واالختالف الذي

ننوه عنه أثناء حبثنا عن احلقيقة.وجيب أن نؤمن بـــأن العقل هو صانع احلقيقة من خالل خياله الواسع الذي وسع الكون فيه وإبداعه للقوانني احلافظة له على شـــكل إحقاق احلـــق والغاية يف ذلك الوصـــول للحقيقة وهذا ال يصل إليه اإلنسان إال بعد إدراكه حلقيقته ونعين بذلك الوصول من خالله إىل أي حقيقة فمثال وجوده وأســـباب وجوده وغاياته ليبدأ صناعة احلقيقة ضمن مظلة احلق احمليطة واحلافظة هلذا

الوجـــود الذي ال يدرك إال من خالل املوجود احلقيقي واالميان حبقيقة الفكـــرة هو الذي حيوهلـــا إىل احلقيقـــة املتداولة أي احملققـــة إضافة على املوجود فيزدهر الوجود حبقيقته الفاعلة واليت هي اإلنســـان فتكرب احلقيقة ويعود لينظر يف أمرها عله

يفهم ماذا حتتاج وكيفية الوصول إليها.ســـؤال آخر بعد كل الذي اســـتعرضناه هل وصل العقل ملرحلة فهم احلقيقة وإدراكها بعد االتســـاع اهلائل الذي حتقق له عرب مسريه الطويل من املوغل يف القدم إىل القادم اآلتي عرب احلاضر املتطور إىل درجة اإلذهال وهل نستطيع بإدراكنا للحقيقة إبعاد اخلطـــأ أي تطلق عليها بأهنا نظرية الكمـــال أم ان احلقيقة كما

بدأنا جمرده من كل شيء ففيها اخلطأ وفيها الصح ماهـــي احلقيقـــة : أهي وهم أم أهنـــا رأي أم أهنـــا وحدة مطلقة تعتمـــد على الربهـــان الذي منه تســـتمد قوهتا ومشـــروعيتها أهي فلســـفة يف التكوين اإلنســـاني أي أهنا جوهر اإلنسان الذي ال ميكـــن الوصـــول إليه بالرغم من كم التطـــور العلمي احلاصل واهلائل وأنه إىل اإلنسان مل يســـتطع قياسها.أم أهنا هي وحدها اليت متلك كل األبعاد ومل نســـتطع حتى اآلن إال فهم القليل من أبعادهـــا مثل الزمن البعد الرابـــع واألول والثاني والثالث والذي هو الشـــكل الثابت أو املتحرك ونطلق عليـــه ثالثي األبعاد وهل األبعاد املخفية اليت حناول أن خنرتقها دون أن نلتف إىل الوراء

احلقيقة

Page 82: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 8� -

أو أن نثقب األرض أو نثقب السماء لنرى ما خلفها وما بعدها.أنا أعتقد بأننا أنا وأنت حقيقة الوجود ولكننا نسبته فالوجود الكلـــي هو احلقيقة وصاحبها هو صاحب احلق ومالكه تعود إليه كل النســـب لتعمل عنـــده يف املطلق بكونه املطلـــق الكلي احلق، وحنن نســـعى إليها من أجل الوصول لـــه وهذا ال يتم إال بإجناز حقائـــق نقدمها لعامل احلقيقة بذلك نكـــون قد بدأنا يف فهمها

ورمبا مشاهدهتا نسبيا.

اخلري والشر

فطري جاهل يكتسب قوته وحتمله من احمليط املعاش.اخلـــري فعل عاقل متزن يؤديه اإلنســـان حســـب ما ميتلك من االمكانات املتجسدة أوال يف أسباب وجوده كإنسان يدير احلركة الكونية يف األرض والســـماء بالعقل وأدواتـــه ويفرز الصواب من اخلطأ وينبه بعضه إىل مكامن اخلطر ويبعد اإلســـاءة عنه وعن غريه ويســـعد قدر اســـتطاعته اآلخر ماديا ومعنويا إنه احلب للحيـــاة وكل مكوناهتا يتفاعل معها من أجل زيادهتا وزيادة اخلري فيها وعالقة اخلري بالعقل عالقة جتانس وانســـياب طبيعي فال ترهقه بالتفكري واالحنصار بكوهنا فعل ال إرادي حيمل اإلنسان مثـــل الطبع متاما وقد صنف اخلري على أنه طبع إنســـاني مينح

شـــخصية حمببه تضاف إىل مجلة الطباع املكونة للعقل والفكر اإلنساني فإما أن حتوله إىل إنسان وإما أن يبقى بشر وزيادة فعل اخلري حييط اإلنسان هبالة وحضور ووقاء وبكونه فعل ال حيتاج لتفكري ويكون على شـــكل االندفاعة العفويه فكأن ترى مســـنا حيتاج املساعدة ويف الالشعور تلهف له وتأخذ بيده أو طفال تائها فرتشـــده أو حمتاجا وأنت قادر على مساعدته فأعطيته ليعود عليك ثناء حمببا يريح الضمري والعقل ويدخل عليك البشاشة واالبتســـامة وخيف وزنك اجلســـدي فرتى نفسك وكأنك ريشة تطري وترتفع عن األرض مســـتمتعا بالنســـيم ويصيبك الرضى عن نفســـك بشـــعور أن اآلخرين راضني عنك هـــو هكذا فعل ال حيتاج إىل تفكر بل حيتاج إىل إحســـاس يرتبط بالنظر والسمع واللمس والشـــم وتذوق واحملاكمة السريعة الناجتة عن كل تلك

احلواس تندفع فجأة لتشكل الفعل اإلنساني املساعد خريا.أما الشـــر فهو فعل العاقـــل مضافا إليه الغـــريه، الغري عاقله واحلسد واالنتقام وحب الظهور بدون اجتهاد وحب التملك بدون عمل متمتعا بآليات اســـتالب احلقوق مســـتخدما كل الوسائط املتاحه وغري متاحه جمريا القانون لنفســـه ولذاته باحثا عن ثغـــرات التهرب والتســـلط فال رمحه لديه وال إنســـانية وهو يف شـــكله جبان يعيش يف داخل اإلنســـان ظالما مظلما متساويا مع اخلري يف حالة صراع دائم بكون اخلري نور منعكس على احلركة

اخلري والشر

Page 83: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 8� -

أو أن نثقب األرض أو نثقب السماء لنرى ما خلفها وما بعدها.أنا أعتقد بأننا أنا وأنت حقيقة الوجود ولكننا نسبته فالوجود الكلـــي هو احلقيقة وصاحبها هو صاحب احلق ومالكه تعود إليه كل النســـب لتعمل عنـــده يف املطلق بكونه املطلـــق الكلي احلق، وحنن نســـعى إليها من أجل الوصول لـــه وهذا ال يتم إال بإجناز حقائـــق نقدمها لعامل احلقيقة بذلك نكـــون قد بدأنا يف فهمها

ورمبا مشاهدهتا نسبيا.

اخلري والشر

فطري جاهل يكتسب قوته وحتمله من احمليط املعاش.اخلـــري فعل عاقل متزن يؤديه اإلنســـان حســـب ما ميتلك من االمكانات املتجسدة أوال يف أسباب وجوده كإنسان يدير احلركة الكونية يف األرض والســـماء بالعقل وأدواتـــه ويفرز الصواب من اخلطأ وينبه بعضه إىل مكامن اخلطر ويبعد اإلســـاءة عنه وعن غريه ويســـعد قدر اســـتطاعته اآلخر ماديا ومعنويا إنه احلب للحيـــاة وكل مكوناهتا يتفاعل معها من أجل زيادهتا وزيادة اخلري فيها وعالقة اخلري بالعقل عالقة جتانس وانســـياب طبيعي فال ترهقه بالتفكري واالحنصار بكوهنا فعل ال إرادي حيمل اإلنسان مثـــل الطبع متاما وقد صنف اخلري على أنه طبع إنســـاني مينح

شـــخصية حمببه تضاف إىل مجلة الطباع املكونة للعقل والفكر اإلنساني فإما أن حتوله إىل إنسان وإما أن يبقى بشر وزيادة فعل اخلري حييط اإلنسان هبالة وحضور ووقاء وبكونه فعل ال حيتاج لتفكري ويكون على شـــكل االندفاعة العفويه فكأن ترى مســـنا حيتاج املساعدة ويف الالشعور تلهف له وتأخذ بيده أو طفال تائها فرتشـــده أو حمتاجا وأنت قادر على مساعدته فأعطيته ليعود عليك ثناء حمببا يريح الضمري والعقل ويدخل عليك البشاشة واالبتســـامة وخيف وزنك اجلســـدي فرتى نفسك وكأنك ريشة تطري وترتفع عن األرض مســـتمتعا بالنســـيم ويصيبك الرضى عن نفســـك بشـــعور أن اآلخرين راضني عنك هـــو هكذا فعل ال حيتاج إىل تفكر بل حيتاج إىل إحســـاس يرتبط بالنظر والسمع واللمس والشـــم وتذوق واحملاكمة السريعة الناجتة عن كل تلك

احلواس تندفع فجأة لتشكل الفعل اإلنساني املساعد خريا.أما الشـــر فهو فعل العاقـــل مضافا إليه الغـــريه، الغري عاقله واحلسد واالنتقام وحب الظهور بدون اجتهاد وحب التملك بدون عمل متمتعا بآليات اســـتالب احلقوق مســـتخدما كل الوسائط املتاحه وغري متاحه جمريا القانون لنفســـه ولذاته باحثا عن ثغـــرات التهرب والتســـلط فال رمحه لديه وال إنســـانية وهو يف شـــكله جبان يعيش يف داخل اإلنســـان ظالما مظلما متساويا مع اخلري يف حالة صراع دائم بكون اخلري نور منعكس على احلركة

اخلري والشر

Page 84: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 84 -

واملســـري يضيء الوجه ويســـعد النفس كما يسعد اآلخرين فان مل حتبس الشـــر وتســـجنه وتســـتلم زمام أموره انفلت واســـقط منك املثاليـــات والعقائد والنزعة اإلنســـانية وافرغ مضمون كل ذلك ليظهر فقط شـــكال يســـتخدم صورها من أجل الوصول إىل األهداف الال شـــرعية والال منطقية فالشرعي والعاقل إنساني

منطقي أخالقي والشر عكس كل ذلك.ان اخلـــري فعل ال إرادي وهو غـــري واع يتحول بالتطور إىل واع من خالل فهمـــه جلملة العالقـــات والعقائد واألخـــالق والكون وأســـباب وجوده أما الشر فهو فعل إرادي واع وكسيب يطور نفسه من خالل البنية الشريرة اليت حتيطه وقد يظهر مبظهر اخلري

ليكون صورته ولكن سرعان ما ينكشف وان طال.انه أذكى من اخلـــري بكونه حيتاج التخطيط اخلري ال حيتاج ذلك فإذا أردت ان متنح إنســـانا مساعدة يكفي ان متد يدك إىل جيبـــك وتعطيه أو متـــد يدك إليه لتمنع ســـقوطه وإذا وجدت بابه مفتوحا تغلقه أما يف الشر فكم حتتاج من ختطيط لتخرج منن جيبه ماال أو إليذائه أو لفتح باب كم حتتاج من أدوات خلع وكســـر ورمبا قتل من أجل احلصول على شـــيء ال خيصك لنعلم ان القفل صنعه اخلريون للخرييني ال ألشـــرار الن الشر يعرف ان هناك قفال فيخطط من اجل خله وكســـره من أجل احلصول

على مايريد.

الذاكـــــرة

تعيش أبدا يف عقلنا الباطن كوحدة استقبال واستيعاب تسجيل احلـــدث اليومي وفعلنـــا وأفعالنـــا ووصلنا واتصالنا مع أنفســـنا وحميطنـــا فهي أداة الكرتونية مســـؤولة عن تســـجيل وختزين وإعادة كامل املعلومات يف حلظة حدوثها وحني طلبها إهنا جمموع املسرية احلياتية املكتسبة من النشاط اإلنساني واملسموعة عن املاضي القريب والبعيد وتشـــمل احلقائق واخليال واإلبداع وهي ملكة من أهم امللكات اليت اتصف هبا اإلنسان وهي حفظ املعلومة ومعاجلتها وختزينها، كما أهنا حركة الروح وحمرضها على احلياة،

فال حياة بال ذاكرة وال حياة بال روح.إذا أردنا تصور حياة اإلنسان بال ذاكرة فكيف تكون حياته وهل ميكنه العيش بـــدون هذه املخزنة واملعاجلـــة ملنظومة املعلومات املعتمـــدة من اجلســـد اإلنســـاني الظاهر عرب حواســـه الناقلة بســـرعة تعادل ســـرعة الضوء إىل املخزن ذو اجلداول والرفوف وماليني العناصر اليت تقوم بعمليات الفرز السريع فالذي حيتاج إىل استجابة ســـريعة تعود لتعطيه األمر والذي جيب برجمته وإعطاء نتائج فيه تعاجله الذي تبقيه حتت اسم اخلربة ليرتاكم ويصبح اإلنسان من خالله خبري والذي حيتاج لفهم تنشأ أسئلة

اخلري والشر

Page 85: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 8� -

واملســـري يضيء الوجه ويســـعد النفس كما يسعد اآلخرين فان مل حتبس الشـــر وتســـجنه وتســـتلم زمام أموره انفلت واســـقط منك املثاليـــات والعقائد والنزعة اإلنســـانية وافرغ مضمون كل ذلك ليظهر فقط شـــكال يســـتخدم صورها من أجل الوصول إىل األهداف الال شـــرعية والال منطقية فالشرعي والعاقل إنساني

منطقي أخالقي والشر عكس كل ذلك.ان اخلـــري فعل ال إرادي وهو غـــري واع يتحول بالتطور إىل واع من خالل فهمـــه جلملة العالقـــات والعقائد واألخـــالق والكون وأســـباب وجوده أما الشر فهو فعل إرادي واع وكسيب يطور نفسه من خالل البنية الشريرة اليت حتيطه وقد يظهر مبظهر اخلري

ليكون صورته ولكن سرعان ما ينكشف وان طال.انه أذكى من اخلـــري بكونه حيتاج التخطيط اخلري ال حيتاج ذلك فإذا أردت ان متنح إنســـانا مساعدة يكفي ان متد يدك إىل جيبـــك وتعطيه أو متـــد يدك إليه لتمنع ســـقوطه وإذا وجدت بابه مفتوحا تغلقه أما يف الشر فكم حتتاج من ختطيط لتخرج منن جيبه ماال أو إليذائه أو لفتح باب كم حتتاج من أدوات خلع وكســـر ورمبا قتل من أجل احلصول على شـــيء ال خيصك لنعلم ان القفل صنعه اخلريون للخرييني ال ألشـــرار الن الشر يعرف ان هناك قفال فيخطط من اجل خله وكســـره من أجل احلصول

على مايريد.

الذاكـــــرة

تعيش أبدا يف عقلنا الباطن كوحدة استقبال واستيعاب تسجيل احلـــدث اليومي وفعلنـــا وأفعالنـــا ووصلنا واتصالنا مع أنفســـنا وحميطنـــا فهي أداة الكرتونية مســـؤولة عن تســـجيل وختزين وإعادة كامل املعلومات يف حلظة حدوثها وحني طلبها إهنا جمموع املسرية احلياتية املكتسبة من النشاط اإلنساني واملسموعة عن املاضي القريب والبعيد وتشـــمل احلقائق واخليال واإلبداع وهي ملكة من أهم امللكات اليت اتصف هبا اإلنسان وهي حفظ املعلومة ومعاجلتها وختزينها، كما أهنا حركة الروح وحمرضها على احلياة،

فال حياة بال ذاكرة وال حياة بال روح.إذا أردنا تصور حياة اإلنسان بال ذاكرة فكيف تكون حياته وهل ميكنه العيش بـــدون هذه املخزنة واملعاجلـــة ملنظومة املعلومات املعتمـــدة من اجلســـد اإلنســـاني الظاهر عرب حواســـه الناقلة بســـرعة تعادل ســـرعة الضوء إىل املخزن ذو اجلداول والرفوف وماليني العناصر اليت تقوم بعمليات الفرز السريع فالذي حيتاج إىل استجابة ســـريعة تعود لتعطيه األمر والذي جيب برجمته وإعطاء نتائج فيه تعاجله الذي تبقيه حتت اسم اخلربة ليرتاكم ويصبح اإلنسان من خالله خبري والذي حيتاج لفهم تنشأ أسئلة

الذاكرة

Page 86: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 8� -

لفهمـــه ويصبح اإلنســـان إن أراد ان يفهم من خالله فهيم والذي حيتـــاج إىل بقاء وترتيب ليحتاجـــه يف باقي الزمن فيصبح هلذا اإلنســـان تاريخ موغل يف البعد املاضي تعينه بعد استجماع لكل املعلومات يف البحث واإلبـــداع والرتتيب فهي مرتبه أي الذاكرة فمنها املستقبل بعامليه اآلخر واالفرتاضي ومنها السريع احلاضر

احلايل ومنها املاضي القريب ومنها املاضي البعيد.هذا اإلنسان ذو العقل البشري ماذا يفعل لو مل ميتلك الذاكرة ؟ فهو أمام كون هائل عظيم وموجودات أعظم وأكرب وأمشل منه فاملشـــاهد اللحظيـــة واليومية اليت جتري معـــه وحوله حتتاج إىل تســـجيل وبرجمة وذاكرة كيف كنا سنعيش بدون ذاكرة هل نســـتطيع أن نتذكر بعضنا وهل نستطيع التعلم والعلم والتداول

والتحادث هل كنا نستطيع احلديث والتكلم.ان فهـــم ضرورة االهتمام بالذاكـــرة وتنميتها واالهتمام هبا من أجل احلضور الدائم يف احلياة الكونية واليتم ذلك إال من خالل فهـــم الذات والتأمل فيها ومن ثـــم التفاعل االجيابي مع احمليط والتعرف عليه النتقاء املعلومة اجليدة اليت تبعدك عن التشتت والرتكيز لزيادة قوهتا وتنشـــيطها وتدريبهـــا بتدارس معلوماهتا كلما ســـنحت لك ظروف اســـتذكارها لتؤثر إجيابا يف ذاتك ذلك التأثـــري االجيابي فتعرف قيمـــة وجودك من خـــالل معرفتك لقيمتهـــا وتربط األشـــياء واألحـــداث واملعلومات مـــع بعضها يف

ترتيـــب وهتذيب مكتيب أو كتابي كلما أردت أن تقرأه أو تتصفحه جتده تسلســـليا وتنظر إليه على شـــكل خريطـــة ذهنيه رائعة اجلمـــال تزيد يف مجاهلا من خالل حـــذف التالف منها وتضيف إليها اجلديد فتكـــون قابال للتجدد كما تتجدد احلياة فضرورة املتابعة العلمية واالجتماعيـــة والثقافية واالحتكاك االجيابي مع احمليـــط يعطي احليويـــة لذاكرتك فتتطـــور وتنمو ومتتلك

ذاكرة رائعة.ذاكرتنا حياتنا وتطورنا وحضورنا فاالهتمام هبا يدعونا للرتكيز والتطور والتأمل والتخيل ودقة املالحظة فالعقل اإلنساني عقل حاســـوبي ذاكرته تتســـع للكون وتطويرها يعين تطوير للقدرة اإلنسانية اليت تعني على انشـــاء املستقبل الذي بدونه أيضا ال حياة لنا فال ميكن لإلنسان أن يعيش بال مستقبل واملعادلة اليت أقول هبا أنك اآلن يف املنتصف بني زمنني وأنت زمن أي أنك أنت وأنا وهو أزمان الذاكرة ومبعنى أدق اإلنســـان ذاكرة املاضي واملستقبل يســـتقبل ويعطي مما مضى وإىل احلاضر ومنه إىل املستقبل إننا حنتاج ذاكرتنا اليت تدعونا لتنظيمها من خالل تنظيم وقتها كي نتطور وكي نســـتذكر ونتذكر بأن اإلنسانية ذاكرة والعلم ذاكره والتطـــور ذاكره والتوتر والقلق واألحالم واالســـتيعاب والضعف والقوة والنجاح والفشل والتالشـــي واالنكماش ذاكره اإلخالص واالنتمـــاء والوجدان والوفـــاء ذاكره الثقة بالنفـــس واالنتصار

الذاكرة

Page 87: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 8� -

لفهمـــه ويصبح اإلنســـان إن أراد ان يفهم من خالله فهيم والذي حيتـــاج إىل بقاء وترتيب ليحتاجـــه يف باقي الزمن فيصبح هلذا اإلنســـان تاريخ موغل يف البعد املاضي تعينه بعد استجماع لكل املعلومات يف البحث واإلبـــداع والرتتيب فهي مرتبه أي الذاكرة فمنها املستقبل بعامليه اآلخر واالفرتاضي ومنها السريع احلاضر

احلايل ومنها املاضي القريب ومنها املاضي البعيد.هذا اإلنسان ذو العقل البشري ماذا يفعل لو مل ميتلك الذاكرة ؟ فهو أمام كون هائل عظيم وموجودات أعظم وأكرب وأمشل منه فاملشـــاهد اللحظيـــة واليومية اليت جتري معـــه وحوله حتتاج إىل تســـجيل وبرجمة وذاكرة كيف كنا سنعيش بدون ذاكرة هل نســـتطيع أن نتذكر بعضنا وهل نستطيع التعلم والعلم والتداول

والتحادث هل كنا نستطيع احلديث والتكلم.ان فهـــم ضرورة االهتمام بالذاكـــرة وتنميتها واالهتمام هبا من أجل احلضور الدائم يف احلياة الكونية واليتم ذلك إال من خالل فهـــم الذات والتأمل فيها ومن ثـــم التفاعل االجيابي مع احمليط والتعرف عليه النتقاء املعلومة اجليدة اليت تبعدك عن التشتت والرتكيز لزيادة قوهتا وتنشـــيطها وتدريبهـــا بتدارس معلوماهتا كلما ســـنحت لك ظروف اســـتذكارها لتؤثر إجيابا يف ذاتك ذلك التأثـــري االجيابي فتعرف قيمـــة وجودك من خـــالل معرفتك لقيمتهـــا وتربط األشـــياء واألحـــداث واملعلومات مـــع بعضها يف

ترتيـــب وهتذيب مكتيب أو كتابي كلما أردت أن تقرأه أو تتصفحه جتده تسلســـليا وتنظر إليه على شـــكل خريطـــة ذهنيه رائعة اجلمـــال تزيد يف مجاهلا من خالل حـــذف التالف منها وتضيف إليها اجلديد فتكـــون قابال للتجدد كما تتجدد احلياة فضرورة املتابعة العلمية واالجتماعيـــة والثقافية واالحتكاك االجيابي مع احمليـــط يعطي احليويـــة لذاكرتك فتتطـــور وتنمو ومتتلك

ذاكرة رائعة.ذاكرتنا حياتنا وتطورنا وحضورنا فاالهتمام هبا يدعونا للرتكيز والتطور والتأمل والتخيل ودقة املالحظة فالعقل اإلنساني عقل حاســـوبي ذاكرته تتســـع للكون وتطويرها يعين تطوير للقدرة اإلنسانية اليت تعني على انشـــاء املستقبل الذي بدونه أيضا ال حياة لنا فال ميكن لإلنسان أن يعيش بال مستقبل واملعادلة اليت أقول هبا أنك اآلن يف املنتصف بني زمنني وأنت زمن أي أنك أنت وأنا وهو أزمان الذاكرة ومبعنى أدق اإلنســـان ذاكرة املاضي واملستقبل يســـتقبل ويعطي مما مضى وإىل احلاضر ومنه إىل املستقبل إننا حنتاج ذاكرتنا اليت تدعونا لتنظيمها من خالل تنظيم وقتها كي نتطور وكي نســـتذكر ونتذكر بأن اإلنسانية ذاكرة والعلم ذاكره والتطـــور ذاكره والتوتر والقلق واألحالم واالســـتيعاب والضعف والقوة والنجاح والفشل والتالشـــي واالنكماش ذاكره اإلخالص واالنتمـــاء والوجدان والوفـــاء ذاكره الثقة بالنفـــس واالنتصار

الذاكرة

Page 88: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 88 -

والسمو واالرتقاء ذاكره.أنت ذاكـــره حيه فعالـــه ومنفعلة يف هذه احلياة فأنت إنســـان تســـجل ذاكرتك تارخيك وإجيادك وحضورك لتنتقل منك إىل اآلخر اإلنســـان فيبقى اإلنســـان على وجه األرض ويف الســـماء

ذاكره

الزائد والناقص

الزائد مضـــاف إليه والناقـــص غري كامل حيتـــاج للمزيد كي يصل إىل حده الطبيعي، إهنما متشـــاهبان يف املعادلة فكل ما زاد عـــن حده نقص وكل مـــا نقص احتاج للزيـــادة فنظرية التعادل تؤدي إىل نشوء القاعدة الصحيحة الطبيعية اليت تتوازن فيها املاديـــات والروحانيات وأي خروج عن ذلك زيادة أو نقصانا يظهر الشيء وكأنه يف حالة عدم االتزان وأنه شذ عن القاعدة وضرورة إزالة املضاف وإكمال نقص ضرورة العودة إىل املنطقية الطبيعية

اليت يشار إليها بالبنان.إن نظـــرة إىل احلياة الطبيعية جتد التوازن احلقيقي والقدرة اهلائلة هلذه احلياة على التعادل وعالقة احليوان بالنبات وعالقة النبات باجلماد وعالقة األرض بالســـماء إال اإلنسان مل يستطع حتى اآلن إدراك هذا التوازن وقراءة ما يشاهده من معطيات رغم

امتالكه الكثري الكثري من العلم ووسائله لكنه يقف عاجزا أمام نفسه وحبثه دائم إلجياد كل أنواع الفهم والتحليل والتخصص لكامل املوجودات وينسى شخصه الذي يدعوه يف األساس لينطلق منه بكونـــه إن توازن توازنت احلياة مجلـــة وتفصيال ووصل إىل

فهم قواعدها وعالقة الزائد والناقص.لقد غدا اإلنســـان كثـــري مبعنى أنـــه أصبح زائـــدا والطبيعة ومكوناهتـــا تنقص ورويدا رويدا جند أنفســـنا كثرة وكثري وهذا يدعو للتنبه فكلما فقدنا شـــيئا من الطبيعة ازدادت شراســـتنا واحتد طبعنـــا وضاق صدرنا وأخذ حبثنا عـــن القوة وتطويرها وامتالكهـــا ضرورة ال خوفا من الطبيعة وموجوداهتا بل خوفا من بعضنـــا فما نراه اليوم من تعد زائـــد وجائر على حريات بعضنا أفـــرادا ومجاعات ودول هلو خميـــف ومرعب وإذا عدنا قليال إىل نا بني املادة ما مضى وحبثنا يف حاجة اإلنســـان واحتياجاته وقاروالفعل والعلم واجلهل واالكتســـاب واالنفـــاق والتطور والتخلف واالســـتهالك الكبري واحلاجـــة احلقيقية والتقليـــد واحلقيقة جنـــد أن كل تقـــدم علمي حصل كان على حســـاب مجلة احلياة اإلنســـانية الفطرية والوســـطية والقناعة املنطقية اليت سادت لفرتات طويلة ضمن العقل اإلنساني، إن احلاجة بامسها الكبري غايتهـــا حتقيق االكتفـــاء الذاتي والذي يكـــون أقصى الطموح عند العقـــل املنطقي وعندما تزيد تصبح زائـــد تتحول زيادهتا

الزائد والناقص

Page 89: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 89 -

والسمو واالرتقاء ذاكره.أنت ذاكـــره حيه فعالـــه ومنفعلة يف هذه احلياة فأنت إنســـان تســـجل ذاكرتك تارخيك وإجيادك وحضورك لتنتقل منك إىل اآلخر اإلنســـان فيبقى اإلنســـان على وجه األرض ويف الســـماء

ذاكره

الزائد والناقص

الزائد مضـــاف إليه والناقـــص غري كامل حيتـــاج للمزيد كي يصل إىل حده الطبيعي، إهنما متشـــاهبان يف املعادلة فكل ما زاد عـــن حده نقص وكل مـــا نقص احتاج للزيـــادة فنظرية التعادل تؤدي إىل نشوء القاعدة الصحيحة الطبيعية اليت تتوازن فيها املاديـــات والروحانيات وأي خروج عن ذلك زيادة أو نقصانا يظهر الشيء وكأنه يف حالة عدم االتزان وأنه شذ عن القاعدة وضرورة إزالة املضاف وإكمال نقص ضرورة العودة إىل املنطقية الطبيعية

اليت يشار إليها بالبنان.إن نظـــرة إىل احلياة الطبيعية جتد التوازن احلقيقي والقدرة اهلائلة هلذه احلياة على التعادل وعالقة احليوان بالنبات وعالقة النبات باجلماد وعالقة األرض بالســـماء إال اإلنسان مل يستطع حتى اآلن إدراك هذا التوازن وقراءة ما يشاهده من معطيات رغم

امتالكه الكثري الكثري من العلم ووسائله لكنه يقف عاجزا أمام نفسه وحبثه دائم إلجياد كل أنواع الفهم والتحليل والتخصص لكامل املوجودات وينسى شخصه الذي يدعوه يف األساس لينطلق منه بكونـــه إن توازن توازنت احلياة مجلـــة وتفصيال ووصل إىل

فهم قواعدها وعالقة الزائد والناقص.لقد غدا اإلنســـان كثـــري مبعنى أنـــه أصبح زائـــدا والطبيعة ومكوناهتـــا تنقص ورويدا رويدا جند أنفســـنا كثرة وكثري وهذا يدعو للتنبه فكلما فقدنا شـــيئا من الطبيعة ازدادت شراســـتنا واحتد طبعنـــا وضاق صدرنا وأخذ حبثنا عـــن القوة وتطويرها وامتالكهـــا ضرورة ال خوفا من الطبيعة وموجوداهتا بل خوفا من بعضنـــا فما نراه اليوم من تعد زائـــد وجائر على حريات بعضنا أفـــرادا ومجاعات ودول هلو خميـــف ومرعب وإذا عدنا قليال إىل نا بني املادة ما مضى وحبثنا يف حاجة اإلنســـان واحتياجاته وقاروالفعل والعلم واجلهل واالكتســـاب واالنفـــاق والتطور والتخلف واالســـتهالك الكبري واحلاجـــة احلقيقية والتقليـــد واحلقيقة جنـــد أن كل تقـــدم علمي حصل كان على حســـاب مجلة احلياة اإلنســـانية الفطرية والوســـطية والقناعة املنطقية اليت سادت لفرتات طويلة ضمن العقل اإلنساني، إن احلاجة بامسها الكبري غايتهـــا حتقيق االكتفـــاء الذاتي والذي يكـــون أقصى الطموح عند العقـــل املنطقي وعندما تزيد تصبح زائـــد تتحول زيادهتا

الزائد والناقص

Page 90: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 90 -

إىل هم مؤرق متعب لتحتاج حاجات مضافة كاحلماية واالنشغال هبا وتشـــغيل الفائض يعين نشـــوء بدايات السيطرة على اآلخر

وحماولة امتالكه.إن تعريـــف الزائد جيب أن يفصل بني الطموح العلمي والرغبة املعرفية واإلســـهام يف حركة التطور والتطوير وبني اجلمع النهم والشـــره ألخذ كل شـــيء والذي هـــو مرض نفســـي يصعد األنا والســـيطرة ويؤدي إىل سياســـة االبتالع واليت تنشـــئ الضغائن واألحقاد وختلق عدم املســـاواة وضـــرورة التفريق بينهما يدخل الزائد يف جدلية االمتالك والتملك وإدارة العيش بسالم ومساملة والصراع وأســـبابه لذلك عندما يكون الزائد عموديا يتطلع إىل االرتقـــاء الفكري الوجداني يكون خـــريا وعندما ينعكس أفقيا مســـاعدة وتشـــاركا مبتعدا عن الفردية يكون أيضا إجيابيا أما إن كان مجعـــا أفقيا وعموديا من أجل فـــرد ومتلك ماال حيق له أن ميلـــك يكون الزائد مضافـــا ال حاجة له مرفوضـــا حماربا ال

منطقيا.ودخولنـــا علـــى الناقص ومن امســـه وتعريفه نعلـــم أن هناك حاجـــة إلكماله بكون الرؤيا والدراســـة والفحص تعطي نتيجة أنه حيتاج إلكمال جيب أن يشـــكل دافعـــة الفعل إلمالء النقص أو إصالحه والوصول به إىل حالة التحام اليت تشكل لنا مجيعا حالـــة االعتدال فمـــا بني الزائد والناقص نقطـــة التعادل اليت

يشـــري إليها اجلميع على أهنا الوســـطية املقنعـــة اليت ال تقبل فائـــض التبجح وال نقص الضعف أو اإلشـــارة إىل عدم االكتمال وعندما نقول ونســـمع أن خري األمور أوسطها نعلم أن الوسطية واليت أقصـــد هبا اللغة واملاديـــات اجلامعة لـــكل خيوط احلياة

املتزنة فكرا يف عقل تبعد التشدد وتنشد احلياة الكرمية.إن حاجـــيت تكمن يف هذه احلياة بـــني الزائد والناقص ومعنى كلمة حاجة أهنا نقطة التعادل واالكتفاء وعند توفرها وحتقيقها حيدث الثناء وما زاد هو للعني األخرى اليت تبحث عنها وما نقص أســـعى إلكماله من جهد مطلـــوب يف حتقيقه، هي كذلك احلياة متضي مســـرعة ما بني الزائد والناقص فنرى االزدحام املتكاثر وفيه كل يبحث عن الزائـــد والناقص ولعملكم ليس الزائد مثل الناقـــص فهما خطان متوازيان ال يلتقيان إال عند ارتقاء العقل اإلنســـاني ليســـأل كل واحد منا ذاته هل هو يف زيادة وإذا وجد نفســـه أنه ميلك منها فكيف يتصرف هبا وإذا كان يف نقصان فما هـــي آلية تعويضـــه للنقص احلاصل لديه وما هـــي الطرق اليت

سيتبعها إلكماله.

احلرية

مل يكن اإلنســـان يوما حرا ولن يكون ولذلك يسعى دائما وأبدا

الزائد والناقص

Page 91: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 9� -

إىل هم مؤرق متعب لتحتاج حاجات مضافة كاحلماية واالنشغال هبا وتشـــغيل الفائض يعين نشـــوء بدايات السيطرة على اآلخر

وحماولة امتالكه.إن تعريـــف الزائد جيب أن يفصل بني الطموح العلمي والرغبة املعرفية واإلســـهام يف حركة التطور والتطوير وبني اجلمع النهم والشـــره ألخذ كل شـــيء والذي هـــو مرض نفســـي يصعد األنا والســـيطرة ويؤدي إىل سياســـة االبتالع واليت تنشـــئ الضغائن واألحقاد وختلق عدم املســـاواة وضـــرورة التفريق بينهما يدخل الزائد يف جدلية االمتالك والتملك وإدارة العيش بسالم ومساملة والصراع وأســـبابه لذلك عندما يكون الزائد عموديا يتطلع إىل االرتقـــاء الفكري الوجداني يكون خـــريا وعندما ينعكس أفقيا مســـاعدة وتشـــاركا مبتعدا عن الفردية يكون أيضا إجيابيا أما إن كان مجعـــا أفقيا وعموديا من أجل فـــرد ومتلك ماال حيق له أن ميلـــك يكون الزائد مضافـــا ال حاجة له مرفوضـــا حماربا ال

منطقيا.ودخولنـــا علـــى الناقص ومن امســـه وتعريفه نعلـــم أن هناك حاجـــة إلكماله بكون الرؤيا والدراســـة والفحص تعطي نتيجة أنه حيتاج إلكمال جيب أن يشـــكل دافعـــة الفعل إلمالء النقص أو إصالحه والوصول به إىل حالة التحام اليت تشكل لنا مجيعا حالـــة االعتدال فمـــا بني الزائد والناقص نقطـــة التعادل اليت

يشـــري إليها اجلميع على أهنا الوســـطية املقنعـــة اليت ال تقبل فائـــض التبجح وال نقص الضعف أو اإلشـــارة إىل عدم االكتمال وعندما نقول ونســـمع أن خري األمور أوسطها نعلم أن الوسطية واليت أقصـــد هبا اللغة واملاديـــات اجلامعة لـــكل خيوط احلياة

املتزنة فكرا يف عقل تبعد التشدد وتنشد احلياة الكرمية.إن حاجـــيت تكمن يف هذه احلياة بـــني الزائد والناقص ومعنى كلمة حاجة أهنا نقطة التعادل واالكتفاء وعند توفرها وحتقيقها حيدث الثناء وما زاد هو للعني األخرى اليت تبحث عنها وما نقص أســـعى إلكماله من جهد مطلـــوب يف حتقيقه، هي كذلك احلياة متضي مســـرعة ما بني الزائد والناقص فنرى االزدحام املتكاثر وفيه كل يبحث عن الزائـــد والناقص ولعملكم ليس الزائد مثل الناقـــص فهما خطان متوازيان ال يلتقيان إال عند ارتقاء العقل اإلنســـاني ليســـأل كل واحد منا ذاته هل هو يف زيادة وإذا وجد نفســـه أنه ميلك منها فكيف يتصرف هبا وإذا كان يف نقصان فما هـــي آلية تعويضـــه للنقص احلاصل لديه وما هـــي الطرق اليت

سيتبعها إلكماله.

احلرية

مل يكن اإلنســـان يوما حرا ولن يكون ولذلك يسعى دائما وأبدا

احلرية

Page 92: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 9� -

للمطالبـــة بأن يكون حرا وهو يســـعى حلريتـــه وال يصلها وكلما أدرك أنـــه وصل إليها جيد أنه مازال بينه وبينها مســـافة ال بل

مسافات.إنه كذلك منذ نشـــأته األوىل أخذ يبحث عنها وعرب مســـرية آالف السنني مل جيدها وهو لذلك مطالب دائم هبا وباحث مصر عنهـــا فأيـــن هي وماذا عنت له كإنســـان مع أنـــه وجد يف رحاهبا ما مل يســـتطع أن يراه فأطر نفســـه واحنصر يف داخل جزء منها مسيجا وجوده بكل أنواع السياج بنى اجلدران واحلصون واملباني والقالع وأخـــذ ينظر إليها من النوافذ وعرب املناظري ويســـجل عنها التخيل الذي يتخيلها ويرسم هلا الصور وهو يف ذات الوقت قابع بني جدراهنا وملفاهتا لقد كتب عنها اجمللدات وألف القصص واملسرحيات وتاه يف شوارع املدن والبلدان وأمام اجليوش والقيود والدكتاتوريات متناسيا أنه القيود واحلصون والعقائد والقانون

وكل أنواع اخللل اهلرمي يف الرتاتبية اإلنسانية.إذا لنتفـــق يف لقاء حول تعاريف احلرية وحتديد موقعها أهي مفهوم أم مطلب أم أهنا طريق يســـعى اإلنسان للسري عليه أو أهنا ذهنية متطورة جدا ختضع لقوانني اإلدراك العلمي واالجتماعي والسياسي واالقتصادي وهل تبدأ معنا منذ نعومة أظفارنا حبجم كبري وكبري جدا ثم تبدأ كما بدأت احلياة تتأطر وحتكم وحيكم عليهـــا وهل هلـــا عالقة بالبنـــاء احلياتي والشـــكل املدني الذي

أصبحـــت عليه احلياة وهل احلرية ريفية أم مدنية، أن الطبيعة يف الريف تعطيهـــا الرحابة واملدينة واملدنية حتصرها وتطالبها بالتضييق على نفســـها وإفســـاح اجملال لآلخر الذي جياورها أي مبعنى أدق أهنا كانت كبرية جدا ومع التكاثر والتزايد الســـكاني اهلائـــل بدأ كل واحـــد يقتطع منها جزء ليســـتمتع به ومع هذا التقدم اهلائل هل ســـيبقى لنا حرية أم أننا ســـننحكم وحنتكم

لبعضنا لنستعري من بعضنا بعضا من احلرية.جيـــب أن نتفق على أن احلريـــة اجملردة ال وجود هلا وأنه علينا القول أهنا قصيده شعرية مجيلة نتغنى هبا ال أكثر وال أقل وهي إمـــا حمكومة من قبل الدين حبكم الواجبات والشـــرائع والفقه والعقيدة اليت ترســـم له شخصية خاصة ال تظهرها بأهنا ملكية شـــخص حر ولتمنحه مسة املتدين لتعود وحتكمه باســـم هذه املســـميات أو هي حمكومة من القانـــون الذي ينظم هلا العالقات اإلنســـانية والوظيفية والدينامية يف احليـــاة الفاعلة واملنفعلة

حبكم التداخل احلياتي اإلنساني الكبري.حيق لنا أن نســـأل أين هي مكامن احلرية يف العقل اإلنســـاني ماهي حدود ممارستها وماهي عالقتها بالشفافية وهل هي مفهوم كسيب أم تفتح حياتي نستفيق عليه لنجده كبريا وكبريا جدا ثم نســـعى ليتضـــاءل ويصغر ويصغر ليعود منحصـــرا يف داخلنا متحـــوال إىل حلم نطالـــب به وهنتف له نريـــد احلرية واحلرية

احلرية

Page 93: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 9� -

للمطالبـــة بأن يكون حرا وهو يســـعى حلريتـــه وال يصلها وكلما أدرك أنـــه وصل إليها جيد أنه مازال بينه وبينها مســـافة ال بل

مسافات.إنه كذلك منذ نشـــأته األوىل أخذ يبحث عنها وعرب مســـرية آالف السنني مل جيدها وهو لذلك مطالب دائم هبا وباحث مصر عنهـــا فأيـــن هي وماذا عنت له كإنســـان مع أنـــه وجد يف رحاهبا ما مل يســـتطع أن يراه فأطر نفســـه واحنصر يف داخل جزء منها مسيجا وجوده بكل أنواع السياج بنى اجلدران واحلصون واملباني والقالع وأخـــذ ينظر إليها من النوافذ وعرب املناظري ويســـجل عنها التخيل الذي يتخيلها ويرسم هلا الصور وهو يف ذات الوقت قابع بني جدراهنا وملفاهتا لقد كتب عنها اجمللدات وألف القصص واملسرحيات وتاه يف شوارع املدن والبلدان وأمام اجليوش والقيود والدكتاتوريات متناسيا أنه القيود واحلصون والعقائد والقانون

وكل أنواع اخللل اهلرمي يف الرتاتبية اإلنسانية.إذا لنتفـــق يف لقاء حول تعاريف احلرية وحتديد موقعها أهي مفهوم أم مطلب أم أهنا طريق يســـعى اإلنسان للسري عليه أو أهنا ذهنية متطورة جدا ختضع لقوانني اإلدراك العلمي واالجتماعي والسياسي واالقتصادي وهل تبدأ معنا منذ نعومة أظفارنا حبجم كبري وكبري جدا ثم تبدأ كما بدأت احلياة تتأطر وحتكم وحيكم عليهـــا وهل هلـــا عالقة بالبنـــاء احلياتي والشـــكل املدني الذي

أصبحـــت عليه احلياة وهل احلرية ريفية أم مدنية، أن الطبيعة يف الريف تعطيهـــا الرحابة واملدينة واملدنية حتصرها وتطالبها بالتضييق على نفســـها وإفســـاح اجملال لآلخر الذي جياورها أي مبعنى أدق أهنا كانت كبرية جدا ومع التكاثر والتزايد الســـكاني اهلائـــل بدأ كل واحـــد يقتطع منها جزء ليســـتمتع به ومع هذا التقدم اهلائل هل ســـيبقى لنا حرية أم أننا ســـننحكم وحنتكم

لبعضنا لنستعري من بعضنا بعضا من احلرية.جيـــب أن نتفق على أن احلريـــة اجملردة ال وجود هلا وأنه علينا القول أهنا قصيده شعرية مجيلة نتغنى هبا ال أكثر وال أقل وهي إمـــا حمكومة من قبل الدين حبكم الواجبات والشـــرائع والفقه والعقيدة اليت ترســـم له شخصية خاصة ال تظهرها بأهنا ملكية شـــخص حر ولتمنحه مسة املتدين لتعود وحتكمه باســـم هذه املســـميات أو هي حمكومة من القانـــون الذي ينظم هلا العالقات اإلنســـانية والوظيفية والدينامية يف احليـــاة الفاعلة واملنفعلة

حبكم التداخل احلياتي اإلنساني الكبري.حيق لنا أن نســـأل أين هي مكامن احلرية يف العقل اإلنســـاني ماهي حدود ممارستها وماهي عالقتها بالشفافية وهل هي مفهوم كسيب أم تفتح حياتي نستفيق عليه لنجده كبريا وكبريا جدا ثم نســـعى ليتضـــاءل ويصغر ويصغر ليعود منحصـــرا يف داخلنا متحـــوال إىل حلم نطالـــب به وهنتف له نريـــد احلرية واحلرية

احلرية

Page 94: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 94 -

الـــيت حتولت إىل شـــعارات لدى األفراد والشـــعوب واألمم كيف هي تنحصر هبذا الشـــكل فهل هي شـــعار وشـــعارات أم أهنا خيار تكتيكي من أجل الوصول للهدف الذي هو يف حالة الوصول إليه تســـلط ورعب وقوة مضافـــة إىل القوة املنشـــودة لتكون احلرية مطية منتطيها مـــن أجل الوصول إىل االســـرتاتيجية النهائية اليت حتكم الفرد والعامل وهذا ســـؤال كبري يقودنا إىل أن نقول هل احلرية معارضة أهـــواء العقل وجلمها وتأطريها أم إعطائها مســـاحاهتا لتلعب فيهـــا وإن مت هذا أو ذاك كيف يكون الشـــكل

اإلنساني وما هي عالقته باآلخر ومن ثم اجملتمع والدولة.هل هناك قواعد ومبادئ وســـلم درجـــات أي مبعنى هل هناك معايري لتحقيـــق احلرية والوصول إليها من خالل الفهم العلمي الـــذي يتضح من خـــال ل املنطق املطالـــب بانتقـــال احلرية من

الذهنية إىل الواقعية.ومن هنا وبعد هذا التقديم نقول بأن احلرية ليست رفض الواقع وليســـت تعارضا مع االختالف وليســـت هي معارضة ضد الطفاة والطغيان كما أهنا ليســـت قدرة الفـــرد الكاملة لفعل ما يريد وال هي العنان كله كي يطلق إىل آخره فتتحول إىل آلية استعباد لكل شيء من البشر إىل اجلماد ومرورا بكل مكونات احلياة الطبيعية اإلنســـان كما أســـلفنا يف هـــذه املقاربة حر بطبعـــه منذ والدته ونشـــأته ولكن هذه احلرية اليت فطر عليها هي حرية بشـــرية

والبشر مشـــاع فالتطور الذي طرأ على البشر وحوله إىل إنسان حول معه كل الطبائع والقيم واألفكار وبالتايل ومن الطبيعي أن تتحول حريته معه من مشاعية إىل مدنية فعندما كانت حريته يف الدخول على أي أنثى من جنســـه واستباحتها وصيد ما يشاء وقطع ما يريد من األشـــجار توقفت كثريا أمام التطور البشري ونزعت عنه صفته احليوانية وآلية نسبه احليواني لينتمي إىل الســـاللة اإلنســـانية احلقيقية ذات العقلية املدنية احلضارية املتطـــورة ولتظهره على أنه قـــادر على فهـــم التوافق احلضاري وبالتـــايل تطويـــر مفهوم احلريـــة الذي اقرتب من التشـــاركية املنطقية من خالل احلفاظ على الشخصية املستقلة ذات الرأي بعـــد امتالك فلســـفة احلياة علمـــا وثقافة وأدبـــا واجتاهه إىل فلســـفة التكوين ضمن منظور الفكر احلـــر الذي يؤدي إىل فكر خـــالق له قواعد احرتافيه توصل مفهوم احلرية بطرق ســـهلة

بعيدا عن الدمياغوجيات والرباغماتيات.إن احلديـــث عن املذهـــب للحرية كاملذهب السياســـي واملذهب العقائدي واملذهب التجاري ما هي إال أحجيات ابتدعها الوسطاء من أجل زيادة الســـيطرة وحتقيق أكرب الغنائم من القادة يف كل املذاهـــب على الرعية وإطالق األيادي من أجل زيادة الســـيطرة

والسلطة والسلطان.إنين اعتقد أن احلرية بدون علم ومعرفة وثقافة نوعية تبقى

احلرية

Page 95: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 9� -

الـــيت حتولت إىل شـــعارات لدى األفراد والشـــعوب واألمم كيف هي تنحصر هبذا الشـــكل فهل هي شـــعار وشـــعارات أم أهنا خيار تكتيكي من أجل الوصول للهدف الذي هو يف حالة الوصول إليه تســـلط ورعب وقوة مضافـــة إىل القوة املنشـــودة لتكون احلرية مطية منتطيها مـــن أجل الوصول إىل االســـرتاتيجية النهائية اليت حتكم الفرد والعامل وهذا ســـؤال كبري يقودنا إىل أن نقول هل احلرية معارضة أهـــواء العقل وجلمها وتأطريها أم إعطائها مســـاحاهتا لتلعب فيهـــا وإن مت هذا أو ذاك كيف يكون الشـــكل

اإلنساني وما هي عالقته باآلخر ومن ثم اجملتمع والدولة.هل هناك قواعد ومبادئ وســـلم درجـــات أي مبعنى هل هناك معايري لتحقيـــق احلرية والوصول إليها من خالل الفهم العلمي الـــذي يتضح من خـــال ل املنطق املطالـــب بانتقـــال احلرية من

الذهنية إىل الواقعية.ومن هنا وبعد هذا التقديم نقول بأن احلرية ليست رفض الواقع وليســـت تعارضا مع االختالف وليســـت هي معارضة ضد الطفاة والطغيان كما أهنا ليســـت قدرة الفـــرد الكاملة لفعل ما يريد وال هي العنان كله كي يطلق إىل آخره فتتحول إىل آلية استعباد لكل شيء من البشر إىل اجلماد ومرورا بكل مكونات احلياة الطبيعية اإلنســـان كما أســـلفنا يف هـــذه املقاربة حر بطبعـــه منذ والدته ونشـــأته ولكن هذه احلرية اليت فطر عليها هي حرية بشـــرية

والبشر مشـــاع فالتطور الذي طرأ على البشر وحوله إىل إنسان حول معه كل الطبائع والقيم واألفكار وبالتايل ومن الطبيعي أن تتحول حريته معه من مشاعية إىل مدنية فعندما كانت حريته يف الدخول على أي أنثى من جنســـه واستباحتها وصيد ما يشاء وقطع ما يريد من األشـــجار توقفت كثريا أمام التطور البشري ونزعت عنه صفته احليوانية وآلية نسبه احليواني لينتمي إىل الســـاللة اإلنســـانية احلقيقية ذات العقلية املدنية احلضارية املتطـــورة ولتظهره على أنه قـــادر على فهـــم التوافق احلضاري وبالتـــايل تطويـــر مفهوم احلريـــة الذي اقرتب من التشـــاركية املنطقية من خالل احلفاظ على الشخصية املستقلة ذات الرأي بعـــد امتالك فلســـفة احلياة علمـــا وثقافة وأدبـــا واجتاهه إىل فلســـفة التكوين ضمن منظور الفكر احلـــر الذي يؤدي إىل فكر خـــالق له قواعد احرتافيه توصل مفهوم احلرية بطرق ســـهلة

بعيدا عن الدمياغوجيات والرباغماتيات.إن احلديـــث عن املذهـــب للحرية كاملذهب السياســـي واملذهب العقائدي واملذهب التجاري ما هي إال أحجيات ابتدعها الوسطاء من أجل زيادة الســـيطرة وحتقيق أكرب الغنائم من القادة يف كل املذاهـــب على الرعية وإطالق األيادي من أجل زيادة الســـيطرة

والسلطة والسلطان.إنين اعتقد أن احلرية بدون علم ومعرفة وثقافة نوعية تبقى

احلرية

Page 96: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 9� -

جاهليـــة وتدخل حتت مســـمى اهلوايه واهلواية بـــدون علم ال ميكـــن هلا النجاح فتأطريها وفهم غايـــة البحث عنها وامتالكها إن مل يرافقه فهم واع ملســـألتها تأخذ بالباحث عنها إىل متاهات اجملهـــول وحتوله إىل خيال ال واقعي تفقده توازنه ليصبح أقرب إىل اجلنـــون من حاالت العقل فاإلنســـان موجود ليفعل وينفعل وهذا حمكوم بنظم وقواعد غاية هذه النظم أن تعرفه ما ميلك من حرية وهذه امللكية احلصريه اليت ختصه أيضا تدعوه لفهم القواســـم املشـــرتكة بينه وبني اآلخرين أعتقـــد أن احلرية هي احلياة كل احلياة وبكوننا هذا نتقاسم العيش كما نتقاسم احلياة أي نتقاســـم أيضا احلرية وكما بنينا منـــزال واآلخر بنى منزله وذاك استأجر تكوينا وهكذا دواليك كل واحد منا له قسم يسري من احلرية وعندما تســـري وتعمـــل ألجلك ما تريد فعله وعليك أي هناك حرية لك متتلكها وحرية لغريك جيب أن تعطيه إياها وإال سيســـلبك حريتك اليت لك كـــي يصبح بال حرية أو إن كنت

مستأجرا هلا يستطيع أن خيليك منها فتصبح بدوهنا .إن التباينـــات الكثرية والغريبـــة اليت ظهرت من خالل الكثري لتعريف احلرية هي ذاهتا أوجدت كما هائال من القيود ليتشتت مفهـــوم احلرية فيعلو تـــارة وينحدر تارة أخـــرى وليدخل عليها الغرابة فنراها متشائمة قامتة مظلمة يف حني أهنا وضاءه مضاءة ومضيئة ملسرية احلياة اإلنسانية بشكل عام وإن حتويل احلرية

إىل مسألة ومسأله احلرية إىل إشكاليه واالشكاليه إىل إشكاليات غايته إثارة شكل التعجب واالستغراب.

نعـــم احلرية أنت وأنا، وهي جمموع إنســـان راح يبحث عن ذاته يف ذاتـــه فـــكان له ما كان من الصح واخلطأ فـــإذا عرف ما به وما عليـــه كانت له حريته وكلما ابتعد من فهم ما عليه وزاد فهم ما

له ابتعد أكثر عن حريته ودخل يف عبوديته.فالعبوديـــة اليت نتخيلهـــا حبس ونقرر أهنا ضـــد احلرية هي ذاهتا النفس البشـــرية السالبة أو الســـوداوية املمتلكة يف العقل اإلنساني وضرورة فهم اإلنسان لذاته ضرورة ملعرفة كمية احلرية ومساحتها اليت يتمتع هبا وعندما أقول أن احلرية جمموع إنسان فإنين أدعو إىل القواســـم املشرتكة بني اإلنســـانية ال البشرية ملنح احلرية حرية التنفس واستنشـــاق كم كبري من األوكسجني فاهلواء احلامل للكربون واهليدروجني والكربيت هو نفسه حامل لألوكسجني وإذا تعلمنا فرز كمية احلاجة من اجململ اجملموع فيه استطعنا فهم احلرية وارتباطها العضوي مع مجلة وجودها فهي مجلة الضوابط اليت حتب أن متارســـها بينك وبني ذاتك فنحقق لك السعادة اخلاصة وإذا رآها األخر سعد هبا وأحب أن ميارسها وكل ما قيل حول معاني احلرية ابداع حلظي محل غايات منها املشوه اخلبيـــث ومنها اخلري النبيل ولكن يف معظمه كان من أجل زيادة الســـيطرة على قدرات اإلنســـان الكبرية من االنفالت وحصرها

احلرية

Page 97: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 9� -

جاهليـــة وتدخل حتت مســـمى اهلوايه واهلواية بـــدون علم ال ميكـــن هلا النجاح فتأطريها وفهم غايـــة البحث عنها وامتالكها إن مل يرافقه فهم واع ملســـألتها تأخذ بالباحث عنها إىل متاهات اجملهـــول وحتوله إىل خيال ال واقعي تفقده توازنه ليصبح أقرب إىل اجلنـــون من حاالت العقل فاإلنســـان موجود ليفعل وينفعل وهذا حمكوم بنظم وقواعد غاية هذه النظم أن تعرفه ما ميلك من حرية وهذه امللكية احلصريه اليت ختصه أيضا تدعوه لفهم القواســـم املشـــرتكة بينه وبني اآلخرين أعتقـــد أن احلرية هي احلياة كل احلياة وبكوننا هذا نتقاسم العيش كما نتقاسم احلياة أي نتقاســـم أيضا احلرية وكما بنينا منـــزال واآلخر بنى منزله وذاك استأجر تكوينا وهكذا دواليك كل واحد منا له قسم يسري من احلرية وعندما تســـري وتعمـــل ألجلك ما تريد فعله وعليك أي هناك حرية لك متتلكها وحرية لغريك جيب أن تعطيه إياها وإال سيســـلبك حريتك اليت لك كـــي يصبح بال حرية أو إن كنت

مستأجرا هلا يستطيع أن خيليك منها فتصبح بدوهنا .إن التباينـــات الكثرية والغريبـــة اليت ظهرت من خالل الكثري لتعريف احلرية هي ذاهتا أوجدت كما هائال من القيود ليتشتت مفهـــوم احلرية فيعلو تـــارة وينحدر تارة أخـــرى وليدخل عليها الغرابة فنراها متشائمة قامتة مظلمة يف حني أهنا وضاءه مضاءة ومضيئة ملسرية احلياة اإلنسانية بشكل عام وإن حتويل احلرية

إىل مسألة ومسأله احلرية إىل إشكاليه واالشكاليه إىل إشكاليات غايته إثارة شكل التعجب واالستغراب.

نعـــم احلرية أنت وأنا، وهي جمموع إنســـان راح يبحث عن ذاته يف ذاتـــه فـــكان له ما كان من الصح واخلطأ فـــإذا عرف ما به وما عليـــه كانت له حريته وكلما ابتعد من فهم ما عليه وزاد فهم ما

له ابتعد أكثر عن حريته ودخل يف عبوديته.فالعبوديـــة اليت نتخيلهـــا حبس ونقرر أهنا ضـــد احلرية هي ذاهتا النفس البشـــرية السالبة أو الســـوداوية املمتلكة يف العقل اإلنساني وضرورة فهم اإلنسان لذاته ضرورة ملعرفة كمية احلرية ومساحتها اليت يتمتع هبا وعندما أقول أن احلرية جمموع إنسان فإنين أدعو إىل القواســـم املشرتكة بني اإلنســـانية ال البشرية ملنح احلرية حرية التنفس واستنشـــاق كم كبري من األوكسجني فاهلواء احلامل للكربون واهليدروجني والكربيت هو نفسه حامل لألوكسجني وإذا تعلمنا فرز كمية احلاجة من اجململ اجملموع فيه استطعنا فهم احلرية وارتباطها العضوي مع مجلة وجودها فهي مجلة الضوابط اليت حتب أن متارســـها بينك وبني ذاتك فنحقق لك السعادة اخلاصة وإذا رآها األخر سعد هبا وأحب أن ميارسها وكل ما قيل حول معاني احلرية ابداع حلظي محل غايات منها املشوه اخلبيـــث ومنها اخلري النبيل ولكن يف معظمه كان من أجل زيادة الســـيطرة على قدرات اإلنســـان الكبرية من االنفالت وحصرها

احلرية

Page 98: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 98 -

دائما ضمن الشـــعور فهل احلرية شـــعور وأحاسيس وصرخات يف املســـاحات اخلالية ودموع تنهمر بعيـــدا بعيدا بني اجلبال خلف التالل صرخات متأل املدى يعيدها الصدى نرنو إليها لنعرف أننا منارس حريتنا باإلحساس واملشـــاعر ونتخذ القرارات متأكدين أرقـــى وأمسى من كل الظواهر لذلـــك هي إن كانت مع العلم فهما حولتـــه إىل ابداع واإلبداع وجود حـــر ضمن روابط جمتمعه ما

بني السماء واألرض واحمليط بتجلياته.أقول أن احلرية ليســـت مسألة وليســـت مفهوما إهنا جمموعة الشـــعور احلزن والفـــرح والنتـــاج الصح يف احليـــاة الذي حيقق الســـعادة فتظهر على شكل الســـعادة اخليالية يف اخليال ولذلك نبحث عنهـــا منذ ولوجنا هلذه احلياة الســـعادة الـــيت نتخيلها ســـعيدة وطيبه تبتعد عن التســـلط والتكرب تســـاوي اإلنســـان بأخيه اإلنسان وتكون متصاحلة مع ذاته يف بدنه املادي ال سيد فيها متسلط وال عبد ال يستطيع التخلص من عبودية الشهوات

واآلخر وال استعباده لآلخرين.احلرية التزام الســـاكن بشـــروط املســـكون يعمـــل باملعطيات املمنوحة له من األعلى واحمليط ليصبح متحركا وميتلك مساحة املسموح واضعا إشارات على املمنوح ضمن إطار فهم عايل ألسباب املنـــع وإال يبقـــى خارج فهـــم احلرية مبتعـــدا عنهـــا باحثا عن وجودهـــا يف الوجود من يوم ولـــد إىل أن يغادر يف رحلة ضياع ال

متناهي إن احلرية هي اإلنسان وقدرته على قيادة احلياة بشكل اجيابـــي، لقد قلـــت يف احلرية ما تقدم وقالـــوا عنها أهنا تنتهي عندما تبدأ حرية اآلخرين وقيل إن احلرية هي القدرة والطاقة اللتان يوظفهما اإلنسان ألجل القيام بعمل كما أن احلرية عبارة عن قدرة اإلنســـان على السعي وراء مصلحته اليت يراها حبسب منظوره شـــريطة أن ال يكون مفضيـــه إىل إضرار اآلخرين وقيل أيضا هي عبارة عن استقالل اإلنسان عن أي شيء إال عن القانون األخالقي وقيل عنها يف املنظور اإلســـالمي أهنا التفلت والتحرر من عبودية وإطاعة غري اهلل.ويف املنظور املسيحي هي التحرك ضمن مشيئة السيد املسيح حامل السالم أي مبعنى هي التسامح كي يسري اإلنسان إىل األمام وهناك الكثري الكثري من املناظري الوضعيـــة ذات أيديولوجيات خاصة وفلســـفات مشـــتقه قانعه لإلنسان ومقنعه تسلبه أبســـط مبادئ وقواعد حريته وحتوله إىل نسيان من خالل إشغاله يف البحث عن قوته اليومي وغايته فقط االســـتمرار من أجل فاعلية الغري ال تفعيل له وال لنفسه إهنا كل ما قلناه ومامل نقله أو ما سيقوله املهتمون والذين يهتمون

مبواضيع احلرية من اآلن إىل باقي الزمن.إن للحرية حدودا تنتهي عندما تصل إىل حدودها فإذا خرجت من حدودها بشكل نظامي تدخل حرية اآلخر من باهبا العريض

احلرية

Page 99: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- 99 -

دائما ضمن الشـــعور فهل احلرية شـــعور وأحاسيس وصرخات يف املســـاحات اخلالية ودموع تنهمر بعيـــدا بعيدا بني اجلبال خلف التالل صرخات متأل املدى يعيدها الصدى نرنو إليها لنعرف أننا منارس حريتنا باإلحساس واملشـــاعر ونتخذ القرارات متأكدين أرقـــى وأمسى من كل الظواهر لذلـــك هي إن كانت مع العلم فهما حولتـــه إىل ابداع واإلبداع وجود حـــر ضمن روابط جمتمعه ما

بني السماء واألرض واحمليط بتجلياته.أقول أن احلرية ليســـت مسألة وليســـت مفهوما إهنا جمموعة الشـــعور احلزن والفـــرح والنتـــاج الصح يف احليـــاة الذي حيقق الســـعادة فتظهر على شكل الســـعادة اخليالية يف اخليال ولذلك نبحث عنهـــا منذ ولوجنا هلذه احلياة الســـعادة الـــيت نتخيلها ســـعيدة وطيبه تبتعد عن التســـلط والتكرب تســـاوي اإلنســـان بأخيه اإلنسان وتكون متصاحلة مع ذاته يف بدنه املادي ال سيد فيها متسلط وال عبد ال يستطيع التخلص من عبودية الشهوات

واآلخر وال استعباده لآلخرين.احلرية التزام الســـاكن بشـــروط املســـكون يعمـــل باملعطيات املمنوحة له من األعلى واحمليط ليصبح متحركا وميتلك مساحة املسموح واضعا إشارات على املمنوح ضمن إطار فهم عايل ألسباب املنـــع وإال يبقـــى خارج فهـــم احلرية مبتعـــدا عنهـــا باحثا عن وجودهـــا يف الوجود من يوم ولـــد إىل أن يغادر يف رحلة ضياع ال

متناهي إن احلرية هي اإلنسان وقدرته على قيادة احلياة بشكل اجيابـــي، لقد قلـــت يف احلرية ما تقدم وقالـــوا عنها أهنا تنتهي عندما تبدأ حرية اآلخرين وقيل إن احلرية هي القدرة والطاقة اللتان يوظفهما اإلنسان ألجل القيام بعمل كما أن احلرية عبارة عن قدرة اإلنســـان على السعي وراء مصلحته اليت يراها حبسب منظوره شـــريطة أن ال يكون مفضيـــه إىل إضرار اآلخرين وقيل أيضا هي عبارة عن استقالل اإلنسان عن أي شيء إال عن القانون األخالقي وقيل عنها يف املنظور اإلســـالمي أهنا التفلت والتحرر من عبودية وإطاعة غري اهلل.ويف املنظور املسيحي هي التحرك ضمن مشيئة السيد املسيح حامل السالم أي مبعنى هي التسامح كي يسري اإلنسان إىل األمام وهناك الكثري الكثري من املناظري الوضعيـــة ذات أيديولوجيات خاصة وفلســـفات مشـــتقه قانعه لإلنسان ومقنعه تسلبه أبســـط مبادئ وقواعد حريته وحتوله إىل نسيان من خالل إشغاله يف البحث عن قوته اليومي وغايته فقط االســـتمرار من أجل فاعلية الغري ال تفعيل له وال لنفسه إهنا كل ما قلناه ومامل نقله أو ما سيقوله املهتمون والذين يهتمون

مبواضيع احلرية من اآلن إىل باقي الزمن.إن للحرية حدودا تنتهي عندما تصل إىل حدودها فإذا خرجت من حدودها بشكل نظامي تدخل حرية اآلخر من باهبا العريض

احلرية

Page 100: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �00 -

شـــريطة أن تلتزم بشـــروط حريته وإذا جتاوزت سياجها تظهر بشـــكل هارب من حريتك مارقا وإذا اســـتقبلك اآلخر استعبدك

ولن متلك حريتك ال عنده وال حتى إذا عدت إىل حريتك.

العامل

الكلمـــة الكربى بل األكرب اليت عرفتها البشـــرية لينضوي يف داخلها كل املكنون املعريف اإلنســـاني والال إنساني ليشكل البشر جزءا يســـري منها بكوهنا أكرب منه بكثري ومنها اشـــتق العلم كي يولد العامل ولذلك هو قليل ومهما أوتي من علم هبا يبقى قليل، فالعامل هو كل شـــيء حيوي يف داخله كل شيء حيتاج التفسري ومن خالل امتالك البشـــر للعقل واملقدرة بالتأمل والتفكر بغاية الوصول للمعرفة اســـتطاع البشـــر إســـقاط اإلضاءة على أشياء وظواهـــر عمقت مفهومة للوقائع والواقع احمليط فشـــكلت لديه منظومات أخالقية وخلقية اقرتب هبا بشـــكل البحر هادئا تارة

ومتضاربا تارة.لقد تعمق اإلنسان يف نفسه وتكاثر فأطلق على اجلنس البشري عامل البشـــر ثم تأمل حميطه فوجـــد احليوان والنبات واجلماد ليطلـــق عليهم عامل احليوان وعامل النبات ومن ثم بدأ ينتشـــر وينطلـــق إىل احلياة لـــريى عامله احمليـــط إىل ان وصل إىل فهم

العـــامل بأنه كل وما حنن واملوجودات إال جزء مضاف إىل وجوده فنرتبط به كما ترتبط كل األشياء.

والنظـــر إىل العـــامل املضاء على انـــه عامل النـــور وإىل املظلم عامل الظلمة أيضا لتجد ان الظلمة والنور قســـمان يرتبطان به ليعطياك عامل الفكر واألفـــكار وعامل الوعي والال وعي كما أنه يأخذك لتظهر يف عاملك املادي فنســـميه العـــامل املادي والعامل الروحي الذي ختتفي فيه املادة ومل نصل بعد لظهور الروح وانه ملن اخلطأ ان يقال بزوال العامل بل جيب ان يقال زوال اجلزئيات

املضافة إىل العامل.أننا كبشـــر وبكوننـــا مضـــاف إىل العامل ومحلنـــا ملهمة إضافة األشـــياء إليه وتأطريها وترتيبها وجتميلهـــا أوجد هلذا العامل مفهومـــا من خالل الوجود البشـــري ذو أهـــداف ومعاني جديدة فتشـــكيل البيئة أعطى العامل البيئي حضورا وتشـــكيل املدنية أعطاه هندسة والتعمق يف احمليط أعطاه العامل الفلكي لنجد ان

العامل ارتبط باإلنسان ليولد العامل.ان جمرد حضور اإلنســـان يف هذا العامل كشكل عامود مل يكن حضـــورا طبيعيا ومل يكن حضورا قانعا فقط من أجل تســـجيل نفسه بني املوجودات بل كان حضوره من أجل قيادة كل املوجودات وبالتايل قيادة نفســـه والســـيطرة عليها بإضافة الفكر واألفكار، وجـــوده احلقيقي هـــو وجود يف االعرتاف مـــن أجل تطوير املادة

العامل

Page 101: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �0� -

شـــريطة أن تلتزم بشـــروط حريته وإذا جتاوزت سياجها تظهر بشـــكل هارب من حريتك مارقا وإذا اســـتقبلك اآلخر استعبدك

ولن متلك حريتك ال عنده وال حتى إذا عدت إىل حريتك.

العامل

الكلمـــة الكربى بل األكرب اليت عرفتها البشـــرية لينضوي يف داخلها كل املكنون املعريف اإلنســـاني والال إنساني ليشكل البشر جزءا يســـري منها بكوهنا أكرب منه بكثري ومنها اشـــتق العلم كي يولد العامل ولذلك هو قليل ومهما أوتي من علم هبا يبقى قليل، فالعامل هو كل شـــيء حيوي يف داخله كل شيء حيتاج التفسري ومن خالل امتالك البشـــر للعقل واملقدرة بالتأمل والتفكر بغاية الوصول للمعرفة اســـتطاع البشـــر إســـقاط اإلضاءة على أشياء وظواهـــر عمقت مفهومة للوقائع والواقع احمليط فشـــكلت لديه منظومات أخالقية وخلقية اقرتب هبا بشـــكل البحر هادئا تارة

ومتضاربا تارة.لقد تعمق اإلنسان يف نفسه وتكاثر فأطلق على اجلنس البشري عامل البشـــر ثم تأمل حميطه فوجـــد احليوان والنبات واجلماد ليطلـــق عليهم عامل احليوان وعامل النبات ومن ثم بدأ ينتشـــر وينطلـــق إىل احلياة لـــريى عامله احمليـــط إىل ان وصل إىل فهم

العـــامل بأنه كل وما حنن واملوجودات إال جزء مضاف إىل وجوده فنرتبط به كما ترتبط كل األشياء.

والنظـــر إىل العـــامل املضاء على انـــه عامل النـــور وإىل املظلم عامل الظلمة أيضا لتجد ان الظلمة والنور قســـمان يرتبطان به ليعطياك عامل الفكر واألفـــكار وعامل الوعي والال وعي كما أنه يأخذك لتظهر يف عاملك املادي فنســـميه العـــامل املادي والعامل الروحي الذي ختتفي فيه املادة ومل نصل بعد لظهور الروح وانه ملن اخلطأ ان يقال بزوال العامل بل جيب ان يقال زوال اجلزئيات

املضافة إىل العامل.أننا كبشـــر وبكوننـــا مضـــاف إىل العامل ومحلنـــا ملهمة إضافة األشـــياء إليه وتأطريها وترتيبها وجتميلهـــا أوجد هلذا العامل مفهومـــا من خالل الوجود البشـــري ذو أهـــداف ومعاني جديدة فتشـــكيل البيئة أعطى العامل البيئي حضورا وتشـــكيل املدنية أعطاه هندسة والتعمق يف احمليط أعطاه العامل الفلكي لنجد ان

العامل ارتبط باإلنسان ليولد العامل.ان جمرد حضور اإلنســـان يف هذا العامل كشكل عامود مل يكن حضـــورا طبيعيا ومل يكن حضورا قانعا فقط من أجل تســـجيل نفسه بني املوجودات بل كان حضوره من أجل قيادة كل املوجودات وبالتايل قيادة نفســـه والســـيطرة عليها بإضافة الفكر واألفكار، وجـــوده احلقيقي هـــو وجود يف االعرتاف مـــن أجل تطوير املادة

العامل

Page 102: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �0� -

ولينشأ العامل املادي.فوجود املادة ضمن وجود العامل وحضور اإلنسان بعامله الروحي ادخلـــه المتالك املادة وتطويرها من خـــالل البحث والتعمق هبا

وتطويعها لتتوحد معه ختدمه يف عامليه املادي والروحي.ان اإلنســـان الذي تشـــكل من الروح والعقـــل والنفس هو مثلث العامل جتمع فيه ليأخذ شكل املادة املوجودة يف األرض ويتداخل معهـــا لينجب العـــامل املرئي من جمموعة العـــوامل فال وجود له بدون عامل الروح وهو هبيمي بدون عامل العقل ومظلم بدون عامل النفس )القوة احملركة للجســـد املادي ( وارتبـــاط هذه العوامل بالعامل األكرب غايته اخلـــروج من العامل املادي املظلم إىل عامل الفكر املضاء فيمتلك من عامل احلكمة ما يأخذ به إىل مســـرية الوجود واالســـتمرار بقناعة االرتباط مـــا بني البداية والنهاية اللتان تشكالن إضافات يف العامل الكبري، لنفهم العامل وما أضيف إليه هذه اإلضافات اليت من خالل الفكر أعطتنا الفهم ألسباب وجودنـــا ولنقدر ان العامل غري منحصر يف كالماته املضافة إليه

بل هو عامل العوامل

الشمعة

إحدى أدوات اإلضاءة القدمية والبســـيطة اليت عرفت منذ ما

يقرب اخلمســـمائة عام قبل امليالد ومســـتمرة حتى يومنا هذا مبادهتا األساس وهي الشـــمع املأخوذ من مشع العسل يف بدايته األوىل واستمر حتى أيامنا هذه مع استخدام مواد شحميه تذيبها النار اليت توقد يف فتيل يغرس يف داخل الشـــمع ليعطي إضاءه من شكل اسطواني عمودي الشكل مل يتغري عرب مر العصور كما

تبعه اسم حامل الشمعة ليطلق عليه الشمعدان لقد اعتربت الشمعة عرب العصور تعبريا تصويريا دقيقا عن وقفة اإلنسان مع ذاته من خال ل خلقها للحظات السكون واهلدوء وإحضارهـــا للوداعة فـــإذا تأملتها جتد أن قلبها يلهب اشـــتعاال وجسمها البارد الصلب حيرتق إذابة احملبوب يف احملب واملعشوق يف العاشـــق تسكبه من فوهتها الشاخمة دموعا تنحدر متالحقة تاركـــة خلفها هالة من نور تســـعد كل متأمل هبـــا أو املهتدي إىل

النجاة بضوئها.الشـــمعة ظاهرة حية ومثال حقيقي حـــي للمتوحد يف احلياة مع احلياة املتصاحل ما بني مظهره جوهره فكما هي ليس هلا فخر يف ذاهتا وغايتها اإلضاءة من أجل تبديد حجب الظالم احمليطة وبعث احلـــرارة والدفء إىل من حيملها أو يشـــعلها مقدمة حالة فعل وعمل حقيقي بغاية االنتباه إىل احلياة يف فعل البصرية ال حالة البصر فهي ال عالقة هلا بالنهار أو بالليل أو وجود الكهرباء والنور الصناعي بل متعلقة بشـــكل خاص مع اجلوهر اإلنســـاني

الشمعة

Page 103: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �0� -

ولينشأ العامل املادي.فوجود املادة ضمن وجود العامل وحضور اإلنسان بعامله الروحي ادخلـــه المتالك املادة وتطويرها من خـــالل البحث والتعمق هبا

وتطويعها لتتوحد معه ختدمه يف عامليه املادي والروحي.ان اإلنســـان الذي تشـــكل من الروح والعقـــل والنفس هو مثلث العامل جتمع فيه ليأخذ شكل املادة املوجودة يف األرض ويتداخل معهـــا لينجب العـــامل املرئي من جمموعة العـــوامل فال وجود له بدون عامل الروح وهو هبيمي بدون عامل العقل ومظلم بدون عامل النفس )القوة احملركة للجســـد املادي ( وارتبـــاط هذه العوامل بالعامل األكرب غايته اخلـــروج من العامل املادي املظلم إىل عامل الفكر املضاء فيمتلك من عامل احلكمة ما يأخذ به إىل مســـرية الوجود واالســـتمرار بقناعة االرتباط مـــا بني البداية والنهاية اللتان تشكالن إضافات يف العامل الكبري، لنفهم العامل وما أضيف إليه هذه اإلضافات اليت من خالل الفكر أعطتنا الفهم ألسباب وجودنـــا ولنقدر ان العامل غري منحصر يف كالماته املضافة إليه

بل هو عامل العوامل

الشمعة

إحدى أدوات اإلضاءة القدمية والبســـيطة اليت عرفت منذ ما

يقرب اخلمســـمائة عام قبل امليالد ومســـتمرة حتى يومنا هذا مبادهتا األساس وهي الشـــمع املأخوذ من مشع العسل يف بدايته األوىل واستمر حتى أيامنا هذه مع استخدام مواد شحميه تذيبها النار اليت توقد يف فتيل يغرس يف داخل الشـــمع ليعطي إضاءه من شكل اسطواني عمودي الشكل مل يتغري عرب مر العصور كما

تبعه اسم حامل الشمعة ليطلق عليه الشمعدان لقد اعتربت الشمعة عرب العصور تعبريا تصويريا دقيقا عن وقفة اإلنسان مع ذاته من خال ل خلقها للحظات السكون واهلدوء وإحضارهـــا للوداعة فـــإذا تأملتها جتد أن قلبها يلهب اشـــتعاال وجسمها البارد الصلب حيرتق إذابة احملبوب يف احملب واملعشوق يف العاشـــق تسكبه من فوهتها الشاخمة دموعا تنحدر متالحقة تاركـــة خلفها هالة من نور تســـعد كل متأمل هبـــا أو املهتدي إىل

النجاة بضوئها.الشـــمعة ظاهرة حية ومثال حقيقي حـــي للمتوحد يف احلياة مع احلياة املتصاحل ما بني مظهره جوهره فكما هي ليس هلا فخر يف ذاهتا وغايتها اإلضاءة من أجل تبديد حجب الظالم احمليطة وبعث احلـــرارة والدفء إىل من حيملها أو يشـــعلها مقدمة حالة فعل وعمل حقيقي بغاية االنتباه إىل احلياة يف فعل البصرية ال حالة البصر فهي ال عالقة هلا بالنهار أو بالليل أو وجود الكهرباء والنور الصناعي بل متعلقة بشـــكل خاص مع اجلوهر اإلنســـاني

الشمعة

Page 104: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �04 -

الذي تعمل له من خالل احرتاقها مضيئة ومســـتمرة يف إضاءهتا إال أن تنتهي كما اإلنسان احلقيقي يستمر ويستمر عطاء إىل أن

يغادر جبسده ليبقى مستمرا يف فعله واجنازه.لننتبه ونالحظ أنه كلما كان الوســـط مظلما ظهر نور الشمعة أقـــوى وأكرب على الرغم من صغـــر حجمها وإذا أردت رؤية قوهتا ضع الشمعة أمام مرآة وانظر وتأمل كم أن وجهك مع ضوئها مجيل وتفكـــر بأهنـــا حترق نفســـها لتظهر مجالك ومتنعـــك من اخلطأ والوقوع يف احلفر وتأخذ بيدك إىل الطرق الســـليمة فإذا فعلت هذا حادثها لتجدها تقول لك أن مهمتها يف احلياة هي ذات عني مهمتك وفهم أسباب وجودك إهنا مثلك حتتاج اهلواء النقي وشدة الرياح والعواصف تؤذيها كما تؤذيك فالتجارب الصعبة اليت ال طاقة للشـــمعة احتماهلا تعطي اإلنسان فرصة احتمال الصعاب باال ســـتفادة من نورها وفهم فلســـفتها اليت ال بد أن تنتهي من كثـــرة احرتاقها ولكنها ال تفين ألن القانون يقول املادة ال تفين وال تســـتحدث بل تتحول كما اإلنســـان اجليـــد املنتج فهي ذات طبيعة نورانية واإلنسان يتحول إىل طبيعة نورانية بكون منشأه نوراني وكفاحها أثناء اشتعاهلا وإرادهتا بأن تشتعل وتشتعل حتى النهايـــة وإرادة القضاء على أجواء الظلمـــة وإبقاء النور ليفيد اإلنســـان إهنا ومبا توحيه من ضوئها اخلافت متلئ اجلو باحمليط بالرهبة ليلني القلب أمام جوهها اهلادئ الذي يســـاعد اإلنسان

على الرتكيز يف تفكريه والتعمق يف موجوداته.لقـــد اســـتخدمت الشـــمعة يف املعابـــد ووردت يف خمطوطـــات القـــرن الثالث امليـــالدي ضمن وصف إقامة الصلـــوات وعند ذكر الشـــهداء تكرميا وحتية ألرواحهم اليت أضاءت يف حميط العامل قبل اإلضاءة يف ملكوت اخلالق واعتربت رمزا للكهنه والعابدين ومحلها الورعون املؤمنون يف مالبســـهم البيضاء تيمنا باملالئكة معلنني بشـــارة الفـــرح مطالبني أن تكون البشـــر مجيعا لبعضهم منارات فعل وعمل وإضاءه وتقديم نفوســـهم وتكريســـها خلدمة بعضهـــم مطالبني أن تكون نورا تنري مـــن خاللنا ظلمة النفوس إننا نشـــعل مشعة للحب يف عيده ونشعل مشعة مع مرور كل سنة من عمرنا ونشـــعل مشعة تقربا من اإلله وألجله ونشـــعل مشعة عند الزواج ونشـــعل مشعة إذا أردنا هتيئه جو رومنســـي واجناز فعل محيمي حار، للشـــمعة فلسفة ضرورة فهمها تدعونا للتأمل هبـــا ولو ال ضرورة وجودها ملا اهتم العامل أمجع هبا واســـتخدمها يف كل املناســـبات وإعطائه احلضور واأللـــوان وأضاف هلا العطور واســـتخدامها مع البخور لرتافقه يف إضفاء السالسة والكياسه للوجود هل أشـــعلت مشعـــة يف حياتك قد تكـــون فعلتها كثريا ولكنين أدعوك لتشـــعلها يف هذه املـــرة متأمال متفكرا ناظرا إىل صورتـــك ومتبصرا يف داخلك فهي تشـــبهك كيفما تكون إهنا رمز التفاؤل وتســـاعدنا عند الوقـــوع يف النفق لنحملهـــا مرة ثانية

الشمعة

Page 105: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �0� -

الذي تعمل له من خالل احرتاقها مضيئة ومســـتمرة يف إضاءهتا إال أن تنتهي كما اإلنسان احلقيقي يستمر ويستمر عطاء إىل أن

يغادر جبسده ليبقى مستمرا يف فعله واجنازه.لننتبه ونالحظ أنه كلما كان الوســـط مظلما ظهر نور الشمعة أقـــوى وأكرب على الرغم من صغـــر حجمها وإذا أردت رؤية قوهتا ضع الشمعة أمام مرآة وانظر وتأمل كم أن وجهك مع ضوئها مجيل وتفكـــر بأهنـــا حترق نفســـها لتظهر مجالك ومتنعـــك من اخلطأ والوقوع يف احلفر وتأخذ بيدك إىل الطرق الســـليمة فإذا فعلت هذا حادثها لتجدها تقول لك أن مهمتها يف احلياة هي ذات عني مهمتك وفهم أسباب وجودك إهنا مثلك حتتاج اهلواء النقي وشدة الرياح والعواصف تؤذيها كما تؤذيك فالتجارب الصعبة اليت ال طاقة للشـــمعة احتماهلا تعطي اإلنسان فرصة احتمال الصعاب باال ســـتفادة من نورها وفهم فلســـفتها اليت ال بد أن تنتهي من كثـــرة احرتاقها ولكنها ال تفين ألن القانون يقول املادة ال تفين وال تســـتحدث بل تتحول كما اإلنســـان اجليـــد املنتج فهي ذات طبيعة نورانية واإلنسان يتحول إىل طبيعة نورانية بكون منشأه نوراني وكفاحها أثناء اشتعاهلا وإرادهتا بأن تشتعل وتشتعل حتى النهايـــة وإرادة القضاء على أجواء الظلمـــة وإبقاء النور ليفيد اإلنســـان إهنا ومبا توحيه من ضوئها اخلافت متلئ اجلو باحمليط بالرهبة ليلني القلب أمام جوهها اهلادئ الذي يســـاعد اإلنسان

على الرتكيز يف تفكريه والتعمق يف موجوداته.لقـــد اســـتخدمت الشـــمعة يف املعابـــد ووردت يف خمطوطـــات القـــرن الثالث امليـــالدي ضمن وصف إقامة الصلـــوات وعند ذكر الشـــهداء تكرميا وحتية ألرواحهم اليت أضاءت يف حميط العامل قبل اإلضاءة يف ملكوت اخلالق واعتربت رمزا للكهنه والعابدين ومحلها الورعون املؤمنون يف مالبســـهم البيضاء تيمنا باملالئكة معلنني بشـــارة الفـــرح مطالبني أن تكون البشـــر مجيعا لبعضهم منارات فعل وعمل وإضاءه وتقديم نفوســـهم وتكريســـها خلدمة بعضهـــم مطالبني أن تكون نورا تنري مـــن خاللنا ظلمة النفوس إننا نشـــعل مشعة للحب يف عيده ونشعل مشعة مع مرور كل سنة من عمرنا ونشـــعل مشعة تقربا من اإلله وألجله ونشـــعل مشعة عند الزواج ونشـــعل مشعة إذا أردنا هتيئه جو رومنســـي واجناز فعل محيمي حار، للشـــمعة فلسفة ضرورة فهمها تدعونا للتأمل هبـــا ولو ال ضرورة وجودها ملا اهتم العامل أمجع هبا واســـتخدمها يف كل املناســـبات وإعطائه احلضور واأللـــوان وأضاف هلا العطور واســـتخدامها مع البخور لرتافقه يف إضفاء السالسة والكياسه للوجود هل أشـــعلت مشعـــة يف حياتك قد تكـــون فعلتها كثريا ولكنين أدعوك لتشـــعلها يف هذه املـــرة متأمال متفكرا ناظرا إىل صورتـــك ومتبصرا يف داخلك فهي تشـــبهك كيفما تكون إهنا رمز التفاؤل وتســـاعدنا عند الوقـــوع يف النفق لنحملهـــا مرة ثانية

الشمعة

Page 106: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �0� -

بكوهنـــا موجـــودة يف أوله ولنحافظ عليها كـــي توصلنا إىل أخره فنخرج إىل النور بكوهنا واســـطته وأداة الوصول إليه، ان املقولة

تقول أشعل مشعة خري من ان تلعن الظالم.

القفـــــــل

ذاك الذي تضعه على باب منزلك ومكتبك ومتجرك ومؤسساتك ومعاملـــك واألمالك العامة واخلاصة وحواســـبك وعلى حدودك الربيـــة والبحرية واجلوية وتضعه يف عقلك لتلج به شـــرك ويف قلبـــك كي تغلـــق على حبـــك وحمبوبك وعلى فمـــك تضبط به لســـانك وكالمك فال يأخذ بـــك إىل اهلاوية، ذاك القانون واحلق الذي متتلكه وصدقك الذي ينجيك أمام كذب ونفاق اآلخرين.

نتحاور ونسأل بعضنا ملن يصنع القفل ومل نضع كل هذه األقفال يف حياتنا وهل نضعه خوفا ورهبة من االعتداء واالســـتباحة أم نضعـــه من أجل زيادة األمان والتأمني هو حوار بيننا نشـــأ بغاية معرفـــة القفل والغايـــة منه وحاجتنا إليـــه وأي نوع خنتار من

أنواعه وأين نضعها وملن نضعها.أؤكد بان القفل صنعه اإلنســـان من أجل أخيه اإلنسان الذي ميتلك اإلنسانية مبحتواها اخلري الفاعل املنتج اإلجيابي على

الرغم من وجود إنسان قفل وقفل إنسان وإنسان فيه الكثري من األقفال وهي ندره يف اإلنسانية هذا اإلنسان الشريف والعاقل والكريم األمني الذي ميتلك العقل واحلكمة واحلياء وخياف على أخيه اإلنسان فإذا وجد هذا اإلنسان املتمتع هبذه الصفات قفال أو باب مفتوحا أقفله وأغلقه خوف على أخيه اإلنســـان مبعنى أدق صنع القفل ألبناء احلالل الراشـــدين الفامهني واملتفهمني لرســـالة اإلنسان واإلنسانية وأســـباب وجودهم اإلنساني الذي حيملهم لغة احلياة وفعلها وانفعاهلا حبكم إحساسهم حباجتها هلم وحاجتهم هلا لذلك صنعوا األقفال دون التطلع إىل أشكاهلا وأحجامها وأنواعها خشـــبية كانت أم حجرية معدنية كانت أم معنويـــة املهم يف كل ذلك أســـباب وجوده وحضوره يف فلســـفة التكوين الفكري اليت تنجب التكوين احلياتي وضرورة االنتباه

إليه ومحايته.من هذا نســـتنتج ونـــدرك ونؤكد على ان القفـــل صنع ووضع مـــن أجل اإلنســـان اجليد فـــإذا دخلنا وســـألنا ملـــاذا ال يكون للسيئ والشـــرير واالنتهازي والسارق واملارق واملخالف واملعتدي واملتعدي نقول ان من هبم هذه الصفات وحيملوهنا وســـلوكياهتم تدل عليهم عندما ميتلكون نية فعل الشر بكل أشكاله يعرفون متاما ان هناك أقفال وان هناك موانع وانه يوجد قانون لذلك

القفل

Page 107: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �0� -

بكوهنـــا موجـــودة يف أوله ولنحافظ عليها كـــي توصلنا إىل أخره فنخرج إىل النور بكوهنا واســـطته وأداة الوصول إليه، ان املقولة

تقول أشعل مشعة خري من ان تلعن الظالم.

القفـــــــل

ذاك الذي تضعه على باب منزلك ومكتبك ومتجرك ومؤسساتك ومعاملـــك واألمالك العامة واخلاصة وحواســـبك وعلى حدودك الربيـــة والبحرية واجلوية وتضعه يف عقلك لتلج به شـــرك ويف قلبـــك كي تغلـــق على حبـــك وحمبوبك وعلى فمـــك تضبط به لســـانك وكالمك فال يأخذ بـــك إىل اهلاوية، ذاك القانون واحلق الذي متتلكه وصدقك الذي ينجيك أمام كذب ونفاق اآلخرين.

نتحاور ونسأل بعضنا ملن يصنع القفل ومل نضع كل هذه األقفال يف حياتنا وهل نضعه خوفا ورهبة من االعتداء واالســـتباحة أم نضعـــه من أجل زيادة األمان والتأمني هو حوار بيننا نشـــأ بغاية معرفـــة القفل والغايـــة منه وحاجتنا إليـــه وأي نوع خنتار من

أنواعه وأين نضعها وملن نضعها.أؤكد بان القفل صنعه اإلنســـان من أجل أخيه اإلنسان الذي ميتلك اإلنسانية مبحتواها اخلري الفاعل املنتج اإلجيابي على

الرغم من وجود إنسان قفل وقفل إنسان وإنسان فيه الكثري من األقفال وهي ندره يف اإلنسانية هذا اإلنسان الشريف والعاقل والكريم األمني الذي ميتلك العقل واحلكمة واحلياء وخياف على أخيه اإلنسان فإذا وجد هذا اإلنسان املتمتع هبذه الصفات قفال أو باب مفتوحا أقفله وأغلقه خوف على أخيه اإلنســـان مبعنى أدق صنع القفل ألبناء احلالل الراشـــدين الفامهني واملتفهمني لرســـالة اإلنسان واإلنسانية وأســـباب وجودهم اإلنساني الذي حيملهم لغة احلياة وفعلها وانفعاهلا حبكم إحساسهم حباجتها هلم وحاجتهم هلا لذلك صنعوا األقفال دون التطلع إىل أشكاهلا وأحجامها وأنواعها خشـــبية كانت أم حجرية معدنية كانت أم معنويـــة املهم يف كل ذلك أســـباب وجوده وحضوره يف فلســـفة التكوين الفكري اليت تنجب التكوين احلياتي وضرورة االنتباه

إليه ومحايته.من هذا نســـتنتج ونـــدرك ونؤكد على ان القفـــل صنع ووضع مـــن أجل اإلنســـان اجليد فـــإذا دخلنا وســـألنا ملـــاذا ال يكون للسيئ والشـــرير واالنتهازي والسارق واملارق واملخالف واملعتدي واملتعدي نقول ان من هبم هذه الصفات وحيملوهنا وســـلوكياهتم تدل عليهم عندما ميتلكون نية فعل الشر بكل أشكاله يعرفون متاما ان هناك أقفال وان هناك موانع وانه يوجد قانون لذلك

القفل

Page 108: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �08 -

يتســـلحون باألســـلحة واملعدات اليت متكنه من اخللع والكسر والقتل واالقتحام وإهنم على اســـتعداد للقفز من فوق كل ذلك

من أجل حتقيق مراميهم الشريرة.هي قضية القفل واألقفال ختص كل واحد شريف يعيش على وجه البسيطة وينشد هلا اخلري ويعمل من أجل زيادة اإلنسانية ويواجه هبا كل األشـــرار والســـيئني ليس يف جمتمعنا فقط بل ويف كل جمتمعات العامل فقفلك حدود منزلك ببابه ومدينتك مبداخلها ووطنك حبدوده اليت تريدها آمنه وشخصك بأخالقه

احلميدة وزيادهتا بوصلك واتصالك اإلنساني.لقد صنع اإلنسان القفل ليكون أداة مساعدة للقانون يظهرها يف حالـــة حصـــول التعدي على أي نوع من أنـــواع األقفال اليت ذكرناها الذي حيمي احلقوق وميهرها خبامته كي ال تضيع أمام ضعاف النفوس وفاســـدي العقول واألخالق واإلتكاليني الذين يتومهون سهولة نيل األشـــياء املادية واملعنوية دون النظر إىل جهد اآلخريـــن وتعبهم، القفل صنع لإلنســـان العاقل الذي ال يفتحـــه قبل ان يســـتأذن وال يدخل من خالله قبـــل ان يعلن ويعلم ويشري إىل أنه حضر وال يتجاوز حدوده قبل السماح له

بكل ذلك لكل هذا صنع القفل ال لغري العاقل.

اجملـــــــد

من منا الحيلم بأن يبين له جمدا ليرتبع عليه ويقول ها أنا ذا هنا أكون فانظروا إيل وشاهدوني أو تابعوني أو إقرأوني حتدثوا

عن جمدي عين إن أدهشكم جمدي.أنا أســـأل ما هو اجملد كيف يبنى وكيف نصل إليه ما نوع قمته مســـتدمية زائلة هل له أطراف لنمســـك به ونقـــول أننا امتلكنا أطراف اجملد أم أنه زئبقي ال ميسك ال ميتلك وهل قمته ثابتة أم متحولة وهل هو صعب املنال أم سهل ممتنع أحاول معكم البحث يف مكنونـــه أدواته ســـبل الوصول إليه هل هـــو معنوي أم مادي وهل ميكن أن يكون رسالة حياتيه تتضمن الشخص ذاته الباحث عنه أو بناء األسرة فيكون جسرا بني ضفتني أهو طريق أهو عقل وقلـــب مبعنى فكر وتفكر هل هو أفقي أو شـــاقويل، واجملد املكانه الـــيت حيب كل إنســـان أن يصـــل إليها ليحقق مـــن خالله احلب واالحرتام واملقام وهو حق طبيعي يطلبه كل إنسان ويبحث عنه يف االمتـــالء لكـــي يرفعه اآلخرون وال يكـــون يف الفراغ أو الوهم إنـــه موقف يظهر مروءة اإلنســـان وســـخاؤه وكرمـــه يدافع فيه عن شـــرفه العملي والوطين واإلنساني وتكون له فيه املسؤولية الكربى عند متتعه باإلباء والسؤدد واجملد من املاجد وهي صفة

القفل

Page 109: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �09 -

يتســـلحون باألســـلحة واملعدات اليت متكنه من اخللع والكسر والقتل واالقتحام وإهنم على اســـتعداد للقفز من فوق كل ذلك

من أجل حتقيق مراميهم الشريرة.هي قضية القفل واألقفال ختص كل واحد شريف يعيش على وجه البسيطة وينشد هلا اخلري ويعمل من أجل زيادة اإلنسانية ويواجه هبا كل األشـــرار والســـيئني ليس يف جمتمعنا فقط بل ويف كل جمتمعات العامل فقفلك حدود منزلك ببابه ومدينتك مبداخلها ووطنك حبدوده اليت تريدها آمنه وشخصك بأخالقه

احلميدة وزيادهتا بوصلك واتصالك اإلنساني.لقد صنع اإلنسان القفل ليكون أداة مساعدة للقانون يظهرها يف حالـــة حصـــول التعدي على أي نوع من أنـــواع األقفال اليت ذكرناها الذي حيمي احلقوق وميهرها خبامته كي ال تضيع أمام ضعاف النفوس وفاســـدي العقول واألخالق واإلتكاليني الذين يتومهون سهولة نيل األشـــياء املادية واملعنوية دون النظر إىل جهد اآلخريـــن وتعبهم، القفل صنع لإلنســـان العاقل الذي ال يفتحـــه قبل ان يســـتأذن وال يدخل من خالله قبـــل ان يعلن ويعلم ويشري إىل أنه حضر وال يتجاوز حدوده قبل السماح له

بكل ذلك لكل هذا صنع القفل ال لغري العاقل.

اجملـــــــد

من منا الحيلم بأن يبين له جمدا ليرتبع عليه ويقول ها أنا ذا هنا أكون فانظروا إيل وشاهدوني أو تابعوني أو إقرأوني حتدثوا

عن جمدي عين إن أدهشكم جمدي.أنا أســـأل ما هو اجملد كيف يبنى وكيف نصل إليه ما نوع قمته مســـتدمية زائلة هل له أطراف لنمســـك به ونقـــول أننا امتلكنا أطراف اجملد أم أنه زئبقي ال ميسك ال ميتلك وهل قمته ثابتة أم متحولة وهل هو صعب املنال أم سهل ممتنع أحاول معكم البحث يف مكنونـــه أدواته ســـبل الوصول إليه هل هـــو معنوي أم مادي وهل ميكن أن يكون رسالة حياتيه تتضمن الشخص ذاته الباحث عنه أو بناء األسرة فيكون جسرا بني ضفتني أهو طريق أهو عقل وقلـــب مبعنى فكر وتفكر هل هو أفقي أو شـــاقويل، واجملد املكانه الـــيت حيب كل إنســـان أن يصـــل إليها ليحقق مـــن خالله احلب واالحرتام واملقام وهو حق طبيعي يطلبه كل إنسان ويبحث عنه يف االمتـــالء لكـــي يرفعه اآلخرون وال يكـــون يف الفراغ أو الوهم إنـــه موقف يظهر مروءة اإلنســـان وســـخاؤه وكرمـــه يدافع فيه عن شـــرفه العملي والوطين واإلنساني وتكون له فيه املسؤولية الكربى عند متتعه باإلباء والسؤدد واجملد من املاجد وهي صفة

اجملد

Page 110: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��0 -

إهلية ال يصل إليها إال مـــن حيمل مسوا يف األخالق وفعلها يراه اآلخرون لريفعونه فيكون سلمه إىل اجملد وإن أجمده أثنى على فعاله طبعا إنه اجملد لإلنســـان يصنعه يف اإلنســـان ذاته فيظهر عليه هالة وإحاطة ترتقي به مسوا و علوا فيمد يده ليأخذ مبن ســـاعدوه ورفعوه إىل جانبه فيكون مبجده جمدا ليس له فقط

بل هلم أيضا ليس للحيـــاة معنى إن مل متتلك التدافـــع واالجتهاد واملطامح وحتقيق االنتصارات وما يفرزه العقل يعززه الفعل فإما أن يطور األنا ليعتقد أنه بذلك جيمع كل شيء فيكون ال شيء وإما يطور نفســـه خدمة للجماعة واجملموع فيكون هو هم وهم هو وحيصل

التبادل ويتولد اجملد ليكون األجماد.ال يسمى اجملد جمدا إن مل ينل رضى اجملموع فاإلنسان وحيدا ال يعيش وبدون مساعده ال ميكن له أن ينجز وحيقق ومع اآلخر يصنع ويطور فاجملموع املنتظر للمساعدة هو الذي يوصل الفرد مبســـاعدته إىل اجملد مـــن أجل أن يعود نتاجـــه فينعكس عليه حضورا وسعادة من ما قدم لذلك فإذا مل يعرتف الفرد مبساعدة اجملموع أصبـــح ضئيال هزيال مفردا فينهار جمده بعدم اعرتافه

جبهد اآلخرين.اجملد ال يبنى من تعب وشـــقاء احمليط وال بالتســـلط عليهم أو

ابتزازهم وسرقة أحالمهم بل معهم وهبم وجيب ان ينعكس جمد الفرد على أسرهتم وجمد األســـرة على جمتمعها وجمد اجملتمع علـــى أمته ووطنـــه ليعود بعد ان يصل قمة اهلـــرم مفيدا يفيد

اجلميع وفخرا يفتخر به اجلميع.لننظـــر إىل تاريخ امتنا وإىل أجمادها و إىل أناســـها الذين بنوا تلـــك األجماد ولنعتـــرب ونتعلم كيف ان اجملـــد ال يتم بنائه إال بالتعاون واالنتماء والعلم واملعرفة واألميان بالشـــيء والتعمق به وان نكون جبانب بعضنا نشـــكل دافعه ورافعه لبعضنا نضيء من خالل حتولنا لشموع من أجل الوصول إىل اهلدف األمسى الذي

ان حتقق حقق اجملد لنا مجيعنا.هكذا أرى اجملد حمبة لألرض واإلنسان وتفكرا يتحول إىل علم وعمـــل فال ينتج اجملد من فراغ بل مـــن امتالء وبعد التخلي عن األنـــا الفردية واالنصهار ضمن بوتقة الفعل والتفاعل مع اآلخر والتأمل يف املوجودات فالتخصص يف اجلزئيات هبذا يتكون الكم املعريف يف البصرية املبصرة فنرى طريق اجملد سهال رغم وعورته ورغم مصاعبه يذللها املؤمنون بان الوصول للمجد حيتاج التعب

الكثري من اجلميع.لنصنـــع اجملد مؤمنـــون بأننا أمة تســـتحق اســـتعادة أجمادها

بصناعة أجماد حقيقية من اآلن وإىل ما سيأتي من الزمن

اجملد

Page 111: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

إهلية ال يصل إليها إال مـــن حيمل مسوا يف األخالق وفعلها يراه اآلخرون لريفعونه فيكون سلمه إىل اجملد وإن أجمده أثنى على فعاله طبعا إنه اجملد لإلنســـان يصنعه يف اإلنســـان ذاته فيظهر عليه هالة وإحاطة ترتقي به مسوا و علوا فيمد يده ليأخذ مبن ســـاعدوه ورفعوه إىل جانبه فيكون مبجده جمدا ليس له فقط

بل هلم أيضا ليس للحيـــاة معنى إن مل متتلك التدافـــع واالجتهاد واملطامح وحتقيق االنتصارات وما يفرزه العقل يعززه الفعل فإما أن يطور األنا ليعتقد أنه بذلك جيمع كل شيء فيكون ال شيء وإما يطور نفســـه خدمة للجماعة واجملموع فيكون هو هم وهم هو وحيصل

التبادل ويتولد اجملد ليكون األجماد.ال يسمى اجملد جمدا إن مل ينل رضى اجملموع فاإلنسان وحيدا ال يعيش وبدون مساعده ال ميكن له أن ينجز وحيقق ومع اآلخر يصنع ويطور فاجملموع املنتظر للمساعدة هو الذي يوصل الفرد مبســـاعدته إىل اجملد مـــن أجل أن يعود نتاجـــه فينعكس عليه حضورا وسعادة من ما قدم لذلك فإذا مل يعرتف الفرد مبساعدة اجملموع أصبـــح ضئيال هزيال مفردا فينهار جمده بعدم اعرتافه

جبهد اآلخرين.اجملد ال يبنى من تعب وشـــقاء احمليط وال بالتســـلط عليهم أو

ابتزازهم وسرقة أحالمهم بل معهم وهبم وجيب ان ينعكس جمد الفرد على أسرهتم وجمد األســـرة على جمتمعها وجمد اجملتمع علـــى أمته ووطنـــه ليعود بعد ان يصل قمة اهلـــرم مفيدا يفيد

اجلميع وفخرا يفتخر به اجلميع.لننظـــر إىل تاريخ امتنا وإىل أجمادها و إىل أناســـها الذين بنوا تلـــك األجماد ولنعتـــرب ونتعلم كيف ان اجملـــد ال يتم بنائه إال بالتعاون واالنتماء والعلم واملعرفة واألميان بالشـــيء والتعمق به وان نكون جبانب بعضنا نشـــكل دافعه ورافعه لبعضنا نضيء من خالل حتولنا لشموع من أجل الوصول إىل اهلدف األمسى الذي

ان حتقق حقق اجملد لنا مجيعنا.هكذا أرى اجملد حمبة لألرض واإلنسان وتفكرا يتحول إىل علم وعمـــل فال ينتج اجملد من فراغ بل مـــن امتالء وبعد التخلي عن األنـــا الفردية واالنصهار ضمن بوتقة الفعل والتفاعل مع اآلخر والتأمل يف املوجودات فالتخصص يف اجلزئيات هبذا يتكون الكم املعريف يف البصرية املبصرة فنرى طريق اجملد سهال رغم وعورته ورغم مصاعبه يذللها املؤمنون بان الوصول للمجد حيتاج التعب

الكثري من اجلميع.لنصنـــع اجملد مؤمنـــون بأننا أمة تســـتحق اســـتعادة أجمادها

بصناعة أجماد حقيقية من اآلن وإىل ما سيأتي من الزمن

اجملد

Page 112: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

املــــوت

كلمـــة قوية ما إن نســـمعها حتى نرهبها وخنـــاف منها على أهنا آتيـــة ال ريب فيها بكوهنا حق واعتادت البشـــرية أن ختاف احلق وأحيانا تكرهـــه واملوت حق إنه انفصال الالمـــادي عن املادي أي الروح تسكن العقل الالمادي والنفس تسكن القلب املادي كما أنه

عند توقف الفعل واالنفعال وسكونه يتحول املوت إىل فناء.يف علم الطب واملعرفة والعلم تعريفه موت املخ وتوقف أوامره ال موت القلب وتوقفه فالقلب أداه نستطيع استبداهلا ولكن املخ هو األداة الوحيدة اليت ال ميكن اســـتبداهلا، هل نستطيع ان نعترب النوم موتا جزئيا بكونه يســـتهلك ثلث عمرنا احلي وينخفض يف هـــذا الثلـــث النائم األداء إىل أدنا درجـــات احلركة ليعين لنا ان النوم هو املوت احلي وهـــو مؤقت وجزئي وضروري للحياة املادية

بني صعود الروح هناية احلياة املادية.إن األحباث والدراســـات مل تتوقف عرب مســـرية حياة اإلنسان يف التاريـــخ فمن فكـــرة التحنيط عند القدمـــاء وغاية احلفاظ على اجلســـد إىل فكرة إلباس اإلنســـان أمجل ثيابه ووضع حليه وجموهراته وماله وغاية األفكار البحث يف آلية املوت وهل الروح ســـتعود للجسد أم ال وفكرة وزن اجلسد قبل وبعد املوت والبحث

عـــن ما نقص منه أجريت جتربه على شـــخص حمكوم باإلعدام وضـــع يف غرفة حمكمـــة اإلغالق وأعطي حقنه املـــوت بعد وزهنا وإضافتها إىل جسده، الذي جرى أنه مات الشخص ومت وزنه بعدها فوجدنـــا وزنه + وزن احلقنه متاما دون زيادة أو نقصان فما الذي حدث من هنا جند أن اجلسم اإلنساني احلي ال خيتلف كيميائيا وفيزيولوجيا عن اجلســـم امليت يف الشـــيء فإذا قمنا بتشرحيه جند أن كل شـــيء تام والفرق أن هذا يعمل وهذا توقف كل شيء فيه توقف ال توجد أي قوة علمية قادرة على إعادته إىل العمل بالرغم أنه يف أغلب األحيان تكون حبالة ليســـت جيده فقط بل حالتهـــا ممتازة ولذلك هناك من ينقـــل األعضاء بعد التأكد من

صالحيتها ووضعها يف بنوك أن أراد الشخص أن يتربع هبا.من هنا نكتشـــف أن توقف الربنامج العقلي املسؤول عن تشغيل كل األعضـــاء الذي ال بد من وجوده كمربمج مســـؤول عن آليات عمله وتوقفه يف اإلنسان املتكون يف األساس من جمموع ذري حي والـــذرة تولد اخللية اليت تعمل حية ضمن األعضاء اجلســـمية وتنمو وتطور وتتطور من خالل تغذيتها املادية الدائمة مبنتجات الرتاب واملاء واهلواء وتوقف أي نوع من هذه احلقائق يعين موهتا ال بل موت اجلسم يف مجلته وصورته اإلنسانية ومرة واحده فيكفي منع اهلواء املغذي األساسي للروح كي تتوقف فورا وميوت اإلنسان

املوت

Page 113: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

املــــوت

كلمـــة قوية ما إن نســـمعها حتى نرهبها وخنـــاف منها على أهنا آتيـــة ال ريب فيها بكوهنا حق واعتادت البشـــرية أن ختاف احلق وأحيانا تكرهـــه واملوت حق إنه انفصال الالمـــادي عن املادي أي الروح تسكن العقل الالمادي والنفس تسكن القلب املادي كما أنه

عند توقف الفعل واالنفعال وسكونه يتحول املوت إىل فناء.يف علم الطب واملعرفة والعلم تعريفه موت املخ وتوقف أوامره ال موت القلب وتوقفه فالقلب أداه نستطيع استبداهلا ولكن املخ هو األداة الوحيدة اليت ال ميكن اســـتبداهلا، هل نستطيع ان نعترب النوم موتا جزئيا بكونه يســـتهلك ثلث عمرنا احلي وينخفض يف هـــذا الثلـــث النائم األداء إىل أدنا درجـــات احلركة ليعين لنا ان النوم هو املوت احلي وهـــو مؤقت وجزئي وضروري للحياة املادية

بني صعود الروح هناية احلياة املادية.إن األحباث والدراســـات مل تتوقف عرب مســـرية حياة اإلنسان يف التاريـــخ فمن فكـــرة التحنيط عند القدمـــاء وغاية احلفاظ على اجلســـد إىل فكرة إلباس اإلنســـان أمجل ثيابه ووضع حليه وجموهراته وماله وغاية األفكار البحث يف آلية املوت وهل الروح ســـتعود للجسد أم ال وفكرة وزن اجلسد قبل وبعد املوت والبحث

عـــن ما نقص منه أجريت جتربه على شـــخص حمكوم باإلعدام وضـــع يف غرفة حمكمـــة اإلغالق وأعطي حقنه املـــوت بعد وزهنا وإضافتها إىل جسده، الذي جرى أنه مات الشخص ومت وزنه بعدها فوجدنـــا وزنه + وزن احلقنه متاما دون زيادة أو نقصان فما الذي حدث من هنا جند أن اجلسم اإلنساني احلي ال خيتلف كيميائيا وفيزيولوجيا عن اجلســـم امليت يف الشـــيء فإذا قمنا بتشرحيه جند أن كل شـــيء تام والفرق أن هذا يعمل وهذا توقف كل شيء فيه توقف ال توجد أي قوة علمية قادرة على إعادته إىل العمل بالرغم أنه يف أغلب األحيان تكون حبالة ليســـت جيده فقط بل حالتهـــا ممتازة ولذلك هناك من ينقـــل األعضاء بعد التأكد من

صالحيتها ووضعها يف بنوك أن أراد الشخص أن يتربع هبا.من هنا نكتشـــف أن توقف الربنامج العقلي املسؤول عن تشغيل كل األعضـــاء الذي ال بد من وجوده كمربمج مســـؤول عن آليات عمله وتوقفه يف اإلنسان املتكون يف األساس من جمموع ذري حي والـــذرة تولد اخللية اليت تعمل حية ضمن األعضاء اجلســـمية وتنمو وتطور وتتطور من خالل تغذيتها املادية الدائمة مبنتجات الرتاب واملاء واهلواء وتوقف أي نوع من هذه احلقائق يعين موهتا ال بل موت اجلسم يف مجلته وصورته اإلنسانية ومرة واحده فيكفي منع اهلواء املغذي األساسي للروح كي تتوقف فورا وميوت اإلنسان

املوت

Page 114: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��4 -

وقد حيتاج لبعض الوقت فيصرب على املاء والطعام بكونه جيرت خمزونه ويأكل نفسه متناقصا إىل أن ميوت إن استمر املنع.

الســـؤال هل العقـــل الذي يوجد يف املخ هو الـــروح اليت تدخل عـــرب املنافذ مع اهلواء لتعود إليه وهو املســـؤول من خالل أوامره يوزعها على كامل جمموع اإلنســـان الذري املكونة لكامل اخلاليا احلية اليت حتيي اإلنســـان. أم أن كامـــل اخلاليا تتجمع لتعطي روحا لإلنسان فتجعله إنسانا حيا بدليل أن هناك أعضاء ظاهرة أو خمفية يف اجلســـم اإلنســـاني متوت قبل موت اإلنسان وميكن

استئصاهلا أو استبداهلا.ان جتربـــة اختيـــار األحاســـيس والشـــعور هي اختبـــار حلياة أعضائنا اجلســـدية احلية منهـــا امليتة فهي األفعـــال واالنفعال وتكون مســـؤولة وداله على الوعي والالوعـــي القادم من املربمج اآلمـــر ودليل حيـــاة وموت البعض منها أو قلهـــا اليت تؤدي رويدا رويـــدا إىل املوت الكامـــل وهذا يأخذ بنـــا إىل هناك موت بطيء

وموت مريض وموت مفاجئ.أنين احبث بغاية إضافـــة ومضه إىل معرفته وأكد أنه ال يكفي توقـــف القلب كـــي ميوت اإلنســـان أو أن يبقى يعمـــل بعد موته ألجته معكم إىل املخ الذي أعتقد أن الروح تسكنه وهي أداة حياة واحليـــاة ال تغـــين وعند فناء املادي تصعد وال ميكن أن نســـميها

النفس بكون النفس أمارة بالسوء ومتوت بانقطاع النفس وبكوهنا وســـيلة عيش اإلنســـان عنها ولكن الســـؤال هل يعلم اإلنسان يف أعماق ذاته أنه ســـيموت أو أن املوت قـــادم إليه وهو حي أم يعلم ذلـــك من خالل دالئل ومؤشـــرات وأحالم حيس هبـــا و أوكد على اإلحساس والرؤيا وهل يراه يف حلظاته األخرية، إنين أقول حتى اآلن مل يعـــرف للموت تعريفا دقيقا وإمنـــا كل ما نتحدث به هو اجتهاد إنســـاني من خالل الرتاكم املعريف الذي ومهما وصل يقف

أمامه عاجزا ليبدأ البحث حوله من جديد.املوت حقيقة وحق وخروج الروح من اجلسد وانتقاهلا إميانيا إىل العامل الروحي ختلد مراقبة حســـب سعادهتا احلياتية أو شقائها يدعونا للتفكر فيه فإن كنت فاعال وواثقا وجادا وإن كنت مرحيا وخلوقا ومؤمنا مببادئ وأســـباب وجودك وعامال على أن تســـجل فيها أنك مررت يف دروهبا وســـلكت مسالكها وأجنزت جودة وحسنا فـــال ختف ألن املوت حق ومنذ حلظة والدتك عليك أن تعلم أنك تســـري إىل حتفك وهنايتك لذلك علينـــا أن ننجز يف احلياة وهلا حصـــرا بكوننا كما أتينا ســـنعود ولذلك ال ختافـــوا املوت فاملوت

حق.إننـــا آيلون إىل زوال فماذا يعين هـــذا لنا هل جنلس وننتظر أم أن لنا رســـالة نؤديها على مســـار موجود بني نقطتني مها الوالدة

املوت

Page 115: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

وقد حيتاج لبعض الوقت فيصرب على املاء والطعام بكونه جيرت خمزونه ويأكل نفسه متناقصا إىل أن ميوت إن استمر املنع.

الســـؤال هل العقـــل الذي يوجد يف املخ هو الـــروح اليت تدخل عـــرب املنافذ مع اهلواء لتعود إليه وهو املســـؤول من خالل أوامره يوزعها على كامل جمموع اإلنســـان الذري املكونة لكامل اخلاليا احلية اليت حتيي اإلنســـان. أم أن كامـــل اخلاليا تتجمع لتعطي روحا لإلنسان فتجعله إنسانا حيا بدليل أن هناك أعضاء ظاهرة أو خمفية يف اجلســـم اإلنســـاني متوت قبل موت اإلنسان وميكن

استئصاهلا أو استبداهلا.ان جتربـــة اختيـــار األحاســـيس والشـــعور هي اختبـــار حلياة أعضائنا اجلســـدية احلية منهـــا امليتة فهي األفعـــال واالنفعال وتكون مســـؤولة وداله على الوعي والالوعـــي القادم من املربمج اآلمـــر ودليل حيـــاة وموت البعض منها أو قلهـــا اليت تؤدي رويدا رويـــدا إىل املوت الكامـــل وهذا يأخذ بنـــا إىل هناك موت بطيء

وموت مريض وموت مفاجئ.أنين احبث بغاية إضافـــة ومضه إىل معرفته وأكد أنه ال يكفي توقـــف القلب كـــي ميوت اإلنســـان أو أن يبقى يعمـــل بعد موته ألجته معكم إىل املخ الذي أعتقد أن الروح تسكنه وهي أداة حياة واحليـــاة ال تغـــين وعند فناء املادي تصعد وال ميكن أن نســـميها

النفس بكون النفس أمارة بالسوء ومتوت بانقطاع النفس وبكوهنا وســـيلة عيش اإلنســـان عنها ولكن الســـؤال هل يعلم اإلنسان يف أعماق ذاته أنه ســـيموت أو أن املوت قـــادم إليه وهو حي أم يعلم ذلـــك من خالل دالئل ومؤشـــرات وأحالم حيس هبـــا و أوكد على اإلحساس والرؤيا وهل يراه يف حلظاته األخرية، إنين أقول حتى اآلن مل يعـــرف للموت تعريفا دقيقا وإمنـــا كل ما نتحدث به هو اجتهاد إنســـاني من خالل الرتاكم املعريف الذي ومهما وصل يقف

أمامه عاجزا ليبدأ البحث حوله من جديد.املوت حقيقة وحق وخروج الروح من اجلسد وانتقاهلا إميانيا إىل العامل الروحي ختلد مراقبة حســـب سعادهتا احلياتية أو شقائها يدعونا للتفكر فيه فإن كنت فاعال وواثقا وجادا وإن كنت مرحيا وخلوقا ومؤمنا مببادئ وأســـباب وجودك وعامال على أن تســـجل فيها أنك مررت يف دروهبا وســـلكت مسالكها وأجنزت جودة وحسنا فـــال ختف ألن املوت حق ومنذ حلظة والدتك عليك أن تعلم أنك تســـري إىل حتفك وهنايتك لذلك علينـــا أن ننجز يف احلياة وهلا حصـــرا بكوننا كما أتينا ســـنعود ولذلك ال ختافـــوا املوت فاملوت

حق.إننـــا آيلون إىل زوال فماذا يعين هـــذا لنا هل جنلس وننتظر أم أن لنا رســـالة نؤديها على مســـار موجود بني نقطتني مها الوالدة

املوت

Page 116: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

والنهاية بالتأكيد هو ســـؤال رئيس يف عملية احلياة اليت تشكل اغرائتهـــا دعـــوات نبحث فيهـــا وهتيئ فرص العمـــل الكبرية من خالل موجوداهتا ومعرفة نقطة البداية )الوالدة ( وذلك الزخم البصري الذي منو عليه يدفعنا لنســـيان نقطة النهاية )املوت ( وحتى عند مشـــاهدتنا ورؤيتنا لآلخرين وهم يرحتلون من بيننا )أبناء أهل أصدقاء أبناء وطن وأمة ( ينتابنا احلزن وسريعا ننساه حتـــى ولو بقي يف ذاكرتنا يبقى ذكرى دون أن نفكر أو نتفكر بانه قد مات أننا حناول تذكر أفعاله اجليدة أو السيئة ونرتحم عليه سريعا لنتقل للفعل الذي نقوم به مبتعدين قدر ما استطعنا عن

كلمة املوت ومعناها.إننـــا نعيش لنحيا ونعمل كـــي حتيا احلياة ولنزيـــد يف حياتنا وحياهتـــا وإذا أرادنـــا ان ننجـــح هبا علينا ان نتفكـــر يف النقطتني البداية والنهاية وان نسعى جاهدين لربط بينهما بطريق ومسري

واضح بناء هادف.

املصيبـــــة

حجمها نوعها ماهيتها متى نسميها مصيبة وأساسها أصاب ومنها أصابتـــه وهي تصيب فرد وأســـرة وجمتمع وأمة فهي كل ما يؤذي

اإلنسان بشخصه أو مبا يلد منه أو جنيه ومجعه وتكوينه أثناء مســـرية حياته ويف شـــكلها العام إن مل تكن منهيـــة تكون دافعة ورافعـــة علـــى مبدأ )إن مل تقصـــم تقوي ( ولكـــن إذا امتلك من تصيبه القدرة على حتملها وفهمه للصرب ككلمة ساحرة تعطيه

قوة مقاومتها واستيعاهبا حتى يبدأ من جديد ويتجاوزها.أعتقد أن املصيبة ليســـت يف كل حاالهتا شرا وال توجب اجلزع واخلوف إن كانت طبيعية أو حقيقة قادمة من اكتشاف مفاجئ أو ال إرادية بل إن استيعاهبا وحتليل أسباب حصوهلا بشكل منطقي واع خيفف وطأهتا ويفيد يف امتصاصها وقلب اجملن لتجاوزها وإذا حتلى املرء باإلميان احلقيقي وحســـن التحمل وقوة الصرب جيد أهنا ال توجب اجلزع وإمنا هي حمك يوضع االنســـان عليه ليظهر جوهـــره ونوعـــه ومن أي مرتبه إنســـانية هـــو، وال ينبغي علينا اعتبـــار املوت كنوع من أنواع املصيبـــة بكونه حق وحقيقة واقعه ال حمالة عاجال أم آجال واحلـــوادث واملرض والعوامل الطبيعية ذات الكوارث تصنف كنوع من أنواع املصيبة وحتتاج فهم أســـباب

حدوثها.إن كل هـــذا الذكر حول املصيبة يدور يف فلك اإلنســـان وعليه وعالقتها باإلنســـان بكونـــه حامل عقل وبصـــر وبصرية ختوله مبعرفتها وتقديرها واســـتيعاهبا وكما ذكرت اإلنســـان على أنواع يف االستقبال هلا فمنه الساخط ويكون أسوأ أنواع اإلنسان ومنه

املصيبة

Page 117: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

والنهاية بالتأكيد هو ســـؤال رئيس يف عملية احلياة اليت تشكل اغرائتهـــا دعـــوات نبحث فيهـــا وهتيئ فرص العمـــل الكبرية من خالل موجوداهتا ومعرفة نقطة البداية )الوالدة ( وذلك الزخم البصري الذي منو عليه يدفعنا لنســـيان نقطة النهاية )املوت ( وحتى عند مشـــاهدتنا ورؤيتنا لآلخرين وهم يرحتلون من بيننا )أبناء أهل أصدقاء أبناء وطن وأمة ( ينتابنا احلزن وسريعا ننساه حتـــى ولو بقي يف ذاكرتنا يبقى ذكرى دون أن نفكر أو نتفكر بانه قد مات أننا حناول تذكر أفعاله اجليدة أو السيئة ونرتحم عليه سريعا لنتقل للفعل الذي نقوم به مبتعدين قدر ما استطعنا عن

كلمة املوت ومعناها.إننـــا نعيش لنحيا ونعمل كـــي حتيا احلياة ولنزيـــد يف حياتنا وحياهتـــا وإذا أرادنـــا ان ننجـــح هبا علينا ان نتفكـــر يف النقطتني البداية والنهاية وان نسعى جاهدين لربط بينهما بطريق ومسري

واضح بناء هادف.

املصيبـــــة

حجمها نوعها ماهيتها متى نسميها مصيبة وأساسها أصاب ومنها أصابتـــه وهي تصيب فرد وأســـرة وجمتمع وأمة فهي كل ما يؤذي

اإلنسان بشخصه أو مبا يلد منه أو جنيه ومجعه وتكوينه أثناء مســـرية حياته ويف شـــكلها العام إن مل تكن منهيـــة تكون دافعة ورافعـــة علـــى مبدأ )إن مل تقصـــم تقوي ( ولكـــن إذا امتلك من تصيبه القدرة على حتملها وفهمه للصرب ككلمة ساحرة تعطيه

قوة مقاومتها واستيعاهبا حتى يبدأ من جديد ويتجاوزها.أعتقد أن املصيبة ليســـت يف كل حاالهتا شرا وال توجب اجلزع واخلوف إن كانت طبيعية أو حقيقة قادمة من اكتشاف مفاجئ أو ال إرادية بل إن استيعاهبا وحتليل أسباب حصوهلا بشكل منطقي واع خيفف وطأهتا ويفيد يف امتصاصها وقلب اجملن لتجاوزها وإذا حتلى املرء باإلميان احلقيقي وحســـن التحمل وقوة الصرب جيد أهنا ال توجب اجلزع وإمنا هي حمك يوضع االنســـان عليه ليظهر جوهـــره ونوعـــه ومن أي مرتبه إنســـانية هـــو، وال ينبغي علينا اعتبـــار املوت كنوع من أنواع املصيبـــة بكونه حق وحقيقة واقعه ال حمالة عاجال أم آجال واحلـــوادث واملرض والعوامل الطبيعية ذات الكوارث تصنف كنوع من أنواع املصيبة وحتتاج فهم أســـباب

حدوثها.إن كل هـــذا الذكر حول املصيبة يدور يف فلك اإلنســـان وعليه وعالقتها باإلنســـان بكونـــه حامل عقل وبصـــر وبصرية ختوله مبعرفتها وتقديرها واســـتيعاهبا وكما ذكرت اإلنســـان على أنواع يف االستقبال هلا فمنه الساخط ويكون أسوأ أنواع اإلنسان ومنه

املصيبة

Page 118: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��8 -

الصابر وهـــو فوق االميان ومنه الراضـــي فيعتربها قدرا مقدرا ليقنـــع هبا هادئا صابرا عليها وهـــو أعلى مرتبة من الصابر ومنه الشاكر وهذا أعلى مراتب البشـــر وحاله األفضل بني كل مراتب وحتليل الشـــكر أوال والرضى ثانيا والصرب ثالثا والسخط رابعا حتليل لشـــخصية اإلنســـان وعالقته مع مجلة احلياة ومكوناهتا وخريه وشره وحسنه وبشاعته وعندما نفرق بني املوت على أنه حالة حتميه نســـدل عليه ستار احلزن ونعلقه يف خانة النسيان فصغريا كان أم هرما تستطيع بالتحليل فهم موته وأسبابه واملال

وضياعه أيضا له عالقة حبسن اإلدارة وفشلها.أقول املصيبة فعل اســـتباحة اإلنسان ألخيه اإلنسان يف غفلة منه ما أن يســـتفيق حتى جيد نفسه يف فراغ حاصل وحتدث إما جلهله يف معرفة الشـــيء الذي أصابه أو وضع نفسه يف مواجهتها لتصيبه دون غريه، إن املصيبة ليســـت سوء احلظ وليست املوت به أو نلعنه إهنا يف اعتقادي قضية وال عالقة للدهر هبا حتى نسجتاهل األخطـــاء وتراكمها وعـــدم معاجلتهـــا يف وقتها ترتاكم لتنفجر يف حلظة كاشـــفة البنيان اهلش الذي ينشـــبه اإلنسان أمامه فريى حجمها أكرب منه بكثري وهنا تتدخل األحوال فإما جتعله العنا ســـاخطا وإما تطور الوعي عنـــده ومتنحه الصرب الـــذي قليال ما جنـــده عند املصابني باملصائب وإمـــا نراه حامدا شاكرا مل يكن له دورا يف حياته وال عالقة هبا وإمنا أطبقت عليه

نتاج فعل ضغينة أطبقت عليه.هي هكذا تظهر يف وقت نسياهنا وعدم حساب أوقاهتا ويف غفلة منا أو جهل مبعرفتها وتقديـــر قوهتا أؤكد على أهنا أغلب أوقاهتا تكون انعكاســـا ملسرية حياة الفرد أو األســـرة أو اجملتمع ونوعية مســـرينا فإذا فهمنا ســـلوكنا وطورناه حســـنا وأفعاال جيدة قد تتجاوزها يف حياتنا وإذا حلت لنكن صابرين أو راضني أو شاكرين

حامدين ال ساخطني ال عنني من أجل جتاوزها.املصيبة تبدأ كبرية بالسخط تكرب أكثر وتتفاعل بالصرب عليها تصغر وتتضاءل وبالرضى تذوب وتســـيل على األرض وبالشـــكر

تتبخر وتتالشى.

املفــــاهيم

ليســـت كلمات تنطق هبا األلســـنة وتتمتم هبا الشـــفاه إمنا هي مضامني فيها املعاني تؤثر بشكل أو بصورة مباشرة أو غري مباشرة على سلوك اإلنساني ومتيز بني املاديات واملعنويات وتظهر بعضها إما جانب بعض أو مضافة حيث تعطي جدية جديدة ألي معنى

ليصبح به مضمون ومعنى جديد.إن كلمـــة مفهـــوم حني اإلجابـــة هبا تعين أنـــك امتلكت معرفة اإلجابة على الســـؤال الذي طرح عليك وإنك قادر على حتقيق

املصيبة

Page 119: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��9 -

الصابر وهـــو فوق االميان ومنه الراضـــي فيعتربها قدرا مقدرا ليقنـــع هبا هادئا صابرا عليها وهـــو أعلى مرتبة من الصابر ومنه الشاكر وهذا أعلى مراتب البشـــر وحاله األفضل بني كل مراتب وحتليل الشـــكر أوال والرضى ثانيا والصرب ثالثا والسخط رابعا حتليل لشـــخصية اإلنســـان وعالقته مع مجلة احلياة ومكوناهتا وخريه وشره وحسنه وبشاعته وعندما نفرق بني املوت على أنه حالة حتميه نســـدل عليه ستار احلزن ونعلقه يف خانة النسيان فصغريا كان أم هرما تستطيع بالتحليل فهم موته وأسبابه واملال

وضياعه أيضا له عالقة حبسن اإلدارة وفشلها.أقول املصيبة فعل اســـتباحة اإلنسان ألخيه اإلنسان يف غفلة منه ما أن يســـتفيق حتى جيد نفسه يف فراغ حاصل وحتدث إما جلهله يف معرفة الشـــيء الذي أصابه أو وضع نفسه يف مواجهتها لتصيبه دون غريه، إن املصيبة ليســـت سوء احلظ وليست املوت به أو نلعنه إهنا يف اعتقادي قضية وال عالقة للدهر هبا حتى نسجتاهل األخطـــاء وتراكمها وعـــدم معاجلتهـــا يف وقتها ترتاكم لتنفجر يف حلظة كاشـــفة البنيان اهلش الذي ينشـــبه اإلنسان أمامه فريى حجمها أكرب منه بكثري وهنا تتدخل األحوال فإما جتعله العنا ســـاخطا وإما تطور الوعي عنـــده ومتنحه الصرب الـــذي قليال ما جنـــده عند املصابني باملصائب وإمـــا نراه حامدا شاكرا مل يكن له دورا يف حياته وال عالقة هبا وإمنا أطبقت عليه

نتاج فعل ضغينة أطبقت عليه.هي هكذا تظهر يف وقت نسياهنا وعدم حساب أوقاهتا ويف غفلة منا أو جهل مبعرفتها وتقديـــر قوهتا أؤكد على أهنا أغلب أوقاهتا تكون انعكاســـا ملسرية حياة الفرد أو األســـرة أو اجملتمع ونوعية مســـرينا فإذا فهمنا ســـلوكنا وطورناه حســـنا وأفعاال جيدة قد تتجاوزها يف حياتنا وإذا حلت لنكن صابرين أو راضني أو شاكرين

حامدين ال ساخطني ال عنني من أجل جتاوزها.املصيبة تبدأ كبرية بالسخط تكرب أكثر وتتفاعل بالصرب عليها تصغر وتتضاءل وبالرضى تذوب وتســـيل على األرض وبالشـــكر

تتبخر وتتالشى.

املفــــاهيم

ليســـت كلمات تنطق هبا األلســـنة وتتمتم هبا الشـــفاه إمنا هي مضامني فيها املعاني تؤثر بشكل أو بصورة مباشرة أو غري مباشرة على سلوك اإلنساني ومتيز بني املاديات واملعنويات وتظهر بعضها إما جانب بعض أو مضافة حيث تعطي جدية جديدة ألي معنى

ليصبح به مضمون ومعنى جديد.إن كلمـــة مفهـــوم حني اإلجابـــة هبا تعين أنـــك امتلكت معرفة اإلجابة على الســـؤال الذي طرح عليك وإنك قادر على حتقيق

املفاهيم

Page 120: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��0 -

اإلجابة بشـــكل دقيق ونوعي على ما طرح عليك من هنا ننطلق معـــا لتحديد املفهوم ومنع تداخله مع املفاهيم املخزنة يف العقل كي ال حيدث التداخل ونعطي إجابات ناقصة أو خمتلطة تنعكس على تعامالتنا وتظهرنا بأننا لسنا فامهني لإلجابة بشكل صحيح ممـــا يبعدنا عـــن التطـــور والتواصل لذلك ومنه جيـــب أن ننأى بأنفسنا عن التداخل وحناول متلك املفهوم ونضيفه إىل مفاهيمنا برتتيب نوعي جيعلنا جنيب ونفعل ضمن حدود املفهوم املطلوب

منا فهمه.نعم أن املفاهيم تتطور وتتبدل فهي وارده يف األساس من األفكار والقيم اليت أنتجت يف العقل اإلنســـاني وتؤثر بصورة أو بأخرى على ســـلوكه املرتبط مبفاهيم البيئة احمليطـــة به واملنجبة له لذلك معرفة التدفق املعلوماتي والتدقيق فيه ضرورة من ضرورات لبحث الدؤوب لتطوير اإلنســـان واجملتمعـــات من خالل االقتناع بأن هناك من ميتلك ســـوء النوايا بغاية إدخال مفاهيم خبيثة حتد من التطـــور وجتلب العار الحقا إن مت اعتناقها واألخذ هبا فتحديـــد املفاهيم والعمل على انتقائهـــا بدقة وتطويرها يعزز شـــخصية الفرد وحيوله إىل إنســـان راقي حيمل صورة اجيابية

عن جمتمعه ويشري إىل تطوره وتطور جمتمعه.إن املفاهيـــم على أنـــواع نبع ومجع ومضاف ومضـــاف إليه وهي جذور وفروع تنطلق من تاريخ وثقافة وخصوصيه متتلك العلمية

وتســـتفيد من التبادل والتالقي وجتارب اآلخرين دون إفراط أو تفريـــط ودون ختل عن القيم واملبادئ الســـليمة والصحيحة مع امتالك مرونه فكرية وسعه يف األفق االسرتاتيجي الذي تسعى للوصول إليه ممتلكه حلقيقة التسلسل املنطقي يف رحلة إجياد احللول كي يتعـــزز مفهومها وتصبح فهما واضحـــا بعد التحقيق تضاف إىل ســـجل احلقائق مفهوما ضمن املفاهيم بالطبع تقاس األمم واجملتمعات واألفراد من خالل امتالكها جلملة املفاهيم وأول املفاهيم مفهوم فلســـفة وجود اإلنسان وتكوينه ومن ثم تارخيه وجغرافيته ودرجة انتمائه وتتواىل املفاهيم لرتسم الشخصيات فاملفاهيـــم الفيزيائيـــة والكيمائيـــة والرياضيـــة واالجتماعية واالقتصاديـــة والسياســـية ومفاهيم الوطـــن واملواطنة والدفاع عن األرض والعـــرض واإلميان باحلقائق العلميـــة وفهم املظاهر الطبيعية والبحث يف املســـموح واملمكن وحتويل املمكن إىل واقع ورفـــض املســـتحيل واخليال الـــال واقعي كل ذلك يولـــد حضورا حقيقيا هو فهم لألســـباب احلضور وظروفه وحاالته كما أن فهم االحنراف والشـــذوذ عنـــد العاقل ضرورة علميـــة فيمتلك فهم املقارنة ما بني السالب واملوجب ويستطيع بفهمه أن ينصح ومينح ويعطي ومينع ويوجه إىل مســـالك الصح واالبتعاد عن التشـــدد والتقـــزم واالحنصار واالحنباس وهي مهمـــة كمفاهيم أن تعيها األجيـــال ال جيل واحد بل جيب أن تتوارثها فهي شـــخصية من

املفاهيم

Page 121: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

اإلجابة بشـــكل دقيق ونوعي على ما طرح عليك من هنا ننطلق معـــا لتحديد املفهوم ومنع تداخله مع املفاهيم املخزنة يف العقل كي ال حيدث التداخل ونعطي إجابات ناقصة أو خمتلطة تنعكس على تعامالتنا وتظهرنا بأننا لسنا فامهني لإلجابة بشكل صحيح ممـــا يبعدنا عـــن التطـــور والتواصل لذلك ومنه جيـــب أن ننأى بأنفسنا عن التداخل وحناول متلك املفهوم ونضيفه إىل مفاهيمنا برتتيب نوعي جيعلنا جنيب ونفعل ضمن حدود املفهوم املطلوب

منا فهمه.نعم أن املفاهيم تتطور وتتبدل فهي وارده يف األساس من األفكار والقيم اليت أنتجت يف العقل اإلنســـاني وتؤثر بصورة أو بأخرى على ســـلوكه املرتبط مبفاهيم البيئة احمليطـــة به واملنجبة له لذلك معرفة التدفق املعلوماتي والتدقيق فيه ضرورة من ضرورات لبحث الدؤوب لتطوير اإلنســـان واجملتمعـــات من خالل االقتناع بأن هناك من ميتلك ســـوء النوايا بغاية إدخال مفاهيم خبيثة حتد من التطـــور وجتلب العار الحقا إن مت اعتناقها واألخذ هبا فتحديـــد املفاهيم والعمل على انتقائهـــا بدقة وتطويرها يعزز شـــخصية الفرد وحيوله إىل إنســـان راقي حيمل صورة اجيابية

عن جمتمعه ويشري إىل تطوره وتطور جمتمعه.إن املفاهيـــم على أنـــواع نبع ومجع ومضاف ومضـــاف إليه وهي جذور وفروع تنطلق من تاريخ وثقافة وخصوصيه متتلك العلمية

وتســـتفيد من التبادل والتالقي وجتارب اآلخرين دون إفراط أو تفريـــط ودون ختل عن القيم واملبادئ الســـليمة والصحيحة مع امتالك مرونه فكرية وسعه يف األفق االسرتاتيجي الذي تسعى للوصول إليه ممتلكه حلقيقة التسلسل املنطقي يف رحلة إجياد احللول كي يتعـــزز مفهومها وتصبح فهما واضحـــا بعد التحقيق تضاف إىل ســـجل احلقائق مفهوما ضمن املفاهيم بالطبع تقاس األمم واجملتمعات واألفراد من خالل امتالكها جلملة املفاهيم وأول املفاهيم مفهوم فلســـفة وجود اإلنسان وتكوينه ومن ثم تارخيه وجغرافيته ودرجة انتمائه وتتواىل املفاهيم لرتسم الشخصيات فاملفاهيـــم الفيزيائيـــة والكيمائيـــة والرياضيـــة واالجتماعية واالقتصاديـــة والسياســـية ومفاهيم الوطـــن واملواطنة والدفاع عن األرض والعـــرض واإلميان باحلقائق العلميـــة وفهم املظاهر الطبيعية والبحث يف املســـموح واملمكن وحتويل املمكن إىل واقع ورفـــض املســـتحيل واخليال الـــال واقعي كل ذلك يولـــد حضورا حقيقيا هو فهم لألســـباب احلضور وظروفه وحاالته كما أن فهم االحنراف والشـــذوذ عنـــد العاقل ضرورة علميـــة فيمتلك فهم املقارنة ما بني السالب واملوجب ويستطيع بفهمه أن ينصح ومينح ويعطي ومينع ويوجه إىل مســـالك الصح واالبتعاد عن التشـــدد والتقـــزم واالحنصار واالحنباس وهي مهمـــة كمفاهيم أن تعيها األجيـــال ال جيل واحد بل جيب أن تتوارثها فهي شـــخصية من

املفاهيم

Page 122: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

شخصيات اجملتمع إن تواجدت فيه تواجد يف احلياة.جيب ان ال تبقى املفاهيم مفردات مسجلة يف القواميس والكتب بل جيب العمل على نشرها وإظهارها وتبادهلا وتداوهلا فال ميكن لشخص يريد أن يقدم نفسه أو جمتمعه أو أمته التقدم الصحيح دون اإلملام واملعرفة مبفاهيـــم وجوده ووجود جمتمعه وأمته وال ميكنه الدفاع عن نفســـه وماميتلكه إن مل يتمتع أيضا مبفهوم ما

ميتلك وميلك من مادة وال مادة.إن املفاهيم مجع مفهوم واملفهوم تأكيد للمعلوم فبعد أن تتعلم تســـأل هل فهمت فتجيب نعم فهمت وكلمـــا عززت علمك فهمت أكثر فالفهم أعلى درجة من العلم وهو الذي يســـجل عن اآلخر فهمك يف سجل املفاهيم النوعيه الوصفيه واملوروثه لتأخذ شكال

وحضورا ختلد يف عامل الالمادي بعد رحيلك من عامل املادي.

الواجب

على كل إنسان فعله ونتعلم إجنازه جبودة فهو شخصية اإلنسان وفعل احليـــاة اليومية نبـــدأ حبمله منذ اليـــوم األول لولوجنا وبدايـــة تكون الوعي يف حياتنا ونشـــأتنا نتململ منه وأحيانا ال نرغـــب فيه وبالرغم من كل ذلك تـــارة ننجزه كامال وتارة نتقص

منه وأحيانا نتناساه أو نتجاهله.

نكرب فيكرب معنا ونتطور لنجد انه يرافقنا، أحيانا ننظر إليه على أنه هم وأحيانا وهم يزعجنا وأحيانا حنبه ويدخل السرور إىل نفوســـنا عند النجاح يف إجنازه وهناك من جيعل منه هدفا يســـتعد له يف مســـاءه ويضع آليات لتنفيـــذه ويدونه يف جدول أعماله ويعاهد نفســـه على تنفيذه يف اليوم التايل ويعتربه من أوىل أولويات حياته وان االعتقاد بأن الواجب هو وســـيلة احلياة يدعونا لندخل عليه ونتدارســـه بغاية اإلضافة وتعميق شرحه وايضـــاح ما خفي منه من خالل فهـــم جوهره عرب صوره املرئية

لنا.نعم الواجب وجب حتقيقه بكونه مطلب لعيش الفرد واألسرة واجلماعة والدولة واألمة واألمم وهو باب تكليف ملزم مبعنى لزم ويلزم وإذا حتقق الواجب وجب واستحق له ونال نتيجته والواجب هو املنجب من خالل اختيار األفضل للتحقيق دون إمهال األدنى أي جـــدول األمهية الواجب حتقيقه كما وأنه طلب اجملتمع بعد أن حيقـــق للفرد محايته وفرصـــه يف العيش الكريـــم وإعطائه شخصيته ومسته فما الذي يدعوك لالستيقاظ صباحا للذهاب إىل عملـــك وما الذي يدعـــوك إىل تنفيذ متطلبـــات ما حتمله من عقيدة وشـــرعية ودين ما الذي يدعـــوك لتنفيذ مقتضيات العالقات اإلنســـانية ومحاية نفسك وأسرتك وجمتمعك وبلدك وأمتك إنه الواجب ومجعه الواجبات اليت ينضوي حتت مفهومها

الواجب

Page 123: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

شخصيات اجملتمع إن تواجدت فيه تواجد يف احلياة.جيب ان ال تبقى املفاهيم مفردات مسجلة يف القواميس والكتب بل جيب العمل على نشرها وإظهارها وتبادهلا وتداوهلا فال ميكن لشخص يريد أن يقدم نفسه أو جمتمعه أو أمته التقدم الصحيح دون اإلملام واملعرفة مبفاهيـــم وجوده ووجود جمتمعه وأمته وال ميكنه الدفاع عن نفســـه وماميتلكه إن مل يتمتع أيضا مبفهوم ما

ميتلك وميلك من مادة وال مادة.إن املفاهيم مجع مفهوم واملفهوم تأكيد للمعلوم فبعد أن تتعلم تســـأل هل فهمت فتجيب نعم فهمت وكلمـــا عززت علمك فهمت أكثر فالفهم أعلى درجة من العلم وهو الذي يســـجل عن اآلخر فهمك يف سجل املفاهيم النوعيه الوصفيه واملوروثه لتأخذ شكال

وحضورا ختلد يف عامل الالمادي بعد رحيلك من عامل املادي.

الواجب

على كل إنسان فعله ونتعلم إجنازه جبودة فهو شخصية اإلنسان وفعل احليـــاة اليومية نبـــدأ حبمله منذ اليـــوم األول لولوجنا وبدايـــة تكون الوعي يف حياتنا ونشـــأتنا نتململ منه وأحيانا ال نرغـــب فيه وبالرغم من كل ذلك تـــارة ننجزه كامال وتارة نتقص

منه وأحيانا نتناساه أو نتجاهله.

نكرب فيكرب معنا ونتطور لنجد انه يرافقنا، أحيانا ننظر إليه على أنه هم وأحيانا وهم يزعجنا وأحيانا حنبه ويدخل السرور إىل نفوســـنا عند النجاح يف إجنازه وهناك من جيعل منه هدفا يســـتعد له يف مســـاءه ويضع آليات لتنفيـــذه ويدونه يف جدول أعماله ويعاهد نفســـه على تنفيذه يف اليوم التايل ويعتربه من أوىل أولويات حياته وان االعتقاد بأن الواجب هو وســـيلة احلياة يدعونا لندخل عليه ونتدارســـه بغاية اإلضافة وتعميق شرحه وايضـــاح ما خفي منه من خالل فهـــم جوهره عرب صوره املرئية

لنا.نعم الواجب وجب حتقيقه بكونه مطلب لعيش الفرد واألسرة واجلماعة والدولة واألمة واألمم وهو باب تكليف ملزم مبعنى لزم ويلزم وإذا حتقق الواجب وجب واستحق له ونال نتيجته والواجب هو املنجب من خالل اختيار األفضل للتحقيق دون إمهال األدنى أي جـــدول األمهية الواجب حتقيقه كما وأنه طلب اجملتمع بعد أن حيقـــق للفرد محايته وفرصـــه يف العيش الكريـــم وإعطائه شخصيته ومسته فما الذي يدعوك لالستيقاظ صباحا للذهاب إىل عملـــك وما الذي يدعـــوك إىل تنفيذ متطلبـــات ما حتمله من عقيدة وشـــرعية ودين ما الذي يدعـــوك لتنفيذ مقتضيات العالقات اإلنســـانية ومحاية نفسك وأسرتك وجمتمعك وبلدك وأمتك إنه الواجب ومجعه الواجبات اليت ينضوي حتت مفهومها

الواجب

Page 124: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��4 -

كل ما ذكرناه.وإذا أردنا أن حنلل الواجب وندخل إىل جوهره وفلسفة تكوينه من مظهـــره بعد أن قرأنـــاه وتعرفنا عن قرب على شـــكله الذي يتكون من سؤال ال بل من أسئلة الواجب يدعوك لإلجابة عليها وهي مدخل بسيط بدأت به حياتك منذ الطفولة املبكرة ومرورا

بالشباب والرجولة والكهولة طبعـــا الواجـــب قســـمان األول ذاتي عفوي يتعلق بشـــخصية اإلنسان يقوم به ويؤديه من خالل مجلة اخلري املتفوقة يف ذاته وعقله وتشكل واقعه على شكل االستجابة السريعة أمام أي حدث مفاجئ كأن تلهف لغريق أو تساهم يف إمخاد حريق أو هتب لنصرة مظلوم إذا امتلكت املقدرة على نصرته أو الدفاع عن شرف عملك املســـؤول عن كل أنواع شرفك أو عندما يناديك الوطن فواجبك ان ال ترتدد والثاني نداء وظائف تتعلق مبتطلبات احلياة كتعليم نفسك طاملا ان العلم متاح لك وحصولك على نتائج ترفعك طاملا ان لديـــك عقل قابل للتطـــور فإذا تطورت هنـــا يصبح الواجب عليـــك ان تعطي علمك لألخريني يف حميط اســـرتك وجمتمعك ووطنك، وواجبك أسرتك اليت كونتها ومسؤوليتك عليها تقديم اخلري إليها والرعاية والعلم قدر استطاعتك وال منة لك يف ذلك كما عليك إجادة عملك وإتقانه طاملا انك تســـتلم منه أجرا هي االجيـــارة على واجبك الذي نفذت كمـــا ان رعاية جمتمعك من

شـــارعه إىل كل مكوناته هو اإلخالص الطيـــب له فهذا واجبك الذي جييبك عليه بتكرميك قائال إنك إنســـان تعرف مالك وما

عليك.وإن االعتقـــاد الـــذي جيب ان يســـود لدى اإلنســـانية مجعاء ببشـــريته ان الواجـــب الذي جيـــب ويوجب امتالكـــه هو العلم واحلـــب واملعرفة للذات البشـــرية وحمليطها املوجـــود ولواجدها األزيل وفهـــم هذه العالقة اليت حتمـــل املعادالت املنطقية ليس هلا عالقـــة يف الغيبيات بل هي حمققة تعايـــش وتعاصر الواقع وفهم هذه الواجبات األســـاس يف عملية التكوين اإلنســـاني فهم لالرتقاء بك أيها اإلنسان فإذا أردت االنتقال درجة ورمبا درجات ينبغي عليـــك ان تفعل الواجـــب فإذا امتلكتـــه وعلمته صغرت أمامك الواجبات وتصبح ومتســـي مرنا ســـهال أمينا ومؤمنا ترتاح نفســـك فريتاح الضمري الذي بناك ألجله ويسكن فيك بسعادة انه اإلخـــالص أي النتيجة الـــيت تكتب يف هنايـــة الواجب انك

حصلت على عالمة النجاح.

الوجــــــــدان

صورة إنســـانية تتناغم وتتداخل مع مجلة األحاسيس لتلجم الغرائـــز متفاعلة مع الوعي حمولة إياها إىل استشـــعار وشـــعور

الواجب

Page 125: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

كل ما ذكرناه.وإذا أردنا أن حنلل الواجب وندخل إىل جوهره وفلسفة تكوينه من مظهـــره بعد أن قرأنـــاه وتعرفنا عن قرب على شـــكله الذي يتكون من سؤال ال بل من أسئلة الواجب يدعوك لإلجابة عليها وهي مدخل بسيط بدأت به حياتك منذ الطفولة املبكرة ومرورا

بالشباب والرجولة والكهولة طبعـــا الواجـــب قســـمان األول ذاتي عفوي يتعلق بشـــخصية اإلنسان يقوم به ويؤديه من خالل مجلة اخلري املتفوقة يف ذاته وعقله وتشكل واقعه على شكل االستجابة السريعة أمام أي حدث مفاجئ كأن تلهف لغريق أو تساهم يف إمخاد حريق أو هتب لنصرة مظلوم إذا امتلكت املقدرة على نصرته أو الدفاع عن شرف عملك املســـؤول عن كل أنواع شرفك أو عندما يناديك الوطن فواجبك ان ال ترتدد والثاني نداء وظائف تتعلق مبتطلبات احلياة كتعليم نفسك طاملا ان العلم متاح لك وحصولك على نتائج ترفعك طاملا ان لديـــك عقل قابل للتطـــور فإذا تطورت هنـــا يصبح الواجب عليـــك ان تعطي علمك لألخريني يف حميط اســـرتك وجمتمعك ووطنك، وواجبك أسرتك اليت كونتها ومسؤوليتك عليها تقديم اخلري إليها والرعاية والعلم قدر استطاعتك وال منة لك يف ذلك كما عليك إجادة عملك وإتقانه طاملا انك تســـتلم منه أجرا هي االجيـــارة على واجبك الذي نفذت كمـــا ان رعاية جمتمعك من

شـــارعه إىل كل مكوناته هو اإلخالص الطيـــب له فهذا واجبك الذي جييبك عليه بتكرميك قائال إنك إنســـان تعرف مالك وما

عليك.وإن االعتقـــاد الـــذي جيب ان يســـود لدى اإلنســـانية مجعاء ببشـــريته ان الواجـــب الذي جيـــب ويوجب امتالكـــه هو العلم واحلـــب واملعرفة للذات البشـــرية وحمليطها املوجـــود ولواجدها األزيل وفهـــم هذه العالقة اليت حتمـــل املعادالت املنطقية ليس هلا عالقـــة يف الغيبيات بل هي حمققة تعايـــش وتعاصر الواقع وفهم هذه الواجبات األســـاس يف عملية التكوين اإلنســـاني فهم لالرتقاء بك أيها اإلنسان فإذا أردت االنتقال درجة ورمبا درجات ينبغي عليـــك ان تفعل الواجـــب فإذا امتلكتـــه وعلمته صغرت أمامك الواجبات وتصبح ومتســـي مرنا ســـهال أمينا ومؤمنا ترتاح نفســـك فريتاح الضمري الذي بناك ألجله ويسكن فيك بسعادة انه اإلخـــالص أي النتيجة الـــيت تكتب يف هنايـــة الواجب انك

حصلت على عالمة النجاح.

الوجــــــــدان

صورة إنســـانية تتناغم وتتداخل مع مجلة األحاسيس لتلجم الغرائـــز متفاعلة مع الوعي حمولة إياها إىل استشـــعار وشـــعور

الوجدان

Page 126: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

ومشاعر مرتفعة عن فائض احلاجات العضوية ساعية لالخنراط يف اهلم اجملتمعي من خالل زيادة رقة الشعور واإلحساس باآلخر فيظهـــر شـــكل الوجدان ويطلـــق على اإلنســـاني أنـــه وجداني والوجدان يقرتب كثريا من احلقوق العامة ويسهم فيها مرتفعا عن احلقوق الشـــخصية وأحيانا كثرية يعطي صاحب الوجدان

من حقوقه بإدارته.والوجدان مجلة أخالقية ميتلك من العقل وشكله احلكمة اليت تســـيطر على الغرائز وترسم مســـارات عاقلة للمشاعر وتعريف ه ووجده أي أدركه ونال مطلبه الوجـــدان يف اللغة: من وجد وجدعلى وجه حق بعد أن أعطى حقوق اآلخرين ونال رضاهم فأخذ شـــكل اإلنســـان الوجداني املتمتع بالطاقة احليوية وله مشاعر بكل انفعاالهتا وقوهتا تعطيه هذا االســـم الـــذي مينع به تطور احلاجات العضوية والفهم الغريزي فال جتعله هنما وال شبقا وال

متسلطا.كمـــا أن الوجـــدان من وجود احلـــس الذي يتحرك بواســـطة احلواس اخلمســـة زائد احلاسة العاقلة واحلاسة الناطقة حيث تتلمس وتتلمس طعمه ونعومته وخشـــونته وتنفعل وتتفاعل مع ما جتده متفوقة بالروح السامية على النفس اليت تأمر بالسوء وتدفع هبا إىل سجنها ودائما تشكلها يف حماوالت انفالهتا وإذا ما انفلت الوجدان أوجـــد االضطراب حموال إياه إىل حالة مرضية

تنعكس ســـلبا على شـــخصه وأســـرته وجمتمعه مما يســـتوجب عالجـــه ومراقبته فهو أيضا يعيش يف املزاج ومهم أن يكون املزاج

متزنا.إن قـــراءة املفهوم الوجداني تأخذ بنـــا إىل ضرورة البحث فيه حيـــث أننا جنده تارة مزاج كامن بني الشـــعور والفكر وتارة تأمل وحماكمـــة للذات وفلســـفتها القابعة يف أعماقها وأبعاد الشـــعور والالشـــعور وأحيانا ندخل عليه فنراه فيض روحي متنقل مابني الشعور والعواطف وهو أيضا كل ذلك النفس حني تتخلى عن فعل األمر بالســـوء فتتجســـد فيها احلياة الكونية املمتلئة باإلنسان

اإلنساني.أنا أؤكد أنه أي الوجدان هو اإلنســـانية اليت خلقت به ليكون إنســـانا ال بشـــرا وهذه الصفة تعطيه قيم االختـــالف والتمايز

والتفرد فيظهر بوجدانيته وجدانا.إن عالقة الوجدان بالعقل عالقة تعلق وفعل ورد فعل فبالتعلق حيـــدث التخلـــق الذي يـــؤدي إىل األخـــالق واليت هـــي صورة وجدانية من صور اإلنســـان وربط الصلة بينهما وتعزيزها يعين تنمية الفكر الوجدانـــي والتفكر والتأمل أمام الفعل االندفاعي

الال عقلي والذي يذهب بصاحبه وحامله إىل اهلاوية.مـــن هذا كله نقـــول إن الوجـــدان ملكة من ملكات اإلنســـانية تتطور وتســـمو بفعل احمليط االجيابي وختبو وتندثر أيضا من

الوجدان

Page 127: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

ومشاعر مرتفعة عن فائض احلاجات العضوية ساعية لالخنراط يف اهلم اجملتمعي من خالل زيادة رقة الشعور واإلحساس باآلخر فيظهـــر شـــكل الوجدان ويطلـــق على اإلنســـاني أنـــه وجداني والوجدان يقرتب كثريا من احلقوق العامة ويسهم فيها مرتفعا عن احلقوق الشـــخصية وأحيانا كثرية يعطي صاحب الوجدان

من حقوقه بإدارته.والوجدان مجلة أخالقية ميتلك من العقل وشكله احلكمة اليت تســـيطر على الغرائز وترسم مســـارات عاقلة للمشاعر وتعريف ه ووجده أي أدركه ونال مطلبه الوجـــدان يف اللغة: من وجد وجدعلى وجه حق بعد أن أعطى حقوق اآلخرين ونال رضاهم فأخذ شـــكل اإلنســـان الوجداني املتمتع بالطاقة احليوية وله مشاعر بكل انفعاالهتا وقوهتا تعطيه هذا االســـم الـــذي مينع به تطور احلاجات العضوية والفهم الغريزي فال جتعله هنما وال شبقا وال

متسلطا.كمـــا أن الوجـــدان من وجود احلـــس الذي يتحرك بواســـطة احلواس اخلمســـة زائد احلاسة العاقلة واحلاسة الناطقة حيث تتلمس وتتلمس طعمه ونعومته وخشـــونته وتنفعل وتتفاعل مع ما جتده متفوقة بالروح السامية على النفس اليت تأمر بالسوء وتدفع هبا إىل سجنها ودائما تشكلها يف حماوالت انفالهتا وإذا ما انفلت الوجدان أوجـــد االضطراب حموال إياه إىل حالة مرضية

تنعكس ســـلبا على شـــخصه وأســـرته وجمتمعه مما يســـتوجب عالجـــه ومراقبته فهو أيضا يعيش يف املزاج ومهم أن يكون املزاج

متزنا.إن قـــراءة املفهوم الوجداني تأخذ بنـــا إىل ضرورة البحث فيه حيـــث أننا جنده تارة مزاج كامن بني الشـــعور والفكر وتارة تأمل وحماكمـــة للذات وفلســـفتها القابعة يف أعماقها وأبعاد الشـــعور والالشـــعور وأحيانا ندخل عليه فنراه فيض روحي متنقل مابني الشعور والعواطف وهو أيضا كل ذلك النفس حني تتخلى عن فعل األمر بالســـوء فتتجســـد فيها احلياة الكونية املمتلئة باإلنسان

اإلنساني.أنا أؤكد أنه أي الوجدان هو اإلنســـانية اليت خلقت به ليكون إنســـانا ال بشـــرا وهذه الصفة تعطيه قيم االختـــالف والتمايز

والتفرد فيظهر بوجدانيته وجدانا.إن عالقة الوجدان بالعقل عالقة تعلق وفعل ورد فعل فبالتعلق حيـــدث التخلـــق الذي يـــؤدي إىل األخـــالق واليت هـــي صورة وجدانية من صور اإلنســـان وربط الصلة بينهما وتعزيزها يعين تنمية الفكر الوجدانـــي والتفكر والتأمل أمام الفعل االندفاعي

الال عقلي والذي يذهب بصاحبه وحامله إىل اهلاوية.مـــن هذا كله نقـــول إن الوجـــدان ملكة من ملكات اإلنســـانية تتطور وتســـمو بفعل احمليط االجيابي وختبو وتندثر أيضا من

الوجدان

Page 128: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��8 -

خالل احمليط الســـليب وإن العمل على إظهارها وتعزيزها وربطها بالعقل من خالل زرع احلكمة اليت جيب أن تتملكها تعطي إنسانا حمرتفـــا يقودها ال تقوده وحيدث يف اجملتمع ثورة وجدانيه هلا عالقـــة كبري باحلب لألرض واإلنســـان وكل مكونات احلياة إنين أدعوكم للبحـــث يف موجوداتكم داخل تكوينكم اجلســـدي عن وجدانكم فضرورة إجياده من ضرورة وجودكم احلي وجيب عليكم أن جتدوه ألنه موجود من امسه وما إن تعثروا عليه متســـكوا به وادرســـوا أين أنتم منه وراجعوا عالقاتكم اإلنسانية فيما بينكم وجملرد وأن تفعلوا هذا تعلموا أنه موجود وابدأو حاال يف تطويره وإظهاره وتفعيله فنكون بذلك وجدانني أخالقيني حبق بعضننا

وأنفسنا واآلخرين.

املدح والذم

التأمـــل والتدقيق يف أي عمل مادي أوال مادي منجز تشـــاهده العـــني أمامها قراءة أو حركة أو ثباتا ختلق فيها مباشـــرة إشـــارة التعجب وهذه اإلشارة تنطوي على معنيني فورا إما تندفع حنو التعبـــري عن اإلعجاب ويؤدي املديح أو إىل االســـتغراب والنفور

فيكون الذم له.كما أن توفر أدوات املدح مثل نعم وحبذا وصح وجيد وأحســـنت

وممتـــاز إضافة لتعزيز لغـــة احلب واالحرتام تعطي الشـــخص الفاعل إشباعا ورضاء يف حمور اجلوع العاطفي لنحصل منه على زيادة وتطوير وتلبية ملا حيتاجه الفعل أو العمل لوجوده نوعيه وحتريك يف املشاعر فيزداد احلب واالنتماء للشيء كما أن املديح بأدواتـــه حيول اجلســـد الضعيف إىل قوة والقلـــب اخلائف إىل سكينه واألعصاب املتوترة إىل هادئة ثابتة والشعور بالنقص إىل كفاية إنه يف املختصر يســـد الفجـــوات وميلؤها بالعطاء املضاف

فيضا.لندقـــق وندخل إىل احلياة الواقعية فنرى أن مجيع املخلوقات تشعر بالصحة والطاقة مبجرد إحساسها بأنك تريب على جسمها بلطف وتكرمها وكأهنا تشعر بك متدحها وتثين عليها فيزداد أماهنا وتعطي أفضل ما عندهـــا صداقة ووفاء واألطفال أيضا يتألقون يزدادون فرحا وسرورا ونشاط وحبور نفرح هبم ويكون ذلك نتاج املديح والثناء عليهم أال ننتشـــي ونســـعد ونســـعد عند مساعنا للمديح ونتبادله مع بعضعنا أال يتحســـن األداء ويزداد االنتاج كما ونوعا ومينحنا الثقة واحلماســـة ومن ثم يدفعنا لالستقرار واالســـتمرار بشـــكل أفضل يف أعمالنا الننسى أن الثناء جيب أن يتمتع بالصدق واجلدية وان مينح ملن يستحقه وأن تكون غايته احلفاظ على األلـــق ودافعه للتألق واالرتقاء والتطور األخالقي واالجتماعي والعلمي بكل فروعه وأن يبتعد عن املصاحل الدنيويه

املدح والذم

Page 129: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��9 -

خالل احمليط الســـليب وإن العمل على إظهارها وتعزيزها وربطها بالعقل من خالل زرع احلكمة اليت جيب أن تتملكها تعطي إنسانا حمرتفـــا يقودها ال تقوده وحيدث يف اجملتمع ثورة وجدانيه هلا عالقـــة كبري باحلب لألرض واإلنســـان وكل مكونات احلياة إنين أدعوكم للبحـــث يف موجوداتكم داخل تكوينكم اجلســـدي عن وجدانكم فضرورة إجياده من ضرورة وجودكم احلي وجيب عليكم أن جتدوه ألنه موجود من امسه وما إن تعثروا عليه متســـكوا به وادرســـوا أين أنتم منه وراجعوا عالقاتكم اإلنسانية فيما بينكم وجملرد وأن تفعلوا هذا تعلموا أنه موجود وابدأو حاال يف تطويره وإظهاره وتفعيله فنكون بذلك وجدانني أخالقيني حبق بعضننا

وأنفسنا واآلخرين.

املدح والذم

التأمـــل والتدقيق يف أي عمل مادي أوال مادي منجز تشـــاهده العـــني أمامها قراءة أو حركة أو ثباتا ختلق فيها مباشـــرة إشـــارة التعجب وهذه اإلشارة تنطوي على معنيني فورا إما تندفع حنو التعبـــري عن اإلعجاب ويؤدي املديح أو إىل االســـتغراب والنفور

فيكون الذم له.كما أن توفر أدوات املدح مثل نعم وحبذا وصح وجيد وأحســـنت

وممتـــاز إضافة لتعزيز لغـــة احلب واالحرتام تعطي الشـــخص الفاعل إشباعا ورضاء يف حمور اجلوع العاطفي لنحصل منه على زيادة وتطوير وتلبية ملا حيتاجه الفعل أو العمل لوجوده نوعيه وحتريك يف املشاعر فيزداد احلب واالنتماء للشيء كما أن املديح بأدواتـــه حيول اجلســـد الضعيف إىل قوة والقلـــب اخلائف إىل سكينه واألعصاب املتوترة إىل هادئة ثابتة والشعور بالنقص إىل كفاية إنه يف املختصر يســـد الفجـــوات وميلؤها بالعطاء املضاف

فيضا.لندقـــق وندخل إىل احلياة الواقعية فنرى أن مجيع املخلوقات تشعر بالصحة والطاقة مبجرد إحساسها بأنك تريب على جسمها بلطف وتكرمها وكأهنا تشعر بك متدحها وتثين عليها فيزداد أماهنا وتعطي أفضل ما عندهـــا صداقة ووفاء واألطفال أيضا يتألقون يزدادون فرحا وسرورا ونشاط وحبور نفرح هبم ويكون ذلك نتاج املديح والثناء عليهم أال ننتشـــي ونســـعد ونســـعد عند مساعنا للمديح ونتبادله مع بعضعنا أال يتحســـن األداء ويزداد االنتاج كما ونوعا ومينحنا الثقة واحلماســـة ومن ثم يدفعنا لالستقرار واالســـتمرار بشـــكل أفضل يف أعمالنا الننسى أن الثناء جيب أن يتمتع بالصدق واجلدية وان مينح ملن يستحقه وأن تكون غايته احلفاظ على األلـــق ودافعه للتألق واالرتقاء والتطور األخالقي واالجتماعي والعلمي بكل فروعه وأن يبتعد عن املصاحل الدنيويه

املدح والذم

Page 130: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��0 -

آمـــال حتقيق األفضل واســـتنباطه من اإلنســـان مـــن أجل زيادة إنســـانيته لنحذر دائما التملق بكونه سرعان ما ينكشف كما أن االنتبـــاه لعدم إلغاء األخر مهمـــا كانت مكانته وإثابته على فعل قام به هو من الضرورة مبا كان فال ازدراء وال انتقاص بل اعطاء

كل ذي حق حقه هو املديح بعينه.أما الذم والقدح فهما فعالن حقريان األول ان تنســـب إلنســـان فعل معني مشـــني هـــو مل يقم بـــه أو تنال من مسعتـــه وكرامته وشـــرفه وهو براء والثاني توجيه الشـــتائم واالنتقاص من قدر إنســـان ومها فعالن يعاقب عليهمـــا القانون وجيب ان يعاقب كل فاعل لفعل كهذا وأدوات هذان الفعالن هي بئس وخيانه وكذاب وال حبذا وقبيح وخبيث ومنافق وضعيف والذم نوعان ذم النفس وهو حمبب كي يلجمها ويزيلها وخيلصها من شوائبها وتتقوم وذم الناس وهو مرفوض ممنوع حمرم ينم عن شـــخصية ســـيئة ولو جنحت أو تســـلطت ســـرعان ما يذهب النجاح الومهي والتسلط فيقعد حزينا مهموما ال مغيث وال معني وال منجد وال منقذ وال

صديق وال قريب بكونه انكشف فأصبح هو املذموم املكروه.لقد صاغ العرب ألفعال الذم واملدح تعابري ال ختلو من التعجب ومت مجعها مابني )نعم وبئس ( وســـاء وأســـاء وحبـــذا ويا حبذا للمديـــح والتقـــرب واإلبعـــاد واالنتقاص ولكن ينبغـــي علينا إن فهمنـــا ما تريـــد يف أي عملية تطويـــر بدءا من اإلنســـان مرورا

باملـــادة واحليوان والنبات ووصوال إىل فهم احلياة أن نتعامل معها بواقعية املوقف وما يقتضيه، إن عملية املديح بشكل عام حتمل يف طياهتا رؤيا مجيلة متنح اإلنسان السعادة وبكوهنا كذلك فهي مطلبيه ضمن شروط حتقيق معادلتها كما أن الذم عملية هدامة تدعونا للتخلص منهـــا وإبعادها بكوهنا عملية يف هنايتها حاقدة تنشـــئ الضغينة وتطويرها وتزيد مـــن عامل تطوير اإلجرام إن املدح والذم مقرتنان باللسان فكيف نوجهه يتجه فأطيب الكالم احلـــب والثناء واملديح وأكرهه الذم والقدح أما التعزير والتأنيب ال ســـتنهاض الضمري فهو حمكوم ضمن القوانني واألنظمة اليت تسعى للحفاظ على اإلنسان ومقدرات احلياة، نعم من باب املديح لنتأمل يف عالقاتنا ومادياتنا وأفعالنا ولنبدأ بأنفسنا فنحاسبها إمـــا مادحني أو معزريـــن أو مأنبني فهذا هو املديـــح بذاته وأن ال منـــدح أنفســـنا يف العلن وأن نـــدع اآلخر هو الذي يقـــدم الثناء

واملديح على أفعالنا اجليدة عند حتقيقها.

النقـــــــد

إنه حالة تصحيح وتوجيه إىل املســـار املستقيم وإىل استكمال النقص يف الشكل املادي والالمادي كي يبدو سليما واضحا ال لبس فيه كما أنه عني اخلبري املتخصص املتمتع بالعلم بالشيء املراد

املدح والذم

Page 131: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

آمـــال حتقيق األفضل واســـتنباطه من اإلنســـان مـــن أجل زيادة إنســـانيته لنحذر دائما التملق بكونه سرعان ما ينكشف كما أن االنتبـــاه لعدم إلغاء األخر مهمـــا كانت مكانته وإثابته على فعل قام به هو من الضرورة مبا كان فال ازدراء وال انتقاص بل اعطاء

كل ذي حق حقه هو املديح بعينه.أما الذم والقدح فهما فعالن حقريان األول ان تنســـب إلنســـان فعل معني مشـــني هـــو مل يقم بـــه أو تنال من مسعتـــه وكرامته وشـــرفه وهو براء والثاني توجيه الشـــتائم واالنتقاص من قدر إنســـان ومها فعالن يعاقب عليهمـــا القانون وجيب ان يعاقب كل فاعل لفعل كهذا وأدوات هذان الفعالن هي بئس وخيانه وكذاب وال حبذا وقبيح وخبيث ومنافق وضعيف والذم نوعان ذم النفس وهو حمبب كي يلجمها ويزيلها وخيلصها من شوائبها وتتقوم وذم الناس وهو مرفوض ممنوع حمرم ينم عن شـــخصية ســـيئة ولو جنحت أو تســـلطت ســـرعان ما يذهب النجاح الومهي والتسلط فيقعد حزينا مهموما ال مغيث وال معني وال منجد وال منقذ وال

صديق وال قريب بكونه انكشف فأصبح هو املذموم املكروه.لقد صاغ العرب ألفعال الذم واملدح تعابري ال ختلو من التعجب ومت مجعها مابني )نعم وبئس ( وســـاء وأســـاء وحبـــذا ويا حبذا للمديـــح والتقـــرب واإلبعـــاد واالنتقاص ولكن ينبغـــي علينا إن فهمنـــا ما تريـــد يف أي عملية تطويـــر بدءا من اإلنســـان مرورا

باملـــادة واحليوان والنبات ووصوال إىل فهم احلياة أن نتعامل معها بواقعية املوقف وما يقتضيه، إن عملية املديح بشكل عام حتمل يف طياهتا رؤيا مجيلة متنح اإلنسان السعادة وبكوهنا كذلك فهي مطلبيه ضمن شروط حتقيق معادلتها كما أن الذم عملية هدامة تدعونا للتخلص منهـــا وإبعادها بكوهنا عملية يف هنايتها حاقدة تنشـــئ الضغينة وتطويرها وتزيد مـــن عامل تطوير اإلجرام إن املدح والذم مقرتنان باللسان فكيف نوجهه يتجه فأطيب الكالم احلـــب والثناء واملديح وأكرهه الذم والقدح أما التعزير والتأنيب ال ســـتنهاض الضمري فهو حمكوم ضمن القوانني واألنظمة اليت تسعى للحفاظ على اإلنسان ومقدرات احلياة، نعم من باب املديح لنتأمل يف عالقاتنا ومادياتنا وأفعالنا ولنبدأ بأنفسنا فنحاسبها إمـــا مادحني أو معزريـــن أو مأنبني فهذا هو املديـــح بذاته وأن ال منـــدح أنفســـنا يف العلن وأن نـــدع اآلخر هو الذي يقـــدم الثناء

واملديح على أفعالنا اجليدة عند حتقيقها.

النقـــــــد

إنه حالة تصحيح وتوجيه إىل املســـار املستقيم وإىل استكمال النقص يف الشكل املادي والالمادي كي يبدو سليما واضحا ال لبس فيه كما أنه عني اخلبري املتخصص املتمتع بالعلم بالشيء املراد

النقد

Page 132: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

توجيـــه النقد إليـــه أو إجراء حالة نقديـــة عليه والناقد جيب أن يكـــون ذواقا عارفا يســـتمتع بنقده ملعرفته بالشـــيء وغايته التصحيح ال لوم العذول أو حامال حلسد أو حقد أو غاية كيدية وأن ال ينحاز أو جيور أو يتعصب وال يفرط وال ينتقص من قيمة

الشيء.النقـــد له صـــورة من صور الوعظ ولكن ليـــس هو حقيقته وال شـــكله فغاية توجهه إىل اجلزء الســـليب من الشـــيء جيب أن ال ينفي ذكر االجيابي وإيضاحه ليتم بعده إظهار الســـليب وتقبله بغاية زيـــادة االجيابي من هنا هنيئ مدخـــال للنقد حيمل مسة احلقيقـــة الواجب الوصول إليها وهي االرتقاء بالشـــكل أو األمر إىل احلالـــة االجيابية قدر اإلمكان إن مل تســـتطع الوصول إىل املثالية. فعندما حنرتم االجيابيات ونقدرها نستطيع أن نتقدم مع من نقوم بنقده للبحث يف نســـب اخللل براحة وحمبة ويكون

التقبل للنقد موضوعيا.إن منـــح الطرف اآلخر املراد نقده حرية الدفاع عن فعله وقول ما يف نفسه واإلصغاء بشكل هادئ ملا يقوله وحماكمة أقواله ومن ثم التوجه إىل اظهار موقع اخللل ينشئ عالقة وجدانية تقرب وجهـــات النظر جلهة االقتنـــاع بأن ما ينتقد به هـــو واقع فعله أو قوله ويســـارع إىل اســـتدراكه وإصالح ما وقع فيه أو تقدم له

اخلربة الناصحة لتحقيق ذلك.

ليســـت غاية النقد تعميق اجلراح بل العمـــل على التأمها وال جيـــب أن يعزز اخلطأ بل يصلحه وال آليتـــه اجناز فعل اللوم بل خلـــق اإلبداع وهتيئة الظروف الســـتمراره فمن منا مل يوجه له يف حياتـــه نقد وأي كان شـــكله كلنا تعرضنـــا للنقد ورمبا ننتقد يف كثـــري من األحيان وعلى الكثري من أعمالنا واجنازاتنا فكيف نتعلم تقبله وماهي صوره وأشـــكاله ومتى وأين جيب أن نطرحه وملـــن نوجهـــه إن النقد خيتص فقط يف اإلنســـان ونتاجه املادي والالمادي أي مبعنى يتم توجيهه إىل الشكل اإلنساني يف املظهر ونتاجـــه املـــادي أدواته وأشـــياؤه وصناعته وزراعتـــه والالمادي األدبي واملعنوي والروحي اجملموع يف كتاب علما أو أدبا أو شعرا أو يف حديثه وحواره ودرجات امتالئه من حبور املعرفة وتشدده أو ليونته ومنطقيته يف كالمه وابتعاده عنها وهل هو امتالء أم فراغ كما يوجه النقد إىل قوة الفعل أو ضعفه ويف أشـــكاله وأجناسه اللغوية وتصرفاته وحركاته والنقد ليس فلســـفة وال يدخل يف أبواهبا بكونه يدخل عليها ليهذهبا ويشـــذهبا إنه أي النقد حالة معرفية ختصصية عالقته عالقة بصريه زائد بصر تنظر الفعل فرتى اخللل فتتقدم إليه لتنبهـــه عن وجوده وضرورة إصالحه وحتويله إىل علم ضرورة كضـــرورة وجود املتذوق اخلبري وليس بالضروري للناقد األدبي كمثال يف الشـــعر أن يكون شاعرا ولكن

النقد

Page 133: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

توجيـــه النقد إليـــه أو إجراء حالة نقديـــة عليه والناقد جيب أن يكـــون ذواقا عارفا يســـتمتع بنقده ملعرفته بالشـــيء وغايته التصحيح ال لوم العذول أو حامال حلسد أو حقد أو غاية كيدية وأن ال ينحاز أو جيور أو يتعصب وال يفرط وال ينتقص من قيمة

الشيء.النقـــد له صـــورة من صور الوعظ ولكن ليـــس هو حقيقته وال شـــكله فغاية توجهه إىل اجلزء الســـليب من الشـــيء جيب أن ال ينفي ذكر االجيابي وإيضاحه ليتم بعده إظهار الســـليب وتقبله بغاية زيـــادة االجيابي من هنا هنيئ مدخـــال للنقد حيمل مسة احلقيقـــة الواجب الوصول إليها وهي االرتقاء بالشـــكل أو األمر إىل احلالـــة االجيابية قدر اإلمكان إن مل تســـتطع الوصول إىل املثالية. فعندما حنرتم االجيابيات ونقدرها نستطيع أن نتقدم مع من نقوم بنقده للبحث يف نســـب اخللل براحة وحمبة ويكون

التقبل للنقد موضوعيا.إن منـــح الطرف اآلخر املراد نقده حرية الدفاع عن فعله وقول ما يف نفسه واإلصغاء بشكل هادئ ملا يقوله وحماكمة أقواله ومن ثم التوجه إىل اظهار موقع اخللل ينشئ عالقة وجدانية تقرب وجهـــات النظر جلهة االقتنـــاع بأن ما ينتقد به هـــو واقع فعله أو قوله ويســـارع إىل اســـتدراكه وإصالح ما وقع فيه أو تقدم له

اخلربة الناصحة لتحقيق ذلك.

ليســـت غاية النقد تعميق اجلراح بل العمـــل على التأمها وال جيـــب أن يعزز اخلطأ بل يصلحه وال آليتـــه اجناز فعل اللوم بل خلـــق اإلبداع وهتيئة الظروف الســـتمراره فمن منا مل يوجه له يف حياتـــه نقد وأي كان شـــكله كلنا تعرضنـــا للنقد ورمبا ننتقد يف كثـــري من األحيان وعلى الكثري من أعمالنا واجنازاتنا فكيف نتعلم تقبله وماهي صوره وأشـــكاله ومتى وأين جيب أن نطرحه وملـــن نوجهـــه إن النقد خيتص فقط يف اإلنســـان ونتاجه املادي والالمادي أي مبعنى يتم توجيهه إىل الشكل اإلنساني يف املظهر ونتاجـــه املـــادي أدواته وأشـــياؤه وصناعته وزراعتـــه والالمادي األدبي واملعنوي والروحي اجملموع يف كتاب علما أو أدبا أو شعرا أو يف حديثه وحواره ودرجات امتالئه من حبور املعرفة وتشدده أو ليونته ومنطقيته يف كالمه وابتعاده عنها وهل هو امتالء أم فراغ كما يوجه النقد إىل قوة الفعل أو ضعفه ويف أشـــكاله وأجناسه اللغوية وتصرفاته وحركاته والنقد ليس فلســـفة وال يدخل يف أبواهبا بكونه يدخل عليها ليهذهبا ويشـــذهبا إنه أي النقد حالة معرفية ختصصية عالقته عالقة بصريه زائد بصر تنظر الفعل فرتى اخللل فتتقدم إليه لتنبهـــه عن وجوده وضرورة إصالحه وحتويله إىل علم ضرورة كضـــرورة وجود املتذوق اخلبري وليس بالضروري للناقد األدبي كمثال يف الشـــعر أن يكون شاعرا ولكن

النقد

Page 134: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��4 -

ضروري جدا أن يعرف قواعده وأصنافه كما أن الناقد املوسيقي قد ال يعرف العزف ولكن يعرف سالمله وطبقاته وتنقالته مابني الصبا والنهونـــد والرصد كمثال آخر إنه الناقد يشـــبه متذوق الطعـــام ال يعرف أن يطهيه ولكـــن هو الذي حيكم إن كان لذيذا

طيبا أو مرفوضا.إن للنقد أسسا ومبادئ وقيم تعطيه قوة وجود جناحه وضرورة بقائـــه فالنزاهـــة واإلنصـــاف واالبتعاد عن العواطف واملســـري خبطوات تسلســـل نقد البحث مبوضعية وفهـــم وعدم االحنياز والكيل بشـــكل دقيق يكون الناقد فيه عني امليزان يؤدي لنجاح عملية النقد بشـــكل اجيابـــي وإال حيتاج الناقـــد إن مل يتمتع بذلـــك إىل نقـــد فيخرج من عملية التطويـــر ويدخل يف عملية املسايرة اليت تؤدي إىل التخلف والبقاء مراوحة يف املكان ويؤدي

إىل اإلحباط ونشوء الضغينة والكراهية.النقد حالة نظرية ميتلك عدة مشارب علمية وأدبية واجتماعية وسياســـية واقتصادية ودينيه وميتلـــك ختصصات يف كل مذهب ومشرب غايته األساس هو تطوير الفرد اإلنسان الذي هو عماد اجملتمعـــات وإني ألعتقد أن نقد الـــذات وتعلم نقدها أوال يطور اإلنسان يف النقد البناء الذي يسهم يف تطوير احمليط اإلنساني املادي والالمادي إن تعلم النقد بدون انفعال واستقباله وتفهمه

والنظـــر فيه واالعـــرتاف بأنه فعال حالة ضرورية تســـاعدنا يف حلظات الغفلة عـــن أخطائنا وزالتنا وهفواتنـــا الغري مقصودة واليت حصلت يف سياق حالة اجناز الفعل يلتقي مع النقد الذاتي ويصلح اخلطأ الغري منظور من قبل الفاعل أو املنجز أو املتحدث يف أمر ما أو شـــيء ما أعتقد أن النقد علم تذوق األفعال والناقد هو ذاك الذي يســـتطيع ان يضيف إىل اجلمال مجاال وهو الذي يتـــذوق اجلمال فيحس به عفويـــا يهذبه ويعمـــل على إظهاره

متكامال مصححا نسب اخلطأ بعلمه ومعرفته وذوقه.

التأخر ختلف

يف النظر إليه توقف ينشـــأ عن عطل يف حركة املســـري يوقف الزمن وال يواكبه وشـــكله االبتعاد عن الركب السائر إىل اهلدف بغايـــة الوصول يف الوقت احملدد وهو أيضا االســـرتاحة يف وقت يتطلب فيه االنتاج العمل الســـريع كما أنه التناســـي والنسيان نتيجـــة لعـــدم تنشـــيط الذهنيـــة وتعويدها على رســـم برامج واضحة املعامل واألهداف كما أنه عدم املقدرة على فهم املواكبة احلضاريـــة للتواصل مع اآلخر وجماراتـــه من خالل بطء األداء وعـــدم اإلجنـــاز يف املدد الزمنيـــة احملددة خارج إطـــار الظروف

النقد

Page 135: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

ضروري جدا أن يعرف قواعده وأصنافه كما أن الناقد املوسيقي قد ال يعرف العزف ولكن يعرف سالمله وطبقاته وتنقالته مابني الصبا والنهونـــد والرصد كمثال آخر إنه الناقد يشـــبه متذوق الطعـــام ال يعرف أن يطهيه ولكـــن هو الذي حيكم إن كان لذيذا

طيبا أو مرفوضا.إن للنقد أسسا ومبادئ وقيم تعطيه قوة وجود جناحه وضرورة بقائـــه فالنزاهـــة واإلنصـــاف واالبتعاد عن العواطف واملســـري خبطوات تسلســـل نقد البحث مبوضعية وفهـــم وعدم االحنياز والكيل بشـــكل دقيق يكون الناقد فيه عني امليزان يؤدي لنجاح عملية النقد بشـــكل اجيابـــي وإال حيتاج الناقـــد إن مل يتمتع بذلـــك إىل نقـــد فيخرج من عملية التطويـــر ويدخل يف عملية املسايرة اليت تؤدي إىل التخلف والبقاء مراوحة يف املكان ويؤدي

إىل اإلحباط ونشوء الضغينة والكراهية.النقد حالة نظرية ميتلك عدة مشارب علمية وأدبية واجتماعية وسياســـية واقتصادية ودينيه وميتلـــك ختصصات يف كل مذهب ومشرب غايته األساس هو تطوير الفرد اإلنسان الذي هو عماد اجملتمعـــات وإني ألعتقد أن نقد الـــذات وتعلم نقدها أوال يطور اإلنسان يف النقد البناء الذي يسهم يف تطوير احمليط اإلنساني املادي والالمادي إن تعلم النقد بدون انفعال واستقباله وتفهمه

والنظـــر فيه واالعـــرتاف بأنه فعال حالة ضرورية تســـاعدنا يف حلظات الغفلة عـــن أخطائنا وزالتنا وهفواتنـــا الغري مقصودة واليت حصلت يف سياق حالة اجناز الفعل يلتقي مع النقد الذاتي ويصلح اخلطأ الغري منظور من قبل الفاعل أو املنجز أو املتحدث يف أمر ما أو شـــيء ما أعتقد أن النقد علم تذوق األفعال والناقد هو ذاك الذي يســـتطيع ان يضيف إىل اجلمال مجاال وهو الذي يتـــذوق اجلمال فيحس به عفويـــا يهذبه ويعمـــل على إظهاره

متكامال مصححا نسب اخلطأ بعلمه ومعرفته وذوقه.

التأخر ختلف

يف النظر إليه توقف ينشـــأ عن عطل يف حركة املســـري يوقف الزمن وال يواكبه وشـــكله االبتعاد عن الركب السائر إىل اهلدف بغايـــة الوصول يف الوقت احملدد وهو أيضا االســـرتاحة يف وقت يتطلب فيه االنتاج العمل الســـريع كما أنه التناســـي والنسيان نتيجـــة لعـــدم تنشـــيط الذهنيـــة وتعويدها على رســـم برامج واضحة املعامل واألهداف كما أنه عدم املقدرة على فهم املواكبة احلضاريـــة للتواصل مع اآلخر وجماراتـــه من خالل بطء األداء وعـــدم اإلجنـــاز يف املدد الزمنيـــة احملددة خارج إطـــار الظروف

التأخر ختلف

Page 136: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

القاهرة كل هذا ينتج شـــكال متأخـــرا ينظر إليه على أنه ختلف بكونه اختلف وتأخر يف حركة املســـري كما ان االبتعاد عن أفكار االنتقـــال اآلمن والبطـــيء مثل نظرية الدرج احلجري والســـلم اخلشـــيب بوجود املصاعد الكهربائية والتحكم عن بعد من أجل املشـــاركة والوصول الســـريع بعيدا عن اإلرهاق وضياع التنفس

والتمسك هبكذا عقلية يشري إىل تأخر وختلف كبريين .ان اختـــالق حجج نقص األدوات وعدم توفر االمكانات وضرورة توفـــري كامل املتطلبات واالنتظار دون عمـــل حتى تكتمل لنبدأ ـــاجة املاهرة تنســـج على ذيل اهلرة وان هو التأخر بعينه فالنساعتمـــاد نظرية )مـــن األفضل ان ال تصل علـــى ان تصل متأخرا ( هلـــو التطور بذاته فاحلث علـــى فهم هذا املبدأ واألخذ به من اجل اإلســـراع وفهم حقيقة التطور مـــن خالل فهم الواقع الذي حنن فيه ومعاجلة الوضع املتأخر واملرسوم لنا ان نبقى فيه وبقاء عقلية الوصول املتأخر أفضل من عدم الوصول ووقوعنا يف خانة قبول البطء وعدم تسريع احلدث واالنتظار حتى تنجلي األمور لنكون دائما مرهقني متعبني نبحث عن اماكن للجلوس فال جند فأين جنلس إذا اكتمل النصاب طبعا سنيجلس يف اخللف واخللف تأخـــر وإذا وصلنا من سيســـتقبلنا فكل حضر وحتضر واحضر ما لديه وحكى وأدىل بدلويه ورمى وأصاب من خالل عرض ما لديه ومتت املشـــاهدة بينما املتأخر مبتعدا عـــن كل ذلك ولكي يفهم

ماذا جرى عليهـــم ان يعيدوا له وال وقت لديهم ومن ســـيفهمه، ومن لديـــه الوقت ليجلس معه ويعيد عليه ما جرى وســـيجري ليدعـــه يف حرية فتكرب وتعظم األمور يف فكره ويشـــعر انه قد

تأخر وكان من الواجب ان يصل يف وقته احملدد ليجد له مكان.التأخـــر ختلف حبـــد ذاته لننظر إىل األمـــم اليت تعيش على وجه الكرة األرضية ولندقق فنجد ان الزمن واحد نعيشه مجيعا ولكـــن الفرق الزمين هو فرق اإلجناز فما أجنز يف زمن اآلخر مل ينجـــز يف زمننا يعين هذا ان الســـاعة بيـــد كل واحد منا ولكن كـــم تنجز يف ســـاعتك وكم ينجز هو يف ســـاعته على الرغم من ان الساعة ســـتون دقيقة معك ومعه ومعي فكم أجنزت أنت وكم أجنـــز هو وماذا أجنزت أنا لنقس اإلجناز بيننا فنعلم كم التقدم

وكم التأخر بيننا.كيف تعرف انه متقدم أو متخلف هي نظرة إىل األمام واخللف واليمني واليســـار وإىل األعلى وإىل األســـفل فتعـــرف من خالل هـــذه النظرات أنك يف الـــوراء أو يف املقدمة أو أنك على ارتفاع أو يف اهلاويـــة وأنك واقف أو ضمن حركة املســـري هي هكذا قضايا التخلف والتقدم تكون نتاج التأخر أو السرعة فإذا علمت معنى التأخر وأخذت قرار جتاوزه انتقلت إىل التقدم فال تكون متخلفا وشرط كل هذا ان تتحرك وتتحرر من عقد أنك متأخر ومتخلف فـــإذا تفكرت علمت وإذا علمـــت عملت وإذا عملت ختطأ وتصيب

التأخر ختلف

Page 137: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

القاهرة كل هذا ينتج شـــكال متأخـــرا ينظر إليه على أنه ختلف بكونه اختلف وتأخر يف حركة املســـري كما ان االبتعاد عن أفكار االنتقـــال اآلمن والبطـــيء مثل نظرية الدرج احلجري والســـلم اخلشـــيب بوجود املصاعد الكهربائية والتحكم عن بعد من أجل املشـــاركة والوصول الســـريع بعيدا عن اإلرهاق وضياع التنفس

والتمسك هبكذا عقلية يشري إىل تأخر وختلف كبريين .ان اختـــالق حجج نقص األدوات وعدم توفر االمكانات وضرورة توفـــري كامل املتطلبات واالنتظار دون عمـــل حتى تكتمل لنبدأ ـــاجة املاهرة تنســـج على ذيل اهلرة وان هو التأخر بعينه فالنساعتمـــاد نظرية )مـــن األفضل ان ال تصل علـــى ان تصل متأخرا ( هلـــو التطور بذاته فاحلث علـــى فهم هذا املبدأ واألخذ به من اجل اإلســـراع وفهم حقيقة التطور مـــن خالل فهم الواقع الذي حنن فيه ومعاجلة الوضع املتأخر واملرسوم لنا ان نبقى فيه وبقاء عقلية الوصول املتأخر أفضل من عدم الوصول ووقوعنا يف خانة قبول البطء وعدم تسريع احلدث واالنتظار حتى تنجلي األمور لنكون دائما مرهقني متعبني نبحث عن اماكن للجلوس فال جند فأين جنلس إذا اكتمل النصاب طبعا سنيجلس يف اخللف واخللف تأخـــر وإذا وصلنا من سيســـتقبلنا فكل حضر وحتضر واحضر ما لديه وحكى وأدىل بدلويه ورمى وأصاب من خالل عرض ما لديه ومتت املشـــاهدة بينما املتأخر مبتعدا عـــن كل ذلك ولكي يفهم

ماذا جرى عليهـــم ان يعيدوا له وال وقت لديهم ومن ســـيفهمه، ومن لديـــه الوقت ليجلس معه ويعيد عليه ما جرى وســـيجري ليدعـــه يف حرية فتكرب وتعظم األمور يف فكره ويشـــعر انه قد

تأخر وكان من الواجب ان يصل يف وقته احملدد ليجد له مكان.التأخـــر ختلف حبـــد ذاته لننظر إىل األمـــم اليت تعيش على وجه الكرة األرضية ولندقق فنجد ان الزمن واحد نعيشه مجيعا ولكـــن الفرق الزمين هو فرق اإلجناز فما أجنز يف زمن اآلخر مل ينجـــز يف زمننا يعين هذا ان الســـاعة بيـــد كل واحد منا ولكن كـــم تنجز يف ســـاعتك وكم ينجز هو يف ســـاعته على الرغم من ان الساعة ســـتون دقيقة معك ومعه ومعي فكم أجنزت أنت وكم أجنـــز هو وماذا أجنزت أنا لنقس اإلجناز بيننا فنعلم كم التقدم

وكم التأخر بيننا.كيف تعرف انه متقدم أو متخلف هي نظرة إىل األمام واخللف واليمني واليســـار وإىل األعلى وإىل األســـفل فتعـــرف من خالل هـــذه النظرات أنك يف الـــوراء أو يف املقدمة أو أنك على ارتفاع أو يف اهلاويـــة وأنك واقف أو ضمن حركة املســـري هي هكذا قضايا التخلف والتقدم تكون نتاج التأخر أو السرعة فإذا علمت معنى التأخر وأخذت قرار جتاوزه انتقلت إىل التقدم فال تكون متخلفا وشرط كل هذا ان تتحرك وتتحرر من عقد أنك متأخر ومتخلف فـــإذا تفكرت علمت وإذا علمـــت عملت وإذا عملت ختطأ وتصيب

التأخر ختلف

Page 138: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��8 -

وحتـــاول وتنظر يف أســـباب اخلطأ والصـــواب وتدخل بذلك إىل ســـلم الصعود فيشار إليك بأنك تتقدم وهذه أوىل درجات جتاوز

التخلف الناتج عن التأخر.

التأخر استجداء

إنه ســـلوك كســـيب يأتي من حميط غري واعي أو غري مسؤول ويتولـــد عند حدوث الفلتـــان الناظم لعمليـــة ترتيب التنظيم االجتماعي والذي ينشـــأ عنه صيغ عـــدم االهتمام تتحول إىل طبـــع ومرض يتأذى منه االفراد يف اجملتمع ليعكس صور ســـلبية له عالقـــة بالتطور والتقدم، فمثال عندما ال تســـتطيع اللحاق بالركـــب وحدوث مســـافة بينـــك وبني املقدمة حيـــل بك التعب وامللـــل من املتابعة ويكـــون هذا نتيجة لعدم فهم حركة املســـري إىل اإلمام واالســـتعداد له واجلهد يف تقدير احتياجات املواكبة لتصبـــح متأخرا، وإن التأخر عن العمل وعـــن اللقاء يف املواقيت احملددة واملؤقتة أصال من قبلك أو من قبل اآلخرين واليت تتعلق بشـــؤونك أو ترتبـــط مع مصاحل اآلخريـــن حيرجك ويدخلك يف متاهات البحث عن التربير واختالق األعذار وكســـر نفسك أمام اآلخرين يف موقف استجداء الغفران وطلب التسامح واملساحمة وهذا يؤدي لرســـم صور سلبية وإظهار شخصية املتأخر على أنه

غري قادر على فهم مســـألة املواكبة والرتافق وحتقيق املســـاواة والتوازن للقاء والفعل والتفاعل.

ان وضع إشـــارات االســـتفهام واألســـئلة حـــول املتأخر حيوله إىل شـــخصية مبهمة بكونه لن يســـتطيع حتقيق غاية املســـري والوصول مع الواصلـــني أو إىل املنتظرين وحدوث امللل والتململ من قبل املنتظر للمتأخر يدعوه للمغادرة وتتكون أســـوأ صورة يف عقـــل املنتظر عن املتأخر أو املفـــرتض ان يصل ليدخل يف عامل حتليل أســـباب التأخر وبعد ان يوجد له األسباب القاهرة اليت حالـــت دون وصوله فإذا اكتشـــف عكس ذلك وعـــرف اهنا ناجتة عند عـــدم فهم وتقدير ملوضوع اللقاء او الوصول له أو عن عدم قناعة بالوقت الذي ال قيمة له عن املتأخر أو عند املقدرة على جماراته لألمور أو اخلوف منها تتأكد القناعة وتتوثق بان املتأخر شـــخصية ســـلبية وإصالحها ال يتم بزيادة االنتظار، إن التأخر مرض ودخوله على فرد إنسان أو جمتمع أو دولة وعدم مكافحته يؤدي إىل اســـتفحال هذا املرض والدخول يف عامل التأخر وعدم مواكبة التسارع احلاصل كما االنشغال باملتأخر يؤخر فيضاعف التأخـــر ولذلك يتم جتـــاوز املتأخر ملتابعة التقـــدم فمن حضر القسمة يقتســـم ويصيبه نصيب ومن حضر السوق باع واشرتى ومن حضر العلم تعلم وعلم وأجنز وتقدم ومن حضر الوليمة أكل ج ومن صعد ظهر ج أو تو وشـــرب وشـــبع ومن وصل إىل املقدمة تو

التأخر استجداء

Page 139: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��9 -

وحتـــاول وتنظر يف أســـباب اخلطأ والصـــواب وتدخل بذلك إىل ســـلم الصعود فيشار إليك بأنك تتقدم وهذه أوىل درجات جتاوز

التخلف الناتج عن التأخر.

التأخر استجداء

إنه ســـلوك كســـيب يأتي من حميط غري واعي أو غري مسؤول ويتولـــد عند حدوث الفلتـــان الناظم لعمليـــة ترتيب التنظيم االجتماعي والذي ينشـــأ عنه صيغ عـــدم االهتمام تتحول إىل طبـــع ومرض يتأذى منه االفراد يف اجملتمع ليعكس صور ســـلبية له عالقـــة بالتطور والتقدم، فمثال عندما ال تســـتطيع اللحاق بالركـــب وحدوث مســـافة بينـــك وبني املقدمة حيـــل بك التعب وامللـــل من املتابعة ويكـــون هذا نتيجة لعدم فهم حركة املســـري إىل اإلمام واالســـتعداد له واجلهد يف تقدير احتياجات املواكبة لتصبـــح متأخرا، وإن التأخر عن العمل وعـــن اللقاء يف املواقيت احملددة واملؤقتة أصال من قبلك أو من قبل اآلخرين واليت تتعلق بشـــؤونك أو ترتبـــط مع مصاحل اآلخريـــن حيرجك ويدخلك يف متاهات البحث عن التربير واختالق األعذار وكســـر نفسك أمام اآلخرين يف موقف استجداء الغفران وطلب التسامح واملساحمة وهذا يؤدي لرســـم صور سلبية وإظهار شخصية املتأخر على أنه

غري قادر على فهم مســـألة املواكبة والرتافق وحتقيق املســـاواة والتوازن للقاء والفعل والتفاعل.

ان وضع إشـــارات االســـتفهام واألســـئلة حـــول املتأخر حيوله إىل شـــخصية مبهمة بكونه لن يســـتطيع حتقيق غاية املســـري والوصول مع الواصلـــني أو إىل املنتظرين وحدوث امللل والتململ من قبل املنتظر للمتأخر يدعوه للمغادرة وتتكون أســـوأ صورة يف عقـــل املنتظر عن املتأخر أو املفـــرتض ان يصل ليدخل يف عامل حتليل أســـباب التأخر وبعد ان يوجد له األسباب القاهرة اليت حالـــت دون وصوله فإذا اكتشـــف عكس ذلك وعـــرف اهنا ناجتة عند عـــدم فهم وتقدير ملوضوع اللقاء او الوصول له أو عن عدم قناعة بالوقت الذي ال قيمة له عن املتأخر أو عند املقدرة على جماراته لألمور أو اخلوف منها تتأكد القناعة وتتوثق بان املتأخر شـــخصية ســـلبية وإصالحها ال يتم بزيادة االنتظار، إن التأخر مرض ودخوله على فرد إنسان أو جمتمع أو دولة وعدم مكافحته يؤدي إىل اســـتفحال هذا املرض والدخول يف عامل التأخر وعدم مواكبة التسارع احلاصل كما االنشغال باملتأخر يؤخر فيضاعف التأخـــر ولذلك يتم جتـــاوز املتأخر ملتابعة التقـــدم فمن حضر القسمة يقتســـم ويصيبه نصيب ومن حضر السوق باع واشرتى ومن حضر العلم تعلم وعلم وأجنز وتقدم ومن حضر الوليمة أكل ج ومن صعد ظهر ج أو تو وشـــرب وشـــبع ومن وصل إىل املقدمة تو

التأخر استجداء

Page 140: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �40 -

والح وبـــان ورأى من تقدم معه أو وصل خلفـــه فأكرم وأكرم فأين املتأخر واملتأخرون من كل ذلك.

التأخـــر معناه البقاء وحيدا أي ان تصـــل متأخرا فال جتد من ينتظـــرك وإذا وجـــدت جتد التجهـــم واالنزعاج بعـــد ان تكون الشتائم والسباب والكراهية اعتلت الوجوه وخرجت من الشفاه فقضاء احلاجـــات وتامني االحتياجـــات يف أوقاهتا احملددة دليل رقـــي وحتضر فاللهفة واملســـاعدة وإجناز املطلـــوب وفهم الطلب واالســـتعداد اجليد من خالل درس إمكانات حتيق الطلب يعين اننـــا انتقلنـــا إىل األفضل ومل نعـــد نتأخر فـــإذا تأخرنا نضطر لالستجداء وطلب العون وقد ال جند املعني فمن ميتلك الكرامة ال يستجدي مبعنى أنه ال يتأخر ومن ال يتأخر يكون على مسار التقدم وطبيعي ان حيصل على حقه يف الوجود بكونه وصل مع

الواصلني فهو إذا موجود وسجل يف سجل احلاضرين.إذا كي ال تســـتجدي ال تتأخر وكي ال تضطر للكذب ال تتأخر وكي تكون متحضرا وحضاريا ومتعلما وفهيما بالرغم من حصولك على العلم وشهاداته ال تتأخر كي ال متتهن كرامتك ال تتأخر وكي ال ينظر الناس إليك بازدراء وعدم االكرتاث بك ال تتأخر وكي ال تأخر التطور ودوران العجلة االقتصادية كي تكون إنسانا حترتم أخيك اإلنســـان وتتبادل معه االحرتام ال تتأخر. ال تتأخر فانا

انتظرك.

الوظيفـــــة

كلنا موظف على كوكبنا األرضي وما نقوم به من اشغال يف حياتنا هو الوظيفة الـــيت توكل إلينا من خـــالل التكاليف والتعيينات بسبب وجودنا على هذه األرض فالوظيفة ليست الواجب بل هي جمموعة الواجبات اليت علينا ان نؤديها واملســـؤوليات املطلوب

منا عملها واملهام اليت حنملها على كاهلنا.فأنت مبفردك موظف وأنا موظف هو أيضا كذلك ومنذ دخولنا إىل هـــذه احلياة تبدأ وظيفتنا وال تنتهـــي إال مع هنايتنا وتكون أكرب وظيفة يعمل هبا اإلنسان ومنها يستلم مسؤوليات جد هامة وال تعدهلا أي وظيفة حيث تصغر كل الوظائف دوهنا وهلا مطالب وجـــدول مهام علـــى جدول احلياة عليه ان مير هبـــا وينهيها وكل فرد يقوم هبا وإال آل إىل الســـقوط فهي اليت تعطينا الشخصية واهلويـــة والصورة والفعل واألداء اإلنســـاني وتدفعنا مهيأة إيانا للقيام بباقـــي الوظائف اليت تتقدم إلينـــا ونتقدم إليها مع كل

تقدم يف عمرنا املوظفون عنده ليوظفنا يف احلياة.ان فهمنـــا للوظيفة الكربى يعترب فهم للحياة ضمن احلياة مبا هلـــا وما عليها مـــن متطلبات ومهام ومســـؤوليات وواجبات فكيف أنـــت موظف يف هذه احلياة عنـــد حياتك مبعنى أدق موظف مع

التأخر استجداء

Page 141: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �4� -

والح وبـــان ورأى من تقدم معه أو وصل خلفـــه فأكرم وأكرم فأين املتأخر واملتأخرون من كل ذلك.

التأخـــر معناه البقاء وحيدا أي ان تصـــل متأخرا فال جتد من ينتظـــرك وإذا وجـــدت جتد التجهـــم واالنزعاج بعـــد ان تكون الشتائم والسباب والكراهية اعتلت الوجوه وخرجت من الشفاه فقضاء احلاجـــات وتامني االحتياجـــات يف أوقاهتا احملددة دليل رقـــي وحتضر فاللهفة واملســـاعدة وإجناز املطلـــوب وفهم الطلب واالســـتعداد اجليد من خالل درس إمكانات حتيق الطلب يعين اننـــا انتقلنـــا إىل األفضل ومل نعـــد نتأخر فـــإذا تأخرنا نضطر لالستجداء وطلب العون وقد ال جند املعني فمن ميتلك الكرامة ال يستجدي مبعنى أنه ال يتأخر ومن ال يتأخر يكون على مسار التقدم وطبيعي ان حيصل على حقه يف الوجود بكونه وصل مع

الواصلني فهو إذا موجود وسجل يف سجل احلاضرين.إذا كي ال تســـتجدي ال تتأخر وكي ال تضطر للكذب ال تتأخر وكي تكون متحضرا وحضاريا ومتعلما وفهيما بالرغم من حصولك على العلم وشهاداته ال تتأخر كي ال متتهن كرامتك ال تتأخر وكي ال ينظر الناس إليك بازدراء وعدم االكرتاث بك ال تتأخر وكي ال تأخر التطور ودوران العجلة االقتصادية كي تكون إنسانا حترتم أخيك اإلنســـان وتتبادل معه االحرتام ال تتأخر. ال تتأخر فانا

انتظرك.

الوظيفـــــة

كلنا موظف على كوكبنا األرضي وما نقوم به من اشغال يف حياتنا هو الوظيفة الـــيت توكل إلينا من خـــالل التكاليف والتعيينات بسبب وجودنا على هذه األرض فالوظيفة ليست الواجب بل هي جمموعة الواجبات اليت علينا ان نؤديها واملســـؤوليات املطلوب

منا عملها واملهام اليت حنملها على كاهلنا.فأنت مبفردك موظف وأنا موظف هو أيضا كذلك ومنذ دخولنا إىل هـــذه احلياة تبدأ وظيفتنا وال تنتهـــي إال مع هنايتنا وتكون أكرب وظيفة يعمل هبا اإلنسان ومنها يستلم مسؤوليات جد هامة وال تعدهلا أي وظيفة حيث تصغر كل الوظائف دوهنا وهلا مطالب وجـــدول مهام علـــى جدول احلياة عليه ان مير هبـــا وينهيها وكل فرد يقوم هبا وإال آل إىل الســـقوط فهي اليت تعطينا الشخصية واهلويـــة والصورة والفعل واألداء اإلنســـاني وتدفعنا مهيأة إيانا للقيام بباقـــي الوظائف اليت تتقدم إلينـــا ونتقدم إليها مع كل

تقدم يف عمرنا املوظفون عنده ليوظفنا يف احلياة.ان فهمنـــا للوظيفة الكربى يعترب فهم للحياة ضمن احلياة مبا هلـــا وما عليها مـــن متطلبات ومهام ومســـؤوليات وواجبات فكيف أنـــت موظف يف هذه احلياة عنـــد حياتك مبعنى أدق موظف مع

الوظيفة

Page 142: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �4� -

شـــخصك يف ضمـــن ذاتك مســـؤول عن روحك واحلفـــاظ عليها وعليك يوميا أن تقدم اخلدمات واحللول وتعاجل شؤون جسدك باحلوار وتلقـــي األوامر من عقلك وأول ما تقـــوم به هو وظيفة االستيقاظ والنشاط والطعام والنظافة وحتسني شكلك وهتيئة ما ســـتقوم به يف يومك هذه الوظيفة تريك كيف ستبدأ يومك بدوهنا ال يـــوم لك ومعها تتحول إىل إنســـان طبيعي تنطلق من خليتـــك األوىل املفردة لتبدأ يف البحث والتكاثر وتكوين أســـرة ومدرســـة وجمتمـــع وأرض وعمـــل ودولة وأمة الـــيت تنجب لك الوظائـــف الالحقة واليت تنضوي كلهـــا حتت الوظيفة الكربى

وهي حياتك يف احلياة.عندمـــا تتحول يف حياتك لتنظيم إداري تتوظف يف األســـرة ومن ثم تأتيك الوظيفة االجتماعية ومتطلباهتا حســـن إدارتك للعالقـــات العامـــة واخلاصة واليت ان أخطأت ال تســـتثنيك من ان تلفظـــك وتطـــردك منها ان أخليـــت بقواعدهـــا ولذلك من وظائفك وظيفة احلفاظ على احلالة االجتماعية وإسهامك هبا يعين أنك إنســـان مدني حتمل شكل املدنية هذه الوظيفة تأتي باملرتبـــة الثانية وهلـــا عالقة هامة مع الوظيفـــة األوىل بكوهنا اســـتمرار حياتك اليت أطلق عليها جمتمعات مدنية ويقع حتت هذا املســـمى كل الوظائف املؤقتة القيـــادة أو العامة التجارية

الصناعية الفنية املســـاعدة أو املعاونـــة ومهما بلغت جمموعات الوظائف إبداعيـــة علمية خدمية مســـتقلة أو منضوية حتت لـــواء جمموعة أو جمموعات حتمل صفات مادية بكوهنا حتصل مقابل هذه الوظائف على أجر وهلا أجور تقاس مبقدار ما تتقدم

يف شكلك املادي املتحرك والفاعل ضمن تطورك العقلي.إذا الوظيفة قســـمان األول حياتي اجتماعي والثاني مادي له عالقة خبدمات احليـــاة وتطوراهتا ينعكس على القســـم األول حبكـــم إنتاجه للمـــادة ويعـــود األول بإدراكه وحســـه الروحي والعقلي للحياة وضرورة وجوده فيها خيدمها بوظائفه فتعطيه ارتقاء ومسو على سلم درجاهتا وتكافئه مبقدر ما يبذل من جهد وتفاعل وإخالص جلملة وظائفه و واجباهتا ومسؤولياهتا وحسن

إدارهتا لتأخذ به من خالل تقدميها إىل األعلى أو إىل األدنى.ووظيفتك الكربى هـــي حياتك منذ الـــوالدة إىل الرحيل أما وظيفتك الصغرى فهي يومك وما فيه تبدأ مع اشراقة صباحك وتنتهي حني استسالمك لنوم السؤال هل جنيد وظيفتنا الكربى كي نكسب األجر الروحي السامي وهل جنيد وظائفنا الصغرية اليومية اليت نتقاضى عليها األجور املادية وحناســـب بعضنا يف النجاح والفشل هي الوظيفة وجزء من وظائفي املتعددة وظيفة

أن أكتب عن الوظيفة حماوال فهمها.

الوظيفة

Page 143: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �4� -

شـــخصك يف ضمـــن ذاتك مســـؤول عن روحك واحلفـــاظ عليها وعليك يوميا أن تقدم اخلدمات واحللول وتعاجل شؤون جسدك باحلوار وتلقـــي األوامر من عقلك وأول ما تقـــوم به هو وظيفة االستيقاظ والنشاط والطعام والنظافة وحتسني شكلك وهتيئة ما ســـتقوم به يف يومك هذه الوظيفة تريك كيف ستبدأ يومك بدوهنا ال يـــوم لك ومعها تتحول إىل إنســـان طبيعي تنطلق من خليتـــك األوىل املفردة لتبدأ يف البحث والتكاثر وتكوين أســـرة ومدرســـة وجمتمـــع وأرض وعمـــل ودولة وأمة الـــيت تنجب لك الوظائـــف الالحقة واليت تنضوي كلهـــا حتت الوظيفة الكربى

وهي حياتك يف احلياة.عندمـــا تتحول يف حياتك لتنظيم إداري تتوظف يف األســـرة ومن ثم تأتيك الوظيفة االجتماعية ومتطلباهتا حســـن إدارتك للعالقـــات العامـــة واخلاصة واليت ان أخطأت ال تســـتثنيك من ان تلفظـــك وتطـــردك منها ان أخليـــت بقواعدهـــا ولذلك من وظائفك وظيفة احلفاظ على احلالة االجتماعية وإسهامك هبا يعين أنك إنســـان مدني حتمل شكل املدنية هذه الوظيفة تأتي باملرتبـــة الثانية وهلـــا عالقة هامة مع الوظيفـــة األوىل بكوهنا اســـتمرار حياتك اليت أطلق عليها جمتمعات مدنية ويقع حتت هذا املســـمى كل الوظائف املؤقتة القيـــادة أو العامة التجارية

الصناعية الفنية املســـاعدة أو املعاونـــة ومهما بلغت جمموعات الوظائف إبداعيـــة علمية خدمية مســـتقلة أو منضوية حتت لـــواء جمموعة أو جمموعات حتمل صفات مادية بكوهنا حتصل مقابل هذه الوظائف على أجر وهلا أجور تقاس مبقدار ما تتقدم

يف شكلك املادي املتحرك والفاعل ضمن تطورك العقلي.إذا الوظيفة قســـمان األول حياتي اجتماعي والثاني مادي له عالقة خبدمات احليـــاة وتطوراهتا ينعكس على القســـم األول حبكـــم إنتاجه للمـــادة ويعـــود األول بإدراكه وحســـه الروحي والعقلي للحياة وضرورة وجوده فيها خيدمها بوظائفه فتعطيه ارتقاء ومسو على سلم درجاهتا وتكافئه مبقدر ما يبذل من جهد وتفاعل وإخالص جلملة وظائفه و واجباهتا ومسؤولياهتا وحسن

إدارهتا لتأخذ به من خالل تقدميها إىل األعلى أو إىل األدنى.ووظيفتك الكربى هـــي حياتك منذ الـــوالدة إىل الرحيل أما وظيفتك الصغرى فهي يومك وما فيه تبدأ مع اشراقة صباحك وتنتهي حني استسالمك لنوم السؤال هل جنيد وظيفتنا الكربى كي نكسب األجر الروحي السامي وهل جنيد وظائفنا الصغرية اليومية اليت نتقاضى عليها األجور املادية وحناســـب بعضنا يف النجاح والفشل هي الوظيفة وجزء من وظائفي املتعددة وظيفة

أن أكتب عن الوظيفة حماوال فهمها.

الوظيفة

Page 144: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �44 -

أسئلة حتتاج إلجابات

- أين أنت اآلن ؟ أسئل نفسك، ارجوا ان تفعل ذلك بسرعة قبل ان يفوتك األوان.

- كم هو عمرك يف هذه اللحظة ؟ - مـــا هوحتصيلـــك العلمي ؟ وأي عقيدة متلـــك ؟ وما هو

الفرق بني النظرية والتطبيق ؟ - هل أنت شاب، كهل، مسن ؟ - صبية شابة، أنثى، إمرآه ؟

- كيف تنظر إىل األمام ؟ ماذا تريد منه ؟ - هل عرفت أين أنت اآلن ؟

- هل تنظر إىل اخللف لتعرف ما ذا فعلت ؟ - كـــم هو االجيابي الذي أجنزته ؟ وما هو الســـليب الذي

اقرتفته ؟ - هل حتاسب ذاتك ؟ أم ذاتك اليت حتاسبك ؟ أم ان هناك

من يراقبك ليحاسبك ؟ - كيف ستكمل ما تبقى لك من الزمن ؟ كم بقى لك ؟

- هـــل تســـري إىل هدفك ؟ هـــل ختطط لـــه ؟ هل تؤمن

بالتطور وتسعى له ؟ - هل ترجتل اخلطوات ؟

- هل تعيش ليومك ؟ هل ظلمت ؟ هل ظلمت ؟ - هل تعيش من أجل اآلخر ؟

- هل أنت فاعل أم منفعل ؟ ماهي حريتك ؟ هل أنت حر ؟ - هل أنت مراقب ؟ هل أنت مشارك ؟

- هل أنت تدري ما حييطك أو ال تدري بكونك حماط ؟- هـــل تعرف احلـــب ؟ هل تكره ؟ هل لديـــك حبيب ؟ هل

حتب الصدق ؟ - هل أدركته هل أنت راضي ؟ أم ترفض أي شيء ؟ ملاذا ؟

- هل أنت أناني انعزايل ضد تقديم اخلري لألخر ؟ - هل أنت تشاركي اجتماعي ؟

- ملاذا تبتسم وملن ؟- ما هو الذي يزعجك ؟

- كيف متضي وقتك ؟ - هل أنت تعب ؟

- هل تريد أن تبين أسرة ؟- هل لديك أسره ؟ أنت رهبا أم أنت جزء منها ؟ وهل تنتمي

إليها ؟

أسئلة حتتاج إلجابات

Page 145: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �4� -

أسئلة حتتاج إلجابات

- أين أنت اآلن ؟ أسئل نفسك، ارجوا ان تفعل ذلك بسرعة قبل ان يفوتك األوان.

- كم هو عمرك يف هذه اللحظة ؟ - مـــا هوحتصيلـــك العلمي ؟ وأي عقيدة متلـــك ؟ وما هو

الفرق بني النظرية والتطبيق ؟ - هل أنت شاب، كهل، مسن ؟ - صبية شابة، أنثى، إمرآه ؟

- كيف تنظر إىل األمام ؟ ماذا تريد منه ؟ - هل عرفت أين أنت اآلن ؟

- هل تنظر إىل اخللف لتعرف ما ذا فعلت ؟ - كـــم هو االجيابي الذي أجنزته ؟ وما هو الســـليب الذي

اقرتفته ؟ - هل حتاسب ذاتك ؟ أم ذاتك اليت حتاسبك ؟ أم ان هناك

من يراقبك ليحاسبك ؟ - كيف ستكمل ما تبقى لك من الزمن ؟ كم بقى لك ؟

- هـــل تســـري إىل هدفك ؟ هـــل ختطط لـــه ؟ هل تؤمن

بالتطور وتسعى له ؟ - هل ترجتل اخلطوات ؟

- هل تعيش ليومك ؟ هل ظلمت ؟ هل ظلمت ؟ - هل تعيش من أجل اآلخر ؟

- هل أنت فاعل أم منفعل ؟ ماهي حريتك ؟ هل أنت حر ؟ - هل أنت مراقب ؟ هل أنت مشارك ؟

- هل أنت تدري ما حييطك أو ال تدري بكونك حماط ؟- هـــل تعرف احلـــب ؟ هل تكره ؟ هل لديـــك حبيب ؟ هل

حتب الصدق ؟ - هل أدركته هل أنت راضي ؟ أم ترفض أي شيء ؟ ملاذا ؟

- هل أنت أناني انعزايل ضد تقديم اخلري لألخر ؟ - هل أنت تشاركي اجتماعي ؟

- ملاذا تبتسم وملن ؟- ما هو الذي يزعجك ؟

- كيف متضي وقتك ؟ - هل أنت تعب ؟

- هل تريد أن تبين أسرة ؟- هل لديك أسره ؟ أنت رهبا أم أنت جزء منها ؟ وهل تنتمي

إليها ؟

أسئلة حتتاج إلجابات

Page 146: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �4� -

- ما هي متطلباهتا ؟- كيف تتدبر أمرها ؟ ما هو نوع عملك ؟ هل حتبه ؟

- كيف تنظر إىل منزلك مدينتك ووطنك ؟- ما هو نوع مشاركتك يف كل ذلك ؟

- هل حبثت يف درجات انتمائك ؟ - كيف تنظر إىل العامل ؟ وما هي نظرتك للعلم والتطور ؟

- مباذا حتلم وهل لديك حلم ؟- هل تسعى لتحقيقه ؟

- أم هل سيبقى حلما ؟ من أنت ولم أنت موجود ؟ - أجب من فضلك على أسئلتك.

املوسيقا

لغة احلياة الـــيت بدوهنا ال حياة فاإلنســـان واحليوان والنبات تتناغم معها وتفهمها لذلك اجلميع يستمع إليها ملاذا هي كذلك نســـأل بعضنا حنن جنس اإلنســـان بكوننـــا الوحيدين يف هذه احلياة منتلك لغة احلوار دون باقي اخلالئق واألقدر على حتليلها والتناغم معها مـــع أن العلم أثبت تفاعل النبـــات معها وتراقص احليوان وهتدئه وتزيد عطائه حني مساعها وإذا دققنا يف كلمة

موسيقا جندها كلمة عاملية ففي كل لغات العامل ميوزك فهي كلمة روحية مجعت يف ســـلم موسيقي عدد درجاته سبعه لتتناغم مع عدد الروح املتكون أيضا من السبعة ودخوهلا على اللغات وتربعها قمـــة صفاء احلياة وحصوهلا على لقـــب اللغة الرقيقة الوحيدة العامليـــة اليت حتتاج األذن فقط بكوهنا جمموعة صوت وطبقات صوتيه لرتحيك وتسعدك وهتدأ من روعك وتأخذ بيدك حملقا متأمال شاردا يف عشقيه خاصة من مبدأ واألذن تعشق قبل العني

أحيانا.طبعا هي فن وصورة ذات غاية مثلى فيها اكتمال احلياة الكونية تتألف من الصوت والســـكون وهي طبيعيـــة روحيه مثل أصوات العصافـــري وخرير املياه وأزيـــز النار وحفيف األشـــجار وصهيل اخليـــل وأصـــوات الرياح وكل مـــا يف الطبيعة الروحيـــة ومقلده إبداعيه صنعيه يقدمها ويبدعها اإلنسان يستخدم فيها صوته ويداه عرب آالت نفخيه أو قرعيه أو بواسطة األنامل وهي حتتاج موهبه وطاقـــة روحيه خاصه وجتانســـا مابني الـــروح والصوت بطبقاته واألنامل لتتحول املوســـيقا رويدا رويدا إىل علم نظرا لتنـــوع أدواته وظهـــور األجهزة املتطورة الـــيت تتحكم به فغدت هلا املعاهد واجلامعات واهتمت هبا اجملتمعات ودخلت يف الشـــكل

احلضاري الذي تقاس به األمم.إن االجناز اإلبداعي اخلارق الذي مت من اخلالق األزيل الكامل

املوسيقا

Page 147: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �4� -

- ما هي متطلباهتا ؟- كيف تتدبر أمرها ؟ ما هو نوع عملك ؟ هل حتبه ؟

- كيف تنظر إىل منزلك مدينتك ووطنك ؟- ما هو نوع مشاركتك يف كل ذلك ؟

- هل حبثت يف درجات انتمائك ؟ - كيف تنظر إىل العامل ؟ وما هي نظرتك للعلم والتطور ؟

- مباذا حتلم وهل لديك حلم ؟- هل تسعى لتحقيقه ؟

- أم هل سيبقى حلما ؟ من أنت ولم أنت موجود ؟ - أجب من فضلك على أسئلتك.

املوسيقا

لغة احلياة الـــيت بدوهنا ال حياة فاإلنســـان واحليوان والنبات تتناغم معها وتفهمها لذلك اجلميع يستمع إليها ملاذا هي كذلك نســـأل بعضنا حنن جنس اإلنســـان بكوننـــا الوحيدين يف هذه احلياة منتلك لغة احلوار دون باقي اخلالئق واألقدر على حتليلها والتناغم معها مـــع أن العلم أثبت تفاعل النبـــات معها وتراقص احليوان وهتدئه وتزيد عطائه حني مساعها وإذا دققنا يف كلمة

موسيقا جندها كلمة عاملية ففي كل لغات العامل ميوزك فهي كلمة روحية مجعت يف ســـلم موسيقي عدد درجاته سبعه لتتناغم مع عدد الروح املتكون أيضا من السبعة ودخوهلا على اللغات وتربعها قمـــة صفاء احلياة وحصوهلا على لقـــب اللغة الرقيقة الوحيدة العامليـــة اليت حتتاج األذن فقط بكوهنا جمموعة صوت وطبقات صوتيه لرتحيك وتسعدك وهتدأ من روعك وتأخذ بيدك حملقا متأمال شاردا يف عشقيه خاصة من مبدأ واألذن تعشق قبل العني

أحيانا.طبعا هي فن وصورة ذات غاية مثلى فيها اكتمال احلياة الكونية تتألف من الصوت والســـكون وهي طبيعيـــة روحيه مثل أصوات العصافـــري وخرير املياه وأزيـــز النار وحفيف األشـــجار وصهيل اخليـــل وأصـــوات الرياح وكل مـــا يف الطبيعة الروحيـــة ومقلده إبداعيه صنعيه يقدمها ويبدعها اإلنسان يستخدم فيها صوته ويداه عرب آالت نفخيه أو قرعيه أو بواسطة األنامل وهي حتتاج موهبه وطاقـــة روحيه خاصه وجتانســـا مابني الـــروح والصوت بطبقاته واألنامل لتتحول املوســـيقا رويدا رويدا إىل علم نظرا لتنـــوع أدواته وظهـــور األجهزة املتطورة الـــيت تتحكم به فغدت هلا املعاهد واجلامعات واهتمت هبا اجملتمعات ودخلت يف الشـــكل

احلضاري الذي تقاس به األمم.إن االجناز اإلبداعي اخلارق الذي مت من اخلالق األزيل الكامل

املوسيقا

Page 148: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �48 -

والذي دعانا كما دعا اجلميع للتأمل يف دقته وصورته الال متناهية يف الدقـــة لنبحث يف الكمال حماولني أن نقلد كماله كل يف حمور تأمل خلقـــه كان االنتباه إىل املوســـيقا الطبيعية لتأخذها عني املتأمل وتبدع منها تقليـــدا قد يصل أحيانا يف دقته إىل الكمال

بكون عازفه أو مصدره روح اإلنسان املخلوق على التمام.املوســـيقا حاجـــة ضرورية لإلنســـان وجزء أساســـي مكون من مكونـــات الطبيعة احليـــاة وعندما أدعو وأحلـــل يف مقاربة بني اإلنســـان والطبيعة وحاجة اإلنسان للموسيقا كحاجة الطبيعة إليها أقول ال ميكن أن تكون الطبيعة صامته وإال لكان اإلنســـان كذلك ولكانت احلياة أبيض وأســـود باهته مملله وكلنا عامل أصم أطـــرش أبكم ال فهـــم لنا وال معنى هلا لذلـــك كانت هذه املقاربة حمولـــة الصورة الطبيعية إىل صورة إنســـانية أبدعها اإلنســـان وأصبحت شـــكال ثقافيا ان مل يســـتطع ان ينجزه فينبغي عليه التفاعـــل معـــه وتذوقه ومن هذا الذي أؤكد عليه بان املوســـيقا حاجة إنسانية وشخصية ثقافية يتمتع هبا أفراد وجمتمعات وأمم وأخذوا رويدا رويدا يتنافسون فيها إجادة وبراعة وأحيانا حصرا بغاية إمتاع شـــعوهبم والشـــعوب األخرى وإظهار التفوق والرقي والتحضـــر من خالل فهمهم وامتيازهم بأدائها جعلت األمم تعود وتبحـــث يف موروثها عن عاداهتا وتقاليدها وموســـيقاها اخلاصة

هبا واحلفاظ عليها مثـــل احلفاظ على أوابدها وتقديم األفضل يف تنافســـية إظهار الشخصية االجتماعية الثقافية الراقية إن ضـــرورة التفكر والتأمل من أجل االنتقال واالرتقاء حنو األفضل تدعونا لالهتمام بالشخصية الثقافية اليت ال تكتمل إال بفهمنا ملوســـيقا الطبيعة فنعلم حاجتنـــا إىل املوســـيقا الوضعية ذات االبداع االنســـاني وعند امتالكنا أو حمـــاوالت امتالك النظرية املعرفية ودراســـة التحوالت الفكرية وفـــرز التقليدي والعقالني وأثناء حبثنا التجرييب يف خضم احلياة جيب أن نالحظ ونلحظ حاجتنا للموســـيقا وإبداعاهتا وإن ما أقدمـــه حوهلا واحلوارات اليت تســـود بيننا حوهلا وبالرغم من اجلدل العقيم عند بعض البشر ويف اعتقادي أهنم مل يتمتعوا بعد بالرؤيا الشاملة للحياة الكونيـــة واحنصروا يف جزئياهتا ولذلك أوجـــد بعض من كلمات الرافضـــة حلضورها نتاج قصور يف التأمل اخللقي للطبيعة أقول هي ضرورة وأكثر من ذلك جيب أن يسود الراقي منها وتعود األذن عليها وتنشـــأة األجيال وتعويدهم على مساعهـــا بكوهنا تنجب الرقة األخالقية وتزيد إنســـانية اإلنسان وتعمق وصله الروحي بكوهنا آتية من ســـلم روحي عدده عدد الروح الســـبعة دو – ري – مي – فا – صول – ال – سي هكذا هي املوسيقا كلمة قدمها قدم

.)Music( التاريخ ويف كل لغات العامل اإلنساني

املوسيقا

Page 149: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �49 -

والذي دعانا كما دعا اجلميع للتأمل يف دقته وصورته الال متناهية يف الدقـــة لنبحث يف الكمال حماولني أن نقلد كماله كل يف حمور تأمل خلقـــه كان االنتباه إىل املوســـيقا الطبيعية لتأخذها عني املتأمل وتبدع منها تقليـــدا قد يصل أحيانا يف دقته إىل الكمال

بكون عازفه أو مصدره روح اإلنسان املخلوق على التمام.املوســـيقا حاجـــة ضرورية لإلنســـان وجزء أساســـي مكون من مكونـــات الطبيعة احليـــاة وعندما أدعو وأحلـــل يف مقاربة بني اإلنســـان والطبيعة وحاجة اإلنسان للموسيقا كحاجة الطبيعة إليها أقول ال ميكن أن تكون الطبيعة صامته وإال لكان اإلنســـان كذلك ولكانت احلياة أبيض وأســـود باهته مملله وكلنا عامل أصم أطـــرش أبكم ال فهـــم لنا وال معنى هلا لذلـــك كانت هذه املقاربة حمولـــة الصورة الطبيعية إىل صورة إنســـانية أبدعها اإلنســـان وأصبحت شـــكال ثقافيا ان مل يســـتطع ان ينجزه فينبغي عليه التفاعـــل معـــه وتذوقه ومن هذا الذي أؤكد عليه بان املوســـيقا حاجة إنسانية وشخصية ثقافية يتمتع هبا أفراد وجمتمعات وأمم وأخذوا رويدا رويدا يتنافسون فيها إجادة وبراعة وأحيانا حصرا بغاية إمتاع شـــعوهبم والشـــعوب األخرى وإظهار التفوق والرقي والتحضـــر من خالل فهمهم وامتيازهم بأدائها جعلت األمم تعود وتبحـــث يف موروثها عن عاداهتا وتقاليدها وموســـيقاها اخلاصة

هبا واحلفاظ عليها مثـــل احلفاظ على أوابدها وتقديم األفضل يف تنافســـية إظهار الشخصية االجتماعية الثقافية الراقية إن ضـــرورة التفكر والتأمل من أجل االنتقال واالرتقاء حنو األفضل تدعونا لالهتمام بالشخصية الثقافية اليت ال تكتمل إال بفهمنا ملوســـيقا الطبيعة فنعلم حاجتنـــا إىل املوســـيقا الوضعية ذات االبداع االنســـاني وعند امتالكنا أو حمـــاوالت امتالك النظرية املعرفية ودراســـة التحوالت الفكرية وفـــرز التقليدي والعقالني وأثناء حبثنا التجرييب يف خضم احلياة جيب أن نالحظ ونلحظ حاجتنا للموســـيقا وإبداعاهتا وإن ما أقدمـــه حوهلا واحلوارات اليت تســـود بيننا حوهلا وبالرغم من اجلدل العقيم عند بعض البشر ويف اعتقادي أهنم مل يتمتعوا بعد بالرؤيا الشاملة للحياة الكونيـــة واحنصروا يف جزئياهتا ولذلك أوجـــد بعض من كلمات الرافضـــة حلضورها نتاج قصور يف التأمل اخللقي للطبيعة أقول هي ضرورة وأكثر من ذلك جيب أن يسود الراقي منها وتعود األذن عليها وتنشـــأة األجيال وتعويدهم على مساعهـــا بكوهنا تنجب الرقة األخالقية وتزيد إنســـانية اإلنسان وتعمق وصله الروحي بكوهنا آتية من ســـلم روحي عدده عدد الروح الســـبعة دو – ري – مي – فا – صول – ال – سي هكذا هي املوسيقا كلمة قدمها قدم

.)Music( التاريخ ويف كل لغات العامل اإلنساني

املوسيقا

Page 150: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��0 -

الصورة

أول ظهور هلا كان يف اخليال التفكري من خالل الواقع البصري الـــذي تتكون منه فتصاغ وحتفظ يف العقل اإلنســـاني وبالتطور أخذ ينقلها إىل اجلـــداران واألوراق والرقم الطينية واحلجرية ومـــع مروره عصورا حبـــث عن إبداعه أجنـــز التكنولوجيا اليت أحدثت ثورة يف كل شـــيء فجسد صورة وعشـــقها وأهتم بذاته

وشكله.إن أول مشاهدة إنسانية لصورة اإلنسان شاهده على املاء الساكن وأحس أنه مجيل وأن شكله حسن وفهم أنه خملوق وكائن ليكون بيده كل مفاتيح األرض هذه الصورة اليت شاهدها أعطته دفعا وانطالقة ليبحث يف مجلـــة احلياة ويفعل هلا وأيقن أنه خلق يف أحسن تقويم وأدرك أنه صورة خالقه وفهم أكثر أن املصور الكلي أعطـــاه من صفاته فأصبح مصورا روحيا وماديا قادرا على تقليد الصورة واالقرتاب هبا إىل حد الشبيه ولكن دون استطاعة إجياد الروح هلا ولكن اإلميان بأمهيتها جيب أن يكون مطلقا ملاذا ؟ إنك لن تستطع أن تنجز أي فعل دون تصوره ومعنى ذلك أن ترسم له

صورة يف عقلك وتتهيأ وهتيأ األدوات لتفعله.من هذا املدخل نتملك البحث عن طبيعة الصورة تفتح اآلفاق

به لنرى األحداث منفردة وجمتمعه دارســـني فلســـفتها ظاهرا وجوهرا مؤكدين على أهنا أســـاس أي عمليـــة تطويريه وبدوهنا ملا كان للتطور حـــدوث ووجود حنن الظاهر ننطلق لنعلم أن لكل خملوق حي عني تصور احملســـوس وتنقله مـــن البصر إىل العقل حتلله فتتقبله أو ترفضه أما اجلوهر فهو إبداع الصور يف العقل والقلب وإجياد الشيء قبل النظر إليه أي النظر يبقى يف العقل يبدعه وينجزه ومن ثم يظهره رمسا أو قوال أو فعال جمسدا فيه

تكون املعاني.كما أنه حيدث أثناء احتاد الظاهر واجلوهر أي البصر والعقل عند التأمل والتدقيق تكون العني مبصره وتنقل الصورة والعقل يفكـــر هبا يف آن معـــا فيحدث التفكر الذي يولد العلم بالشـــيء املشـــاهد لينتقل إىل العمل وكل هذا نتاج الصورة املشـــاهدة إهنا الصـــورة اليت كنا عليهـــا أول مرة ويف البدء كانـــت الكلمة اليت جتسدت يف كن بعد أن أجنز املكون هذا اإلنسان الذي حنن منه يف صورة إبداعية تناظرية ال متناهية وإذا مل نتعلم منه بكونه املصور الذي صورنا وأعطانا علم الصورة اليت بدوهنا ال حياة وأي لقـــاء نتحدث فيه عن احلياة خناطـــب بعضنا ونقول تصور وهل لديك صورة عن كذا والصورة تقول أن هبا ما أريد وما تريد وكل العلوم اإلنســـانية والرياضية واهلندســـية والتحليلية قامت من الصورة وبدأت تتطور بفعل التصور والتصور الطبيعي واإلبداعي

الصورة

Page 151: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

الصورة

أول ظهور هلا كان يف اخليال التفكري من خالل الواقع البصري الـــذي تتكون منه فتصاغ وحتفظ يف العقل اإلنســـاني وبالتطور أخذ ينقلها إىل اجلـــداران واألوراق والرقم الطينية واحلجرية ومـــع مروره عصورا حبـــث عن إبداعه أجنـــز التكنولوجيا اليت أحدثت ثورة يف كل شـــيء فجسد صورة وعشـــقها وأهتم بذاته

وشكله.إن أول مشاهدة إنسانية لصورة اإلنسان شاهده على املاء الساكن وأحس أنه مجيل وأن شكله حسن وفهم أنه خملوق وكائن ليكون بيده كل مفاتيح األرض هذه الصورة اليت شاهدها أعطته دفعا وانطالقة ليبحث يف مجلـــة احلياة ويفعل هلا وأيقن أنه خلق يف أحسن تقويم وأدرك أنه صورة خالقه وفهم أكثر أن املصور الكلي أعطـــاه من صفاته فأصبح مصورا روحيا وماديا قادرا على تقليد الصورة واالقرتاب هبا إىل حد الشبيه ولكن دون استطاعة إجياد الروح هلا ولكن اإلميان بأمهيتها جيب أن يكون مطلقا ملاذا ؟ إنك لن تستطع أن تنجز أي فعل دون تصوره ومعنى ذلك أن ترسم له

صورة يف عقلك وتتهيأ وهتيأ األدوات لتفعله.من هذا املدخل نتملك البحث عن طبيعة الصورة تفتح اآلفاق

به لنرى األحداث منفردة وجمتمعه دارســـني فلســـفتها ظاهرا وجوهرا مؤكدين على أهنا أســـاس أي عمليـــة تطويريه وبدوهنا ملا كان للتطور حـــدوث ووجود حنن الظاهر ننطلق لنعلم أن لكل خملوق حي عني تصور احملســـوس وتنقله مـــن البصر إىل العقل حتلله فتتقبله أو ترفضه أما اجلوهر فهو إبداع الصور يف العقل والقلب وإجياد الشيء قبل النظر إليه أي النظر يبقى يف العقل يبدعه وينجزه ومن ثم يظهره رمسا أو قوال أو فعال جمسدا فيه

تكون املعاني.كما أنه حيدث أثناء احتاد الظاهر واجلوهر أي البصر والعقل عند التأمل والتدقيق تكون العني مبصره وتنقل الصورة والعقل يفكـــر هبا يف آن معـــا فيحدث التفكر الذي يولد العلم بالشـــيء املشـــاهد لينتقل إىل العمل وكل هذا نتاج الصورة املشـــاهدة إهنا الصـــورة اليت كنا عليهـــا أول مرة ويف البدء كانـــت الكلمة اليت جتسدت يف كن بعد أن أجنز املكون هذا اإلنسان الذي حنن منه يف صورة إبداعية تناظرية ال متناهية وإذا مل نتعلم منه بكونه املصور الذي صورنا وأعطانا علم الصورة اليت بدوهنا ال حياة وأي لقـــاء نتحدث فيه عن احلياة خناطـــب بعضنا ونقول تصور وهل لديك صورة عن كذا والصورة تقول أن هبا ما أريد وما تريد وكل العلوم اإلنســـانية والرياضية واهلندســـية والتحليلية قامت من الصورة وبدأت تتطور بفعل التصور والتصور الطبيعي واإلبداعي

الصورة

Page 152: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

وكل حقائـــق اإلبداع املادي اليت اجنزها البشـــر هي مأخوذه من حقائق روحية لوال صورهتا ملا استطاع أي نصور متصور متعمق يف صورهتـــا من نقلها وإجنازها ولو مل تنزرع صورة الطائر يف الذهن اإلنســـاني ملا تصور الطائرة وأبدعها وكذلك السفينة والغواصة لـــوال انطباع صورة احلـــوت ملا كانت ولنقس كل شـــيء على هذا

النحو ولنسر عليه.قد حيدث التســـاؤل ملاذا أحبث عن الصورة وجذورها وعالقتها مع احلياة ومطالبيت بفهمها فأقول إن توجهي إليها هو غاية من غايات تطور الوجود الفكري فالعقل اإلنساني مثله مثل اجلسد جمموع ذري حي وإحدى ذراته املكونة هي الصورة وأعتقد جازما أن أي خلـــل يف أي ذرة من ذرات اإلنســـان احليـــة ينبأ عن حالة مرضيـــة أو ختلف وهناك تكمن أمهية الذرات ومنها ذرة الصورة اليت أدعو إىل دراســـتها وتنشـــيطها وعدم إمهاهلا واالعرتاض عليهـــا فإىل اليوم هناك من حيرم الصورة وينفذها على أســـاس أهنا متثيل وجتســـيد إىل كل من يقوم بذلك أقول أفعلها وحاول أن ال تتصور هل تستطيع حتى ولو أغمضت عينيك فإن الصورة تابعـــه يف أعماقك وتأكـــد أن معنى نظرك إىل داخلك ينشـــيء لديك كم من الصور اليت ساعدتك يف عالج نفسك وهي موجودة معك يف صورة حبك وتصوره وعملك وجتسيده وكتاباتك وصورها األدبية والشـــعرية وصورتك الشخصية على هويتك ومقابالتك

وحواراتك ومتايزك عن اآلخر يف مشهد وجهك وجسمك وأسرتك يف حنتـــك وفنك وموســـيقاك وزخرفتـــك إهنا صـــورة وجدانك

وأخالقك وإبداعك.نعم الصـــورة كبرية جدا فهي صورة احليـــاة الكربى فأين أنت من صورهتا اليت تســـتطيع وحـــدك أن تصورها لتأخذ لك صورة فتصبـــح جزءا مصورا من صورهتا الـــيت ال تكتمل إال بك فكيف ســـتعمل هلا وأنت ألتها البصرييه واالبصارية اكتب عنها وافعل هلا ودع اآلخرين يصورون عملك ويســـتنبطون الصور مما صورت يف حياتـــك فتكون بذلك صورهتم الـــيت تضاف إىل صورة احلياة

وتأخذ مكانك يف الذاكرة احلياتية واإلنسانية.

العمـــــــــر

ليست حروف جتمعت لتشكل كلمة امتألت من خماضات املسافة الواصلـــة مابـــني نقطتني البدايـــة والنهاية، الـــوالدة والرحيل، احلبو والوقوف، واملسري واجلري، والسعي مابني الوعي والالوعي والفهـــم وتطـــوره واإلدراك وعدمه هي بالضبط ليســـت جمرده كما أهنا ليســـت كما أهنا ليست عارية بل هي الوحيدة اليت تضم كل املعانـــي واألماني، الصخب واهلدوء الصحـــو والنوم والصحة واألمل، املرض والتعب، املعانات، الراحة والسعادة، احلزن والفرح،

الصورة

Page 153: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

وكل حقائـــق اإلبداع املادي اليت اجنزها البشـــر هي مأخوذه من حقائق روحية لوال صورهتا ملا استطاع أي نصور متصور متعمق يف صورهتـــا من نقلها وإجنازها ولو مل تنزرع صورة الطائر يف الذهن اإلنســـاني ملا تصور الطائرة وأبدعها وكذلك السفينة والغواصة لـــوال انطباع صورة احلـــوت ملا كانت ولنقس كل شـــيء على هذا

النحو ولنسر عليه.قد حيدث التســـاؤل ملاذا أحبث عن الصورة وجذورها وعالقتها مع احلياة ومطالبيت بفهمها فأقول إن توجهي إليها هو غاية من غايات تطور الوجود الفكري فالعقل اإلنساني مثله مثل اجلسد جمموع ذري حي وإحدى ذراته املكونة هي الصورة وأعتقد جازما أن أي خلـــل يف أي ذرة من ذرات اإلنســـان احليـــة ينبأ عن حالة مرضيـــة أو ختلف وهناك تكمن أمهية الذرات ومنها ذرة الصورة اليت أدعو إىل دراســـتها وتنشـــيطها وعدم إمهاهلا واالعرتاض عليهـــا فإىل اليوم هناك من حيرم الصورة وينفذها على أســـاس أهنا متثيل وجتســـيد إىل كل من يقوم بذلك أقول أفعلها وحاول أن ال تتصور هل تستطيع حتى ولو أغمضت عينيك فإن الصورة تابعـــه يف أعماقك وتأكـــد أن معنى نظرك إىل داخلك ينشـــيء لديك كم من الصور اليت ساعدتك يف عالج نفسك وهي موجودة معك يف صورة حبك وتصوره وعملك وجتسيده وكتاباتك وصورها األدبية والشـــعرية وصورتك الشخصية على هويتك ومقابالتك

وحواراتك ومتايزك عن اآلخر يف مشهد وجهك وجسمك وأسرتك يف حنتـــك وفنك وموســـيقاك وزخرفتـــك إهنا صـــورة وجدانك

وأخالقك وإبداعك.نعم الصـــورة كبرية جدا فهي صورة احليـــاة الكربى فأين أنت من صورهتا اليت تســـتطيع وحـــدك أن تصورها لتأخذ لك صورة فتصبـــح جزءا مصورا من صورهتا الـــيت ال تكتمل إال بك فكيف ســـتعمل هلا وأنت ألتها البصرييه واالبصارية اكتب عنها وافعل هلا ودع اآلخرين يصورون عملك ويســـتنبطون الصور مما صورت يف حياتـــك فتكون بذلك صورهتم الـــيت تضاف إىل صورة احلياة

وتأخذ مكانك يف الذاكرة احلياتية واإلنسانية.

العمـــــــــر

ليست حروف جتمعت لتشكل كلمة امتألت من خماضات املسافة الواصلـــة مابـــني نقطتني البدايـــة والنهاية، الـــوالدة والرحيل، احلبو والوقوف، واملسري واجلري، والسعي مابني الوعي والالوعي والفهـــم وتطـــوره واإلدراك وعدمه هي بالضبط ليســـت جمرده كما أهنا ليســـت كما أهنا ليست عارية بل هي الوحيدة اليت تضم كل املعانـــي واألماني، الصخب واهلدوء الصحـــو والنوم والصحة واألمل، املرض والتعب، املعانات، الراحة والسعادة، احلزن والفرح،

العمر

Page 154: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��4 -

الطفولة والشباب، الرجولة والكهولة، الشيخوخة النمو واكتمال النمو، القـــوة والضعف الصغر والكرب، العقـــم واإلجناب، الفعل

والتفاعل.العمر هو املسرية والوســـيلة واملسار الذي منتطيه ونسري فيه لنصل إىل النهاية اجلســـدية واالنتقاء إنه أداة احلياة وخنطئ عندمـــا نقول أن حياتنا قصرية بكون امسها احلياة وهي مديدة وطويلـــة مل نعـــرف إىل اآلن متى بدأت كي نعرف متى ســـتنتهي ولكن العمر هو احملدد وهـــو الذي له حدود وهو الذي له بداية وله هناية وعندما نســـأل عن عمرنـــا فنقول كذا رقم حيث حنن وصلنا فيكرب الســـؤال ويصبح مـــاذا فعلت فيـــه وفيما إىل اآلن أمضيته وهو داللة على زمنيتـــه وعندما تعلم أن هذا اليوم هو يوم ميالدك حيث وصلت فتقول أنين اليوم وصلت إىل هنا وأصبح عمري كذا وغدا سأدخل يف سنة جديدة من عمري ومن هنا أبدأ حماوال فهم معنى عمري وأدرك أنه لن يكون عمر آخر وأفهم أني واآلخرون مجيعا من جنســـي كل له عمـــره أي عمر واحد فقط فإذا حســـبت أين أنا وكم بلغت من العمر وعددهتا ســـنني وأشهر وأســـابيع وأيام وســـاعات ودقائق وثواني أعود وأسأل هل توافق عمري الزمين مع عمري العقلـــي وهل أنطلق من عمري اليومي ألعرف وأتعرف على ما ملكه عقلي وأي كم من اخلربات امتلكت

وأين أنا من عمر ما يشبهين ويرافقين من جنسي.

نعـــم العمر قضية حبـــث التاريخ اإلنســـاني يف طوله وعرضه فمثـــال الفرعون حـــاول أن يطيل عمره وكذلـــك فعل جلجامش أثناء رحلة حبثه عن ماء احلياة وسر اخللود إىل أن حدث الفهم وإذا نظرنـــا ودققنا جنـــد أن ال عالقة للطبيعة مـــع عمرنا وأن العمر هو مسافة معاشنا وحقيقة أفعالنا أي مظهره قياس سنني عمر وجوهره بصمات وأعمال فهو نتاج أعمالنا يف حقيقة األمر ال أشـــكالنا اجلســـدية ويتفرد عمر كل واحد منـــا وميتاز بعمله الذي يشـــكل اهلوية العمرية ليجيب نفسه أوال عن عمره الذي عمـــل فيه وما أجنز له كي يبقى خلودا وبصمة وأثرا، نعم جيب أن يؤرقنا العمر وأن نتساءل عنه ونواجهه بكم الفرص الضائعة اليت مرت أمام مســـرية عمره ومل يستفد منها أو يفيدها اعترب أنين اســـتفزك وأؤملك هبذه األسئلة واعلم أني أواجه عمري كما أواجهك وأناقشه وأحاسبه كما أفعل معه لتعلم وأعلم أننا ضحايا ثقافة احلياة وثورهتا املادية، إن العمر ضحية املؤامرة اإلبداعية لإلنســـان فإذا علم اإلنســـان أن عمره ليـــس أكثر من حمطة مير عليها وهبا العامل الـــال متناهي يف العمر فيعلم أن عليه أن يعمل

يف هذه احملطة أهم األعمال ليكون عند الال متناهي متناهي.وينبغـــي أن تعلم أن تكوينك اجلســـدي امتلـــك العقل والقلب واملعـــدة فلو ال املعدة لكنت مـــع الال متناهي وبوجودها أنت تبدأ مـــن نقطة وتعود إىل نقطة أي تبدأ من متناهي وتنتهي متناهي

العمر

Page 155: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

الطفولة والشباب، الرجولة والكهولة، الشيخوخة النمو واكتمال النمو، القـــوة والضعف الصغر والكرب، العقـــم واإلجناب، الفعل

والتفاعل.العمر هو املسرية والوســـيلة واملسار الذي منتطيه ونسري فيه لنصل إىل النهاية اجلســـدية واالنتقاء إنه أداة احلياة وخنطئ عندمـــا نقول أن حياتنا قصرية بكون امسها احلياة وهي مديدة وطويلـــة مل نعـــرف إىل اآلن متى بدأت كي نعرف متى ســـتنتهي ولكن العمر هو احملدد وهـــو الذي له حدود وهو الذي له بداية وله هناية وعندما نســـأل عن عمرنـــا فنقول كذا رقم حيث حنن وصلنا فيكرب الســـؤال ويصبح مـــاذا فعلت فيـــه وفيما إىل اآلن أمضيته وهو داللة على زمنيتـــه وعندما تعلم أن هذا اليوم هو يوم ميالدك حيث وصلت فتقول أنين اليوم وصلت إىل هنا وأصبح عمري كذا وغدا سأدخل يف سنة جديدة من عمري ومن هنا أبدأ حماوال فهم معنى عمري وأدرك أنه لن يكون عمر آخر وأفهم أني واآلخرون مجيعا من جنســـي كل له عمـــره أي عمر واحد فقط فإذا حســـبت أين أنا وكم بلغت من العمر وعددهتا ســـنني وأشهر وأســـابيع وأيام وســـاعات ودقائق وثواني أعود وأسأل هل توافق عمري الزمين مع عمري العقلـــي وهل أنطلق من عمري اليومي ألعرف وأتعرف على ما ملكه عقلي وأي كم من اخلربات امتلكت

وأين أنا من عمر ما يشبهين ويرافقين من جنسي.

نعـــم العمر قضية حبـــث التاريخ اإلنســـاني يف طوله وعرضه فمثـــال الفرعون حـــاول أن يطيل عمره وكذلـــك فعل جلجامش أثناء رحلة حبثه عن ماء احلياة وسر اخللود إىل أن حدث الفهم وإذا نظرنـــا ودققنا جنـــد أن ال عالقة للطبيعة مـــع عمرنا وأن العمر هو مسافة معاشنا وحقيقة أفعالنا أي مظهره قياس سنني عمر وجوهره بصمات وأعمال فهو نتاج أعمالنا يف حقيقة األمر ال أشـــكالنا اجلســـدية ويتفرد عمر كل واحد منـــا وميتاز بعمله الذي يشـــكل اهلوية العمرية ليجيب نفسه أوال عن عمره الذي عمـــل فيه وما أجنز له كي يبقى خلودا وبصمة وأثرا، نعم جيب أن يؤرقنا العمر وأن نتساءل عنه ونواجهه بكم الفرص الضائعة اليت مرت أمام مســـرية عمره ومل يستفد منها أو يفيدها اعترب أنين اســـتفزك وأؤملك هبذه األسئلة واعلم أني أواجه عمري كما أواجهك وأناقشه وأحاسبه كما أفعل معه لتعلم وأعلم أننا ضحايا ثقافة احلياة وثورهتا املادية، إن العمر ضحية املؤامرة اإلبداعية لإلنســـان فإذا علم اإلنســـان أن عمره ليـــس أكثر من حمطة مير عليها وهبا العامل الـــال متناهي يف العمر فيعلم أن عليه أن يعمل

يف هذه احملطة أهم األعمال ليكون عند الال متناهي متناهي.وينبغـــي أن تعلم أن تكوينك اجلســـدي امتلـــك العقل والقلب واملعـــدة فلو ال املعدة لكنت مـــع الال متناهي وبوجودها أنت تبدأ مـــن نقطة وتعود إىل نقطة أي تبدأ من متناهي وتنتهي متناهي

العمر

Page 156: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

ليبقى الال متناهي وهذه حقيقة احلياة وأنت حقيقة العمر، إن والدتــــك ودخولك احلياة تعلمك بأن عمرك منذ هذه اللحظة بدأ عده التنازيل وكلما منا جســــدك وتراكمت ســــنني عمرك يعين أنك تتجه إىل النهاية وما تذكرك لعيد ميالدك ومعرفة إىل أيــــن وصلت عمريا إال ملعرفة أنك تســــري إىل النهاية وأنت تراقب شكلك أصبحت شبابأ ومن ثم رجال وبعدها كهال وإىل أن تشيخ وتبدأ يف مرحلة التفكر يف الرحيل الذي يدعوك للتفكر يف تلك احملطات وعملك هبــــا تعلما وثقافة ووظيفة وجتارة وما ملكتــــه مــــن أيديولوجيات دينيــــه أو وصفيه ومــــا خرجت به ومحلته وزرعته وشاركت فيه هو العمر ادخل عليه وتأمله حلل مزاجك وراقب حركاتك وســــكناتك ادرس أحالمك وما حققت منها وآالمك اليت محلتها بني جنباتك وبعدها احتفل بعمرك

الذي وصلت إليه أو أرفضه وقل كنت شيئا أوال شيء.لنعلم أن أكســــري احلياة هو عملنا الذي نقوم به أثناء رحلة العمر ال العمل الذي نسعى به إلطالة أعمارنا واحنصارنا فيه فإذا بلغت املئة وجتاوزهتا لتســــجل فقط أنك أطلت عمرك ومل تنجــــز فال معنى هلــــذا املعنى احلقيقي هــــو أن تعرف حقيقة وجودك الذي هو عمرك وماذا عملت فيه فهو أكسريك الذي

يبقيك خلودا يف احلياة إنه العمر تابعوا البحث فيه.

ماهية الفكر العربي

املدخل إليه يدعونا لتحليله وتقســـيم مراحله والوقوف عند املهـــم منه وهي املرحلـــة األخرية اليت يعيشـــها ونتحمل آالمه منتظرين النفاذ من عنق الزجاجة املنحصرين يف داخلها نتدافع للخروج منها فال خنرج بكون ادعـــاءات األنا املتطورة يف داخلنا كبرية جـــدا فإىل متى ومتى وكيف ســـنلتقي جممعني معرتفني بأننـــا نعيش أزمة فكر وصـــوم فكري فحالتنـــا حالة مجع ونقل وترمجة وخضوع من وإىل فكر اآلخر هي حماولة أضيفها حملاولة اآلخريـــن علنا مجيعا أن نضع يدنا علـــى اجلراح املثقل هبا هذا

الفكر الذي ابتعد عن اإلبداع وقل وندر فيه املبدعون.مر الفكر العربي مبرحلة اجلاهلية وســـادته الوثنية والقبلية والعشـــائرية فكان التوثيـــق الفكري فيه عرب شـــعره ومعلقاته وأســـواق عكاظ وجـــدران الكعبة يف مكة حتـــى الصراعات اليت قامت عرب املناذره والغساسنة وداحس والغرباء والبسوس دونت عرب الشـــعر اجلاهلي والقصص احلماســـي املتوارث من األجيال فظهر وانتقل شـــعبيا مثل عنرتة والزير ســـامل وقصص اخليال مثل اجلان والسحر إىل أن دخل اإلسالم وعلى الرغم من حضور املسيحية األوىل وقيامها على أعقاب اليهودية )اليت مل تسجل

العمر

Page 157: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

ليبقى الال متناهي وهذه حقيقة احلياة وأنت حقيقة العمر، إن والدتــــك ودخولك احلياة تعلمك بأن عمرك منذ هذه اللحظة بدأ عده التنازيل وكلما منا جســــدك وتراكمت ســــنني عمرك يعين أنك تتجه إىل النهاية وما تذكرك لعيد ميالدك ومعرفة إىل أيــــن وصلت عمريا إال ملعرفة أنك تســــري إىل النهاية وأنت تراقب شكلك أصبحت شبابأ ومن ثم رجال وبعدها كهال وإىل أن تشيخ وتبدأ يف مرحلة التفكر يف الرحيل الذي يدعوك للتفكر يف تلك احملطات وعملك هبــــا تعلما وثقافة ووظيفة وجتارة وما ملكتــــه مــــن أيديولوجيات دينيــــه أو وصفيه ومــــا خرجت به ومحلته وزرعته وشاركت فيه هو العمر ادخل عليه وتأمله حلل مزاجك وراقب حركاتك وســــكناتك ادرس أحالمك وما حققت منها وآالمك اليت محلتها بني جنباتك وبعدها احتفل بعمرك

الذي وصلت إليه أو أرفضه وقل كنت شيئا أوال شيء.لنعلم أن أكســــري احلياة هو عملنا الذي نقوم به أثناء رحلة العمر ال العمل الذي نسعى به إلطالة أعمارنا واحنصارنا فيه فإذا بلغت املئة وجتاوزهتا لتســــجل فقط أنك أطلت عمرك ومل تنجــــز فال معنى هلــــذا املعنى احلقيقي هــــو أن تعرف حقيقة وجودك الذي هو عمرك وماذا عملت فيه فهو أكسريك الذي

يبقيك خلودا يف احلياة إنه العمر تابعوا البحث فيه.

ماهية الفكر العربي

املدخل إليه يدعونا لتحليله وتقســـيم مراحله والوقوف عند املهـــم منه وهي املرحلـــة األخرية اليت يعيشـــها ونتحمل آالمه منتظرين النفاذ من عنق الزجاجة املنحصرين يف داخلها نتدافع للخروج منها فال خنرج بكون ادعـــاءات األنا املتطورة يف داخلنا كبرية جـــدا فإىل متى ومتى وكيف ســـنلتقي جممعني معرتفني بأننـــا نعيش أزمة فكر وصـــوم فكري فحالتنـــا حالة مجع ونقل وترمجة وخضوع من وإىل فكر اآلخر هي حماولة أضيفها حملاولة اآلخريـــن علنا مجيعا أن نضع يدنا علـــى اجلراح املثقل هبا هذا

الفكر الذي ابتعد عن اإلبداع وقل وندر فيه املبدعون.مر الفكر العربي مبرحلة اجلاهلية وســـادته الوثنية والقبلية والعشـــائرية فكان التوثيـــق الفكري فيه عرب شـــعره ومعلقاته وأســـواق عكاظ وجـــدران الكعبة يف مكة حتـــى الصراعات اليت قامت عرب املناذره والغساسنة وداحس والغرباء والبسوس دونت عرب الشـــعر اجلاهلي والقصص احلماســـي املتوارث من األجيال فظهر وانتقل شـــعبيا مثل عنرتة والزير ســـامل وقصص اخليال مثل اجلان والسحر إىل أن دخل اإلسالم وعلى الرغم من حضور املسيحية األوىل وقيامها على أعقاب اليهودية )اليت مل تسجل

ماهية الفكر العري

Page 158: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��8 -

يف تارخيهـــا أي حالـــة فكرية أو ثقافية ســـوى احلالة الدينية ( ونشـــرها لفكرها وانتشـــارها أيضا كان تســـجيلها تسجيل صراع االنتشار وتثبيت الرؤى الدينية وما رشح وسجل من ذلك املاضي منت عن تاريخ حضارات سجلت عاداهتا وطقوسها وجمرياهتا اليت احنصرت يف أطرها اليت أجنبـــت حضاراهتا كحضارة بالد مابني النهرين )أور ( وإيبال وتدمر والفراعنة واإلغريق اليونان والرومان واألنكا واهلنود احلمـــر يف أمريكا الذين أجنبوا احلدائق املعلقة واالهرامات وعظمة البناء لتدمـــر وإيبال وأثينا وروما كما أجنز اخليال جلجامش وهومريوس عرب االوذيسه وااللياذه وفرجيل االنياده وأظهرت األديان كتب القداسة مثل احلكيم كونفوشيوس وبوذا وزرادشت وموســـى مع التوراة وعيسى مع اإلجنيل وحممد مـــع القرآن وقد انتشـــرت األفكار الدينيـــة وختصصت إىل حد كبري باجلغرافية األرضية فمثال اهلند والصني واليابان مع بعض ا لدول البوذية واهلندوســـية وأوروبا ومشال آســـيا مسيحية مع األمريكيتني ومشال أفريقيا ومشـــال أفريقيا واجلزيرة العربية والشـــرق األوسط إسالمي مع اندونيسيا وماليزيا ووسط أفريقيا وجنوهبا الذي ال يزال يتنقل مابني املسيحية والوثنية علما بان النبع الديين يف قصص الكتب املقدســـة مركزه الشرق األوسط أو الشـــرق الروحي الـــذي منه بدأت عالقـــة الواجد مع املوجد وأخذت تســـري وتنتشـــر بقوة غايتها هتذيب الداخل اإلنساني

وإنشاء قيم روحية هيأت لظهور فعل مادي غايته مدنية اإلنسان عرب تطوير فكره وتفكره.

إن مجلة القيم الروحية اليت عرفت اخلالق واملخلوق هي مجلة فهم طريقة اخللـــق الكوني وخلق الـــرادع الذاتي النوعي الذي جيب أن يتمتع به اإلنســـان هذه اجلملة كانت ومازالت وستبقى من أجل إظهار إنســـانيته وابتعاده عن بشريته احليوانية وخلق التمايـــز بينه وبني باقي املخلوقات وإال لســـار كما تســـري باقي

اخلالئق.إن فضل الرؤى الدينية والقصص الديين الوارد عرب النبوات يف الكتب املقدسة أثرى العقل البشري وطور لديه الفكر كثريا نعرف أنه يقف على أرض وفوقه مساء وحوله قمر ومشس مســـؤولون عن عملية الليل والنهار ضمن نظرية الظهور واالختفاء ليتعمق أكثر يف فهم الكواكب والنجوم وكان هلذا التطلع إىل السماء أكرب األثر يف أنشاء دائرة فكرية كبرية جدا عملت هذه الدائرة على خلق ذاكرة تســـجيلية قابلة الســـتقبال اكرب املسائل ومعاجلتها ومن ثم اجيـــاد احللول هلا واعطاء النتائج عنها فكان اإلنســـان له إىل فكر املكتمل العقل القابل للتفكر بعد أن أجنز التأمل وحوسجل إن درسناه علما استقينا منه فكرا جديدا متجددا متطورا وشـــكل لنا قاعدة تفكر اســـرتاتيجي وخلـــق يف عقلنا روح العلم

والتعلم من خالل األمل يف احلياة اليت حتتاج عودة للتأمل.

ماهية الفكر العري

Page 159: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��9 -

يف تارخيهـــا أي حالـــة فكرية أو ثقافية ســـوى احلالة الدينية ( ونشـــرها لفكرها وانتشـــارها أيضا كان تســـجيلها تسجيل صراع االنتشار وتثبيت الرؤى الدينية وما رشح وسجل من ذلك املاضي منت عن تاريخ حضارات سجلت عاداهتا وطقوسها وجمرياهتا اليت احنصرت يف أطرها اليت أجنبـــت حضاراهتا كحضارة بالد مابني النهرين )أور ( وإيبال وتدمر والفراعنة واإلغريق اليونان والرومان واألنكا واهلنود احلمـــر يف أمريكا الذين أجنبوا احلدائق املعلقة واالهرامات وعظمة البناء لتدمـــر وإيبال وأثينا وروما كما أجنز اخليال جلجامش وهومريوس عرب االوذيسه وااللياذه وفرجيل االنياده وأظهرت األديان كتب القداسة مثل احلكيم كونفوشيوس وبوذا وزرادشت وموســـى مع التوراة وعيسى مع اإلجنيل وحممد مـــع القرآن وقد انتشـــرت األفكار الدينيـــة وختصصت إىل حد كبري باجلغرافية األرضية فمثال اهلند والصني واليابان مع بعض ا لدول البوذية واهلندوســـية وأوروبا ومشال آســـيا مسيحية مع األمريكيتني ومشال أفريقيا ومشـــال أفريقيا واجلزيرة العربية والشـــرق األوسط إسالمي مع اندونيسيا وماليزيا ووسط أفريقيا وجنوهبا الذي ال يزال يتنقل مابني املسيحية والوثنية علما بان النبع الديين يف قصص الكتب املقدســـة مركزه الشرق األوسط أو الشـــرق الروحي الـــذي منه بدأت عالقـــة الواجد مع املوجد وأخذت تســـري وتنتشـــر بقوة غايتها هتذيب الداخل اإلنساني

وإنشاء قيم روحية هيأت لظهور فعل مادي غايته مدنية اإلنسان عرب تطوير فكره وتفكره.

إن مجلة القيم الروحية اليت عرفت اخلالق واملخلوق هي مجلة فهم طريقة اخللـــق الكوني وخلق الـــرادع الذاتي النوعي الذي جيب أن يتمتع به اإلنســـان هذه اجلملة كانت ومازالت وستبقى من أجل إظهار إنســـانيته وابتعاده عن بشريته احليوانية وخلق التمايـــز بينه وبني باقي املخلوقات وإال لســـار كما تســـري باقي

اخلالئق.إن فضل الرؤى الدينية والقصص الديين الوارد عرب النبوات يف الكتب املقدسة أثرى العقل البشري وطور لديه الفكر كثريا نعرف أنه يقف على أرض وفوقه مساء وحوله قمر ومشس مســـؤولون عن عملية الليل والنهار ضمن نظرية الظهور واالختفاء ليتعمق أكثر يف فهم الكواكب والنجوم وكان هلذا التطلع إىل السماء أكرب األثر يف أنشاء دائرة فكرية كبرية جدا عملت هذه الدائرة على خلق ذاكرة تســـجيلية قابلة الســـتقبال اكرب املسائل ومعاجلتها ومن ثم اجيـــاد احللول هلا واعطاء النتائج عنها فكان اإلنســـان له إىل فكر املكتمل العقل القابل للتفكر بعد أن أجنز التأمل وحوسجل إن درسناه علما استقينا منه فكرا جديدا متجددا متطورا وشـــكل لنا قاعدة تفكر اســـرتاتيجي وخلـــق يف عقلنا روح العلم

والتعلم من خالل األمل يف احلياة اليت حتتاج عودة للتأمل.

ماهية الفكر العري

Page 160: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��0 -

إذا مـــا هي أزمة الفكر العاملي بشـــكل عام وأزمـــة الفكر العربي بشـــكل خاص هل أزمتـــه العاملية منعكســـة علينا كعـــرب أم أن االحنصار يف الفكر الديين الروحي حصرا جعله كســـجني عرف مدة سجنه وهكذا إنسانيا عرف منذ ولد متى سينتهي أو النهاية احملتومـــة وإىل أيـــن ســـيذهب بعدها مبعنى أنـــه حصر فكره يف عملية التســـيري ال خيار له بكون زراعة معرفة مســـرية احلياة قـــد متت يف فكره من خالل العالقة الروحية املربجمة يف عقول من تولوا هذه املهمة واليت اعتربها برجمة خرجت عن أســـباب وجودها وحضورها وغايتها، ففـــي آلية التطور الفكري أقول أن الفكـــر يصوم وقد يطـــول صومه كما حيـــدث اآلن وحدث عرب التاريـــخ فإذا قاربنا وحصرنا أزمان اإلبداع من عمق التاريخ وإىل

اآلن جند.أن زمن أفالطون وأرســـطو وارســـطو طاليس وسقراط كانوا يف حلقة زمنية واحدة حتى أن إبداع أفكار عن اآلهلة انتشـــر أيضا يف فـــرتات متقاربة ويف عدة مناطـــق جغرافية يف العامل فبينما كان زيوس وافروديت وهرمس لدى اإلغريق كانت عشتار وإيل يف الشرق العربي وكان الفرعون وساللته يف مصر وكان الالت والعزة وهبل وعبد مناة يف اجلزيـــرة العربية هذا من جهة ومع التطور ونشوء فكر التشخيص والتوحيد ودرب اآلالم أخذ الفكر بفضل الرؤى املقدسة كما ذكرت يتطلع إىل احمليط ليعود لصومه أزمانا

ســـادهتا حرب التثبيـــت أي كل يريد أن يظهر وينشـــر عقيدته وفكره، مع اإلســـالم وانتشـــاره ظهر الرازي وابن سينا والفارابي وابن اهليثم وابـــن خلدون وابن عربي وابن ســـبعني وكانت أيضا فرتاهتم متقاربة وأغلق الباب على الفكر مئات الســـنني وأمسيت العصور الوســـطى حيث ساد فيها وســـيطر الفكر الديين وحول الفكـــر إىل احنطاط واحنالل وتشـــرذم وضيـــاع إىل آخر قرنني ونيـــف تقريبـــا ثم عاد فعاد الفكـــر وعاد بقـــوة التأمل والتفكر وأصبحنا نشـــاهد إبداعات هائلة يف الفلســـفة مثل غوته وكانت وهيفـــل ومورباخ وماركـــس واجنلز وداروين وموليري وشكســـبري ودوستوفسكي وتشيخوف وهوغو كما شهدنا تشايكوفسكي وباخ ومـــوزارت وبيتهوفـــن وأدى هذا إىل حدوث ثـــورات فكرية هائلة شـــغلت البشـــرية واشـــغلتها ونقلتها إىل ثورة علمية عملت على أجنـــاب ثورة صناعية هائلة نعيش اآلن نتاجاهتا، كل هذا حدث يف الشمال من الكرة األرضية حتى حدود جنوب الشمال األوربي وجنوب الشـــمال اآلسيوي وجنوب الشـــمال األمريكي أي بدقة ما يقرب الثلث الشـــمايل من الكرة األرضية فـــإذا أخذنا حدود البحر األبيض املتوسط على أنه هو جنوب مشال الكرة األرضية جنـــد أن الوطن العربـــي يقع على خط ما فوق خط االســـتواء وجنـــوب الثلث املتفـــوق فكريا وعلميا وثقافيـــا وهو الذي يقدم عامل املعرفـــة لثلثي الكرة األرضية وكما أنه هو الذي اســـتطاع

ماهية الفكر العري

Page 161: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

إذا مـــا هي أزمة الفكر العاملي بشـــكل عام وأزمـــة الفكر العربي بشـــكل خاص هل أزمتـــه العاملية منعكســـة علينا كعـــرب أم أن االحنصار يف الفكر الديين الروحي حصرا جعله كســـجني عرف مدة سجنه وهكذا إنسانيا عرف منذ ولد متى سينتهي أو النهاية احملتومـــة وإىل أيـــن ســـيذهب بعدها مبعنى أنـــه حصر فكره يف عملية التســـيري ال خيار له بكون زراعة معرفة مســـرية احلياة قـــد متت يف فكره من خالل العالقة الروحية املربجمة يف عقول من تولوا هذه املهمة واليت اعتربها برجمة خرجت عن أســـباب وجودها وحضورها وغايتها، ففـــي آلية التطور الفكري أقول أن الفكـــر يصوم وقد يطـــول صومه كما حيـــدث اآلن وحدث عرب التاريـــخ فإذا قاربنا وحصرنا أزمان اإلبداع من عمق التاريخ وإىل

اآلن جند.أن زمن أفالطون وأرســـطو وارســـطو طاليس وسقراط كانوا يف حلقة زمنية واحدة حتى أن إبداع أفكار عن اآلهلة انتشـــر أيضا يف فـــرتات متقاربة ويف عدة مناطـــق جغرافية يف العامل فبينما كان زيوس وافروديت وهرمس لدى اإلغريق كانت عشتار وإيل يف الشرق العربي وكان الفرعون وساللته يف مصر وكان الالت والعزة وهبل وعبد مناة يف اجلزيـــرة العربية هذا من جهة ومع التطور ونشوء فكر التشخيص والتوحيد ودرب اآلالم أخذ الفكر بفضل الرؤى املقدسة كما ذكرت يتطلع إىل احمليط ليعود لصومه أزمانا

ســـادهتا حرب التثبيـــت أي كل يريد أن يظهر وينشـــر عقيدته وفكره، مع اإلســـالم وانتشـــاره ظهر الرازي وابن سينا والفارابي وابن اهليثم وابـــن خلدون وابن عربي وابن ســـبعني وكانت أيضا فرتاهتم متقاربة وأغلق الباب على الفكر مئات الســـنني وأمسيت العصور الوســـطى حيث ساد فيها وســـيطر الفكر الديين وحول الفكـــر إىل احنطاط واحنالل وتشـــرذم وضيـــاع إىل آخر قرنني ونيـــف تقريبـــا ثم عاد فعاد الفكـــر وعاد بقـــوة التأمل والتفكر وأصبحنا نشـــاهد إبداعات هائلة يف الفلســـفة مثل غوته وكانت وهيفـــل ومورباخ وماركـــس واجنلز وداروين وموليري وشكســـبري ودوستوفسكي وتشيخوف وهوغو كما شهدنا تشايكوفسكي وباخ ومـــوزارت وبيتهوفـــن وأدى هذا إىل حدوث ثـــورات فكرية هائلة شـــغلت البشـــرية واشـــغلتها ونقلتها إىل ثورة علمية عملت على أجنـــاب ثورة صناعية هائلة نعيش اآلن نتاجاهتا، كل هذا حدث يف الشمال من الكرة األرضية حتى حدود جنوب الشمال األوربي وجنوب الشـــمال اآلسيوي وجنوب الشـــمال األمريكي أي بدقة ما يقرب الثلث الشـــمايل من الكرة األرضية فـــإذا أخذنا حدود البحر األبيض املتوسط على أنه هو جنوب مشال الكرة األرضية جنـــد أن الوطن العربـــي يقع على خط ما فوق خط االســـتواء وجنـــوب الثلث املتفـــوق فكريا وعلميا وثقافيـــا وهو الذي يقدم عامل املعرفـــة لثلثي الكرة األرضية وكما أنه هو الذي اســـتطاع

ماهية الفكر العري

Page 162: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

أن يفـــكك وحيلل ويأخـــذ كل فكر وثقافات الشـــرق القديم من حضارات ما بني النهرين )دجلة والفرات وسوريا أوغاريت وأفاميا وإيبال وتدمـــر والفينيقية والكنعانية والفرعونية مصر ( وحتى اآلن واللحظـــة متر مل يعط هذه املناطـــق واحلضارات إال النذر اليسري نظرا لعدم إدراك أهل هذه احلضارات ألمهية ما امتلكوا والفكر الذي محله األقدمون منهم بل على العكس يسعى لبقاء ختلفهـــم وتركهم يف حالة صراع دائم فنحن ال نســـعى إليه وهو يعمـــل على إبقـــاء وتعميق ذلك، إن الفكر العربي بشـــكل خاص ينـــزف من جراحه ومثقل هبمومه املرتاكمة عرب مئات الســـنني وعدم استيعاب قضايا التطور والذي نعزيه أو حنوله على وقائع جـــرت واهنيار الدولة اإلســـالمية منـــذ العصر العباســـي وحالة التشرذم واالنقسام وتضخم األنا للفرد العربي الذي اقنع نفسه بأنه أنا وليس غريي ومرحلـــة العثمانيني الذين خلفوا وراءهم ختلفـــا هائال وهم أيضا ختلفوا حبملهم اإلرث الســـلطاني الذي انشـــغل بالشـــكل والدين دون اخلوض يف جوهـــر الدين العلمي واستسالمنا القســـري والقشـــري لظاهر الدين دون اخلوض يف علميتـــه وثوريته والتمســـك بلغة اخلوف وعدم فهم اخلشـــية ومتلـــك احلب بدل الضغينة كل هذا أجنـــب أزمة ما بعدها أزمة أوقفـــت الزمن وأجنبت املتاهه اليت وضعتنا يف داخلها نفتش عن أبواب اخلروج منها أحيانا قليلة وكثريا حنن منشـــغلون بصغائر

األمور الومهية الظاهرة على أهنا كبرية لنبقى يف املتاهه. من هذا الســـرد الـــذي أردنا منه إيضاح ســـياق الفكـــر العاملي التارخيي ونسبة اجنازنا فيه ونسبة املسقط علينا منه وبالنسبة والتناســـب جند أن اإلســـهام الفكري التارخيي مـــن قبل امليالد وإىل صدر االسالم وفتوحاته شرقا وغربا وإبداعاته يف خططه ومساملته وقوته واســـتخدامه لكامل العقل فنا معماريا وخطط هروب ووصول وســـالم ومســـاملة واملشـــاركة يف صناعـــة وصياغة االبداع العلمي والفلسفي الواقعي والتطبيقي والصويف بلغ األوج حتى األلف امليالدي األول تقريبا حيث بدأ االهنيار والتشـــرذم وضياع املمتلك واملنجز الذي مل حيافظ إال على النذر اليســـري منه ومل حنسن اســـتخدامه لذلك ومنه وعليه الفكر العربي يف أزمة وأزمة حقيقية مل نســـتطع أن ننجب فكرا اسرتاتيجيا ومل حنسن استغالل ما لدينا من فكر تارخيي ومل نستطيع أن حنول الفكـــر الديين إىل فكر علمي والذي أبقانا يف حيزه مبعنى حتى التفاســـري الدينية العلمية احنصرت يف إطار فقهيتها وشـــرعها

وعقيدهتا فلماذا إىل اآلن وماذا ننتظر ؟ ما الذي حيـــدث هلذا الصوم فأين حنن اليوم من الفكر العاملي وأين هي مسامهاتنا فيه كم حنتاج لوقفه التأمل والتفكر والعلم

والعمل.مـــع اإلدراك بأن الظـــروف اليت أحاطت أمتنا العربية ليســـت

ماهية الفكر العري

Page 163: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

أن يفـــكك وحيلل ويأخـــذ كل فكر وثقافات الشـــرق القديم من حضارات ما بني النهرين )دجلة والفرات وسوريا أوغاريت وأفاميا وإيبال وتدمـــر والفينيقية والكنعانية والفرعونية مصر ( وحتى اآلن واللحظـــة متر مل يعط هذه املناطـــق واحلضارات إال النذر اليسري نظرا لعدم إدراك أهل هذه احلضارات ألمهية ما امتلكوا والفكر الذي محله األقدمون منهم بل على العكس يسعى لبقاء ختلفهـــم وتركهم يف حالة صراع دائم فنحن ال نســـعى إليه وهو يعمـــل على إبقـــاء وتعميق ذلك، إن الفكر العربي بشـــكل خاص ينـــزف من جراحه ومثقل هبمومه املرتاكمة عرب مئات الســـنني وعدم استيعاب قضايا التطور والذي نعزيه أو حنوله على وقائع جـــرت واهنيار الدولة اإلســـالمية منـــذ العصر العباســـي وحالة التشرذم واالنقسام وتضخم األنا للفرد العربي الذي اقنع نفسه بأنه أنا وليس غريي ومرحلـــة العثمانيني الذين خلفوا وراءهم ختلفـــا هائال وهم أيضا ختلفوا حبملهم اإلرث الســـلطاني الذي انشـــغل بالشـــكل والدين دون اخلوض يف جوهـــر الدين العلمي واستسالمنا القســـري والقشـــري لظاهر الدين دون اخلوض يف علميتـــه وثوريته والتمســـك بلغة اخلوف وعدم فهم اخلشـــية ومتلـــك احلب بدل الضغينة كل هذا أجنـــب أزمة ما بعدها أزمة أوقفـــت الزمن وأجنبت املتاهه اليت وضعتنا يف داخلها نفتش عن أبواب اخلروج منها أحيانا قليلة وكثريا حنن منشـــغلون بصغائر

األمور الومهية الظاهرة على أهنا كبرية لنبقى يف املتاهه. من هذا الســـرد الـــذي أردنا منه إيضاح ســـياق الفكـــر العاملي التارخيي ونسبة اجنازنا فيه ونسبة املسقط علينا منه وبالنسبة والتناســـب جند أن اإلســـهام الفكري التارخيي مـــن قبل امليالد وإىل صدر االسالم وفتوحاته شرقا وغربا وإبداعاته يف خططه ومساملته وقوته واســـتخدامه لكامل العقل فنا معماريا وخطط هروب ووصول وســـالم ومســـاملة واملشـــاركة يف صناعـــة وصياغة االبداع العلمي والفلسفي الواقعي والتطبيقي والصويف بلغ األوج حتى األلف امليالدي األول تقريبا حيث بدأ االهنيار والتشـــرذم وضياع املمتلك واملنجز الذي مل حيافظ إال على النذر اليســـري منه ومل حنسن اســـتخدامه لذلك ومنه وعليه الفكر العربي يف أزمة وأزمة حقيقية مل نســـتطع أن ننجب فكرا اسرتاتيجيا ومل حنسن استغالل ما لدينا من فكر تارخيي ومل نستطيع أن حنول الفكـــر الديين إىل فكر علمي والذي أبقانا يف حيزه مبعنى حتى التفاســـري الدينية العلمية احنصرت يف إطار فقهيتها وشـــرعها

وعقيدهتا فلماذا إىل اآلن وماذا ننتظر ؟ ما الذي حيـــدث هلذا الصوم فأين حنن اليوم من الفكر العاملي وأين هي مسامهاتنا فيه كم حنتاج لوقفه التأمل والتفكر والعلم

والعمل.مـــع اإلدراك بأن الظـــروف اليت أحاطت أمتنا العربية ليســـت

ماهية الفكر العري

Page 164: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��4 -

بالعادية وال باالســـتثنائية وتدخل يف أطار رسم إبقائنا يف حالة اجلهل والتخلـــف والتقوقع واالحندار ويطرحون دائما لغة أهنم املفكرون وهم املبدعون وهم املنتجون وهم الفالســـفة والعباقرة واملخرتعـــون وعلينا حنن فقط أن نقرأ علومهم وفلســـفتهم وأن نشـــرتي مالبســـهم وأن نأكل مثلهم إىل متى سنبقى كذلك، هذه الصرخة أطلقها ليســـت من واد لتعود فـــأمل صداها هي صرخة لنا حنن أفراد األمة العربية بشـــيبها وشباهنا وقياداهتا وفتياهتا

وأجياهلا.إن تعزيز ثقافة االســـتهالك هو تعزيـــز لثقافة اخلضوع وقتل اإلبـــداع وأن نصرخ من على األكمة خري مـــن أن نصرخ يف الواد جيب وضرورة أن نصعد اهلضبة وأن ندفع ببعضنا العتالء القمة وهناك الصرخة تفيد وتؤتي أوكلها حتى ولو كانت خطره أو تشبه الرقص على كف الشيطان إذا مل حيدث ذلك املاضي السحيق إن ضرورة تســـجيل احلضور والتوقيع عليها وحنن يف قلب العاصفة املتعددة املشارب واليت غايتها اقتالعنا من جذورنا وإبادة فكرنا احلامل خوفا أن ينشـــط والذي ينبغي وآن له أن يتنشـــط حتى

ولو احتاج لصعقات كهربائية كي يستيقظ من سباته العميق.لقـــد تعـــزز الفكر الغربي ومنـــا وأبدع من خـــالل اإلصرار على التطـــور ومنو ضرورة الصعود وعدم املراوحـــة يف املكان أو البقاء علـــى األرض إضافة لتضافـــر كل اجلهود وانصهارهـــا يف بوتقة

واحـــدة لتظهر كتلة حجمية قوية قـــادرة على املواجهة ال تأتي باألنـــا وكل جناحات األنا فردية وتتمثـــل يف فقاعة الصابون أو زبد البحـــر واليد الواحدة ال تصفق صحيح أيضا أن مســـؤولية إجناز حالة االســـتقرار واليت جيب أن نواجه أنفســـنا ونعرتف بأهنـــا مل تتوفر بعـــد ليظهر اإلبداع بكوهنم أوجـــدوا لنا منغصا دائما يشاغلنا ويف كل االجتاهات وجعلونا نلهث وراء سد الثقوب وأجنب فينا فكر الصراع الدائم لكنه وعلى الرغم من عدم راحته )أي الفكـــر الصهيوني ( لكنه أصر علـــى أن يكون موجودا وربط اجلســـور بقوة وأجنر ســـيطرة يف الغرب انعكســـت وعمقت فكر الســـيطرة علينا وحنن ننشغل بالرد على فكر السيطرة بطريقة

فكر الصراع وأفكار التدين املضافة دون حتليل عميق هلا.وجيب و ينبغي أن نبدأ عملية االخرتاق أوال اخرتاق أنفســـنا والتصـــاحل معها فإذا مل يوحد اإلنســـان نفســـه ال يســـتطيع أن

يتوحد اآلخرين. إن فتـــح باب الوعي وتعزيزه من خال ل إنشـــاء لغة جديده هي لغة تعلم املصارحة ومعرفة أيـــن حنن يف صدامية غايتها اغناء املشهد الفكري وإعادة تعريفه ليعرف أين هو ولينطلق من جديد حيذف التالف واملستورد ويستقبل من عني البصرية املتأمل فكرة

نواة لفكر.إن أغلـــب فكرنا مســـتورد وهـــو نتيجة ‘ما لدراســـتنا يف الغرب

ماهية الفكر العري

Page 165: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

بالعادية وال باالســـتثنائية وتدخل يف أطار رسم إبقائنا يف حالة اجلهل والتخلـــف والتقوقع واالحندار ويطرحون دائما لغة أهنم املفكرون وهم املبدعون وهم املنتجون وهم الفالســـفة والعباقرة واملخرتعـــون وعلينا حنن فقط أن نقرأ علومهم وفلســـفتهم وأن نشـــرتي مالبســـهم وأن نأكل مثلهم إىل متى سنبقى كذلك، هذه الصرخة أطلقها ليســـت من واد لتعود فـــأمل صداها هي صرخة لنا حنن أفراد األمة العربية بشـــيبها وشباهنا وقياداهتا وفتياهتا

وأجياهلا.إن تعزيز ثقافة االســـتهالك هو تعزيـــز لثقافة اخلضوع وقتل اإلبـــداع وأن نصرخ من على األكمة خري مـــن أن نصرخ يف الواد جيب وضرورة أن نصعد اهلضبة وأن ندفع ببعضنا العتالء القمة وهناك الصرخة تفيد وتؤتي أوكلها حتى ولو كانت خطره أو تشبه الرقص على كف الشيطان إذا مل حيدث ذلك املاضي السحيق إن ضرورة تســـجيل احلضور والتوقيع عليها وحنن يف قلب العاصفة املتعددة املشارب واليت غايتها اقتالعنا من جذورنا وإبادة فكرنا احلامل خوفا أن ينشـــط والذي ينبغي وآن له أن يتنشـــط حتى

ولو احتاج لصعقات كهربائية كي يستيقظ من سباته العميق.لقـــد تعـــزز الفكر الغربي ومنـــا وأبدع من خـــالل اإلصرار على التطـــور ومنو ضرورة الصعود وعدم املراوحـــة يف املكان أو البقاء علـــى األرض إضافة لتضافـــر كل اجلهود وانصهارهـــا يف بوتقة

واحـــدة لتظهر كتلة حجمية قوية قـــادرة على املواجهة ال تأتي باألنـــا وكل جناحات األنا فردية وتتمثـــل يف فقاعة الصابون أو زبد البحـــر واليد الواحدة ال تصفق صحيح أيضا أن مســـؤولية إجناز حالة االســـتقرار واليت جيب أن نواجه أنفســـنا ونعرتف بأهنـــا مل تتوفر بعـــد ليظهر اإلبداع بكوهنم أوجـــدوا لنا منغصا دائما يشاغلنا ويف كل االجتاهات وجعلونا نلهث وراء سد الثقوب وأجنب فينا فكر الصراع الدائم لكنه وعلى الرغم من عدم راحته )أي الفكـــر الصهيوني ( لكنه أصر علـــى أن يكون موجودا وربط اجلســـور بقوة وأجنر ســـيطرة يف الغرب انعكســـت وعمقت فكر الســـيطرة علينا وحنن ننشغل بالرد على فكر السيطرة بطريقة

فكر الصراع وأفكار التدين املضافة دون حتليل عميق هلا.وجيب و ينبغي أن نبدأ عملية االخرتاق أوال اخرتاق أنفســـنا والتصـــاحل معها فإذا مل يوحد اإلنســـان نفســـه ال يســـتطيع أن

يتوحد اآلخرين. إن فتـــح باب الوعي وتعزيزه من خال ل إنشـــاء لغة جديده هي لغة تعلم املصارحة ومعرفة أيـــن حنن يف صدامية غايتها اغناء املشهد الفكري وإعادة تعريفه ليعرف أين هو ولينطلق من جديد حيذف التالف واملستورد ويستقبل من عني البصرية املتأمل فكرة

نواة لفكر.إن أغلـــب فكرنا مســـتورد وهـــو نتيجة ‘ما لدراســـتنا يف الغرب

ماهية الفكر العري

Page 166: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

أو الشـــرق أو نتـــاج قراءتنا للرتمجات الواردة إلينـــا وما أكثرها صحيـــح أن املعرفة ال تكتمل وال تســـتنري إال باإلطالع على فكر اآلخر ولكن هل قدمنا فكرنا إليه وهل ســـنبقى مستقبلني لفكر اآلخرين وهل يقبل ويتقبل اآلخرون فكرنا وأين يصنفون فكرنا

ويف أي مرتبه يضعه اآلخرون.ال شك أن فكر اآلخر وجتاربه من الضروري االطالع عليه ولكن أين جتربتنا وفكرنا وإذا اســـتخدمنا أداة قياس لتعرف املســـافة هل نستطيع أن نعرتف ونقول أن اهلوة كبرية، ملاذا الصراع يف كل نقطـــة من جغرافيتنا وملاذا حنن نعيـــش على اجلمر مثل الرماد ريح بســـيطة تشعل نار الفتنة وتظهر الضغائن فيغلق على الفكر أبوابه ونعيش كثريا أدب النكسات وهي خسائر وال نتذوق طعم االنتصار ونكتفي بالنصـــر إال قليال إنه حوار قد يكون مؤملا إىل حد ما وملفتا يستحق النظر فيه وماهو إال دعوة من أجل النهوض والقيـــام إن نســـبة مشـــاركتنا الفكرية وحنن أمـــة جبغرافيتها وحضارهتا وعراقتها ومنابعها الروحية الواســـعة بالنسبة للناتج الفكري العاملي مل تتجاوز واحد ونصف يف املئة واألمم مبفكريها ومبدعيهـــا وعلمائها وباحثيها أوربا مثال تســـاهم بنســـبة ثالث وثالثون يف املئة وأمريكا ما يعادل أربعون يف املئة وروسيا والصني ما يعادل اثنان وعشرون يف املئة فأين حنن، نرتجم فكرنا لآلخرين دينا أو قصصا جمتمعيا ننشـــر فيه بعض فضائحنا اجملتمعية أو

السياسية أو شـــعارا لنحصد بعض اجلوائز وال يتجاوز من يهتم هبم اآلخر عددهم أصابع اليد على امتداد الوطن العربي لذلك هـــي دعوة صادقة بأن نتوقف ونبحث ونتعمق أوال أين هو فكرنا

العربي وكيف سنضخ فيه األلق لنتألق مجيعا.إن غاية هذه الكلمات إلغاء الفوضى الفكرية والتشـــتت الذي يعيشـــه فكرنا وإلغاء ذاك اللهاث خلف املسارات واحملاور الواردة إلينا واليت تدور يف أفالكها فنحن منتلك املخزون واخلزان ومنتلك الينابيع واالقفال ومفاتيحها يكفي فقط أن نشق اجلداول لتسيل الينابيع حبب وعلم ومعرفة كما يكفي أن نعرف آليات وضع املفتاح يف القفل وأيـــن ومتى نفتح ونقفل املادة والروح ملكنا ودعم املادة للروح يولد دعم الروح للمادة لتنشأ ملحمية التصاحل بني املظهر واجلوهـــر وحيدث التوحد واملصاحلة فنـــرى كما يرى اآلخر بل

أكثر من ذلك حندث اإلبداع.العقل العربي عقل فهم التحضر واملدنية دون امتالكه فما زال يف داخله بدويا أو ريفا أو صحراويا أو قبليا وميتلكه دين يسيطر عليه حتى وهو يف حالـــة امتالك أي عقيدة أخرى كاجلدلية أو الوجودية أو العلمانية ومل يســـتطع أن ميتلـــك فكر احلب بدل فكـــر اخلوف ومل يعرف حتى اآلن أن اهلل حب جيب أن حيب وأن ال خيـــاف منه وال يكون أداة رعب وإن اجناز املدنية حيتاج لفهم اإلشـــكال والتفكر العلمي يف األرض والســـماء وما بينهما لفصل

ماهية الفكر العري

Page 167: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

أو الشـــرق أو نتـــاج قراءتنا للرتمجات الواردة إلينـــا وما أكثرها صحيـــح أن املعرفة ال تكتمل وال تســـتنري إال باإلطالع على فكر اآلخر ولكن هل قدمنا فكرنا إليه وهل ســـنبقى مستقبلني لفكر اآلخرين وهل يقبل ويتقبل اآلخرون فكرنا وأين يصنفون فكرنا

ويف أي مرتبه يضعه اآلخرون.ال شك أن فكر اآلخر وجتاربه من الضروري االطالع عليه ولكن أين جتربتنا وفكرنا وإذا اســـتخدمنا أداة قياس لتعرف املســـافة هل نستطيع أن نعرتف ونقول أن اهلوة كبرية، ملاذا الصراع يف كل نقطـــة من جغرافيتنا وملاذا حنن نعيـــش على اجلمر مثل الرماد ريح بســـيطة تشعل نار الفتنة وتظهر الضغائن فيغلق على الفكر أبوابه ونعيش كثريا أدب النكسات وهي خسائر وال نتذوق طعم االنتصار ونكتفي بالنصـــر إال قليال إنه حوار قد يكون مؤملا إىل حد ما وملفتا يستحق النظر فيه وماهو إال دعوة من أجل النهوض والقيـــام إن نســـبة مشـــاركتنا الفكرية وحنن أمـــة جبغرافيتها وحضارهتا وعراقتها ومنابعها الروحية الواســـعة بالنسبة للناتج الفكري العاملي مل تتجاوز واحد ونصف يف املئة واألمم مبفكريها ومبدعيهـــا وعلمائها وباحثيها أوربا مثال تســـاهم بنســـبة ثالث وثالثون يف املئة وأمريكا ما يعادل أربعون يف املئة وروسيا والصني ما يعادل اثنان وعشرون يف املئة فأين حنن، نرتجم فكرنا لآلخرين دينا أو قصصا جمتمعيا ننشـــر فيه بعض فضائحنا اجملتمعية أو

السياسية أو شـــعارا لنحصد بعض اجلوائز وال يتجاوز من يهتم هبم اآلخر عددهم أصابع اليد على امتداد الوطن العربي لذلك هـــي دعوة صادقة بأن نتوقف ونبحث ونتعمق أوال أين هو فكرنا

العربي وكيف سنضخ فيه األلق لنتألق مجيعا.إن غاية هذه الكلمات إلغاء الفوضى الفكرية والتشـــتت الذي يعيشـــه فكرنا وإلغاء ذاك اللهاث خلف املسارات واحملاور الواردة إلينا واليت تدور يف أفالكها فنحن منتلك املخزون واخلزان ومنتلك الينابيع واالقفال ومفاتيحها يكفي فقط أن نشق اجلداول لتسيل الينابيع حبب وعلم ومعرفة كما يكفي أن نعرف آليات وضع املفتاح يف القفل وأيـــن ومتى نفتح ونقفل املادة والروح ملكنا ودعم املادة للروح يولد دعم الروح للمادة لتنشأ ملحمية التصاحل بني املظهر واجلوهـــر وحيدث التوحد واملصاحلة فنـــرى كما يرى اآلخر بل

أكثر من ذلك حندث اإلبداع.العقل العربي عقل فهم التحضر واملدنية دون امتالكه فما زال يف داخله بدويا أو ريفا أو صحراويا أو قبليا وميتلكه دين يسيطر عليه حتى وهو يف حالـــة امتالك أي عقيدة أخرى كاجلدلية أو الوجودية أو العلمانية ومل يســـتطع أن ميتلـــك فكر احلب بدل فكـــر اخلوف ومل يعرف حتى اآلن أن اهلل حب جيب أن حيب وأن ال خيـــاف منه وال يكون أداة رعب وإن اجناز املدنية حيتاج لفهم اإلشـــكال والتفكر العلمي يف األرض والســـماء وما بينهما لفصل

ماهية الفكر العري

Page 168: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��8 -

فهم الريـــف والصحراء ويعمل على متدينـــه وحتضريه فيظهر الفكر النقي القادر على فهم متطلبات األمة ويأخذ اســـتقاللية وشـــخصية نســـميه الفكر العربي وحيقق بـــه احلضور بني فكر الغرب وفكر الشـــرق ويتحدثون بأن هناك فكـــرا وفكرا حقيقيا هو الفكر العربي وشـــخصية عربية حتمل فكرا عربيا خالصا ال

منقوال وال مستجمعا من األفكار الواردة إلينا من اآلخر.

ســـــــالم

حقيقة وجود اإلنسان بعد ان أيقن بأنه حقيقة علمية مطلوب منها ان تـــدرك مجلة املعطيات اليت هو منهـــا وحضر ليوفر هلا السالم من خالل فهمه هلا ولكل أشكاهلا الثابت واملتجددة ضمن معادلة الكون اهلندســـي املنجز على شـــكل آبدة تارخيية هزلية وعجيبـــة متفردة ال ميكن معادلتها أو حتى التشـــبه هبا أو خلق

صورة روحية أو مادية مثلها.فالشكل الذي أوجده اإلنســـان يف عقله الباطن بعد ان امتلك الوعـــي عن العامل االفرتاضي والعـــامل اآلخر الذي ينتقل إليه بوصوله إىل هنايته املقدرة ويعيشه حمموال بني جنباته هو عامل سالم وآمن وحرية وعدالة ودميقراطية يعيش يف مساء احلكمة

اإلهلية وضمن مباركاته وحمبته )نسميها اجلنة بأهنارها ومثارها وبدائعها ( فالبديع فيها ان السالم هو املظلة اليت تنضوي حتتها كل هذه احملاور واملتطلبات واليت يرغب هبا العقل اإلنســـاني وهو يف حياته املادية ميارس أفعاهلا املعاشـــة واملرتبطة منذ اللحظة األوىل لولوجه معـــرتك احلياة وإىل ان ينتهي جيهد ويعمل من أجل ان يعيش بسالم أو يصل إىل اجلنة الساكنة يف عقله واليت

تشكل له احللم الكبري وصورته )السالم(.ان البـــدء يف البحث عن الســـالم جيـــب ان ينطلـــق ويبدأ من اإلنسان نفسه وعليه وقبل ان يبحث يف حميطه واملكون واملتكون واألعلى واألســـفل واليمني واليســـار بالنظـــر إىل داخله و ذاته حيـــث ينبغي عليـــه ان يتجول وان يدخـــل بعقله وبصريته من خالل جســـده الظاهـــر إىل ما حيتويه جســـده ليجـــد ان هذا الشـــكل املادي املسمى إنســـان ميتلك عاملا شديد الدقه متكامال وان كل أجهزته وأدواته املخفية يف اجلسد الظاهرة عليه ما هي إال معامل ووسائل وأجهزة تعمل للدفاع عنه وزيادة مناعته فهي تســـتقبل وحتلل وتتصرف وتصرف وتستفيد وتطرح كل هذا من أجل ســـالمة اإلنسان أي ليكون هذا اإلنسان سليما أمينا مرتاحا قـــادر على احلركة والفعل واإلجناز والوصل واالتصال مع اآلخر اإلنســـان أوال وحلمـــل الرســـالة اليت وجد من أجلهـــا يف خدمة

الكونية احمليطة به من مجاد ونبات وحيوان.

سالم

Page 169: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��9 -

فهم الريـــف والصحراء ويعمل على متدينـــه وحتضريه فيظهر الفكر النقي القادر على فهم متطلبات األمة ويأخذ اســـتقاللية وشـــخصية نســـميه الفكر العربي وحيقق بـــه احلضور بني فكر الغرب وفكر الشـــرق ويتحدثون بأن هناك فكـــرا وفكرا حقيقيا هو الفكر العربي وشـــخصية عربية حتمل فكرا عربيا خالصا ال

منقوال وال مستجمعا من األفكار الواردة إلينا من اآلخر.

ســـــــالم

حقيقة وجود اإلنسان بعد ان أيقن بأنه حقيقة علمية مطلوب منها ان تـــدرك مجلة املعطيات اليت هو منهـــا وحضر ليوفر هلا السالم من خالل فهمه هلا ولكل أشكاهلا الثابت واملتجددة ضمن معادلة الكون اهلندســـي املنجز على شـــكل آبدة تارخيية هزلية وعجيبـــة متفردة ال ميكن معادلتها أو حتى التشـــبه هبا أو خلق

صورة روحية أو مادية مثلها.فالشكل الذي أوجده اإلنســـان يف عقله الباطن بعد ان امتلك الوعـــي عن العامل االفرتاضي والعـــامل اآلخر الذي ينتقل إليه بوصوله إىل هنايته املقدرة ويعيشه حمموال بني جنباته هو عامل سالم وآمن وحرية وعدالة ودميقراطية يعيش يف مساء احلكمة

اإلهلية وضمن مباركاته وحمبته )نسميها اجلنة بأهنارها ومثارها وبدائعها ( فالبديع فيها ان السالم هو املظلة اليت تنضوي حتتها كل هذه احملاور واملتطلبات واليت يرغب هبا العقل اإلنســـاني وهو يف حياته املادية ميارس أفعاهلا املعاشـــة واملرتبطة منذ اللحظة األوىل لولوجه معـــرتك احلياة وإىل ان ينتهي جيهد ويعمل من أجل ان يعيش بسالم أو يصل إىل اجلنة الساكنة يف عقله واليت

تشكل له احللم الكبري وصورته )السالم(.ان البـــدء يف البحث عن الســـالم جيـــب ان ينطلـــق ويبدأ من اإلنسان نفسه وعليه وقبل ان يبحث يف حميطه واملكون واملتكون واألعلى واألســـفل واليمني واليســـار بالنظـــر إىل داخله و ذاته حيـــث ينبغي عليـــه ان يتجول وان يدخـــل بعقله وبصريته من خالل جســـده الظاهـــر إىل ما حيتويه جســـده ليجـــد ان هذا الشـــكل املادي املسمى إنســـان ميتلك عاملا شديد الدقه متكامال وان كل أجهزته وأدواته املخفية يف اجلسد الظاهرة عليه ما هي إال معامل ووسائل وأجهزة تعمل للدفاع عنه وزيادة مناعته فهي تســـتقبل وحتلل وتتصرف وتصرف وتستفيد وتطرح كل هذا من أجل ســـالمة اإلنسان أي ليكون هذا اإلنسان سليما أمينا مرتاحا قـــادر على احلركة والفعل واإلجناز والوصل واالتصال مع اآلخر اإلنســـان أوال وحلمـــل الرســـالة اليت وجد من أجلهـــا يف خدمة

الكونية احمليطة به من مجاد ونبات وحيوان.

سالم

Page 170: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��0 -

إذا فالســـالم يبدأ من ســـالمة اإلنســـان لينطلق مســـتخدما وظائفه املوجهه له ليلتقي بأخيه اإلنسان ويلقي عليه السالم يأمنـــه ويضع يـــده يف يده ومبعنـــى أدق انه الكلمـــة الضامنة الســـتمرار احلياة والذي نســـعى إليه ونقول إننا نعيش بسالم، لذلك هو غايتنا وفهمه يعين فهم الطبيعة اإلنسانية الواجب عليها ان تقف مع ذاهتا لتتوحد وتوحد بني الظاهر والباطن أي املظهر واجلوهر ومن ثم تنطلق ككتلة عاقلة لتتوحد مع السالم املهيمن الذي يعين انتفاء اخلوف وحلول الطمأنينة يف تبادلية تظهر اإلنسان يف صورة نقرأها منه النه إنسان سامل مسامل أي ليس خمتلف وال مبتعد ويف انطالقته تتحرك كل مادياته مثل اليـــد والعني واألذن واألنف والذوق والنطق والتعقل حيث يرى ويشاهد ويتحسس األشياء وحيلل فإذا القينا عليه السالم رده بأحسن ومد يده وتصافح وعمل على منع األذى وان استطاع ان

يزيد يف اخلري زاد فيه له ولغريه.السالم لغة فهم الروح واملادة والتوحد مع مسبب الوجود ليشعر املوجود يف الوجود ومبا ان سبب الوجود هو السالم املهيمن فيه طبيعته ومنتشر أساســـا على كامل احمليط الكوني منذ حلظة خلقه يدخلك بالتأمل والتفكر ان اإلنسان خلق من أجل السالم لآلخر وليعيش يف ســـالم وبدونه قلق وأمل ومرض وتسلط أي ال

راحة، فالســـور أو الســـلك الشـــائك الذي أوجده اإلنسان له وملا خيصـــه من حيوان ونبـــات ومجاد بغاية احلفـــاظ على تكوينه وتطوره حيث مثل له منزله وحظريته وبستانه وعمله ومركبته وانضم به إىل آخرين فعلوا مثله ليشكلوا أسرا وجمتمعات ودول وأمم بغاية العيش بســـالم ومع السالم ومن أجل ان يغلق اإلنسان اجلفون على عينني ليشـــعر بأهنا أمينة وأنه مسامل ال خياف أي شـــيء وإحساســـه بأنه متصاحل أوال مع ذاتـــه وثانيا مع حميطه ومعرتف مبوجده جند ان هذا احللم الذي نصبح ومنســـي عليه

هو مطلب لراحة اإلنسان وجمتمعه وأمته ودولته وعقيدته.

إلغاء اآلخر

ال ميكنك أن تلغيه فهو أمامك وعلى ميينك وعلى يســـارك هو خلفـــك على صفحات الكتاب أي كتـــاب أي عنوان مل تفعله أنت فال تســـتطيع منعه أو اخرتاقه حبكم وجوده يف الشكل األفضل املتقدم عنك وأنت بدونه ال شيء مهما فعلت وحاولت أن تشطبه أو تلغيه إذا كان أفضل منك هو الذي سيخرتقك وسيكون وجودك وبدونه ال وجود لـــك فكيف بك تلغيه وإذا مت لك ذلك وجنحت

كيف ستعيش بدونه.انظر لنفســـك لتجد أنـــك مفرد تعيش يف حفره ال تســـتطيع

سالم

Page 171: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

إذا فالســـالم يبدأ من ســـالمة اإلنســـان لينطلق مســـتخدما وظائفه املوجهه له ليلتقي بأخيه اإلنسان ويلقي عليه السالم يأمنـــه ويضع يـــده يف يده ومبعنـــى أدق انه الكلمـــة الضامنة الســـتمرار احلياة والذي نســـعى إليه ونقول إننا نعيش بسالم، لذلك هو غايتنا وفهمه يعين فهم الطبيعة اإلنسانية الواجب عليها ان تقف مع ذاهتا لتتوحد وتوحد بني الظاهر والباطن أي املظهر واجلوهر ومن ثم تنطلق ككتلة عاقلة لتتوحد مع السالم املهيمن الذي يعين انتفاء اخلوف وحلول الطمأنينة يف تبادلية تظهر اإلنسان يف صورة نقرأها منه النه إنسان سامل مسامل أي ليس خمتلف وال مبتعد ويف انطالقته تتحرك كل مادياته مثل اليـــد والعني واألذن واألنف والذوق والنطق والتعقل حيث يرى ويشاهد ويتحسس األشياء وحيلل فإذا القينا عليه السالم رده بأحسن ومد يده وتصافح وعمل على منع األذى وان استطاع ان

يزيد يف اخلري زاد فيه له ولغريه.السالم لغة فهم الروح واملادة والتوحد مع مسبب الوجود ليشعر املوجود يف الوجود ومبا ان سبب الوجود هو السالم املهيمن فيه طبيعته ومنتشر أساســـا على كامل احمليط الكوني منذ حلظة خلقه يدخلك بالتأمل والتفكر ان اإلنسان خلق من أجل السالم لآلخر وليعيش يف ســـالم وبدونه قلق وأمل ومرض وتسلط أي ال

راحة، فالســـور أو الســـلك الشـــائك الذي أوجده اإلنسان له وملا خيصـــه من حيوان ونبـــات ومجاد بغاية احلفـــاظ على تكوينه وتطوره حيث مثل له منزله وحظريته وبستانه وعمله ومركبته وانضم به إىل آخرين فعلوا مثله ليشكلوا أسرا وجمتمعات ودول وأمم بغاية العيش بســـالم ومع السالم ومن أجل ان يغلق اإلنسان اجلفون على عينني ليشـــعر بأهنا أمينة وأنه مسامل ال خياف أي شـــيء وإحساســـه بأنه متصاحل أوال مع ذاتـــه وثانيا مع حميطه ومعرتف مبوجده جند ان هذا احللم الذي نصبح ومنســـي عليه

هو مطلب لراحة اإلنسان وجمتمعه وأمته ودولته وعقيدته.

إلغاء اآلخر

ال ميكنك أن تلغيه فهو أمامك وعلى ميينك وعلى يســـارك هو خلفـــك على صفحات الكتاب أي كتـــاب أي عنوان مل تفعله أنت فال تســـتطيع منعه أو اخرتاقه حبكم وجوده يف الشكل األفضل املتقدم عنك وأنت بدونه ال شيء مهما فعلت وحاولت أن تشطبه أو تلغيه إذا كان أفضل منك هو الذي سيخرتقك وسيكون وجودك وبدونه ال وجود لـــك فكيف بك تلغيه وإذا مت لك ذلك وجنحت

كيف ستعيش بدونه.انظر لنفســـك لتجد أنـــك مفرد تعيش يف حفره ال تســـتطيع

إلغاء اآلخر

Page 172: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

اخلـــروج منها وجبانبك حفره ثانية فيها اآلخر أيضا مفردا وكل منكما لديه حبل حياول اخلروج مبفرده فال يســـتطيع، فكر أنك إذا رميت احلبل له خرجت من احلفره وبدونه ال تســـتطيع ذلك فـــإذا أخرجك هل ســـتدعه يف حفرته أم ســـتتناول احلبل منه

وخترجه لتكونا معا.وإذا فكـــرت أن ترتكه يف حفرته وتبتعد عنـــه عليك أن تفكر بأنك ال حمالة ستسقط يف حفرة ثانية ولكن املسافة اآلن كبرية بينك وبينه ولن تســـتطيع رمي احلبل له فتنتهي أنت وهو ولكن كل يف حفرته، اآلن ماذا يعين لك خروجكما من احلفر والســـري مـــع بعضكما ال يهـــم من يف املقدمة ولكن املهـــم من يقدم الرؤية الواضحة للمســـري فـــإذا كان النقـــاش حمرتما تتولـــد األفكار وتنساب وتتفاعل اخلواطر يف حركة املسري لتنبت فكرة جديدة تظهـــر حال لكثري من األمور العالقة اليت حتتاج املنطق حلصول التطـــور واالنتقـــال درجة حنو األعلى أو خطـــوة إىل األمام، لن خنتلف كيف نسري وال على من سيكون ظل اآلخر املهم أن يتولد االحرتام والثقة واالقتناع وإن األفضل بينا هو من ميتلك الرؤية الواضحة ويعطي القرار السليم والفكرة الكاملة اليت ترى اهلدف وترســـم له املســـار واالختصار مـــن أجل الوصول إليـــه مع توقع العقبات وتصور احللول لتجاوزها وحلها بأســـرع ما ميكن وبدقة نوعية طبعا إذا امتلكت ذلك فسأرفع لك القبعة وسأسري خلفك

إلغاء اآلخر

Page 173: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

فأشكل لك دافعة ومحاية خلفية من أجل أن ترتقي وهذا واجيب بكونـــك األفضل وقناعيت بصعودك أنك عندما تصل ســـتلتفت

إىل اخللف لرتاني أدفعك فتأخذ بيدي وتضعين جنبك.قدرنـــا يف احليـــاة إننا نعيش معا ال ميكـــين أن أعيش مبفردي وبكونـــك موجود معي ال ميكنين أن ألغيك ومهما بلغت شـــرورك وأذاك أضطـــر لتقديـــم النصـــح والعون لك و إال ما هي فلســـفة وجـــودي ووجودك، نعم التطور والتقـــدم واإلبداع حيتاج اآلخر وال ميكـــن ألي باحث عـــن الوجود أن يلغي اآلخر وإال ســـيبقى متخلفا بكونه ينشئ اآلخر له صراعا مؤخرا لتقدمه وإن تقدم يبقى تقدمه يف إطار التســـلط واهليمنه واخلوف فال يســـتطيع الصعود ويكون احلـــذر والتلفت عرب احمليط إهلـــاء وتأخريا يف

حركة املسري.مـــاذا أريد من كل ذلك ؟ ما أريـــده تريده فإذا التقينا أصبحت اإلرادة جامعـــة مانعـــه متوافقة وأننا أصبحنـــا يف حفرة واحدة وأخذنا نشكل لبعضنا رافعة أو سلما نتبادل الصعود عليه ليبدأ النجـــاح، ال ميكن النجاح أن حيصل بدون مســـامهة اآلخر فإذا ألغيته وأفشلته فشلت أنا وأيضا أقوم بإلغاء نفسي، عندما ندقق يف أســـباب النجاح والفشل والتطور والتخلف والتقدم والرتاجع جند أن التعاون واحرتام اآلخر أهم وسيلة مكونة لتلك العالقات

وعكسها فيما ذكرنا أيضا هو أهم وسيلة يف إفشاهلا.

إلغاء اآلخر

Page 174: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��4 -

أيـــن حنن يف اعتقادكم من كل ذلـــك هل فكرمت كيف اننا نلغي بعضنـــا هل فكـــرمت كيف نكـــون جبانب بعضنا حنـــرتم النجاح

وحناول أمام الفشل برفضه وإعادة تكوينه فنحوله إىل جناح.أيها الســـادة انتبهوا فما حنتاجه اليوم هو الرتفع واالعرتاف بأننـــا فرديني وبأننا متأخرون عـــن الركب فاألطالل كانت وحدة ـــه حترتم بعضها كانت كالعـــروة الوثقى واليوم متكاملة مرتاصأفرادا يسهل كسرها ولويها وحتطيمها والسبب هو أننا حناول ان نلغي بعضنا، جرح من اجلراحات اليت نعيشها والواجب ان نعمل على التآمه وشـــرخ الواجب يدعونا لرأبه فنحقق بذلك اصالحا ملسارا من املســـارات اخلاطئة ونكون قد بدأنا خطوة على خطى

التطور.واعلـــم أنك بعـــد كل اإلجنـــازات اليت حتققهـــا بفضل اآلخر ستنتهي وســـتحتاجه بكونك ســـتعود إىل احلفرة ولن تستطيع

مبفردك العودة إىل احلفرة ألنك حتتاجه فال تلغيه.

اإلدارة

علم يبحث يف إجياد مكونـــات وقواعد حتكم نظما اجتماعية واقتصادية وسياســـية وغاية هذه النظـــم حتقيق أفضل مردود يعود بالنفع على تفرعات كل نظام من هذه النظم فيتشـــكل من

خالل هذا العلم منظومة هرمية تســـمى أســـرة مؤسسة جمتمع دولة وإن التعمق هبذا العلم الذي اصبح متوفرا وبكثرة ومنتشرا كلغـــة وكعلم ويتبادله املختصون واجملتمعون واملســـؤولون يف كل احملافل والبعض طبق واســـتفاد كثريا وكثريون بقيت هلم أفكار يتداولوهنـــا كافتتاحيات يف أي حـــوار وال يعملون هبا ليبقى هذا العلم مع أولئك الناس كحالة دمياغوجيا أو سفسطا ضمن كريزما

احلضور.اإلدارة أيهـــا الســـادة مربع مؤلف من علم وفـــن وأخالق وعمل تشكل من خالله اسرتاتيجية اهلدف مستخدمة التكتيك بغاية التعامـــل بدينامية تقبل التطور والتغـــري من أجل االنتقال إىل األفضـــل فمن ال جييد ذلك ال يصلح أن يكـــون فاعال يف النظم اإلداريـــة وال نســـتطيع ان نطلق عليـــه لقب مديـــر فالعلم هو التخصـــص بالشـــيء واملعرفة هي كيفية حتضـــري أدواته والفن ليـــس فن املراوغة واملكر بل هو البحث بـــأن يكون النتاج مجيال أي أن نلبـــس املنتج من العلم التخصصـــي مجاال لرياه اآلخرون مجيال وحيمل صفة الطلب واإلشـــادة واالرتقـــاء واألخالق هي ما يتمتع به املدير من مجل فكرية هلا عالقة باإلنســـانية اليت متتلك احلزم املنطقي واللـــني العاطفي مبعنى ان من ال يعطيك ه على ال تعطيـــه ومن يعطيك تعطيه بنســـبة العطـــاء مع حضتطوير عطائه وتسهيل ظروف التطوير ال تعقيدها كذلك الفهم

اإلدارة

Page 175: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

أيـــن حنن يف اعتقادكم من كل ذلـــك هل فكرمت كيف اننا نلغي بعضنـــا هل فكـــرمت كيف نكـــون جبانب بعضنا حنـــرتم النجاح

وحناول أمام الفشل برفضه وإعادة تكوينه فنحوله إىل جناح.أيها الســـادة انتبهوا فما حنتاجه اليوم هو الرتفع واالعرتاف بأننـــا فرديني وبأننا متأخرون عـــن الركب فاألطالل كانت وحدة ـــه حترتم بعضها كانت كالعـــروة الوثقى واليوم متكاملة مرتاصأفرادا يسهل كسرها ولويها وحتطيمها والسبب هو أننا حناول ان نلغي بعضنا، جرح من اجلراحات اليت نعيشها والواجب ان نعمل على التآمه وشـــرخ الواجب يدعونا لرأبه فنحقق بذلك اصالحا ملسارا من املســـارات اخلاطئة ونكون قد بدأنا خطوة على خطى

التطور.واعلـــم أنك بعـــد كل اإلجنـــازات اليت حتققهـــا بفضل اآلخر ستنتهي وســـتحتاجه بكونك ســـتعود إىل احلفرة ولن تستطيع

مبفردك العودة إىل احلفرة ألنك حتتاجه فال تلغيه.

اإلدارة

علم يبحث يف إجياد مكونـــات وقواعد حتكم نظما اجتماعية واقتصادية وسياســـية وغاية هذه النظـــم حتقيق أفضل مردود يعود بالنفع على تفرعات كل نظام من هذه النظم فيتشـــكل من

خالل هذا العلم منظومة هرمية تســـمى أســـرة مؤسسة جمتمع دولة وإن التعمق هبذا العلم الذي اصبح متوفرا وبكثرة ومنتشرا كلغـــة وكعلم ويتبادله املختصون واجملتمعون واملســـؤولون يف كل احملافل والبعض طبق واســـتفاد كثريا وكثريون بقيت هلم أفكار يتداولوهنـــا كافتتاحيات يف أي حـــوار وال يعملون هبا ليبقى هذا العلم مع أولئك الناس كحالة دمياغوجيا أو سفسطا ضمن كريزما

احلضور.اإلدارة أيهـــا الســـادة مربع مؤلف من علم وفـــن وأخالق وعمل تشكل من خالله اسرتاتيجية اهلدف مستخدمة التكتيك بغاية التعامـــل بدينامية تقبل التطور والتغـــري من أجل االنتقال إىل األفضـــل فمن ال جييد ذلك ال يصلح أن يكـــون فاعال يف النظم اإلداريـــة وال نســـتطيع ان نطلق عليـــه لقب مديـــر فالعلم هو التخصـــص بالشـــيء واملعرفة هي كيفية حتضـــري أدواته والفن ليـــس فن املراوغة واملكر بل هو البحث بـــأن يكون النتاج مجيال أي أن نلبـــس املنتج من العلم التخصصـــي مجاال لرياه اآلخرون مجيال وحيمل صفة الطلب واإلشـــادة واالرتقـــاء واألخالق هي ما يتمتع به املدير من مجل فكرية هلا عالقة باإلنســـانية اليت متتلك احلزم املنطقي واللـــني العاطفي مبعنى ان من ال يعطيك ه على ال تعطيـــه ومن يعطيك تعطيه بنســـبة العطـــاء مع حضتطوير عطائه وتسهيل ظروف التطوير ال تعقيدها كذلك الفهم

اإلدارة

Page 176: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

األخالقـــي الذي يتضمن الدراســـات النفســـية وانعكاســـاهتا يف الشـــخصيات العاملة واملتعاملة مع املادة كي يكون منتجا تشـــكل ضرورة لعملية يشـــكل اهلرم العملي يف مصنع أو مؤسسة أو إدارة

ما.وتوفـــر دافع العمل لتحقيق ناتـــج ال يتم إال بتضافر كل جهود اهلرم من قاعدته إىل قمته والعكس صحيح فال إدارة بال قواعد وال قواعـــد بال إدارة فإحكام العالقة وربطها بتشـــكيل سلســـلة متينـــة متفهمة ملـــا تريد أوال ومل ســـتعطي ثانيا وملن ســـتجين ثالثا يتحقق مثلث اإلنتاج مـــن خالل مربع اإلدارة فليس املدير هـــو اإلدارة بل اإلدارة هي اليت تصنـــع املدير وبدون ذلك يكون

االهنيار أي ال مدير وال إدارة.إن ماورد يف مجلة حديثنا عن اإلدارة هدفه تشكيل هوية إدارية ال حيملهـــا املدير فقط بـــل اهلرم اإلداري مبجمله واملســـؤولية تقـــع على كاهل اإلدارة بشـــكل خاص فعندما خيـــرج منتجا ما حيمـــل اجلميع هويتـــه، واهلويـــة يراها اآلخر فيعـــرف مقدار االنتمـــاء من مقـــدار الناتج واملنتج هذا يقودنـــا إىل أن االنتماء إىل الشـــيء والتعلق به ينتج إدارة ومنتجا ناجحا ومتميزا وهذا يؤكد نظرية عالقة املنتج باالنتماء اللذان يشكالن اهلوية اليت متهر باجلنســـية وتنقل كل ذلك إىل جنـــاح عملية اقتصادية أو

اجتماعية أو سياسية.

وعندمـــا ندرك بـــان اإلدارة علم فهذا يعـــين لنا أهنا حتمل يف طياهتـــا علم فلســـفة التكوين الـــذي يقوم على أســـس وقوانني ونظريات تتحول مـــن العمومية إىل خصوصية مـــا يراد إدارته ليعود فيقدم خدماته للعام فأساليب املقارنة والغريية واملنافسة واستخدام النظم اإلحصائية والرياضية والبحوث التخصصية واســـتدعاء علوم االجتماع والنفس أضحـــت واجبات لنجاح أي إدارة من أجل أجناز غاية إدارة الشـــيء والوصول ألهدافه، منه تتشـــكل شـــخصية الوطن الناجح أو تقيس جناح وطن أو أمة يف

إدارة ما ميلك أو اإلرادة ليملك.ال يكفي ان تبقى إدارتنا تعتمد قوة الشـــخصية أو املعرفة الال ختصصية والقوة املستندة إىل قوة داعمة فهذا يؤدي إىل نشوء االنفـــالت من خـــالل التخطيط للهروب من القـــوة ومنو عناصر املراوغـــة والكذب واإلنتـــاج الومهي الذي يظهـــر صورة مجيلة

وعمقا مزيفا.ان اإلدارة هي عالقة الشـــرف العملي باالنتماء الوطين الذي يشكل مؤسسة واقتصادا وجمتمعا ودولة وناجته يعين االرتقاء بالوطن وشـــخصية األمة وكل ما ورد عناوين تنضوي حتت لواء هذين املعنيني اللذيـــن بدوهنما ال يكون عمل وال إنتاج وبالتايل

ال تكون هناك إدارة.

اإلدارة

Page 177: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��� -

األخالقـــي الذي يتضمن الدراســـات النفســـية وانعكاســـاهتا يف الشـــخصيات العاملة واملتعاملة مع املادة كي يكون منتجا تشـــكل ضرورة لعملية يشـــكل اهلرم العملي يف مصنع أو مؤسسة أو إدارة

ما.وتوفـــر دافع العمل لتحقيق ناتـــج ال يتم إال بتضافر كل جهود اهلرم من قاعدته إىل قمته والعكس صحيح فال إدارة بال قواعد وال قواعـــد بال إدارة فإحكام العالقة وربطها بتشـــكيل سلســـلة متينـــة متفهمة ملـــا تريد أوال ومل ســـتعطي ثانيا وملن ســـتجين ثالثا يتحقق مثلث اإلنتاج مـــن خالل مربع اإلدارة فليس املدير هـــو اإلدارة بل اإلدارة هي اليت تصنـــع املدير وبدون ذلك يكون

االهنيار أي ال مدير وال إدارة.إن ماورد يف مجلة حديثنا عن اإلدارة هدفه تشكيل هوية إدارية ال حيملهـــا املدير فقط بـــل اهلرم اإلداري مبجمله واملســـؤولية تقـــع على كاهل اإلدارة بشـــكل خاص فعندما خيـــرج منتجا ما حيمـــل اجلميع هويتـــه، واهلويـــة يراها اآلخر فيعـــرف مقدار االنتمـــاء من مقـــدار الناتج واملنتج هذا يقودنـــا إىل أن االنتماء إىل الشـــيء والتعلق به ينتج إدارة ومنتجا ناجحا ومتميزا وهذا يؤكد نظرية عالقة املنتج باالنتماء اللذان يشكالن اهلوية اليت متهر باجلنســـية وتنقل كل ذلك إىل جنـــاح عملية اقتصادية أو

اجتماعية أو سياسية.

وعندمـــا ندرك بـــان اإلدارة علم فهذا يعـــين لنا أهنا حتمل يف طياهتـــا علم فلســـفة التكوين الـــذي يقوم على أســـس وقوانني ونظريات تتحول مـــن العمومية إىل خصوصية مـــا يراد إدارته ليعود فيقدم خدماته للعام فأساليب املقارنة والغريية واملنافسة واستخدام النظم اإلحصائية والرياضية والبحوث التخصصية واســـتدعاء علوم االجتماع والنفس أضحـــت واجبات لنجاح أي إدارة من أجل أجناز غاية إدارة الشـــيء والوصول ألهدافه، منه تتشـــكل شـــخصية الوطن الناجح أو تقيس جناح وطن أو أمة يف

إدارة ما ميلك أو اإلرادة ليملك.ال يكفي ان تبقى إدارتنا تعتمد قوة الشـــخصية أو املعرفة الال ختصصية والقوة املستندة إىل قوة داعمة فهذا يؤدي إىل نشوء االنفـــالت من خـــالل التخطيط للهروب من القـــوة ومنو عناصر املراوغـــة والكذب واإلنتـــاج الومهي الذي يظهـــر صورة مجيلة

وعمقا مزيفا.ان اإلدارة هي عالقة الشـــرف العملي باالنتماء الوطين الذي يشكل مؤسسة واقتصادا وجمتمعا ودولة وناجته يعين االرتقاء بالوطن وشـــخصية األمة وكل ما ورد عناوين تنضوي حتت لواء هذين املعنيني اللذيـــن بدوهنما ال يكون عمل وال إنتاج وبالتايل

ال تكون هناك إدارة.

اإلدارة

Page 178: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��8 -

اإلدارة امليدانية

اهنا الفعل احلقيقـــي واآلليات التنفيذية ملكونات علوم اإلدارة ونظرياته كما ان خمارجها الفعالة من حيز النظرية إىل العمليات التطبيقية وممارستها على ارض الواقع مظهرة اخلطأ والصواب ومعاجلة لكل القضايا العالقة من خالل تقديم احللول السريعة املشـــاهدة أثناء املســـري وهي اليت تفرز اخللل من الصح وتعطي احلافز للنجاح الذي يشـــكل مدخال إىل عامل املنافســـة ودوران

العجالت على كل احملاور فنعرف ان الركب سائر لننخرط فيه.ان امتالك الفكر التطويري واالقتناع به بغاية مواكبة احمليط العربـــي والدويل ووجود الغرية التنافســـية يؤدي إىل اثبات ان اإلدارة امليدانية هي األداة التنفيذية يف الفكر امليداني الناجح ومبعنـــى أدق ان تعود احلركة على املســـارات املوجود يف أي بنية إداريـــة خدميـــة إنتاجيـــة وذات أي طابع اقتصـــادي اجتماعي سياسي ومتطلبات املعرفة الدقيقة ملفاصل تلك البنى ومداخالهتا والغاية مـــن خمارجها يؤدي إىل نتائج نوعية حتقق أوال املعرفة باملوجـــودات وفهم ارتباطهـــا وثانيا االحتياجـــات وثالثا اهلدف املرجـــو مـــن ناتج هذه العمليـــة واليت تعطيك مـــن خالل الفهم العميق اخللل الساكن ضمن هذه الثالثية وتسمح لك بالتدقيق

من خالل الوضوح يف الرؤية نتاج ذلك مبينة الرتاجعات ومعرفة تالفيها والتقدم بالتفاعل معها.

هذا الفهم األويل املتكون واجلامع لطبيعة العالقة بني النظرية والتطوير يؤدي يف وحدته مع االنتماء ودرجات الرغبة من أجل حتقيق وإجناز شـــيء ما وإظهاره كصورة حقيقية مجيلة تنتمي إىل اجلـــدار احلامل هلا كما ينتمـــي اجلدار إىل القاعدة الصلبة يمها اآلخرون املبـــين عليها فيظهر لنا كل ذلك يف جتانســـية يقبأهنا أداء نوعي وفعل حقيقي من خالل ما ينتج عن ذلك والذي

يطلق عليه منتجا ناجحا هو وليد هذه العالقة.لذلـــك حنتاجها اليوم كأفراد وكأســـر وجمتمـــع وأمة ومطلبنا حدوث االنتقال الســـريع العلمي والفعال من أجل مواكبة الركب والســـري ان مل يكـــن جبانبه قريبا منـــه وإذا أردنا أن نكون أكثر واقعية جيب ان نعرتف بأننا منتلك كما من األخطاء ويف الكثري مـــن احملـــاور واعرتافنا ليس عيبـــا ان توقفنا عنـــده وعاجلناه، لننطلـــق إىل األمـــام ونتجـــاوزه بـــدون عـــالج يعـــين ان اخلطأ سيســـتفحل وخنطئ فوقـــه أي نضيف إليه لنجد أنفســـنا أمام تالل من األخطـــاء تربكنا وتفقدنا إدارة الصـــح، وجتاوز اخلطأ والتعمق يف ماهية أســـبابه وتكوين أرشيف مبثابة دليل له يؤشر على أن ميدانيتنا اإلدارية ذات العملية والعلمية املعاجلة ومانعة

لتكراره أوال ومن ثم الوقوع فيه ثانيا.

اإلدارة امليدانية

Page 179: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- ��9 -

اإلدارة امليدانية

اهنا الفعل احلقيقـــي واآلليات التنفيذية ملكونات علوم اإلدارة ونظرياته كما ان خمارجها الفعالة من حيز النظرية إىل العمليات التطبيقية وممارستها على ارض الواقع مظهرة اخلطأ والصواب ومعاجلة لكل القضايا العالقة من خالل تقديم احللول السريعة املشـــاهدة أثناء املســـري وهي اليت تفرز اخللل من الصح وتعطي احلافز للنجاح الذي يشـــكل مدخال إىل عامل املنافســـة ودوران

العجالت على كل احملاور فنعرف ان الركب سائر لننخرط فيه.ان امتالك الفكر التطويري واالقتناع به بغاية مواكبة احمليط العربـــي والدويل ووجود الغرية التنافســـية يؤدي إىل اثبات ان اإلدارة امليدانية هي األداة التنفيذية يف الفكر امليداني الناجح ومبعنـــى أدق ان تعود احلركة على املســـارات املوجود يف أي بنية إداريـــة خدميـــة إنتاجيـــة وذات أي طابع اقتصـــادي اجتماعي سياسي ومتطلبات املعرفة الدقيقة ملفاصل تلك البنى ومداخالهتا والغاية مـــن خمارجها يؤدي إىل نتائج نوعية حتقق أوال املعرفة باملوجـــودات وفهم ارتباطهـــا وثانيا االحتياجـــات وثالثا اهلدف املرجـــو مـــن ناتج هذه العمليـــة واليت تعطيك مـــن خالل الفهم العميق اخللل الساكن ضمن هذه الثالثية وتسمح لك بالتدقيق

من خالل الوضوح يف الرؤية نتاج ذلك مبينة الرتاجعات ومعرفة تالفيها والتقدم بالتفاعل معها.

هذا الفهم األويل املتكون واجلامع لطبيعة العالقة بني النظرية والتطوير يؤدي يف وحدته مع االنتماء ودرجات الرغبة من أجل حتقيق وإجناز شـــيء ما وإظهاره كصورة حقيقية مجيلة تنتمي إىل اجلـــدار احلامل هلا كما ينتمـــي اجلدار إىل القاعدة الصلبة يمها اآلخرون املبـــين عليها فيظهر لنا كل ذلك يف جتانســـية يقبأهنا أداء نوعي وفعل حقيقي من خالل ما ينتج عن ذلك والذي

يطلق عليه منتجا ناجحا هو وليد هذه العالقة.لذلـــك حنتاجها اليوم كأفراد وكأســـر وجمتمـــع وأمة ومطلبنا حدوث االنتقال الســـريع العلمي والفعال من أجل مواكبة الركب والســـري ان مل يكـــن جبانبه قريبا منـــه وإذا أردنا أن نكون أكثر واقعية جيب ان نعرتف بأننا منتلك كما من األخطاء ويف الكثري مـــن احملـــاور واعرتافنا ليس عيبـــا ان توقفنا عنـــده وعاجلناه، لننطلـــق إىل األمـــام ونتجـــاوزه بـــدون عـــالج يعـــين ان اخلطأ سيســـتفحل وخنطئ فوقـــه أي نضيف إليه لنجد أنفســـنا أمام تالل من األخطـــاء تربكنا وتفقدنا إدارة الصـــح، وجتاوز اخلطأ والتعمق يف ماهية أســـبابه وتكوين أرشيف مبثابة دليل له يؤشر على أن ميدانيتنا اإلدارية ذات العملية والعلمية املعاجلة ومانعة

لتكراره أوال ومن ثم الوقوع فيه ثانيا.

اإلدارة امليدانية

Page 180: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �80 -

ان تعـــود ربط الســـكون باحلركة واجللوس بالوقوف واملســـري بالبصر والبصر بالبصرية والوصل بالتواصل والفهم باالســـتماع والتفاهم يؤدي إىل إجناز واإلجناز يقيم من قبل اآلخر التخصصي واملســـتخدم هلذا اإلجناز وتقييمه ملدى الفوائد املنعكسة عليه فينشأ احلديث االجيابي عن فعل منجز حيمل تناغما متوحدا مابني النظرية والتطبيق يدل على النجاح ويتناسى نسب اخلطأ الضئيلـــة ان وجدت بكون الفائدة اليت حصل عليها أكرب وتعود الدورة إىل بدايتها كإدارة ميدانية تكتشـــف أخطاءها وتعاجلها

بغاية تطوير الشيء وتقدميه بال أخطاء.نصـــل من كل مـــا تقدم ان اإلدارة امليدانيـــة متتلك بعدان بعد أمامـــي وبعد خلفي ومبعنى أدق بابان باب للدخول وباب للخروج وبينهمـــا كل أبواب جناح أي إدارة وبدون معرفة مداخل وخمارج وتبادل الدخول والســـري بينهما بشـــكل دائم ال ميكن ألي إدارة أن متتلك أبعاد النجاح وتبقى إدارة الباب الواحد واليت ال تغين وال تنجز البعد املرجو منه وال تصل إليه وتبقى حمصورة مابني البـــاب واملركب أي مبعنـــى أخر تبقى نظريـــة، وإذا أردنا التطور احلقيقـــي علينـــا التحرك وفهـــم معنـــى اإلدارة امليدانية فهما حقيقيا والتخلي عن الشكل النظري والنزول إىل امليدان العملي ليحدث النجاح والتطور واالرتقاء هي هكذا فعل تطبيقي حيول

النظرية إىل عمل حقيقي.

اإلعالم

خرب ينبأ عن شيء حاصل أو سيحصل أو حيصل شكله األزمان الثالثـــة املاضـــي واحلاضر واملســـتقبل وغايته تقديـــم املعلومة ونشـــرها وتطـــوره آتى من نبـــأ وأنبـــأ أي ظهر والح وبان وأشـــاع وبدايته كانت اســـتعراضا يكلف به شخص ويقرع الطبل ليقول احلاضر يعلم الغائب ومع التطور من شـــكل علمت وعلم وحصول االندمـــاج بينهما أخذ شـــكل اإلعالم وأصبح مقروءا ومســـموعا ومرئيا وحمموال ينتقل عرب الفضاء بواسطة األقمار الصناعية وصناعته وصياغته بشـــرية تستخدمه على كل األصعدة فتارة سياسية وتارة اقتصادية وتارة اجتماعية وله شكل خدمي، وأمام الكثافة البشـــرية وتقســـيماهتا إىل دول والدول إىل مدن وبلدان والتطور الصناعي واالقتصـــادي اهلائل وتنوع األزمات واحلروب والكوارث الطبيعية والصنعية واإلبداع الفردي واجلماعي انشـــأ معلومة بل معلومات وصناعة بل صناعات واقتصادا واقتصاديات أقتضـــى لـــكل منها ان تعلم عنـــه وخترب عـــن إجنازها ليحصل

التطور والتبادل.فاإلعالم أصبح صورة الدول والناطق الرمسي بإســـم مجهورها تتجمـــع املعلومة من خالل اإلحداث وتتقدم لتظهر كشـــخصية

اإلدارة امليدانية

Page 181: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �8� -

ان تعـــود ربط الســـكون باحلركة واجللوس بالوقوف واملســـري بالبصر والبصر بالبصرية والوصل بالتواصل والفهم باالســـتماع والتفاهم يؤدي إىل إجناز واإلجناز يقيم من قبل اآلخر التخصصي واملســـتخدم هلذا اإلجناز وتقييمه ملدى الفوائد املنعكسة عليه فينشأ احلديث االجيابي عن فعل منجز حيمل تناغما متوحدا مابني النظرية والتطبيق يدل على النجاح ويتناسى نسب اخلطأ الضئيلـــة ان وجدت بكون الفائدة اليت حصل عليها أكرب وتعود الدورة إىل بدايتها كإدارة ميدانية تكتشـــف أخطاءها وتعاجلها

بغاية تطوير الشيء وتقدميه بال أخطاء.نصـــل من كل مـــا تقدم ان اإلدارة امليدانيـــة متتلك بعدان بعد أمامـــي وبعد خلفي ومبعنى أدق بابان باب للدخول وباب للخروج وبينهمـــا كل أبواب جناح أي إدارة وبدون معرفة مداخل وخمارج وتبادل الدخول والســـري بينهما بشـــكل دائم ال ميكن ألي إدارة أن متتلك أبعاد النجاح وتبقى إدارة الباب الواحد واليت ال تغين وال تنجز البعد املرجو منه وال تصل إليه وتبقى حمصورة مابني البـــاب واملركب أي مبعنـــى أخر تبقى نظريـــة، وإذا أردنا التطور احلقيقـــي علينـــا التحرك وفهـــم معنـــى اإلدارة امليدانية فهما حقيقيا والتخلي عن الشكل النظري والنزول إىل امليدان العملي ليحدث النجاح والتطور واالرتقاء هي هكذا فعل تطبيقي حيول

النظرية إىل عمل حقيقي.

اإلعالم

خرب ينبأ عن شيء حاصل أو سيحصل أو حيصل شكله األزمان الثالثـــة املاضـــي واحلاضر واملســـتقبل وغايته تقديـــم املعلومة ونشـــرها وتطـــوره آتى من نبـــأ وأنبـــأ أي ظهر والح وبان وأشـــاع وبدايته كانت اســـتعراضا يكلف به شخص ويقرع الطبل ليقول احلاضر يعلم الغائب ومع التطور من شـــكل علمت وعلم وحصول االندمـــاج بينهما أخذ شـــكل اإلعالم وأصبح مقروءا ومســـموعا ومرئيا وحمموال ينتقل عرب الفضاء بواسطة األقمار الصناعية وصناعته وصياغته بشـــرية تستخدمه على كل األصعدة فتارة سياسية وتارة اقتصادية وتارة اجتماعية وله شكل خدمي، وأمام الكثافة البشـــرية وتقســـيماهتا إىل دول والدول إىل مدن وبلدان والتطور الصناعي واالقتصـــادي اهلائل وتنوع األزمات واحلروب والكوارث الطبيعية والصنعية واإلبداع الفردي واجلماعي انشـــأ معلومة بل معلومات وصناعة بل صناعات واقتصادا واقتصاديات أقتضـــى لـــكل منها ان تعلم عنـــه وخترب عـــن إجنازها ليحصل

التطور والتبادل.فاإلعالم أصبح صورة الدول والناطق الرمسي بإســـم مجهورها تتجمـــع املعلومة من خالل اإلحداث وتتقدم لتظهر كشـــخصية

اإلعالم

Page 182: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �8� -

أمة تقدم نفســـها أو تدافع عن نفســـها فأمهيتـــه غدت قريبة من أمهية الســـالح ولذلك يعترب ســـالحا مدنيا نوعيا راقيا ان أجيد اســـتخدامه قدم علـــى الكثري من القضايـــا وفاق النظم

والقوانني.واإلعـــالم علم املنـــاورة وفن هندســـي و ابعـــاده مجلة احلياة التكوينية وغايته يف الصورة النهائية إيصال املعلومة الشـــفافة أو املناورة هبـــا ولذلك هو مركب ومعقد متعلـــق بطريقة إيصال املعلومة وجناحه مرتبط باألســـلوب والثقة يف املصدر وحميطها وغاية نشرها وإغراء العواطف واللعب على أوتارها جزء من فعل اإلعالم، فإيصال املعلومة الصحيحة اليت حتقق اإلشباع العقلي تنجز جمتمعا حقيقيا وتفيد األســـاس وتصيب اهلدف بسرعة وتســـاهم يف عملية التطور والتطوير وتعـــزز القيم األخالقية

للمجتمعات.انـــه صورة احلريـــة ولغتها صورتنا شـــخصينا يتعلق بدرجات انتمائنا ووســـائل وطرق تقديم أنفسنا وكلما ذاد انتمائه وتعزز اتسعت حريته وبلغت مجهوره وحققت االنتشار وللعلم ال يوجد يف العـــامل أمجع إعالم حـــر بكونه يف األســـاس غايته اإلخبار وتقديم شيء عن شـــيء هبذا املعنى هو منتمي لشيء وبامكاننا ان نقول ان هناك إعالم ميني وإعالم يسار وإعالم صادق وإعالم

كاذب وإعالم أبيض وإعالم أســـود وإعـــالم مؤيد وإعالم معارض وإعالم وطين وإعالم معادي وكل هذا ينبع من شيء ولشيء وأهم أنواع اإلعـــالم هو اإلعالم املنتمي ملبـــادئ وقيم العدالة واحلق واحلقيقـــة والوطن واالنتصار للحقـــوق وإظهارها كردود علمية منطقية هو اإلعالم بعينة ينتشـــر بني البشر لتفرز الصاحل من

الطاحل فهو أداة احلقيقة وصورته احملببة للبشرية.إن رســـالة اإلعالم إذا محلت الوضـــوح وفهمت وتفهمت ظروف الرسالة جسدت القيم واملبادئ للمجتمع واألمة هبرميته الضامة والضامنة ألفعاله يف التعليم واالجتماع واالقتصاد والسياســـة فكلمـــا كانت مفهومة وترمجت األهداف نكون وصلنا إىل الغاية، ان اإلعالم يف كل حقل هو مسار بني نقطتني األوىل إظهار البناء والثانية اهلدف منه، فإذا حتقق ذلك كان إعالم حيمل األســـس واملنطلقات وحيول النظريـــة إىل تطبيق من خالل التعبري عن األفكار اليت تتجســـد يف الصور البالغية والفنية مســـتخدمة املواهب والقـــدرات انه مطلب ملح حلدوث اإلبـــداع فإذا أجدنا أبدعنـــا وإذا فقدناه ختلفنا، إذا لنطـــور اإلعالم وجنعله صورة خالقة عـــن جمتمعنا بفكره وإجنازاته ولنتمســـك به ســـالحا طلقاته الكلمة بشـــكلها ولوهنا وحقيقتها ولنعتمده ســـالحا من أسلحة األمة لنمتلكه مجيعا ندافع به كل منا من موقعه وكلما

اإلعالم

Page 183: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �8� -

أمة تقدم نفســـها أو تدافع عن نفســـها فأمهيتـــه غدت قريبة من أمهية الســـالح ولذلك يعترب ســـالحا مدنيا نوعيا راقيا ان أجيد اســـتخدامه قدم علـــى الكثري من القضايـــا وفاق النظم

والقوانني.واإلعـــالم علم املنـــاورة وفن هندســـي و ابعـــاده مجلة احلياة التكوينية وغايته يف الصورة النهائية إيصال املعلومة الشـــفافة أو املناورة هبـــا ولذلك هو مركب ومعقد متعلـــق بطريقة إيصال املعلومة وجناحه مرتبط باألســـلوب والثقة يف املصدر وحميطها وغاية نشرها وإغراء العواطف واللعب على أوتارها جزء من فعل اإلعالم، فإيصال املعلومة الصحيحة اليت حتقق اإلشباع العقلي تنجز جمتمعا حقيقيا وتفيد األســـاس وتصيب اهلدف بسرعة وتســـاهم يف عملية التطور والتطوير وتعـــزز القيم األخالقية

للمجتمعات.انـــه صورة احلريـــة ولغتها صورتنا شـــخصينا يتعلق بدرجات انتمائنا ووســـائل وطرق تقديم أنفسنا وكلما ذاد انتمائه وتعزز اتسعت حريته وبلغت مجهوره وحققت االنتشار وللعلم ال يوجد يف العـــامل أمجع إعالم حـــر بكونه يف األســـاس غايته اإلخبار وتقديم شيء عن شـــيء هبذا املعنى هو منتمي لشيء وبامكاننا ان نقول ان هناك إعالم ميني وإعالم يسار وإعالم صادق وإعالم

كاذب وإعالم أبيض وإعالم أســـود وإعـــالم مؤيد وإعالم معارض وإعالم وطين وإعالم معادي وكل هذا ينبع من شيء ولشيء وأهم أنواع اإلعـــالم هو اإلعالم املنتمي ملبـــادئ وقيم العدالة واحلق واحلقيقـــة والوطن واالنتصار للحقـــوق وإظهارها كردود علمية منطقية هو اإلعالم بعينة ينتشـــر بني البشر لتفرز الصاحل من

الطاحل فهو أداة احلقيقة وصورته احملببة للبشرية.إن رســـالة اإلعالم إذا محلت الوضـــوح وفهمت وتفهمت ظروف الرسالة جسدت القيم واملبادئ للمجتمع واألمة هبرميته الضامة والضامنة ألفعاله يف التعليم واالجتماع واالقتصاد والسياســـة فكلمـــا كانت مفهومة وترمجت األهداف نكون وصلنا إىل الغاية، ان اإلعالم يف كل حقل هو مسار بني نقطتني األوىل إظهار البناء والثانية اهلدف منه، فإذا حتقق ذلك كان إعالم حيمل األســـس واملنطلقات وحيول النظريـــة إىل تطبيق من خالل التعبري عن األفكار اليت تتجســـد يف الصور البالغية والفنية مســـتخدمة املواهب والقـــدرات انه مطلب ملح حلدوث اإلبـــداع فإذا أجدنا أبدعنـــا وإذا فقدناه ختلفنا، إذا لنطـــور اإلعالم وجنعله صورة خالقة عـــن جمتمعنا بفكره وإجنازاته ولنتمســـك به ســـالحا طلقاته الكلمة بشـــكلها ولوهنا وحقيقتها ولنعتمده ســـالحا من أسلحة األمة لنمتلكه مجيعا ندافع به كل منا من موقعه وكلما

اإلعالم

Page 184: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �84 -

احتاج معرفة وتطويرا طورناه بكونه علم متطور ويقبل التطوير لنتشـــارك مجيعنا كل من موقعه بشفافية االنتماء هلذا البلد وهـــذه األمة ولنرفع إعالمنا حفاظا علـــى علمنا الوطين الذي جنل فعلـمنا وعلمنا هو إعالمنا احلقيقي الذي نستظل بظله.

التطوع

اشتغال مبا يفيد األرض واإلنسان ومبعنى أدق ما يفيد احلياة ويعطيهـــا الصورة األمجل حني توفر وقت الفراغ ويكون بقســـم منه أو مبجمله يبذل فيه الفرد عمال خارج نطاق عمله وبعد أن ينجز وظائفه ويؤدي واجباتـــه ومهامه املطلوبة منه وحتقيقها بشـــكل جيد لتساعده يف معيشته واستقراره وتنظمه وتظهر له شـــخصية يف حياته املدنية واملادية، وهو أي التطوع غري التربع فالتربع مادي أو معنوي حيتمل الشخصي والتكليف أما التطوع فيكـــون مشـــاركه فاعلـــة ومنفعلـــه عمليه وجدانيه شـــخصيه مباشره يقبل فيها الشخص املتطوع األمر ويلتزم طوعا بتنفيذه والعمل مع اآلخـــر بكونه حيتمل اجلهد اجلماعي وتقســـيماته

ومتطلباته.هذا الفراغ يقود الفـــرد إىل ملئه وهو يف حالة التطور العقلي واإلحساس العايل مبحيطه وطموحه لتحقيق األفضل جملتمعه

وارتفاع درجة اإلنسانية اجملتمعية يدفعه إىل عمل مضاف ضمن أوقات فراغـــه ودون مقابل مادي أو نقدي واجب الســـداد ميكن أن يطالـــب به مســـتخدما القانون أو الضغـــط من أجل حتصيل مردود له شـــخصيا بل العكس متاما ميكن أن يكون له مسامهات ماديـــة ضمن أوضاعـــه الفائضـــة ماديا تؤدي ملســـاعدة آخرين وغاية العمل التطوعي حتقيق خدمات مشـــرتكة تنشط وتظهر اجملتمعات احملليـــة بصوره تالمحيه وتولد مـــودة تعزز االنتماء للمكان أي اجلغرافية الوطنية وتظهر فيها مجاال مضافا مبعدة كل مظاهر اإلســـاءة هلذه اجملتمعـــات، إن اقتناع املتطوع مببادئ العمـــل التطوعي وأهداف التطوع وقبوله لشـــروطه يســـاعده كثريا وينعكس على جمتمعه وعليه شخصيا فيعطيه كما يعطي

جمتمعه صورة اسرتاتيجية نوعيه طيبه.إن عالقة التطوع وتنميته حيتاج يف األســـاس إىل تنمية فكرة حقيقية مسبقة ملعرفة حاجات اجملتمع ومقدره أفراده الراغبني يف التطوع، للتطوع فرســـم املســـاحة اجلغرافية ومعرفة أفرادها وأســـرها وتكوينها وحتـــول التطوع من مـــكان إىل مكان ومن فرد ألجل فرد والتخطيط املفهوم من قبل احلاجة يف احملليات وطرق تنفيذها وإدارهتا ذاتيا ودعم ومســـاندة اجلهات الرمسية والغري رمسيـــة القادرة هي الـــيت حتقق أكرب فرص للنجـــاح يف العمل

التطوعي وتربز إجنازاته.

التطوع

Page 185: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �8� -

احتاج معرفة وتطويرا طورناه بكونه علم متطور ويقبل التطوير لنتشـــارك مجيعنا كل من موقعه بشفافية االنتماء هلذا البلد وهـــذه األمة ولنرفع إعالمنا حفاظا علـــى علمنا الوطين الذي جنل فعلـمنا وعلمنا هو إعالمنا احلقيقي الذي نستظل بظله.

التطوع

اشتغال مبا يفيد األرض واإلنسان ومبعنى أدق ما يفيد احلياة ويعطيهـــا الصورة األمجل حني توفر وقت الفراغ ويكون بقســـم منه أو مبجمله يبذل فيه الفرد عمال خارج نطاق عمله وبعد أن ينجز وظائفه ويؤدي واجباتـــه ومهامه املطلوبة منه وحتقيقها بشـــكل جيد لتساعده يف معيشته واستقراره وتنظمه وتظهر له شـــخصية يف حياته املدنية واملادية، وهو أي التطوع غري التربع فالتربع مادي أو معنوي حيتمل الشخصي والتكليف أما التطوع فيكـــون مشـــاركه فاعلـــة ومنفعلـــه عمليه وجدانيه شـــخصيه مباشره يقبل فيها الشخص املتطوع األمر ويلتزم طوعا بتنفيذه والعمل مع اآلخـــر بكونه حيتمل اجلهد اجلماعي وتقســـيماته

ومتطلباته.هذا الفراغ يقود الفـــرد إىل ملئه وهو يف حالة التطور العقلي واإلحساس العايل مبحيطه وطموحه لتحقيق األفضل جملتمعه

وارتفاع درجة اإلنسانية اجملتمعية يدفعه إىل عمل مضاف ضمن أوقات فراغـــه ودون مقابل مادي أو نقدي واجب الســـداد ميكن أن يطالـــب به مســـتخدما القانون أو الضغـــط من أجل حتصيل مردود له شـــخصيا بل العكس متاما ميكن أن يكون له مسامهات ماديـــة ضمن أوضاعـــه الفائضـــة ماديا تؤدي ملســـاعدة آخرين وغاية العمل التطوعي حتقيق خدمات مشـــرتكة تنشط وتظهر اجملتمعات احملليـــة بصوره تالمحيه وتولد مـــودة تعزز االنتماء للمكان أي اجلغرافية الوطنية وتظهر فيها مجاال مضافا مبعدة كل مظاهر اإلســـاءة هلذه اجملتمعـــات، إن اقتناع املتطوع مببادئ العمـــل التطوعي وأهداف التطوع وقبوله لشـــروطه يســـاعده كثريا وينعكس على جمتمعه وعليه شخصيا فيعطيه كما يعطي

جمتمعه صورة اسرتاتيجية نوعيه طيبه.إن عالقة التطوع وتنميته حيتاج يف األســـاس إىل تنمية فكرة حقيقية مسبقة ملعرفة حاجات اجملتمع ومقدره أفراده الراغبني يف التطوع، للتطوع فرســـم املســـاحة اجلغرافية ومعرفة أفرادها وأســـرها وتكوينها وحتـــول التطوع من مـــكان إىل مكان ومن فرد ألجل فرد والتخطيط املفهوم من قبل احلاجة يف احملليات وطرق تنفيذها وإدارهتا ذاتيا ودعم ومســـاندة اجلهات الرمسية والغري رمسيـــة القادرة هي الـــيت حتقق أكرب فرص للنجـــاح يف العمل

التطوعي وتربز إجنازاته.

التطوع

Page 186: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �8� -

كمـــا أن توفر شـــروط موقع التطوع أو الفرد املـــراد التطوع له وحتديد حاجاته احلقيقية حيفز التطوع ويوجد له املتطوعني وحيضهم للتقدم بشـــجاعة وااللتزام مببـــادئ وأهداف العملية التطوعيـــة كما وأنـــه حيفز على التفانـــي والتضحية أكثر عند شـــعورهم بنجاحهم وافتخارهم ويعطيهم الصرب ويوســـعه أمام مواجهة مشاكل العمل الطوعي كما أنه يدعوهم للتسامح بشكل

أكرب يف حاالت اإلساءة.فالعمل التطوعـــي حيتاج الصمت واالبتعاد عن األضواء وحب الظهور واالحرتام املتبادل يف عملية التطوع يؤدي إىل تطويرها وإظهـــار جمتمعها الذي ينجز فيه التطوع على أنه راق ويتحضر وحيفز اآلخرين واجلـــوار على فعله، ووجوده فهم عميق ونوعي لفكـــره التطوعي وتوظيف املؤهالت العلميـــة والعمليه وتنظيم

األهداف حيقق غايات التطوع.إن أي جمتمـــع حيتـــاج التطوع وكل مكونـــات احلياة الطبيعية واملادية حتتـــاج هذه اآللية الـــوردة والشـــجرة واألرض واملنزل واحلي واملدينة والريف واألسرة وكل اجملتمع حيتاج متطوعني وال حيدث للحياة حضور وتطور بدونه وأننا بالرغم من كل مصاعب احلياة وظروفها وقســـوهتا ووجود فواصل طبقيه مادية ودرجات علميه وجهل وختلف وعلم وتعلم وتعليم وبالرغم من انشغاالتنا احلياتية إن درسنا الزمن بشـــكل صحيح لوجدنا أن اهلدر هائل

وكبري حاصل فيه وأن كثريا من الوقت منضيه يف صغائر األمور اليت ال قيمة هلا وليس منها فائدة فإذا حولنا جزءا يسريا منه وقام كل فرد جبزء بســـيط وأشـــغله بفائدة حصـــل التطور ومن زيادة التحضر واحلضارة هي دعوة لدراســـة الوقت الغايل الثمن

واالنتباه لقيمته الكربى وأمهيته يف إجناز اجملتمعات.أختم وأقول ان األمم انتبهـــت إىل موضوع التطوع واهتمت به عامليا وأصدرت له قرارات والتشريعات واعتمدته من خالل إصدار قوانـــني من هيئة األمم املتحدة منذ ســـنوات قريبة وأضيف إذا دخلنا على عمق تارخينا اإلمياني جند ان التطوع كان له احلضور

الكبري فيه من خالل القول اجلليل )فمن تطوع خريا(.

الدولــــة والكيان

بعيدا عن كل التعاريف اليت رمست شكل الدولة وحبثت يف أصل كلمة دولـــة وأعطت هلا حجما صغـــريا أم كبريا ومشلت الكثري من املعاني واألمساء واجلغرافية والشـــعب واحلدود وخصائصها والسيادة واالستقالل ندخل عليها ونقول أهنا هرم متكامل ميتلك القاعدة واحملاور واألضالع اليت تلتقي مجعيها يف نقطة تشـــكل رأســـها وتظهر على اهنا الرمز كما اهنا تقلب املعادلة لتكون البدء وتقام الدولـــة يف هرميتها بكوهنا النقطة اآلمرة فتحمل إشـــارة

التطوع

Page 187: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �8� -

كمـــا أن توفر شـــروط موقع التطوع أو الفرد املـــراد التطوع له وحتديد حاجاته احلقيقية حيفز التطوع ويوجد له املتطوعني وحيضهم للتقدم بشـــجاعة وااللتزام مببـــادئ وأهداف العملية التطوعيـــة كما وأنـــه حيفز على التفانـــي والتضحية أكثر عند شـــعورهم بنجاحهم وافتخارهم ويعطيهم الصرب ويوســـعه أمام مواجهة مشاكل العمل الطوعي كما أنه يدعوهم للتسامح بشكل

أكرب يف حاالت اإلساءة.فالعمل التطوعـــي حيتاج الصمت واالبتعاد عن األضواء وحب الظهور واالحرتام املتبادل يف عملية التطوع يؤدي إىل تطويرها وإظهـــار جمتمعها الذي ينجز فيه التطوع على أنه راق ويتحضر وحيفز اآلخرين واجلـــوار على فعله، ووجوده فهم عميق ونوعي لفكـــره التطوعي وتوظيف املؤهالت العلميـــة والعمليه وتنظيم

األهداف حيقق غايات التطوع.إن أي جمتمـــع حيتـــاج التطوع وكل مكونـــات احلياة الطبيعية واملادية حتتـــاج هذه اآللية الـــوردة والشـــجرة واألرض واملنزل واحلي واملدينة والريف واألسرة وكل اجملتمع حيتاج متطوعني وال حيدث للحياة حضور وتطور بدونه وأننا بالرغم من كل مصاعب احلياة وظروفها وقســـوهتا ووجود فواصل طبقيه مادية ودرجات علميه وجهل وختلف وعلم وتعلم وتعليم وبالرغم من انشغاالتنا احلياتية إن درسنا الزمن بشـــكل صحيح لوجدنا أن اهلدر هائل

وكبري حاصل فيه وأن كثريا من الوقت منضيه يف صغائر األمور اليت ال قيمة هلا وليس منها فائدة فإذا حولنا جزءا يسريا منه وقام كل فرد جبزء بســـيط وأشـــغله بفائدة حصـــل التطور ومن زيادة التحضر واحلضارة هي دعوة لدراســـة الوقت الغايل الثمن

واالنتباه لقيمته الكربى وأمهيته يف إجناز اجملتمعات.أختم وأقول ان األمم انتبهـــت إىل موضوع التطوع واهتمت به عامليا وأصدرت له قرارات والتشريعات واعتمدته من خالل إصدار قوانـــني من هيئة األمم املتحدة منذ ســـنوات قريبة وأضيف إذا دخلنا على عمق تارخينا اإلمياني جند ان التطوع كان له احلضور

الكبري فيه من خالل القول اجلليل )فمن تطوع خريا(.

الدولــــة والكيان

بعيدا عن كل التعاريف اليت رمست شكل الدولة وحبثت يف أصل كلمة دولـــة وأعطت هلا حجما صغـــريا أم كبريا ومشلت الكثري من املعاني واألمساء واجلغرافية والشـــعب واحلدود وخصائصها والسيادة واالستقالل ندخل عليها ونقول أهنا هرم متكامل ميتلك القاعدة واحملاور واألضالع اليت تلتقي مجعيها يف نقطة تشـــكل رأســـها وتظهر على اهنا الرمز كما اهنا تقلب املعادلة لتكون البدء وتقام الدولـــة يف هرميتها بكوهنا النقطة اآلمرة فتحمل إشـــارة

الدولة والكيان

Page 188: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �88 -

االنطـــالق يف عمليات البنـــاء وتصهر مجيع فعالياهتا وتنســـكب على هرمها فتتشـــكل اجلدران املتينة امللتقيـــة يف القمة حاملة املؤشـــر الذي يشـــري إىل كل املواقـــع ضامنا كل الشـــرائح مبينا اخللل والفراغات والنجاح والفشـــل ومعادال مهما بني كل القوى والســـلطات الفاعلة ضمن هذا اهلرم وحمرك للفعل حماوال إياه إىل أفعـــال ومضيف لكل جهـــد جدا فيظهر اهلـــرم من قاعدته إىل قمته على أنه دولة ذات مؤسســـات ونظم وفعاليات مرتبطة ومرتابطـــة يف وحدة ملحمية ال انفصال هلـــا وتكون هبا مصلحة الفرد هـــي مصلحة الدولة ومصلحة الدولـــة هي مصلحة الفرد

ضمن محاية الفرد للدولة ومحاية الدولة للفرد.الدولة وجود صادق يف املظهر واجلوهر بدليل أهنا تبحث يف

تدعيـــم بنياهنا وقوهتـــا يف قوهتا وتتعامل مـــع الصدق وبصدق وعند االضطرار مع األقل كذبا يف حبثها بني التعامل معهم.

أما الكيان فهو اصطناع ممنهج حيمل غاية خدمة الفرد وتابعيه ليخـــدم أمرا يأتيه من اآلخر أو لتعزيز ســـلطته أمام جمموعته اليت تنتمي إليـــه معززا الفرقة ومزيدا فيها ملصلحة جمموعته أو تعزيـــز فكر اآلخر وخدمتـــه فدوره خدمـــي أوال ووصي ثانيا

فيحافظ على دوره كي حيافظ عليه األمر له.كما ان الكيان جمموعة أفراد تنضوي حتت أفراد أي مبعنى انه يتشكل من جمموعات ذات مصاحل قد ختتار رأسا هلا يكون مركزا

الدولة والكيان

Page 189: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �89 -

لدائرة ال ميكـــن ان تصبح هرما بكوهنا جمموعة كيانات طوائف وأحزاب ومجل فكرية ناقصة تظهر نفسها اهنا جمتمعة ويف حقيقة األمر هي قمة االختالف كما ان صورهتا فردية مطلقة وال حياة ملن خيرج عن إرادة كل زمرة أو جمموعة فمثال : الكيان العنصري عبارة عن زمرة ختدم عصابة فتستخدم الكثرة من أجل قلة كما ان الكيان الصهيوني الذي خيدم الفكرة املتشددة فيتحول أيضا إىل عنصـــري أيضا من أجل خدمة زمـــرة وكل جمموعة ختتلف يف ما بينها من أجل مصاحل شـــخصية وفردية وعنصرية وجتلس على طاولة دائرية ال رأس هلا هي كيان وال ميكن ان نطلق عليها دولـــة وال حيق هلا ان تكون دولة، بكون الكذب شـــعارهلا وتعاملها يكون من مبدأ القناعة اليت تتمتع هبا بأهنا كذبة حتاول وتعمل من أجل ان يصدقها اآلخرون، رافعة شـــعار الضعف وأن قوهتا يف ضعفها واســـتجداء العون من اآلخر كما يفعل الكيان الصهيوني

وتفعل الكيانات األخرى. ما أكثر الكيانات يف جمتمعاتنا العربية والدولية وما أقل الدول فالكل يســـمي نفســـه دولة وإذا ما دققنـــا يف آلياته جنده كيان، فلنحلل وندرس ونتعمق فهل نســـتطيع ان نطلق على الصهيونية

إهنا دولة وعلى نظم الفصل العنصري األبارتيد دولة.الدولة هـــي جتانس ونســـيج ملحمي يربط األرض باإلنســـان ويوحد اإلنسان بأخيه اإلنسان املنتمي إىل جغرافيته وسياجه

الدولة والكيان

Page 190: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �90 -

واملؤمـــن بأنه يعيش حتت هرم يؤمن به وهو جزء منه ولبنة من لبناتـــه يذود عنه بكل ما أوتي من قوة مرتفع عن صغائر األمور

كبري بكرامة هرمه وعزته وكربيائه.الدولـــة هي نظام قانوني يتألـــف من مفهوم نظري يعمل حتت ظله مؤسسات تشـــريعية وتنفيذية ولغة قانونية تقاد من ربان يكون رأسها يرتفع منها لريفعها إهنا اجملموعة املتجانسة املرتفعة عن كل ما هو مســـيء لسمعتها وختضع لســـلطه مربجمة تدير

فيها اجلغرافية والشعب وحتافظ على السيادة واالستقالل.أمـــل ويأمل كل عربي أن ال يكون بيننـــا كيانات وأن جنلس إىل طاولة مستطيله هلا رأس ينضوي حتته العرب يتحدث بامسهم وحيدث التكامل بكل أشكاله اقتصادي اجتماعي سياسي عسكري فنستطيع جماهبة الكيان والكيانات املنتشرة اجلالسة على طاولة

مستديرة ال رأس هلا.

الدولة والكيان

Page 191: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �9� -

Page 192: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �9� -

Page 193: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �9� -

مقدمـة ........................................................................

اإلهـداء .......................................................................

بناية اهلل .....................................................................

العامل اإلفرتاضي ...........................................................

املاضي .........................................................................

احلاضر ........................................................................

املستقبل .......................................................................

الرتاب .........................................................................

املاء .............................................................................

اهلواء ..........................................................................

النار ............................................................................

الشكل اهلندسي ..............................................................

القلم ...........................................................................

القرطاس ......................................................................

الفرح ...........................................................................

الفهرس العام) حمتويات الكتاب (

الصفحةاملوضوع

9

��

��

��

�9

��

��

�9

4�

4�

49

��

��

Page 194: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �94 -

الصفحةاملوضوعاحلزن ..........................................................................

اجلهل ..........................................................................

التسامح ........................................................................

األمل ...........................................................................

اإلنسانية ......................................................................

التاريخ .........................................................................

احلقيقة .......................................................................

اخلري والشر ..................................................................

الذاكرة ........................................................................

الزائد والناقص ..............................................................

احلرية .........................................................................

العامل ..........................................................................

الشمعة ........................................................................

القفل ..........................................................................

اجملد ...........................................................................

املوت ...........................................................................

املصيبة ........................................................................

املفاهيم .......................................................................

�8

��

�4

��

��

�4

��

8�

8�

88

9�

�00

�0�

�0�

�09

���

���

��9

Page 195: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �9� -

الصفحةاملوضوعالواجب ........................................................................

الوجدان ......................................................................

املدح والذم ...................................................................

النقد ..........................................................................

التأخر ختلف .................................................................

التأخر استجداء .............................................................

الوظيفة .......................................................................

أسئلة حتتاج اإلجابة ........................................................

املوسيقا ........................................................................

الصورة .........................................................................

العمر ...........................................................................

ماهية الفكر العربي .........................................................

سالم ...........................................................................

إلغاء اآلخر ...................................................................

اإلدارة .........................................................................

اإلدارة امليدانية ..............................................................

اإلعالم ........................................................................

التطوع ........................................................................

الدولة والكيان ...............................................................

���

���

��8

���

���

��8

�4�

�44

�4�

��0

���

���

��8

���

��4

��8

�80

�84

�8�

Page 196: فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول

فلسفة التكوين الفكري

- �9� -