الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

153
5

Upload: adnan-sous

Post on 27-Jul-2015

1.244 views

Category:

Documents


2 download

DESCRIPTION

المقدمة:إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يا أيُّها الذينَ آمنوا اتَّقواْ الله حَقَّ تُقاتِهِ ولا تَموتُنَّ إلاَّ وأنتُم مُّسلِمونَ [آل عمران:102]. يا أيُّها النَّاسُ اتَّقواْ ربَّكُم الذي خَلَقَكُم من نَفسٍ واحِدةِ وخَلَقَ مِنها زَوجَها وبَثَّ مِنهُما رِجالاً كَثيراً ونِساءً واتَّقواْ اللهَ الذي تَساءَلونَ بهِ والأرْحامَ إنَّ اللهَ كانَ عَليكُم رَقيباً [النساء:1]. يا أيُّها الذينَ آمنوا اتَّقوا اللهَ وقُولوا قَولاً سَديداً * يُصلِح لَكُم أعمالَكُم ويَغْفِر لَكُم ذُنوبَكَم ومَن يُطِعِ اللهَ ورَسُولَهُ فَقد فَازَ فَوزاً عَظيماً [الأحزاب:70-71]. أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسنَ الهدي هدي محمد ×، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار. ثم إن العلوم الشرعية ضرورة لازمة لنجاة العباد في الدنيا والآخرة، وشرف العلم بشرف المعلوم، وأشرف العلوم وأسماها على الإطلاق بالنسبة للفرد، علم التوحيد بأقسامه الثلاثة (الألوهية، الربوبية، والأسماء والصفات)، ثم تتفاوت درجات العلوم بقدر تفاوتها في حفظ مقاصد الشريعة الإسلامية، وإن من أسمى مقاصدها، حفظَ الضروريات لقيام الحياة الإنسانيـة، وأهمها: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. فمن العلوم ما يكون مقصده حفظَ الدين، كتعلم ما هو معلوم من الدين بالضرورة من علوم التوحيد وبعض علوم الفقه، والعمل بأحكام الدين والحكم به والدعوة إليه والجهاد لأجله ورد الشبهات والبدع عنه. ومن العلوم ما يكون ضرورياً لحفظ النفس، كتحريم الاعتداء على الأنفس، والقصاص، وسد الذرائع المؤدية للقتل. ومنها ما هو ضروري لحفظ المال، كالحث على التكسب، وتحريم الاعتداء عليه، وتحريم إضاعته، وتعلم ما شرع من الحدود لحفظه، وتوثيق الديون والإشهاد عليها. ومنها ما هو ضروري لحفظ النسل، كأحكام النكاح، ومنها ما هو ضروري لحفظ العقل، كتحريم مفسدات العقل الحسية والمعنوية، ووجوب الحد على شارب الخمر.أما أعظم العلوم بالنسبة للجماعة - مع عظم علم التوحيد وأهميته للفرد والمجتمع - فهو ذلك العلم الذي يَحْفَظُ لها هذه الضرورات كلها، الدين ومنه التوحيد، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. وقد اتفق العلماء على حقيقة هذا العلم، واختلفوا في تسميته، فالماوردي الشافعي سمّاه: ((الأحكام السلطانية))، وإمام الحرمين الجويني سماه: ((غياث الأمم))، وابن جماعة سماه: (تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام) وابن تيمية سماه: ((السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية)) وغيرهم. فكلٌّ مِن تسمية ابن تيمية هذه، والتي قبلها، و((غياث الأمم))، تدل على ما ذهبْتُ إليه من أن هذا العلم من أهم العلوم بالنسبة للجماعة، لأن الجهل به يؤدي إلى التصرف مع الآخرين بحماقة تضيع هذه الضرورات، أو بعضا منها. وممن كتب في هذا العلم الذي يَحْفظ للمجتمع هذه الضرورات كلها، من المعاصرين، الدكتور يوسف القرضاوي، سماه: ((السياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها))، والدكتور خالد الفهد، سماه: ((الفقه السياسي الإسلامي))، والدكتور خالد العنبري، سماه: ((فقه السياسة الشرعية في ضوء القرآن والسنة وأقوال سلف الأمة))، وغيرهم مما يدل على أهمية هذا العلم بالنسبة للجماعة.وعليه فإن إسقاط هذا النوع من الفقه السياسي من الأمة، سواء كان ذلك بسبب إنكاره، أو بعدم تفعيله وتطبيقه، أو بفهمه خلاف الواقع، يترتب عليه مخاطر لا حصر لها تصيب من الأمة الإسلامية مَقَاِتلَ. وها نحن جميعا شيباً وشباباً، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، ندفع الثمن غالياً جراء تلك السياسة الدخيلة على الإسلام، التي جَرَتْ على ألسنة بعضِ الشباب المعاصرين، حين ألقَوْا بهذا الفقه من خلف أظهرهم، وتجردوا منه، بل ذهب بعض سفهاء الأحلام، حدثاء الأسنان منهم، إلى التصريح بإنكاره، والإنكار على العلماء الكبار العاملين به، بل طعنوا فيهم وفي علمهم، فخلا الجو لهم ـ حسب زعمهم ـ ليتصدروا الفتوى بلا علم في الشريعة، وبجهل في الواقع، فضلوا وأضلوا.وقد نقل لنا ابن القيم مؤيداً لما جرى بين شافعي وابن عقيل في تفسير قول الشافعي: ((لا سياسة إلا ما وافق الشرع)). فقال له ابن عقيل: ((السياسة ما كان فعلاً يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح، وأبعد عن الفساد، وإن لم يضعه الرسول ×، ولا نزل به وحي. فإن أردت بقولك: إلا ما وافق الشرع، أي: لم يخالف ما نطق به الشرع، فصحيح. وإن أردت لا سياسة إلا ما نطق به الشرع فَغَلَطٌ وتغليط للصحابة. فقد جرى من الخلفاء الراشدين من القتل والتمثيل ما لا يجحده عالم بالسنن، ولو لم يكن إلا تحريق عثمان المصاحف فإنه كان رأياً اعتمدوا فيه مص

TRANSCRIPT

Page 1: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

5

Page 2: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

تأصيلية مقدمات

المقدمة:

بالله ونعوذ ،ونستغفره ،ونستعينه نحمده ،لله الحمد إن ،له مضل فال الله يهده من ،أعمالنا وسيئات ،أنفسنا شرور من

شريك ال وحده الله إال إله ال أن وأشهد له، هادي فال يضلل ومن ورسوله. عبده محمدا أن وأشهد له

آمنوا الذين� أي�ها يا � ق� الله ات�قوا وال ت قات�ه� ح�� ت�موت ن� أي�ها يا. [102عمران: ]آل م�سل�مون� وأنت م إال� الن�اس ك م الذي رب�ك م ات�قوا ل�ق� دة� ن�فس0 من خ� واح�ل�ق� ها م�نها وخ� وج� ما وب�ث� ز� نه 7 م� 7 ر�جاال ون�ساء7 ك�ثيرا

حام� به� ت�ساء�لون� الذي الله� وات�قوا� كان� الله� إن� واألر�7 ع�ليك م قيبا الله� ات�قوا آمنوا الذين� أي�ها يا. [1]النساء: ر�

ولوا 7 وق وال 7 ق� ديدا ر أعمال�ك م ل�ك م * ي صل�ح س� ل�ك م وي�غ�ف�ول�ه الله� ي ط�ع� وم�ن ذ نوب�ك�م س از� ف�قد ور� 7 ف� وزا ف�. [71-70]األحزاب: ع�ظيما7

الهدي وأحسن ،الله كتاب الحديث أصدق فإن بعد، أما وكل ،بدعة محدثة وكل ،محدثاتها األمور وشر ×، محمد هديالنار. في ضاللة وكل ،ضاللة بدعة

الدنيا في العباد لنجاة الزمة ضرورة الشرعية العلوم إن ثم وأسماها العلوم وأشرف المعلوم، بشرف العلم وشرف واآلخرة،

الثالثة بأقسامه التوحيد علم للفرد، بالنسبة اإلطالق على درجات تتفاوت ثم ،(صفاتالو ءأسماالو الربوبية، )األلوهية،

وإن اإلسالمية، الشريعة مقاصد حفظ في تفاوتها بقدر العلوم اإلنسانيـة، الحياة لقيام الضروريات حفظ مقاصدها، أسمى من

والمال. والنسل، والعقل، والنفس، وأهمها: الدين،

هو ما كتعلم الدين، حفظ مقصده يكون ما العلوم فمن الفقه، علوم وبعض التوحيد علوم من بالضرورة الدين من معلوم

ورد ألجله والجهاد إليه والدعوة به والحكم الدين بأحكام والعمل يكون ما العلوم عنه. ومن والبدع الشبهات لحفظ ضروريا الذرائع وسد والقصاص، األنفس، على االعتداء كتحريم النفس،

6

Page 3: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

على كالحث المال، لحفظ ضروري هو ما للقتل. ومنها المؤدية شرع ما وتعلم إضاعته، وتحريم عليه، االعتداء وتحريم التكسب،

هو ما عليها. ومنها واإلشهاد الديون وتوثيق لحفظه، الحدود من ضروري هو ما ومنها النكاح، كأحكام النسل، لحفظ ضروري

والمعنوية، الحسية العقل مفسدات كتحريم العقل، لحفظالخمر. شارب على الحد ووجوب

التوحيد علم عظم - مع للجماعة بالنسبة العلوم أعظم أما هذه لها يحsفظr الذي العلم ذلك فهو- والمجتمع للفرد وأهميته

والنسل، والعقل، والنفس، ،التوحيد ومنه الدين كلها، الضرورات في واختلفوا العلم، هذا حقيقة على العلماء اتفق والمال. وقد

،((السلطانية األحكام))سمtاه: الشافعي فالماوردي تسميته، جماعة وابن ،((األمم غياث))سماه: الجويني الحرمين وإمام

:هسما تيمية اإلسالم( وابن أهل تدبير في األحكام سماه: )تحرير ((والرعية الراعي إصالح في الشرعية السياسة))

وغيرهم.

vن فكلwغياث))و قبلها، والتي هذه، تيمية ابن تسمية م sتr ما على تدل ،((األمم العلوم أهم من العلم هذا أن من إليه ذهب

اآلخرين مع التصرف إلى يؤدي به الجهل ألن للجماعة، بالنسبةمنها. بعضا أو الضرورات، هذه تضيع بحماقة

هذه للمجتمع يحsفظ الذي العلم هذا في كتب وممن القرضاوي، يوسف الدكتور المعاصرين، من كلها، الضرورات

الشريعة نصوص ضوء في الشرعية السياسة))سماه: السياسي الفقه))سماه: الفهد، خالد والدكتور ،((ومقاصدها السياسة فقه))سماه: العنبري، خالد والدكتور ،((اإلسالمي ،((األمة سلف وأقوال والسنة القرآن ضوء في الشرعية

للجماعة. بالنسبة العلم هذا أهمية على يدل مما وغيرهم

من السياسي الفقه من النوع هذا إسقاط فإن وعليه أو وتطبيقه، تفعيله بعدم أو إنكاره، بسبب ذلك كان سواء األمة،

تصيب لها حصر ال مخاطر عليه يترتب ،الواقع خالف بفهمهwتل. وها اإلسالمية األمة من جميعا نحن مقا وشبابا، شيبا ذكورا

وإناثا، الثمن ندفع وكبارا، صغارا الدخيلة السياسة تلك جراء غاليا المعاصرين، الشباب بعضw ألسنة على جرتs التي اإلسالم، على ذهب بل منه، وتجردوا أظهرهم، خلف من الفقه بهذا اsوألق حين بإنكاره، التصريح إلى منهم، األسنان حدثاء األحالم، سفهاء بعض

7

Page 4: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

وفي فيهم طعنوا بل به، العاملين الكبار العلماء على واإلنكار علم بال الفتوى ليتصدروا ـ زعمهم حسب ـ لهم الجو فخال علمهم،

.وأضلوا فضلوا الواقع، في وبجهل الشريعة، في

القيم ابن لنا نقل وقد وابن شافعي بين جرى لما مؤيدا .((الشرع وافق ما إال سياسة ال))الشافعي: قول تفسير في عقيل

السياسة ما كان فعال يكون معه))فقال له ابن عقيل: وإن لم يضعهالناس أقرب إلى الصالح، وأبعد عن الفساد،

. فإن أردت بقولك: إال ماالرسول ×، وال نزل به وحي وافق الشرع، أي: لم يخالف ما نطق به الشرع، فصحيح. وإن أردت ال سياسة إال ما نطق به الشرع فغلط� وتغليط للصحابة.

فقد جرى من الخلفاء الراشدين من القتل والتمثيل ما ال يجحده عالم بالسنن، ولو لم يكن إال تحريق عثمان المصاحف

الزنادقةفإنه كان رأيا اعتمدوا فيه مصلحة األمة، وتحريق علي وقال:في األخاديد،

األمر رأيت لما أمرا منكرا

ودعوت ناري أججت ((قنبرا

(1)

.((انتهى

أن العاملين، العلماء من فريق على الواجب من هفإن لذا يمكن ما وبأسرع خاصة، أولوية الزمان هذا في العلم هذا يولوا

اإلسالمية. كما باألمة المحدق الشامل والدمار الدم، نزيف لوقف علوم مع جنب، إلى جنبا يتعلموه أن الصحوة شباب وعلى

وال ة،ـاللغ علومو ،وعلومـه والقرآن ،وأصولــه والفقه التوحيد، فقهالت واجب أمام تقف وال ا،ــأمره يستقيم ال ججبح عنه يرغبوا

بحسبه. فرد كل مـن المطلوب الواقع فيــذلك وعليهم ــ ــوا أن ك ــ ــات أي عن يعلم ــ ــه الجه ــ يأخذون الفكري[[[ة قي[[[ادتهم يس[[[لموا ال أن وعليهم ويتعلمونـــه،

المت[[أثرة السياس[[ية، التحري[[ر ح[[زب ونظرات لمفاهيم لمن وال للت[[اريخ، الم[[ادي للتفس[[ير م[[اركس بنظري[[ة

والهالك الك[[برى الطامgة فإنها به، تأثر أو بفكره، أعجب التحريرية السياسية والنظرات المفاهيم هذه أصبحت بل. بعينه

والــذكور والشــياب الشــباب من كثــير رتفكــي على الحاكمــة هي عن وجهادهم جهدهم جل فخرج منهم، شعور دون واإلناث

1(.18-17 ص) ،((الحكمية الطرق))

8

Page 5: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

حين بعد وتراهم والمسلمين، لإلسالم العامة المصلحة منهم األسنان حدثاء خاصة والطاقات، الجهود بذل من

األفك[[[[ار لتص[[[[حيح فكري[[[[ة بمراجع[[[[ات يقوم[[[[ون ،.واألخطار األخطاء عن واالستغفار

خالف على فهمه أو العلم، هذا شأن من التقليل فإن لذا وأعدائنا، خصومنا ألد مع متكافئة غير مواجهة أمام يضعنا الواقع، الدوائر، وبغيرها األخرى األربع وبالضرورات بديننا يتربصون الذين

أن إلى األمر بنا يدفع قد بل تعالى، الله سخط إلى يعرضنا مما كما صنعا، نحسن بأننا اعتقادنا مع أعماال، األخسرين من نكون األمر يزال وال المسلمين، ديار بعض في لنا حصل مرشحا

للتكرار.

توفر من بد ال المعاصر، السياسي واقعنا نفقه ولكياثنين: أمرين

العقيدة، علوم أولها اإلسالمية، الشريعة بأحكام العمل النفس، لتزكية األخالقية والقيم الخمسة، اإلسالم فأركانوغيرها. والرحمة، والعفاف واألمانة والصدق كالعدل

والخداع. التضليل عن بعيدة صحيحة، معرفة الواقع معرفة

ذات الموضوعات بعض ببيان اكتفت الدراسة هذه فإن لذا إلى الرجوع للقارىء وتركتs الشرعية، السياسة بفقه العالقةtر لمن الستدراكه العلم هذا مظانtبه. اإلحاطة في قص

أعني ـ والدمار الخطر مصدر عن الدراسة كشفت ثم أخطر عن كذلك وكشفت اإلسالمية، األمة أصاب الذي ـ اليهودية المعاصر، واقعنا في أجمع والعالم أمتنا به ابتليت التي أذرعها بل نراه، وال به نشعر ال ونحن مكان، كل في يقتلنا يزال ال والذي جرائمه جميع نسبنا حين ذلك، من أسوء هو ما إلى األمر بنا ذهب األول العدو هذا وتركنا الغير هذا محاربة إلى فتوجهنا غيره، إلى

من اآلالف بمئات مقدساتنا ويهدم ديننا، في يحاربنا واألخطر بعشرات أرضنا ويحتل الماليين، بمئات دماءنا ويسفك المساجد،

بالدنا ثروات وينهب المربعة، الكيلومترات من الماليين هذا بتجاهل البعض يكتف لم بل أعراضنا، وينتهك بالمليارات،

الخطر اعتبار مع – المتواصل الداهم الشرقي االشتراكي الخطر ولم المصالح، التقاء بحجة معه التحالف إلى ذهبوا بل- الغربي

9

Page 6: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

النتيجة فكانت موهومة، مزورة مصالح أنها يدروا على دمارا دمار، خراب، على وخرابا الجهاد. باسم األرض في وإفسادا

صفحاته، في القليل البحث هذا أفكار صيغت ولغيره، لهذا من يشاء من به يهدي أن تعالى الله عسى أهميته في الكبيرعباده.

العالمين. رب لله والحمد

كتبه:

الصوص الرحيم عبد عدنان

2006 عام من تموز شهر

10

Page 7: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

11

Page 8: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

أصولية تعريفات

السياسي الفقه قواعد تعريف

7واألساس. : هيلغة7 القاعدة كلي : حكماصطالحاwrعرف أكثرها، أو جزئياته جميع على ينطبق منه. أحكامها لت

الفقه في العامة المبادىء هي:الفقهية القاعدة تتضمن التي اإلسالمي الوقائع على تنطبق عامة شرعية أحكاما.(2)موضوعها تحت تدخل التي والحوادث

في األصل)): الفقهية القواعد على األمثلة ومن .((بالشك يزول ال اليقين)). ((بمقاصدها األمور)). ((الحقيقة الكالم

المشقة)). ((الذمة براءة األصل)). ((النص مورد في اجتهاد ال)) تقدر الضرورة)). ((المحظورات تبيح الضرورات)). ((التيسير تجلب

جلب من أولى المفاسد درء)). ((ضرار وال ضرر ال)). ((بقدرهاوغيرها. ،((المصالح

الضرورية المصالح لتحقيق وrضwعتs العامة فالقواعد الفقه مباحث في نتوسع لن والتحسينية, ونحن والحاجية

أهمية على الضوء إلقاء أردنا ولكن البحث، هذا في السياسي، يسميه ما أو الشرعية، السياسة مجال في الفقهية القواعد هذه

الخاصة، مصادرها القواعد لهذه فإن السياسي، الفقه البعضrتب فقد الباب هذا في الكثير ك قديما . (3)وحديثا

:السياسي الفقه

األحكام تتناول التي الشرعية األحكام مجموعة هو)) الخارجية. وهذه والعالقات الدولة، وإدارة كالحكم، السياسية،

إلى باإلضافة اإلسالمي، الفقه مصادر من مستنبطة األحكام ال بما اإلسالمية الدولة عليها درجت التي والتقاليد األعراف

(4).((اإلسالمية والمبادىء يتنافى

tف عبدالوهاب األستاذ ويعرفه بقوله: خال

2.(90ص) زيدان، د. عبدالكريم ،((اإلسالمية الشريعة لدراسة المدخل))

،((الفروق)) للسيوطي، ،((والنظائر االشباه))المراجع: هذه من3 للشاطبي، ،((االعتصام))و القيم، البن ،((الموقعين إعالم)) للقرافي،وغيرها.

4 الطبعة ،(78ص: ) الفهداوي، د. خالد ،((اإلسالمي السياسي الفقه))

(.2003) ،األولى

12

Page 9: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

rبحث الشرعية السياسة علم إن)) tر عمtا فيه ي rدب شؤون فيه ت اإلسالم، وأصول تتفق التي والنظم القوانين من اإلسالمية الدول

((خاص دليل تدبر كل على يقم لم وإن(5.)

:السياسي العمل

التي السياسية واآلراء والمواقف النشاطات مجمل)) ((الحكم أو الدولة، تجاه الجماعات أو األفراد، يتبناها

(6).

: السياسي الفقه لقواعد الحاجة مدى

التشريع مصادر رأس هما والسنة الكتاب أن شك ال واألصول الضوابط توفر ضرورة في كذلك شك وال اإلسالمي،

وهذه التفصيلية، أدلتها من الشرعية األحكام الستنباط العامة الفقه أصول بكتب يعرف فيما بسطت قد واألصول القواعد

ليستقيم مظانها في إليها يرجع أن العلم طالب اإلسالمي. وعلى بصدد نحن الذي الشرعية السياسة فقه ومنه لديه، الفقه أمر

المعاصر. وفقهه مباحثه بعض دراسة

مرتبطة اإلسالمي السياسي الفقه فقواعد)) t ارتباطا وثيقا المرسلة العامة. والمصالح وأهدافها الشريعة مقاصد بتحقيق

ـ تدخل المنضبطة الشرعية األحكام تلقي مصادر في ـ ضمنا((كلية بقواعد

(7).

الواقع، بخالف فهمه أو الفقه، بهذا التفريط خطر ولبيان لذلك نضرب مثاال واقعيا: وآخر نظريا

:السياسي الفقه أهمية على النظري المثال

والثاني )س(، األول للمسلمين، عدوين وجود فرضنا لو من وللمسلمين، لإلسالم عداء )س( أشد العدو وكان )ص(، لظرف مtا جهة استطاعت لو أضعاف. ولكن )ص( بعشرة العدو

tر أن الظروف، من rغي إلى ننظر فأصبحنا لدينا، الحقيقة هذه ت العدو من علينا واألخطر األكبر العدو أنه )ص( على الثانوي العدو

ذلك؟ على سيترتب كثيرة. ماذا )س( أضعافا

السلفية، المطبعة (،21ص) ،((الدولة ونظام الشرعية السياسة)) 5 د. خالد ،((اإلسالمي السياسي الفقه)) كتاب هـ. عن1350 القاهرة،

. (78ص) الفهداوي،(.78)ص ،السابق المرجع6(.78) ،السابق المرجع7

13

Page 10: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

أو الوهمي العدو لمحاربة طاقاتنا جميع سنوجه أننا شك ال نشعر ولن بنا، يفتك األكبر الحقيقي العدو ونترك )ص(، الثانويtلون بأننا األكبر الخطر نتجاهل ونحن أبدا. ألننا مخدوعون أو مrضل غير على أننا نحسب وال للواقع، وفهمنا تصوراتنا بصحة نعتقد استمرت إذا اإلسالمية باألمة سيحل ما تتصور أن البتة. ولك هدى الحقيقة قلب الذي السياسي التضليل من الحالة هذه على

الطاقة. واستنزف

إذا فكيف األعداء، تصنيف في الخطأ تصوراتنا نتيجة هذه والمنكر منكرا المعروف نرى فأصبحنا سوءا، بنا األمر ازداد

األيام؟ هذه معنا حاصل هو كما معروفا

منكرا المعروف فيها نرى التي الحالة هذه أمثلة ومن السنوات زمن × في النبي عنه أخبر ما معروفا، والمنكر

rصدtق التي الخداعة، rكذtب الكاذب فيها ي rخوtنr الصادق، وي فيها ويrؤتمن األمين عن نتجت إنما الخداعة المظاهر الخائن. وهذه وي بعكسه مشبوهة جهات وقيام السياسي، الواقع فقه في الجهل

فتنبه. المسلمين، لدى

:السياسي الفقه أهمية على الواقعي المثال

في المسلمين وقوع على دلt قديم واقعي مثال وهذا والمنكر منكرا المعروف رأوا حين السياسي، التضليل حبائل

وخونوا الخونة، وأتمنوا الصادقين، وكذtبوا الكذبة، فصدقوا معروفا،الأمناء.

زمن في الهجرة من الرابع القرن في المثال هذا كان العبيدية الفاطمية الدولة وطدت أن فبعدالعباسية. الخالفة

المهدي عبيدالله بعث)) العربي، المغرب بالد في أركانها الشيعية الرغم مرة. وعلى من أكثر مصر، الفتتاح جيوشه خلفائهم أول المصرية المدن بعض على م(،914هـ-302) سنة استيالئها من

أمام أعقابها على ارتدت أنها إال والفيوم، واالسكندرية كبرقة((العباسية الخالفة وجند المصرية المقاومة

الدولة عهد في(8) الفاطمية الجيوش م( أعادت944هـ-332) سنة اإلخشيدية. وفي

دtتs ولكنها االسكندرية، على االستيالء rأخرى. مرة ر

8 عنان، الله عبد لمحمد ،((الفاطمية الدعوة وأسرار الله بأمر الحاكم))

. بتصرف.1983 ،3ط/ (،22-18 )ص

14

Page 11: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

العسكرية القوة به منيت الذي المتكرر الفشل هذا وبعد))] اعتمد العباسية، الخالفة وجند المصرية المقاومة أمام الفاطمية،

التحريضية الدعاية أسلوب على مصر إلسقاط الفاطمي المعز((الفاطمي بالفتح ويبشرون خفية، دعوته يبثون دعاة)) خالل من

(9) .

جو في عقود لعدة المشبوهة الدعوات هذه واستمرت الدولة حكم أواخر في واالضطراب والفوضى بالخالفات مشحون

والة على ينقم المصري الشعب فأخذ مصر، في اإلخشيدية الشأن ذوي إلى العباسية للخالفة المعارضة وصلت حتى أمره،

الذين هم الجند أولئك من فريق كان فقد والجند، الزعماء من المصري الشعب سخط مصر. وازداد غزو إلى الفاطميين دعوا اسمه خصي، أسود مصر حكم تولى أن بعد أمره، والة على

)كافور(.

وغناها، بقوتها األنظار إليها تجلب الفاطمية الدولة وكانت لواء تحت االنضواء يؤثر المصري الشعب سواد فأصبح

االستمرار على الفاطمية(، )الدولة فتية، قوية دولة التي واالجتماعية السياسية الفوضى هذه معاناة في

إلى مقدمهم حين الفاطميون ألفى مصر. وهكذا بالد سادت مصر، جوا خير على المنشود الفتح بتحقيق يبشر ممهدا

منتصف في مصر بالد على السيطرة لهم أهـ. فتم(10 )[((الوجوههـ.358 سنة شعبان

الأرجح على يعود الشيعة الفاطميين نسب أن علمت فإذا الغثائية درجة مدى أدركت المجوس، إلى وليس ،(11)اليهود إلى حيث مصر، بالد في المسلمة الغافلة الشعوب بها تتسم كانت التي

عقولهم، في سمومها تنفث أن اليهودية الجاسوسية استطاعت إلى ينظرون فجعلتهم المغرضة، الدعاية أنواع شتى مستخدمة

(.29)ص السابق، المصدر9 العديد على المؤلف اعتمد بتصرف. وقد (،29-1)ص السابق، المصدر10

-2/126) للمقريزي،((الخطط))منها: كتاب: التاريخية، المراجع من جوهر، القائد ترجمة في خلكان البن((األعيان وفيات))(. وكتاب: 127

(.147-146 )ص((الحنفاء اتعاظ))(. وكتاب: 3/440) (. وانظر1/148)_ ،بردي تغري ابن((والقاهرة مصر ملوك في الزاهرة النجوم)) كتاب:11

وكتاب:.(3/82) ،خلكان ابنل ((األعيان وفيات))(. وكتاب: 4/75-76 سير)) وكتاب: (.231-5/230) الحموي، لياقوت ((البلدان معجم))

(.142- 15/141) للذهبي،((النبالء أعالم

15

Page 12: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الخونة. وائتمنوا الكذبة، فصدقوا الإعجاب، بروح الفاطمية الدولة الخالفة دولة في الأمر والة الأمناء وخونوا الصادقين، وكذtبوا

إلى وانضموا أمورهم، والة وعلى عليها تآمروا بل العباسية، الكذبة بنصر وفرحوا بها رحبوا بل لإسقاطها، اليهودية السياسة

السياسي والتضليل الوعي، عدم نتيجة كانت فماذا عليها، الخونةبه؟ أصيبوا الذي

الخمس الضرورات أصاب الذي الشامل الدمار النتيجة كانت وأباحوا ،الحدود الفاطميون عطل فقد الإنسانية، للحياة

،السلف ولعنوا ،الأنبياء واgوسب ،الدماء وسفكوا ،الفروج. (12))التأميم( الأمالك واصادر. والربوبية عواgواد

ذرع[ا7، بهم ضاقوا أمرهم حقيق[ة الناس علم فلما العصر علم[اء فيهم أصدر حتى ولعنوهم، وسبgوه[م

حقيقة لهم وتبين شرهم ومن منهم تحذر فت[وى العام[[ة، من لغيرهم وال العلماء لهؤال ك[ان وما أمرهم،

لو ابتداء7، الكاذب[ة الباطني[[ة الدع[وة بهذه يخدعوا أن بهذه رحب[[وا ولما ومذهبها، عقائده[ا درس[وا أنهم

. بالدهم ف[[ي الباطني[ة الدول[ة

من سنة وأربعين أربع بعد فيهم، العصر علماء حكم هو هذاو:يقولف بردي تغري ابن لنا ينقله مصر، لبالد احتاللهم

على منصور الحاكم والية من عشرة السادسة السنة)) كتب الآخر ربيع شهر في فيها وأربعمائة، اثنتين سنة وهي: مصر

المصريين الخلفاء معنى في محضرا العباسي القادر الخليفة فيها وأخذت ،ببغداد النسخ وقرئت وعقائدهم أنسابهم في والقدح بمعرفة العلم من عندهم بما والأشراف والأئمة القضاة خطوط

سعيد بن ديصان إلى منسوبون قالوا: وهم الديصانية، نسب إلى بها يتقربون شهادة الشياطين ونطف الكافرين إخوان الخرمي

للناس ينشروه أن العلماء على الله أوجب ما ومعتقدين الله الملقب نزار بن منصور وهو بمصر الناجم أن جميعا فشهدوا بن معد ابن:والنكال والخزي بالبوار عليه الله حكم ،بالحاكم

صار لما فإنه.الله أسعده ال ،سعيد بن الرحمن عبد بن إسماعيل من تقدمه ومن هو بالمهدي وتلقب الله بعبيد تسمى المغرب إلى

واالعتبار المواعظ أو الخطط))كتاب: في ذكرت األمالك مصادرة12 يحي تاريخ)) وكتاب: (.3/23) ، للمقريزي((واآلثار الخطط بذكر

(.206)ص ،((االنطاكي

16

Page 13: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

،أدعياء ،اللعنة وعليهم عليه ،الأنجاس الأرجاس سلفه ذلك وأن ،طالب أبي بن علي ولد في لهم نسب ال ،خوارج

عن توقف الطالبيين من أحدا أن يعلمون ال وأنهم ،وزور ،باطل الإنكار هذا كان وقد.أدعياء نهمأ الخوارج هؤالء في القول إطالق من يمنع انتشارا منتشرا ،بالمغرب أمرهم أول في بالحرمين شائعا

هذا وأن ،تصديقهم إلى وهم يذهب أو ،كذبهم أحد على يدلس أن الثنوية ولمذهب زنادقة فجار وفساق كفار ،وسلفه هو بمصر الناجم

،الفروج وأباحوا ،الحدود عطلوا قد ،معتقدون والمجوسية وادعوا ،السلف ولعنوا ،الأنبياء وسبوا ،الدماء وسفكوا.الربوبية

شهر في حرر الذي المذكور المحضر في كثير خلق وكتب:منهم وأربعمائة اثنتين سنة الآخر ربيع

،الموسوي الأزرق وابن ،أخوه والمرتضى ،الرضي الشريف أبو والقاضي ،العلويون يعلى أبي بن عمر بن محمد بن ومحمد والإمام ،الجزري القاسم أبو والقاضي ،الأكفاني بن الله عبد محمد

أبو والفقيه ،الكشفلي محمد أبو والفقيه ،الإسفرايني حامد أبو وأبو ،حمكان بن علي أبو والفقيه ،الحنفي القدوري الحسين أمر انتهى.الصيمري الله عبد أبو والقاضي ،التنوخي القاسم

أعين في وهان قيامته قامت الحاكم بلغ باختصار. فلما المحضر.(13)المحضر في الأعالم العلماء هؤالء لكتابة الناس

وفي ترجمة ابن الشواء، أورد كمال الدين عمر بن أبيجرادة أنشودة له، يصف فيها تمكن اليهود في عصره:

قد انــالزم هذا يهودبلغوا

دــوق آمالهم غايةكواـمل

الـــوالم فيهم العزعندهم

ارــالمستش ومنهم والملك

قد مصر أهل يالكم نصحت

تهود قد تهودوا((الفلك

(14)

انتقام مشهد عنان، عبدالله محمد ستاذأال لنا صور وقد بها، خrدwعوا التي الفاطمية الدولة من الساخط وجيشه مصر شعب

13.(231-229 /4) ((الزاهرة النجوم))

141988 ط/، (،697 -2/696) ،((حلب تاريخ في الطلب بغية))

17

Page 14: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الفساد، أرضهم في وعاثت عقولهم، في لعبت طالما والتي كتابه: ( من210-209) صفحة في والنار، بالحديد وحكمتهم

نهاية . فكانت((الفاطمية الدعوة وأسرار الله بأمر الحاكم))(هـ. 411) سنة في دولتهم

هي تكن ولم منها، لدغنا التي المرtة التجارب إحدى هذه الجحر نفس من نلدغ زلنا فال قطعا، الأخيرة وليست أبدا، الأولى

متعددة، وأشكال بصور الزمن مع المتطورة بأساليبه اليهوديواحدة. وحقيقته

:السياسي واقعنا لفقه الضرورية األسس

السياسي الفقه ينبثق اإلسالمية، العقيدة من أساسا التعبدية، بالشعائر ومعززا النبيلة. وهو واألخالق بالقيم ومؤيدا

المصالح لجلب الضرورية األسس من مجموعة على يقوم بعضها يعتمد األسس وهذه وتقليلها، المفاسد ودرء وتكثيرها،

وهي: بعض على

الواق[[[ع 7: فقه أوال

الموازنات ثانيا7: فقه

األولويات ثالثا7: فقه

التغيير رابعا7: فقه

18

Page 15: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الواقع أوال7: فقه

:تعريفات

: لغة الفقه

�الفهم. مطلق ال وا ع�ي�ب ي�ا ق� ا ش ه م� ق� ا ن�ف� ا ك�ث�ير7 م� zول م ت�ق :نفهم أي: ال ، [91]هود × الرسول دعاء ومن تقول، مما كثيرا

((التأويل وعلمه الدين، في فقهه اللهم)): عباس البن . أي:(15)

معناه. فهمه

: الواقع

الفطرة ومنها الكونية، والسنن الحقائق مجموعة هو إلى تتحول. يضاف وال تتبدل أي: ال محكمة، وكلها اإلنسانية،

حوادث. من يحدث ما كل كذلك الواقع

:الواقع فقه

والفطر الكونية، والسنن الحقائق ومعرفة فهم هو المعاصر الواقع مواكبة في يقينية. لتساهم معرفة اإلنسانية، إلى دعت اإلسالمية الشريعة أن إذ وجه، أكمل على ومعايشته

مخاطرها، من والحذر منها، لإلفادة الكونية السنن مع التفاعلعنها. بالخروج المسلم يعذر ال التي واألصول الثوابت، ضمن

:الواقع فقه أهمية

المتفرد هو بل شيء، كل خالق وتعالى سبحانه الله تعالى الله اءتــش فقد يفعل، عما يسأل وال غيره، دون بالخلق

فيهما بث وما وسماوات أرض من فيه بما الكون هذا يخلق أنل�ق آي�ات�ه� و�م�ن�الى: ــتع قال دابة، من او�ات� خ� م� الس�

ض� ر�� ا و�األ� ا ب�ث� و�م� م� يه� وقال.[29]الشورى: د�اب�ة0 م�ن ف�

ب�ك م إ�ن� تعالى: ل�ق� ال�ذ�ي اللgه ر� او�ات� خ� م� ض� الس� ر� و�األ�

ت�ة� ف�ي �ي�ام0 س� ت�و�ى ث م� أ ش� ع�ل�ى اس� الل�ي�ل� ي غ�ش�ي ال�ع�ر�ار� ث�يث7ا ي�ط�ل ب ه الن�ه� م�س� ح� ر� و�الش� م� ال�ق� وم� و� الن�ج و�

ات0 ر� خ� ه� م س� ر� م�� ب�أ� �ال ل�ق ل�ه أ ر ال�خ� ك� و�األ�م� ب� اللgه ت�ب�ار� ر�

تعالى: قوله تفسير في القرطبي . قال[54]األعراف: ال�ع�ال�م�ين�

.عليه متفق15

19

Page 16: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

(� �ال ل�ق ل�ه أ ر ال�خ� في الله مسألتان: األولى: صدق (: فيهو�األ�م�أحب. بما وأمرهم خلقهم األمر وله الخلق فله خبره

�تعالى: ) قوله تفسير في كثير ابن وقال �ال ل�ق ل�ه أ ال�خ�ر والتصرف. الملك ( أي:لهو�األ�م�

نتيجة وهو وأحياء، جمادات من فيه بما الكون فالخلق: هواتعالى: قوله في فكان. كما يكون، بأن تعالى الله ألمر �ن�م� إ

ل ن�ا و� ء0 ق� ي� �ذ�ا ل�ش� د�ن�اه إ ر�� ول� أ�ن أ ي�ك ون ك ن ل�ه ن�ق ف�

الواقع( الكوني. يسمى: )فقه النوع هذا . وفقه[40]النحل:

أحوال: عدة على واألمر

كما واألحياء، الجمادات خلق بها التي وكلمته تعالى الله أمر اتعالى: قوله في �ن�م� ل ن�ا إ و� ء0 ق� ي� �ذ�ا ل�ش� د�ن�اه إ ر�

� أ�ن أول� ي�ك ون ك ن ل�ه ن�ق ا. [40]النحل: ف� �ن�م� ه إ ر م�

�ذ�ا أ� اد� إ ر�� أ

ي�ئ7ا ول� أ�ن� ش� ي�ك ون ك ن� ل�ه ي�ق من النوع . وهذا[82]يس: ف� الواقع( )فقه بـ كذلك يسمى المخلوقات، بإيجاد المتعلق األمر

الكوني.

وأحياء: جمادات من فيه بما الكون لتدبير تعالى الله أمر ن��إ ب�ك م ل�ق� ال�ذ�ي اللgه ر� او�ات� خ� م� ض� الس� ر�

ت�ة� ف�ي و�األ� س�

�ي�ام0 ت�و�ى ث م� أ ش� ع�ل�ى اس� ر� ي د�بzر ال�ع�ر� ا األ�م� م�ن م�

يع0 ف� � ش� �ال �ذ�ن�ه� ب�ع�د� م�ن إ ب�ك م� اللgه ذ�ل�ك م إ اع�ب د وه ر� ف�ال� ون� أ�ف� م�. [3]يونس: ت�ذ�ك�ر أ�ق� ك� ف� ه� ا ل�لدzين� و�ج� ن�يف7 ح�

ة� ا الن�اس� ف�ط�ر� ال�ت�ي الل�ه� ف�ط�ر� ل�ق� ت�ب�د�يل� ال� ع�ل�ي�ه� ل�خ�يzم الدzين ذ�ل�ك� الل�ه� ل�ك�ن� ال�ق� �ك�ث�ر� و� ي�ع�ل�م ون� ال� الن�اس� أ

:الله فطر التي الكونية السنن هو األمر . وهذا[30]الروم حول األرض عليها. كدوران واألحياء الجمادات تعالى

الجمادات. في الكون وتوسع الغيث، وإنزال الشمس، والصحة والنوم، والمشرب، والمأكل التكاثر، وكغريزة

النوع وأمثالهم. وهذا البشر من األحياء في والتدين والمرض،الواقع( الكوني. )فقه بـ كذلك يسمى

وعبادته: بطاعته والجن اإلنس ومنهم األحياء، تعالى الله أمر ا ت و�م� ل�ق� ن� خ� �نس� ال�ج� �ال� و�اإل� .[56]الذاريات: ل�ي�ع�ب د ون� إا ل�ت م� م� ق � ل�ه �ال ا إ ت�ن�ي م� ر� م�

ن� ب�ه� أ�� أ� بzي اللgه� اع�ب د وا ر�

ب�ك م� ر� ا ي�ا. [117]المائدة:{ و� �ي�ه� � الن�اس أ ب�ك م اع�ب د وا ر�

20

Page 17: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ك م� ال�ذ�ي ل�ق� ال�ذ�ين� خ� ب�ل�ك م� م�ن و� ون� ل�ع�ل�ك م� ق� ت�ت�ق به الله تعبد الذي الشرعي، األمر هو األمر، . وهذا[21]البقرة: ما والكتب, وهو الشرائع وأنزل ، الرسل لغايته فأرسل عباده،الشرع(. )فقه بـ يسمى

tتان هما إذن ن r(الواقع فقهالكونية) حاكمتان: السنة س ثم ابتداء7، الخلق إيجاد من الله أمر عن نتج ماب المتعلق

حوادث. والسنة من لهم يحدث وما ومعاشهم، شؤونهم تدبير بالطاعة لعباده الله بأمر المتعلق(الشرع فقه) الشرعية يحيى والترك. فلكي بالفعل المتعلقة أوامره وهي والعبادة، يعمل ثم السنتين، هاتين يعلم أن عليه الطيبة الحياة اإلنسان

في ظن أو تجاهلها أو أحداهما معرفة في فرط بمقتضاهما. ومن السبيل سواء ضل ومن السبيل، سواء ضل فقد معرفتها نفسه

ومن خوف، إلى أمن ومن نقمة، إلى نعمة حياته: من انقلبتشر. إلى خير ومن وفقر، جوع إلى الرزق في سعة

ض� و�م�ن�تعالى: قال إ�ن� ذ�ك�ر�ي ع�ن أ�ع�ر� ل�ه ف�ة7 ع�يش� نك7ا م� ه ض� ر ش ن�ح� ة� ي�و�م� و� ي�ام� .[124]طه: أ�ع�م�ى ال�ق�

ا ي�ا: تعالى قوله في مبين األمر وهذا �ي�ه� ن وا ال�ذ�ين� أ وا آم� ات�ق ول وا الل�ه� ال7 و�ق و� د�يد7ا ق� ل�ح�* س� ال�ك م� ل�ك م� ي ص� ر� أ�ع�م� ي�غ�ف� و�ول�ه الل�ه� ي ط�ع� و�م�ن ذ ن وب�ك م� ل�ك م� س د� و�ر� ق� از� ف� ا ف� و�ز7 ف�

ا إلى )الصادق( بحاجة السديد . فالقول[71-70]األحزاب: ع�ظ�يم7 في الواردة الثمرات على نحصل ولكي الواقع، معرفة في سداداثنين: أمرين اجتماع من بد ال الكريمة، اآلية

والشرع. الواقعأي: واألمر، الخلق معرفة

المعرفة. تلك مقتضى هي التي التقوى

مهمتانواألمر( )الخلق الحاكمتان السنتان وهاتان العلم ألهل وخاصة األعمال، ثم ومن األحكام إلصدار ومطلوبتان

الحاكمين. والرعاة والقضاة المفتين

والمفتي الحاكم تمكن)) :عنوان تحت القيم ابن قال:((الفهم من بنوعين

بالحق والحكم الفتوى من الحاكم وال المفتي يتمكن وال)) واستنباط ،فيه والفقه الواقع فهم:همااحدإ :الفهم من بنوعين إال

21

Page 18: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

به يحيط حتى والعالمات واألمارات بالقرائن وقع ما حقيقة علم .علما

الله حكم فهم وهو ،الواقع في الواجب الثاني: فهم والنوع ثم ،الواقع هذا في رسوله لسان على أو ،كتابه في به حكم الذي

في وسعه واستفرغ جهده بذل فمن.اآلخر على أحدهما يطبق أو أجرين يعدم لم ذلك بمعرفة يتوصل فالعالم: من .أجرا

كما ، ورسوله الله حكم معرفة إلى فيه والتفقه الواقع براءته معرفة إلى دبر من القميص بشق يوسف شاهد توصل

بقوله: وسلم عليه الله صلى سليمان توصل وكما.وصدقه((..األم عين معرفة إلى ،بينكما الولد أشق حتى بالسكين ائتوني

. أهـ(16)

الجنة في واحد:ثالثة القضاة))×: الله رسول قال اولهذ فقضى الحق عرف فرجل الجنة في الذي فأما ،النار في واثنان

النار. ورجل في فهو الحكم في فجار الحق عرف به. ورجل((النار في فهو جهل على للناس قضى

(17.)

من محذرا الزرعي، أيوب بن القيم( محمد )ابن ويقولوالشريعة: الواقع معرفة في التقصير تبعات

ومعترك ضنك مقام وهو ،أقدام ةمزل موضع هذا...)) وجرؤوا الحقوق وضيعوا الحدود فعطلوا طائفة فيه رtطصعب. ف

بها تقوم ال قاصرة الشريعة وجعلوا الفساد على الفجور أهل طرق من عديدة طرقا نفوسهم على وسدوا العباد، مصالح وعلم قطعا علمهم مع عطلوها بل الباطل، من الحق معرفة حق أدلة بأنها غيرهم والذي .الشرع لقواعد منافاتها منهم ظنا ،الشريعة معرفة في تقصير نوع ذلك لهم أوجب

.اآلخر على أحدهما وتنزيل الواقع، معرفة في وتقصير بشيء إال أمرهم يستقيم ال الناس وأن ذلك األمر والة رأى فلما قوانين لهم أحدثوا الشريعة، من هؤالء فهمه ما على زائد

في أولئك تقصير من فتولد العالم، أمر بها ينتظم سياسية طويل شر سياستهم، أوضاع من أحدثوه ما وإحداث الشريعة

استدراكه. وتعذر األمر وتفاقم عريض، وفساد

16(.88- 1/87) ((الموقعين إعالم))

لباني.أال الشيخ وصححه والترمذي ماجة وابن داود، بوأ رواه17

22

Page 19: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الله حكم ينافى ما منه فسوغت أخرى طائفة وأفرطت بعث ما معرفة في تقصيرها من أتيت الطائفتين وكال ورسوله،

الناس ليقوم كتبه وأنزل رسله أرسل الله فإن رسوله به الله فإذا واألرض، السماوات قامت به الذي العدل وهو بالقسط، فثم كان طريق بأي وجهه وتبين العدل أمارات ظهرت

وأدلته العدل طرق يحصر لم تعالى والله ،ودينه الله شرع أو مثلها هي التي الطرق من غيرها ونفي شيء، في وعالماته

إقامة مقصوده أن الطرق من شرعه ما بين بل منها، أقوى العدل بها استخرج طريق فأي بالقسط، الناس وقيام العدل،

تقول: فال له، مخالفة إنها يقال ال الدين، من فهي والقسط، بل الشرع به نطق لما مخالفة العادلة السياسة إن

نسميها . ونحنأجزائه من جزء هي بل به جاء لما موافقة((حق شرع هي وإنما لمصطلحكم تبعا سياسة

(18).

:الواقع معرفة مصادر

وما والتصورات االعتقاد لصحة معتبر الواقع فقه أن بما األعمال. في وصواب األقوال في صدق من ذلك على يترتب وأول المعتبرة، الصادقة مصادره من الفقه هذا أخذ الواجب فمن يأتيه ال الذي الكريم القرآن بشقيه الوحي صدقا المصادر هذه

وهما الصحيحة، النبوية والسنة خلفه، من وال يديه بين من الباطل جهة من ذلك كان سواء الصالحة، الكريمة البشرية للحياة منهج بالكون، عالقته أم بالعبد، العبد عالقة أم بخالقه، العبد عالقة الوحي ترك فقد ذلك من الرغم وعلى وخاصة الواقع، من أمورا الناس لتقدير بالكون عالقته أو بالعبد العبد بعالقة يتعلق فيما

ضرورة على القرآن أكد ها. فقدائقحق معرفة إلى للوصول ي�اتعالى: قال بها، األخذ أو ردها قبل الفساق أخبار عن التحري

ا �ي�ه� ن وا ال�ذ�ين� أ اءك م� إ�ن آم� ق� ج� اس� 0 ف� ت�ب�ي�ن وا ب�ن�ب�أ أ�ن ف�يب وا ا ت ص� و�م7 ال�ة0 ق� ه� وا ب�ج� ب�ح ت ص� ا ع�ل�ى ف� ع�ل�ت م� م� ين� ف� ن�اد�م�

:[6]الحجرات .

مع متطور وهو وأساليبه، ومصادره طرقه له التحري وهذا فترك المنظم، الجاسوسي والعمل الدجل أساليب لتطور الزمن.موألفهامه للناس أمره

18للنشر. الباز دار المكرمة، مكة ،1ط/ (،676-3/674 )((الفوائد بدائع))

23

Page 20: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

أدب إلى تعالى الله أرشدنا فقد بالكون، العبد عالقة وفي �ل ون�ك�تعالى: قوله في كما الوحي مع التعامل في آخر أ ي�س�

ل�ة� ع�ن� ل� األه� و�اق�يت ه�ي� ق جz ل�لن�اس� م� ال�ح� ل�ي�س� و� ال�ب�ر� و�� ب�أ�ن� ا �ت و� ا م�ن ال�ب ي وت� ت�أ ور�ه� ل�ك�ن� ظ ه ن� ال�ب�ر� و� ات�ق�ى م�

� �ت وا أ ن� ال�ب ي وت� و� ا م� اب�ه� �ب�و� � أ وا ات�ق ون� ل�ع�ل�ك م� اللgه� و� ل�ح ت ف�. [189]البقرة:

tة، × عن الرسول وسألوا قوم جاء فقد فأجابهم األهل قصدهم عليهم ردt ثم فقط، والحج بالمواقيت بعالقتها الوحي

خصائصهو القمر كطبيعة ذلك، وراء ما معرفة منه أرادوا الذيل�ي�س� فقال: الوحي، خالل من ومكوناته � ب�أ�ن� ال�ب�ر� و� ا �ت و� ت�أا م�ن ال�ب ي وت� ور�ه� القمر حقيقة لمعرفة أمرهم بل ،ظ ه المتخصصين، العلم أي: أهل أبوابها، من البيوت يأتوا بأن الكونية

�: تعالى قال �ت وا أ ن� ال�ب ي وت� و� ا م� اب�ه� �ب�و� الكريم القرآن ألن ،أ عن الكونية والسنن العلمية الحقائق كل بيان إلى يتطرق لم

األمر الحتاج ذلك قصد ولو ذلك، على يدل ما فيه كان إن الكون معرفة أمر فردt الكريم، القرآن آيات عدد أضعاف أضعاف إلى�واالختصاص: والعلم أهل إلى ذلك �ت وا أ ن� ال�ب ي وت� و� م�

ا اب�ه� �ب�و� م�تعالى: قال . ولذاأ ن ر�يه� اق� ف�ي آي�ات�ن�ا س� ف� اآل�م� و�ف�ي ه� س� ت�ى أ�نف م� ي�ت�ب�ي�ن� ح� �ن�ه ل�ه ق� أ ل�م� ال�ح� و�

� ي�ك�ف� أبzك� �ن�ه ب�ر� ء0 ك لz ع�ل�ى أ ي� يد� ش� ه� بالعلم . أي[53]فصلت: ش�

والتنقيب. بالبحث

اتعالى: بقوله ،همبعض يحتج وقد ط�ن�ا م� ر� ف�ي ف�ء0 م�ن الك�ت�اب� ي� خالل من كله الواقع لفهم.[38]األنعام: ش�

مرادهم، على تدل ال اآلية فقط. وهذه والسنة الوحي: القرآن المحفوظ. قال اللوح أو الكتاب، أم بالكتاب: هو فالمقصود

قد إال شيئا تركنا ما)) :عباس ابن عن بسنده تفسيرها في الطبري اللوح في أي))القرطبي: وقال .((الكتاب أم في كتبناه

×: الرسول قول التأويل هذا صحة على يدل . ومما((المحفوظ له: اكتب. قال: ما فقال القلم، الله خلق ما أول إن))

((األبد إلى كائن هو وما كان ما القدر قال: اكتب أكتب(19) .

الشيخ الصامت. تحقيق بن عبادة : )ت( عن السيوطي تخريج19.((الجامع صحيح)) في(2017)رقم: حديث األلباني: )صحيح( انظر

24

Page 21: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ليست الكون، هذا لواقع العبد معرفة أن على األدلة ومن بأمر أعلم أنتم)) ×: الله رسول قول فقط، بالوحي محصورة((دنياكم

(20) .

:بتمامه الحديث نصو

لم لو:فقال يلقحون بقوم g× مر النبي أن)) ما:فقال بهم فمر 7شيصا فخرج:قال لصلح تفعلوا بأمر أعلم أنتم:قال وكذا كذا قلت:قالوا لنخلكم((دنياكم

(21) .

الرياح: وظائف إحدى إلى أشار قد الكريم القرآن أن مع تعالى: قوله في كما النباتات، أزهار تلقيح أي )التلقيح(،

ل�ن�ا س� ر�أ� ي�اح� و� zح� الر الكونية السنة هذه . لكن[22]الحجر: ل�و�اق�

والتجربة. الخبرة: الدراسة من ذلك لمrوع النخل، لتأبير تصلح ال

يتعلق ما ةمعرف في الوحي على االعتماد فإن وعليه المتفجرات صناعة أو الرياضيات أو الكيمياء أو الفيزياء قوانينب

ال الذي الجهل من يعتبر ذلك وغير والكهرباء النووية والقنابل واألحزاب الفرق أخبار كذلك ذلك في ويدخل عاقل، به يقول

الدول وأخبار فيه اختلفت وما عليه، اتفقت وما والمذاهبواألفراد. والساسة والرؤساء واألمراء والملوك

أنتم)) ×: الرسول قول البعض يحمل أن المؤسف ومن واضح، تعطيل ففيه المؤمن، فراسة على((دنياكم بأمر أعلم

الكون!!! هذا أسرار الكتشاف العلمي البحث لمادة قتل بل

:الواقع لفهم مهمة أمور

:الحقيقة معرفة في الناس )أ( أصناف

أربعة على الواقع وفهم الحقيقة معرفة في الناس يختلف:أصناف

طريق عن الحقيقة معرفة يريد من: األول الصنف لطول ما شخصا يمتدح كأن فقط، الخارجي الشكل في النظر إحدى هذه كانت وإن المتواضع، للباسه أو لعمامته، أو لحيته،

معرفة الشخص واقع لمعرفة تكفي ال أنها إال الصالح، إشارات األلباني: الشيخ وعائشة. تحقيق أنس )م( عن السيوطي: تخريج20

. ((الجامع صحيح)) في(1488 )رقم: حديث )صحيح( انظر(. 2363) رقمب مسلم21

25

Page 22: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الناس. أضل من الصنف يقينية. وهذا

طريق عن الحقيقة معرفة يريد : منالثاني الصنف إحدى هذه كانت وإن ،فقط الدعائية والتصريحات األقوال معرفة الشخص واقع لمعرفة تكفي ال أنها إال الصالح، إشارات

. يقينية

وقوع إلمكانية وذلك للتضليل، مrعرض� الصنف وهذان� الن�اس� و�م�ن�تعالى: قال الكذب، ول م� ن�ا ي�ق ب�الل�ه� آم�

ب�ال�ي�و�م� ر� و� خ� ا اآل� م� و�م� ن�ين� ه ؤ�م� تعالى: . وقال[8]البقرة: ب�م ن��و�م �ن� الن�اس ب ك� م� ل ه ي ع�ج� و� ي�اة� ف�ي ق� الد�ن�ي�ا ال�ح�

د ه� ي ش� ا ع�ل�ى الل�ه� و� ل�ب�ه� ف�ي م� و� ق� �ل�د� و�ه ام� أ ص� �ذ�ا*ال�خ� إ و�ع�ى ت�و�ل�ى ض� ف�ي س� ر�

� د� األ� س� ا ل�ي ف� يه� ل�ك� ف� ي ه� ث� و� ر� ال�ح�ل� الن�س� الل�ه و� ب� ال� و� اد� ي ح� س� .[205-204]البقرة: ال�ف�

طريق عن الحقيقة معرفة يريد : منلثالثا الصنف القوية، الصالح إشارات إحدى هذه كانت وإن فقط، األفعال رؤية

الصنف وهذا يقينية، معرفة الشخص واقع لمعرفة تكفي ال أنها إالصورتين: من كذلك، للتضليل مrعرض

نظرت فلو والجماعات، الجمعة يشهد الذي المنافق صورة به. خrدعت فقط، عمله ظاهر إلى

كقراءة والطاعات، األعمال بأفضل ولو المرائي صورة باطنه. ظاهره يخالف النوع فهذا والصدقة، والجهاد القرآن

فيه يخبرنا الذي ، هريرة أبي عن مسلم رواه الذي والحديث دليل أدل القيامة يوم النار فيهم تسعtر ثالثة أول عن× النبي بالنيات األعمال إنما)) ×: النبي ذلك. وقول صحة على

الله إلى هجرته كانت فمن نوى، ما امرئ لكل وإنما كانت ومن ورسوله، الله إلى فهجرته ورسوله

ما إلى فهجرته ينكحها امرأة أو يصيبها لدنيا هجرته.[وغيرهما ومسلم البخاري رواه] .((إليه هاجر

طريق عن الحقيقة معرفة يريد : منالرابع الصنف الله، بإذن يزل وال يضل ال الصنف فهذا والعقائد، األفكار قراءة

األدق هو األسلوب مرتين. وهذا واحد جحر من يلدغ والالناس. من كثير طيقهrي أو يستطيعه وال واألصوب،

26

Page 23: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ينذرون الواقع، في الفقهاء هم الصنف هذا وأصحاب بأيديهم ويأخذون أقوامهم قال والخديعة، الزلل مواطن عن بعيدا

ل�و�تعالى: د�وه و� ول� إ�ل�ى ر� س إ�ل�ى الر� و�ل�ي و�ر� أ �م� م� األ� ن�ه م�

ه ت�ن�ب�ط ون�ه ال�ذ�ين� ل�ع�ل�م� .. ي�س� م� ن�ه . [83]النساء: م�

الناس من الصنف هذا إلى الحاجة أمسt في ونحن ×: النبي عنها أخبر التي الخدtاعات السنوات زمن في وتكثيره،

فيها ي صدgق ،خداعات سنوات الناس على يأتي ثم)) ،ن[الخائ فيها ويؤتمن ،الصادق فيها وي كذgب ،الكاذب وما:ل[قي ،الرويبضة فيها وينطق ،األمين ا[فيه وي خوgن

((العامة أمر في يتكلم التافه ال: الرجل[ق ؟الرويبضة(22) .

وتصويب الحق، وإحقاق الصورة، بتصحيح أولئك يقوم كي الصادق ترى بأمة الحال فكيف األوضاع، والكاذب كاذبا ؟ صادقا

األمين ترى بأمة وكيف !؟ أمينا والخائن خائنا

22. هريرة أبي عن(4036 )رقم: ،((ةماج ابن صحيح))

27

Page 24: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ك�ها في وقعنا التي الخدع من أمثلة ر� :ش�

تمكن حتى باإلسالم، اليهودي أتاتورك كمال مصطفى تظاهر-1 عن عالنية تركيا وسلخ العثمانية، الدولة على القضاء من

منه واحترسوا جانبه، يأمنوا لم المسلمين أن فلو.(23)اإلسالم لدغوا مال سابقا يهوديا بصفته للمسلمين مخادعته الحتمال

هذه رأس الوسيلة. وعلى تبرر اليهود عند فالغاية جحره، منوالخديعة. المبرمج الكذب الوسائل

في لينين بقيادة واالشتراكيين اإلسالميين بين القديم التحالف-2 وبعد ،(24)الشيوعية البلشفية الثورة قبل النصرانية روسيا اإلسالمية الجمهوريات على الهجوم تم الثورة نجاح

الحتمال منه واحترسوا جانبه، يأمنوا لم أنهم فلوالمستقلة. جحره، من لدغوا مال شيوعيا بصفته للمسلمين مخادعته

هذه رأس وعلى الوسيلة، تبرر الشيوعية عند فالغايةوالخديعة. المبرمج الكذب الوسائل

إلى باالنضمام االشتراكي الناصر عبد جمال الرئيس قيام-3 ليقضي السلطة استالم من تمكن حتى المسلمين اإلخوان

في الثورة قيادة مجلس قرر فقد)) ،اإلسالمية الحركة على اإلخوان جماعة حل12/1/1954t في المنعقدة جلسته

((باإلنجليز واالتصال الحكم، نظام بقلب واتهمهم المسلمين،(25) .

جماعة في األحرار الضباط أحد حمودة محمد حسين يقول في الرئيسية الخلية كانت))الشأن: بهذا المسلمين اإلخوان من مكونة المسلحة القوات داخل المسلمين اإلخوان تنظيم الناصر عبد وجمال الرءوف عبد المنعم هم: عبد ضباط سبعة

وحسين الدين محي وخالد توفيق وسعد حسن الدين وكمال.((خليفة وصالح حمودة

محمود الصاغ اجتماعنا وحضر السبعة نحن التقينا))وقال: اجتماعاتنا وتكررت المسلمين، اإلخوان جماعة وكيل لبيب

23 ،85 ،75 ص) التل، الله عبد ،((اإلسالم معاقل في اليهودية األفعى))

90) . دار ،65 ص ،((الميزان في ماركسية أفكار)) كتابه في حجي طارق24

المعارف.الرئيسية. الصفحة ،1954 يناير15 الجمهوربة، جريدة25

28

Page 25: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

بالسيدة الرءوف عبد المنعم عبد منزل في أسبوع كل مرة اجتماعاتنا الناصر... وتكررت عبد جمال منزل وفي زينب،

-1944) الفترة طيلة أبدا تنقطع ولم األسبوعية((اشهر وأربعة سنوات ( أربع1948

(26) .

الناصر عبد جمال أن يعلمون ونالمسلم اإلخوان كان نفإ الحركة اسمها الثورة قبل شيوعية خلية في عضوا كان

وإن مصيبة، فتلك(27)الوطني) حدتو( للتحرر الديموقراطية جانبه، يأمنوا لم أنهم أعظم. فلو فالمصيبة يعلمون ال كانوا

،شيوعيا بصفته للمسلمين مخادعته الحتمال منه واحترسوا فالغاية جحره، من لدغوا مال تقدير أقل على سابقا شيوعيا أو

الكذب الوسائل رأس وعلى الوسيلة، تبرر الشيوعية عندوالخديعة. المبرمج

لنsعrأ ثم بالنصرانية، اليهودي عفلق يوسف ميشيل تظاهر -4 كذبا وفاته بعد إسالمه عن غثاء من أمwنه من وأمwنه.(28)وزورا

بعض وصدق االشتراكي، نهجه على وساروا المسلمين، جانبه، يأمنوا لم أنهم فلو.الموهومة إسالمه قصة الغثاء

أو يهوديا بصفته للمسلمين مخادعته الحتمال منه واحترسواشيوع أو ،شيوعيا ما تقدير أقل على اشتراكيا أو ،سابقا يا

تبرر والشيوعية اليهودية عند فالغاية جحره، من لدغوا المبرمج الكذب الوسائل هذه رأس وعلى الوسيلة،

والخديعة.

أعلن إيران، في الخمينية اإلمامية الشيعية الثورة نجاح بعد -5 المسلمين عامة قام اإلسالمية، إيران جمهورية قيام عن

خيرا، الثورة بهذه وظنوا بعضا، بعضهم بتهنئة أن علما فلو .الشيوعي. الماركسي الثوري بالخط يعتقد الخميني

مخادعته الحتمال منه واحترسوا جانبه، يأمنوا لم أنهم على اشتراكيا أو ،شيوعيا أو ،إماميا شيعيا بصفته للمسلمين

26.(33ص) ((األحرار الضباط حركة أسرار))

27 بينه االتفاق بنقض الناصر عبد قيام وفيه ،(157ص) السابق، لمرجعا

ص) اإلسالمية بالحركة وفتكه الله، بكتاب الحكم على اإلخوان وبين للتيار بعدائها يوليو حركة فشل)) :كتاب وراجع ،(161-167

.(34ص) الحاج جابر للدكتور((اإلسالمي يوسف أبيه يهودية ذكر حينه. وقد في اإلعالم وسائل إسالمه خبر نقل28

:الموقع عن النصرانية، اعتنق الذي عفلق،www.moqatel.com/mokatel/DataBehoth/Siasia2/HezbBath/Mokatel3-1-2.htm

29

Page 26: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الشيعة عند فالغاية جحره، من لدغوا ما تقدير أقل الكذب الوسائل هذه رأس وعلى الوسيلة، تبرر والشيوعية

والخديعة. )التقية(، المبرمج

يكون قد خروجه وزمان منتظرة، خدعة أأسو وهو والدجال -6 من سينجو فكيف ذكرهم، سبق بمن خrدwع فمن اقترب، قد

عليه تقوم الذي الشعوب تسخير علم أن العلم مع فتنته؟الزمن. مع تطورا يزداد اليهودية االشتراكية

:الكذبب( )

من وهو الواقع، عكس أو الخلق، حقيقة عكس هو الكذب عن كان ما وأشنعه ،المصائب ومصيبة الذميمة، األخالق قبحأ

تعالى: قال. قصد� ال ف و� ا ت�ق� ل�م� ب�ه� ل�ك� ل�ي�س� م� ع� إ�ن� ع� م� ر� الس� ال�ب�ص� و�

ؤ�اد� ال�ف 7 ع�ن�ه ك�ان� أ ولئ�ك� ك ل� و� ؤ وال .[36]االسراء: م�س� ة ام�س� ال�خ� ن� ك�ان� إ�ن ع�ل�ي�ه� الل�ه� ل�ع�ن�ت� أ�ن� و� م�

.[7]النور: ال�ك�اذ�ب�ين�م�ن� ك� ف� آج� يه� ح� ا ب�ع�د� م�ن ف� اءك� م� ن� ج� ل� ال�ع�ل�م� م� ق ف�

ا� �ب�ن�اءن�ا ن�د�ع ت�ع�ال�و� �ب�ن�اءك م� أ أ اءن�ا و� ن�س� اءك م� و� ن�س� و�ن�ا س� أ�نف ك م� و� س� ل� ث م� وأ�نف ع�ل ن�ب�ت�ه� ن�ج� اللgه� �ل�ع�ن�ة ف�

.[61عمران: ]آل ال�ك�اذ�ب�ين� ع�ل�ىول ون� ي�ق م� ال�ك�ذ�ب� اللgه� ع�ل�ى و� ]آل ي�ع�ل�م ون� و�ه

.[95عمران:

:األحاديث في وجاء

((إلى يهدى البر وإن ،البر إلى يهدى الصدق إن ثم صديقا. وإن يكتب حتى ليصدق الرجل وإن ،الجنة

إلى يهدى الفجور وإن ،الفجور إلى يهدى الكذب ((كذابا الله عند يكتب حتى ليكذب الرجل وإن ،النار

عليه[. ]متفق

((كانت ومن ،7خالصا 7منافقا كان فيه كن من أربع ثم حتى النفاق من خصلة فيه كانت ،منهن خصلة فيه

عاهد وإذا ،كذب حدث وإذا خان، أؤتمن إذا:يدعهاعليه[. ]متفق((فجر خاصم وإذا ،غدر

30

Page 27: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

((أبيه غير إلى الرجل ي�يدع أن ،الفرى أعظم من إن، الله رسول على يقول أو ،تره لم ما عينه يري أو

البخاري[. . ]رواه((يقل لم ما وسلم عليه الله صلى

:الكذب أنواع

هما: قسمين إلى قائله جهة من الكذب يقسم

أو عقيدة، من المنطلق الكذب هو :المؤسسي الكذب.1 التي المحرفة اليهودية الديانة في الكذب مثل دين، أو مبدأ، ذلك كان سواء ،همغير مع تعاملهم في ألتباعها الكذب تجيز

بها يتقربون قربى عندهم هو بل مفسدة، درء أو منفعة لجلب تتخذ التي ةباطنيال اإلمامية العقيدة ومثلهابزعمهم. الله إلى

tة الكذب tقي أعشار تسعة ـ زعمهم حد على ـ فيها بل ،دينا والتالدين.

الركيزة فهو الصهيوني االشتراكي المبدأ في الكذب وأما يعاملون الكذب من النوع هذا عندهم. فأصحاب الكبرىrحsمل الشديد، بالحذر والمداهنة المواراة مبدأ على دعواهم وت واالحتراس الخوف يكون هؤالء جهة ومن والدوران، واللف

نحترم أو السالم مع نحن))قالوا: وإلفسادهم. فلو لباطنيتهم الكالم من ذلك وأمثال((اإلرهاب ننبذ أننا أو الدينية الحريات علينا بل وتصديقهم، زعمهم قبول علينا يجب فال الحسن،

أصبنا وإال والخديعة، المراوغة على التصريحات هذه حمل النوع هذا السياسية. فصاحب وغير السياسية تضليالتهم بنار يتقرب بل فعله، عن راض الصدر منشرح تراه الكذب من الكذب من النوع هذا حمل يجوز . والكذبهب تعالى الله إلى

والشيعة واالشتراكيين اليهود زعماء ككذب شخصي، أنه على شخصي أنه على المؤسسي الكذب هذا حملنا ولو ،اإلماميةصدtقناهم؟ إذا بنا فكيف لضللنا،

يدين شخص عن يصدر الكذب وهذا :الشخصي الكذب.2 أتباعه على ويحرم أتباعه، بين الكذب ممارسة مtرحrي بدين

يقع الذي المسلم أمثلته، . ومن(29)اآلخرين على ممارسته ال هو، شخصه إلى االنتقاد هtجوrي فالعاقل الكذب، جريمة في فقد ذلك فعل ومن إليه، ينتمي الذي اإلسالمي الدين إلى

استثنائية. مقيدة معينة ظروف في إال29

31

Page 28: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

هذا وعلى اإلسالم، إلى وأساء الناس وضلل األمور خلط في كالنصرانية أتباعه، على الكذب يحرم دين كل يقاس

بالذنب يشعر تراه الكذب من النوع هذا اإلنجيل. فصاحبtنw الضالل من إذنإليه. ويتوب الله فيستغفر الكذب حمsلr البي

وبالعكس. الشخصي، الكذب على المؤسسي

روايته ترك وجب المؤسسي هrبwذك ثبت فمن وعليه لتحقيق وسيلة الكذب من اتخذ إذا خاصة مقوالته، من والتحذير

واإلمامية االشتراكي المبدأو اليهودية في الحال هو كما ،أهدافه.الباطنية

7 تيمية ابن ذكر وقد بها ي علم التي الطرق من عددا:منها ،المنقول كذب

وي- أي أن)) sلم ما الراوي- خالف يرrواالستفاضة بالتواتر ع، طوائف واتبعه ،النبوة ادعى الكذاب مسيلمة أن نعلم أن:مثل

المتنبئ بهذا إليمانهم مرتدين فكانوا حنيفة بني من كثيرة أبا وان.كافرا مجوسيا كان ،رمع قاتل لؤلؤة أبا وأن.الكذاب

مدة بالناس يصلي كان بكر أبا وأن.أسلم مجوسيا كان الهرمزان بكر أبا نأ و.لمرضه بالناس باإلمامة × ويخلفه الرسول مرض .× مع عائشة حجرة في دفن وعمر

،القتال فيها كان × التي النبي غزوات من يعلم ما ومثل .الطائف غزوة ثم مكة فتح ثم خيبر ثم الخندق ثم وأحrد كبدر

نآالقر من نزل وما.وغيرها تبوك كغزوة قتال فيها يكن لم والتي عمران آل آخر ونزول ،بدر بسبب األنفال كنزول ،الغزوات في

سورة ونزول ،نجران نصارى بسبب أولها ونزول ،أحد بسبب ،الخندق بسبب األحزاب ونزول ،النضير بني بسبب الحشر بسبب براءة ونزول ،الحديبية صلح بسبب الفتح سورة ونزول .ذلك أمثال و وغيرها ،تبوك غزوة

خالف نهأ يعلم ما بها يتعلق وما الغزوات في روى فإذاwم الواقع من وأمثاله ،الرافضي هذا يروي ما مثل.كذب نهأ عrل

كما الغزوات في الظاهرة الباطلة األكاذيب من وغيرهم الرافضة .كان وقت أي في نآالقر نزول يعلم أن ومثل.عليه التنبيه تقدم األنفال و والمائدة والنساء عمران وآل البقرة سورة أن يعلم كما

واألعراف األنعام نأ و.المدينة في الهجرة بعد نزلت وبراءةوهود ويونس الساعة واقتربت ومريم وطه والكهف ويوسف ا

32

Page 29: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

نأ و.بمكة الهجرة قبل نزلت ذلك وغير اإلنسان على أتى وهل الصفة أهل نأ و.بالمدينة كانت الصrفtة نأ و.بمكة كان المعراج

عليه الله صلى النبي يقاتلوا لم الذين الصحابة جملة من كانوا من بها ينزل منزال الصrفtةr كانت بل معينين ناسا يكونوا ولم وسلم

أبي بن سعد فيهم دخل وممن القادمين الغرباء من له أهل ال وكالعرنيين المؤمنين صالحي من وغيرهما هريرة وأبو وقاص((اإلسالم عن ارتدوا الذين

(30).

أو والزمن، التكرار هما االقتناع يعامل )ج( قانون:والزمن الغزارة

حزب أفكار انتشرت وبه وأخطرها، أهمها القانون وهذا الله ابن عزير فأصبح الله، غير عبد والزمن فبالتكرار.التحرير

القانون وبهذا النصارى، عند الله ابن والمسيح اليهود، عند عند آلهة والبقر والقمر، والشمس، واألصنام، األوثان أصبحت

الناس. من الغثاء الدين. و في والخرافات البدع انتشرت القانون، وبهذا

البدع ونبذ التوحيد إلى الناس عاد كذلك، والزمن بالتكرار عالقة الكريم للقارىء نوضح أن أخرى. ويهمنا مرة والخرافات

األرض، هوج على الشر بمصدر الراهن عصرنا في القانون هذاغاياتهم. لتحقيق كبرى وسيلة الكذب ااتخذو فاليهود

الخداعة: السنوات)د(

عليه تقوم وللحقيقة، للواقع عكس هو الكذب أن بما المجتمعات في واإلفساد الفساد تقصد(31)هدامة دعوات

والتصورات األفكار من مجموعة إثارة خالل من اإلنسانية أو ـ الناس يعتقد المزعومة التصورات الكاذبة. وبهذه والمفاهيم

المصالح من بمجموعة ـ الناس من الغثاء شئت إن فقل هي والمفاسد المصالح هذه الموهومة. فتصبح والمفاسد

حق ال الذي الحقt باعتبارها بها اعتقد من تصرفات على الحاكمة مفاسد الحقيقة في هي المصالح هذه أن علموا وما غيره،

مع وتحالفوا ضحtوا طالما فيهم، عدوهم خطة هي بل ،خالصة أجل من ـ الحاقدة الباطنية واإلمامية االشتراكية أمثال ـ أعدائهم

هي إنما تصوروها، التي المفاسد أن كذلك علموا تحقيقها. وما30

(.438- 7/437) ((النبوية السنة منهاج))

التحرير. وحزب اإلمامية والشيعة واالشتراكية اليهوديةمثل:31

33

Page 30: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الكبرى المفسدة درء)) باب ضمن تصنف أنها أو مصالح،.((الصغرى بالمفسدة

tقة األساليب أخطر ومن الصادق اتهام الباب هذا في المrطبrخدع الذي الوقت وبالعكس. ففي بالخيانه، واألمين بالكذب، فيه ي

والشيعة الشيوعيين، االشتراكيين من الخونة بالكذبةw الناس اإلسالميين من واألمين الصادق يتهمون تجدهم اإلمامية،

واجتماعية سياسية بيئة في الناس فيعيش العادلين، والوطنيين يدي بين إن))قوله: × في الرسول وصفها كما خداعة موبوءة، ،الصادق فيها ويكذب ،الكاذب فيها يصدق ،خداعة سنين الساعة الرويبضة. فيها وينطق ،األمين فيها ويخون ،الخائن فيها ويؤتمن

((العامة أمر في يتكلم التافه المرء:قيل ؟الرويبضة وما:قيل(32).

غثاء)) الناس يصبح الناس، تصيب التي الحالة هذه وبسبب المخادع، الفكري التيار هذا مع ينطلقون . فتجدهم((السيل كغثاءtدها، أو مسبقا، لهم حددها التي األهداف إلى يشعرون ال وهم حي

،إخوانهم يقاتلون أصال. فتجدهم بوجوده وال فيهم، بخطته في الدول خير من زالت ال التي اإلسالمية الدول لبعض كقتالهم غير الغربية الدول بعضك أصدقاءهم، يقاتلونو اإلسالم، تطبيق

من مأعداءه ونينصر تجدهم بل الدين، في لنا المحاربة المصالح التقاء باب تحت الباطنية واإلمامية اليهود، االشتراكيين

الرسول قول علينا اليهود. فانطبق أو الصليبية مع صراعنا في األكلة تداعى كما عليكم تداعى أن األمم يوشك))×: الله بل)) :قال ؟يومئذ نحن قلة ومن:قائل . فقال((قصعتها إلى ولينزعن ،السيل كغثاء غثاء ولكنكم ،كثير يومئذ أنتم في الله وليقذفن ،منكم المهابة عدوكم صدور من الله

:قال ؟الوهن وما الله رسول يا:قائل . فقال((الوهن قلوبكم((الموت وكراهية الدنيا حب))

(33) .

وإحياء الحية االحتماالت إماتة )ه[( قانونالميتة: االحتماالت

وجود ال موهوم أمر ضد الغثاء إثارة على القانون هذا يقوم يتم المقابل األثر. وفي قليلة المتوقعة األخطار أحد تضخيم أو له،

(.2253) برقم.((الصحيحة السلسلة)) ،)صحيح( 3233

.األلباني: صحيح الشيخ قال (،647) رقم((الصحيحة السلسلة))

34

Page 31: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

التقليل أو بالمرة، إليه اإلشارة بعدم واألعظم األول الخطر إماتةخطره. من

به إذ القاتل، قانونال هذا من زالوا، وال الناس عانى فقد في يعيث األكبر عدوهم ويتركون السراب، لقتال الناس يتوجه المسلمين، )الشرق( من الشيوعية قتلت الفساد. فقد األرض في فقط، ( سنة70) غضون في مسلم، ( مليون200) حوالي

وحاضرا ماضيا المسلمين )الغرب( من الصليبية تقتل لم حين منهم مسلم، ( ماليين5) من أكثر اإلسالمي، التاريخ مر على

)الشرق( من الشيوعية وهدمت الجزائر، في مسلم مليون في عددها يزداد حين في اآلالف، مئات المسلمين مساجد القرآن دور من اآلالف )الشرق( مئات الشيوعية وأغلقت الغرب،

الغرب. في عددها يزداد حين في اإلسالمية، والمدارس

القرآن لغة العربية )الشرق( اللغة الشيوعية وألغت الخطر مات هذا كل بعد الغرب. ثم في وانتشرت الكريم،

يوجد أنه العلم . مع)الشرق( الشيوعي هـ/1427) عام في حاليا الدول في منتشرة يسـاري حزب مائـة حوالي م(،2006

هي بل واقعنا، في مؤثرة غير أنها المقصود . وليس(34)العربيـة الحكم. سدة على قائمة أنظمة منها بل تماما، العكس على !!!المسلمين لدى وتضخم الغربي الخطر ضخمت فقد وبهذا

القادم الخطر : أن المتكرر× النبي تحذير إلى نلتفت ولم وجهنا فقد السيل، كغثاء غثاء فعال أننا ذلك يدل الشرق. أال من

الغرب إلى عدائنا كل نوجه أنل الجارف الفكري الدعاية سيللندائه. فاستجبنا الشرق، ونترك

وانعكاس الحقائق قلب على ساعدت التي الصور ومن والتحليل األقالم أصحاب أن المسلمين، لدى الواقع فهم

عن المدافعة التحرير، حزب بدعاية المتأثرين السياسي وبكل دائما يصفون مدروسة، بطريقة االشتراكية الماركسية

اإلسالم بالد طول في االشتراكية ارتكبتها التي الجرائم إصرار، وجه على أمريكية وبمخططات الغرب، صنع من بأنها وعرضها،

فيها ذاق التي االشتراكية الدول هذه حكام ويتهمون الخصوص، والفقر، والجوع والتشريد والقتل العذاب أنواع أقسى المسلمون

34 القدس مركز إصدار ،((العربي العالم في السياسية األحزاب))

لفعاليات توثيق عن عبارة (. وهو200-150ص) السياسية، للدراسات.2004/ حزيران13-12 عمtان في عقد الذي المؤتمر

35

Page 32: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

في االشتراكية، النظم لبريطانيا. كجرائم أو ألمريكا بالعمالة والصومال، والجزائر، واليمن، وليبيا وسوريا والعراق مصر

هذه ذهبت بل الدول، من وغيرها وأفغانستان واندونيسيا وإثيوبيا نفسه، السوفيتي االتحاد جرائم عن النظر صرف إلى األقالم

األمريكية!!! االشتراكية النظرية صاحب باعتباره

والهرسك، البوسنة في االشتراكية جرائم وكذلك ذلك، من أبعد هو ما إلى األقالم هذه ذهبت بل وكوسوفا، المتحدة الواليات بقيادة األطلسي شمال حلف تحرك فاعتبرت دول في اإلسالم لتصفية كان الصرب، االشتراكيين ضد األمريكية هذه يصدقون حين الناس من الغثاء يضلل وهكذا البلقان،حدود. لها ليس التي واألكاذيب األكاذيب

وانعكاس الحقائق قلب على ساعدت التي الصور ومن أمريكا به تقوم ما لكل وصفهم كذلك، المسلمين لدى الواقع فهم الدول ضد تقصدها حرب، و عقوبات وفرض تضييق من

اإلسالم ضد موجه هو إنما العربية، وغير العربية ةاالشتراكي االشتراكي العربي البعث نظام ضد حربها مثل والمسلمين،

ومراقبتها سورية، في االشتراكي النظام على وتضييقها العراقي، والسودان. ليبيا على والعقوبات إيران، ضد والموجهة الحثيثة من مر كما وكوسوفا والهرسك، البوسنة في االشتراكية وجرائم

قريب. بالتضليل المتمثل األول فاالنحرا هذا انتقل وقد من كثير لدى الواقع فهم وانعكاس الحقائق قلب إلى اإلعالمي،

في لنا إخوة ومنهم والزمن، التكرار قانون بفعل المسلمين، ،وعمال قوال والسنة الكتاب على القائم الصحيح، والمنهج العقيدة

إلى قويا متماسكا الزال الذي الواحد الصف شق إلى أدى مما التضليل هذا في وقعوا الذين بهؤالء فأدى ببعيد، ليس وقت

انحراف إلى بأعينهم، ال بآذانهم الواقع يرون ممن اإلعالمي الدول وخاصة كلها، اإلسالمية لألنظمة همبعض وهو: تكفير ،ثان

المملكة رأسها وعلى اليهودية، االشتراكية تعادي التي اإلسالميةاألردن. ثم السعودية، العربية

كبار رمي : وهوثالث انحراف إلى أدى فاالنحرا وهذا تعادي التي األنظمة هذه كفر يرون ال ممن المسلمين، علماء

فهو ـ زعمهم حد على ـ الكافر يكفر لم من:باب من االشتراكية، تلك حكومات داخل يعملون العلماء هؤالء كان سواء كافر،

العلماء كبار هيئة العلماء هؤالء رأس وعلى خارجها، أو األنظمة،

36

Page 33: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ومشيخة مصر، في الشريف األزهر وعلماء السعودية، في رموا فقد الله، رحمه األلباني الدين ناصر الشيخ وأولهم الشام،

باإلرجاء، ووصفوهم بالخيانة وأمثالهم، العلماء هؤالء كل ذلك فأدى للسالطين، التزلف أو القعدة(، )أئمة بـ أو والتخذيل

لدى العلماء هؤالء منهج في وهو: التشكيك رابع فانحرا إلى مدرسة من فئتين تناحر إلى فأدى منهم، والتحذير ،همبعض

رمي إلى همببعض األمر وصل بل والخيانة، بالتهم تراشقا واحدة،بالله. عياذا بالكفر، اآلخر

إلى المستقبل، في تصل قد التي المتتالية االنحرافات هذه على لتدلنا وصلت، بل الواحدة، الفئة أصحاب بين االحتراب حد

اإلسالم، في الشرعية السياسة بفقه التهاون خطورة مدى الفتن، من النجاة تكون ال الذي الفقه، هذا عن له غنى ال فالعالم

. دقيقا علميا تأصيال وتأصيله بضبطه إال

إذ الناس، خير على التطاول إلى الفتن هذه أدت فقد قتل العلمي، التأصيل عن البعيد المشابه، بأسلوبها أو بمثلها حكمه من التذمر حد إلى له الكره وصل حتى ، عفان بن عثمانحكمه. لتغيير تعالى الله ودعاء

تجيء كانت المرأة أن قتله، قصة في كثير ابن لنا نقل فقد من الخيرات من حملها فتحمل المال بيت إلى عثمان زمان في((غير اللهم بدل اللهم))وتقول: المال، بيت

(35) .

خدعوا الذين المسلمين، من هي وأمثالها المرأة وهذه ،أبدا قصد عن تعالى لله عدوة ليست الباطنية، السبئية بالدعاية

ومنزلة شأنا أدنى هم من مع المغرض الدعاية أمر يكون فكيف ؟ عثمان من

البروتوكوالت: تقول

يجب العام الرأي ولضمان)) الحيرة كل نحيره أن:أوال حتى المتناقضة اآلراء أساليب لكل النواحي جميع من بتغييرات

أن سيفهمون متاهتهم. وعندئذ اليهود( في )غير نيواألمم يضيع السياسية: في رأي لهم يكون ال أن هو طرق من يسلكون ما خير تظل أن يجب بل الشعب، يدركها أن منها يقصد ال المسائل هذه األول. السر هو فحسب. وهذا الموجهين القادة مسائل من

35 . (194 / 7) ،((والنهاية يةاالبد))

37

Page 34: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

تتضاعف أن ـ الناجحة لحكومتنا ضروري وهو (36)الثاني والسر في العرفية والقوانين والعواطف والعادات األخطاء وتتضخم

ظالمها في بوضوح يفكر أن إنسان يستطيع ال حتى البالد، بعضهم الناس فهم يتعطل وعندئذ المطبق، (.82-5/81)(( بعضا

الخطير من)) التفصيل تتذكروا أن سياستنا في جدا سيكون نهإف آنفا، المذكور عونا هذه مثل تناقش حينما لنا كبيرا

الصحافة وحرية الكالم، وحرية السلطة، المسائل: توزيع القانون، نظر في والمساواة الهيئات، تكوين وحقوق والعقيدة،

)فكرة الضرائب فرض ومسألة والمساكن، الممتلكات وحرمة المسائل . كلللقوانين الرجعية الضرائب( والقوة فرض سرية

مناقشتها المستحسن غير من تجعل طبيعة ذات لذلك المشابهة أن يجب للرعاع ذكرها األحوال تستلزم . فحيثما العامة أمام علنا

في مضي بغير قرارات بعض عنها تنشر أن يجب ولكن تحصى، ال على المستحدث الحق بمبادئ مختصة قرارات التفصيل. ستعمل

الذي المبدأ أن حقيقة في تكمن الكتمان . وأهميةترى ما حسب يذاع ال مرة أعلن إذا كهذا مبدأ أن مع العمل، حرية لنا يترك علنا

(.109-10/108)(( تقرر قد كأنه يكون واحدة

اليهود( في )غير األمميون ارتكبها التي األخطاء وسنصور)) منهج نحو االزدراء شعور بإثارة األلوان. وسنبدأ بأفضح إدارتهم جو في السالم حكومة ستفضل األمم إن حتى ، السابق الحكم

جه سنو و ... مجدوها طالما التي الحرية حقوق على العبودية)((. ألممية. ا ت ا للحكوم التاريخية األخطاء إلى خاصة عناية

14/156-158.)

المستقبل مشكالت بدراسة وسنتقدم)) من بدال يشتمل الذي القديم التاريخ وبدراسة ( Classics ) الكالسيكيات

مثل على اشتماله من أكثر سيئة ( Examples ) مثل على التي الماضية العصور اإلنسان ذاكرة في وسنطمس ، ( 37 ) حسنة

النتائج تبنى وعليهما السياسية، سرارأال أخطر من السران هذان36 كالم )من لهما التالية الفقرة في بعضها إلى المشار الخطيرة. المترجم(

السود التاريخ صفحات للشباب يومئذ سيدرسون اليهود نإ :أي37 كانت القديمة بالنظم محكومة كانت عندما الشعوب نأ ليعرفوهم

فيها الشعوب كانت التي الفترات لهم يدرسون وال سيئة حياتها الجديد النظام أن الزائفة الكاذبة الدراسة بهذه يقنعوهم لكي سعيدة،

عقب بلد كل اآلن. وفي روسيا في يجري ما وهذا القديم، من فضلأ

38

Page 35: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

أخطاء ستظهر التي الحقائق إال نترك وال علينا، شؤما تكون قد(.188-16/187)(( فاضحة مة ت قا ألوان في الحكومات

بين ستكون أنه إلى عقولكم توجيه سأسألكم أني غير)) ال ولكنها الغرض، لهذا نحن نصدرها نشرات الهجومية النشرات

يصل . ولنسياستنا في تغييرها نعتزم التي النقط إال تهاجم ما وهذا . إرادتنا على يمر أن غير من المجتمع إلى خبر من طرف

واقع: فاألخبار هو كما الحاضر الوقت في حتى إليه وصلنا قد كل من األخبار فيها تتركز(38) قليلة(Agencies) وكاالت تتسلمها

الوكاالت هذه ستنضم السلطة إلى نصل العالم. وحينما أنحاء ) (( األخبار من به التصريح نحن نختار ما إال تنشر ولن ،إلينا جميعا

12/135-136.)

كما الخاصة، النشرات على سنفرضها التي القيود إن)) تكون لن . إذ أعدائنا على االنتصار من نتأكد أن من ستمكننا بينت، يعبروا أن حقيقة يستطيعون تصرفهم تحت صحفية وسائل لديهم

بها تعبيرا عمل إلى ولو مضطرين نكون ولن آرائهم، عن كامال(. 12/145)(( لقضاياهم كامل تنفيذ

يدي بين إن))×: الرسول قول العقالء، يتذكر . وبهذا الصادق، فيها ويكذب الكاذب، فيها يصدق خداعة، سنين الساعة . الرويبضة فيها وينطق األمين، فيها ويخوtن الخائن، فيها ويؤتمن

أمر في يتكلم )الرجل( التافه قال: المرء ؟ الرويبضة قيل: وما((العامة

(39).

الحية االحتماالت إماتة قانون) القانون، هذا وساحة )الغثاء( التي الغافلة الشعوب: (الميتة االحتماالت وإحياء عن تهاقو فصل إلى االشتراكية والشيوعية الصهيونية تسعى الشعب قوة جعل بل الحاكمة، القوى وهذا جانبهم، إلى سندا

ألن األنظمة، إلسقاط المستخدمة األساليب أمضى من األسلوب للدول اليهود هدم دون يحول شعوبها مع الحاكمة ىالقو تحالف

وما ضدهم، يحاك ما يدركون نيالمسلم المستهدفة. وليت

. المترجم( كالم )منسياسي انقالب كل لليهود تخضع الوكاالت هذه معظم أن ويالحظ خبارية،إال الوكاالت أي38

.المترجم( كالم )من اآلن لهم تحقق قد يشتهونه كانوا ما فمعظم االن،) رقم الله، رحمه األلباني للشيخ ،((الصحيحة السلسلة)) (، )صحيح 39

2253 . )

39

Page 36: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

اإلسالمية المعتدلة األنظمة سقوط بعد مصائب من ينتظرهم ـ وأخواتهما واألردن السعودية، ـ ديارنا في المتبقية والوطنية

نجحت وقد شعوبها، وبين بينها للفصل اليهودية تعمل طالما التيشتى. بأساليب ساحقا نجاحا ذلك تحقيق في

اليهودية: الصهيونية البروتوكوالت تقول

)غير األمميين في الحاكمة القوة تحالف نخشى نناإ)) االحتياطات كل اتخذنا قد أننا غير العمياء، الرعاع قوة اليهود( مع

القوتين بين أقمنا الحادث. فقد هذا وقوع احتمال لنمنع سدا تبقى األخرى. وهكذا من كل القوتان، تحسه الذي الرعب قوامه

الشعب قوة وسنوجهها قادتها، وحدنا وسنكون جانبنا، إلى سندا((غراضناأ لبلوغ

(40).

القانون: هذا على التطبيقية األمثلة

تأثرنا مدى أظهرت التي الواقعية األمثلة بعض هذه.((الميتة االحتماالت وإحياء الحية االحتماالت إماتة)) :بقانون

في واألردن، السعودية سياسة الغافلة الشعوب تنتقد ألم.1 ليبيا في اليهودية االشتراكية سياسة ضد ونامت هدأت حين آخر، مسجد وبناء لليهود األقصى المسجد تسليم اقترح الذي

سماها فلسطينية إسرائيلية دولة إنشاء واقترح )زمردة( أمtه ربته القذافي بأن علما )إسراطين(؟؟؟

اليهودية؟؟؟

في األمريكية القوات وجود الغافلة الشعوب تنتقد ألم.2 الروسية القوات ترى ال بينما الخليج، ودول السعودية االشتراكية الدول في اآلالف بعشرات الروس والخبراء وإيران سابقا، الجنوبي واليمن والعراق سوريا مثل العربية،

الفارسية؟؟؟

rرs ألم.3 قرار تنفيذ ضد كله العالم بل اإلسالمي، العالم يث سكت حين في العراق، في االشتراكي النظام بإزالة التحالف

حركة ضد الحرب قرار أمام كبير حد إلى العالمطالبان؟؟؟!!!.

ليستنكر الرسمية ومؤسساته اإلسالمي العالم يتحرك ألم.4 حين في ـ حسن وهذا ـ الكريم القرآن على االعتداء جريمة

(.9البروتوكول: )40

40

Page 37: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

في االشتراكية قيام ضد ومؤسساته اإلسالمي الشارع هدأ ذات اإلسالمية الجمهوريات إحدى وهي ـ أوزبكستان تلك في ـ السابق السوفيتي االتحاد عن الصوري االستقالل

على االعتداء جريمة ألن لماذا؟ ( مسلم؟750) بقتل األثناء، لالشتراكية المعادية أمريكا يد على كانت الكريم القرآن

اليهودية، ضد الحقيقة في هي االشتراكية معاداة أن علما لذا كله، العالم على للسيطرة األكبر الصهيوني المشروع

(750) فيها قتل التي الثانية الجريمة الشعوب. وأما ثارت فتجد اليهودية، ربيبة االشتراكية يد على كانت مسلما

تخدرت. قد الشعوب

في للسجناء األمريكان معاملة ضد العالمية الصحافة تثر ألم.5 حين في أشهر، ثالثة من أكثر منذ زالت وال غريب أبو سجن

الجماعية والمقابر االشتراكية بجرائم الصحافة تلك تسمع لم تعرف لم بل االشتراكي، البعث حكم في السجن نفس في

؟؟؟!!!قليال إال ذلك، قبل اسمه معها نحن وال الصحافة،

فلسطين في العنصري الفصل جدار بناء ضد الغثاء حركة أين.6اليهود؟؟؟!!! يد على

األعراض وهتك الجماعية المقابر ضد الغثاء حركة أين.7 وكوسوفو والهرسك البوسنة في االشتراكيين من المنظموالصين؟؟؟ السوفيتي واالتحاد والصومال والعراق

(200) حوالي المسلمين من االشتراكية تقتل ألم اآلالف مئات تهدم ألم تقتل؟؟؟ زالت وال مسلم، مليون

sغw ألم تهدم؟؟؟ زالت وال المساجد من rل في العربية اللغة ت الصين؟؟؟ في ملغاة زالت وال السوفيتي، واالتحاد الصين

الخليج ودول السعودية سياسة الغافلة الشعوب تنتقد ألم.8 الدول سياسات نقد إلى تتطرق لم حين في النفطية، أهدته أو آباره، في النفط أحرقت التي االشتراكية، النفطية

األثمان؟ بأرخص اليساريين أسيادها إلى

على بالعمل يقضي لينين( الذي )قانون بـ أحد يسمع هل.9 القانون هذا على وبناء ،فلسطين في لليهود دولة إقامة

بلفور(؟ )وعد أحد يجهل هل بينما ؟إسرائيل دولة أقيمت...إلخ.

41

Page 38: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

،تذكر وال تموت جدا وخطيرة كبيرة حقائق هناك إذناألولى!! حساب على وتضخم تحيا حقيرة وأخرى

،الناس من الغثاء لدى الثانية وأحيا األولى أمات الذي فمن أسئلة الدجال؟ فتنة في دور� القانون لهذا وهل ذلك؟ يتم وكيفصادقة!! إجابات إلى ماسة بحاجة

:صهيون حكماء بروتوكوالت تقول

عقل إثارة على قادرين سنكون اإلجراءات هذه وبفضل)) يكون حينما السياسية، المسائل في وتهدئته الشعب ضروريا

(( ذلك نفعل أن لنا الشعوب تثور بالفعل، حاصل هو ما وهذا. (41)

مخططاتهم أمام وتهدأ االشتراكية، وابنتها اليهود عن للدفاعوجرائمهم.

التشهير: )و( سياسة التشهير سياسة الوضيعة وأساليبه الكذب أخطار من إن

أمثال وأفراخهم اليهود من الخصوم فبعض بالمعارضين، الحق مواجهة على يقsدwرون ال اإلمامية، والشيعة الشيوعية

بالخصوم، التشهير إلى يسارعون فتجدهم والبيان، بالحجة التي والحقيقة الحق من الناس لتنفير العلم أهل وخاصة

ومصالحهم رائجا، وإفكهم باطلهم سوق ينتهجون. فيبقىrخدwم قائمة. وقد والمزعومة الموهومة الحقير األسلوب هذا است

tهم فقد بعيد، زمن منذ أنبياءهم التوحيد لدعوة المعارضون اتذلك: صور ومن الباطلة، التهم انواع بشتى

قالوالسفاهة والجنون والسحر بالكذب االتهام : ا ك�ذ�ل�ك�تعالى: ب�ل�ه�م م�ن ال�ذ�ين� أ�ت�ى م� ول0 مzن ق� س ر�

ال وا إ�ال� ر� ق� اح� و� س�� ن ون� أ ج� ت�و�ل�ى. [52]الذاريات: م� ف�

ك�ن�ه� ال� ب�ر ر� و�ق� اح� و� س�� ن ون� أ ج� ال�. [39]الذاريات: م� ق�

و�م� م�ن ال�م�أل ع�و�ن� ق� ر� ذ�ا إ�ن� ف� ر� ه� اح� ع�ل�يم� ل�س�ب وا . [109]األعراف: اءه م أ�ن و�ع�ج� نذ�ر� ج� م� م� ن�ه zال� م و�ق�

ون� ذ�ا ال�ك�اف�ر ر� ه� اح� ال� .[4]ص: ك�ذ�اب� س� أل ق� ال�م�� ال�ذ�ين� وا ر ه� م�ن ك�ف� و�م� �ن�ا ق� اك� إ ة0 ف�ي ل�ن�ر� اه� ف� �ن�ا س� إ و�

ن� ل�ن�ظ ن�ك� .[66]األعراف: ال�ك�اذ�ب�ين� م�النبي دعوة من والتنفير التشهير في تتمثل: اإلفك حادثة

عنها الله رضي عائشة المؤمنين أم اتهام خالل من ×،(.12البروتوكول: )41

42

Page 39: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ضwها sرwعw wها. فقد ب زعيم الجريمة هذه إشاعة تولى وعwفtتمtها فأطلق المنورة، المدينة في المنافقين rبيت أكرم في س

أن يعلم إنه بل المنافق، هذا يعsلم ولم الله، على البيوت منطعن هذه الشنيعة فعلته في وتعالى سبحانه الله حكم في ا

×. الكريم للنبي زوجا الطاهرة عائشة اختار الذي وإرادته، الله أنt إال النكراء، الجريمة هذه فداحة من الرغم وعلى

وعبر دروس من فيها لما بالخير، وصفها وتعالى سبحانهاؤ وا ال�ذ�ين� إ�ن�تعالى: عظيمة. قال ك� ج� �ف� ب�ة� ب�اإل� ع ص�

نك م� zب وه ال� م س� ا ت�ح� ر� و� ب�ل� ل�ك م ش� ي�ر� ه ]النور: ل�ك م� خ�11].

العبر: هذه من وفي شهر، من ألكثر عنها الله رضي عائشة براءة نزول تأخر.1

كلما المؤمنين. فاإلشاعة لدى األفعال لردود امتحان ذلك وجندت أكثر حصدت زيفها، بيان دون رواجها طال أكبر عددالإليمان. وتمحيص بالء ذلك وفي الناس، من المتشككين من

العظيم، العذاب األكبر ولزعيمها اإلشاعة، ردد من كل تأثيم.2ر�ئ0 ل�ك لzتعالى: قال ن�ه م ام� zا م ب� م� ن� اك�ت�س� �ث�م� م� اإل�

ال�ذ�ي ه ت�و�ل�ى و� م� ك�ب�ر� ن�ه .[11]النور: ع�ظ�يم� ع�ذ�اب� ل�ه م�

عrلم مؤمن كل عرض عن الذب في المسارعة المسلم على.3 كبيرة التهمة كانت إذا وخاصة يقينا، وتقواه صالحه

من والتحقق التبين الحال هذه في عليه يجب وال ومستبعدة، الخبر صدق ا ي�اتعالى: قوله من انطالقا �ي�ه� ن وا ال�ذ�ين� أ آم�

اءك م� إ�ن ق� ج� اس� 0 ف� ت�ب�ي�ن وا ب�ن�ب�أ يب وا أ�ن ف� ا ت ص� و�م7 ق�ال�ة0 ه� وا ب�ج� ب�ح ت ص� ا ع�ل�ى ف� ع�ل�ت م� م� ين� ف� ]الحجرات: ن�اد�م�

المقام. هذا مثل في يصلح ال التحقيق نتائج انتظار . فإن[6

إلى المسارعة لعدم المسلمين الكريم القرآن أنtب فقد لذا tطالبهم بل الوحي، من الفصل القول وانتظار اإلشاعة رد

بوصفه wفsك فورا wين بإال rهsتانw الم¤ب في فاالنتظار العظwيم، والب الذي البارد الورع من وهو محله، في ليس الحال هذه مثل

ال�تعالى: قال سلبية، نتائج إلى يؤدي �ذ� ل�و� ع�ت م وه إ م� س�ن ون� ظ�ن� ؤ�م� ن�ات ال�م ؤ�م� ال�م م� و� ه� س� ا ب�أ�نف ي�ر7 ال وا خ� و�ق�ذ�ا ك� ه� ب�ين� إ�ف� ال� (. 12النــور) سورة م� ل�و� �ذ� و� إ

43

Page 40: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ع�ت م وه م� ل�ت م س� ا ق ذ�ا ن�ت�ك�ل�م� أ�ن ل�ن�ا ي�ك ون م� ب�ه�ان�ك� ب�ح� ذ�ا س ت�ان� ه� .[16]النور: ع�ظ�يم� ب ه�

خاض من منهم المؤمنين، درجات مختلف في اإلشاعة أثرت.4 وحمنة أثاثة، بن ومسطح ثابت، بن حسان مثل الخائضين، مع

في الرواة اختالف بأسانيده الطبري جحش. ونقل بنتقولين: على كبره، تولى الذي الشخص

بن أبي بن الله والثاني: عبد ثابت بن حسان األول: هو في القولين وأولى))قال: حيث الثاني الطبري ورجح سلول،

عصبة من كبره تولى قال: الذي من قول بالصواب ذلك العلم أهل بين خالف ال أنه وذلك أبي، بن الله عبد كان اإلفك

أ. هـ. ((اإلفك بذكر بدأ الذي أنه بالسير

زوجه، × بطالق النبي نصح ممن ـ علي ـ الصحابة ومن ×. النبي رأسهم وعلى ظاهرا، األمر في توقف من ومنهم

النبي وفيهم المؤمنين، من حضر لمن عائشة قول ولعل ولئن التصدقوني، حلفت لئن والله))رومان: أم وأمtها ×،

والله وبنيه، كيعقوب ومثلكم مثلي التعذروني، قلت فلم ـ النبي أي ـ تصفون. قالت: وانصرف ما على المستعان

فيما أثموا بألسنتهم الخبر تناقلوا الذين . وهؤالء((شيئا يقلر�ئ0 ل�ك لzتعالى: قالوا. قال ن�ه م ام� zا م ب� م� ن� اك�ت�س� م�

�ث�م� ال�ذ�ي اإل� ه ت�و�ل�ى و� م� ك�ب�ر� ن�ه .ع�ظ�يم� ع�ذ�اب� ل�ه م�كبره. تولى فقد سلول ابن أما

من الخwيرة بعض خوض نستبعد ال أن يجب الحادثة هذه من ال وأن بقولهم، نغتر ال أن عليناف حصل وإذا بالباطل، المؤمنين

هو والتقبيح. فها بالتجريح ال بالحكمة ننصحهم بل بهم، نشهر واإلشاعة اإلشاعة، لوثته قد ثابت، بن حسان الدعوة شاعر

تكرار وأسلوب حقيقة، الناس وظنها تقررت، تكررت إذا يستخدها التي األساليب أمضى من الزمن، مع اإلشاعة

المغرضون.

إن بل وغيره، صالح بين تفرق ال وهي الجبناء، سالح اإلشاعة.5 األمناء الصادقين الصالحين من النيل عادة، اإلشاعة مقصود

من بكل يظن أن ابتداء، المؤمن فعلى لذا المؤمنين، من على يغsلrب أن اإلشاعة. أو إليه توجهت ولو خيرا، صالحه ظهر حقه، في وتكررت اإلشاعات طالته من وأمانة صwدsق ظنه

44

Page 41: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ذلك كان سواء االعتماد يجوز وال دولة، أم جماعة أم شخصا األفكار بدراسة يعززها حتى كليا، القاعدة هذه على

الحقيقة. سيعلم خاللها من التي والمعتقدات

45

Page 42: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الموازنات ثانيا7: فقه

rعد العلوم من والترجيح، التعارض فقه أو الموازنات فقه ي الواقع، فقه لضبط العلم طالب على معرفتها الواجب ساسيةأال

لذا اإلنسانية، الحياة شؤون مختلف في ماسة حاجة من له لما الناس قبل من يمارس العلم هذا أن تجد حياتهم في جميعا

الموازنة أو مفسدتين، بين أو مصلحتين، بين للترجيح المعيشية،والمفاسد. المصالح بين

فقه مسائل لتقرير الموازنات، لفقه الضرورة وتشتد أمامهم تتعارض مtا األمر. فكثيرا أولي عند الشرعية السياسة مع أوالمفاسد البعض، بعضها مع المنافع أو والمفسدة، المصلحة

علماء قواعده أرسى الذي العلم، هذا جاء البعض. وعليه بعضها والسياسيين والقضاة األمراء من المعنيين أمام ليضع األصول، تعارض عند المرجوة المصلحة إلى للوصول الضابطة القواعداألدلة.

الموازنات: فقه أقسام

وقد رئيسية، أقسام ثالثة إلى الموازنات فقه يقسموالسنة: القرآن من الفقه هذا قواعد العلماء استنبط

:المصالح بين )أ( الموازنة

يسمى: مفسدة. المنفعة. وضدها لغة: هي المصلحة

عبارة))هي: الغزالي عرفها كما االصطالح في والمصلحة على مفسدة...والمحافظة دفع أو منفعة جلب عن األصل في

,الدين) وهي خمسة الخلق من الشرع ومقصود الشرع، مقصود هذه حفظ يتضمن ما ...فكل(والمال, والعقل والنسل، والنفس، فهو األصول هذه يفوت ما وكل مصلحة، فهو الخمسة األصول((مصلحة ودفعها مفسدة

(42),

قاعدة العلماء منها استنبط التي األدلة ومن�ل ون�ك�تعالى: قولهالمصالح: بين الموازنة أ ي�س� اذ�ا و� م�ون� ق ل� ي نف� و� ق الكريم القرآن . فقدم[219]البقرة: ال�ع�ف�

42)ص لليوبي ،((الشريعة مقاصد)) كتاب عن (،251)ص ،((المستصفى))

390.)

46

Page 43: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

على المال، وفرة عدم حال في العيال على اإلنفاق مصلحة الفقير. على اإلنفاق مصلحة

األصلح تقديم أن واعلم)): السالم عبد بن العز قال طبائع في مركوز ،فاألفسد األفسد ودرء ،فاألصلح

7 العباد ((األرباب رب من لهم نظرا والشريعة)): ويقول. (43)

((مصالح تجلب أو مفاسد تدرأ إما مصالح كلها(44).

تحصيل على مبناها الشريعة إذ)) تيمية: ابن يقول ترجيح والورع ،وتقليلها المفاسد وتعطيل وتكميلها المصالح

حصل وإن الشرين شر ودفع اأدناهم بتفويت الخيرين خير((أدناهما

خير ترجيح ـ الشريعة أي ـ ومطلوبها))ويقول: .(45) الشرين شر ودفع ،7جميعا يجتمعا أن يمكن لم إذا الخيرين

((جميعا يندفعا لم إذا(46).

:والمفاسد المصالح بين ب( الموازنة)

:واحدة آية في تعالى الله ذكرهما ضدان واإلفساد اإلصالح هgالل د� ي�ع�ل�م و� س� ن� ال�م ف� ل�ح� م� . [220]البقرة: ال�م ص�

�ن�اتعالى: كقوله أخر، آيات في منفردين وذكرهما � إ اليع ر� ن ض� ين� أ�ج� ل�ح� إ�ن�تعالى: . وقوله[170]األعراف: ال�م ص�� اللgه� ل�ح ال د�ين� ع�م�ل� ي ص� س� . [81]يونس: ال�م ف�

المصالح بين الموازنة على الدالة اآليات ومن:والمفاسد

�ل ون�ك�تعالى: قوله أ ر� ع�ن� ي�س� م� ر� ال�خ� ي�س� ال�م� ل� و� ق ا م� يه� �ث�م� ف� ع ك�ب�ير� إ ن�اف� آ ل�لن�اس� و�م� م� �ث�م ه إ �ك�ب�ر و� م�ن أ

ا م� ع�ه� آتعالى: قوله . ففي[219]البقرة: ن�ف� م� �ث�م ه إ �ك�ب�ر و� م�ن أا م� ع�ه� .والمفاسد المصالح بين الموازنة على واضحة داللة ،ن�ف�

آتعالى: قوله في م� �ث�م ه إ �ك�ب�ر و� ا م�ن أ م� ع�ه� .ن�ف�

إ�ن�تعالى: وقوله ت م� ف� ف� � خ� �ال � أ د�ة7 ت�ع�د�ل وا و�اح� و� ف�� ا أ م�

ل�ك�ت� ان ك م� م� �ي�م� �د�ن�ى ذ�ل�ك� أ � أ �ال � أ . وفيها[2]النساء: ت�ع ول وا

43(.7ص) ((األنام مصالح في األحكام قواعد))

.(11ص) السابق المصدر4445

.(30/193) ((الفقه في تيمية ابن فتاوى))46

.(23/343) ((الفقه في تيمية ابن فتاوى))

47

Page 44: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الزواج في التعدد مفسدة على واحدة، من الزواج مصلحة تقديم جلب من أولى المفاسد درء))األصولية: النساء.وقاعدتها من

.((المنافع

أن البد والمستحبات فالواجبات.... )): تيمية ابن يقول الرسل بعثت بهذا إذ, المفسدة على راجحة فيها المصلحة تكون

((...الكتب ونزلت(47).

المفاسد: بين ج( الموازنة)

وهي السفينة خرق حين الخضر قصة الكريم القرآن ذكر أال أعظم، مفسدة بها ليدفع مفسدة، فيها أحدث صالحة. فقد

أو الخرق هذا الملك. فلوال قبل من السفينة غصب وهي رزقهم بما يقتاتون الذين أهلها وضاع الملك، ألخذها المفسدة

اتعالى: دخلها. قال من الله م�ين�ة أ� ف� ك�ان�ت� الس� اك�ين� ف� ل�م�س�

ل ون� ر� ف�ي ي�ع�م� دت� ال�ب�ح� ر�أ� ا أ�ن� ف� يب�ه� اءه م و�ك�ان� أ�ع� و�ر�

ل�ك� ذ م� ين�ة0 ك ل� ي�أ�خ ف� ب7ا س� .[79]الكهف: غ�ص�

مtا، مفسدة إحداث قصد جواز على دليل القصة هذه وفيrعد وال راجحة، أخرى لدفع لألمة. أو لألمانة الخيانة باب من ذلك ي

من بضغط نفسه الواقع فرض إذا الحال يكون فكيف المرأة كقيادة األولى، خالف األمور ببعض المطالبين الرعية

من أو قبلهم، من بالضغط أو البيت، خارج عملها أو للسيارات، كالمشاركة للشريعة، المخالفة المفاسد بعض لقبول األعداء قبل األحزاب، تشكيل أو االنتخابات، بطريقة البرلمانية المجالس في توقيع أو صائل، عدو لدفع المسلمة غير بالجيوش األستعانة أو

أو الحقوق، بعض عن فيها والتنازل األعداء مع سالم معاهدة في المسلمين الرعايا بعض لتسليمهم األعداء قبل من بالضغط مثل في األمور هذه مثل عمل أن شك ال حرجة، خاصة ظروف

عدم على سيترتب لما بالجواز، أولى القاهرة األحوال هذه الدولة وجود تهدد كبيرة مفاسد من الضغوط لهذه االستجابة

اإلسالمية.

قصة هـ،616 سنة أحداث في السبكي الدين تاج روى فقد الدين عالء والسلطان التتار طاغية جنكزخان بين حصلت

وكان المماليك، سالطين أحد تكش، بن محمد خوارزمشاه ملكا

47.(28/26) ((الفتاوى))

48

Page 45: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

العباد... له وأذعنت هيبته، وعظمت ممالكه، اتسعت عظيما،rحمtل والقصة يد على بالمسلمين حل ما نتيجة السلطان هذا ت

واحدة نفس تسليم عدم بسبب والقتل، الدمار ألوان من التتار كما يسير، بتصرف القصة وتفصيل لجنكيزخان، المسلمين من

يلي:

بالد الى خرجوا المسلمين، التجار من جماعة ان)) المستظرفات. ومعهم خوازمشاه السلطان إذن دون جنكزخان

اإلكرام، غاية وأكرمهم جنكزخان فقابلهم لهم: سؤاله على وردا منع خوارزمشاه السلطان فقالوا: إن عنا؟ انقطعتم شيء ألي

ألهلكنا. بنا علم ولو بالدك، إلى المسافرة من التجار

العالقات إلعادة خوارزمشاه إلى رسله جنكزخان فأرسل جهته من البلدين. وأرسل بين المتبادلة التجارية معهم تجارا

نائب عمد األترار إلى انتهوا تحصى. فلما وال تعد ال أموال ويأخذ يقتلهم بأن خوارزمشاه إلى فكتب بها، خوارزمشاه

خوارزمشاه أموالهم. فأصدر كان ما وسلب بقتلهم مرسوما جرى، الذي خوارزمشاه: هذا إلى جنكزخان معهم. فأرسل

نطلب فنحن برضاك يكن لم إن منك؟ رضى عن هو هل أعلمنياألترار. نائب من بدمائهم

وما وأمري، بعلمي كان هذا خوارزمشاه: أن جواب فكان وكان الدين جالل السلطان ولده السيف. فقام إال بيننا عاقال

بين ويخلي الجواب في يتلطف أن والده على وأشار يحمي واحدة دم على ويسلطه األترار، ونائب جنكزخان

الشام، بالد قريب إلى جيحون نهر من المسلمين به يحصون، ال وأمم ومدارس، عددها، تحصى ال ومساجد

.الرسل بقتل وأمر السيف إال والده وأقاليم. فأبى

من قطرة كل أقبحها! أجsرتs كان ما فعلة من فيالها دمائهم ((المسلمين دماء من سيال

.انتهى(48)

قريب. حيث من طالبان لحركة حصل ما وهذا 7 رفضه كان ما رفضت .وسقوطها دولة ضياع في سببا

التقدير خيار ترك األمور، هذه تقدير يستطيعون ال الذين وعلى التعرض وعدم رأيهم، احترام ثم الواقع، في الفقهاء العلم يألول

48 جنكزخان عنوان: واقعة (. تحت233-1/232) ،((الشافعية طبقات))

هوالكو. وحفيده

49

Page 46: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

وعلى الشريعة، مقاصد لحفظ إال بذلك قاموا ما فهم للحومهم،الضرورات. حفظ رأسها

تعالى: قوله كذلك المفاسد بين الترجيح باب وفيل ون�ك�� أ ر� ع�ن� ي�س� ه� ام� الش� ر� ت�ال0 ال�ح� يه� ق� ل� ف� ت�ال� ق ق�

يه� د� ك�ب�ير� ف� ب�يل� ع�ن و�ص� ر� اللgه� س� د� ب�ه� و�ك ف� ج� ال�م�س� و�

ام� ر� اج ال�ح� ر� إ�خ� ل�ه� و� ن�ه أ�ه� �ك�ب�ر م� ند� أ ت�ن�ة اللgه� ع� ال�ف� �ك�ب�ر و� أت�ل� م�ن� الكبرى المفسدة درء باب . فمن[217]البقرة: ال�ق�

أنه مع الحرام الشهر في القتال الكريم القرآن لنا أجاز بالصغرى،أكبر. هو ما لدفع كبير،

د�ن�تعالى: وقوله د� ل�ت�ج� ة7 الن�اس� أ�ش� لzل�ذ�ين� ع�د�او�� ن وا ود� آم� ال�ذ�ين� ال�ي�ه � و� ك وا ر� د�ن� أ�ش� ل�ت�ج� م� و� ب�ه ر� د�ة7 أ�ق� و� م�� لzل�ذ�ين� ن وا � ال�ذ�ين� آم� ا ال و� �ن�ا ق� ى إ ار� م� ب�أ�ن� ذ�ل�ك� ن�ص� ن�ه م�

ين� يس� zس�ب�ان7ا ق ه� م� و�ر �ن�ه أ � و� ون� ال ت�ك�ب�ر . [82]المائدة: ي�س�

عداوة الناس أشد أسماء القرآن لنا ذكر:اآلية وداللة جهتهم. من والحذر الحيطة ألخذ األعداء، جميع بين من للمؤمنين

من الدين في لنا المقاتلين بين وتعالى سبحانه الله فرtق لذااك م ال� قوله: في كما غيرهم، من األعداء ال�ذ�ين� ع�ن� الل�ه ي�ن�ه�

ات�ل وك م� ل�م� ل�م� الدzين� ف�ي ي ق� وك م و� ر�ج د�ي�ار�ك م� مzن ي خ�م� أ�ن وه ط وا ت�ب�ر� س� ت ق� م� و� �ل�ي�ه� ب� الل�ه� إ�ن� إ ي ح�

ا �ن�م� *إ ط�ين� س� اك م ال�م ق� ات�ل وك م� ال�ذ�ين� ع�ن� الل�ه ي�ن�ه� ق�وك م الدzين� ف�ي ج ر� أ�خ� وا د�ي�ار�ك م� مzن و� ع�ل�ى و�ظ�اه�ر

ك م� اج� ر� م� أ�ن إ�خ� ل�و�ه م� و�م�ن ت�و� ل�ه ل�ئ�ك� ي�ت�و� و�أ م ف� ه

الشريعة إذ))تيمية: ابن يقول. [9-8]الممتحنة:الظ�ال�م ون� المفاسد وتعطيل وتكميلها المصالح تحصيل على مبناها

ودفع أدناهما بتفويت الخيرين خير ترجيح والورع ،وتقليلها((أدناهما حصل وإن الشرين شر

ـ ومطلوبها)) ويقول: .(49) جميعا يجتمعا أن يمكن لم إذا الخيرين خير ترجيح ـ الشريعة اي

((جميعا يندفعا لم إذا الشرين شر ودفع(50).

و المفاسد، تعارض حالة في إذن تعالى: قوله من انطالقأوا ات�ق ا الل�ه� ف� ت�ط�ع�ت م� م� rصار فإنه ،[16]التغابن: اس� إلى ي

49.(30/193) ((الفقه في تيمية ابن فتاوى))

50.(23/343) ((الفقه في تيمية ابن فتاوى))

50

Page 47: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

على فاألفسد، األفسد دفعنا ،جميعا يندفعا لم فإذا جميعا، دفعهماالتالي: النحو

((فيها المختلف بالمفسدة عليها المجمع المفسدة - تدفع(51).

.(52)بالصغرى الكبرى المفسدة - تدفع

عليها يترتب بالتي عام ضرر عليها يترتب التي المفسدة - تدفع.(53)خاص ضرر�

:األعداء بين الموازنة

هذا في العوام أغلب يظن كما سواء، ليسوا اإلسالم أعداء والشيوعيون التحرير حزب أثارها الفكرة الزمان. وهذه عن وصرفهم وخداعهم إلضاللهم المسلمين بين واالشتراكيون

والزمن، بالتكرار بيننا فراجت آمنوا، للذين عداوة الناس أشد(. كلهم أو أعداء، مقولة: )كلهم خون�

sرتw rب ذلك، على فترتب المrسلtمات، من المقولة هذه واعت التي األمينة، األنظمة وتخوين الصادقة األنظمة تكذيب فقط ليسا ي�اقوله: في كما معهم، نكون أن تعالى الله أمرنا �ي�ه� ال�ذ�ين� أ

� ن وا � آم� وا � اللgه� ات�ق ع� و�ك ون وا ين� م� اد�ق� . بل[119]التوبة: الص� على عطف إلى واألمينة الصادقة لألنظمة العداء هذا انقلب وشره جلل األمر وأمثالهم. وهذا والشيوعيين البعثيين أعدائنا

تعالى: الله قول في والحقيقة الواقع مستطير. فعكسواد�ن� د� ل�ت�ج� ة7 الن�اس� أ�ش� � لzل�ذ�ين� ع�د�او� ن وا ود� آم� ال�ي�ه

ال�ذ�ين� � و� ك وا ر� د�ن� أ�ش� ل�ت�ج� م� و� ب�ه ر� د�ة7 أ�ق� و� � لzل�ذ�ين� م� ن وا آم�� ال�ذ�ين� ا ال و� �ن�ا ق� ى إ ار� م� ب�أ�ن� ذ�ل�ك� ن�ص� ن�ه ين� م� يس� zس�ق

ب�ان7ا ه� م� و�ر �ن�ه أ � و� ون� ال ت�ك�ب�ر . [82]المائدة: ي�س�

بين الموازنات فقه لبيان الواردة القرآنية األدلة ومن:األعداء

وم غ ل�ب�ت�: تعالى قوله �د�ن�ى ف�ي* الر� ض� أ ر�� األ�

م� ب�ع�د� مzن و�ه م ي�غ�ل�ب ون� غ�ل�ب�ه� ع� ف�ي* س� ن�ين� ب�ض� ل�ل�ه� س�

51 (،399)ص اليوبي، سعد محمد للدكتور ،((اإلسالمية الشريعة مقاصد))

الهجرة. دار ،1ط/الصفحة. نفس السابق، المصدر52الصفحة. نفس السابق، المصدر53

51

Page 48: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ر �م� ب�ل م�ن األ� ئ�ذ0 ب�ع�د و�م�ن ق� ي�و�م� ح و� ر� ن ون� ي�ف� ؤ�م� ال�م .[3-2]الرم:

الفرس، أمام الروم الحدث: هزيمة هذا أن للنظر الملفت لم ( كم. فلو1000) عن تقل ال مسافة المنورة المدينة عن يبعد المسلمين على ترتب لما الحادثة، هذه الكريم القرآن لنا يذكر

الحكيم الشارع منا أراد حينها. إنما ديارهم في بهم تلحق مفسدة ثوابتنا خالل من عليه ونحكم لمصلحتنا، الحدث هذا نوظف أن

السياسية. الفقهية وقواعدنا وأصولنا

األقرب ألنهم الروم مع تعاطفوا قد المسلمين أن فتجدالفرس, من ديننا إلى باب من ليس معهم التعاطف هذا أن علما

في الشر ليتقل باب من هو إنماشيء. في لهم العمالة أو الوالء األكبر والكفر األكبر الشر بتغيير ولو ،اإلمكان قدر األرض

)الروم(، األصغر والكفر األصغر بالشر )الفرس(، للقواعد تطبيقا أدنى اختيار)) :أو ((األصغر بالضرر األكبر الضرر دفع)): األصولية

هذا مثل في يقال وال ،((وتقليلها المفاسد درء)) أو ((المفسدتين أكبر. وشر وشر أكبر، وكفر كفر فهناك ،(54)كفار( )كلهم الموضع

صوليةأال القواعد هذه على يوافقنا البعض تجد ألسفيالو يخالفنا لكنه نظريا، الخطر أن نقرر حين وواقعيا، عمليا

من المسلمين مصالح على واألشد األكبر هو اليهودي االشتراكي الغربي، الرأسمالي الخطر منض نراه الذي الواقع مع انسجاما

اآلية ومع المضللة، الدعايه بسبب يرونه وال الشرع، تقريراتد�ن�القرآنية: د� ل�ت�ج� ة7 الن�اس� أ�ش� � لzل�ذ�ين� ع�د�او� ن وا آم�ود� ال�ذ�ين� ال�ي�ه � و� ك وا ر� د�ن� أ�ش� ل�ت�ج� م� و� ب�ه ر� د�ة7 أ�ق� و� لzل�ذ�ين� م�� ن وا � ال�ذ�ين� آم� ا ال و� �ن�ا ق� ى إ ار� م� ب�أ�ن� ذ�ل�ك� ن�ص� ن�ه م�

ين� يس� zس�ب�ان7ا ق ه� م� و�ر �ن�ه أ � و� ون� ال ت�ك�ب�ر .[82]المائدة: ي�س�

النصرانية: الحبشة بالد إلى المسلمين هجرة

الحبشة إلى نيالمهاجر الصحابة اتهام يستقيم فهل النصارى كنف في العيش لقبولهم لها، والعمالة بالوالء النصرانية

إلى هجرتهم تكان إنما كذلك، ليس األمر إن ؟حكمهم وتحت قريش فمفسدة ،((المفسدتين أدنى اختيار)) باب من الحبشة،

)النصارى(، الحبشة مفسدة من أعظم العمومة، أبناء )الوثنية(، اآلخرة حكم في بل الدنيا، في المعاملة في كفار( ليس )كلهم:وقول54

النار. في كلهم أنهم

52

Page 49: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الشرع مقاييس هذه يردد من نسمع أننا مع للمصالح، إعماالtا كان لو نقول: حتى عربي، أي ضد كان عداء أي ضد مقولة: أن كافرا؟ اشتراكيا لهؤالء!! فعجبا

المصالح تحصيل )) :األسمى الشريعة مقصد من انطالقاف ال أن علينا باختصار: نقول ((وتقليلها المفاسد تكميلها, وتعطيل و

شر إلى الشر من الواقع تغيير إلى يؤدي ما كل نؤيد بل ،نرفض وبالتالي األرض، في الشر تقليل باتجاه يدفع ذلك فإن ،منه أقل

.النصر قرب في يساهم

ليس))تعالى: الله رحمه تيمية ابن اإلسالم شيخ قال لذا خير يعلم الذي العاقل إنما الشر من الخير يعلم الذي العاقل

((الشرين وشر الخيرين(55).

وال الكثير بالفساد القليل الفساد دفع يجوز فال)) :ويقول الشريعة فإن ،الضررين أعظم بتحصيل الضررين أخف دفع

وتقليلها المفاسد وتعطيل وتكميلها المصالح بتحصيل جاءت أن يمكن لم إذا الخيرين خير ترجيح ومطلوبها اإلمكان، بحسب((جميعا يندفعا لم إذا الشرين شر ودفع ،جميعا يجتمعا

(56) .

المصالح تحصيل على مبناها الشريعة إذ)) :ويقول الخيرين خير ترجيح والورع ،وتقليلها المفاسد وتعطيل وتكميلها((أدناهما حصل وإن الشرين شر ودفع أدناهما بتفويت

(57) .

)االشتراكية:الشرين شر ندفع أن الورع من إذن ذلك يكون وال ،الغربية( )الديموقراطية:األدنى الصهيونية( بالشر

وال شرقية فال االختيار، حالة في أما االضطرار، حاالت في إال .غربية

)ال:شعار اإلمامي الشيعي االشتراكي الخميني رفع ولقد استلم فلما الرأسمالي، إيران شاه غربية( أيام وال شرقية

التوجه وحارب اشتراكية شرقية جعلها الحكم الخميني مسلما كان ولو الشاه، أيام سائدا كان الذي الغربي الرأسمالي

إنما كذلك، االشتراكي للشرق التوجه لرفض يدعي كما حقا بذلك، وخدعهم حينئذ، المضلل بشعاره المسلمين غثاء استدرج

رأسا. بموسكو إيران وربط

55.(20/54) ((الفقه في تيمية ابن فتاوى))

56.(23/343) ((الفقه في تيمية ابن فتاوى))

57.(30/193) ((الفقه في تيمية ابن فتاوى))

53

Page 50: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

األولويات ثالثا: فقه

rعد بفقه المرتبط المهمة األسس من األولويات فقه ي الموازنات فقه ضبط فإن العادة وفي الشرعية، السياسةاألولويات. تحديد على الفقهاء يعين الذكر، السابق

:األولويات بفقه المقصود

مtا، هدف لتحقيق بها القيام المطلوب األعمال ترتيب المحددين، أوالمكان الزمان في إليها والحاجة األهمية حسب الصغرى الدرجة من هو ما وال األهم، على المهم نقدم ال بحيثالكبرى. الدرجة على

المسلمين لدى المنشود الهدف كان ولما هو عموما االسالمي، المجتمع في وتطبيقهما نبيه وسنة الله بكتاب العمل

على النصر بذلك وليتحقق المختلفة، األزمات من للخروج له األولويات لفقه الحاجة فإن واألعداء، والشبهات الشهوات

االتفاق المسلمين على الصعب من وأهميته. وليس حضوره على اتفاقهم بقدر التغيير، شروط أو النصر، شروط تحديد على

الحرجة. المرحلة هذه في بها العمل الواجب ولوياتأال تحديد نختلف ما سرعان لكن الشروط، هذه ضرورة على نتفق فقدبها. العمل أولويات على

في األولويات سلم ترتيب في الموضوعات أهمالسياسي الفقه

7 العقيدة :أوال

وعبادة األمة، في الصادق اإليمان تجذير على العمل وفيهم�ن�تعالى: الطاغوت. قال واجتناب وحده الله ر� ف� ي�ك�ف

ي ؤ�م�ن ب�الط�اغ وت� د� ب�اللgه� و� ق� ك� ف� ت�م�س� ة� اس� و� ب�ال�ع ر�ى� ث�ق� د�. [256]البقرة: ال�و ل�ق� ة0 ك لz ف�ي ب�ع�ث�ن�ا و� م�

7 أ وال س ر�ن�� أ� � اللgه� اع�ب د وا ت�ن�ب وا . [36]النحل: الط�اغ وت� و�اج�

درجته، سمو كانت مهما عمل كل على مقدمة فالعقيدة اآلخرة. في وال الدنيا في ال الشرك، مع كرامة وال عز وال نصر فال

مهما دونها من رابطة كل على العقيدة رابطة تقديم المهم ومن األرض، ورابطة والنسب، القرابة كرابطة بالفرد، صلتها كانت

54

Page 51: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

د ال�تعالى: وأمثالها. قال القومية، ورابطة ا ت�ج� و�م7 ن ون� ق� ي ؤ�م�ال�ي�و�م� ب�الل�ه� ر� و� خ� ن� ي و�اد�ون� اآل� اد� م� ول�ه الل�ه� ح� س ل�و� و�ر� و�م� ك�ان وا و� آب�اءه

� م� أ �ب�ن�اءه و� أ� م� أ ان�ه و� و� إ�خ�

� م� أ ت�ه ير� ع�ش�ل�ئ�ك� و�

م ف�ي ك�ت�ب� أ ل وب�ه� ان� ق �يم� �ي�د�ه م اإل� أ وح0 و� ن�ه ب�ر zم م� ل ه ي د�خ� ن�ات0 و� ر�ي ج� ا م�ن ت�ج� ت�ه� ار ت�ح� �ن�ه� ال�د�ين� األ� ا خ� يه� ف�

ي� ض� م� الل�ه ر� وا ع�ن�ه ض ل�ئ�ك� ع�ن�ه و�ر� و�ب أ ز� �ال� الل�ه� ح� إ�ن� أ

ب� ز� م الل�ه� ح� ون� ه ل�ح .[22]المجادلة: ال�م ف�

الفرائض سائر على مقدمة األركان:

لعظم األولوية في اإلسالم أركان تأتي العقيدة، سالمة بعد االسالم بني))×: النبي عن جاء ما فيها، يقال أن ويكفي شأنها، رسول محمدا وأن الله إال إله ال أن خمس: شهادة على وحج رمضان وصوم الزكاة وإيتاء الصالة وإقام الله

الدين من المعلوم من فهي .((7سبيال إليه استطاع من البيتكفر. فقد بها، استهزأ أو أنكرها، فمن بالضرورة،

النوافل على مقدمة الفرائض:

الله يقول))قال: × أنه النبي عن هريرة أبي عن وما ،بالمحاربة بارزني فقد 7وليا لي عادى تعالى: من

يزال وال عليه افترضت ما أداء بمثل عبدي إلي تقرب ((أحببته... فإذا أحبه حتى بالنوافل إلي يتقرب عبدي

]صحيح[.

إلي تقرب وما))قوله: في واضحة الحديث وداللة إلى أحب فالفرائض ؛((عليه افترضت ما أداء بمثل عبدي

الفرائض وهذه التالية، بالدرجة تأتي التي النوافل، من تعالى الله األركان دون من األمة إجماع عليها انعقد ما هي المقصودة

المواريث،و والحدود، الوالدين، وبر الربا، حرمة السابقة. منها. اوغيره والزواج،

غيرهم على الصحابة فهم تقديم:

لقوله غيرهم، على الصحابة فهم إجماع تقديم المقصوداق�ق� و�م�نتعالى: ول� ي ش� س ا ب�ع�د� م�ن الر� ل�ه ت�ب�ي�ن� م�د�ى ي�ت�ب�ع� ال�ه ب�يل� غ�ي�ر� و� ن�ين� س� ؤ�م� لzه� ال�م ا ن و� ت�و�ل�ى م�ل�ه� ن ص� ن�م� و� ه� اءت� ج� ا و�س� ير7 .[115]النساء: م�ص�

55

Page 52: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

بعد من الرسول يشاقق ومن))تفسيرها: في كثير ابن قال التي الشريعة طريق غير طريقا سلك ومن:أي ،الهدى له تبين ما

عن وذلك شق، في والشرع شق في فصار ،× الرسول بها جاءي�ت�ب�ع�) وقوله له، واتضح له وتبين الحق له ظهر ما بعد منه عمد و�ب�يل� غ�ي�ر� ن�ين� س� ؤ�م� قد ولكن األولى للصفة مالزم (: هذاال�م

األمة عليه اجتمعت لما تكون وقد ،الشارع لنص المخالفة تكون لهم ضمنت قد فإنه ،تحقيقا عليه اتفاقهم علم فيما المحمدية

((لنبيهم وتعظيما لهم تشريفا الخطأ من جتماعهما في العصمة

اهـ.

ون� اب�ق ل ون� و�الس� و�ن� األ� ر�ين� م� اج� ار� ال�م ه� و�األ�نص�

ال�ذ�ين� ان0 ات�ب�ع وه م و� س� ي� ب�إ�ح� ض� م� اللgه ر� � ع�ن�ه وا ض و�ر�أ�ع�د� ع�ن�ه م� و� ن�ات0 ل�ه ر�ي ج� ا ت�ج� ت�ه� ار ت�ح� ال�د�ين� األ�ن�ه� خ�

ا يه� �ب�د7ا ف� ز ذ�ل�ك� أ و� .[100]التوبة: ال�ع�ظ�يم ال�ف�

الذين ثم قرني، أمتي خير))×: الله رسول وقالالبخاري.[ ]رواه((يلونهم الذين ثم يلونهم،

األخالقي البناء:

و�تعالى: لقوله يzين� ف�ي ب�ع�ث� ال�ذ�ي ه zوال7 األ� م س ر�م� ن�ه zم� ي�ت�ل و م م� آي�ات�ه� ع�ل�ي�ه� كzيه� ي ز� م و� ي ع�لzم ه ال�ك�ت�اب� و�

ة� ك�م� ال�ح� ب�ل م�ن ك�ان وا و�إ�ن و� ل0 ل�ف�ي ق� ال� ب�ين0 ض� م�د�تعالى: (. قال2الجمعة) سورة ل�ح� ق� ا م�ن أ�ف� ك�اه� ز�

النبيلة والقيم الحسن بالخلق المؤمنة النفس . فتزكية[9]الشمس: له األخالقي الهيكل بناء إن المنشود. بل التغيير ضرورات من مقومات من األخالق حسن ألن اآلخرين، في التأثير في األثر أكبرالغير. عيون في بريقه ولمعان المجتمع ثبات

التحسينيات ثم الحاجيات، ثم الضروريات، رعاية:

للعناية المصالح من بجملة اإلسالمية الشريعة جاءت لقد في المصالح هذه درجات ولتفاوت المجتمع، في وإقامتها بها

وتقدم الحاجية، المصالح على الضرورية المصالح تقدم األهمية،التحسينية. المصالح على الحاجية المصالح

:اتيالضرورأ(

قيام في منها بد ال ما))تعريفها: في الشاطبي يقول

56

Page 53: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

على الدنيا مصالح تجر لم فقدت إذا بحيث والدنيا، الدين مصالح فوت األخرى وفي حياة، وفوت وتهارج فساد على بل استقامة،

.(58) ((المبين بالخسران والرجوع والنعيم، النجاة

والنفس،,الدين حفظ :وهي بحفظها أمة كل جاءت وقد هذه لحفظ اإلسالم شرع وقد, والمال, والعقل والنسل، درجاتها، في متفاوتة وهي ،يحفظها وما يجلبها ما اتيالضرور تعالى: لقوله الحياة، مقصد فهو الدين، حفظ وأوالها، فأولها

ا ت و�م� ل�ق� ن� خ� �نس� ال�ج� �ال� و�اإل� . [56]الذاريات: ل�ي�ع�ب د ون� إ

هذه من أي ألجل وتركه الدين عن التنازل جوزي فال م�نتعالى: قال باإليمان، مطمئن قلبهو أكره من إال الضرورات،

ر� ان�ه� ب�ع�د� م�ن ب�اللgه� ك�ف� � إيم� �ال ن� إ ه� م� ل�ب ه أ ك�ر� ئ�ن� و�ق� م ط�م�ل�ك�ن ب�اإل�يم�ان� ح� م�ن و� ر� ر� ش� ا ب�ال�ك ف� د�ر7 م� ص� ع�ل�ي�ه� ب� ف� غ�ض�

م� اللgه� مzن� ل�ه مع حصل كما ،[106]النحل: ع�ظ�يم� ع�ذ�اب� و�اإلكراه. تحت نبيه، شتم إذ عنه، الله رضي ياسر بن عمار

:الحاجياتب(

والعادات العبادات في الحرج رفع بها يتعلق التي وهي الحرج برفع السمحاء الشريعة هذه تميزت فقد.(59)والمعامالت

ا :تعالى لقوله أهلها، عن ع�ل� و�م� ن� الدzين� ف�ي ع�ل�ي�ك م� ج� م�

ج0 ر� �تعالى: . وقوله[78]الحج: ح� ا اللgه ي ك�لzف ال س7 � ن�ف� �ال إا ع�ه� دون تكون الحاجيات إلى والحاجة. [286]البقرة: و س�

الحياة. نظام الختل فقدت لو التي الضرورات

في ومشقة، حرج بالناس للحwق فقدت لو فالحاجيات وما والمريض، للمسافر رمضان نهار في كالصيام عباداتهم،

والمشرب كالمأكل عاداتهم، في حرج من بالناس يلحق هي العادات هذه في الحاجيات ودرجة والملبس، والمسكن

والحد الضروريات، من يعد منها األدنى فالحد التوسط، درجةالتحسينيات. من األعلى

:التحسينياتج(

إلى يرجع ال وهي: ما.(60)األخالق بمكارم يتعلق فيما تكون

58(.2/8 )((الموافقات))

(.3/274) لآلمدي((األحكام)) (،2/11للشاطبي: ) ،((الموافقات))انظر: 5960

(.2/11) للشاطبي ،((الموافقات))

57

Page 54: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ومحسنة الضروري لألصل خادم))وهي: حاجة، إلى وال ضرورة((الخاصة لصورته

حتى نظامها في األمة كمال)) يظهر . وبها(61) بقية مرأى في المجتمع منظر بهجة ولها مطمئنة، آمنة أمة تعيش في أو فيها، االندماج في مرغوبا اإلسالمية مةأال تكون حتى األمم

((منها التقرب(62).

61(.2/42) للشاطبي ،((الموافقات))

62(.82)ص عاشور، البن ،((الشريعة مقاصد))

58

Page 55: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

التغيير رابعا7: فقه

التغيير على للحصول التاريخ عبر األمم من أمة كل تسعى وفق المفاسد، عنها ويدرأ المصالح لها يحقق الذي اإليجابي

وتباينت التغيير مدارس اختلفت فقد وأخالقها. لذا معتقداتهاوالمعتقدات. المبادىء لتلك نتيجة

أمثال المدارس بعض فيه سعت الذي الوقت ففي اإليجابي، التغيير لنيل المخلوق إلى األوثان، وعبدة الملحدين

تباينت الخالق. ثم إلى السماوية الديانات أتباع من أخرى توجهت ففى شتى، طرق إلى األرضية المذاهب أصحاب رؤى ذلك بعد

التغيير من الهدف إلى االنطالق البعض فيه رأى الذي الوقتوهكذا. السياسي، التغيير في خرونآ حصرهr االقتصادي،

رؤى كذلك تباينت فقد اإلسالمية، المدرسة داخل أما انقسم التلقي، مصدر جهة فمن وحديثا، قديما والتغيير، اإلصالح

مدارس: ثالث إلى اإلصالحيون

العقيدة من ينطلقون )الوحي(: وهؤالء النقل مدرسة االبتداع، ونبذ االتباع إلى والدعوة الشرك، ومحاربة السليمة

في وشعارهم بإحسان، تبعهم ومن الصالح السلف وهموالتربية(. )التصفية المعاصر الواقع

الوحي(. النقل على العقل يقدمون العقل: وهؤالء مدرسة( واألشاعرة. المعتزلة رؤوسهم وأشهر

الكشف من ينطلقون والذوق: وهؤالء الكشف مدرسة وحدة نظرهم في وهي الحقيقة، إلى للوصول الصوفيالوجود.

اإلصالح رؤى انقسمت فقد التغيير، ساحة جهة من أما إلى: والتغيير

باألنفس، ما تغيير طريق التغييرعن إلى الدعوة مدرسة � اللgه� إ�ن�تعالى: لقوله ا ي غ�يzر ال و�م0 م� ت�ى ب�ق� � ح� وا ي غ�يzر

ا م� م� ه� س� �ن�ف هم المدرسة هذه . وأصحاب[11]الرعد: ب�أ ومن الصالح السلف وهم زمان، كل في األعظم السواد

59

Page 56: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

واإلخوان المعاصرين: السلفيون، ومن بإحسان، تبعهموالصوفيون. والتبليغ، الدعوة وجماعة المسلمون،

القائمة، األنظمة تغيير طريق التغييرعن إلى الدعوة مدرسة و)حزب قديما، هم: الخوارج المدرسة هذه وأصحاب عن خرجوا الذين الوحيدون وهم اإلسالمي( حديثا، التحرير العصور، عبر الصالح السلف ومنهج األعظم، السواد

اإلسالم ليقوم الحاكمة األنظمة تغيير على يقوم ومنهجهمالناس. في كله

وحزب الخوارج بطرح تأثر فقد والزمن، التكرار ومع اإلسالمية الجماعات إلى ينتسبون ممن كثيرون التحرير، مبكر- وقت المسلمين- في اإلخوان مثل األخرى،

الذي الوقت والتبليغ. ففي والدعوة والصوفية، والسلفية، حزب وبفكر بالخوارج المتأثرين من هؤالء بعض فيه اكتفى

القائمة األنظمة ومناكفة السياسية بالمعارضة التحرير األنظمة على الخروج إلى منهم اآلخر البعض دعا سلميا، والتفجير التكفير إلى ببعضهم األمر وتطور السالح، بحمل

الشيخ التحرير حزب مؤسس أن علمنا وإذاالعشوائي. بعثيا كان النبهاني، الدين تقي . وكان(63) اشتراكيا في عضوا

لحزب تأسيسه قبل ،(64) اليسارية(العرب القوميين كتلة) في التحرير حزب منهج فسـاد مصدر لنا تبين التحريـر،

التغيير.

تطبيق على تقوم ـ يهودي أصل من وهي ـ فاالشتراكية النظرية وهذه للتاريخ، المادي للتفسير ماركس نظرية في القائمة واالجتماعية السياسية النظم قلب على تعمل اليسار، تعادي التي اإلسالمية الدول ومنها أجمع، العالم

sومنشوراته، وكتبه الحزب فكر في النظرية هذه فسرت اإلسالمية. األمة إلى ثم ومن أفراده، إلى ثم ومن

أما من جهة طبيعة التغيير ومادته، فقد تباينت الجماعات بأن الجميع يقولون، علمااإلسالمية المعاصرة فيه تباينا واضحا

63)ص ،((وتركيا وإيران العربي الوطن في اإلسالمية الحركات موسوعة))

العربية. الوحدة دراسات مركز إصدار (،39764

،((1948 -1917 من فلسطين في السياسية والمؤسسات القيادات))(.1981) ،بيروت طبعة (،900)ص نويهض، : بيانتأليف

60

Page 57: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

في التغيير.بأنهم يتخذون من الكتاب والسنة دستورا، ومنهجاجماعة:وهذا هو أهم وأبرز جانب من الجوانب التي ركزت عليها كل

اسمالجماعة

به اشتهرت جانب أبرز

باألمر البدع ومجانبة العقيدةالسلفيةوالنهي

والدروشة الذكرالصوفية

اإلخوانالمسلمون

والتجميع والتنظيم الحركةاتفق كيفما

السياسةالتحرير حزب

الدعوةوالتبليغ

والوعظ بالمعروف األمرالقصصي

الشاملة، اإلسالم دعوة من أنها شك ال كلها الجوانب وهذه الذكر من اتخذت الصوفية أن إال إلى خالله من لتعبر جسرا

المغرضة السياسة من اتخذ التحرير الشرك. وحزب أوحال للواقع المخالفة غثاء بذلك وجعلهrم المسلمين، إلضالل طريقا

sلs wسي الجارف. الفكري االشتراكية ل

المذكورة، التغيير جوانب من واحد بجانب االكتفاء إن واالقتصادي، والثقافي االجتماعي، كالجانب تذكر لم ممن وغيرها

في كلها الجوانب هذه تتكامل حتى المنشود، التغيير يحقق ال السنة وفق المصلحون بها يسير أن بد ال ثم المسلم، المجتمع المتمثلة المنشود، التغيير لتحقيق تتغير وال تتبدل ال التي الكونية

� اللgه� إ�ن�تعالى: قوله في ا ي غ�يzر ال و�م0 م� ت�ى ب�ق� � ح� وا ا ي غ�يzر م�هم� س� ولخطورة الكونية السنة هذه .وألهمية[11]الرعد: بأن�ف

عليها. الدالة والبراهين الحجج إقامة من بد ال تخطيها أو تجاهلها،

61

Page 58: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

بأنفسهم ما يغيروا حتى

األنظمة مع الصراع خطر مع قصيرة وقفة

تعالى الله لسنن اعتبارهم قل ممن ،البعض أولئك ليعلم التغيير طريق في تصورات من إليه ذهبوا ما أن ،خلقه في

مع الصراع تركيزو بالحاكم، االنشغال إلى سيؤدي المنشود، الفساد ازدياد ذلك عن فينتج ،وإسقاطه القائم السياسي النظام

عن والنهي بالمعروف األمر مسيرة لتوقف الناس في واإلفسادالحكام. منكر بتغيير االنشغال بحجة إعاقتها أو المنكر

الحاكم وضرب الحاكمة األنظمة مع الصراع فمشروع الصهيونية قبل من المستخدمة األساليب أهم من بالمحكوم

طريق فعن العالم، على ) االشتراكية( للسيطرة األقوى وذراعها عمالئهم بواسطة ويوجهونها خلفها يقفون التي الشعبية الثورات

ويركبون الثورة يقودون أسمائهم، اختالف على االشتراكيين أو دينها كان مهما المعارضة، بتصفية ذلك بعد ويقومون الموجة،عرقها.

ما صهيون حكماء بروتوكوالت في نقرأ ذلك على وللتدليليلي:

من القائمة الحكومات كل لتغيير الوقت يحين حين وذلك)) أن يمكننا(65)االتوقراطي لملكنا تعرفنا نأ أوتقراطيتنا، أجل

حكمنا أن تعرف أن بالضبط أعني الدساتير، إلغاء قبل منه نتحقق مزقتهم الذين الناس يصرخ حين ذاتها اللحظة في سيبدأ

مدبرا سيكون ما )وهذا حكامهم إفالس تحت وتعذبوا الخالفات عالميا حاكما وأعطونا هاتفين: اخلعوهم أيدينا( فيصرخون على

وهي الخالف، أسباب كل ويمحق يوحدنا، أن يستطيع واحدا أن يستطيع ونحوها.. حاكما والديون واألديان والقوميات الحدود رؤسائنا ظل في يوجدا أن يمكن ال اللذين والراحة السالم يمنحنا

يصرخ لكي أنه وافيا دقيقا علما تعلمون وممثلينا. ولكنكم وملوكنا اضطراب البالد كل في يستمر أن البد الرجاء، هذا بمثل الجمهور

االستبدادي. الفردي الحكم هي: نظام األوتوقراطية65

62

Page 59: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

العداوات فتستمر والحكومات، الشعوب بين القائمة العالقات((أيضا استشهادا والموت والكراهية والحروب

(66) .

)غير األمميين مع الحاكمة القوى تحالف نخشى إننا)) االحتياطيات كل اتخذنا قد أننا غير العمياء، الرعاع قوة اليهود( مع

سدا القوتين بين أقمنا الحادث. فقد هذا حدوث احتمال لنمنع تبقى وهكذا األخرى، من كل القوتان تحسه الذي الرعب قوامه

وسنوجهها قادتها، وحدنا سنكون جانبنا، إلى سندا الشعب قوة((أغراضنا لبلوغ

(67).

وتقول :أيضا

ـ رعاياه كل من ومعظما محبوبا (68)الملك يكون ولكي)) اإلجراءات هذه كثيرة. فمثل مرات جهارا يخاطبهم أن يجب

الملك وقوة الشعب قوة أعني انسجام، في القوتين ستجعل اليهودية( بإبقائنا )غير األممية البالد في بينهما فصلنا قد اللتين

أن علينا لزاما كان ولقد األخرى. من دائم خوف في منهما اكل انفصلتا حين نهماأل ،األخرى من خوف في القوتين كلتا نبقي((نفوذنا تحت وقعتا

(69).

التغيير أن من إليه ذهبنا ما على استداللبال البدء قبلو حقيقة نتذكر أن علينا ،(70)أوال األنفس بتغيير يكون المنشود تعالى، لله خالصا كان إذا إال يصح ال باإلسالم االلتزام أن شرعية، لقوله مخالف والقهر اإلكراه وإيمان والمنافع، المصالح فإيمان الدين له مخلصين الله ليعبدوا إال أمروا وما تعالى:

:بالنيات األعمال إنما)): × الرسول لقول ومخالف ،[5]البينة ورسوله، الله إلى هجرته كانت فمن نوى، ما امرئ لكل وإنما

أو يصيبها دنيا إلى هجرته كانت ومن ورسوله، الله إلى فهجرتهعليه[. ]متفق((إليه هاجر ما إلى فهجرته ينكحها، امرأة

أو لمفسدة، دفعا أو لمنفعة طلبا باإلسالم تظاهر فمنتزلف خسر نافق ومن نافق فقد لحاكم، ا خسرانا ومقصود ،مبينا

العاشر. البروتوكول66التاسع. البروتوكول67 حاكم أي أو العالم، لحكم تتويجه إسرائيل( بعد بالملك: )ملك المقصود68

اليسار قبل من موجه عسكري بانقالب يأتون ممن ديكتاتور أو)الماركسية(.

والعشرون. الرابع البروتوكول69....وعاشراوخامسا ورابعا وثالثا وثانيا70

63

Page 60: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

اإليمان، نور إلى شركال ظلمات من الناس إخراج الشريعة.األساسية لألهمية الحقيقة هذه نتذكر أن فعلينا

باألنفس ما بتغيير يكون التغيير أن على األدلة

:القرآنية اآليات

إثبات على الدالة اآليات من العديد الكريم، القرآن في وردمنها: ،بذلك واالنشغال الرعية إصالح على العمل وتركيز التعاضد

وإذا ،7صالحا 7حاكما أفرزت الرعية صلحت : إذا7أوال المفهوم هذا ورد: 7فاسدا حاكما أفرزت الرعية فسدت

منها: تعالى الله كتاب من المواضع من العديد في الجلي

ا الظ�ال�م�ين� ب�ع�ض� ن و�لzي و�ك�ذ�ل�ك� تعالى: قوله-1 ا ب�ع�ض7 ب�م�ب ون� ك�ان وا .[129]األنعام: ي�ك�س�

المجتمع ظلمة بعض يولي تعالى الله أن على اآلية تدل المجتمع، من إفراز هو الحاكم أن علمنا فإذا الحكم، في بعضاrسوtد المجتمع وأن أهدافه لتحقيق األصلح يراه من نفسه على ي

إذا)) :تقول العامة القاعدة أن على تأكيد بكل ذلك دل وغاياته، أفرزت الرعية فسدت وإذا ،صالحا حاكما أفرزت الرعية صلحت. ((فاسدا حاكما

هذه تفسير في زيد ابنو عباس ابن قول القرطبي ينقل:قائال اآلية

أمرهم ولى قوم عن الله رضي إذا))عباس: ابن قال .((شرارهم أمرهم ولى قوم عن الله سخط وإذا ،خيارهم

فيهلكه بعض على الظلمة بعض طtسلrن))زيد: ابن قالو عليه الله طسلي ظلمه من يمتنع لم إن للظالم تهديد وهذا ويذله، يظلم أو نفسه يظلم من جميع ةـاآلي في ويدخل ،رــآخ ظالما((وغيرهم السارق أو تجارته في الناس يظلم التاجر أو الرعية

(71)

انتهى.

الحنفي: العز أبي ابن قال

فليتركوا األمير ظلم من يتخلصوا أن الرعية أراد فإذا)) ((الظلم

(72) .71

(.7/85) ((القرطبي تفسير))72

(.430)ص هـ،1399 ،5ط/ ،((الطحاوية العقيدة شرح))

64

Page 61: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الله: رحمه األلباني الشيخ وقال

هم الذين الحكام ظلم من الخالص لطريق بيان هذا وفي)) ربهم إلى المسلمون يتوب أن وهو بألسنتنا، ويتكلمون جلدتنا من

الصحيح اإلسالم على وأهليهم أنفسهم ويربوا عقيدتهم ويصححوا� اللgه� إ�ن�تعالى: لقوله تحقيقا ا ي غ�يzر ال و�م0 م� ت�ى ب�ق� ح�

وا� ا ي غ�يzر م� م� ه� س� �ن�ف الدعاة أحد أشار ذلك وإلى ،[11]الرعد: ب�أ لكم تقم قلوبكم في اإلسالم دولة أقيموا)) بقوله: (73)المعاصرين

وهو الناس بعض يتوهم ما الخالص طريق . وليس((أرضكم على (74)العسكرية االنقالبات الحكام. بواسطة على بالسالح الثورة

لنصوص مخالفة فهي الحاضر العصر بدع من كونها مع فإنها من بد فال وكذلك باألنفس ما بتغيير األمر منها التي الشريعة

م�ن الله ولينصرن� :عليها البناء لتأسيس القاعدة إصالحره (([40]الحج: ي�نص

انتهى. ،(75)

الخالفة من األمر انتقال أسباب عن حديثه معرض وفي أن الموضع، هذا غير في ذكرت وقد))تيمية: ابن قال الملك، إلى

واألمراء، والقضاة الوالة، من ونوابهم ك و المrل إلى األمر مصير جميعا، والرعية الراعي في لنقص بل فقط، فيهم لنقص ليس(( عليكم ي و�لg تكونوا كما))فإنه

تعالى: الله قال وقد ، ( 76 )(([40]الحج: 7 بعضا الظالمين� بعض� نولي وكذل�ك�

،انتهى. (77)

ا ي غ�يzر ال� الل�ه� إ�ن� تعالى: قوله-2 و�م0 م� ت�ى ب�ق� وا ح� ي غ�يzر ا م� م� ه� س� �ذ�ا ب�أ�نف إ اد� و� ر�

� و�م0 الل�ه أ وء7ا ب�ق� ال� س د� ف� ر� ل�ه م�ا م� و�م� ن� ل�ه ن� د ون�ه� م� .[11]الرعد: و�ال0 م�

عامة وهي المراد، على الداللة في أصرح اآلية وهذه العكس. أو الشر إلى الخير من سواء التغيير نوعي تشمل

- رحمه الهضيبي حسن األستاذ الله: وهو رحمه األلباني الشيخ قال73الله-.

االشتراكية(1952 يوليو23 )ثورة انقالب االنقالبات، هذه أمثلة من74 وليبيا سوريا من، كل في األخرى االشتراكية والثورات مصر، في

وإندونيسيا. وإيران والجزائر والسودان والصومال والعراق واليمن75

)ص1978 اإلسالمي ط/ المكتب وتعليق، شرح ،((الطحاوية العقيدة))47.)

(.320 )رقم (،1/490 )((الضعيفة السلسلة)) في ناصر الشيخ ضعفه7677

(.35/20 )((الفتاوى مجموع))

65

Page 62: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الجماعة أي ـ القوم في يحدث تغيير عن تتحدث اآلية أن ونالحظ أن بالضرورة المحكوم. وليس دون الحاكم شخص في وليس ـ

يكون أن المراد إنما المجتمع، في قليلة فئة بتغيير التغيير يحصل وعد قد تعالى الله أن إلي اإلشارة فيه. وتجدر غالبا التغيير توفر بعد األرض في للمؤمنين والتمكين الخير إلى بالتغييرتعالى. الله شاء إن قريبا بيانه سيأتي كما موانع وانتفاء شروط

من بقوم ما يغير ال الله إن)) تفسيرها: في الطبري يقول بأنفسهم ما يغيروا حتى ويهلكهم، عنهم ذلك فيزيل ونعمة عافية

فتحل بعض، على بعضهم واعتداء ،بعضا بعضهم بظلم ذلك من((وتغييره عقوبته حينئذ بهم

(78) .

. بمثله كثير ابن و القرطبي وقال

القيم: ابن ويقول

الله فإن معصيته، بشؤم إال نعمة قط أحد عن زالت وهل)) يكون حتى عنه يغيرها وال ،عليه حفظها مةبنع عبد على أنعم إذاا ي غ�يzر ال� الل�ه� إ�ن�: نفسه عن تغييرها في الساعي هو و�م0 م� ب�ق�

ت�ى وا ح� ا ي غ�يzر م� م� ه� س� �ذ�ا ب�أ�نف إ اد� و� ر�� و�م0 الل�ه أ وء7ا ب�ق� س

ال� د� ف� ر� ا ل�ه م� م� و�م� ن� ل�ه ن� د ون�ه� م� (([11]الرعد: و�ال0 م�(79).

:نفيس كالم في الخطيب الدين محب ويقول

أن وسياستها الشعوب حياة في له نظر ال من يظن وقد)) يكون. وهذا حيثما يكون أن يريد كما يكون أن يستطيع الحاكم

مما أكثر الحكم نظام وفي الحاكم، في التأثير فللبيئة أ، خط قول معاني من وهذا. البيئة على التأثير من الحكم ونظام للحاكم

ا ي غ�يzر ال� الل�ه� إ�ن�) وجل: عز الله و�م0 م� ت�ى ب�ق� وا ح� ا ي غ�يzر م�م� ه� س� (((ب�أ�نف

انتهى. ،(80)

،القرى أهل من األقوام بذنوب ينزل العذاب : أن7انياث:فقط الوالة وليس

الحق عن تعداب قد البعض أن العنوان هذا وضع بوسب كل تغيير مبه فأناط الحكام، مسؤولية حدود رسم في كثيرا أم ،مسؤوليته دائرة ضمن األمر وقع سواء المجتمع في شيء

78(.13/121) ((الطبري تفسير))

79(.2/432) ((الفوائد بدائع))

.(77 )ص((القواصم من العواصم)) كتاب في80

66

Page 63: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الحديث ذكرها التي األخرى، المسؤوليات أصحاب دوائر ضمن.((.رعيته.. عن مسئول وكلكم راع كلكم)): الشريف

كثيرة، العنوان في المذكور المعنى على الدالة واآلياتمنها:

ن�zي� ك�أ ن� و� ي�ة0 م� ر� ل�ي�ت ق� م�� ا أ ة� و�ه�ي� ل�ه� ث م� ظ�ال�م�

ا ذ�ت ه� �ل�ي� أ�خ� إ ير و� .[48]الحج: ال�م�ص�

ن�ا و�ك�م� م� ن� ق�ص� ي�ة0 م� ر� ة7 ك�ان�ت� ق� �ن�ا ظ�ال�م� أ أ�نش� و�ا ا ب�ع�د�ه� و�م7 ر�ين� ق� .[11]األنبياء: آخ�

السبب أن وجالء، بوضوح تؤكد اآليات هذه أن المالحظ من حكاما عامة القرى أهل من الظلم وقوع العذاب، لوقوع المباشر

قد التي الله سنة فقط. وأنها الحكام بذنوب وليس ومحكومينل�م� :تعالى قال كما عباده، في خلت م� ي�ك ف� ع ه م� ي�ن�ف� ان ه إ�يم�ا ا ل�م� و�

أ� ن�ا ر� س�ن�ة� ب�أ� د� ال�ت�ي الل�ه� س ل�ت� ق� ب�اد�ه� ف�ي خ� ع�

ر� س� ن�ال�ك� و�خ� ون� ه ر .[85]غافر: ال�ك�اف�

القيم: ابن لاق

ومن تأمل ما قص الله تعالى في كتابه من أحوال)) األمم الذين أزال نعمه عنهم، وجد سبب ذلك جميعه إنما هو

مخالفة أمره وعصيان رسله، وكذلك من نظر في أحوال أهل عصره وما أزال الله عنهم من نعمه، وجد ذلك كله من سوء

عواقب الذنوب، كما قيل:

نعمة في كنت إذافارعها

تزيل المعاصي فإنالنعم

حصلت وال ،طاعته مثل قط بشيء الله نعمة حفظت فما لربه، معصيته بمثل العبد عن زالت وال شكره، بمثل الزيادة فيها الحطب في النار تعمل كما فيها تعمل التي النعم نار فإنها

((اليابس انتهى. ،(81)

كذلك: ويقول

نعمة في كنت إذا معصيته، بغير الله نعم أزيلت فما)) من وبالؤك نفسك، من النعم. فآفتك تزيل المعاصي فإن فارعها، من وبلغت عداوتك، في بالغت الذي الحقيقة في وأنت نفسك،

81(.2/432) ((الفوائد بدائع))

67

Page 64: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

من األعداء يبلغ قيل: ما منك. كما العدو يبلغ ال ما نفسك معاداة((نفسه من الجاهل يبلغ ما جاهل

انتهى. ،(82) القرى أهل إيمان تحقق بسبب تنزل البركة نإ: ثالثا وليس جميعا

فقط. والةال

منها: كثيرة، ذلك في واآليات

ل�و� ل� أ�ن� و� ر�ى أ�ه� ن وا ال�ق ا آم� و� ات�ق� ن�ا و� ت�ح� م� ل�ف� ع�ل�ي�ه�ك�ات0 ن� ب�ر� اء� م� م� ض� الس� ر�

� ل�ك�ن� و�األ� ك�ذ�ب وا و�ذ�ن�اه م� أ�خ� ا ف� ب ون� ك�ان وا ب�م� .[96]األعراف: ي�ك�س�

واالستخالف بالتمكين الوعد تحقق : شروط7رابعا بالوالة وليس بالجماعة الخير( متعلقة إلى )التغيير

فقط.

يلي: ما ذلك على الدالة اآليات ومن

ين� الل�ه و�ع�د��ن وا ال�ذ ن�ك م� آم� ل وا م� ات� و�ع�م� ال�ح� الص�م ن�ه ل�ف� ت�خ� ض� ف�ي ل�ي�س� ر�

� ا األ� ل�ف� ك�م� ت�خ� ن� ال�ذ�ين� اس� م�م� ب�ل�ه� كzن�ن� ق� ل�ي م� م� و� م� ل�ه ت�ض�ى ال�ذ�ي د�ين�ه م� ار� ل�ه

م� ل�ي ب�دzل�ن�ه ن� و� م� ب�ع�د� م� ه� و�ف� ن7ا خ� م� ال� ي�ع�ب د ون�ن�ي أ�

ر�ك ون� ي�ئ7ا ب�ي ي ش� ر� و�م�ن� ش� ل�ئ�ك� ذ�ل�ك� ب�ع�د� ك�ف� و�أ م� ف� ه

ون� ق اس� .[55]النور: ال�ف� تعالى الله وعد لتحقيق الواجبة الشروط اآلية تضمنت

اإليمان تحقق وهما ،األرض في والتمكين باالستخالف لعباده بصيغة جاء اآلية في الخطاب أن المالحظ ومن الصالح، والعمل الفرد بصيغة يأت ولم (، ليستخلفنهم منكم، منواآ ) :الجمع التغيير أن من عليه، البراهين تقديم بصدد نحن ما على للتأكيد سبيل على كالحكام األفراد، بخصوص ال المجتمع بعموم يكون

rتمت المثال. ثم اإليمان سالمة به مrناط آخر بشرط اآلية اخت إال إله )ال كلمة توحيد سالمة لضمان الشرك عدم وهو وصحته،

ال� ي�ع�ب د ون�ن�ي :تعالى قوله في كما يسيرا شيئا كان ولو الله(،ر�ك ون� ي�ئ7ا ب�ي ي ش� .ش�

:النبوية األحاديث

8221 ،1/181) ((الفوائد))(. وانظر: 111- 1/110) ((الهجرتين طريق))0.)

68

Page 65: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

عليها دخل× النبي أن عنها الله رضي جحش بنت زينب عن قد شر من للعرب ويل ،الله إال إله ال))يقول: فزعا

،هذه مثل ومأجوج يأجوج ردم من اليوم فتح ،اقترب يا:فقلت ،تليها والتي اإلبهام أصبعيه بين وحلق

إذا نعم:قال ؟الصالحون وفينا أنهلك ،الله رسول((الخبث كثر

(83). وال الخبث، كثر إذا بالعباد ينزل الهالك أن:الحديث وداللة

الحاكم وفساد أكثره، بفساد إال المجتمع في الخبث كثرة تتحقق العذاب أن فثبت الخبث، كثرة به يتحقق ال المجتمع دون وحده بذنوب وليس ورعية، رعاة القرى أهل من األقوام بذنوب ينزل

.فقط الحكام

أمامة أبي عنو اإلسالم عرى لتنقضن)) :× قال: قال بالتي الناس تشبث عروة انتقضت فكلما ،عروة عروة

((الصالة وآخرهن ،الحكم نقضا فأولهن ،تليها(84).

في موضعها إلى الحكم عروة إعادة أن:الحديث وداللة من بدءا األخرى العرى تطبيق إعادة يسبقها أن بد ال ،التطبيق آخر ك،تفك قطعة )أول:تقول العامة القاعدة نإف وهكذا، الصالةتركب(. قطعة

الله رسول قال: قال عنهما الله رضي عمر بن الله عبد عن فاإلمام ،رعيته عن مسئول وكلكم راع كلكم أال)): ×

،رعيته عن مسؤول وهو راع الناس على الذي ،رعيته عن مسؤول وهو بيته أهل على راع والرجل مسئولة وهي وولده زوجها بيت على راعية والمرأة

وهو سيده مال على راع الرجل وعبد ،عنهم عن مسؤول وكلكم راع فكلكم أال ،عنه مسؤول

.(85) ((هرعيت

حجر: ابن قال

في ذكر ومن والرجل اإلمام أي الخطابي: اشتركوا قال)) فرعاية مختلفة، ومعانيهم بالراعي، الوصف، في أي التسمية،

.ومسلم البخاري رواه83 في األلباني الشيخ وصححه ،((صحيحه)) في حبان ابن رواه )صحيح(،84

.((والترهيب الترغيب))عليه. متفق85

69

Page 66: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الحكم، في والعدل الحدود بإقامة الشريعة حياطة األعظم اإلمام ورعاية حقوقهم، وإيصالهم ألمرهم سياسته أهله، الرجل ورعاية كل في للزوج والنصيحة والخدم واألوالد البيت أمر تدبير المرأة من عليه يجب بما والقيام يده، تحت ما حفظ الخادم ورعاية ذلك،

((خدمتهانتهى. ،(86)

النووي: وقال

صالح الملتزم المؤتمن الحافظ هو العلماء: الراعي قال)) تحت كان من كل أن نظره. ففيه تحت هو وما عليه، قام ما

دينه في بمصالحه والقيام فيه بالعدل مطالب فهو شيء نظره((ومتعلقاته ودنياه

(87).

ك م� اللgه� إ�ن�: تعالى قوله شرح في القرطبي وقال ر م ي�أ�

� أ�ن ان�ات� ت ؤد�وا ا إ�ل�ى األ�م� .[58]النساء: أهل�ه�

رعاة هؤالء كل الصحيحة األحاديث هذه في فجعل))((مراتبهم على وحكاما

انتهى. ،(88)

وال إفراط دون المسؤولية دوائر ملتتك وهكذا: قلت يجعل لم حيث العظيم اإلسالم عظمة يعكس األمر تفريط. وهذا

ناطrم الدين قيام الجماعة. دين فهو ،أبدا الناس من فئةب أو ،بفرد ا

أيوب أبي عن بعث ما)) يقول:× الله رسول سمعت:قال بطانتان له إال خليفة من بعده كان وال نبي من الله

وبطانة ،المنكر عن وتنهاه بالمعروف تأمره بطانة((وقي فقد شرها وقي فمن 7،خباال تألوه ال

(89).

الشرح: في حجر ابن قال

من يتخذ أن للحاكم ينبغي نهإ :أشهب عن التين بنا ونقل)) فطنا مأمونا ثقة وليكن ، السر في الناس أحوال له يستكشف

قبوله من المأمون الحاكم على تدخل إنما المصيبة ألن ،عاقال أن عليه فيجب ،به الظن حسن هو كان إذا به يوثق ال من قول

((ذلك مثل في يتثبتانتهى. ،(90)

86(.13/113 )((الباري فتح))

87(.12/213 )((مسلم صحيح على النووي شرح))

88(.5/258 )((القرطبي تفسير))

بن صفوان رواية يوف (،7198) ورقم (،6237) رقم البخاري رواه89.((خليفة من بعده وال نبي من الله بعث ما)): يقول سليم

90.(13/190) ((الباري فتح))

70

Page 67: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

التشريع مقصود الرعية في العدل تحقيق كان إذا: قلت بأهل يكون إنما الحاكم وأمر بالحاكم، األمر هذا أنيط وقد ،اإللهي

من يجعلوا أن الرعية يلزم فإنه الخيرة، وبطانته مشورته اإلنس لشياطين وشأنه نهيتركو وال لحاكمهم بطانة أنفسهم األزمنة في وخاصة الواجب، هذا أداء عن يتعففوا أن وال ،والجن

ذلك فعلوا لو فإنهم الصالحين، األمناء من األكفاء فيها يقل التي وساهموا األمة أعداء خدموا فقد المسؤولية، مواقع عن وتخلوا

بأن مأمورون أنهم حين في رقابهم، على السوء بطانة تسلط فياتعالى: قوله في كما دونهم، من بطانة يتخذوا ال �ي�ه� ال�ذ�ين� ي�اأ

ن وا ذ وا ال� آم� ن� ب�ط�ان�ة7 ت�ت�خ� �ل ون�ك م� ال� د ون�ك م� م� ب�اال7 ي�أ خ�د�وا ا و� د� ع�ن�ت�م� م� اء ب�د�ت� ق� ن� ال�ب�غ�ض� م� م� و�اه�ه� ا أ�ف� و�م�

ي ف� م� ت خ� ه د ور �ك�ب�ر ص د� أ ي�ات� ل�ك م� ب�ي�ن�ا ق� ك ن�ت م� إ�ن� اآل�ل ون� �ن�ت م�* ت�ع�ق� أ ء� ه� و�ال�

م� أ ب�ون�ه ال� ت ح� ب�ون�ك م� و� ي ح�ن ون� ت ؤ�م� �ذ�ا ك لzه� ب�ال�ك�ت�اب� و� إ وك م� و� ال وا ل�ق ن�ا ق� �ذ�ا آم� إ و�

ل�و�ا وا خ� ل� ع�ل�ي�ك م� ع�ض� �ن�ام� ن� األ� ل� الغ�ي�ظ� م� م وت وا ق د ور� ب�ذ�ات� ع�ل�يم� الل�ه� إ�ن� ب�غ�ي�ظ�ك م� -118عمران: ]آل الص�

119].

تفسيرها: في كثير ابن يقول

اتخاذ عن المؤمنين عباده ناهيا وتعالى تبارك يقول)) يضمرونه وما سرائرهم على يطلعونهم أي:بطانة المنافقين

،خباال المؤمنين يألون ال وطاقتهم بجهدهم ألعدائهم. والمنافقون وبما ممكن، بكل يضرهم وما مخالفتهم في يسعون أي

المؤمنين، يعنت ما ويودtون ، والخديعة المكر من يستطيعوند�)تعالى: قال .... ثم عليهم ويشق ويحرجهم اء ب�د�ت� ق� ال�ب�غ�ض�

م� م�ن� و�اه�ه� ا أ�ف� ف�ي و�م� م� ت خ� ه د ور �ك�ب�ر ص الح قد أي (،أ هم ما مع العداوة من ألسنتهم وفلتات وجوههم صفحات على

ال ما وأهله لإلسالم البغضاء من صدورهم في عليه مشتملون.انتهى.((لقعا لبيب ىعل مثله ىيخف

باإلسالم يتربصون الذين المنافقون كثر وقد : هذاقلت للحركات المنتمين من كثير رأسهم علىو الزمان، هذا في هوأهل

ينطلقون إذ وغيرهم، وناصرية بعثية من واالشتراكية القومية الكامنة القوة باعتبارهم اإلسالميين ومداهنة مهادنة إلى بقوة

71

Page 68: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ما على للسيطرة مرحليا لها ماسة بحاجة هم )الرعاع( التيفتنبه. اإلسالمي العالم في االشتراكية غير الدول من تبقى

المستهدف، القائم للحكم الظاهري الوالء يظهرون فهم هامش مستغلين أفواههم من البغضاء بعض بدت قد أنه مع

بآخر النظام تغيير وهو ،أكبر صدورهم تخفي وما الديموقراطية،. رافضي شيعي أو اشتراكي

الصالحة البطانة نفسها من تجعل أن األمة لزم إذن ذلك إلى استطاعت ما غيرها دون للحاكم يستقيم حتى ،سبيال

إلى السعي ذلك، قبل هالزمي بعدله. وعليه الناس ويسعد أمره وذلك الواجب، هذا بأداء ستقوم التي الصالحة البطانة إيجاد األسرة إيجاد بدون ذلك يكون وال الناشئة، األجيال بتربية

المسلم. الفرد وال المسلمة

بشير بن النعمان وعن أال.. )): × الله رسول قال: قال ،كله الجسد صلح صلحت إذا مضغة، الجسد في وإن((القلب وهي أال كله، الجسد فسد فسدت وإذا

(91) .

فساده أو الفرد صالح أن الشريف، الحديث هذا من نالحظمرتبط وليس فساده أو قلبه بصالح مرتبط أو رعاةال بصالح ا من وكم ها؟رعات فساد مع صلحت قلوب من . فكممفسادهها؟رعات صالح مع فسدت قلوب

وأ ليصلح العباد قلوب على سحري تأثير للحاكم يوجد فال في الحكم إلى الصالح الرجل وصول مجرد كان فلو.يفسد

ذلك من منه, التخذ ملزم بقرار المجتمع واقع يغير فاسد، مجتمع وتركه ذلك عن , فعدولهسنة وسلم عليه الله صلى الله رسول

الدعوة، ترك مقابل قريش، بها له تقدمت التي ةالمغري ضوللعر تغيير في تعالى الله لسنة الطريقة هذه مخالفة على دل

للترك. نقل السنة، نقل فتركالمجتمعات.

به الله فأراد 7عمال منكم ولي من)): × الله رسول قالو ذكر وإن ذكره نسي إن 7،صالحا 7وزيرا له جعل 7خيرا((أعانه

(92) .

. عليه متفق91 )صحيح(األلباني: الشيخ عائشة. تحقيق : )ن( عن السيوطي تخريج92

) ((النسائي سنن)). و((الجامع صحيح)) في(6596)رقم: حديث انظر.(1/881) ((الصحيحة السلسة)) صحيح.وفي وهو آخر بسند (،7/159

72

Page 69: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

كيف السابق. إذ الحديث مفهوم يعزز الحديث : وهذاقلت الوزير وجود دون األمر لولي بالخير تعالى الله مراد يتحقق الصالح؟ المجتمع وجود دون الصالح الوزير يوجد وكيف ؟ الصالح؟المسلم والفرد المسلمة األسرة وجود دون ذلك يكون وكيف

:القرآني القصص من

موسى قصة فرعون مع:

ذ�� إ ال� و� ه� م وس�ى ق� و�م� وا ل�ق� ة� اذ�ك ر الل�ه� ن�ع�م��ذ� ع�ل�ي�ك م� اك م� إ ن� أ�نج� ع�و�ن� آل� م� ر� وم ون�ك م� ف� وء� ي�س س ون� ال�ع�ذ�اب� ي ذ�بzح �ب�ن�اء�ك م� و� ي ون� أ ت�ح� ي�س� اء�ك م� و� و�ف�ي ن�س�

ء� ذ�ل�ك م� ن� ب�ال� بzك م� م� .[6]ابراهيم: ع�ظ�يم� ر�

كثير: ابن يقول

.. مضمونهاهالته. رؤيا رأى قد كان الله لعنه فرعون نإ)) بعد إسرائيل. ويقال بني من رجل يدي على يكون ملكه زوال أن

مtاره تحدث rمنهم رجل خروج يتوقعون إسرائيل بني بأن عنده س في سيأتي كما الفتن حديث جاء وهكذا ورفعة، دولة به لهم يكون

فرعون أمر ذلك فعند تعالى الله شاء إن طه سورة في موضعه تترك وأن إسرائيل بني من ذلك بعد يولد ذكر كل بقتل الله لعنه

انتهى. ،((البنات

أمرا باعتباره ـ هذا الفرعوني األمر صدر أن بعد ولكن إلهيا أن خشية إسرائيل بني من الذكور المواليد بقتل ـ قومه عند

على األمر هذا يطبق لم أنه نجد منهم، رجل يد على ملكه يزول في القتل حكم تنفيذ فرعون امرأة لمعارضة بالقضية المعنيتقتلوه. ال:كلمتها فقالت رأته، حين الرضيع موسى

ال�ت� �ة و�ق� أ ر� ع�و�ن� ام� ر� ة ف� ر� ل�ك� ل�ي ع�ي�ن0 ق ال� و�ت ل وه ع�ن�ا أ�ن� ع�س�ى ت�ق� و� ي�نف�

� ذ�ه أ ل�د7ا ن�ت�خ� م� و� ال� و�ه ون� ع ر قد الحاكم حكم أن على يدل . مما[9]القصص: ي�ش�

أثر على يؤكد وهذا حوله، ممن األسباب بأتفه أحيانا يتخلف كي أوال الصالحة البطانة إيجاد ضرورة حكمه. فثبتت في البطانة

واالستقامة. الخير على الحاكم تعين

الصالحة؟ البطانة تأتي أين من لكن

73

Page 70: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

المجتمع كان فإن المجتمع، من إفراز طبعا إنها، صالحا المجتمع كان وإن صالحة، البطانة تكون ـ واقعنا هو كما ـ سيئاسيئة. البطانة تكون

: فرضية

حاكمه، ليجد ما يوما استيقظ ،فاسقا مجتمعا أن لو:تقول يتوب أن بالضرورة فهل ،آمن وأ صلح قد تعالى، الله بقدرة

تعالى؟ الله إلى ويرجع ساعته من المجتمع

نأب الزعم بطالن لنا يتضح ـ القارىء أخي ـ مضى مما تاب فقد وفساده، الحاكم بصالح مناط وفساده المجتمع صالح

إيمانه يظهر أن يقدر ولم وآمن النجاشي به. رعيته أمر عن فضال النبي تباعا على حاشيته جبر على يقدر لم الروم عظيم وهرقل

عليه، اإللهية صفة وإضفاء للحاكم، الصنمية النظرة فهذه×. نفسه، الشرك خبث خبيثة نظرة فيكون، كن:للشيء يقول كأنه معروفالب أمرال من بواجباتهم القيام عن بسببها الناس يقعد

يوما الخلف إلى للتراجع المجتمع بذلك ويترك المنكر، عن نهيالو نظر لفت هذا وفي ،بمعظمه فاجرا مجتمعا يغدو حتى يوم، بعد

إلى أقرب أنهم مع القصور(، )شرك حول يدندنون الذين ألولئك العصمة هالة المنشود الحاكم أعطوsا بأنهم ذلك ذلك، في التورط

قيام مع به، الدارين في النجاة ولربطهم نبي، لغير تكون ال التي اتباع من وإياهم الله عصمنا ذلك، خالف على الواقعية األدلة. الهوى

في فنقع بالكلية الحاكم دور ويهمش الفهم يساء ال وحتى المسؤولية دوائر حدود نغفل ال وحتى اآلخر، الطرف في انحراف به المناطة الواجبات عن الحاكم فيتقاعس ببعض بعضها فيختلط

الرعية يتلق ال حتى وكذلك الرعية، عاتق على يةبالمسؤول يويلق السابقة الحجج بإحدى الحاكم، عاتق على وواجباتها بمسؤولياتها

معك مر ما تستذكر أن القارىء أخي لك بد ال ،مناقشتها مر التيالخصوص. بهذا قريبا

الصالحة، وحاشيته الحاكم أقول: إن ذلك إلى وباإلضافة أفراد قوة بقدر المكشوفة الساحة على سيطرتهم تكون

فكلما تدعمها، الحاشية هذه خلف التي والجماعات الحاشية، الفساد أسباب فيهم نخرتو ،عزائمهم وخارت إيمانهم ضعف

اعتبار من واألمانة والصدق للعدل المنافية األخالقية

74

Page 71: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ضعف إلى ذلك أدى ،والوصولية الرشاوى وقبول المحسوبيات األحكام تطبيق في وبالتالي الحكومي، الجهاز في واضح

الحاكم. والنظام الدولة سمعة على سلبا ينعكس مما والقوانين مما ضدها، الناس غثاء تأليب في يريد ما غرض صاحب كل فيجد تحقيق على االشتراكيين أمثال أعدائنا من المتربصين يعين

والمعادية المعارضة اإلسالمية أنظمتنا وإسقاط أطماعهم مع سعى قد منا البعض يكون المعنى وبهذالالشتراكية.

. يعلم ال وهو تكثيرها أو المفاسد جلب في النية حسن

في فاعليتهم كانت الحاشية، أفراد في اإليمان قوي وكلما إذن فالقضية أعظم، المنكرات ظهور ومنع األحكام تطبيق

الساحة في يقع مما المنكر كان إذا آخر جانب نسبية. ومنومنعه؟ إليه الوصول وحاشيته للحاكم فكيف المستورة،

�تعالى: قال األمر، لتوضيح مثال ضربأو ال � و� ب وا ر� ت�ق�ن�ى zن�ه الز� ة7 ك�ان� إ ش� اح� اء ف� 7 و�س� ب�يال . [32]اإلسراء: س�

ومراقبته محاربته من بد ال المجتمع في الزنا وقوع ولمنع الحاكم المكشوفة, يستطيع الساحة فعلىمكان. كل في

إلى يؤدي ما المباشر, وكل الزنا دور إغالق الصالحة ببطانته العامة, السباحة العامة, وبرك الرقص حفالت الزنا, مثل وقوع

تتكشف التي النساء المختلطة, ورياضة الشواطئ ومخالفات، فيها tفي والرقص والسباحة القوى وألعاب تزلج من عوراتهن

الكثير. وغيرها الجمال ملكات ومسابقات الماء،

جميع يمنع أن الصالحة ببطانته الحاكم يستطيع كما العامtة واألماكن الساحات في المحرم االختالط مظاهر

مظاهر من يحدt أن العامtة, وكذلك والمواصالت والجامعات والصور الشوارع, والسينما في المنتشر والعريt السفور

مطبوعات من نشره يجوز ال وما يجوز ما يراقب الفاضحة, وأنأمور. من ذلك شاكل وما ومجالت، وصحف ومنشورات

وبطانته الحاكم دور نإف المستورة الساحة على أما آباء من األخرى المسؤوليات أصحاب دور ليبدأ ينتهي الصالحة ال الحاكم نإ :أي ،بالمنكر عالقة له من وكل ومربين وأمهات وال المحرم االختالط المستورة, وال البيوت في الزنا منع يستطيع

يفعل ال أنه كمااألسر. في المنكرات من بجري لما شيئا وال والمكاتب، الخاصة، المؤسسات داخل ومحرمات مخالفات

75

Page 72: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

األقارب بين التعري وال ،والعامة الخاصة األجرة سيارات داخل ،األعراس منكرات من البيوت داخل جريي األصحاب, وما ومع غير األخرى الدول قنوات تعرضه ما يمنع أن كذلك يستطيع وال

واالنترنت، التلفاز شاشات على الفضائية وغير الفضائية الملتزمة الشباب بين فاضحة صورو مخالفات من كذلك تبادله يجري ما وال

tاتtوالش جميع يتتبع أن يستطيع وال النقالة. الهواتف جهزةأ في اب العاريات الكاسيات النساء فيه تظهر التي والشوارع األماكن واألرياف القرى في يجري ما وخاصة .السلطة أعين عن بعيدا

انتهكت الرقيب غاب أينما بأنه، المالحظة تجدر وهنا لذلك، الرادعة القوانين فرضت لو حتى المحرمات، في خصوصا

منهار مجتمع الله مراقبة على اإلسالم أكد لذا وسلوكيا، أخالقياوالعلن. السر في تعالى

لله ومراقبته الحاكم عند(93)التنفيذي الجهاز ضعف فكلما إلى يؤدي بل ،المتابعة لضعف المحرمات مظاهر انتشرت تعالى.القانون خالف أو الله حرم فيما الجهاز هذا وقوع

المكاتب في التدخين يمنع قانون األردن في وعندناtة غرامة بدفع العامtة, ويقضي واألماكن ،مخالف كل على مالي

لهذا نر لم أننا الحكومة, إال من عليه المستمر التأكيد ورغم الجهاز داخل والصغير, من الكبير قبل من أثرا, النتهاكه القانون

خارجه, فغدا من أو التنفيذي غياب بسبب وذلك ،ورق على حبراالمؤثرة. الصالحة البطانة غياب بل الصالحة، البطانة

الرعية إصالح على العمل وتركيز التعاضد يجب وعليه، والنهي بالمعروف باألمر بذلك، واالنشغال ألنفسهم ظلمهم ورفع وضوابطه. بشروطه للحاكم والنصح المنكر، عن

ومراتبه التغيير درجات

فالعمال, أحسن أيهم ابتالهم الخلق تعالى الله خلق لما لهم الله فأرسل ،الشياطين اجتالتهم حتى التوحيد على زالوا

األنبياء دين ـ اإلسالم إلى يدعونهم تترى النبيين ,جديد من ـ جميعا هداية ن, فكانتيالصالح عباده به الله الرحمة, يرحم دين وهو

أشخاص من يتشكالن الدولة في التشريعي والجهاز التنفيذي الجهاز93حكوميين. يكونوا أن قبل األصل، في مواطنين

76

Page 73: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

مقاصد من مقصد أسمى لذاتها, وهي مقصودة للحق الخلقجميعها. السماوية الديانات

الشرائع آخر باعتباره اإلسالم حرص لذا كل لها وناسخا جلأل النور, وأوجب إلى اتالظلم من العباد إخراج على الحرص

أمرين لتحقيق وذلكالمنكر, عن والنهي بالمعروف األمر ذلكاثنين:

،بالمعروف األمر خالل من ماألم في الخير : زيادةاألولاإلسالم. وأركان التوحيد تحقق هوأعظم

عن النهي خالل من المنكرات من : التقليلالثانيوالكبائر. بالله الشرك هالمنكر, وأكبر

,بينهم فيما الدرجات في يتفاوتون الخير أهل أن وبماالمطلوب: فإن كذلك، الشر وأهل

درجة من الخير زيادةب المجتمع, وذلك في الخير نسبة رفع-1.ـ األكمل إلى الكمال درجة من أي ـ أخرى إلى

إلى ،األسـوأ درجةال من المجتمع في الشر نسبة من التقليل-2ســوءا. األقــل الدرجة

tة, قواعد الفقه أهل أصtل السابقة للمعاني وتحقيقا أصولي باب وهذا ،((الشرين شر ودفع ،الخيرين خير ترجيح))قاعدة منها

بالعمل المنكر, إذ عن والنهي بالمعروف األمر أبواب من عظيمعذابه. من نوينجو العباد على تعالى الله رحمة تتنزtل به

المعنى: هذا في الله رحمه تيمية ابن يقول

أخف دفع وال الكثير بالفساد القليل الفساد دفع يجوز فال)) بتحصيل جاءت الشريعة فإن ،الضررين أعظم بتحصيل الضررين ، اإلمكان بحسب وتقليلها المفاسد وتعطيل وتكميلها المصالح

ودفع جميعا يجتمعا أن يمكن لم إذا الخيرين خير ترجيح ومطلوبها((جميعا يندفعا لم إذا الشرين شر

(94) .

:ويقول

وتكميلها المصالح تحصيل على مبناها الشريعة إذ)) بتفويت الخيرين خير ترجيح والورع ، وتقليلها المفاسد وتعطيل((أدناهما حصل وإن الشرين شر ودفع أدناهما

(95).94

.(23/343) ((الفقه في تيمية ابن فتاوى))95

.(30/193) ((الفقه في تيمية ابن فتاوى))

77

Page 74: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

التالي: الرسم نتصوtر أن األمر, علينا ولتوضيح

78

Page 75: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

(1شكل)

بذلالمال

عملاألركا

ن

عملاللسان

عملالقلب

موق ف

محايد من

اإلسال م

صفر

عم ل

القلب

عملاللسان

عملاألركا

ن

بذل المالوالنفس

اإلسالم مع متعاطف موقفالوالء في تدرج

اإلسالم ضد متآمر موقف البراء في تدرج

موجب

4

موجب

3

موجب

2

موجب

1

سالب

1

سالب

2

سالب

3

سالب

4

قاعدة: تحصيل وتكميلها المصالحالخيرين( خير )ترجيح

قاعدة: تعطيلمحايد موقف وتقليلها المفاسد

الشرين( شر )دفع

أو الجماعة أو المقصود الشخص موقف الرسم هذا يمثليلي: كما اإلسالم من الدولة

اإلسالم, من الحياد موقف ) الصفر(, وتمثل المنتصف أ- نقطةمعارض. وغير مؤيد غير

درجات: أربع اليمين, ويمثل إلى ب- االتجاه

تصديقه، أي القلب، )قول ويشمل باإليمان، القلب عمل-1 أو اإليمان، أصل وانقياده( وهو هخضوع أي القلب، وعمل

.(96)األدنى حدtه

96(.7/637،263،644،377،639) ((الفقه في تيمية ابن فتاوى))

79

اتجاه ايجابي )خير

موقفمحايد

اتجاه سلبي )شر

اتجاه إيجابي

موقفمحايد

اتجاه سلبي

Page 76: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

إليها السابقة, ويضاف الدرجة باللسان: وتشمل عمل-2 يقول: باللسان, كأن اإلسالم مع التعاطف عن التعبير

وهكذا. الحق دين اإلسالم

أركان وإقامة السابقة الدرجات باألركان: وتشمل عمل-3)صالة, صوم...( النفس في اإلسالم

جميعا، السابقة الدرجات والمال, وتشمل النفس بذل-4 والنفس المال بذل إليها ويضاف والدعوة اإلسالم عن دفاعا

إليه.

درجات: بأربع اليسار, ويمثل إلى ج- االتجاه

وعمل تكذيبه، أي القلب، ) قول بالكفر, ويشمل القلب عمل-1األدنى. الكفر حد واالنقياد( وهو الخضوع عدم أي القلب،

إليها ويضاف السابقة الدرجة باللسان, ويشمل عمل-2 يقول: اإلسالم اإلسالم, كأن عن الصد في اللسان استعمال

العلماء. من يسخر أو وباطل، رجعي دين

ترك إليها ويضاف السابقة، الدرجات باألركان, ويشمل عمل-3المحرمات. وفعل الواجبات،

إليها ويضاف السابقة الدرجات والمال, ويشمل النفس بذل -4اإلسالم. محاربة في والنفس المال بذل

:بالمعروف األمر درجات

( إلى1)+ موجب من الدرجات اإليمان, ويمثلها درجات الرابعة القلب( وأعالها )عمل األولى الدرجة (, أدناها4)+موجب

ينقل أن الدعاة أحد استطاع والمال, فلو النفس بذل من شخصا الدرجة إلى وخضوعه(، تصديقه القلب: أي األولى)عمل الدرجة بالقول( لكانت اإلسالم مع التعاطف اللسان: أي )عمل الثانية

أو الثالثة الدرجتين إلى نقله لو فكيف اإليجابي، االتجاه في نقلةالرابعة؟.

ينقل أن استطاع لو وهكذا إلى الثالثة الدرجة من شخصا اليمين باتجاه نقلة فكل الثالثة, إذن إلى الثانية من أو الرابعة

تحصيل قاعدة طبقنا قد نكون العمل وبهذا إيجابية، نقلة تعتبر والينا قد . ونكون الخيرين خير ترجيح أو ، وتكميلها المصالحلإلسالم. وبذلهم إيمانهم درجة بقدر المؤمنين

80

Page 77: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

(،4( و)+1)+ الدرجات بين ما االنتقال أن المعلوم ومن تليها والتي الدرجة بين ما وخاصة الناس، من البعض يالحظه ال

في المعروف يزداد به إذ الدعوة، أبواب من باب انه مع مباشرة،لذاته. مقصود وهذا تدريجيا، األرض

:المنكر عن النهي درجات

( أدناها4)- ( إلى1)- من الدرجات الكفر, ويمثلها درجات الخضوع وعدم تكذيبه، : أيالقلب كفر) درجة(: 1)- الدرجة

عن الصد في والمال النفس (: )بذل4)- وأعالها(واالنقياد ينقل أن الدعاة أحد استطاع اإلسالم(. فلو )- الدرجة من شخصا

ةــالدرج إلى ،اإلسالم محاربة في والنفس المال : بذل درجة(4 في نقلة بالمنكرات, لكانت الشخص فيها يقوم (: التي3)-

درجة(: 1)- ىـ( ال4)- الدرجة من نقله لو فكيف ،اإليجابي االتجاه؟.القلب( كفر)

بإخراج نوفق لم أننا من الرغم وعلى العمل بهذا إذا تعطيل قاعدةب عملنا قد نكون اإليمان، إلى الكفر من الشخص بقدر الكافرين وعادينا. الشرين شر دفع أو ، وتقليلها المفاسد

بموقفهم ازدادوا فكلما اإلسالم، دين عن وصدهم كفرهم درجةوا ال�ذ�ين�تعالى: عذابهم. قال زيد سوءا، ر د�وا ك�ف� ع�ن� و�ص�ب�يل� م� الل�ه� س� و�ق� ع�ذ�اب7ا ز�د�ن�اه ا الع�ذ�اب� ف� ك�ان وا ب�م�

د ون� س� بين ما االنتقال أن المعلوم . ومن[88]النحل: ي ف� بين ما وخاصة الناس، من كثير يالحظه ال (،1( و)-4)- الدرجـات

به إذ الدعوة، أبواب من باب أنه مع مباشرة، تليها والتي الدرجة كذلك. لذاته مقصود وهذا تدريجيا،، األرض في الفساد ينحسر

انتقل ولكن الكفر، بقاء نتيجته كانت بعمل قام ، مسلما، أن فلو كان (،4)- ( الــى3)- من أو (،2)- ( الى1)- من أهله موقف دائرة من البعض به أخرج بعمل قام لو به محرما. فكيف عمله

محسنا؟ نفسه يظن وهو الكفر، إلى اإلسالم

قد بهذا، علمهم قل ممن البعض إليه: أن التنبيه يجدر ومما أفتوا إذا بالعمالة، األصولي المنهج بهذا العاملين العلماء يصنف

ومثاله، ،جميعا يندفعا لم إذا األصغر، بالشر األكبر الشر بدفع. (97)الحاشية انظر

صور ومن الرأسمالي، بالخطر األكبر، شتراكياال الخطر دفع97 في االشتراكي البعثي والنظام الخميني، اإليراني )النظام شتراكيةاال

81

Page 78: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

صلح في حدث بما مثال نضرب أكثر األمر ولتوضيح؟ المبين بالفتح سمي ولماذا الحديبية،

والصبر الزمن ومع × بمفرده، الله رسول دعوة بدأت لقدالكفر})- درجات من باالنتقال الناس بدأ المشركين، أذى على

كانوا ولقد ({،4(-)+1})+ اإليمان درجات ({ إلى1(-)-4 فلم إليه، عواrد حين اإلسالم من األولي موقفهم في متفاوتين

والنفس، بالمال لإلسالم ( المعادية4)- الدرجة في كلهم يكونوا المشركون أخذ الدعوة استمرار ومع الله، لعنه جهل أبي كموقف دخل من ومنهم اإلسالم، باتجاه تليها التي إلى درجة من باالنتقال

(-)+موجب1})+موجب اإلسالم درجات في بالترقي وبدأ فيه كانت المكي، العهد ( في4)+موجب الرابعة الدرجة أن إال ({،4

الجهاد فرض قد يكن ولم فقط، الدعوة سبيل في المال ببذلبعد.

وقاموا المسلمين، شوكة قويت المدينة، إلى هجرةال وبعد السنة الكبرى(. وفي )بدر رأسها وعلى الغزوات، من بالعديد

صلح وسلم عليه الله صلى الرسول وقtع الهجرة من السادسة المنورة المدينة خارج الدعوة بنشر وأخذ قريش، مع الحديبية عدد فازداد سنين، عشر لمدة القتال وضع فترة مستغال

في أسلموا ممن أكثر سنتين غضون في فيه فدخل المسلمين،عام عشر تسعة بن خالد الفترة هذه في أسلم وممن مضت، اعنه. الله رضي الوليد

الفتح: سورة أول تفسير في كثير ابن يقول

تحنا إنا ):فقوله)) 7 لك ف� 7 فتحا بينا ظاهرا، ناt( أي: بيم وآمن جزيل، خير بسببه حصل الحديبية. فإنه صلح به والمراد وانتشر الكافر مع المؤمن وتكلم ببعض بعضهم واجتمع الناس ((واإليمان النافع العلم

تفسيره: في الطبري ويقول

عل� ):قوله)) ج� تحا ذ�ل�ك د ون م�ن ف� ( يعني:7قريبا 7ف� كان إنما منه، أعظم كان فتح اإلسالم في فتح وما الحديبية؛ صلح

والصين، والجزائر، وتونس، ليبيا، من كل ونظام وسوريا، العراق صور وهكذا. ومن االتحادية وروسيا وكوبا، الشمالية، وكوريا

المنابراإلعالمية)) كتابنا وأمثالها. انظر وأمريكا أوروبا، الرأسمالية: دول.((أمريكا معاداة وظاهرة االشتراكي الخطر تجاهل بين

82

Page 79: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

من آ و الحرب وضعت الهدنة كانت فلما الناس، التقى حيث القتال الحديث في فتفاوضوا فالتقوا ، بعضا بعضهم كلهم الناس

فلقد فيه، دخل إال شيئا يعقل باإلسالم أحد يكلم فلم والمنازعة، في كان من مثل اإلسالم في السنتين تينك في دخل

.(( وأكثر ذلك قبل اإلسالم

سنتين غضون في المسلمين عدد تضاعف لماذاأقول: فقط؟

أن وغيرهما، كثير وابن الطبري قول من سبق مما نعلم مناخ ألن الحرب، ووضع الهدنة توقيع هو ذلك، في السبب

واألرض المعتقدات عن للدفاع ويشحنها النفوس يؤجج الحروبالجاهلية. حمية المشركين فتأخذ والعرض،

وعامة الخطاب بن عمر رأي على ×، الرسول نزل فلو من منعوهم حين المشركين وقاتلوا عنهم، الله رضي الصحابة

قد كانوا الذين أؤلئك كل لتراجع الحرب، وقامت العمرة، أداء قد كان فبعضهم درجاتهم، عن درجات عدة اإلسالم من اقتربوا )الصفر( الدرجة إلى فوصل اإلسالم، في الدخول على أوشك كفر) درجة:(1)- الدرجة إلى وصل وبعضهم الحياد، درجة إلى وبعضهم (،واالنقياد الخضوع وعدم تكذيبه، : أيالقلب

،اإلسالم( عن الصد في اللسان )استعمال : درجة(2)- الدرجة فتح هو المبين، والفتح الحقيقي النصر أن لنا يتبين وهكذا. وبهذا

الذي موطنال في أحيانا ويكون اإلسالم، في للدخول القلوب هاتين في أن يتصور كان فمن وهزيمة، ذل موطن الناس، يراه

من عدد من أكثر المشركين من اإلسالم في سيدخل السنتين عشر تسعة منذ أسلم آخر وجيها سببا ذلك فكان مضت؟ عاما المقدر مكة فتح جيش عدد من سفيان أبو يرتجف مكة. ألم لفتح

المسلمين؟ من مقاتل آالف بعشرة

أسلوب كل على يحرصوا أن المسلين على لذا وأن خطوة، ولو اإلسالم من المشركين يقرب حسن

. خطوة ولو اإلسالم عن يبعدهم ما كل يتجنبوا

اإلسالم باسم الجهلة بعض به يقوم ما فهل إلى وصلت إرهابية أعمال من ة إسالمي يافطات وتحت

83

Page 80: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

في 7 مصورا ونشره بذلك والتفاخر 98 األبرياء ذبح حد أم اإلسالم، من المسلمين غير يقرب اإلعالم، وسائل

الدين، بهذا العهد حديثي ستشكك األعمال هذه أن ؟ فيه يدخلوا أن عن 7 فضال

اك م ال� تعالى: الله يقل ألم ل�م� ال�ذ�ين� ع�ن� الل�ه ي�ن�ه�ات�ل وك م� ل�م� الدzين� ف�ي ي ق� وك م� و� ر�ج أ�ن� د�ي�ار�ك م� م�ن� ي خ�

وه م� ط وا ت�ب�ر� س� ت ق� م� و� �ل�ي�ه� ب� الل�ه� إ�ن� إ ط�ين� ي ح� س� ال�م ق�؟ [ 8 ]الممتحنة:

اآلية تحمل ألم ردا الخاطئة البعض تصورات على مسبقا يقاتلوننا لم من معاملة مجرد أن يعتقدون ممن األيام، هذه فيrعدt واإلحسان بالبر المسلمين، غير من ديننا في المواالة باب من ي

لهم؟ العالقة نبين أن يحسن فإنه ذكره، سبق ما على بناء

إلى التغيير ودرجة جهة من الصالحة األعمال بين الطردية العكسية العالقة أخرى. وكذلك جهة من المجتمع في األحسن األحسن إلى التغيير ودرجة جهة، من السيئة األعمال بين القائمة

أخرى. جهة من المجتمع في المجتمع في األنفس تغيير أن تعالى الله سنة مضت فقد

األغلب، هي وتكون وتظهر، فيه تعمt بنسبة تعالى الله يرضي بما األحسن. إلى بالقوم ما تغيير إلى وتوفيقه الله بإذن ذلك سيؤدي

لتغيير إيجابية محصلة هو المطلوب، الكلي والتغيير والمعتقدات األفكار من البشرية النفس في ما جميع. واألقوال األعمال عليها تبنى التي

على الحرص المجتمع أفراد من فرد كل يلزم فإنه وعليهيلي: ما مؤيدة هي هل اإلسالم، مع تعاطفه درجة على يتعرف أن-1

ذلك. من أرفع أنها أم واللسان، بالقلب أنها أم فقط، بالقلب

إلى حاليا، يشغلها التي الدرجة من نفسه بنقل المبادرة-2 تعالى: لقوله وهكذا، تليها، والتي تليها، التي الدرجة

ع وا�ار ة0 إ�ل�ى و�س� ر� غ�ف� ن� م� بzك م� م� ن�ة0 ر� ا و�ج� ه� ض ع�ر� االنتخابات في حقه مارس لمن تكفيرهم المنحرفة أعمالهم صور ومن98

بـ االقتراع يوم قاموا إذ االقتراع، مراكز في قتلهم ثم ومن العراق، في وسائل تناقلته كما المقترعين، من العشرات فيها قتل ( عملية13)

اإلعالم.

84

Page 81: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

او�ات م� ض الس� ر�� د�ت� و�األ� ين� أ ع� ت�ق� عمران: ]آل ل�ل�م

عليه أخرى، إلى درجة من يترقى أن يستطع لم [. وإن133 في التوحيد أهل لتفاوت وذلك الواحدة، الدرجة في يترقى أن

في المصلون يتفاوت المثال، سبيل فعلى الواحدة، الدرجة وطهورها، للصالة: أركانها، إقامتهم حسن بقدر أجرهم

في يتفاوتون وموضعها. وكذلك ونوافلها، وخشوعها،وغيره. الصدقات،

تليها أخرى إلى درجة من االنتقال إلى المسلمين يدعوا أن -3 محصلته فتقترب المجتمع، في اإليمان ليزداد اإليجابية، في التغيير الستحقاق تعالى الله يرضاها التي الدرجة من

القوم. في المنشود اإليجابي

المجتمع، أفراد من فرد أي بترقية أنه يشعر أن المسلم على-4 المجتمع، في اإليمان يزداد أخرى، إلى إيجابية درجة من

التغيير الستحقاق تعالى الله يرضاها التي الدرجة من فيقترب المعروف في زيادة أي القوم. فإن في المنشود اإليجابي

ال))×: قال بركة، يعدt فاعله، نظر في شأنه قلt مهما بوجه أخاك تلقى أن ولو شيئا7، المعروف من تحقرنمسلم[. ]رواه((طليق

أفراد من فرد أي أو تراجعه، بأن االعتراف، المسلم على-5 السلبي، االتجاه في تليها التي إلى درجة من المجتمع،

وبالتالي المجتمع، في اإليمان درجة نقصان إلى سيؤدي عن باالبتعاد يساهم التراجع بهذا أنه أي معدله، نقصان اإليجابي التغيير الستحقاق تعالى الله يرضاها التي الدرجة

التي الهزيمة في يساهم وبالتالي القوم، في المنشود أو صالته، مصل ترك بالمسلمين. أي: إذا ستلحق صائم معصية ارتكب أو ذلك، وأمثال دعوته، داعية� أو صومه، الجرأة أو واجب أداء عن التراجع هذا فإن كبرت، أم صغرت

المعاني سندرك ذكرنا. وبهذا ما إلى يؤدي محرم، فعل على حدود في القائم مثل))×: قوله في والعبر العظيمة،

على استهموا قوم كمثل فيها، والواقع الله أسفلها. وبعضهم أعالها بعضهم فصار سفينة،

مروا الماء من استقوا إذا أسفلها في الذين فكان نصيبنا في خرقنا أنا فقالوا: لو فوقهم من على أرادوا وما تركوهم فإن فوقنا، من نؤذ ولم خرقا7

85

Page 82: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

7 هلكوا ونجوا نجوا أيديهم على أخذوا وإن جميعاوالترمذي[. البخاري . ]رواه((جميعا7

هذه بنشر والعلماء والوعاظ الدعاة يقوم أن الخير، من فإنه-6 خيرا، بها يزدادوا أو الخير على ليقبلوا الناس، في المفاهيم سبيال. ذلك إلى استطاعوا ما منه ينقصوا أو الشر، وليجتنبوا

التغيير: عند مراعاتها يجب قواعد

الحال حسب العام اإلسالم تطبيق في - التدرج1:والقدرة

في ذلك كان سواء بالتدرج، اإلسالمي التشريع اتسم لقد على التركيز فيه كان الذي الوقت ففي األحكام، في أم العقائد تأخر المكرمة، مكة في الدعوة من األولى المراحل في العقائد الكفار إن حتى المدينة، إلى الهجرة بعد األحكام من كثير فرضواحدة. جملة القرآن بإنزال وطالبوا الكونية، السنة بهذه ضاقوا

ال�تعالى: قال وا ال�ذ�ين� و�ق� ر ال� ك�ف� ل� ل�و� zن ز �ع�ل�ي�ه آن ر� ل�ة7 ال�ق م� د�ة7 ج ؤ�اد�ك� ب�ه� ل�ن ث�بzت� ك�ذ�ل�ك� و�اح� ت�ل�ن�اه ف ر� و�

ت�يال7 السنة هذه على الكريم القرآن أكد . ثم[32]الفرقان: ت�ر�7تعالى: قوله في اإلسالم تطبيق في التدرج سنة الكونية، آنا ر� و�ق

ن�اه ق� ر� ه ف�� أ ر� ك�ث0 ع�ل�ى الن�اس� ع�ل�ى ل�ت�ق� ل�ن�اه م ن�ز� 7 و� ت�نز�يال

:[106]االسراء .

في وليس التطبيق في يكون نعنيه الذي التدرج وهذا هذه تطبيق إلى يصار لله. وال والحمد الدين اكتمل التشريع. فقد

على الدين في الجهل غلب قد التي المجتمعات في إال السنة العهد جديدة أو باإلسالم، بااللتزام العهد جديدة أو ها،دأفرا

ال�ت�تعالى: قال بالكفر، اب ق� �ع�ر� ن�ا األ� ن وا ل�م� ق ل آم� ت ؤ�م�ل�ك�ن ول وا و� ن�ا ق ل�م� س�

ا أ� ل�م� ل� و� ان ي�د�خ �يم� ل وب�ك م� ف�ي اإل� ق إ�ن ول�ه الل�ه� ت ط�يع وا و� س ن� ي�ل�ت�ك م ال� و�ر� zك م� م�ال ي�ئ7ا أ�ع�م� ش�

ور� الل�ه� إ�ن� يم� غ�ف ح� . [14]الحجرات: ر�

في اإليمان وتقوية العقيدة بغرس اإلسالم بدأ فقد لذا النفوس بعد فيما بالنزول أخذت التي األحكام لقبول لتهيئتها أوال

أما الهجرة، من الثانية السنة في رمضان صوم تترى. ففرض العلماء, جمهور قول على السادسة السنة في ففرض)) الحج

86

Page 83: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

((القيم ابن قول على العاشرة أو التاسعة وفي عن النهي . أما(99)

المدينة في الحدود وفرضت الخمر، فحرمت المحرمات،وهكذا. المنورة،

التغيير: في التدرج سنة اعتبار على األدلة ومن

أمره يحسم ولم واحدة، دفعة رقال يمنع لم اإلسالم )أ( أن قام ولكنه إليه، اإلنسانية المجتمعات لحاجة وذلك سريعا،

المجتمع. من وتطهيره تجفيفه إلى أدت الزمن مع بخطوات

الشريعة بمقاصد الجهال بعض أن من تساورني والخشية اإلسالم، أحكام تطبيق باسم العبودية سيعيدون اإلسالمية

من هذه خطوتهم على سيترتب بما الحائط عرض ضاربين فيه ينتقص الذي المعاصر واقعنا في اإلسالم سمعة إلى اإلساءة

قلوب إغالق إلى ذلك فيؤدي الجاهلية، وعصورها العبودية العالم قريبي وتشكك الزاحف، اإلسالمي المد أمام المسلمين غير

فيه. منهم بالكفر العهد

rسsلم لم مجتمع على واحدة دفعة اإلسالم فتطبيق لذا ي الله سنة ضد وهو كثيرة، مخاطر على ينطوي تعالى لله أمره

يجوز المعروفة: أنه الفقهية القاعدة هذا ويؤيد التغيير، في تعالى في طالبان حركة حاولت الحاجة. وقد وقت إلى البيان تأخير

بذلك ينادي كما واحدة، دفعة اإلسالم أحكام فرض أفغانستان وكان المسلمين، وفي اإلسالم في الدنيا فكرtهت التحرير، حزب أمرها نهاية مبكر. وقت في زوالها إلى ذلك وأدى مبينا، خسرانا األمر في الحسنة والحكمة التدرج أسلوب اتخذت أنها ولو

مقاصد مراعاة إلى أقرب لكان المنكر، عن والنهي بالمعروفاإلبل!! تورد سعد يا هكذا ما ولكن السمحة، الشريعة

مراحل: ثالث على الخمر تحريم في )ب( التدرج

تعالى الله نعم من أن الكريم القرآن فيها : بيناألولى وما واألعناب، النخيل ثمرات من لهم سخر ما العباد، على

تعالى: قوله في كما حسن، رزق ومن سكر من منه يتخذونن�و�م �ات يل� ث�م�ر� ذ ون� و�األ�ع�ن�اب� الن�خ� ن�ه ت�ت�خ� ا م� ك�ر7 س�

ا ق7 ن7ا و�ر�ز� س� و�م0 آلي�ة7 ذ�ل�ك� ف�ي إ�ن� ح� ل ون� لzق� ]النحل: ي�ع�ق�

99.الحج كتاب سابق، لسيد ،((السنة فقه))

87

Page 84: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

كر أن إلى المسلمين، أنظار القرآن لفت . فقد[67 tمن ليس الس الحسن. الرزق

وهم الصالة يقربوا ال بأن ذلك بعد : أمرهمالثانيةا ي�ا: تعالى قوله في كما سكارى، �ي�ه� � ال�ذ�ين� أ ن وا � آم� ال� ب وا ر� ال�ة� ت�ق� �نت م� الص� أ ى و� ك�ار� ت�ى� س � ح� وا ا ت�ع�ل�م ول ون� م� ت�ق

:[43]النساء.

ا ي�اتعالى: قوله في كما التحريم : نزلالثالثة �ي�ه� أ� ال�ذ�ين� ن وا ا آم� �ن�م� ر إ م� ر ال�خ� ي�س� ال�م� اب و� ال�م و�األ�نص� و�األ�ز�ن� ر�ج�س� zم �ع�م�ل �ي�ط�ان ت�ن�ب وه الش� اج� ون� ل�ع�ل�ك م� ف� ل�ح ت ف�.[90]المائدة:

واألمكنة األزمنة تغير بحسب الفتوى - تغير2:واألحوال

الفتوى تغير في عنوان: )فصل تحت القيم ابن يقول والنيات واألحوال واألمكنة األزمنة تغير بحسب واختالفها

والعوائد(:

غلط به الجهل بسبب وقع جدا، النفع عظيم فصل هذا)) ال ما وتكليف والمشقة، الحرج من أوجب الشريعة، على عظيم رتب أعلى في التي الباهرة الشريعة أن يعلم ما إليه سبيل

على وأساسها مبناها الشريعة فإن به، تأتي ال المصالح عدل وهي والمعاد، المعاش في العباد، ومصالح الحكم،

فكل ،كلها وحكمة كلها، ومصالح كلها، ورحمة كلها، ضدها، إلى الرحمة وعن الجور، إلى العدل عن خرجت مسألة

فليست العبث، إلى الحكمة وعن المفسدة، إلى المصلحة وعن بين الله عدل بالتأويل. فالشريعة فيها أدخلت وإن الشريعة من

عليه الدالة وحكمته أرضه في وظله خلقه بين ورحمته عباده... وأصدقها داللة أتم وسلم عليه الله صلى رسوله صدق وعلى

في أجملناه ما تفصيل ـ القيم البن والقول ـ نذكر ونحن. ((صحيحة بأمثلة ومعونته وتوفيقه الله بحول الفصل هذا

له اإلنكارعنوان: ) تحت القول القيم ابن يتابع ثم:(شروط

: األول المثال

88

Page 85: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

بإنكاره ليحصل المنكر إنكار إيجاب ألمته × شرع النبي أن المنكر إنكار كان فإذا ورسوله، الله يحبه ما المعروف من

يسوغ ال فإنه ورسوله الله إلى وأبغض منه أنكر هو ما يستلزم على كاإلنكار وهذا أهله، ويمقت يبغضه الله كان وإن إنكاره

إلى وفتنة شر كل أساس فإنه عليهم بالخروج والوالة الملوك األمراء قتال × في الله رسول الصحابة استأذن وقد الدهر، آخر

ال،))فقال: نقاتلهم؟ وقالوا: أفال وقتها، عن الصالة يؤخرون الذين يكرهه ما أميره من رأى من)) وقال: ((الصالة أقاموا ما

7 ينزعن وال فليصبر، جرى ما تأمل ومن. ((طاعته من يدا من رآها والصغار، الكبار الفتن في اإلسالم على

فطلب منكر على الصبر وعدم األصل، هذا إضاعة × الله رسول كان فقد ،منه أكبر هو ما منه فتولد إزالته

الله فتح لما بل تغييرها، يستطيع وال المنكرات، أكبر بمكة يرى قواعد على ورده البيت تغيير على عزم إسالم، دار وصارت مكة

هو ما وقوع خشية ـ عليه قدرته مع ـ ذلك من ومنعه إبراهيم باإلسالم عهدهم لقرب لذلك قريش احتمال عدم من منه أعظم

األمراء على اإلنكار في يأذن لم بكفر. ولهذا عهد حديثي وكونهمسواء. وجد كما منه أعظم هو ما وقوع من عليه يترتب لما باليد

:لإلنكار درجات أربع

درجات: أربع المنكر فإنكار

ضده. ويخلفه يزول األولى: أن

بجملته. يزل لم وإن يقل الثانية: أن

مثله. هو ما يخلفه الثالثة: أن

منه. شر هو ما يخلفه الرابعة: أن

اجتهاد، موضع والثالثة مشروعتان، األوليان فالدرجتان محرمة. والرابعة

كان بالشطرنج، يلعبون والفسوق الفجور أهل رأيت فإذا ما إلى منه نقلتهم إذا إال والبصيرة الفقه عدم من عليهم إنكارك

ونحو الخيل وسباق النشاب كرمي ورسوله، الله إلى أحب هو سماع أو ولعب لهو على اجتمعوا قد الفساق رأيت ذلك. وإذا

وإال المراد، فهو الله طاعة إلى عنه نقلتهم فإن وتصدية، مكاء ذلك على تركهم كان ذلك، من أعظم هو لما تفرغهم أن من خيرا

89

Page 86: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

فيه هم ما فكان الرجل كان إذا وكما ذلك، عن لهم شاغال مشتغال البدع كتب إلى انتقاله عنها نقله من وخفت ونحوها المجون بكتب

واسع. باب وهذا األولى وكتبه فدعه والسحر، والضالل

ونور روحه الله قدس تيمية ابن اإلسالم شيخ وسمعت بقوم التتار زمن في أصحابي وبعض أنا يقول: مررت ضريحه

عليه فأنكرت معي كان من عليهم فأنكر الخمر، يشربون منهم وعن الله ذكر عن تصد ألنها الخمر الله حرم له: إنما وقلت

الذرية وسبي النفوس قتل عن الخمر يصدهم وهؤالء الصالة،((فدعهم األموال وأخذ

انتهى. ،(100)

القيم ابن ذكر ثم عديدة فصوال تغير على بها مستدال الغزو(،و)فصل: في األيدي قطع عن منها: )فصل: النهي الفتوىالمجاعة(. في السرقة حد سقوط

الفتوى: وتغير الديموقراطية النيابية المجالس

المكان بتغير الفتوى تغير على المعاصرة األمثلة ومن النيابية. المجالس في المشاركة حكم واألحوال، والزمانوجوه: على فيها فالحكم

النيابية بالمجالس المطالبة تحريم بل جواز، عدم الله كلمة فيها تكون التي اإلسالمية الدول في الديموقراطية

فيها تحفظ والتي السفلى، كفروا الذين وكلمة العليا، هي السعودية، العربية المملكة مثل وتصان، الخمس الضرورات

الذين كلمة جعل فيها، النيابي الحكم إقرار على يترتب لما في المساواة بحجة تعالى، الله لكلمة مساوية كفروا

العامة، الحريات الرأي. عن التعبير حرية وخصوصا

الديموقراطي النظام هذا بإقرار الدولة قامت لو ولكن الكويت في حصل كما ـ والجماهير الواقع ضغط تحت

مفسدة المطالب لهذه االستجابة عدم على وترتب ـ واألردن هذا فرض أو الديموقراطي، الحكم مفسدة وجود من أعظم ال العراق- فإنه في حصل بالقوة- كما الديموقراطي النظام

الديموقراطي الحكم في المشاركة ترك للمسلمين يجوز الشريعة، لمقاصد ترك من الترك هذا في لما كفره، بحجة المسلمين، لغير القرار صنع مواقع وإخالء الموازنات، وفقه

الموقعين ))100 (.6-3/3 )((إعالم

90

Page 87: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

ومصالح الخمس، بالضرورات اإلضرار إلى يؤدي وهذاالبلد. هذا في عامة والمسلمين اإلسالم

الدول في الديموقراطية النيابية بالمجالس المطالبة جواز تحفظ وال العليا، كفروا الذين كلمة فيها تكون التي اإلسالمية

والجزائر، سوريا، مثل تصان، وال الخمس الضرورات فيها ـ االشتراكي النظام سقوط قبل ـ والعراق وليبيا، وتونس،

الحكم إقرار على يترتب عموما. لما االشتراكية الدول وسائر الخمس، الضرورات على القيود رفع من فيها، النيابي

إتاحة خالل من المجتمع في تعالى الله كلمة رفع وبالتالي عن والنهي بالمعروف واألمر تعالى، الله إلى للدعوة الفرصة النيابية المجالس في المشاركة عملية تقدح والالمنكر.

وأهله. وقد الشرك من المشاركين براءة في الديموقراطية التاريخ في جريمة أبشع العراق في السنة أهل ارتكب

العراق- حين في االشتراكي الحكم سقوط الحديث- بعد الشيوعيين من أعدائهم أللد القرار صنع مراكز تركوا

بمقاصد لها عالقة ال وأوهام، بحجج واالشتراكيين، والشيعة هؤالء تمكين إلى ذلك فأدى ،(101)الموازنات وفقه الشريعة،

لهم تركوا حين وأعراضنا وأموالنا ورقابنا ديننا من األعداء واألمنية، والعسكرية المدنية الدولة مؤسسات معظم

والتنفيذية التشريعية السلطات في النفوذ مراكز ومعظم فيهم بما العراق، في السنة أهل أن وخاصة، والقضائية،

راجحة. أغلبية يشكلون األكراد،

المسلمون، يزهد أو يترفع، أن العجب أعجب من أنه كما تمكنهم بعد شؤونها وإدارة الدولة في الحكم استالم في

الملك حكم على االنقالب بعد مصر في حصل منها-كما ليفسد وزبانيته، االشتراكي الناصر عبد لجمال فاروق- وتركها

يشاء. كما وأهلها مصر أرض في

:الضرورات - مراعاة3

للحياة. وهي الضرورية المصالح غير هي الضرورات المرء بلوغ))االصطالح: في تعني هلك الممنوع يتناول لم إذا حدا

((قارب أو(102 ) .

أفتى حين في االنتخابات، في يشارك ال من لكل بالنار الشيعة السيستاني أفتى فقد101السنة. أهل من يشارك من لكل والتفجير بالنار ـ الفتيا أهل من وليس ـ الزرقاوي

102(.85)ص/ ،((والنظائر األشباه))

91

Page 88: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

أهمية الضرورات قاعدة اإلسالمية الشريعة أولت وقد منها: التفصيلية، الفقهية األدلة من الفقهاء استنبطها خاصة، تقدر )الضرورات وقاعدة المحظورات(، تبيح )الضرورات قاعدة

ومشتهرة العلم، طلبة لعامة معلومة القواعد بقدرها(. وهذه بالضرورات المتعلقة األحكام في استعمالها يحسنون بينهم. وهم

األطعمة أبواب في خاصة فقط، الفردية أن واألشربة. علما يوسف الدكتور ضروراته. يقول وللمجتمع ضروراتهم، لألفراد

القرضاوي:

يتوهم. قد كما فردية، كلها ليست الشرعية والضرورات)) ضرورات فهناك ضروراته، للفرد كما ضروراته، فللمجتمع أحكامها لها واجتماعية، وعسكرية، وسياسية، اقتصادية، التي البشر، لمصالح مراعاة الشريعة، توجبها التي االستثنائية

((كله اإلسالمي التشريع أساس هيانتهى. ،(103)

القرضاوي، الدكتور عن االقتباس هذا يعجبه ال البعض لعل البعض هذا لعل أو الفقهية، المسائل بعض في له مخالفتنا بحجة

ألجل بكاتبه سيشهر أو الكتاب هذا قراءة من سيحذر الناس، منوجوه: من ذلك على االقتباس. والجواب هذا

التي األزمة على محله، في ليس الذي االعتراض هذا دلنا- وسياسة الشرعية، السياسة فقه فهم في البعض يعيشها في أمرهم لعالج ماسة بحاجة المخالف. فهؤالء مع التعامل

جعل إلى بهم األمر يتطور ال كي يمكن، ما بأسرع الباب هذا والتباغض التدابر إلى يؤدي الذي والبراء الوالء باب من األمر

إلى األحالم سفهاء األسنان، حدثاء ببعض يؤدي وقد والتالعن،التقاتل.

فإن له، مخالف أم للحق موافق هو هل االقتباس في ينظر- حامد أبي عن اقتبسنا وقد إذن، االعتراض ففيم موافقا، كان

الصوفية إمام فهو الغزالي؟ ما أدراك وما قبل، من الغزالي علم في بالحجة له شهدوا قد العلم أهل ولكن ومrقعtدrها،

التقطها. وجدها أينما المؤمن ضالة األصول. والحكمة

ترك إلى يصار فال للحق، موافق غير االقتباس كان إذا أما- أقوال جميع ترك األصل كان ألجله. ولو صاحبه أقوال جميع

أهل أقوال جميع لتركنا المسائل، بعض في لنا المخالف

.1998 ،1ط/ (،326)ص ،((الشرعية السياسة))( ?)103

92

Page 89: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

خالف ما المسائل من وله إال عالم من قاطبة. فما العلم جميع ترك ذلك، ألجل لك يجوز حقا. فهل أنت تراه ما بعض الشافعي، واإلمام مالك، واإلمام حنيفة، أبي اإلمام أقوال أقوال جميع ترك أو تكاسال؟ الصالة تارك تكفيرهم لعدم

يرى ال لمن يجوز وهل الصالة؟ تارك لتكفيره أحمد اإلمام في الرسمية والمناصب الحكومية الوزارات دخول جواز

بحجة تيمية، ابن أقوال جميع يترك أن الطاغوتية الحكومات عمل تارك كفر يرى لمن يجوز وهل ذلك؟ جواز يرى أنه

وابن األربعة، األعالم األئمة أقوال جميع ترك بالكلية، الجوارح لكم ما يكفرونه؟ ال أنهم بحجة وغيرهم، تيمية، وابن حزم،تحكمون؟! كيف

كتبه:

الصوص الرحيم عبد عدنان

2006 عام من تموز شهر

[email protected]

079-5928729

93

Page 90: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

الفهرس

5.................................................................تأصيلية مقدمات

5............................................................................المقدمة:

11............................................السياسي الفقه قواعد تعريف

12.................................السياسي: الفقه لقواعد الحاجة مدى

13.......................السياسي: الفقه أهمية على النظري المثال

13......................السياسي: الفقه أهمية على الواقعي المثال

17...........................السياسي: واقعنا لفقه الضرورية األسس

19.......................................................الواقع أوال7: فقه

19..........................................................................تعريفات:

19.............................................................الواقع: فقه أهمية

23........................................................الواقع: معرفة مصادر

26....................................................الواقع: لفهم مهمة أمور

26................................الحقيقة: معرفة في الناس )أ( أصناف

ك�ها: في وقعنا التي الخدع من أمثلة ر� 28...............................ش�

30......................................................................)ب( الكذب:

الغ[[زارة أو وال[[زمن، التك[[رار هم[[ا االقتن[[اع ع[[املي )ج( ق[[انون33.............................................................................والزمن:

34........................................................الخداعة: )د( السنوات

41....................................القانون: هذا على التطبيقية األمثلة

43.........................................................التشهير: )و( سياسة

47................................................الموازنات ثانيا7: فقه

47......................................................الموازنات: فقه أقسام

47.................................................:المصالح بين )أ( الموازنة

48................................:والمفاسد المصالح بين )ب( الموازنة

49...............................................المفاسد: بين )ج( الموازنة

52.........................................................األعداء: بين الموازنة

94

Page 91: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

54.......................النصرانية: الحبشة بالد إلى المسلمين هجرة

56................................................األولويات ثالثأ7: فقه

56..................................................األولويات: بفقه المقصود

الفق[[[ه في األولوي[[[ات س[[[لم ت[[[رتيب في الموض[[[وعات أهم56...........................................................................السياسي

56....................................................................أوال7: العقيدة

57..................................الفرائض: سائر على مقدمة األركان

57..........................................النوافل: على مقدمة الفرائض

57......................................غيرهم: على الصحابة فهم تقديم

58...............................................................األخالقي: البناء

58................التحسينيات: ثم الحاجيات، ثم الضروريات، رعاية

59..................................................................أ( الضروريات:

59...................................................................ب( الحاجيات:

60.................................................................:ج( التحسينيات

رابعا: فقهالتغيير..................................................

...61 64.....................................................بأنفسهم ما يغيروا حتى

64...........................األنظمة مع الصراع خطر مع قصيرة وقفة

66......................باألنفس ما بتغيير يكون التغيير أن على األدلة

66.................................................................القرآنية: اآليات

71...............................................................:النبوية األحاديث

76........................................................:القرآني القصص من

77............................................................................فرضية:

80.......................................................ومراتبه التغيير درجات

83.....................................................بالمعروف: األمر درجات

84...................................................المنكر: عن النهي درجات

89........................................التغيير: عند مراعاتها يجب قواعد

94....................الفتوى: وتغير الديموقراطية النيابية المجالس

95

Page 92: الفقه السياسي ضرورة شرعية لتحقيق النصر ودرء الفتن

95.......................................................الضرورات: - مراعاة3

96