التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

289
ن الرحيم الرح بسم اللثباتر و ا التطو البشرية ف حياةلستاذ تأليف امد قطب ملهادحيد وا منب التو* * * http://www.tawhed.ws http://www.almaqdese.net http://www.alsunnah.info http://www.abu-qatada.com

Upload: abdurhman-abouzekry

Post on 27-Jul-2015

1.529 views

Category:

Documents


3 download

TRANSCRIPT

Page 1: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

بسم ال الرحن الرحيم

التطور و الثبات ف حياة البشرية

تأليف الستاذ

ممد قطب

منب التوحيد والهاد* * *

http://www.tawhed.wshttp://www.almaqdese.nethttp://www.alsunnah.info

http://www.abu-qatada.com

h

hh

Page 2: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

مقدمةهذا العصر هو عصر التطور..

كل شيء فيه يتطور..

الفكار والعقائد.. القيم والفاهيم.. والخلق والتقاليد.. الصور الادية للحياة..

السكن واللبس والأكل.. وسائل الواصلت ووسائل العلم.. الرب والسلم.. اللة..النسان!

ول ير يوم ول تر ساعة.. بل ل تر لظة ل يذكر فيها لفظ التطور من أقصىالرض إل أقصى الرض.. ف الغرب " التحضر " والشرق " التأخر ".. ف كل مكان!

كرة يه ف تدخل ف حد ل هوم وا حد ول مف مل وا حد ول ع شيء وا جد ول يو التطور.. ول يتصور الناس شيئا فـي الياة كلها إل من خلل فكرة التطور الت تشمل

كل شيء وكل كيان!

* * *بد أن يصطدم صورة، فل بذه ال ناس هام ال طور على أف كرة الت ستول ف وحي ت تفكيهم بالدين! فالدين - ف حس البشرية - يثل الثبات. ثبات الله. وثبات العقيدة.

وثبات القيم. وثبات الفاهيم. وثبات التقاليد. وثبات الياة.

وما دام الدين ف حس البشرية يثل هذا الثبات كله، فل بد أن يصطدم ف حسها بفهوم التطور الشامل، الذي ل يطيق تصور الثبات ف أي شيء على الطلق، ولو كان

فكرة ال أو فكرة الدين.

* * *

)2(منب التوحيد والهاد

Page 3: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

صراع ما قام بينه لدين. و هوم ا طور بف كرة الت عل ف صطدمت بالف غرب ا ف ال و عنيف منذ " عصر النهضة " الذي قام على أساس ل دين. وانتهى الصراع بتنحية الدين عن الياة العملية. وعن القتصاد والجتماع والسياسة. وعن العلم والفن.. ول يبق له إلسة، أو ل الكني لذهاب إ يه با هم الشخصي إل شبعون ميل لفراد.. ي ياة ا ف ح ضئيل ركن اتباع بعض تعاليم الدين ف السلوك الشخصي، بينما الياة الواقعية كلها تكمها الفاهيم

الضادة لفكرة الدين.

وفتر الصراع الذي كان حادا ف القرني الثامن عشر والتاسع عشر لن الدين لمن عد ف وسعهم إل الرضى ل ي لدين تديني ورجال ا قدرة على الصراع، وال له ال عد تبذلك حاق لة الل حرك.. أو وماو عن الركب الت عزال سلمة الشخصية، والن مة بال الغني الركب عن طريق " تطوير " الدين (!) وجعله تابعا ذليل للتطور، بعد أن عجز عن قيادة

الياة!

* * *أما ف الشرق.. " السلمي ".. فما زال الصراع قائما بي الدين والتطور!

يدة ماهي، كعق فوس ال لى ن ضته ع له قب لت ما زا ية - من ناح لدين - لن ايدة فتيت العق بذل لت لذي ي ضخم ا هد ال غم ال سلوك، ر قع و كن كوا ل ي كرة إن وف

وتطيمها، وتويل الهتمامات عنها إل مفاهيم جديدة وأفكار جديدة..

صناعي ول طور ال عد.. ل الت مداه ب لغ ل يب خرى ية أ من ناح طور " لن " الت و الجتماعي ول القتصادي اللوب من الغرب، والذي يمل ف أطوائه الفهوم " اللدين

" للحياة.

ومن ث فما تزال هناك معركة!

صطباغهم باختلف درجة ا من العركة موقفهم لف طور يت والكت�اب ورواد التبالفكر الغرب، ودرجة صراحتهم ف إدارة العراك!

)3(منب التوحيد والهاد

Page 4: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

غي أن لم ينب ضي الظ من الا ية نه بق قول إ صراحة، وي لدين هاجم ا ضهم ي فبعتزول.. وخرافة ل يصح أن تعيش ف عصر النور!

ستتر وراء صراحة، في لدين با ا هاجم لت ي لرأة ا سه ا ف نف يد ضهم ل وبعلدين ".. ومن هناك يهاجم كل الفاهيم الدينية مهاجة " الفكار الرجعية " أو " رجال الروق. فل يستطيع - مثل - أن يقول إن ال - سبحانه - وهو آمن من تمة اللاد والة قول الوقح يعرضه ل ما هذا ال ها أو مارمها. ف لرأة على رجل نة ا رجعي لنه يقصر زيلدين الرجعيي! ول ل رجال ا سبه إ قول! وين هذا ال ل ل ا لغضبة الماهي، فل ينسب إ يرؤ - مثل - أن يقول إن ال - سبحانه - مطئ حي يرم الفاحشة، وقيام أي علقةقول إن " سبحانه! وي ل ل ا ي إ هذا التحر سب شرعي. فل ين لزواج ال خارج ا سية جن الفاهيم الرجعية " للخلق، الت ترم الصداقات والعلقات بي النسي هـي مفاهيم

بالية ينبغي أن تتطور.. وأن تزول!

شريعات من ت يه ما ف كن لة (!) ول سامية جي كار لدين أف قول إن ا ضهم ي وبع وتوجيهات قد نزل لعصر معي وظروف معينة.. والظروف قد تغيت.. فل بد من إبقاء الدين " روحا " صافية، ل تتدخل ف التشريع، ول تكم الياة الواقعية.. من أجل البقاء على معانيه السامية وأفكاره الرفيعة، ومنعها من الصطدام بالواقع التغي التطور، فتتحطم،

وتترك الناس بل هداية من روح الدين!

ية " فاهيم الدين هاجم ال نا ي لطلق.. وإ لى ا لدين ع سم ا يذكر ا ضهم ل وبعصادية. سية أو اقت ية أو سيا ية أو فكر فاهيم اجتماع لدين.. م لا با قة فاهيم " ل عل كمهذا يترك ضاري.. و مي وال طور العل صر، والت مع روح الع شيها عدم ت سخ�فها ل وي

التسخيف يفعل فعله الفي ف تطيم القيم الدينية دون أن يتعرض إطلقا� لذكر الدين!

ثه من أفكار " تطو�رية " لدين كل ما يريد ب وبعضهم - للتوريط - ينسب إل اين يح تز يح الختلط، ويب هو يب صر.. ف كل ع ف ياة صلحيته للح لدين و نة ا جة مرو بقد يح ن تأدب!) ويب باب ال من شة سي (دون الفاح ي الن قات ب يام عل يح ق لرأة، ويب اترك يح ناع با عن تفكر وتدبر!) ويب تا وتحيصها (للقت ية ذا بل النصوص الدين الفاهيم بعض الفاهيم الدينية واستبدال غيها با (لن الناس أعلم بأمور دنياهم!) أو بعبارة أخرى

يبيح نقض الدين كله بجة التجديد والتطوير!

)4(منب التوحيد والهاد

Page 5: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وبعضهم - الضل لي الخدوعي! - يكتبون - ف إخلص! - عن وجوب تطويرالدين حت ل يفوته الركب، وينعزل ف زوايا النسيان!

* * * والماهي تتشرب الياءات الختلفة الت يصبها ف أذهانا " الثقفون " بختلفسم صحفي والر يق ال لب والتحق قال وا سرحية وال صة وال تاب والق لعلم: الك سائل ا وفاهيم هذه ال ظل يون.. وت سينما والتليفز عة وال صورة.. والذا تة ال كاتوري والنك الكاريتج عن ذلك لدين. وتن تدور ف نفوسهم، وتصطرع - ف وعي أو غي وعي - بفهوم اضهم لدين. وبع من دائرة ا صريح لروج ال ل ا لمر إ به ا هي ضهم ينت نة.. فبع تائج متباي ن ينعزل الدين ف وجدانه عن الياة.. " فيتدين " ف داخل قلبه: يصلي ويصوم، وقد يزكيسن ناته - مثل - يلب يترك ب طور "، ف فاهيم " الت كل م عة ب ياة الواق يارس ال ث يج، و فساتي فوق الركبة، ويالطن الشبان، لن " العصر " يريد ذلك، وهو يريد لبناته أن يكنهي ها نة يظن فاهيم معي لى م جر - ع ف ت مد - ضهم يتج صر. وبع ضة " الع لى " مو ع الدين، وياصم الياة التحركة كلها لنا خروج على الدين. وبعضهم يظلون ف حية،

ل يدرون ماذا يصنعون!

* * *وهذا البحث يتناول قضية التطور، ف مواجهة قضية الدين..

وقد تناولت هذا الوضوع من قبل ف كتب سابقة ولكن دون تفصيل.

ف ياكم " بأمور دن لم تم أع صل " أن ف ف شرة - صورة مبا مرة - ب ناولته أول تثابت عن ال طور، و ضية الت عن ق سريعا حديثا� حدثت سول " فت من الر سات تاب " قب ك

والتطور ف كيان النسان، وطريقة السلم ف معالة هذا وذاك.

هوم عن الف ما تدثت فيه يد " كة التقال تاب " معر من ك صلي ف ف ناولته ث ت الورب للتطور؛ وما يمله ف طياته من حقائق وأباطيل، وكيف أثر ف الياة الوربية ث

انتقلت عدواه إل الشرق عن طريق الستعمار.

)5(منب التوحيد والهاد

Page 6: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ثابت نوان " ال سانية " بع له فصل ف كتاب " دراسات ف النفس الن فردت ث أوالتطور ف كيان النسان ".

بث ف ضوع ناول الو مرة أن أت كل سي ف نف يد كانت تتزا بة كن الرغ ولمتخصص، ل تناول عرضيا ف أثناء الطريق.

لت جالت ف يا ا يه الوضوع من جيع الزوا ناولت ف وأخيا� كان هذا الكتاب، تخاطري، ف الفكر الغرب والسلمي سواء.

وهو يتناول أربع قضايا رئيسية:

الفهوم الغرب للتطور، وأسبابه ونتائجه ف الياة الغربية.

حقيقة الفطرة البشرية وما تشتمل عليه من جوانب ثابتة وجوانب متغية.

ف طور ثابت والت لة ال ف معا سلم قة ال سان " وطري سلمي " للن هوم ال الفحياة البشرية.

له ما يم سلم، و ية ولل ضارة الغرب هن للح قف الرا ناول الو عة تت ضية الراب والقالوقف من دللة لستقبل البشرية.

والوضوع واسع ما ف هذا شك، والقضايا الت يتناولا شديدة الطورة بالنسبة للمفاهيم الالية للحياة. وهو ف حاجة إل دراسة واسعة مستفيضة جادة ف كل مناحي

التفكي البشري والياة البشرية.

وما يتسع بث كهذا لكل جوانب الوضوع بطبيعة الال.

ولكن حسبه أن يتناول القضية ف جوهرها. بل حسبه أن يفتح الباب للتفكي.

فإن نح ف ذلك فما توفيقي إل بال.. وله المد وله الشكر ف جيع الحوال.

ممد قطب

)6(منب التوحيد والهاد

Page 7: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ع*ص'ر) التطو)ر'ف ها ياة كل لى ال سيطر ع طابع ال هو ال بات " كان " الث سطى صور الو ف الع الغرب. وكان العال السلمي قد أخذ دورة من النشاط الي التحرك الغلب.. ث أخذ

يركن إل الدوء أو إل الركود التدريي البطيء.

من الوضع هو مستمد لدين، كما من ا با مستمدا� ف أور بات هوم الث وكان مفالقتصادي والجتماعي الثابت الركان.

بد ي الع قة ب يدة ".. أي عل لورب - " عق سي ا هومه الكن لدين - بف كان امه قع فتحك هذا الوا ما ياة. أ قع ال كم - إل قليل - وا جدان، ول ت كم الو لرب ت وا تشريعات مستمدة من القانون الرومان، ومستمدة من أهواء حكام القطاع، أي مستمدة

- ف النهاية - من أصول وثنية ل علقة لا بالدين.

به، طا وجدانيا� قادا ف ال، وارتبا لدين " عقيدة " بذا الفهوم، أي اعت وما دام اقة ثابت، وطري فال ف الوجدان مة، كل معن الكل ثابت " ب هو " يه.. ف بدا روحيا� إل وتع

الوجدان ف التطلع إليه تثل كذلك لونا� من الثبات.

يا نا� كل لدين - بفهومه الكنسي الورب - كان دي لو فرضنا أن ا نا حت على أن شامل [كما هو منل من عند ال قي القيقية] أي دينا� يكم الوجدان والياة الواقعة فما ل جانب سية إ ية والسيا صادية والجتماع ناس أوضاعهم القت لوقت، ويشرع لل ذات ا يشرع لم عباداتم وسلوكهم الفردي.. فل ندري على وجه التحقيق كيف كانت تصبح

صورة التمع الورب، ما دامت الكومات الوربية ل تكم بذا الدين!

إنا نن نعلم على وجه اليقي - من التاريخ - أن دور السلم ل يكن كذلك..

ها كان في لوقت، من ا لة فترة طوي سماوي هوم ال لى مف حافظ ع قد هو أول ف يشرع للوجدان وللحياة الواقعة على السواء. وعلى الرغم من الفساد الزئي الذي أصابل يعش ف لدين " فإن " ا ية، لة المو نذ عهد الدو كرا م صابا مب الكومة السلمية، وأ عزلة عن التمع قط، إل ف العصر الخي.. ف القرن الثامن عشر اليلدي وما تله، بعد

)7(منب التوحيد والهاد

Page 8: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

الملة الصليبية الت قادها نابليون على مصر، وتبعتها حلت صليبية أوربية متعددة على العال السلمي: فرنسية وانليزية وبلجيكية وهولندية وألانية.. ث أمريكية.. ف صورة " استعمار " حرب واقتصادي وسياسي.. يعمل بادئ ذي بدء على خلع الكومة السلمةالقائمة بتنفيذ شريعة ال، وإخضاع الكم لتشريع غي ربان، وبصفة خاصة غي إسلمي.

يه.. حل ف كان كل م ف ها " ياة و " طور حرك " ال قد " سلم ما أن ال كوكانت آيات التطوير شاملة لشت التاهات.

ففي الزيرة العربية وما شابها ف البناء الجتماعي والقتصادي، أحدث حركةية مة مركز ها حكو سكة، تكم مة متما مة ". أ ل " أ لي إ مع القب حول الت ضخمة حي واحدة، وتطبق فيها قانونا واحدا، ويمعها ف النهاية شعور المة الوحدة، ل القاطعاتكة حدث حر سابقة أ ضارات ال ف البلد ذات ال لة. و قة النعز قاليم التفر ستقلة ول ال ال ماثلة حي حرر المة من عبادة الوثن الاكم إل عبادة ال.. فانطلقت الشاعر الت كانت

حبيسة ف عبودية الاكم، تنشط ف مالا التحرر متلف ألوان النشاط.

وف جيع الحوال أحدث " حركة " اقتصادية ضخمة، فانتقل بالتمع السلمي الواسع من مرحلة الرق، والرعي، إل الزراعة والتجارة والصناعة على مستوى " دول ".. فحال دون الركود القتصادي على وضع معي فترة طويلة من الوقت. وأهم من ذلك أنهبات " الوضع القتصادي حال دون " ث ية - صادية والجتماع صة، القت شريعاته الا - بتبا. ول " ته أور لذي عرف قات " كا يه " للطب ظام ف سرات. فل ن لفراد وال ماعي ل والجتنا هو سيادة. وإ ماعي وال لال والركز الجت لرض وا ثون ا لد يظلون يتوار شراف " بالو أ متمع " مفتوح " يستطيع كل فرد فيه بوسيلة أو بأخرى أن يرتفع إل القمة وأن ينل إل الضيض. ث تتفتت الثروات بتشريع الرث فل تبقى ف يد شخص واحد أو أسرة معينة. ث التجارة بتقلباتا تغن هذا وتفقر ذاك، وتدث حركة دائمة ف أوضاع الناس، فل الغن يبقى غنيا إل البد ول الفقي يظل على فقره، وإنا يتبادلون الراكز كلما تقلبت الحوال.ثروة نا من العلقات غي لثروة وألوا نا من ا لدن الصناعية تدث ألوا ث " الصناعة " ف ا

القطاع وعلقاته.. وهكذا تور الركة ف العال السلمي من أقصاه إل أقصاه.

وكذلك كانت الفتوح والغزوات الت صاحبت تاريخ السلم سببا ف حركة منيد تح جد كل ف مع ضارات. ف كة ال كار وحر كة الف يوش وحر كة ال خر. حر نوع آلد عنه مفاهيم اجتماعية لوبي. تتو غالبي والغ بادل حي بي ال حركة. ومع كل حركة ت

واقتصادية وسياسية جديدة، يكمها ف النهاية مفهوم السلم.

)8(منب التوحيد والهاد

Page 9: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وفوق ذلك كله كانت الركة العلمية.. وهي تعتب ف ميزان التاريخ أكب حركة فيه إل ما قبل العصر الخي. وهي ليست مرد علم. وإنا هي على وجه التحديد " حركةيق شر [عن طر تأليف وترجة ون كة تزداد. حر مو و طي، وتن خذ وتع كة تأ ية ". حر علميخ. حركة ف ف التار بل من ق سع غي معهود طاق وا مة] على ن بات العا لدارس والكت اماء كون العل تا أن ي من دلل في ية.. ويك ية والتجريب لوم النظر ية والع سفة التجريد الفلعد، ما ب ها في لوم كل يه الع سارت عل لذي يب ا لذهب التجر شأوا ا لذين أن هم ا سلمون العة.. وف ياء والطبي طب والكيم لك.. وف ال يا والف ف الغراف طاق، لى أوسع ن قوه ع وطب

اتاه الياة عامة بل استثناء.

ف هذا الو " التحرك " النامي التطور كان يعيش العال السلمي، حيث كانتتعيش أوربا ف جو من الركود و " الثبات "...

مال نا يس ه ية ل سباب تاري طاقته [ل سلمي عال ال ستهلك ال ي ا حت ح وتدريي عن " السلم ".. عد ال نا الب تفصيلها، ولكن يكن تلخيصها ف كلمة واحدة: أضخم، صيد ال يا الر من بقا يه كانت ف حت حينئذ شعاع].. كة وال صدر الر عن م أي شعل لن ي يا كان كاف ما صليبية، لروب ال يام ا ف أ طور، ماء والت كة والن صيد الر ر

الشرارة ف أوربا، فيخرجها من الظلمات إل النور.

ف الروب الصليبية التقت أوربا " ببقايا " الركة السلمية.. أكب حركة مد ف التاريخ.. فكانت هذه البقايا تمل من اليوية والركة والشتعال، ما استطاع أن يوقظ

أوربا من سباتا، ويبعثها تطلب الركة والياة.

صليبيون عرف ال قد ت مي. ف عث العل صليبية كانت حركة الب لروب ال ثار ا أول قي، وما كان إضافة جديدة ها من أصل إغري ما كان من على العارف السلمية، سواء أضافها العلماء السلمون ف فترة الركود الورب الطويل. وكانت حركة البعث هذه أول

شرارة انطلقت لتحرر الرواح ف أوربا من ظلم الهل والرافات والساطي.

كان ف م لمم لدول وا كوين ا سعي لت طاعي وال ظام الق يم الن كان تط ث القطاعيات والقبائل، حي لس الصليبيون ف حربم مع السلمي مزايا الكومة الركزية الوحدة، والقانون الواحد الذي يسري على الميع، القانون الذي ل ينبع من هوى حاكمية، كما سلطة التنفيذ شريعية وال سلطة الت سلطة القضائية وال يه ال تداخل ف ية، ول ت القطاع كانت كلها تتداخل ف شخص الاكم هناك. كما ساعد تكو�ن الدن التجارية والصناعية

)9(منب التوحيد والهاد

Page 10: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

الت نشأت ف أثناء الروب الصليبية - على غرار الدن السلمية الساحلية - على تفتيتالقطاع وترير العبيد.

باختصار بدأت أوربا " تتحرك " من سباتا الطويل.

* * *وحي بدأت تتحرك.. أخذت الركة تصطدم بفهوم " الثبات ".

وقد كان هذا الفهوم بعيد الغور ف التربة الوربية.. فلفترة طويلة من الزمن كانيد ف الرض. والسادة ف القطاعيات. تا ف أوربا ل يتحرك ول يري. العب كل شيء ثاب كل منهما يرث عبوديته أو سيادته على مدار الجيال ومدار القرون. ورجال الدين ذوو

النلة والسطوة عنصر يكمل الصورة ويثب�ت الطار.

الياة هي الياة.. الرجل والرأة والطفال يتعاقبون على طور واحد. فرد يذهب وفرد يلفه ف مكانه، يأخذ نفس السمت ويؤدي نفس الدور، فكأنا ل يذهب الذاهبسان. كل إن يش طم، يع لذي ل يتح مد ا ها الا قة " بإطار حدود " الطب ف يء.. ول ي

الشريف ف " شرفه " والشعب ف شعبيته، ورجل الدين ف مسوحه.. بل تبديل.

فس لى ن سي ع ية ت ية والروح سية والفكر ية السيا صادية والجتماع ياة القت التا ف الاضي، يا " ثاب تدادا " أزل نا يتصورها ام فرد، وإ ها وعي ال نذ عهود ل يعي لوتية م ا

ويراها ف الاضر ثابتة، فيتخيل لا كذلك ثباتا " أبدبا " فيما ي«قبل من التاريخ..

يد.. ويشمل ثابت تثبت الفكار والقيم والخلق والتقال وف ظل هذا الفهوم الذلك كل ه من الارج إطار« الدين، في«حك¼م الصورة الثابتة، ويزيد ف تثبيت الفهوم.

* * *والهل والساطي والرافة تزيد من عنصر الثبات..

)10(منب التوحيد والهاد

Page 11: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لذهن ما دام ا قع الياة. و ف وا كة ها حر لذهن تتبع ف ا كة كة.. حر فالعلم حرلائم.. بات ا مد ول الث كود الا سبيل للر يوم، فل كل يدا� عرف جد حرك، وي مل ويت يع

وإنا السبيل للتغي والتطور، والتحوير والتبديل.

ولقد كانت الكنيسة الوربية قي�مة على هذا الهل حريصة عليه.. فأي شيء -شيء يكن أن يان، وأي سلطانا الطغ ستنامة الماهي ل لا ا كالهل - يكن أن يضمن

تذره أكثر من العلم الذي " يرر " الرواح والنفوس؟!

لذي ترصد منه الياة لدور " الطبيعي " للكنيسة - من موقفها ا ومن هنا كان ا الوربية - أن تافظ على الهل أطول مدة تستطيعها، وتنحه سلطان الدين وعنوانه، وأنل.. حة ا من ر طرده لروق، وت صيان وا سمه بالع بة، وت سعتها الار ما و لم تارب الع كذلك فعلت مع كوبرنيكوس وجاليليو وجوردانو برونو.. ومع كل عال ترأ أن يناقض

جهالتها القدسة، ويفتح الباب للعلم كي يني الطريق.

* * * من هذا " الثبات " الائل الراسخ العميق الغور، أخذت أوربا تتحرك على صدى

الروب الصليبية، وما أطلقته هذه الروب ف كيانا من هزات.

وكان أمرا� طبيعيا� أن تقوم " الركة " ف أوربا على غي أساس الدين..

أمرا� طبيعيا� من جيع الوجوه..

نا - يثل ناس، كان - كما قل ية وصورته لل لدين كما تصورته الكنيسة الورب فا الثبات الطلق ف جيع المور. فالركة إذن ل بد أن تصطدم به، كما تصطدم كل حركة بالسكون. ول بد أن تقوم على غي أساس منه، لنه ل يسمح بفهوم الركة، ول يك¿نه

من الوجود.

هم ف يقظت ناس طارد ال شعا� ي غول ب صبحت قد أ كانت لك فوق ذ سة والكني ومنامهم، يفرض عليهم الضوع الذل لرجال الدين، ويفرض عليهم العشور والضرائب،با تارب لت لا ا عة يد ف اليوش التاب لرض، والتجن من ا لك ما ت سخرة في وأعمال ال

)11(منب التوحيد والهاد

Page 12: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

يان، سة الطغ سلطان الكني من حرر حرر ". الت هو " الت طبيعي عل ال كان رد الف لوك. ف الوإقامة البناء الديد - بناء النهضة - على مبعدة من ذلك السلطان.

هم ماء وتريق عذيب العل عل بت بدأت بالف قد سة لك أن الكني ل ذ ضيف إ فإذا أ وقتلهم لنم يعلنون ما تصل إليه أباثهم العلمية الخالفة لساطيها القدسة.. فقد كانهوم عن مف يدة سة، بع سلطان الكني ضة ل ية " مناه كة " العلم قوم الر طبيعي إذن أن ت ال

الدين.

فس ف الن غور قة ال ية العمي ية الوثن ية الرومان لروح الغريق فوق ا له لك ك وذ الوربية، والت كانت تتفي تت قشرة رقيقة من السيحية ف العصور الوسطى، فما إن واتتها الفرصة ف حركة العداء للكنيسة حت برزت من تت السطح، وعادت تكم الياة

وتكم الفكار والنفوس!

* * * ول شك أن هذا كله كان بطيئا� جدا� وتدرييا� جدا�.. فالركات - مهما اشتدكثية سب قاوم روا ها أن ت لن علي غل، فوس، بطيئة التغل ف الن لدوث ها - بطيئة ا أوار

واعية وغي واعية، وتصطدم بكثي من العقبات..

تادون خاطر وير مون ال سي، يقتح فراد متحم فوس أ ف ن بدأ لت ت كار ا والفمن دورتا عد أجيال سع، إل ب طاق وا كار " جاهيية " على ن ل أف يق، ل تتحول إ الطر

الفية ف النفوس.

ومن ث فقد استغرقت " النهضة " قرونا عدة وهي تقاتل سلطان الكنيسة، وتقيم الياة - جزءا جزءا - بعيدا� عن سلطان الكنيسة، ولكنها كانت " لدينية " منذ مولدها،

و" هيلينية " ف وجهتها، وف استمداداتا وإياءاتا، أي.. بعيدة عن روح الدين.

* * *وقام الصراع.. الفي والعلن ف نفوس الناس بي مفهوم النهضة ومفهوم الدين.

)12(منب التوحيد والهاد

Page 13: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

صراع مرير بطيء طويل المد.

فقد كانت ثار النهضة مغرية ول شك.. ثارها الفكرية والعلمية والفنية.. كانت - بالنسبة لوربا - نورا ينفذ ف الظلمات، وتتفتح عليه العيون مبهورة بعد طول الظلم.لت لب الفطرة ا بة، لنا ت تا مب وكانت حركة من الركود السن التعفن. والركة ف ذاياث لى ال ية - ع فس الورب غوار الن ف أ مد - كانت تعت نا ما أ سكون. ك كره ال ت الغريقي الرومان الذي ل تكن السيحية قد أطفأته إطفاء كامل، إنا كان مكمورا� فقط

تت غشاء الدين..

ضارة، فة وال ف العر سالتها شر ر ف ن قدما ضي ضة أن ت لك يس�ر للنه كل ذوالعلوم والفنون..

قد ماهي. ف لى ال يزة ع يدة " عز كانت " العق خر - جانب آ من كن - ول صاحبتها ألف سنة أو تزيد. وأيÁا تكن درجة تعمقها، وأيا يكن تغلغلها القيقي ف الياة، وحكمها لسلوك الناس.. فقد كانت " موجودة " ومؤثرة ف وجدان الماهي. ول يكن

من السهل اقتلعها ول موها من الوجود.

ومن ث عاشت أوربا فترة من الوقت غي قصية بشخصية مزدوجة: مسيحية من ناحية، وهيلينية من ناحية. مسيحية ف داخل الكنيسة، وهيلينية ف واقع الياة. مسيحية ف

الوجدان وهيلينية ف التفكي.

واستمر هذا " الطور " عدة قرون.

ولكن العرفة الفية كانت تدور ف داخل النفوس.. وتدور - رويدا رويدا - فعد - لدين - ب كان ا لدين.. وإن صال ا ف ضة ل صر النه ف ع ثة ية النبع صال اليلين

صاحب سلطان ف نفوس الماهي.

* * *وجاء اليوم الذي وقع فيه الصدام الاد الدمر العنيف.

)13(منب التوحيد والهاد

Page 14: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وقع على يد دارون..

سنة لنواع " صل ا ف " أ تابه صدر دارون ك قد أ سنة 1859ف ف 1871، ونشر كتابه ف " أصل النسان ".

ور«سم خط واضح من خطوط التاريخ.

وجوردانو)2( وجاليليو )1(فمن قبل وقع الصدام بي الكنيسة وبي كوبرنيكوس نو ف أن)3(برو تا ضوا فكر ي عار يل ح شع تنك بم أب لت هم ونك عذبتهم وأحرقت ، و

الرض مركز الفلك والنسان مركز الكون.. وقد تكون الماهي قد استبشعت عملياتها رغم ذلك وقفت ف صف الكنيسة تصفق لنتصارها على " عذيب، ولكن كال والت الن

اللحدين ".

ث جاء دارون بالطامة الكبى حي قال إن النسان أصله حيوان..

وكفرته الكنيسة بل شك..

ووقفت الماهي ف بادئ المر ف جانب الكنيسة. فقد عز عليها بطبيعة الالها نع عن ها، حي ي ها ورفعت ستها " وتيز ها " قدا نع عن ية، وي أن يصمها دارون باليوان

كرامة النسان ويردها إل أصل اليوان.

ولكنها رويدا رويدا ف العركة الادة الت قامت بي دارون وبي الكنيسة، غيت موقفها! فقد وجدت أن هذه فرصة سانة للجهاز على ذلك الغول البشع الذي يضطهد

الناس بسلطان الدين.

بالنطلق موزة، وفرحت سانية " الل ها " الن فترة كرامت عد سيت الماهي ب ونيان. ف وجه الطغ لريئة " ته " ا لدارون وقف هاب اليوان! وحدت ف إ لو حرر.. و والت

1)

)

.1543 - 1473 سنة )2)

)

.1642 - 1564 سنة )3)

)

.1600 - 1548 سنة )

)14(منب التوحيد والهاد

Page 15: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

به ما بقي من سلطان لذي تطم نه أعطاها السلح البار ا له أكثر من ذلك أ وحدت الكنيسة الائر: سلح " العلم ".. سلح العرفان.

* * *ولكن شيئا� كبيا� كان قد حدث ف هذه الثناء..

فكرة " التطور " حلت مل فكرة " الثبات "..

من له بدأت تزلز بات فعل، و قد اصطدمت بالث بل من ق كانت " الركة " قد لية شت اليلين قد عا فوس. ف خل الن نا دا نا لي كان هي يا، و كان خف صراع كن ال كانه. ول م والسيحية معا� جنبا إل جنب ف ظل ازدواج الشخصية الذي عاشت به أوربا طوال عصر النهضة وما بعده.. وكان من المكن أن تستمر ف هذا الزدواج فترة طويلة أخرى لول

هذه الحداث..

وكان دارون هو الناقوس الذي دق معلنا ميء الحداث.

لقد صارت الركة الضادة للثبات الن نظرية " علمية "، ول تعد مرد وجدانخفي ف داخل النفوس. نظرية اسها " التطور ".. اسم جديد، مغرÅ جذاب!

واندفعت الماهي وراء اللعبة الديدة..

العلماء أول.. ومن ورائهم الماهي..

" هيجة "!.. كل شيء يتطور..

ية الواحدة إل النسان العقد الشديد التعقيد؛ إذا كانت الياة تتطور.. من اللل إنسان شبه النسان، إ ل حيوان ي طور من حيوان سابق إ قد ت ته وإذا كان النسان ذايشبه اليوان.. إل إنسان.. فماذا يكن أن يكون ثابتا على وجه الرض على الطلق؟!

لقد كانت صدمة عنيفة لفكرة الثبات..

)15(منب التوحيد والهاد

Page 16: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

صدمة ل تطقها ف مبدأ المر أعصاب العلماء ول أعصاب الماهي..

فة حة ول ف فر شبثون خذوا يت صدمة أ من ال فاقوا ي أ هؤلء ح هؤلء و كن ولباللعبة الديدة، وأخذوا ينطلقون با ف كل مكان.

إنه ليست الحياء وحدها هي الت تطورت أو تتطور.

إنه كل شيء.. كل شيء ف هذه الياة..

حت الفكار والتمعات تتطور.. إنا ليست " ثابتة " كما كانت تبدو من قبل.

والدين..؟! يا للعجب! إنه هو الخر يتطور! من كان يتصور؟!

إن فكرة ال " تطور " ف تفكي البشرية! إنا ليست فكرة أزلية ثابتة كما كان يصورها الدين وتصورها الكنيسة. لقد تطورت من قبل، ويكن اليوم أن تتطور. كانت عبادة للوالد. وعبادة للطوطم. وعبادة لقوى الطبيعة الختلفة. وعبادة للوثان. ث صارتلو ماذا خر.. شيء آ لي بادة كون ع كن أن ت طور.. ي كن أن تت ها ي ل. ولكن بادة ع

أصبحت عبادة " للطبيعة "؟!

نا ".. لدتنا.. أو " خلقت لت و لم ا هي ا عة عة خلقة.. الطبي لة.. الطبي عة جي الطبيطاغي مة. سنحطم الكنيسة ذات السلطان ال بذلك مكاسب عظي نا كاسبون بدها! إن فلنعفوق لا " جيل ".. و سنعبد إ فات والساطي. و حم، وذات الهالت والرا لذي ل ير ا ذلك فإنه إله بل كنيسة! بل التزامات! بل ضرائب ول عشور. بل رهبانية.. بل تزمت. إله ينحنا الرية لننا سنعيش ف ظله أحرارا� من كل قيد.. طلقاء.. نفعل ما يلو لنا، لنه ل ياسبنا ول يزجر أفعالنا. سنولد من جديد. لن نولد - هذه الرة - ف السيح. ولكن

سنولد ف أحضان الطبيعة.. فأي فرحة لنا ف هذا الدين الديد؟!

* * *مة كن قائ ل ت لدين، هوم ا عن مف عاد طور، والبت كن موجة الندفاع وراء الت ول

على دارون وحده، وإن كان دارون بطلها الغوار..

)16(منب التوحيد والهاد

Page 17: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لقد كان هناك حدث اقتصادي واجتماعي ضخم يهز أركان الياة هزا�، ول يقلمفعوله عن مفعول نظرية التطور.. ذلك هو النقلب الصناعي ف أوربا.

بدأ النقلب الصناعي بظهور اللة.. وأحدث انقلبا كامل ف الياة الوربية ليقف عند حدود العلقات القتصادية أو الجتماعية وإنا يتعداها إل كل نواحي الياة.

بدأت الدن الصناعية تنشأ، وتتذب إليها الشباب من الرجال يعملون ف الصانعالديدة ويسكنون ف الدينة على نسق جديد ل يعرفونه من قبل.

لى ها ع ها وملعب تر بتاعب سنة.. بة بطيئة آ هادئة رتي بل من ق كانت الياة قد لقاء، قاء أو طل لرض أر ف ا لون حون يعم ية.. الفل ية أو القطاع ف القر حدة ية وا وت وزوجاتم ف النازل يدبرن شئونا ويغزلن الغزل ليبعنه ف السوق.. والسرة - ف صورتا تلك - مكينة الروابط، ل يفكر أحد أو يرؤ على تفتيت روابطها. والناس متعارفون علىهم ل عونه، ولكن عايته أو ل ير حق ر عونه يد، ير لخلق والتقال لدين وا ي ل هوم مع مف يفكرون ف مناقضته حت ولو خالفوا تعاليمه ف سلوكهم الواقعي. ولكل شيء من ذلكلدين.. بة ا من ره ستمدادها فوق ا تا، سة وثبا طول المار من ستمدها سة ا سة. قدا قداها " شبان الطائشي لنم طائشون.. وقد يتغاضى عن من ال فر ها ن ية يرتكب والرية اللق التمع " ولكنها ف نظره جرية. والفتيات ل يرتكب هذه الرية لن سعتهن تذهب إذن إل البد - كذلك تقضي مفاهيم التمع - فهناك الفضيحة وهناك العار.. وهناك أيضا� -كل ف ية ف القر عابرة تة ها إل فل يات علي قدم الفت لدين.. فل ت بة ا لة - ره هذه الا ف

جيل.

وفجأة أخذت المور تتغي..

فالصانع الديدة تم�ع حولا الشبان القوياء الفتول العضلت.. الذين يقدرونهد هذه ال ثل ل م تاج إ شئها ت ف من للت كانت ا قد يف ف ضلي العن هد الع لى ال ع لدراتا. وقد جاء هؤلء الشبان إل الدينة أفرادا بل أسر، يرتادون الطريق ويارسون هذه

التجربة الديدة، ل يرؤون على إحضار أسرهم معهم قبل أن يستقر لم القام.

هم كان يكبل لذي طاعي.. ا يد " الق من " الق توا غامرون.. انفل شبان م هم وبالرض، والذلة للسيد، فجاءوا يارسون " الرية " ف التمع الديد.

)17(منب التوحيد والهاد

Page 18: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

هم لون، ل يفل مار مهو ف أغ نم تم. إ عرف ذوا هم.. ل ي مع ل يعرف هو مت وفونم، لذين يعر ناس ا من ال هم ستحيائهم ناس لم، وا فة ال يد سلوكهم بعر حد، ول يتق أ

ويعرفون أسرهم ويعي�رونم بالسلوك النحرف..

ث هم شباب قوي ف فترة الفتوة الفارهة.. بل أزواج.

إذن.. فالطريق هو الرية اللقية، والظروف كلها تهد الطريق.

وجاء دور الرأة لتعمل..

قون ما يطي فوق شغلونم صانع. ي صحاب ال مال وأ ي الع قة ب ساءت العلسادة " حث " ال ضراب، فيب هددون بال مال أو ي ضرب الع لجور. وي بس ا طونم أ ويع الدد عن سلح مضاد.. هو إياد " جيش احتياطي " مـن العمال الذين يقبلون العمل

بنفس الجر بل بأجر أقل..

وجاءت الرأة الت هجرها عائلها، أو الت ل تد عائل بعد نزوح ألوف الشبان إل الدينة وترك ما يقابلهن من الفتيات بل رجال.. جاءت فوقعت ف الصيدة النصوبة.

جاءت تبحث عن عمل لتعيش. ورضيت بذا الجر الدون تت وطأة الظروف.

ور«سم خط جديد من خطوط التاريخ..

الرأة تعمل " بالملة "..

وتاخذ أجرا ف يدها تلكه لنفسها دون شريك أو رقيب.

وصحيح أنا تعول به نفسها أو أسرتا. ولكنها صارت " تلك " بعد أن ل تكن تلك و " تتصرف " ف ملكها بعد أن ل تكن تتصرف. فقد كانت تقاليد التمع الورب وتشريعاته تجب الرأة عن التعامل الر ف الال واللك، وتنعها من حرية التصرف الباشر

ف أي شأن من الشئون.

وأحست الرأة رغم وطأة الظروف كلها أنا " تتحرر ".

)18(منب التوحيد والهاد

Page 19: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

والتقى شاب متحرر بفتاة متحررة!

ل ل يلبيان معا� - ف حرية - داعي النس البوس؟!

ول يكن هذا دفعة واحدة بطبيعة الال، وما كان من المكن أن يكون. فهناكقة الترسبة ف النفس تزجرها عن النطلق. ولكن رويدا ية العمي الرواسب الواعية والف

رويدا تتم جيع المور.

* * * ونشأ مع الرأسالية الصاعدة جيل يارس لونا من الرية السياسية ل يكن موجودايل شعب ومهن نقاب.. وخطب واجتماعات. وحرية ف من قبل. برلان وانتحابات وتث القول والعمل.. شيء ل يكن موجودا� ف داخل القطاع. شيء دافع إل النشاط والركة. دافع إل المام. وف الوقت ذاته " متحرر ".. يطلب مزيدا من القوق مزيدا من الرية.فرد لى الت صي ع فوذ، الري صحاب الن سادة " أ من " ال يق، ف الطر صعابا بل ويقا بالسلطان، فيحفزه ذلك إل مزيد من الصراع ف سبيل الرية. ويعدي التحرر« النفسÉ من شعور إل شعور. ومن فكرة إل فكرة. فتطلب الرية ف جيع الالت ومن بينها التحرر

من قيود الخلق كما رسها التمع الزراعي ف ظل القطاع وثب�تها إطار الدين...

* * *وتتفكك روابط السرة..

الرجل يعمل والرأة تعمل والطفال يعملون..

بط بعضهم لذي ير قدس ا باط ال لك الر هو ذ عا� ف حسهم جي لبيت عود ا ول يف شأ كانت تن قوس ".. يد و " ط شاعر وتقال بآداب وم نوه لتزمون لذي ي عض، وا ببيدها.. أو سكها ب شاعر وت هذه ال ظم ستقرة تن مرأة " م جود " ا من و في مع الري التخل السرة، لى الوقف كله دا لزوج ع سيطرة ا من شأ ها. كما تن لت من ها.. فل تف بقلب وصدور " التشريعات " ف داخل النل منه وحده، فيوجد رباطان متقابلن يربطان كل

)19(منب التوحيد والهاد

Page 20: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

أفراد البيت: رباط عاطفي تلك قياده الم، ورباط عملي يلك قياده الب، والطفال بيهذا الرباط وذاك يروحون وييئون ف " حضن " السرة ل يتعدونه.

عاطفي.. فل باط ال فانفلت الر ستقرها من م لرأة ي حي خرجت ا لك تغ كل ذي " كذلك ح ي يه. وتغ لرأة ف بذله ا لذي ت صب ا هد النا مل وال حة الع ف ز له جود وباط العملي فانفلت الر لب.. سلطة ا مع سلطة " صاديا، فصارت " لرأة اقت ستقلت " ا ا الذي كان يكمه تفرد الب.. ث تغي مرة ثالثة حي ذهب الطفال يعملون، فيصهرهم جو العمل مبكرا قبل أوانه، ويفسد فيهم مشاعر الطفولة، ويستحث فيهم مشاعر النضوج ف كيان طفل، فتختل مشاعرهم وينفلتون من الرباط.. الرباط العاطفي والرباط العملي

سواء.

* * *ويدث ذلك كله تغيا ملحوظا ف صورة التمع.

كل العلقات العهودة تتغي.. أو.. " تتطور "!

لى شيء ع ية.. ل ية والفكر سية واللق ية والسيا صادية والجتماع العلقات القتحاله، بعد أن ظل على حاله مئات السني.

الصورة الثابتة، الت كان الفرد مرد لبنة فيها، يذهب فيجيء غيه يلفه ف نفسمكانه.. ل يعد لا وجود.

ل الرجل ول الطفل ول الرأة.

ل البيت ول الشارع.

ل العبد ول السيد.

ل العمل ول نوع الثروة.

)20(منب التوحيد والهاد

Page 21: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

كل شيء قد تغي..

وتغي بسرعة مدهشة ل عهد با من قبل فقد كانت من قبل تر السنوات العشرغري يث ي صورة. ب ف ال يذكر يا تدث تغ كاد لائة ل ت سون او ا شرون أو الم أو الع المر بالظن أن كل شيء " ثابت "، لبطء الركة وضآلتها. فاليوم صارت السنوات الائة،

بل المسون، بل العشرون، بل العشر، تدث تغي ملموسا واضحا ف كل شيء:

رجل من حيث هو " رجل " ل يعد له السلطان الطلق قي بيته كما كان.

وامرأة ل تعد تعتب نفسها قعيدة بيتها، ول ملزمة بالطاعة الكاملة لذلك الرجلالذي كان.

وطفل مشرد نفسيا وإن كان يمل بي أصابعه شيئا� من النقود.

وبيت ل رباط فيه.

وشارع مزدحم بالناس. أصناف متلفة من الناس. رجال ونساء وأطفال، كزحةحام ي ازد خر غ نو آ لى يد. وع سم أو ع ي مو ف غ كن ية، ول ف القر ياد سم والع الوا القرية. فهنا ناس ل يعرف بعضهم بعضا، ول يفل بعضهم شئون بعض، ول يلتزمون إزاء

بعضهم البعض بتقاليد التعارف والرتباط.

ية الصنع هي عبود يدة، ية جد قع ف عبود لرض. وو قة ا من رب ترر " بد " وعصراع. حق ال لك صارع، ي صبح ي شر: دخله زاد. وأ لك مستب مع ذ لال. ولكنه ورأس اية ووزن، ف تكتلت ذات فاعل تل بالقوق. ويتك بة حق الطال لك طالب بقوق. وي ويسته جو ف يد من العب يه مع غ يش هو يع ث يدة. سية متزا قوة سيا يج صبح بالتدر وي [الظاهرية على القل] هي الرية ل العبودية. وخصوصا� ف الانب اللقي. ث هو يشعر بفرديته التميزة [ف سلوكه الشخصي] حيث كان مقيدا ف كل خطوة من قبل بالسلوك المعي الذي يربط إطار القرية كله؛ بينما يشعر بماعيته التكتلة [ف النقابات والحزاب واليئات والماعات] حيث كان يس بالضياع من قبل كفرد ل مموع له، لن الموعصبح ياته، وأ يع جزئ له، بم يانه ك لب ك قد انق صار له حساب. وباخت يس له ل لذي يث ا

صورة مقابلة تام التقابل لكل ما كان!

)21(منب التوحيد والهاد

Page 22: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وسيد ما زال يشعر بالسيادة ولكن من نوع آخر. فهي سيادة صارت تعتمد على الال السائل بعد أن كانت تعتمد على الرض. صارت مركزة ف حيز أصغر ولكنه أفعل.سات هة، والناف من ج بات مال والنقا مع الع صراع ل تاج إ سيادة ت هي لك ف مع ذ وثابت ستقر ال طاع ال بل ف الق من ق كن موجودة خرى، بصورة ل ت من جهة أ شديدة ال

الركان.

وعمل من نوع جديد. ل يتعامل مع " الهول " ل يتعامل مع " الغيب " كما كان يصنع وهو يبذر البذرة ف الرض وينتظر الناتج من السماء. وإنا يتعامل مع القوى النظورة الت تتدخل ف " الادة " فتشكلها وتصوغها كما يريد " النسان ". يتعامل مع "

الطبيعة " ل " ما وراء الطبيعة "! يتعامل مع الادة ل مع ال.

كل شيء صورة متلفة تام الختلف عما كان قبل ذلك " النقلب ".

* * *ث يتدخل " العلم " فيكمل صورة التغي..

التقدم العلمي يقفز قفزا� هائل كل يوم، ويغي شكل الياة البشرية.

اللة.. الركبة البخارية.. السيارة.. الكهرباء.. الصناعة اللية ف مكان الصناعةبت على حاله هو دائم التغي ل شيء يث بل. ث.. قد تغي عن ذي ق اليدوية.. كل شيء

أكثر من بضع سني، قد تتصر إل بضعة شهور.. ث يتغي. يدخل عليه توير جديد.

وصور الياة تتغي تبعا لكل تغي جديد يدثه العلم.

لت ترها بة ا سفر على الصان أو العر عن ال ما لف تا سفر بالقطار شيء يت فالاليول.

والنسيج الل شيء آخر غي النسيج اليدوي..

والكهرباء غي الفحم..

)22(منب التوحيد والهاد

Page 23: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

يه الخترعات الديدة كل يوم، شيء آخر غي الشارع والشارع الذي تصب فالثابت ف طوله وعرضه ومعروضاته.

والبيت الذي يستحدث أدواته يتلف عن البيت الذي ظل قرونا� يستخدم نفسالدوات..

ضة لك والريا طب والف ياء وال عة والكيم ف الطبي ي.. تا تتغ لم ذا يات الع بل نظر والحياء.. نتيجة للكشوف الديدة واللت العلمية الستحدثة. وهل هناك ما هو أضخم من القول بأن الكائنات الية تطورت من الكائن الوحيد اللية؟ أو القول بأن الواء ملوء بليي من الحياء الدقيقة الت ل ترى ول ت«حس، وهي مع ذلك شديدة الطورة، تدثمن ي ناك ملي قط، أو أن ه سبعة ف ست كواكب لي بأن ال قول لمراض؟ أو ال لوبئة وا ا

النجوم ل تراها العي وهي مع ذلك أكب وأشد اشتعال وإضاءة من الشمس؟!

وينشأ من ذلك كله شعور عميق بالتغي.. أو التطور. أو عدم الثبات.

* * *وتمع " حصيلة " هذا كله ف اتاه معي، او اتاهي متصاحبي..

التطور من ناحية.. ومن ناحية أخرى البتعاد التدريي عن الدين..

ف مل، و خل الع ف دا با دارون نادى كالت ية " ية علم عد " نظر ل ي طور التما ماء ك صابت العل ثة " أ صار " لو نا ياء.. وإ لم الح يه: ع بث ف لذي لم ا حدود الع

أصابت الماهي.

شيء طور.. ل كرة الت من خلل ف شيء كل صور شيء، وتت كل صيب ثة ت لوثابت على الطلق

قائق ". كار. ول " ال يم. ول الف يد. ول الق لخلق. ول التقال لدين. ول ا ل افرد فرد. ول علقات ال مع. ول كيان ال ول العلومات. ول شكل الياة. ول شكل الت

)23(منب التوحيد والهاد

Page 24: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

هداف لرأة. ول أ شاعر ا جل ول م شاعر الر لة.. ول م ـع الدو قاته م بالتمع. ول علالياة..

بل ينبغي العمل على ماربة " الثبات " بكل وسيلة من وسائل الرب.

كل شيء " ينبغي " أن ي«طوÌر بالقوة، إذا ل يتطور من تلقاء نفسه. ل شيء ينبغيطور. وكل هو الت ناموس ياة. وال ناموس ال ضد بات لطلق. فالث لى ا تا� ع كون ثاب أن ي

شيء ثابتÅ فهو إذن مالف للناموس!

ية فحسب. ل غا يس وسيلة إ ته ول ف ذا هدفا طوير ي أو الت صبح التغي ث أ ومن وأصبح الناس يكرهون أن يروا شيئا� ثابتا� على وضعه ف كل الرض!

ما أن نغي العبود أو فإذا كانت العقيدة ف ال تثل لونا من الثبات.. فلتتغي.. إي! هو التغي هم سنا.. ال بد أنف عة. أو نع بد الطبي ل. ولنع بادة ا عن ع بادة! فلنكف ي الع نغ ولنكف عن الطريقة التقليدية للعبادة. فلنتعبد بطريقة أخرى، ولتكن العربدة والنفلت..

الهم هو التغيي!

وإذا كانت الخلق تثل لونا من الثبات.. فلتتغي.. فلنستحدث أخلقا جديدة.

ولو لرد التغيي! فلتكن النتهازية فضيلة، والنانية فضيلة، وتقطع الروابط العائلية فضيلة..

وإذا كانت التقاليد تثل لونا من الثبات.. فلتتغي.. فلتسبق الرأة الرجل. وليتجرأ الصغار على الكبار. ولتتغي اللبس: ملبس الرجل وملبس الرأة. ولتكثر " الوضات "

فذلك أدعى للتغيي السريع والتبديل.

ذلك من جانب لوثة التطور..

أما من الانب الخر فلم يعد للدين وزن حقيقي ف هذه المور!

بات ف عصر يتمثل كله نه يثل مفهوم الث لدين من أ لقد جاءت الزلزلة الول لصطدم لت ت كة ا موم. الر جه الع لى و كة ع هوم الر ي، أو مف طور والتغي هوم الت بف

بالسكون.

)24(منب التوحيد والهاد

Page 25: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ولكن المر زاد اتساعا ف هذا التاه.

إن كل علقات التمع تقوم على غي أساس من الدين..

قامت على أساس ل دين " لت "secularليسن النهضة " الفكرية " فقط، هي اوإنا الواقع العملي كذلك الذي انبثق من النهضة الفكرية..

لدين يرم الربا وينع قام على أساس ربوي صريح. وا فالنظام الرأسال الصاعد قد با، ف التعامل على أساسه. وعلى الرغم من احتجاج الكنيسة وصراخها ضد نظام الر مضت الرأسالية الطاغية ف طريقها ل تصيخ سعا لصراخ الكنيسة، مدفوعة بشهوة الال

النونة الت ل تتريث ول تتأث.. ول تمها قيود الخلق أو قواعد الدين.

والعلقات النسية " الرة " الت قامت بي الرجل والرأة ف ظل العمل الشترك، والختلط ف التمع، والشتراك ف النوادي، والسعي الشترك إل " الترفيه ".. وف ظلها، عد ملزمة بالافظة على عفت نا ل ت ها - من ث - أ مرأة وظن الستقلل القتصادي لل لنا تستطيع أن تعول نفسها إن رفض الرجل إعالتها بسبب أخلقها.. وف ظل صعوبات الياة التزايدة الت تشغل الشاب فترة من الوقت عن تكوين السرة والستقرار الوجدان والسدي ف إطارها.. ال.. هذه العلقات قامت كلها على أساس مالف للدين. ورغممع ية للمجت صياغة الواقع فإن ال للوف، بالئات وا لدين " جال ا ها " ر لت ألقا لواعظ ا ا ظلت تسي ف اتاهها النفلت من رباط الخلق. لن الخلق كانت قد أصبحت مثل معلقا� ف الفضاء ل رصيد له من الواقع. ولن الدين - وهو ف عزلة عن التمع منذ مولدهيوجه لك أن كن ي ل ي ف كل شيء - لا شرع عة ول ي با، ل يكم الياة الواق ف أور

سفينة التمع ف خضمها الائج الضطرب الذي صنعه النقلب..

والعلم سار منذ البدء ف طريق غي طريق الدين، لن الدين - كما تثله الكنيسة يومئذ - ل يكن ف طوقه أن يد العال بشيء؛ ل بذهب - كالذهب التجريب الذي أمد به السلم التفكي العلمي - ول بعلومات صحيحة تفيده، ول بتشجيع من أي نوع. بل

كان العكس هو الاصل. فالكنيسة تشجع الهل وتارب العلم وتنكل بالعلماء.

نو جه بل أن تت سب ق نو الك جه قل - تت لى ال ضها ع لم - بع جات الع ومنت الفائدة، مدفوعة بشهوة رأس الال، وذلك مالف لروح الدين. ولكن الدين هناك ليست

له قوة التوجيه ول البة بالتوجيه ف ذلك الال..

)25(منب التوحيد والهاد

Page 26: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

طورة " ول شياء " الت صوغها ال ياته ت عادي أن ح فرد ال حس ال يدا أ يدا رو ورويصوغها الدين.

العلم يصوغ حياته الادية ويشكلها..

والسياسة تصوغ علقاته السياسية وتشكلها

والرأسالية تصوغ حياته القتصادية

والنقلب الصناعي ومعقباته تصوغ حياته الجتماعية

واليلينية تصوغ حياته الفكرية...

لدين انعزال شديدا� ف داخل الوجدان.. فكل يوم تنتزع الياة الواقعية وينعزل اسلوكه سلوكه فرد سلك ال فس، في ف الن كانه عن م حه ساحته، وتزحز من م جزءا� كان يس ب صادي دون أن سي والقت مي، والسيا لي والعل فردي، والعم ماعي وال الجت

للدين ف هذا كله. أو يس بكان لفكرة ال.

قع ل وا توجه إ هو م له و قل يهم لى ال هو ع لدين.. ف من ا فر كن ين ل ي وإن الياة...

* * *عدم لدين و هال " ا حدود " إ لدود.. هذه ا خل ف دا ظل ل ي لمر كن ا ول

تكيمه ف أمور الياة..

لقد مضى المر خطوة أبعد. خطوة " التحطيم " التعمد لقواعد الدين.

وتلك كانت مهمة اليهودية العالية!! وقد قامت با بنجاح منقطع النظي.

)26(منب التوحيد والهاد

Page 27: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

* * *قرآن عب ال ما ي لميي " ك لميي " او " ا لى ا قدهم ع قط ح هود سى الي ل ين

سبيل ". ذلك أنم هم شعب ال الختار،المييالكري: " ذلك بأنم قالوا ليس علينا ف وغيهم من " كلب " البشرية ل جزاء لم سوى الضعاف والفناء والتدمي..

وثأرهم مع السيحية ف أوربا ثأر قدي.. ثأر الضطهاد الفظيع الذي نالوه تتالكم الرومان السيحي، والذلل الذي أصابم ف كل متمع مسيحي.

قة المراء ية " الزنب له روا ية " لشكسبي، كما تث تاجر البندق ية " له روا إذلل تثScarlet Pimpernel تأليف البارونة أوركزي " Orczy.

كان السيحي يتاج إل الال فيقترضه من اليهودي، ومع ذلك يأب إل أن يقرمرا له آ قول كالنبوذ، وي نه يدا� ع يوقفه بع نا يده، ول يلمسه، إ يه ب سلم عل مقرضه، فل يلة، لة ذلي عد خطوات ف ذ فإذا ابت يا خنير. عن وجهي غرب يدا� وا لال بع موبا: ضع ا

اقترب " السيد " السيحي ليأخذ الال الذي اقترضه من اليهودي!

إذلل ل تنساه ذاكرة يهود..

وقد فرحت اليهودية العالية أيا فرحة بقيام النهضة الوربية الديثة على أساس ل ) فذلك نصف الطريق نو تطيم السيحية، خصمها القدي.. وقامت تنفخsecularدين (

ف هذا التاه من وراء الستار.

صل ف أ ته سيحي - بنظري هر دارون - ال يوم ظ شد ظم وأ ها أع كانت فرحت وبا وراء ذلك الدث الضخم من صدام بذكائها، لنواع وأصل النسان، فقد أحست ا

عنيف مع الكنيسة.

يا�، يس يهود قول كتاب بروتوكولت حكماء صهيون ف ذلك: " إن دارون ل يولكنا عرفنا كيف ننشر آراءه على نطاق واسع، ونستغلها ف تطيم الدين [السيحي] "

وكان ذلك حقا�..

)27(منب التوحيد والهاد

Page 28: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ية، ي الداروين لدين وب ي ا قامت ب لت لوة ا هود جهود البابرة لتوسيع ا بذل الي على أمل تطيم الدين ف النهاية، تقيقا� لقدهم القدي ضد غي اليهود عامة، وحقدهم -

ف أوربا - على السيحيي بصفة خاصة، من أجل ما لقوه منهم من اضطهاد.

واستغلت اليهودية العالية نظرية دارون أبشع استغلل..

لورب كله ف قاموا بصياغة الفكر ا ها.. كب علمائ من أ يد ثلثة ستغلته على ا ميدان القتصاد وعلم النفس والجتماع.. أخطر ميادين ثلثة ف عال الفكر.. على أساس

معاد للدين، بل مطم لكل مفاهيمه.

أولئك هم: ماركس - وفرويد - ود«رÓكاي.

)28(منب التوحيد والهاد

Page 29: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

اليهود الثلثةماركس / وفرويد / ود)ر'كاي

لذين هم ا سوا هود لي قول إن الي لق أن ن شأوامن ا يأن با وب ي أور قة ب الفÔر السيحية. فقد قامت الفرقة بالفعل منذ قيام النهضة دون تدخل من اليهود [وإن كان ذلك قد جاء على هواهم بل شك] وقام الصام والصراع على يدي دارون دون تدخل منهمماء كولت حك قول بروتو ما ت شديدا� ك حا� لذلك فر حوا قد فر كانوا كذلك [وإن

صهيون].

ولكن الدور الذي قاموا به مع ذلك كان شديد الطورة..

عاة لدين ود ي ا ين، وب لدين والفكر ي ا ماء، وب لدين والعل ي ا قة ب قامت الفركن ياة.. ول ستمتاع " بال مع و " ال حام الت ف اقت بة لرأة الراغ لدين وا ي ا ية، وب الرلك حت ذ كان نه صراف ع هاله والن فاء بإ نه، أو الكت فور م لدين، أو الن عن ا عاد البت

� لصحابه، يصنعونه لسابم الاص كأفراد..مزاجا شخصياالي

صة - صفة خا يدان النس ب ف م لخلق - عد ا ناس وقوا ي ال قة ب قامت الفر وكمزاج شخصي كذلك، أو " كضرورة " يتلمس الناس إليها العذار..

لك كل ذ من لوا لمر ليجع ف ا تدخلوا هود الثلثة ماء " الي كن " العل يةول نظرعد لمر ب عود ا ظار الماهي! فل ي قة العلمية " ف أن ها سند " القي لم، ويعطي سندها الع ي

عود نا ي له، وإ لبرات نه، وتلمس ا تذار ع ل الع سان إ جا شخصيا� يتاج الن واجبامزا يقتضيه التقدم العلمي، ل يتاج إل مبر آخر، فهو يبر نفسه بنفسه.. ول ي«عتذر عنه فهولدين سك با هو التم تذار تبير والع ل ال تاج إ لذي ي بل ا تذار.. ل اع جة إ ي حا ف غ

والخلق والتقاليد.. فهي تمة ينبغي التبؤ منها أو تقدي البر العقول!

ف كل كاي.. يد ودر ماركس وفرو به قام لذي ي ا لدور الط هو ا لك وذ اختصاصه.. وأثر تأثيا� بالغا� ف الفكر الغرب كله ف ناية القرن التاسع عشر وبداية القرن

العشرين..

)29(منب التوحيد والهاد

Page 30: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ل تاج إ لذي ي هو ا حرف، و هو الن لدين سي ل هوم الكن لوا إن الف ل يقو نم إهو النراف الذي يتاج إل تقوي!الدين ذاته تقوي.. وإنا قالوا إن

نا عديل.. وإ ل ت حرف، التاج إ هو الن سائد للخلق هوم ال لوا إن الف ول يقوقالوا إن الخلق ذاتا ليست قيمة حقيقية من قيم الياة!

ث قالوا هذه القولة وتلك ل كاعتقاد شخصي يراه الؤلف، ويدعو إليه كمذهبحث سوح الب بس م ية.. تل ية وحقائق علم يات علم ية ونظر سات علم نا كدرا فردي! وإ

والدراسة والتحقيق!

نة.. كون الفت ما ت كأعنف مع الغرب لا الت عرض لت ت نة ا كانت الفت نا من ه ووالت يعيش ف نتائجها منذ ذلك الي!

* * *ي.. نراف الط لذلك ال تؤدي عل ل جودة بالف ها مو مل كل كانت العوا قد ل وكانت - ف ذاتا - عوامل عنيفة، اجتماعية واقتصادية وفكرية.. متمثلة ف نظرية دارون من ناحية، والنقلب الصناعي من ناحية أخرى.. ومع ذلك فلم يكن من التم أن تصل

هذه العوامل إل تطيم الدين وتطيم الخلق.

ية سباب اجتماع شرية ل ياة الب ف ح كثية مرات لدين عن ا ناس عد ال قد ابت ل واقتصادية وفكرية. وانرفوا مرات كثية عن الخلق وانغمسوا ف الشهوات.. وكانوا

ف كل مرة يعودون.

ولكنهم ف هذه الرة أبعدوا ف الضلل جدا�، وكأنا قرروا بينهم وبي أنفسهم أليعودوا بعد ذلك أبدا� مهما فعل الفاعلون!

ذلك أنم - ف كل مرة سابقة - كانوا ينحرفون كمزاج شخصي، ل يد سندانراف. قع ". ولكنه ا لمر الوا كثر من سند " ا عم التمع كله أ شتد وي ية حي ي ف النها

وانراف مرذول.

)30(منب التوحيد والهاد

Page 31: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

أما ف هذه الرة فقد قدم لم " العلماء " السند العلمي للضلل النحرف، فزين لم فرأوا أنه الق، وأنه الصواب، وأنه المر الذي ينبغي اتباعه، ل تشيا مع المر الواقع،

وإنا سعيا إل الفضل والقوم والصح!

يق ـي طر نون ف ضي ال قط بال سمح ف عودة، وت نع ال لت ت لة ا لم الفرم قدموا الشيطان.

* * * اتذ اليهود الثلثة نواحي متلفة من الفكر. فكتب ماركس ف القتصاد وفرويد

ف علم النفس، ودركاي ف علم الجتماع... ولكنهم ف النهاية يلتقون ف عدة أمور.

ية النسان ية فكرة حيوان بدء، من النظرية الداروين بادئ ذي قد أخذوا كلهم، لوماديته، فمدوها ووسعوا نطاقها، وعمموا إياءاتا السمومة ف كل اتاه.

وليس هنا الال - ول هو من هي ف أي بث - أن أناقش نظرية دارون.. وإنا وليست هذه الياءات نظرية علمية! ث إن أكتفي ف مناقشتهاإياءاتا،أنا دائما� أناقش

ثة ية الدي بإيراد الداروين ما� معNeo Darwinismدائ ها كدارون، ولكن بالتطور تؤمن لت اتؤمن نا لة، إ ماديته الكام سان ول ية الن تؤمن بيوان لك ل سانذ فرد الن فردهبت ، ت

فهو يتطور على قاعدته النسانيةبيولوجيا وسيكلوجيا، وتفرده كذلك ف طريقة تطوره، ، ل على قاعدة اليوان.الاصة

وسنورد هذه الناقشة ف مكان آخر، حي نتاج إل مناقشة الراء... وإنا ننهنا نثبت وقائع التاريخ.

* * * كانت نظرية دارون ذات إياء قوي بيوانية النسان ل شك فيه. يقول جوليان

لديث عال ا سان ف ال من Man in the Modern Worldهكسلي ف كتابه " الن " - وهو

)31(منب التوحيد والهاد

Page 32: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

بار ستطيع تنب اعت سان ي عد الن ل ي ية دارون عد نظر ثة -: " وب ية الدي ماء الداروين عل.)4(نفسه حيوانا� "

وهذا الياء هو الذي مده العلماء الثلثة ووسعوه على أوسع نطاق...

كان حبس ف الم كان هل سؤال: قة التاريية - جل القي من أ نا يطر - وهمع الغرب والفكر تأثي ف الت عن ال يه، وحجزها لذي نشأت ف ف العمل ا ية دارون نظر

البشري كله؟

ربا كان هذا مستحيل ف نظرية من هذا النوع، وف ظروف كالت ولدت فيهاتلك النظرية الطية..

ومع ذلك فلم يكن حتما أن تتجه هذا التاه ف التأثي، لو تلقفتها أيدÅ أخرى،ملصة للحقيقة، مؤمنة بال، أو ف القليل مقدرة " للنسان " والي النسان.

إن الفكر الغرب الذي كان يعيش ف ظل فكرة الثبات الطلق، قد فوجئ مفاجأة عنيفة بفكرة التطور، فأفقدته الزة صوابه، وصار عرضه للنراف.. ولكن ل يكن حتماأن ينحرف.. كان يكن أن يرتد إل الصواب حي يد الداة الذين يردونه إل الصواب.

ولقد عرف السلمون التطور معرفة وثيقة، وصاحبوه مصاحبة عميقة ف تاريهمالي� كله، فلم ينحرفوا به عن سواء السبيل.

ناس من القضية (أي عرفوه ف فقههم، حي قال عمر بن عبد العزيز: " يد� للقه هذا التاه فنم�وا الف هاء خذ الفق ي أ ضايا ". وح من الق لم يد� ما قدر الحكام) ب

بالجتهاد حت شلوا به كل ما جد� ف حياة الناس من أحداث ووقائع واتاهات.

لم ي الع ناع ب تابه "ال ف ك لمريكي يب " ا قول " در هم: ي ف علم فوه وعرنا لندهش حي نرى ف مؤلفاتم من الراء العلمية ما كنا نظنه من نتائج لدين": " وإن وا

ومن ذلك أن مذهب النشوء والرتقاء للكائنات العضوية الذيالعلم ف هذا العصر.

4)

)

ترجة حسن خطاب ومراجعة عبد الليم منتصر.)

)32(منب التوحيد والهاد

Page 33: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

يعتب مذهبا] حديثا]، كان يدرس ف مدارسهم. وقد كانوا ذهبوا منه إل مدى أبعد ما.)5(وذلك بتطبيقه على الامدات والعادن أيضا� " وصلنا إليه،

نم كانوا وظلوا مع ذلك مؤمني بإنسانية النسان، ومؤمني بالخلق. ذلك أيؤمنون بال.

أما اليهود الثلثة فلم يأخذوا على عاتقهم رد أوربا إل صوابا بعد هزة التطور، وإنا أخذوا على عاتقهم أن ينفخوا ف انرافاتا بقوة وعنف، وإصرار وتكن، حت تزيد

الوة اتساعا وتشتد سرعة النزلق.

* * *لذي لدائم ا بالتطور ا ياءين متصاحبي: الياء قد أعطت إ كانت نظرية دارون من ل الصل اليوان جاعه إ ماديته، بإر سان و ية الن بات، والياء بيوان كرة الث غي ف يل ناحية، وحصر القوى الت تؤثر فيه من ناحية أخرى بالقوى الادية المثلة ف " البيئة " أول ف تدخل ا ما�، وإغفال لانب الروحي إغفال� تا عة "، وإغفال ا لكثر ف " الطبي على ا

.)6(عملية اللق أو عملية التطور سواء

ومن هذين الياءين - أحدها أو كليهما، ومتصلي أو منفصلي - أخذ العلماءالثلثة: ماركس وفرويد ودركاي.

5)

)

يد وجدي ص ) لد " للستاذ ممد فر لم خا ين ع عن كتاب " السلم د ية.233 عة الثان من الطب وينبغي الحتراس هنا من مثل هذا القول وإن كان يقال ف معرض إنصاف السلم والفكر السلمي.قرره دارون قاء كما شوء والرت مذهب الن خر غي يه السلمون ف تفكيهم شيء آ تدى إل لذي اه فا وولس. لقد لحظوا التدرج ف مراتب الخلوقات من الوامد إل النسان. ولكنهم ل يقولوا - كما قال دارون - إن النسان من أصل حيوان، ول يبخسوه قدره ول نفوا عنه مزاياه الت تفرد با، وردوا تيزه - ابتداء - إل إرادة ال الصرية من خلقه هكذا متميزا متفردا ليصبح خليفة ال ف الرض. ومن

ث عرفوا فكرة التطور ولكنها ل تتحول ف تفكيهم إل لوثة مدمرة كما حدث ف الفكر الغرب.6)

)

عة ف) خارق للطبي صر خال عن بة إد هو بثا ل، تدخل ا قاء ب شوء والرت سي الن قال دارون: " إن تف وضع ميكانيكي بت ".

)33(منب التوحيد والهاد

Page 34: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لى ثه ع صر ب ل يق نه صاد، ولك لم القت ثه ع يدان ب كان م قد ماركس ف ما فأ دراسات أكاديية ف علم القتصاد، وإنا وضع مذهبا� كامل، يتناول تصورا� كامل للحياة

من زاوية معينة، يتمثل فيها الياءان الداروينيان متصلي متصاحبي.

سي كان التف طد أر قد و هو لاديف يةا قوى الاد عل لل سي ي هو تف يخ، و للتارسية، يا� بصفة أسا شاط ماد هذا الن سان كله، كما يعل شاط الن لكب على ن سلطان ا ال

ومنبعثا عن الكيان اليوان للنسان.

القوى الادية - والقتصادية - هي العنصر الفعال ف تاريخ البشرية:

" ف النتاج الجتماعي الذي يزاوله الناس تراهم يقيمون علقات مدودة ل غن فأسلوب النتاج ف الياة الادية هو الذي يددلم عنها، وهي مستقلة عن إرادتم..

ليس شعور الناس هو الذيصورة العمليات الجتماعية والسياسية والعنوية ف الياة،يعي وجودهم، بل إن وجودهم هو الذي يعي مشاعرهم [كارل ماركس].

بادل من ت صاحبه ما ي تاج و هو أن الن لت: و بدأ ا من ال ية ية الاد بدأ النظر " ت النتجات هو الساس الذي يقوم عليه كل نظام اجتماعي. فحسب هذه النظرية ند أن السباب النهائية لكافة التغيات أو التحولت الساسية ل يوز البحث عنها ف عقوللى طرأ ع لت ت يات ا ف التغ نا لزليي، وإ عدل ا لق وال سعيهم وراء ا ف ناس، أو ال

[فردريك إنلز].أسلوب النتاج والتبادل "

كلم صريح ل يداري هدفه الصريح!

لق يس ا بادل - ول تاج والت سلوب الن ية، وأ ياة الاد ف ال تاج سلوب الن فأف ية سية والعنو ية والسيا يات الجتماع صورة العمل يدد لذي هو ا يان - عدل الزل وال

الياة، وإليه ترجع السباب النهائية لكافة التغيات أو التحولت الساسية..

وتاريخ البشرية كله هو هذا التاريخ الادي. اختراع آلة جديدة أو تغي أساليبتاج هو الذي يصنع التاريخ. و " الطوار " الت مرت فيها البشرية من أول الشيوعية الن الول، إل الرق، إل القطاع، إل الرأسالية، إل الشيوعية الثانية [والخية!] ترجع كلها

إل اختراع اللت وتغي أساليب النتاج.

)34(منب التوحيد والهاد

Page 35: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ف صيلة بذاتا، أ مة ما قائ ست قي ية لي سية والعنو ية والسيا يات الجتماع والعملالكيان البشري.

إنا هي انعكاس لسلوب النتاج ف الياة الادية.. أي نتيجة للكيان الادي.. فالياة والنسان.

والق والعدل الزليان ليسا قيمة حقيقية من قيم النسانية..

إنا القيمة القيقية هي التغيات الت تطرأ على أسلوب النتاج والتبادل..

سية طالب الرئي طاق " ال ف ن هو مصور شرية، ف وحي نرسم دستورا للحياة البللنسان " الأكل والسكن والشباع النسي [النيفستو أو العلن الشيوعي].

أما الدين والخلق والتقاليد فهي السخرية العظمى ف نظر ماركس..

الرسالت السماوية بادئ ذي بدء وهم من أكب أوهام البشرية.. " فحقيقة العالماديته " ف لوحي. ول)7(تنحصر ل. ول ا يخ ل يوجد ا لادي للتار ظل التفسي ا ! وف

الرسالت.

والدين ثانيا - أفيون الشعوب - شيء ابتدعه القطاعيون لتخدير العبيد والطبقةبة بقوقهم السلوبة، وإغرائهم بالصب على سوء أحوالم والرضى با الكادحة عن الطال طمعا ف النة ف الخرة، ما ييسر لؤلء القطاعيي أن يستمتعوا بالثروات الغتصبة وهم

آمنون.

ضع كاس للو مرد انع هي نا ية - إ يم اللق ها الق من بين ثا - و يم ثال والقتة. القتصادي، ومن ث ليس لا وجود أصيل ف الياة البشرية، فضل عن كونا غي ثاب فهي متطورة بسب الطور القتصادي الذي تر به البشرية. ولا كانت الطوار القتصاديةية هي حتم طورة.. و مددة ومت ضاعا خذ أو ية تأ فالقيم اللق بة، ية ومتعاق شرية حتم للب

التطور مع تطور أوضاع البشرية.

7)

)

" Anti - Dihring كارل ماركس ف كتاب " )

)35(منب التوحيد والهاد

Page 36: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وإل هنا يتضح القصود من النظرية ف أوضح صورة وأصرحها..

أول.. ل دين.

له بالسماء، تدعها أصحاب الصال هنا ف الرض ول علقة لدين أسطورة اب فاول رصيد له من القيقة.

وثانيا.. ل قيم ول أخلق.

فالقيم ليس لا وجود ذات، إنا هي انعكاس للوضاع القتصادية. وليس لا ثبات لن مصدرها - وهو الوضاع القتصادية - دائم التغي. ث هي حتمية التطور فل يكن

المساك با على وضع معي مهما حاول الاولون من الفكرين أو رجال الدين.

.. ول يقل دارون كل ذلك ول شيئا� من ذلك!

ول كان من هه أن يقول!

سعة مÉدÌة وا مده قد سموم، ته ال ياء نظري خذ إ لذي أ هودي ا عال الي كن ال ولفشملت الياة كلها، تت ستار البحث " العلمي " ف علم القتصاد.

لى ية ع ياة الغرب كل ال فدخل ماركس - يد لى سموم - ع ياء ال شر ال وانتالتساع.

حقيقة إن روسيا وحدها - ف مبدأ المر - هي الت اعتنقت الذهب الشيوعيلدين قاومت ا لت هي ا لمر - بدأ ا ف م سيا وحدها - بق. ورو قوة التط ته كامل وأعطتل من أول الق ضطهاد، نواع ال كل أ ضطهدته سع، وا طاق وا لى ن سية " ع مة " ر مقاو

والعتقال والصادرة والنفي، إل تدريس اللاد رسيا ف الدارس والامعات..

مع خذ قد أ لذهب - لذي ل يصبح شيوعيا من حيث ا غرب كله - ا ولكن الذلك بالتفسي الادي للتاريخ.

)36(منب التوحيد والهاد

Page 37: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ياة سي ال ل تف يل إ لكب، وال مام ا صادي الهت لانب القت طاء ا ف إع به خذ أ النسانية كلها من خلل التفسي القتصادي والادي، وإغفال " القيم " وأثرها ف الياة،

وف توجيه سلوك الناس..

وأخذ به ف اعتبار القيم الخلقية " متطورة " ل ثبات لا، ول سبيل إل ثباتا..ومتطورة على أساس التطور القتصادي بصفة خاصة.

وأخذ به ف اعتبار الدين آخر ما يكن أن يؤثر ف الياة!

وصارت الياة الغربية القائمة ف ظل النظام الرأسال - الضاد للنظام الشيوعي -عال ف ال ها عن مثيلت سان " كري والضاري و " الن ـي الساس الف كثيا� ف فترق ل ت

الشيوعي.

صحيح أن الدين ف الغرب ل يصادر..

وصحيح أن الفراد هناك " متدينون " بعن الذهاب للكنيسة يوم الحد، ورسم علمة الصليب ف الصلة، واليان بان هناك ربا� خلق الياة والنسان، ويقدر على كثي

من المور (!).

شاعرهم.. ية ول م ناس الواقع ياة ال من ح شيئا� يف لدين " ل يك هذا " ا كن ول فالتنظيم القتصادي والجتماعي والسياسي والفكري قائم على أساس أن الياة الادية هي الصل. وهي القيقة بالعناية. وهي السعى الذي يستغرق نشاط النسان. وهي " حقيقة

" الياة.

لدين. هوم ا من مف ستمدة لخلق ال مع - ل قع الت ف وا جود - نه ل و ث إ

فالنشاط النسي " الر " للولد والبنات والرجال والنساء ل صلة له البتة بفهوم الدين. والصراع التكالب على الياة ل صلة له البتة بفهوم الدين. والتاع السي الزائد عن الد

ل صلة له البتة بالفهوم السيحي على وجه الصوص.

واليان الساري عند الماهي كلها ف الغرب - أوربا وأمريكا سواء - هو أن مقاييس الخلق قد تغيت. وأن " تطورها " كان حتميا ف ظل التمع الصناعي. وأنه ل

)37(منب التوحيد والهاد

Page 38: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

قد لرأة لن ا لدين] من ا ستمدة كانت م لت لخلق [ا ية ل قاييس القد قا للم مال مطلتررت [اقتصاديا] ولن النظرة [الزراعية] للعفة ل يعد لا مال..

غرب. ويكمها ف لذي يكم الياة ف ال هو ا لادي للتاريخ نه التفسي ا أي.. أف مي حث العل ستار الب تت ما - ماركس تطيمه لتي أردا طتي ال طة أو النق ذات النق

علم القتصاد - وها الدين والخلق.

ومعناه مرة أخرى أن الياء السموم للداروينية قد و«ص×ل على يد العال اليهودي الكب إل مناطق من الياة البشرية ل يكن حتما أن يصل إليها، فح«طØم به ف واقع الياة

ل تقوم على مذهب شخصي [ف ظاهرف صورة علمية منظمة الدين والخلق والتقاليد نا تقوم على أساس البحث " العلمي " والدراسة والتحقيق. ومن ث يد فيها المر]، وإهال عن إ تذار ل الع يوجهم إ هم، ول سند ضللم وانراف سندا� ي ضالون فون ال النحريه سعيا ليكونوا مواكبي لوكب يد، بل يعلهم يسعون إل لدين وتطيم الخلق والتقال ا

العلم، مستمسكي بوحي العرفة الصحيح!

* * *أما فرويد فلم يأخذ من دارون جانب التطور، وإنا أخذ عنه حيوانية النسان.

ف كان سان، وإن يان الن تة لك صورة ثاب سم سي - ير باحث نف كل نه - ك إ [وربا كان ف هذا الكتاب وحده] يأخذ جانب التطور أيضا�، وهوTotem & Tabooكتابه

لدين عات، وعن تطور ا فرد - عن سيكلوجية الما ل جانب سيكلوجية ال يتحدث - إمات.. طور الر جانب "وت من يوان ل جانب ال من صورة هذه ال سم نه ير ولك

.النسان"

ولئن كان ماركس قد تدث عن الدين والخلق، وسخافتهما وبعدها عن أنعن تدث قد يد فإن فرو صاد، ف القت مي " حث " العل ظل الب ف صيلة، ما أ نا قي يكو

الوضوع ذاته والتاه ذاته ف ظل البحث " العلمي " ف علم النفس.

عال " هو ال عالت.. شاعر والنف هو ال سانية.. فس الن هو الن ثه يدان ب إن م الداخلي " ف مواجهة العال " الارجي " الذي تدث عنه ماركس. النفس ف نظره هي

)38(منب التوحيد والهاد

Page 39: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لذات تنبثق الفعال والفكار والشاعر، وتتحول إل اليدان الصيل للحياة؛ عن تركيبها ا وقائع عملية ف واقع الياة.. أي أنه - من جهة البحث - يأخذ بالضبط الانب القابللدين ضوع ا ف مو تا جة ذا ل النتي عه إ صل م جب - ي من ع لك - و مع ذ لاركس، و

والخلق، ويتخذ ف بثه نفس التفسي اليوان للحياة النسانية وللنسان!

مصادفة..!!

مع قت سانية - وإن الت فس الن يد للن سها فرو لت ير صورة ا لق أن ال كن ا ولف صيلة ما غي أ ها قي لخلق، واعتبار لدين وا سخيف ا طة ت ند نق ية ع ف النها ماركس كان يد فإن فرو يوان - صله وح ف أ مادي خر، شيء آ سا ل نا انعكا شرية، وإ ياة الب ال

أفحش وأخطر ف تلويثه لتلك النفس، والنطاط با إل الضيض.

بع من ية فحسب، ولكنها - كلها - تن إن الياة النفسية للنسانية ليست حيوانجانب واحد من جوانب اليوان، هو النس السيطر على كل أفعال النسان.

إن حياة النسان بادئ ذي بدء حياة حيوانية بتة. " فغرائزه " هي الت تكمه. هي الت تسيطر على كل نشاطه. والانب السمى " الروح " ل وجود له على الطلق [وإل هنا يتلقي مع ماركس التقاء كامل ف تصور النفس النسانية]. أما الانب الذيلوعي. قات النفس. هو ا قة " من طب سه " العقل " فهو موجود بكل تأكيد. وهو " طب ا وهو الضابط لتصرفات النسان. وهو الذي يواجه الياة الواقعية، ويقرر موقف النسان

ية لذات الواع قل - أو ا جود الع ترى لو يا جة كن أي نتي ها. ول يانEgoإزاء ف ك - النسان؟ النتيجة: " أن موقع الذات بي الطاقة الشهوانية [الت هي القيقة الباطنية للنفسنازة عة قة ماد كون مناف بأن ت ها ما يغري كثيا� قة الارجية، ي القي يد] وب طر فرو ف ن للفرص، كالسياسي الذي يرى القائق، ولكنه يب أن يافظ على مكانته بي الماهي!

لة)8(" لذقون "! عم لى ا فة و " ضحك ع هي خرا حدة مة وا ف كل فالقيم " ث " من ويد - من بع قي - نا يلت خداع! [وه نا عالون بأ هم ف حقيقت هم ناس و لا ال فة يتباد زائ

بفكرة ماركس عن القيم، وإن كانت السانيد متلفة ف الالي].

ولكن فرويد بعد ذلك " يتخصص " فيأت بالعاجيب:

8)

)

.1942 من الطبعة الثالثة سنة 83 " ص The Ego and the Id كتاب " )

)39(منب التوحيد والهاد

Page 40: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

قة [ ية العمي سان الباطن قة الن سب.idإن حقي شهوانية فح قة ال هي الطا ست ] ليمن خرى قة أ لذات دون أي طا سية با سية. الن قة الن يد الطا جه التحد لى و هي ع نا وإ

طاقات النسان [أو اليوان].

وليس هنا مال مناقشة فرويد، فقد ناقشته كثيا� وطويل� ف كل الكتب السابقة. ولكنا نلحظ فقط شيئا� بارزا ف نظريته النفسية.. فقد كان النس - ف أوربا السيحية)9(

ها لديث عن من ا ناس فر ال قة مستقذرة، ين ها]. طا قي في بدء النلل الل تة [رغم التزم وكشفها للنور , فيجيء فرويد، فيصر إصرارا� مموما على أن يفسر النفس كلها، بميعلذات! ويصر - أكثر من ذلك [وهذا قة الستقذرة با لوان نشاطها، من خلل هذه الطا أثاق جنسي.. وجنسي لدين والخلق بصفة خاصة بأنا انب هو الهم] - على أن يفسر ا

على وجه التحديد!!

مصادفة..!!

الياة كلها جنس، ومنبثقة من خلل النس..

لوغ أو الراهقة كما يسب الهلء جدا�.. ل ف مرحلة الب كرا� بدأ مب والنس ي من الناس.. وإنا.. من لظة اليلد. بل يولد النسان جنسا� خالصا مركزا ف إهاب طفل

حيوان صغي!!

كل أعمال اطفل تعبي عن طاقة النس.

الرضاعة جنس. ومص البام جنس. وتريك العضلت جنس. والتبول جنس. والتبز جنس. واللتصاق بالم جنس. وهذا الخي بصفة خاصة هو الذي يشكل الياة

النفسية للبشرية كلها أفرادا� وجاعات!

هذا بت نه فيك ها وبي حائل بين لب يد ا ث نس. بدافع ال مه شق أ فل يع فالط العشق. فتنشأ ف نفس عقدة أوديب. [والطفلة تعشق أباها بدافع النس كذلك ث تكبتلدين ضمي وا شأ ال نة ين قدة اللعي هذه الع من كترا]. و قدة إلي سه ع ف نف شأ شق فتن الع

والخلق والتقاليد، وكل " القيم العليا " ف حياة البشرية!!

9)

)

بصفة خاصة فصل " فرويد " من كتاب " النسان بي الادية والسلم ".)

)40(منب التوحيد والهاد

Page 41: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

والمر كله مستمد من تلك الادثة الت " رآها! " فرويد ف منشأ تاريخ البشرية!

ناء - ف مطلع البشرية - اتهوا نو أمهم بدافع النس، ث وجدوا ذلك أن الب أباهم عائقا ف الطريق فقتلوه. ث أحسوا بالندم على قتل أبيهم فأقسموا ليقدسن ذكراه. فعبدوه. ومن ذلك نشأت عبادة الب. ث تولت إل عبادة الطوطم لنه ف النفس البشريةناء أنم سيتقاتلون ته وجد الب لوقت ذا هكذا يرتبط الب برمز اليوان! [لاذا؟!]. وف ا بينهم للحصول على الم. وهذا أمر ل يوز! [لاذا؟!]. فقرروا تريها على أنفسهم، فنشأ بذلك أول تري [جنسي] وانصب على الم. كما قرروا التعاون فيما بينهم بدل الصام

والعراك [لاذا؟!] فنشأت " القيم ".

وهذه القصة الت " رآها! " فرويد تدث ف البشرية الول، ليست حادثة تاريية مفردة، فقد تركت طابعها ف الياة البشرية كلها منذ ذلك الي. فكل طفل يعشق أمه بدافع النس: وكل طفل يكبت ذلك العشق. ث ينمو الدين والخلق والتقاليد.. والقيم العليا والضارة، من ذلك الكبت النسي لعشق الم. ومع ذلك فالكبت ل ينته. وإنا هو يتحول إل قلق نفسي دائم ل يترك الناس ف راحة [" وكل الديانات الت جاءت بعد ذلكلف بسب مستوى ية) وهي تت ناء بالر تا (إحساس الب ماولت لل الشكلة ذا هي عاÔ تدف إل شيء واحد، لت تطبقها، ولكنها جي لت ظهرت فيها، والوسائل ا الضارة ا وهي رد فعل لنفس الدث العظيم (قتل الب) الذي نشأت عنه الضارة، والذي ل يدع

].145ص Totem & tabooللنسانية منذ حدوثه لظة واحدة للراحة "! فرويد - كتاب

واضح أن هذا التفسي للنسان تفسي حيوان بت..

عال ف طات دارون من ملح ستمدة يد، م ها! " فرو لت " رآ ها ا صة كل فالق اليوان. فقد لحظ أنه ف عال البقر تتجه الثيان الفتية للحصول على البقرة الم، فتجدله. فإذا فرغت من ذلك عادت فاصطرعت أباها عائقا ف الطريق، فتتجه كلها نوه لتقتسيد هو ال صبح لم وي حده با فوز و ها - في هو أقوا حدها - و لب أ حت يتغ ها ما بين في

الديد.

وواضح كذلك مدى تلويث فكرة الدين والخلق والتقاليد، وتقذيرها ف نفوس الناس، بغمسها ف مستنقع النس الستقذر ف أوربا السيحية، وإخراجها منه يتقاطر منها

نقيع النس الكبوت!

)41(منب التوحيد والهاد

Page 42: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وحقيقة إنه سعى إل إزالة " القذارة " عن النس! ولكن هذه مسألة أخرى!

هار الخلق جاء ف كتاب بروتوكولت حكماء صهيون: " يب أن نعمل لتن ف كل مكان فتسهل سيطرتنا.. إن فرويد منا. وسيظل يعرض العلقات النسية ف ضوء الشمس لكي ل يبقى ف نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح هه الكب هو إرواء غرائزه

النسية، وعندئذ تنهار أخلقه "

لق ستباح. لتنط ظف لي فالنس ي«ن لوقت: فس ا ف ن تم جا ي هدفا مزدو ناك إن هلذعا ول ف هائم، دون أن يسوا ف ضميهم شباب كالب تة ". لينطلق ال غرائز " الكبو العة ف يد بتصويرها ناب لدين والخلق والتقال قذر ا ته ي« لوقت ذا مة ولكن ف ا نفوسهم ندا

الصل من النس - الستقذر حينئذ ف النفوس!

كان ل م لخلق إ لدين وا نل ا شعة.. في ثة ب قة خبي بدال دقي ية إ تم عمل نه ت أي أالنس الستقذر، ويرتفع النس إل مكان الدين والخلق ف النظافة والتقديس!

تب ف الك شته قد ناق يد، ف مع فرو شة مال الناق سلفت - ما أ نا - ك يس ه ول السابقة، وبينت فساد هذه الساطي والضاليل الت يقيم عليها تفسيه للحياة البشرية، بل

سند علمي ول منطق سليم.

سلوك سي لل سي الن هذا التف حول قائق من ال عة قط ممو نا ف بت ه نا نث إالبشري:

ل سان. و لك التفسي اليوان للن ية دارون ذ ياءات نظر من إ ستمد نه ا أول: إعال كن ال قول. ول هه أن ي من كان له، ول لك ك من ذ شيئا� لال عة ا قل دارون بطبي ي اليهودي الذي أخذ إياء نظريته السموم، فقد مده مÉدÌة واسعة فشملت الياة كلها، تت

ستار البحث " العلمي " ف علم النفس.

ثانيا�: أنه وج�ه الياء السموم كله الذي استمده من دارون إل نقطتي مركزتي، ف أثناء هذه الولة الواسعة ف باطن النفس، وف التاريخ، ها الدين والخلق. فسعى إل تلويثهما بصورة ل يسبق لا مثيل ف التاريخ كله. ووضعهما ف صورة منفرة مقززة ينفرقول: إن هو ي جدا� و صريا� كان بل يح، لك بالتلم ف ذ تف ل يك سان! و كل إن ها من

شذوذ! [ من ال نوع سامي Threeالت Contributions to the Sexual Theory وإن82 ص [

)42(منب التوحيد والهاد

Page 43: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

صThe Ego and the Idالخلق تتسم بطابع القسوة حت ف درجتها الطبيعية العادية! [لرب80 لده (ا ها رغبة البن (السيح) ف قتل وا ] وإن أساطي السيحية تصور ف حقيقت

لا مكان يه، ولكنه أصبح إ لله) وإن كان قد كبت هذه الرغبة فقتل نفسه بدل من أب ا] وإن الضارة تتعارض مع النمو الر للطاقة النسية! [154 ص Totem & Tabooأبيه! [

Three Contributions لدين والخلق والضارة تنشأ من الكبت النسي،85 ص ] وإن اقد فس بالع صيب الن لنه ي صب، سي والع يان النف لى الك طر ع سي خ بت الن والك

والضطرابات [كل كتب فرويد بل استثناء!]

* * *أما دركاي فله قصة ثالثة...

إنه - مرة أخرى - يقف من فرويد موقف التقابل الكامل.

إنه ل يعترف أن الكيان النفسي للفرد هو أساس الياة الجتماعية. بل العكس فيه فل فرد. وعل لت تشكل مشاعر ال قرب إل الصواب. إن الياة الجتماعية هي ا نظره أ يوز أن نفسر الياة من نفسية الفرد كما يصنع علم النفس كله، وإنا ينبغي أن نفرق بي الظاهرة النفسية والظاهرة الجتماعية تفريقا� كامل، حت وإن قام بينهما - أحيانا - نوع

مـن التصال:

" ولكن الالت النفسية الت تر بشعور الماعة تتلف ف طبيعتها عن الالتفرد، شعور ال تر ب لت خرا من جنس آ صورات هي ت عنو عات ية الما لف عقل ، وتت

)10(عقلية الفراد، ولا قوانينها الاصة با "

توجد خارج ضمائر".. إن ضروب السلوك والتفكي الجتماعيي أشياء حقيقية )11( الذي يبون على الضوع لا ف كل لظة من لظات حياتم " الفراد،

10)

)

قواعد النهج ف علم الجتماع تأليف إميل دركاي، ترجة الدكتور ممود قاسم ومراجعة الدكتور).15السيد ممد بدوي - مقدمة الطبعة الثانية، ص

11)

)

من الصدر السابق.22 ص )

)43(منب التوحيد والهاد

Page 44: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ية] ظواهر الجتماع نه ال شأ ع لذي تن هذا العمل الشترك [ا لا كان كن تم" ول ي وذلك لنه نتيجة لعدد كبي من الضمائر الفردية، فإنه يؤديخارج شعور كل فرد منا،

لك هي ت ي، و سلوك والتفك من ال صة ضروب الا عض ال ير ب ثبيت وتقر ل ت ضرورة إ بال)12( الت توجد خارجة عنا، والت ل تضع لرادة أي فرد منا "الضروب

" ولكن ليس من المكن تطبيق هذه الطريقة [الت تفسر الظواهر الجتماعية من داخل نفوس الفراد] على الظواهر الجتماعية اللهم إل إذا أردنا تشويه طبيعتها! ويكفي ف البهنة على ذلك أن نعود إل التعريف الذي سبق أن حددنا به الظواهر الجتماعية. فلما كانت الاصة الوهرية الت تتاز با هذه الظواهر تنحصر ف القيام بضغط خارجي

)13( " كان ذلك دليل على أنا ليست وليدة هذه الضمائرعلى ضمائر الفراد،

شعور عن حدث نا أن نت يب علي بل نا، سباب يكن لذه ال ن و بذا الع " و اجتماعي يتلف عن شعور الفراد. وإذا أردنا تبير هذه التفرقة بي الشعور الجتماعي والشعور الفردي، فلسنا ف حاجة إل تسيد الشعور الجتماعي. فإن لذا الشعور وجودا من جنس خاص. ومن الواجب أن نعب عنه بصطلح خاص، لرد السبب الت، وهو: أن

تتلف عن الالت النفسية الت يتركب منها شعور الفردالالت الت تدخل ف تركيبه يا. فا] نوع لاختل ية إل إ ظاهرة الجتماع نا لل مي تعريف كان ير ما خرى ف من جهة أ .. و

)14(تديد الفرق بي كل من الشعور الجتماعي والشعور الفردي "

هكذا ل يعترف دركاي بأن الياة البشرية - ذات الصفة الجتماعية - يكن أن تفسر عن طريق نفسية الفرد وطبيعته وكيانه الفردي. إنا يفسرها وجود " العقل المعي

" خارج نطاق الفراد!

بل الكامل. ففي كتاب " قواعد ية يقف دركاي من فرويد موقف التقا ومرة ثانلم ف ع باحث كل شأن عات طور " الما عن " ت حدث ماع " يت لم الجت ف ع هج الن

الجتماع - ولكنه يأب أن ينسب هذا التطور إل عنصر من عناصر النفس الفردة:

12)

)

.25 ص )13)

)

.166 ص )14)

)

.169 - 168 ص )

)44(منب التوحيد والهاد

Page 45: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ية إل إذا يارات الجتماع هذه الت نه بع م لذي تن صدر ا فة ال ستطيع معر لن ن " ونا أن نلحظ الظواهر الجتماعية صعدنا ف مراها حت منابعها الول، وحينئذ يب علي ف ذاتا.. ويب أن ندرس هذه الظواهر من الارج على أنا أشياء خارجية... ولئن خيلنا أن وجود هذه الظواهر خارج شعور الفراد ليس إل وجودا بسب الظاهر فسوف إلي

ماع. لم الجت قدم ع ما ت شك كل هذا ال بدد ظاهرةيت حم ال يف تقت لرء ك سيى ا و)15(" الجتماعية الارجية الشعور الداخلي للفراد

ومع ذلك..!

أهي مصادفة تلك الطريقة الت يتحدث با عن الدين والخلق؟!

" فمن هذا القبيل أن الناس يفسرون عادة نشأة النظام السري بوجود العواطفيا لزواج بالزا الت يكنها الباء للبناء، ويشعر با البناء تاه الباء؛ كما يفسرون نشأة افرد إذا أصيبت با يدث من غضب ال لل لت يققها لكل من الزوجي وفروعهما، وا المر - كما يفهمها ويفسرها ية ا مصاله بضرر جسيم. وترجع الياة القتصادية ف نافردي البحت، وهو مل ال لافظ - إل هذا العا لذهب ا القتصاديون، وباصة أصحاب ا الرغبة ف تصيل الثروة. وليس المر على خلف ذلك فيما يتعلق بالظواهر اللقية. فإنلق ما يتع لمر في كذا ا لخلق. و سا� ل سه أسا نو نف لرء بات ا خذون واح لخلقيي يت اعض كبى أو ب ية ال قوى الطبيع ها ال لت تثي لواطر ا يد ا نه ول يرون أ ناس فإن ال لدين، بايس من المكن تطبيق هذه الطريقة على الشخصيات الفذة لدى النسان.. ال. ولكن ل

الظواهر الجتماعية اللهم إل إذا أردنا تشويه طبيعتها! "

" ومن هذا القبيل أن بعض هؤلء العلماء يقول بوجود عاطفة دينية فطرية لدى النسان، وبأن هذا الخي مزود بد أدن من الغية النسية والب بالوالدين ومبة البناء،لزواج والسرة لدين وا وغي ذلك من العواطف، وقد أراد بعضهم تفسي نشأة كل من ا

" أن هذه النعات ليست فطرية ف النسان على هذا النحو. ولكن التاريخ يوقفنا على

" وحينئذ فإنه يكن القول بناء على الرأي السالف بأنه ل وجود لتفاصيل القواعدلذا عا� من المكن، تب يس ث فل من عبي... و هذا الت صح تا، إذا ف ذا ية ية واللق القانون

15)

)

.66 ص )

)45(منب التوحيد والهاد

Page 46: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

عة صبح ممو لرأي، أن ت تا ا ف ذا لا جود لت ل و ية ا عد اللق لمالقوا ضوعا لع مو)16(الخلق... "

واضح؟!

لزواج والسرة. والقواعد اللقية ل وجود لدين ليس شيئا� فطريا. وكذلك ا إن الا ف ذاتا!

ولن نناقش هنا دركاي! لن نناقش أسطورة " العقل المعي " القائم خارج نطاقهم ول بة من ي رغ لى غ لارج ع من ا هم لذي يقهر لفراد، وا يان ا خالف لك لفراد، وال ا

استعداد فطري!

ولكننا نثبت فقط ما حول هذه السطورة من القائق:

لقد أخذ دركاي كثيا عن دارون:

أخذ عنه بادئ ذي بدء فكرة التطور الدائم الذي يلغي فكرة الثبات.

وأخذ عنه فكرة " القهـر الارجي " الذي يقهر الفرد على غي رغبة ذاتية منه،فيطو�ره.

وأخذ عنه التفسي اليوان للنسان، فهو ل يفتأ يستشهد ف كل حالة با يدثف عال اليوان:

نه ل يقم قط برهان على أن اليل إل الجتماع كان غريزة " أضف إل ذلك أظر إل هذا طبيعي جدا� أن نن لن ال نه شأته. وإ نذ ن ية وجدت لدى النس البشري م وراثصور مر الع لى سنا ع با نفو شربت لت ت ية ا ياة الجتماع جة للح نه نتي لى أ يل ع العا فرادا تب عات أو أ يش جا نات تع قع، أن اليوا ف الوا نا نلحظ، لك لن والحقاب. وذ

)17(لطبيعة مساكنها الت توجب عليها الياة ف جاعة أو تصرفها عن هذه الياة "

16)

)

.60 - 59 ص )17)

)

.173 ص )

)46(منب التوحيد والهاد

Page 47: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

قدم شرح الت نه ي لاء، وأ لاء با سر ا كونت " يف لك أن " ن ذ يس مع كن أل " ولكرة سوى ف كون عدو أن ي لذي ل ي قدم ا ل الت سان إ يدفع الن طري يل ف جود م بو ميتافيزيقية ليس ثة ما يدل على وجودها بسب الواقع؟ وذلك لن الفصائل اليوانية -تدفعها إل لت ها كل الرقي - ل تشعر قط بذه الاجة ا ية من با ف ذلك الفصائل الراق

.. ال.)18(التقدم "

ول يقل دارون بطبيعة الال شيئا� ما قاله دركاي، ول كان من شأنه أن يقول. ولكن العال اليهودي أخذ الياء اليوان لنظريته، ومده مÉدÌة واسعة فشملت الياة كلها،

تت ستار من البحث " العلمي " ف علم الجتماع.

ث إنه - ف جولته الواسعة ف علم الجتماع - قد عن عناية خاصة بأن يقول إنلى تة ع هي ثاب ية، ول مة ذات ست قي لخلق لي طرة، وا يس ف لزواج ل طرة وا يس ف لدين ل ا وضع معي، فإنا تأخذ صورتا من التمع الذي توجد فيه، فإن " التمع " هو الصل ف

ظل الظواهر الجتماعية، وليس " النسان "!

* * *ية القرن ومن حصيلة هذا كله حدثت حركات ضخمة ف التمع الغرب ف نا

التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

لقد التقت " توجيهات " العلماء الثلثة - وغيهم بطبيعة الال، ولكنهم هم فالقدمة - التقت عند نقط رئيسية، متصلة ومتصاحبة:

شويه سعتها أو ها، وت سة عن في القدا يد، ون لخلق والتقال لدين وا لى ا لة ع المالتشكيك ف قيمتها.

والقيام بذه الملة باسم " العلم " والبحث العلمي.

والربط بي هذا التحلل الدين والنلل اللقي وبي " التطور ".

18)

)

.176 ص )

)47(منب التوحيد والهاد

Page 48: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

والياء بأن هذا التحلل والنلل أمر " حتمي " لن التطور حتمي ل قبل لحدبوقفه عن طريقه التوم.

ماركس ناح دارون و نا قد رتب صهيون: " ل ماء كولت حك قول بروتو تلذي تنشئه علومهم ف الفكربالترويج لرائهم. ) 19(ونيتشه وإن الثر الدام للخلق ا

غي اليهودي واضح لنا بكل تاكيد ".

* * *ولقد حدث بالفعل ذلك الثر الدام للخلق!

وسرت ف الماهي لوثتان معا� ف ذات الوقت: لوثة التطور.. ولوثة العداء للدينوالخلق.

لن آراءه لخرين، يه ا من زميل كثر لدمر أ لثر ا هذا ا ف يد سم فرو با برز ا ور أخذت " شعبية " واسعة النطاق، بينما بقي الخران - وخاصة دركاي - فوق مستوى الماهي. ولكن الصيلة النهائية للوثة التطور ولوثة العداء للدين والخلق ينبغي أن ترد

لم جيعا�، وإن تفاوتت النسب و " حقوق التأليف " بي أعضاء الثالوث!

بالقوة! لقد صارت " الوضة " هي التطور. وما ل يتطور بذاته ينبغي أن يطور إنه ل ينبغي أن يظل شيء على الطلق ثابتا� ف كل الرض. ل الدين. ول فكرة ال. وللى شيء ع شيء.. ل ية. ل بط الجتماع يم. ول الروا يد. ول الق لخلق. ول التقال ا

الطلق.

ينبغي أن نتطور. وأن نتحرر من السكون اليت والثبات العيب.

19)

)

و " موت الله "! وهوSuperman فيلسوف ألان نادى ف تشنج هستيي بفكرة النسان العلى ) يعفي هذا النسان من التقيد بالخلق السيحية لنا أخلق الذلء! ومن ث تد فيه " برتوكولت

حكماء صهيون " بغيتها النشودة.

)48(منب التوحيد والهاد

Page 49: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ينبغي أن نطم قيود الخلق. فهي قيد يعوق التطور. وقد تقدينا با ف الاضيماركس] أو طور [ صناعي الت مع ال ف الت يوم ها ال غي أن نطرح عي فينب مع الزرا ف الت تقيدنا با نتيجة الهل الطي بقيقة النفس الباطنية وبأن الخلق " كبت " ضار بكيان النسان [فرويد] أو تقيدنا با جهل منا بأنه ل توجد حقيقة ثابتة للقيم اللقية، إنا هي

تتطور بتطور وسائل النتاج [ماركس] أو بتطور حالة التمع [دركاي].

ناه من أسلفنا ف لدين. فهو قيد آخر يعوق التطور. وقد ورث وينبغي أن نطم اتأخر، ونن لة وجود وتأخر، وقد كان هذا كله يناسب التمع الزراعي ال ية وجها عماكان قد ماركس] أو لزعبلت [ هذه ا لذي ل يطيق طور ا صناعي الت مع ال يوم ف الت ال هذا يناسب عصر الهالة السابق، يوم كنا نظن الدين شيئا� له قداسة، منل من السماء، قبل أن نعرف أنه كبت جنسي ضار مؤذ منفر [فرويد] أو يوم ظننا - خطأ منا وجهالة -

أنه فطرة إنسانية [دركاي].

ثاب. حرك.. الو طور.. الت يد.. الت مع الد ف الت شاء سنا إن شئ أنف غي أن نن ينبسبيل هو ال هذا يد. ف ين. بل أخلق. بل تقال ظافرة بل د باته ال مع وث لق غي أن ننط ينب

الوحيد للتقدم الصحيح! [" العلماء " الثلثة!].

* * *وتركزت الفتنة كلها ف " ترير الرأة "..

حقا� لقد كان هذا العصر هو عصر ترير الرأة!

فقد كانت القوى الشريرة كلها الت تعمل ف الرض تعلم أنه ل وسيلة لفسادسد كي تف جل ل نة للر يق فت ل الطر لرأة، أي إخراجها إ ير " ا من " تر ها خي لمم كل ا

أخلقه وتنهار.

ينبغي بأي ثن أن ترج الرأة إل الطريق..

ترج بجة الستقلل القتصادي..

)49(منب التوحيد والهاد

Page 50: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ترج بجة مارسة حقها ف الياة..

ترج بجة التعليم أو بجة العمل..

ترج " للستمتاع "..

الهم أن ترج.. ولكن أهم من ذلك أن ترج ف صورة إغراء.

إنا إن خرجت تتعلم أو تعمل او تارس حقها ف الياة، وهي متشمة متحفظة، مافظة على أخلقها، وعلى طبيعتها " النلية " بعن الرغبة ف " الستقرار " ف أسرة حي

تسنح الظروف.. فل فائدة إذن من كل " التعب " الذي تعبناه ف إفساد البشرية!

ينبغي أن ترج الرأة ف صورة تفت الرجل وتغريه.. وإل فما الفائدة؟

ولكن كيف السبيل؟!

السبيل هو الدعوة..!

يكتب الكتاب.. ويكتب الصحفيون. ويكتب القصاصون..

السبيل هو السينما..!

ت«مث ل الفلم الداعرة العارية الداعية إل الفساد..

السبيل هو الذاعة والتليفزيون [على التوال]

السبيل هو بيوت الزياء..!

السبيل هو صناعة أدوات الزينة..!

السبيل - بكل سبيل - هو إياد صورة من " الياة الجتماعية " ل تستغن عننة لرأة الفات عن ا ستغن ياة ل ي صور للح ياد ت مع - وإ جة الت ية - ب نة الغر لرأة الفات ا

)50(منب التوحيد والهاد

Page 51: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لرأة عن ا ستغن لي " ل ي قع عم ياد " وا باء؛ وإ حل الع ف جل شارك " الر ية " لت الغرالفاتنة الغرية كجزء واقعي من الياة!

ووجد كل كذلك بالفعل..

واستراحت القوى الت تعمل لفساد البشرية.. وطلبت الزيد!

وجاء الزيد - [قصدا� أم عÉرÉضا�؟] - بالربي العاليتي!

قتل ف الرب الول عشرة مليي من الشباب، وف الثانية حوال أربعي.

وÉو«ج¼دÉت - بعددهم - أسر بل عائل، ونساء بل رجال..

وخرجت الرأة - راضية أو مكرهة - تعمل.. وتبحث عن النس..

وحدث مزيد من " التحرر ".. من انلل الخلق!

وصار الروتي العادي ف الياة الغربية أن تعمل كل فتاة.. وأن يكون لا صديقعادي ل ي يان. روت لب الح ف أغ كامل نس، شاط ال عه ن تارس م شيق - - أي عنه يوجد لذين يظنون أ لاني! ا لطلق. إل ا لى ا ستنكاره ع ف ا حد ستنكر. ل يفكر أ ي

دين! أو أخلق! أو تقاليد!

ية لذين يعيشون بعقل لتزمتون التحجرون التعفنون.. ا يون ا الاني الهلء الرجعل ساعة إ جاع ال يدون إر لذين ير نور. ا هم ال عن أعين بون لذي يج سطى. ا قرون الو النه التطور.. التطور التمي الذي ل قبل لحد بوقفه.. التطور لوراء.. الذي ل يعرفون أ ا

الذي أحدثه القرن العشرون!

التطور..!

هل هو التطور حقا، الذي صنع هذه الصورة الجتماعية ف القرن العشرين..؟

)51(منب التوحيد والهاد

Page 52: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

شرفا أو قدما م كانت ت صورة: إن هذه ال ف نا الشخصي عن رأي ظر بصرف النانلل مزريا. إن كانت رفعة للبشرية أو نكسة بشعة إل عال اليوان.

هل التطور هو الذي أحدثها؟

قرن ف ال ضاري مي وال قدم " العل شأه " الت قا، أن يد " ح شيء " جد هي هل العشرين؟

إذن فلنسمع.. شهادة التاريخ!

)52(منب التوحيد والهاد

Page 53: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

شهادة التاريخ حي يعيش النسان فترة من الياة فإنه يراها مسمة مضخمة، لنه يعيش دقائقها وتفصيلتا وجيع لظاتا، لظة إثر لظة، فياها - من ث - أضخم من أي فترة اخرى

من التاريخ!

وهذا أمر " بشري " من جيع جوانبه!

فالعي ترى النظر القريب كبيا� مفصل مسما.. ث يتضاءل ف نظرها - هو ذاته- حي تبعد عنه بضع خطوات أو بضعة أميال..

والنسان يس بأموره هو كبية مفصلة مسمة، لنا أقرب شيء إليه.. ث يرىصيل والتجس�م، وإن كب والتف بذا ال سها مامه - فل ي خر - أ شخص آ ند تا ع مثيل

عطف عليها أو شارك فيها بوجدانه.. ول ييل إليه أبدا� أنا تشابه تربته الشخصية.

بل النسان الواحد يس لظته الراهنة كبية مفصلة مسمة، لنه يعيشها الن، فهي قريبة من حسه وشعوره وتفكيه، فإذا مرت ودخل ف غيها، تضاءلت ف حسه -لا - أصغر من لظته الديدة ته - وصارت - بكل آلمها أو آما نه هو ذا وهي جزء م

الراهنة الداخلة ف بؤرة الحساس والتفكي و " العايشة "..

،ف كل شيءومن ث يرى أهل القرن العشرين أن هذا القرن فريد تفردا� كامل وأنه ل مثيل له ف شيء قط على مدار التاريخ..

ذلك لنم يعيشونه.. أما الخر فتاريخ!

من صورة " هذه " ال لمور. ف من ا كثي ف فرد شرين مت قرن الع قة إن ال وحقي الياة، بكل تفصيلتا ودقائقها، ل تعشها البشرية قط من قبل.. ل يكن لديها صواريخيون.. ول سينما ول تليفز عة ول ماردة، ول إذا طر سريعة ول ق سفن طائرات ول ول

إنتاج آل ضخم يشمل كل مرافق الياة..

)53(منب التوحيد والهاد

Page 54: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ذلك كله صحيح..

ولكن دللته غي صحيحة!

ما يعيشونهل شيء على الطلق دللته الت يريد الناس أن يستخرجوها منه أنه اليوم قد عاشه أي جيل من قبل. وأنه ل شيء ما يدث اليوم قد حدث ف أي يوم من

التاريخ!

والناس ل يقرأون التاريخ!

نم يدها جسامة أ لت يز ضر السيمة، ا حداث الا شغولون بأ لنم م نه ل يقرأو يعيشون فيها بالفعل، فتبدو لم دقائقها مسمة ضخمة. ول يقرأونه كذلك غرورا منهم! غرورا يي×ل إليهم أنم مقطوعو الصلة بالاضي كله، لنم خلق جديد ل شأن له باضي

النسانية السالف، ول شبه بينهم وبينه، فل " عبة " إذن ترتى من وراء قراءة التاريخ!

وقد يتواضعون قليل فيدرسون تاريخ أوربا الديث! تاريخ النهضة. لنم - وقدطور " بطيء نا هي تر ف " ت لة. وإ يوم ولي تثقفوا - يعرفون أن التغيات ل تدث بي جدا. فالقرن العشرون، با يمله من آيات ضخمة، قد ولد - مثل - ف عصر النهضة،قرأ ستئناس أن ي باب ال من سن " شر، " فيح لامس ع شر أو ا بع ع قرن الرا ف ال أي

النسان التاريخ الديث والعاصر، ليى فيه مولد القرن العشرين!

ولكنهم ل يصلون ف التواضع - إل نادرا� - إل حد قراءة ما سلف قبل ذلك منالتاريخ!

عن " تدث نا أ ماء " و " العقلء ".. إ عن " العل لال عة ا تدث بطبي ست أ ولالماهي ".. با ف ذلك " جاهي الثقفي "!

* * *لذلك فنحن متاجون إل قراءة التاريخ!

)54(منب التوحيد والهاد

Page 55: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ها، ولنحدث شيئا� من التزان ف نرى صورة البشرية على حقيقت يه ل متاجون إل رءوسنا الت أدارها الدوي الطنان الذي نعيشه ف القرن العشرين: دوي اللت الضخمة،

والسباق النون.. ودوي الفتنة الائجة ف الطريق.

* * *لت أمامك! أو عن أغمض عينيك لظة.. أغمض عينيك عن شاشة التليفزيون الت تنهب بك الرض. لذي انطلق منذ لظة. أو عن السيارة الفاخرة ا الصاروخ البار ا وأغمض عينيك لظة كذلك عن تلك الفتاة الت لبست أحدث ما أخرجته بيوت الزياءث ها، ما فوق شف ع لس فيك ي ت ها ح سر عن بة، وينح ياذي الرك ستانا باريس.. ف ف

تزينت أعظم زينة، وخرجت " تتبختر " ف رشاقة فاتنة تلهب الشاعر وتذب العيون.

قرن من ال ثان صف ال ف الن لن يش ا نك تع نس أ ظة.. وا يك ل مض عين أغالعشرين. واستمع لذه الكلمات!

" أرقى المم القدية حضارة وأزهرها تدنا ف التاريخ، هم اليونان. وف عصرهم البدائي كانت الرأة ف غاية من النطاط وسوء الال من حيث نظرية الخلق والقوق القانونية والسلوك الجتماعي جيعا. فلم تكن لا ف متمعهم منلة أو مقام كري. وكانت

ندورا " (Mythologyالساطي ( سها " با ية ا مرأة خيال قد اتذت من ا ية )Pandora) اليونان ينبوع جيع آلم النسان ومصائبه، كما جعلت الساطي اليهودية حواء: العي الت تنشقية لذه السطورة اليهود كان ما حد لى أ خاف ع ي شدائد. وغ للم وال جداول ا ها من الشنيعة عن حواء من تأثي عظيم ف سلوك المم اليهوية والسيحية قبل الرأة، وما كان لا من مفعول قوي ف حقول القانون والخلق والجتماع عند هؤلء الشعوب. وكذلك أو دونه بقليل كان تأثي السطورة اليونانية عن (باندورا) ف عقولم وأذهانم. فلم تكن عندهم إل خلقا� من الدرك السفل، ف غاية من الهانة والذل ف كل جانب من جوانب

الياة الجتماعية. وأما منازل العز والكرامة ف التمع فكانت كلها متصة بالرجل.

وبقي هذا السلوك قبل الرأة ف أول عهدهم بالنهضة الدنية ثابتا على حاله، ربانوار الضارة أن ارتفعت لة. فإنه كان من تأثي ذيوع العلم وانتشار أ ته تعديلت قلي تلل مكانة الرأة ف التمع وأصبحت أحسن حال وأرفع منلة من ذي قبل، وإن بقيت منلتهاتا ف حدوده، لبيت، منحصرة واجبا بة ا هي أصبحت ر بدل. ف ل تت لا ية على حا القانون

)55(منب التوحيد والهاد

Page 56: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وأصبح لا ف داخله سلطة ونفوذ تام. وكان عفافها وتصونا من أغلى وأنفس ما يلك،ية. تات العال ف البيو شائعا جاب كان ال ضا� يم. وأي قدير والتعظ ي الت يه بع ظر إل ما ين و فكانوا يبنون بيوتم على قسمي: قسم للنساء وآخر للرجال. وما كان نسوتم يشاركنلرأة عد زواج ا كان ي مة. و ماكن العا ف ال يبزن طة ول ية الختل لالس والند ف ا وملزمتها لزوجها دون غيه من أمارات النجابة والشرف. ولمثالا كانت الرمة والنلةكره ظرة لدعارة ن هر وا ياة الع ل ح ظرون إ كانوا ين لك من ذ بالعكس مع. و ف التتا، شبابا وقو فوان مدها وعن بان ف إ ية مة اليونان كانت ال صر ف ع هذا وازدراء.. وكانت تنمو صعدا إل الرقي والكمال. ول ريب أنه كانت توجد عندهم مفاسد خلقيةنوا ل يكو لك أن الرجال طاق مدود. وذ كانت منحصرة ف ن نا لك العصر، إل أ ف ذ يطالÝبون ب«ثÔل من العفاف وطهارة الخلق وزكاء السجية كانت تطالب با الرأة وتؤاخذ عليها، بل كانوا يستثنوÓن من التخلق بتلك الخلق السنة، ول يكن من التوقع منهم أن يعيشوا عيشة ذوي العفاف والشمة. ومن أجل ذلك كانت الومسات جزءا من صميم

التمع اليونان ل ينفك عنه أبدا�، ول يعاب الرء إذا عاشرهن وخادنن.

غرائز يار ال بم ت يرف نان و هل اليو لى أ لب ع سية تتغ شهوات النف لت ال ث جع البهيمية والهواء الامة، فتبوأت العاهرات والومسات مكانة عالية ف التمع ل نظي لامع، قات الت سائر طب يؤمه كزا عاهرات مر يوت ال صبحت ب له، وأ شرية ك يخ الب ف تار

شعراء والفلسفة. باء وال يه الد جأ إل لدبومرجعا] يل لم وا ساء الع كانت شوسا ف ف يدور حولا كواكب الفلسفة والدب والشعر والتاريخ وما عداها من الفنون. بل أصبحن

ية. مة اليونان حى ال حوله ر تدور لذي طب ا مالسالق لم و ية الع سن أند ما كن� يرأ فضلتا فك مع قدها وت تل ع ضا] سية أي شاكل السيا كانت ال بل سب، لدب فح ا

شرافهن. شأن أنبضرتن وتت إ هذا ال ف بم التعسف لغ قد ب كانوا يرجعون ف و السائل الرئيسية الت تعلو با أمة وتسفل، وتيا لا وتوت، إل الرأة الت ربا ل ترضى

. ث زاد أهلÝ اليونان حبهم للجمال وتذوقهمأن تعاشر رجل بعينه أكثر من ليلة أو ليلتي الفرط تاديا ف الغي وارتطاما ف حأة الرذائل، وأضرم ف قلوبم نارا� للشهوات ل تمد. فالتماثيل - ناذج الفن العارية - الت كانوا ي)ظهرون با وبالفتنان ف صنعها وإتقانا ذوقهم هذا، كانت هي الت ترك فيهم الشهوات دوما وتد ف غرائزهم البهيمية. ول يطر لم ببال أن الستسلم للشهوات شيء ذميم ف قانون الخلق، والندفاع وراءبار عل ك حد ج ل ندهم إ لخلق ع قاييس ا بدلت م نة. وت عار وهج لهواء يار ا ت فلسفتهم وعلماء الخلق عندهم ل يرون ف الزنا وارتكاب الفحشاء غضاضة يلم عليها الرء ويعاب. وأصبح عامتهم ينظرون إل عقد الزواج نظر من ل يهتم به، ول

)56(منب التوحيد والهاد

Page 57: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

نا من غي لرأة ويادنا عل بأن يعاشر الرجل ا سا يرون بأ ما جة. وقل يه من حا يرى إلعقد ول نكاح.

...

...

لذين تسلموا ذروة الد والرقي ف العال بعد اليونانيي هم الرومان. وف هذه وا المة أيضا� نرى تلك السلسلة من الصعود والبوط الت قد شاهدناها ف اليونان. فحينما خرج الرومان من عصر الوحشية وظلمة الهل، وظهروا على مسرح التاريخ لول مرة،لغ له حقوق اللك كاملة على أهله وأولده، بل ب كان الرجل رب السرة ف متمعهم،

من سلطته ف هذا الشأن أن كان يوز له حت قتل زوجه ف بعض الحيان.

ية والضارة، ولا تففت فيهم صورة الوحشية وتقدموا خطوات ف سبيل الدنلك السلطة وجعلت الكفة تيل إل الستواء والعتدال شيئا� فشيئا�، تففت القسوة ف ت وإن بقي نظام السرة القدي ثابتا� على حاله. وهؤلء ل يكن الجاب عندهم معمول بهساء يدوا الن كانوا ق هم ها. لكن ية ورقي ية الرومان مد المهور بان ف إ نان - - كاليو والشباب عامة بقيود مثقلة من نظام السرة. فالعفاف كان شيئا� ينظر إليه بعي الجلل ول سيما ف شأن النساء، وكان يعد مقياسا� للشرف وكرم التد. وكذلك كان مستوىبل مرة أن عضو ملس الشيوخ ق فق ذات ثال ذلك أن ات يا. ومن أم الخلق عندهم عاللق مة ال من كرا غض بأنه صنيعه لى قوم وحكموا ع يه ال ته، فغضب عل مام ابن جه أ زو

قرار النكي ( له، وأمضوا إ نة قومي وإها يه ف ملس الشيوخ. هذاVote of Censureال ) علقد بدون ع لرأة جل وا شر الر هم أن يتعا ف أخلق ضيا� ندهم ول مر حا ع كان مبا ما ومشروع. وما كانت الرأة تتبوأ مكانة العز والكرامة ف التمع إل بأن تكون أمÁا لسرة (

Matronف ية من الر نوع جال كان للر جودة، و هن مو كانت طبقت سات، وإن ) والومقار ظرة احت مة الرومان وجهورهم كانوا يزدرونن وينظرون إليهن ن مادنتهن، إل أن عا

وتعيي. وكذلك ما كانوا ينظرون بعي الستحسان إل الرجال الخادني لن.

ية نازل الدن ف م هم هم وتقلب بدل برقي ساء تت ف الن مان ية الرو خذت نظر ث أ والضارة. وما زال هذا التبديل يطرأ على نظمهم وقوانينهم التعلقة بالسرة وعقد الزواجبق لم ي سا� على عقب، ف لال رأ طن، وانعكست ا لمر ظهرا� لب لب ا ل أن انق والطلق، إ

)57(منب التوحيد والهاد

Page 58: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

نه عقد مدن ( لزواج عندهم معن سوى أ قاؤهCivil Contractلعقد ا ) فحسب، ينحصر بية إل قليل. قة الزوج عات العل مون بتب صبحوا ل يهت قدين، وأ ضا التعا لى ر ضيه ع ومها سلطة علي قة ل حرة طلي قانون ها ال لك، وجعل لرث وال لرأة جيع حقوق ا ومنحت ا

ول تصبح الرومانيات مستقلت بشئون معايشهن فحسب، بل دخلللب ول للزوج، كن يام. ف سي ال لى م قومي ع لثراء ال من ا يم جزء عظ سلطانن هن و حوزة ملك ف به أزواج الثريات من النساء عبيدا يقرضن أزواجهن بأسعار الربا الفاحشة، ما يعود لن ف ميادين العمل والواقع. ث سهلوا من أمر الطلق تسهيل جعله شيئا] عاديا] يلجأ

سباب. لتفه ال يه شهي (إل مان ال سوف الرو سنيكا " الفيل هذا " م)56 ق. م - 4ف يندب كثرة الطلق ويشكو تفاقم خطبه بي بن جلدته فيقول: " إنه ل يعد الطلق اليوممره أن يوع أ كثرته وذ من لغ قد ب مان , و ف بلد الرو نه ستحي م يه أو ي ندم عل شيئا� ي

عداد أزواجهن. عدون أعمارهن بأ تتزوج رجلجعلت النساء ي حدة لرأة الوا وكانت اشل ( كر مار قد ذ ياء. و ي ح من غ لك لى ذ ضي ع خر وت عد آ مرأة104 - 43ب م) ا

نل ( تب جووي كذلك ك جال، و شرة ر جت ع ف140 - 60تزو بت مرأة تقل عن ا م) أحضان ثانية أزواج ف خس سنوات، وأعجب من كل ذلك وأغرب ما ذكره القديس

يوم ( من420 - 340ج شرين ثالث والع لخية ال لرة ا ف ا جت مرأة تزو عن ا م) أزواجها، وكانت هي أيضا� الزوجة الادية والعشرين لبعلها.

ث بدأت تتغي نظرتم إل العلقات والروابط القائمة بي الرجل والرأة من غي عقد مشروع. وقد بلغ بم التطرف ف آخر المر أن جعل كبار علماء الخلق منهم

184) الذي أسندت إليه السبة اللقية سنة Cato فهذا كاتو (يعدون الزنا شيئا] عاديا.شيون ( شباب. وذاك شي صر ال ف ع شاء قتراف الفح بواز ا هر بل اليلد، ي )Cisroق

الصلح الشهي يرى عدم تقييد الشبان بأغلل الخلق الثقلة ويشي بإطلق العنان لم ف ) الذي يعد من التصلبيEpictetusهذا الشأن. ول يقتصر المر عليهما بل يأت إبكتيتس (

بواStoicsف باب الخلق من فلسفة الرواقيي ( ما�: " تن ) فيقول لتلميذه مرشدا� ومعلبوه إذا ل لزواج ما استطعتم. ولكنه ل ينبغي أن تلوموا أحدا� أو تؤن معاشرة النساء قبل ا

يتمكن من كبح جاح شهواته ".

" ولا تراخت عرى الخلق وصيانة الداب ف التمع الرومان إل هذا الد، اندفع تيار من العري والفواحش وجوح الشهوات فأصبحت السارح مظاهر للخلعة والتبج المقوت والعري الشي. وزينت البيوت بصور ورسوم كلها دعوة سافرة إل الفجور والدعارة والفحشاء. ومن جراء هذا كله راجت مهنة الومسات والداعرات

)58(منب التوحيد والهاد

Page 59: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وتادى المر ف ذلك إل أن اضطر القوم إل وضع قانونوانذبت إليهن نساء البيوتات.لبيوت من احتراف مهنة37 - 14خاص ف عصر القيصر تائي بييس ( م) لنع نساء ا

) حظوة عظيمة لدى الروم Flora ونالت مسرحية فلورا (الومسات وصناعتهن النافقة. لكونا تتوي على سباق النساء العاريات. وكذلك انتشر استحمام الرجال والنساء فنة صص الاج عة والق قالت اللي سرد ال ما شهد. أ ناس وم من ال برأى حد كان وا مقاه كان يتل لذي لدب ا بل ا حد، نه أ حرج م بول ل يت ضيا مق شغل مر كان ية ف العار الناس بالقبول والرضى هو الذي يعب عنه اليوم بالدب الكشوف، وهو الذي تبي فيه

)20( " أحوال الب والعناق والتقبيل سافرة غي مقنعة بجب من الاز والكنايات.

* * *الن تستطيع أن تفتح عينينك!

ما رأيك ف هذا " الشريط " من الخبار؟!

لكأنك تراه أمامك اللحظة ف السينما أو التليفزيون!

هل هناك كبي فرق؟! ما أشبه الليلة بالبارحة!

يوم ف إن بعض أجزاء الصورة توشك أن تكون بذافيها وصفا لا هو كائن الالقرن العشرين، ل ما كان موجودا قبل عشرين قرنا، أو أكثر من عشرين!

الرأة التبجة التزينة الت تفت الرجل بتبجها وزينتها..

الرأة الت تقضي ف شئون الدب والفن والسياسة..

الرأة الت تلك الرجل وتسيه حسب هواها..

20)

)

.24 - ص 14 كتاب الجاب للسيد أب العلى الودودي، ص )

)59(منب التوحيد والهاد

Page 60: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

حق " لا صادي أن ستقللا القت من ا هم لت تف صاديا " ا ستقلة اقت لرأة " ال االتحرر " أو التحلل اللقي..

الرجل الباحث عن متاع السد، الساعي خلف الرأة التبجة..

الرجل الشغول بتاع السد عن جديات المور.

الرجل الباحث عن " بجـة التمع " وعن الرأة الت " تشارك فـي حل أعباءالياة ".

نا " ضرورة اجتماعية " ويرحب با لة على أ لرأة التحل لذي ينظر إل ا الرجل اعلى هذا الساس.

و الدب الكشوف، والسارح العارية، والتفنن ف الفحشاء.

أكثي هو الذي تغي؟!

بل.. هل تغي شيء ف القيقة؟!

* * *إن النسان ليذهل من قراءة التاريخ.

يذهل أن تكون صورة الياة اليوم - ف جوهرها - هي إل هذا الد تكرار لاكان قبل ألفي من السني!

ويذهل من جهالة الاهلي، ودعاوى الزي×في!

ف كرر ل تت يدة صورة فر ثة ية الدي ياة الجتماع مون أن ال لذين يزع ي ا الزيفهؤلء صدقون لذين ي لاهلي ا لم ".. وا به " الع جاء لذي طور " ا جة " للت يخ، ونتي التار

الزيفي!

)60(منب التوحيد والهاد

Page 61: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

أين هو " التطور " ف صورة الياة الجتماعية؟!

لقد تغيت الدوات حقا�.. ما ف ذلك شك! ولكن " العمل " ذاته هل تغي؟!

لن " يدا� لمر جد سب ا نا ن لت تعل لك ا يف ت لة أو تزي سذاجة أو جها ية وأ كرستيان ديور " هو الذي يصدر أزياء النساء ول يكن موجودا من قبل، وأن السينما هي الت تعرض العري والدعارة والفجور ول تكن موجودة من قبل، وأن التليفزيون هو الذيلذي شارع ا بل، وأن ال من ق جودا كن مو ل ي لبيوت و خل ا ل دا ساد إ صور الف قل ينسع " مسفلت " نظيف مزدحم لغراء شارع وا نة وا قدرتا على الفت لرأة يه ا تستعرض ف

بالسيارات الاصة والعامة ول يكن موجودا من قبل؟!

ماعي " " قدم الجت لك " الت سب ذ لت تن لك ا يف ت لة أو تزي سذاجة أو جها ية أنة وشغل غي الفت ية تبت يق عار ل الطر لرأة إ خرج ا لذي أ يوم، وا شه ال لذي نعي ضخم " ا القرن ظروف ال يخ، و ف التار يدة شرين الفر قرن الع صاديات ال ل اقت ها.. إ جل بفتنت الرقرن عات ال قرن العشرين الفريد ف التاريخ، واخترا العشرين الفريدة ف التاريخ، وعلم ال

العشرين الفريدة ف التاريخ و " أيديولوجيات " القرن العشرين الفريدة ف التاريخ؟!!

لت تنسى وقائع التاريخ الاضي وتزعم أن لك ا لة أو تزييف ت ية سذاجة أو جها أشرية جيل من الب هذا اليل قط، وأن بل من ق لده ل تو لدا� يوم مو لدت " ال شرية " و الب منقطع الصلة عن كل شيء قبله. " جيل الصواريخ ".. الذي ل يتقيد بدللت الاضي،

ول يتأثر با، ول تعنيه ف شيء، لنه ينشئ نفسه إنشاء على نو غي مسبوق..؟!

بل أية سذاجة أو جهالة أو تزييف تلك الت تزعم أن الكيان البشري الداخلي قد" تطور " أو تغي خلل كل هذه القرون؟!

* * *تلك شهادة التاريخ. فلنتدبرها. إنا تقول أشياء كثية..

تقول أول: إن " القرن العشرين ".. أو " الياة الجتماعية ف القرن العشرين ".. أو " دور الرأة ف الياة الجتماعية ف القرن العشرين " أو " علقة الرجل والرأة ف القرن

)61(منب التوحيد والهاد

Page 62: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

بل من ق مرت صور قد شرية.. ف يدة ول جديدة ف حياة الب العشرين " ليست صورة فر فيها مشابه عجيبة منها، حت لينسى النسان إذا أغمض عينيه وهو يسمعها أنه يعيش ف

القرن العشرين، أو أن تلك الصور كانت قبل ألفي من السني!

قرن ف ال ية ياة الجتماع با ال سر لت تف مة ا سباب الزعو يا�: إن ال قول ثان وتية.. أو سباب القيق هي ال ست ها، لي جل في ها بالر ها، وعلقت لرأة في شرين، ودور ا الع ليست كلها على القل. فإنا إن عزيت إل أي سبب متعلق بالقرن العشرين وحده وما حدث فيه من " تطور " وتقدم، فكيف يكن تفسي الصورة الشابة الشديدة الشبه منها،

الت حدثت ف القرن الول للميلد، أو قبله بعدة قرون؟!

سع عشر قرن التا يات ال صوره نظر يس كما ت شري ل ثا�: إن الكيان الب قول ثال وتيس " هم.. ل خذ من من أ شابهم و من كاي، و ماركس ودر يد لى شرين، ع قرن الع واليس " النس " يه أو فيما حوله.. ول بات ف لت تلغي كل ث متطورا� " من داخله بالصورة ا

اكتشافا جديدا� يكتشفه فرويد.. فقد اكتشفته قبله حضارات عديدة ف التاريخ!

* * *وليس معن هذا أننا نلغي عمل التطور، أو نسقط فترة اللفي من السني!

كل! فما يصنع ذلك عاقل!

لة كل دل عن ضر منقطعا� صور الا لت تت نا ا من غفلت قط أن نصحو يد ف نا نر إالاضي، نابتا� نباتا� شيطانيا�على نسق غي مسبوق.

لادة عال ا ف شرين: سع عشر والع ي التا ف القرن حداث ضخمة حدثت أ قد لوعال البشر على السواء.

النقلب الصناعي كان حدثا� تارييا� ضخما� ول ريب.

الرأسالية والشيوعية حدثان ول شك من أحداث التاريخ..

)62(منب التوحيد والهاد

Page 63: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

النظرة إل " النسان " قد تقلبت مرات عدة من أقصى الشمال إل أقصى اليمي بصورة ل يسبق لا مثيل: من تقديس فرديته إل الد الذي يكاد يلغي التمع إل جواره، إل تقديسه ف صورة الماعة إل الد الذي يكاد يلغي شخصيته الفردية ويعتبه مرد فرد ف القطيع. من " إنسان " رفيع النلة يعتب مركز الكون، إل حيوان أو ناجم من حيوان.. ل مزية له على غيه من الحياء إل أنه ف طور السيادة ف الوقت الاضر، وقبله كانت أنواع من اليوان هي السيدة على ظهر الرض! ث من إنسان عابد لغيه: ل أو الطبيعة أو

أي شيء آخر، إل إنسان متأله ل يريج أن يعبد إل ذاته ف القرن العشرين!

لذرة وأطلق يل لا ف التاريخ كله.. فج�ر ا والعلم قد خطا خطوات جبارة ل مثيا ية أ ياة الاد كون.. ويس�ر ال لرض وال قوى ا من كثيا� سان سخر للن صاروخ.. و ال تيسي.. وحل عن الناس الهد البدن الذي كان يشقيهم من قبل ويعنتهم، فحم�له لللة،

وانطلق النسان خفيفا� مذخور الطاقات!

" صورة " الياة كلها قد تغيت من اللف إل الياء..

ولكن.. " النسان" هل تغي؟!

ألوان نشاطه.. ودللة مناشطه وأعماله؟ هل تغيت؟!

هل صار - ف انرافاته واعتدالته - شيئا� آخر غي " النسان "؟ النسان الذيعاش - مثل - قبل ألفي من السني؟!

هل صارت دللت أعماله بالنسبة إليه - ف انرافاته واعتدالته - شيئا� آخر غيما كان من الدللت؟!

* * *تلك شهادة التاريخ..

فلنتدبرها..

)63(منب التوحيد والهاد

Page 64: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

إنا تروي لنا أشياء خطية.. عن الثابت والتطور ف كيان النسان.

)64(منب التوحيد والهاد

Page 65: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

الثابت والتطو�ر ف كيان النسان�هل وعينا شهادة التاريخ؟

هل استخرجنا منها كل دللتها؟

فترات التاريخ فترتي من ها ل تقف عند حد هذا التشابه العجيب بي إن دللتيفصل بينهما عشرون قرنا من الزمان.

إنا تلفتنا إل ما هو أعمق من ذلك وأخطر.. إل الطبيعة البشرية ذاتا.. إل ذلك" النسان " التضمÌن ف أحداث التاريخ، متأثرا� با ومؤثرا فيها على مدار الجيال..

ظروف.. من خلل الحداث وال يه يد أن نصل إل لذي نر هو ا سان " هذا " النيانه.. أن مق ك لداخل.. أن نتع من ا صه يد أن نفح بات.. نر سات والتقل من وراء اللب و نتعرف إليه.. فمن الؤكد - من تبطاتنا ف النظر إليه - أنه هو " الهول " الكب ف هذا

القرن العشرين.. قرن " العلم " والكشف والعرفان!

* * * يقول ألكسس كاريل ف كتابه " النسان.. ذلك الهول " - وهو " عال " من

علماء الطب والياة، وليس فيلسوفا صاحب نظريات:

" إننا ل نفهم للنسان ككل.. إننا نعرفه على أنه مكون من أجزاء متلفة. وحتنا مكون من موكب من الشباح تسي ف تدعتها وسائلنا. فكل واحد م هذه الجزاء اب

وسطها حقيقة مهولة!!

سهم أولئك لى أنف ها ع لت يلقي سئلة ا فأغلب ال بق. نا مط لمر أن جهل قع ا ووانا ناطق غي مدودة ف دنيا لذين يدرسون النس البشري تظل بل جواب، لن هناك م اف قى كن أن تل لا، ي عداد خرى ل سئلة أ ناك أ فة... وه ي معرو لت غ ما زا ية، الباطن

)65(منب التوحيد والهاد

Page 66: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

من جواب.. ف عا� بل ستظل جي ها نا.. ولكن سبة ل ية بالن ية اله ف غا تب ضوعات تع موما يتعلق بدراسة النسان غي كاف، وأن الواضح أن جيع ما حققه العلماء من تقدم في

)21(معرفتنا بأنفسنا ما زالت بدائية ف الغالب... "

هذا تقرير عال ف العلوم، أتيحت له فرص نادرة - كما يقول ف مقدمة كتابه -عة لخرين ف الطبي ماء ا يد من تارب العل ته يبحث ف العمل، ويف لن يقضي معظم وق والكيمياء وعلم الياة وعلم وظائف العضاء إل جانب تصصه ف الطب. ومع ذلك " فالماهي "، با ف ذلك " جاهي الثقفي " يأخذها غرور العلم الجوف، فيظنون أنم عرفوا كل شيء - ف عال النسان خاصة - وأنم مؤهلون لن يفتوا ف قضايا النسانقرن بأن إنسان ال لت توحي فة، ا لقوال الزائ تواهم هي هذه ا ف تأكد وتكن.. فتكون فلت ته ا له، وأن ترب يال قب كل الج كاد - ب صلة - أو ي طوع ال فرد، مق كائن مت شرين الع يعيشها ف هذا القرن تربة متفردة لنا تصدر عن كيان " متطور " ل مثيل له من قبل،ي ها وب شبه بين سبوقة، ول ي م سان دللت غ لذا الن سبة عال بالن وأن دللت الف

دللت البشرية فيما مضى من القرون..

وتتغذى هذه النظرة الزائفة على " علوم " كثية و " نظريات "..

لذي يعي وجودهم، ناس هو ا نه " ليس شعور ال فالتفسي الادي للتاريخ يقول إ ولكن وجودهم هو الذي يعي مشاعرهم " [كارل ماركس] ووجودهم متغي على الدواملدوام " لى ا عات ع شوف واخترا من ك يد لا عا تاج، تب ف أدوات الن طور كم الت بية يات الجتماع مة للعمل صفة العا ي ال لذي يع هو ا ية ياة الاد ف ال تاج سلوب الن فأبادل النتجات هو تاج وما يصحبه من ت والسياسية والعنوية ف الياة " [ماركس] " النسباب ند أن ال ية هذه النظر سب ماعي. فح ظام اجت كل ن يه قوم عل لذي ي ساس ا ال النهائية لكافة التغييات والتحولت الساسية يب البحث عنها ل ف عقول الناس أو فتاج سلوب الن لى أ طرأ ع لت ت يات ا ف التغي نا لزليي، وإ عدل ا لق وال سعيهم وراء ا

والتبادل " [فردريك إنلز].

ومن ث فل يوجد كيان ثابت للنسان!

21)

)

18 - 16 ترجة شفيق أسعد فريد. منشورات مكتبة العارف ببيوت. ص )

)66(منب التوحيد والهاد

Page 67: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

النسان هو حصيلة الظروف الادية والقتصادية. وهو انعكاس الطور القتصادي الذي يعيش فيه. وما دامت هذه الطوار دائمة التغي، فالنسان - حصيلتها وانعكاسها - ليس له كيان ثابت، وإنا هو ف تطور مستمر تبعا لذه التغيات. والتطور يشمل كيانه

كله: أخلقه وعقائده وأفكاره وسلوكه الفردي والماعي.. وكل شيء فيه.

كان النسان ف التمع الزراعي يعبد ال.. لنه.. يضع البذرة ف الرض ويطلب البÌ من الرب! لنه عاجز بنفسه عن التأثي ف عملية النتاج، ل هو يستطيع أن يسرعها أو يبطئها عن مدتا " الغيبية " ول هو يستطيع - إل بقدر ضئيل - أن يتحكم ف النتائج [بالهد البذول من جانبه] فالعاصي والفات، وتقلبات البد والر ل سلطان له عليها

البتة.. ول بد أن ينتظر فيها كلمة السماء.

وكان الرجل هو النتج الرئيسي، وهو الذي يعول الرأة. ومن ث كان هو السيطر صاحب السلطان. وكانت السرة تثل سلطان الزوج، وهو حريص عليها شديد الرص لنا تيئ له ذلك السلطان، ومن ث يفرض على الرأة قيودا خلقية شديدة، فالعفة شرط رئيسي لياتا وعنصر ل غناء لا عنه. والعفة معناها [ف هذا التفسي] أن يتأكد الرجل - صاحب السلطان - أن هذه الرأة أو تلك له وحده ل يسسها أحد غيه. ث ييء الدينلذي يثل هذا " الطور "] فيقول إن العفة مطلب إلي من البشر، عليهم أن يلتزوما به [ا

من أجل ال.

عاون من الت عا ستلزم نو شاقة ت كاليف من ت ها با في ية ياة الزراع كانت ال والفردي، فصار هذا التعاون خ«لقا.. وصار جزءا كذلك من مفهوم الدين.

كم لدود، وب ها ا ف ميط صاهرها ها وت كم قرابت فة، ب سرة متعار كانت ال و التعاون بينها ف جع الاصيل وبيعها وتبادلا، فكان هذا التعارف خلقا.. وكان جزءا من

مفهوم الدين.. ال.. ال..

سلوكه بادئه و فاهيمه وم شاعره وم عي وم مع الزرا كانت أخلق الت نا من ه و العملي.. كلها نابعة من حقيقة الرض، ومرتدة إليها.. فالرض - بفهومها الزراعي -

هي الت تشكل حياة النسان.

ث انتقل الناس إل الطور الصناعي.. فتبدلت الحوال..

)67(منب التوحيد والهاد

Page 68: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

عملية النتاج ل تعد " غيبية ". فهي عملية منظورة. اللة النت¼جة منظورة، والادةيس " ال " [!!] ومن ث فل يديرها ول لذي النتÉجة منظورة كذلك. و " النسان " هو ا

ضرورة شعورية لعبادة ال!

والرأة قد استقلت اقتصاديا� بكم سلسلة من الظروف القتصادية التوالية.. فلمعد ل ت هو السيطر. أو على القل عد الرجل ل ي ث لا. ومن لذي يعو هو ا عد الرجل يفرض لرأة. أي ي لى ا فة ع فرض الع تدرييا� - أن ي عد ف وسعه - لم ي قة. ف سيطرته مطلفة. لنا تستطيع تدرييا� - أل تكون عفي له وحده. فصار من حقها - ها أن تكون علينا سها.. ول سها بنف عول نف ها، أن ت عدم عفت ضها! - ل جل - إذا رف ضها الر ي يرف ح استقلت اقتصاديا� اضطر الرجل أن يترمها، وينل لا عن سلطانه، ويعطيها حق الباحية

النسية.. ث انتهى المر أن يبذ هو تلك الباحية بكم " التطور "..

ي صول غ من أ يدة، و عداد متزا ية - بأ ف القر نة - ل ف الدي ناس عاش ال ونة - اللق عارف شرطا� للحياة النسانية. وصار اللق الديد للمدي متعارفة. فلم يعد التشعورية لة لخرين.. عز عن ا لة ف عز صة ياته الا سان ح كل إن يش طور - أن يع الت

وواقعية..

يدق مل كل عا تاج صارت متخصصة، ية الن لن عمل فردي، عاون ال طل الت وبحد ي وا موس ب عاون مل ل. بل ت مامه.. إ عدنيا� أ شريطا� م يدفع مسمارا أو يط خطا أو

وواحد ف الصنع الكبي.. فصار " عدم التعاون الفردي " هو اللق الديد التطور..

سلوكه بادئه و فاهيمه وم شاعره وم قه وم صناعي أخل مع ال ستمد الت كذا ا وهالعملي من اللة، والنتاج الادي.. فصارت اللة هي الت تشكل حياة النسان..

هو كن وجودهم لذي يعي وجودهم. ول هو ا ناس شعور ال كون وهكذا.. ل يالذي يعي مشاعرهم، على حد قول العال الكبي كارل ماركس!

* * *هكذا تسب السبة ف التفسي الادي للتاريخ!

)68(منب التوحيد والهاد

Page 69: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ث ييء " علم " الجتماع على هدى دركاي فيقول إن الدين والزواج والسرة ليست فطرة لدى النسان! وإنا هي من عمل " العقل المعي "، وهو شيء [ما هو؟!]كل ث ف من حد. و حال وا لى بت ع عات ل تث لن التم شكل، ي والت طور والتغ دائم الت متمع يصنع دينه [أو لدينه!] ونظم زواجه [أو ل زواجه!] ونظم أسرته [أو ل أسرته!]كن قال: لي ين! وإذا كن د ين.. فلي كن د طواره: لي من أ طور ف قل المعي قال الع فإذا زواج.. فليكن زواج. وإذا قال: لتكن أسرة.. فلتكن أسرة. أما إذا قال - حسب هواه،ته، ول فرد ول فطر ضمي ال من شأ لت ل تن ية " ا ظواهر الجتماع ية ال سب " حتم أو حين. كن ل د قال: لي ها! - إذا ضاه عن عدم ر ضاه أو ية، ول بر شاعره الفرد لا ب قة عل وليكن ل زواج. وليكن ل أسرة. فسرعان ما يرضخ الفراد " لقهر الظاهرة الجتماعية "سرة، لزواج وال بط ا لون روا ها. وي تبأون من هم وي هم وأخلق من دين سلخون فين

ويصبحون أي شيء يريده العقل المعي - سبحانه - ل قاهر سواه.

* * *ث تيء برة العلم..

الكهرباء بأعاجيبها..

واللة بضخامتها..

والتغي الدائم.. كل يوم جديد..

ما تكاد البشرية تفتح فاها عجبا للتليفون - مثل - وقدرته السحرية على نقل الصوت - ف أسلك - عب السهول والدويان والبال، حت يكون اللسلكي قد فجأها

با هو أعجب وأشد فتحا للفواه. وحت يكون التليفزيون..

وما تكاد البشرية تفيق من دهشة السيارة الت تسي بل حصان.. بقوة الحتراقالداخلي، كأنا يدفعها جن أو ساحر يسخر الن، حت تفجأها الطائرة.. ث الصاروخ..

)69(منب التوحيد والهاد

Page 70: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وما تكاد تفيق من عملية النسج اللية، الت تقوم اللة فيها بعمل ستة من العمال دفعة واحدة، حت تفجأها اللة الت تصنع كل شيء! والت تقوم بعمل ألوف العمال، على

دقة وتكن ل تطيقه طاقات النسان.

ث تتوال العجائب كل يوم وكل لظة.. فتعطي الياة شكل متلفا ف كل لظة، وتغي مشاعر الناس وأفكارهم ومفاهيمهم ومبادئهم وسلوكهم الواقعي كل لظة.. سلوك راكب المل ومفاهيمه غي سلوك راكب السيارةغي سلوك راكب الطائرة، غي سلوك

راكب الصاروخ السافر بي الكواكب ف عصر الفضاء..

هذا ته فـي سان ذا هو الن ين بل أ سان.. هو الن كون سان " أن ي فأن�ى " للنالسباق البار؟!

وحي نصل من القضية إل هذا الد.. حي تأخذ رءوسنا تدور من طني اللت وانفجار الطاقات.. حي تبهر أعيننا شدة التغي ومداه.. فنظن أن " النسان " قد تغي.. أو أنه ل يوجد وجود حقيقي للنسان (!).. عند ذلك ينبغي أن نعود سريعا إل شهادة

التاريخ.. فهي العاصم لنا من الدوار!

شهادة التاريخ.. هي الرد على هذه " التهيؤات "!

من فة ما أدوات متل صل بينه عام.. وتف فا ما أل صل بينه ياة يف من ال صورتان وأطوار متلفة من العلوم والكشوف والختراعات.. ومع ذلك يتشابان.أدوات النتاج.

إل هذا الد الذي يثي الدهشة. كادان ف بعض الزئيات يتماثلن!

إذن..؟!

ل بد أن هناك تفسيا آخر " للنسان "..

ول بد أن هناك عوامل أخرى غي هذه العوامل النظورة، هي الت تكم تصرفاتالنسان!

* * *

)70(منب التوحيد والهاد

Page 71: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

سره ياول أن يف لارج.. من ا سان سر الن ياول أن يف يخ لادي للتار سي ا التفلدائم.. ل ها هي التشكل ا لدائم، ومهمت لة للتشكل ا نة قاب نة لي ته عجي نه هو ف ذا على أقالب - صورة ال خذ ث تأ من مؤثرات.. و ما لل ستجيب دائ نا ت تا.. وإ ف ذا لا قوام القتصادي والادي - الذي توضع فيه، ول تضغط هي على الوادث أبدا، ول يكون لا

مستقل عن" من ناحية، ومن ناحية أخرى " حتمي هي التأثي على هذا القالب، لنه ").22(" [كارل ماركس] إرادة الناس

والتفسي المعي للتاريخ ياول كذلك أن يفسر النسان من الارج.. ياول أنلذي ل ماعي ا بالقهر " الجت لدوام " لى ا يرد - يتشكل ع ل نه - أراد أو لى أ يفسره ع

كاي] با [در له قة باته، ول عل فرد ول رغ شاعر ال عي م ظواهر)23(يرا لى أن ال وعلدين طرة، كا من الف نا ظن أ لت ي« لمور ا سان.. فا طرة " الن لا " بف صلة ية ل الجتماع والزواج والسرة، والقيم اللقية، ظواهر اجتماعية ف حقيقتها، قد يرتضيها الفرد وقد لما أن تة.. وإ ما أل تكون للنسان فطرة ثاب فإنه إ تال، يرتضيها، ولكنها " تكون ".. وبال

هذه الفطرة - على فرض وجودها - ليست مرجعا لياة النسان!!

ث تيء شهادة التاريخ فتكذب هذا وذاك!

فكل التفسيين يعجز عن تفسي هذا التشابه العجيب ف الياة الجتماعية الذييفصل بينه ألفا عام..

ساليب طور أ ية وت يات الاد ف التغ له هه ك ضع لذي ي يخ ا لادي للتار سي ا التف النتاج، يعجز بداهة عن تفسي موقفي متشابي من الناحية " النسانية " ل شبه بينهما

على الطلق ف عال الادة وأساليب النتاج!

والتفسي المعي الذي يضع هه كله ف العقل المعي، والقهر الجتماعي الواقعلوقفي التشابي، إل على فرض لذي ل تكمه الفطرة.. يعجز عن تفسي ا فرد ا على ال

22)

)

هي) ها. و ن عن مددة ل غ قات مون عل هم يقي ناس ترا له ال لذي يزاو ماعي ا تاج الجت ف الن " مستقلة عن إرادتم. وعلقات النتاج تطابق مرحلة مددة من تطور قواهم الادية ف النتاج. والموعيه النظم الكلي لذه العلقات يؤلف البناء القتصادي للمجتمع. وهو الساس القيقي الذي تقوم عل

القانونية والسياسية، والت تطابقها أشكال مددة من الوعي الجتماعي " [ماركس].23)

)

مرت بنا مقتطفات من أقواله ف فصل سابق.)

)71(منب التوحيد والهاد

Page 72: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

هو أن يكون هذا العقل المعي - على فرضواحد - ل يريد أصحابه العتراف به - التسليم بوجوده - جزءا من فطرة النسان!

ول تفسي لشهادة التاريخ إل تفسي واحد: أن يكون للنسان فطرة، وأن يكون لذه الفطرة لون من الثبات! وكل تفسي خلف ذلك فهو عاجز عن التفسي، متمحل،

مانب للصواب!

* * *ما الذي أغرى تلك التفسيات النحرفة أن تصنع هذا الصنيع " بالنسان "؟!

إنا مزية النسان العظمى، الت ميزه ال با عن اليوان، هي ذاتا الت تعل هذهالتفسيات النحرفة تنله من مكانه الرفيع، فترده إل وضع أسوأ حت من اليوان!

الرونة.. وتعدد الوانب!

شوه فة، كيف ت صرة الزائ سيات القا لك التف ل ت ظر إ سان حي ين ويعجب الن الزية الت وهبها ال للنسان، ليوسع حياته ويثريها، ويعدد أناطها ومستوياتا، واتاهاتالدائم باع ا نوع، والنط سلبية وال سيها - أداة لل ف تف ها - شاطها.. فتقلب لوان ن وأ بالؤثرات الادية " الستقلة عن إرادة النسان " أو القهر الجتماعي " الستقل عن كيان

الفرد ".. أو ما شابه ذلك من الؤثرات

الرونة الت مكنت النسان أن " يواجه " البيئة الادية ف جيع ظروفها وحالتا،من الناء [" وÉسÉخÌرÉ لÝكÔمÓ مÉا ف¼ي السÌمÉاوÉات¼ وÉمÉا ف¼ي ية على نو ها ف النها فيسيطر علي

ول يفن ول يدول حي تواجهه الصعاب.)24(الáأÝرÓض¼ جÉم¼يعا� م¼نÓه« "]

شئ " له أن " ين تاح لذي أ سان، وا ية الن يه عبقر ثل ف لذي تتم لوانب ا عدد ا وت الضارات الختلفة، وأن يعل هذه الضارات شاملة لنشاط الروح ونشاط الفكر ونشاطالسد.. شاملة للجوانب القتصادية والجتماعية والسياسية والادية والفكرية والروحية..

24)

)

].13 سورة الاثية [)

)72(منب التوحيد والهاد

Page 73: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لة - ية فاع ية وحيو ياه إياب سان ليعط تان للن ها موهب لك - وكلتا ية وت هذه الز تردها التفسيات النحرفة الزائغة إل سلبية بغيضة تتأثر بالحداث من الارج، ول تؤثر

هي من الداخل ف الحداث!

نه ل لادي للتاريخ أن يظن أ لدائم - أغرت التفسي ا ية للتشكل ا الرونة - القابل يوجد " كيان " ثابت للنسان. وأنه ليس لذا الكيان كلمة ذاتية ف الوضوع! عليه فقط

أن يتلقى فيستجيب!

هذا غرت عض - أ سار ب نا وان ضها أحيا صية بروز بع لوانب - وخا عدد ا وتنا هي " ثابت للنسان، وإ نه ل يوجد كيان التفسي والتفسي المعي كذلك أن يظنا أ

أطوار " ل يمعها ف النهاية كيان!

وهذا وذاك - وغيها من التفسيات الزائغة النحرفة - يأخذون جزئية صغية، أو وجها واحدا� من وجوه النسان، ويفسرون على ضوئه النسان كله، أو وجها واحدايديهم مشوه ي أ من ب سان كله، فيخرج سان، ويفسرون على ضوئه الن من وجوه الن

الكيان!

والنسان ف حقيقته أكب من تلك الزئية الصغية وأكب من ذلك الوجه الفردالذي تفسر من خلله الياة.

ومرونته وتعدد جوانبه اللذان أغريا هذه التفسيات الزئية أن تشوه صورته ها على مدار التاريخ، وإن كان لما - بالفعل - وجه سلب هو الذي تركزمزيتان إيابيتان

عليه هذه التفسيات!

حدتي لروح، مت خة ا ضة الطي ونف من قب كون عة، ال لزدوج الطبي سان ا إن النجتي هذا الزدواج أن)،25(متز مالت من قابلي. و ي مت صرفاته وجه كل ت ف مل ي

توجد فيه هاتان الصفتان التقابلتان: السلبية واليابية، وأن تشمل - من الانبي - كل تصرفاته، ف اللحظة الواحدة وف جيع اللحظات. وإن كان ف طبيعته أن ينح أحيانا بذههي لك تزان. وت ل ال سويا - إ ما دام عود - ث ي تا، سبتها مؤق يد ن لك، فتز صفة أو ت ال

25)

)

ية السلمية ") هج الترب لة ف النفس البشرية " ف كتاب " من ظر بالتفصيل فصل " خطوط متقاب انوفصل " طبيعة مزدوجة " ف كتاب " دراسات ف النفس النسانية ".

)73(منب التوحيد والهاد

Page 74: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

من يه عت ف ما وق فوقعت في سيات، لك التف عي ت عن و غابت لت كبى ا قة ال القيانرافات!

والن نعود إل القضية الساسية ف هذا البحث.. قضية الثابت والتطور ف كيانالنسان.

ما " الفطرة " النسانية.. وما دللتها ف حياة النسان؟

وإذا كانت للنسان فطرة " ثابتة " فما تفسي التغي الدائم ف حياة البشرية الذيلذي شمال، وا صى ال ل أق ي إ صى اليم من أق صل ثل ي حالتل تتما من تان يه حال فالنسان، وإن تشابتا تشابا شديدا� ف بعض الحيان؟

نا أن للنسان " فطرة " على الطلق؟ ولاذا ل لذي يثبت ل بل قبل ذلك.. ما اعة بل سية التتاب لالت النف من ا عة لي - ممو فس التحلي لم الن سره ع ما يف كون - ك ي

وحدة، أو - كما يفسره التفسي الادي للتاريخ - مموعة من الطوار؟

الذي يثبت ذلك هو النسان ذاته! وهو تاريخ النسان!

فلننظر إل " الدوافع الفطرية ".. هل لا وجود حقيقي ملموس بارز.. وهل هذاالوجود ثابت أم يتغي بتغي " أطوار " النسان؟

" حب الياة " هو الدافع الكب للنسان. وهو دافع مشترك بي جيع الحياء. كلهم يبون الياة ويتشبثون با، ويعملون على البقاء فيها أبدا�.. وإن كان من طبيعتهم أن يصيبهم الفناء. ولكن مزية النسان العظمى ف كل جوانب حياته هي الوعي والدراكنه يبها، ويعي لذا الب أهدافا وغايات، ث يار. فهو يب الياة ويدرك أ وحرية الختحب با يارس لت صورة ا لون أو ال ته - ال ف فطر له لة ية الخو طاق الر ف ن تار - ي

الياة.

هل هذا الدافع ثابت ف كيان النسان أم متغي؟

هل ييء على البشرية طور ل تب فيه الياة؟

)74(منب التوحيد والهاد

Page 75: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ضحية حالت الت سفل - و ل أ حرف إ شذوذ الن هي ال حار - و حالت النت إن لدافع،، بل ربا تؤكدانه.. فضل عن بالنفس - وهي حالت الرتفاع - ل تنفيان هذا ا

أنا - من جانبيها - حالت نادرة ف البشرية!

حار، شخص يب الياة جدا� ف ل النت شذوذ النحرف إ به ال يؤدي لذي إن اقع، ولكنه ل يد فيها متاعه النشود الذي يبه، فينتحر لنه ل يطيق الرمان حقيقة الوا

من ذلك التاع!

يدة أو فكرة، يب سبيل عق بالنفس ف ل التضحية فاع إ به الرت يؤدي لذي وا صورة من الياة أعلى من الصورة الواقعة. وف هذا الستوى العال يقدم حياته الاصة فنال حياة سبيل أن يقق صورة من الياة أفضل - على هذه الرض - أو ف سبيل أن ي أفضل من حياة الرض كلها - ف الخرة - فهي إذن دفعة متسامية لتحسي هذه الياة،

وليست خروجا� على حب الياة!

رغمكل إنسان ث تأت الالت " العادية " كلها تؤكد عمق هذا الدافع ف حياة التباين الواسع ما بي إنسان وإنسان.

لذات] وحفظ لذات [أو حفظ ا نه فرعان كبيان: حب ا فرع ع وحب الياة يتالنوع.

فهل من شك ف هذا أو ذاك؟

ية - وهي شابكة ف النها يزة - الت ل فروعهما التم لدافعي إ وإذا قسمنا هذين افع الطعام والشراب واللبس والسكن. ونزعة اللك. ونزعة القتال أو الصراع. ونزعة دا

.. فلننظر ف كل منها على حدة، لنرى هل هي نزعات)26(البوز والتميز. ودافع النس ثابتة ف الكيان البشري، أم إنا توجد وتتفي حسب الحوال؟

26)

)

سات ف النفس) لدوافع والضوابط " ف كتاب " درا لدوافع ف فصل " ا هذه ا فصلنا الديث عن النسانية " ول نلك الديث عنها هنا بالتفصيل بطبيعة الال، وإنا نأخذ خلصتها ف هذا البحث،

فمن يرغب ف التفصيل فمكانه هناك!

)75(منب التوحيد والهاد

Page 76: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

الأكل والشرب واللبس والسكن.. ل يادل فيها أحد بعد مالة جدية (!) [رباف شواطئ و لى ال مل ع عري الكا سألة ال ف م ية ية الراق ية التقدم تادل " الضارة " الغربية.. صورة وقت خذ نا تا شعة، فإ ية الب سة اليوان هذه النك عن ظر صرف الن غال! وب الد

للستمتاع كما يقولون، ث يعود العرايا فيلبسون! ومن ث فل جدال من حيث البدأ!].

وطاقة النس كذلك.. ل يرؤ أحد أن يقول إنا مستمدة من الطور القتصاديعي. أو مع الزرا ف الت جد عوي ول تو مع الر ف الت جد - مثل - نا تو لادي! وإ أو ا توجد ف السيد - مثل - ول توجد ف الرقيق! إنا أقر الميع بأنا مسألة جسدية بتة، أو جسدية نفسية. توجد حي توجد الغدد الهيمنة عليها وتؤدي وظيفتها الصحيحة، وتغيب

حي يتل عمل الغدد اختلل وظيفيا� ل شأن له بأساليب النتاج وأطوار التاريخ!!

ولكن الشيوعية بصفة خاصة قد حاولت أن تنتزع نزعة معينة من هذه النعات الفطرية وتلقيها خارج كيان النسان.. لتنفي وجودها من ناحية، ومن ناحية أخرى تنفي وجود كيان ثابت للنسان! تلك هي نزعة اللك.. وذلك لغاية ف نفس يعقوب.. لتصادر

اللكية الفردية وتستبدل با اللكية الماعية.

سات ". وما ب شبهات " وكتاب " الدرا لمر ف كتاب " ال وقد ناقشت هذا الدعوى وبطلنا. هذه ا ها ضلل نت في لت بي شة التفصيلية ا عادة الناق ل إ نا إ يل ه من م ولكن - توفيا� للجدل هنا - أقول إن الشيوعية ذاتا، حي نقلت " اللك " من الفرد إليل قط أن تتحا نا أرادت ف هي.. وإ من حيث قة ف القي لك عة ال كر نز ل تن الموع، عليها وتوجهها إل أفق آخر يدم أغراضها الذهبية.. ومع ذلك فقد اضطرت أخيا� إل التسليم بالمر الواقع، وأباحت ألوانا� من اللكية الفردية - ف الواد الستهلكية - ترضى

با نزعة اللك الفردية ف النسان.. وهذا يكفي!

كذلك حاولت الشيوعية أن تصنع مثل ذلك ف نزعة البوز. حاولت أن تقتلهاف طت طوات وتب سارت خ موع! و ساب ال فرد إل ل يبز ال فردي. فل لا ال ف ما الطريق! وكان ستالي ذاته - بزعامته الفردية الطاغية الت اعترف با خروشوف فيما بعد! - أكب تكذيب عملي لذه " اليديولوجية " اليالية الفارغة. ث عادت الشيوعية فسلمت بالمر الواقع، وأباحت التفاوت ف أجور العمال - أجور الطبقة الواحدة والعمل الواحدنا يات ".. إ ف " الكمال قه كب، ينف جر أ لى أ كب ويصل ع بذل جهدا� أ لن أراد أن ي -

نزعة البوز إذن ف صورة من الصور.. الفردية ف ناية الطاف!

)76(منب التوحيد والهاد

Page 77: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

أما نزعة القتال والصراع، فالمم منذ القدم حاولت أن توجهها وجهة جاعية، ف الرب من أجل الموع، أو العقيدة، أو ما شابه ذلك من الهداف العامة. أو وجهة فردية متسامية، ف السابقات الت تدف إل " الفوز " وهو غاية القتال والصراع. وكلنا تاول هذه الاولت ل تنفي على أي حال وجود هذه النعة ف صورتا الفردية، وإ

فقط أن تستغلها لي الموع.

* * *تلك نوازع الفطرة الرئيسية.. فما الذي يتغي أو يتطور فيها على مدار التاريخ؟!

لداخل. ول تتحدث قد تدثت عن النسان من ا إن قوما سيقولون بل شك: لعن ي. سي التغ ماعي والسيا يان الجت صادي والك يان القت عن الك شرية: قع الب عن وا

النتاج وأساليبه وصراعاته. عن التقدم والتطور الدائم ف حياة النسان..

نعم. تدثنا عن النسان من الداخل..

ولكن.. هل الياة الواقعية إل النعكاس القيقي لكيان النسان؟!

لى سانية ع ياة الن ي ال ي تغ ثابت، وب سان ال يان الن ي الك فق ب يف إذن نو كالدوام؟

إن " الصورة " الت يترجم با النسان عن دوافعه الفطرية تتغي و " تتطور " من جيل إل جيل.. تتطور بفعل الحتكاك الدائم بي العقل البشري والكون الادي، ونشوء

صور جديدة للحياة الواقعية نتيجة لذا الحتكاك.

هذه حقيقة..

ولكن.. حي تتغي " الصورة ".. هل يتغي " النسان "؟!

فلنأخذ مثل نزعة الطعام..

)77(منب التوحيد والهاد

Page 78: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

بل ف جيع الحياء، ولكن " صورة " تة ف جيع الناسي، ية ثاب نا نزعة فطر إالطعام تتغي وتتطور.

خرى للكل. سيلة أ لك و لنه ل ي صيد، ف عصر ال سة نيئة سان فري كل الن يأ ل تسمح له بأكثر من ذلك. ومعارفه ومعلوماته قاصرة عند هذا الد. ثالاديةإمكانياته

لا جديدا كل الدة، ويغي " شكل " حياته هذا الكتشاف عا له يح نار. فيت يكتشف ال كله. وف ميدان الطعام بصفة خاصة تتغي الصورة، فيطهو النسان اللحم قبل أن يأكله.لدوات. لف ا ستحدث مت قي وي ث يرت سنان. صابع وال شا بال شه ن ما زال ينه نه ولك يستحدث سكينا يقطع با اللحم قطعا ضغية يستطيع إمساكها بيده ووضعها - ل نشهاتأنق - ف فمه. ث يرتقي أكثر، ويستحدث مزيدا من الدوات، وتتعدد ألوان طعامه، وي

فيها، ويعل للطعام آدابا وقواعد وتقاليد.. و " فنونا " ل تفرغ منها البشرية!

ما الذي تغي؟! نزعة الطعام ذاتا أم صورة الطعام؟!

ولنأخذ مثل نزعة السكن..

تاذ ل ا سعون إ ياء - ي كل الح بل شر - كل الب طرة.. ف الف تة عة ثاب نا نز إالسكن. ولكن " صورة " السكن تتغي وتتطور.

ل تتيح له شيئاالادية يسكن النسان ف مبدأ حياته ف الكهوف. لن إمكانياته يسكن فيه سوى هذه الساكن " الاهزة " غي الصنوعة، ولن معلوماته وخباته الدودة ل تتيح له أن " يصنع " مسكنا لنفسه ف أية صورية. ث تتغي ظروف حياته وتزداد خباته ومعلوماته، فيسكن ف " عش " ف أعال الشجار أو ف كوخ بانب الاء. ث ف مساكنحات ف ناط ث سح.. كب وأف جر أ من ال يوت ف ب ث ي. من الط يوت غاب وب من الها صل إلي ي ي كواكب ح سطوح ال لى غدا� ع لم ما ل نع لرض. أو في لى ا سحاب ع ال

بالصواريخ..

ما الذي تغي؟! نزعة السكن أم صورة الساكن؟

ولنأخذ نزعة اللباس..

)78(منب التوحيد والهاد

Page 79: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

نزعة فطرية ف بن آدم منذ طفق آدم وحواء يصفان على سوآتما من ورق النةإل الوقت الاضر.. ولكن صورة اللباس تتغي..

" يلبس " النسان أوراق الشجر، أو بالحرى يغطي با عوراته ول زيادة، لن إمكانياته الادية ل تتيح له أن " يصنع " لنفسه ملبس، ولن معلوماته وخباته الدودة ل تتيح له أكثر من الادة الاهزة يغطي با من جسمه ما تستطيع تلك الادة أن تغطيه.. ث يرتقي.. يستجد معلومات وخبات ويزداد إمكانيات.. فيغطي عوراته بقطعة من اللد، أكثر إحكاما من ورق الشجر وأكثر سترا للعورات.. ث ينسج قطعة من القماش يؤدي بايد.. عد وآداب وتقال لا قوا صي حت ت قا.. عا وتأن سه تنو تزداد ملب ث ته.. غرض ذا ال

وتصبح فنا من فنون البشرية..

ما الذي تغي؟! نزعة اللبس ذاتا أم صورة اللباس؟

ولنأخذ دفعة النس..

كن " صورة " النس من الحياء.. ول سي وكثي ها النا شترك في ية ت عة فطر دفلت تتقلب إل هذه اللحظة بي ما تتغي. ول نقول هنا " كانت " ث " صارت " فما زايل] عد قل لذات ب عن هذه النقطة با ل الديث يه! [وسنعود إ يه وما صارت إل كانت عل وإنا نقول إنا تارة تكون دفعة مباشرة كدفعة اليوان. كل هها اللقاء النسي، وإرواءيف أو غزل العن من ال بأنواع تارة تكون مسبوقة يزة. و لائج ف صورة الغر عة السد ا دفقة ي ر لدمر، وب مور الطم ا غزل " الن ي " ته ب عال اليوان ذا ف لف يق [كما يت الرقية ية والدين مات اللق تارة تضع للتنظي من الطيور!] و نواع أخرى غزل عند المائم وأ ال والجتماعية والقتصادية. وتارة تتحلل من هذه القيود. ولكن لا على أي حال - ككليق يا أل مة عل يوان، وق عال ال ـى قرب إل يا أ عدة دن لخرى - قا ية ا عات الفطر الن

بالنسان.. ولكن.. حت فـي هذا المر..

ما الذي تغي؟! دفعة النس ذاتا أم صورة اللقاء؟

ولنأخذ نزعة اللك..

حة ل إبا شيوعية إ ضطرار ال نا ا ها كما قل شيوعية! يثبت جدل ال غم ية ر عة فطر نز اللكية الفردية ف بعض المور.. ولكن صورة اللك تتغي. ف فترة من الفترات ل يكن

)79(منب التوحيد والهاد

Page 80: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

أنل يستطيع هناك ما يتلك! ل يكن الصيد الذي يصيده النسان ملكا لفرد بعينه لنه يتلكه وهو ل يصيده بهده وحده من ناحية، ول يستطيع أن يتفظ به من ناحية أخرىمرأة. صراع على " امتلك " ا ثور ال كان ي لك الي ف ذ كن حت لنه ينت ويفسد. ولسان لك الن لك. فامت كن أن يت تاج " ي ناك " إن صار ه ث ها الرجال. من أجل صارع فيتيوان لك ح عة. وامت لم الزرا ي تع صيل ح لك الا ث امت ها. لت أنتج سيطة ا لدوات الب ا الزراعة الستأنس حي تعلم كيف يستأنسه. وامتلك الرض الت تغل الاصيل. ث امتلكيب أو غد القر ف ال كواكب لك ال قد يت صواريخ! و بل وال لك القنا يوم يت صانع. وال ال

البعيد..

ما الذي تغي؟! نزعة اللك أم صورة التملك؟

ولنأخذ نزعة البوز..

نزعة فطرية تدفع البشرية من مولدها إل حاضرها. بل هي موجودة عند كثي منياة ف ح شكل نا وت عات تباي شد الن من أ ها ي. ولعل لبوز تتغ صورة ا كن يوان.. ول اليارب صيد و با ال صطاد لت ي قة ا ية الفائ بالقوة البدن هوف ف عصر الك يبز سان. النلة. أي بالتفكي. ويبز بحاولة الختراع. أي بالهارة. الوحوش والعداء.. ث يبز بالين " بالنس " فيقت يبز شرب. و كل وال سكن والأ باللبس وال يبز مال. و يبز بال و النساء. ويبز بالقتال والصراع. ويبز بالطاعة ويبز بالعصية! يبز بالي ويبز بالشر.لى قدرة ع يبز بال سة. ف السيا يبز ية. ية والفن سابقة العلم ضية وال سابقة الريا يبز ف الستويات لبوز وم من ا فة لوان متل عة.. أ لدس والدي لى ا قدرة ع تأثي. أو ال الكلم وال

متلفة..

ما الذي تغي؟! نزعة البوز أم صورة البوز؟

ولنأخذ نزعة القتال والصراع..

تال تال تتغي. الق كن صورة الق من الحياء.. ول شرية وغيها ية ف الب نزعة فطر بالقوة البدنية الباشرة، القوي يصرع الضعيف. والقتال بالراوة والجر الضخم. والقتاللة والديعة. والقتال بالدوات السنونة: السهم والرمح والسيف. والقتال بالقلع. باليلوت شعة ا يم وأ شعة الراث صورايخ وأ تال بال لة. والق صة والقنب بارود. بالرصا تال بال والق

وأشعة النوم والـ..؟!

)80(منب التوحيد والهاد

Page 81: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ما الذي تغي؟! نزعة القتال أم صورة القتال؟

* * *عة شاعر الداف ف ال لوقت.. ف ذات ا لارج لداخل وا من ا شرية ياة الب لك ح تكرة قع " أو الف كرة " و " الوا ف " الف طبيق ". لرادة " و " الت ف " ا عة. صورة الواق وال

والادة.

ستجد ي ا سان " ح ف " الن ي لذي تغ ما ا يخ؟ صور التار ف ع ي لذي تغ ما ابس، وأدوات سائل لل سكن، وأدوات وو سائل لل عام، وأدوات وو سائل للط أدوات وولبوز، وأدوات سائل ل لك، وأدوات وو سائل للم سي، وأدوات وو شاط الن سائل للن وو

ووسائل للصراع؟!

لدوات؟ له الوسائل وا عه حي وجدت سان "؟ هل تغيت دواف هل تغي " الن هل صار ل يأكل؟ ل يشرب؟ ل يلبس؟ ل يسكن؟ ل ينشط نشاط النس؟ ل يلك؟ ل

ياول الصراع؟!

هل جدت له دوافع جديدة ل تكن له من قبل أو أمت من نفسه دوافع كانتفيه؟

ماذا على وجه التحديد؟!

من ها ها أو نغفل نا أن ننكر ما ب ضخمة، يات ياته تغ ف ح حدثت قد قا� ل ححسابنا! بل نن نريد أن نثبتها ونبزها ونؤكد عليها!

سان نة.. وإن سان الدي ي إن ية غ سان القر ي إن عى غ سان الر ي إن بة غ سان الغا إنية.. غيه ف طريقة التفكي والتصور. غيه ف الضارة الدودة غي إنسان الضارة العال

تناول الياة..

غيه على أناء شت.. ومستويات متباينة.

)81(منب التوحيد والهاد

Page 82: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

فرز نا أن ن يد ه هذهونر هل ظر ث نن نة - نا متباي طور - فإ ي والت نواع التغ أتة. داخل ف كيانا. أم عنصر جد على التطورات ذاتا جزء من الفطرة. الفطرة الثاب

لدوات، سائل وا قدم الو لادي وت طور ا ثر الت من أ سان لى الن يلنحكم ع لة التغ دلهذا الكم: بالنسبة للفطرة، من كي نستخلص أخيا� من الفطرة ول ياس هل هناك مق

يق ف طر سي سدا أم ي طورا فا كان ت يه إن كم عل يه، وي جع إل طور وير به الت قاس ي.. أم إنه ليس هناك مقياس؟الصلح

قوم الصابي فإن ال طور.. من الهية ف قضية الت مور على أعظم جانب لك أ ت بلوثة التطور ف الغرب، ومن أخذ منهم العدوى ف الشرق، ل يفرقون بي تغي وتغي،لذاته! ل ي«حكم به المور. لن التطور - ف نظرهم- مقياس قاس ول يقيمون مقياسا تفإذا سار نو الفردية الانة - مثل - فلن يه بشيء - كما يقولون - من خارجه! عل

، ومن ث ل يكم عليه بأنه خطأوتتمهالظروف القتصادية والجتماعية تدفع إل ذلك أو صواب! والكم الوحيد هو الظرف القتصادي والجتماعي. فإذا كان يقتضي الفرديةية إذن - إن ندئذ صواب. وإذا كان يقتضي الماعية ويتمها فالفرد ية ع ويتمها فالفردية الانة أو يه الفرد قاس إل ثابت ت ياس غي أن يصحح! ول يوجد مق وجدت - خطأ ينب

الماعية الانة فتخط¿أ أو تصو�ب، وتنع أو تاز!

طاق السرة، خارج ن سي شاط الن ترم الن لت لخلق ا نو ا مع سار الت وإذا مة لخلق قي هذه ا لن لك يس ذ جل، فل لى الر ها وع لرأة، أو علي لى ا فة ع فرض الع وت موضوعية لا مقياس من فطرة النسان تقاس إليه، وإنا لن الطور القتصادي الجتماعي

ضيها هايقت ظرفويتم ي ال فإذا تغ لك. ها ت هذا وظروف ها ف نطاق صواب إذن هي ، فيود من ق ية، والتخلص سي والباح ضي التحلل الن صار يقت ماعي، و صادي والجت القتبات أو شواطئ البحيات، فهذا العفة، ومارسة النشاط النسي الر ف الشوارع أو الغا إذن صواب بقياسه الاص، لنه ل مقياس من الفطرة ول مقياس من أي شيء " خارج "

الظرف القتصادي والجتماعي..

وهكذا يقولون ف كل جانب من الياة البشرية..

لذلك ينبغي ونن نناقش هذه القضية الطية أن نضع نصب أعيننا تلك المورالت أشرنا إليها آنفا:

)82(منب التوحيد والهاد

Page 83: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ما أنواع التغي؟ [فإنا أنواع متباينة]..

من ها مور جد�ت علي من الفطرة أم أ لت حدثت ف التاريخ جزء هل التغيات اخارجها بفعل التطور الادي؟

ما دللة هذه التغيات بالنسبة للفطرة السوية [هل هي متمشية معها أم ضدها]؟

ما القياس الذي يقاس به التطور؟ [إن كان فاسدا� أو يسي ف طريق الصلح]

* * *فرز بدأ ب ي ون نواع التغ منأ نا تبي ل ما ي لدها، ك نذ مو شرية م صابت الب لت أ ا

الدراسة العلمية للنسان الول والتمعات الول، وكما يتبي لنا من دراسة التاريخ.

هنالك - على القل - أربعة أنواع متميزة من التغي أو التطور:

التطور ف الدوات وأساليب النتاج.

التطور ف التشابك القتصادي والجتماعي ف بنية التمع.

التطور " النفسي " [السيكلوجي].

التطور [أو التغي] الخلقي.

والتفسي الادي للتاريخ - وإن ل يفرزها كما نفرزها نن، لن هذا أمر ل يعنيه!ساليب بالتطور ف أ طة ث مرتب عض، طة بعضها بب حدة - مرتب ها - جلة وا ها كل - يعل

النتاج وناشئة عنه!

ساليب لدوات وأ ستعمال ا طور ف ا ي الت قا ب باط واضحا ووثي نرى الرت ونن النتاح، والتطور ف البنية القتصادية والجتماعية للمجتمع. وإن كنا - كما سيجيء -باط ناشئ من علقة السببية الباشرة. أي ل نب أن نعتقد أن قد أن الرت ل نب أن نعت

)83(منب التوحيد والهاد

Page 84: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

سبب يد ال لدواتالوح طور ا هو ت مع ية للمجت صادية والجتماع ية القت طور البن ف تخرى سباب أ عه أ حد، وم سبب وا هذا تاج. ف ساليب الن قولنفسيةوأ نا ن سنبينها. ولك

فقط إن هناك ارتباطا كبيا� بي هذا وذاك..

أما التطور النفسي - أي التعقد ف الكيان النفسي للنسان، وزيادة التشابك بي أطرافه - فالتفسي الادي للتاريخ يؤكد أنه نتيجة مباشرة لتطور أساليب النتاج. ول شك عندنا أن تطور أساليب النتاج عامل مؤثر، بل شديد التأثي. ولكنا نريد أن نبي - رغم

، يكن أنظاهرة مستقلة إل حد كبيذلك - أن هذه الظاهرة، وهي التطور النفسي، توجد بنأى عن تطور أساليب النتاج، كما وجدت ف الضارات القدية، ووجدت ف

أعلى مراحلها ف السلم!

ساليب طور أ قه بت تداء أن نعل فض اب حن نر لخلقي فن ي] ا طور [أو التغ ما الت وأالنتاج! ونتكم ف ذلك إل شهادة التاريخ!

ولكنا - قبل الضي ف البحث - نؤكد حقيقة تدينا إليها الدراسة النفسية، وهي عن الخرى! إنا قلت عنل توجد ف الياة البشرية ظاهرة مستقلة تام الستقلل أنه

التطور النفسي إنه ظاهرة مستقلة إل حد كبي. ول أقل منفصلة. لنه ل انفصال البتة بي شيء وشيء ف الياة البشرية. النسان يارس حياته بكيانه كله. وهذا الكل الشامل الذي

لى توي ع سان ي نه الن كون م صلةيت ست منف ها لي يةجوانب متخصصة، ولكن . كعمل البصار يتص با الهاز البصري، فل يبصر النسان برجله أو بظهره أو بأذنه. ومع ذلك ل ينفصل الهاز البصري عن بقية السم وكما توجد ف السم أجهزة شديدة التخضض كجهاز البصار أو السمع، فإن فيه كذلك أجهزة أقل تصصا [أ وأوسع نطاقا] كجهازلذي يدخل ف كل أجزاء السم. وكذلك المر ف الكيان البشري ف لدورة الدموية ا ا مموعه: فالتطور ف استخدام الدوات وأساليب النتاج يؤثر ف الياة البشرية كلها. نعمسمع صص كال شديدتا التخ تان قي عملي طور الل سي والت طور النف كن الت شك. ول ول

والبصار!

وننتقل بعد هذا من الجال إل التفصيل..

* * *

)84(منب التوحيد والهاد

Page 85: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ستخدام نار.. إل ا ل الطهو على ال قل النسان من أكل الفريسة النيئة إ حي انتيد بشأنه. إل عد والداب والتقال تأنق الشديد ف الطعام. إل وضع القوا السكي.. إل ال

تويل الطعام إل " فن " قائم ذاته..

قل من سكن الكهوف إل سكن الشجار إل سكن الكواخ.. إل وحي انتل تأنق إ ل ال نة.. إ سة التق مائر الفخمة ذات الند مة الع ل إقا ي.. إ من الط لبيوت ناء ا ب

تويل السكن إل " فن " قائم بذاته سواء ف البن أو ما ف داخل البن من الثاث..

وحي انتقل من اتاذ ورق الشجر لباسا إل اتاذ اللد إل اتاذ القماش.. إل التأنق الشديد ف اللبس.. إل وضع قواعد للملبس وآداب وتقاليد.. إل تويل اللبس إل

فن قائم بذاته..

عد ظم والقوا يد والن تاذ التقال ل ا عن النس.. إ شر عبي البا من الت قل وحي انت والراسم والحتفالت.. إل التوسع ف مفهوم النس ذاته حت يتحول إل فن قائم بذاته،

وتنشأ من حوله فنون متلفة، ف الدب والتصوير الوسيقي والنحت والرقص والغناء..

وحي انتقل ف اللك من تلك الشياء الفجة إل تلك الرض والرقيق.. إل تلكلال " كقوة اقتصادية واجتماعية وسياسية.. إل تلك المم الصانع.. إل تلك " رأس ا

والشعوب.. إل تلك الكواكب ف الستقبل النظور..

حي.. لبوز الرو سي وا لبوز النف ل ا لبوز السدي السي إ من ا قل ي انت وحوشل البوز كل النتقالت السابقة ف الطعم والسكن واللبس والنس والتملك..

ل يل إ جر الثق ستخدام ال ل ا شرة إ ية البا بالقوة البدن تال من الق قل ي انت وحل سيف.. إ مح أو سهم أو ر من سنونة لداة ال ستخدام ا ل ا لة إ لراوة القات ستخدام ا ا

استخدام البارود.. إل استخدام الطاقة الذرية..

ما الذي حدث على وجه التحديد.. وكيف ولاذا حدث؟

هذا ف سبب هو ال لدوات " ستخدام " ا يخ إن ا لادي للتار سي ا قول التف يعدل كل حياته على ل ي تال طور، وبال ل طور إ من سان قل الن ل ينت لوله قال. ف النتختراع لول ا عام. و هو الط من ط سان كن الن ما ت نار شاف ال لول اكت يد. ف ساس جد أ

)85(منب التوحيد والهاد

Page 86: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

النسيج ما تكن من نسج ملبسه، وبعد ذلك تفصيلها على قد النسان. ولول استخدام الدوات ما أمكن البناء.. ال. ث - يقول التفسي الادي للتاريخ - إن استخدام الدوات

نارتغييا حتميا يدث ف الشاعر والفكار والقيم والبادئ.. فحي اكتشف النسان ال فكر أن يطهو الطعام، وفكر بالتال ف فنون من تسي الطعام ل تكن لتخطر على باله لوتال ف نار. وحي اخترع الغزل والنسج فكر أن ينسج القمشة، وفكر بال ل يكتشف ال تفصيل اللبس والتأنق فيها، ول يكن شيء من ذلك ليخطر على باله لول اختراع الغزل والنسج. وحي أمكنه استخدام الدوات السنونة فكر ف استخدامها ف الصيد والقتال.. وحي اكتشف الزراعة فكر ف تلك الرض والغارة على أرض الخرين وأسر السرى واسترقاقهم ليعملوا له ف الرض.. وهكذا نشأت نتائج اقتصادية واجتماعية وسيكلوجية

ية ية وأخلق صبححتم هذا ت لى عات.. وع ختراع الختر لدوات وا شاف ا جة اكت نتيالدوات واللت هي الرك الول والدائم لياة البشرية!

والقضية بصورتا هذه براقة وخادعة..

عة، فإنه تسهل الدي فحي يكون السبب والنتيجة متلحقي ف سلسلة متصلة، سبب هي ال جة قد أن النتي يوحي أو يعت يد، أن من ير لى سهل ع نداع! وي سهل ال وي

والسبب هو النتيجة..

ولكن هذه القضية " العلمية " الت تناولا التفسي الادي للتاريخ بذه الصورة، لا وجه آخر " علمي " ل يصعب علينا الوصول إليه لو بثنا المر ف هدوء بعيدا عن البيق

الاطف الذي تقدمه " العلوم " و " الدراسات العلمية " ف القرن العشرين!

أول.. لاذا اكتشف النسان النار؟!

ثانيا.. لاذا استخدمها - حي اكتشفها - ف " تسي " الطعام بطهوه؟!

ثالثا.. لاذا ل يقف عند الدرجة الت وص�له إليها اكتشاف النار وهي مرد طهوالطعام، فراح يتفنن ف الطعام الطهو درجات بعد درجات؟!

حتميرابعا.. حي لن له الديد والنحاس والبونز والذهب والفضة، أي دافع ته عام ذا ية الط ف عمل لة ست داخ هي لي سكاكي و شوك وال عق وال خذ الل عه أن يت دف

)86(منب التوحيد والهاد

Page 87: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

دفعه أن يتخذ من أدوات الطعام هذه أداة للزينة،حتمي كضرورة بيولوجية، ث أي دافع فيتفنن ف صنعها، وتميلها، ونقشها، ث.. ما علقة هذا كله " بالقيم " الت اتذها حول الطعام: سواء ف رسم قواعد له وتقاليد، أو ف طريقة توزيعه بي الناس، أو ف التمييز بيستوى لى م عدة.. أي ع قرره ال لذي ت سي ا ستوى ال ي ال لى غ لبيث ع نه وا يب م الط

اللل والرام؟!!

وكذلك..

لاذا اخترع الغزل والنسج؟

لا استخدمهما - حي اخترعهما - ف نسج القماش ث ف " تسينه "؟

لاذا ل يقف عند حد استخدام النسيج، فراح يتفنن ف اللبس فيما وراء مستوىالضرورة؟

لت اتذها لذي أنتجته الدوات، وبي " القيم " ا وأي علقة بي هذا التحسي ا النسان حول اللبس، سواء ف رسم قواعد لا وتقاليد، أو ف طريقة توزيعها بي الناس،

أو ف ربطها بالقيم اللقية والدينية؟!

وحي اخترع الداة السنونة..

لاذا اخترعها بادئ ذي بدء؟

ولاذا استخدمها ف القتال؟

ولاذا ل يقف عند الد الذي وص�لته إليه، فراح يبحث عن وسائل جديدة للقتالحت وصل إل القنبلة الذرية واليدروجينية وقنبلة الكوبلت وقنبلة الراثيم؟

وأي علقة بي هذه الدوات كلها وبي " القيم " الت ربطها النسان بالرب،سواء ف تليلها وتريها، أو وضع قواعد لا وتقاليد؟!

وحي وحي وحي..

)87(منب التوحيد والهاد

Page 88: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

أل توجد من وراء ذلك دللة.. واضحة؟!

هل اللة هي الت وجهت النسان؟ أم النسان هو الذي وجه اللة؟!!

لن نضع القضية هنا كما توضع تلك الحجية الشهورة: البيضة قبل الفرخة أمالفرخة قبل البيضة؟!

حل ل التم جة إ ف حا ست ية، ولي ست أحج نا لي يدينا ه ي أ لت ب ضية ا فالقوالروغان!

ية - ف له - ف رأي الداروين إن اليوان، زميل النسان ف سكن الرض، وزمي كثي من الصائص، وف الصل الشترك، ل يكتشف ول يترع على طول مقامه ف هذه

الرض!

تلك بديهية.ف صميم فطرة النسان.. فالكتشاف والختراع إذن مزية بشرية

سان ف لداروين الديث - فـي كتابه " الن عال ا يان هكسلي - ال قول جول يالعال الديث ":

ي لى التفك قدرته ع ضوحا ها و فذة وأعظم سان ال صائص الن ل خ " وأوتائج كثية، وكان أهها نو قد كان لذه الاصية الساسية ف النسان ن التصوري.. ول التقاليد التزايدة.. ومن أهم نتائج تزايد التقاليد - أو إذا شئت من أهم مظاهره القيقية -

عدد وآلت.. من لديه ما سي في من ت سان به الن قوم ليما ي عدد يد وال وإن التقالسادة نات الية. وهذه ال سائر الكائ ي سيادة ب سان مركز ال يأت للن لت ه لواص ا ا

)27(البيولوجية - ف الوقت الاضر - خاصية أخرى من خواص النسان الفذة.. "

وهذا العال - كما بينا ف كتب سابقة - عال ملحد، ل ينسب إل ال شيئا� مني لى التفك قدرته ع فردة: يا الت ية أو الزا لك الز سان ت بت للن نه يث لق، ولك ية ال عملعدد من لديه ما لى تسي قدرته ع له و عدد.. ومي ستخدام ال لى ا قدرته ع التصوري.. و

27)

)

5 - 3 ترجة حسن خطاب ومراجعة عبد الليم منتصر فصل " تفرد النسان " مقتطفات ص )

)88(منب التوحيد والهاد

Page 89: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

يد وتنميتها.. ويسمى ذلك كله خواص أي.. ف صميمبيولوجيةوآلت.. وإقامة التقالالفطرة البشرية.

لت أنتجت استخدام نا هي ا عدد واللت.. وإ إنا ل تنجم إذن من استخدام الالعدد واللت!

جه ية - و سفة النظر من الفل مي " ل حث " العل من الب نا إذن - تبي ل قد لهو صل. هو ال سان " خة! إن " الن ضة والفر ية البي شبيهة بأحج ضية ال ف الق صواب ال

النبع. وليست هي العدد واللت!

النسان - بادئ ذي بدء - هو الذي اته إل الكتشاف والختراع!

لاذا؟!

يقول هكسلي اللحد: إن تلك خاصية بيولوجية للنسان! أي أنا تمل ف ذاتاتفسيها!

ونقول نن - ول يتعارض ذلك مع " العلم " وإنا يكمله ويقو�مه من انرافه - إن ال الذي خلق النسان ليجعله خليفته ف الرض، هو الذي منحه هذه الاصية، لنانار - ل لذي قيض للنسان اكتشاف ال وسيلة من وسائل اللفة وأدواتا، وإن ال هو ا الصادفة! - بأن أودع ف فطرته اللتفات إل ظواهر الطبيعة، و " تصورها " والستفادةستخدمها، كرة وا ها الف فالتقط من ناس، مام ال نار أ حدثت ال لت أ صادفة ا ها. وإل فال من

تدث مليي الرات أمام اليوان فل يدركها ول يتصورها ول يلتقطها ليستخدمها.

لى قدرة ع ث ال من صور، و لى الت قدرة ع سانية ال طرة الن عت الف قد أÔود وإذن فسي لى ت قدرة ع للت.. وال ستخدام ا لى ا قدرة ع ث ال من ختراع، و شاف وال الكت اللت.. كما أودعت ف الوقت ذاته ما يسميه هكسلي " بالتقاليد " ونسميه نن "القيم"صادية سية واقت يم نف للت - بق ستخدام ا ها ا با في مال - بط الع لى ر قدرة ع وال

واجتماعية وخلقية ودينية.

وهذا هو الذي يفسر لنا كل السئلة الت قدمناها منذ قليل..

)89(منب التوحيد والهاد

Page 90: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لاذا اكتشف النسان النار؟ لاذا استخدمها - حي اكتشفها - ف تسي الطعام بطهوه؟ لاذا ل يقف عند الدرجة الت وصله إليها اكتشاف النار؟ لاذا أنشأ حول الطعام

قيما متلفة وأدابا وتقاليد؟

نار - كحادثة مادية وكأداة مادية - فل يفسر شيئا� ما يريد أن ما اكتشاف ال أيفسره به التفسي الادي للتاريخ!

لول ما ركبلقد كان من المكن - بادئ ذي بدء - أل يكتشف النسان النار ته شفها - ألف فطر من المكن - حي اكت قدرة على التفكي التصوري. وكان من ال

من كان ية؟!] و صورة حتم لك ب ل ذ يدفعه إ لذي ما ا عام [إذ هو الط ف ط ستخدمها ينا ف نن تفن لد فل يتف هذا ا ند قف ع ستخدمها ف طهو الطعام - أن ي المكن - حي ا

الطعام. وكان من المكن أخيا� أل يصوغ حول الطعام قيما وآدابا وتقاليد!!

السابقة فلول الرغبة الفطرية الكامنة، النار شيئا� من ذلك كله! ل تنشئ كل! وجودها على النار!! القدرة الفطرية على التفكي التصوري هي الت مكنت النسان مننار [وهي موهبة ال للنسان]. ث الرغبة الفطرية ف التحسي والتجميل هي اكتشاف ال

الت قامت ببقية الهمة ف خط طويل على مدار التاريخ!

وتلك عقدة القضية.. ومفرق الطريق!

* * *هل معن ذلك أن اللة ل تغي شيئا� ف حياة النسان!؟

كل! ل نقول ذلك! ول يكن أن يقوله إنسان!

إن صورة الياة قبل اكتشاف أية أداة أو اختراع أية آلة تتلف اختلفا - جزئيايدة كار جد ناس أف ستجد لل شاف. إذ ت ختراع أو الكت عد ال صورتا ب عن كامل - أو عن ية قرة التال ف الف سنتحدث يدة [ مات جد يدة وتنظي شاعر جد يدة وم قات جد وعل

التطور الجتماعي والقتصادي].

)90(منب التوحيد والهاد

Page 91: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

نار حدث تطور هائل ف الرض. وبعد اختراع الراث. وبعد فبعد اكتشاف الاكتشاف البارود. وبعد اكتشاف الكهرباء...

يه.. لنه - من وجهة نا - نريد أن نبز هذا التطور ونؤكد عل ونن - كما قل!" إنسانية "نظرنا - حقيقة

يان ف ك يدا� شأت جد لة أن هل ال هذا: هو شه يد أن نناق لذي نر لمر ا نا ا إرغبات كامنة ف فطرة النسان؟!حققت النسان، أم إنا

والفرق - لعله - واضح بي الوضعي.. وهو فارق كبي.

فحي تنشئ اللة جديدا ف كيان النسان، تكون اللة حقا هي الصل ف التطورطرة النسان يكون نة ف ف لادي للتاريخ. وحي تقق رغبات كام كما يرسها التفسي ا

!)28(النسان هو الصل كما يرسه التفسي " النسان " للنسان

ف طهو الطعام؟أنشات الرغبة النار.. هل هي الت

ف ظاهر المر يبدو ذلك! ولكن أية قوة حتمية ف النار تدفع النسان إل طهوالطعام عليها؟!

با سان - تارب الن ف قع نه و حو: أ هذا الن لى صور ع كن أن ت«ت صة ي إن القته " العلمية " وهي قدر ال ومشئيته - أن شبت يسمونه الصادفة، ونرده نن إل حقيقشواء فأعجبته رائحة ال نار فنضجت من ال با� با من الفريسة أو وضع الفريسة قري نار قري ال واستطعم طعمه، با ف فطرته من استعداد وتقبل لذه الرائحة وذلك الطعم. ث راح - با

فطرته من التفكي التصوري - يستعيد العملية ليحصل على نفس النتيجة.

المرأنشأت وف كل الالي ل تكن الداة الستحدثة - وهي النار - هي الت هي نا فس، وإ باطن الن ته.ف باطنحقق ف نا كان كام عد أن قع ب عال الوا ف ته حقق

النفس.

28)

)

انظر فصل " التفسي النسان للنسان " ف كتاب " دراسات ف النفس النسانية ")

)91(منب التوحيد والهاد

Page 92: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وتغيت صورة الياة - ف ميدان الطعام - بعد اكتشاف النار. فقد هيأت الداةالستحدثة فرصا متزايدة للوان من الطعام جديدة، و " فنون " مستحدثة.

نعم. ولكن هل كان ف وسع النار - بإمكانياتا الستحدثة - أن تصنع شيئا� منذلك كله لول أن نفس النسان قد استطابت ذلك وأنست إليه ورغبت فيه؟!

لو أن النار أعطت الطعام طعما ل يستسيغه النسان.. هل كان يقبل عليه؟

ومن ناحية أخرى.. لول الرغبة الدفينة ف " تسي " الطعام، هل كان يستخدمالنار ف هذا السبيل؟

لي يات ها إمكان لة.. ولكن يدة حاف يات جد سان إمكان قد أعطت الن نار إن الشيء؟! إمكانيات لتحقيق رغبات كامنة ف الفطرة، تنتظر الفرصة الواتية للتحقيق!

لذي يؤدي لة! وهذا هو ا لك الرغبات ف كل حا وقد ل تكون الفطرة واعية لتإل الديعة الول ف فهم الوضوع!

ساغة. شهية مست ما ستعطيه طعو نار كون ال يا ل لول واع سان ا كون الن قد ل ي وقد ل يكون اكتشف هذا المر إل بعد أن جربه بالفعل. ولكن.. حت على هذا الفرض، فالرجع الخي هو الفطرة. إن الاولة والطأ طريقة من طرق التعلم والعرفة عند النسان

ولوعند اليوان. ولكنها ف الالي تصطدم ف النهاية بفطرة اليوان أو فطرة النسان.. عداها نار هيتت خرى وال صنوفا أ سغ من الطعام ول يست صنوفا سان ساغ الن قد است . ف

النار! أي أن ميدان استخدام النار ومدى استخدامها يسيان على خط الفطرة، ول يغيانها شيئا� من حقيقة الفطرة على مدى التاريخ.

من لخرى عة ا جاءت الدي نا سانيةوإ طرة الن ساع الف .. حت خيل لبعضاتالناس أنه ل حدود لا، ومن ث فل قيمة حقيقية لوجودها ما دامت تتسع لكل شيء!!

كل! إن اتساعها ل يلغي حقيقتها، ول يلغي دللتها!

)92(منب التوحيد والهاد

Page 93: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

فلها - ف النهاية - خطوطهال تتسع لكل شيءإنا تسع أشياء كثية ولكنها قع ضغط الوا كان ال ما ضها مه لى رف صر ع ضها، وت شياء وترف صطدم بال لت ت لخية ا ا

عليها، فل تقبل أشياء ليس لديها الستعداد الفطري لتقبلها.

إنا - لرونتها الشديدة - تتملمرونة الفطرة!وهنا الديعة الثالثة! الناشئة من ل تتمل كلكثيا� من الضغط الواقع عليها من شيء يالف طبيعتها. ولكنها من ناحية

وإنا تتمل بعض الشياء.. وبعض الوقت.ل تتمله إل البد!ومن ناحية أخرى شيء لدكتاتوريات لنا تكبت ثارت على ا قد يه. ل ما ل تسيغه ول تستريح إل ثور فتلفظ ث تفردي للنسان. وثارت على ملكية الدولة لنا تكبت النعة الفطرية للملكية الوجود ال

الفردية. وثارت - كما سيجيء - على كثي من ألوان النراف.

وتلك هي القائق الت غابت عن التفسي الادي للتاريخ. والتفسي المعي للحياةالبشرية!

قاهرة. قوى ال سلم لل نوع والست خط ال من يخ صدان التار ها ير ما كل إنولكنهما ل يرصدانه من خط الثورة على تلك القوى وتدميها وإزاحتها!

والقيقة العلمية النيهة من الغرض، ينبغي أن ترصد التاريخ من خطيه. لن كلية.. سلبية وخط الياب خط ال فاض: خط النوع وخط النت من سه قة.. تر يه حقي خط

وكلها موجود وفطري ف كيان النسان!

* * *من هذه الرحلة من الناقشة نصل إل مموعة من القائق:

أن الفطرة هي الصل ف تصرفات النسان.

أن الدوات واللت الستحدثة هي ف ذاتا تعبي عن الفطرة [من حيث القدرةعلى التفكي التصوري والرغبة ف التحسي].

)93(منب التوحيد والهاد

Page 94: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وأنا - وهي تعبي ف الصل عن الفطرة - تسي على هدى الفطرة ف تطبيقاتاالعملية [من حيث تقيقها لرغبات النسان].

ما ية - ل تنشئ جديدا� ف كيان النسان، وإنا تقق تا العمل وأنا - ف تطبيقاكان كامنا من قبل ف ذلك الكيان.

ته يدث استجابة لطالب يا� شامل.. ولكن التغي ذا نا تغي صورة الياة تغي وأالفطرة، ويقع ف حدودها ل يتعداه.

ها كن التحقق من ية ي خرى فرع من حقائق أ ستلزمه ما ت لك القائق المس و تها طرة جيع طوط الف بع خ تاج أن نتت سان. ول ن شاط الن يادين الن يع م ف ج سهولة ب

لنتثبت من هذه القيقة، ولكنا نضرب بعض المثلة للتوضيح والتوكيد:

ي قل ب سريع والتن سفر ال ف ال بة شأ الرغ لذي أن هو ا طائرة ختراع ال كن ا ل يباختراع حت لت أو هي ا نة بة الكام هذه الرغ كون لحرى أن ت نا ا عال. وإ هات ال ج الطائرة، حي وجدت المكانيات العلمية الت تيئ الفرصة للتحقيق العملي لذه الرغبة.

وكانلنه يرغب ف ذلك،فمن قبل ظل النسان يزيد سرعته ف السفر بختلف الوسائل ل كان إ من م ف لظة له فة تنق سائل خاط لي - بو يذ العم عن التنف جز لم - حي يع ي مكان! فالطائرة [ومن بعدها الصاروخ] هي تقيق اللم البشري القدي الذي كان يايل

للبشرية وتتمن تقيقه..

يات جدت إمكان قد أو طائرة باختراع ال قت ي تق بة ح هذه الرغ صحيح أن وسلم ف ال يات بل. إمكان من ق صيلية - صورتا التف ف بال - لى ال طر ع ل ت يدة جدشكيل عادة ت جة إ يات الزدو هذه المكان لى تب ع لرب. وتر ف ا خرى يات أ وإمكانكارهم سلم وف الرب على نسق جديد.. وصوغ مشاعرهم وأف شرية ف ال علقات الب

على نسق جديد..

هذه حقيقة تنطبق على كل اكتشاف أو اختراع جديد.. فهو يهيئ إمكانيات لتكن منظورة من قبل بالتفصيل.

)94(منب التوحيد والهاد

Page 95: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

تسبق دائما� كل اختراع جديد.. فالخترع ل يقول سأصنعالرغبة العامة ولكن اختراعا ما - أي اختراع - ث أبث عن وسيلة للستفادة منه. وإنا هو يقول: أنا - أو

نن البشر - نريد آلة تصنع كذا. فلحاول اختراعها!

كل خطوة سه بنفسه. شئ نف نه ين بدو أ لذي ي هو ا مي وحده خط البحث العل تؤدي إل ما بعدها بطريقة حتمية (!) ل هدف وراءها ول أغراض! كل! ليس حقيقة!

نا وراءها لت تغذوها.الرغبة الفطرية ف العرفة!إ لت تدفع البحث العلمي وهي ا هي ا والنسان ل يتدخل فيما يصل إليه البحث العلمي من قواني لنا ل تقع تت سلطانه لتدخل يس من شأنه - ول ف طوقه - أن ي ية ل نواميس كون نا لنه ل يرغب ف ذلك! إ فيها أو يغي منها. فهي ملك الالق الذي خلقها ويسيطر عليها. ولكن النسان يتدخل ف التطبيق العملي لنتائج البحث العلمي.. أي لنتائج كشفه عن النواميس الكونية [الت أعطاهسخيها: " وÉسÉخÌرÉ لÝكÔمÓ مÉا ف¼ي السÌمÉاوÉات¼ وÉمÉا ف¼ي الáأÝرÓض شفها وت لى ك قدرة ع ل ال ا

] وهو ف تدخله ياول أن يعل التطبيق العملي ف خدمة أهدافه ورغباته)29(جÉم¼يعا� م¼نÓه« " القائمة ف نفسه من قبل، والت تنتظر الفرصة الواتية للتطبيق.

وحي يفتح الكشف أو الختراع الديد آفاقا جديدة ل تطر بتفصيلها ف بال النسان من قبل، فإنه على الدوام يسعى لتحقيق رغبة عامة من رغبات الفطرة، كالرغبة ف القوة. والرغبة ف السيطرة. والرغبة ف اللود. والرغبة ف استشفاف الجب والرغبة ف البوز. والرغبة ف اللك.. إل آخر هذه الرغبات. ولكنها ل تستجد فكرة ول شعورا ل يقع تت واحدة من هذه الرغبات العامة الوجودة ف الفطرة من قبل [والقدورة من

لدن خالقها حي خلقها ووهبها إمكانيتها]

ومن ث " فالتطور " الذي يدثه الختراع أو الكتشاف الديد ف نفس النسانمة هو ية الدائ ها فرصةالتنم نة، بإعطائ لة كام بل ف حا من ق ية الوجودة بات الفطر للرغ

التحقق الدائم على نطاق أوسع وأشل وأدق. وليس هو إنشاء الرغبات الفطرية من حيثل تكون!

والتنمية شيء والنشاء شيء آخر..

29)

)

].13 سورة الاثية [)

)95(منب التوحيد والهاد

Page 96: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لة كامنة.. ث ينمو.. فيتحقق بالتدريج الطفل يولد مكتمل الكيان ولكن ف حا كيانه، ولكن ل ينشأ فيه شيء جديد. ل تنشأ له قدم ول ساق ول أذن ول عي.. فهذهخر ل آ صل إ حت ت ها مو يقق قق.. والن ستكملة التح ي م ها غ بل، ولكن من ق جودة مو

مداها. فالتطور هنا هو النمو.. وليس هو النشوء من اللوجود!

وذلك ينطبق على كل كشف وكل اختراع جديد.

بة شك رغ كان ول شرية، يخ الب لب تار لرض وق هر ا لب ظ لذي ق فالراث اما أجهد ية. وإل به رغبة أو مموعة من الرغبات الفطر نة ف نفس مترعه، ليحقق كام نفسه ف اختراعه! واكتشاف البارود ليس هو الذي أنشأ الرغبة ف التدمي ول الرغبة ف القتل على نطاق واسع. وإنا هو أعطاها المكانيات للتنفيذ. ولكنها كانت موجودة من

قبل، ومتحققة ف النطاق الصغي.. وف اليال كانت تداعب الحلم!

سعة كانت يا� بدود. أ لدود طرة. ا طاق الف خارج ن شيء وهكذا.. ل يدث هذه الدود!

* * *نواع التطور - وهو تطور الدوات وأساليب نا للنوع الول من أ وصلنا من بث

نه للفطرة.. تقيق لا بتنمية إمكانياتا العمليةوليس تغييا] للفطرة تقيق النتاج - إل أ على الدوام.. وهذا يزيد مساحتها، ويعيد تشكيلها على الدوام ف أشكال جديدة، ولكنهما ف صورة ية وإ ما ف صورة بدائ ها عنصرا� ل يكن موجودا� ف جوهرها إ ل يضيف إلينة.. وفرق بي التنمية والتشكيل ف حدود الطار الوجود بالفعل، وبي استحداث كامهدى لى سي ع طور ي من الت لون هذا ال ل أن لك الطار. كما وصلنا إ ف ذ يد مر جد أقوي بدوره ي هو كان تدوه، وإن من ورائه ما� فالفطرة دائ ها، بع خطوط طرة ويتت الفف التحقق والتمكن بة من الصل - راغ هي - ها لنا نه يقوي طرة.. ولك يات الف إمكان

والقوة عن هذا الطريق.. فالمر ل يعدو الفطرة ف ناية الطاف.

ماعي صادي والجت طور القت هو الت طور، و من الت ثان لون ال ل ال قل إ لن ننت واوالسياسي ف حياة النسان.

)96(منب التوحيد والهاد

Page 97: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

سي شاط التف سي لن يدان الرئي هو ال سي ماعي والسيا صادي والجت طور القت الت الادي للتاريخ! فقد جال فيه وصال ليقول إنه ينشأ عن تطور أساليب النتاج. وإن تطور

أساليب النتاج هو السبب الوحد فيه!

حي اكتشف النسان الزراعة تغي وجه الرض..

عد أن كان جوال لزرع، ب ظر نتيجة ا يزرع وينت ستقر النسان ف الرض ل قد ا ف . وحي استقر كان ل بد منحتمية.يبحث عن الرعى والصيد. وكان الستقرار نتيجة

تنظيم اجتماعي، ينظم علقات أولئك الستقرين ف بقعة واحدة من الرض بصفة دائمة.. . ونشأت علقات اقتصادية مدودة نتيجة لعملية الزراعة،حتمية.وكان هذا التنظيم نتيجة

فهناك ماصيل تنتج، تفيض عند بعض الناس عن حاجتهم، وتنقص عند آخرين، فل بد .. ث حدثت النازعات على الراضيحتميةمن التبادل بي الفريقي.. وكان هذا نتيجة

تاج من ناحية، وإغارات القوام بعضهم على بعض للستيلء على الرض النرعة والن من ناحية أخرى، فاستلزم ذلك وجود نوع من الكومة يفض النازعات من ناحية، ونوع من القوة الاربة تصد الغارات من ناحية أخرى.. وكان هذا التشكيل السياسي والرب

جة ية.نتي يةحتم صادية واجتماع لة اقت صار عم لرب، و جة ا من نتي يق، جد الرق . وولة جدا� من الزمان. ووجد القطاع كتنظيم فترة طوي عي مع الزرا وسياسية صاحبت الت

.حتميةاقتصادي واجتماعي وسياسي.. وكان ذلك كله نتيجة

ث اخترع النسان اللة.. وتغي وجه الرض من جديد..

نشأت الصانع ف الدن. واحتاجت إل رجال أشداء يديرونا. وكان هؤلء ف الريف، مستعبدين ف الرض، فكان ل بد من تريرهم من عبودية الرض ليديروا اللة،لدن، يق.. وكانت نتيجة حتمية. ث تكتل العمال ف مصانع ا ير الرق فحدثت حركة تر وأخذ رأس الال ينمو فتنشأ طبقة استغللية جديدة مصاحبة ف مبدأ المر ث مناوئة لطبقةقاله من القطاع.. وكان ذلك نتيجة حتمية [وتغيت أخلق التمع ومفاهيمه نتيجة انتبل] وحدث صراع سياسي بي الطبقات عة إل الصناعة كما أشرنا إل ذلك من ق الزرا الستغ¼لة والطبقات الستغÉلة على التشريع والتوجيه، لدمة مصال كل طبقة.. وكان ذلكبد أن نه ل يخ إ لادي للتار سي ا قول التف ما�، وي صراع قائ هذا ال ما زال ية. و جة حتم نتيجة، هذه النتي مر ف أ لذاهب - سيات - أو ا لف التف ث تت ية، نتيجته التم ل يؤدي إ

)97(منب التوحيد والهاد

Page 98: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

فيقول مذهب إنا الشيوعية، ويقول مذهب آخر إنا الشتراكية، ويقول مذهب ثالث إناالتعاونية.. ويقول الميع إنم ديقراطيي!

صورة - ف هذا الوضع - منطقية، مرتبة، منظمة، م«قنعة!

ومع ذلك فعند التمعن فيها تتبدى فيها جلة ثقوب!

تاج ساليب الن ي أ سي بتغ صادي وسيا ماعي واقت طور اجت كل ت سر نا أول تف إ فحسب. وقد مر بنا صراحة ماركس وإنلز ف هذا المر أنما يقولن ف وضوح كاف:ية يات الجتماع مة للعمل صفة العا ي ال لذي يع هو ا ية ياة الاد ف ال تاج سلوب الن " فأ والسياسية والعنوية ف الياة. ليس شعور الناس هو الذي يعي وجودهم، بل إن وجودهم هو الذي يعي مشاعرهم. " [ماركس]. " إن النتاج وما يصاحبه من تبادل النتجات هوسباب ند أن ال ية هذه النظر سب ماعي. فح ظام اجت كل ن يه قوم عل لذي ي ساس ا ال النهائية لكافة التغييات والتحولت الساسية يب البحث عنها ل ف عقول الناس أو فتاج سلوب الن لى أ طرأ ع لت ت يات ا ف التغي نا لزليي، وإ عدل ا لق وال سعيهم وراء ا

والتبادل " [إنلز].

وعلى ذلك ل توجد ف نظرها أية أسباب أخرى غي تطور أساليب النتاج.

إنما - مثل - ل يقيمان وزنا� لعملية النمو الطبيعية ف بنية النفس والتمع! النمو الذي يعتب تطور أساليب النتاج مظهرا� واحدا� من مظاهره.. فالنفس كما تنمو بتحقيق إمكانياتا العملية عن طريق العدد واللت، وتسينها، كما يقول جوليان هكسلي، تنمو

كذلك بتحقيق إمكانياتا الجتماعية والقتصادية والسياسية.. الكامنة ف فطرتا.

يقول هكسلي ف كتاب " النسان ف العال الديث ":

ها كثر من سية أ سميتها نف كن ت لت ي سان، وا با الن تاز لت ام لواص ا هذه ا " وبيولوجية، تنشأ من خاصية أو أكثر من الواص الثلث التية:

الول: قدرته على التفكي الاص والعام.

)98(منب التوحيد والهاد

Page 99: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ند سلوك ع قل وال سام الع كس انق ية بع ياته العقل سب لعمل يد الن ية: التوح الثاناليوان.

ثة: سةالثال لزب والكني مة وا لة وال ثل القبي ية م حدات الجتماع جود الو و)30( وتسك كل منها بتقاليدها وثقافتها "

إن وجود التنظيمات الجتماعية والسياسية والدينية واللقية والقتصادية هو إذن خاصية من الواص النفسية للنسان! إنا ف صميم فطرته، ل تنشئها أساليب النتاج كما يبدو لول وهلة على هدى التفسي الادي للتاريخ. وإنا تطور أساليب النتاج يكن أنفرق شكيل. شاء والت ي الن بل - ب من ق مرارا نا ما بي فرق - ك نة. و صورة معي ها يعطييا على القل! - أن في وسعها - نظر كون النفس هي الصل، ف واضح وكبي. فحي تطي هي إذن تع هي الصل ف تاج ساليب الن كون أ ما حي ت من صورة. أ بأكثر شكل تتقة، كانت حقي ية صة النظر هذه الفر يل أن عد قل ها! وسنرى ب كاك من ية ل ف صورة حتم وحقيقة ضخمة ف حياة البشرية يعجز عن تفسيها كل تفسي مادي للتاريخ! ولكنا ل

نريد أن نسبق الديث!

إن التنظيمات الجتماعية والقتصادية.. ال خاصية نفسية للنسان. ومن ث فهيسان موتضع لفطرة الن مو خاصية نفسية بيولوجية ل تتاج إل تفسي منف الن . والن

كن غذاء. ول ل مو يتاج إ قة إن الن لالق]. وحقي من ا بة نا موه قول بأ خارجها! [إل اللذي هو ا غذاء قة أن ال يس حقي شئ ل ياتين قط المكان يح ف غذاء يت نا ال مو! إ صية الن خا

العملية لذه الاصية الكامنة ف الفطرة.

ف ية صية فطر قدها خا صادية وتع ية والقت مات الجتماع نو التنظي فإن ث من وهي سان. و تواكب الن قوتيت كن ك جة، ول سبب ونتي تاج ل ك ساليب الن نو أ مع

ول ينع ذلك من وجود علقة السببمتواكبتي تستمدان من أصل واحد هو الفطرة. تاج فيهوالنتيجة بي الزئيات. بار أساليب الن أما التاه العام ف مموعه فل يكن اعت

سببا للتطور الجتماعي والقتصادي أكثر من اعتبار التطور الجتماعي والقتصادي سببابتي قوتي متواك ما - لى حقيقته صورها - ع لول أن نت تاج! وا ساليب الن طور أ ف ت

تستمدان من الصل الشترك ف الفطرة البشرية!

30)

)

من الترجة العربية.32 النسان ف العال الديث ص )

)99(منب التوحيد والهاد

Page 100: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

قد أدت سية صادية والسيا ية والقت ضرورات الجتماع فل أن ال يف نغ وإل.. فك إل استحداث أساليب متطورة للنتاج تناسب الوضع القائم، بنفس الصورة الت تؤدي با

تطورات النتاج إل استحداث تنظيمات اجتماعية واقتصادية؟!

هذا لدافع وراء هي ا ية " شرية الفطر جات الب لك أن " الا بل ذ فل ق يف نغ وكالتطور وذاك ف نفس الوقت؟!

إن الرغبة - الفطرية - ف الجتماع بالخرين هي الت أنشأت " التمع " بادئذي بدء - ف أية صورة من صوره - لتلبية تلك الرغبة العميقة ف نفس الفرد.

جاته ونت، عددت حا ية صورة من صوره - ت مع - ف أ بكموحي نشأ التبل من ق شأته لت أن طرة ا هات. "الف ستعدادات واتا قات وا من طا ها با أودعها خالق ،

التميوجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " فنمو " النسان " إل شعوب وقبائل هو العمل الناشئ من إرادة ال، والنفذ عن طريق الفطرة الت خلقها ال وأودعها هذا اليل والقدرةخرى " خارج " تاج، ول أي ضرورة أ ساليب الن طور أ من ت شئا يس نا قه. ول على تقي

النفس البشرية.

وخاصية النمو، الت تنمي الطفل حت يبلغ أشده، وهي خاصية بيولوجية، أي ف صميم الفطرة، هي ذاتا الت تنمي التمعات الصغية إل متمعات كبية. فتنمي العشية إى قبيلة، والقبيلة إل أمة.. وهكذا. وتنمي العلقات بي الناس من علقات بدائية صغيةتاج ساليب الن يء أ لك ت ناء ذ ف أث شرة.. و ي مبا كبية غ قدة قات مع ل عل شرة إ مبا التطورة فتحتل مكانا من الصورة، و " تلبس " ف حيزها، قوة متفاعلة مع السياق كله، آخذة ومعطية ف ذات الوقت، ومتجهة ف اتاه الفطرة الكبي.. ف اتاه النماء. ويتبادلهو تاج طور الن كون ت تارة ي ها، ف من طرفي سببية قة ال مع عل طور الت تاج وت طور الن تتاج.. وف طور الن سبب ف ت هو ال مع طور الت كون ت تارة ي مع، و طور الت سبب ف ت ال

النهاية يكون الصدر هو الفطرة التصفة باصية النماء!

ف " شرية بة الب كن رغ صناعي. ول مع ال ف وجود الت سبب هو ال لة ختراع ال ا القوة " من ناحية، ورغبتهم ف زيادة النتاج لتيسي كل حاجات التمع من ناحية أخرى هي السبب ف اختراع اللة! ووراء هذا وذلك الفطرة البشرية الشتملة على القدرة على

استخدام العدد واللت، والرغبة ف تسي العدد واللت!

)100(منب التوحيد والهاد

Page 101: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

تاج. لزواج والسرة ل تنشأ من تطور أساليب الن ث هناك نظم اجتماعية مثل اماعي بت. نو اجت هي معف ف الت يخ، ووجد مات التار ف ظل صيد مع ال ف مت وجد

الرعوي، والتمع الزراعي والتمع الصناعي. وعلى الرغم من النيار " النسان " الذريع الذي يعانيه الناس ف القرن العشرين، فيدمر فطرتم تدميا [سنتحدث عن هذا فيما بعد] فما زال الزواج والسرة نظامي " طبيعيي " تدث النظم الخرى [الباحية والتحلل] إليه يه العقلء، أو يرتاح إل لدمار ل " كتطور " يهدف إل جانبها كشذوذ يصيب البشرية بالزواج والسرة ليسا من لت أقامها دركاي، حي زعم أن ا فة ا لدعوى الزي العقلء! وإن اقادم صل ال ف الف لك ل ذ سنعود إ يل [و يه أي دل صاحبه عل قم ل ي عم لي ز طرة، الف

بالتفصيل]

ماعي مو الجت يد للن سبب الوح هو ال يس تاج إذن ل ساليب الن طور أ إن تلادي سي ا هواة التف من ها لز وغي ماركس وإن عم ما ز سي، ك صادي والسيا والقت

للتاريخ. وإنا هو واحد من أسباب!

ولكنهاوحقيقة إن تطور أساليب النتاج يدث تغيات ف صورة الياة البشرية. قرن العشرينليست حتمية. تاج ف ال ساليب الن لة على ذلك وأقربا أن أ وأوضح المث

شرق ف ال سالية و صاحب الرأ غرب ت ف ال هي لك ف مع ذ كبى. و لمم ال ف ا حدة وا تصاحب الشيوعية! على بعد ما بي هذه وتلك ف شكل الياة الجتماعية والقتصادية

والسياسية!

بل الدهى من ذلك أن روسيا - الشيوعية - قد أخذت أساليب النتاج الادي عن أوربا الرأسالية! فقد كانت خارجة من القطاع والظلم والهالة ف ظل القيصرية،لى ها ع شأت نظام ما أن بال، فل صناعية ذات ي أدوات صناعة، وبغ عال ال ف بة ي تر بغساليب ستخدمت أ ضخمة، ا صناعية كة حداث حر قررت إ لاص، و كري ا مذهبها الفها هي، وقيم هدافها ها أ ها أعطت سالية، ولكن با الرأ لدى أور جودة مة الو تاج التقد النستخدمتها ية النسان، ا غرب لتوكيد فرد ها! فحيث تستخدم هذه الساليب ف ال ومبادئلحزاب ية، وا فألغت اللكية الفرد ية! سان وتوكيد صفته الماع ية الن غاء فرد روسيا لل

السياسية التعددة، و " ديقراطية " الكومة، وأعلنت " دكتاتورية " البوليتاريا!

طوات هواه خ لى صور ع هو يت ماركس - و لك أن من ذ سخرية شد بل السي، ماعي والسيا صادي والجت مو القت حل الن ية مرا لى حتم ية ع ية، البن يخ التم التار

)101(منب التوحيد والهاد

Page 102: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

غرب ف ستبدأ شيوعية فترض أن ال قد ا تاج - ساليب الن طور أ لى ت بدورها ع بة الترتي قي ب صراع الطب صناعي وال قدم ال ية للت جة حتم صة، كنتي صفة خا لترا ب ف إن با، و أور العمال ورأس الال! فكانت النتيجة القيقية [غي التمية]! أن قفزت روسيا من القطاع إل الشيوعية مباشرة، متخطية خطوة الرأسالية [التمية!!] وبقيت إنلترا رأسالية إل هذه

اللحظة!

صادي يدان القت ف ال شرية - ياة الب صورة ال ف ي فإن التغ خرى من ناحية أ ووالجتماعي والسياسي - قد ل يقوم على تطور أساليب النتاج على الطلق!

ومثال ذلك هو السلم!

" أية قوة مادية.. أية تغيات ف أساليب النتاج.. ف الزيرة العربية أو ف العاليه لت أدت - بصورة حتمية - إل ظهور ممد بن عبد ال - صلى ال عل أجع.. هي ا

وسلم - يدعو إل هذا السلم ويبشر بالدين الديد؟

يقولون إن العرب ف الزيرة كانوا قد استنفدوا طور " القبيلة " وأخذوا يتطلعونمرا� طبيعيا� متمشيا مع طبيعة يه وسلم أ لن يكونوا أمة.. فكان ظهور ممد صلى ال عل

الحداث، ومستجيبا لتمية التطور.

ومع ما ف هذا القول من التجوز، فسنسلم به توفيا للجدال!

من قبيلة إل أمة.. معقول!

ولكن هل كان السلم دين " المة العربية "!؟

لة، سيس الدو بل تأ نة، وق ل الدي لذهاب إ بل ا كة - ق ف م قول - هو ي كيف و وقبل اجتماع النصار، وقبل تميع القوى الادية والقدرة التنفيذية.. قبل أن يؤمن به أحد إل بضعة نفر مشردين ف الشعاب، ومطاردين من الهل واللن، هائمي بغي مستقر ول حاية ول أمل ف الغد القريب فضل عن الغد البعيد.. كيف وهو يقول ف هذه الظروف عن القرآن الكري: " وما هو إل ذكر للعالي " ف سورة " القلم " من أوائل ما نزل من القرآن الكري. وف سورة سبأ الكية ما هو أصرح ف هذا العن. ذلك قوله تعال: " وما

)102(منب التوحيد والهاد

Page 103: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

أرسلناك إل كافة للناس بشيا� ونذيرا� ". وكذلك آية العراف الكية: " قل يا أيها الناسإن رسول ال إليكم جيعا� "؟

ناس سواسية ية " ونب السلم يقول: " ال ث هل كان السلم دين " المة العربكأسنان الشط. ل فضل لعرب على عجمي إل بالتقوى "؟

ف طوة من أول خ مة سانية " عا ل " الن عوة إ مة، أم د كوين أ عوة لت هي د أالطريق؟

ل لة إ من القبي يخ؟ لادي للتار سي ا هواة التف يا ية ية التاري كذلك التم هل فالنسانية قفوة ف سنوات؟!

وتتكون المم من القبائل.. فهل مرد هذه الطوة يعدل النظم الفكرية والعقيديةوالجتماعية والقتصادية.. دون تغي مادي، ول تول ف أساليب النتاج؟

منطلق البيئة ل يكن هو النطق الذي أتى به السلم.. بل لقد قام الصراع طويللبيئة ومنطق السلم، حت تغلبت العقيدة الديدة با فيها من قوة - جدا� - بي منطق ا

ومن عناصر خي غلبة، فقهرت منطق البيئة وأجلته من النفوس.

سائمة واليوان.. نة ال نة تشبه مكا لرأة ويضعها ف مكا قر ا لبيئة يت كان منطق الك " وهي تاة. " وتت بالبتئاس والغيظ. وتذل وهي ف يدة. وتستقبل نا� وهي ول توأد أحيا زوجة كما تتلك الشياء. ول تكن الرأة ذاتا تسخط على هذا الوضع، ول كان هناكمن يطلب لا وضعا غيه من الرجال. ل ف الزيرة العربية، ول ف أي مكان ف الرض.

مؤمن - هو نثى - و كر أو أ من ذ صالا مل من ع قول: " ف سلم ي جاء ال ومل منكم من ذكر أو بة " " فاستجاب لم ربم: أن ل أضيع عمل عا نه حياة طي فلنحيي

أنثى، بعضكم من بعض ".

شريعات عد وت عروف قوا لذا ال عل بالعروف " وي شروهن قول: " عا جاء ي ووتوجيهات.

)103(منب التوحيد والهاد

Page 104: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وجاء يعطيها - إل جانب الساواة ف النسانية، والساواة عند ال - حق اللك والتصرف: " للرجال نصيب ما ترك الوالدان والقربون، وللنساء نصيب ما ترك الوالدان والقربون " " للرجال نصيب ما اكتسبوا وللنساء نصيب ما اكتسب " وهو حق ل تعطه

فرنسا لنسائها إل ف القرن العشرين.

كن لق، ول ي صاحب ا قوة ل ل صاحب ال بة ل طق الغل هو من لبيئة طق ا وكان منمة يسود فيها هذا مة بطريقة - حتمية - ليغي هذا النطق، فكم من أ تول العرب إل أ

النطق إل هذه اللحظة ف القرن العشرين!

فجاء السلم يعطي كل ذي حق حقه، بإنسانيته الردة، ل بكونه صاجب قوةقد مع السلمي. و ف الت يش ما دام يع سلما، كن م ل ي لو سلطان، حت و فوذ أو أو ن نزلت تسع آيات ف سورة النساء لتبئ يهوديا اتم ظلما، وتآمر على اتامه رجال من

ساء ( سورة الن صي [ له ول ن ياء بعصبيتهم ول ول نة أقو جاء113 - 105الدي ما ) و فيها: " ومن يكسب خطيئة أو إثا ث يرم به بريئا فقد احتمل بتانا وإثا مبينا " إشارة إل

ذلك اليهودي البيء!].

لبيئة هو توقي زعيم القبيلة - أو اللك حي تتكون المة - توقيا وكان منطق اعال كله مع حكامه ف ذلك طق ال سأل عما يفعل. وكان هذا هو من لا ل ي نه إ يعل م الي، فإذا السلم يعل ف هذه المة من الوعي السياسي البالغ القمة ما يعل فردا من عامة السلمي يقول لشد اللفاء مهابة ف تاريخ السلم - عمر بن الطاب - " وال لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بد السيف "! ث يعل عمر ل يغضب لنفسه من هذه

القولة الريئة. بل يمد ال!

سي لت ي فاوة ا لى ال صرا ع شهي مقت ب ال كرم العر عل ال لبيئة ي طق ا كان من و بذكرها الركبان، وتصلح للمفاخرة بي القبائل، أما العطف على الفقي السكي، والعطف الذي ينبع من منبع إنسان بت، ول يهدف إل شهرة ول فخر ول تظاهر، فقد كان أمرا نادرا� ف تلك البيئة قليل الدوث! فجاء السلم يلح إلاحا شديدا جدا ف إعطاء السكي " حقه " ف مال ال، وإكرامه، والعطف عليه، ومواساته، حت ليجعل ذلك أمرا للرسول ذاته صلى ال عليه وسلم، وما كان ف حاجة قط إل هذا المر: " فأما اليتيم فل تقهر،يه وسلم للشعار بأهيته يه صلى ال عل نا كان توجيه المر إل ما السائل فل تنهر " وإ وأ

وبأنـه واجب القضاء.

)104(منب التوحيد والهاد

Page 105: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

بد ف سادة والع سادة يومئذ - يعل ال له عال ك طق ال لبيئة - ومن طق ا وكان منمنلة تقرب من منلة اليوان، يهان ويعذب ويقتل بل حساب.

حد من أ يد.. من ز شية - ل - القر سول ا مة ر نت ع يزوج ب سلم جاء ال وسول يرا الر مر وز كر وع بو ب نوده أ من ج يش قائدا� ل لول هذه ا عل جاء ي لوال، و ا

وخليفتاه!

ويقول الرسول الكري: " من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه ".. ول يكن ذلك لن أحدا طالب لم بذه الكرامة.. ول يكن كذلك لن الوضع القتصادي أو

علقات النتاج أو أدوات النتاج تغيت أدن تغيي!

وكان منطق البيئة يؤمن باللكية الفردية الطلقة من كل قيد، الاضعة لغي قانون.

هذا ف نه إل شيء م ل عال إ ثب ال ل ي ظام ية بن هذه اللك ظم وجاء السلم ينقول إن جاء ي يم؛ ما الم ترع منه سالية و طاع والرأ توى بحيم الق عد أن اك العصر، ب الال مال ال والماعة وكيلة عنه. والفرد موظف فيه، يستحقه بأداء حقه والقيام عليه.قة نص على طري ث ي يه، لول ف لق ا ل الماعة صاحبة ا عاد إ يؤد حقه ل فإن سفه أو

توزيعه " كي ل يكون دولة بي الغنياء منكم ".

وكان منطق البيئة وكان.. وكان.. فجاء السلم يلغي ذلك النطق ويستبدل به منطقا آخر بعيدا� كل البعد، غريبا كل الغرابة على تلك البيئة وعلى كل البيئات يوم كان،شر ف ب ثل سا يتم عا مسو بل واق ضاء، ف الف قة ية " معل بادئ " مثال مه م عل كل ول ي

يدبون على الرض وقلبهم متجه إل السماء!

فكيف حدث ذلك؟

يخ ف تار بة هذه العجي سر كن أن يف مادي ي سي ية وأي تف ية تاري ية حتم أالنسان؟!

شيء واحد يكن أن يفسر.

)105(منب التوحيد والهاد

Page 106: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

سليمة يصنع هذه يدة به عق نا صحيحا وتعمر قل بال إيا يؤمن سان حي إن الن.)31(العجزات! "

* * *ذلك مثال يلغي - ف ضربة قاضية - كل التفسي الادي للتاريخ!

وهو مثال من عال الواقع ل من عال النظريات.. مثال من وقائع " التاريخ "!

ف شتط يخ، وي لادي للتار سي ا باه التف لذي يأ يد ا سي الوح لو التف وإن تفسيه قع لذي يشكل وا بائه! تفسيه أن هناك " علقة " بي النسان وال! وأن قدر ال هو ا إ الرض ويقرره! قدر ال الذي وجه النسان الول إل اكتشاف النار واختراع اللت.. وجهه إل تكوين القبائل والشعوب للتعارف.. بغي سبب إل إرادة ال للنسان أن يصنع ذلك.. هو ذاته الذي وجهه إل السلم، وإل بناء متمع مثال على هدى السلم، بغي سبب إل إرادة ال للنسان أن يصنع ذلك! ل بتطور أساليب النتاج ول بالنمو " الطبيعي " للمجتمع! وإن كان قد اعتمد ف هداية النسانية للسلم، وهدايته إل إقامة هذا التمع

.)32(الت أودعها الالق فطرة النسان الفطرية الثال، على الكونات البشرية

وكل تفسي للتاريخ يغفل ال، وقدر ال، وتدخله الباشر ف حياة البشرية، ويفسرقائم لسباب " مادية " ميطة بوجوده، هو تفسي حياة النسان كحدث قائم بذاته، أو

خاطئ ل يفسر حقائق الوجود!

إن الماقة الت أدل با دارون وهو يقول: " إن تفسي شئون الياة بوجود خالق له إرادة ف اللق، يكون بثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة ف وضع ميكانيكي بت "..

إنا.. حاقة!

31)

)

.109 - 104 من كتاب " معركة التقاليد " الطبعة الثانية ص )32)

)

تاب) ف ك طرة " لدين والف صل " ا لدين " وف هذا ا تاب " ف ك طرة " صيد الف صل " ر ظر ف انالدراسات.

)106(منب التوحيد والهاد

Page 107: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

هذا بدون إدخال كون قائع ال قائع الياة وو قائع التاريخ وو شاء فليفسر و ومن ف عثر ث يت طوات.. من خ عد به أب يذهب لن سيه عة "! إن تف لارق للطبي صر " ا العن

الطريق!

لم " الغرب ف لن يلغي - كما يفهم " الع عة لارق للطبي هذا العنصر ا وإدخال حاقة - قواني العلم وقواني الطبيعة وقواني الادة وقواني الجتماع وقواني القتصاد.

كل! وإنا يكملها ويصححها ويقو�مها.. ويعطيها دللتها القيقية ف سياق الحداث!

* * * ث إن التطور الجتماعي والقتصادي والسياسي - كالتطور العلمي - ل يرج

بالنسان عن فطرته، لن الناس مكومون بفطرتم ف ناية الطاف!

شاعرهم كارهم وم لق أف هزا�، ويط هوره قت ظ ناس و هز ال يد ي ختراع جد كل ا فيتخيلون عالا جديدا متلفا� كل الختلف، عالا ل تكمه مشاعر الاضي ول تصوراته..

عالا كأنا يكمه جانب جديد من النفس ل يكن له وجود من قبل!

عودون رويدا� رويدا� إل ناس وجوده.. وي عود ال ث.. تبد حرارة الختراع.. ويتعام عن الط حث ل الب عودون إ ماوفهم! ي مالم و ية، وآ شاغلهم العاد ل م تم.. وإ فطرصراع وحب لك، وحب ال حب ال ل عودون إ سكن والنس.. ي بس وال شراب والل وال

البوز.. يعودون إل الوف من الوت والبحث عن اللود!

ها.. ف جلت ناس تز ال سية.. صادية والسيا ية والقت حولت الجتماع وكذلك التوتشكل أفكارهم ومشاعرهم ف شكل جديد. ولكنها ل ترجهم من فطرتم!

ففي العشية والقبيلة والمة والتمع النسان.

وف التمع الرعوي والتمع الزراعي والتمع الصناعي..

ف حكومة " الب " وحكومة المباطور القدس والكومة الديقراطية وحكومةالطبقة الواحدة والزب الواحد..

)107(منب التوحيد والهاد

Page 108: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ف كل ذلك ل يرج النسان عن الفطرة ف نطاقها الواسع..

إنا الفطرة ف نزعتها الفردية والماعية. ف نزعتها لللتزام والتحرر. ف نزعتهاللسلبية واليابية. ف حب اللك. وحب البوز وحب الصراع.. تأخذ أوضاعا شت!

لدركاي يل ما خ ها ك عدم وجود لى ستا دليل ع سعتها لي طرة و نة الف ومرووللتفسي الادي للتاريخ!

والدليل على وجودها هو ثورتا على ما ل يلئم طبيعتها. ثورة طبيعية ل ت«تلمسلا السباب!

إن التفسي الادي للتاريخ يتمحل السباب لثورة الرقيق ف أوربا ف ناية العصور الوسطى، فيقول إنا كامنة ف نشوء التمع الصناعي وحاجة الصانع إل العمال، وضرورة

ترير رقيق الرض للعمل ف الصانع!

كذلك..؟!

لا عشرات أو ية وإن خضعت ف النها ية تأب العبود لت شرية ا يس الفطرة الب ولمئات من السني؟!

فما تفسي ثورة العبيدة الشهية ف العصر الرومان بقيادة " سبارتاكوس "، قبلتاج يدعو لتحرير العبيد؟ نشوء التمع الصناعي، وقبل حدوث أي تطور ف أساليب الن

تلك الثورة الت هزت المباطورية كلها من قواعدها؟

لت أدت لتحرير رقيق الرض عند وليس معن ذلك أن نلغي السباب الباشرة اصة تترقب الفر لت طرة ا ل الف ها إ قط أن نرد ناه ف نا مع صناعي! كل. وإ مع ال شأة الت ن

الثورة الثانية بينما هزمتناح الناسبة لتحقيق وجودها. ومعناه أن نفسر بذه الظروف الول شر هزية ف عصر المباطورية الرومانية. ولكن الزية والنصر شيء آخر غي دللة

الفطرة واتاهها.. وهو واحد ف الالي!

)108(منب التوحيد والهاد

Page 109: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

نة ف بث نا كام قول إ يخ يتمحل السباب للستعمار في لادي للتار والتفسي اتاج ل الن صول إ عد الو تاج ب فائض الن صريف سواق لت باح وال عن الر لال رأس ا

الكبي..!

كذلك..؟!

وليس ف انرافة من انرافات الفطرة تنع إل الغلبة والسلطان وإخضاع الخرينواستذللم؟!

فما تفسي الستعمار الرومان الشهي الذي استعبد أما وشعوبا بأسرها، وامتصهو ستمتع لرض والهل، لي قر وا من الف حال سوأ ف أ تا، وتركها كل خيا ها، وأ دماء

وحده باللذائذ الرام، والبذخ الفاخر، والتلذذ بمامات الدماء؟!

وليس معن هذا أن نلغي السباب الباشرة الت أدت إل الستعمار الديث! وإنا معناه فقط أن نردها إل مكانا من الفطرة ف انرافها، حيث يستوي - من حيث الدافع

- الستعمار الول والستعمار الخي!

سألة اللكية ف م ها عن طريق طرة يول الف شيوعي أن لذهب ال شاء ا قد ث.. لسائل كل و سس، و نار والتج يد وال هاب والد ضغط والر لذلك ال ستخدم ية، وا الفرد الكم البوليسي الشنيع، الت اعترف با خروشوف ف " اعترافاته " عن عهد ستالي [بعد وفاته بطبيعة الال!] فماذا كانت النتيجة ف النهاية؟! كان ذلك التراجع الستمر من ق¼بللجور بي فاوت ف ا حة الت من إبا شرية. نو الفطرة الب سي، خطوة خطوة الكم البولي عمال الطبقة الواحدة والعمل الواحد، وإباحة اللكية الفردية - ف الواد الستهلكية! -له، ول عتراف خروشوف بأن العمل ف الزارع الماعية ل يسي كما كان مقدرا� إل ا

يعطي الغلة الت تعطيها الزراع الفردية.. إل..؟!

ية - ف النها طرة نا الف تاكل! إ تدالتا وانرافا طورباع حدود الت تدد - .. فتتركه - لسعتها ومرونتها -الفطريالجتماعي والقتصادي والسياسي، ف أثناء نوه

يتشكل ف أشكال شت.. ولكن ف حدود الفطرة ف ناية الطاف!

وخلصة البحث ف التطور الجتماعي والقتصادي والسياسي هو هذه الموعةمن القائق:

)109(منب التوحيد والهاد

Page 110: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

جة باط النتي كون ارت نه ل ي تاج. ولك ساليب الن ف أ بالتطور بط قد يرت نه أ ، مع تبادل علقة السببية من طرفيها. فيؤثر كلارتباط الواكبة والصاحبةبالسبب، وإنا

منهما ف الخر ويتأثر به.

وأنه ينشأ من خاصية النمو الفطرية ف كيان النسان [ما ل يقف ف طريق النموعائق غي طبيعي].

وأنه - مع ذلك - ليس تطورا� حتميا� من حيث الصورة الت يأخذها.

لديانات السماوية ل الباشر كما ف ا قدر ا تدخل من شئا نه - سواء كان نا وأ كلها، والسلم على رأسها، أو تدخله غي الباشر عن طريق ما أودعه ال ف الفطرة من

طاقات - فهو ف النهاية قائم على الفطرة البشرية، ومرده إليها.

وأنه أخيا� ل يرج عن حدود الفطرة مهما تطور وتغي. فهو تغيä ف الصورة لتغي ف جوهر الكيان.

* * * كنا إل هذه اللحظة نبحث ف التطور الجتماعي والقتصادي والسياسي. وقد رددناها ف وضوح جازم إل الفطرة البشرية وطاقاتا واستعداداتا، ووكدنا حقيقة ثبات الفطرة رغم هذه التطورات. ونريد - قبل أن ننتقل إل بث اللوني الخيين من التطور:ها ف قد ل تتضح على حقيقت مة قة ها نبي حقي طور الخلقي - أن طور النفسي والت الت

ظل ذلك التوكيد.

التطور العلمي أو التطور الجتماعي والقتصاديقيمة إننا ل نلغي على الطلق والسياسي. ول نقول إنه ل يغي شيئا� ف واقع الياة!

ذلك كلم ل يقوله العقلء!

كمن يقول إن الطفل الرضيع كالرجل البالغ ف جيع الوضاع!

)110(منب التوحيد والهاد

Page 111: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

هذا ل إبراز يل إ سلفنا - ن نن - كما أ بل لك. من ذ شيء لى صدنا غ ما ق والتطور وذاك إبرازا� واضحا ملموسا، ونؤكد حقيقته!

ولكننا فقط نرده إل الفطرة.. ونرد الفطرة إل مشيئة ال وقدره.

نا نريد أن نقول إن " صورة " الياة كلها تتغي بعد كل اكتشاف أو اختراع إنناس سية. وتد� لل صادية والسيا ية والقت حولت الجتماع من الت تول كل عد يد، وب جد مشاعر وأفكار وتصورات ل تكن من قبل، كما تقوم علقات الناس فيما بينهم على هذه

الشاعر الديدة والفكار والتطورات.

لت سألة ا هي ال هذه سان. طرة " الن ي " ف ياة ل يغ صورة " ال ي " كن تغ ول نكررها ونؤكدها. إنا أشكال متغية من فطرة ثابتة. وكل التغي والثبات له حقيقته ولههام ف الف ضارب إل عارض ول يت لق " ل يت لن " ا ضارب. عارض ول ت ته، بل ت دلل

الزئية الت ل تدرك ما بي بعضه وبعض من ارتباط.

إن النمو الدائم ف جسم الطفل ونفسه وعقله حقيقة.. لا وزنا ودللتها.

عات صيلة ونز ية أ طوط فطر من خ بالغ جل ال ف الر ما فل في الط لك ف مع ذ وفطرية.. بل افتراق ف الوهر وإن تعددت الصور والشكال.

فل جو. الط بالغ ير جل ال جو والر فل ير ياف. الط بالغ جل ال ياف والر فل الط يبحث عن الطعام والرجل البالغ يبحث عن الطعام. الطفل يصارع والرجل البالغ يصارع.

الطفل يفكر والرجل البالغ يفكر.. الطفل " يكدح " والرجل البالغ يكدح..

كل خطوط الفطرة الصيلة ودوافعها موجودة ف نفس الطفل، ف صورة بدائيةأو كامنة.. ث تنمو.. حت تصل إل النضوج والكتمال..

وكذلك حياة البشرية.. كامنة بأكملها ف فطرتا.. ث تتشكل ف مراحل النمولذات هذا ثر أخرى.. وكل الصور تقيق عد طور ف صورة إ فة، فتتحقق طورا ب الختل

الكيان!

)111(منب التوحيد والهاد

Page 112: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

* * * وإذا فرغنا من الديث عن تطور أساليب النتاج - أو التطور العلمي بصفة عامةلك مذى ذ بط، و من ترا ما ما بينه سي، و صادي والسيا ماعي والقت طور الجت - والت الترابط، ومدى ما بينهما من استقلل نسب، نتحدث الن عن التطور النفسي ث التطور الخلقي.. وقد كان من المكن أن نتحدث عنهما معا� ف آن واحد، لن بينهما نوعا منكامل، طا يس تراب طور، ل من الت لولي نوعي ا كالترابط بي ال يل. ولكنه لترابط غي قل ا

فكل منهما متخصص ف جانب، كما سيتبي لنا من الديث.

التطور النفسي [السيكلوجي] نقصد به مدى النمو والنضوج ف النفس من حيث هي مشاعر واتاهات وأفكار وتصورات وقيم وارتباطات وجدانية.. على أوسع نطاق.يدانا التخصص، من حيث الكم ية ف م يم اللق طور الق به ت والتطور الخلقي نقصد على أعمال النسان بأنا خطأ أو صواب، حلل أو حرام، مرتفعة أو هابطة.. ومن حيث

مدى مراعاة النسان لذه الحكام.

وواضح لول وهلة أن هناك نوعا من الترابط بي النضوج النفسي [السيكلوجي]قد ي ذاك. ف هذا غ من التخصص يعل عا جانبه نو ل ناك إ كن ه قي. ول ضوج الل والنها.. ث تكون ف قوة " الشاعر وعمقها واتساع نطاق تكون النفس ناضجة من حيث " من الناحية كون مستقيمة قد ت ية.. وعلى العكس من الناحية اللق فة لوقت منحر ذات انا لذلك أفرد ضوج. لة الن ي مكتم ضامرة غ ية سية بدائ ية النف من الناح ها ية ولكن اللق

الديث عن كل منهما، مع بيان مدى الترابط ومدى الستقلل.

* * * التطور النفسي يتجه - فطريا - إل النضوج والتكامل ف كل جوانب النفس. وهو حركة فطرية تدث ف النفس كما يدث النمو ف السم، فل تتاج إل تفسي منسي نه ي هو أ ساعه، و لى ات كون ع له، وال سان ك شمل الن لذي ي سي ا ها، إل التف خارجيه خالقه، وما أودعه من سنن وطاقات واستعدادات، وبقتضى قدر بقتضى ما فطره عل

ال الذي ينشئ كل نو وكل حركة وكل تكيف ف هذه الطاقات والستعدادات.

)112(منب التوحيد والهاد

Page 113: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

والتفسي الادي للتاريخ يعل التقدم الادي - أي التقدم ف أساليب النتاج - هو مور التطور النفسي كذلك. ويستند إل ظاهرة خداعة، هي أن التقدم العلمي، وما ينشأسية، ية والسيا صادية والجتماع مع القت ية الت ف بن طور قدم وت من ت ظره - ف ن نه - ع ينمي النفس بطريقة آلية، لن النفس هي انعكاس الوسط الادي. فإذا " ارتقى " الوسط

الادي كان من جراء ذلك ارتقاء النفس.

وتلك - كما نقول - ظاهرة خداعة!

من النضوج.لونحقا إن التقدم العلمي يساعد على

حوله صة، و نه خا ثان م صف ال ف الن شرين، قرن الع ف ال لد لذي يو فل ا فالطحوله لتركيب، و قة ا للت الدقي صاروخ، وا طائرة وال يون، وال عة والتليفز سينما والذا ال التشابكات الجتماعية العقدة، والتشابكات السياسية الدولية واللية، التقلبة من لظة إل لظة.. ساعة تنح إل السلم وساعة تنح إل الرب.. هذا الطفل أنضج ول شك ف "قرن ف ال يش كان يع بالغ جل من ر كاره صوراته وأف شاعره وت عض م ف ب ماته " و معلو

العاشر مثل أو الثان عشر..

ف مموعولكنا نكون مطئي إل حد مضحك إذا تصورنا أن هذا الطفل أنضج سه سيةنف ياة بنف ناول ال مدركاته.. يت نو من كن ما ي فل مه هو ظ جل! ف لك الر من ذ

ف ضج مرب، نا بالغ جل جل ر لك الر فل.. وذ صورات الط فل وت طالب الط فل وم الطمموع نفسه بقدار ما تتيح له بنيته الاصة من النضوج.

قدم العلمي ينضج حقا بعض ثال واضحة.. إن الت لت نستحرجها من ال الدللة الن تاهه، ضوج وا مدى الن لى صلح للحكم ع فرده - ل ي نه - ب فس. ولك جوانب الن

الانب الذي ينضجه ليس من السعة والشمول بيث يعطي النفس طابعها الميز الخي!

وقد وقع القرن العشرون ف هذه الضلولة حي بره التقدم العلمي!

لم، ف الع قدما قرون ت شد ال لنه أ ف كل شيء، طرا� قرون نه خي ال ظن أ قد لوأشدها - حت الن - سيطرة على قوى الكون..

)113(منب التوحيد والهاد

Page 114: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وأعماه هذا الظن عن أن يدرك عيوبه.. النفسية واللقية على حد سواء!

إن هذا القرن الذي تقدم ف العلوم كل هذا التقدم، ففجر الذرة وأطلق الصاروخ وغزا الكواكب.. يعيش بنفسية الطفل ف بعض جوانب الياة، وبنفسية الراهق ف بعضها

الخر. وف بعضها الثالث بنفسية اليوان، من غي ضوابط اليوان.

وهذا العلم كله - بفرده، أي بدون توجيه نفسي وخلقي معي - ل يستطيع أن يصلح ما فسد من النفوس. بل هو قمي أن يزيدها فسادا لنه يلهب غرورها فتظن أنالدåنÓيÉا على صواب! [" قÔلá هÉلá ن«نÉب×ئÔكÔمÓ ب¼الáأÝخÓسÉر¼ينÉ أÝعÓمÉال�، ال ذ¼ينÉ ضÉل  سÉعÓي«ه«مÓ ف¼ي الáحÉيÉاة¼ ا

)33(وÉه«مÓ يÉحÓسÉب«ونÝ أÝنÌه«مÓ ي«حÓس¼ن«ونÝ ص«نÓعا� "!]

هذا التقدم العلمي كله: الثلجة الكهربائية، والغسالة الكهربائية، والنسان اللللت أو ضخم يق ا مل دق صنع كا يدور م يه ف ضغط عل لذي ت لزر ا للكترون. وا لخ ا وا اللت. أو يأتيك طعام جاهز يلب نداءك كالن القدي ف السطورة. أو تسمع الوسيقى

الالة الت ترتاح إليها نفسك. أو يتكيف جو حجرتك أو فراشك.. أو.. أو.. ال.

التقدم الذي ينقلك ف لظة عب العال. تسمعه وتشاهده وتشاركه. ف الذاعة أو التليفزيون أو التليفون اللسلكي. فيفتح لك نوافذ متعددة على العال ترى منها ما ل تكننت جالس ف مكانك ل تبح. لو قضيت عمرك كله ف السفار. هذا وأ تراه تلم أن

كالن القدي ف السطورة ينقل العال إليك وأنت مستريح..

التقدم الذي نفذ إل آفاق الكون، فرأى مليي الليي من النجوم والكواكب،لى قدمه ع ضع يد أن ي ها ير فز إلي ث ق ها. صد أفلك ها ور عرف أبعاد تا و قاس حرار

أرضها.

هذا التقدم كله.. ماذا صنع ف " نفسية " القرن العشرين؟. ول نتحدث بعد عنالخلق.

33)

)

].104 - 103 سورة الكهف [)

)114(منب التوحيد والهاد

Page 115: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

هذه الضحالة الزرية بكرامة النسان! الت ل تطيق التعمق ف العرفة ول التعمقفزا نا تريد أن تأخذ المور كلها من سطوحها. ق ف الشاعر ول التعمق ف الفكار. وإ

قفزا. كالطائر النون.

لت ل تطيق النظرة الشاملة ول ية " ف الكم على المور، ا هذه التفاهة " الزئ تصب عليها، وإنا تأخذ كل جزئية بفردها، منفصلة ومستقلة، على غي حقيقتها ف بنية

الكون وبنية الحداث.

هذه اللية الابطة، الت تيل الشاعر والفكار والعمال نشاطا آليا كنشاط اللة.لق يه فتنط ضغط عل كار. زر ي لق أف يه فتنط ضغط عل مال. زر ي لق أع يه فتنط ضغط عل زر يتا مة بفطر مة الكو شاعر البهي من م حط نا أ مة، وأحيا شاعر البهي ل م قرب إ شاعر. أ م

الضبوطة الستقيمة.

لروح، وتطمس على رفرفاتا، وتثم على لت تغلق جوانب ا هذه الادية الغلقة االرض ل تريد النطلق ول تقدر عليه.

صور " و تأب أن " تت حدود اللحظة، و ف يش لت تع ضة ا ية " الري هذه " الواقع"تتخيل".. لتتصور " الكمال " وتسعى إل تقيقه.

هذه السية الت تيل الشاعر لذة جسد مصورة، ل تتندى بعواطف "النسان".

عن عد حدث ب قرن العشرين! ول نت ف ال قدم! " النفسي هي حصيلة " الت لك تالخلق!

إنا حصيلة " اللة "! حصيلة تويل النسان كله إل آلة تعمل فـي نطاق السالقريب.

إنا اختلل نفسي ل مثيل له قط ف سالف القرون!

* * *

)115(منب التوحيد والهاد

Page 116: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لمر تفسيات شت، ومبرات شت. بعضها قدم لذا ا لادي للتاريخ ي والتفسي ا يقدمه ف تبجح وبعضها يقدمه على استحياء.. فحت التفسي " الادي " للتاريخ ينبغي أن

يستحيي من هذا السخ الشوه الذي صار إليه النسان ف القرن العشرين!

وما يعنينا هنا أن نناقش التفسيات والبرات والعتذارات. ولكن يعنينا فقط أن نبز هذه القيقة: أن التقدم العلمي ل علقة له بالوضع النفسي للنسان. فالعلم يتقدم فسبيلها. إن ف ضي فس ت يد. والن قدم جد ل ت تؤدي إ طوة كل خ بدا، صاعدا أ سبيله، ها الي، وإن وجهت الوجهة الفاسدة ل يسكها عن كون في وجهت الوجهة الصالة يهو سادا كما يدها ف قد يز بل تاج.. ساليب الن طور ف أ مي والت قدم العل الفساد كل الت

الال ف القرن العشرين.

يه؟ وما لؤثرة ف مل ا ته. ما هو؟ وما العوا سة التطور النفسي ف ذا عود إل درا وندللته على الفطرة البشرية؟

ضوج نو الن تا مو بفطر سان - تن ياة الن ف ح شيء كل شرية - ك فس الب النوالتكامل والتعقد والشمول.

عة ـي طبي طرة ف ها ف نراف. كل تدال وال ها للع ناء نو ـي أث عرض ف وتت..)34(النسان

ف طفولتها تكون أقرب إل البساطة. تعبيها ساذج مباشر. " فراملها " ضعيفةلا ف تناو ية شاملة. جزئ هي ما كثر ية أ ية. جزئ هي معنو ما كثر سية أ كوين. ح التته واسعة اليال على غي أسس تكم هذا اليال. فهو لوقت ذا وتفسيها للمور. وف ا

خيال مطلق يتخيل كل شيء ويصدق كل شيء ف بساطة وسهولة ويسر.

وتأخذ البشرية ف النضوج..

لاذا؟

هكذا ركب ف فطرتا. فل تتاج إل مبر آخر!

34)

)

انظر كتاب الدراسات، " فصل النراف والشذوذ " )

)116(منب التوحيد والهاد

Page 117: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ولكن النضوج [أي النمو] يتاج إل غذاء. وإل فإنه يذبل ويذوي ويوت.

والالق الذي خلق النفس ووضع ف فطرتا ذلك النمو، وضع لا كذلك غذاءهاغذاء كله فم الطفل، وال ثدي على مقربة من ها. كما جعل ال " الفطري " على مقربة من

على مقربة من النسان.

ستفيد يرب وي سان أن طرة الن ف ف بة ".. و هو " التجر سي مو النف غذاء النبالتجربة.

وميدان التجربة هو الياة كلها على التساع: ف عال الس وعال النفس وعالالروح. ف الكون الادي والكون العنوي سواء.

شف نار. يك شف ال بة. يك كون تر لادي فت بالكون ا تك سان ي قل " الن " عخواص الادة. يكشف طريقة " التعامل " مع العادن أو النبات أو اليوان.

لادي فتكون تربة من نوع آخر. يكتشف بالكون ا و " نفس " النسان تتك جزه مور ع عن أ قدرته شاعروم له م كون ما تت قدرة كليه جز وال من الع مور. و لى أ ع

وعقائد وأفكار. فيتعبد. ويعتقد. ويتجب أحيانا ويغتر! وياول التغلب على العجز بالزيدمن القدرة، فتنمو ف نفسه وعقله وجسمه طاقات متلفة كانت كامنة من قبل.

ثالث.. بل تارب شت متعددة. يكتشف ناس فتكون تربة من نوع ويتك بال وأنه يطغى على غيه أحيانا فيستخذي هذا)35(أنه يب الناس ويكره الناس [لسباب!]

الغي أو يقاوم الطغيان، وأنه هو كذلك يستخذي لطغيان غيه عليه أحيانا ويقاوم أحيانا.ناس ويستغن عن الناس. ويتخصام ويتصاف. ويارب ويسال. ويتعاون نه يتاج إل ال وأ

وينعزل. فتنشأ من كل ذلك " نظم " وشرائع وعلقات.

مو جارب ين هذه الت بة جديدة، ومن له تر عت ما خطا خطوة وق وهكذا.. كلل شر إ ساذج البا عبي ال من الت يد. ل التعق ساطة إ من الب تدرج قوامه. وي شتد سع وي ويت

35)

)

يقول فرويد إن الب والكره ظاهرة مزدوجة ف الكيان النفسي تدث بل سبب! وقد ناقشنا ذلك)تفصيل ف كتاب الدراسات.

)117(منب التوحيد والهاد

Page 118: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

التعبي الناضج البعيد الغور. وتقوى " عضلت " نفسه وفراملها، ويتلط اليال بالواقع،ويصي أقرب إل " تعقل " المور.

فتزداد البة سوية. مو ال ية الن حد.. ف عمل ها ف وقت وا لمور كل تواكب ا وتصادي ماعي والقت يان الجت مو الك تاج، وين للت وأدوات الن عدد وا سن ال وتتح

والسياسي.. وكذلك تنمو " النفس " ف مموعها وتنضج وتتعمق.

ولكن المور ل تستقيم ف كل حالة.. فقد ينمو جانب من النفس أو جانب منالياة ويتعثر جانب آخر.. فل يدث التواكب الفطري السليم الذي ينبغي أن يكون.

ية ستقيم بق ية ول ت لبة الفكر سية أو ا لبة النف لادي أو ا تاج ا قدم الن يتالبات..

وقد عرف التاريخ ناذج من ذلك كثية..

لالص. ف قدم " الفكري " ا لذروة - ف عصرهم - ف الت غوا ا قد بل لغريق فا الفلسفة والعلوم النظرية. ومع ذلك كانت ف حياتم اختللت جة. أبرزها الختلل ف

الانب الروحي. فالذهن التضخم كان يطغى على نشاط الروح.

شراقات ف إ حي ".. قدم " الرو ف الت لذروة غت ا صرها - بل ف ع ند - وال التصوف وسبحات التعبد، و " الفناء " ف الكل العظم الذي يشمل روح الوجود. ومعلادي. تاج ا عن الن صرفة سلبية الن ها ال جة. أبرز ياتم اختللت ف ح كانت لك ذ

فالنشاط الروحي التضخم يفسد إيابية الياة.

والرومان - ف عصرهم - بلغوا الذروة ف التقدم " الادي ".. ف تطبيقات الدنية العملية، من طرق وجسور وخزانات وحامات وهندسة للري وتنظيمات للحكم وسياسة للسلم والرب.. ومع ذلك كانت ف حياتم اختللت شت. أبرزها الختلل الروحيشا فانقلبوا وحو لرض، تاع ا لى م كالبوا ع لس وت لذائذ ا ف سوا قد انغم قي.. ف والل

يلغون ف الدماء أو أجسادا بل أرواح.

لادي شاط ا حي والن شاط الرو ف الن لذروة غوا ا صرهم - بل ف ع صريون - وال معا. فكانت لم عقائد وعبادات أرقى بكثي ما عرفه زمانم ف شت المم، وفيها نفحة

)118(منب التوحيد والهاد

Page 119: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

من بقايا الديانات السماوية الت وصلت إليهم، وإن كانت مشوهة منحرفة، وكانت لميع.. ومع ذلك كانت ف حياتم اختللت شت. مادي رف تاج مات وإن هندسات وتنظيبارز ف يان [وهو عيب تأليهه، والستنامة من ث للضغط والطغ أبرزها عبادة الفرعون و تاريهم كله] والنوح إل التفكي ف الوت والعال الثان ومن ث الكتفاء من الياة الدنياقد كانت قدم [ف ية والت فع مستوى الياة؛ ل عن عجز عن الدن لذي ل ير لدن ا بالد ا الصناعات الدقيقة الرفيعة كلها تصنع من أجل الفرعون وبتسخيه] ولكن عن قناعة ذليلة

ترتضي لقمة البز والصي الفروش على الرض الرداء.

ف كل هذه الالت ل يتواكب التقدم ف جوانبه الختلفة كما ينبغي أن يكون..

كانت البشرية ف طفولتها.. أو ف طفولتا الختلفة.

ث بلغت سن الرشد ف فترة من حياتا معينة.. على يد السلم.

يكن أن نقول إنا بلغت سن الرشد بدعوتا إل السلم أو باستجابتها إليه، يوميÉوÓمÉ أÝكáمÉلáت« لÝكÔمÓ د¼ينÉكÔمÓ وÉأÝتÓمÉمÓت« عÉلÝيÓكÔمÓ ن¼عÓمÉت¼ي áقوله: " ال سلمي ب عال ال ل ت خاطب ا

نا� " سÓلمÉ د¼ي م« الáأ¼ ÔكÝض¼يت« لÉرÉقا،)36(و شد ح لا الر مل قد اكت كان يوم لك ال في ذ . ف وانطلقت تقيم اللفة الراشدة على ظهر الرض.. فكيف كان ذلك الرشد؟ وما مظاهره

وميزاته؟

هره قل، ول تق تاطب الع لت تا.. ا سالة ذا عة الر ف طبي ظاهر لي شد العق الرلذي لق ا ل ا بذاته - إ تدي - سالك ليه له ال نا ترشده وتوضح بالعجزات السية، وإ خلقت به السماوات والرض وما فيهن. والذي تقوم عليه حياة النسان وتقو�م به أعماله

ف آخرته ودنياه.

حة لي التا شاط العق يادين الن يع م ف ج قل قة الع ف إطلق طا كذلك ظاهر ولت نواميس ا ية "وال قواني الطبيع كون، وبتعرف على " ال يات ال ف ال تدبر آ للنسان.. بلادي بالكون ا تك لرزق، فيح عن ا حث لرض يب ناكب ا ف م شي يانه. وي كم ك تقاته. ويشي ف " التاريخ " فيستنبط أسباب قيام المم وزوالا، ويستفيد با ويستنبط طا

36)

)

].3 سورة الائدة [)

)119(منب التوحيد والهاد

Page 120: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

صادية سية والقت ماته السيا يم تنظي شريع ليق مة الت تدبر حك ستقبله. وي ضره وم خبة لاوالجتماعية على هدى وبصية.

والرشد الروحي ف الهتداء إل ال الق. والتصال به. والستمداد منه. والتعبدشر، أو شر لب بادة ب من ع ها، ضالة كل بادات ال بذ الع ية، ون بإفراده بالعبود يه، صحيح إل ال

عبادة بشر لوثن أو قوة من قوى الكون، أو عبادة بشر لذاته وأهوائه وشهواته..

لادي والضاري، وهضمها قدم ا سائل الت عن و حث ف الب شد " السي " والروتثيلها والضافة إليها حت صارت حضارة السلم مضرب الثل ف التاريخ..

على شول وإحاطة.فتوازنتكيان راشد ناضج تواكبت جوانب النمو فيه

وكانت تلك قمة البشرية..

وانطلقت تلك المة الراشدة تبن مثل للتاريخ.. م«ثÔل ف كل جوانب الياة وكلكل عد ف من ب بل ول من ق له يل لذي ل مث لاطف ا تح ا سان. الف شاط الن مالت الن

التاريخ.. من اليط للمحيط ف نصف قرن من الزمان!

نشر العقيدة الصحيحة ف ربوع الكون العمور على ثبات وقوة وتكن.

ف يع عصورها ف ج ها شرية كل ها الب ستمد من لت ت ية ا ية الباق ثل اللق مة ال إقا شخص الرسول صلى ال عليه وسلم وأصحابه الذين صنعهم على عينه: أب بكر وعمر..ساء مار. وأ صهيب.. وبلل وع سلمان و لد.. و يدة وخا ب عب لي.. وأ مان وع وعثمدار الجيال حت لى لوف ع سيبة.. ومئات وأ سلمة.. وسية ون شة.. وفاطمة وأم وعائ

اللحظة الراهنة رغم جيع التقلبات والحداث!

إقامة الضارات بكل الوسائل التاحة ف الرض.

إنشاء الذهب التجريب الذي قامت عليه بعد ذلك العلوم الديثة كلها، وخطا بهالعلم هذه الطوات البارة ف العصر الديث..

و... ف كل جانب من جوانب الياة..

)120(منب التوحيد والهاد

Page 121: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

شرية.. " كÔنÓت«مÓ خÉيÓرÉ أÔمÌةÅ أÔخÓر¼جÉتÓ ل¼لنÌاس¼ تÉأáم«ر«ونÝ ب¼الáمÉعÓر«وف مة الب لك كانت ق ت.)37(وÉتÉنÓهÉوÓنÝ عÉن¼ الáم«نÓكÝر¼ وÉت«ؤÓم¼ن«ونÝ ب¼الل ه¼ "

ولكن " البشرية " ل تافظ على قمتها!

عادت كن يادين.. ول قدمت " البات " النفسية ف شت ال لم. وت قدم الع قد ت لالختللت إل الظهور!

تنح البشرية بروحها مرة. وعقلها مرة. وجسدها مرة.

تتم بالضارة الادية وتمل حضارة الروح..

تتم بالتقدم العلمي وتمل التوجيه اللقي..

تتم بالياة الدنيا وتمل الخرة..

ف سي يان النف حدر الك لبات.. فين تواكب ا نا، ول ت شرية تواز قد الب وتفمموعه..

وتنشأ من ذلك " حضارة " القرن العشرين!

* * *ها صد من لت نر ظر ا ية الن ل زاو عود إ حث، ن من الب لد هذا ا ل صل إ ي ن ح

.دللة الفطرة "الوضوع كله.. "

ها. حد جوانب ف أ ها طرة يقق من الف جزء مي قدم العل بل إن الت من ق نا قد قل ل وكذلك قلنا عن التطور الجتماعي والقتصادي والسياسي.. وقلنا إن هذا التطور وذاك

ل يرجان عن حدود الفطرة ف ناية الطاف..

37)

)

].110 سورة آل عمران [)

)121(منب التوحيد والهاد

Page 122: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

فماذا نقول هنا عن التطور النفسي؟

إنه نفس الوقف ونفس القضية..

كل ما يدث فهو ف حدود الفطرة..

قابلي، سبق - ذات وجهي مت ما من كل نا - بصورة أوضح طرة ه كن الف ولينشأ من أحدها العتدال، ومن الخر ينشأ النراف!

ما� فـي جيع الالت، كخط نا - ل يصعـد دائ إن الط النفسي - كما رأيالتقدم العلمي..

ولذلك سبب من ذات الفطرة!

بدا� ل ينكص، لن ف فطرة النسان أن يطلب الزيد من التقدم العلمي صاعد أستجيب سي ي من أدوات. إن التح لك ما ي لدوام لى ا ته أن يس�ن ع ف فطر فة. و العر

من طرة هاللف كل جوانب ها ف ف المال. ورغبت ها فة. ورغبت ف العر ها لب رغبت هو ي . فقدرة قوة وال ف ال ها حة ورغبت ف الرا ها ستجيب لرغبت نه ي ما أ مال. ك ل الك لع إ التطحة للنسان [وذلك من الرا يدا� حد جوانبه - مز لبوز. فكل تسي يقق - ولو ف أ وا دافع من دوافع الختراع: تيسي الياة] كما يقق شعورا� بأن النسان قد قدر على عمل جديد، وبذه القدرة يقق ذاته ويبز.. وف اختصار فالفطرة هنا دافعة دفعا� ملحا� دائبا� نو

وليسلذا،التقدم العلمي. ولذا ظل التقدم العلمي يسي ف خط صاعد طوال التاريخ. الكليلي سبب آخر من " خارج " الفطرة، يدعيه التفسي الادي للتاريخ! ولذا الكيان

، الذي يشمل النسان كله، ل لزء واحد منه كما زعم التفسي الادي للتاريخالشامل حي قال إن تاريخ النسان كان دائما تاريخ الاولة لتحقيق كيان " النسان " ول يكن

تاريخ البحث عن أي جانب واحد منفصل ف هذا الكيان!

حد قدما ف جانب وا هو يسي سي ف ماعي والقتصادي والسيا طور الجت ما الت أ منه: هو جانب التعقد والتشابك وإحكام الروابط و " مزجها " بعضها ببعض. ولكنه لية ية والماع ية الطاغ ي الفرد حا� ب سي متأرج هو ي يف "، ف يث " الك من ح قدما سي يمرد كن شرين. ول قرن الع ف ال شيوعية سالية وال لك: الرأ لى ذ لة ع ية.. وأبرز المث الطاغ

)122(منب التوحيد والهاد

Page 123: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ذلك أيضا� إل الفطرة! ففيها اعتدالت وفيها انرافات، وفيها مرونة تتسع لشكال شتظروف.. من الوضاع وال سبها ما ل ينا فظ ية وتل ثور ف النها عددة.. حت ت وضغوط مت وف كل ثورة من ثورات الفطرة يدث انتقال من طور إل طور، ينطلق ف طريقه فترةفات فيبيت ف انتظار انقلب جديد. وهذا - وليس التطور ف أساليب حت تغلبه النراماعي طور الجت سر الت لذي يف هو ا يخ - لادي للتار سي ا عم التف حده كما يز تاج و الن

والقتصادي والسياسي ف حياة البشرية.

وأما التطور النفسي فهو ل يسي على خط واحد على الطلق!

سابقة ل المام، وهي الرحلة ال ها.. إ طور واضحا في هناك مرحلة كان خط التلرحلة الرشد.. والت أدت إل الرشد.

ل مام. إ ل ال مو إ ضح. الن بارز الوا صر ال هو العن لة هذه الرح ف مو كان النحدا� صاعدا ف كل مراحله. كن خطا وا لم ي لك ف شمول. ومع ذ مل وال النضوج والتكا

، والنيار نكسة إل الوراء. ومعن ذلك أنه يدثوانيارهافالتاريخ يثبت قيام حضارات تقدم ونكوص. فل يسي الط على سواء.

لك عن ت قط فع شاره. ول ترت لد السلم وانت لى مو شرية الرشد ع غت الب ث بلبت ل تث كذلك شرية.. و مة وصلتها الب لى ق هذه أع كانت قد له. ف ف تاريها ك مة الق

عليها، بل أخذت ف الندار.

وقد حدثت أنواع من النمو الزئي ف النفس البشرية بعد السلم ول شك، فماعي قد الجت لى التع بدا، وع صاعد أ مي ال قدم العل لى الت غذى ع لت تت لوانب ا ا والقتصادي والسياسي الدائم [التعقد ل التقدم].. ولكن النفس ف مموعها ل تتقدم بعد تلك القمة أبدا بل ل تثبت عليها. وقد مر بنا بيان الندار النفسي التواصل ف " حضارة

" القرن العشرين.

والرجع الخي هنا - كما ف المور الخرى كلها - هو الفطرة!

ففي الفطرة البشرية استعداد للهبوط يقابل الستعداد للرتفاع. كلها فطري. وكلها أصيل. ليس أحدها ملوبا من خارج النفس ول مفروضا� عليها من خارجها " وÉنÉفáسÅ وÉمÉا سÉوÌاهÉا، فÝأÝلáهÉمÉهÉا فÔج«ورÉهÉا وÉتÉقáوÉاهÉا، قÝدÓ أÝفáلÝحÉ مÉنÓ زÉك اهÉا، وÉقÝدÓ خÉابÉ مÉنÓ دÉسÌاهÉا "

)123(منب التوحيد والهاد

Page 124: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ن«وا)38( Éآم Éل ذ¼ين نÉاه« أÝسÓفÝلÝ سÉاف¼ل¼يÉ، إ¼ل ا ا ÓدÉدÉر ÌمÔث ،Åو¼يáق Éن¼ تÉسÓحÝف¼ي أ ÝانÉسÓأ¼نáا الÉن áقÝلÉخ ÓدÝق Ýل " .)40(] )39(وÉعÉم¼لÔوا الصÌال¼حÉات¼ "

والنفس - ف حالتيها - داخل حدود ال كما خلقها ال..

والتوجيه هو الذي يدفع النفس إل فطرة الرتفاع أو فطرة البوط.

ظام كان الن فاع، و نو الرت توجيه مة ال هو ق سلمي توجيه ال كان ال قد ول السلمي هو قمة النظمة الت تسمح بتحقيق ثرة تلك التوجيه، فارتفعت النفس البشريةسلمي، توجيه ال بل لل لدرك القا هو ا شرين قرن الع ف ال ب توجيه الغر ها. وال ل قمت إ والنظمة الغربية تكمل هذا التوجيه وتققه ف عال الواقع! فهبطت به النفس البشرية إل

دركها السفل، الذي ل يبدو أن هناك مزيدا عليه.

ية لمور.. الل ية ف الكم على ا هة الزئ سان. التفا مة الن ية بكرا الضحالة الزرلت تعيش ف حدود ضة ا ية الري لروح.. الواقع جوانب ا لق لت تغ قة ا ية الغل طة.. الاد الاب

اللحظة.. السية الت تيل الشاعر لذة جسد مصورة.

ولكن النفس البشرية قابلة للصعود مرة أخرى حي يهتف لا هاتف الصعود..

قابلتي - شعبتيها الت طرة - ب كون الف ف حدود الفطرة.. وت كون ها ت وف حالتيثابتة رغم تغي الشكال!!

* * *والن نقترب حثيثا� من الديث عن " التغي " الخلقي.. ول نقول " التطور "!

38)

)

].10 - 7 سورة الشمس [)39)

)

].6 - 3 سورة التي [)40)

)

انظر كتاب " دراسات ف النفس النسانية ".)

)124(منب التوحيد والهاد

Page 125: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

بع التغي ف تت شقة ند م طور النفسي، ل سة الت من درا نا تبي ل ما هدى لى عها ف أجلى معاني جة شرية الزدو طرة الب نا الف بدى ل نا تت شرية. فه يخ الب ف تار لخلقي ا

وأوضح مظاهرها.

فلئن كان الط العلمي صاعدا� أبدا� ل ينكص.. ولئن كان " التعقد " الجتماعيطور ته] ولئن كلن الت يدان ذا هذا ال قدم ف بدا� [دون الت والقتصادي والسياسي صاعدا� أبا النفسي أقل استقامة وأكثر تقلبا.. فالانب الخلقي من الياة البشرية هو أكثرها تقل

على الطلق، وأقلها استقامة على " خط " معي ف أي مرحلة من مراحل التاريخ.

إنا بادئ ذي بدء مسألة تبز فيها الفردية على الرغم من تأثرها باليط الماعيقي. فلئن لانب الل ف ا كون ما ي قدر ضحا� ب فردي وا كون التخصص ال شامل، ول ي ال كان التقدم العلمي والتطور الجتماعي تكمهما الظروف الماعية بشكل واضح، وكانفردي، ها الانب ال التطور النفسي مزيا� من الفردية والماعية.. فالسألة اللقية يبز في وإن يكن اليط الماعي الذي يعيش فيه الفرد هو الذي يساعد أو يعوق النمو اللقي ف

الفراد على تفاوت ف التأثي يرجع إل طبائع الفراد ومدى صلبتها.

لدوام صورة لى ا نا أخذت ع بدا ف التاريخ.. إ خذ خطا مستقيما أ ل تت نا ث إدورات صاعدة هابطة.

يهتف للبشرية هاتف بالصعود: نب مرسل أو زعيم مصلح أو قائد.. فتتجه - ف مموعها - إل الصعود فترة من الوقت، ويبقى حثالة من الناس ف أسفل القاع، مذمومي مدحورين. لن الوجة صاعدة. ث يتعب الناس من الصعود، أو من الستقامة على القمة! فيبدأون دورة البوط.. وهنا تنتفش الثالة الوجودة ف أسفل القاع، وتس أن " الضغط " عليها قد خف، فتأخذ ف النشاط، ويكون نشاطها ف مبدأ المر مدودا، ومنظورا إليه باستنكار. وتبط الوجة أكثر، ويف الضغط على الثالة الواطية، فتزداد انتفاشا� ونشاطايف.. هق عن ضغط مر تت كن ي، ول ناس مرتفع من ال لة قى ق يادة! وتب هي الق سلم وتتشرية حت فس الب قرارة الفساد ف الن شتد الوجة ف هبوطها حت تطغى.. ويصطدم ب وت تجها " الفطرة ".. حت الفطرة الريضة.. فتبدأ تلفظها لنا تاوزت آخر مداها. وعندئذ

تأخذ الوجة ف الصعود مرة أخرى على يد نب مريسل أو زعيم مصلح أو قائد..

وذلك تاريخ البشرية!

)125(منب التوحيد والهاد

Page 126: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ولئن كان التطور الجتماعي والقتصادي والسياسي ألصق شيء بالتطور الادي،نه [كما حدث ف السلم]، تدخل م هو مستقل عنه، ويكن أن يوجد بل ومع ذلك ففالتغي الخلقي لادي، وأكثر استقلل عنه، بالتطور ا قل لصوقا وكان التطور النفسي أ

هو آخر شيء يكن أن يرتبط بالتطور الادي!

والقصة الطويلة - جدا - الت يرويها التفسي الادي للتاريخ، ف ارتباط الخلقبتطور أساليب النتاج.. قد كذبتها شهادة التاريخ!

ول نتاج أن نعود إليها! فقد تبي لنا من شهادة التاريخ أن وضعي متشابي إليدوي، مل ال ي الع ما ب ما صل بينه عام.. وف فا ما أل صل بينه قد ف شة، يثي الده حد

واستخدام الطاقة الذرية ف الصناعة والزراعة والطب و.. التدمي!

إذن.. فالعلقة بي الخلق ووسائل النتاج هي أضعف العلقات على الطلق.

لادي للتاريخ بشأن " تطور " ولسنا نقول - مع ذلك - إن تفسيات التفسي ا الخلق ف القرني الخيين كلها بعيدة عن الواقع! إنا نقول فقط إنا تفسيات مضللة

لنا تأخذ ف حسابا الظهر الارجي ول تنفذ إل الباطن.. إل " الفطرة ".

ية مع الداروين صناعي، و مع النقلب ال حدثت لت ية ا يات الخلق كل التغ إن يخ، لادي للتار سي ا ي التف يق ب فرق الطر نا م ية! وه كن حتم ل ت هودي، توجيه الي وال

والتفسي النسان للنسان!

ست فترة، ولي لك ال ف ت قي يار الل شأت الن لت أن هي ا ية با الل ظروف أورالطبيعة البشرية.

" فالتطور " - بعن نو الياة وتددها - كان عنصرا� دائما ف حياة السلمي..لت سدوا واخت نا ف سهم. إ ف نفو لل شاع ال هم ول أ سد أخلق سدهم. ل أف لم يف ف

نفوسهم حي تغيت ف حياتم دوافع النمو والتجدد، وجنحوا إل المود والتحجر.

لم سلمي.. ف مع ال نات الت من مكو جزءا� كانت حدود - ف صناعة - واللدنيا ويتكالبون على يتركون الخرة لساب ا تفسدهم. ل تفسد أخلقهم ول جعلتهم

)126(منب التوحيد والهاد

Page 127: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

من لوان ف أ سهم صروا أنف صناعي وح شاطهم ال قل ن ي سدوا ح نا ف لرض. إ تاع ا مالنتاج ضئيلة الفائدة.

وترير الرأة - نفسيا� وإنسانيا� - كان جزءا� أصيل من العقيدة السلمية ذاتا التيره لت أداة تر عال، وجع ل ت ي ا ية لغ كل عبود من شقيه - له - ب سان ك حررت النلرض، قوى ا من قوة كل عدها صغر ب لت يست ل، ا مع ا شرة ته البا هي علق كبى الثة لول للبع ظة ا نذ اللح ل. وم بدى ا ية هي مهتد كون لا إل أن ت ضوع فض ال ويرلرأة وضعها النسان والقتصادي والجتماعي، فاتصلت بربا مباشرة، المدية أخذت الزواج [وطلب الطلق أيضا�] وصارت تادل وصار لا حق اللك والتصرف والطبة وا عن حقوقها [" قÝدÓ سÉم¼عÉ الل ه« قÝوÓلÝ ال ت¼ي ت«جÉاد¼لÔكÉ ف¼ي زÉوÓج¼هÉا وÉتÉشÓتÉك¼ي إ¼لÝى الل ه¼ وÉالل ه« يÉسÓمÉع

[" äص¼يÉب äم¼يعÉس Éه ن  الل  مÉا إ¼ ÔكÉاو«رÉحÉها)41(ت ثبيت حق لرأة وت صاف ا لوحي بإن نزل ا ث النسان ف الياة.. ومع ذلك فهذا التحرر ل يفسد السلمي. وإنا فسدوا يوم طغوا علىقذارة تأخر و لة، وب ل ظا ي ا ية لغ ها بعبود حرر وغلفو نا الت قوا كيا لرأة فخن يان ا ك

وانطاط..

ومن ث فكل " العوامل " الت ينسب إليها هواة التفسي الادي للتاريخ " تطور! " الفاهيم اللقية ف القرني الخيين كانت - ف صورة ما - موجودة ف التمع السلمي

فلم تفسده، بل كانت دعامة من دعائم الخلق فيه.

توجيه ستمتع لل شدة ل ت ها. را من دين هدى لى نة. ع مة مؤم ناك أ كانت ه نا إبل تاسكت وصعدت مل الزعومة، لاكر البيث. ولذلك ل تفسد بذه العوا اليهودي ا

على استواء.

ولو حدث " النقلب " الصناعي ف أمة مسلمة مؤمنة مهتدية، فقد كان حريانا لق فتيا ها ويط يل أخلق قدها و فرط ع سكها، ل أن ي يد تا مة ويز قو�م أخلق ال أن يطرة ته مكوم بف يوان ذا ما ال نون، بين سعار ال من ال شبع شاردة ل ت هائم ال تا كالب وفتيا

مضبوطة ل تنحرف عن خطها القدي:

إنا " حضارة " الغرب اللحدة الكافرة هي السئولة عن التحول الابط، وليستوسائل النتاج ول حتمية التاريخ!

41)

)

].1 سورة الادلة [)

)127(منب التوحيد والهاد

Page 128: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وعلى أي حال فكل جدالÅ زائفä بعد شهادة التاريخ!

* * *ونريد أن نلص من الوضوع إل غايته..

لقد رأينا أن هناك أربعة أنواع متلفة من التطور:

ـر] طور [أو التغي سي - الت طور النف ماعي - الت طور الجت لادي - الت طور ا التالخلقي.

شيء طرة نا أن الف طرة. كما رأي ل الف طاف إ ية ال ف نا عا ها جي نا أن مرد ورأيثابت رغم تعدد الشكال وتطورها على الدوام.

وهنا شبهة ينبغي أن نزيلها بقوة.

مة سابنا قي من ح غي نا نل قط أن ن تة ل يع طرة ثاب بأن الف كرر اللح� نا ال إن قولالتطور.

إننا إن ألغينا قيمة التطور فإننا نلغي حقيقة النسان! فالنسان ملوق ليتطور على الدوام. والتطور أبرز ما ف فطرته، وأشد ما ييزها عن فطرة اليوان! وعن كل فطرة ثابتة

الكيان.

كل ما ف المر أننا نرد التطور الدائم إل الفطرة الثابتة الوهر. ونرى - ف ذاتقة واحدة شاملة قتي متجاورتي، أو حقي ثابت والصورة التغية حقي اللحظة - الوهر ال

تفسر كل نشاط النسان.

ث نكم على النسان - ف تطوره - بالقياس الثابت الذي تقدمه الفطرة!

وهذه السبة الرياضية العقدة ف ظاهرها - أو التناقضة - بسيطة جدا� حي نثللا ف كل من النواع الربعة السالفة من التطور.

)128(منب التوحيد والهاد

Page 129: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

فمقياس الفطرة الثابت بالنسبة للتقدم العلمي أنه يسي ف خط صاعد أبدا. وبذاظري قدمه الن لم ف ت تائج الع خذ بن سان يأ كل إن سان. ف ثابت - ناسب الن ياس - ال الق

سائر ف الطريق الصحيح. وكل إنسان يرفض - لي سبب - فهو سليم الفطرةوالعملي ف حاجة إل علج.فهو منحرف الفطرةالستفادة من ذلك التقدم

نه سي أ صادي والسيا ماعي والقت قدم الجت سبة للت ثابت بالن طرة ال ياس الف ومق أن يعمل على التوازن بي متلف طاقاتوالفروض فيهينحو دائما نو التشابك والتعقد،

هم ضج نظم توازن، فتن هذا ال ل صلون إ ناس ي من ال يل كل ج ها. ف شرية ونوازع البسية صادية والسيا ية والقت توازنالجتماع لى قةع ي الطا مع، وب فرد والت ي ال توازن ب :

الادية والطاقة العنوية، وبي السلبية واليابية... ال... ال فهو جيل سليم الفطرة سائرماعي والقتصادي والسياسي، أوف الطريق الصحيح. وكل جيل يرفض النضوج الجت

فهو جيل متخلف أو منحرف. ف حاجة إل علج.ينحرف عن التوازن

النضوج والتكاملومقياس الفطرة الثابت ف التطور النفسي هو النمو الدائم نو فكل فرد أو جيل يتجه نو هذا اللون من النمو فهو سليم الفطرةوالشمول والتوازن.

سائر ف الطريق الصحيح. وكل فرد أو جيل يثبت على درجة معينة من النمو - متخلفة - أو يتقدم ببعض جوانب نفسه ويتأخر ببعض، أو يفقد توازنه، فهو منحرف الفطرة فلى شرية ع ها الب صلت إلي لت و مة ا هو الق سوس ضح ال ياس الوا ل علج [والق جة إ حا هدى السلم مع إضافة ما يد بطبيعة الال من تقدم علمي وتقدم ف أشكال التمع،يه طبيعة السلم، فمن اته نو هديها فهو سائر ف الطريق الصحيح، مر تدعو إل وهو أ

ومن انرف عنها فهو منحرف معتل].

وهو مقياسأن يكون النسان إنسانا!ومقياس الفطرة الثابت ف الانب اللقي جتي ل، متز من روح ا خة لرض ونف ي ا من ط ضة سان قب طرة! فالن من الف ستمد مله نزعاته لروح. فع السد وأشواق ا له دوافعه وأشواقه. دوا مترابطتي ف كيان موحد. الفطرية من طعام وشراب وملبس ومسكن، وجنس وتلك، وصراع وبروز.. وله " قيم "عال ف يدث ما تا ك ف ذا هدفا هي كون هدفا، ول ت ية و مال غا يع الع عل لم ت اليوان. وهدفا واعيا مدركا با يتناسب مع طبيعة النسان.. ث إنه له إل جانب الدوافعها، من منبت ها ها أو تقتل ها دون أن تكبت ية وتنظف قة الفطر صرفات الطا ضبط من ضوابط ت وهذه الضوابط فطرية كالدوافع سواء بسواء. يستخدمها النسان السوي استخداما فطريا غي مفروض من الارج [وإن كانت تنمية الضوابط ف حاجة إل عون خارجي بالتربية،

)129(منب التوحيد والهاد

Page 130: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

كالقدرة على النطق والقدرة على الشي، فطريتان كامنتان ف السم. ولكنهما تتاجانطرة هذه الف ف لواقعي]. و جود ا ل الو نة إ لة الكام من الا لارجي لتنتقل عون ا ل ال إتدركه با يان ية. ال سية والعنو كره. ال لب وال جاء.. ا لوف والر لة: ا طوط متقاب خية حرر. الفرد لتزام والت ية. ال سلبية والياب يال. ال قع وال بالغيب. الوا يان لواس وال اها أن تعدد جوانب النسان وتوازن نشاطه.. ث إن ف والماعية.. وهذه الطوط مهمتبديه تدي نوره وت من بس به وتق صل فه وتت ها، فتعر ل خالق تدي إ طرة أن ت صميم الف

فمن سار عليها فهو)42(وتتعبد له وحده.. ومن هذه القاعدة تنبثق كل مبادئ الخلق سليم الفطرة سائر ف الطريق الصحيح. ومن انقلب عليها فهو منحرف هابط مرتكس إل

مستوى اليوان!

* * * وف الدللةالدللت.وهواة التفسي الادي للتاريخ يادلون أشد الدال ف هذه

اللقية خاصة. يادلون ف أن ما حدث ف القرن التاسع عشر والقرن العشرين هو انرافعن الفطرة. ويقولون إنه تطور، وإنه صاعد، وإنه سليم!

ولقد سعنا من قبل شهادة التاريخ لتزييف قصة التطور، فأثبتت لنا هذه الشهادة أن ما حدث ف العصر الديث ل يكن " تطورا " فريدا ف بابه، ناجا عن الظروف الاديةمن بل ألفي من ق مان لغريق والرو ياة ا شبيه فـي ح له كان نا بذا العصر، إ صة الا

السني!

هو هل عوم.. طور " الز لذا " الت سبة طرة بالن لة الف من دل كد كي نتأ لن.. ل اطرة مع ف سي صال ي طور ضة، أن ت ية الري ل اليوان كاس إ طرة وارت عن الف نراف ا

النسان..

سائل ياس ال ف ق ها جع إلي لطلق ير لى ا طرة ع جود ف من و كد كي نتأ بل.. ليان ف ك نة تة مكي عد ثاب عن قوا مرة، كل ف عم، قول ل، ون تة ت طرة ثاب ية.. ف اللق

النسان..

42)

)

انظر بالتفصيل كتاب الدراسات.)

)130(منب التوحيد والهاد

Page 131: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لكي نتأكد.. فلنستمع إل شهادة القرن العشرين!

)131(منب التوحيد والهاد

Page 132: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

شهادة القرن العشرينما يسمى " تطورا " خلقيا ف بت أن بل لشهادة التاريخ. لنث ستمعنا من ق كما ا القرن العشرين، ناشئا من " التقدم " العلمي والصناعي والجتماعي.. ال ليس شيئا� فريداته، لنرى ف التاريخ، وإنا كان له شبيه من قبل.. نستمع الن لشهادة القرن العشرين ذا

هل هو " تطور " أم انراف!

إن الدفعة الت نفخ فيها ماركس وفرويد ودركاي، وغيهم من يذون حذوهم،عد من قوا سلخ لدين، وين طار ا من إ لت نه حي ينف شرية أ من الب هذا اليل قد أفهمت الخلق - ف مسائل النس على الصوص - ويأب التقيد بشيء على الطلق ما كان

ف الاضي.. حي يصنع ذلك فهو " يتطور ". أي يرتقي ويتقدم إل المام..

وفهم هذا اليل من البشرية أنه " مطالب " بتحطيم ذلك كله: الدين والخلقنا " من جذورها. وأ ها عا ويقتلع ها جي يأت علي قدم حت قي ويت لن يرت نه يد.. وأ والتقال معركة مقدسة " يوضها هذا اليل ضد الرجعية والمود والتأخر.. ضد الهل والرافة

والسطورة.. ضد " القيد " الذي يعوق النطلق.

وكانت الشياطي تنفخ ف روح اليل من جوانب متعددة ف آن واحد.. أو إنشئت قل تنفخ فيها من كل جانب.

كي ل غي أن يطم ل لدين كبت.. ينب قول إن ا فس ي لم الن ف ع حدث لذي يت فايؤذي الكيان النفسي للفرد!

مع " ل مت تاج إ صناعي ي صاد ال قول إن القت صاد ي ف القت حدث لذي يت والرأة لهمة ها كذلك احتجاز ا مع الزراعي، ومن بين متحرر " من القيود الوروثة من الت

المومة! إذ ينبغي - ف التمع الصناعي - أن ترج الرأة تعمل!

لت كانت لك السذاجة ا لذي يتحدث ف الجتماع ينظر بعي السخرية إل ت وا تيل للناس أن الدين فطرة! وأنه شيء منل من السماء! أل يعلم الناس أن البشر هم الذين ابتدعوا الدين أيام جهالتهم وسذاجتهم؟! انظروا إل التمعات التأخرة الت ما تزال تعيش

)132(منب التوحيد والهاد

Page 133: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

سذاجة هل وال ف ال ناك. لدين ه بذرة ا ستجدون ستراليا.. و يا وأ ف أفريق لحراش ف ا والرافة والسطورة.. ث انظروا إل التقدم الضاري ف القرن العشرين! أما تستحون من

أن يكون ف ضمائركم ووجداناتكم بقية ما ورثتموه عن سكان الغابات والحراش؟!

يذكر نه كذلك! إ لدين سى ا تة، ل ين لوم البح لوم.. الع عن الع حدث لذي يت وا الناس بيوم كان الناس متديني فكانوا لهالتهم الشديدة ينسبون ما يدث ف الكون كله إل ال! يا لهالتهم! ل يكونوا يعرفون القواني الطبيعية الت تكم الكون.. أما " نن "

العلماء ف القرن العشرين..

والذي يتحدث ف الفن.. يزري بتلك اليام الت كان التحدث عن النس فيها يعتب " عيبا " تأباه الخلق! تبا� لكم أيها التأخرون! كم كنتم تجبون من ألوان المال المتع البهيد الخاذ! انظروا إلينا نن التحررين! اليوم نن نعل النس فنا قائما بذاته.. لظة النس " كون " كامل.. تعالوا نتتبعه من جيع أقطاره.. تعالوا نصفه داخل النفوس وف واقع الياة.. تعالوا نكشف متعه ومباهجه.. تعالوا نعر× الناس ذكورا وإناثا ونطلقهم

ينشطون نشاط النس.. ونسك الكاميا للتسجيل.

أما الذي يتحدث ف " التطور ".. فهو يدخل اليدان من كل باب. من أي باب.لدين " ظاهرة " تاريية! تر با البشرية ف دورها الطبيعي وتبأ منها يتحدث ليقول إن اها تتحصن ضدها، تبأ من ها إذ لت تصيب الطفل مثل!!] ولكن بضي اليام! [كالصبة ا فل تعود إليها بعد ذلك أبدا! " فالصل " الضاد للدين هو العلم. هو العرفة. وهو اليومف سينما. ف ال سة. ف الدر كان. كل م ف شيطان (!) - عون ال ل - ب عون ا سر ب متي الذاعة. ف التليفزيون. ف الصحافة. ف الدب. ف الفن. ف كل مكان يد النسان الصل

الواقي من الدين!

ية لدين والرجع ما ا ناص! إ نه ل م شرية أ من الب هذا اليل وهكذا دخل ف ورع شاط حرر والن ما النطلق والت فة.. وإ ماعي والرا صادي والجت لف القت تأخر والتخ واللذي من ذا ا ين!.. ف ماعي.. بل د صادي والجت مي والقت قدم العل فة والت كة والعر والر

يرمي بنفسه إذن ف هاوية الظلمات وهو يرى مرتقى النور؟!

كل!

)133(منب التوحيد والهاد

Page 134: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

فمن شاء له مزاجه النحرف أن يتدين.. فل بأس! نن ف عصر " الرية ". ومن الرية أن نترك كل صاحب مزاج لزاجه. ولو كان منحرفا! نعم. فهذه هي الرية. فمنضد مع صي الت من ت بد كن ل شيء. ول له؟ ل صنع سانا أن ن ما ع تدين ف شاء أن يمات " قدم " تنطي تاك. ن باء الف ل الو من الرجعة إ لواقي قدم الصل ا كة.. ن الرثومة الفاتشار. " شية النت ي م ية غ حالت فرد ها ستحيلة، وتترك عة م هذه الرج عل ية ت عملقدة نة.. ع قدة اللعي هذه الع طم بذاته - أن ي يل - سع كف طاق وا لى ن فالختلط " ع الدين. ف لظة الختلط.. وسط الغريات، والنفاس الارة والشواظ التلمظ.. والسد ملصق للجسد وتواق إليه.. ف اللوة والزحة سواء.. ف تلك اللحظة من ذا الذي يذكرلذي يرتكب هذه الماقة؟! نه؟! يذكره ليحرمه من تلك التعة الباحة؟ وي! ومن ذا ا ديمن لدين ها ا نا في ساعة ل يرم لوة. ساعة ال لدين ل خل ا خرى.. ظة أ لدين للح خل¿ اهذه ف حت شباب فوس ال شياطي ن لك تلحق ال مع ذ سة! و تاع.. مثل للحظة الكني ال اللوة الروحية ف داخل الكنيسة، فما يكاد " الب " ينتهي من " الوعظة " ف الكنيسةيدير سة! و ية بالل تة الغر صابيح الاف ضيء ال كبى وي لنوار ال فئ ا حت يط ية، المريك اسطوانات الرقص للشباب والفتيات.. بنفسه.. ليتطور! هل يصح أن يبقى الدين ف عزلة

عن التمع؟!!

الختلط على نطاق واسع.. هو صمام المن ضد الدين. إنه يأكل هذه الرثومةيم ( ية الراث تل مضادات اليو ها فAnti - Bioticsأكل كما تق من مكمن نه يزيها !).. إ

أعماق النفس، بأن يضع إل جوارها متعة الشهوة العارمة التجددة النشيطة.. أنشط ما فكيان النسان حي يطلق لا العنان!

فليكن الختلط على نطاق واسع إذن هو " شعار " التمع " التطور "..

وليكن السؤال هكذا ف كل مكان ف الرض: متمع متلط؟ أم رجعي؟!

لذي في التهمة الشائنة عن النفس. من ذا ا عة الال هو ن ويكون رد الفعل بطبييرضى لنفسه التهمة وسوء السمعة وسوء الال؟

لط مدى يت لي هو الختلط! عة ف الام ية " لروح الامع ن " ا كن مع وليلدا من هؤلء وتلس معه على قي و نت أن تنت ستطيع الب بة؟ لي مدى ت بات والطل الطال حشائش الامعة أو ف " البوفيه ".. فترة ريثما تنتهي الدروس ويرجان.. ويذهبان.. أين

يذهبان..؟!

)134(منب التوحيد والهاد

Page 135: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

كون سة ".. لي لدواوين " سيا تاجر وا صانع وال ف ال لرأة يف ا كن توظ ولي الختلط طابعا " رسيا " للمجتمع.. وتكون نتائجه " التمية " هي القضاء على الرثومة

البيثة اللعونة.. ملعونة لنا بعد أن تبدو أنا قتلت قتل كامل.. تعود!

وليكن الدب والفن والذاعة والسينما والتليفزيون والصحافة.. بكل ما تلك من قوة " الدعوة " ومغريات العرض والتشويق، أداة ف يد تلك السياسة، توجهها حيث يراد

لا التوجيه.

كره " الستمتاع "؟! هل ت ها " الرجل " حرر.. أي عة. الت الختلط. البهجة. التية.. " فة ومغر لمر لطي قة ا ف حقي نك تك "؟.. إ بت " ذا تبي أن تث لرأة " أل ها " ا أيتسك ف ملب تأنقت لو نك ي أ هل تعلم ب.. سحرك. جر ي نك ل ترب بة " ولك جذا وتزينت فإن هذا الرجل سيلتفت إليك.. سيعجب بك. سيتجه إليك بعواطفه. سيحبك.قل ل ن لخر.. رضي؟ أ مع ا مد.. رجعي.. متحجر.. جرب يرض؟ جا قد يتزوجك. ل لك! لقد نحت ف إثبات ذاتك.. يا له من انتصار.. الن قد نزلت اليدان.. فل تنكصي

على عقبيك!

يا بيوت الزياء.. يا مصانع الزينة.. يا بيوت " المال ".. إياك أن تكفي لظة لكي ل " يبد " الشواظ النطلق السعور.. ل تكفي عن إزجاء الغريات. يا سلم. فستانشوف صدر الك لغراء؟ ال هذا ا مام سك أ من يتما غراء.. نة. إ جال. فت قول الر نن ع ينة ف الصوت ية ف الشية.. الر نة.. الرقصة والثن ساق العريا نة؟ ال الغري. من يصمد للفت

الناعم.

لك؟ يك وما ما لب تك ".. يق ذا عن " تق بوك ياك أن يجزك أ نت.. إ ها الب أيتمن نك له إن عارضك: إ قول بالتحرر. ية. تسكي يده البال ثوري. إرمي ف وجهه تقال

جيل رجعي. أنا من جيل " متطور ".

أيها الولد. تريد أن تتدين؟! يا منون! ترم نفسك؟! عش واستمتع! هيا أقدم!تنظر لك! خذها! حقق ذاتك!

* * *

)135(منب التوحيد والهاد

Page 136: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

سمى لذي ل ي قي، ا لل الل لك التح حول ذ حرر " كرة " الت لورت ف كذا تب وه بطبيعة الال تلل لكي ل يفسد مفعوله. وإنا يسمى " تطورا " ليظل مفعوله قائما على

الدوام.

التطور.. معناه النفلت من قيود الدين وقيود الخلق. وقيود التقاليد. وقيود "النسان "!

فإذا قام منون ياول وقف التيار الارف من النفلت والتحلل تصايت حوله الصوات، ألوف الصوات ومليي الصوات، تزأ به وتسخر، وتصمه بكل تمة شنيعة

لكي يكف.. لكي ل يفسد الفعول!

رجعي. متأخر. جامد. متحجر. جاهل. متهوس. منون. يريد أن يرجع عقاربالساعة إل الوراء. يريد أن يوقف عجلة التطور.

العجلة ستدوسه.

ستدوسه " حتمية " التطور!

فهو ليس تطورا فقط. وإنا هو كذلك حتمي! فلقد يشى أن يقوم فعل جاعة من " الاني " ياولون رد البشرية إل صوابا، وتذكيها " بإنسانيتها " الشاردة الفقودة،شر يد ن لرض، تع لى ا كان ع ف أي م عة هذه الما ثل يام م من ق ياط من الحت بد فل

الرثومة البيثة اللعونة، الت تبدو أنا قتلت قتل كامل. ث تعود!

فإذا كان الختلط على نطاق واسع هو الصل الواقي من الدين ف نطاق الواقعنا كر ". ومن ه طاق " الف ف ن يه من الرجعة إل لواقي هي الصل ا ية " لي.. " فالتم العم نكون احتطنا للمر من كل جوانبه ف عال الفكر وعال الواقع سواء. ومن قام بعد ذلك يقف ف طريق " التمية التاريية " و " حتمية التطور "، فل يلومن إل نفسه. يذهب مزقا

ف الفاق.

* * *

)136(منب التوحيد والهاد

Page 137: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

قوة " بدت فعل ذات شيء.. و كل ها ف طريق سح ية تكت ومضت الوجة العاتحتمية " مروعة.. ل يقف ف سبيلها شيء..

ونبت جيل ف أوربا وأمريكا متحلل من كل قيد.. حقيقة.. ل يربطه رابط منكل له: أمسك. قول لطلق ي لى ا شيء ع سألة النس. ل ف م يد ين أو تقل خلق أو د

شيء يقول له: أقدم.

سي له النطلق الن يئ يارات ت كل الت مات " و كل " التنظي هات و كل التوجيوتزينه له وتدفعه إليه.

وصار أمرا� طبيعيا� جدا�، وهينا� جدا�، ومعروفا جدا� أن تتخذ كل فتاة " صديقا " (Boy Friend) " وكل فت " صديقة (Girl Friendيقضيان معا� " ضرورة " النس بصورة (

من الصور تبلغ حد العلقة الكاملة بل حواجز إن شاء وإن شاءت.. وحبوب منع الملتيسر الطريق.

و " استمتعت " أوربا وأمريكا بنتائج " الختلط " كاملة.. حت الثمالة.

وبدا للناس هناك أن هذا هو المر " الطبيعي " الذي ل يستنكر. ل¼مÉ يستنكر؟

ما الانع؟ هل هناك مانع " حقيقي " ينع من هذا السلوك؟

لدين عن وقف " التطور ". فة القدية الذميمة؟ لقد " عجز " ا لدين؟ تلك الرا ا عجز عن الوقوف ف وجه " التمية " التاريية. فكيف نلتفت إل هذا العاجز الذي يتنق

صوته بي الصوات؟

الخلق؟ قيم وضعتها أجيال عابرة. قد ذهبت. لن ترجع. أن�ى للماضي أن يكم الاضر؟ أن للموتى أن يكموا الحياء؟ ألسنا نن الحياء؟ هل هي حياتنا نن أم حياة أولئك الذين ماتوا وانتهت مهمتهم ف حياة البشرية؟ لقد كانوا يتحدثون بظروف أيامهم.

ونن نتحدث بظروف أيامنا. بالذرة. بالصاروخ.

)137(منب التوحيد والهاد

Page 138: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ماذا؟ ما الانع؟ أي شيء يضينا؟ التمع يزداد " تقدما " كل يوم. الختراعاتحة سائل الرا يد. و تاج يز بل. الن من ق حم ل يقت قا� يوم أف كل حم لم يقت ستمرة. الع م

والتيسي متوالية تترى.

)43(" النسان يصنع نفسه "

ل حرج. ول قيد. ول رجعة.

الياة تارب. وتلك تربة القرن العشرين. أروع تربة ف تاريخ البشرية. تربة يقوم با " النسان " بعيدا� عن وصاية " ال ". لقد شب عن الطوق. ما حاجته اليوم إل ال أو الدين؟ إنه هو الله الديد، يصنع دينه بنفسه بعيدا� عن إياءات الدين الوروث..

)44(دين القرون الوسطى ف عصر الظلمات

ول يفكر أحد ف أثناء الدفعة السعورة الت تنفخ فيها الشياطي، أن هناك " فطرة" للنسان تتأذى من هذا النراف النون..

" فطرة "...؟!

هل بعد هذا العلم كله، والتقدم كله، والنطلق كله، والتحرر كله.. ييء منيدثنا عن الفطرة؟

فطرة ماذا؟!

سمى ثابت ي يان ناك ك يس ه نه ل لم أ ل تع يخ؟ أ لادي للتار سي ا قرأ التف ل ت أظروف ية. و ية.. والاد صادية والجتماع فه القت صيلة ظرو هو ح سان سان؟ وأن الن الن اليوم غي ظروف المس. فحصيلتها متلفة. ومؤدى هذا الختلف أن تارب الاضي ل

43)

)

( " Man Makes Himself " شايلد يدعى " جوردن ت كي نوان كتاب لؤلف أمري V. Gordon " عChilde

44)

)

: ولقدMan in the Modern World يقول جوليان هكسلي ف كتابه ( النسان ف العال الديث ) )قة لمور بطري سي ا هوم ي ي مف قدس غ كائن م لى بء ع قي الع سابقة يل صور ال ف الع سان كان النيام لك ق ن ذ كون. ومع قائق ال ته ب يادة معرف ظرا لز لك ن عل ذ يه أل يف جب عل لن في ما ا ضة. أ غام

من الترجة العربية ) 224النسان بالتبعات الت كان من قبل يلقيها على الله ( ص

)138(منب التوحيد والهاد

Page 139: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

تقيد إنسان القرن العشرين، ول يكم با على نشاطه وأعماله. إنا يستمد الكم الديدمن الوضع الديد..!

الفطرة..؟!

لت تأخر - هي ا فظ الرجعي ال هذا الل ستخدم تا - إن شئت أن ت بل الفطرة ذاهذا لخلق؟ ها با ما دخل تة. ية " ب ية " بيولوج فالنس عمل هذا النطلق. ل تدفع إ منطق الفطرة! هل الكلب وأنثاه، يعرفان ف لظة النس شيئا� اسه الخلق؟ وماذا يزيد

النسان عن الكلب؟ أوهام صنعتها الديان!!

لى طرة ع لى الف يش ع نن نع طرة. يك الف شئت فهات طرة. أو إن طرة.. ل ف الفالدوافع الفطرية. بل كبت أو ضغط أو حرمان!

ومضت الوجة العاتية إلـى قمتها.. ل يضبطها شيء أو يسكها عـن تطيم "النسان "!

التمية.. من ذا يكن أن يقف التمية؟

ث.. لاذا يوقفها؟

العيش لذيذ ف ظل " التطور ".. انفلت بل قيود.. وانطلق بل حدود. متعة..

ومن الذي يتجه إل وقفها؟ البنت النونة بالغراء لتثبت ذاتا وتقق كيانا؟ أمالولد الغارق ف التاع اليسر اللذيذ الذي ل يكلف دراهم معدودات؟

ف لذين يعملون ـ.. ا جون وال سينما والخرجون والنت ياء ودور ال يوت الز أم بتلك الصناعة الرابة بالليي؟

أم " الدباء " و " الفنانون " الذين تروج كتبهم وأعمالم ف هذا السعار النون؟

أم الشياطي الذين يقودون البشرية إل الدمار؟

)139(منب التوحيد والهاد

Page 140: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

كل!

* * *ومع ذلك.. يقف أناس ليصيحوا صيحات النذير!

يقف أناس ليقولوا: قد جاوزنا الدى وأبعدنا ف التيه!

ل عودوا إ لخلق. ل ا عودوا إ طرة ". ل " الف عودوا إ لوا: ناس ليقو قف أ يالفرامل. فأنتم تدمرون أنفسكم. تدمرون مستقبلكم. تدمرون " البشرية "!

أناس من اتاهات شت.. ليس فيهم واعظ من رجال الدين!

رجال " علم " ورجال " سياسة ". وفلسفة. وملحدون!

وتتوال الشهادات من تلك الفواه.. أفواه القرن العشرين!

يقول.. " ألكسس كاريل " ف كتابه " النسان ذلك الهول ":

" إن الضارة العصرية تد نفسها ف موقف صعب، لنا ل تلئمنا. لقد أنشئتنا فة بطبيعت ية معر يةدون أ يةالقيق شافات العلم يالت الكت من خ لدت نا تو . إذ أ

وشهوات الناس، وأوهامهم، ونظرياتم ورغباتم. وعلى الرغم من أنا أنشئت بجهوداتنا،].38إل أنا غي صالة بالنسبة لجمنا وشكلنا [ص

. ولكن الواقع هو عكس ذلك. فهويب أن يكون النسان مقياسا] لكل شيءتدعه. لذي اب عال ا ياه بنفسه لنه ل يلك معرفةغريب ف ال ل يستطع أن ينظم دن نه إ

ومن ث فإن التقدم الائل الذي أحرزته علوم الماد على علوم الياة هوعملية بطبيعته..ي نا غ نا واختراعات لدتا عقول لت و فالبيئة ا سانية.. ها الن عانت من لت كوارث ا حدى ال إ

لننا ننحط أخلقيا وعقليا..صالة ل بالنسبة لقومنا، ول بالنسبة ليئتنا.. إننا قوم تعساء لى هي ع قدم، نو وت صناعية أعظم ها الضارة ال غت في لت بل لمم ا عات وا إن الما

)140(منب التوحيد والهاد

Page 141: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ية ل الببر تا إ ستكون عود لت ف الضعف، وا لمم الخذة عات وا قة الما وجه الد].44 - 43. " [ص والمجية أسرع من عودة غيها إليها.

جع لي. وتر شاط العق سبة للن لق بيئة منا ف خ لن حت ا لح ل تف ضارة " إن القائص كبي - للن حد ل سان - إ ن الن لغلب ب ضة ية النحف ية والروح مة العقل القي

لادة ومبادئ " دين الصناعة " حطمتالوجودة ف جوهم السيكلوجي. إذ أن تفوق ا]184ص [الثقافة والمال والخلق "

قد ارتكب التمع العصري غلطة جسيمة باستبداله تدريب السرة بالدرسة " للدور الضانة، حت يستطعن النصراف إل تترك المهات أطفالن ما. ولذا ستبدال تا اعب ية، أو الل ية أو الفن هوايتهن الدب باذلن، أو ية، أو م طامعهن الجتماع مالن، أو م أعياد دور السينما.. وهكذا يضيعن أوقاتن ف الكسل. إنن مسئولت عن البيدج، أو ارتمورا هم أ لم من بار، فيتع فل بالك ها الط صل في لت يت تا ا سرة واجتماعا حدة ال فاء و اختلت تنشأ مع أخرى من نفس عمرها ف حظية واحدة، ل كثية.. إن الكلب الصغية الديها. والال كذلك ثر وا لت تستطيع أن تضي ف إ تنمو نوا� مكتمل كالكلب الرة ا بالنسبة للطفال الذين يعيشون وسط جهرة من الطفال الخرين وأولئك الذين يعيشونقا بصحبة راشدين أذكياء. لن الطفل يشكل نشاطه الفسيولوجي والعقلي والعاطفي طبما سنه. وحين ثل من الطفال ف م لم إل قليل نه ل يتع طه. إذ أ قوالب الوجودة ف مي لل يكون مرد وحدة ف الدرسة، فإنه يظل غي مكتمل. ولكي يبلغ الفرد قوته الكاملة فإنه

-318يتاج إل عزلة نسبية، واهتمام جاعة اجتماعية مددة تتكون من السرة " [ص 319.[

قل بدو أن الع لي. وي شاط العق قل الن سي يعر لفراط الن عروف أن ا من ال " حت سية شهوة الن مؤقت لل بت مو، وك سنة الن سية ح غدد جن جود ل و تاج إ يلدوافع قد أكد فرويد، عن حق، الهية القصوى ل قوته.. ول هى لغ منت يستطيع أن يبلى ضى ع لق بالر ظاته تتع فإنه ملح لك مع ذ شعور. و شاط ال جوه ن ف و سية الن الخص.. ومن ث يب أل تعمم استنتاجاته بيث تشمل الشخاص العاديي، وباصة أولئك الذين وهبوا جهازا عصبيا قويا، وسيطرة على أنفسهم.. وبينما يصبح الضعفاء،فإن سية، شهوتم الن بت ندما تك شذوذا ع كثر لتزني، أ ي ا صاب، غ لو الع العت

].174" [ص القوياء يصيون أكثر قوة، بمارسة هذا الشكل من الزهد

)141(منب التوحيد والهاد

Page 142: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

مع ضها الت لت يفر ي ا ياة والتفك عادات ال لبيئة و ثة وا جة الورا سان نتي " الن العصري. ولقد وصفنا كيف تؤثر هذه العادات ف جسمه وشعوره، وعرفنا أنه ل يستطيع

ها " التكنولوجيا " وأن لت خلقت لبيئة ا سبة ل يف نفسه بالن تؤدي إلتكي لبيئة هذه ا ثل مسا مسئولي عن حالته الراهنة،انلله لم والتكنولوجيا لي نا نن السئولون،. وأن الع وإ

نا ية، فارتكب قواني الطبيع قد نقضنا ال يز بي المنوع والشروع. ل ل نستطع التمي نا لن بذلك الطيئة العظمى. الطيئة الت يعاقب مرتكبها دائما.. فالياة ل تعطي إل إجابةفإن لذا سائل.. و ضعاف ال هي إ مة.. لرض الر ياد ا ف ارت ستأذن ما ت حدة حين وا

].322" [ص الضارة آخذة ف النيار

* * *ويقول " ول ديورانت " الفيلسوف المريكي ف كتابه " مباهج الفلسفة ":

ف قراء للت ف ف ا ياء نا أغن ية، لن نا خط سطحية، ومعرفت يوم نا ال " وثقافتنتزع لدين، وا يوم من حرارة اليان ا لذي نشأ ذات تزان العقل ا الغراض. وقد ذهب ا العلم منا السس التعالية لخلقياتنا؛ ويبدو العال كله مستغرقا ف فردية مضطربة تعكس تزؤ خلقنا الضطرب. إننا نواجه مرة أخرى تلك الشكلة الت أقلقت بال سقراط. نعن كيف نتدي إل أخلق طبيعية تل مل الزواجر العلوية الت بطل أثرها ف سلوك الناس؟

نا الجتماعي بذا بدد تراث نا ن ثوري من جهةإن لاجن من جهة، وبذا النون ال الفساد ا أخرى، حي نفقد الفلسفة الت بدونا نفقد هذه النظرة الكلية الت توحد الغراض وترتب

]1 ج 7 - 6 [ص )45(سلم الرغبات... "

نا. فقد كان نع المل وذيوعها هو السبب الباشر ف تغي أخلق " واختراع موالبوة ل ا يؤدي إ كان كاح بالزواج، لن الن سية يد الصلة الن قديا يق قانون الخلقي الما لزواج. أ يق ا لده إل بطر عن و لد مسئول كن الوا بيث ل يكن الفصل بينهما، ول ي

45)

)

يلحظ أن الكاتب - مع إقراره بأن حرارة اليان الدين قد أنشأت ذات يوم اتزانا ف العقل - ل) يدعو ول يعمل لستعادة حرارة اليان الدين. إنا هو يلجأ إل " الفلسفة " لتعيد اتزان العقل الفقود!لوارة. فالياة ية باردة، ل تؤثر قط ف حياة البشرية ا والفلسفة ف تاريها الطويل كانت حصيلة ذهنلل هذا ا لمريكي - ل يلك إل كاتب الغرب - ا كن ال عة. ول يدة الداف ها إل العق تؤثر في شرية ل الب

الزيل.. لنه هارب من الكنيسة!

)142(منب التوحيد والهاد

Page 143: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

يوم فقد انلت الرابطة بي الصلة النسية وبي التناسل، وخلقت موقفا ل يكن آباؤنا ال يتوقعونه، لن جيع العلقات بي الرجال والنساء آخذة ف التغي نتيجة هذا العامل. ويبلت يدة ا سهيلت الد هذه الت سابه ف ح يدخل ستقبل أن ف ال لخلقي قانون ا لى ال ع

] 1 ج 125جاءت با الختراعات لتحقيق الرغبات التأصلة!... " [ص

يه إل لذي تقدم ف لوقت ا لزواج، ف ا بط عن ا ية تفضي إل كل مث " فحياة الدنتم ناس كل باعث على الصلة النسية وكل سبيل يسهل أداءها ولكن النمو النسي ي ال مبكرا عما كان من قبل، كما يتأخر النمو القتصادي. فإذا كان قمع الرغبة شيئا� عمليا ومعقول ف ظل النظام القتصادي والرزاعي، فإنه الن يبدو أمرا عسيا� أو غي طبيعي ف حضارة صناعية أجلت الزواج حت بالنسبة للرجال، حت لقد يصل إل سن الثلثي. ولف كان ما فس ع ضبط الن لى قوة ع ضعف ال ثورة، وأن ت ف ال خذ السم من أن يأ فر م الزمن القدي. وتصبح العفة الت كانت فضيلة موضعا للسخرية؛ ويتفي الياء الذي كانف ها ساء بق طالب الن ياهم، وت عداد خطا جال بت فاخر الر جال، وي لى المال ضفي ع يمرا لزواج أ بل ا صال ق صبح الت مع الرجال. وي ساواة قدم ال لى مدودة ع غامرات غي م مألوفا، وتتفي البغايا من الشوارع بنافسة الاويات ل برقابة البوليس. لقد تزقت أوصال

].127 - 126 " [ص )46(القانون الخلقي الزراعي، ول يعد العال الدن يكم به

" ولسنا ندري مقدار الشر الجتماعي الذي يكن أن نعل تأخي الزواج مسئولنا من رغبة ف التعدد ل تذب.. ولكنعنه. ول ف أن بعض هذا الشر يرجع إل ما في

معظم هذا الشر يرجع ف أكب الظن ف عصرنا الاضر إل التأجيل غي الطبيعي للحياة وقد ناولالزوجية. وما يدث من إباحة بعد الزواج فهو ف الغالب ثرة التعود قبله.

فهم العلل اليوية والجتماعية ف هذه الصناعة الزدهرة؛ وقد نتجاوز عنها باعتبار أنا أمرلوقت ف ا ين ظم الفكر شائع لع لرأي ال هو ا هذا سان. و قه الن عال خل ف نه فر م ل م

غي أنه من الخجل أن نرضى ف سرور عن صورة نصف مليون فتاة أمريكيةالاضر.تب سارح وك ف ال نا عرض علي هي ت ية، و بح الباح لى مذ ضحايا ع سهن قدمن أنف يف الرجال سية بة الن ستثارة الرغ لال با تاول كسب ا لت لك ا لدب الكشوف، ت ا

46)

)

واضح أن الكاتب يسي هنا على هدى التفسي الادي للتاريخ، فيفسر التحلل اللقي " بالتطور ") القتصادي. ولن نناقش هذه " الشهادات " هنا، وإنا ننقلها كما هي بغي تعليق، لن الذي يهمنا منهانذر يا� كان اسه، ي بأن هذا " التطور " أو أ ية، من القول لت يصل إليها أصحابا ف النها تائج ا هو الن

البشرية بالنيار. وهي نتيجة مشتركة وصل إليها " الشهود " جيعا على اختلف مذاهبهم.

)143(منب التوحيد والهاد

Page 144: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

عايته لزواج ور مى ا من ح­ صناعية، ضى ال م®ى الفو ف ح) هم ي، و ساء الروم والنللصحة.

لزواج بة. لن كل رجل حي يؤجل ا قل الانب الخر من الصورة كآ ول يتذال ظاهر. ويد الرجل لرضاء غرائزه يصاحب فتيات الشوارع من يتسكعن ف ابما سينات، ومنظ حدث التح هزا بأ يا م ما دول يل نظا من التأج فترة هذه ال ف صة الاصورها كن ت قة ي كل طري تدع قد اب عال بدو أن ال ية. وي لدارة العلم ضروب ا سى بأ

].128 - 127. " [ص لثارة الرغبات وإشباعها.

" وأكب الظن أن هذا التجدد ف القبال على اللذة قد تعاون أكثر ما نظن مع هجوم دارون على العتقدات الدينية. وحي اكتشف الشبان والفتيات - وقد أكسبهمسبب وسبب للتشهي لف لم أ ف الع شهر بلذهم التمسوا لدين ي جرأة - أن ا لال ا

]134.. " [ص بالدين.

بالعن جا يس زوا لديث] ل مع ا ف الت لرأة جل وا ما [الر كان زواجه لا " و الصحيح - لنه صلة جنسية ل رباط أبوة - فإنه يفسد لفقدانه الساس الذي يقوم عليه، ومقومات الياة. يوت هذا الزواج لنفصاله عن الياة وعن النوع. وينكمش الزوجان ف نفسيهما وحيدين كأنما قطعتان منفصلتان. وتنتهي الغيية الوجودة ف الب إل فردية يبعثها ضغط حياة الساخر. وتعود إل الرجل رغبته الطبيعية ف التنويع، حي تؤدي اللفة

]225إل الستخفاف. فليس عند الرأة جديد تبذله أكثر ما بذلته... " [ص

نا. تائج تارب عن ن نا فون يبو لذين يعر من ا نا ندع غي لن" ل نا ظن أ كب ال أ . فنحن غارقون ف تيار من التغيي، سيحملنا بل ريب إلتكون شيئا] نرغب فيه أو نريده

نايات متومة ل حيلة لنا ف اختيارها. وأي شيء قد يدث مع هذا الفيضان الارف منلبيت ف مدننا الكبى ف الختفاء، فقد فقد العادات والتقاليد والنظم، فالن وقد أخذ اسيظفر عة يب أن زواج الت مة. ول ر جاذبيته الا حدة لى وا صر [القصور] ع لزواج القا الزواج الر، مباحا كان أم بتأييد أكثر فأكثر، حيث ل يكون النسل مقصودا. وسيزداد الزواج أقل غي مباح. ومع أن حريتهما إل جانب الرجل أميل، فسوف تعتب الرأة هذا الزدوج " ستوى ا سينهار " ال حد. لا أ يام ل يغاز ف أ ضيها مة تق لة عقي من عز شرا وستحث الرأة الرجل بعد تقليده ف كل شيء على التجربة قبل الزواج. سينمو الطلق،سره ف صور جديدة لزواج بأ ظام ا ث يصاغ ن لدن بضحايا الزيات الطمة. وتزدحم ا

)144(منب التوحيد والهاد

Page 145: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

قة، كل طب ف شائعا سرا مل ضبط ال صبح لرأة وي صنيع ا تم ت ندما ي ساحة. وع كثر أ يضحي المل أمرا عارضا ف حياة الرأة، أو تل نظم الدولة الاصة بتربية الطفال مل

].236 - 235. [ص )47(عناية البيت.. وهذا كل شيء "

* * * ، تقيقا1962 مايو 12ونشرت جريدة " أخبار اليوم " ف عددها الصادر ف

صحفيا بعنوان " شباب العال ف طريق الضياع! " جعلت مقدمته هكذا: " إل أين يتجهتألف يا ت ف بريطان شباب.. و ي ال نراف ب متر ال فع ترمو كا يرت ف أمري عال؟! شباب الف يد النلل.. و سرا يتزا ف سوي شيش.. و تدخي ال سطو و ي لل من الراهق صابات عقد سي.. ل شباب الرو نراف ال شكلة ا حث م سوفيت ليب لعلى لل لس ا مع ال سيا يت روصورة هم بت من عال وطل صم ال ف عوا سليها ندوبيها ومرا ل م يوم " إ بار ال قت " أخ أبر

كاملة من النراف الارف الذي يهدد شباب العال.! "

وهذا هو نص التحقيق:

من لندن كتب زغلول السيد:

إن جرائم من كل نوع يرتكبها الشبان ف بريطانيا كل لظة. وهي جرائم تتلف باختلف الطبقات. إذ أن بريطانيا هي أكثر بلد العال حساسية بالنسبة لنظام الطبقات.هذه نا صور ل ناء البلد. وت لف أ ف مت قع جرائم ت يوم كل شر ية تن صحف البيطان الهم ل يعجب سينما، و شبان ال عض ال خل ب ندما د عت أخيا� ع لت وق ية ا لك الر لرائم ت الوثية يزقونا بالسكاكي، ث مزقوا الشاشة بأيديهم. الفيلم فانالوا على مقاعد السينما ا وكانت النتيجة أن أغلقت السينما أبوابا. ول يكن هذا الادث هو الول من نوعه. وإنا

كان الثالث!

هجوم العصابات:

47)

)

! وقد تققت كل الشرور الت توقعها الكاتب يومئذ، فأصبح1929 ألف الكاتب كتابه هذا سنة )تا تنتقل - بالعدوى - إل التمعات " التمع المريكي كما توقعه بالفعل، كما أن هذه الشرور ذا

التحضرة " الت تنقل حضارتا عن الغرب.

)145(منب التوحيد والهاد

Page 146: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

يام نظمت إحدى عصابات الشباب هجوما على عصابة أخرى وطعنت ومنذ أقد سكرية. ف ظم الملت الع ما تن جوم ك عد ال قد أ ها. و من أفراد شرة سكاكي ع بال أرسلت عصابة " موسويل " بعض أفرادها للقيام بهمة الستطلع ث بدأ بعد ذلك الجومصابة فراد الع كان أ سورة. و جات الك ية والزجا ضبان الديد صي والق سكاكي والع بالبالجوم سويل " صابة " مو جأتم ع ية. وفا عة البلد ف قا ست صون التوي لخرى يرق ا

وارتفعت صرخات الفتيات اللت كن يشتركن ف الرقص وسالت الدماء ف كل مكان.

جرائم الطبقة الدنيا:

قع أفظع لدنيا. وهي ف الوا قة ا فراد الطب با أ لت يشتهر لرائم هي ا ومثل هذه انا� ف فراد هذه الطبقة يتجمعون أحيا الرائم وأكثرها إزعاجا... فالشبان النحرفون من أ عصابات كبية ويهاجون القرى والدن الصغرى ويتصرفون بالطريقة الت يشاهدونا ف

الفلم تاما.

شبان أمام القاضي:5

وف السبوع الاضي وقف خسة شبان أمام القاضي النليزي سيمور كولين ف سنة) إنك شاب23ويست لندن بتهمة النراف والبطالة. قال القاضي لون بومونت (

تتمتع بإمكانيات طبية. ولكنك تترك نفسك تتهاوى وتزداد كسل وخول حت تصل إلمرحلة ل يستطيع أحد أن يساعدك فيها.

فا " بول إي ضي ل قال القا كن أن23و شخص ي قا� أن أي قد ح هل تعت سنة " يستخدمك ف عمل. وأنت تترك شعرك يسترسل على جبينك ورقبتك؟

ستوود ( شارلس وي قال ل من21و عل هود لتج من ال كبي قدر مك سنة) يلز نفسك إنسانا� مهذبا.

تركت الكلية إل الشارع:

يك ( مالكوم در فة. ف بأقوال متل شبان يرد ال ساعدن23و قد قال: " ل سنة) ية سية بالكل لت الدرا صف مرح ف منت كن يم. ول من التعل كبي قدر صيل لى ت بواي ع أ

)146(منب التوحيد والهاد

Page 147: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

بدأت أتساءل: ما الذي سأكونه ف الستقبل؟ ورأيت نفسي مساعد صيدل أجلس طوال اليوم وراء " البنك " وعندما تعنت ف هذه الياة ل أجد فيها كثيا� من السعادة. كل ماقا ية، وقررت أن أحيا طلي قد تركت الكل ها مرض وأدوية وحبوب مهدئة.. ولذلك ف في

فـي شوارع لندن وباريس! "

احتقار الياة.. بالجاع:

إن هؤلء الشبان جيعا� ممعون على احتقار الياة، وكان مثل هؤلء يوتون ففإن التمع يساعدهم ما الن ندن منذ ثلثي عا ما التعطلون ف ل الشوارع من الوع، أ

"على نو ما" على الياة.

قول: " إن قود في لى ن صلون ع ستوود كيف ي شارلس وي هو حدهم و شرح أ ي شلنا، ونن نصل على الال من الفتيات اللت40 و30دخلنا السبوعي يتراوح بي

لال من السياح نا، كما نصل على ا يات اللت يشعرن بالسرور م نا، أو الفت يشفقن علييل لى خبا يدون الطلع ع لذين ير ندن ا من زائري ل نا، أو صور ل قاط يدون الت لذين ير الذين ناس ا من ال شتنا، أو ف مناق يل ضون الل لذين يق ي ا من الثقف نة. أو ف الدي يل الل يشعرون بالوحدة ويريدون رفيقا. أو باختصار من أي شيء مشروع ولكن بل مهود أو

عمل ".

جرائم الشيش:

قة التوسطة مثل من الطب مون شبان التعل ها ال لت يرتكب لرائم ا من ا نوع وهذا الما� كما يات تا لرائم الفت من ا نوع هذا ال ستمرار. ويذب يد با تدخي " الشيش " يتزا يذب الشبان. ولكن لا كان من الصعب على الفتيات أن يصلن على " الشيش " فإنن يلجأن إل نوع من أقراص الخدرات الفيفة. وتباع هذه القراص سرا� ف بعض القاهيهذه ناولن لدارس يت بات ا ستبورن أن طال لدة إي ف ب بوليس شف ال قد اكت بارات. و وال

ياة " من ال لرب هو " ا بدينه لذي أ سبب ا لقراص. وال لجرام)48(ا ناطق ا سوأ م وأ

48)

)

1963 يناير سنة 27 ف بث جديد للدكتور لينيكن ف جريدة الصنداي تيمز النليزية بتاريخ )عبي عاطى الخدرات هناك: " إنم يقولون إن الشيش ماولة للت لذي يت يقول عن الشباب النحرف ا عن أنفسهم، ولتحديد ملمهم ف متمع ضائع. ف عال بل شكل! وهم يفخرون بأنم قد فتحوا لنا

باب إدراك اليال النسان! "

)147(منب التوحيد والهاد

Page 148: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

خدرات وحيت ترقص كار ال ها أو شر في لت تنت سوهو " ا قة " ندن منط ف ل والنراف الفتيات التويست طوال الليل حت إذا طلع الصبح يصبح التخدير والرهاق قد أعياهن فل

يهمهن بعد ذلك ماذا يدث لن!

مواجهة القائق:

والسؤال الن: ما الذي تفعله بريطانيا لواجهة هذه الرائم التزايدة؟

ية. وقابلت مستر رومان لقد ذهبت إل إدارة الحداث النحرفي بوزارة الداخل مدير الدارة الذي قال ل إن أسباب الرائم تتلف من طبقة إل أخرى. وإن أسوأ أنواع الشبان النحرفي هم الشبان الذين ينتمون إل الطبقات الدنيا. ولقد دل التحقيق على أن تربية الطفل مسئولة إل حد كبي عن سلوكه. ولقد كانت الرب مسئولة ف البداية. فقدنون هات يعت باء وأم ل يدوا آ لذين لا ا لرب وتركت أطفا ناء ا عض السر أث هاجرت ب

بم. واته الكثيون منهم إل الرية.

ول شك أن السينما والتليفزيون لما تأثيها على الشبان أيضا�. لقد شنق صب ف الثالثة عشرة من عمره صديقا له بورب أمه. وعندما سئل عن السبب أجاب قائل: "

لقد رأيت شيئا كهذا ف التليفزيون. "

العلج:

فة لفلم والسرحيات العني يق خاص ف مسألة ا بإجراء تق مرت الكومة وقد أ الت تعرض ف التليفزيون. ولكن هذا ليس السبب الوحيد ف انتشار جرائم الشباب. لقدشبان ضي ال كي يق مة ل سهيلت اللز توفي الت ستطع ل ت مة مان إن الكو ستر بو قال م أوقات فراغهم بطريقة مرضية، ولذلك فإن الكومة تشترك الن ف مشروع كبي يهدف

إل بناء مزيد من الندية وحامات السباحة وغي ذلك من وسائل قضاء وقت الفراغ.

ماعيي صائيي الجت باء والخ من الط كبي يش شترك ج لوقت ي فس ا ف ن ووالخصائيي ف التربية ف دراسة أسباب انراف الشبان واحتياجاتم ومشاكلهم.

صورة من سويسرا:

)148(منب التوحيد والهاد

Page 149: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ومن سويسرا كتب إبراهيم سعدة:

لبد يمد الطراف ما.. ا ية تا يل. الشوارع خال لوقت الواحدة بعد منتصف الل ا ويشل حركة الدم ف العروق. وفجأة ظهرت سيارة قدية مكشوفة!.. ل تعرف لونا فهي مطلية بميع اللوان الطبيعية وغي الطبيعية. لوحة طائشة عبثت با ريشة الفنان الغريب الذي يقلد بيكاسو. رسومات عجيبة. فوق هيكل السيارة. ونوافذها. وكل مكان فيها.

أشخاص كانوا يركبون هذه السيارة.7حت ليصعب عليك التقاط أرقامها.. أكثر من

ل يكنك أن تفرق بي الصب والفتاة. اللبس واحدة. نفس البنطلون الضيق جدا الذي يدد أكثر ما يفي. نفس " البلوزة " اللونة بالحر والخضر والباب مع النمب.

الشعر طويل ويصل إل أعلى الدقن.. وإل ما وراء القفا.

إل داخل الشقة:

ث وقفت السيارة أمام إحدى الفيلت التناثرة ف إهال أمام بية جنيف. ويدورمن الفيل - ثان لدور ال ف ا شقة - خل ال ندفع الموعة دا فل.. وت ف الق قود تاح الف الفكل ث يسكب سكي لبية والوي يذ وا قع زجادات النب شموع.. وتفر لنوار.. وال ضاء ا وتله أمهر " متردوتيل " حت يومنا هذا ف وعاء كبي لتكوين أعجب كوكتيل ل يسمع بثلت تدور فوقها أحدث السطوانات الراقصة هذا! وانسابت الوسيقى من اللة الصغية اي ضواء غ نة.. وال شموع اللو عة بال فت المو لنوار.. واكت فت ا صة.. واخت ي الراق وغكل " فوق دولب! ووضع ستارة.. من وراء عد.. من خلف مق عث لت تنب شرة وا البا ملوق " سيجارة أو سيجارا أو بيبة بي شفتيه.. وبدأت حلقات وسحب الدخان التباينةبه ل تتن لة ".. و مل " الف قص لتكت من الر بد كان ل ضيقة. و فة ال سقف الغر ف لق تكالروك صة غام راق بل اختاروا أعنف أن صباحا.. ثة قاربت الثال ساعة ل أن ال الموعة إث فوق الرض... قدامهم وأجسامهم بدأوا يضربون بأ ها كالتويست، و ندرول.. وأجن أ توزع أوراق " الكوتشينة " بالتساوي على اللعبي.. ث يسحب الول ورقة من اللعب الثان فإذا وجده عنده مثلها ألقى بالورقتي على الرض.. وهكذا حت ينتهي الدور بأنقاب يع الع ستحق توق لدور.. وي هذا ا ف سر تب الا يد لعب فيع ف قة أخية قى ور تتبقوم الاضر بلع أي قطعة من ملبسه.. يه.. والعقاب الوحيد ف هذه اللعبة هو أن ي عل فيبدأ عادة بلع الاكيت.. أو الكرافت.. أو الذاء.. وهكذا حت تنتهي اللعبة بأن يلع

)149(منب التوحيد والهاد

Page 150: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

اللعبون ملبسهم كلها ويصبحون عرايا كما ولدتم أمهاتم.. بي ضحكاتم وصرخاتموغمزاتم.. وتزداد هذه الصرخات ف حالة وجود فتاة أو أكثر ضمن " الشلة "..

وحكاية أخرى..

ول تتنبه كل العائلت إل نداء الصحافة! إن بعضها ل يستفد من الدرس الؤل الذي جاء بعد القبض على " شلة " الراهقي الت كتبتها ف بداية هذا التحقيق! الدليل.؟ لقد عرفت سويسرا عصابات البلوفر السود.. إنا البدعة الستوردة من باريس.. الشبابلواخي.. لذي استطاع الروب من سيطرة الباء فعاش ف الشوارع والقاهي وا الضائع ا حياة بوهيمية ل معن لا.. اليام تر وهو ف مكانه ف القهى أو على الرصيف، ل يشعرتابه حالة من حالت اللل والضيق.. فيقرر أن يقدم على شيء يبعده عن هذا با حت تن الضيق وهذا اللل ويقربه من الضياع.. أي شيء خارق للعادة ليلفت إليه النظار.. وتنشرصوره ف الصحف ويقفز اسه إل الصفحات الول.. ويتحدث عنه الناس ف كل مكان.

الشباب الضائع فقد زمامه:

هذه الشكلة ل تم سويسرا وحدها.. وإنا تعان منها معظم دول أوربا. بدأت الزمة ف باريس.. فقالت الصحافة إن الشباب الفرنسي مظلوم إن السينما المريكية هي السبب. أفلم الغامرات والعصابات ورعاة البقر هي الت حطمت معنويات اليل الديد.لى نوك ع حد الب لى أ سطو ع عد ال بالثراء ب لم كابون.. وي لد آل سي يق هق الفرن إن الرا الطريقة المريكية الت يشترط فيها اختفاء جيع رجال الشرطة تاما من أمام البنك لظةية لفلم المريك سينما وا قول إن ال لول وت لرأي ا فق ا خرى ل توا طة. آراء أ يذ ال تنفهو انلل سا ف فرن شباب نراف ال سباب ا هم أ تام. وإن أ هذا ال من مة وبريئة مظلو التمع نفسه. انعدام الروابط بي أفراد السرة. سياسة " عدم البالة " الت يطبقها الباء ف تربية الولد. إن ترك الراهق وحده ف هذا الياة البكرة يدفعه إل الية.. والضياع.

الفلم الثية تؤثر فيه.. التصرف الاطئ يد فيه نوعا من الغامرة.

حفلت ساهرة وألوف النيهات:

ففي كل شهر - على الكثر - تقام ف باريس حفلة ساهرة للشباب يغن فيهالى مره ع يد ع لذي ل يز يدي ا ية18جون هول لدارس العداد من ا طرود سنة وم

)150(منب التوحيد والهاد

Page 151: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

آلف مراهق ومراهقة10وصاحب مئات اللوف من النيهات الن! ويتسابق أكثر من لسماع هذا الغن.. برغم ارتفاع ثن تذكرة الدخول. تبدأ السهرة ف التاسعة مساء ول

تنتهي إل بعد تدخل البوليس والطافئ والسعاف والباء.!

وتسيل الدماء ويسقط العشرات قتلى وجرحى!

الرقابة الدقيقة:

صارمة بة ال فرض الرقا طالبون ب قائي.. ي بالعلج الو طالبون أول فس ي ماء الن وعل على الفلم السينمائية.. سلسلة الفلم الباحية النحلة الت ترجها فرنسا وألانيا وإيطاليا يب أن تتوقف.. أن ينع عرضها تاما ل أن يقتصر على تديد سن التفرج بعمر معي.لى بض ع مة.. والق لال العا من ا يون و من التلفز نع يب أن ت ية صات النلل هذه الرق

النحل جون هوليدي وأمثاله وإيداعهم إصلحيات يتربون فيها.

جرائم الحداث ف أمريكا:

ومن واشنطون كتب فريد زوسي:

عام الاضي عا ملحوظا ف ال سجلت جرائم الحداث ف الوليات التحدة ارتفا سنة على التوال حيث بلغ عدد الولد الذين مثلوا أمام ماكم الحداث12معادتا منذ

.1959 ألف قضية أمام ماكم الحداث ف عام 773حوال الليون. بعد أن كان هناك

ومشكلة الحداث تثي المة المريكية. ول سيما بسبب امتدادها إل الطبقات العليا ف التمع. كما أن هناك نسبة عالية من النراف بي الفتيات، ويثرن مشكلة كبية

ف كيفية التصرف معهن لن معظم مؤسسات الحداث خاصة بالولد.

تتراوح أعمارهم بي لولد من ا بوليس أخيا� القبض على مموعة قى ال وقد ألف 17 و 15 ي عائلت متهم ن ال من أغ سنة حام11 مات اقت بع ت سرقة وأر مة ت

بض سي ق ف نيوجر تدمي. و يب و مات تر شر ت سيارة، وع سرقة ي ب نازل، ومتهم مبوليس على عصابة تضم نا بوال17ال قدر أثا نة ت شياء ثي من الحداث بتهمة سرقة أ

آلف دولر وبيعها بأثان بسة. ولقد اعترفوا بأنم يتلقون من آبائهم أموال كافية10مثي ". وف ويست سرقة لنا " شيء قدموا على ال نم أ سرقة، وأ هم ف غن عن ال تعل

)151(منب التوحيد والهاد

Page 152: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

شابا250شستر وهي إحدى الضواحي الغنية بدينة نيويورك اتم الدعي العام أكثر من معظمهم من العائلت الغنية العروفة ببيع واستخدام الخدرات. وقد تول الكثيون منهم

إل مدمني وبعضهم من طلبة الامعات.

قانون الكونرس المريكي:

وقد أصدر الكونرس المريكي أخيا� بعد ست سنوات من الناقشة قانون جرائمعام حداث ف1961ال تول طة بة نق قانون بثا هذا ال عد يدي. وي يس كن عه الرئ ووق

صص هو ي حداث، و جرائم ال حة سنوات30مكاف لدف خلل ال لذا ا يون دولر مللذلك سية للنراف، من السباب الرئي شباب ي ال لة ب كانت البطا لا مة، و الثلث القاديام ببنامج ضخم لتشغيل الشباب، ومن مراحل يدي عزمها على الق أكدت حكومة كن

هذا البنامج إنشاء قوات السلم خارج الوليات التحدة وف أعال البحار.

مشكلة دولية:

وهنك حقيقة هامة هي أن جرائم الحداث ليست مقصورة على أمريكا ولكنهاعال ناء ال من جيع أ ندوبي من ال عدة مئات لك كد ذ قد أ طابع دول، و مشكلة ذات ندن عام لذي عقد ف ل قوي النحرفي ا نع الرية وت لذين حضروا مؤتر المم التحدة ل ا

وحضره مندوبون من التاد السوفيت أيضا�. 1960

* * *لدولتي لك الشهادة من رئيسي أكب دولتي ف العصر الاضر، ا وأخيا� تيء ت

الاكمتي بأمرها ف الرض، واللتي تتنازعان فيما بينهما مناطق النفوذ ف العال أجع.

، يصدر تصريان من رجلي يباعد بينهما ما بي الشيوعية1962ف عام واحد، والرأسالية من خلف ف الذهب وخلف ف السياسة وخلف ف الوسائل. ولكن يمع بي تصرييهما شبه واضح. إن كل منهما يقدم إنذارا� لشباب وطنه، أنه جاوز الدى ف

انلله، وأنه ف طريقه إل النيار.

)152(منب التوحيد والهاد

Page 153: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لترف! وإن من قال خروشوف: إن الشباب الشيوعي قد بدأ ينحرف ويفسده اف بوليس يد ال حث إطلق سوفييتية تب مة ال بأن الكو نذر صي�عا! " وأ صبجية و نه " ع بي معالة هؤلء " البلطجية " كما أنذر بأن معسكرات جديدة قد تفتح ف سيبييا للتخلص

من الشباب النحرف لنه خطر على مستقبل روسيا!!

وقال كنيدي: إن الشباب المريكي مائع منحل مترف غارق ف الشهوات، وإنهيد يوجد ستة غي صالي، بسبب انماكهم ف قدمون للتجن من بي كل سبعة شبان يت الشهوات! وأنذر بأن هذا الشباب خطر على مستقبل أمريكا. وأهاب بالعلماء والصلحي

الجتماعيي أن يبحثوا هذا الطر ويقرروا العلج!

* * *نا أن نشي إل الفضيحة الكبى الت حدثت ف إنلترا منذ قريب وأتم ول يفوت فيها وزير الرب بإذاعة أسرار عسكرية هامة تعرض وطنه للخطر ف مقابل شهوة دنسة

مع فتاة ساقطة تيط نفسها بو من الدعارة يسقط فيه المراء والوزراء!

سية وضغط صبية والنف لمراض الع حار و حوادث النون والنت فوق له هذا ك و الدم، الخذة ف الزيادة الستمرة، والت ل مثيل لا ف عددها وف ضراوتا، ف كل أجيال

التاريخ!

* * *إنا أمور خطية جدا� تلك الت تقولا شهادة القرن العشرين!

.انرافإنا تقول أول: إن هذا التحلل اللقي ليس " تطورا " وإنا هو

وتقول ثانيا: إنه انراف ضار بالكيان البشري مؤدÅ إل الدمار.

شيء ل يلئم كل من تأذى سان، ت طرة " للن ناك " ف تال: إن ه قول بال وتطبيعتها، وترض من استمرار تعاطيه.

)153(منب التوحيد والهاد

Page 154: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

فما كان يؤذيها ويدمرها قبل ألفي عام ماثابتة،وتقول كذلك: إن هذه الفطرة ها " تطور " يعلها تصح طوال، ول يدث في عد مرور الجيال ال ها ويدمرها ب زال يؤذي على ما كانت ترض به ف تلك الزمان. بل هي ما زالت ترض به على نفس الصورة

وبنفس القدار.

ياس سان، ذو مق من حياة الن لى القل - قي - ع لانب الل قول أخيا� إن ا وت ثابت يقاس به ف جيع الجيال، فما كان صوابا ف علقات الناس - وعلقات النسيلك ف ت فا كان خطأ وانرا ما صواب، و هو ال يزال ما عام، في بل أل صة - ق صفة خا بطور " مي، " والت قدم " العل كل " الت عد نراف، ب طأ وال هو ال يزال ما قات العلالجتماعي والقتصادي والسياسي، " والتحور " النفسي ف ألفي بل ألوف من العوام!

لك ف حسابه ذ غي أن يعل شرية ينب ياة الب ظام ل له أن أي ن لك ك وخلصة ذ القياس الثابت للخلق، مهما كانت مرونته ف الوانب الادية والقتصادية والجتماعيةصال ظام ظل أي ن ف بالنمو لا سمح غي أن ي مو، وينب غي أن تن لت ينب سية، ا والسيا

للحياة..

وهذا يقودنا إل الديث عن موقف السلم من الياة البشرية..

)154(منب التوحيد والهاد

Page 155: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

السلم وح*ياة البشريةالسلم دين الفطرة..

ومزيته العظمى أنه يساير الفطرة ويطابقها مطابقة كاملة.

وقد تدثت ف كتابي سابقي عن لون هذه الطابقة ومداها. فتحدثت ف كتاب " منهج التربية السلمية " عن طريقة السلم ف تربية النفس البشرية، وكيف أنه يشملها

كلها من جيع جوانبها، ويشملها كلها ف آن واحد:

" طريقة السلم ف التربية هي معالة الكائن البشري كله معالة شاملة ل تترك منه شيئا� ول تغفل عن شيء. جسمه وعقله وروحه، حياته الادية والعنوية، وكل نشاطه

على الرض.

يه، بفطرته الت خلقه ال نه يأخذ الكائن البشري كله، ويأخذه على ما هو عل إعليها، ل يغفل عن شيء من هذه الفطرة، ول يفرض عليها شيئا� ليس ف تركيبها الصيل.

ويتناول هذه الفطرة ف دقة بالغة فيعال كل وتر منها، وكل نغمة تصدر عن هذاالوتر، فيضبطها بضبطها الصحيح.

صبح حدة فت لى ها ع ل كل من عة. ل يعا تار متم ل الو ته يعا لوقت ذا ف ا ومة صبح النغ لخر، فت عض ا مل الب ضها ويه ل بع ها. ول يعا سق في شازا ل تنا مات ن النغجة ل در خاذ إ جاله ال ف صل لذي ي مل، ا يل التكا حن الم عن الل عبة ي م صة غ ناق

)49(البداع "

فس نات الن سم مكو� ل ر عدت إ سانية " فس الن ف الن سات تاب " درا ف ك ولترابط ف كيان قة ا ها " ووكدت بصفة خاصة حقي قة السلم ف معالت سانية وطري الن

النسان:

49)

)

من الطبعة الثانية.19 منهج التربية السلمية، ص )

)155(منب التوحيد والهاد

Page 156: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

" هذا الكيان النسان الفرد، ل نصل إل كل قراره ف القيقة حي ندرك فقطله - له، يع كو�ني صريه ال ي عن جا ب ناك امتزا ندرك أن ه ث عة، مزدوج الطبي نه كيان أ وهو يمع بي نشاط اللÝك ونشاط اليوان - يؤدي كل منهما بطريقته الاصة، طريقةية عن اللك لت تمل مشابه من اللك ومشابه من اليوان، ث تفترق ف النها النسان، ا

واليوان.

ليس هذا هو القرار الخي ف كيان النسان!

قة كيان موحد، على الرغم ما ف قراره حي ندرك أن ف القي نا نصل إل وإطبيعته هذه من ازدواج.

حد يانه الو عن ك صدر نا ي شاط فإ من ن نه عث ع ما ينب كل حد.. يان مو كالتشابك العقد التركيب!

أعمال النسان كلها ذات ترابط وثيق وإن بدت منفصلة ف بعض الحيان.

النشاط الادي والنشاط العنوي..

النشاط العملي والنشاط التعبدي..

النشاط القتصادي والجتماعي والسياسي، والنشاط الفكري والروحي..

كل لون من ألوان النشاط هذه وما شابها قد يبدو لول وهلة نشاطا منفصل،لوانب أي ية ا صل ببق جوانبه، ول يت من بانب سان به الن قوم ستغرقا، ي متخصصا، م

اتصال..

وذلك وهم ظاهري، كوهم تزؤ النسان إل جسم وروح منفصلي.

وÉهÓمä يغري به بروز أحد هذه الوانب ف لظة وتوارى الوانب الخرى مؤقتا)50(وراء هذا البوز "

50)

)

دراسات ف النفس النسانية، فصل " طبيعة مزدوجة " )

)156(منب التوحيد والهاد

Page 157: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ثابت ية ال هي زاو خرى، ية أ من زاو ضوع حث الو تاب نب هذا الك ف نا وهوالتطور ف كيان النسان، وطريقة السلم ف معالة النفس البشرية ف هذا القام.

* * *إن الكيان البشري وحدة..

وحقيقة إن فيه جوانب ثابتة وجوانب متطورة كما رأينا فيما سبق من البحث.بة النسان الكبى أن ثابت.. ولكن عجي يه - على الصح - صور متغية وجوهر أو ف الثابت والتطور فيه يكو�نان وحدة واحدة ف النهاية، مترابطة متماسكة متحدة، ل يكن

فصل بعضها عن بعض.

العقل البشري يتطور.. ينمو على الدوام.. تد� له معلومات وخبات وتصورات.ية طور بفرده، تاركا بق سان، ويت طوره ل يقفز وحده خارج كيان الن مع كل ت ولكنه

سواء ف ذلك النسان وإنا يتطور وينمو وهو ف داخل الطار الكلي للنسان،النفس. لذا لادي مي أو ا تاج العل كذلك الن مع.. و صورة مت ف مع سان التج فرد، أو الن الخذ نا يأ شري، وإ يان الب عن الك سه ستقل بنف نه ل ي لدوام، ولك لى ا مو ع نه ين طور، إ الت

حي�زه - مع تطوره الدائم - ف داخل الكيان الثابت الذي يتكون منه " النسان ".

مو النفسي كذلك.. كل شيء سي، والن ماعي والسيا مو القتصادي والجت والنينمو ويتطور، وهو ف النهاية داخل ف الكيان الثابت الذي ل تغي جوهرة التطورات..

ظامه للحياة يم ن لمر، وعلى أساسه يق لزدوج يأخذ السلم ا ومن هذا اليط االبشرية.

* * *

)157(منب التوحيد والهاد

Page 158: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ل ذ¼ي خÉلÝقÝكÔمÓ م¼نÓ نÉفáس يم. يÉا أÝيåهÉا النÌاس« اتÌقÔوا رÉبÌكÔم« ا حن الرح ل الر سم ا " ب " éاءÉن¼سÉث¼يا� وÝال� كÉا ر¼جÉه«مÓث  م¼نÉبÉا وÉهÉجÓوÉا زÉهÓم¼ن ÉقÝلÉخÉو ÅةÉاح¼دÉصدق ال العظيم.)51(و

فـي هذه الية الواحدة العجيبة أربع قضايا متوالية تدد الانب الثابت من حياةالبشرية!

ها زوجها " " حدة " " وخلق من من نفس وا لذي خلقكم " " كم ا قوا رب " اتوبث منهما رجال كثيا� ونساء "

تابع بذا الت لربع، مع القضية هكذا، أو القضايا ا من العجاز أن تت لون نه ل وإالسهل البسيط، ف آية واحدة معدودة الكلمات!

آية واحدة تقص ف إياز معجز كل تاريخ البشرية..!

وتيء آيات أخرى كثية ف القرآن الكري فتفصل جوانب هذه القضية تفصيل وتزيدها بيانا. وسنستعرض بعض هذه اليات ف أثناء الديث التفصيلي عن تلك القضية أو القضايا الربع التوالية، ولكنا نريد هنا أن نبز اجتماعها ف تلك الية الفردة الت تدد

ف بساطتها تلك حقائق البشرية الساسية ف ألفاظ معدودات.

مع ضية الت سي. ق حدة الن ضية و سانية. ق حدة الن ضية و ية. ق ضية الربوب قالبشري.. أربع قضايا متوالية تدد الطار الذي تعيش ف داخله البشرية.

ية ية واللق. ال هو الالق. قضية أزل " اتقوا ربكم الذي خلقكم " قضية الربوبتة ل تغيها كل تطورات التاريخ، ول تفقدها مكانتها كل تطورات التاريخ! ومن ث ثاب

يترتب عليها تقوى ال. فتنشأ القضية الول ف حياة النسان: قضية العقيدة.

" من نفس واحدة ".. قضية النسانية الناشئة من نفس واحدة. من أصل واحدتة ل تغيها كل تطورات التاريخ، ول عا�. قضية ثاب مشترك. من كيان واحد يضمها جي

تفقدها مكانتها كل تطورات التاريخ! ومن ث يترتب عليها أخوة البشرية.

51)

)

].1 سورة النساء [)

)158(منب التوحيد والهاد

Page 159: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لخر. من ا حدها لرأة، أ جل وا سي، الر ضية الن ها ".. ق ها زوج لق من " وختة ل تغيها كل تطورات التاريخ، فالرأة " من " ذات النفس الت هي الرجل.. قضية ثاب ول تفقدها مكانتها كل تطورات التاريخ! ومن ث يترتب عليها الساواة " النسانية " بي

النسي، وكذلك وجود علقة ثابتة بي النسي.

" وبث منهما رجال كثيا� ونساء ".. قضية التمع التكون من الفراد، الناشئيطورات كل ت ها تة ل تغي ضية ثاب سانية. ق ف الن خوة هم أ لذي حدة، وا فس وا من نكون ها أن ت يترتب علي ث من يخ! و طورات التار كل ت ها قدها مكانت يخ، ول تف التارفس " حدة " الن شأة وو حدة الن لخوة وو قائق: ا هذه ال لى مة ع مع قائ مات الت تنظي

البشرية..

لوم؟ أم قدم الع تاج أو ت ساليب الن طور أ طور " بت هذه القائق أو " تت ي هل تتغهل تتغي دللتها؟!

إنا ثابتة ل تقبل التغيي، لنا حقائق " تاريية " وجدت وانتهت، ول سبيل إلتغيي حقائق التاريخ!

وعلى هذه القائق الربع الثابتة، تقوم حقائق أخرى، وتشريعات وتوجيهات، لمت الياة ما دا مة بد أن تكون دائ تة، ول مع حقائق ثاب مل تة لنا تتعا كون ثاب بد أن ت

البشرية على الرض.

ونأخذ ف التفصيل...

* * *" ÓمÔكÝقÝلÉم« ال ذ¼ي خÔكÌبÉوا رÔقÌاس« اتÌا النÉهåيÝا أÉي "

نا صور السلمي، ل ف الت سية ضية الرئي هي الق ية واللق ضية الربوب قةق القي الت تنبثق منها كل القائق التالية وتعود إليها.الول

)159(منب التوحيد والهاد

Page 160: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

إن ال هو الالق الذي خلق الكون وخلق النسان.. ومن ث فهو " الرب " الذيينبغي عبادته.. وحده.

! فكل التطور الادي والعلمي والقتصاديل سبيل إل تغييهاتلك حقيقة أزلية سان لق الن له وخ لق ك يه ال سب إل يدا� ي«ن قا� جد جد خال لن يو سي ماعي والنف والجت خاصة، غي ال! وكل ما يدثه " النسان " على وجه الرض من تغيي وتطوير، وإنشاء وتعمي، وهدم وتدمي.. كله ل يغي تلك القيقة الزلية، ول ينشئ خالقا� ف السماوات

والرض غي ال!

واللحدون من أمثال جوليان هكسلي، الذين يقولون إن النسان ينبغي أن يأخذ على عاتقه ما كان يلقيه من قبل ف عجزه وجهله على عاتق ال.. يهزلون! ول يترمون عقولم.. وإن كانوا " ملصي " ف إلادهم - كما يعتذر لم بعض " الثقفي "! - فهم يسيئون تفسي حقائق الياة. فال الذي خلق النسان قد منحه اللفة ف الرض: " وÉإ¼ذ

فة أن)52(قÝالÝ رÉبåكÉ ل¼لáمÉلئ¼كÝة¼ إ¼ن×ي جÉاع¼لê ف¼ي الáأÝرÓض¼ خÉل¼يفÝة� " هذه الل ضى من مقت . و يعمل. أن ينتج.النسان بإذن ال أشياء وأوضاعا وأحداثا� على وجه الرض. أن ينشئ

الوجود ليبدع منه أشكال جديدة على الدوام. وذلك معن اللفة الت جعلهايطورأن ال للنسان... أفذلك يغري النسان أن ينسى حقيقته وياصم ال! " أÝوÉلÝمÓ يÉرÉ الáأ¼نÓسÉانÔ أÝنÌا

)53(خÉلÝقáنÉاه« م¼نÓ ن«طáفÝةÅ فÝإ¼ذÝا ه«وÉ خÉص¼يمä م«ب¼يä؟! "

ماذا أحدث النسانÔ على غي قانون ال؟!

أليس ف كل ما يعمل وينتج وينشئ ويطور، يعمل بقتضى القانون اللي الذي أودعه فطرة الكون، وكل عمله " أن يتعرف " على " القواني الطبيعية " الت هي " سنةها، بقتضى ما قة العرفة، ث ياول التطبيق علي ها با وهبه ال من طا ال ".. يتعرف علي

وهبه ال من قدرة على التطبيق؟

أي شيء ف عمله كله خارج عن النطاق الذي رسه له ال؟

كل! إنم يهزلون ول يترمون عقولم.. أو يعميهم الهل عن حقيقة الناموس..

52)

)

].30 سورة البقرة [)53)

)

].77 سورة يس [)

)160(منب التوحيد والهاد

Page 161: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ل خالق إل هو ف السماوات والرض.. تلك هي القيقة " العلمية " الت تنشأمنها كل القائق الخرى ف هذا الوجود.

بادته: " وÉمÉا خÉلÝقáت« الáج¼ن باد بع قوم الع لوهيته أن ي لله، فمقتضى أ هو ا وما دام .)54(وÉالáأ¼نÓسÉ إ¼ل ا ل¼يÉعÓب«د«ون¼ "

والعبادة لفظ شامل واسع ميط. إنه ليس شعائر التعبد الصورة الدودة. ولكنهاشيء. له كل باد ك مل الع لذيهي ع هم ا كل عمل بادة. أي أن قون للع باد ملو . فالع

يعملون مفروض أنه عبادة. ومن ث يلتقي العمل بالشعائر التعبدية ويصبحان شيئا� واحداف عرف السلم.

وما دام هو الله الواحد الحد، فمقتضى وحدانيته هو إفراده بالعبادة. فل يعبدسان سجد الن هو أل ي ضيق الصور، و ن ال هو الع لك ن ذ يس مع لرض. ول ف ا يه غف صور بادة ال ضيق للع هوم ال سب إل الف هوم ل ينا هذا الف حد. ف كع ل حد ول ير ل

هي الت ينبغيعمل الناس كله،الشعائر التعبدية. ولكن العبادة بعناها القيقي، الت هي العمل البشري - وهو العبادةفكل أن تكون ل وحده ول تكون لحد غيه من اللق.

- ينبغي أن يكون ل وحده دون شريك.

بس ل. وينشط نشاطه النسي ل. فيأكل النسان ل ويشرب ل ويسكن ويل ويلك ل. ويقاتل ل. ويبز ل. ويب ل ويكره ل إل.. ال وذلك هو معن العبادة ل

ف نطاقها الواسع.. نطاقها القيقي.

ومقتضى وحدانيته كذلك أن تكون له الاكمية وله التشريع. فالاكمية ألوهية، وطاعة الاكمية عبودية.. ولن يشرع إنسان للناس - من عنده - إل أن يكون شاعرا� أنبدوه! وما دام عان - يع عوا سواه. أي - بعن من ال عوه هو ول يطي غي أن يطي ناس ينب ال يضع لم عقوبات حي يرجون على طاعته - هو - فهو يستعبدهم لنفسه، وهم - حيمن عة فردا� أو ممو سانا� شرع إن كون ال ستوي أن ي له! وي بدون ضي - يتع عونه را يطي الناس تعطي نفسها الق ف التحليل والتحري لبقية الناس، وترسم العقوبات للمخالفي.. إنا تعطي نفسها حقوق الله، وتتطلب من الناس ما يتوجهون به إل ال. وهو ما ل يق

لم ما داموا ليسوا آلة ول خالقي..

54)

)

].56 سورة الذاريات [)

)161(منب التوحيد والهاد

Page 162: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

حده. ل و بادة كون الع سلمي. أن ت صور ال ف الت لول ضية ا هي الق لك توالاكمية ل وحده. والتشريع من عند ال وحده.

وهي قضية تقوم على حقيقة أزلية.. وحقيقة " علمية " هي أنه ل إله إل ال.

والذين يدعون إل أن يشرع النسان لنفسه، ويضع القواعد لنفسه، ها هم أولء ف صراحة يقولون: إن النسان ينبغي أن يمل على عاتقه هو ما كان يضعه على عاتق

)55(ويصبح هو ال! ال من قبل،

ويلتقي بذه القيقة الزلية حقيقة مقابلة ف الفطرة.. أن الفطرة البشرية تتجه إلل: " وÉإ¼ذá أÝخÉذÝ رÉبåكÉ م¼نÓ بÉن¼ي آدÉمÉ م¼نÓ ظÔه«ور¼ه¼مÓ ذÔر×يÌتÉه«مÓ وÉأÝشÓهÉدÉه«مÓ عÉلÝى أÝنÓفÔس¼ه¼م بادة ا ع

)56(أÝلÝسÓت« ب¼رÉب×كÔمÓ قÝالÔوا بÉلÝى شÉه¼دÓنÉا "

وتلك حقيقة علمية، تثبتها وقائع التاريخ..

النسان ف كل عصوره وكل أحواله يعبد ال. ولكنه يهتدي تارة ويضل أخرى.فيعبد ال على صفاء وصحة، أو يعبده ف صور منحرفة، أو يعبده ويشرك به آلة أخرى..

ولكنه ف كل حالة يعبد ال.. الالق.. الذي خلقه وخلق الكون والياة.

يا - ضالة أو بده تلقائ هي تع ل. ف بادة ا ل ع من يوجهها إ ل ول تتاج الفطرة إ مهتدية - بل تدخل. وإن كانت توقيعات متلفة من الكون ف الس البشري " توقظ "

الفطرة وتنبهها إل حقيقة ال.

قوة والقدرة. لذي يسه النسان ف أعماقه مهما وصل من ال العجز البشري، ا ما يريد السيطرة عليه. العجزكل ما يريده النسان والسيطرة على كلالعجز عن تقيق

عن اللود. العجز عن معرفة الغيب. العجز على أن يكون النسان إلا، يقوم بذاته وليتاج إل مدد من خارجه.. من غذاء أو كساء أو جنس!!

55)

)

جوليان هكسلي، كتاب " النسان ف العال الديث " [وغيه كثيون!])56)

)

].171 سورة العراف [)

)162(منب التوحيد والهاد

Page 163: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

والروعة الت يسها النسان إزاء الكون.. الكون الائل، والكون الدقيق. الجرامالروعة ف ضخامتها، والدقة العجزة ف تفصيلتا وجزئياتا وتنظيماتا ودورة أفلكها.

والوت.. الذي يروع الس البشري ويلجئه للبحث عن واهب الياة.

ياة، لوت وال كان، وا مان وال هار، والز يل والن حداث: الل حدوث ال عة ورووالصحة والرض، والغن والفقر، واللذة والل والسعادة والشقاء.. ال

)57(كلها توقيعات يوقعها الكون على الس البشري، فتوقظ فطرته إل ال!

لالق قة وجود ا قابلتي: حقي قتي الت ظامه كله على هاتي القي يم ن والسلم يقوحقيقة توجه الفطرة إليه.

ته التوجهة إل ال، وتصحح الفطرة لب فطر يدة ف ال، ت فهو ينح النسان عق وتقومها من ضللا إن ضلت عن حقيقة ال. عقيدة تلب حاجة النسان الفطرية إل ال.ياة من ال ها لى مركز عرف ع ل الت ية إ ها الفطر بادته. وحاجت ل ع ية إ ها الفطر وحاجت

والكون، وعلى حقيقة الصلة بينها وبي ال.

وعقيدة - من ناحية أخرى - تنظم حياة النسان، بقتضى عبوديته ل وحاكميه ال له، فتجعل التشريع كله والنتظيم، مستمدا من العقيدة، مرتبطا با متعلقا بعبادة ال.

)58(

وعقيدة - من ناحية ثالثة - تعل التشريع والتنظيم متمشيا مع فطرة النسان، فالثبات والتغي على السواء! ومن ث تلتقي العقيدة بالفطرة ف كل اتاه.

* * *والنظم الت خرجت على تلك القيقة الزلية، ماذا صنعت ببن النسان؟!

57)

)

انظر فصل الدين والفطرة ف كتاب الدراسات.)58)

)

انظر كتاب " هذا الدين " وكتاب " الستقبل لذا الدين ".)

)163(منب التوحيد والهاد

Page 164: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لقد صنعت بم شرورا كثية..

عال حدود ال ف حد، و لوطن " الوا حدود " ا ف عض.. ضهم لب ستعبدتم بع االكبي!

" فالطبقة الاكمة " كما تعترف الذاهب كلها، تشرع لنفسها ولصالها علىلخرين لسابا ستعبد ا لخرين، وت لى حساب ا تأله ع نا ت قات. أي أ ية الطب حساب بق

ألوانا من الستعباد.

و " الفرد الاكم " هو الطاغية ف كل أطوار التاريخ..

ذلك ف حدود " الوطن ".. أما ف حدود العال الكبي، فأمة تستعبد أمة وتذيقهاالعذاب، وهذه وتلك خارجتان على ال!

واستعبدتم لشهواتم.. فحي ينفلت النسان من ضوابط العبادة القة ل تلكهشهواته ونزواته، فيستعبد لا ويستذل.

لى مة ع نا قائ يل] ل سس كار ظر ألك تم [ان ما ل تلئم فطر لم نظ ضعت وو الهل الطبق بقيقة النسان. وكان من جراء هذه النظم هذا الفساد الذريع والشقاء الذي

يغشى وجه الرض..

ومزقتهم، بي حاجتهم الفطرية إل ال والعقيدة، وبي التنظيمات الضرورية لم،جات، ضارب الا ل. فتت ند غي ا من ع ف حياتم - ستمد - لت ت هم، وا لمنهم وراحت

وتتمزق الشاعر، ويدث النون والضطراب..

)59(وف النهاية تدد - كما رأينا ف شهادة القرن العشرين - بتدمي البشرية!

* * *

59)

)

راجع كتاب " السلم ومشكلت الضارة " لسيد قطب. )

)164(منب التوحيد والهاد

Page 165: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ها، وهي وجود الالق لت ترتكن إلي قة ا بات القي ثابت، لث مر يدة ف ال أ والعقووجود الخلوق.

ومن ث كانت العقيدة - كما أنزلا ال - ثابتة ف جيع أطوار التاريخ. ل تتبدلول يطرأ عليها تغيي.

" لÝقÝدÓ أÝرÓسÉلáنÉا ن«وحا� إ¼لÝى قÝوÓم¼ه¼ فÝقÝالÝ يÉا قÝوÓم¼ اعÓب«د«وا الل هÉ مÉا لÝكÔمÓ م¼نÓ إ¼لÝهÅ غÝيÓر«ه«... وÉإ¼لÝى عÉادÅ أÝخÉاه«مÓ ه«ودا� قÝالÝ يÉا قÝوÓم¼ اعÓب«د«وا الل هÉ مÉا لÝكÔمÓ م¼نÓ إ¼لÝهÅ غÝيÓر«ه.. وÉإ¼لÝى ثÝم«ودÉ أÝخÉاه«مÓ صÉال¼حا قÝالÝ يÉا قÝوÓم¼ اعÓب«د«وا الل هÉ مÉا لÝكÔمÓ م¼نÓ إ¼لÝهÅ غÝيÓر«ه.. وÉإ¼لÝى مÉدÓيÉنÉ أÝخÉاه«مÓ ش«عÉيÓبا� قÝالÝ يÉا قÝوÓم¼ اعÓب«د«وا

)60(الل هÉ مÉا لÝكÔمÓ م¼نÓ إ¼لÝهÅ غÝيÓر«ه... "

دعوة واحدة على مدار التاريخ..

ولكن للعقيدة جانبها التطور على مدار التاريخ! جانب التشريع والتنظيم الذيماعي سي والجت مو النف سالة. الن قت الر مة و ها ال كون علي لت ت مو ا جة الن سب در ينا

والعقلي..

وحي تبلغ البشرية رشدها تيئها العقيدة ف صورتا الخية الثابتة، وتمل هذه العقيدة ف الوقت ذاته كل الرونة الطلوبة لتطورات الستقبل [كما سيجيء بالتفصيل ف ناية الفصل]: " الáيÉوÓمÉ أÝكáمÉلáت« لÝكÔمÓ د¼ينÉكÔمÓ وÉأÝتÓمÉمÓت« عÉلÝيÓكÔمÓ ن¼عÓمÉت¼ي وÉرÉض¼يت« لÝكÔم« الáأ¼سÓلم

)61(د¼ينا� "

أما الذي يزعمه علم الجتماع الغرب من " تطور " العقيدة ف ال ذاتا، ليوحي إياء خبيثا بأن العقيدة أمر بشري، ابتدعه البشر ف جهالتهم، وينبغي أن نتبأ منه ف عصر

النور (!).. أما هذا فمغالطة ل تثبت للتمحيص

إن الذي " تطور " ل يكن هو العقيدة ف ال. إنا كان انراف العقيدة ف ال!

60)

)

سورة العراف.)61)

)

].3 سورة الائدة [)

)165(منب التوحيد والهاد

Page 166: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

قوى بدت لوثن، وع بدت ا طوطم، وع بدت ال ها، وع شرية أبا بدت الب ي ع حصوره ل، وتت ف ا صحيحة يدة ال عن العق حرف لك تن كل ذ ف كانت قة.. عة الفر الطبي تصورات شت منحرفة، تتطور ف كل مرة مع تطور " العلومات " والتصورات البشرية، والتشابكات الجتماعية والقتصادية والسياسية.. ولكنها ل تكن ف شيء من ذلك تتبع

دين ال.

ومن ناحية أخرى فمن الثابت ف التاريخ - الذي أغفله علم الجتماع الغرب عن عمد - أن البشرية - فيما بي انرافاتا التكررة " التطورة " - قد مرت بفترات فاءت فيها إل العبادة الصحيحة - عن طريق الرسالت السماوية - قبل أن تعود مرة أخرى إل

النراف.

لم با ع صقها لت يل ته ا قد دلل فة يف صورات النحر طور " الت فإن " ت ث من و الجتماع الغرب. فهو ليس دليل على أن الدين قد ابتدعه البشر ول ينله ال، وليس دليل كذلك على أن العقيدة ف ال عنصر متطور، ييء عليه وقت يزول من النفوس بكم "

التطور ".. وتستبدل به عبادة أخرى، أو ل عبادة على الطلق!

بل إن هذه النرافات " التطورة " لتعطي دللة عكسية لا يقوله علم الجتماعالذي أبدعته الشياطي!

ففي جيع الجيال، وعلى جيع الستويات توجدثبات العقيدة!إنا تعطي دللة عقيدة ف ال!! تتدي أو تضل، وتأخذ صورا� شت، ولكنها ف النهاية عقيدة ف ال! فهي

إذن عنصر ثابت ف كيان النسان!

والقرن العشرون، أو " علماؤه " من الشياطي، ل يستطيعون أن يأخذوا من هذهناس ف القرن العشرين أحرار ف أل يعبدوا لذي يريدونه، وهو أن ال توجيه ا فات ال النرا

ال! وأن الروج من عبادة ال ظاهرة " بشرية " آن أوانا ف القرن العشرين!

كل! إن ما أثبتته الفطرة ف مئات اللوف من السني.. ل يلغيه الواقع النحرفما دون مستوى ل من فسدت فطرتم فارتكسوا إ قرن العشرين، ف ال شياطي عض ال لب

الدميي!

)166(منب التوحيد والهاد

Page 167: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

* * *" اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ".

ينتقل القرآن بعد ذلك إل القضية التالية، بعد قضية ربوبية الالق وعبادة العباد.

" خلقكم من نفس واحدة ".

سية، ول ية والسيا طورات القتصادية والجتماع تة ل تغيها الت قة الثاب لك القي ت التطور ف أساليب النتاج! إن شيئا من ذلك كله ل يقول إن النسان يرجع ف تاريه إل

أصول متعددة.

حت التفسي اليوان للنسان - تفسي دارون - ل يقل إن هناك أصول متعددةللجنس البشري. وإنا هو أصل واحد مشترك ف ناية الطاف.

ولكن تلك القيقة الثابتة تعطي كثيا� من العطÝيات.

مور خطية ف علقات تترتب عليها أ إن وحدة البشرية وأخو�تا حقيقة علمية. الناس بعضهم بعض.. أمور تغفلها النظم " البشرية " كلها، ويذكرها السلم.

ناس قوما منبوذين ل حقوق لم، ول نعود إل النظم السالفة، الت جعلت من الول كيان، ول " آدمية ".. إنا نتحدث عن النظم " التحضرة " الراقية ف القرن العشرين!

لت تشوه وجه بدو أخو�ة البشرية ووحدتا ف ظل " التفرقة العنصرية " ا كيف ت الرض ف القرن العشرين، ف أمريكا التحضرة، وانلترا [ف جنوب أفريقيا] وغيها من

بلد ال؟!

كيف تبدو هذه القيقة الثابتة ف ظل النظم الت استكبت عن عبادة ال وقالت إتا شبت عن الطوق، ول تعد ف حاجة إل وصاية ال أو وصاية الرسل والنبياء.. لنا

تعيش ف عصر " العلم " و " التقدم " و " الدنية "؟!

)167(منب التوحيد والهاد

Page 168: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

كيف هي حي يسك البيض " التحضرون " بشاب زني ذنبه أنه أسود اللون،جل يل، ور ف التنك يادة شجر ز فروع ال ف قونه لوت، ويعل حت ا لونه ضربونه ويرك في

البوليس البيض واقف ينظر ول يتدخل حت ينتهي الرم البشع الشنيع!

تلك هي الضارة! الضارة الراقية الت تستكب على الدين. وتنظر إل العقيدة فال على أنا رجعية وتأخر وانطاط!

* * *والسلم قد راعى هذه القيقة الثابتة ف تشريعاته وتوجيهاته:

ول يقل).62( إ­ن¶ أµك�ر*م*́كم' ع­ن'د* الل¶ه­ أµت'قµا́كم' "" وÉجÉعÉلáنÉاكÔمÓ ش«ع«وبا� وÉقÝبÉائ¼لÝ ل¼تÉعÉارÉفÔوا أبيضكم. ول أكثركم " حضارة! " من ذلك النوع الذي يبيح قتل اللوني لنم ملونون،من هو ف مدارسهم و يم حق التعل حدهم لة بإعطاء أ تأمر الدو ثورة هجية حي ثور وي

أبسط حقوق " النسان "!

)63(" ل فضل لعرب على عجمي إل بالتقوى "

" اسعوا وأطيعوا، ولو استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة، ما أقام فيكم)64(كتاب ال تبارك وتعال "

وراعاها ف واقعه التاريي. فبلل البشي السود هو مؤذن رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي يظهر على ظهر الكعبة فيؤذن يوم الفتح، وهي الت يعظمها العرب ف الاهلية والسلم. وعمار وابن مسعود كذلك ها اللذان يمع رسول ال صلى ال عليه وسلم بينهما وبي أب بكر وعمر - رضي ال عنهم - ف حديث واحد ف شأن واحد

62)

)

].13 سورة الجرات [)63)

)

أخرجه الطبي.)64)

)

رواه البخاري.)

)168(منب التوحيد والهاد

Page 169: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

كر ب ب ل أ شار إ عدي - وأ من ب لذين تدوا بال كم فاق قائي في ما ب ن ل أدري قول: " إ في)65(وعمر - واهتدوا بدي عمار، وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه "

لق نا تتع سملي، وإ جود ال لق بو قة ل تتع نا حقي سلمي، ل ي ال مع غ ها وراعا اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ". فعاملالناس بوجود " الناس ": " " يا أيها

ياربون لرض ول ف ا موا ل يفسدون ما دا قة سانيتهم الطل ساس إن لى أ عا� ع ناس جي اللد×ين¼ وÉلÝم هم: " ل يÉنÓهÉاكÔم« الل ه« عÉن¼ ال ذ¼ينÉ لÝمÓ ي«قÝات¼لÔوكÔمÓ ف¼ي ا نونم ف دين السلمي ول يفت

" Éس¼ط¼يáم«قáال åي«ح¼ب Éإ¼ن  الل ه Óه¼مÓيÝوا إ¼لÔس¼طáت«قÉو Óوه«مåرÉبÉت áنÝأ ÓمÔار¼كÉد¼ي Óم¼ن ÓمÔر¼ج«وكÓ66(ي«خ(

بل راعاها ف الرب مع الذين يقاتلونه ف الدين! فكانت تلك العاملة النسانيةالكرية الت ل يعرفها التاريخ ف غي حروب السلمي!

هم لرض، لعل كل ا ف سلمي نوا م يدون أن يكو بال ول ير نون لذين ل يؤم وابه يبرون سان يوان للن سي ال يخ، أو التف لادي للتار سي ا من التف شيئا ستنبطون ي وحشياتم ف السلم والرب، ف الضطهاد العنصري والقتل والتدمي على نطاق واسع،لوهيتهم سندوا أ كامهم لي من ح غاة ستخدمها الط لت ي شي ا عذيب الوح سائل الت ف و و

الزائفة.. ف عصر " الرية " و " التقدم " والستكبار عن عبادة ال!

* * *من شرية وأخوتا ف مموعة عن وحدة الب هذا الفهوم السلمي وقد انعكس التشريعات والتوجيهات والتقاليد، ل يكن لا مثيل ف تاريخ المم الخرى كلها، خارج

نطاق السلم.

لول عدة ا هو القا سلم كون ال بدء أن ي بادئ ذي هوم هذا الف من ثق قد انب ف للبشرية. فهذا هو الذي يتناسب مع أبناء " النفس الواحدة ": " يÉا أÝيåهÉا ال ذ¼ينÉ آمÉن«وا ادÓخ«لÔوا

65)

)

أخرجه الترمذي.)66)

)

].8 سورة المتحنة [)

)169(منب التوحيد والهاد

Page 170: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لمر)68(. " وÉإ¼نá جÉنÉح«وا ل¼لسÌلáم¼ فÝاجÓنÉحÓ لÝهÉا وÉتÉوÉك لá عÉلÝى الل ه¼ " )67(ف¼ي الس×لáم¼ كÝاف ة� " فال، ها سلموا أنفسهم كل بأن ي لك فة، ذ سلم كا ف ال يدخلوا لؤمني ل ل ا موجه إ لول ا فيسود السلم بينهم وبي فطرتم، وبينهم وبي الكون من حولم، وبي بعضهم وبعض،ية البشرية: " وÉكÝذÝل¼كÉ جÉعÉلáنÉاكÔمÓ أÔمÌة لت تشرف على بق شدة ا وبذلك يصبحون المة الرا

المة الت تعل من)69(وÉسÉطا� ل¼تÉكÔون«وا ش«هÉدÉاءë عÉلÝى النÌاس¼ وÉيÉكÔونÝ الرÌس«ولÔ عÉلÝيÓكÔمÓ شÉه¼يدا� " نفسها الثال الذي تترسه البشرية، فأول با أن تكون ترجة صادقة لفهوم القرآن، وتكون خالصة ل. والمر الثان يدد العلقة بي هذه المة الؤمنة وغيها من الناس. فإن جنحوا للسلم، إن امتنعوا عن العدوان، وأطلقوا الرية للدعوة إل ال بينهم، تاركي الناس لريةحة لبواب مفتو باتت ا قد سلم، و كذلك لل هم حوا سلمي أن ين لمر للم ناعهم، فا اقتي هم وب تول بين سلطة من حاجز لرض، بل ف ا ل ين ا ل د لدعوة إ لة ا مامهم لزاو أ الناس، وإقامة نظام ال ف الرض بل مانع من سلطة تول بينهم وبي إقامة شريعة ال، ليسود السلم كل الرض، تقيقا� لخوة البشرية ف صدورها من " نفس واحدة ". فأما حي يقع العدوان على دعوة ال أو على السلمي، أو على النظام السلمي، ف صورة من صور العدوان، سواء بالوقوف ف وجه الدعوة، أو ماربة النظام القائم على شريعة ال، أو فتنة السلمي عن دينهم، فالرب تقع لرد العدوان الظال: " وÉقÝات¼لÔوا ف¼ي سÉب¼يل¼ الل ه¼ ال ذ¼ين

" Éد¼ينÉت Óم«عáال åل ي«ح¼ب Éد«وا إ¼ن  الل هÉت ÓعÉل تÉو ÓمÔكÉونÔات¼لÝى)70(ي«قÝلÉإ¼ل ا ع ÝانÉوÓل ع«دÝا فÓوÉهÉتÓإ¼ن¼ انÝف " " É71(الظ ال¼م¼ي(.

. حقيقة إن السلم)72(وانبثق عن هذا الفهوم كذلك أنه " ل إ¼كáرÉاهÉ ف¼ي الد×ين¼ " هوا لك أن ي«كر مع ذ لم يس كن ل شدة. ول ية الرا هم المة الهتد سلمون لدى. وال هو انا عليهم أن يدعوهم إل الدى.. دعوة بالت باع دين الق! إ إخوتم ف البشرية على ات

)73(هي أحسن. كما يليق بالخوة: " ادÓع« إ¼لÝى سÉب¼يل¼ رÉب×كÉ ب¼الáح¼كáمÉة¼ وÉالáمÉوÓع¼ظÝة¼ الáحÉسÉنÉة¼ "

67)

)

].208 سورة البقرة [)68)

)

].61 سورة النفال [)69)

)

].143 سورة البقرة [)70)

)

].190 سورة البقرة [)71)

)

].193 سورة البقرة [)72)

)

].256 سورة البقرة [)73)

)

].125 سورة النحل [)

)170(منب التوحيد والهاد

Page 171: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لى)74(" وÉجÉاد¼لáه«مÓ ب¼ال ت¼ي ه¼يÉ أÝحÓسÉن« " ناس ع لكراه ال لدعوة ل ف ا لرب قع ا نا ت . وإ الدين، فالمر صريح بأنه ل إكراه ف الدين. ولكن لزالة القوى الظالة الت تجب الدى عن الناس. فإن جنحت تلك القوى الظالة العتدية إل السلم وأبدت أنا ل تقف ف سبيل

الدعوة إل ال الق، فل حرب ول عدوان.

وانبثق عنه أن تكون العلقة بي الؤمني وأصحاب الديانات الخرى هي علقةن مÓ وÉالáم«حÓصÉنÉات« م¼ لì لÝه« عÉام«كÔمÓ ح¼ ÝطÉو Óم ÔكÝل ìل تÉابÉ ح¼ ل ذ¼ينÉ أÔوت«وا الáك¼ عÉام« ا ÝطÉلودة: " و ا

" ÓمÔل¼كÓبÝق Óم¼ن ÉابÉك¼تáوت«وا الÔأ Éل ذ¼ين لة)75(الáم«ؤÓم¼نÉات¼ وÉالáم«حÓصÉنÉات« م¼نÉ ا قة الؤاك هي عل . فوالتزاور والتزاوج.. وهي أوثق العلقات.

سانيتهم وحدها. بصرف ساس إن شر على أ عدل بي الب قوم ال ها أن ي ثق عن ث انب النظر عن أي اعتبار آخر.. ولو كان هذا العتبار هو العداوة للمؤمني! ففي وسط الربلؤمني واقتلع لة ا ياولون زلز هده، ف م سلم لى ال هود ع شنها الي كان ي لت ثة ا البي العقيدة الديدة من جذورها قبل أن ترسخ ف الرض، والدس والكيد ونشر الراجيف، وتشكيك الناس بعضهم ف بعض، وإيذاء السلمي والسلمات ف أعرضهم.. بالضافة إل الرب الرسية الت تستخدم فيها أدوات القتال، مع الغدر ف هذه الرب ونقض الواثيقمن حد لى وا قع ع عدوانا� و سلم بل ال لك ل يق كل ذ سط ف و مات.. هاك الر وانتهذه تبئته ف لوحي ب نل ا ها، فيت من أجل يه لة وكاد يكم عل هود، إذ ر«م¼يÉ بتهمة ظا الي اليات البينات: " إ¼نÌا أÝنزÉلáنÉا إ¼لÝيÓكÉ الáك¼تÉابÉ ب¼الáحÉق× ل¼تÉحÓكÔمÉ بÉيÓنÉ النÌاس¼ ب¼مÉا أÝرÉاكÉ الل¿ه« وÉلÝ تÉكÔن لØلáخÉآئ¼ن¼يÉ خÉص¼يمíا، وÉاسÓتÉغÓف¼ر¼ الل¿ه¼ إ¼ن  الل¿هÉ كÝانÝ غÝفÔورíا رÌح¼يمíا، وÉلÝ ت«جÉاد¼لá عÉن¼ ال ذ¼ينÉ يÉخÓتÉان«ون أÝنفÔسÉه«مÓ إ¼ن  الل¿هÉ لÝ ي«ح¼بå مÉن كÝانÝ خÉوÌانíا أÝث¼يمíا، يÉسÓتÉخÓفÔونÝ م¼نÉ النÌاس¼ وÉلÝ يÉسÓتÉخÓفÔونÝ م¼نÉ الل¿ههÉاأÝنت«م ط�ا، لÔونÝ م«ح¼ي ÉمÓعÉا يÉم ه« ب¼ كÝانÝ الل¿ Éل¼ وÓوÝق áال Éن مÉا لÝ يÉرÓضÉى م¼ Ýت«ون مÓ إ¼ذá ي«بÉي× ه«وÉ مÉعÉه« Éو لدåنÓيÉا فÝمÉن ي«جÉاد¼لÔ الل¿هÉ عÉنÓه«مÓ يÉوÓمÉ الáق¼يÉامÉة¼ أÝم مÌن يÉكÔون هÉـؤ«لء جÉادÉلáت«مÓ عÉنÓه«مÓ ف¼ي الáحÉيÉاة¼ ا عÉلÝيÓه¼مÓ وÉك¼يل�، وÉمÉن يÉعÓمÉلá س«وءéا أÝوÓ يÉظáل¼مÓ نÉفáسÉه« ثÔمÌ يÉسÓتÉغÓف¼ر¼ الل¿هÉ يÉج¼د¼ الل¿هÉ غÝفÔورíا رÌح¼يمíا، وÉمÉن يÉكáس¼بÓ إ¼ثáمíا فÝإ¼نÌمÉا يÉكáس¼ب«ه« عÉلÝى نÉفáس¼ه¼ وÉكÝانÝ الل¿ه« عÉل¼يمíا حÉك¼يمíا، وÉمÉن يÉكáس¼بÓ خÉط¼يئÝةنíا، وÉلÝوÓلÝ فÝضÓلÔ الل¿ه¼ عÉلÝيÓكÉ وÉرÉحÓمÉت«ه أÝوÓ إ¼ثáمíا ثÔمÌ يÉرÓم¼ ب¼ه¼ بÉر¼يئ�ا فÝقÝد¼ احÓتÉمÉلÝ ب«هÓتÉانíا وÉإ¼ثáمíا مåب¼ي لÝهÉمÌت ط آئ¼فÝةê مåنÓه«مÓ أÝن ي«ض¼لîوكÉ وÉمÉا ي«ض¼لîونÝ إ¼لî أÝنفÔسÉه«مÓ وÉمÉا يÉض«رåونÉكÉ م¼ن شÉيÓءÅ وÉأÝنزÉلÝ الل¿ه

.)76(عÉلÝيÓكÉ الáك¼تÉابÉ وÉالáح¼كáمÉةÝ وÉعÉل مÉكÉ مÉا لÝمÓ تÉكÔنÓ تÉعÓلÝم« وÉكÝانÝ فÝضÓلÔ الل¿ه¼ عÉلÝيÓكÉ عÉظ¼يمíا "

74)

)

].125 سورة النحل [)75)

)

].5 سورة الائدة [)76)

)

].113 - 105 سورة النساء [)

)171(منب التوحيد والهاد

Page 172: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

مي كرر، لتح شديد ال يد ال يان والتوك صيل والب بذا التف سع يات الت هذه ال لت قد نز و الرسول صلى ال عليه وسلم من الكم على هذا اليهودي البيء الذي كانت القرائن - الظاهرة - كلها تتهمه، وكان الق أنه بريء من التام! ووضع السلم بذلك ف عال

الواقع هذا البدأ النسان الالد.. الذي ل يوجد قط بذه الصورة ف غي السلم!

مة: هات العا كانت هذه التوجي Ó وÉل تÉنÉابÉز«وا ب¼الáأÝلáقÝاب¼ "أµن'́فس*́كم" وÉل تÉلáم¼ز«وا ث سا� ب¼غÉيÓر¼ نÉفáسÅ أÝوÓ فÝسÉادÅ ف¼ي)77( áفÉن ÝلÉتÝق ÓنÉه« مÌنÝأ ÝرائيلÓن¼ي إ¼سÉى بÝلÉا عÉنÓبÉتÝك Éل¼كÝل¼ ذÓجÝأ Óم¼ن " .

عا� " يÉا النÌاسÉ جÉم¼ي ÓحÝا أÉمÌنÝأÝكÝا فÉه عا� وÉمÉنÓ أÝحÓيÉا هو)78(الáأÝرÓض¼ فÝكÝأÝنÌمÉا قÝتÉلÝ النÌاسÉ جÉم¼ي [و مكتوب على المة السلمة كذلك] " وÉل يÉجÓر¼مÉنÌكÔمÓ شÉنÉآنÔ قÝوÓمÅ عÉلÝى أÝل ا تÉعÓد¼لÔوا اعÓد¼لÔوا ه«و

.)79(أÝقáرÉب« ل¼لتÌقáوÉى "

هكذا.. إنسانية على التساع! ف السلم وف الرب سواء. ف الب وف الكرهسواء!

ظروف به ال شرية، ل تقل ياة الب ف ح تا صرا� ثاب سلم عن ظر ال ف ن هذا كان وطورات " تة ل تغيها ت قة ثاب من حقي بع نا ين ظروف، وإ من ال عا� يس ناب لنه ل لهواء، وا

النتاج " ول أحداث التاريخ!

* * *والقضية الثالثة هي قضية العلقة بي النسي.. وهي من أخطر قضايا البشرية.

" خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ".

نا فس ه ل الن حدة. والشارة إ فس " وا من " ن لرأة - إن الزوجي - الرجل وانوع النسان " فقط. ولكنها أخص� من ذات دللة ل تفى. إن الشاركة ليست ف " ال ذلك كثيا. إنا الشاركة ف " النفس ".. النفس الواحدة. ومن ث يتشاركان ف الكيان

77)

)

].11 سورة الجرات [)78)

)

].32 سورة الائدة [)79)

)

].8 سورة الائدة [)

)172(منب التوحيد والهاد

Page 173: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لارجي شاركان ف الطار ا فس " كما يت يه لفظة " الن لذي تشي إل لداخلي، ا سان ا الن ب*ع'ض)́كمللنسان.. " فÝاسÓتÉجÉابÉ لÝه«مÓ رÉبåه«مÓ أÝن×ي ل أÔض¼يع« عÉمÉلÝ عÉام¼لÅ م¼نÓكÔمÓ م¼نÓ ذÝكÝرÅ أÝوÓ أÔنÓثÝى

... متداخلي متزجي ل يتميزان من حيث الكيان النسان للنسان!)80( م­ن' ب*ع'ض· "

فق ما يت ها تب علي صورة، ور بذه ال لت وضعها السلم ية ا قة الول وهذه القي معها من تشريعات، ل تفيء إليها البشرية خارج نطاق السلم إل بعد فترة طويلة جدا.. وبعد صراعات مدمرة، حطمت السرة والتمع ف الغرب، وحطمت الخلق والتقاليد،سعار ف كس نا� يرت سان حيوا لت ردت الن شعة ا سية الب ضى الن لك الفو ل ت وأدت إنا، مرأة تكريا� وكرما، مع الافظة الكاملة على كيا ها لل قد أعطا ما السلم منون. بين وكيان الرجل معها، وكيان السرة والتمع.. وذلك هو الفرق بي دين ال ودين البشر

الذين يشرعون لنفسهم، ويزعمون لنفسهم حقوق الله!

ية، ها الطبيع حدة، نتائج فس الوا ف الن شاركة هذه ال لى سلم ع تب ال قد ر للزواج وطلب الطلق، يم، وا لرأة حق اللك والتصرف والكسب والعمل والتعل فأعطى ا والادلة عن نفسها والنافحة عن حقوقها.. وهي مصونة الخلق، تقوم بذه المور كلهامن لت يوان النف ستوى ال لى م يف، ل ع بد النظ شد العا سان " الرا ستوى " الن لى م ع القيد، ول الشيطان القاعد للفتنة والغراء: " ل¼لر×جÉال¼ نÉص¼يبä م¼مÌا اكáتÉسÉب«وا وÉل¼لن×سÉاء¼ نÉص¼يب

" ÉنÓبÉسÉتáا اكÌوه«ن)81(م¼مÔض«لÓعÉل تÉها� وÓرÝك ëاءÉوا الن×سÔر¼ثÉت áنÝأ ÓمÔكÝل îح¼لÉن«وا ل يÉآم Éا ال ذ¼ينÉهåيÝا أÉي " " قÝد)82(ل¼تÉذáهÉب«وا ب¼بÉعÓض¼ مÉا آتÉيÓت«م«وه«نÌ إ¼ل ا أÝنá يÉأáت¼يÉ ب¼فÝاح¼شÉةÅ م«بÉي×نÉةÅ وÉعÉاش¼ر«وه«نÌ ب¼الáمÉعÓر«وف¼ "

سÉم¼عÉ الل ه« قÝوÓلÝ ال ت¼ي ت«جÉاد¼لÔكÉ ف¼ي زÉوÓج¼هÉا وÉتÉشÓتÉك¼ي إ¼لÝى الل ه¼ وÉالل ه« يÉسÓمÉع« تÉحÉاو«رÉكÔمÉا إ¼ن  الل ه " äص¼يÉب äم¼يعÉ83(س(

حق لك، و ما ت شر في صرف البا حق الت لرأة عط ا ل ت ضرة - سا - التح وفرن التعامل الباشر مع التمع إل ف القرن العشرين! وأوربا كلها ل تعط الرأة حق الساواة ف الجر على العمل الواحد إل ف القرن العشرين. وما تزال انلترا إل هذه اللحظة ل تراعي

هذه الساواة بي الوظفي والوظفات، بجة أن الرأة تمل وتلد وتطلب إجازة للوضع!

80)

)

].195 سورة آل عمران [)81)

)

].32 سورة النساء [)82)

)

].19 سورة النساء [)83)

)

].1 سورة الادلة [)

)173(منب التوحيد والهاد

Page 174: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ول تصل الرأة إل هذه القوق حت اضطرت أول أن ترج للعمل لتكفل نفسها لنه ل عائل لا يكفلها! واضطرت ثانيا� أن تتخلى عن أخلقها لنا قيد ينع حصولا على العمل، من الرجل اليوان الذي يريد - قبل أن ينحها لقمة البز الت تريدها - أن ينالنة ف الرض، بدور الفت قوم - غي مضطرة - لمر با أن ت ث انتهى ا لرام. عة ا ها الت من وتول الياة ف الغرب إل ماخور كبي. ث.. ث قال الغرب بعد هذا الصراع اليوان كلهنه ل يعطي لا هذه القوق لن ذلك مقتضى القيقة الولية ف خلق الرجل مع الرأة: إمي "! أي.. طور " الت لك!! الت ضى ذ قد اقت صادي طور " القت لن " الت كن لرأة، ول واظروف من ال ضغط تدئا - بل عد مب هذه القوا سلم ضع ال ما ي مون!! بين ناس راغ والتة - عد ثاب بذلك يعبدون ال! ويضعها قوا ناس راضون، لنم القتصادية ول قهر - وال لنا مستمدة من حقيقة ثابتة - تطبق ف التمع الرعوي - الذي كان يوم نزل السلم -لذري سواء. ل لذي تله، كما تطبق ف التمع الصناعي والتمع ا وف التمع الزراعي الق بش¼ق ي " نا تتع مع. ل صاد والت طور القت تاج ول ت ساليب الن طور " أ لا " بت خل د

النسان ".. النسان من حيث هو إنسان!

* * *ياة ف ح كبي طر شعبة، ذات خ كثية مت ضايا سي ق ضية الن من ق فرع وتت

البشرية:

" وÉم¼نÓ آيÉات¼ه¼ أÝنá خÉلÝقÉ لÝكÔمÓ م¼نÓ أÝنÓفÔس¼كÔمÓ أÝزÓوÉاجا� ل¼تÉسÓكÔن«وا إ¼لÝيÓهÉا وÉجÉعÉلÝ بÉيÓنÉكÔمÓ مÉوÉدÌة)84(وÉرÉحÓمÉة� "

الزواج - كما مر بنا ف الفقرة السابقة - من " أنفسكم ". من "نفس واحدة".ولكن الية هنا تضيف بيان نوع العلقة بي النسي واتاهها وحكمتها.

لاذا خلق ال الزواج؟ إن حكمة ال واسعة شاملة.. ولكن الية تدد الكمة -عال ف ي قة الزوج هدف خل لك ها " ذ سكنوا إلي تا - " لت عض اتاها ل ب شي إ أو ت

النسان.

84)

)

].21 سورة الروم [)

)174(منب التوحيد والهاد

Page 175: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

سكينة ها ال نان. وتظلل حة والطمئ سكون والرا شملها ال سعة ي سكن علقة وا والصاما يدها خ نه ل ير ي. إ قة الزوج من عل ل يده ا ما ير هذا لدوء. و ها ا فرف علي ويرهي ما كما عدا مقي مة وهñا مق شغلة دائ يدها م بات الياة. ول ير عه طي كا تفسد م وعرا

اليوم ف الغرب حي انفلت من إطار الوحي اللي وأخلد إل الرض واتبع هواه.

" وجعل بينكم مودة ورحة " ذلك تركيب الفطرة: التجاذب بي النسي. ولئن كان القرآن ل يستخدم هنا كلمة " الب " وإنا استخدم " الودة " فلنه - من ناحية -فق شفيف مني، ولنه - من ناحية أخرى - أكثر واقعية! إن يريد أن يرفع العلقة إل أ الوله والعشق والتطلع.. مرحلة من مراحل الدفعة النسية، تقع ف فورة الشباب ولكنها ل تدوم.. وليس من شأنا أن تدوم! إنا الذي يدوم هو الودة! إنا تشمل العلقة كلها فبائع شياء وط بائع ال كم ط لع ب شق والتط لوله والع تور ا عد ف قى ب ها، وتب يع مراحل ج

النفوس!

هذه القضية الثابتة ذات أطراف ثابتة، وعلقات ثابتة. ومن ث ترتبت عليها أمورثابتة ف حياة البشرية!

ية. من ناح لرأة " ية و " ا من ناح جل " جود " الر لى و تداء ع قوم اب ضية ت فالق وتلك حقيقة ثابتة [فيما عدا انرافات الفطرة الت سنتكلم عنها بعد قليل!] ث على وجود تاذب بي الرجل والرأة من ناحية أخرى. وتلك حقيقة أخرى ثابتة. ث على رغبة تقيقالسكن من هذه العلقة القائمة على التجاذب من ناحية ثالثة. وتلك حقيقة كذلك ثابتة.

كن أن ها ل ي ضح.. فنتائج هو وا ما تة ك ضية ثاب طراف الق يع أ كانت ج وإذ تضع للتطور والتغيي!!

وهنا تتداخل تلك القضية الثالثة [قضية النسي] مع القضية الرابعة الت سنتحدثية، وهي قضية التمع [" وبث منهما رجال كثيا� ونساء "] عنها تفصيل ف الفقرة التال

فتتحدان معا� كل علقات النسي.

إن هذا التجاذب القائم بي الرجل والراة، ووجودها ف ذات الوقت ف متمع، قد استلزم تطبيق العلقة بينهما على أسس تلتقي مع فطرتيهما أول، وتلتقي كذلك مع

حقيقة وجودها ف متمع.

)175(منب التوحيد والهاد

Page 176: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لو كان المر أمر رجل واحد وامرأة واحدة ف كل الرض.. لا احتاج إل تنظيمكثي ل رجال سل إ ما أول، وتول الن هذه العلقة بينه من سل خروج الن كن كثي! ولما لذي ينشأ - كل يق مكم ينع اللل ا ل تنظيم دق لمر ف حاجة إ يا، يعل ا ساء ثان ون

اتسعت الدائرة - من الفوضى الت ل يضبطها دليل.

لقد استلزم وجود رجال كثيين ونساء - ل رجل واحد وامرأة واحدة - تنظيم صور " التجاذب " الذي يدث حدوثا فطريا بي الرجال والنساء. لكي ل يصبح فوضىمن فس كل ن جو ل سكن " الر ضياع " ال ل تؤدي إ بات " ف لف " التجاذ يه مت تصطدم ف جهة، وتؤدي إل فساد روابط التمع من جهة أخرى. كما استلزم وجود النسل النبث

من لقاء ش¼ق ي النفس الواحدة قيام " السرة " وتنظيم علئقها.

سية وهي خلق الزوجي قة الرئي من القي فة كثية متل شعبت علقات وهكذا تلودة ".. ث صارت هذه العلقات التشعبة وشد بعضهما إل بعض برباط الذب و " ا

لنا ترتكز على حقائق ثابتة.ثابتة

وأمر العلقة بي النسي هو أشد ما يادل فيه الصابون بلوثة التطور ف الغرب والشرق، وأشد ما يادل فيه الولد والبنات الذين أعمتهم الشهوة النفلتة من قيادها، فلم

تعد تبصر إل متعة السد الفائر، ول تعد تطيق قيدا� يوضع ف طريق السعار النون.

ولكننا ونن نناقش المور الادة ف حياة البشرية ل ينبغي أن نغمض عيوننا عن القائق الثابتة " الصارمة " الت ل تلي لشهواتنا وأهوائنا، ول تدور معها حيث تدور. "بذلك نا عة فارتكب قواني الطبي قد نقضنا شروع. ل نوع وال ي الم يز ب ستطع التمي ل ن نا إنحدة بة وا ما... فالياة ل تعطي إل إجا ها دائ عاقب مرتكب لت ي الطيئة العظمى، الطيئة افإن لذا سائل. و ضعاف ال هي إ مة.. لرض الر ياد ا سماح بارت ف ال ستأذن ما ت حين

الضارة آخذة ف النيار " [ألكسس كاريل].

لذلك ل ينبغي لنا ونن نبحث هذا الوضوع الاد، أن ندور مع شهوات الولدنا ينبغي أن نبي لؤلء وهؤلء حقائق ندفع وراء الصابي بلوثة التطور.. إ نات، أو ن والب الفطرة، فيساعدهم ذلك على مواجهة أزمتهم والتغلب عليها بإنشاء أوضاع تلئم الفطرة

وتسي ف اتاهها..

)176(منب التوحيد والهاد

Page 177: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

إن ثبات العلقة بي النسي، وعدم خضوعها " للتطور " أمر تليه الفطرة الت ل حيلة لحد فيها. والت رأينا من شهادة القرن العشرين أنا ل تتطور ف عشرين قرنا من الزمان، ول تعط إل إجابة واحدة ف كلتا الرتي، وف كل مرة استئذنت ف ارتياد الرض

الرمة!

لقد أعطت الفطرة إجابتها واضحة حاسة جازمة ف كل مرة انفلت فيها عقد "سد ل عة ال نات وراء دف لولد والب ها ا لت في سي، وانف قات الن ف عل ضوابط " ال

يطيقون صبا ول يضعون لتنظيم.

أعطت الفطرة إجابتها ف اليونان القدية وروما القدية وفارس القدية. وأعطتف سا ف فرن ها شهوات. وأعطت إجابت ته ال نل وركب يوم ا عال السلمي ف ال ها إجابت الرب العظمى الثانية. وتعطي إجابتها الن على نطاق واسع ف كل الرض، وف أمريكا

وروسيا على وجه التخصيص..

إجابة واحدة ل تتغي: النلل اللقي والباحة النسية.. معناها الدمار. معناهاالشقاء. معناها الضياع. ل إجابة غي هذه الجابة ف كل التاريخ!

بة من عقو صارم. أو طرة ال قانون الف من جو قرن العشرون أن ين حاول ال ثا وعبالفطرة الت تصيب مالفيها.

عبثا حاول أن يقول إنه خÉلáق وحده ل شبيه له من قبل!

وعبثا حاول أن يقول إنه ل توجد " فطرة ثابتة " للنسان!

وعبثا حاول أن يقول إن ما أصاب المم السالفة من الدمار مع النشاط النسي "الر " لن يصيبه!

لدمار قبل حدوثه لنه جيل واع فاهم عارف ثا حاول أن يقول إنه سيمنع ا وعبدارس متعلم!

وعبثا حاول أن يقول إن لديه علجا لكل داء!

)177(منب التوحيد والهاد

Page 178: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

عبث.. كله!

إنا إجابة واحدة ثابتة تصدر عن الفطرة الثابتة..

ما النفلت يد.. وإ لدين والخلق والتقال من ا يود ما تنظيم علقات النس بق إالر.. والشقاء البشع والدمار الرهيب..

تلك هي " التمية " القيقية.. لنا حتمية الفطرة كما خلقها ال.

ما قيمة الدل والنكار؟

ما قيمة دفن الرءوس ف الرمال؟

الشهوة لذيذة. نعم. والنفلت مبوب:

لذ هÉب " ز«ي×نÉ ل¼لنÌاس¼ ح«بå الشÌهÉوÉات¼ م¼نÉ الن×سÉاء¼ وÉالáبÉن¼يÉ وÉالáقÝنÉاط¼ي¼ الáم«قÝنÓطÝرÉة¼ م¼نÉ ا ".)85(وÉالáف¼ضÌة¼ وÉالáخÉيÓل¼ الáم«سÉوÌمÉة¼ وÉالáأÝنÓعÉام¼ وÉالáحÉرÓث¼ ذÝل¼كÉ مÉتÉاع« الáحÉيÉاة¼ الدåنÓيÉا...

ولكن العقوبة عنيفة، هائلة. ميفة...

الضغط العصب والنفسي. النتحار والنون. الشذوذ والرية.. الدمار.

تلك شهادة القرن العشرين..

شهوة طور، أو وراء ثة الت ندفع وراء لو ث ي سه، ف رأ لك عقل لذي ي من ذا االولد والبنات، وهو يرى أمامه النتائج بالفعل، منذرة بأبشع ناية للبشرية؟!

بل من ذا الذي ف قلبه ذرة حب لؤلء الولد والبنات ث ل يسك بجزهم أنيتهاووا ف الاوية؟

85)

)

].14 سورة آل عمران [)

)178(منب التوحيد والهاد

Page 179: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

إن علينا واجيا " إنسانيا " ضخما، نؤديه لنفسنا. لنسانيتنا. لولدنا وبناتنا، أننبص�رهم بقيقة موقفهم وحقيقة الفطرة لكي ل يذهبوا ف طريق الضياع.

وقد يكرهوننا - نعم - ونن نبصرهم! كما يكره الطفل الطبيب ويسبه ويلعنهوهو يقنه بالدواء!

يتركه ف لوثة لدواء من يده لن الطفل يسبه ويلعنه؟ أو ولكن أي أحق يلقي االمى لكي يبه؟!

كل! إن كنا جادين.. فلنتبي حقائق الفطرة، ونبينها للناس.

نات - نريد نا، أو كنا نن - كالولد والب يد أن نتعب خواطر أو إن كنا ل نركن نس.. فلن حأة ال ف لغ يد أن ن يش ". نر لذة الع هب يد أن " ننت ستمتع ". نر أن " نخان من د يق يد أن نف تذون ل نر تاحون مل سوطون " مر كذا " مب نا ه قل إن صرحاء! ولن

الشيش والفيون. وليكن بعد ذلك ما يكن أن يكون!!

* * *بد أن يأخذ سبيله يا بي النسي.. ل با فطر قول إن هناك تاذ حقائق الفطرة تكل نة ل نثى معي صص؟ أ صورة التخ لى قاء؟ ع هذا الل كون صورة ي في أي قاء. ف ل الل إ رجل، ورجل معي لكل امرأة؟ أم علـى صورة الشاع: كل أنثى لكل رجل وكل رجل

لميع النساء؟

تربة القرن العشرين تعطينا الجابة الاسة عن هذا السؤال.

إن التمع الغرب - أو الشيوعي - ل يصل لصورة الفوضى الكاملة. فما زال فيهقزز يد وينظرون بت متزمتون " يافظون على التقال بل " بل " متطهرون ". فراد فاضلون أ عنيف لتلك الفوضى النسية الضاربة بأطنابا هناك.. ومع ذلك.. مع أن الفوضى ل تصل لصورتا الكاملة.. فإن بوادر النيار قد بدت واضحة تنذر بانيار التمع، مع القلة القليلة الفاضلة التبقية فيه.. فكيف إذا زادت عن ذلك، وهي ما تزال ف طريقها إل الزيادة، لن

الشياطي ل تشبع بعد، ول تزل تطلب الزيد من التدمي؟!

)179(منب التوحيد والهاد

Page 180: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

شيء وسط بي حة.. لتزمت ول البا هذا ول ذاك.. ل ا لون: ل لادلون يقو واالطرفي التطرفي!

ل نرم كل علقة بي النسي، ول نطلق لا العنان!

لم، حل ا تدبي، و ي وال ناء التفك من ع صاب يح الع مدرة! تر فة بة لطي أكذوووجع القلب!

نبيح للشبان والفتيات الختلط.. مع الرقابة!

ف شك. و عة بل ف الام ماعي ". شاط الجت ف " الن شتركان نت ي لد والب الوالدرسة الثانوية إذا أمكن. وف الشارع. والنادي. والـ...

تت رقابتنا!

ماذا يكن أن يصنع الولد والبنات وهم تت رقابتنا؟!

ية. من ناح مان عن الر شئ سي النا لوع الن يذهب ا شاعرهم. و ستتهذب م ويتعارف النسان من ناحية أخرى فل يصي كل منهما مهول من الخر متهيبا له، تل

رأسه اليالت النحرفة عنه..

و.. تت رقابتنا! ماذا يكن أن يدث تت رقابتنا؟!

ولقد يدث فعل أن ييل ولد إل بنت، أو بنت إل ولد.. أليس كذلك؟

شيء فطري. ماذا ينع؟.. تت رقابتنا!

ولقد يدث فعل أن يشتد اليل.. شيء فطري!

فلنكن واقعيي! هل يكن أن ننع هذا الشيء الفطري؟

فلنكن بعيدي النظر: هل الفضل أن يتم اللقاء خلسة.. أم تت رقابتنا؟!

)180(منب التوحيد والهاد

Page 181: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ولقد يدث فعل أن يطغى اليل ويشتد..

" يا سيدي.. وماله.. بكرة يتزوجها "!

فلنكن بعيدي النظر: هل الفضل أن يتزوج بنتا ل تعرفه أو يعرفها.. أم بنتا تعرفهويعرفها؟

ضمة؟! قبلة؟ ف السينما أو ف الشارع.. ف الظلمة.. أو ف اللوة؟!

يا سيدي.. وماله..

نت؟ خبة.. والب ها خذ من ترب يأ تة. ضي الب سي؟! ل من عبثÅ جن ôشيء شاءت أن سها إن نت ستحر هل أ ها! ف غفلت ها ظة تنفع خذ موع صاحبها! تأ ستعرف

تفسد؟ كل! فلتتركها!

ماذا يدث حت من غي رقابتنا؟!!

تلك طريق الرية ف القرن العشرين!!

بدأت - وال! - بذا التفكي الخلص ل من جانب الشياطي الذين أوحلوا بلوثة التطور وأوحوا بالنفلت من القيد والنطلق كاليوان.. ولكن ف أذهان الربي والباء

والمهات، وربا بعض " رجال الدين " التطورين!

ث.. كانت النتيجة الت يشكو منها الربون والباء والمهات والساسة والعلماء..و.. رجال الدين!

ل وسط لشهوات البشرية!

ل وسط يكن الوقوف عنده بالرادة الواعية أو النية الخلصة..

نا، فيودون - ف إخلص - أن يقفوا إنا الوسط التخيل الذي يراود الناس أحيا عنده، هو مرحلة من مراحل " التطور! ". مرحلة من مراحل النزلق ل تكون قد أبعدت

)181(منب التوحيد والهاد

Page 182: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

بعد ف البـوط! ولكنها مرحلة ل يكن الوقوف عندها أبدا�. تلك حتمية الفطرة! وتلكتربة التاريخ!

لذي بدأ تربة الختلط هذه: سنقف عند الرحلة لقد قال القرن التاسع عشر ا الأمونة. لن نوغل. لن نفقد أنفسنا. لن تبلعنا الوة.. لكن ل يقدر أن يفعل! بلعته الوة أو

كادت ف القرن العشرين!

ية النيار، البطء الذي ياوز أعمار الفراد إل أعمار تم فيه عمل لذي ت والبطء االجيال، هو الذي يغري الفراد بأن يعتقدوا أن الوقفة مكنة عند الد الوسط!

كل! وهم باطل! ل يدث ف التاريخ!

نا تلك لذي يقول. إ لادي هو ا لذي يقول. ليس التفسي ا ليس " التطور " هو احقيقة الفطرة. وهي " التمية " الفردة الصادقة ف كل هذه الباطيل.

ما دام قد انفلت من القيد فل وقفة!

صي تدع الخل لت هي ا يال ضعة أج ستغرق جيل أو ب لت ت ية ا فة الظاهر والوققة الط فتخيل لم أن الوقفة أمر مكن! إنا خدعة! انظر إل رقعة أكب لكي ترى حقييه ظرت إل لو ن كة ف يء الر ساعة بط ف ال ساعات قرب ال ندفاع! إن ع مدى ال لابط و اساعات! عد ث ب ساعة! عد يه ب ظر إل كن ان كانه! ول من م حرك تراه يت لن قائق ف ضع د لب والساعة ذات التقوي با خانة تبي اليوم من الشهر. بطيئة الركة! تتحرك مرة واحدة فيوم. لو نظرت إليها بضع ساعات فلن تراها تتحرك من مكانا! ولكن انظر إليها بعد ال

يوم كامل. ث بعد أيام!

ظر إل الجيال. ف اليل الواحد قد ل سع. ان ل التاريخ على نطاق وا ظر إ وان تتغي الصورة كثيا. وإن كانت ف هذا اليل خاصة عنيفة التغيي، لن الشياطي ينفخون

فيها بعنف عنيف. ولكن انظر إل رقعة واسعة لكي ترى الصورة على حقيقتها..

ل وسط لشهوات البشرية!

تلك حتمية الفطرة.. ف ناية الطاف! فطرة الفرد.. وفطرة الماعات!

)182(منب التوحيد والهاد

Page 183: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

بالرواء الدائم! بل تشتد ظماءé وتن!ل تشبعإن الشهوة

خذ أمريكا مثل..

هل ف التمع المريكي حواجز تنع من إرواء الشهوة؟ أي حواجز؟!

كل! ل شيء البتة!

ومع ذلك ففي هذا التمع ذاته ينتشر إل حد " الشبق " عشق الصور العريانة!

وتنتشر حوادث الغتصاب والطف النسي. والقتل بعد إتام الرية اللقية!

وينتشر - أبشع من ذلك - الشذوذ النسي ف الولد والبنات على حد سواء!

قى " بلد شمال " أر صورة.. ودول ال فس ال كا.. ن سرا وبلجي سا وسوي وفرنالرض!

ثابتةإجابة واضحة تعطيها الفطرة حينما تستأذن ف ارتياد الرض الرمة! إجابة ف التاريخ!

* * *هل معن ذلك أن " نكبت " مشاعر النس؟

أو ليست الضار الناشئة من الكبت والرمان وبيلة هي الخرى؟

بلى! وبيلة!

الرمان الكامل طويل يفسد مشاعر النفس ويتلف العصاب!

)183(منب التوحيد والهاد

Page 184: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

والشذوذ النسي الذي يصاحب الرمان الطويل معروف ف التاريخ. واليالتباطن ف مشاعر لت تشغل كل جنس بالنس الخر، وتصر تفكيه الظاهر وال الريضة ا

النس. و.. و.. كل شيء معروف!

والرمان الكامل الطويل ماف للفطرة ول يطلبه ال من البشرية!

إنا وضع نظاما " معتدل " وسطا ل يكبت الشاعر ول يطيل فترة الرمان.

له ف مفهوم مر ل وجود لدافع النسي، أ ستقذار ا ناه النفسي، أي ا فالكبت بع السلم، الذي يضع علقة النسي ف النور الكامل، ويقول إنا فطرة. وإنا فطرة سوية. وإنا فطرة مصرح با ومرغوب فيها! " وإن ف بضع أحدكم لجرا�! قالوا يا رسول ال: إن أحدنا ليأت شهوته ث يكون له عليها أجر؟! قال: أرأيت لو وضعها ف حرام أكان عليه

)86(فيها وزر؟ قالوا: بلى! قال: فإذا وضعها ف حلل كان له فيها أجر! "

وسائله! فهو يدعو دعوة صرية إلبكل وتطويل فترة الرمان أمر يأباه السلم التعجيل بالزواج. ويضع الترتيبات القتصادية الت تعي عليه، با ف ذلك إعانة بيت الالصورات يه الت سق ف ته تتنا ف جل توازن ظام م سلمي ن ظام ال لتزوجي! فالن شبان ا للها مل كل صادية، وتتكا سية والقت مات السيا مع التنظي ية هات اللق ية والتوجي العقتادلرد بالزواج هو ل يكل مسألة التبكي ث ف مل فاضل. ومن مع كا شاء مت عل، لن وتتفا

التوجيه، ولكنه يكفل لا التحقيق بتيسي وسائل الياة العملية ف نظامه التكامل.

ولن نقف هنا طويل لنناقش إمكانية هذا المر ف تعقدات التمع الالية! فالبشر مطالبون أن يكيفوا أوضاعهم على ضوء فطرتم، ل أن يسخوا فطرتم على ضوء أوضاع يضعون لا ف ذلة واستخذاء! ث.. إن التعقيدات القتصادية ليست هي السبب القيقيكا يتكسب ف سن شباب ف أمري غري بالفساد! فال لت ت فترة التعطل النسي ا لة ف إطا مبكرة جدا�، ث ينفق كسبه ف التعة الرام! لن هذا هو التوجيه الذي تصبه ف أعصابه الشياطي! ول يعجز التمع المريكي الثري عن تنظيم عملية الزواج للشباب لو أراد.. لو كفت عن تضليله الشياطي! والتمع الشيوعي تعوله الدولة! ول تعجز الدولة عن تنظيم عملية الزواج للشباب لو أرادت.. لو ل يكن ف حساب القائمي عليها أن " الخلق "

خرافة ينبغي أن تباد! ومع ذلك فقد سعنا صيحة خروشوف النذرة بالوبال!

86)

)

رواه مسلم.)

)184(منب التوحيد والهاد

Page 185: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

)87(أما نن - السلمي! - فنحن ل هنا ول هناك!

إنا يعنينا على أي حال أن نتبي طريقة السلم ف مسايرة الفطرة، وتنظيم حياةالبشرية على أساسها. على القل. لكي نعرفها!

ل كبت. ول حرمان. ولكن تنظيم.

فالتمع لوقت، وبوسيلة واحدة مشتركة. فرد والتمع ف ذات ا تنظيم يشمل ال النظيف التوازن، تقوم فيه السرة النظيفة التوازنة، الت ترب الفرد النظيف التوازن. والفردل تنظيف ث يعمد السلم إ مع. ومن بدوره ينشئ السرة وينشئ الت توازن النظيف الف ذات به وخشيته، و طاعته، وح لى ته ع بال، وتربي شاعره به وم بط قل فرد، بر ضمي الية هات الفكر سية، والتوجي صادية والسيا ية والقت مات الجتماع ضع التنظي لوقت ي ا

والروحية الت ترسي التمع على قواعده السليمة، الت تنشئ الفراد التوازني.

ف يبيحه سبب، و كره السلم الختلط بل صة ي صفة خا سألة النس ب وف ملرأة بل كره خروج ا نة ول يبيحهما على الطلق! وي تبج والفت نع ال لدود. وي أضيق ا

سبب ويبيح خروجها عند القتضاء نظيفة الشاعر نظيفة السلوك.

ويكره لا العمل الذي تتشبه فيه بالرجل، ومع ذلك يبيحه إباحة كاملة ف حالة الضرورة. ويشجع على الزواج وييسر وسائله، ويدعو إل التبكي فيه. وينع إقامة علقات

جنسية خارج هذا النطاق.

سهلة مور هي أ نس، و مر ال ف أ سلم سة ال سريعة لسيا طوط ال هي ال لك تميسرة متناسقة مع النظام السلمي حي يطبق ف واقع الياة..

وكلها ترتكن إل الفطرة ودوافعها و " حتمياتا ". كما ترتكن إل القائق الثابتةف حياة البشرية!

* * *87)

)

انظر فيما بعد فصل " نن والغرب "!)

)185(منب التوحيد والهاد

Page 186: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

سان ما دام الن لدوث. و ية ا طرة، حتم نا - ف سي - كما قل ي الن جاذب ب الت ليسوا أفرادا معدودين، ولكنهم رجال كثي ونساء، فقد لزم تنظيم التجاذب بينهما لكي

ل يؤدي إل الفوضى والضطراب.

وإباحة الختلط بل سبب، وتبج الرأة وانشغال بالا بالفتنة والغراء ها اللذانأفسدا الغرب وأنشآ تلك النذر الت شكا منها كنيدي وخروشوف، والفلسفة والعلماء.

فالسلم لذلك ل يبيح هذا ول ذاك.

وليس الجاب التقليدي هو القصود. ول الكبت ول الرمان.

تل يه وسلم ترج وتعمل وتقا ل عل لرأة على عهد الرسول صلى ا كانت ا قد لوتعلم بنات جنسها.. كل ذلك بقدر الضرورة الواجبة لشخصها وللجماعة السلمة.

ضاء. ند القت شاط ع من الن للوان لك ا كل ت قوم ب سلم ت مع ال عم. وف الت فن . أي ف التمع النظيف الذي يعبد ال، ويطبق شريعته، ويأتر بأوامره. أماالتمع السلم

ف غي هذا التمع فليس لا - أو لي أحد - أن يتج بالقوق أو الريات الت أعطاهاالسلم للمرأة! وهي - والتمع معها - ل يطبقان ف حياتما هذا السلم.

ظام مع غي مسلم، ل يطبق ن يش وترضى بجت هة - أن تع لا - بدا قل ل ي نه إ السلم ف حياته. فإذا هي قبلت أن تعيش ف مثل هذا التمع - غي منكرة عليه - فمالا إذن وما للحقوق الت نظمها السلم للمجتمع السلمي، رجاله ونسائه على السواء؟!

ول يقل لا - بداهة- أن ترج متبجة شغلتها الفتنة! فإذا كانت اليوم - بكمسلم! ول لا بال شأن شأنا.. ول هي و لك، ف صنع ذ غرب - ت من ال ية عدوى الت ال

تتمحك ف السلم!

وما دامت ترج - ف التمع السلم - لذه الشئون، فالعزلة الكاملة ليست قائمة بي النسي. ولكن ل تقوم العلقات " الاصة " بي الشبان والفتيات، والرجال والنساء.

ل يقوم نظام " الخدان " الذي يسمى " الصداقة " ف الغرب.

)186(منب التوحيد والهاد

Page 187: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وهي ترج متشمة كشرط أساسي لقيام التمع السلم. تلك مسألة ل يكن أنيتنازل عنها السلم!

عادة! سألة سلم (!) إن ال طوير ال عاة ت طور ود عاة الت ية ود عاة الر قول د وي فنحن حي نعتاد أن نرى الرأة الاسرة عن شعرها وذراعيها وساقيها.. ل يدث شيء!! ف مبدأ المر تدث هزة.. هزة الفاجأة. ث يصبح النظر عاديا جدا�.. ل يثي شيئا على

الطلق. بل يصبح - عجبية! - أقل إثارة من الفتاة الغطاة الشعر والذراعي والساقي!

وسنسلم معهم - وال - بكل ما يقولون. ث نظل عند رأينا.. رأي السلم!

لرأة الاسرة ل يثي شيئا ف نفس الرجل حي يعتاد لذين يقولون إن منظر ا إن ايخ الجيال! ف تار ظرون يخ.. ول ين من التار صغية عة ال ل الرق ظرون إ يه.. أولئك ين عل ينظرون إل عقرب الساعات بضع دقائق ويقولون إنه ل يتحرك من موضعه ول يدل على

شيء!

ولكن.. فلنحسب السبة من أولا.. لنصل منها إل نايتها!

لاذا حسرت أول بنت عن ساقيها وذراعيها وشعرها؟

ث قة. يه بد يان. ويراع عن إ لك. يح ذ مع ل يب كان الت قات من الو قت ف و تنحل قليل روابط التمع، ويفتر اليان.. فتخرج " الثالة " تاول أن تنتفش حي يف

عندئذ ترج أول فتاة حاسرة. ماذا تقصد؟ تقصد بل شك إثارة الفتنة)88(عليها الضغط! بذا الصنيع. وتدث الفتنة بالفعل. وتدث العدوى. فالتمع ف سبيل النلل. وتدثبدأ ف م حذر لى يق ع ف الطر ضون لبيثون ي ستنكرون، وا بون " ي لول. " الطي لزة ا ا

المر. ث ف استهتار حي تف حدة الستنكار..

ناس على النظر الديد. يصبح عاديا حقا ل يثي شيئا وتف الزة فعل. يعتاد ال ف النفس. إنه جزء من " الروتي " اليومي يفقد دللته بعد حي، لتبلد الواس عليه. كما

تتبلد حت على فعل السموم.

88)

)

راجع فصل " الثابت والتطور ف كيان النسان " من هذا الكتاب.)

)187(منب التوحيد والهاد

Page 188: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

هذه حقيقة..

ولكنها نصف القيقة..

ونصفها الخر هو الذي ينساه - أو يتناساه - دعاة الرية ودعاة التطور. ودعاةتطوير السلم!

كاثرن لوات ت لال ال عة ا تا بطبي نة [ومثيل غي الفت مرة تب جت أول لت خر إن ا بالعدوى] ل تعد لن ميزة ف التمع الديد، الذي قلدهن كله، فأصبحن فيه عاديات..

ل يثرن النتباه.

وهن ل يردن أن يكن� عاديات.. يردن أن يثرن النتباه!

بد إذن يا.. فل نه أصبح عاد لذي تعري عري ا قدر - البسيط - من ال فإذا كان العرى من أي مكان. من صدر الفستان. من ظهره. من من الزيد.. بضعة سنتيمترات تت

تت الركبة..

وتعود الصيحة.. والزة.. وتعود فتفتر.. يصبح عاديا هذا القدر من " الفتنة " فليثي الفتنة! يصبح من روتي اليوم العتاد!

نعم.. ولكن لن تقف العجلة!!

البنت الول - ومثيلتها - ل بد ستزداد!

ين يات يعر كل الفت لن صدر، ية ال نة بتعر لت الفت فإذا بط نة! هو الفت صد القيثي يد من شيء جد بد يه، فل سهم عل لدت حوا ظر وتب تادوا الن شبان اع صدورهن، وال الفتنة ويزيد الغراء.. تعرية جديدة. بدعة جديدة ف الشي. خلعة ف الضحكة.. تبدل

ف الخلق.. أي إثارة.. القصد هو الفتنة!

والبكة ف " الودة " وبيوت الزياء! والسينما والتليفزيون! تلتقط اليط الابط،وتزيد هبوطا ف المأة!

)188(منب التوحيد والهاد

Page 189: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ل تقف العجلة..!

والطيبون الخدوعون. الذين يظنون أنم يستطيعون وقف العجلة عند حد معي..ف صر ف أي ع لرض، و ف ا كان ف أي م ين: يوا أ هم، ل من غفلت قوا هم أن يفي علي التاريخ، أمكن وقف العجلة عند الد " العقول "! وما الد العقول؟! وعليهم أن ينظروا ف التمع الاضر من حولم ليوا كيف ومت يكن وقف العجلة الندفعة ف طريق الفتنة

والغراء.. والتردي ف الفاحشة.. والتحلل من كل رباط..؟!

هي لرض.. و كل ا ف شرين، قرن الع شهادة ال لك لة.. ت قف العج كل! ل تكذلك شهادة التاريخ..

إنا التمية الوحيدة الصادقة لنا حتمية الفطرة التس تقول إنه ل ش¼بع للشهوات وبالتقييد!بالضبطإل

من أجل ذلك ل يبيح السلم الفتنة والغراء.. ول يبيح الفاحشة.. ويصر علىالشمة ف الزي وف الشية وف الديث، للرجل وللمرأة سواء:

" قÔلá ل¼لáم«ؤÓم¼ن¼يÉ يÉغ«ضåوا م¼نÓ أÝبÓصÉار¼ه¼مÓ وÉيÉحÓفÝظÔوا فÔر«وجÉه«مÓ ذÝل¼كÉ أÝزÓكÝى لÝه«مÓ إ¼ن  الل ه Ìه«نÉر«وجÔف ÉنáظÝفÓحÉيÉو Ìار¼ه¼نÉصÓبÝأ Óم¼ن ÉنÓض«ضÓغÉات¼ يÉم¼نÓم«ؤáل¼ل áلÔقÉو ،Ýع«ونÉنÓصÉا يÉب¼م äب¼يÉو*ل ي)ب'د­ينخ

Ì عÉلÝى ج«ي«وب¼ه¼نÌ وÉل ي«بÓد¼ينÉ ز¼ينÉتÉه«نÌ إ¼ل ا ل¼ب«ع«ولÝت¼ه¼نب­خ)م)ر­ه­ن وÉلáيÉضÓر¼بÓنÉ ز­ين*ت*ه)ن® إ­ل¶ا م*ا ظµه*ر* م­ن'ه*ا أÝوÓ آبÉائ¼ه¼نÌ أÝوÓ آبÉاء¼ ب«ع«ولÝت¼ه¼نÌ أÝوÓ أÝبÓنÉائ¼ه¼نÌ أÝوÓ أÝبÓنÉاء¼ ب«ع«ولÝت¼ه¼نÌ أÝوÓ إ¼خÓوÉان¼ه¼نÌ أÝوÓ بÉن¼ي إ¼خÓوÉان¼ه¼نÌ أÝوÓ بÉن¼يبÉة¼ م¼نÉ الر×جÉال¼ أÝو Óأ¼رáول¼ي الÔر¼ أÓي Ýغ Éاب¼ع¼يÌت مÉان«ه«نÌ أÝو¼ ال ÓيÝأ ÓتÝكÝلÉا مÉم ÓوÝأ Ìائ¼ه¼نÉن¼س ÓوÝأ Ìات¼ه¼نÉوÉخÝأ الطØفáل¼ ال ذ¼ينÉ لÝمÓ يÉظáهÉر«وا عÉلÝى عÉوÓرÉات¼ الن×سÉاء¼ وÉل يÉضÓر¼بÓنÉ ب¼أÝرÓج«ل¼ه¼نÌ ل¼ي«عÓلÝمÉ مÉا ي«خÓف¼يÉ م¼ن

Ýل¼ح«ونáت«ف ÓمÔل كÉعÝل Ýم¼ن«ونÓم«ؤáا الÉهåيÝم¼يعا� أÉى الل ه¼ جÝت«وب«وا إ¼لÉو Ìت¼ه¼نÉل) 89(ز¼ينÓوÝقáب¼ال ÉنÓعÉضÓخÉل تÝف " ." äضÉرÉب¼ه¼ مáلÝال ذ¼ي ف¼ي ق ÉعÉمáطÉيÝ90(ف( ىÝولÔأáة¼ الÌاه¼ل¼يÉجáال ÉجåرÉبÉت ÉنÓجÌرÉبÉل تÉو " ." )91("

هذا.. أو الدمار!

89)

)

].31 - 30 سورة النور [)90)

)

].32 سورة الحزاب [)91)

)

].33 سورة الحزاب [)

)189(منب التوحيد والهاد

Page 190: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

الدمار الرهيب الذي بدأ يهدد الغرب.. ويؤذن غدا بتدمي البشرية!!

* * *وتلك قضية ثابتة ل تتغي!

صادي طور القت من الت تاج، ول ساليب الن ي أ من تغ بع نا ل تن تة ل ثابتة طور.. وثاب لوان الت من أ لون مي.. أو أي طور العل من الت سي، ول ماعي والسيا والجت

لن كل " تطور " تقع فيه البشرية ل يول دون نتائجها التمية!

شقي ي لذب ب قوة ا من شرية. فس الب نات الن من مكو طرة. من الف بع نا تن إالنسانية. جذب إما أن ينظم.. وإما أن ينفلت قياده بل نظام..

وكل دعاوى التطور.. وكل النيات السنة الت تتعلق بأمل الوقوف عند " الد العقول ".. الوقوف قبل الاوية.. اليلولة دون الندفاع الطر.. الـ.. الـ.. كلها تقف

مذولة أمام شهادة القرن العشرين.. وشهادة التاريخ.

وليست المور بالتمن..

مل بث.. ول تت مل الع جادة ل تت مور طرة أ قائق الف يخ وح قائق التار إن حالتضليل! وكذلك ل تتمل الخالفة!

)92(" س«نÌةÝ الل ه¼ ف¼ي ال ذ¼ينÉ خÉلÝوÓا م¼نÓ قÝبÓلÔ وÉلÝنÓ تÉج¼دÉ ل¼س«نÌة¼ الل ه¼ تÉبÓد¼يل� "

" إننا ل نستطع التمييز بي المنوع والشروع. لقد نقضنا قواني الطبيعة فارتكبنابة طي إل إجا ياة ل تع ما.. فال ها دائ عاقب مرتكب لت ي مى، الطيئة ا بذلك الطيئة العظ واحدة حينما تستأذن ف السماح بارتياد الرض الرمة.. هي إضعاف السائل. ولذا فإن

الضارة آخذة ف النيار " [ألكسس كاريل].

92)

)

].62 سورة الحزاب [)

)190(منب التوحيد والهاد

Page 191: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

* * *لزواج. قاء - الفطري - بي النسي ف علقة مشروعة هي ا ظم السلم الل ينمن الفاحشة فور لى الن يا ع يا ودين فرد خلق ية ال ها، وترب لخرى كل ي العلقات ا عد تر ب والتقزز منها، وتنظيف التمع من الثيات غي العادية الت تعل الفضيلة مستحيلة. فيمنعمن النسي - ناس - لغراء، ويوجد لل نون ا ي الديث وف عة واللعة ول تبج والرقا ال أهدافا جادة بدل من تلك الهداف التافهة الصورة ف الغراء من جانب، والوقوع ف الغراء من جانب آخر، من أجل التسلية والبهجة والتاع الرخيص! أهدافا جادة تشمللادة عال ا لرض، ف ف ا ها يا وتاول تطبيق يم العل شد الق لت تن شدة ا عة الرا مة الما إقاية.. ية والروح سية والفكر ية والسيا صادية والجتماع مات القت ف التنظي لروح. عال ا و

النظيفة التعالية.. ولكل من النسي فيها نصيبه كما سيجيء.

وحي ينتظم اللقاء الفطري ف رباط الزواج القدس تنشأ السرة.

والسرة هي النظام الطبيعي الذي يلب الفطرة..

ناس ف نا تركها تشكك ال ثة ل يثبتها بدليل.. وإ وقد أطلقها دركاي كلمة خبيمقدساتم وف فطرتم، حي قال إن السرة ليست نظاما فطريا!!

ظره ذات دللة! ول تشهد - ف لوف السني وعشراتا.. ليست ف ن وشهادة أنظره - باتاه الفطرة!

وما البديل؟ ما البديل حي يصدر " العقل المعي " أمره - سبحانه! - بتحطيمالسرة والعدول عنها؟

البديل الوحيد هو الفوضى النسية.. ودمار التمع ف آخر الطاف!

السرة هي الت تلب كل دوافع الفطرة. دافع النس. والرغبة ف النسل. والرغبةف " الستحواذ ". وف " المتداد " و " البوز ". وف السكن والستقرار..

)191(منب التوحيد والهاد

Page 192: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ضن ول ها الا ن عن فال، ل تغ ية الط ية " لترب ضرورة " فطر نا فوق أ لك وذسس شهادة ألك جع ثة. [را ية الدي ظم المع ها الن لت تطبق ية ا ية المع لدارس ول الترب ا

من هذا الكتاب، وشهادة أن�ا فرويد ف كتابا " أطفال بل أسر " حيث118كاريل ص من الطفال كبي عدد من وجود شأ لت تن سية والعصبية ا عن الختللت النف حدث تت يشتركون ف أم واحدة هي الاضن الربية، ضد الفطرة الت تعل الطفل ف سنتيه الوليي

على القل ف حاجة إل أم كاملة ل يشركه أحد فيها].

وإذ كانت السرة ضرورة ثابتة للبشرية، ل تلغيها تطورات النتاج ول تطوراتف حدث سدة، كما صور الفا من الع ف عصر با حرف كانت تن حت وإن صاد [ القتنا ها ينظم أركا ثابت مثل غرب الديث] فهي ف حاجة غلى نظام اليونان القدية وف ال

ويرسي قواعدها. وقد أعطاها السلم التشريع الثابت الذي يكفل استقرارها وتكنها.

صلح فاق. وال ضانة والن لزواج والطلق وال بة وا شريعات الط ها ت أعطا والصام. والنشوز من أحد الزوجي. كما حدد حقوق الزوج وحقوق الزوجة وحقوقسرة تاه ال له مع ك سرة، وآداب الت حدد " آداب " ال ية. و ية والعنو فال الاد الط

وعلقات الزواج..

لى طرة. ع لى الف شرة ع مور مرتكنة مبا بات.. لنا أ لك كله صفة الث وأعطى ذطرف، من لرأة طرف، وا من جل جود الر لى و شري. ع يان الب من الك ثابت لانب ال ا

والتجاذب الدائم بينهما الذي ل بد أن يفضي إل اللقاء.

تأثر نا ت تة. ل كون ثاب يوز أن ت سرة ل ظم ال لون إن ن يون " يقو و " التطوربالتطورات العلمية والقتصادية والجتماعية والسياسية..

ية لدوات العلم صارت ا مل. و صارت تع صاديا. و ستقلت اقت قد ا يوم لرأة ال اثة تيسر لا شئون النل، فلم تعد تشغل بالا ول وقتها كما كانت من قبل، ونشأ الديبد أن قة ل صور، وطا من ال صورة مع " ب ف " الت ضيه بد أن تق فراغ " ل ندها " علك جل ذ عل للر ل ي صادي ستقلل القت ما أن ال ماعي ". ك شاط " الجت ها للن توجهبدوي تأخر! سى! - م مع - ل نن ف مت شأ لذي ن سلم [ا له ال طاه لذي أع سلطان ا ال

رعوي!].. ال.. ال.

وقد ناقشت تلك الدعاوى ف كتب سابقة. ولكن ل بأس هنا بالزيد!

)192(منب التوحيد والهاد

Page 193: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ها لذي كلف ثة، وا ية الدي لرأة الغرب به ا فرح لذي ت صادي ا ستقلل القت إن الظام ف الن سل¿مة ضية م كانت ق يدها، ها وتقال ها وأخلق من دين ترج يه أن صول عل ال

السلمي ل تتاج إل جهاد.. و.. ل يترتب عليها إفساد السرة!

وإن " العمل " الذي اضطرت إليه الرأة الغربية اضطرارا� اقتصاديا�، واضطرت فيهكن دون أن مرأة.. ول سلم لل طاه ال حق أع كل.. ها لتأ عن أخلق نازل ل الت كذلك إ

يضطرها إل التبذل، ودون أن يقبل منها - أو من الرجل - ذلك التبذل.

عدم صادي أو لرأة اقت ستقلل ا لى ا سرة ع قات ال قم عل ل ي سلم كن ال ولطرة. سس الف لى أ ها ع نا أقام ها. إ عدم خروج مل أو ها للع لى خروج ستقللا. ول ع ا

والفطرة ثابتة ل تتغي..

إن السلم - رغم إعطاء الرأة الستقلل القتصادي الكامل، ورغم تقرير حقها - عند التطبيق الواقعي - ف أن تعمل وترج إل " التمع " للضرورة.. أقام السرة علىقوم بالهمة الفطرية للنثى، وتتكيف نفسيا وعصبيا نثى ت نثى " ل رجل! أ نا " أ أساس أها نشاطها. ث ترعاها. بذل في ها اليوية وت ها طاقت بذه الهمة، وتتخصص لا، وتطلق في ترعى نتاجها الطبيعي، وتنحها الو العاطفي الذي يسكها ويافظ على روابطها. وكفلبل ذلك أن يعولا الرجل - ل ليسلبها حق الستقلل القتصادي [فهو مكفول] لا مقاية أو هي الفرد ضرورتا ضرورة. ند ال كذلك ع فول هو مك مل [ف حق الع سلبها ول لي حاجة التمع إليها] - ولكن لكي ل تشغل بالا وأعصابا بإعالة نفسها وهي متزوجة وفتاج مة الن سة: مه ها القد جل مهمت من أ لة شحنتها الكام لا توفر حت ت جل، نف ر كقا له، مطل صا عايته، متخص لادي ور تاج ا جل للن صرف الر ما ين عايته. بين شري ور الب

شحنته العصبية فيه.

نداء ستماع ل ب ال قد أ فاته - كم انرا فه أو ب كم ظرو لديث - ب غرب ا وال الفطرة، وتنظيمها الطبيعي، وزعم أنه " سيطور " علقات السرة، ويطور وضع الرأة، بل يطور كيان الرأة ذاتا من الداخل لتصبح ملوقا� جديدا� متطورا غي ما أرادته لا عصور

الظلم! ملوقا " مساويا " للرجل ف كل شيء. كل شيء على الطلق!

فماذا كانت النتيجة؟

لنسمع هنا شهادة " العلم ".. وهي جزء من شهادة القرن العشرين!

)193(منب التوحيد والهاد

Page 194: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

يقول ألكسس كاريل ف كتاب " النسان، ذلك الهول ":

لاص شكل ا من ال تأت لرأة ل جل وا ي الر جودة ب فات الو " إن الختلنا ذات يم. إذ أ قة التعل من طري مل، أو حم وال جود الر من و سلية، و ضاء التنا للع طبيعة أكثر أهية من ذلك.. إنا تنشأ من تكو�ن النسجة ذاتا، ومن تلقيح السم كله بواد كيماوية مددة يفرزها البيض.. ولقد أدى الهل بذه القائق الوهرية بالدافعي عن النوثة، إل العتقاد بأنه يب أن يتلقى النسان تعليما] واحدا]، وأن ينحا سلطات واحدة ومسئوليات متشابة.. والقيقة أن الرأة تتلف اختلفا كبيا] عن الرجل. فكل خلية من خليا جسمها تمل طابع جنسها. والمر نفسه صحيح بالنسبة لعضائها.. وفوق كل شيء بالنسبة لهازها العصب. فالقواني الفسيولوجية غي قابلة للي، شأنا شأن قواني العال الكوكب فليس ف المكان إحلل الرغبات النسانية ملها. ومن ثطبيعتهن، عا] ل هن، تب ساء أن ينمي أهليت لى الن هي. فع ل قبولا كما فنحن مضطرون إمن دور الرجال. قدم الضارة أسى فإن دورهن ف ت لذكور. يد ا دون أن ياولن تقل

].114 [ص فيجب عليهن أل يتخلي عن وظائفهن الدودة "

"... وعلى أي حال يبدو أن النساء - من بي الثدييات - هن فقط اللئي يصلن إل نوهن الكامل بعد حل أو اثني. كما أن النساء اللئي ل يلدن لسن متزنات توازناقول أن وجود صفوة ال هن. كثر عصبية من صبحن أ نن ي عن أ لدات. فضل كامل كالوانا - صغرها، ول سبب لم، ب سجة ا عن أن كبيا� فا سجته اختل لف أن لذي تت ي، ا النفة المل والوضع لرأة. إن أهية وظي ثرا� كبيا� ف ا يا� - من أنسجة زوجها، يدث أ جزئنو مال مة لكت فة لز هذه الوظي مع أن ية. لن بدرجة كاف حت ا هم ل تف لم سبة ل بالن الرأة. ومن ث فمن سخف الرأي أن نعل الرأة تتنكر للمومة. ولذا يب أل تلقن الفتاةيان وتبث فيهم.. لت يتلقاها الفت التدريب العقلي والادي ول أن تبث ف نفسها الطامع ا يب أن يبذل الربون اهتماما شديدا� للخصائص العضوية والعقلية ف الذكر والنثى. كذامن أن ناص لذلك فل م سي، و ي الن قض ب ناك اختلفات ل تن ية. فه ما الطبيع لوظائفه

].117 - 116نسب حساب هذه الختلفات ف إنشاء عال متمدين ". [ص

" أليس من العجيب أن برامج تعليم البنات ل تشتمل بصفة عامة على أية دراسة مستفيضة للصغار والطفال، وصفاتم الفسيولوجية والعقلية؟ يب أن تعاد للمرأة وظيفتها

].368الطبيعية الت ل تشتمل على المل فقط، بل أيضا� على رعاية صغارها ". [ص

)194(منب التوحيد والهاد

Page 195: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

من كن ية، ول فاهيم الدين من ال ته " ستمد " رجعي طبيب، ل ي عال شهادة لك تحقائق العلم العملية!

وهذه شهادة طبيبة نسوية التقت با الدكتورة بنت الشاطئ ف النمسا، ونشرتحديثها عنها ف جريدة الهرام بعنوان " جنس ثالث ف طريقه إل الظهور ":

".. شاءت الظروف أن أذهب ف عطلة الحد، لزيارة صديقة ل طبيبة بإحدى ضواحي " فينا " - بعد أسبوع مرهق قضيناه بي أوراق البدى العربية ف دار الكتب -شد عجب كان أ ما يارة. ف لك الز ثل ت هو أنسب وقت ل يوم الحد وكنت أحسب أن قادتن ف ث يدها " بطاطس " تقشره. ها معجلة، وف باب بيت حي فتحت ل صديقت

لطف إل مطبخها لنأخذ ملسنا هناك.

ول يغب عنها ما شعرت به من دهشة فابتدرتن قائلة:

ما كنت تتوقعي هذا النظر: طبيبة ف الطبخ، يوم الحد!

ما مع شتغالك بالطبخ ما ا يوم الحد فربا فهمته. وأ ما العمل لت ضاحكة: أ قأعرفه من إرهاق مهنتك، فهذا ما ل أنتظره.

هو حد لة ال ف عط مل صواب. فالع ل ال قرب إ نت أ ست لك لو عك فردت: شتغال ف ما ا ين. وأ نا حيث تر قف ه كي أ نه فرصت الوحيدة ل لول أ ندنا. الستغرب ع الطبخ، فلعلي ل أتاوز به نطاق مهنت. إذ هو من نوع العلج لالة قلق أعانيها وتعانيها

معي سيدات أخريات من الشتغلت بالعمال العامة.

ولا سألتها عن سر هذا القلق - مع استقرار الوضع الجتماعي للمرأة الغربية - أجابت بأن ذلك القلق ل صلة له بتاعب النتقال الفروضة على جيل الطليعة من نساءماع ماء الجت حدوثه عل قع يد يتو طور جد بدء ت شعور ب صدى هو نا شرق! وإ اللرأة العاملة، وذلك لا حظوا من تغي بطيء ف كيانا، ل والفسيولوجيا والبيولوجيا ف اي يد ب ف الوال قص طراد الن من ا صاءات سجلته الح ما لول لمر، باه أول ا يثر النت العاملت. وكان الظنون أن هذا النقص اختياري مض، وذلك لرص الرأة العاملة على التخفف من أعباء المل والوضع والرضاع، تت ضغط الاجة والستقرار ف العمل. ولكن ظهر من استقراء الحصاءات أن نقص الواليد للزوجات العاملت، ل يكن أكثره

)195(منب التوحيد والهاد

Page 196: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

عن اختيار، بل عن عقم استعصى علجه. وبفحص ناذج شت منوعة من حالت العقمفتراض تغي ل ا غالب ل يرجع إل عيب عضوي ظاهر، ما دعا العلماء إ نه ف ال اتضح أ طارئ على كيان النثى العاملة نتيجة لنصرافها الادي والذهن والعصب - عن قصد أوف شاركته ساواة الرجل، وم شبثها ب حواء، وت يا مة، ودن شاغل المو عن م غي قصد -

ميدان عمله.

واستند علماء الحياء ف هذا الفرض - نظريا - إل قانون طبيعي معروف، وهولت خلقت ف فة المومة هي ا يه أن وظي ها فيما نن ف فة تلق العضو " ومعنا أن " الوظي حواء خصائص ميزة للنوثة، ل بد أن تضمر تدرييا بانصراف الرأة عن وظيفة المومة

واندماجها فيما نسميه " عال الرجل ".

" ث تابع العلماء هذا الفرض، فإذا التجارب تؤيده إل أبعد ما كان منتطرا�، وإذا بم يعلنون - ف اطمئنان مقرون بشيء من التحفظ - عن قرب ظهور " جنس ثالث "

تضمر فيه خصائص النوثة الت رسختها المارسة الطويلة لوظيفة حواء.

ها: أن كثرة العاملت ينفرن من العقم ويشتهي الولد. وثارت اعتراضات.. منيح لا بكم لم ويمي حقها ف العمل، ويت عترف بالعاملة ا ها: أن التمع الديث ي ومن القانون، فرصة المع بي شواغل المومة وواجبات العمل. ومنها: أن عهد الرأة بالروج من دنياها الاصة ل يتعدى بضعة أجيال، على حي يبلغ عمر خصائص النوثة فيها ما ل

يصى من دهور وأحقاب.

لرد على هذه العتراضات: أن اشتهاء الزوجة العاملة للولد يالطه دائما وكان ا الوف من أعبائه، والشفاق من أثر هذه العباء على طمأنينة مكانا ف مل العمل. ث إن العتراف بالعاملة الم قلما يتم إل ف حدود ضيقة، تت ضغط القانون. وما أكثر ما يد أصحاب العمل فرصتهم لتفضيل غي المهات. وأما قصر عهد الرأة بالروج، فيد عليهجل، ساواة بالر ل ال حاد إ به صحبه تن قد به - هد قرب الع لى لروج - ع هذا ا بأن لى ساواة ع كرة ال تأثي ف مق ي، لع بوادر التغ جل ب ما ع به، شبه لى الت يد ع صرار عن وإ

أعصاب الرأة، وقوة رسوخها ف ضميها.

لنثى، طارئة على كيان ا بذا الوضوع يرصدون التغيات ال مون يزال الهت ما وعاملت، ي ال قم ب لالت الع صائية قام الح بالغ دللت الر مام ف اهت ستقرئون وي

والعجز عن الرضاع لنضوب اللب، وضمور العضاء الخصصة لوظيفة المومة ".

)196(منب التوحيد والهاد

Page 197: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

* * *تلك شهادة " العلم ".. أو شهادة " الفطرة "!

غي أن نثى ". وينب كون " أ غي أن ت لرأة ينب مددا�.. إن ا ضحا� شيئا� وا قول نا ت إفة ية وظي ها بأ ت عن سة. ول تف ية. القد مة. الط لول.. الا ية ا ها الطبيع فرغ لوظيفت تتها! ها ليست وظيفت ل، ولكن ها الرجال.. ا بذ في ها، وقد ت قد تستطيعها، وقد تتقن خرى أيس من مصلحة نه ل ها! كما أ با وظيفت ستبدل يس من صالها هي - كامرأة - أن ت ول النوع البشري أن تتل وظائف النسي فيه، أو أن يتل كذلك تركيبهما العضوي، فوق

اختلل تركيبهما النفسي والعصب!

بدل إل لت ل تت تة ا طرة ".. الثاب لك " الف لى ت قائم ع سرة سلم لل يم ال وتنظبة لذي تشترك فيه الطبي يد، ا تائج النراف كما يرويها " العلم " الا بالنراف. وتلك ن

مع الطبيب!

ها - ل لرأة لوظيفت ولكن الهم أن السلم - وهو ياري الفطرة ف تصيص اها أو لراة أو تقي سانية ا ستلب إن سية ل شكال - و من ال شكل بأي لك - عل ذ ي

! نن نتكلم عن متمع يتعامل بالسلم ل عن أي متمع منحرف يسيءالسلمإهانتها.. فهم السلم، أو يسيء استخدام السلطة الت منحها للرجل ف بعض الواضع، أو ل يترم

وتقول: " بÉعÓض«كÔمÓ م¼نÓ بÉعÓض)93(روحه ونصوصه الت تقول: " وÉعÉاش¼ر«وه«نÌ ب¼الáمÉعÓر«وف¼ " .)95( وتقول " خيكم خيكم لهله [أي لزوجته] وأنا خيكم لهلي " ).94("

تاج البشري.. ل يضعها ية الن لرأة للسرة.. لرعا ث إن السلم، وهو يصص ا هناك لنه يهمل كيانا أو ل يسب حسابا ف تنظيم الياة البشرية وتنظيم " التمع "! كل! إنه يعهد إليها بصيانة قدس من أقداس السلم والتمع السلمي. فالسرة ف نظر السلم - وكذلك هي ف الواقع - هي الضن الذي يترب فيه الطفل، ويتشرب أخلقها كل تترتب علي لت لة، ا السلم وعقائده وشرائعه. وهذه الهمة الضخمة الطية الائ

93)

)

].19 سورة النساء [)94)

)

].195 سورة آل عمران [)95)

)

رواه الترمذي.)

)197(منب التوحيد والهاد

Page 198: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

مرأة، لة لل قامته - موكو ل إ سلم إ سعى ال ما ي طر لة - أي أخ مع القب صورة التلت لخرى، ا هام ا صابا بال شغل أع لذلك ل ي ها، و حة في لة الرا لا، الكفو صة التخص

أن يقوم بسواها! ول يشغل أعصابا بإعالة نفسهاول يستطيع يستطيع الرجل أن يقوم با ل ها إ نا بتوجيه صابا وكيا سد أع ث ل يف سة.. ية القد مة الط بذه اله قوم هي ت و مصارعة الرجل ف التمع - أو حت مصاحبته - بالصورة الت تولا - كما تقول الطبيبةصه تدمي خصائ ل قه إ ف طري شقى عذب ثالث م ل جنس سها - إ نات جن صة لب الخل

الذاتية!

تارة، مل ل ملئه بالع ثة إ ية الدي لرأة الغرب سعى ا لذي ت عوم، ا فراغ الز ما ال أفالت " هو و " الحت ماكن الل تديات وأ ف الن تارة.. والفساد ماعي " شاط " الجت وبالنسدة، ية فا صادية واجتماع ظم اقت مة ن من إقا شأ أول عل. ن فراغ مفت هو خرى.. ف تارة أ وتوجيهات نفسية وخلقية فاسدة. تتجه كلها إل تأخي الزواج وتأخي إناب الطفال. ث تقليل عدد الطفال.. فينشأ الفراغ.. الناف للفطرة. ونشأ ثانيا� من الظن الاطئ بأن أي

أحد غي الم يستطيع أن يقوم بالتربية ويعفي الم منها.. فينشأ الفراغ.. الناف للفطرة!

ية " بالملة " ف الاضن وما أشبهها ترج أجيال شاذة منحرفة ناقصة إن الترب الدمية.. ث إنا تشغل فتيات بدور المومة الصناعية وهن مرومات من المومة القة! ثلرأة لتكسب لتستطيع النفاق على ية منونة غي عاقلة الدف: تعمل ا تقوم بركة بلوانمه القيقية، ناء العمل!! وف الطريق: يرم الطفل من أ لت ترب لا طفلها ف أث الاضنة ا

وترم الاضنة من المومة!!

مموعة عجيبة من الختللت.. ل تدث إل ف قمة " الضارة! " الت يارسهاالغرب ف القرن العشرين!!

والسلم - كلمة ال إل الرض - حاشا أن يقع ف هذه الختللت، لرضاءمشاعر منونة عند ماني!

* * *ننتقل الن إل القضية الرابعة:

)198(منب التوحيد والهاد

Page 199: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وبث منهما رجال كثيا] ونساء"."خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها،

إنا قضية التمع الكون من رجال ونساء، مشتقي ف الصل من النفس الواحدةالت خلقها ال.

وقد أخذنا جزءا من هذه القضية فيما سبق حي تعرضنا لعلقة النسي ف داخلالتمع. فالن نكمل الديث عنها فيما سوى علقة النس.

ضية ساء، ق جال والن من الر لفراد: من ا مع كون الت تةإن ت لثاب ستند إ لنا تحقيقة ثابتة ل تغيها تطورات العلم ول تطورات التاريخ.

بي الفرد وبقية الفراد. أي بيثابتة وقد استلزم وجودها وجود علقات معينة الفرد والتمع.

قل المعي " سطورة " الع لت زعمها دركاي.. أ لك السطورة ا شة ت بدأ بناق ونقة القهر يه بطري لذي يكم الفراد بغي مقتضى فطرتم، ويفرض عليهم ما ل يرغبون ف اقل ل ن بة إن سطورة عجي نا أ يه. إ صرف ف فرد رده ول الت لك ال لذي ل ي ماعي ا الجت كذلك خبيثة فقد انتهى منها كما رأينا إل أن السرة ليست فطرة [أي أن البديل - وهولدين لك العقل المعي!] وا ية إذا أراد ذ لدوث بصورة طبيع سية - مكن ا الفوضى الن ليس فطرة [أي أن البديل - وهو التحلل الدين - مكن الدوث بصورة طبيعية إذا أرادهية ظاهرة اجتماع هي نا لة! وإ ية معت ظاهرة اجتماع ست ية لي عي] وأن الر قل الم الع

من الترجة118للمجتمع!! [كتاب قواعد النهج ف علم الجتماع (ص ومفيدة طبيعية العربية): " ومن ث تكاد تكون الرية الظاهرة الوحيدة الت تنطوي بصفة ل تقبل الشك

عراض الظاهرة السليمة " ص نا نؤكد من119على جيع أ " ولكن معن ذلك أيضا أن جهة أخرى أن الرية عامل ل بد منه لسلمة التمع. وأنا جزء ل يتجزأ من كل متمع

سليم "!].

ناء إن هذه السطورة كلها تقوم على شيء واحد: أن النسان الفرد يقوم ف أثستنكرها إذا قد ي بل ها. ها أو يرغب في قد ل يرضى عن عة " بأعمال وجوده ف " الما

خل لنفسه فيما بعد!

)199(منب التوحيد والهاد

Page 200: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وهذه - ول شك - حقيقة! ولكن ما دللتها؟!

هي كبية، ية " قة " فطر عن حقي لون بار يغف ماء " الك سادة " العل هؤلء ال إن عة النسانية ما بأحد جانبيه دون الخر، ومن ث)96(ازدواج الطبي ويفسرون النسان دائ

خارج " خر " سي آ سرونه بتف ما - فيف جود دائ لخر - الو لوجه ا سباب ل لون ال يتمحكيان النسان! فتارة يكون الادة. وتارة يكون التمع. وتارة يكون...!

شرية: فس الب ف الن لة طوط التقاب من ال سلبيةإن ية. وال ية والماع الفرد كلها موجود وجودا فطريا ف النسان. كلها أصيل. ليس أحدها مفروضاواليابية.

على النسان من خارج كيانه. وكلها يؤثر فيه. وهو قابل للتأثر من كل طرفيه بصورةفطرية، ل من طرف واحد فحسب.

والذي يعل النسان ف التمع يقوم بأعمال ل يرضى عنها كفرد، بل يستنكرهانا هو ف كثي من لة، وإ حي يلو إل نفسه، ليس هو " القهر الجتماعي " ف كل حاية "! أي الرغبة - الفطرية - ف مشاركة الخرين ولو على الالت " الشاركة الوجدان

وليس كل الوقت!لفترة من الوقتحساب الكيان الفردي،

من كثي ف قة هو حقي ماعي - و هر الجت كاي، أن الق عوى در هدم د لذي ي واسان. طرة الن فرد. ف طرة ال غي ف قوة وضغط أن يل من ستطيع مهما أوت لالت - ل ي اغاء النعة الفردية لذي مارسته الشيوعية ل يستطع إل وإن كبتها إل حي. فكل الضغط اعن لدائم عبي ا هي الت ثورات " ما أن " ال لتراجع! ك ل ا شيوعية إ ضطرت ال لك! فا للتم رفض الضوع للقهر. ومع أن الثورة ذاتا ظاهرة " جاعية " إل أنا ول شك تتجمع منخل من دا هم لخرين. يمع حوله ا ثأئر، يم�ع حد فرد وا بدأ ب قد ت بل لفراد. فوس ا ن

فطرتم. من عدم رضاهم عن القهر.

فالماعية الت تطغى أحيانا على الفرد. والسلبية الت تسكت أحيانا على القهر، كلتاها نزعة فطرية. ومن ث تصبح كل الظواهر الجتماعية ف النهاية فطرية. سواء كانتتا تدالتا وانرافا تدال. ومن اع فالفطرة عرضة للنراف وعرضة للع لة. سليمة أو معت

تنشأ اعتدالت الفرد وانرافاته، واعتدالت التمع كذلك وانرافاته.

96)

)

انظر فصل " طبيعة مزدوجة " ف كتاب الدراسات.)

)200(منب التوحيد والهاد

Page 201: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

* * *مع كذلك فرد والت ي ال تة. والعلقة ب طرة الثاب طرة. الف من الف جزء مع " " التخذت شمال، فأ شت العصور ذات اليمي وذات ال ف بت نا تقل ها. وكو ف عموم تة ثاب صورة فردية حادة أو جاعية حادة، ل يعن أنه ليس لا مقياس من الفطرة ول أنه مقياسنراف لة لل شرية - قاب طرة الب ف الف شيء كل نا - ك قط أ ن ف نا يع ثابت. وإ ي غ

كقابليتها للعتدال.

والقانون الثابت الذي ينبغي أن يكم علقة الفرد بالتمع، هو أنما ناشئان معا من النفس الواحدة. فليس أحدها " أقدس " من الخر، وليس لحدها حرمات أكثر من

الخر!

وعلى هذا الساس تصان حرمات الميع وحقوق الميع.

ومن ذلك نشأت - ف السلم - نظرية الدود أي العقوبات الددة من ال.ونشأ كذلك ثبات هذه الدود.

جال هي أن الر تة: و قة الثاب لذه القي تا، تضع ها، وف ثبا ف طبيعت بة إن العقو الكثيين والنساء [الكو�ني للمجتمع] منبثون من ذات النفس الواحدة. ومن ث فحقوقهم

" النسانية " جيعا واحدة وحرماتم واحدة.

تة. ل تغيها ساوية. وثاب لال، حرمات مت عرض، وحرمة ا مة ال لدم، وحر حرمة االتطورات.

تة ل بات ثاب كذلك عقو لال عرض وا لدم وال مات ا لى حر عدوان ع بات ال وعقوتغيها التطورات.

ومن ث جاءت ف السلم عقوبات القتل [وما دونه من جراح] والزنا والسرقة.نة الناس ف أمنهم لذي يشمل الرائم السابقة جيعا ويزيد عليها فت والفساد ف الرض ا

وعقيدتم.

)201(منب التوحيد والهاد

Page 202: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

أما عقوبة الردة فهي مرتبطة بالعقيدة ف ال. وهي عنصر كذلك دائم وثابت فحياة البشرية.

ظر إل العقوبة، وتذلق كثيون وهم وقد تدث كثيون عن " التطور " ف الن يشيون إل أباث علم النفس الديث - والتحليلي خاصة - ف طبيعة الرية، وأباث

علم الجتماع، وعلوم كثية أخرى تبحث ف هذا اليدان..

تدثوا كثيا وتذلقوا كثيا�.. وقالوا عن العقوبات السلمية جهالت كثية!

ظرة ية ل الن ظرة النتقام فرد. الن سانية ال حترام إن عدم ا تأخر. ية. سوة. رجع قالعلجية.. ال.. ال.

مل عن الرية والعقاب. ية والسلم " فصل كا ي الاد سان ب وف كتاب " الن وف كتاب " قبسات من الرسول " فصل آخر بعنوان " ادرءوا الدود بالشبهات ". ول

أملك هنا إل تلخيص الفكرة ف سطور.

إن كل " التطور " " والتقدم " " والتحضر " ل يستطع أن يضيف جديدا� لفكرةالسلم! بل ل يصل بعد إل عدالة السلم، ونظرته التربوية والتوجيهية.

إن السلم ل يبدأ بالعقوبة!

ولكن يبدأ بوقاية التمع من أسباب الرية!

ث بعد ذلك - بعد أن يهيء الوقاية الطلوبة. بعد أن ل يعود هناك دافع معقولللجرية - يأخذ ف تطبيق العقوبة!

ستحقاقا بة ا هم للعقو ستحقاق الت من ا كد عدم التأ من طا� لك - فاحتيا مع ذ وقول: " هم! وي شبهات، أي: يفسر الشك ف صال الت قول: ادرءوا الدود بال كامل - ي

"!)97(لن يطئ المام بالعفو خي من أن يطئ بالعقوبة

97)

)

حديث ذكره صاحب مصابيح السنة ف الصحاح.)

)202(منب التوحيد والهاد

Page 203: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لة..! وماذا أضاف التطور والتقدم والتحضر إل تلك القمم العالية. بل فأية عداماذا يكن أن يضيف؟! بل ماذا بلغ، وماذا يكن أن يبلغ؟!

فأتى نة، قة لرجل من مزي عة سرقوا نا بن أب بلت نا لبن حاطب ا " روي أن غلما بم عمر، فأقروا، فأمر كثي بن الصلت بقطع أيديهم، فلما ول رده. ث قال: أما وال لول

،حت إن أحدهم لو أكل ما حرم ال عليه لل لهأن أعلم أنكم تستعملونم وتيعونم لقطعت أيديهم. ث وجه القول لبن حاطب ابن أب بلتعة فقال: وأين ال إذ ل أفعل ذلك لغرمنك غرامة توجعك! ث قال: يا مزن بكم أريدت منك ناقتك؟ قال: بأربعمائة. قال

عمر لبن حاطب: اذهب فأعطه ثانائة "!

نه ل يوقع العقوبة على السارق - حي رأى أن " التمع " ذلك هو السلم! إقع على هذا التمع الظال مثل ف هو الذي يدفعه إل السرقة - بل وقع العقوب ف الواية حوث الجتماع سية والب بالبحوث النف شدق بل الت لك ق لال! وذ صاحب رس ا

والقتصادية بأكثر من ألف عام!

مع أول من أسباب ية الت ها هذه النظرة. وقا ها منظور في وعقوبات السلم كل الرية. بالتشريع والتوجيه معا. ث النظر ف كل حالة مفردة للتأكد من دوافع الرية فيها.

ودرء العقوبة بالشبهة.

تة. مع ما تة، لنا ترتكز على عوامل ثاب بت أن هذه الدود ثاب والهم هنا أن نث فيها من " الرونة " السلمية الت تعلها تتسع لميع الالت، وتردها إل مقياس العدالة

الثابت ف جيع الحوال.

وقد مر بنا من قبل ف الديث عن القضية الثانية: قضية وحدة البشرية وأخوتا، كلم يدخل ف قضية الفرد والتمع، فيحسن أن نذكر به ف ظل القضيتي التداخلتي ف

حقيقة المر:

إن علقة التمعات - الناشئة من نفس واحدة - ليست علقة الصام والرب:

)203(منب التوحيد والهاد

Page 204: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

Ýائ¼لÉبÝقÉش«ع«وبا� و ÓمÔاكÉنáلÉعÉجÉفالدف الخي هو التعارف. هو السلم)98(" ل­ت*ع*ار*́فوا " و الذي يدخل فيه الناس كافة. التعارف بكل الوسائل الت تؤدي إليه.

والرمات تصان لميع الناس ل لطائفة دون طائفة ول لفرد دون فرد.

" م¼نÓ أÝجÓل¼ ذÝل¼كÉ كÝتÉبÓنÉا عÉلÝى بÉن¼ي إ¼سÓرائيلÝ أÝنÌه« مÉنÓ قÝتÉلÝ نÉفáسا� ب¼غÉيÓر¼ نÉفáسÅ أÝوÓ فÝسÉادÅ ف¼يعا� " يÉا النÌاسÉ جÉم¼ي ÓحÝا أÉمÌنÝأÝكÝا فÉه عا� وÉمÉنÓ أÝحÓيÉا هو)99(الáأÝرÓض¼ فÝكÝأÝنÌمÉا قÝتÉلÝ النÌاسÉ جÉم¼ي [و

كذلك مكتوب على السلمي]

وضمانات التحقيق وضمانات العدالة ف القضاء تشمل كل أبناء النفس الواحدةهم وبي السلمي. يا كانت العلقة بين قبيلتهم. وأ هم أو شعبهم أو لونم أو دين يا كان أ علقة حرب أو سلم. وقد مرت بنا اليات الت نزلت لنصفة الرجل اليهودي. والتوجيه

)100(العام: " وÉل يÉجÓر¼مÉنÌكÔمÓ شÉنÉآنÔ قÝوÓمÅ عÉلÝى أÝل ا تÉعÓد¼لÔوا اعÓد¼لÔوا ه«وÉ أÝقáرÉب« ل¼لتÌقáوÉى "

* * *ياة ماته للح هاته، وتنظي سلم وتوجي شريعات ال ف ت تة لمور الثاب هي ا لك ت

البشرية.

وهي ثابتة لنا تقوم على جوانب ثابتة ف كيان النسان، ل يغي منها شيئا كلالتطورات العلمية والقتصادية والجتماعية والسياسية والنفسية.

إنا أعمق ف الفطرة من كل تطور. وأثبت من كل تغيي..

ول يوز أن يدعنا أنا ل تأخذ هذه الصورة الثابتة ف الواقع البشري.. فتفسيذلك كامن ف انرافات الفطرة ل ف تطورها.

98)

)

].13 سورة الجرات [)99)

)

].32 سورة الائدة [)100)

)

].8 سورة الائدة [)

)204(منب التوحيد والهاد

Page 205: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

والفرق بي النراف والتطور يتبي من النتائج الت يؤدي كل منهما إليها.

التطور - الذي يتمشى مع الفطرة - يؤدي إل نتائج نافعة صالة. أما النرافصبية ية. والع سية والجتماع لمراض النف ل ا يؤدي إ طرة - ف تاه الف ضد ا سي لذي ي - ا

والعقلية.. ال. وإل الدمار.

وقد قالت لنا شهادة القرن العشرين ما فيه غناء؛ فقد بينت لنا بلء ما نشأ عن انراف الفطرة ف المور الثابتة الت ل تقبل التطور. وخاصة ف علقات النس ومقاييس

الخلق!

* * *شريع عن الت شري، و يان الب من الك ثابت لانب ال عن ا حدث نا نت نا ك ل ه إ

السلمي الذي يقابله ويغطيه..

والن ننتقل إل الانب التطور ف حياة النسان، لنرى كيف يواجهه السلم.

إن " صورة " الياة البشرية تتغي تغيا واسع الدى ف كل حي نتيجة الحتكاكالدائم بي العقل البشري والكون الادي.. وينشأ عن ذلك تنظيمات جديدة وأحوال.

لوقد بينا ف الفقرات السابقة أن هذا التغي - الذي نصفه بأنه واسع الدى - جوانب معينة من الكيان البشري والياة البشرية، لنا ترتكز إل أسس عميقة فيشمل

لدمار. شد الضرار، ويعرضها ل صيبها بأ لذي ي بالنراف ا ي.. إل لة للتغ طرة غي قاب الف ف النسان.الخرىفالن نقول إنه يشمل كل الوانب

يشمل التقدم الادي والعلمي وتطور أساليب النتاج.

صناعي. أو عي. أو عوي. أو زرا مع ر هو مت هل مع.. صورة " الت شمل " ويذري.. أو..

)205(منب التوحيد والهاد

Page 206: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لالكي بط والعلقات بي ا عة الروا مع. وطبي تال اقتصاديات هذا الت ويشمل بالوغي الالكي.

كما يشمل الصورة السياسية للمجتمع. أي شكل الكومة وتنظيماتا.

بل - من ق نا بط بعضها ببعض، وإن ل يكن - كما أثبت ها مرت لمور كل وهذه اترابط السببية الباشرة. وإنا ترابط الواكبة والصاحبة والتأثي التبادل.

ولكنها كلها متغية.. هذا هو الطابع الذي يشملها جيعا�.

العلم يكتشف ويترع على الدوام. ول يكف عن هذه الهمة أبدا� منذ مولده إل هذه اللحظة. فهو ينمو ناء دائما - إل ف فترات النراف حي يمل ويعقم ويكف عن

التجدد - ويضيف دائما� حصيلة جديدة من العرفة.

تاج. ساليب الن لدوات.. أي أ عدد وا للت وال طور ا شافاته ي عاته واكت وباخترا وتلك - كما رأينا من كلم جوليان هكسلي - فطرة. ولكن " الصورة " الت تؤدي إليها

هذه الفطرة متغية على الدوام.

من يدة يدة. وصورة جد صادية جد ظم اقت شأ ن تاج تن ساليب الن طور أ وحي تت التمع. وصورة جديدة من الكومة.. ويسي كل ذلك على سنة النمو الفطرية ف كيان

النسان.

ولكن.. ل ينبغي أن ننسى أن إنشاء نظم اقتصادية جديدة ل يتوقف حتما على تغي أساليب النتاج كما زعم التفسي الادي للتاريخ. فقد رأينا كيف أنشأ السلم نظاماضرورة لى أي قائم ع ي ته غ لوقت ذا ف ا هو بل، و من ق سبوق ي م فردا�، غ صاديا� مت اقتتاج! وكذلك أنشأ صورة جديدة للمجتمع، اقتصادية ول على أي تطور ف أساليب الن

وصورة جديدة للحكومة..

إنا يدث - ف العتاد - أن تتواكب التطورات كلها وتتصاحب.. وينشأ عنها تغيات دائمة ف صورة الياة البشرية. وهذا هو الذي نناقشه ف هذه الفقرة، لنرى موقف

السلم من هذه التطورات.

)206(منب التوحيد والهاد

Page 207: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

* * *هات شريعات وتوجي شري بت يان الب من الك ثابت لانب ال سلم ا جه ال ما وا كحالت عدا ما ظة [في كل ل ف كامل قا� قان انطبا يث ينطب عه، ب قى م سبه وتتل تنا النراف بطبيعة الال: حيث تفترق الصورة الطلوبة عن الصورة الواقعة بسبب النراف ل بسبب التطور. وينبغي ف تلك الالة إعادة المر إل وضعه الصحيح].. كذلك يواجه السلم الانب التطور بتشريعات وتوجيهات تناسبه وتتلقى معه، بيث ينطبقان انطباقا

كامل ف كل لظة.. ما عدا حالت النراف!

ية سي، عمل ماعي والسيا صادي والجت لادي، والقت مي وا مو العل ية الن إن عملطبيعي. طري و ها ف لدائم في ي ا ية. والتغ يدثفطر ي كل تغ هذا أن ن يس مع كن ل ول

ما للفطرة! يا] وملئ كون طبيع ساء توجيهها [أوي ما للنراف حي ي فالفطرة عرضة دائ فا�. كالطفل نوا� منحر مو ها تن قة، ولكن مو حقي ندئذ تن توجيه صال!] وع تترك بل حي نه ينمو- كما تقتضي الفطرة أن ينمو - ولكن من يقول إن الذي ينمو بساق معوجة. إ

نوه سليم؟!

ما مو على الفطرة. وهذا ستقامة الن مو.. وا لوقت: الن مران معا ف ذات ا إنما أيراعيه السلم!

بينا من قبل ف فصل " الثابت والتغي ف كيان النسان " حقيقة هامة نتاج هنا إليها حاجة شديدة، هي أنه - حت ف الانب التغي من النسان - تتغي " الصورة " ول يتغي " الوهر ". ومؤدى ذلك أن " التطور " ل يكون سائبا� منفلتا من كل رباط، يتجه بسب هواه، أو بسب ما تقوده الظروف. إنا ينبغي أن يكون له رباط من الفطرة. رباط يعل له هدفا� صالا� راشدا� بانيا� يتفق مع اتاه الفطرة السوية. رباط ينع اللل والنراف

ف أثناء عملية النمو الفطرية.

التقدم العلمي تدفعه الرغبة الفطرية ف العرفة. والعقل البشري يكتشف ويترعلم قائق الع لي ل طبيق العم كن الت فة. ول قة العر من طا يه تح عل ل ويف يوفقه ا ما قدار بل الشر. فالتطبيق يكن أن يتجه إل الي، ويكن أن يتجه إ يدا�! مرا� ما يس أ يدة.. ل الا

ول تستخدمه ف سبيل الشر. لنوالفطرة السوية تستخدم العلم ف سبيل الي فقط،الشر ل يدمها.

)207(منب التوحيد والهاد

Page 208: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

والنمو الجتماعي والقتصادي والسياسي نو فطري. ولكن له وجهي متقابلي. أو وجوها� شت تندرج تت اتاهي. أحدها للخي والخر للشر. والفطرة السوية تنمو ف

سبيل الي وتأب النمو النحرف ف سبيل الشر.

والنمو النفسي كذلك.

كل حركات النمو هذه فطرية، فينبغي أن تكمها الفطرة السليمة. ومن ث ينبغي أن يكون هناك " إطار عام " يشمل عملية النمو، وينعها من النراف. وذلك بالضبط ما

يصنعه السلم!

* * *مÓ وÉأÝتÓمÉمÓت ÔكÉد¼ين Óم ÔكÝت« لáلÉمáكÝأ ÉمÓوÉي áشرية: " ال ية للب ل النهائ مة ا سلم كل إن ال

. ول يكن لتمع الزيرة العربية وحدها.)101(عÉلÝيÓكÔمÓ ن¼عÓمÉت¼ي وÉرÉض¼يت« لÝكÔم« الáأ¼سÓلمÉ د¼ينا� " جه لى و مدد ع يل لي بيئة أو ج سلم. ول يه و ل عل صلى ا حده سول و هد الر ول لع

الرض.

ما أرسلناك إل رحة فة. وف جيع أعصرها: " و شرية كا نا للب عالي وإ " و " للالعالي " لفظ يشمل الزمان والكان على أقصى اتساع. بل حدود!

لذلك ل يضع السلم - ف المور التغية - أحكاما تفصيلية.

لقد وضع التشريعات التفصيلية الثابتة ف المور الثابتة ف أعماق الفطرة. الت لجع شرية [را ياة الب ضار ب نراف هو ا ها ي في كل تغ لن ي. غي أن تتغ ي. أي ل ينب تتغ

شهادة القرن العشرين!]

أما المور التغية - ولو أن مبادئ الشريعة العامة تيط با وتشملها - فلم ترد فيها أحكام تفصيلية عرضة لن تتحطم عند أول نو يدث ف التمع.. وهو حادث ل

مالة!

101)

)

].3 سورة الائدة [)

)208(منب التوحيد والهاد

Page 209: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ها لي، لطم عوي القب مع الر تة للمجت صيلية ثاب صادية تف شريعات اقت ضع ت لو و النمو الزراعي، ث النمو الصناعي، وجعلها غي صالة للستعمال. ولكان ذلك ف الوقت

نفسه قيدا يعوق التمع عن النمو الفطري الصحيح.

نة " مة " الدي قد الكو لى صلة ع مة، مف شكل الكو مددة ل صورة ضع لو و وظام هد بالن بة الع ية القري يرة العرب قد الز لى سلم، أو ع يه و ل عل صلى ا سول نة الر مديته بعد جيل واحد من الزمان، ية ذا لي، لا صلحت هذه الكومة لتمع الزيرة العرب القب

بعد الفتوح والمتداد، والحتكاك بشت النظم والضارات، ونو الاجات..

وحاشا ل أن يكون نظامه الدائم عرضة لذه الضطرابات..

وإنا كان موقف السلم من هذا المر، هو موقفه ف كل أمر.. الطابقة الكاملةمع الفطرة!

تدد مة سس عا صحيح. وأ طري ال مو الف نواع الن كل أ سمح ب ثابت ي طار " " إعد التاه وتعي الطريق وتنع النراف. وتسمح بأشكال متعددة تقوم كلها على القواقه لت تفر سلمي، ا ظام ال يزة للن صائص الم لى ال قوم ع ما ت تة، ك بادئ الثاب ية وال الكل

وتيزه عن النظمة الت وضعها البشر لنفسهم.

مي، مو العل من الن سلم قف ال كان مو يف صيل، ك من التف شيء سنرى، ب ووالنمو القتصادي والجتماعي والسياسي، والنمو " الضاري " على وجه الجال.

فأما النمو العلمي، فلم يكن القرآن - كما يلو لبعض ذوي النوايا الطيبة ف هذهلك ياء والف عة والكيم ف الطبي ية، يات " علم حوي " نطر كن لي ل ي صور! - يام أن يت ال

والذرة والصواريخ. وليس من شأنه أن يفعل!!

شأنه أن نا حدثيوجه إ ما لك ها.. وذ طرة ويلئم فع الف با ين مي مو العل النبالفعل.

)209(منب التوحيد والهاد

Page 210: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

قة العرفة: " وÉعÉل مÉ آدÉمÉ الáأÝسÓمÉاءë كÔل هÉا " قرآن إل طا وأشار إل)102(لقد أشار ال وجوب التعلم: " اقáرÉأá ب¼اسÓم¼ رÉب×كÉ ال ذ¼ي خÉلÝقÉ، خÉلÝقÉ الáأ¼نÓسÉانÝ م¼نÓ عÉلÝقÅ، اقáرÉأá وÉرÉبåكÉ الáأÝكáرÉم«،

.)103( " ع*ل¶م* ال�أ­ن'س*انµ م*ا لµم' ي*ع'لµمال ذ¼ي عÉل مÉ ب¼الáقÝلÝم¼،

ها: " إ¼ن  ف¼ي خÉلáق¼ السÌمÉاوÉات عرف علي كون والت يات ال ف ال تدبر آ ث أوجب وÉالáأÝرÓض¼ وÉاخÓت¼لف¼ الل يÓل¼ وÉالنÌهÉار¼ وÉالáفÔلáك¼ ال ت¼ي تÉجÓر¼ي ف¼ي الáبÉحÓر¼ ب¼مÉا يÉنÓفÝع« النÌاسÉ وÉمÉا أÝنÓزÉل الل ه« م¼نÉ السÌمÉاء¼ م¼نÓ مÉاءÅ فÝأÝحÓيÉا ب¼ه¼ الáأÝرÓضÉ بÉعÓدÉ مÉوÓت¼هÉا وÉبÉث  ف¼يهÉا م¼نÓ كÔلØ دÉابÌةÅ وÉتÉصÓر¼يف

.)104( " لµآيات· ل­قµو'م· ي*ع'ق­́لونالر×يÉاح¼ وÉالسÌحÉاب¼ الáم«سÉخÌر¼ بÉيÓنÉ السÌمÉاء¼ وÉالáأÝرÓض¼

ها: " ه«وÉ ال ذ¼ي جÉعÉلÝ لÝكÔم ل في عن رزق ا حث لرض والب ف ا وأوجب الشي .)105( وÉكÔلÔوا م¼نÓ ر¼زÓق¼ه¼ " فµام'ش)وا ف­ي م*ن*اك­ب­ه*االáأÝرÓضÉ ذÝلÔول�

وأعلم النسان - ف ظل هذا التوجيه كله - أن السماوات والرض - با تويان من موجودات وطاقات - مسخرة للنسان بأمر ال: " وÉسÉخÌرÉ لÝكÔمÓ مÉا ف¼ي السÌمÉاوÉات¼ وÉمÉا

. فعليه إذن أن يسعى إل تقيق هذا التسخي بالفعل: بالعلم)106(ف¼ي الáأÝرÓض¼ جÉم¼يعا� م¼نÓه« " [التعرف على قواني الكون الت يسيه ال بقتضاها] والتطبيق [الشي ف مناكب الرض

.[Å والكل من رزقه

ومن تلك النقطة. من هذا التوجيه. انطلق العقل السليم يرتاد الكون.

العقل الذي كان ف جاهلية العرب ل يتجه إل العلم إطلقا.. كل هه أن ينظم شعرا� جزل مصقول رصينا، يضمنه على الكثر بعض " الكم " النظرية.. انطلق ف عال الواقع ينشئ أكب حركة علمية ف تاريخ الرض إل ما قبل العصر الديث.. ويكفي أن

يكون هو الذي أنشأ الذهب التجريب الذي تقوم عليه كل فتوحات العصر الديث!:

:Making of Humanityيقول " بريفولت " ف كتاب " بناء النسانية " 102)

)

].31 سورة البقرة [)103)

)

].5 - 1 سورة العلق [)104)

)

].164 سورة البقرة [)105)

)

].15 سورة اللك [)106)

)

].13 سورة الاثية [)

)210(منب التوحيد والهاد

Page 211: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ية به الضارة العرب جادت ما هم لم أ كان الع قد لديث،)107(" ل عال ا لى ال ع ولكن ثاره كانت بطيئة النضج.. إن العبقرية الت ولدتا ثقافة العرب ف أسبانيا، ل تنهض ف عنفوانا إل بعد وقت طويل على اختفاء تلك الضارة وراء سحب الظلم؛ ول يكنمؤثرات من كثية خرى مؤثرات أ بل إن با الياة. ل أور عاد إ لذي أ هو ا لم وحده الع

على الرغم من أنه ليسالضارة السلمية بعثت باكورة أشعتها إل الياة الوربية. فإنه مؤثرات ل صلها إ جاع أ لورب إل ويكن إر هار ا نواحي الزد من حدة ية وا ثة ناح

عة، صورة قاط فة السلمية ب ماالثقا هم كون، وأ ما ت جد أوضح لؤثرات تو هذه ا فإن تكون، ف نشأة تلك الطاقة الت تكون ما للعال الديث من قوة متمايزة ثابتة، وف الصدر

أي ف العلوم الطبيعية، وروح البحث العلمي.القوي لزدهاره:

... وإن ما يدين به علمنا لعلم العرب ليس فيما قدموه إلينا من كشوف مدهشةمن بأكثر ية [يقصد السلمية!] فة العرب ل الثقا لم إ هذا الع يدين بل كرة. يات مبت لنظر

فالعال القدي - كما رأينا - ل يكن للعلم فيه وجود. إنه يدين لا بوجوده نفسه.هذا: وعلم النجوم عند اليونان ورياضياتم كانت علوما أجنبية، استجلبوها من خارج بلدهم؛ وأخذوها عن سواهم، ول تتأقلم ف يوم من اليام، فتمتزج امتزاجا كليا بالثقافة اليونانية. وقد نظم اليونان الذاهب وعمموا الحكام ووضعوا النظريات. ولكن أساليب البحث فظة لم، واللح صيلية للع هج التف ها، والنا ية وتركيز مات الياب يع العلو ناة، وج دأب وأ الدقيقة الستمرة، والبحث التجريب.. كل ذلك كان غريبا تاما عن الزاج اليونان. أما مامن طرق يدة، ول حث جد من الب لروح جة با نتي ف أور هر قد ظ لم " ف ندعوه " العل ضيات إ طور الريا قاييس، ولت ظة وال بة واللح طرق التجر من ستحدثة، صاء م الستقعال لروح، وتلك الناهج العلمية، أدخلها العرب إل ال صورة ل يعرفها اليونان.. وهذه ا

")108(الورب

ويقول الؤلف نفسه:

107)

)

يقصد الضارة السلمية كما قال فيما بعد. ذلك أن التاريخ ل يعرف للعرب حضارة متميزة إل)تاج السلم نا كانت ن بالسلم. كما أن الضارة السلمية ل تكن قط حضارة للعرب كجنس. إعرب. طابع ال طابع السلم ل هي تمل ف السلم. و لت دخلت سلمة ا صر ال من جيع العنا ته ذا

والعرب عنصر واحد من العناصر الكثية الت صنعت هذه الضارة.108)

)

-149 عن كتاب " تديد الفكر الدين ف السلم " تأليف ممد إقبال وترجة عباس ممود ص )150.

)211(منب التوحيد والهاد

Page 212: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

" وإن " روجربيكون " درس اللغة العربية والعلم العرب ف مدرسة " أكسفورد "سيس سيه " فرن كون " ول يس " لروجربي ندلس. ول ف ال عرب يه ال فاء معلم لى خل ع

فلمبيكون " الذي جاء بعده، الق ف أن ينسب إليهما الفضل ف ابتكار النهج التجريب، سيحية با ال ل أور هج السلميي إ لم والن من رسل الع كون إل رسول كن روجربي .ي

يق هو الطر عرب لوم ال ية وع غة العرب صريه لل لم معا بأن تع صريح من الت قط يل ل وهو الوحيد للمعرفة القة. والناقشات الت دارت حول واضعي النهج التجريب هي طرف من التحريف الائل لصول الضارة الوربية. وقد كان منهج العرب ف عصر " بيكون " قد

انتشر انتشارا واسعا، وانكب الناس ف لف على تصيله ف ربوع أوربا.

ومن أين استقى " روجربيكون " ما حصله من العلوم؟

)Cepus Majusمن الامعات السلمية ف الندلس. والقسم الامس من كتابه (ناظر لبن قة المر نسخة من كتاب ال لذي خصصه للبحث ف البصريات، هو ف حقي ا

".)109(اليثم

ويقول دريب الستاذ بامعة نيويورك ف كتابه " الناع بي العلم والدين ":

" تقق علماء السلمي من أن السلوب العقلي النظري ل يؤدي إل التقدم؛ وأنتا. قة يب أن يكون معقودا بشاهدة الوادث ذا ومن هنا كانالمل ف وجدان القي

شعارهم ف أباثهم السلوب التجريب والدستور العملي السي.

وإن نتائج هذه الركة العملية تظهر جلية ف التقدم الباهر الذي نالته الصنائع فتائج من ن ما كنا نظنه لراء العلمية من ا فاتم نرى ف مؤل ندهش حي نا ل عصرهم، وإنلذي نات العضوية - ا قاء للكائ العلم ف هذا العصر. ومن ذلك أن مذهب النشوء والرتيه. يه إل أبعد ما وصلنا إل يعتب مذهبا حديثا - كان يدرس ف مدارسهم. وقد ذهبوا ف

عادن مد وال لى الوا طبيقه ع لك بت طب،).110(وذ ف ال ياء لم الكيم ستخدموا ع قد ا . و ووصلوا ف علم اليكانيكا إل أنم عرفوا وحددوا قواني سقوط الجسام. وكانوا عارفي كل العرفة بعلم الركة. ووصلوا ف نظريات الضوء والبصار إل أن غيوا الرأي اليونانبالعكس. لرئي، وقالوا من البصر إل السم ا بأن البصار يصل بوصول شعاع قائل ال

109)

)

.148 الصدر السابق ص )110)

)

.28 راجع الامشة ف ص )

)212(منب التوحيد والهاد

Page 213: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وكانوا يعرفون ف نظريات انعكاس الشعة وانكسارها. وقد اكتشف " السن ابن اليثم" الشكل النحن الذي يأخذه الشعاع ف سيه من الو.

نا نرى القمر والشمس قبل أن يظهرا حقيقة ف الفق، وكذلك وأثبت بذلك أن.)111(نراها ف الغرب بعد أن يغيبا بقليل"

* * * وهذا يكفي لثبات طبيعة الركة العلمية الت نشأت ف ظل السلم، والت حوى

القرآن " إطارها " التوجيهي، ول يكن ليحوي تفاصيلها لنا متغية على الدوام.

ل أن شي إ ها أن ن نا في نا يهم يقإ ف طر ية كة العلم يوجه الر كان سلم ال ويعصمها من النراف الذي يارسه العلم ف ظل الضارة الغربية، حيث تستغلهالي،

شاعة هم وإ حل روابط ساتم، و تدمي مقد لفراد، و لمم وا ساد أخلق ا ف إف شياطي التاج عة والتليفزيون والصحافة.. ث يستغل ف إن سينما والذا تأثي ال التفاهة ف نفوسهم، ب الدمار على نطاق واسع، بينما العال يهدده الفناء بالوع، والطاقة الذرية - الت تستخدم للدمار - هي وحدها - ف الوقت الاضر - الت كان يكن أن تزيد إنتاجية الرض من

الغذاء لسد الفواه الائعة السكينة!

* * *وف النمو الجتماعي والقتصادي والسياسي كذلك..

ولكنه ل يسمح بانراف الصورة!إطار عام يسمح بانفساح الصورة.

مة " Ôل " أ ناحرة إ قة مت بائل متفر من ق نو " المة " السلمية ل قرآن إ شار ال أموحدة الدف مترابطة الكيان:

111)

)

عن كتاب السلم دين العلم الالد لفريد وجدي.)

)213(منب التوحيد والهاد

Page 214: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

عا� وÉل تÉفÝرÌقÔوا وÉاذáكÔر«وا ن¼عÓمÉتÉ الل ه¼ عÉلÝيÓكÔمÓ إ¼ذá كÔنÓت«م " وÉاعÓتÉص¼م«وا ب¼حÉبÓل¼ الل ه¼ جÉم¼ي أÝعÓدÉاءé فÝأÝل فÉ بÉيÓنÉ قÔلÔوب¼كÔمÓ فÝأÝصÓبÉحÓت«مÓ ب¼ن¼عÓمÉت¼ه¼ إ¼خÓوÉانا� وÉكÔنÓت«مÓ عÉلÝى شÉفÝا ح«فáرÉةÅ م¼نÉ النÌار¼ فÝأÝنÓقÝذÝكÔم

Ýد«ونÉتÓهÉت ÓمÔل كÉعÝات¼ه¼ لÉآي ÓمÔكÝي×ن« الل ه« لÉي«ب Éل¼كÝذÝا كÉهÓ112(م¼ن(."

وأشار إل مقومات هذه المة، وأسس حياتا وخصائص نظامها.

" كÔنÓت«مÓ خÉيÓرÉ أÔمÌةÅ أÔخÓر¼جÉتÓ ل¼لنÌاس¼ تÉأáم«ر«ونÝ ب¼الáمÉعÓر«وف¼ وÉتÉنÓهÉوÓنÝ عÉن¼ الáم«نÓكÝر¼ وÉت«ؤÓم¼ن«ون ".)113(ب¼الل ه¼

" وÉلáتÉكÔنÓ م¼نÓكÔمÓ أÔمÌةê يÉدÓع«ونÝ إ¼لÝى الáخÉيÓر¼ وÉيÉأáم«ر«ونÝ ب¼الáمÉعÓر«وف¼ وÉيÉنÓهÉوÓنÝ عÉن¼ الáم«نÓكÝر " Ýل¼ح«ونáم«فáه«م« ال Éئ¼كÝولÔأÉ114(و(.

".)115(" وÉتÉعÉاوÉن«وا عÉلÝى الáب¼ر× وÉالتÌقáوÉى وÉل تÉعÉاوÉن«وا عÉلÝى الáأ¼ثáم¼ وÉالáع«دÓوÉان¼

ÓمÔكÓر¼ م¼نÓمÝأáول¼ي الÔأÉو Ýس«ولÌط¼يع«وا الرÝأÉو Éط¼يع«وا الل هÝن«وا أÉآم Éا ال ذ¼ينÉهåيÝا أÉ116(" ي(."

êةÉوÓإ¼خ Ýم¼ن«ونÓم«ؤáا الÉمÌ117(" إ¼ن(."

Óه«مÉنÓيÉى بÉش«ور Óر«ه«مÓمÝأÉ118(" و(."

".)119(" وÉمÉا آتÉاكÔم« الرÌس«ولÔ فÝخ«ذÔوه« وÉمÉا نÉهÉاكÔمÓ عÉنÓه« فÝانÓتÉه«وا

112)

)

].103 سورة آل عمران [)113)

)

].110 سورة آل عمران [)114)

)

].104 سورة آل عمران [)115)

)

].2 سورة الائدة [)116)

)

].59 سورة النساء [)117)

)

].10 سورة الجرات [)118)

)

].38 سورة الشورى [)119)

)

].7 سورة الشر [)

)214(منب التوحيد والهاد

Page 215: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

Óه«مëاءÉوÓهÝأ Óب¼عÌتÉل تÉالل ه« و ÝلÉزÓنÝا أÉب¼م Óه«مÉنÓيÉب ÓمÔكÓن¼ احÝأÉ120(" و(."

Ýاف¼ر«ونÝكáه«م« ال Éئ¼كÝولÔأÝالل ه« ف ÝلÉزÓنÝا أÉب¼م ÓمÔكÓحÉي ÓمÝل ÓنÉمÉ121(" و(."

" فÝل وÉرÉب×كÉ ل ي«ؤÓم¼ن«ونÝ حÉتÌى ي«حÉكØم«وكÉ ف¼يمÉا شÉجÉرÉ بÉيÓنÉه«مÓ ثÔمÌ ل يÉج¼د«وا ف¼ي أÝنÓفÔس¼ه¼م ".)122(حÉرÉجا� م¼مÌا قÝضÉيÓتÉ وÉي«سÉلØم«وا تÉسÓل¼يما�

ث ل يدد " صورة " المة كيف تكون. تكون مرة متمعا� رعويا�. ومرة متمعا زراعيا. ومرة متمع مدينة، ومرة متمع تار. أو صناع. ومرة.. ومرة.. ل يتقيد التمعهات ما توجي يد دائ نا مو، إ عن الن عوقه حدا� ي قا� وا يد عائ نة، ول صورة معي نوه ب ف

توجهه ف عملية النمو وتنعه من النراف.

لغ قد ب مع السلمي ف الت ماعي والضاري مو الجت يخ أن الن شهد التار ث ي الذروة - ف عصره - فلم يأل السلمون جهدا� ف الستفادة بكل التنظيمات الدارية الت وجدوها عند المم الفتوحة. ول الصيلة الضارية الت وجدوها عندهم سواء ف مصرسانية. يات الياة الن لاص لغا يدتم وتصورهم ا عارض عق ما ل ي فارس، في شام أو أو ال كما اطلعوا على أسس الضارات الرومانية والغريقية والندية، واقتبسوا برية كل ما ل يتعارض مع الصل الذي ابتعثهم ال ليقروه ف الرض، جاعلي عقيدتم وتصورهم اليزان

الذي يقبلون على أساسه ما يقبلون ويرفضون ما يرفضون.

فة - مع السلمي - رغم كل ما أصابه من تدهور لسباب متل وقد كان التقدم من ت ما حدث كاك الصليبيي با كل من احت صليبية نشأ لروب ال يام ا ية أ مة عال ق فكري واجتماعي وحضاري ف الغرب الديث، بشهادة من مر�ت شهادتم من الكتاب

الغربيي.

* * *

120)

)

].49 سورة الائدة [)121)

)

].44 سورة الائدة [)122)

)

].65 سورة النساء [)

)215(منب التوحيد والهاد

Page 216: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

أما النمو القتصادي فقد وضع القرآن له إطارا ثابتا، ث تركه ينمو برية داخلالطار، دون أن يضع له صورة معينة، أو يعوقه بقيد واحد عن النمو الصال الرشيد.

ستخلف سبحانه ا ل ساس أن ا لى أ قوم ع سلمي ت صاد ال مة للقت ية العا النظر النسان - كنوع - ف الرض، وأن الال فيها مال ال، والماعة النسانية مستخلفة فيه،ية - شريعات جزئ ية أو ت بادئ كل لواردة ف شريعته، سواء ف صورة م ل ا وفق شروط اساس اللكية ته على أ قوم وظيف لال، ت هذا ا فرد موظف ف لكثر - وأن ال لول هي ا وا الفردية لانب من هذا الال مقابل جهد يبذله، وبشرط حسن التصرف ف هذه اللكية -بدونا ل لت ل ا شروط ا حدود ف بالي، و ها عة كل لى الما سه وع لى نف عود ع با يحق عاد صرف، و حق الت يد ية ق حق اللك ستخدام ساء ا سفه وأ هو فإن يتحقق الي. ها عن ال ف الرض. التصرف هذا إل الماعة، صاحبة الق الول الستمد من خلفتظام له - ل الن سلم ك ظام ال ها ن قوم علي لت ي ية ا ية الفرد عدة اللك يل بقا هذا ل و القتصادي وحده - ولكنه فقط ييط هذه القاعدة بالقيود الت تكفل حسن التصرف فكاليف لفراد بالزكاة وغيها من الت مال ا هذه اللكية، ويفظ للجماعة حقها القرر ف بقدر حاجة المة وبسبها، مع البقاء على ملكية الفراد، فيما عدا بعض الوارد العامة

العامة الت تبقى ملكية عامة:

" ÓمÔاكÉال¼ الل ه¼ ال ذ¼ي آتÉم Óم¼ن Óآت«وه«مÉ123(" و(.

ëاءÉهÝفåت«وا السÓل ت«ؤÉ́كم" وµم'و*الµالل ه« أ ÝلÉعÉ́كم« ال ت¼ي جµاما� " لÉق¼ي Ó)124.(

ث يعل هناك قاعدة عامة لتوزيع الال ف الماعة:

" ÓمÔكÓاء¼ م¼نÉن¼يáغÝأáال ÉنÓيÉة� بÝد«ول ÝونÔكÉل ي ÓيÝ125(" ك(.

ف ته توزع ملكي يب أن صورة. ية ف أ ياء يدي الغن كره أ غي أن تت فل ينباليدي الكثية كي تتداوله، وكي تتم دورة الال الطبيعية ف أيدي أكب عدد من المة.

123)

)

].33 سورة النور [)124)

)

].5 سورة النساء [)125)

)

].9 سورة الشر [)

)216(منب التوحيد والهاد

Page 217: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لى توزعه ع ضا، و عة حقا مفرو ضاه الما ي، تتقا عوزين والروم حق ال ناك وهالتاجي إليه:

.)126(" وÉف¼ي أÝمÓوÉال¼ه¼مÓ حÉقü ل¼لسÌائ¼ل¼ وÉالáمÉحÓر«وم¼ "

ما وجدت من لت يؤخذ بسبها كل طارئة ا كاليف ال هو حق الزكاة. ووراءه التأموال الغنياء.

تم هذا يه. فل ييء هذا الكسب، ول ي لال والتعامل ف ث هناك قواعد لكسب ا التعامل بطريقة فيها مضارة من أي وجه لفرد أو أكثر ف الماعة. ومن ث يرم الغصب

والنهب والسرقة والغش والحتكار. كا يرم الربا وهو أبشع هذه الوسائل جيعا�:

" يÉا أÝيåهÉا ال ذ¼ينÉ آمÉن«وا اتÌقÔوا الل هÉ وÉذÝر«وا مÉا بÉق¼يÉ م¼نÉ الر×با إ¼نá كÔنÓت«مÓ م«ؤÓم¼ن¼يÉ، فÝإ¼نá لÝملÔوا فÝأáذÝن«وا ب¼حÉرÓبÅ م¼نÉ الل ه¼ وÉرÉس«ول¼ه¼ وÉإ¼نá ت«بÓت«مÓ فÝلÝكÔمÓ ر«ؤ«وس« أÝمÓوÉال¼كÔمÓ ل تÉظáل¼م«ونÝ وÉل ÉعáفÉت

Ýم«ونÝلáم¼ن)127(ت«ظ ÔانÝطÓيÌه« الشÔطÌبÉخÉتÉوم« ال ذ¼ي يÔقÉا يÉمÝإ¼ل ا ك Ýوم«ونÔقÉالر×با ل ي ÝونÔلÔكáأÉي Éال ذ¼ين " " الáمÉس× ذÝل¼كÉ ب¼أÝنÌه«مÓ قÝالÔوا إ¼نÌمÉا الáبÉيÓع« م¼ثáلÔ الر×با وÉأÝحÉل  الل ه« الáبÉيÓعÉ وÉحÉرÌمÉ الر×با فÝمÉنÓ جÉاءëه« مÉوÓع¼ظÝةنÌار¼ ه«مÓ ف¼يهÉا م¼نÓ رÉب×ه¼ فÝانÓتÉهÉى فÝلÝه« مÉا سÉلÝفÉ وÉأÝمÓر«ه« إ¼لÝى الل ه¼ وÉمÉنÓ عÉادÉ فÝأÔولÝئ¼كÉ أÝصÓحÉاب« ال

" Åث¼يمÝأ Åف ارÝل  كÔك åالل ه« ل ي«ح¼بÉات¼ وÝقÉدÌب¼ي الصÓي«رÉق« الل ه« الر×با وÉحÓمÉي ،Ýال¼د«ونÉ128(خ(.

فة ". " وÉإ¼نá كÝانÝ ذÔو ع«سÓرÉةÅ فÝنÉظ¼رÉةê إ¼لÝى مÉيÓسÉرÉةÅ وÉأÝن نة " النظي مر بالعاو ناك أ وه " Ýم«ونÝلÓعÉت Óت«مÓنÔك áإ¼ن ÓمÔكÝل äرÓيÉوا خÔقÌدÉصÉ129(ت(.

تلك قواعد عامة. وذلك هو الطار الذي ينمو فيه القتصاد السلمي بل عائق..إل العوائق الت تنع النراف.

ولقد نا القتصاد السلمي ف ظل هذه البادئ العامة نوا مطردا من الوعي إل الزراعة إل التجارة إل الصناعة [البسيطة] إل تداخل هذه النواع جيعا� ف وقت واحد.

126)

)

].19 سورة الذاريات [)127)

)

].279 - 278 سورة البقرة [)128)

)

].276 - 275 سورة البقرة [)129)

)

].280 سورة البقرة [)

)217(منب التوحيد والهاد

Page 218: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

با ثروة تفخر هائل حت كون نوا عاملت " عه الفقه السلمي ف جوانب " ال ونا م البشرية. وف الوقت ذاته حالت تلك البادئ العامة دون كثي من النرافات الت أصابتستعبد كانت ت لت شعة ا ية الب صورته الورب ف طاع حالت دون الق ب. ف صاد الغر القتسلطات حد ال قت وا ف و يده ف مع كانت تت لذي سيد ا لوى ال لرض، و الفلح لنا أن يول يل ف السلم. وكان قمي له مث شريعية والقضائية والتنفيذية... ما ل يكن التيه الضربات القاصمة دون بشاعات الرأسالية لو بقي حيا� عامل ف الرض، ول توجه إل

من كل مكان، ول يتهاون أهله فيه كما حدث ف القرون الخية على وجه التحديد.

لى يودا� ع ضع ق با - ي يرم الر هو سلم - و ناس أن ال عض ال بدو لب قد ي نا وهعض لذع ب شبهة ت لك ال كانت ت قد قدم والنطلق... و نع الت صادي، ت مو" القت "الن السلمي ف مبادئ هذا القرن فيسعون إل العتذار عن السلم ف هذا المر! أو يسعون إل الفتاء بواز الربا للضرورة أو جوازه لنه اليوم شيء آخر غي النهي عنه ف القرآن!

وما زالت الشبهة تلذع بعض السلمي حت اليوم فيصنعون هذا وذاك!

ول نتاج - ف هذا العصر خاصة - أن نطيل الديث ف ويلت الرأسالية، وهيالنظام الذي يقوم على الربا أساسا، ويضيف إليه أو ينتهي إل الحتكار.

بل عداؤها - ها أ قال في قد يان. و عن الب ية ية غن سالية الربو شاعات الرأ إن بلت لداة ا يح ا سلم أن يب من ال قل لب عا ية. ول يط يه الكفا ما ف سهم - صدقاؤها أنف أ

تتسبب ف كل هذا الظلم وكل هذا الدمار!

حث صناعي فمب قدم ال ظل الت ف با ي الر سلم بغ صاد ال يدار القت يف ما ك أ متخصص ل نتعرض له هنا. وقد ألف فيه بعض العلماء السلمي. فألف السيد أبو العلىصاد سس القت سية: " أ بوث رئي ثة ستان ثل سلمية بباك عة ال ي الما لودودي أم اتاب " طب ك سيد ق لف سلم ". وأ ف ال لرض ية ا با " و " ملك سلمي " و " الر ال العدالة الجتماعية ف السلم ". ونشر غيها بوثا متفرقة عن الوضوع ف أولا بوثمن البحث.. يد سعا لز لمر مت ما زال ا سى عبده إبراهيم ف صحف شت، و الستاذ عي

بداءة نا ف أذهان ستقر غي أن ي لذي ينب لمر ا كن ا كن ول نه ل ي يهأ شيئا� ف ل يرم ا أن مرة. عد مرة ب لك صدق ذ لي طبيق العم بت الت قد أث يه! و قق بغ ناس ل تتح صلحة لل مسباب كانت مهولة، تا] ظهرت أ شرية [وانرافا قدمت تارب الب لم وت قدم الع ما ت وكل توجب تري ما حرم ال! ث بعد ذلك على السلمي أن يستنبطوا النظم والتنظيمات الت

)218(منب التوحيد والهاد

Page 219: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ناس الي ول يريد بم ناس ول تل ما حرم ال. لنه حرمه لسبب. لنه يريد لل فع ال تن الضر ويريد بم اليسر ول يريد لم الرج: " مÉا ي«ر¼يد« الل ه« ل¼يÉجÓعÉلÝ عÉلÝيÓكÔمÓ م¼نÓ حÉرÉجÅ وÉلÝك¼ن

" ÓمÔكÓيÝلÉه« عÉتÉمÓن¼ع Ìل¼ي«ت¼مÉو ÓمÔكÉه×رÝ130(ي«ر¼يد« ل¼ي«ط( " ÅجÉرÉح Óف¼ي الد×ين¼ م¼ن ÓمÔكÓيÝلÉع ÝلÉعÉا جÉمÉو " )131.(

وكذلك قد يقال إن السلم يضع قيودا� على " النمو " القتصادي لنه ل يرحبكثيا بروج الرأة للعمل؛ " والتقدم " الصناعي الديث قد استوجب ذلك.

خروج الرأة للعمل عند القتضاء، وإن كانل ينع وقد بينا من قبل أن السلم حقيقة ل يرحب بذلك كثيا ف غي الوظائف النسوية الاصة.

لرأة من تويلها لذي يصيب ا نا أول مدى الضرر ا نه تبي ل ولكنا نضيف هنا: أ إل رجل يعمل ف السوق وف الصنع... ضرر ل يوازي قط أي زيادة ف النتاج الادي

يكن أن يدثها اشتراك الرأة ف العمل.

لذي أصاب التمع الغرب ف مقابل تلك يا� مدى الضرر الخلقي ا نا ثان وتبي لبذلك حت ستفيد ها.. فل ت لدنيا كل يدمر ا شك أن ضرر يو هو تاج. و ف الن يادة الز

النتاج!

ث.. إن النتاج ف سبيله أن يتوله النسان الل والخ اللكترون واللة الضخمةلرأة ف العمل.. إل غد القريب - إل إشراك ا تاج.. فما الاجة غدا - ف ال السريعة النللوف لون با جال يتعط نرى الر نن أولء ها لك، ف بل ذ من ق حت شراك؟! و شهوة التم أن لت ت تاج ا صلحة الن هي م هل ساء. ف شغيل الن لبواب لت تح ا ما تف ي، وبين واللي

يتعطل الرجال ويضطلع النساء بالعمل؟ أم إنه أمر آخر تعرفه برتوكولت صهيون؟

والسلم يبيح النمو الطبيعي الصال الراشد البن�اء.. ولكنه ليس مسئول أن يبيحانرافات البشرية!

* * *130)

)

].6 سورة الائدة [)131)

)

].78 سورة الج [)

)219(منب التوحيد والهاد

Page 220: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وف الكيان السياسي وضع السلم القواعد العامة، وترك التفصيلت للنمو الدائمالذي يلئم كل مرحلة من مراحل النمو العلمي والضاري والجتماعي والقتصادي.

.)132(" إ¼ن¼ الáح«كáم« إ¼ل ا ل¼ل ه¼ أÝمÉرÉ أÝل ا تÉعÓب«د«وا إ¼ل ا إ¼يÌاه« ذÝل¼كÉ الد×ين« الáقÝي×م« "

" Ýاف¼ر«ونÝكáه«م« ال Éئ¼كÝولÔأÝالل ه« ف ÝلÉزÓنÝا أÉب¼م ÓمÔكÓحÉي ÓمÝل ÓنÉمÉ133(" و(.

.)134(" وÉمÉا آتÉاكÔم« الرÌس«ولÔ فÝخ«ذÔوه« وÉمÉا نÉهÉاكÔمÓ عÉنÓه« فÝانÓتÉه«وا "

" يÉا أÝيåهÉا ال ذ¼ينÉ آمÉن«وا أÝط¼يع«وا الل هÉ وÉأÝط¼يع«وا الرÌس«ولÝ وÉأÔول¼ي الáأÝمÓر¼ م¼نÓكÔمÓ فÝإ¼نá تÉنÉازÉعÓت«م.)135(ف¼ي شÉيÓءÅ فÝر«دåوه« إ¼لÝى الل ه¼ وÉالرÌس«ول¼ إ¼نá كÔنÓت«مÓ ت«ؤÓم¼ن«ونÝ ب¼الل ه¼ وÉالáيÉوÓم¼ الáآخ¼ر¼ "

).136(" وÉإ¼ذÝا حÉكÝمÓت«مÓ بÉيÓنÉ النÌاس¼ أÝنá تÉحÓكÔم«وا ب¼الáعÉدÓل¼ "

" Óه«مÉنÓيÉى بÉش«ور Óر«ه«مÓمÝأÉ137(" و(.

هذه القواعد: الاكمية ل وحده. والكم بشريعة ال دون سواها. والعدل من الكام. والطاعة من الكومي ف حدود شريعة ال. والشورى بي الكومي والكام.. هي أسس الكم ف السلم. أما شكل الكومة فهو متروك بكليته للمة السلمة تقرره ف حدود هذه القواعد. فكل حكم بغي شريعة ال فهو حكم غي إسلمي. وكل حكم

بغي شورى فهو حكم غي إسلمي. وكل حكم ل عدل فيه فهو حكم ينكره السلم.

وربا ل يكن التطبيق الواقعي ف عال السياسية والكم كامل إل ف فترة اللفةطأت فأعينون وإذا أخ سنت كم: " إذا أح سليمة للح عد ال ضعت القوا لت و شدة، ا الرا

132)

)

].40 سورة يوسف [)133)

)

].44 سورة الائدة [)134)

)

].7 سورة الشر [)135)

)

].59 سورة النساء [)136)

)

].58 سورة النساء [)137)

)

].38 سورة الشورى [)

)220(منب التوحيد والهاد

Page 221: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

فقومون " [أبو بكر]. " أطيعون ما أطعت ال فيكم. فإن عصيت ال ورسوله فل طاعةل عليكم " [أبو بكر].. ث ف فترات متقطعة أخرى.

ولكن الفقه السلمي على أي حال قد شهد ف عصوره الختلفة " نوا� " ضخماطوار، من أ مع السلمي لى الت جد ع ما كل من يه ستفاد ف ـ ا سية ية السيا ف النظر

واستنبط لكل ما جد أحكاما من السلم.

ف سلمي شريع ال با الت سم لت يت كبية ا نة ال بت الرو نا أن نث نا ه لذي يعني واف نراف سباب ال ما أ شرعية. أ صول ال ف ال نراف [ لة دون ال مع اليلو سة، السياضع هي أن ي كبى مة ال حال!] والقي لى أي نراف ع هي ا لا. و نا ما يس ه طبيق فل الت

السلم الوازين الت يتبي ف مواجهتها كل انراف عند التطبيق، ويوصم بأنه انراف!

* * *ذلك موقف السلم من الانب التغي ف حياة النسان.

نع ل الي وت توجه إ لت بادئ ا ضع ال نه ي يه. ولك يدفع إل بل قدم؛ عوق الت ل يالنراف. فيتمثل فيه الثبات والتطور ف وقت واحد. ثبات القواعد وتطور الشكال...

صادي طور القت مي والت طور العل لى الت لدين ع صاية ا با و ضت أور قد رف ووالجتماعي والسياسي.. فماذا كانت النتيجة؟

ية. ولكن ل لنا ل ية اللدين باهرا� ف ظل النهضة الورب قدم العلم حقا تقدما ت دينية!! وإنا لن الدين الكنسي هناك كان يارب العلم ويفرض القيود على العقل ليستديمن نا مر ب مأخوذ - كما ته مي ذا قدم العل هذا الت كن ستطاع! ول مدى م طول الهل أياة لم - وال ضعون الع كانوا ي لذين سلمي، ا من ال يب وغيها - فولت ودر شهادة بري

كلها - تت وصاية الدين، ويستمدونا من قواعد الدين..

ث..؟

)221(منب التوحيد والهاد

Page 222: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ية ف غوا قع ضابط فو لدين - بل صاية ا من و لت لم - النف لق الع ث انط الشياطي.. يفسدون به الخلق، ويلون روابط التمع، ويشيعون به التفاهة والسطحية

والضحالة.. ويدمرون به وجه الرض.

حل لذي ساد ا يان الف شيوعية لب ث ال سالية طاع والرأ صاد.. فيكفي الق ما القت أمع يد، سادة وعب ل شر إ يل الب ساد ي يه! ف ل عل صاية ا ب و ي أ لورب ح صاد ا بالقت

اختلف فقط ف صورة السيادة وصورة الستعباد!

مع الغرب، ها الت لت يعاني ية ا ية واللق سد الجتماع ماع.. تكفي الفا وف الجت والت ردته متمعا حيوانيا� هابطا ل يفيق من متعة السد ول يشبع. ول يتعاطف بنوه كما يتعاطف بنو النسان. وإنا يعيش الغرب ف فردية بغيضة كريهة. فردية انفصالية ل تمع

عا� وÉقÔلÔوب«ه«مÓ شÉتÌى " مه " تÉحÓسÉب«ه«مÓ جÉم¼ي . ويعيش الشرق الشيوعي ف جاعية)138(شتات ألزارع ف ا لكراه، لة با ها الدو نا تكم ية، وإ سانية القيق لودة الن عم ا عرف ط ية ل ت آل

الماعية والصانع الماعية الت يسيطر عليها الرهاب.

وف السياسة.. تكفي الظال الت تل وجه الرض اليوم.. من استعمار واستغللنواع شع أ سس، وأب نار والتج يد وال ستخدم الد شعة ت يات ب من دكتاتور ستعباد. و واهذه في ماهي.. تك لى ال لبي ع سلطانا ا فظ ب قل، لتحت صورها الع لت يت عذيب ا الت

الظال، فهي ليست ف حاجة إل بيان.

أما السلم - ف هذه المور كلها - فهو " الجة البيضاء " كما عب رسول الصلى ال عليه وسلم. الجة الت تفرق النور عن الظلمة، والصلح عن الفساد.

الرونة الكاملة الت تسمح بالنمو. والصلبة الكاملة الت تنع النراف.

وهو يستمد مزيته الكبى ف هذا الشأن من مطابقته التامة للفطرة الثابتة الوهر،التغية الشكال.

* * *138)

)

].14 سورة الشر [)

)222(منب التوحيد والهاد

Page 223: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ذلك موقف السلم من الثابت والتطور ف حياة النسان.. موقف ل يصدر إلعن تدبي إله!

فكل النظم الت صدرت عن تدبي البشر انرفت ذات اليمي وذات الشمال. ولتتد إل الصواب.. لنا ل تتد إل " الفطرة "...

جهلتها - كما قال ألكسس كاريل - جهل مطبقا، ث راحت - بذا الهل -تشرع للنسان!

شرية فاهيم الب كل م ف يدا� فا فر قف موق شر - ي ل الب ل إ مة ا سلم - كل والوتصوراتا، وتطبيقاتا العملية لذه الفاهيم والتصورات.

فل يركز على جانب ويهمل بقية الوانب.جيعهاإنه يشمل جوانب الفطرة

تا، ها ثاب كان من ما لق. ف غذاءها ا ها ها، ويعطي ف جيع جوانب طرة ساير الف ويأعطاه التشريع الثابت، وما كان منها متغيا� سح له بالتغي الطلوب.

وبذلك فهو دين الفطرة..

وهو كذلك دين البشرية كلها ف جيع عصورها وجيع " تطوراتا ".

لق طور ا من الت قف ن�اء.. ول ي شد الب صاعد الرا طور ال ل الت ته إ يدفع ذا ين دثوب لت تضفي على النراف فة، ا ظم النحر من الن نا غيه ية. إ موقف المود والرجع

التطور، هي الت يكن بق أن تسمى رجعيات!

)223(منب التوحيد والهاد

Page 224: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

السلم والرجعياتسلم جاء ال يات هي رجع طور.. ثوب الت بس لت تل شرية ا فات الب كل انرا

ليقومها ويصححها!

ولول وهلة قد تبدو هذه القضية بعيدة عن التصديق!

كيف؟! وهذا " التقدم " كله الذي أحرزه العلم؟ و " النمو " و " التطور " الذيحدث ف النفس والتمع؟

كيف يكون هذا كله رجعية؟ وكيف يكون السلم - السابق ف الزمن - قدجاء ليقومها ويصححها؟!

* * * من أجل الكم فـي تلك القضية الغربية الظهر، ينبغي أن نضع مقياسا للتقدم

والرجعية.

هل هو مقياس الزمن وحده؟ كل " جديد " تقدم، وكل " قدي " رجعية؟!

يا العلم يثل إن هذا القياس يصلح حقا لقياس التقدم العلمي. فكل جديد ف دنفإنه ها ل يضف إلي ها.. وإن ضيف إلي سابقة وي بدأ مـن الطوة ال لنه ي ية خطوة تقدم

يفقد مبر وجوده.

أما بقية أنواع التحول.. الجتماعي والقتصادي والسياسي، والنفسي واللقي..فهي ينطبق عليها القياس ذاته، فيصبح الزمن وحده هو القياس؟

نريد أن نرد المور إل مقياسها الصحيح..

)224(منب التوحيد والهاد

Page 225: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

هل الثلجة الكهربائية والطائرة والصاروخ والخ اللكترون هو مقياس التقدم..أم " النسان " هو القياس؟!

لخ صاروخ وا طائرة وال صنع ال لذي هو ا سان يس الن قائل: أو ل سيقول اللكترون؟

بلى. ول شك. ولكن: كيف يستخدمها؟ هذا هو القياس.

بأخوة شعوره كون كثر؟ لي سانية " أ شاعر " إن شر ب با؟ لي فع ستخدمها ليت ي البشرية أعمق؟ ليكون شعوره برباط " النفس الواحدة " أشد؟ ليحب أخاه؟ ليكون إنسانا مع عدوه؟ أم ليصبح وحشا ساحقا� ماحقا� يكمه البغض وتوجهه النانية وتعميه وحشية

الصراع.. أو تفاهة الصراع؟

أيهما القياس؟

الن.. هل اتضحت الفكرة أكثر؟ هل بدا لنا - كما ينبغي أن يبدو - أن التقدم العلمي ف ذاته ل يرفع إنسانا ول يفضه. إنا الروح الت يستخدم با النسان ثار العلم

هي الت تفض وترفع، وتقربنا من اليوان أو تقربنا من النسان؟

الن.. هل اتضح لنا القياس؟

هل نعتب حرب البادة حضارة؟ والتفرقة العنصرية حضارة؟ والستعباد حضارة؟مع حار حضارة؟ وتطم السرة والت لرض والنت ية حضارة؟ والنون وا والفوضى اللق

حضارة؟ والشقاء الشامل حضارة؟!

أي خي قدمه العلم للبشرية ف النهاية، ف ظل التوجيه الفاسد والنظرة الرتكسةإل " النسان "؟!

* * *ولن نلغي العلم بطبيعة الال، ولن نسقطه من ميزان التقدم..

)225(منب التوحيد والهاد

Page 226: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ولن نلغي النمو الجتماعي والقتصادي والسياسي.. والنمو النفسي..

كل واحد منهما له وزن ف اليزان..

لكن.. ف الكفة الخرى نضع " النسان ".. وموازين النسان.

ننظر هل يهدف هذا العلم وهذ التطور الجتماعي والقتصادي والسياسي إلرفع " القيم النسانية " أم إل تطيمها وإبادتا..؟

وننظر ف مموع المر. ل ف جزئيات متفرقة.

فالطب تقدم ول شك. والعلم بخترعاته وكشوفه قد يسر كثيا� من "الدمات" وحقق خيا� كثيا� للناس. وكل ذلك ينبغي أن نسب حسابه ونن نقو�م هذه الضارة ف

اليزان.

لكن مÉنÓ.. يرجح؟ هذا الي على كثرته؟ أم ذاك الشر الواغل ف العماق؟

كيف نرب من شهادة القرن العشرين؟ كيف نلوي عيوننا عن مواجهة دللتها؟

نا قدر من ما أن نقبل هذه الشرور كلها، ليتحقق ل نه إ لذي يقول: إ ث. من ذا االي.. وإما ل خي على الطلق؟

شقاء ضريبته إ لخلق؟ و ساد ا ضريبته إف تدمي؟ و ضريبته ال ي قال إن ال ـن مالبشرية؟!

شرية " ها ليست الصورة " الب ية " للحضارة.. ولكن إن هذه هي الصورة " الغربللتقدم!

والطلوب أن نبقي كل الي الذي حققه العلم والتقدم، ونقو�م ف ذات الوقت ماأحدثه التوحيه الفاسد من شر.

ذلك شأن " النسان " الق.. وذلك مقياس الرجعية والتقدم!

)226(منب التوحيد والهاد

Page 227: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

* * *القياس هو " الفطرة "!

القياس هو النسان!

" يب أن يكون النسان مقياسا� لكل شيء. ولكن الواقع هو عكس ذلك. فهوفة لك معر لنه ل ي ياه بنفسه، ظم دن ستطع أن ين ل ي نه تدعه. إ لذي اب عال ا ف ال يب غر عملية بطبيعته.. ومن ث فإن التقدم الائل الذي أحرزته علوم الماد على علوم الياة، هو

إننا قوم تعساء، لننا ننحط أخلقيا] وعقليا..إحدى الكوارث الت عانت منها البشرية.. لى هي ع قدم، نو وت صناعية أعظم ها الضارة ال غت في لت بل لمم ا عات وا إن الماية ل الببر تا إ ستكون عود لت ضعف وا ف ال خذة لمم ال عات وا قة الما جه الد و

[ألكسس كاريل].والمجية أسرع من عودة غيها إليها "

شهادة واضحة حاسة ل تتاج إل تعليق.

ظام كل ن ية. ف قدم والرجع به الت يس غي أن نق لذي ينب ياس ا هو الق سان " " الن يرفع " النسان " فهو نظام تقدمي. وكل نظام يرتد بالنسان إل الوراء من حيث كيانه

هو سان ف عي الن كانترج يا ها، وأ شتمل علي لت ي ية ا ضارة الاد جة ال كانت در يا أاللت الت يستخدمها من الدقة والبوت!

صيلة. سانية أ ية إن سينها مز ل ت سعي إ للت وال عدد وا ستخدام ال قا إن ا وحولكنها وحدها ل تنشئ النسان! ووحدها ل تصلح مقياسا لتقدم النسان!

سم ية ال بارة.. وبق قوة ج لا صبحت جدا�، وأ سان يد الن ضخمت لو ت ماذا كسيح مقعد ل يستطيع أن يتحرك من مكانه؟ ما قيمة اليد القوية البارة وهي ل تستطيع

أن تتد بقوتا خطوات؟!

ذلك هو وضع التقدم العلمي والصناعي والضارة الادية ف القرن العشرين! يد جبارة ف جسم مقعد كسيح! وفضل عما ف هذا الوضع من اختلل بالنسبة لموع "

النسان "، فإنه - ف النهاية - يذهب بالفائدة العملية من هذا التقدم البار.

)227(منب التوحيد والهاد

Page 228: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ولكن هذا القول المل يتاج إل نفصيل.

فاته الت ما هي مواضع الختلل ف الكيان النسان ف القرن العشرين؟ ما انراترجع به إل الوراء ف سلم " النسانية " وتعل حصيلته " رجعية " ف ناية الطاف؟

ها، يافظ علي غي أن لت ينب سان " ا صائص " الن ما خ خرى: ية أ من ناح أو.. وركائزه الرئيسية الت دمرتا حضارة القرن العشرين؟

" يÉا أÝيåهÉا النÌاس« اتÌقÔوا رÉبÌكÔم« ال ذ¼ي خÉلÝقÝكÔمÓ م¼نÓ نÉفáسÅ وÉاح¼دÉةÅ وÉخÉلÝقÉ م¼نÓهÉا زÉوÓجÉهÉا " éاءÉن¼سÉث¼يا� وÝال� كÉا ر¼جÉه«مÓث  م¼نÉبÉتة هي الت)139(و من عجب أن تكون كل القضايا الثاب

اختلت وانارت ف هذا القرن العشرين!

قضية العقيدة. قضية النفس الواحدة. قضية النسي. قضية النسانية الواحدة..!تدمي تا ب نذر اختلل لت ت لذات ا لك با ها الختلل.. وت حدث في لت لذات ا لك با ت

البشرية!

* * * حي انرف الناس عن العقيدة ف القرن العشرين. حي جعلوها وراء ظهورهم. حي نوها من حياتم العملية تنحية كاملة، وصارت - ف أحسن حالتا - ظل باهتا ف

ضمائر الناس.. هل ارتفعوا ف سلم النسانية أم اندروا هابطي؟!

نا من كلم بل، وكما رأي نا من ق نا ف بث يدة الدركة الواعية - كما رأي إن العقحد - هو مل سه و سلي نف يان هك عن)140(جول با يز سان " ت كائز " الن من ر يزة رك

. فإلغاؤها - أو إهالا - ارتداد عن خاصية النسان بتة، ورجعة إل الوراء!)141(اليوان

وقد لسنا بالفعل آثارها ف حياة هذا اليل من البشرية.

139)

)

].1 سورة النساء [)140)

)

من هذا الكتاب.83 ص )141)

)

انظر كتاب الدراسات.)

)228(منب التوحيد والهاد

Page 229: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ي مزق ب سان. الت فس الن ف ن مزق لك الت جت - ذ ما أنت جت - أول قد أنت فسي و " ماعي والسيا لمن الجت ل ا ها إ ها، وحاجت ل خالق ية إ فس الفطر جة الن حاالضاري ".. الذي يأب الغرب ف موجته اللحدة الكافرة اليوم أن يربطه بالعقيدة ف ال!

سد أعصاب لذي يف لق النفسي والروحي ا لك الق جت - ذ ما أنت جت - في وأنتناس ف ف كل لذي يوضه ال لدمر الرهيب ا ناس ف الغرب. ففي وسط هذا الصراع ا اللادة وصراع ف عال الفكار لظة وف كل جانب من جوانب الياة: صراع ف عال ا وصراع ف عال السياسة وصراع ف داخل التمع وصراع ف داخل النفس الفردة.. فكن تة يرت قوة ثاب ل تاج إ سند. ي ل سان إ لدمر الرهيب يتاج الن صراع ا هذا ال وسط لت ية ا يد الان به التعب وضميه اليان. يتاج إل ال ها. يتاج إل من يسح على قل إلي

تسك به ف أزمته وتقوده إل الطمأنينة والدوء..

يتاج إل ال...

و " الضارة " الغربية تنهاه - بتوجيهاتا وتنظيماتا - أن يلجأ إل ال! تنهاه أن يلجأ إليه ف السياسة، أو يلجأ إليه ف القتصاد. أو يلجأ إليه ف تنظيم التمع. أو يلجأ إليه ف وضع دستور للداب والخلق والسلوك. أو يلجأ إليه ف الفن... وإنا يلجأ إليه - إذاية يومه وبق ية ث يعيش بق عابرة ف الصلة ف الكنيسة. عد هذا كله - ف سويعة شاء ب

عمره ف جو مضاد للعقيدة، واقف لا بالرصاد!

فيتمزق ويقلق.. ويضطرب ويتار..

ويهبط ف ميزان " النسان "..

باليوم نون لق، ول يؤم بال اليان ا ناس يؤمن ال هذا وحده.. فحي ل يس وللذائذها ف الفرصة التاحة لدنيا.. ينتهبون الخر.. فليس ف حسهم إذن إل هذه الياة ا

الت لن تتكرر.. ولن تعود!

قوة تاع ال لس. وم تاع ا نس وم تاع ال لرض.. م تاع ا لى م ناس ع كالب ال ويتومتاع السلطان..

)229(منب التوحيد والهاد

Page 230: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وتنقلب حياتم - بدل من التعة الزائدة الرجوة - إل جحيم من العذاب. عذابالقلق الدائم على الفرصة الذاهبة. وعذاب السعار الذي ل يشبع لنه متلهف على الدوام!

ويهبط الناس ف ميزان " النسان "..

ية ضوابط الفطر لك ال فاليوان ي يوان. من ال حت ن ستوى أد ل م طون إ يهبالغريزية الت تقف به قبل نقطة اللك وتصون طاقته عن الدمار..

والنسان - بل عقيدة - يرتد أسوأ من ذلك اليوان. لنه يصبح بل ضوابط..ول أهداف:

" لÝه«مÓ قÔلÔوبä ل يÉفáقÝه«ونÝ ب¼هÉا وÉلÝه«مÓ أÝعÓي«نä ل ي«بÓص¼ر«ونÝ ب¼هÉا وÉلÝه«مÓ آذÝانê ل يÉسÓمÉع«ون " ÝونÔاف¼لÉغáه«م« ال Éئ¼كÝولÔأ îلÉضÝأ Óه«م áلÉام¼ بÉعÓنÝأáالÝك Éئ¼كÝولÔا أÉ142(ب¼ه(.

إنا نكسة.. رجعية! ومع ذلك.. فبمقياس الزمن ذاته.. هل هي حقا� " اختراع "جديد ف القرن التاسع عشر أو العشرين؟!

كل! ما أقدمها ف التاريخ!

ليست أول وثنية! ليست أول كفر بال وإلاد.. ما أقدمها!

لوحي؟ كيف ل الرسل؟ كيف ينل ا لدليل على وجود ال؟ كيف يرسل ا ما ايبعث الوتى؟ كيف..؟

êةÉا آيÉن نÉا الل ه« أÝوÓ تÉأáت¼ي ل ذ¼ينÉ ل يÉعÓلÝم«ونÝ لÝوÓل ي«كÝلØم« قÝالÝ ا Éل¶ذ­ين* م­ن" و كµذµل­ك* قµالµ ا )143(Ó قÝدÓ بÉيÌنÌا الáآيات¼ ل¼قÝوÓمÅ ي«وق¼ن«ونÝ " قµب'ل­ه­م' م­ث�لµ قµو'ل­ه­م' ت*ش*اب*ه*ت' ́ق́لوب)ه)م

)144(" وÉقÝالÔوا مÉا ه¼يÉ إ¼ل ا حÉيÉات«نÉا الدåنÓيÉا نÉم«وت« وÉنÉحÓيÉا وÉمÉا ي«هÓل¼كÔنÉا إ¼ل ا الدÌهÓر« "

142)

)

].179 سورة العراف [)143)

)

].118 سورة البقرة [)144)

)

].24 سورة الاثية [)

)230(منب التوحيد والهاد

Page 231: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

" ÝونÔع«وثÓبÉمÝا لÌإ¼نÝاتا� أÝر«فÉاما� وÝا ع¼ظÌنÔا كÝإ¼ذÝ145(" أ(

بل أبلغ من ذلك وأدق! إنك حي تقول للناس اليوم ف القرن العشرين إنه ينبغيسة.. له للسيا صاد. وإ له للقت لم. وإ له للع بادة. وإ له للع كون إ ية. فل ي يد اللوه توح

يستنكرون! ويقول القرآن حكاية لقول الكفار القدماء:

" äابÉع«ج ôءÓيÉشÝا لÝذÉاح¼دا� إ¼ن  هÉها� وÝإ¼ل ÝةÉآل¼هáال ÝلÉعÉجÝ146(" أ(.

لت جاءالرجعيةوهذه تا ا لت يارسها القرن العشرون ف عال العقيدة، هي ذا اهو ها موقفه من ل الصواب.. وما زال ها إ شرية في يرد الب السلم ليصححها ويقومها، و

ذات الوقف ف القرن العشرين!

وقضية النسي.. با فيها " الخلق "..

لقد تدثنا عنها با فيه الكفاية.. ول نتاج إل حديث جديد. ل عن طبيعتها ولعن آثارها ف حياة البشرية..

شرود هذا ال سي.. من الن شباب فوس ال ف ن حدثته لذي أ بالغ ا شقاء ال هذا ال فهذه فوس.. و مع والن سرة والت ف ال تدمي هذا ال ستقر.. حدا� ي عل أ لذي ل ي طر ا ال

اليوانية الت يأنف منها اليوان.. وهذا السعار النون الذي ل يشبع..

له، بوط ك هذا ال بط سان ليه ل الن لق ا ما خ سان ".. ف ياس " الن نا ردة بق إ ويشرد ويقلق ويل به الدمار، وما كان " التقدم " ليصيب الناس بكل هذا الشر، الذي رأينا أمثلة بارزة منه ف شهادة القرن العشرين.. إنا الشر ينتج من النراف. من البتعاد

عن الفطرة. من عدم ملءمة هذا النظام " للنسان "..

ومع ذلك.. فبمقياس الزمن ذاته.. هل هو تقدم أم رجعية؟!

145)

)

].49 سورة السراء [)146)

)

].5 سورة ص [)

)231(منب التوحيد والهاد

Page 232: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

حدث لخلق والنس. وي« سائل ا ف م طور " نه " يت شرون إ قرن الع قال ال قد لف غل جدا� مو قدي مر نه أ يخ إ شهادة التار قالت ث بل. من ق شرية فه الب ل تعر يدا� جد

التاريخ.. عرفته اليونان القدية وروما القدية والند القدية وفارس القدية..

عرفته على نفس الصورة.. أو ف صور متلفة.. ل فرق! ل فرق من الداخل فل يؤدي إ بد أن نراف ل شرية.. ا قع الب ف وا لارج من ا فرق سان ". ول فس " الن نسان.. يخ الن ف تار ية الوحيدة قة التم طرة.. وهي القي يالف الف لنه مة تائجه التو ن

عنها تتفرع كل التميات!

الت جاء السلم ليصححها ويقومها، ويرد البشرية فيها إلـىالرجعيةإنه ذات الصواب.

إنا الاهلية الت كانت تتبج فيها الرأة وتقعد لفتنة الرجل وإغرائه، ويشغل فيها الرجل بتلك الفتنة والغراء، سواء ف الزيرة العربية أو ف خارجها. وجاء السلم ليفع الناس من بيميتها، ويقر ف ضمائر الناس قيما عليا ترفع علقة النس عن أن تكون بيمية جسد مسعور. يرفعها إل السكن والودة والرحة: " وÉم¼نÓ آيÉات¼ه¼ أÝنá خÉلÝقÉ لÝكÔمÓ م¼نÓ أÝنÓفÔس¼كÔم أÝزÓوÉاجا� ل¼تÉسÓكÔن«وا إ¼لÝيÓهÉا وÉجÉعÉلÝ بÉيÓنÉكÔمÓ مÉوÉدÌة� وÉرÉحÓمÉة� ". ويرفعها إلـى " التنظيم " الذي يليق

بالنسان.

وهذا الذي يصنعه القرن العشرون، سواء بقياس " الزمن " أو بقياس " النسانهابطة، يصححها السلم!رجعية " ل يزيد على أن

* * *وقضية النفس الواحدة. وقضية النسانية الواحدة..

ية نراف الفرد ها: ا من أبرز شت. فات ها انرا حرف في شرين ين قرن الع إن ال الطاغية الت تطغى على التمع، وانراف الماعية الطاغية الت تطغى على الفرد، وانراف

العدوان الستمر من بن النسان على " إخوتم " ف البشرية.

)232(منب التوحيد والهاد

Page 233: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

نه " غرب إ قول عنه ال لذي ي ظام الرأسال ا يوم الن له ال نراف الفردية الطاغية يث اله من يل لدكتاتوريون الطغاة ف كل الرض.. فهل هو " تطور " ل مث له ا تطور "! ويث

قبل؟

من حيث " الصورة " نعم.. أما من حيث الوهر؟

صورة ف طور ية وت نوع اللك ف طور ية ت صورته الطاغ ف لال " إن " رأس ا الستغلل. لكن طغيان الالك واستغلله لن ل يلك.. هل هو جديد حقا على البشرية؟!لدوافع " ف النفس البشرية النحرفة، وتؤدي إل ذات الظلم؟ هل أو ليست هي ذات " ا كان الغن ف الزيرة العربية.. أو ف الدولة الرومانية أو الفارسية شيئا� آخر ف معدنه غي

الرأسال الديث الذي يطغى بسلطان رأس الال؟

سلطان خذ ال جاء ليأ جاء السلم لتصحيحه؟ لذي ته ا هو النراف ذا يس أو ل الذي يستعبد به الناس. ورد التشريع إل البسلبه حق التشريع الطاغي من هذا الفرد،

لذي ل ياب أحدا� من البشر. فلم يعد الاكم يشرع لنفسه ول لطبقته كما يدث ف االعال الرأسال.. وف كل مكان ف الرض ل يقوم على هدى السلم..

كانت ية يدة - رجع ية الد صورتا الظاهر غم ية - ر سالية الطاغ ية الرأ فالفرد موجودة قبل السلم ف صورة من الصور، وجاء السلم ليصححها ويقو�مها. وما زال

وضعه منها اليوم هو وضعه منها قبل مئات السني!

أما فردية الدكتاتور الطاغية - الت عرف هذا القرن العشرون ناذج طاغية منهاهل عن كا يان هذا الطغ بل السلم. وجاء السلم ليفع كثيا� ق شرية ها الب قد عرفت - ف

ول عبودية لحد من البشر على الطلق.ل وحده،البشرية بأن يعل العبودية واحدة ومن ث عاد الطغاة القدسون بشرا� عاديي بل قداسة. وصار الكام أشخاصا� عاديي لقوي نا الت ناس. وإ عة لم على ال ما إن اعوجوا فل طا ل. فأ سلطان لم إل تنفيذ شريعة ابن الطاب، أعدل حاكم ف تاريخ الرض: " أشد التقوي: قال سلمان الفارسي لعمر ا وال لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بد السيف " فقال عمر: المد ل الذي جعل ف

رعية عمر من يقوم عمر بسيفه!

)233(منب التوحيد والهاد

Page 234: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ذلك موقف السلم من الطغيان من قبل.. وهو موقفه منه حت اليوم. الطغيان فمن صوره ية صورة ية أ ف تاريخرجع لذي يدده بل الرشد.. ا ما ق ل شرية إ ترجع بالب

البشرية مولد السلم. وقد جاء السلم ليصحح وضع البشرية من هذا الطغيان..

أما الطغيان الماعي الذي تثله اليوم الشيوعية - آخر " تطور " ف عال القتصادوالجتماع - فهو صورة جديدة. نعم. أما الوهر؟

لذي يذيب كيان الفرد. ويعله مرد واحد من القطيع.. يتبعه أن هذا الطغيان ا يسي.. ل رأي له ف تقويه، ول الشراف عليه، ول له كيان متميز يس بذاته ف وقتلك بل السلم، ذ لة " ق يان " القبي عن طغ لوهر من حيث ا لف هل يت قات.. من الو

الطغيان الذي أنطق الشاعر الاهلي بذا البيت:

وهل أنا إل من غزية إن غوت.. غويت وإن ترشد غزية أرشد؟!

بأن يان الموع. يانه إزاء طغ سان " ك فرد الن يد " لل جاء ل جاء السلم.. ث جعله - وهو الفرد - قوة هائلة حي يتصل بال، ويعبده حق عبادته، ويستلهم هداه. قوةيÓر Éخáى الÝل يÉدÓع«ونÝ إ¼ êةÌمÔأ ÓمÔكÓم¼ن ÓنÔكÉتáلÉساد. " و عن الف صده صلح وت ل ال مع إ توجه الت

يÉأáم«ر«ونÝ ب¼الáمÉعÓر«وف¼ وÉيÉنÓهÉوÓنÝ عÉن¼ الáم«نÓكÝر¼ " Éف)147(و عوج، وت«شÉاوÉر لاكم إذا ا توجه ا وشأن الكم وسياسة التمع.. ومن ث يرفع عنها العبودية للمجموع.

لى أن يد ع ية، ل يز لدول الماع سه ا لذي تار يد ا ماعي الد يان ال هذا الطغ ولت جاء السلم ليصححها ويقومها. وما زال موقفه يكون رجعية من تلك الرجعيات ا

منها اليوم كموقفه منها يوم جاء!

غى ول ذاك. هذا يط مع. ل فرد والت ي ال لق ب يزان ا صب ال سلم ين إن الويستمد ميزانه من القيقة الثابتة: " خلقكم من نفس واحدة "..

وبذلك يقو�م الرجعيات.

147)

)

].104 سورة آل عمران [)

)234(منب التوحيد والهاد

Page 235: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

* * * أما العدوان الستمر الذي يارسه القرن العشرون.. عدوان البشر على البشر.. فقة فراد.. التفر فراد على أ فراد. وأ مم على أ مم. وأ مم على أ عدوان أ سلم. الرب وف السندوا غاة لي سه الط لذي يار شي ا عذيب الوح ستعباد. والت ستعمار وال صرية. وال العن حكمهم ضد ثورة الماهي. ما اسه؟ ما اسه ف ميزان " النسان "؟ تقدم أم رجعية؟ هل

فيه جديد إل الزيادة ف الوحشية والضراوة ف القتل والتعذيب؟

ولقد واجه السلم يوم جاء به صنوفا� متلفة من هذا العدوان. فجاء ليصححهامن عدوان نع ال لت ت شريعات ا من ناحية، ووضع الت شري ضمي الب هذيب ال ها. بت ويقومتل أخيه ل ق سانا� إ يدفع إن لذي شع ا لحق الب غل " ا من " ال خرى. نظف النفس ناحية ألت يبيحها هي الرب ل. يه. وجعل الرب الوحيدة ا عدوان عل عذيبه أو ال سان أو ت النشي تل الوح نع الق سانية " ت شروط " إن ناس. وب من ال شر مة ب ل ل كل مة ا لعلء كل

والتمثيل والتعذيب.

لت جاء تا ا إن ما يارسه " التقدم " العصري ف القرن العشرين، هو الرجعية ذاالسلم ليصححها ويقومها.. وما زال موقفه منها اليوم كموقفه منها يوم جاء!

وهكذا.. كلما تتبعنا شيئا� من " تطورات " الغرب وجدنا أنا ليست تطورا� فالقيقة. وإنا هي انراف ورجعية. انراف بقياس " النسان " ورجعية بقياس الزمان.

إنا نكسة حيوانية إل الوراء..

وموقف السلم منها هو موقفه من الرجعيات جيعا�: موقف التقوي والتصحيح..موقف القوة التقدمية الادية الت تشي للناس إل الطريق الصحيح.

وهكذا كان ينبغي أن يكون موقفنا نن من الغرب..

ولكن.. أين نن؟!

)235(منب التوحيد والهاد

Page 236: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

نن والغربحي تكون القدمات كلها صحيحة، فينبغي أن تؤدي إل نتيجة صحيحة..

ما صحيح.. و يق ال ل الطر شدة إ ية الر ية الاد قوة التقدم هو ال سلم ما دام ال و دامت الضارة الغربية تشتمل على كل هذا القدر من النراف والردة إل عال اليوان.. فقد كان ينبغي أن نكون نن - السلمي - ف مقعد القوة والتمكن والتقدم والضارة والسلطان، والنظافة الكاملة ف التعامل والخلق، والترابط ف التمع، ويكون الغرب ف مكان الضعف والذلة والوان.. ولكن المر الواقع هو العكس. فالغرب ليس قويا� فقط،فة ملحوظة، مستقيم نه ف معاملته الفردية نظيف نظا وليس " متحضرا� " فحسب، بل إيداوره. أو ياوره أو شه، أو يه، أو يغ هم غ سان من يدع الن ما ضحة.. قل ستقامة وا ايه كل يومي، وفوق ذلك يلص ف عمله ويتقنه ويضع ف يه ف مال التعامل ال يكذب علنافق، ول كذب ون نداور، ون غش وندع، وناور و نن - السلمي! - ن ما جهده.. بين

نلص ف عملنا ول نتقنه ول نضع جهدنا القيقي فيه.

دين بل نظافة.. ونظافة بل دين!

عال السلمي فتصرفها هام الجيال الناشئة ف ال لت تربك أف لك هي الصورة ا تعن السلم!

وهي ل تنصرف عنه تلقائيا�.. وإنا بذل جهد جهيد خلل القرن الاضي كله ومايزال يبذل ف هذا القرن للوصول إل هذه النتيجة..

جهد جهيد بذله البشرون والستشرقون.. ث تلقفه منهم " تلميذهم " السلمون (!) ف الشرق السلمي، فأخذوا يرددون السطوانة ذاتا، ول يلون من ترديدها ليصلواجة ل النتي ية.. لتصل إ هذه " القائق " الظاهر ي بط ب ل الر شئة إ هان الجيال النا ف أذ

الطلوبة..

)236(منب التوحيد والهاد

Page 237: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

تأخر البشرون بادئ ذي بدء كانوا يقولون إن السلم رجعي متأخر.. بدليل ال والرجعية الخيمة على أهله. والسيحية تقدمية متحضرة.. بدليل الضارة والتقدم الوجود

ف الغرب السيحي.

مي " حث " العل سوح الب سوا م هم لب ية من هم بق ثارهم [و لى آ شرقون ع والست ليخفوا وراءها مسوح التبشي] قالوا إن سر التأخر والرجعية كامن ف السلم ذاته. فهو - بذاته - الذي قاد أهله إل النطاط والتأخر، لنه جامد ل يتطور ول يسمح بالتطور!

[ولعلهم يقولون أيضا إنه يدعو إل الهل وعدم الخذ بأسباب القوة!!]

لدب صحافة وا كر وال قادة " الف من " سلمي ".. من " ال يذهم جاء تلم ث والسياسة يقولون: هلم ننبذ تعاليم هذا الدين الرجعي الامد التأخر.. لكي نتحضر. لكي

نصبح مثل أوربا لكي ننال العلم والقوة والتقدم والسلطان.

عال ف ال شئة يال النا فوس الج ف ن ها سامة كل ياءات ال لك ال قت ت والتبا متحضرة لنا سلمون وأور نا م تأخرون لن نن م نة: جة معي ل نتي تؤدي إ السلمي، ل

ليست مسلمة!

ث دار الزمن دورة واختفت من الفق أقوال البشرين الباشرة.. فقد احتجبوا عنهم، بدل من لدعوة سلمي " با يذهم " ال يام تلم ل ق مأنوا إ عد أن اط شر ب مل البا الع واطمأنوا إل سياسة الدولة التعليمية الت أوحوا بوضعها عن طريق الستعمار الذي كاننا سلم، وإ قة ال عن حقي شيئا� شئة لم النا سة ل تع توجيه.. سيا كم وال يد ال يده مقال بحول شبهات كذلك هم ساحق.. وتعلم ها ال ضارتا وتفوق با وح نه أور بدل م هم تعلمل بوعي أو بغي وعي. واطمأنوا كذلك إ هامهم تأثيها السموم ل أف السلم يتسرب إ دور الدارس الجنبية وما تدثه من آثار سامة ف تطيم عقائد السلمي، ول¿ أعناقهم إلحت ضخيمهم يذهم وت كبي تلم ل ت يا� إ مأنوا أخ ية.. واط ضارة " الورب با و " ال أورثبيت ذلك يديهم من السلطان ما يكفي لت يصبحوا هم قادة الفكر والتوجيه ويصبح ف أ

التوجيه..

كانت لت لى السلم، ا شرة ع شرقي البا لفق حلة الست من ا كذلك فت واخت على أشدها ف النصف الثان من القرن التاسع عشر، إذ ظهر للمستشرقي بالتجربة العملية أنا أدت إل عكس الغرض الطلوب، إذ أيقظت السلمي من سباتم، ووجهت مشاعرهملدفاع عن السلم. فظهرت عشرات من الكتب أو مئات تدافع وعقولم وأقلمهم إل ا

)237(منب التوحيد والهاد

Page 238: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

عن السلم. وكان ف هذا خطر عظيم على الدف النشود من وراء حركة الستشراق. خطر صرح به الستشرق العاصر " ولفرد كانتول سيث " ف كتابه " السلم ف التاريخ

" حيث يقول ف أكثر من مكان ف كتابه: إن الركة Islam in Modern Historyالعاصر التحررة الت قادها الكتاب التحررون، والت اتهت إل نقد الدين، كانت كفيلة بأن تؤت

ثارا� طيبة. لول أن حركة " الدفاع " عن السلم قد حالت دون هذه الثمار!!

من أن بدل سموم شاعر لل نو�م ال بث، ت سيلة أخ ل و شرقون إ ته الست لذلك ا توقظها للخطر الاثل، وهي البدء بتمجيد السلم وتعظيمه، وإعطائه حقه النصف، حتصد هة الق ل " نزا سه إ مأنت نف يح، واط لى الد سلم ع قارئ ال صاب ال سترخت أع إذا ا والضمي العلمي! " ف هذا الستشرق أو ذاك، دس له السم ف العسل، ووضع ف خلل الديح والتمجيد ما يشاء من التشويه والتشكيك، وهو مطمئن إل مفعوله الكيد! ث.. الياء - بل التصريح - بأن السلم كان عظيما� ونافعا� وتقدميا� أيام زمان! أما اليوم فهو عقبة ف سبيل التقدم، ول مال لذا التقدم إل بالخذ بوسائل الغرب ف كل شيء [انظر كل كتب الستشرقي العاصرين! وبصفة خاصة كتاب " جب " " التاهات الديثة ف

باوم " " السلم... " وكتاب سيث Modern Trends in Islamالسلم " وكتاب " جروني"]. Islam in Modern Historyالشار إليه "

اختفت الملة الول والثانية وظهرت ف الفق دعوة جديدة، هي الت ما تزالقائمة حت اليوم، على يد أولئك " التلميذ " الخلصي من " السلمي! ".

إن أوربا اليوم متقدمة.. وهي ليست متدينة!

لقد طرحت الدين جانبا� فتقدمت وتضرت ووصلت إل القوة والسلطان!

ونن متدينون (!).

وف الوقت ذاته متأخرون!

قدم با - فنت لت أور ما فع نا - ك بذ دين قوي.. نن يق ال سلك الطر غي أن ن فينب ونتحضر ونصل إل القوة والسلطان! وليس من الضروري أن نكفر ونلحد! إنا يب أن

نسارع إل فصل الدين عن كل ما له علقة بواقع التمع وواقع الياة!

)238(منب التوحيد والهاد

Page 239: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وتلك هي خلصة السموم كلها الت وضعها التبشي والستشراق والستعمار!!

* * * ولكن.. بغض النظر عن هذه القصة الطويلة الت استغرقت قرني من الزمان، فإن هناك واقعا� ملموسا� ينبغي تبي أسبابه: واقع القوة والتمكن و " النظافة " السية والعنويةضعف قائع ال نس!] وو شئون ال عن ظر صرف الن ية [ب عاملت اليوم ف ال غرب ف الشار ل انت شرق " السلمي " [بالضافة إ ف ال ية قذارة " السية والعنو والتخلف و " ال

الفساد اللقي ف شئون النس!!]

ضح ها، وتت لى حقيقت نا ع ف أذهان ضية ضح الق سبابه، لتت تبي أ غي قع ينب هذا واية ها القيق قدت دللت قع.. وإل ف ي الوا ها وب قدمناها كل لت قدمات ا ي ال صلة ب ال

وأصبحت غي ذات موضوع!

* * *هذا الواقع.. حقيقةê مضللة!

وظاهر هذه القيقة يقول: هناك دين بل نظافة [ف الشرق] ونظافة بل دين [فالغرب].

وباطن القيقة ليس كذلك!

والرجع هو التاريخ...

قع كم وا ياة. ل ي كم ال لدين ل ي ن أن ا نة.. بع ست متدي يوم لي با ال إن أوركري توجيه الف كم ال يم، ول ي كم التعل سة، ول ي صاد والسيا كم القت مع، ول ي التخل ف دا ظات ناس ل شاعر ال لى م سيطر ع قد ي هذا - عدا ما كان - في ناس. وإن لل

الكنيسة، أو الحتفال بقديس من القديسي أو.. ف التأثر ببعض الساطي!!

)239(منب التوحيد والهاد

Page 240: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ولكنها دون شك ل تكن كذلك قبل قرون..

يومئذ كانت العقيدة ف النفوس أرسخ، وتوجيهها للحياة أشد..

يوم من اليام مسيحية بكل معن الكلمة. فقد ظلت فل تكنوربا أوربا ف أعماق الضمي الورب - تت القشرة السيحية - رواسب عميقة من آثار الفكر اليونانعي.. ي و بوعي أو بغ ية ياة الورب من ال جوانب لوثنيي، يوجهان ية ا والضارة الرومان

ولكن هذا ل ينفي أن العقيدة السيحية كانت هي الغالبة ف القرون الوسطى.

ث ضاق الناس بكنيستهم لسباب عدة:

كانت الكنيسة قوة طاغية غاشة تفرض على الناس التاوات والعشور وترهقهممن أمرهم عسرا.

وكانت تفرض عليهم الضوع الذل لرجال الدين.

وتفرض عليهم أفكارا� " علمية " مزيفة، باسم أنا كلمة السماء. فإذا أثبت العلم التجريب والنظري كذبا راحت الكنيسة ترق العلماء وتعذبم كما فعلت بكوبرنيكوسها ف شكل الرض ومركزها من نو برونو لنم ل يوافقوا على نظريت وجاليليو وجوردا

الكون.

إل جانب ذلك مهزلة صكوك الغفران الت تول الدين إل سخرية لهية ضخمة، وتنع عنه كثيا� من جديته وقداسته.. وكذلك الفسد اللقي الذريع الذي كان يارسه "عادي غي التمسك فرد ال لدين! " متسترين وراء مسوح الرهبان، ما يعف عنه ال رجال ا

بأهداب الدين!

كل ذلك أحدث انفصاما� بي الدين وحياة الناس.. وعزل الدين من الواقع اليإل داخل الوجدان.

ث حدث حادث ضخم ف الياة الوربية ترتبت عليه آثار ف غاية الطورة. وهوالروب الصليبية.

)240(منب التوحيد والهاد

Page 241: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ففي تلك الروب الت انزم فيها الوربيون - السيحيون - ف كل حرب تقريبا،ف كون بد أن ي سم: ل مر حا ل أ يون إ قظ أولئك الغرب كذلك - تي سة ية الا وف النها حياتم أخطاء واختللت أدت بم إل الزية النكرة، ول بد أن يكون ف حياة السلمي

من أسباب السلمة والقوة ما مكنهم من النتصار.

ومن هذه اليقظة تولدت " النهضة " الوربية.. ف كل مال.

نضة علمية، واجتماعية، وسياسية، واقتصادية، وفكرية، وروحية.. ال.

ية به الضارة العرب جاءت ما هم لم أ كان الع قد لديث،)148(" ل عال ا لى ال ع ولكن ثاره كانت بطيئة النضج.. إن العبقرية الت ولدتا ثقافة العرب ف أسبانيا، ل تنهض

ول يكنف عنفوانا إل بعد وقت طويل على اختفاء تلك الضارة وراء سحب الظلم. لذي أعاد إل أوربا الياة. بل إن مؤثرات أخرى كثية من مؤثراتالعلم وحده هو ا

ليس فإنه على الرغم من أنه أشعتها إل الياة الوربية.الضارة السلمية بعثت باكورة مؤثرات ل صلها إ جاع أ لورب إل ويكن إر هار ا نواحي الزد من حدة ية وا ثة ناح

عة، صورة قاط فة السلمية ب ماالثقا هم كون، وأ ما ت جد أوضح لؤثرات تو هذه ا فإن تكون، ف نشأة تلك الطاقة الت تكون ما للعال الديث من قوة متميزة ثابتة، وف الصدر القوي لزدهاره: أي ف العلوم الطبيعية، وروح البحث العلمي ". [بريفولت ف كتاب "

"].Making of Humanityبناء النسانية

من لذا ما مي - و حث العل بالعلوم، وروح الب جل مام الر من اهت غم لى الر وع دللة ف النهضة الوربية العاصرة - فإنه ل يغفل القيقة الوسع مدى وهي أنه " ليس ثةفة مؤثرات الثقا ل لورب إل ويكن إرجاع أصلها إ هار ا نواحي الزد من حدة ناحية وا

".بصورة قاطعةالسلمية

وليس هنا مال التفصيل ف هذا الشأن.. فذلك تتوله بوث التاريخ.

ولكنا نقول ف إياز شديد إن الروب الصليبية هي الت وجهت أوربا إل إنشاء نظام " المة " بعد أن كانت إقطاعيات يكم كل منها إقطاعي تتمثل ف شخصه السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية، ويستعبد الناس ف الرض.. وقد وجد الصليبيون ف العال

148)

)

من هذا الكتاب: " يقصد الضارة السلمية.. ال ".178 راجع الامشة ص )

)241(منب التوحيد والهاد

Page 242: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

يطبق علىقانون واحدالسلمي " أمة " تكمها حكومة مركزية موحدة ويسري فيها كانت عد أن ما ودول ب صارت أ هم ف ل بلد ظام إ هذا الن لوا سوية.. فنق يع بال الم

إقطاعيات. وتطم النظام القطاعي وترر عبيد الرض ليصيوا أحرارا� كالسلمي.

بالفكر السلمي والثقافة السلمية والروب الصليبية وما تلها من الحتكاك هي الت أدت إل الثورة الدينية على الكنيسة، الت قام با مارتن لوثر وكالفن ف أوربا.

ها الاجنا كارتا ية الكبى ومن بين لت أدت إل الركات التحرير وهي كذلك اوإعلن حقوق النسان.

كبي ثر لك - ذات أ جانب ذ ل كانت - إ ية. و لخلق الورب خذف ا قد أ فمن هم الشخصية من أخلق ظافرين - كثيا� صليبيون - النهزمون - عن السلمي - ال ال صدق وأمانة وإخلص وتاسك وترابط وتاب ومودة وتعفف عن الدنايا.. وقد كانوا -تاجر السلم إذا جاء وقت يرون كيف كان ال شام - قامتهم مع السلمي ف ال ناء إ ف أث

ويذهب إل السجد يؤدي فريضته ث يعود فل يسرقهامفتوحا] - الصلة يترك متجره - سواء ناس ي ال سلم " ب شى " ال كبي، وكيف يتف صغي ال يترم ال يرون كيف سارق! و بالتحية بالفم أو ف واقع التمع.. كما كانوا يرون دقة أصحاب الصنايع وإتقانم أعمالمفي عد وي لول، ي ماله ا سلم رأس تاجر ال مة " ال كانت " ذ يف ها، وك لخلص في وا

ويضبط اليعاد!

لت ل جانب الركة العلمية الكبى ا ية إ تأثرت الياة الورب ها لمور كل بذه اغرب ل ال شرق إ مدارس ال ندلس و مدارس ال من يب لذهب التجر قال ا من انت شأت ن

الورب...

لمر هذا ا سلميوخلصة سيحي وإ ن م صل دي ية ذات أ لخلق الورب أن اعلى السواء!

... ولقد وقعت الفجوة بي الدين والياة ف أوربا.. للسباب الت ذكرناها.

وكانت جفوة تدريية بطيئة استغرقت بضعة قرون حت وصلت ذروتا ف نايةالقرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

)242(منب التوحيد والهاد

Page 243: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وف أثناء هذه الفوة تنكر الناس للدين، وفصلوه عن كل القيم النافعة ف الياة!

لى بل ع ن.. ساس ل دي لى أ لوم ع شأت حركة إحياء الع لم.. فن عن الع فصلوه أسس مناهضة للدين.

ن ( ساس ل دي لى أ لديث ع ماعي ا مو الجت جاء الن مع.. ف عن الت صلوه وفsecular.إن ل يكن على أسس معادية للدين (

وفصلوه عن الخلق!

قالوا: إن الخلق جيلة نعم.. ولكن ليس من الضروري أن نأخذها من تعاليمضمي من " ال قل " أو من " الع قع " أو من " الوا ستمد بذاتا، ت مة ها قائ لدين فلنجعل الدين! [ول يدخل ف هذا الشأن الخلق النسية.. ماعي ". أو من أي معي إل ا الجت

فهذه قضوا عليها نائيا� بتوجيه الشياطي!].

وهكذا بقيت لوربا أخلق.. لكن بغي عنوان الدين!

وقد كانت الفوة من الشدة والعنف بيث ل تفصل فقط بي الدين والخلق..كار ل إن بل إ لخلق.. لدين وا ي ا بط ب طوا أي ر من أن يرب يا� ناس تنف قد نف¿رت ال بل وجود رابط بينهما على الطلق.. بل إل الصرار على رفض الخلق إن كانت تلبس

ثوب الدين، وعدم قبولا إل أن كانت مفصولة عن الدين واقفة له بالرصاد!

لدين. وإل ها با من ربط حذار حذار كن نا أخلق.. ول كون ل يب أن ت عم، نتركناها لكم بأجعها وصرنا ل أخلقيي! كما أصبحنا من قبل ل دينيي!

وزيادة ف التحذير والتنفي تنشأ " مذاهب " كالوجودية تناقش " الخلق " منحيث البدأ، وتقول: ل أخلق! فما أراه " أنا " خيا� فهو خي.. وما أراه شرا� فهو شر!

* * *ولكن هذه مرحلة ف " التطور "!

)243(منب التوحيد والهاد

Page 244: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

والذين يظنون أنا يكن أن تقوم إل البد هم الذين ينظرون إل رقعة صغية مننه ل لون إ ث يقو قائق، ضع د ساعة ب ف ال ساعات قرب ال ل ع ظرون إ لذين ين يخ! ا التار

يتحرك من مكانه ول يري!

فترة من الزمن لدين - بقيت عة من العي ا ية - الناب قد بقيت الخلق الورب لوهي منفصلة عن معينها الصلي، تسي بقوة الدفع الذاتية، بغي عنوان الدين.

ظلت أوربا فترة من الزمن " نظيفة " الخلق، تتعامل على استقامة.. ل يدعك الغرب ول يغشك ف العاملت اليومية الفردية. ل يقول لك كلما ويقصد كلما� آخر.

!إل ف السياسةل يقدم لك البضاعة الزورة. ل يعطيك الوعد ويلفه...

سة.. غرب بالسيا لى ال جوا ع شرق السلمي -: ل تت ف ال نا ناس - ه قال ال و فالسياسة خدعة! ولكن انظروا إل التعامل الشخصي. إنا بالضبط الخلق الت تنسبونا للسلم! ولكنها هناك واقع عملي. يرب عليه الطفل فيتشربه، ويرب عليه التمع فيصونه!ية قائق تربو نا ح مواعظ! إ ست سلم! لي سم ال قدمونا با كالت ت يات ست نظر نا لي إ ضخمة. يبذل فيها جهد دائب لتربية الطفل عليها منذ مولده. يربيه عليها والداه ف النل،

والدرسون ف الدرسة، والواقع الارجي ف التمع.. فتتأصل.

شاهد الطفل مام الطفل ول الب فل ي لم أ قدوة.. ل تكذب ا بذاتما لدان الواقع الوجود ف السرة. ث يذهب إل الدرسة يه. فيتعود الصدق من الوا مام عين الكذب أشأ قة.. فين صدق حقي جد ال مع في يرج للمجت لدرس. و سة ول ا يه الدر كذب عل فل ت

صادقا ل يكذب.

والمانة كذلك. ل تغش الم ول الب. ول الدرسة ول الدرس. ول الناس فالتمع. فتصبح المانة ف نفس الطفل حقيقة.. حقيقة ذات رصيد من الواقع.

وكذلك كل آداب السلوك..

وبذه الصورة تنشأ كل " الفضائل " الت نفتقدها ف الشرق " السلمي ". إناهناك حقيقة ولدينا نن خواء ومواعظ دينية!

)244(منب التوحيد والهاد

Page 245: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وهم هنالك يصنعونا ل باسم الدين.. وتفلح! ونن هنا نعظ إليها باسم الدين..فل تنجح!

حقا.. هذا هو الوجه الظاهر من القضية..

ها.. عد نتائج لا ب طور "!.. و حل " الت من مرا لة لت مرح ما ق هذه ك كن ولالتمية!

يف لدين. فك ي ا صلي. مع ها ال عن معين غرب ف ال لخلق صلت ا قد انف لصارت؟

قامت السياسة بادئ ذي بدء على غي أساس أخلقي!

ف الداخل.. صارت " الطبقة " الت تكم تشرع لصالها هي على حساب بقية الطبقات. وظن " علماء " السياسة والقتصاد هناك أن هذه حتمية " اقتصادية "! وليست حتمية اقتصادية ف الواقع. ولكنها تصبح حتمية حي تنفصل السياسة عن مبادئ الدين..قة حاكمة ناك طب كن ه ل ت سلمون مسلمي كان ال سة بل أخلق! وحي صبح السيا فت

تشرع لصالها. وإنا كان الكام ينفذون مبادئ الدين الت تقضي بالعدالة بي الميع!

وف الارج.. كانت السياسة الغربية كلها خداعا واحتيال وغشا ونصبا وسرقة وغصبا� وامتصاصا� للدماء! وظن " علماء " السياسة والقتصاد هناك أن هذه أيضا� حتميةكان ي لدين! وح بادئ ا عن م سة صال السيا ية لنف جة حتم هي نتي نا صادية! وإ اقت السلمون مسلمي كانت " السياسة " الارجية هي الصدق والمانة ف السلم وف الرب سواء. ومافظة السلمي على عهودهم ومواثيقهم مضرب الثل ف التاريخ! يقول " ت.ين، ص يم حسن وآخر ل السلم " [ترجة حسن إبراه لدعوة إ تابه " ا ف ك لد و. أرنو

من الترجة العربية]: " كذلك حدث أن سجل ف العاهدة الت أبرمها أبو عبيدة مع58 بعض أهال الدن الاورة للحية: فإن منعناكم فلنا الزية وإل فل " ث قال: ".. فلما علم أبو عبيدة قائد العرب بذلك (أي بتجهيز هرقل لاربته) كتب إل عمال الدن الفتوحة ف الشام يأمرهم بأن يردوا عليهم ما جن من الزية من هذه الدن، وكتب إل الناس يقول: إنا رددنا عليكم أموالكم لنه بلغنا ما جع لنا من الموع. وإنكم قد اشترطتم علينا أنلى كم ع نن ل كم. و خذنا من ما أ كم نا علي قد ردد لك. و لى ذ قدر ع نا ل ن كم، وإ ننع

الشرط وما كتبنا بيننا إن نصرنا ال عليهم ". وهذا هو السلم!

)245(منب التوحيد والهاد

Page 246: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ث انفصل السلوك النسي عن الخلق! وقال الناس هنا وهناك إن هذا "تطور"!

وقد بينا ف كل الفصول السابقة أنه ليس " تطورا " وإنا هو انلل. ول نتاج أن نعيد هنا ما قلناه من قبل من آثار البوط النسي والباحية اليوانية ف التمع الغرب..ها من يون أنفسهم، وشكوا في با الغرب لت أدل قرن العشرين، ا نا ف هذا شهادة ال فيكفيمن شئة ستمرة، النا طور " ال كة " الت نبز حر نا أن نا يعني لخلق ". إ لك " ا طاط ت ان انفصال الخلق ف الغرب عن معينها الصلي.. معي الدين. وكيف يشمل الفساد جزءا

منها بعد جزء.. لسبب واحد.. هو أنا انفصلت عن ذلك العي!

إن الذي يزيغ أبصار الناس هنا وهناك.. أن هذا الفساد اللقي ف شئون النس ولقد وقف عند هذا الد،- الذي نشأ من ابتعاد الفاهيم اللقية عن مفاهيم الدين -

يسر إل بقية شئون الخلق! فماذا علينا إذن - ما دام هذا - ولنسمه الفساد - تطورا� " حتميا�! "، ماذا علينا أن نبيح هذا الفساد الذي لن نستطيع أن نقو×مه أو نقف ف وجهه،ما دامت بقية الكيان اللقي ما زالت سليمة، والتعامل مستقيما ونظيفا� ل يسسه السوء؟!

نن!] سنا نس [بقايي شأن ال ف يا غرب منحلن خلق ف ال تاة شاب والف إن اللق ف ال ستقامة خداع. وا كذب ول غش. ول مل. ل في التعا ما زال نظي ما ولكنه والضمي. وإخلص ف العمل وإتقان.. فماذا نسر لو جاريناهم وماذا نكسب من دعوى

الرجوع إل الدين؟!

حت ف هذا.. نعود إل شهادة القرن العشرين!

أين هي " الخلق " ف اليل الناشئ ف الغرب اليوم؟!

عصابات الطف والنهب والسرقة والجرام.. وعصابات الشيش والفيون. هلهذه هي الخلق؟!

ث نا، ية الز ف جر جات لزواج أو الزو قع ا لت تو سي الطلق، ا صابات تي علت قدم السباب. وا لب الطلق وي لخر أن يط طرف ا لى ال سر ع سي، لتي ضبطهم متلب ت

يقوم با أطباء ومامون.. هل هذه هي الخلق؟!

)246(منب التوحيد والهاد

Page 247: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

بيـع أسرار الدولة العسكرية لعدائها مقابل تلبيـة الشذوذ النسي.. هل هذههي الخلق؟!

إنا ليست " حالت فردية " ما يوجد ف كل متمع ول يلفت إليه النظار! إناتتمع لا الؤترات لتدرسها وتققها. وتنبه إل خطورتا!ظاهرة اجتماعية

هي آخذة ف الزدياد!ث..

حت الخلق " البسيطة " جدا�.. الت كانت مضرب المثال ف الغرب: " المانةلتزويغ " من دفع أجرة الركوب! حت هذه! صار اليل لترام والتوبيس وعدم " ا " ف ا

الناشئ ف أوربا يهرب منها ويالفها!

قالوا.. هذا أثر الرب!

صورة عد - ال ست - ب هذه لي قا� إن كذلك! وح كان با بةور معالغال للمجتالغرب! ولكنها ف طريقها إل الزدياد.. ومن هنا خطورتا. ومن هنا دللتها.

كل! ليست الرب!

لقد خاض العال السلمي حروبا جة.. ولقد عاش نصف القرن الول ف حرب دائمة ل تفتر! ومع ذلك فقد كان نصف القرن هذا بالذات هو الفترة الت ترسخت فيها

أخلق السلم، وانتشرت ف كل مكان وطئته جنود السلم!

الصليليست الرب! إنا هو البتعاد عن الدين! هو فصل الخلق عن معينها الذي ل معي سواه!

لوا ستطيعون أن يظ نم ي نوا أ ماكرة حي ظ عة غرب خدي ف ال ناس قد خ«دع ال لبعيدا� عن الدين، ث يظلوا ناجحي، ويظلوا على خلق قوي!

إنا مرحلة من مراحل " التطور ".. ل تثبت! كيف يثبت الناس على النلق؟!

)247(منب التوحيد والهاد

Page 248: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لقد بدأ الفساد بالسياسة. ث شئون النس. ث بقية " الخلق ".

ومظاهر القوة والتماسك والصعود والتقدم الت تزيغ أبصار الناس ف الشرق وفل قانون ا عن عدوا ستطيعون أن يبت نم ي سبون أ غرب، فيح شيء ال لواف أي ث يظ

ناجحي.. هذه الظاهر خداعة ماكرة! ولنسأل كنيدي.. ولنسأل خروشوف!

سا ها لي سيا! و كا ورو ستقبل أمري لى م لال ع جة النلل ا شيان نتي ما ي إننا صره ه ما ل يب صران لد.. يب شد ا جادان أ ها نا هازلي.. إ سا ي صغيين.. ولي طفل

الكتاب الزيفون.. التقدميون التطوريون.

من " صيدا� لك ر ما زال ي لنه لة.. بارة وهائ ية ج قوة حقيق لك غرب ي إن الي عن مع صلها نه - حي ف لدين.. ولك من ا ستمدة صلها م ف أ كانت لت لخلق " ا الذي أطلق بالطر.. ا نذر لد ال ل ا بدأ يهبط.. ف كل مال. ووصل البوط إ لدين - ا

الصيحة على لسان كنيدي وخروشوف.

ولن ينهار الغرب غدا�.. ف أيام أو سنوات!

ل تقاس أعمار المم باليام والسنوات! وإنا تقاس بالجيال!

ولكن يتضح الط الصاعد والط الابط من خلل الجيال!

وشهادة القرن العشرين تقدم لنا الواب! إنا تقول ف أوضح صورة: هذا اليلف طريقه للندار!

كل.. ل نظافة بل دين!! إنا هي مرحلة من مراحل النزلق.. ل تصل بعد إل القذارة الكاملة، لن المم تنلق ف بطء شديد.. ف أجيال.. وقد بدأ الغرب ف البوط

على النلق.. وشهد بذلك الناس هناك!

* * *أما نن.. فلسنا مسلمي!

)248(منب التوحيد والهاد

Page 249: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

كل دعوى بأننا مسلمون.. باطلة!

سكنها كان " ي لت " لرض ا ف ا سكنانا سلمون ب سائنا؟! م سلمون بأ مالسلمون؟!

أين نن من السلم؟! ماذا فينا يكمه السلم؟!

كون يف ن فردي.. فك سلوكنا ال له.. ول نا ك قع حيات كم وا سلم ل ي المسلمي؟!

ولقد كتبت كتابا كامل سيته " هل نن مسلمون؟ " بينت فيه كيف بعدنا عنالسلم وجافيناه. وما أحتاج أن أعيده هنا ف هذا الكتاب!

ولكن فقط أقول هذه البديهية الت يستطيع أن يراجعها كل إنسان ف نفسه: ماذافينا يكمه السلم؟!

إن تلك البقية الباقية من العقيدة السلمية ف صورة " عبادات ". ف صورة صوموصلة ومسابح، و " حج مبور ".. كل! ليست إسلما!

" لÝيÓسÉ الáب¼رÌ أÝنá ت«وÉلîوا و«ج«وهÉكÔمÓ ق¼بÉلÝ الáمÉشÓر¼ق¼ وÉالáمÉغÓر¼ب¼ وÉلÝك¼نÌ الáب¼رÌ مÉنÓ آمÉنÉ ب¼الل هتÉامÉى ÉيáالÉى وÉب ÓرÔقáو¼ي الÝى ح«ب×ه¼ ذÝلÉع ÝالÉمáى الÉآتÉو Éب¼ي×يÌالنÉاب¼ وÉت لáآخ¼ر¼ وÉالáمÉلئ¼كÝة¼ وÉالáك¼ يÉوÓم¼ ا áالÉو تÉى الزÌكÝاةÝ وÉالáم«وفÔون قÝامÉ الصÌلةÝ وÉآ ÝأÉاب¼ وÝق ف¼ي الر× Éو Éائ¼ل¼يÌالسÉب¼يل¼ وÌالس Éن ÓابÉو Éاك¼يÉسÉمáالÉو ل ذ¼ينÉ صÉدÉقÔوا ب¼عÉهÓد¼ه¼مÓ إ¼ذÝا عÉاهÉد«وا وÉالصÌاب¼ر¼ينÉ ف¼ي الáبÉأáسÉاء¼ وÉالضÌرÌاء¼ وÉح¼يÉ الáبÉأáس¼ أÔولÝئ¼كÉ ا

" ÝونÔقÌم«تáه«م« ال Éئ¼كÝولÔأÉم)،149(وÔث Óه«مÉنÓيÉب ÉرÉجÉا شÉف¼يم Éم«وكØكÉى ي«حÌتÉح Ýم¼ن«ونÓل ي«ؤ Éب×كÉرÉل وÝف " .)150(ل يÉج¼د«وا ف¼ـي أÝنÓفÔس¼ه¼مÓ حÉرÉجا� م¼مÌا قÝضÉيÓتÉ وÉي«سÉلØم«وا تÉسÓل¼يما� "

كل شئون التمع. كلف كل لظة وكل عمل. السلم هو أن نكون مسلمي شئون الياة. كل التعامل الفردي. كل السلوك الشخصي.. وإل فلسنا بسلمي.

149)

)

] 177 سورة البقرة [)150)

)

] 65 سورة النساء [)

)249(منب التوحيد والهاد

Page 250: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ي نا غ شون.. لن مادعون غشا نافقون.. كذابون م فون.. ضعاف متخل نن ومسلمي.

ويوم كنا مسلمي.. ل يكن شيء من ذلك كله ف واقعنا ول ف أخلقنا!

ية كاملة ف ظل لدين! إنا كانت ترب ول تكن " الخلق " يومئذ وعظا باسم ا الدين. تربية ينشأ عليها الطفل منذ مولده، ويد قدوتا ف والديه، ورصيدها الواقعي ف

التمع.

ولكننا انرفنا عن السلم ف الدى الطويل..!

وما ب هنا أن أدافع عن السلم أو أدافع عن الغرب! إن حربا� واحدة أو حربي متلحقتي أفسدتا من التمع الغرب ما أفسدتاه ف كل مال.. حت الخلق الفردية التتار هود والت لويلت: الي من ا صنوفا قى قد ل سلمي عال ال غرب! وال با ال فاخر كان ي والصليبيي والستعمرين والبشرين والستشرقي، وتلميذ البشرين والستشرقي. والكام الطغاة من الداخل، والعداء من الارج.. وظل متماسكا ألف سنة.. حت أخذ ف النيار

بعد كل هذه الويلت!

نا بل نظافة.. وإنا هو ل دين! فقد يوم على أي حال ليس دي والوجود عندنا الانرفنا عن كل مفاهيم الدين، وكل مقومات الدين!

ومع ذلك.. فهناك فرق رئيسي بي انرافنا وانراف الغرب!

)250(منب التوحيد والهاد

Page 251: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

انرافنا وانر*افهم'لقد انرف الغرب.. وانرفنا! وطال علينا المد ف النراف.. عدة أجيال!

وحالنا ول شك أسوأ من الغرب.. فهم على القل ما يزالون يستمسكون بعدةلى ية ع لرب الثان عد ا كك والنلل ب ل التف ها إ ف طريق كانت ضائل - وإن فضائل عض الف سكون بب لوا يستم ما زا ها. لى تام عد ع كك ب ل تتف ها صوص.. ولكن العض يال. وب صب والحت غش والن عن ال عد صدق وب ستقامة و من ا مل: ف التعا ية الفرد الفضائل الماعية ف " التنظيمات " الختلفة الت يقوم عليها التمع الغرب.. وف " العملحة من الرا فترات مع ية ( ساعات متوال ثان مل مل أو الوظف يع صة، فالعا صفة خا " بقص حدث، ول ي مل وإخلص، ل يت بد كا كثر) ساعة أو أ ها ف مموع لغ صية تب الق القصص، ول يتشاغل عن عمله ف صورة من الصور. ومن أجل ذلك كله يلك الغرب

القوة " الادية " والقوة العلمية والقوة التنظيمية الت يلكها اليوم..

ونن ل تعد لدينا فضائل...

ل فضائلنا نن السلمية الصيلة.. ول فضائل الغرب الذي نقلده اليوم كالقرودتارة وكالعبيد تارة!

ية.. ول عد أو ن نا و ستقيم ل لص أو ي صدق أو ن فردي ن نا ال ف تعامل نن ل يد تتراخى ال ما سرعان ها، و مة علي سلطة القائ ما تشى ال قدار سك إل ب نا تتما تنظيمات المسكة بالسلطة، وسرعان ما تتفكك التنظيمات! وحالنا ف " العمل " و " النتاج " هوية لى عمل صب ع صدق ول إخلص، ول فردي: ل مل ال مات والتعا ف التنظي نا حالعال يه ال صطرع ف لذي ي بار ا سباق ال ية ال ف عمل لف لك نتخ جل ذ من أ تاج. و الن

الديث..

ومع ذلك.. فانرافهم أخطر من انرافنا وأمعن ف الضلل!

* * *

)251(منب التوحيد والهاد

Page 252: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وللوهلة الول لن نصدق هذه القيقة!

ضخم ل با عملق لى أن أور ضي ع يل الا ف ال صليب ستعمار ال نا ال قد رب�ا ف ينهار ول يقهر.. ول يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه. فكل ما يفعله صواب، وكل ما يأت من عنده فضيلة.. ومن أجل ذلك انسقنا ف التقليد.. كالقرود والعبيد.. فقلدناهم ف النلل اللقي والتفاهات " والتقاليع! ".. ف " موضات " الزياء وموضات الفكار سواء.. ول نقلدهم ف الصب على العمل والصب على التنظيم، لن " العبيد " ل يقلدون "السادة " فيما يتاج إل المة والهد، إنا يقلدون ف مظاهر الشياء.. الت تنساب العبيد!

سيطرة الستعمار، وصرنا " من نا نا ترر له إن قول نا ن يد ظلل لد جيل جد ث و سادة ".. ولس هذا اليل بالفعل بعض مظاهر القوة وبعض مظاهر السيادة.. ولكنه رأىها دون نا كل عن مكونات يز، ونتخلى ها دون تي ية كل خذ وسائل الياة الغرب نا نأ يه أن بعين تييز.. نتخلى عن مقدساتنا لنصبح تطوريي.. أي أننا ف القيقة نستعبد أنفسنا للغرب،تأثيه حت ونن ناول التحرر حت ونن نصطرع معه على السيادة؛ وندخل ف نطاق منه..! وف النهاية ل ننال الغرض القيقي على تامه: وهو احتذاء الغرب ف القوة الاديةيد، لخلق والتقال لدين وا يم ا ية تط ف عمل شغولون نا م يم.. لن ية والتنظ قوة العلم وال

وشبابنا مستنفد الطاقة ف السينما والتلفزيون، وأقاصيص النس الموم!

لذلك لن يصدق هذا اليل أو ذاك لول وهلة هذه القيقة: أن انراف الغربأخطر من انرافنا، رغم أننا الضعفاء وهم القوياء!

* * *حياتنا وحياة الغرب قائمتان على أسس منحرفة.

لكن الفرق بي انرافنا وانرافهم، أنم ل يلكون أساسا للتقوي، ونن نلك هذاالساس!

نن نلك الساس السليم للقوة والتقدم والضارة " النسانية " القيقية والرفعة والصعود.. وعيبنا أننا ل ننشئ حياتنا وحضارتنا على ذلك الساس السليم.. وذلك سر

تلفنا، وسر ما فينا من ضعف وانراف.

)252(منب التوحيد والهاد

Page 253: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

أما الغرب فل يلك أساس التقوي.. عيبه ناشئ من حضارته ذاتا.. فكلما سارلى قوة - ع ف ال ما زاد بل كل نراف. ف ال فة، زاد ها النحر لى خطوط شوطا، ع ها في

خطوطها النحرفة - زاد ف البوط!

لت بلغت لمم ا عات وا يا. إن الما يا وعقل نا ننحط أخلق قوم تعساء، لن نا " إن فيها الضارة الصناعية أعظم نو وتقدم، هي على وجه الدقة الماعات والمم الخذة فها، عودة غيها إلي من من سرع ية أ ية والمج ل الببر تا إ ستكون عود لت ضعف، وا ال

". [ألكسيس كاريل].ولكنها ل تدرك ذلك

إن الضارة الغربية ذاتا هي النحرفة.. والناس هناك ل يفسدون لنم ينحرفونكن لنم - على وجه الدقة - يسيون على ية، ول عن الطوط الصلية للحضارة الغرب

خطوط تلك الضارة، ويتبعونا بصدق وإخلص!

لم يون ف ما الغرب نا.. أ نا عن السلم.. ففسدنا وضعفنا وتلف نن السلمي انرفهم، ف انراف سبب هي ال كانت صادقي، ف ها قد اتبعو ضارتم. ل حي ح عن و فوا ينحر

واندارهم - كما يقول " كاريل " - إل الببرية والمجية والضياع.

النراف الغرب الكب، أنه ل يدرك ما ف حضارته من انراف!

* * *فس ية، بن ية القد ية الرومان سها الغريق لى أس ية ع ية الال ضارة الغرب قوم ال ت

الهداف ونفس الروح..

الضارة الغريقية مدتا " بالفكار ".. التجريدية بصفة خاصة.

والضارة الرومانية مدتا " بالتنظيم "، والبحث عن الفائدة العملية، والبحث عنالتاع.

قامت لذي لم، ا ف الع يب " لذهب التجر عال السلمي " ا عن ال خذت قد أ ول عليه كل الركة العلمية الديثة، كما أخذت عنه كثيا� من الفكار والتاهات.. ولكنها

)253(منب التوحيد والهاد

Page 254: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

مزجت ذلك كله بالروح الغريقية الرومانية الوثنية، لنا قامت - بادئ ذي بدء - علىعداء مع الكنيسة ونفور من الدين..

لذلك انرفت.. بادئ ذي بدء!

وظل النراف يزداد!

بط، من روا لرض سماء وا ي ال ما ب تداء - ضارة - اب هذه ال صمت قد ف ل ففصمت - مقابلها - جانبي متزجي ف كيان النسان، فجعلت كل منهما على حدة،

ث كبتت أحد الوانب بكل وسائل الكبت، ونت الخر بكل وسائل التنمية!

تلك هي الطيئة الول ف هذه الضارة، الت تلتها الطايا الخرى متتابعات.

إن النفس البشرية وحدة. والسماء والرض وحدة. وفصل السماء عن الرض ف الس البشري، وما يقابله من فصل الانب الروحي عن الانب الادي من النسان، ل بد أن تترتب عليه نتائجه " التمية ". فكل الانبي العزولي، سواء الذي كبت منذ البدء،لك صلن! وذ ما منف عا�.. لن يذبل م ية أن ف النها بد طاقته.. ل من كثر نى أ لذي وا مغزى الكلمة الصادقة الت يقولا ألكسس كاريل، ويؤكدها ف كتابه بشت أنواع التوكيد

" العلمي " القائم على الدراسة والشاهدات.

فصمت الضارة الغربية ما بي النسان وال. فماذا كانت النتيجة؟

تقدم العلم. ونظمت الياة على الرض أرقى أنواع التنظيم.. وخيل للناس هناك!)151(أن هذا التقدم والرقي هو حصيلة ذلك الفصام

ذلك وهم أنشأته الظروف واللبسات هناك!

فالتقدم العلمي ليس عدوا للدين. وكذلك تنظيم الياة على الرض!

151)

)

اقرأ فصل " الفصام النكد " ف كتاب " الستقبل لذا الدين ".)

)254(منب التوحيد والهاد

Page 255: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

سة. لدين والكني جال ا لدين أو لر سي ل هوم الكن عدوا للمف هذا وذاك كون قد يف قف كن أن ي ل ل ي فدين ا ل. لدين ا عدوا� يس ته. ل لدين " ذا عدوا� " ل يس نه ل ولك

سبيل البشر، وهو الذي نزل لصلح البشرية.

والدليل هو السلم!

لديث ف لم ا يب.. أو الع لذهب التجر ها ا شأ عن لت ن كبى ا ية ال فالركة العلمأوربا، قد نشأت ف ظل السلم، بل نشأت من وحي السلم وتوجيه السلم!

لت أخذ السلمون ية ا بل - ل يكونوا أهل علم. والعلوم اليونان فالعرب - من ق عنها وتتلمذوا عليها بادئ المر ل تكن ف ذاتا تنحو نو التجريب، كما قال بريفولت

لذي)152(ودريب توجيه السلمي هو ا نا ال لك النهضة. إ ، ول تكن - بذاتا - تدث تحولا من التأمل إل التجريب.. ومن ث تقدمت تقدما كبيا بساب ذلك الزمان.

و " التنظيم " بكل أنواعه أخذ السلمون أشكاله وأجهزته من الضارات السابقة ف ظل البادئ السلمية الثابتة، ومزجوه بروح السلم وأضافوا إليه، فلم تقم العداوة بينهلذي سارع - بروحه السلم فة الراشد عمر بن الطاب هو ا لدين. بل كان اللي وبي ا

التمكن ف السلم - إل " تدوين الدواوين ".

فالوهم الباطل الذي خيل للغرب أن التقدم العلمي والتنظيم الضاري ها حصيلةقة يس حقي ناك، ول صة ه سات خا شأته ملب ية.. وÉهÓمä أن ياة العمل لدين وال ي ا صل ب الف

بشرية!

ولكنه كان أخطر ما جنت به الضارة الغربية على أجيال البشرية!

لقد أنشأ مسخا مشوها ف مكان " النسان "!

مسخا نت فيه الوانب الفكرية والوانب الادية إل أقصى حد.. وضمرت فيهالوانب الروحية إل أقصى حد.. فصار كريها منفرا� ميفا.. ينذر بالضياع والدمار!

152)

)

.179 - 177 راجع ص )

)255(منب التوحيد والهاد

Page 256: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

هذا السخ الشوه قد أغلق على نفسه نوافذ العرفة كلها إل ما يدخل من نافذة "الذهن " ونافذة " الس ". وألغى ما يدخل من نافذة " الروح ".

تدخل بد أن لتركيب - ل يق ا هائل دق مل تا بع شبهناه مؤق سان - إذا والن الضواء إل ظلماته من جيع النوافذ ف آن واحد.. ليستطيع أن يقوم " بالتمثيل الضوئي "قص كل ن ته، أو من أجهز هازا صيب ج لل ي كل خ سان! و قة الن لى طري به ع لاص اتج ها تن قد يعل صة، و ية ناق صيلة النهائ عل ال ماته، ي ل ظل فذ إ ضوء " النا صيب " ال ي

مركبات خطرة.. سامة.. مدمرة لكيان النسان!

وهذا السخ الشوه الذي ل يؤمن إل با تدركه الواس ويدركه الذهن. يصابمن با� شة. جان من الشا با مامه إل جان صر أ نوعي. فل يب بالعمى ال صاب - ما ي - أول

الياة. وبقية الشاشة ف نظره مظلم.. أو ل وجود له على الطلق.

وتأثي ذلك ف إدراكه وف سلوكه خطر وشديد الطورة!

فهو يدرك الشياء ناقصة، وتتكون ف حسه الصورة مشوهة.. ث يسي ف حياتهعلى هدى هذه الصورة الشوهة، فإذا كل خطوة اضطراب.

صها تاج أن نشخ نا ن شرين.. وإ قرن الع شهادة ال كل يد نا أن نع تاج ه ول نلنعرف علجها.

ها إل الانب نرى من قة الياة والكون، ول فحي تعمى روح النسان عن حقيلو كوكب سار ال تل م ما ي سان ك يان الن خل ك ف دا توازن تل ال حس.. ي ظاهر لل التوازن عل قد اختل بالف لخر! و ترك لبعضها ا ية و عض عناصر الاذب جأة ب نه ف حجبت ع

النسان ف هذا العصر، فجذبته الرض بكل عنفها، حي انقطع عن جاذبية السماء!

نشاط الروح.. ف اتصالا بالقها، واستمدادها النور منه، والتصال بروح الكون اتصال البة والتفاهم والتعاون، والتصال بروح البشرية على إخاء. هذا النشاط ل يودعه الالق كيان النسان اعتباطا، تعال ال عن العبث وعدم القصد: " وÉمÉا خÉلÝقáنÉا السÌمÉاوÉات

)256(منب التوحيد والهاد

Page 257: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

" Éا لع¼ب¼يÉه«مÉنÓيÉا بÉمÉو ÉضÓرÝأáالÉثا� "؟!)153(و ÉبÉع ÓمÔاكÉنáقÝلÉا خÉمÌنÝأ Óت«مÓس¼بÉحÝفÝنا أودعه)154 ( " أ . وإ كيان النسان ليعادل به جواذب الرض وهواتفها، وهي عنيفة شديدة تتاج دائما� إل ما

يوازنا ويعادلا.

لدين والياة.. فلما حدث " الفصام النكد " ف الغرب بي النسان وال. بي اقوة.. بل هدى عة وال لذة والت عن ال لرض.. باحثا سان على وجهه يهيم ف ا انكفأ الن

يعصمه من السعار.

والسعار الموم الذي يغشى الدنية الغربية اليوم هو النتيجة التمية لذلك الفصام.

ف تا ية ذا هو الضارة الغرب نا ية.. إ صول الضارة الغرب عن أ فا يس انرا نه ل إذروة اللمعان! إنه ل يكن أن ي«تقى.. ما دام الساس ذلك الساس!

ية - على ستطيعون أن يأخذوا الضارة الغرب نم ي لذين يظنون أ بون " ا و " الطي أصولا الغربية - ث يولوا دون انرفاتا..أو يتنعوا عن أضرارها.. هم " طيبون " جدا�..

مضÌللون جدا�.. لنم يتخيلون شيئا� ل يكن أن يدث.. شيئا� ضد طبائع الشياء!

ف لغراق شيء.. ا كل ف لغراق " ف " ا لى لذي يتج موم ا سعار ال هذا ال الادية. الغراق ف اللية. الغراق ف وحشية الصراع. الغراق ف متاع النس. الغراقناس ف الغرب لصول نه ليس شيئا� عارضا� نشأ عن مالفة ال ف البحث عن السلطان.. إ

الضارة الغربية، إنا هو شيء ف صميم تلك الضارة، ونتيجة حتمية من نتائجها.

نتيجة حتمية لطمس الانب الروحي ف النسان!

ولقد سخر الغرب كله بقيقة الروح.. سخر منها التفسي الادي للتاريخ [وهوفاهيمه سال مكوم ب غرب الرأ نا أن ال قد رأي قة، ف ف القي شيوعية وحدها كا لل يس مل ل

] وسخر منها التفسي النسي للسلوك البشري. وسخر منها التفسي المعي للنسان)155(

153)

)

].38 سورة الدخان [)154)

)

].115 سورة الؤمنون [)155)

)

راجع شهادة ول ديورانت المريكي ف فصل شهادة القرن العشرين.)

)257(منب التوحيد والهاد

Page 258: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ناني.. أو ف صحفيي والف ماء وال تاب والعل من الك كبية فة ها طائ كاي] وسخر من [درالقليل تاهلوها فلم يعلوها ف الساب!

وكانت النتيجة التمية هي ذلك النراف النون.

كم جادا� ي نا ما إيا يؤمن ب لخر.. أو ل يوم ا بال وال سان يؤمن الن ي ل حية.. فالنتيجة التمية هي أن يرى هذا العال وحده.. عال السلوك والشاعر والياة العمللادة. أو الرض.. وأن يعبد *** القوى الرضية: يعبد الدولة. أو يعبد التمع. أو يعبد ا

يعبد ذاته. أو يعبد الشيطان!

ث.. يتكالب على متاع الرض كله.

يتكالب على الفرصة الوحيدة التاحة للمتاع..

ف مرا� عارضا� يوم أ شرية ال يدمر الب لذي كالب ا من الت كون شيء نا ل ي ومن هالضارة الوربية يرجى له الصلح. إنا هو شيء ف صميمها، ونتيجة حتمية من نتائجها!

تكالب الفرد الرأسال ف الغرب على تركيز الال ف يده، وتركيز السلطة الناشئةنه يان.. إ ستعمار وطغ ماء، وا ستغلل بشع، وامتصاص د من ا لك بع ذ ما يت لال.. و من الرض.. لذه ا فرغ " جة " الت نه نتي ية. إ ضارة الغرب ف ال صاديا " يس خلل " اقت ل

والنصراف عن هدى ال.

شئة من سلطة النا يدها وتركيز ال لال ف شيوعية على تركيز ا لة ال كالب الدو وتناس، وإذللم، ونزع آدميتهم، وتويلهم إل الال.. وما يتبع ذلك من استعباد الدولة لل آلت.. ليس مرد اختلل " اقتصادي " مقابل لختلل الرأسالية. إنه مثلها تاما، اختلللرض.. لذه ا فرغ من الت شأ سان.. اختلل ن صور الن ياة وت كون وال صور ال ف ت

والنصراف عن هدى ال.

وتكالب الشرق والغرب على القوة، بالصورة الت تنذر بالتدمي.. ليس اختلل "سياسيا� " عارضا�.. وإنا هو اختلل أصيل ف النظرة إل " القيم " الت تكم الياة.

)258(منب التوحيد والهاد

Page 259: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

)156(والتكالب النسي.. ل يتاج إل تعليق!

كلها اختللت!

لك من ذ بدء بادئ ذي شأت ها ن با.. ولكن ف أور ية ظروف مل لا اختللت الفصام النكد بي الدين والياة.

تاح للتوجيه اليهودي أن يدخل العركة لتدمي السيحية، لذي أ هذا الفصام هو اوتدمي " الميي " بصفة عامة.

قام النقلب الصناعي ف صورته الادية الالصة الت ل وهذا الفصام هو الذي أتراعي قواعد الخلق ول قواعد " النسانية ".

وهذا الفصام هو الذي أخرج الرأة من وظيفتها الفطرية الول إل الصنع والتجرعة.. ية ورف من علو ياة ف ال قي ما ب يم ية.. لتحط لغراء والغوا ها ل يق.. وأخرج والطر

والبوط با إل حأة النس السعور.

من يؤديه ما جانب ل شر [إ يق ال ف طر لم سخر الع لذي هو ا صام هذا الف وخدمات للبشرية] فأفسد المم والفراد.

وهذا الفصام هو الذي جعل صورة " النسان " مشوهة مسوخة.. فقامت نظم التربية ونظم السياسة ونظم القتصاد ونظم التمع والفنون تغذي هذه الصورة المسوخة

وتد لا ف التشويه!

وف اختصار هو الذي أنشأ كل ما ف الغرب من الفساد!

* * *وهو فساد خطر لنه ل يلك السبيل إل التوقف أو العلج!

156)

)

اقرأ فصل " تبط واضطراب " من كتاب " السلم ومشكلت الضارة " )

)259(منب التوحيد والهاد

Page 260: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ل يلك مقياس الكم الصحيح على الشياء..

لو كانت للحضارة الغربية مقاييس " إنسانية " صالة، انرف الناس عنها، لكانهناك المل ف عودة الناس إل القاييس " الصحيحة "، ورجوعهم عن الفساد.

ولكن ما هي القاييس " الصحيحة " لذه لضارة؟!

ية سان " و " الر قوق الن عن " ح كثيا� ما ضارة كل هذه ال قالت " قد " ل والخاء والساواة " و " الكرامة النسانية " و " الرفعة النسانية " و " العظمة النسانية "

و.. و.. و..

هذا يق صيلة - لتحق ها ال لى خطوط صة - ع ضارة - مل هذه ال لت ث عمالكلم!

يوان "! صورة " ال ف قة ف القي سان " ترى " الن هي صة - و لت - مل عم وهي تفصل النسان عن ال. وتفصل الياة عن الدين. وتفصل الادة عن الروح، وتفصل

الدنيا عن الخرة!

وكانت النتيجة أن عملها أوصلها إل غايتها التومة!

فانقلبت حقوق النسان، والرية والخاء والساواة، والكرامة النسانية، والرفعة النسانية، والعظمة النسانية،.. إل.. إل إل هذه الصورة البشعة الت لسنا جانبا� منها ف شهادة القرن العشرين، ولسنا جانبا� منها ف هيوشيما ونازاكي، وجانبا� منها ف التفرقة

العنصرية ف أمريكا وأفريقيا.. وجانبا� منها ف كل مال وف كل مكان!

ل صلتهم إ ها فأو نا اتبعو ية! إ ضارة الغرب صول " ال عن " أ ناس حرف ال ل ينالبوار!

ية من ية، والبقية الباق لوجه اللمع من الضارة الغرب يرون ا لذين بون " ا و " الطي الفضائل الوجودة ف الغرب، عليهم أن يروا كذلك الوجه السود الكال لذه الضارة،

ث يتذكروا شهادة كاريل:

)260(منب التوحيد والهاد

Page 261: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

لت بلغت لمم ا عات وا يا�. إن الما يا� وعقل نا ننحط أخلق قوم تعساء، لن نا " إن فيها الضارة الصناعية أعظم نو وتقدم، هي على وجه الدقة الماعات والمم الخذة ف

الضعف، والت ستكون عودتا إل الببرية والمجية أسرع من عودة غيها إليها ".

إنا ناية الط.. خط النراف.

طرأ من ها من خارجها. ل ي ولكنه انراف أصيل ف هذه الضارة ل يطرأ عليعة قيامها منذ أول نا نشأ من طبي ناس ف تصور مفاهيمها أو تثل حقائقها. وإ نراف ال ا

لظة على أساس معادÅ للدين، شارد من ال.

ونن - كما أسلفنا - أسوأ من الغرب ف وضعه الراهن..

نن أضعف منه قوة وعلما� وتنظيما.. وكذلك نن فاسدو الخلق.

أخلقنا هي الغش والنفاق والكذب والديعة.. وهي النفور من السئولية وعدمالصب على التنظيم وعدم الد ف النتاج.

وأخلقنا ف شئون النس ل تعد ف شيء أنظف من الغرب! والبكة ف التوجيه الستمر من الصحافة والذاعة والسينما والتليفزيون وكتاب القصة " الفناني " "الوهوبي"

" البدعي "!

ولكننا مع ذلك نلك السبيل إل التقوي، بصرف النظر - مؤقتا - عن اتاهنا أوعدم اتاهنا إل السبيل!

نن نلك السلم..

نلك أكب قوة إصلحية على وجه ارض..

وانرافاتنا كلها هي النراف عن السلم..

وطريقنا للقوة والصعود والتمكن والتقدم والضارة والنسانية. بل طريقنا لنقاذالبشرية كلها.. هو الرجوع إل السلم.

)261(منب التوحيد والهاد

Page 262: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ضياع يق ال ية - إل طر طوطه الال لى خ مامه - ع يق أ غرب.. فل طر ما ال أوالدمار..

فأي الطريقي هو الذي يكتب مستقبل البشرية؟!

)262(منب التوحيد والهاد

Page 263: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

مستقبل البشريةسنة صادقة بوءته ال سل " ن ند را صر " برترا سوف العا لق الفيل :1950حي أط

"لقد انتهى العصر الذي يسود فيه الرجل البيض. وبقاء تلك السيادة إل البد ليس قانونا من قواني الطبيعة. وأعتقد أن الرجل البيض لن يلقى أياما رضية كتلك الت لقيها خللبوءته الصادقة هذه ل يكن يشي إل ملبسات " سياسية " عة قرون.. " حي أطلق ن أرب معينة تنهي دور الرجل البيض ف تاريخ الضارة البشرية.. فالسياسة ف القيقة إن هي إل الظهر الارجي لقيقة الوضاع الداخلية للمم: الوضاع الفكرية والروحية والنفسيةلى يدل - ع سوف - جل - الفيل كان الر نا سواء! وإ ية.. ية والاد ية والعلم والجتماع

طريقته الفلسفية - بنصيبه ف شهادة القرن العشرين!

لى ها - ع ل غايت صلت إ قد و ضارته لن ح لبيض، جل ا سيادة الر هت انت خطوطها النحرفة - فأخذت ف النيار.. تلك شهادة القرن العشرين من جيع جوانبها،

ومن بينها نبوءة ذلك الفيلسوف.

وليس أمام الرجل البيض طريق - من حضارته الالية - ينقذ به نفسه، وينقذ!)157(البشرية الت يتول اليوم قيادتا، ويتول كذلك هلكها

فطريقه الذات الملوء بالفر الدمرة.. وهو منطلق بأقصى ما وسعه من طاقة فهذا الطريق.. طريق الشيطان!

* * *ومع ذلك فلسنا متشائمي بستقبل البشرية!

لذي سييسر قدم العلمي البار ا قة صبيانية - على الت نا - بطري ن تفاؤل سنا نب وللى سيادة ع ف ال سان " عاوى " الن صنع العاجيب! ول على د ستقبل، وسي ف ال الياة هذه خر ل آ يود.. إ من الق حرر جز والت من الع حرر ظروف والت ف ال كم لبيئة والتح ا

157)

)

اقرأ فصل " انتهى دور الرجل البيض " ف كتاب " الستقبل لذا الدين ".)

)263(منب التوحيد والهاد

Page 264: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

الدعاوى الفارغة الت يرددها كتاب الغرب الفتونون وتلميذهم ف الشرق، الذين يسبون أنفسهم من " الرواد " حي يلوكون هذه القاويل.. فقد رأينا من شهادة ألكسيس كاريلعودة ل ال ناس إ سرع بال لذي سي هو ا ية - طوطه الال لى خ ته - ع مي ذا قدم العل أن التهو ية - ها - بتصوراته الال لبيئة وسيادته علي ية والمجية، وأن تكم النسان ف ا للببر

ذاته الذي يعله ينشئ حضارة ل تلئمه، وتؤدي به إل الدمار!

يوم ف ظل الضارة شرية ال شه الب لذي تعي سيئ ا قع ال لى الوا نا ع ن تفاؤل نا نب وإالغربية! والذي يأخذ طريقه إل الزدياد!

فهذا الواقع السيئ هو الذي سيهدي البشرية إل الصواب!

* * *ل يعد لدى حضارة الغرب رصيد طيب تعطيه..!

شرية.. وهو من غرب للب سلمه ال لذي سي هو الرصيد الوحيد ا قدم العلمي إن التلغريق قدماء وا صريون ال بدأه ال يال.. مدار الج لى ها ع شرية كل صيد الب صل ر الحا يه فتو حت ف با ففت سلموه لور يه.. و ضافوا إل هم وأ سلمون من خذه ال نود.. وأ وال

واسعة.. وستسلمه أوربا غدا� لن يمل الراية ف الستقبل.. دورة دائمة تتداولا الجيال.

ولكن الغرب - فيما عدا هذا - ل يلك الكثي!

غرب ول شك.. هي ها ال ما زال يمل ية وتنظيمية ناك فضائل نفسيه واجتماع هف الفوضى لدمرات.. من ا لارف سيل ا هذا ال مام هذه اللحظة أ ل يانه إ لت تفظ ك ايم كل الق من مع، النفلت سرة والت بط ال يك روا لاد، وتفك ية، وال سية واللق الن

وكل العنويات.

مة كل أز حرب و كل يوم.. عد ما� ب ضاءل يو لت تت هي ا ضائل هذه الف كن ول تنقص منها وتزلزلا.. لنا فقدت معينها الول الذي يصونا ويددها على الدوام: معي

الدين.. الصلة القة بال.

)264(منب التوحيد والهاد

Page 265: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

يدي صيحة كن ضياع.. و هدد بال شباب ال شرين.. وال قرن الع شهادة ال و وخرشوف.. وبرتراند راسل.. وغي هؤلء وهؤلء.. كلها تشي إل أن هذه الفضائل ف

طريقها إل التضاؤل. والنيار!

.)158(" س«نÌةÝ الل ه¼ ف¼ي ال ذ¼ينÉ خÉلÝوÓا م¼نÓ قÝبÓلÔ وÉلÝنÓ تÉج¼دÉ ل¼س«نÌة¼ الل ه¼ تÉبÓد¼يل� "

* * * وإذن فلن يكون اللص على يد الضارة الغربية، ول حضارة من نوع الضارة

الغربية!

البشرية ف حاجة إل تول جذري ف مالتا جيعا�.. ف حاجة إل بناء جديد.

وهناك خطوط ستظل بل شك دون تغيي أو حاجة إل التغيي.. فالعلم يسي على خط صاعد وسيظل كذلك. ول خوف عليه - حي تتغي نظم البشرية ومناهجها - أن يتوقف أو يضيع! وتاريخ البشرية كله يومئ إل أنه ل يتوقف قط. وإنا تتسلمه أمة منيه وتنميه. وف التاريخ الديث شواهد على ذلك. فقد كانت روسيا حي مة لتزيد عل ألذي تتلمذت غرب - ا لم.. ث إذا هي تسبق ال يا الع كاد تكون أمية ف دن بدأت ثورتا ت عليه - ف أباث الذرة وأباث الفضاء! والصي بدأت من تت الصفر! واستعارت من روسيا كل شيء.. العدد والدوات والفنيي والموال.. ث.. إذا هي خطر ماثل، يلجئ

روسيا ذاتا إل ماولة التفاهم مع الغرب للوقوف أمام الطر الصفر...

ية الالية.. ولن يقف العلم ل ارتباط إذن بي التقدم العلمي وبي الضارة الغربأو ينهار إذا انارت ف القريب أو البعيد حضارة الرجل البيض!

و " التنظيم " العلمي للحياة ل يتوقف هو الخر.. إنا يتاج إل تعديل " اللية "ية " لروح، و " فرد نه ا تل م غرب، وتق قاب ال يوم بر خذ ال لت تأ يه، وا سيطرة عل ال

.)159(النسان

158)

)

].62 سورة الحزاب [)

)265(منب التوحيد والهاد

Page 266: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وفيما عدا هذا ينبغي أن يشمل البشرية تغيي جذري يغي كل طريق البشرية!

* * *ما صورة هذا التغيي؟

فلننظر ف انرافات البشرية الالية، لنعرف كيف يكون التغيي الذي يهدف إلمعالة النراف!

هنالك نقطتان رئيسيتان تنحرف فيهما البشرية الالية انرافا� جذريا� خطيا�.. أوهو انراف أصلي نشأ عنه انراف آخر ل يقل عنه خطورة..

النراف الصلي هو البعد عن ال.. النفور من الدين.. وإقامة الياة كلها على).secularأساس ل دين (

والنراف الذي نشأ عنه هو تشوه التصور النسان " للنسان ". فهو يقوم من ناحية على أساس التصور الادي اليوان للنسان، ومن ناحية أخرى على أساس "جزئية"

النسان.

والعلج - إذن - هو العودة إل ال بادئ ذي بدء. وهو تصحيح تصور النسان النسان من ناحية أخرى." شول " النسان من ناحية. و إنسانية "لنفسه. على أساس "

العودة إل ال ل تعن مرد إضافة قدر من " الروحانية " على أسس الياة الغربيةقا ناس إل تزي يد ال شرية ف شيء! ولن يز لن يصلح الياة الب نافر يج الت هذا الز ية! ف الال

واضطرابا� وحية ف مواجهة الياة!

* * *159)

)

لفراد، وإن تشابه مع الميع.) ثل مع غيه من ا فرد ل يتما قه ال - عال كل إنسان - كما خلية الت يعكسها العلم اليوم على الغرب تفقد الفرد فرديته، وتصب الناس ف قوالب جاهزة ولكن الل

كالنتاج الادي! [انظر كاريل: النسان ذلك الهول].

)266(منب التوحيد والهاد

Page 267: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ته! إنا القصود شيء آخر.. شيء يصنع تغييا� جذريا ف " التوجه " النسان ذافيتجه بادئ ذي بدء إل ال! ل إل أحد سواه!

إنه شيء حقيقي. شيء جاد! ل مرد تلهية وعبث وزخرفة!

ل وحده. ية ا ناه حاكم ية. مع سبحانه - باللوه فراده - ناه إ ل مع ل ا توجه إ ال معناه أن يكون هو - سبحانه - صاحب المر القيقي بي الناس. هو الذي يضع للناس شريعتهم ومنهج حياتم. هو الذي يطط لم سياسة متمعهم وسياسة أموالم. هو الذي يدد لم علقة الفرد بالتمع. وعلقة الناس بالدولة. وعلقة الرجل بالرأة. وعلقة المة

بالمم. وعلقة " النسان " " بالنسان ".

شيء حقيقي جاد.. ل مرد تلهية وعبث وزخرفة!

ليس مرد صلوات ل ف العابد، ول سبحات روحية مرفرفة، ول تزجية لوقاتالفراغ!

وعدم الستنكاف منإنا هو إقامة الياة كلها على أساس العبودية القة ل!عبادة ال على هذا النوال!

أما الزج بي الياة الالية وبي " قدر " من التدين، فقد كان النقطة الطرة التبدأ عندها النفصام الال، والتمزق، والية، والضطراب!

إن الياة ل تصلح بعبادة إلي متلفي. أو إله ف السماء وآلة متعددة ف الرض!نايتها التمية هي ما وصلت إليه أوربا اليوم من تزق وفساد.

له غي ال باطل، سريعا ما يÉعطب له غي ال. فكل إ بادة إ ول تصلح كذلك بعته! سانÔ ذا بد الن ته.. حي ع سان ذا هو الن هؤلء اللة الزيفي خر وي«عطب عبÌادÉه. وآفسريعا ما عطب ذلك العبود وأعطب نفسه الت تعبده! وأسرع بنفسه إل اللك والبوار!

" !ÝونÔد¼لÓعÉي äمÓوÝق Óه«م áلÉالل ه¼ ب ÉعÉم äهÝإ¼لÝ160(" أ(.

160)

)

].60 سورة النمل [)

)267(منب التوحيد والهاد

Page 268: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

" !Ýم«ونÝلÓعÉل ي Óر«ه«مÝثáكÝأ áلÉالل ه¼ ب ÉعÉم äهÝإ¼لÝ161(" أ.(

" !Ýك ر«ونÝذÉا تÉل¼يل� مÝالل ه¼ ق ÉعÉم äهÝإ¼لÝ162(" أ(.

" !ÝونÔر¼كÓا ي«شÌمÉى الل ه« عÝالÉعÉالل ه¼ ت ÉعÉم äهÝإ¼لÝ163(" أ.(

" !Éاد¼ق¼يÉص Óت«مÓنÔك áإ¼ن ÓمÔكÉانÉهÓات«وا ب«رÉه áلÔالل ه¼ ق ÉعÉم äهÝإ¼لÝ164(" أ(.

ماع سة والجت ها للسيا ية كل سس الال قض ال ها ن حد معنا ل الوا بادة ا وعوالقتصاد.. وتغيي صورة الياة بأكملها.

فرد بادة ال مع. وع بادة الت لال. وع بادة رأس ا لة. وع بادة الدو غاء ع ها إل معناالنسان.. وما يترتب على كل هذه العبوديات من انراف.

النظم الماعية الت تعل الدولة - أو الزعيم - هو العبود.. والنظم الفردية الت تعل رأس الال هو العبود.. والنظم الت تقدس التمع وتعله مور ارتكازها المر الناهيف فردا� كونه له إل قى جوده، فل يتب سحق و فرد وت يان ال بذلك ك غي سيطر، وتل اللت تقدس الفرد فتنفخ ف كيانه على حساب التمع، فتفكك التمع. القطيع.. والنظم ا

كلها نظم باطلة.. منشأ بطلنا هو " العبادة " النحرفة الت تتوجه با لغي ال!

قض تا ويÉعÓد¼لÔها إل بن يوازن انرافا لذي توازن " ا ل " ال ظم إ هذه الن صل لن ت و إل عبادة ال.. أي استمداد النظم والناهجالقيقيةهذه العبادات النحرفة كلها، والعودة

كلها منه، ل مرد التسلي بالتوجه إليه ف ساعات الفراغ!

والنرافات الجتماعية واللقية الت رأينا جانبا منها ف شهادة القرن العشرين،كذلك إل توازن لن ت ها.. ضة في شرحها والفا لة ل ية " كام لت تصصت كتب " غرب وا

161)

)

].61 سورة النمل [)162)

)

].62 سورة النمل [)163)

)

].63 سورة النمل [)164)

)

].64 سورة النمل [)

)268(منب التوحيد والهاد

Page 269: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

شهواته! لذاته.. أي ل سان بادة الن مع وع بادة الت ها ع فة، ومن بين بادات النحر بنفض العوالعودة إل عبادة ال، الذي يضع الضوابط النظمة للحياة البشرية.

* * * أما انراف التصور النسان " للنسان ".. وهو فرع من النراف الصلي الذي بعد بأوربا عن الدين، فانفلت قيادها التصوري كما انفلت قيادها الجتماعي واللقي..

أما هذا النراف فقد أخذ طريقي رئيسيي.

إقامة الياة كلها على أساس حيوانية النسان وماديته.

وإقامتها على أساس الفهومات الزئية للنسان.

وكلها أنشأ ألوانا من الفساد الطر ف حياة البشرية..

سيه مع ل ت مة مت لورب إقا صور ا ف الت ها تب علي ماديته تر سان و ية الن حيوانلك كان ذ ف م سيه نا ت سلوكه. إ شاعره، ول صوراته، ول م سان " ول ت فاهيم " الن مسه، ف ح يدة كان العق ضاءل م ث ت من لة "! و فاهيم " ال يوان "! وم فاهيم " ال له م ك وانفلتت ضوابطه اللقية ف مال النس، وهبطت علقة النسي عنده إل علقة جسدية " بيولوجية! " هها الصول على اللذة، والغراق ف التاع. وذلك - بصفة خاصة - هوها تويل قرن العشرين! كما ترتب علي قالت شهادة ال شرية كما تدمي الب لذي يسرع ب استوى لى م تس " إل ع تج.. ول " تج وتن تج وتن ية.. تن لة " إنتاج ل " آ سان إ الن

.)165(اليوان

نه على حساب جوانب ها تضخيم جوانب م قد ترتب علي سان ف ية الن ما جزئ أ أخرى، أو تاهل الكيان الكلي عامة، وماولة " إنشاء " إنسان جديد على أسس فاسدة

تصطدم مع الفطرة وتفسد كيان النسان.

165)

)

راجع " كاريل ": النسان ذلك الهول، و " ول ديورانت ": مباهج الفلسفة.)

)269(منب التوحيد والهاد

Page 270: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ياة، عي للح سي الم سلوك، والتف سي لل سي الن يخ، والتف لادي للتار سي ا فالتف .. والتفسي الل للسلوك [الذي يفسر السلوك البشري)166(والتفسي " الرجال " للمرأة

على أنه صادر عن " اللة " البشرية] وغيه وغيه وغيه.. كلها قائم على أخذ جزء منالنسان والزعم بأنه هو " النسان "، وتصور الياة كلها على هذا الزعم!

شديد ضح صرة وا شرية العا ياة الب لى ال نراف وذاك ع هذا ال كاس وانععاطفي. حي وال لانب الرو ساب ا لى ح ياة ع من ال لادي لانب ا ضخيم ا ضوح. فت الولانب الماعي على قي. وتضخيم ا لانب النسي على حساب الانب الل وتضخيم ايس ول يد ل سان جد صياغة " إن لة " كس].. وماو فردي [أو الع لانب ال ساب ا حنا على مستوى اللة أو مستوى اليوان.. وماولة " سان " وإ يفكر على مستوى " الن إنشاء " امرأة ليست أنثى.. ال.. ال.. كلها توسات نشأت من انراف التصور النسان

للنسان، ول علج لا إل العودة للتصور الشامل للنسان!

التصور الشامل الذي يتصور النسان ف حقيقته الشاملة التكاملة: قبضة من طيحد حد مو يان وا ما ك كون منه مترابطي، يت متزجي ل، من روح ا خة لرض، ونف ا

الجزاء.

السم والروح حقيقة واحدة.

الانب الادي والانب الروحي حقيقة واحدة.

الانب القتصادي والجتماعي والانب اللقي والعنوي حقيقة واحدة.

كل نشاط النسان حقيقة.. وحقيقة مترابطة متزجة.

ل ينفصل النشاط النسي عن الخلق، لن هذا وهذه جزءان غي منفصلي منكيان " النسان ".

166)

)

.221 - 218 راجع شهادة الطبيبة النمسوية ص )

)270(منب التوحيد والهاد

Page 271: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

قدم تاج.. والت ساليب الن سي أ لادي.. وت تاج ا عام.. والن عن الط حث والب العلمي.. كلها ل تنفصل عن النشاط الروحي و " القيم " اللقية والنسانية. لنا جيعا

جوانب متعددة - مترابطة - من كيان واحد شامل متكامل.

سلوكه. عن قه عه. وأخل عن واق يدته سان عق ياة الن ف ح صل ث ل تنف من و ونشاطه النسي عن نشاطه الروحي. ونشاطه الادي عن نشاطه العنوي.. لنه ل انفصالنة صلة: خزا خزائن " منف سان " فس الن ست ن لك. ولي هذه وت ي سان ب فس الن ف ن للعقيدة، وخزانة للواقع. خزانة للجنس، وخزانة للخلق. خزانة للنشاط الادي، وخزانة للنشاط الروحي. وإنا يواجه النسان الياة بكيانه التكامل ونشاطه الشامل، وإن برزت

بال من الحوالل تنفصل- ف لظة - بعض جوانبه وانسرت جوانب أخرى.. فهي )167(!

وبذا التصور البن على حقيقة النسان، تتوازن الياة البشرية وتنجو ما فيها منانراف.

* * *ساد ل، وف عن ا عد قرن العشرين: الب سيان ف حياة ال فان السا نك ها النرا ذا

التصور " للنسان ".

ومن هذين النرافي الرئيسيي نشأت كل النرافات الخرى الزئية.

ستمر كن أن ت ستمر! ل ي كن أن ت سوء ل ي من ال جة ل در نراف إ صل ال وودون تدمي البشرية!

وهذه هي النقطة الت ينشأ منها التغيي!

ية. فة الاو لى حا قف ع ي ت ته.. ح نا ذا لى كيا بالطر ع شرية تس الب ي فحتستيقظ! وتسعى إل التغيي!

167)

)

راجع كتاب " الدراسات ".)

)271(منب التوحيد والهاد

Page 272: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وستستيقظ البشرية من هوستها النونة ل شك! وستسعى للتغيي!

ستعود - ول بد - لنظام يتجنب ما وقعت فيه من انراف.

ستعود إل ال. وإل التصور الصحيح للنسان.

ستعود إل السلم!

فليس ف أفكار البشرية كلها فكرة واحدة ت«صلح هذا النراف كله إل السلم!

فهو الذي يربط النسان - ربطا� جادا� - بال، ويستمد من ال منهج الياة. وهوالذي يتصور النسان على حقيقته الشاملة التكاملة التوازنة.

ل صلها إ يوم ويو يه ال سي ف لذي ت حرف ا ها الن شرية إل طريق مام الب يس أ ولالاوية.. أو الرجوع إل السلم.

ل يء إ شيتها، وتف من غ ستفيق نا لال - أ شرية ا قع الب من وا قد - نن نعت والسلم! ما ل يكتب ال لا التدمي ف هذا اليل أو اليل الذي يليه ف غد غي بعيد!

غد هذا ال ف ها ف غوايت شرية - يدمر الب من أن ل حة ا نا� بر كثر إيا نن أ والقريب.. قبل أن تستجيب!

* * *ولكن هذه لن تكون مسألة سهلة!

حقا لقد بدت بوادر توحي بعودة النسان ف الغرب إل الدين!

ثر واحد يصلون بعقولم العلمية يوم - بدأوا واحدا إ ياء البشرية ال فالعلماء - أنبالبحتة إل وجود ال من وراء الدقة العجزة الت يدار با الكون!

)272(منب التوحيد والهاد

Page 273: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

قال جيمس جين العال الفلكي الذي بدأ حياته ملحدا شاكسا: " إن مشكلتالعلم الكبى ل يلها إل وجود إله! ".

Man Does" وقال أ. كريسي موريسون رئيس أكاديية العلوم بنيويورك، ف كتابه

Not Stand Alone الترجم بعنوان: " العلم يدعو لليان ": " إن وجود الالق تدل عليه " تنظيمات ل ناية لا تكون الياة بدونا مستحيلة. وإن وجود النسان على ظهر الرض،

... إن النسان)168(والظاهر الفاخرة لذكائه، إنا هي جزء من برنامج ينفذه بارئ الكون يم ذرة ي أن تط لم. غ حدة للع كل و ف ساب قدم ال من الت له حد يدا� ل سب مز ليك دالتون - الت كانت تعد أصغر قالب ف بناء الكون - إل مموعة نوم مكونة من جرمبديل قة ت كون والقي عن ال نا بديل فكرت مال لت تح قد ف طائرة، نات مذنب وإلكترو جوهريا. ول يعد التناسق اليت للذرات الامدة يربط تصورنا با هو مادي. وإن العارف

.)169(الديدة الت كشف عنها العلم لتدع مال لوجود مدبر جبار، وراء ظواهر الطبيعة"

ل خرج إ ي سي ح ضاء الرو جارين رائد الف فس جا ف ن كاس كان أول انع وقد انزعجت من تصريه الفضاء.. هو البحث عن ال! وإن كانت " الدولة " الشيوعية بذلك بعد عودته إل الرض، وخشيت على ما جهدت ف نشره من اللاد، فأوحت إل

الرائد الثالث " تيتوف " أن يقول إنه بث عن ال ف السماء فلم يده!

الهم.. أن رجال " العلم " بدأوا يلوذون بمى ال.. ف داخل معاملهم وأباثهمالعلمية البحتة.. وذلك أول الطريق!

هي شرية إن صي الب سوء م نذر ب كان ت كل م ف لق طر تنط صيحات ال ث إن هي ل ل ا عودة إ نادي أن ال ها ت نراف.. وكل من ا يوم يه ال هي ف ما لى سي ع داومت ال

العلج، والعودة إل التفسي الشامل للنسان!

ولكن المر ليس هينا بيث تكفي فيه صيحات متفرقة من هنا أو هناك!

168)

)

للي.. ") نور ا ل ال له إ شرف بعق هو يست حت و ية ضارة الاد سب ال كاتب بروا تأثر ال حظ يلبرنامج ينفذه بارئ الكون ".. إنه تعبي مثقل برواسب الضارة الادية وأساليبها العملية.. والدارية!!

169)

)

.45 - 44 العلم يدعو لليان. ترجة ممود صال الفلكي ص )

)273(منب التوحيد والهاد

Page 274: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ناس ف الغرب عن ال، وعن النهج إن أسبابا جة - حقيقية وخطية - تصد الالقوي للحياة.

* * *كن ل ت ية! و قات تاري كانت حا ية سة الورب ها الكني لت ارتكبت قات ا إن الما

شيئا� عارضا ف حياتا أو حياة البشرية!

ناس. لى ال سة ع سته الكني لذي مار شع ا يان الب قات الطغ هذه الما ف ستوي ي والهالة الخرفة الت عاش فيها رجال الدين ف القرون الوسطى. والفاسد اللقية الشنيعة الت ارتكبوها ف ذات المكنة الخصصة للعبادة والقداسة والترفع عن الشهوات. ومهزلة

صكوك الغفران.. ث تقتيل العلماء وتعذيبهم حي يكتشفون حقائق الكون والياة!

غرب وأفكاره.. ليس قة ف مشاعر ال ثارا� عمي ها قد حفرت آ قات كل هذه المامن الي إزالتها.. وهي حصيلة أجيال!

حقا إنا حصيلة غي منطقية! فلم يكن لزاما على الغرب حي عادى الكنيسة أنمه. من تطي بدل لدين هومه ا كان بوسعه أن يصحح مف لدين. و عادي ا ل وي من ا فر ين ولكن هذا هو المر الذي وقع بالفعل، وهو الذي يواجهنا بنتائجه اليوم أيا� ما كان فيها

من أخطاء!

والعودة إل الدين - مهما كانت بوادرها ظاهرة اليوم - ستكون - حسبما نرىما لك! و ل غي ذ يرد ا ل ما ل أجيال! [ تاج إ لدود - بطيئة بطيئة ت شري ا نا الب بنطق أسهل ما يريد ال. وما أسهل ما ينقلب النسان فردا� وجاعة من موقف العناد مع ال، إل

موقف التسليم! وهي حالة لا ناذج مكرورة ف البشرية، خاصة ف أوقات الزمات!]

وليس هذا هو السبب الوحيد.. فقد لبسته كذلك ظروف وملبسات.

إن " النطق العلمي " الذي يسيطر اليوم على الغرب، أو " النطق الادي "، يقفعثرة ف سبيل العودة إل الدين والعودة إل ال!

)274(منب التوحيد والهاد

Page 275: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

إن اليان " بقواني الطبيعة " وثبوتا.. يفسد تفكي الغرب، ويفسد توجهه إل ال! " فالعلم " كله ف الغرب قائم على أساس ثبوت هذه القواني وعدم تعرضها - ول إمكان تعرضها - للتغيي! وهذا حق من أحد جوانبه. فلم يكن العلم ليتقدم خطوة واحدةها لت تبن عليها الشاهدات والتجارب، وتستمد من ية، ا فتراض ثبوت السنن الكون لول ا

النتائج والقواني..

ولكن الغرب.. يريد أن يقيد با قدرة ال!

ومن ناحية أخرى يتصور أن ال - مع التسليم بوجوده - قد أودع الكون هذهيات يات " اللق " وكل عمل كل عمل ل تؤدي إ ية ف قة آل مل بطري ث تركها تع قواني ال

الكون، دون تدخل منه سبحانه!

يا - مسلما�! - اجتذبته بساطة العقيدة السلمية واستقامتها وقد لقيت فتí ألان وشولا فآمن بأنا الق، ومع ذلك فهو يد أزمة عنيفة ف نفسه من أجل " العجزات "

لنا تالف قواني الطبيعة!

إنه ل يستطيع أن يتصور حدوث العجزة بال! ول تدخل ال الباشر ف شأن منشئون اللق أو شئون الياة، بعدما أودعها " القواني " الت تسي عليها!

وحي قلت له إنه يطئ ف تصور أن تدخل ال الباشر ل يدث إل ف " مالفة "بوت هذه تدخل الباشر ف كل لظة للمحافظة على ث نا يدث هذا ال عة وإ قواني الطبي القواني، وإل ما ثبتت على ما هي عليه.. كانت هذه مفاجأة ضخمة لتفكيه! هذا وهو يقرأ ف القرآن: (إ¼ن  الل هÉ ي«مÓس¼ك« السÌمÉاوÉات¼ وÉالáأÝرÓضÉ أÝنá تÉز«ول وÉلÝئ¼نÓ زÉالÝتÉا إ¼نá أÝمÓسÉكÝه«مÉا م¼ن

)170(أÝحÉدÅ م¼ـنÓ بÉعÓد¼ه)

فكيف بغي السلمي ف الغرب الذي أفسدته هذه التصورات؟!

لقد نا الذهب التجريب ف العال السلمي ف ظل العقيدة السلمية، وف ظل اليان بثبوت " سنة ال " [الت يسميها الغرب جهل وعنادا� منه " قواني الطبيعة! "] ومعما تشاء حي تشاء! لت تستطيع أن تغي قة ا ذلك ل يصطدم ف حسهم بقدرة ال الطل

170)

)

].41 سورة فاطر [)

)275(منب التوحيد والهاد

Page 276: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

هو هذا ي! و ف التفك تزق عارض ول ساطة بل ت ف ب بالعجزة؛ نوا بالعلم، وآم فآمنوا النهج الصائب ف تفهم القيقة اللية والقيقة الكونية. ولكن " العلم " ف الغرب البن

على نفهم قاصر، يصد الناس عن السبيل!

والتاع الزائد عن الد...

إنه " الزمة " القيقية ف حياة الغرب..

يد.. يوم قريب أو بع بالغيب " ف مع اليان " لم " قد يكن أن يصطلح " الع ل وخاصة بعد البحث ف قلب " الذرة " الذي غي النظرة كلها إل الكون " الادي " وقرب

ما بي الادي واللمادي ف أفكار الغربيي.

ولكن التاع الزائد عن الد مشكلة ضخمة..

من ذا الذي يستمع ف لذة هذا التاع إل صوت الدين؟!

الشبان والفتيات الذين يقضون أوقات فراغهم أكواما من اللحم السعور؟

كيف يفيقون؟ كيف تصدق أعصابم اللتذة بذا التاع أنم مدمÌرون؟!

نار قد يرى " الكماء " ما هم فيه من دمار مقق.. أما هم.. وهم يترقون بالالببة.. هل يسون - أو يبالون - أنم يترقون؟!

لذ هÉب (ز«ي×نÉ ل¼لنÌاس¼ ح«بå الشÌهÉوÉات¼ م¼نÉ الن×سÉاء¼ وÉالáبÉن¼يÉ وÉالáقÝنÉاط¼ي¼ الáم«قÝنÓطÝرÉة¼ م¼نÉ ا.)171(وÉالáف¼ضÌة¼ وÉالáخÉيÓل¼ الáم«سÉوÌمÉة¼ وÉالáأÝنÓعÉام¼ وÉالáحÉرÓث¼ ذÝل¼كÉ مÉتÉاع« الáحÉيÉاة¼ الدåنÓيÉا..)

والتاع الزائد عن الد اليوم فنون.. وفنون!

إنه ليس ساعات اللقاء النسي وحده.. ولكنه كل شيء ف حياة الغرب!

171)

)

].14 سورة آل عمران [)

)276(منب التوحيد والهاد

Page 277: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ية كابت للحيو سانية - مرهق للعصاب، لة الن قة ال لى طري ناك - ع مل ه العلي.. يانم ا لى ك قع ع بت الوا يوا الك مالم، ليز من أع ناس لق ال ث.. ينط والنطلق.

ولكن ينطلقون على طريقة اليوان!

حيوانية النسان وآليته.. ذلك تصور القرن العشرين.

ومن أجل احتمال اللية الملة الرتيبة، توضع أشد الشهيات ف الانب الخر..جانب اليوان!

هذا ف ضرورة " نه " ناس. ولك ياة ال ف ح ية " ضرورة " حتم هذا كن ل ي والتصور النحرف النون.

ث.. تدخل اليهودية العالية.. تنتهز الفرصة الواتية للتدمي!

الغراء.. ف كل صورة..

ف ية سرح.. مغر ف ال ية سينما.. مغر ف ال ية شارع.. مغر ف ال ية لرأة مغر االشاطئ.. مغرية ف الغابة.. عارية ف كل مكان!

والسينما والسرح والنادي واللعب.. والشارع والكتب.. مالت للغراء!

والفن.. الوسيقى والدب والرقص والغناء.

وترف الياة ونعومتها..

من ذا الذي يفكر ف الدين.. أو ف الخلق.. ليحد من هذا التاع؟!

* * *ن ( ساس ل دي لى أ مة ع غرب القائ مات ال غربsecularوكل تنظي فرح ال لت ) وا

بفصلها عن الدين! كيف يعود - بسهولة - فيقيمها على أساس من العقيدة ف ال؟

)277(منب التوحيد والهاد

Page 278: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

التنظيمات القتصادية. والتنظيمات السياسية. والتنظيمات الجتماعية. و. و. من ذا الذي يرحب بإقامتها على أساس العقيدة ف ال، الت تد من مطامع الطامعي، وتضبط

شهوات " أصحاب الصال " ف كل هذه اليادين؟

والرأة.. والرأة الت " تررت " من كل قيد قيدتا به الجيال! كيف تعود؟!

كيف تعود إل مهمتها الفطرية وتقصر نفسها عليها وهي ترى نفسها اليوم ملءلء له.. م لك ك من ذ هم شوارع.. وأ لدواوين وال تاجر وا صانع وال لء ال مع "، وم " الت

مشاعر الرجل.. كل رجل؟!

يوم ترى " كيف تقبل أن ينحصر سلطانا ف بيت واحد ورجل واحد، وهي الناه على فتنتها، فيعجب با ولو لظة وجودها " واسع الفاق، يشمل كل رجل يقع عي

عابرة ف الطريق.. وتتجمع اللحظات لتكو�ن لا " الياة "!

* * *لدين! ول ترجع البشرية كلها الت ناس ف الغرب بسهولة إل ا كل! ل يرجع ال

يكمها الغرب اليوم، وتنتشر منه إليها الفاهيم، وأناط السلوك..

ل يرجعون إل بقارعة!

ولكن القارعة على البواب!

إنم ليسوا ميين!

أو هم ميون! بي الدمار الشامل الرهيب.. وبي العودة إل حى ال ومنهج المهما يكن فيه - ف تصورهم النحرف اليوم - من " القيود "!

له!] عب [ لبيض ر جل ا سيادة الر هاء ظة.. انت كل ل ف فاه تح لدمار يف واشمل عب ي ية ر لرب الذر ما] وا عب [ل كا ر سيا وأمري ف رو ستقبل لى ال لوف ع وا

الميع!

)278(منب التوحيد والهاد

Page 279: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وكلما هم العال أن يستريح لبعاد خطر الرب.. عادت الزمة تطل من جديد.

القارعة على البواب.. والناس ليسوا ميين.. أو هم ميون بي العودة إل الوبي الدمار الرهيب.

وستجد البشرية ذات يوم أن ال أكرم لا وأشفق عليها من أنفسها.. فتعود إليه.

ولن يكون هذا صباح الغد!

عد ناس جيل ب قع القارعة - أو الصحوة - ف العتاد حي يشتد الفساد بال نا ت إأجيال!

ونن - حي نقول إن مستقبل البشرية هو العودة إل ال - ل نرقب هذا الغدالقريب الذي يوي أعمارنا وأعمار هذا اليل!

فعمر البشرية ل يقاس بعمر فرد أو أفراد ف جيل.. إنا يقاس بأجيال بعد أجيال!

ولكنا - مع ذلك - نراه بوضوح كأنه الغد!

نراه.. لنة سنة " حتمية ". سنة ال.

ستعود البشرية غدا إل ال...

ولكن.. ماذا يكون يا ترى دور السلمي؟!

)279(منب التوحيد والهاد

Page 280: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

دور السلميدور السلمي هو أن يكونوا دائما ف الطليعة. أن يسكوا ف أيديهم مقدم الزمام.

(ه«وÉ اجÓتÉبÉاكÔمÓ وÉمÉا جÉعÉلÝ عÉلÝيÓكÔمÓ ف¼ي الد×ين¼ م¼نÓ حÉرÉجÅ م¼ل ةÝ أÝب¼يكÔمÓ إ¼بÓرÉاه¼يمÉ ه«وÉ سÉمÌاكÔم ÓمÔكÓيÝلÉه¼يدا� عÉش Ôس«ولÌالر ÝونÔكÉا ل¼يÝذÉف¼ي هÉو ÔلÓبÝق Óم¼ن Éل¼م¼يÓم«سáى الن®اسالµو*ت*́كون)وا ش)ه*د*اء¿ ع*ل(

)172(.

سÉطا� Éة� وÌم Ôأ ÓمÔاكÉن áلÉعÉج Éل¼كÝذÝك Éى الن®اس(وµل ن)وا ش)ه*د*اء¿ ع* س«ولل­ت*́كو Ìالر ÝونÔك ÉيÉو ¼ ).173(عÉلÝيÓكÔمÓ شÉه¼يدا)

¼ تÉأáم«ر«ونÝ ب¼الáمÉعÓر«وف¼ وÉتÉنÓهÉوÓنÝ عÉن¼ الáم«نÓكÝر¼ وÉت«ؤÓم¼ن«ون́كن'ت)م' خ*ي'ر* ́أم®ة· ́أخ'ر­ج*ت' ل­لن®اس(.)174(ب¼الل ه)

شهداء بذا - نوا - لرض، ويكو مة ف ا نوا خي أ لك دور السلمي: أن يكو ذعلى الناس وقادة للبشرية.

ولكن الوقف اليوم أن السلمي ف ذيل القافلة ل ف مقدم الزمام.

ذلك لنم ليسوا مسلمي!

لف: " صادق ل يتخ عد سلمي و ل للم عد ا ن)وا م­ن'́كموو و*ع*د* الل¶ه) ال¶ذ­ين* آم* ¼ لÝيÉسÓتÉخÓل¼فÝنÌه«مÓ ف¼ي الáأÝرÓض¼ كÝمÉا اسÓتÉخÓلÝفÉ ال ذ¼ينÉ م¼نÓ قÝبÓل¼ه¼مÓ وÉلÝي«مÉكØنÉنÌ لÝه«مو*ع*م­́لوا الص®ال­ح*ات

نا� ÓمÝأ Óف¼ه¼مÓوÉد¼ خÓعÉب Óم¼ن Óه«مÌنÝد×لÉي«بÝلÉو Óه«مÝى لÉضÉتÓه«م« ال ذ¼ي ارÉب­ي ش*ي'ئاد¼ين µي*ع'ب)د)ون*ن­ي ل ي)ش'ر­́كون " ÝونÔاس¼قÝفáه«م« ال Éئ¼كÝولÔأÝف Éل¼كÝذ ÉدÓعÉب ÉرÝفÝك ÓنÉمÉ175(و.(

172)

)

].78 سورة الج [)173)

)

].143 سورة البقرة [)174)

)

].110 سورة آل عمران [)175)

)

].55 سورة النور [)

)280(منب التوحيد والهاد

Page 281: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

الشرط أن يكونوا مسلمي!

وحي ينحرفون عن السلم كما انرفوا بالمس وينحرفون اليوم، فليس لم إلهÉا وÉم¼نÓ كÔلØ كÝرÓبÅ ثÔمÌ أÝنÓت«م Óم¼ن ÓمÔج×يكÉه« ي«ن لف: " قÔل¼ الل  لذي ل يتخ صادق ا ل ال عد ا و ت«شÓر¼كÔونÝ، قÔلá ه«وÉ الáقÝاد¼ر« عÉلÝى أÝنá يÉبÓعÉثÝ عÉلÝيÓكÔمÓ عÉذÝابا� م¼نÓ فÝوÓق¼كÔمÓ أÝوÓ م¼نÓ تÉحÓت¼ أÝرÓج«ل¼كÔمÓ أÝو

.)176(يÉلáب¼سÉكÔمÓ ش¼يÉعا� وÉي«ذ¼يقÉ بÉعÓضÉكÔمÓ بÉأáسÉ بÉعÓضÅ انÓظÔرÓ كÝيÓفÉ ن«صÉر×ف« الáآيات¼ لÝعÉل ه«مÓ يÉفáقÝه«ون"

لت ضالة ا فة ال شرية النحر لذه الب سلمي - دورا� نون م ي يكو لم - ح كن ولتشقى اليوم بانرافها وضللتها!

هج صال للحياة.. الن هج ال كون الن لذين يل لرض - ا نم - وحدهم ف كل ا إالادي من الضلل.

يداوي شرية و صدع الب يرأب لذي هج ا كون الن لذين يل حدهم - ا هم - وانرافاتا الدمرة.

لدين ي ا ل! ب سان وا ي الن با ب حدثته أور لذي أ صام ا يرأب الف لذي هج ا النوالياة. بي الدنيا والخرة. بي السم والروح. بي الواقع والثال.

النهج الذي يلم شتات النفس البشرية بتوحيد وجهتها وتوحيد عبادتا: تعبد إلاصادي شاطها القت لادي. ن حي وا شاطها الرو ف ن حدة. هة وا جه وج حدا�، وتت وا

.. كل لون من ألوان النشاط. وبذلك)177(والجتماعي والسياسي. نشاطها العقلي والفن يوم ويأكل نشاطها، ويفسد الشباب لذي يزق النفس البشرية ال يقف الضطراب القلق ا

ويدمر التمع، ويفزع السئولي عن التوجيه ف الدول الكبى والصغرى على السواء!

لق ول طبيعي بل ق شاطها ال كل ن شط شرية أن تن فس الب فل للن لذي يك هج ا النكا لذب، متحر شد وا ي ال نا ب صحيح، موزو مداره ال ف كوكب سي ال ما ي صادم، ك ت

حركة اتزان.

176)

)

].65 - 64 سورة النعام [)177)

)

انظر كتاب " منهج الفن السلمي ".)

)281(منب التوحيد والهاد

Page 282: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

تنشط ف دنيا العلم بل تصادم مع العقيدة ول نفرة من الدين.

وتنشط ف دنيا الواقع غي مثقلة بالكوابت العوقة ول منفلتة من الفرامل الضابطة.

شبع فة ت ف نظا نس، شاط ال لك ن ف ذ با له، يوي " ك شاطها " ال تارس ن والرغبات ول تفسد العصاب.

وتنظم مرافق الياة كلها ف تعقل واتزان.

ذلك هو النهج الذي يلكه السلمون..

وهو هو النهج الذي تتاج إليه البشرية لينقذها من انرافها، وينقذها من الدمارالرهيب.

ولكي تتدي البشرية إل حقيقته، فلن يكفي أن تقرأ عنه وتفهمه.. إنا ينبغي أنسلمي لك دور ال لرض.. وذ قع ا ف وا فذة صورة من ية.. ية واقع صورة عمل ف تراه

للبشرية!

* * *جه لى و سلمي ع سلم وال ية لل لدين.. والعاد يوم ل ية ال شرية العاد كن الب ولالصوص لن تتركهم ينفذونه ف واقع الرض! لن تترك لم فرصة إثبات حقيقته العلوية!

ستحاربم حرب الفناء!

والرب قائمة بالفعل ف العال السلمي من اليط إل اليط.

ساندها تزال.. وت ما ضي و قرن الا ف ال بدأت لت يدة ا صليبية الد لرب ال االصهيونية.

)282(منب التوحيد والهاد

Page 283: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

صادي " ستعمار " القت يوش. بال سلح وال لرب. بال سائل ا يع و حرب بملادة شباب ا مات ال تدمي اهتما لخلق.. ب ساد ا حي.. بإف كري والرو ستعمار الف والموم، نس ال صيص ال يون، وأقا سينما والتليفز حول ال هافت تات يت ل ف تويلهم إ وطاقته ها ستهلك في شياطي.. ي تدعته ال ما اب سائر ياء، و عارض الز يات المال وم ومبار

اليوية.

نو�نكم يات: كل ال من كم سلمون - نعطي ها ال كم - أي من دين سلخون تنلى صرون ع يات.. وت شروعات وأدوات وآلت وإمكان ضا وم كم قرو ونضركم، ونعطي

دينكم.. فلن نسمح لكم بالياة!

تلك هي الرب السعورة الت يواجهها السلم. حرب ل هوادة فيها ول هدانة ول فتور. حرب تشمل حركات البعث السلمي من اليط إل اليط. حرب يصرح با بعض الصرحاء أحيانا� كما صرح با " بيدو " وزير خارجية فرنسا السابق، حي قال عن

حرب الزائر إنا حرب اللل والصليب ويب أن تضي إل غايتها.. ويفيها آخرون.

* * * والسلمون ف حاجة إل فترة طويلة من الهاد والهد لكي يستطيعوا أن يؤدوا

دورهم للبشرية.

ف حاجة أول إل تفهم دينهم.. فإنم ل يفهمونه!

لت شويه ا نذ عصر الركود. وحرب الت لوبم م نت على ق لت را لة ا لة الطوي الهاساتذة " اليل. من " أ صليبيون، وتلمذتم ستعمرون ال شرقون وال شرون والست شنها البف لوربيون قاله ا با تأثر لدين. وال ية ل سيادة - العاد ية - ذات ال لذاهب الغرب نة با والفت دينهم كما صورته لم الكنيسة، والظن بأنه ينطبق على كل مفهوم " الدين ". ث موقف الضعف السياسي والرب والقتصادي إزاء الغرب، الذي يشككهم ف كل قيمهم الذاتية،

ويسهل عليهم تصديق كل نقيصة ف أنفسهم وكل فضيلة ف القوياء التمكني!

هذه السباب كلها متمعة قد غشت على قلوب السلمي وأبصارهم فلم يعودوايعرفون حقيقة هذا الدين. فصارت الهمة الول لم أن يعرفوه.

)283(منب التوحيد والهاد

Page 284: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

وهم ف حاجة ثانيا� إل أن يعيشوه!

فالعرفة النظرية وحدها ل تكفي! ل تعطي الطعم القيقي لشيء من الشياء! إنايعرف النسان حقيقة الفكرة حي يعيشها بالفعل، ويتفاعل معها ف واقع الياة.

شد بدأ. أو أ يوم ته لوب السلمي وضمائرهم غرب يوم على ق والسلم غريب الغربة!

با� - حقيقة - يوم بدأ. ولكنه كان يواجه نفوسا ل تفسد فطرتا لقد كان غريسدة شرة الفا نابت الق ما ا سرعان ساد. ف ف الف غور قة ال كن عمي ل ت ساد. أو كل الف

وصفت النفوس للنور الق.

ها تم - نفوسا توغل في سمون " السلمي " ذا من ي يواجه السلم - في يوم والغرب. من ال ساد اللوب حدثه المود والنسار والتوقف. والف لذي أ ساد ا ساد: الف الف والتحلل اللقي والستمتاع الزائد عن الد، الذي يصرف الغرب عن الرجوع إل الدين.صليب - أن توجيه الستعمار ال تت قع لمر الوا عودوا - بكم ا سلمي ت يواجه م كما يعيشوا بعيدا� عن روح السلم وتشريع السلم. وأن تكم حياتم كلها - ف الخلق

والسلوك والتفكي والتنفيذ - مفاهيم غي إسلمية.

لذلك فالغربة اليوم عن السلم أشد.

والسلمون ف حاجة - بعد أن يعرفوا السلم - أن يعيشوه ف واقع الياة.

يواكب شوه بالفعل - أن ينم�وا الفقه السلمي ل عد أن يعي ث هم ف حاجة - بالياة الاضرة ف القرن العشرين ويكم كل جزئياتا.

نا لخطر! إ لول ول ا يس الهد ا نه ل شك. ولك هذا ف ما وهو جهد ضخم يا الهد الول والخطر هو أن يعرفوا السلم ويعيشوه! وبعد ذلك سيجيء النمو تلقائ

وتدرييا� - ف ظل الياة السلمية والفهوم السلمي - على يد الفقهاء التهدين.

وف أثناء ذلك كله هم ف حاجة إل التعرف على علم الغرب كله وأسباب قوتهلت صيلة - ا ية ال ستهم العلم ستعيدوا حا حت ي خبات. بوث و مات و من تنظي ية الاد

)284(منب التوحيد والهاد

Page 285: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

فقدوها ف الجيال الخية - ويشاركوا مشاركة حية فعالة - على طريقتهم السلميةالنظيفة - ف تلك التنظيمات والبات والبحوث.

* * *كل ذلك يتاج إليه السلمون أول حت يؤدوا دورهم للبشرية.

وهو جهد ضخم شاق.. ولكنه مع ذلك ضروري. ضروري للمسلمي أنفسهم لكي يعيشوا على مستوى " النسان " كما علمهم ال بالسلم. النسان التنور التحضر التوازن النظيف التطلع إل المام. وضروري كذلك للبشرية لكي ترى النموذج الواقعينور، ل ال مات إ من الظل با خرج ضية - لت ها - را سليمة، فتتبع فة ال كرة النظي لي للف ا

وتتقي الدمار الذي ينذر بإفناء البشرية.

ولكن العداوات اليطة بالسلم لن تدع السلمي يقومون بذا الهد!

الرب الدائرة السعورة لن تدأ. لن تفتر.

لن يدع أعداء السلم السلمي يفهمون دينهم أو يعيشونه.

إنه ل مانع لديهم من أن يبقى السلم - إذا شاء - صلوات ومشايخ ومساجدللبكة!

ول مانع لديهم من " تطوير " الدين وتعديل مفاهيمه بإدخال الفاهيم الغربية فصلبه!

نام يفهم السلم ويعيشه بالفعل.. فهذا يام متمع مسلم واع فاهم مثقف ما ق أ بالذات هو المر الرهوب الذي يرهبه أعداء السلم.. والذي ينبغي أن يولوا دونه بكل

سبيل!

كل! لن يدع العداء الفرصة لنماء هذا الدين!

)285(منب التوحيد والهاد

Page 286: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

هذا ف سلمة عة م يام جا سبة لق يات بالن تل جيع المكان عل بق قاموا بالف قد ولاليل!

* * *ولكن البشر ليسوا هم الك¿مي ف دين ال!

!" Ýم«ونÝلÓعÉاس¼ ل يÌالن ÉرÝثáكÝأ Ìك¼نÝلÉر¼ه¼ وÓمÝى أÝلÉع äال¼بÝالل ه« غÉ178(" و.(

جاج سفينة للح بوا لحر وقل حر ا ف الب صليبيون غل ال يخ تو ف التار يوم ذات وقتلوا من فيها، ونزلوا ف جدة، وساروا بالفعل نو الرض القدسة بأقدامهم الدنسة.

لو أن إنسانا� وقف يرصد التاريخ ف تلك اللحظة، مقطوع الصلة بالغيب الستور،لقال إن السلم قد انتهى ولن تقوم له قائمة بعد اليوم.. فليس بعد ذلك شيء..

صلح مة ف قو سبب هي ال لذات ثة با هذه الاد يخ أن من التار لم نا نع ولكالدين.. قاهر الصليبيي!

واليوم ينق الصهيونيون والصليبيون السلم ف كل الرض..

لت لدول ا شرين وا عج أعصاب الب صورة تز يا ب ف أفريق شر السلم ث ينت ث.. تبعث البشرين!

وينتشر السلم ف زنوج أمريكا الضطهدين.. ف داخل السجون الت تضطهدهموتشردهم!

تلك إشارة إل الستقبل!

وهي إشارة موحية للجيال القادمة من السلمي!

178)

)

].21 سورة يوسف [)

)286(منب التوحيد والهاد

Page 287: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

!" Ýم«ونÝلÓعÉاس¼ ل يÌالن ÉرÝثáكÝأ Ìك¼نÝلÉر¼ه¼ وÓمÝى أÝلÉع äال¼بÝالل ه« غÉو "

صدق ال العظيم.

الفهرس'مقدمة-عصر التطور-اليهود الثلثة: ماركس / وفرويد / ودركاي-شهادة التاريخ-الثابت والتطور ف كيان النسان-شهادة القرن العشرين-السلم وحياة البشرية-السلم والرجعيات-نن والغرب-انرافنا وانرافهم-مستقبل البشرية-دور السلمي-

)287(منب التوحيد والهاد

منب التوحيد والهاد* * *

http://www.tawhed.wshttp://www.almaqdese.nethttp://www.alsunnah.info

http://www.abu-qatada.com

hhh

Page 288: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ه دعوتناهذ - دعوة ال الجرة إل ال بتجريد التوحيد، والباءة من الشرك والتنديد، والجرة

إل رسوله صلى ال عليه وسلم بتجريد التابعة له.

ي لة الليل صدع ب عرى اليان، وال ثق بإعلن أو ل إظهار التوحيد، عوة إ - دشرك من ال لباءة بداء ا له، وإ موالة التوحيد وأه سلم، وإظهار يم عليهما ال مم�د وإبراه

وأهله.

سنان، سان وال طواغيت بالل كل ال طواغيت يد بهاد ال يق التوح ل تق عوة إ - د لخراج العباد من عبادة العباد إل عبادة رب العباد، ومن جور الناهج والقواني والديان

إل عدل ونور السلم.

)288(منب التوحيد والهاد

Page 289: التطور و الثبات في حياة البشرية - محمد قطب

التطور والثبات ف حياة البشرية

ماء صنمي�ة عل سر صاف، وك نه ال من معي شرعي لم ال لب الع ل ط عوة إ - دالكومات، بنبذ تقليد الحبار والرهبان الذين أفسدوا الدين، ولب�سوا على السلمي...

وأحبار سوء ورهباناوهل أفسد الدين إل اللوك

لى ي ع كل الرم سبيل الرمي، ستبانة ل ا قع، وإ ف الوا صية ل الب عوة إ - د اختلف مللهم ونلهم، {قل هذه سبيلي أدعو إل ال على بصية أنا ومن اتبعن وسبحان

.}ال وما أنا من الشركي

- دعوة إل العداد الاد على كافة الصعدة للجهاد ف سبيل ال، والسعي ف قتال الطواغيت وأنصارهم، واليهود وأحلفهم، لتحرير السلمي وديارهم من قيد أسرهم

واحتللم.

ودعوة إل اللحاق بركب الطائفة الظاهرة القائمة بدين ال، الذين ل يضرهم- من خالفهم ول من خذلم حت يأت أمر ال.

)289(منب التوحيد والهادموقعنا على الشبكة

http://www.tawhed.ws

http://www.almaqdese.com

http://www.alsunnah.info

http://www.abu-qatada.com

hhh

موقعنا على الشبكةhttp://www.tawhed.ws

http://www.almaqdese.com

http://www.alsunnah.info

http://www.abu-qatada.com

hhh

منب التوحيد والهادwww.tawhed.ws

www.almaqdese.comwww.alsunnah.infowww.abu-qatada.com

منب التوحيد والهاد* * *

http://www.tawhed.wshttp://www.almaqdese.nethttp://www.alsunnah.info

http://www.abu-qatada.com

hhh