وقفات مع ثمرات الجهاد بين الجهل في الشرع والجهل...

وقفات مع مثرات اجلهاد بني اجلهل يف الشرع واجلهل بالواقع

للشيخ

عاصم املقدسي ،حممد أيب

منرب التوحيد واجلهاد* * *

http://www.tawhed.ws http://www.almaqdese.net http://www.alsunnah.info http://www.abu-qatada.com http://www.mtj.tw

)0( منرب التوحيد واجلهاد

وقـفات مع مثرات اجلهاد

إهداء

إىل كل داعية وجماهد

بني يدي النفري

يـأبو حممد املقدس

اـفـقـفـسجن ق

هـ1425اجلمعة األول من ربيع الثاين



كلمة بني يدي الوقفات

بسم اهللا الرمحن الرحيم

ه خلجات قلم وشجون سجون خططتها حرصا على إخواين ونصحا للدعوة هذ .. والدعاة واجلهاد وااهدين

وأنصح كل داعية وجماهد قراءا وتدبرها وتأملها واالستفادة من التجارب واألمثلة .. اليت أودعتها فيها

قصد وعدم تشتيت هذه االستفادة وإضعاف مثرا أو تضييعها يف البحث عمن ي .. فاألمر أكرب من األشخاص .. عله يقصد فالنا أو عالنا الشيخ والتفكري بل

وحنن حباجة لعقول ترتفع عن هذه السطحية يف .. واخلطب أعظم من هذا التحجيم فالدين .. تناول األشياء ، وال حتجر أو حتصر األمور يف أشخاص معينني أو مسميات

اد يكاد له كيدا عظيما على كافة األصعدة وبشىت اليوم حيارب حربا شعواء ، واجلهالوسائل واألساليب واملؤامرات ، وال بد من وقفات مراجعة للمسرية ، ولفتات تسديد وتوجيه لكل غيور على هذا الدين ؛ كي نرتقي بتفكرينا وفهمنا ودعوتنا وعملنا وجهادنا

.. إىل مستوى التحديات

، أسأل اهللا تعاىل أن يتقبلها مين وأن االجتاه يف هذا وما هذه الورقات إال حماولة مين .. ينفعين وإخواين ا وأن جيعلها خالصة لوجهه الكرمي

وصلى اهللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني



الوقفة األوىل

وء فهم حلديث الصعب بن جثامةس

غمس فيها بعض ااهدين يف الكفار عندما كتبت يف شرعية العمليات اجلهادية اليت ينويفجرون أنفسهم ليثخنوا يف الكفار أصررت على ضبطها بضوابط وعدم جعلها كسائر الوسائل القتالية التقليدية املشروعة على إطالقها ، فالتزمت ما التزمه علماؤنا احملققون من

كان يف ترك قتل ضوابط حني جوزوا قتل ترس أسارى املسلمني إذا تترس م الكفار والترس مفسدة أعظم من قتله بأن تكون املصلحة ضرورية قطعية ، وقد راجعين بعض طلبة العلم يف هذه التقييدات والضوابط ومازلت مصرا عليها خصوصا وأنا أمسع وأرى من يفجر نفسه لقتل كافر واحد أو كافرين ميكن قتلهما باملسدس أو البندقية وكررنا مرارا أن

مشروعيتها تظهر يف حال عجز ااهد عن اجلهاد بدوا حبيث يكون يف ترك هذه الوسيلة تعطيل للجهاد وعلو لدين الكفر والكفار ، ويصر خمالفونا على أا وسيلة كسائر وسائل

...القتال ولو لغري ضرورة ولومل يكن من ورائها إثخان أو مصلحة عظيمة

د باعثه تعظيم حرمة دم املسلم واحلرص على حتقيق مقاصد وهذا التقييد منا والتشدي ..اجلهاد كما حيبها ربنا ويرضى

وإذا كان هذا التشديد يف قتل املسلم نفسه يف هذه الصورة فكيف يف تسببه يف قتل غريه من املسلمني بسبب الفوضى اليت عمت بعض ساحات القتال وعدم التزام املقاتلني

... شرع وحدود اهللا فيها بضوابط ال

فقد أصبح كثري من الشباب مغرم بعمليات التفجري لضرورة أو غري ضرورة وكأن ... !! اجلهاد ال يصلح إال باملتفجرات

... أو كأن هؤالء الشباب ال يحسنون غريها

.. وكأم ملا تدربوا عليها صار لزاما أن ال جياهدوا إال ا

رائحة هؤالء الشباب ويقررون يف حتقيقام األولية أم حىت صار أعداؤنا يشمونوراء مثل هذه األعمال مبجرد كون العمل تفجريا لغري ضرورة ، أو مبعرفة نوع املتفجرات

.. .. اليت ال يحسن بعض هؤالء الشباب غريها



تمرسون رمبا ألم يسمعون ويشاهدون بعض العمليات املتقنة اليت ينفذها ااهدون امليف الشيشان أو القاعدة وحنوهم من ذوي اخلربة فيسعون إىل حماكام وتقليدهم دون أن

خربام ومترسهم فيحصدون بذلك فشال ذريعا وأخطاء تحزن املوحدين وتقر ميتلكواأعني املشركني ، وال يعفي أولئك الشباب من املساءلة واملالمة واإلنتقاد كون ذلك

السوق أو امليدان الذي أوقفت أو وضعت فيه سيارام املفخخة أو عبوام الشارع أو الناسفة قبالة سفارة عدو أو أمام بيته مادام ينال مثل هذا العدو بالطرق التقليدية دومنا تفجري ومادام هؤالء الشباب ال يعممون التكفري على مجاهري املسلمني يف ديارنا كما يفعله

... الغالة

ا هي من اجلهاد الذي يرضي وهل حق.. شرع أو عقل يبيح مثل هذه األعمال فأي ؟؟ ربنا

فكم مسعنا بعمليات ذهب ضحيتها مجع من األبرياء املسلمني ورمبا مل يذهب فيها عدو واحد هللا ، وماذلك إال لإلصرار على تنفيذها بواسطة املتفجرات وكان ميكن أن

ما نتوجه باللوم إىل أولئك الشباب أو نعاتبهم ونناصحهم حتسم بطلقات معدودات ، وعندأو ننكر عليهم وندعوهم إىل أن يتقوا اهللا يف املسلمني ويف اجلهاد وسمعته ونذكرهم حبرمة

يبادرون فورا باالستدالل حبديث الصعب بن ..... دم املسلم ولو كان عاصيا فاجرا ... يت الكفار جثامة وأن فعلهم إمنا هو من جنس تبي

وإذا كان األمر كذلك فتعالوا بنا فلننظر يف حديث الصعب بن جثامة ويف داللته ...وفقهه وكالم العلماء فيه

روى البخاري ومسلم من حديث الصعب بن جثامة أن رسول اهللا صلى اهللا عليه : " اريهم ؟ قال وسلم سئل عن أهل الدار يبيتون من املشركني فيصاب من نسائهم وذر

ففي هذا " ال حمى إال هللا ولرسوله صلى اهللا عليه وسلم : " ومسعته يقول " هم منهم احلديث جواز اإلغارة على الكفار واملشركني ليال ولو ترتب على ذلك أن يقتل معهم

... بعض نسائهم وذراريهم الذين ينا عن تقصد قتلهم

لهم من غري تقصد يف مثل هذه احلاالت اليت يعسر ففي احلديث رفع احلرج عن قت... ( على ااهدين فيها جتنب غري املقاتلني ، وأدخل يف ذلك العلماء الرمي باملنجنيق

على حصون الكفار فإن التحرز فيه عن غري املقاتلني ) الذي من جنسه اليوم املتفجرات ....مستحيل



حلديث على جتويز عمليات التفجري يف شوارع فجاء هؤالء الشباب فاستدلوا ذا ا" هم منهم المحى إال هللا ولرسوله " املسلمني وأسواقهم مع أن قوله صلى اهللا عليه وسلم

دليل عليهم ال هلم إذ فيه داللة على عصمة املسلم وأن له حمى ال يجوز تعدي حدودها املسلمني وذراريهم ، أضف إىل وأن الذين الحمى هلم إمنا هم املشركون وذراريهم ال..

ذلك أن نفي احلمى عن ذراري املشركني ونسائهم يف هذا احلديث إمنا هو يف حالة البيات اليت ال يقدر ااهدون فيها على التحرز منهم وليست على إطالقها لألدلة األخرى اليت

....ت عن تقصد قتل نسائهم وأوالدهم

املراد إذا مل ميكن الوصول إىل )) " هم منهم : (( فتح قال احلافظ ابن حجر يف ال أهـ" اآلباء إال بوطء الذرية فإذا أصيبوا الختالطهم م جاز

أن يغار عليهم بالليل حبيث ال )) " ومعىن البيات (( وقال النووي يف شرح مسلم أهـ" يعرف الرجل من املرأة من الصيب

فمن باب ... هو يف نساء وذراري املشركني تأمل كيف أن هذا التحرز واالحتياط ...أوىل وأحرى أن يكون يف املسلمني إذا خالطوا الكفار

فكيف إذا مل يكن اهلدف بيوتا أو جتمعات سكنية خمصصة للكفار أو مواقع عسكرية بل صارت األهداف شوارع املسلمني وأسواقهم وحافالم وأماكن جتمعام ؟ ... هلم

ذلك الشارع أو السوق سفارة للعدو أو بيتا لضابط مث تكون نتائج هذه بدعوى أن يفوال ينالون من عدو ... األعمال عشرات األبرياء من الرجال والنساء والولدان املسلمني

مث يستدلون حبديث الصعب بن جثامة وبنصب النيب صلى اهللا عليه وسلم املنجنيق ... نيال ... على الطائف

إخواننا اتقوا اهللا يف املسلمني واتقوا اهللا يف اجلهاد ، نستوعب جيدا ونتفهم استدالل ياااهدين بأمثال ذلك حني يغريون على املواقع العسكرية أو امعات السكنية املخصصة

فهذه ليست أماكن للمسلمني وال .. للمشركني ولو تواجد فيها بعض املنتسبني لإلسالم ن هجمات ااهدين وجود بعض من يتوىل املشركني ويظاهرهم أو يكثر يعصمها م

ويدل على ذلك أيضا حديث اجليش الذي يغزو الكعبة .. سوادهم ممن يدعي اإلسالم فيخسف اهللا بأوهلم وآخرهم وفيهم من ليس منهم فيهلكون مهلكا واحدا ال يميز اهللا يف

يامة على نياتهم ، فما دام هذا اجليش واضح الراية مهلكهم يف الدنيا ويبعثون يوم القوالوجهة وكوا شركية تريد غزو الكعبة أو الدين وأهله ، فكيف يعصم أو يمنع من قتاله سري بعض املنتسبني لإلسالم يف ركابه أو تكثريهم لسواده فضال عن توليه ومظاهرته ؟؟



.. تكلم فيه بل ندفع عن ااهدين فيه فلنكن واضحني فهذا أمر آخر ال ننكره وال نونزيدهم أدلة إىل أدلتهم يف جتويزه ، وإمنا الذي ننكره أن يعكس البعض األمر فتصري أماكن مرور املسلمني وجتمعام ووسائل نقلهم وشوارعهم اليت تكتظ بنسائهم ورجاهلم

لكافر أو سيارة ملشرك وذراريهم أهدافا لعمليات تفجري عمياء بدعوى أن بالقرب دكانايطال تفجريهم عشرات املسلمني وحيصد النساء واألطفال واألبرياء وال .. أو سفارة لعدو

...ينالون من العدو الذي كان ميكن أن ينالوه بغري التفجري نيال

ومن خرج من أميت : (( ياإخواننا نذكركم حبديث املصطفى صلى اهللا عليه وسلم ا وفاجرها وال يتحاشى من مؤمنها وال يفي بذي عهدها فليس مين على أميت يضرب بره

عن أيب هريرة ، ماذا يستفيد ااهد من ... رواه مسلم " ولست منه " ويف رواية )) جهاده إذا دخل يف وعيد هذا احلديث ومشلته براءة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم منه

.. اهللا اهللا يف اجلهاد ومثراته ... حرمام ودمائهم اهللا اهللا يف املسلمني ويف... ومن جهاده

أمل تعلموا أن من حفر بئرا يف طريق املسلمني وشوارعهم فتلف ا مسلم فإنه جتب .. عليه الكفارة والدية على عاقلته ويلتحق بالبئر كل حفرة أو سبب من أسباب اإلتالف

العجماء جرحها جبار والبئر جبار " نص على ذلك مجع من الفقهاء عند شرحهم حلديث رواه البخاري وغريه وبينوا أن البئر اليت ال دية وال كفارة على صاحبها هي تلك ... "

..اليت حيفرها يف أرضه أو يف أرض موات أو يف بادية بعيدة عن طريق املسلمني

).واضع احلجر يف أرض ال ميلكها ضامن : ( وقال الشافعي

ى أن من يزحم دابة يف طريق املسلمني فيغير طريقها فتدوس إنسانا فإنه بل نصوا عل ... يضمنه

وبعضهم نص على أنه لو أمهل صيانة جدار بيته فسقط على مسلم فقتله فإنه يضمنه وكذا من أخرج عن حد بيته شيئا كخشبة أو حنوها فأصاب إنسانا فهو ضامن ، بل إن

ن من توضأ فصباملاء يف طريق املسلمني فمر مسلم فزلق به بعضهم ضم ..

جيب أن تعلموا يا إخواننا أن دم ... واملسألة ليست لعب ... إا دماء املسلمني -املسلم غال وحرمته عظيمة ، واستباحة دماء املسلمني خطر عظيم وترك قتل ألف كافر

.. أهون من سفك حمجمة من دم مسلم عمدا - كما نص علماؤنا

ولقد نادى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف األمة يف البلد احلرام يف الشهر احلرام إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا يف (( يف يوم احلج األكرب قائال



: تعم ، قال : شهركم هذا يف بلدكم هذا إىل يوم تلقون ربكم أال هل بلغت ؟ قالوا هد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع ، فال ترجعوا بعدي كفارا اللهم اشهد فليبلغ الشا

رواه البخاري )) يضرب بعضكم رقاب بعض

ولوال رجال مؤمنون ونساء مؤمنات مل تعلموهم أن : ( وأختم هذا بقوله تعاىل تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغري علم ليدخل اهللا يف رمحته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا

) ... 25(الفتح ) ا منهم عذابا أليما الذين كفرو

فهذه آيات نزلت حترزا لدماء عدد قليل من املسلمني املستضعفني الذين يكتمون مل تعلموهم أن تطؤوهم فتصيبكم منهم (إميام بني ظهراين املشركني يف مكة قال تعاىل

) معرة بغري علم

.. أي يصيبكم إمث وغرامة

بوا بقتلهم بغري علم ومل يعلموهم ؛ فكيف إذا كانوا يعلمون وهذا إذا وطؤوهم وتسبويتيقنون بأن مجهور املارة يف هذا الشارع أو مجهور املتواجدين يف ذلك امليدان من

؟...املسلمني فيطؤوهم بعلم ؛ أال يصيبهم بذلك معرة وأي معرة ؟

....املفسرون يف املعرة : قال

...هي اإلمث والغم والشدة

... هي مفسدة حتدث املشركني بأن املسلمني يقتلون أهل دينهم : وقالوا

.. هي كفارة القتل اخلطأ : وقالوا



الوقفة الثانية

أعط القوس باريها

( تقدم يف الوقفة األوىل أن من معاين قوله تعاىل يف آثار قتل املسلمني بغري علم ث املشركني أن املسلمني يقتلون أهل دينهم أي حتصل مفسدة حتد) فتصيبكم منهم معرة

، وتعريون بذلك ، وصح يف أحاديث عن النيب صلى اهللا عليه وسلم ملا دعاه بعض دعهم ، يتحدث الناس حممد يقتل : " أصحابه إىل قتل بعض املنافقني أنه أىب ذلك وقال

اقبل اإلثخان فهذه مفسدة راعى الشارع التحرز منها خصوصا يف مراحل م" أصحابه فيجب على ااهدين مراعاا باختيار األهداف األنقى .. والتمكني الكامل يف األرض

واألنفع للجهاد ولإلسالم واملسلمني واألنكى واألغيظ ألعداء الدين ، واألبعد عن خلط األوراق وتشويه اجلهاد وتشتيت دائرة الصراع ، وإن املتأمل يف بعض العمليات اليت

ا بعض من قصر يف أحد الفقهني فقه الواقع وفقه الشرع أو فيهما معا ؛ لريى أم ال ينفذهيراعون هذه املفسدة يف اختيار األهداف أو توقيتها وال يرفعون بذلك رأسا فال ينظرون يف الواقع نظرة فاحصة وال يتابعون ما يدور حوهلم يف العامل ليكونوا على مستوى حتديات

يد األعداء ويتعرفوا إىل األنفع لدينهم واألفيد إلسالمهم وجهادهم فيتخريوه العصر ومكا ...

فبينما الناس املسلمون وغريهم يتابعون أخبار القاعدة والطالبان وهم يتصدون ألعداء اإلسالم من الصليبيني والعلمانيني واملالحدة ويشد أنظارهم صمود ااهدين الشيشان

ترسانة الروسية واستهتارهم جبربوا بنقلهم للمعركة من أقاصي وحتطيمهم لكربياء الالشيشان إىل قلب موسكو ، ويثري إعجام حتدي األطفال والشبان يف فلسطني للدبابات اليهودية وأسلحتهم املدججة ويشاهدون بأم أعينهم كيف يفر اليهودي ببندقيته موليا

.. األدبار خمافة حصيات يقذفه ا غالم صغري

خيرج علينا بعض الناس ممن أظنهم حيبسون عقوهلم يف قواقع وال يعايشون هذا الواقع ليطلقوا النار على املصلني يف بعض مساجد السودان وآخرون يفجرون مسجدا للشيعة يف قرية من قرى الباكستان وبعضهم مغرم بتفجري احلافالت املكتظة بعوام املسلمني من رجال

وبينما يتطلع املسلمون إىل معايل األمور . شوارع كراتشي والهورونساء وولدان يف وعظائمها ويسعى ذوي اهلمة العالية من جماهديهم إىل جهاد ميكن ألهل اإلسالم يف هذا

أو إىل أهداف تكسر عظم أعدائهم احملاربني وترغم أنوفهم باستهداف ... الزمان سياسة أو أركان احلكم واالقتصاد يف عقر مدمرات نووية أو مراكز استخباراتية وأعمدة ال



ديار املشركني خيرج علينا بعض املتحمسني من الشباب باإلغارة على كنائس أو قتل سياح عجائز أو مندويب هيئات إغاثة وحنو ذلك من سفاسف األهداف اليت ال يراعون

داء اهللا ، فيها مصلحة الدعوة واجلهاد واإلسالم وال يتخيرون األنكى يف كسر شوكة أعوإمنا كان اختيارها فقط لكوا أهدافا سهلة املنال ، ويقوم آخرون بتفجري صاالت للسينما أو خيططون لتفجري منتزهات أو نواد للرياضة وحنوها من األماكن اليت يقصدها فساق املسلمني فيحصدون بذلك عشرات منهم أو مئات ويعاقبوم بالقتل وليس ذلك

ويستعدون .. فيجمعون بني خمالفة الشرع والتخبط يف الواقع ... ملثل ذلك بعقوبة شرعيةبذلك عوام الناس الذين مجهورهم يتعاطف مع جهاد املسلمني يف كل مكان ، فيخلطون

فبدال من التركيز على حرب الطواغيت وأعداء الدين ... األوراق ويشتتون دائرة الصراع ب إىل مجاهري الشعوب اليت كان ينبغي أن توجه إليهم يف كل مكان تنقلب احلرب واحلرا

الدعوة ويسعى إلنقاذهم من براثن الطاغوت وإخراجهم من عبادة العباد إىل عبادة رب .... العباد

وبينما يتابع الناس أخبار املقاومة يف العراق وكيف حتصد كل يوم من حتصده من اجلماهري املسلمة وتتسبب باإلحراج األمريكان وكيف تبث روح القتال واملقاومة يف

.. لبوش وإدارته وحتبط خمططاته وتطلعاته

يفاجئنا البعض بعمليات عجيبة وغريبة حتصد عشرات العراقيني هنا أو هناك بسيارات مفخخة توقف يف شوارع بغداد أو بقذائف اهلاون ترمى على السجون لتحصد عشرات

.. .العراقيني من املارة أو املسجونني

ويجمع العقالء بعد ذلك على أم بأعماهلم العشوائية هذه املتخبطة بني اجلهل بالشرع واجلهل بالواقع ينقذون الرئيس الصلييب بوش من ورطته اليت ما فتئت تعيره ا وسائل اإلعالم العاملية كل يوم ، فتتحول من احلديث عن القتلى الربيطانيني واألمريكان

ملقاومة كل يوم ؛ إىل احلديث عن القتلى العراقيني على أيدي من تصفهم الذين حتصدهم اباإلرهابيني ، وينقلب جنود اإلحتالل األمريكي من جنود احتالل وغزاة إىل حماة

... !!للشعب العراقي من اإلرهابيني ويتحولون إىل مكافحني لإلرهاب

ن واملقاومني تراهم يلعنوم ويستعدى الشعب العراقي فبدال من تعاطفه مع ااهدي ... ويسبوم ويسعون لتسليمهم إىل األمريكان

يا قومنا إن الفقه بالشرع والفقه بالواقع ومعرفة مكائد األعداء والتبصر مبكرهم يعني ... ااهد على اختيار اهلدف املناسب يف املكان املناسب والتوقيت املناسب



ته املعرة يف جهاده وحصد املفاسد بدال من املصاحل ، وإذا أمهل ااهد هذا ؛ أصاب .. والفشل بدال من الفالح ورمبا استثمر عمله واستفاد منه أعداء الدين

فكم من العمليات لسوء اختيارها وتوقيتها يف ظرف من الظروف يفيد منها طواغيت التربيرات أو صناديد للكفر فتخرجهم من ورطات وتنتشلهم من إحراجات ومتنحهم

واملسوغات ملزيد من القمع والبطش واالستبداد دون أن تقدم أدىن فائدة أو مصلحة للدين ...

بل إن بعض تلك األعمال الساذجة قد تعني يف جناح انتخايب لطاغوت كان على أو تلفت األنظار عنه وخترجه من أزمة أو نكسة كان متورطا ا ورمبا .. وشك السقوط باط املخابرات وجالوزم بربكات أعمال سطحية متخبطة أو فاشلة حصد بعض ض

كهذه الرتب واملكافآت والصالحيات ؛ فيتسلقون إىل أجمادهم الطاغوتية على ظهور هؤالء الشباب ، ويف املقابل حيصد املسلمون منها حزنا وإحباطا بتكرار التخبط واجترار

..الفشل واألخطاء نفسها

: ني عبارة أكررها على مسامع كثري من املتحمسني ولذلك عرفت ع

) !! إما أن تشتغلوا صح ، أو فال تشتغلوا والزموا الدعوة فكفانا فقد شبعنا ختبيصا (

هالقوس بريا لست حتسن القوس باريها يا باري ا وأعطال تفسد

.... فهل يتنبه ااهدون ملثل هذا

وبواقع أمتهم ليكونوا باملستوى الذي يليق باجلهاد وهل يتبصرون بشرع رم .. اإلسالمي العظيم وحيقق آمال املسلمني

فاربأ بنفسك أن ترعى مع اهلمل قد هيئوك ألمر لو فطنت له



الوقفة الثالثة

أعينهم ويقللكم يف

ه من ويتصبر حال قلة عدده وعدته ، ويتتبع عورات عدو العاقل من يكمن يف ضعفهأن ينبهه ليأمن مكره ويتقي كيده ويتحين غرته ، فإن غري أن يشعره ، وميكر به دون

األوان ينبه العدو ليعد عدته ، وصاحبه كمستعرض اهلواء بنبله قبل التهويش والتهديد قبل ... ، أو كمنبه الطريدة قبل رميه هلا موعد الرمي

لوعيد استخف به عدوه فإن التهديد والوعيد ال ا ومن بالغ يف التهديد وأكثر منواإلكثار منه يسقط املهابة ويفرغ املصداقية ، ومن أراد أن جيرح نفسا وال ينكأ عدوا ،

يعرفن العدو بدهائه فإن من عرف بالدهاء حذره عدوه ، حىت ميتنع منه يكون داهية فال ... فضال عن القوي الضعيف

العدد ، بل تستغل نقاط ضعفني دوما ال تعتمد على كثرة العدد والحرب املستيف األوقات احلامسة ، ولكن ضعف العدو ومكامن غفلته وغرته وختتار الضربات القاصمة

ويعطي لنفسه حجما أكرب من بعض من ال يفقه هذه احلقائق يحب أن ينتفش بريشهحساب وال يكتفي مبتابعته ك أن حيسب له العدو ألفحجمها احلقيقية ، فيترتب على ذل

بأوليائه يف أحناء األرض ورصده بأجهزته األمنية احمللية ، بل ويستنصر عليه ويستعني !! ليكبح إرهابه الذي يصيرونه إرهابا عامليا بل كونيا

لسذاجة ا ولو كان صاحبنا عاقال مافرح ذا التضخيم املتعمد من قبل األعداء إذ منتعظم خطره الفرح مبربرات قمعه ، ومن السفه إعانة األعداء على تكريس أكاذيبهم اليت

بلوثة من الغرور ليألبوا العامل عليه وليتآزروا على استئصال خطره ، وقد يصاب املسكنيفعال كما يصفه فينسى حجمه احلقيقي ويصدق تضخيم أعدائه له فيمسي يتصرف وكأنه

والثبور وعظائم ؤه ويبدأ بإطالق التصرحيات النارية والتهديدات العريضة بالويلأعداوآخره يشق سور األمور وكأنه القعقاع بن عمرو أو قتيبة بن مسلم أول جيشه يف بغدادوختبيصا وسخاما ، الصني العظيم ، واألمر ماسترون الماتسمعون ، وسترون نارا ودخانا

بأيديهم حىت ليصدق ويغدون يتصرفون وكأن أزمة العامل أصبحت فيغرر بذلك بأتباعه ... عليهم قول الشاعر

"إن الزرازير ملا طار طائرها تومهت أا صارت شواهينا "



الصابون اليت ينفخها الغلمان فتكرب وينكشف الغبار بعد ذلك عن فقاعات كفقاعات .. فجأة وتكرب مث تطري وترتفع مث التلبث أن تتالشى

... بالكتمان ولو كان حيترم جهاده ودعوته ملا تكلم ولاستعان على قضاء حوائجه

مبا يتوعد به حىت اليصبح فإن من هيبة القائد ومصداقيته أن ال يتوعد إال ويديه ملئى .. وعيده كتلك الفقاعات

كان جادا أن ال يعطي نفسه أكرب من حجمها ، وإن ومن عالمات جناحه وفالحهماعنده فيبدو وكأنه ليس على شيء حىت إن عدوه يف العمل صادقا مع نفسه أخفى .. املناسبة ليهمله ويستصغره واليعد له العدة

. )) يسلم منه من استصغره عدوه اغتر به ومن اغتر به عدوه مل(( وقد قيل

. )أخذه أخذ سبعة( حىت إذا ماأخذ عدوه

ويقللكم يف أعينهم ليقضي اهللا أمرا : ( تعاىل يف وصف األمر قبل غزوة بدر قال . )44(األنفال ) مفعوال كان

إمنا هم أكلة : ( مستخفا باملؤمنني وكان هذا يف ابتداء القتال ، حىت قال أبو جهلل فلما التحم الصفان وأخذوا يف القتا ( خذوهم أخذا واربطوهم باحلبال )1(جزور

يروم مثليهم : ( واستأسد املؤمنون بثبام ، عظموا يف أعينهم وكثروا ، كما قال تعاىل . ) رأي العني

. ديننا وبصرنا بواقعنا واكبت عدونا اللهم فقهنا يف

. يعين هم قليل اليتعدى عددهم عدد أكلة بعري واحد )1(



رابعة الوقفة ال

)ولتستبني سبيل ارمني (

عرفة حكم اهللا فيهماليليق مبن يواجه أعداء الدين ويسعى لتقويض باطلهم أن يهمل م قبل ذلك ، فيكون أعمشا يف نظرته إليهم يحسن الظن م أو يظنهم داخل دائرة الدين

... والتخطيط من أجل أعرف شبابا دفعهم احلماس إىل السعي إىل اجلهاد واقتناء السالحم اعتقلوهلم وكأ ذلك مث ملا مت اعتقاهلم صدمت عندما عرفت أم تعاملوا مع من

... التحقيق مسلمون ؛ يصدقون وعودهم ويتحرجون من الكذب عليهم أو خمادعتهم يفباملؤمنني رؤوفون فصدقوا يف اعترافام وأدلوا هلم ا بالتفصيل اململ ظنا منهم أم

... طويلة يف السجن فكان أن نالوا بتلك اإلعترافات أحكاما جائرة ظاملة.. رحيمون بإخالصهم ألوليائهم الكفار سبيل ارمني وحكم اهللا فيهم وعدم تبصرهمفعدم معرفتهم ب

وغدرهم بااهدين وأن األصل وبأم اليرقبون يف مؤمن إال والذمة ، وجهلهم مبكائدهم ... م فيهم ويف أخالقهم الغدر والكذب واخليانة جعلهم يثقون

وعذب عذابا أوذي وضربوأعرف أحد حفظة كتاب اهللا من ذوي الصرب واجللد أن يعترف شديدا كي يعترف اعترافات سيحكم ا حكما طويال بالسجن ، فثبت وأىب... والغدر رغم األذى والتعذيب الشديد الذي سلط عليه مث إم جلؤوا معه إىل احليلة

صلي خلفه يف ي فقد كان األخ قبل اعتقاله إماما ألحد املساجد فحولوه إىل حمقق كاناملغلظة ليساعدنه إن مسجده فعرفه بنفسه وذكره بصالته معه يف املسجد وأقسم له األميان

بناء على وعوده له دون أن اعترف وأن ال حييله إىل احملكمة فاعترف األخ لذلك احملققا منه قل من يتحمله ، فنالو ميسه بضربة واحدة بعد أن كان ثبت ومل يعترف حتت عذاب

فكان جزاء .. ينالوه منه باألذى والتعذيب باحليلة واملكر والوعود واأليمان الكاذبة مامل ... حكم بالسجن املؤبد ثقته م وتصديقه لوعودهم وعهودهم أن

ارمني وربما ألنه مل يكن مستبينا طبعا هذا األخ مل يكن قبل ذلك يكفر هؤالء ... عنده الشيء الكثري ة ذلك احملقق تعينلسبيل ارمني كانت صال

... أسره وهذا خطأ عظيم كلفه إىل اليوم عشر سنني فك اهللا



قاتلة قرر أن يصري وأعرف شابا وجد قنبلة يف غابة فأخذها إىل بيته مث ويف حلظة غباء !! - كما يقولون - مواطنا صاحلا

م بالطبع واليكفرهم فذكر هلم أنه الذين يحسن الظن فذهب إىل مركز الشرطة ... بيته ويود منهم أن حيضروا ليسلمها هلم عثر على قنبلة يف غابة وهي يف

وبالفعل ... وأم سيحضرون لتسلمها بعد ساعة فطلبوا منه أن ينتظرهم يف بيتهولكن بأعداد غفرية من رجال الشرطة والقوات !! ... حضروا بعد أقل من ساعة

املسلحة وحاصروا البيت ودامهوه وفتشوه واعتقلوه مع واملخابرات والسيارات اخلاصة .. قنبلته

قضية حيازة قنابل ومتفجرات بصورة غري مشروعة ومل يذكروا يف وسجلوا حبقهالذي أبلغهم عن القنبلة وطلب حضورهم لتسلمها ، بل ذكروا أن حيثيات القضية أنه هو

تشفوا حبنكتهم وخربم وتتبعهم ، حيازته للقنبلة ومحوا اك رجال املخابرات والشرطة .. فحكم بناء على ذلك بالسجن سبع سنني اتمع من خطر وشيك ،

مشايخ السلطان ينهون دوما عن تعلم وأعرف آخر كان يعيش يف اجلزيرة حيثارهم ويعدون تكفري احلكومات وأنص ... أحكام التكفري وينفرون عنها وحيذرون منهافلم يجهد نفسه يف التعرف على ...اخلوارج غلوا يف الدين ومن طرائق التكفرييني وعقائد إذا رأى بعضهم يصلون ؟؟ حكم احلكام وعساكرهم يف دين اهللا فكيف

؟؟ على جبني بعضهم عالمة السجود -وياللهول - أو رأى

فنجح اليهود يف فلسطنيدفع احلماس صاحبنا للتفكري باجلهاد يف سبيل اهللا بقتال يشعر به اجلنود بتهريب بندقيته اآللية إىل أن تسلل بأعجوبة عرب النهر دون أن يتنبه إليه أو

ساهرة على طبعا هو اليعرف أم حرس وعيون - األردنيون احلرس على حدود اليهود بالعطش روإال ملا كان ركن إليهم أو وثق م لذلك وبعد أن عرب النهر وشع - اليهود

ألحد الشديد وتذكر أنه مل حيضر معه ماء عاد فرجع القهقرى وذهب إىل موقع حراسةموقع واطمأن إىل ذلك ملا وصل إىل.. أولئك اجلنود ليطلب منه املاء ببالهة وسذاجة

سأله وبعد أن أى اجلندي صالته ورأى صاحبنا والبندقية بيده.. اجلندي فوجده يصلي فأعطاه ان من سطحية صاحبنا إلا أن ذكر له مقصده ، وطلب منه املاءعن شأنه فما ك

بصري رضي وهنا أتوقف وأقارن وأتذكر أبا -اجلندي املاء مث طلب منه أن يريه بندقيته أحدمها اهللا عنه وفطانة املؤمن وكيف طلب بدهائه من آسريه أن يرياه سيفهما فقتل



املصلي بسذاجته وسطحيته بندقيته للجندي أما صاحبنا فأعطى -وكان يف ذلك جناته البندقية حيث بادر اجلندي إىل إطالق النار من... فكان يف ذلك عطبه !! ووثق به

إىل موقعه واحلقيقة أنه أراد بذلك استدعاء وتنبيه قيادته فجاؤوا... بدعوى جتريبها ... سنني جن سبعيهرعون واعتقلوا األخ الذي أحيل إىل حمكمة أمن الدولة وحكم بالس

بالدي وليست هذه احلكايات ياإخواين أقسم باهللا أا حقيقية موجودة يف سجونيف الغالب واملآسي اليت نتجت عنها كان سببها... هي من نسج خيايل وأمثاهلا كثري

اإلجرامي حسن الظن بأعداء الدين وعدم استبانة سبيل ارمني ، وعدم معرفة واقعهم م ألعداء الدينومكرهمذا اجلهاد وكيدهم ألهله ومواال ...

والحرج عندهم من سلوك أي طريق شريفة أم غري.. فالغاية عندهم تربر الوسيلة .. شريفة إلحباط جهاد ااهدين وحفظ عروش الظاملني

.. وسبيلهم الغدر واخليانة األصل فيهم الكذب ،

) .. ئك هم املعتدوناليرقبون يف مؤمن إال والذمة وأول(

)ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء (

)يؤفكون هم العدو فاحذرهم قاتلهم اهللا أىن(

للجهاد بسذاجته ومن مل يع هذه األمور ويعرفها ويستبني سبيل ارمني فال حاجة ..وغبائه

.. كما أنه الحاجة له مبزيد من الفشل واإلحباط

تصيده الضرغام فيمن تصيدا م للصيد بازياومن يتخذ الضرغا



امسةالوقفة اخل

زلق الركون إليهاـالعشائرية ومن

آواك إىل جدك : أي ) أمل جيدك يتيما فآوى: (يقول تعاىل لنبيه صلى اهللا عليه وسلم الكافر ومن بعده إىل عمك الكافر الذي كان حيوطك وينصرك ومينعك ويكف عنك أذى

.قومك

وقد كان ) 91هود) (ولوال رهطك لرمجناك: (وقال سبحانه عن أعداء نبيه شعيب ... رهطه كفارا

قالوا تقامسوا باهللا : (وقال تعاىل يف شأن نيب اهللا صاحل ووليه الذي كان يدفع عنه ) 49النمل ) (لنبيتنه وأهله مث لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون

داعية أو ااهد إذا ناصره قومه الكفار أو دافعت عنه قبيلته أو فال حرج على ال .عشريته بدافع اجلاهلية والقبلية

وال حرج عليه أن يستفيد من تأييد قومه له بروابط العصبية وأواصر النسب ما دام ... هو ال يعقد الوالء والرباء أو املودة على أساس هذه الروابط اجلاهلية

ينصره أويدفع عنه بعض الوطنيني أو احلقوقيني أو الدميقراطيني أو ومن جنس ذلك أن غريهم ممن ينتهجون غري ج اإلسالم،ومثل ذلك لونصره ودفع عنه أوخدمه بعض مندويب املنظمات الدولية الكافرة سواء كانت صليبية أم غري ذلك ممن يسعون ولو ظاهرا يف

يكفر ويربأ من هذه املناهج املنحرفة ختفيف الظلم؛فالحرج عليه يف ذلك مادام هو .. واألديان الكفرية وال ميتدحها أو يوايل ويعادي عليها

هو ... لكن األمر الذي ال حيل له حبال ومقصودنا هاهنا التنبيه إليه والتحذير منه الركون إىل القبيلة أو أمثاهلا مما تقدم واالعتماد على ثقلها والوثوق ا ، فهذه األواصر أو

اهليئات ال حرج على املسلم إن سخرها اهللا له يف وقت من األوقات أوظرف من الظروف،واستفادمنها ، أما أن يركن إليها أو يؤمل ا ابتداء ويعتمد عليها يف جهاده

..وناصحتهم فقل فيهم املنتصحني .. فهذه منزلقات قاتلة عايشت أهلها

فلم يستبينوا الرشد إال ضحى الغد*** بذلت هلم نصحي مبنعرج اللوى



فمنهم شباب حيركهم احلماس دون بصر بالشرع أو الواقع ، عهدهم باجلاهلية قريب حىت بلغ األمر ببعضهم أن يعترب .. مل يتحرروا بعد من عنجهيتها وفخرها بأواصر القبلية

.. األخذ بأسباب السرية والكتمان عيبا أوجبنا وعارا

كاؤه على الواقع القبلي الذي يعايشه أن يجاهر حبمله لسالحه اآليل بل وآخر يدفعه اتوقنابله يتجول ا بسيارته هنا وهناك يريها هلذا ولذاك،وال يأبه بالثرثرة لكل أحد عن أحالم يقظته وأمانيه يف قتال األمريكان وتدمري قواعدهم يف البلد،ومن مث يتعجب أشد

! كيف اطلعوا عليه ؟: هللا يف حتقيقام بذلك كله؛ ويتساءل العجب عندما يواجهه أعداء اووسائلهم احلديثة وجواسيسهم !! ويعزوا ذلك إىل إمكانام الرهيبة ! وكيف وصلهم ؟

..وو .. املبثوثني

. واليعزوه أبدا إىل تفريطه وغبائه وختبطه الذي يتناساه

د على ما عهدوه من قبل من وكم كنت أذكر أمثال هؤالء وأعظهم بعدم اإلعتماغض الطواغيت طرفهم عن عشائرهم وحيازا للسالح وأم إنما يفعلون ذلك معهم مادام والء العشرية للدولة ظاهرا ، بل ويف بعض الدول يهدي الطواغيت السالح املذهب

ح لن واملزين ملشايخ العشائر ورؤوس القبائل ، وماذلك كله إال ملعرفتهم أن هذا الساليستخدم إال لنصرة الدولة وتثبيت عروش الطواغيت مادامت القبيلة أو العشرية منهم

... ووالؤها هلم

أما إذا ماغير ابن القبيلة والءه فصار والؤه لإلسالم وأهله فقط،وصار من أنصار و الدين وأظهر عداءه للطاغوت وتربأ من أوليائه أو سعى جلهاد أسياد الطاغوت الغربيني أ

الشرقيني فعندها ستختلف املوازين وستنقلب األمور وسيكشر الطاغوت ساعتها عن أنيابه كيف ال وكثري من هؤالء .. البن القبيلة بل ولقبيلته كلها إن فكرت بإيوائه ومحايته

الطواغيت قد تنكر وانقلب على أقرب الناس إليه عند احلقائق فمنهم من أقصى أباه أو أقرب الناس إليه يف سبيل مصاحله أو مصلحة نظامه أو ألجل مصاحل غدر بأخيه وحنى

.. أسياده؛فهل يعقل أن تقف عشرية أو قبيلة عقبة عنده أو عائقا دون ذلك

واحلقيقة أن هذا أمر ظاهر معروف،وهو بين أيضا يف سرية املصطفى صلى اهللا عليه شرية وأشرفها أبا ملا أظهر براءته من وسلم فقد تنكرت قريش له مع أنه كان من أفضلها ع

دينهم وأبدى عداوته آلهلتهم وسفهها ، فلم يأوا بعشريته بل تألبوا عليها وحاصروا بين .. هاشم يف الشعب وقاطعوهم وآذوهم



وهكذا فإن الطواغيت يف كل زمان يعتمدون على القبائل يف تثبيت عروشهم ، زاا وخمالفاا مادامت موالية هلم تقف يف صفهم ويغضون الطرف عن كثري من جتاو

.وتنحاز إىل عدوم

وهذا _ أماحني تفكر بنصرة بعض أبنائها الذين يقفون يف العدوة املواجهة للطاغوت فإن الطاغوت عندئذ ال يأبه ا بل سيدكها ويستبيح حرماا كأن مل _ نادر يف زماننا

الناس ذلك يف بالدنا ورأوا كيف دكت قرى ومدن تكن مدللة عنده باألمس،وقد عايشبأكملها،وكيف أمست ساحة معركة اقتحمتها املدرعات ودكتها الطائرات عندما حاولت أن تأوي بعض أبنائها ورفضت تسليمهم للدولة،وكنت أمسع أعداء اهللا يسبون

محراء إذا عندنا خطوط:أولئك الشباب وعشائرهم بأقذع األلفاظ وأحط السباب ويقولون .. جتووزت فال نسأل بعشرية وال بغريها

وال أشك أن من أهم هذه اخلطوط احلمراء وقبل املس بعروشهم؛حماولة املس بأمن .. أسيادهم األمريكان

وال تتعجب بعد ذلك وبعد أن تدك مدن بأكملها ؛ أن خترج عشائرها معلنة والءها اخلارجني عليه املخالفني لقوانينه ولو كانوا من أعز للنظام واحنيازها لسياساته برباءا من .. أبنائها ، فإنه زمن اخلنوع واإلنكسار

وأن ينزعوا على عتبة اإلسالم عنجهية .. أفلم يأن إلخواننا أن يعوا هذا الدرس .. اجلاهلية وركوا إىل العشائرية أو حسن ظنها بالقبلية

وفرقان .. عة هذه الدعوة ؛ وأا فرق بني الناس ويتبصروا حبقيقة هذه الطريق وطبي .. بني احلق والباطل ، هلا تصوراا اخلاصة ووشائجها النقية

.. وال تصلح وشائج اجلاهلية وال تصمد أمام تكاليفها وتبعاا

... فال حيل للعاقل أن يعتمد عليها أو يتكىء على ثقلها أو يركن إليها



سادسةالوقفة ال

هللا ماهزلت فيستامها املفلسونوا

هذه الدعوة دعوة عظيمة ، وهذا اجلهاد سلعة غالية نفيسة اليوفق حلملها إال من ... أخذها حبقها فتبصر حبقيقتها وعرف تكاليفها وأحاط بشرعها وواقعها علما

) قل هذه سبيلي أدعو إىل اهللا على بصرية أنا ومن اتبعين (

نبهنا كل عاقل يف بيان ملة إبراهيم أن هذه الطريق ليست مفروشة بالورود فقدوالرياحني أو حمفوفة بالراحة والدعة بل هي حمفوفة باملكاره واألذى واإلبتالءات ، مزروعة بالدماء والسجون واملعتقالت ، وفيها مفارقة األحباب وقطع الرقاب ولذلك

..لقيام إال الليوث والصقور ، ال بغاث الطيور أو الدراويش اليقوم بتكاليفها حق ا

لكن بعض من مل يفقه ذلك وال رفع به رأسا ومل يتبصر بكيد أعداء الدين وبضراوة حنقهم من هذه الدعوة وحقدهم على هذا اجلهاد ومكرهم بأهله ، رمبا تزيى ا وانتسب

... أا نزهة يتنزهها أو أا لعبة يتسلى ا إليها دون أن يكون كفؤا هلا فيظن الغر

فيقتحم غمارها ويعرب إىل ميداا دون أن يتبصر ا أو بأركاا ودون أن يعرف ... ودون أن يستبني سبيل أعدائها .. حقيقتها وحقيقة تكاليفها

مث تكون الصدمة عنيفة عليه قاصمة لظهره وقد تكون قاضية إذا ماابتلي ببعض كم شاهدت من مآس يف السجون ... ليفها فتكون اإلنتكاسة ويرتد على عقبيه تكا

خصوصا يف بعض تلك القضايا اليت يضخمها أعداء اهللا ويظهروا على أا قضايا إرهابية خطرية ويكون أفرادها يف كثري من األحيان شبابا صغارا أو أغرارا ال يشكلون خطرا

أو على أسيادهم األمريكان ، ويعرف العدو ذلك ولكنه مع ذلك حقيقيا على الطواغيت يأىب إال أن يضخمهم ويكبرهم ويعظمهم ليتسلق على ظهورهم ويقبض مثن إحباطه ملؤامرام الفظيعة املزعومة وإفشاله ملخططام الرهيبة اليت أكثرها من أحالم اليقظة ونسج

دها خمافة أن تتسع مدارك أصحاا ويتطوروا اخليال ، وليئد مثل هذه األحالم يف مه ... فيطوروها إىل حقائق

حىت بلغ األمر أن اعتقلوا شابا متخلفا عقليا وضبطوا معه لعبة أطفال على هيئة مسدس وصرح هلم ذلك الشاب بتفكريه وحلمه بقتال اليهود فاعتقلوه فورا ووجهوا له



إىل مدعي عام حمكمة أمن الدولة الذي أوقفه يف السجن مة املؤامرة اإلرهابية وحول عدة شهور ومل يصرح كفالته إال بشق األنفس مع شهادة القاصي والداين بتخلفه العقلي

...

هذا الشاب كان سبب اعتقاله أنه سأل جنديا عن الطريق املؤدية إىل فلسطني فلما ة حبلمه الذي حيلم به فما كان من استفسر منه اجلندي عن سبب سؤاله صرح له مباشر

اجلندي إال أن اعتقله وسلمه ألسياده ، وحتت الضرب والتحقيق كي يعترف عن السالح الذي كان سيقاتل به اليهود دهلم على مسدس لعبة كان خيفيه يف بيته يريد أن جياهد به

... اليهود

.... هذا الشاب ال لوم عليه فهو ممن رفع عنهم القلم

للوم يتوجه إىل بعض املتخلفني ممن رزقهم اهللا نعمة العقل لكنهم مل يتعلموا ومل لكن ايتربوا ومل يتأهلوا شرعيا وال نفسيا لتكاليف هذه الدعوة الغالية ومل حييطوا علما خببث أعدائها ومل يتبصروا بسبيلهم وأساليبهم اخلبيثة يف املكر والكيد للدعاة وااهدين ،

اس األجوف وحده ، مل جيدوا من يوجههم إىل تعلم دينهم وعقيدم دافعهم احلمفهم ال يكلفون أنفسهم اجللوس يف حلق العلم أو العكوف على كتبه إذ .. وتوحيدهم

ليس من أولويام طلب العلم الشرعي أو التبصر بواقع املسلمني ومل يستفيدوا من خربات ويصرون على اجترار األخطاء نفسها اليت أو جتارب غريهم ممن سبقوهم يف هذه الطريق ... وقع ا أقرام مع أن السعيد من وعظ بغريه

بعضهم جيلس يف الشوارع ساعات طوال يضيع وقته بالدردشة واللهو واللعب بل فإذا سقط يف أيديهم مسدس بدؤوا يفكرون بأي عمل يقومون به أيا كان ... والتدخني

بسبب الفراغ اإلجتماعي وقلة ذات اليد والفراغ الفكري أيضا ورمبا... ذلك العمل رمبا قادهم تفكريهم إىل السطو على بيت امرأة عجوز بدعوى .. والفراغ من اهلمة العالية

أا بغي أو بدعوى أا مشبوهة ، أو اإلغارة على دكان وسلب مال صاحبه حبجة أنه الدوافع والبواعث فسيجعلها صاحبنا إسالمية يتعاطى اخلمور أو يبيعها ، وال تقلق على

نقية فاملال ليس لدخانه وال حىت لطعامه وشرابه كال وحاشا ؛ بل هو لتمويل جهاده الذي ... يتراءى له يف أحالم اليقظة

وذلك السطو وهذه اإلغارة ليست سرقة والغصبا ، بل هي جهاد وإعداد يف سبيل !! اهللا



ب الدعوة والبد منه مع هذه الفئام من الناس ، والوضوح احلزم واجب على صاحمعهم منذ أول الطريق ضرورة ال يستهتر ا من حيترم وقته وعمره ودعوته ، وإذا مل يكن صاحب هذه الدعوة الغالية وجهادها املبارك حازما معهم جرجروه وأشغلوه وأضاعوا

ضاياهم العجيبة الغريبة اليت سيحاكمون جهده ووقته ، ولوثوه ولوثوا دعوته وجهاده بقعليها يف خامتة املطاف وستجد يف لوائح اامام غالبا تناقضا صارخا ، وأشياء حتزن املؤمنني وتفرح أعداء هذه الدعوة وتقر أعني الذين حيبون أن تشيع الفاحشة يف الذين

سبيال وأي سبيل على آمنوا ، وتعينهم على تشويه الدعوة والطعن فيها ، وجتعل هلم املؤمنني ، ويتعجب املتابعون ملثل هذه القضايا ، فهم يرون املتهمني فيها ملتحني ويجاء

ويرى التهم املوجهة ... م إىل احملاكم وهم يكربون ويهللون ويهتفون تافات إسالمية نظيم املسلح ومضافا إليهم متناقضة ال جيمع بينها جامع فتجد فيها املؤامرة اإلرهابية والت

وأنا هنا ال أحسن الظن بقوانني أعداء !! إليها السرقة أو السطو أو السلب وخيانة األمانة كما ال أبرئ أعداء اهللا من تلفيق التهم .. اهللا اليت عادة تسمي األشياء بغري مسمياا

ال يرقبون يف مؤمن إال والكذب واإلفتراء ؛ فاألصل فيهم كما قدمنا الكذب واخليانة وهمولكن يف الوقت ... وال ذمة وأكثرهم من الذين حيبون أن تشيع الفاحشة يف الذين آمنوا

نفسه وحىت أكون صادقا مع نفسي ومع إخواين يف النصح واإلصالح والتغيري ال أبرئ جوين بعض هؤالء الشباب ، فأنا ال أتكلم من فراغ أو من خيال بل أتكلم من واقع س

عايشته وقد رأيت ومسعت وعايشت من قد جعلوا بتخبطهم للكافرين عليهم سبيال وأي سبيل ؛ وذلك بتورطهم بتهم وأعمال تنم عن جهل يف شرع اهللا وغفلة أي غفلة عن واقع

جهل يف الشرع يدفعهم إىل التورط بأعمال مشبوهة واستحالل أموال ... املسلمني اليوم ارا حقيقتها أاقا فجا فسوجهل يف الواقع جيعلهم ... ا معصومة حىت ولو كان أصحا

يتخبطون تارة يف اختيار أهداف عجيبة جتعلهم أضحوكة للناس وجتعل الدعوة واجلهاد هدفا لسهام الطاعنني واملستهزئني ، وتارة أهداف تسوغ ألعداء الدين مزيدا من التسلط

... نكاية يف أعداء اهللا أو فائدة تعود على اإلسالم وأهله على املسلمني دون أدىن

مث وبسبب ضعف التربية اإلميانية السابقة للبالء أو عدمها ، جتد أكثر هؤالء يضعفون وخينعون حني يقعون بأيدي أعداء اهللا فبعضهم يستجديهم ويظهر التوبة والندم وخياطبهم

وانه ويربأ منهم ، فأي جهاد هذا الذي مل وبعضهم يلعن ويطعن يف إخ) سيدي ( بلفظة يتهيأ أصحابه لتكاليفه ومل يتبصروا حبجم حتدياته ، فصاروا ألعوبة بأيدي أعداء الدين ، فمنهم من انتكس أو حاد عن الطريق ومنهم من استعمله أعداء اهللا بعد ذلك عينا على

.. بدلوا تبديال إخوانه ، وقليل منهم املتعظون املعتربون الذين ثبتوا وما



أومل يأن هلؤالء أن يرتقوا إىل مستوى هذا اجلهاد العظيم ويكونوا أكفاء حلمل هذه ويكونوا على مستوى كيد أعداء اهللا ألهل هذا الدين فهم اليتعاملون .. الدعوة الغالية

أبدا حىت مع غلمان املسلمني الذين قد يتورطون بشيء مما سلف ذكره أو غريه على أم فتيان أو غلمان أو يافعني ، كال بل يكيدون هلم ولكل منتسب هلذه الدعوة مهما تضاءل خطره أو صغر سنه ، وحياربوم ويتعاملون معهم على أم إرهابيون خطرون يستهدفون اقتالع أنظمتهم الكافرة من جذورها ، ودك عروشهم الفاسدة من أصوهلا وحرق

مرون هلم ويأمترون م ويكيدون ويرصدون ويعدون هلم فيش... أسيادهم واستئصاهلم ويتعاونون ويتآمرون

... فمىت نكون حقا كما حيسب لنا أعداؤنا ويظنون

ومىت نصري باملستوى الذي يعشعش الرعب بفطنتنا وإتقاننا وحذقنا يف قلوم حقا ؟؟ .. ال تلبيسا منهم وتدليسا ... وفعال



عة سابالوقفة ال

السجن جنات ونار

..السجن بالء إما أن يثمر أو يكسر أو يعكر

مقولة هذه املقولة نرددها حنن خرجيو السجون كما حيلوا للبعض تسميتنا وهي ولذلك فهي تصف حقيقة السجن وآثاره املتباينة، تكرست من مشاهداتنا يف السجون

وميكثون يف زنازينه ويعايشون ساحات على من يدخلونه ويعيشون يف أقبيته وبني قضبانه .تعذيبه

من ومن مل يعايش ذلك ويعرفه عن قرب فقد يعجب أو يفاجأ مبا يصدر عن كثري .. رواد السجون من تقلبات أو تصرحيات

فرمبا أما من عايشه وذاق ويالت بالئه وصنوف األذى وفنون التعذيب يف ساحاته بعض أهله إن بدرت منهم بعض التصرحيات تروى وتريث قبل أن يطلق أحكامه على

تصدر ويتريث يف متابعة فتاويهم املناقضة ملنهجهم واليت قد، العكرة أو حىت املنكسرة .. حتت اإلكراه

حيمل فالسجني قاصر األهلية ملظنة تعرضه للضغظ واإلكراه ؛ ولذلك ال حيل أنخمتارا دون أي د فيبني عن أقوالهاملسؤولية الكاملة عن أقواله حىت خيرج من األسر والقي

الطواغيت هلم ضغط أو إكراه ؛ ويتأكد ذلك يف مشايخ التيار اجلهادي لضراوة عداوةحرض فبدهي أن شدة عداوم ملن جرد سيفه يف وجوههم أو.. وشدة ضغطهم عليهم

.. على ذلك ليست كعداوم لغريه

ناصر لشيخ اخلضري والشيخولذلك نصحنا كل من زارنا وراجعنا مبا صدر عن االتراجعات يف الفهد وأمثاهلم من املشايخ بعدم اإلغترار مبا صدر عنهم من الفتاوى أو

والدعاء هلم ، املشايخ والتريث ثانيا وعدم إطالة ألسنتهم يف أعراض هؤالء، األسر أوال .. .بأن ينجيهم اهللا من كيد الطواغيت والتريث إىل أن يفك اهللا أسرهم

عنهم ما خرج لك كففنا ألسنتنا عن قيادات اجلماعة اإلسالمية يف مصر ملا خرجولذكالمنا على من تراجعات يف السجون حتت مسمى املراجعات والزلنا إىل اليوم نتحفظ يفخبالف ، اهللا من ال زال منهم يف األسر وحنفظ هلم سابقة دعوم وجهادهم وبالئهم يف



وما نسب ج أصال فقد ساءنا إخالد بعضهم إىل األرضمن قد خرجوا أو كانوا باخلارإليهم من انتكاسات كما ساءنا جدا هجومهم على إخواننا ااهدين يف القاعدة

ودعوم إىل التوبة مما يقومون به من عمليات جهادية ؛ وكأم ، ومبادرم بالتربي منهمللمسلمني نيع عليهم بدعاوى قتلهمقد اقترفوا منكرا من الفعل وزورا ؛ معتمدين يف التش

ويروجها واستهدافهم ملكة واملعتمرين ؛ على املعلومات اليت تعلنها احلكومات الكافرةمع أم أنفسهم قد جربوا كذب هذه احلكومات وإعالمها وقد اكتووا , إعالمها اخلبيث

من ااهدين وإال فهل يصدق مسلم عاقل أن جماهدي القاعدة وأمثاهلم!! بناره من قبل عن ميكن أن يستهدفوا املسلمني سواء كانوا يف الرياض أو جدة أو غريها ؛ فضال

السي آي إيه اللهم إال إذا كانوا يعدون عمالء! استهداف املعتمرين يف مكة البلد احلرام ؟باملعتمرين أو أم يقصدون, واإلف يب آي الذين قد طفحت م اجلزيرة من املسلمني

املسلمني طواغيت الذين يعتمرون اللتقاط صور يروجوا على شعوم وللتضييق علىال .. .يف مناسكهم

.. .وأرجع إىل ما كنا فيه, أعتذر للقارئ عن هذا االسترسال

عظيمة عندما يوفق صاحب الدعوة أو ااهد يف نعم السجن قد يثمر مثرات - واالستفادة من , وطلب العلم ونشر الدعوة استغالله يف طاعة اهللا وعبادته وحفظ كتابه

أصلب مراسا وأشد متسكا بدعوته وثباتا على جهاده جتاربه وجتارب اآلخرين ليخرج منه .ومنهاجه

على عقبيه فيجعل فتنة الناس كعذاب اهللا فيبدل ويغري وقد يكسر بأن ينقلب املرء - فيغدو .. وسار على الدرب وتبينه أن عرف احلق وأبصره ويتراجع ويخلد إىل األرض بعدنسأل ، وصور ذلك كثرية ومتنوعة، عدوة أعداء الدين يلبس احلق بالباطل وينحاز إىل

.. .اخلتام اهللا العافية والسالمة وحسن

فإن كان ، قد حيرف املرء عن اجلادة حبسب طبيعة املرء واملعىن أنه.. وقد يعكر - ومن كيس هؤالء خرج ، والكبت والتعذيب إىل الغلو إىل الشدة أميل احنرف به القيد

وصار التكفري ، الفكر السجوين التكفريي الذي كفر اخلالئق بالعموم واتمعات باجلملةعن ردود أفعال انتقامية وتشنجية ال تستثين أحدا إال من عندهم ال يتبع الدليل بل عبارة

ا وإن كانت طبيعة السجني إىل اللني أميل كان على طريقتهم واعتقد معتقدام حبذافريهواإلرجاء العصري أو التفريط واملداهنة وتتبع الرخص أو قل زالت احنرف به إىل التجهم

وتبنيها ال عن قناعة وتفهم واستدالل ؛ بل ملناسبتها لرغباته وتوجهاته العلماء وأخطائهم



ضاها واحنرف إليها عقله املعيشي وبنات أفكاره اليت ارت، إليها يف ضيق السجن اليت مال .. .القيد لشدة

وإحسانه وجنانا اهللا تعاىل بفضله ومنه وكرمه، هذه كلها آفات عايشنا أهلها .. وتوفيقه وتثبيته وحده ؛ من أهل اإلفراط وإفراطهم وأهل التفريط وتفريطهم

املختلفة أضف إىل هذا أن فتنة السجن وأذى أعداء اهللا فيه تتفاوت تبعا للبالدوتبعا ملدى ، وتبعا اهرة صاحب الدعوة بدعوته وعقيدته احلقة، وضراوة التعذيب فيها

اليت مير ا املعتقل وأيضا تبعا للمراحل, قربه من التيار اجلهادي األشد عداوة للطواغيت ومنع وساحات التعذيب فأول أيام االعتقال حيث احلبس االنفرادي والتحقيق املتواصل,

بعد استقرار أمره هذه الظروف أشد من ظروف السجني, االتصال مع العامل اخلارجي .. .حيث يتيسر اتصاله بالناس، ونقله إىل السجن العام

املعتقل ويف أي املراحل والظروف صدر ما صدر عن، ومعرفة تفاصيل هذا كله السجن عموما مظنةوعلى كل حال يبقى .. ميكن من خالله تقدير مصداقيته وقيمته

للضغط واإلكراه فالسجني ما دام يف القيد واألسر فهو عرضة لتقلب ظروفه ونقله وحتويله

وغري ذلك من األحوال اليت جيب مراعاا، إىل سجن آخر وتعرضه إىل ضغوط مفاجئة ويتأكد ذلك إذا.. والنظر فيها عند متحيص ما يصدر عن السجناء من فتاوى وتصرحيات

.. اقضة لنهجهم وسريم األوىلجاءت من

السجون وفتنها ليعرف ويتبصر حبال ما يصدر عن السجني أذكر هذا ملن مل يعايشيتضرر بتقلباته يف السجن أو تراجعاته إذا كان شيخا أو أو, فال يتعجل باحلكم عليه

وأن , فيمن كان كذلك أن يأخذ بالعزمية ولو قطع ولو حرق وإن كان األوىل, متبوعا واهلوان يف سبيل صيانة دينه وعدم التلبيس على األمة ويتأكد ذلك يف خيتار القتل واألذى

اجلهادي يف زماننا ألم أقل من القليل والناس تنظر إليهم يف خضم حق رموز التياروهلم يف ذلك قدوة وأسوة مبن , بني اإلسالم والكفر ويسمعون ما يقولون امللحمة الدائرة

أمحد وشيخ اإلسالم ابن تيمية واإلمام النابلسي الذي سلخ جلده ليبدل كاإلمام سبقوهم العبيديني املرتدين فلم يفعل حىت قتل رمحه اهللا وأمثاهلم ممن رفع اهللا ذكرهم فتواه يف قتال

.. بثبام على احلق

وختونوا يا أيها الذين آمنوا ال ختونوا اهللا والرسول ( :وال يغفلوا عن قوله تعاىل وليتذكروا دوما حديث النيب صلى اهللا عليه وسلم ملا شكا له ) أماناتكم وأنتم تعلمون

قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له : ( يف مكة فقال بعض أصحابه أذى املشركني



ويمشط , يؤتى باملنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفني مث, يف األرض فيجعل فيها رواه ) احلديث .. .ما يصده ذلك عن دينه, وعظمه ما دون حلمه بأمشاط احلديد

.البخاري

املبتلني أو إخوانه ومع هذا فال بد من اعتبار ما قدمناه حىت ال يبادر املرء بالطعن يفيتأملها فإن كانت على ما بل, التضرر بتصرحيام وفتاواهم اليت تصدر من وراء القضبان

اإلفراط أو التفريط مل يبادر إىل بل فبها ونعمت وإن تغيرت إىلكانوا عليه من احلق من قفإن , وليتريث حىت يفرج اهللا عنه ا ، لى قائلها حىت يعرف ظروف قوله هلالثلب والطعن ع

وإال فقد كفى اهللا املؤمنني .. حديث أصر يف السعة على ما قاله يف القيد فلكل حادث .. الظن باملسلمني فضال عن أنصار الدين صل إحسانفاأل، القتال وحفظنا أخانا يف غيبته

وما حممد إال رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو : ( وأخريا فقد قال تعاىل وسيجزي اهللا قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر اهللا شيئا

اهللا عليه لى نبيه صلىفهذه قاعدة من قواعد أهل اإلسالم أن اهللا كتب ع) الشاكرين , ومل يعلق دينهم حبياته ووجود شخصه بينهم ) إنك ميت وإم ميتون ( وسلم املوت

وال , يغسله املاء وإمنا علق قلوم به سبحانه احلي الذي ال ميوت وبدينه وكتابه الذي الالوثقى اليت بالعروة فمن تعلق به فقد استمسك، يأتيه الباطل من بني يديه وال من خلفه

وإذا كان ذلك كذلك بالنسبة لشخص النيب صلى اهللا عليه وسلم أعز , ال انفصام هلا عليهم إضافة إىل طوارئ فغريه من البشر الذين قد تطرؤ, اخللق وأحبهم إىل املسلمني

املوت أو القتل ؛ طوارئ الردة والتغيري والتبديل من باب أوىل أن ال يعلق املسلم دينه وأهل اجلهاد على وجه واألصل فينا أهل اإلسالم عموما ودعاة التوحيد, م بأشخاصه

.. وعدم قبول قول القائل إال بدليل شرعي, اخلصوص عدم التقليد

.)أنذركم بالوحي قل إمنا: ( قال تعاىل لنبيه

.) أولياء اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم وال تتبعوا من دونه: ( وقال سبحانه

فإن اهللا لغين إن تكفروا أنتم ومن يف األرض مجيعا: ( غين عن العاملني ودين اهللا .. ) محيد

الناس ببعض ولكن ليبلو بعض، ولو شاء اهللا النتصر من أعدائه بغري أنصار ورجال .. ويتخذ من املؤمنني شهداء



ظن الظانني باهللا.. وهذه اهلزات يتميز ا أهل الثبات عن أهل الذبذبة واإلرجافاهلنات ليعلل ا فمن كان ينتظر مثل هذه, السوء الذين ال يزيدون الصف إال خباال

ببعده متاسكا ورصا فأبعده اهللا وسيزداد الصف, ختاذله ومفارقته للقافلة وتركه الصف .. وثباتا

.) على ما أنتم عليه حىت مييز اخلبيث من الطيب ما كان اهللا ليذر املؤمنني(

أو غريهم فإن ن كان يعبد املشايخ اخلضري أو ناصر الفهد أو أبا قتادة أو املقدسيفمدين اهللا ثابت ومن كان يعبد اهللا فإن, املشايخ غري معصومني وال تؤمن عليهم الفتنة

ومن علم اهللا ) إن ريب على صراط مستقيم( راسخ معصوم ال يعتريه التبديل وال التغيري ونقاها منه ومن ومن علم منه غري ذلك صفى الصفوف, بته وعصمه منه خريا وصدقا ث

.. أمثاله مبثل هذه اهلزات

.) غريكم مث ال يكونوا أمثالكم وإن تتولوا يستبدل قوما (



الثامنة الوقفة

"رفقا بالقوارير "

يف أعمال قتالية أو جهادية أو تنظيمية أو غري الزج بنساء املسلمني لغري ما ضرورةيتوالها الرجال أمر ال يهجم عليه من يعرف واقع اليوم ذلك من املهمات اليت ميكن أن

يتسرع فيه من يعرف سفالة واحنطاط كفار زماننا ويهمه صيانة اإلجرامي الكفري ، وال ... أعراض املسلمات

فعندما هرع أسافل خلق اهللا... قدميا كان الكفار مع كفرهم ذوي خنوة ومروءة أطهر هؤالء بنايت هن: ( على بيت نيب اهللا لوط طمعا يف أضيافه وقال هلم عليه السالم

واحنطاطهم ؛ فهم مع سفالتهم) قالوا ؛ لقد علمت ما لنا يف بناتك من حق )... ( لكم حيللن هلم راعوا حق بناته سواء ألن بنات رجل من قومهم أو ألم يعرفون أن ال

سبب املهم أم ؛ وإمنا يقول لوط ذلك مشاغلة هلم عن أضيافه ، أو أليلكوم كفارا بناته وراعوا حقهن يف اية املطاف رغم إسرافهم وإجرامهم ورذالتهم مل يتعدوا على

... لعلمهم أنه ال حق هلم فيهن

أو قريش ومكروا بالنيب صلى اهللا عليه وسلم ليقتلوه أو يثبتوه وعندما ائتمر مشركواسفهائهم أن يقتحموا عليه بيته رفض ذلك أبو جهل رأس الكفر خيرجوه واقترح بعض) أتريدون أن تعيرنا العرب بأننا روعنا بنات حممد : ( بشدة قائال رفضا باتا واستنكره

: يقول وقد كان شاعرهم

مثواها حىت يواري جاريت*** وأغض طريف إن بدت يل جاريت

: ويقول اآلخر

جانبه تشاغلت حىت يستر البيت*** وإن جاريت ألوت رياح ببيتها

وال مؤمنة إال وال ذمة ، وحيبون أن تشيع أما كفار زماننا فهم ال يرقبون يف مؤمن .. الفاحشة يف الذين آمنوا

م قذف احملصنات الغافالت والطعن يف أعراض املؤمنني واملؤمنات فحريبكل وديدبتوريطهن يصون املسلمات من دنس هؤالء املشركني فال جيعل هلم عليهن سبيالمسلم أن

. بأعمال يستغىن عنهن فيها بالرجال قد يتسلط أعداء اهللا ا عليهن



وصور ذلك يف زماننا كثرية سواء بتصديرهن يف مقدمة املظاهرات واملصادمات مع شاهد الناس أعداء اهللا يضربون األنظمة كما تفعل كثري من اجلماعات املتخبطة حىت

باهلراوات ويطاردون بالكالب ، وبعضهن كن يالسن الشرط فيتعرضن ألفحش الردود .. فهم قوم فحش ال حياء عندهم وال مروءة... وأقذع السباب

إليهن أعمال تنظيمية أو يخفى عندهن شيء من العتاد والسالح أو أو بأن توكلعليهن فيجرجرن أو يزج ن يف حتقيقات يتسلط فيها عليهن أناس ترفالتمويل مث يع

ميتهنون أو يتطاولون عليهن ويسمعون ما ال يقبله مسلم أو حر لكرائمه ، سفلة أنذال إذا مل تتعدى األمور إىل ما هو أخس وأحقر من سلوكيات أعداء اهللا ، وقد يحلن إىل هذا

تنشر صورهن على شاشات تلفزم وعلى صفحات جرائدهم حماكمهم الكفرية و ... القذرة مع الساقطات والعاهرات ويودعن سجوم

اهللا وقذارم أن يشحن بنات املسلمني ال ينبغي ملسلم عاقل يعرف سفالة أعداءبراثن هؤالء السفلة األرذال ما دام يف باحلماس األجوف ليزج ن يف مزالق توقعهن يف

لتسويغ ذلك مبا قدره اهللا أو يقدره سبحانه وال جيوز أن يحتج... ال غنية عن ذلك الرجأن يتسلط أعداء اهللا على النساء رد تدينهن من بالء على بعض املسلمات ، ففرق بني

املسلمات األوائل وكما قد جيري على وإسالمهن كما جرى لبعض املستضعفات مننصريا ؛ وبني أن يكون الدعاة أو جيدن وليا وال جيدنأمثاهلن يف كل زمان ممن ال

عليهن وإعطائهم املربرات واملسوغات هلتك ااهدون بتخبطهم سببا يف تسليط أعداء اهللاجيب على املسلم العاقل احلريص على سترهن وتوريطهن فيما ال تحمد عقباه ، بل

يف التحقيقات وغريها وأن ال صيانتهن أن يتجنب حىت ذكرهن بني يدي أعداء اهللالتطرق التحقيق إليهن حىت ال جيعل يحملهن أو يكلفهن من األعمال ما قد يكون سببا

إذ ... التحقيق فضال عن اإلهانة واإلعتقال للكفار عليهن سبيال يف املالحقة واملتابعة أو . على عرض وال يوثق م هم كما قلنا سفلة منحطون ال يؤمتنون

حتتها أو الزج ن يف واخلالصة أن توريط نساء املسلمني يف أعمال ال طائليستمرئه مسلم حر عاقل التحقيقات أو حتميلهن ما ميكن أن يتحمله عنهن الرجال أمر ال

يأوون إليها وترعاهم خصوصا يف زمن اإلستضعاف حيث ال دولة للمسلمني وال دار .. وتدفع عن أعراضهم

اجليوش اجلرارة ألجل صرخة مسلمة يف أي بقعة تكون الدولة اليت تجيش وإىل أناملؤمنات عن مثل هذه املنزلقات ، واألوىل إشغاهلن من بقاع األرض ؛ فالواجب صيانة

النسوية البحتة ، وإذا ما مس عرض امرأة مسلمة فالواجب أن باجلوانب التربوية الدعوية



ا موجعا لفاعله يشرد به من خلفه ويبقى حمفوظا ماثال للعيان قاسي يكون رد ااهدين .. تسول له نفسه اإلقدام على مثله رادعا لكل من

أيضا أن كعب بن األشرف كان معاهدا وليتذكر ااهدون دوما وليتذكر أعداؤهمهذا الدين وسلم دمه فقتله فتية من أنصار معصوم الدم ، فهدر رسول اهللا صلى اهللا عليه

. املسلمني وعلوا هامته بالسيوف لتشبيبه ببعض نساء

عرضه فهو شهيد وليتذكروا أخريا أن من عقيدة املسلمني ودينهم ؛ أن من مات دون..

.. كذا أخرب الصادق املصدوق

.ه صلوات اهللا وسالمه علي



ة التاسعةالوقف

)باألول متشي رويدا وجتي* من يل مبثل مشيك املدلل (

مروان و يف هذا العصر كم حنن حباجة إىل رجال من أمثال حممد عطا وزياد اجلراح .. الشحي وأمحد الغامدي وإخوام

.. ينقص أمة اإلسالم اليوم شجعانا وال، ليس ألجل شجاعتهم فال أشك بشجاعتهم

الفرصة وليس ألجل إقدامهم وتضحيتهم ففي األمة كثريون يتمنون لو تسنح هلم .. فيقومون مبثل ما قام به أولئك الرجال ويضحون كما ضحوا

ولكن ألجل عملهم اجلماعي اهلادئ احملكم الدؤوب الذي ال يتأثر بتقلبات الظروف .. أو بتغري األحوال

فنحن نعاين يف هذا الزمان من أزمة أو شح يف العمل اجلماعي اجلاد اهلادئ اخلايل من .. واملنضبط غري املتضطرب أو املتقلب ، املنقطع املتصل غري، اجلعجعة

فأن تنضبط جمموعة كتلك اموعة املباركة مبشروعها لبضع سنني ال حتيد عن اهلدف وتضبط ألسنتها عن الثرثرة طوال سنوات تدريبها على الطريان ، الذي حددته لنفسها

الدؤوب وال تقطعه أو وتواصل التدريب اجلاد واإلعداد، وغريه مما حتتاجه لذلك العملتنصرف عنه إىل عمل آخر رغم جتدد األحوال وتقلب الظروف واألحداث الدولية من حوهلا حىت تصل إىل مطلوا وحتقق هدفها وتفوز ببغيتها ؛ فهذا أمر نادر يف العمل

ألا ، وهذه خصال جيب لفت اإلنتباه إليها والتركيز عليها، اجلماعي اإلسالمي يف زماننا .. ص كثريا من ااهدين والعاملني ألجل هذا الدين تنق

ومل يكن مبعزل عن شباب األمة ومارس العمل الدعوي ، فمن عايش ساحات اجلهادأو اجلهادي اجلماعي أو خالط أهله ومجاعاته ؛ يعلم أننا ال نعاين من نقص يف الشجعان

أو ممن عنده استعداد جاد ، أو املصلحني أو األتقياء والورعني، وال من شح يف الصاحلني، للتضحية يف سبيل دينه ؛ ففي أمة اإلسالم رجال كثريون صدقوا ما عاهدوا اهللا عليه

فمنهم من قضى حنبه ، واملوت يف سبيل ذلك أمسى أمانيهم، عاشوا ألجل نصرة دين اهللا .. ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديال



التقوى والعاطفة اجلياشة وحب ولكن ليس بصالح الدين واإلخالص والورع واجلهاد واإلستشهاد والتحرق لنصر الدين وحنو ذلك من املعاين الطيبة واخلصال احلميدة ؛

ونتوصل إىل أهدافنا وحنقق أمانينا ؛ ، ليس بذالكم وحده ينصر الدين وينكأ العدوجه خصوصا إذا كنا نعمل من خالل مجاعة وكانت أهدافنا جليلة تتناسب مع ما حيتا

أو نكاية يف األعداء ، أو نصرة ليست كأي نصرة، اإلسالم واملسلمون اليوم من متكنيتتناسب مع مستويات العصر وحتدياته وتتحدى شراسة األعداء وخبثهم وعظيم مكائدهم

بل ال بد مع تلكم اخلصال املهمة من خصال أخرى ال تقل أمهية عنها وال يستقيم .. : ومن أمهها أمران ، يؤيت مثاره إال االعمل اجلماعي وال يصلح وال

. الكتمان :األول

. املتواصل غري املنقطع ، العمل الدؤوب احملدد األهداف :والثاين

.. ووقفتنا هذه مع األمر الثاين

فالعمل اجلماعي له طابع وأجبديات وأصول جيب أن تراعى وضروريات غري ما .. يعرف هذا وكل من يعقل.. حيتاجه العمل الفردي

.. وإن كانا من حيث املشروعية كالمها مشروع

فقاتل : ( فأن جتاهد وحدك عند عدم اجلماعة ذات الراية النقية مستهديا بقوله تعاىل فتنال من أعداء اهللا ما تستطيع نيله ؛ عمل صاحل .. ) يف سبيل اهللا ال تكلف إال نفسك

.. مشروع

ه اهللا هلذا الدين وألهله أن يكون القتال واجلهاد من ولكن األكمل واألصلح الذي حيبإن اهللا حيب الذين يقاتلون يف سبيله : ( خالل مجاعة أو صف كما مساه اهللا تعاىل فقال

إذ ال يشك عاقل أن ، هذا من حيث املشروعية واألفضلية) .. صفا كأم بنيان مرصوص غالبا من نتائج ومثرات األعمال مثرات العمل اجلماعي احملكم الواضح األهداف أعظم

! فكيف إذا نص اهللا تعاىل على أنه حيبه ؟، الفردية

.. أما من حيث طبيعة كل منهما ؛ فقتال الفذ غري قتال الصف



) أجندة ( فالفذ ال يرتبط غالبا خبطة بينة ومنهاج حمدد أو كما يسموا بلغة العصر جيب أن يكون يف اجلماعة اليت حتترم جهودها كما هو األصل الذي ) استراتيجية ( أو

.. ومها طاقات أفرادها وأعمارهم

فالفذ جتده اليوم يقاتل يف أفغانستان وغدا ينتقل إىل الشيشان وبعد غد تراه يطلب ، وهكذا.. العلم يف اليمن أو الباكستان مث فجأة يتحول للقتال يف البوسنة فالفلبني فالعراق

اإلسالم أينما مسع هيعة طار إليها حبثا عن الشهادة ونصرة الدين فهو جندي من جنود .. والنيل من أعدائه أينما كانوا

وهو حال كثري من ، وال شك أن هذا من أحسن األعمال وأصحابه من انصار الدين .. شباب األمة اليوم حبمد اهللا

ل واجلهاد من ولكن ال شك أن أحسن منه وأفضل وأكمل لدين اهللا العمل أو القتاخالل مجاعة هلا خطها الواضح ومنهاجها احملكم وهدفها البين الذي يتطلع إىل ما حيتاجه

ويراعي األولويات ويتناسب مع مكائد االعداء ، املسلمون اليوم ويفتقدونه من التمكنيحبيث جتمع قيادته إىل جانب علمها بالشرع معرفتها بالواقع ، ومستوى حرم وكيدهم

بل بنظر ثاقب حمكم ، فال تتعاطى معه بنظرة سطحية ساذجة، دقيقة عميقة مفصلةمعرفة فهذا ال يصلح ملن ، قيادة ال تتعاطى مع األمور بالعاطفة واحلماس األجوف وحده، وبعيد

وال ينبغي جلماعة أو فئة أو ، وال يليق مبن يسعى ألهداف جليلة عظيمة، تقلد املسؤوليةاعي أن تنهج ج األفراد فتتنطط يف األهداف وتتقلب يف املنهاج طائفة تتعاطى العمل اجلم

.. أو تقاتل حبسب املناسبات

كما يسموا اليوم ) استراتيجية ( فالعمل العشوائي غري املنظم وال املنضبط خبطة أو أما أن تتعاطاه اجلماعة فتعمل عمال عشوائيا ال ، ؛ ميكن أن يتغاضى عنه بالنسبة لألفراد

دوه منهج حمدد وال تربطه خطة أو برنامج واضح على طريقة األفراد املبعثرين ؛ فهذه حيمجاعة ال حتترم جهودها وال يهمها أعمار شباا وال حترص على أموال املسلمني وطاقام

. وإن ادعت خالف ذلك ، وال يهمها إهدارها

، خربة بالعمل اجلماعي كثرية هي يف زماننا التجمعات العشوائية اليت ال متتلك أية .. بعضها قادا العشوائية والتخبط يف العمل إىل الفشل فالتشرذم والتبعثر أو السجون



والبعض اآلخر مل يتعلم من جتارب اآلخرين فال زال يعمل بعشوائية مع أن السعيد من وفر عمره وما يف كيسه واستفاد من جتارب اآلخرين وما بددوه فتعلم من أخطائهم

.. ووعظ بغريه

فترى اجلماعة تنشط اليوم يف حقل الدعوة إىل التوحيد مقتنعة بذلك العمل متحمسة مث فجأة تطرأ يف البلد بعض التطورات كأن توقع اتفاقية سالم مع اليهود أو ، له ومنطلقة

أو تطرأ بعض التطورات يف ، جتد بعض املناسبات كرأس األلفية امليالدية الثانية أو حنوهافإذا بأفراد ذلك التجمع أو أكثرهم ، بعض نواحي البلد كمطاردة أخ من قبل أعداء اهللا

فجأة جيتمعون ويقررون التصعيد العسكري ضد اليهود أو السياح املتوقع قدومهم يف تلك املناسبات أو يتخذون قرارا باملواجهة مع النظام لنصرة ذلك األخ املطارد وحتميل إخوام

أخطائه سواء كانت علنيته يف اقتناء السالح أو جماهرته بأمانيه يف قتال اآلخرين آثار . األمريكان أو حنو ذلك

فيزجون بإخوام املشتغلني يف خري عظيم ويتنططون بني اختيارات طارئة وغري مدروسة دون أن تكون تلك اخليارات من قبل يف حسابام أو خطتهم اآلنية ؛ بل هي

أو جمرد اندفاع ، ء تلك املناسبة أو ذلك احلدث أو حمض محاس الساعةقرارات دافعها طروويقفزون ، وقد يهمل أكثرهم الدعوة اليت رمبا كانوا قد قطعوا فيها أشواطا طيبة، اللحظة

وال حيسنوا أو ، فيهملون أو يبطلون ما كانوا فيه سائرين، إىل عمل مل يكن يف حسابام .. حيققوا ما قفزوا إليه

انا تنقسم اجلماعة إىل أقسام يعيب أصحاب اجلانب التصعيدي احلماسي منهم وأحيويعيروم مبا يسمونه قعودا عن اجلهاد أو خذالنا لبعض ، على أصحاب الدعوة دعوم

، وخترج البيانات الرنانة اليت متتلئ بالعاطفة واحلماسة وتتوعد بالويل والثبور، إخواموأحيانا يكون أصحاب تلك البيانات ، وة لزومهم لدعوموتعير الصابرين على الدع

وغائبون عن الواقع الذي يدفعون إليه ، بعيدون كل البعد عن الساحة اليت يتكلمون عنها، فيحمسون من حيمسون ويدفعون من يدفعون ويعيرون من يعيرون جبهل.. إخوام دفعا

فة واحلماس الذي ما يفتأ أن خيبو بل كل ذلك بدافع العاط، ويتكلمون فيما ال يعلمونوينطفئ أمام معطيات الواقع وإمكانات اجلماعة احلقيقية ولذلك تراهم ال يستجيب له يف

مث .. البلد حىت أفرادهم املرتبطون معهم تنظيميا ألم يرون ما ال يراه أولئك الغائبون ت احلماسية شاهدا من ميضي احلدث وتنقضي املناسبة وتطويها األيام وتبقى تلك البيانا

. شواهد عشوائية العمل



كم تأملت عندما رأيت ما آل إليه حال بعض اجلماعات اليت تابعتها شرحية عريضة ، مث تناقضت ونقضت غزهلا من بعد قوة أنكاثا، وواسعة من شباب األمة حقبة من الزمان

يرا باملراجعة وأبطلت ما أصلته ودعت إليه من قبل حتت مسمى املراجعات وكان جد، واملطالعة والنظر والتروي والتأصيل أن يسبق العمل والدعوة واجلهاد والترأس والتوجيه

فال حيل أن متارس اجلماعة عملها .. حىت ال تذهب اجلهود سدى ودر الطاقات هباء وجتمع اجلموع من حوهلا وجتيش جيوش الشباب وهي ال تدري ما الذي تريده ؛ فتراها

مث تشتغل باحلسبة ومنكرات اتمع فتقتحم حفالت الزفاف ، ة تتصادم مع النصارىيف فترأو تلقي باملواد الكيماوية ، وحتطم الكراسي على رؤوس املطربني واملغنيني بل واملدعوين

مث وبعد سين البالء ال .. مث تنقلب إىل قتل السياح وغري ذلك ، احلارقة على املتربجاتفيتخذها خصوم التيار اجلهادي ذريعة ، و تتراجع وتتشرذم وتتبعثرأ!! تلبث أن تراجع

مع أن الناظر يف جذورها ونشأا وأدبياا ؛ يعلم أن اخللل كان ، للطعن على هذا التيار .. فيها منذ البدايات

كما تأملت وال زلت أتأمل عندما كنت أرى كثريا من التجمعات اليت كانت تقر عيين وة إىل اهللا وصدعها بالتوحيد وثباا عليه رغم البالء وتصديها لدعاة بنشاطها يف الدع

الفتنة من أهل التجهم واإلرجاء ؛ كم تأملت عندما كنت أفاجأ بإخالئهم الساحة اليت وهجرم إىل بلد قد قيل أن حدود اهللا تقام فيه أو جبهة قد قيل أن ، ملؤوها نشاطا ودعوة

أولئك الشباب دعوم وجهدهم يف بلدهم فجأة بعد أن فيترك، راية نقية قد رفعت فيهيكونوا قد قطعوا فيه أشواطا ومراحل وخيرجوا منها وهم يعلمون أن الرجوع إليها

فينتقلوا إىل ذلك البلد أو تلك ، سيعسره الطواغيت بعد أن يعرف مبخرجهم كل أحدمل ينب تلك ، قاريره عنهااجلبهة ليصدموا بعد ذلك أن من دفعهم إليها كان مبالغا يف ت

وإمنا الدافع األوحد كان العاطفة أو ، التقارير على دراسة واعية أو نظرة ثاقبة فاحصة، ورمبا امللل من مالحقات طواغيت بالدهم وحماربتهم لدعوم، احلماس والسطحية

فتكون تلكم الصدمة واملفاجأة سببا يف انقسام التجمع أو رجوع بعضه من حيث خرج تلقفه أجهزة املخابرات ويودع سجوم وال يطلق سراحه إال بعد أن يعصر من لت

ويتشظى البعض اآلخر ويتناثر بني ، املعلومات عن إخوانه وحتركام وتنقالم وخمططامفهذه اجلبهة عند هذه الطائفة أنظف وتلك البقعة عند هذه اموعة ، البلدان واجلبهات

ودون خطة ، اختيارها اجلديد بداية جديدة جبهود مبعثرةوتبدأ كل طائفة يف ، أصلحومع ذلك تستنفر كل طائفة من تعرف من الشباب وتدعوهم ، واضحة أو منهجية حمددة

وتعقد املقارنات بني اجلبهات وجتمع التربعات ، لترك ما هم فيه من دعوة للحاق مراهم يغيرون اإلختيار مث وبعد مدة وبكل سهولة ويسر ت، وحتشد اإلمكانات والطاقات



اجلديد ويتركون تلك اجلبهة أو ذلك املكان ويقفزون إىل جبهة أخرى أو موقع آخر أو .. وهكذا .. عمل جديد ملناسبة طرأت أو جبهة فتحت

وبالعذيب يوما ويوما باخلليصاء يوما حبزوى ويوما بالعقيق

تيماءشعب الغوير وطورا قصر وتارة تنتحي جندا وآونة

فال عجب أن ال حيقق من كان هذا حاله هدفا أو يصل إىل غاية أو يتم مشروعا ؛ .. فضال عن أن يقيم دولة

) . كثري النط قليل الصيد : ( والعامة عندنا تقول

.. وبعد

وكل مجاعة حتترم نفسها وحترص على ، فهذه أخطاء ال جيوز السكوت عليها حبالومها طاقات املسلمني وإمكانام وأمواهلم ؛ ال ميكن أن متارس جهد شباا وأعمارهم

فتبطل كل يوم جهودا ومل مسافات ، مثل هذه املمارسات أو تتقلب مثل هذه التقلباتوتتنطط يف اإلختيار دون أدىن دراسة هنا وهناك غري حمددة هلدفها أو ، ومفازات قطعتها

.. وغري عارفة ملا تريد ، برناجمها

. )وال تبطلوا أعمالكم : ( وقد قال تعاىل

.) وال تكونوا كاليت نقضت غزهلا من بعد قوة أنكاثا : ( وقال سبحانه

.ويوحد كلمتنا وينصرنا على من عادانا ، أسأل اهللا تعاىل أن يلهمنا رشدنا



العاشرة الوقفة

احلذر والكتمان بني اإلفراط والتفريط

) الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا مجيعا ياأيها: ( يقول اهللا تعاىل .. فأمر سبحانه بأخذ احلذر قبل األمر بالنفري

فاألخذ بأسباب ) وخذوا حذركم إن اهللا أعد للكافرين عذابا مهينا : ( وقال تعاىل احليطة واحلذر وكذا الكتمان يف العمل اجلهادي أمر مشروع يف ديننا بل واجب يف كثري من األحيان ، وقد أوصى النيب صلى اهللا عليه وسلم باإلستعانة بأسباب الكتمان يف أشياء

استعينوا على قضاء حوائجكم : ( و حوائج دون العمل العسكري واجلهادي فقال ) .. بالكتمان

بل إنه صلى اهللا عليه وسلم تعدى يف هديه موضوع الكتمان إىل التمويه على األعداء فلم يكن احلذر موقوفا عنده على كتمان اإلسرار ؛ بل كان حيرص على وخمادعتهم ،

تشتيت رقابة األعداء وتضليل عيوم وجواسيسهم ، ففي حديث كعب بن مالك يف ومل يكن رسول اهللا صلى اهللا : ( يف قصة ختلفه يف غزوة تبوك قال ) 4418( الصحيح

) .. عليه وسلم يريد غزوة إال ورى بغريها

من مبالغته وحرصه على إجناح غزواته ومهام أصحابه بالكتمان أن يبعث وكان السرية يف جهة معينة دون أن يعلمهم عن هدفهم ، بل يكتب هلم كتابا يذكر فيه اهلدف املقصود ، ويأمرهم أن ال يفتحوا الكتاب حىت يقطعوا أغلب سفرهم ويقتربوا من غايتهم

ية عبد اهللا بن جحش اليت قتل فيها ابن احلضرمي ، كما فعل صلى اهللا عليه وسلم مع سرويف ذلك ما فيه من كتمان األسرار العسكرية وعدم إظهارها حىت للجند أنفسهم إال ..

قبيل التنفيذ مباشرة ، حىت لو ان بعضهم ضعف أو سقط أسريا يف أيدي األعداء مل يكن … عنده ما يقوله أو يفشيه ولو قطعوه أو مزقوه

.. لباب انه صلى اهللا عليه وسلم ملا أزمع على اهلجرةومن هذا ا

.. جاء إىل أيب بكر يف ساعة غري اليت اعتاد أن يأتيه فيها •

.. وجاءه متقنعا •



وأمره أن يخرج من عنده قبل ان يسر إليه بقرار اهلجرة رغم ام كما قال أبو • ) إمنا هم أهلك( بكر

يبيت معهما يف غار جبل ثور ويدجل من عندمها وكان عبد اهللا بن أيب بكر •بسحر فيصبح مع قريش مبكة كبائت فال يسمع أمرا يكتادان به إال وعاه حىت يأتيهما خبرب

.. ذلك حني خيتلط الظالم

انظر ذلك كله يف حديث اهلجرة عن عائشة أم املؤمنني رضي اهللا عنها يف صحيح ى اهللا عليه وسلم لسراقة ملا أدركهم يف اهلجرة وفيه أيضا قوله صل) .. 3905( البخاري

.. ) أخفي عنا(

وذكر فيه احلديث ، قال احلافظ ابن ) احلرب خدعة ( ويف صحيح البخاري باب وأصل اخلدع إظهار أمر وإضمار خالفه ، وفيه التحريض على أخذ احلذر يف : ( حجر

) ذلك مل يأمن أن ينعكس األمر عليه احلرب والندب إىل خداع الكفار ، وإن مل يتيقظ ل . اهـ

وذكر فيه قصة قتل الصحابة لكعب ) باب الكذب يف احلرب : ( ويف البخاري أيضا بن األشرف طاغوت اليهود وما فيها من خمادعته وإيهامه ام يتثاقلون ويعانون مما يأمرهم

وذكر احلافظ .. ه وقتلوه به النيب صلى اهللا عليه وسلم من الصدقة ، إىل أن استمكنوا منيف شرحه يف الفتح حديث الترمذي يف جواز الكذب يف ثالث ؛ منها احلرب ، وقصة احلجاج بن عالط يف استئذانه النيب صلى اهللا علبيه وسلم أن يقول عنه ما شاء ملصلحته يف

.. استخالص ماله من أهل مكة

من العرب يف هذا الباب ما وفيها) 3861( وروى البخاري أيضا قصة إسالم أيب ذر يدل على أن الصحابة كانوا حيرصون على أسباب احليطة واحلذر والكتمان وال يفرطون يف شيء من ذلك ، ففيها تردد علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه ثالثة أيام على أيب ذر

سالم دون أن يفاحته بشيء حىت اطمئن إليه ومسع خربه أوال وتأكد من حرصه على اإلوالوصول إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم ، مث اتفاقه معه على أن يسري خلفه ليوصله إىل

إن رأيت شيئا أخاف عليك ( النيب صلى اهللا عليه وسلم دون أن يشعر قريشا بذلك وقوله .. إىل آخر القصة) قمت كأين أريق املاء ، فإن مضيت فاتبعين حىت تدخل مدخلي



نا اهللا تعاىل يف قصة الفتية أصحاب الكهف حذرهم من قومهم ويف القرآن أخربوليتلطف وال يشعرن بكم أحدا إم إن يظهروا ( وقوهلم عمن سيبعثونه إىل املدينة

.. ) عليكم يرمجوكم أو يعيدوكم يف ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا

يطة واحلذر فهذا كله وغريه كثري ، يدل داللة واضحة على أن األخذ بأسباب احلوالكتمان والتمويه على األعداء وخمادعتهم والكذب عليهم لتجنب مكائدهم ؛ كل ذلك أمور مشروعة ال حرج على املسلم فيها ، وال يعاب عليها ، وأن عدم اإلستفادة من ذلك وإمهاله وعدم إعماله قد يسلط أعداء اهللا على الدعاة وااهدين ، وقد يفشل سعيهم

.. وحيبط جهادهم

إذا تقرر هذا فاعلم أن الناس مع هذا األمر بني اإلفراط والتفريط فبعضهم بالغ فيه . وأفرط حىت أصيب بالشلل التام ، وأمسى خياف من ظله ، وحيسب كل صيحة عليه

ومنهم من ترك الدعوة واجلهاد على إثر بعض النكسات اليت أصيب ا بسبب تفريطه يف خابوا – اإلفراط وصار يتعامل مع أعداء اهللا وكأم هذا الباب وانقلب بعدها إىل

يعلمون السر وأخفى ، واندحر أمام تكنولوجيا العصر وانضبع من إمكاناا –وخسروا يف التنصت واالختراق والتجسس فال يكاد يستعمل أجهزة احلاسوب أو اهلاتف أو غريها

.. ملا استعمل غريهمن سبل االتصال ، ولو قدر على استعمال احلمام الزاجل

مع أن املسألة ال حتتاج أكثر من شيء من اخلربة ذه الوسائل لتجنب آثارها ومفاسدها مع خربة أخرى بأساليب التمويه واخلداع والتضليل ألعداء اهللا ؛ لينقلب

.. السحر على الساحر

خمترقة ، أو أما أن نعتزل هذه الوسائل وال نستغلها للدعوة واجلهاد حبجة أا مدخولة نبالغ يف التخوف والتلمس من ذلك دون داع إليه فذلك هو اإلندحار واإلنكسار أمام

.. رج تكنولوجيا أعداء اهللا وزخرف إمكانام

ولقد زرت بعض الشباب بعد خروجه من حمنة سجن اعترف فيها بعضهم على بعض ما : بصوت مشوش فقلت له يف التحقيقات ، فلم أكد اجلس حىت قام إىل املذياع فشغله

هذا ضروري للتشويش على أجهزة : لنا وللمذياع أغلقه حىت نعرف نتكلم ، فقال البيت بيتك واحلديث اجتماعي ودي ال أمين وال : فقلت ! التنصت إن كانت موجودة

.. حريب وال حىت دعوي ، وال أراك مشوشا إال علينا



تعمال التمويه والرموز فيما ال داعي له وبعضهم إذا كلمك على اهلاتف بالغ يف اسوال يستحق ذلك ، حىت يصير كالمه طالسم ملفتة ومثرية ، بل ومشكلة عليك فال تكاد تفهم ما يريد ، ولو أن أعداء اهللا استمعوا إىل طالمسه لضخموا شأا ولظنوا أن وراءها

من عادي وأحيانا عمليات أضخم من عمليات نيويورك وواشنطن ، مع أن املوضوع أقل .. يكون تافها ال يستحق الترميز وال التشفري

وأحيانا كثرية يكون التصريح بالكالم أوىل ألنه ال حرج فيه وال ضرورة الستعمال التمويه فيه ؛ ومع ذلك يفضل بعض املتنطعني الغموض والتنطع يف التمويه ؛ كأن يهاتفك

اليوم حلاجة ضرورية ، وتكون األمانة علبة لك عندي أمانة ، أو أريدك: أحدهم قائال من احللوى أو ثوبا أو قارورة طيب ال حرج من التصريح ا ، وتكون احلاجة الضرورية دعوة على غداء أو عشاء ، ولكن أولئك املتنطعني حيبون اإلام والتمويه السينمائي وال

نت اتصاالم مع املتابعني يعرفون أنه يف هذه احلاالت يضر وال ينفع ، خصوصا إذا كاوإذا ما اعتقلوا مل يصدقوهم ولو حلفوا .. أمنيا الذين حياسبهم أعداء اهللا على كل كلمة

هلم األميان املغلظة أن األمانة كانت من األشياء املذكورة ، أو أن املوعد كان غداء أو ا األسلحة عشاء ، ومل يتركوهم حىت يقتلعوا أظافرهم وميزقوا جلودهم كي يسلمو

واملتفجرات وليقروا ويعترفوا باملوعد العسكري أو التنظيمي الضروري الذي كان وراء .. تلكم الرموز والتشفريات

والبعض يقر عند أعداء اهللا ويعترف باتصاالته اليت رمبا اضرت به وبإخوانه دون أدىن لى التقاط نربة صوت ضرب أو ديد حبجة أنه مسع أو قرأ عن تكنولوجيا حديثة قادرة ع

وكأن اتصاالته تدور حول !!املطلوب إذا عمموها عرب األقمار الصناعية يف هواتف العامل ومن مث فقد حترج من الكذب عليهم ألن كذبه سينكشف !! أسلحة الدمار الشامل

بواسطة تلك التكنولوجيا ، وال أدري أي شيء يضري املسلم ان عرف أعداء اهللا بكذبه اكتشفوه ؟ أو ينتظر منهم شهادة حسن سلوك ، أم انه خيجل من الكذب على عليهم أو

أكذب خلق اهللا وأخبثهم وأغدرهم ، مع أن كذبه إن جرى فلحماية دعوته وجهاده ولدفع الظلم عن نفسه وعن إخوانه ، أما كذم املتأصل فهو للكيد بدعوته واستئصال

.. جهاده ولظلمه وظلم إخوانه

هذه أمثلة من األثار السلبية لإلنبهار إىل حد اإلندحار أمام تكنولوجيا وإذا كانتالعصر وإمكانات أعداء اهللا ، وشيئا من آثار اإلفراط واملبالغة يف التمويه والتخوف أو

.. احلذر إىل حد الوسوسة لغري ما حاجة وفيما ال طائل من ورائه



املهم تفريطا عظيما وأمهله وعطله ففي الطرف املقابل قد فرط البعض يف هذا األمر تعطيال كليا فترى أسراره مكتوبة ومذكراته ومواعيده املهمة وخططه وتفاصيل تنظيمه ومتيله وإنفاقه كل ذلك وغريه مبثوثا على الورق يف عصر التكنولوجيا ، وبتفصيالته

ية أو أمنية بقيت بصراحة دون متويه أو تشفري ، وإذا جاءته رسالة هامة حتذيرية أو تنظيمأياما وأسابيع ، أو مكثت يف بيته شهورا وأحيانا –!! ال أدري أللذكرى –يف جيبه

سنوات دون إتالف ؛ تنتظر أعداء اهللا لتصري هلم صيدا مثينا يف أقرب مدامهة لبيته أو إمهاله أعتقال قد يفجأه فال يستطيع بسببها أن حييد يف التحقيق ميينا أو مشاال ، ويصري

سببا العتقال إخوانه وإحباط عملهم أو جهادهم أو تراه يتعامل مع وسائل االتصال بثقة عمياء ، وإذا حذره بعض إخوانه أو أوصوه بأخذ احليطة واحلذر أو بكتمان احلديث عن زيارات أو لقاءات ، أو حبرق رسالة بعد قراءا أو بعدم اإلحتفاظ بأمساء وعنواين حقيقية

يف أوقات أو أماكن معرضة لتفتيش أعداء اهللا أو مع أشخاص معرضني للتحقيق وكاملة فال أدري ماذا .. واالعتقال ؛ استهجن ذلك واستنكره ورمبا عده جبنا وخورا وعارا

سيقول مثل هذا لو رأى بعض إخوانه مستخفيا يف غار صغري ممتلئ جبحور األفاعي ال ال جرم أن عيب مثل هذا ال ينجم ! ؟.. ب الكفار له يتسع ألكثر من رجلني يف حال طل

إال عن ذهول عن سرية املصطفى صلى اهللا عليه وسلم وانغماس يف حياة الدعة ، وبعد عن حياة اجلهاد والعمل اجلاد لدين اهللا ، وركون إىل األمن الزائف الذي يعيشه عوام الناس

.. وهملهم ويروج له الطواغيت وأنصارهم

ذا التفريط والتسيب واإلمهال أدى بكثري من التجارب إىل فشل ونكسات أحزنت هأهل اإلسالم وأقرت أعني أعداء اهللا فضخموها وجعلوا من فشلها إجنازات وانتصارات ألجهزم األمنية على اإلرهاب ، واحلقيقة أن سبب ذلك الفشل ليس ذكاء أعداء اهللا وال

.. ط وإمهال أهل تلك التجارب هلذا اجلانبحنكة أجهزم األمنية يل تفري

فكم كنت أحزن وأتأمل عندما كنت أرى بعض من ال يقبلون النصح يف هذه األبواب من الشباب الذي ال يتعلمون من جتارب غريهم وال يتعظون بنكسام فيكررون زالم

إطالع كل وجيترون أخطاءهم ؛ فإذا هم أحدهم بعمل جهادي واقتىن سالحا مل يكتف بمن يلقاه عليه بل أطلعهم على أمانيه وأحالمه وختطيطاته يف العمل اجلهادي مث ال يدري

!! بعد من أين تأتيه النكسة وكيف باءت أمانيه وختطيطاته بالفشل

وحيزنين أن يتقن أهل الدنيا من أصحاب التنظيمات األرضية أصول العمل العسكري بعمل ال خيربون عنه وعن أهدافه وال يطلعون على عدته وقواعده األمنية فتراهم إن مهوا

وسالحه إال املنفذين فقط وقبيل التنفيذ بوقت وجيز ال يسمح بتسرب شيء من أخبار



عملهم ، وال يعرف املنفذون اكثر مما حيتاجونه من معلومات لتنفيذ مهمتهم ، أما مصادر ل هناك غريه وهل مث أهداف السالح وأماكن ختزينه ومن استورده ومن سلمه هلم وه

أخرى سيقوم ا إخوام وغري ذلك ؛ فهذا كله من فضول املعرفة وتعترب أعباءا أمنية ال يصح أن يحملها من حيترم عمله العسكري ملن ال تعنيه ، ولذلك تكون األخطاء

خبالف النكسات القاضية .. والنكسات يف حال فشل مثل هذه األعمال حمصورة حمدودة اليت حترق كل من حوهلا بتخبط بعض الدروايش الذين يلجون إىل ساحة العمل و

مع أن املسلم هو أوىل الناس باإلتقان والضبط واحلذر .. العسكري بعشوائية وسفه والنباهة يف هذا الباب فسرية نبيه صلى اهللا عليه وسلم وصحابته حافلة مبعامل وجتارب

واجلهاد حباجة إىل الليوث والصقور ال إىل .. نها عظيمة يف هذا الباب تقدمت إشارات م .. الدروايش وبغاث الطيور

ومن صور التفريط يف هذا الباب أيضا أن بعض الشباب يتعامل مع السالح بعد أأأأأأأن هداه اهللا إىل هذه الطريق كما كان يتعامل معه أيام جاهليته بعنجهية العشائرية

ا يف وقفة سابقة ؛ فتراه ال يتحرج من إظهار حيازته ، وتراه والقبلية اليت قدمنا الكالم عنهيدور بسيارته ويتجول هنا وهناك ومعه بندقيته اآللية بل ورمبا بعض القنابل والذخائر باستهتار عجيب ، يريها هلذا ويطلعه عليها ذاك ، فإذا ما وعظته أو ذكرته ونصحته بأن

وأن أمسه اجلاهلي قد وىل وانقضى ، وقد هذا التسيب ال يناسب أصحاب هذه الطريق ،تبدلت معه وتغريت نظرة أعداء اهللا إليه مبجرد ظهور بعض شعريات يف وجهه ، أو باقترابه من بعض أهل هذا التيار اجلهادي واتصاله م ؛ استهجن نصحك واستغربه ومل يستوعبه

ل ال داعي للمبالغة فاألمور ورمبا عزاه إىل اجلنب واخلور ، وقا.. إال بعد فوات األوان فإذا ما اعتقل وابتلي بسبب تفريطه هذا مل تعد األمور عنده بعد ذلك عادية وال .. عادية بل غالبا ما ينقلب أمثال هذا الصنف بعد البالء إىل جانب اإلفراط ) أوتوماتيكية ( حىت

ن إمكانات أعداء اهللا األول فتراه يتلمس من ظله مندحرا أمام تكنولوجيا العصر منضبعا م !! الرهيبة واستخبارام الفظيعة اليت اكتشفت أسلحته وقنابله املكشوفة

ويلمع أعداء اهللا ويضخم من شان أجهزم األمنية بتربيره وعزوه سقوطه إىل ذكاء .. أعداء اهللا وخبثهم وقوة خمابرام ال إىل غباءه وتسيبه وإمهاله

بل وال مع إفراطه من بعد ، بل مع التوسط واإلعتدال يف واحلق ليس مع تفريطه من قفحري بأهل هذه الطريق أن يرتقوا إىل مستوى جهادها العظيم وأن يتبصروا .. ذلك كله

مبكائد أعداءهم ، ويأخذوا بأسباب احليطة واحلذر واألمن والكتمان من غري إفراط وال .. تفريط



أعداءهأسأل اهللا تعاىل أن ينصر أولياءه ويذل

< واهللا غالب على أمره ولكن اكثر الناس ال يعلمون



احلادية عشر الوقفة

مسألة القتال مع األمري الفاجر بني اإلفـراط والتفريط

العدو الكافر إذا عمعلوم عند أهل السنة واجلماعة جواز القتال مع األمري الفاجر لدفهذه املسالة مشهورة عند ..رال مع الفاجمل يتوفر األمري الصاحل لدفعه ، ومل ميكن اجلهاد ا

أهل السنة واجلماعة ، وقد تكرر ذكرها عندهم يف كتب الفقه بل والعقائد حيث خالفوا وهي دفع اعظم املفسدتني باحتمال أدنامهاا أهل البدع ، وهي مسالة مبنية على قاعدة

... هقاعدة معروفة من قواعد الفق

من أصول أهل السنة ) : (28/506(الفتاوى قال شيخ اإلسالم ابن تيميه يفمع كل بر وفاجر ، فان اهللا يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام ال وواجلماعة الغز

خالق هلم ، كما اخرب بذلك النيب صلى اهللا عليه وسلم النه إذا مل يتفق الغزو اال مع وأمرين ؛ إما ترك الغز أحد األمراء الفجار ، أو مع معسكر كثري الفجور ، فانه ال بد من

معهم فيلزم من ذلك استيالء اآلخرين الذين هم اعظم ضررا يف الدين والدنيا ، واما الغزو و إقامة اكثر شرائع اإلسالم وان مل ميكن نمع األمري الفاجر فيحصل بذلك دفع أالفجري

من الغزو إقامة مجيعها ، فهذا هو الواجب يف هذه الصورة وكل ما أشبهها ، بل كثري .اهـ). احلاصل بعد اخللفاء الراشدين مل يقع اال على هذا الوجه

واحلج واجلهاد ماضيان مع أويل األمر من املسلمني برهم : (وقال الطحاوي .اهـ ) وفاجرهم إىل قيام الساعة ، ال يبطلهما شيء وال ينقضهما

وأبو دأبو داوو أخرجه) مع الرب والفاجر ضاجلهاد ما(وروي يف ذلك حديث بلفظ ال باس برواته اال ان : (يعلى مرفوعا وموقوفا عن أىب هريرة وقال ابن حجر يف الفتح

).مكحوال مل يسمع من أيب هريرة

كما قلت هذا أمر معلوم عند أهل السنة واجلماعة ، وقد بىن عليه كثري من شبام ر الذي خيفى على كثري من ولكن األم.. يف زماننا مشاركتهم يف كثري من جبهات القتال أهل السنه زالذي جو" باألمري الفاجر " شبام وارغب بالتنبيه عليه هنا كون املقصود

..الغزو والقتال معه دفعا للعدو الكافر يف حال عدم إمكان دفعه اال بالغزو مع ذاك الفاجر

اطى كمن يتع هأقول ؛ املقصود بالفاجر هنا هو ذاك الذي يكون فجوره على نفسبعض املعاصي كشرب اخلمر وحنوها من أنواع الفسق اليت ال تضر باملسلمني ، فهذا هو



، بدليل راألمري املقصود مبن جوز أهل السنة الغزو معه واحتمال فجوره لدفع العدو الكافاعتمادهم يف ذلك على قاعدة دفع اعظم املفسدتني باحتمال أدنامها ، فذلك صريح بان

مع األمري الفاجر منوط بكون مفسدته قطعا أدىن من مفسدة الكافر شرط جواز الغزو ..ولذلك احتملت لدفع ما هو اعظم منها

خبالف ما إذا كان فجور األمري وضرره متعديا إىل اإلضرار باملسلمني حبيث تكون مفسدة تأمريه أو الغزو معه مساوية أو اعظم من مفسدة ترك قتال الكفار ، فليس هذا

.قصودا حبال عند أهل السنة يف مقولتهم تلك الفاجر م

و القاعدة املتقدمة اليت اعتمدوا عليها يف ذلك ، ملا بولو تأملت أقاويلهم يف هذا البا ..شككت يف هذا التفريق طرفة عني

ولذلك ملا سئل اإلمام امحد عن الرجلني يكونان أمريين يف الغزو أحدمها قوي فاجر يهما يغزى ؟واآلخر صاحل ضعيف ، مع أ

أما الفاجر القوي فقوته للمسلمني وفجوره على نفسه ، واما الصاحل : قال ( الضعيف فصالحه لنفسه وضعفه على املسلمني ، فيغزى مع القوي الفاجر ، وقد قال

ان اهللا يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ، وروي بأقوام ال خالق هلم : صلى اهللا عليه وسلم )28/255(الفتاوى ععن جممو.اهـ..)

ومثل ذلك ما ذكره ..لتفهم عمن يتكلمون) وفجوره على نفسه (فتأمل قول اإلمام إن كان القائد يعرف بشرب اخلمر والغلول يغزى معه ؛إمنا ذلك ( ابن قدامة عنه يف املغين

) يف نفسه ويروى عن النيب صلى اهللا عليه وسلم ان اهللا ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر .اهـ

وعلم ان مسالة القتال مع األمري الفاجر يف حال عدم توفر الفاضل لدفع اإذا تقرر هذنفسه وغري متعد إىل اإلضرار باملسلمني ، ىفجوره عل نالكافر مقيدة ذا القيد اعين كو

.. وكون الفساد الذي قد يترتب بتأمريه أدىن من فساد الكفار وتسلطهم على املسلمني

الكفار رن فساد األمري الفاجر وضرره على املسلمني إما مساو لضروانه يف حال كووتسلطهم على املسلمني أو زائد عليه ؛ فال يسوغ شرعا وال عقال القتال مع هذا الفاجر الن القاعدة اليت أنيط ا هذا احلكم ال تنطبق عليه ، فهو ليس أدىن املفسدتني حىت حيتمل

..لدفع األعلى



ذا فمن باب أوىل ان ال يزج حتت هذه القاعدة وحيشر فيها أولئك أقول إذا تقرر هاألوغاد من األمراء الذين يتسلقون إىل أجمادهم وعروشهم على مجاجم الشهداء وفوق دماء األبطال وهم يعلنون صراحة دون مداورة عن توجهام وأفكارهم وخططهم

و تؤاخي وتوايل طواغيت العرب املستقبلية يف احلكم اليت تتبىن الدميقراطية الكافرة أ !! الكفرية وتتكالب على شرعيتهم الدولية ةوالعجم أو تتحد معهم يف منظمام الدولي

وال بأس عندهم من دغدغة عواطف الشباب خبطاب ذي صبغة أو ان جاز فقل قشرة م وسحبهم إىل معسكراعمهم واالستحواذ على د مإسالمية الستدراجهم إىل جبها

..وتربعام

هؤالء الدجاجلة أو قل اللصوص ال شك عندي ام من األئمة املضلني أو الدجاجلة الذين اخرب النيب صلى اهللا عليه وسلم أمته عنهم وحذرها منهم إذ هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ويستعملون خطابنا وآياتنا وأحاديثنا حني حيتاجون ذلك ؛ فإذا قضوا

لغوا غايام تنكروا لنا ولدمائنا وجلهادنا وكشفوا أقنعتهم عن وجوه خبيثة مآرم وبأهله وباعوا اجلهاد وااهدين بثمن خبس من املناصب وقلوب حاقدة على اجلهاد و

..احلقرية التافهة

اليت يدلون ا إىل إخوام كولو ان الشباب تدبروا تصرحيام أول األمر خصوصا تل، ومل يغلقوا عقوهلم على ما مأو هيئا مين كفروا من الطواغيت أو أوليائهالذ موأوليائه

خيتصوم به من اخلطاب الديين املصطنع ملا انطلت عليهم أالعيبهم وملا خدعوا م أو فاملؤمن كيس فطن وجيب ان يكون حريصا على هذه الروح .. صدموا بعد فوات األوان

حيث يتيقن نصرة الدين العظيم ، فهو ال ميلك وفرة من ان يتق اهللا فيها فال يزهقها االاألرواح جيرب بعضها هنا وبعضها هناك ، فإمنا هي روح واحدة فليشح ا ان مينحها ألولئك الدجاجلة أو يزهقها يف سبلهم ، وليتذكر انه ما من نيب اال وقد حذر أمته من

عليه الصالة والسالم قد أوصانا الدجال كما اخرب بذلك النيب صلى اهللا عليه وسلم وانهفتنته يف دبر كل صالة وما ذلك كله كما يقول شيخ اإلسالم اال الن جنس نان نتعوذ م

.فلنحذرها ..... فتنته وخبثه وخمادعته موجودة يف كل زمان

ويف مقابل هذا التفريط الذي وقع فيه كثري من شباب املسلمني اليوم فاغتروا بأولئك ا طرفهم عن سوءام املكشوفة وتصرحيام اخلبيثة وعالقام املشبوهة مع الدجاجلة وغضو

الطواغيت وأذنام ، وانساقوا وراء شعارام الزائفة فقاتلوا حتت رايام حبجة جواز القتال حتت إمرة األمري الفاجر فتسلق على ظهورهم أوغاد نقضوا ما عاهدوا عليه وختلوا

.. والتزام منهج اهللا عن وعودهم بتحكيم شرع اهللا



أقول يف مقابل هذا التفريط افرط بعض الشباب يف هذا الباب وغلوا فمنعوا من القتال مع قيادات أو يف جبهات لبعض اهلنات اليت ال تصل إىل الفجور الذي يضر

..باملسلمني وال تقارن مفاسدها مبفاسد تسلط الكفار وال تقارا من قريب أو بعيد

راية خرية ااهدين تان بعض الشباب قد امتنع واستنكف عن االنضواء حتبل بلغين يف زماننا وخالصتهم بدعوى خمالفتهم لبعض ما حيمله أولئك الشباب من اجتهادات يسع فيها االختالف ، أو حبجة رفضهم التزام منهج دراسي معني اقترحه أولئك الشباب

من احلجج واألعذار غري الشرعية اليت ال واختاروه من كتابات بعض املشايخ وحنو ذلك ..حيل ان يضعف جهاد املسلمني بسببها أو تشتت جهود املسلمني وطاقام من اجلها

:بالنقاط التالية مختاما نلخص ما تقد

جيب على ااهدين التفريق بني ما إذا كان األمري الفاجر أو املعسكر الفاجر أو : أوالكان االختيار بيد ااهدين وجماله إذاموجودا مفروضا ، وبني ما الدولة الفاجرة واقعا

واسعا فال حيل هلم ، واحلال كذلك القتال حتت إمرة الفاجر أو اختياره أمريا عليهم بأي حال ، فمسالة القتال مع األمري الفاجر إمنا تطرح يف حال عدم توفر غريه من الصاحلني أو

..يف حال ضعفهم ووهنهم

جيب عليهم التفريق بني األمري الفاجر الذي فجوره ينحصر يف نفسه ، وبني : ثانيافجوره وضرره إىل اإلسالم واملسلمني ، حبيث تكون مفسدته وضرره ىذاك الذي يتعد

على املسلمني اعظم من مفسدة الكفار أو مساوية هلا ، فاألول هو الذي جوز أهل السنة ار اليت هي اعظم من مفسدته ، أما الثاين فلم جيوزوا القتال حتت رايته دفعا ملفسدة الكف

القتال معه وال قصدوه يف هذه املسالة ؛ الن القاعدة اليت بنيت عليها مسالة مشروعية ..القتال مع األمري الفاجر وهي دفع اعظم املفسدتني باحتمال أدنامها ال تنطبق عليه

مثل هذا األمري الفاجر وليس بكافر جيب ان يتيقظوا ويتنبهوا إىل انه إذا كان: ثالثاولكن مفسدته تتعدى مفسدة الكفار أو تساويها فان القاعدة املذكورة ال تنطبق عليه وال حيل القتال معه ؛ فال نعمة وال كرامة إذن للقتال مع األمري الذي يعلن ببدعة مكفرة أو

..يصرح باختيار منهج كفري أو حكم جاهلي

..ب االفراط أ والتفريط يف هذا الباب وخالصة القول ان جنتن

ـ جنتنب التفريط فال جنهض جهاد املسلمني أو حنبط مثراته ونصريه سلما للدجاجلة واالئمة املضلني يتسلقون عليه إىل أجمادهم الدنيوية وذلك بتسويغ القتال حتت رايات



تتبىن بدعا مكفرة منافقة خبيثة تلمح أو تصرح بتبين مناهج الكفر يف حال متكينها ، أووتوجهات مناقضة لدين اإلسالم وعراه الوثقى ، بدعوى القتال حتت إمرة األمري الفاجر ،

..فنحمل هذه املسالة ماال حتتملها ، ونزج فيها ما ليس منها

ـ ونتجنب االفراط فال خنذل إخواننا ااهدين بتعطيل هذه القاعدة وإلغائها بان اهللا ا من سلطان ، كان نشترط نقاء صفوفهم لما نز نشترط للقتال معهم شروطا

وخلوها من العصاة وهو أمر ال سبيل إليه اال فيما اخرب عنه النيب صلى اهللا عليه وسلم عند خروج املهدي يف آخر الزمان وانقسام الناس إىل فسطاطني فسطاط إميان ال نفاق فيه

..وفسطاط نفاق ال إميان فيه

بل كثري من : (شيخ اإلسالم عن الغزو مع األمري الفاجر وإال فقد تقدم قول ) .الغزو احلاصل بعد اخللفاء الراشدين مل يقع اال على هذا الوجه

اختياراتنا اليت حيتمل فيها اخلالف ، أو نلزمهم وأو نشترط إلزامهم باجتهاداتنا أبذلك أو نضيع بعض بأفكارنا وتصوراتنا مفصلة حبذافريها ، وإال فال قتال ؛ فنخذهلم

..فرص الظفر والتمكني ، بسبب قصر نظرنا وسوء فهمنا

) فاجر اجلهـاد ماض مع الـرب والـ(ففي البخاري باب

اخليل معقود يف نواصيها اخلري إىل يوم القيامة (عليه وسلم وفيه قول النيب صلى اهللا ) األجر واملغنم

يقاتلون على احلق إيل قيام الساعة التزال طائفة من أميت( ففي هذا احلديث وحديث بشرى بقاء ااهدين واستمرار اجلهاد وعدم تعطله رغم كل الظروف إىل قيام الساعة ) ..

فلنبقى متوحدين أخوة متحابني وحذار من الفرقة و التخلف عن القافلة حلجج جوفاء ..

)ومن جاهد فإمنا جياهد لنفسه ان اهللا لغين عن العاملني (



الثانية عشر ةالوقف

بني قتال النكاية وقتال التمكني

من املعلوم أن العلماء يقسمون اجلهاد إىل نوعني ؛ جهاد دفع وجهاد طلب هذا من حيث حقيقته ، كون األول يكون دفعا عن دار اإلسالم وحرمات املسلمني إذا دمههم

.. العدو ، والثاين يكون بطلب الكفار يف ديارهم أو قتاهلم حيث كانوا

أما من حيث مثرات اجلهاد وآثاره ونتائجه فهو ينقسم إىل ما كان من جنس قتال .. النكاية وما كان مندرجا حتت قتال التمكني

فالقتال الذي يكون اهلدف منه التنكيل بأعداء اهللا وال تتعدى مثراته النكاية يف - ض املسلمني أو استنقاذ األعداء وإغاظتهم والنيل منهم وإرهام أو كف أذاهم عن بع

بعض املستضعفني أو فك األسارى ، فهو حىت وإن مل يؤدي عاجال إىل متكني للمسلمني إال أنه عمل صاحل مشروع ، وأهله إن شاء اهللا من احملسنني ، رضي بذلك املنهزمون

.. املندحرون أم أبوا

ن عدو نيال إال كتب وال يطؤون موطئا يغيظ الكفار وال ينالون م: ( فقد قال تعاىل ) هلم به عمل صاحل إن اهللا ال يضيع أجر احملسنني

وأعدوا هلم ما استطعتم من قوة ومن رباط اخليل ترهبون به عدو : ( وقال سبحانه ) اهللا وعدوكم وآخرين من دوم ال تعلموم اهللا يعلمهم

من الرجال والنساء وما لكم ال تقاتلون يف سبيل اهللا واملستضعفني: ( وقال عز وجل فحث اهللا عباده على القتال يف سبيله عموما ويف سبيل استنقاذ ) . اآلية ... والولدان

. املستضعفني من املسلمني

.. فذلك عمل صاحل مشروع أيضا

اللهم اشف عبدك : ( وكان النيب صلى اهللا عليه وسلم إذا عاد مريضا دعا له بقوله فجعل النكاية يف األعداء من وظائف ومقاصد ) لك عدوا ميشي لك إىل صالة وينكأ

حياة العبد املسلم ، وجعلها يف الدعاء للمريض ليذكر املسلمني دوما ا وحيرضهم عليها وينبههم إىل أن يغتنموا عافيتهم لتحقيق املقاصد العظيمة واجلليلة اليت خلقوا من أجلها

اهللا وحده ونصرة دينه بالنكاية يف أعدائه ، فمن عبادة: وأن من أجلها هذان املقصدان



أجل ذلك حيىي املسلم وهذه أعظم وظائفه اليت إن أقعده عنها املرض سأل اهللا املعافاة .. لريجع إليها

وهذا النوع من القتال هو الغالب على قتال املسلمني يف زماننا يف أقطار الدنيا اليوم إال .. لنا وله مثراته الكثرية اليت ليس هذا جمال عدها وهو وإن كان عمال صاحلا كما ق..

أن هناك نوعا آخر من أنواع القتال ، جيب على املسلمني تركيز جهودهم عليه وتوجيه طاقام إليه ؛ أال وهو قتال التمكني أو التحرير كما هو يف مصطلحات العصر ، فهذا

النكاية يف أعداء اهللا ما فيه إال أن مثراته النوع حيتاجه املسلمون اليوم حاجة ماسة وفيه من ال تنحصر يف النكاية أو حترير بعض املستضعفني وحنوه كما هو شأن النوع األول ، بل من أهم مثراته التمكني للمسلمني يف األرض ، ومعلوم أن من أعظم مصائب أهل اإلسالم

.. وون إليها اليوم أن ال تكون هلم دولة إسالمية تقيم دينهم يف األرض ويأ

وهذا النوع من القتال أعين القتال ألجل التمكني للمسلمني يف األرض أو حترير بعض بالدهم من أيدي الطواغيت املتغلبني أو احملتلني الغاصبني حيتاج إىل إمكانات وشروط خمتلفة عن قتال النكاية ، وحيتاج إىل خطة شاملة وواسعة يشترك فيها أويل البصر والدراية

خلربة من العلماء الربانيني والدعاة العاملني وااهدين الصادقني الذين ال تأخذهم يف اهللا والومة الئم ، حبيث يتولون أمر هذا اجلهاد ويرعون نبتته حق الرعاية بأكفهم املتوضئة وتوجهام النقية ونواياهم املخلصة إىل أن تينع مثراته لتقطفها األيدي ذاا والنوايا

.. هات نفسها ال غريها والتوج

فال جيوز شرعا وال عقال أن جياهد ااهدون الصادقون وخيلصوا جبهادهم أو حيرروا بعض بالد املسلمني ؛ ليتسلق بعد ذلك على مجاجم األبطال ودماء الشهداء من يقطف

ئق مثرة جهادهم من خالل اإلحتكام إىل الدميقراطيات واإلنتخابات أو غري ذلك من الطرااجلاهلية اليت تعتمد على األكثرية املنحرفة واليت أوصلت إىل احلكم كل نطيحة ومتردية

.. وموقوذة ، بعد جهاد طويل ومضن للمجاهدين الصادقني

ملاذا يستحيي ااهدون املقاتلون الصادقون أنفسهم الذين دحروا الروس أو الصرب بقوم وجهادهم ؛ ملاذا يستحيون أو أو غريهم يف أفغانستان أو الشيشان أو البوسنة

خيجلون أو يستنكفون من تسلم أزمة األمور بالقوة نفسها اليت حرروا ا البالد ؟

؟ .. أليسوا أوىل الناس بتسلم أزمة األمور



كم ساءين وأحزنين ما قرأته ذات يوم من كالم بعض قادة ااهدين العسكريني ئل يف لقاء صحفي ؛ أن هل سيتوىل احلكم هو وأمثاله البارزين يف بعض البلدان حني س

فأجاب بالنفي وأوضح أنه جماهد .. من القادة العسكريني يف حال انتهاء حرب التحرير أما احلكم والسياسة فلها ) يعين فقط جهاد نكاية ( وغايته قتال أعداء اهللا يف أي مكان

.. !! أهلها وحنن لسنا أهلها

ينبغي أن يصدر عن جماهد حيترم جهاده وحيترم دماء الشهداء هذا الكالم السخيف الوأعمار الشباب وطاقات األمة اليت شحنت يف تلك اجلبهات ، ويعرف مصاب األمة

وهذا ليس .. بفقدها دولة اإلسالم وحاجتها املاسة إىل دار تأوي إليها وتنطلق منها ولكن ال أدري .. له وحيترمه تشكيكا مين يف األخ املذكور فال أشك بأنه يعرف ذلك ك

ما باعث هذا الكالم أورع بارد أم استنكاف أم تواضع يف غري حمله ؟؟

ملاذا ال يكون يف حسابات ااهدين أن يتولوا احلكم وزمام األمور بعد التمكني هم ؟ .. بأنفسهم الذين صدقوا يف امليدان وثبتوا خلف املدافع ويف حقول األلغام

ء أخلص الناس وأنظفهم وآمنهم على احلكم ؟ أليس هؤال

ملاذا يستنكف هؤالء عن احلكم ؟

وإىل مىت تبقى مشاريعهم ال تتعدى قتال النكاية وأمنية االستشهاد ؟ وأي حرج أو أي مانع مينع من تبين مشروع التمكني والسعي له مضافا إىل النكاية وأمنية اإلستشهاد ؟

والواعي أن نعرف مقام ورود كثري من اآلثار اليت حكيت عن أليس من الفقه السليمكثري من شهداء اإلسالم من صحابة أو تابعني أو غريهم ؛ من أن أكثر أمانيهم ودعوام كانت تنصب على أن يعقر جواد أحدهم ويكسر سيفه يف مجاجم األعداء ويرزق الشهادة

وأن األماين والدعوات يف حال .. ؛ أن أكثر ذلك كان يف ظل خالفة ودولة للمسلمنيعدم هذه الدولة جيب أن تتوسع لتشمل السعي إىل حتقيق عز اإلسالم والتمكني للمسلمني

.. ؛ مضافا إىل تلك األماين األول

وملاذا ال نكاد نفرح ببعض اجلبهات اليت تعدى تفكري أهلها ومشروعهم قتال النكاية رير أو التمكني ، إال ويعكر صفو ذلك الفرح قيادات ووضعوا يف حسابام السعي للتح

أو شخصيات نكدة مشوشة الوالء منحرفة التصورات متخبطة املنهاج مينحهم القادة العسكريون من ااهدين والءهم ، جيلسون خلف املكاتب ال يف اخلنادق وخلف املدافع ،



اليت يسلم هلا بعض أو خيرجون لنا من صناديق اإلقتراع!! وينتظرون قطف الثمار !! ااهدين مثرة دمائهم وأرواحهم

أي نكد هذا الذي تكرر مرارا مع املسلمني يف جتارب شىت خالل حقبة زمنية قصرية وألجل ذلك مل يوفقوا ومل يمكنوا رغم كثرة املخلصني وااهدين .. يف هذا العصر

.. ووفرة املضحني والشهداء

وريات وطواغيت وجمرمني وقتلة بل وخمانيث أن يقتحموا قصور ملاذا جيوز لدكتاتاحلكم يف بالدنا على ظهر الدبابات ليحكمونا وحيكموا األمة بأهوائهم وكفريام

.. ويدجنوها ويطوعوها ألوليائهم الغربيني واألمريكان

احلكم من وملاذا جاز ملن كان قبلهم أن يتآمروا على اخلالفة وينقلبوا عليها وينتزعوا وال جيوز للمجاهدين املسلمني .. املسلمني وحيكموهم بأحكام املشركني بقوة السالح

املوحدين ، أو يستنكف بعضهم ويتورعون من أن يتغلبوا عليهم وعلى أمثاهلم ، ويستردوا ما انتزع منهم ومن إسالمهم بالقوة نفسها فيطوعوا العباد هللا وحده وخيرجوهم من عبادة

.. العباد

أي تدجني للهمم هذا ؟ وأي ختنيث للعزائم والعقول ؟

وحيظر عليهم يف زمن .. وأي انتكاس لألفكار جيعل املسلمني كالدجاج أو كالنعاج القوة ما هم أوىل الناس به من القوة والذبح والسيف الذي بعث به نبيهم صلى اهللا عليه

.. وسلم بني يدي الساعة حىت يعبد اهللا وحده

ال بد أن يعيد القائمون على اجلهاد يف بالد املسلمني النظر يف أهداف جهادهم وبرامج وخطط قتاهلم ، وال بد أن حيسموا يف حسابام وبرامج هذا القتال ؛ أمر العمل

. ألجل التمكني للمسلمني يف األرض

اهلم وال بد مع ضرورة التركيز على ذلك وحث اخلطا إليه ؛ أن يدرسوا ميادين قت .. ويرجحوا األنفع للمسلمني واألقرب إىل هذه الغاية املهمة

وال بد أن ينتقوا قيادام بعناية ويراعوا فيها العلم بالشرع والوعي يف الواقع .. والشجاعة واحلزم واملبادرة وعدم التلكؤ أو التردد عن تويل زمام األمور عند احلقائق

.. دى أو يقتطفها من ال خالق هلم حىت ال تذهب مثرات جهاد ااهدين س



وليتنبهوا إىل أن أكثر العمليات القتالية يف بالد املسلمني اليوم هو من جنس قتال .. النكاية وإن عظم شأا

وعلى رأس ذلك كله ما حصل يف واشنطن ونيويورك من عمليات ضخام خطط هلا .. ل بإحكام فإنه ال خيرج على ضخامته عن هذا النوع من القتا

ومثل ذلك قتل الطاغوت السادات يف فرصة سنحت للمسلمني يف مصر وإقدامهم عليه دون أن يكون عندهم إمكانية تسلم زمام األمور يف البالد فهو وإن أشفى صدور قوم

. مؤمنني ال خيرج عن النكاية ما دام مل حيقق هلم التمكني بل عجل بوالية طاغوت آخر

ون اليوم يف العراق بل ويف فلسطني من قتال لألمريكان أو وحىت ما يقوم به املسلماليهود فإنه كذلك ما دام أهل اإلسالم هناك أضعف وقيادام ومشاخيهم أهزل من أن

.. يتولوا قطف مثار هذا القتال لو حصل فيهما شيء من التحرير

ل ضعف إذ لو حررت هذه البالد أو حرر أجزاء منها من األمريكان أو اليهود يف ظاملسلمني اليوم وفقدام للقيادات الراشدة ، فتوىل احلكم فيها علمانيون كفرة ملا كان هذا من التمكني لدين اهللا يف شيء ؛ فهو ال يعدو واحلال كذلك عن كونه استبداال لطاغوت

.. عريب بطاغوت أجنيب

اال من ولقد كانت جتارب ااهدين يف أفغانستان والشيشان والبوسنة أحسن ححيث زخم األنصار ومحاسهم والصبغة اإلسالمية القوية اليت اصطبغت ا تلك امليادين ومع ذلك مل يقطف ااهدون الصادقون فيها الثمار ألسباب جيب على القائمني على اجلهاد دراستها وتأملها وإعادة النظر فيها ؛ جعلت سعي املسلمني وجهاد ااهدين

. خامتة املطاف عن قتال النكاية إىل قتال التمكني والشهداء ال خيرج يف

ومن هذه األسباب كما قدمنا استنكاف أو عجز وعدم مقدرة ااهدين الصادقني ويا - عن قطف مثار اجلهاد ؛ لضعفهم أمام موازين قوى أخرى يف تلك البالد أو لنزوهلم

وما أكثر الناس : ( ىل عنهم عند رغبات األغلبية واجلمهور الذين قال اهللا تعا -لألسى وذلك باالحتكام إىل صناديق اإلقتراع كما حصل يف الشيشان ) ولو حرصت مبؤمنني

.. حيث قفز مسخادوف إىل السلطة عرب تلك الصناديق

أو ملشاركتهم وحتالفهم مع األحزاب املهترئة واملنحرفة واليت كان هلا ثقل أقوى يف ا أمثال رباين وسياف وأضرام من أن يتسلقوا على الواقع وبني الناس مما ساعد قاد

مجاجم الشهداء ودماء ااهدين إىل كراسي السلطة بعد حترير أفغانستان والقضاء على



وهو أمر مل نتفاجأ به وإن تفاجأ به غرينا ، فقد كنا حنذر من إحنرافات .. نظام جنيب فيها وننبه على تصرحيات قادا الذين وإن تلك األحزاب ونستنكف عن القتال يف صفوفها

كان أكثرهم يصطبغ بالصبغة اإلسالمية إال أم كانوا يعلنون صراحة ال بلحن القول ؛ ويصرحون بأخوم لكثري من طواغيت العرب !! أم يسعون إىل دولة إسالمية دميقراطية

ف الثمار وسيتوىل والعجم ، واملكتوب كما يقال يقرأ من عنوانه ، فهؤالء هم من سيقطأليس قتال .. وإن ، وإن : إال أن املتحمسني كانوا يأبون ويقولون .. األمور وهذا حاهلم

أعداء اهللا عموما مشروع ؟

؟ ) وقاتل يف سبيل اهللا ال تكلف إال نفسك : ( أمل يقل اهللا تعاىل

كانت يف وهكذا.. فقتال النكاية يف أعداء اهللا عموما مشروع وإن مل جنن الثمار .. !!النهاية طموحات القوم ال تتعدى وسط احلماس هذا النوع من القتال

هذه التجارب أشري إليها إشارة هنا وإن كان الواجب على احلركات اجلهادية دراستها دراسة واعية ، واإلعتبار من دروسها وجتاوز أخطاءها وعدم تكرارها واجترارها

منا موضوعها حث ااهدين على التوجه إىل قتال وليس هذا موضوع هذه الوقفة وإ.. والتنبيه إىل أن جهادهم وجهودهم .. التمكني والتركيز عليه ورعاية مثراته وتويل قطافها

يف أكثر بقاع األرض اليوم مبعثرة يف أعمال ال خترج عن قتال النكاية ، وإن كانت يف إال أا يف خامتة املطاف ال خترج بعض األحيان قد تأخذ طابع السعي للتمكني أو التحرير

عن قتال النكاية بسبب عدم نضوجهم أو مقدرم على قطف الثمار أو الحنرافهم ..وختبطهم أو غري ذلك من األسباب املتقدمة ، وتويل غريهم لذلك

أخريا إذا وضح الفرق بني نوعي القتال املذكورين وعلمت حاجة املسلمني إىل تمكني وأمهية توجيه طاقام إليه ؛ أخلص بعض ما تقدم وأعرج على التركيز على قتال ال

..تنبيهات سريعة متعلقة باملوضوع

ال يصح أن تنشغل األمة كلها أو أكثرها بقتال النكاية ومل قتال التمكني أو - التحرير ، بل جيب أن تركز اجلهود على بقعة من بقاع األرض للمسلمني فيها نوع من

كة أو القوة وهلم فيها مرجعية أو قيادة ذات بصر يف الشرع والواقع تصلح أن أنواع الشويلتف الناس حوهلا ، ويسعون لتمكينها يف األرض ليقيموا للمسلمني دولة يأوون إليها

..وينطلقون منها



من اخلطأ أن تلهب عواطف الشباب ومشاعرهم لتوجيههم إىل قتال النكاية - إىل جبهات يزمر هلا اإلعالم ويطبل دون دراسة لواقعها والثمرات ويدفعوا بدافع احلماس

املرجوة منها ، ويصرفون بذلك عن جبهات قد يكون التمكني مثرة حقيقية هلا لو أا ..وجدت اإلمكانات واألنصار

من باب ميزان املصاحل وفقهه ووجوب تقدمي أعظم املصاحل على األدىن عند - أن يحبط قتال التمكني أو يعطل أو تبطل مثراته بتقدمي بعض أعمال التعارض ؛ ال جيوز

النكاية عليه أو معارضته ا ، أو تعريضه للضرر بسببها ، عند من كانت عنده خطة وبرناجما لذلك ، وكان حيترم جهاده وطاقات املسلمني وجهودهم وأعمار شبام

.. ودماءهم

ك قتل كثري من املنافقني الذين أظهروا بعض األذى فالنيب صلى اهللا عليه وسلم تر* يف املدينة ، وقتلهم ال شك من النكاية يف أعداء اهللا املمدوحة ، كما أقر اليهود فيها على خبثهم وأذاهم وذلك قبل اإلثخان يف األرض واكتمال التمكني مع أم مل يكونوا ذمة وال

اظا على التمكني الذي كان يف أوله ل هؤالء ، حفصاغرين ، فترك قتل أولئك وأج ..وهذا فيه من الفقه الذي جيب أن يتنبه إليه ما فيه ، فلما أعز اهللا املسلمني يف بدر قام بعدها ببعض أعمال النكاية يف اليهود فقتل كعب بن األشرف طاغوت اليهود ولكن مل

هل اإلسالم ودارهم يتوسع يف ذلك وإمنا اكتفى بقتل من كان يؤذيه ممن ال مفسدة على أ: يف قتلهم إىل أن حصل له اإلثخان يف األرض وتغيرت املوازين فأنزل اهللا تعاىل عليه قوله

.. وحنوها من اآليات ) جاهد الكفار واملنافقني واغلظ عليهم (

اومن جنس ذلك أيضا أمره حلذيفة ملا بعثه يستطلع أمر األحزاب حني أحاطو* وامتناع حذيفة ) ال تذعرهم علي ( ويف رواية مسلم ) ث فيهم شيئا أن ال حيد( باملدينة

عن قتل أيب سفيان سيد القوم وقتله من أعظم النكاية يف أعداء اهللا ، فتركه مع تيسره له وسهولته عليه عمال بوصية رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أال يذعرهم على املسلمني ،

ودرءا للمفسدة اليت قد يستجلبها ذلك على املسلمني ودارهم ففيه ترك قتال النكاية دفعا .. قبل اكتمال متكينهم وإثخام يف األرض

ففي هذا اهلدي وذاك تقدمي مصلحة املسلمني الراجحة ومصلحة دفع الضرر البالغ .. عنهم وعن متكينهم على قتال النكاية

بغي أن تعادل بتلك اليت تبذل يف بل إن التضحيات اليت تبذل يف قتال النكاية ال ين - .. سبيل حتقيق التمكني



فأنا أستوعب أن يترك الدعاة دعوم ومشاريعهم التربوية والدعوية والعلمية والدراسية يف بالدهم ويفرغوا الساحة من الدعاة وطلبة العلم ويتوجهوا لريجحوا كفة

.. القتال يف بلد تعقد اآلمال فيه على التمكني أو التحرير

أما أن يتركوا دعوم أو يعيروا بلزومها ، وتستنفر الطاقات وتفرغ الساحات من العاملني وأنصار الدين ألجل قتال ال خيرج عن كونه من قتال النكاية فليس هذا من فقه

.. ميزان املصاحل واملفاسد الشرعي

. لح أص: ، أي ) إن هذا القرآن يهدي لليت هي أقوم : ( فقد قال تعاىل

فهذا أمر لعباده أن يتبعوا ) اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم : ( وقال سبحانه الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. ( أصلح األعمال وأحسنها نفعا لدينهم ودنياهم

. (

وكذا ال يصح أن يهيج الشباب لترك دعوم ويعيروا بلزومها ويستنفروا ويزج - ارك خاسرة بدعوى مؤازرة بعض من ال صرب هلم على الدعوة إىل اهللا ممن تعجل م يف مع

مصادمة غري حمسومة مع أعداء اهللا ، أو تورط ببعض األخطاء األمنية فطورد من قبل النظام ، أو أي عمل آخر ال خترج حقيقته عن قتال النكاية ما دام أولئك الشباب قد

فمثل تلك األعمال ال يصح أن تعارض ا الربامج الدعوية اختاروا برناجما دعويا متئدا ، الصحيحة اليت تكون على منهاج التوحيد فضال عن أن تكون سببا يف إمهاهلا أو تدمريها ،

. خبالف قتال التمكني فله حساباته املختلفة

، ويف قتال النكاية قد يتساهل يف أشياء ال جيوز أن يتساهل ا يف قتال التمكني - خصوصا يف شأن اختيار القيادة اليت يقاتل معها ، فقد يكتفى يف اعمال النكاية بالقائد العسكري مع قصوره يف العلم الشرعي وقد يتساهل ببعض معاصيه أو احنرافاته اليت ال تصل إىل الكفر ، أما يف قتال التمكني فينبغي على العقالء أن ال يسلموا أزمة اجلهاد إال

ربانية املوحدة العارفة بالشرع الواعية بالواقع وتصلح للحكم مبا أنزل اهللا ولقطف للقيادة ال .. مثار جهاد ااهدين ، حىت ال تتكرر نكسات املسلمني هنا وهناك

أما .. وهذا أمر ال ينبغي التفريط به ما دام اإلختيار بأيدي ااهدين ، وجماله واسعا األمري الفاجر لدفع الكافر مشروع من باب دفع أعظم إذا ضاق األمر فجواز القتال مع

.. الشرين أو املفسدتني باحتمال أدنامها

.. فإن أمكن بعد ذلك خلع الفاجر وتولية الرب وجب ذلك



لكن حذار مث حذار من عد اختيار الدميقراطية نظاما للحكم أو مواالة طواغيت الدولية الكفرية واملشاركة مبؤسساا ؛ الشرق والغرب منهجا أو التكالب على الشرعية

أقول حذاري من اعتبار ذلك وحنوه من الطوام فجورا وحسب ، فتختل املوازين وتنحرف . التصورات وتتخبط احلسابات

ومل يكن مرادي حبال .. هذه بعض األمور اليت أردت التنبيه عليها يف هذه الوقفة وابط الشرع املراعي ملصاحل املسلمني األهم منها التقليل من شأن قتال النكاية املضبوط بض

فاألهم ، الواعي واملظهر للجهاد اإلسالمي بصورته املشرقة ، كما مل يكن قصدي أبدا الطعن يف ااهدين يف سبيله ، فكل من يعرف خطايب ويتابع ما أكتب يعلم دفاعي عن

اشنطن وأبطاهلا مع أا ال اجلهاد وااهدين عموما ، بل وذيب عن غزوات نيويورك ووومعاذ اهللا أن أطعن يف زمن اخلنوع واإلنبطاح يف أي .. خترج عن هذا النوع كما قدمنا

ولكنه احلرص على جهاد املسلمني وجهودهم وإمكانام .. جماهد باع نفسه وروحه هللا .. أن توجه إىل األنفع واألصلح واألحسن لدين اهللا

أقول ؛ إنه وإن كان أكثر جهاد شباب األمة اليوم متجه ولذا أرجع وأختم هذا بأنإىل قتال النكاية ، وكان هذا النوع من القتال ال يثمر متكينا عاجال ، ورمبا كان أكثره ال يكسر أعداء اهللا كسرا قاضيا ، بل وبعضه ال ينال منهم يف كثري من األحيان إال نيال يسريا

ضحة وضمن اختيارات واعية وبوصلة أو وجهة صافية غري ؛ ولكنه إذا كان وفق خطة وامغبشة أو مشوشة ؛ فإن له مثراته الكثرية والعظيمة ، وقد يصري إن وفق أهله إىل وعي حقيقي يف الواقع واإلختيارات ؛ مدرسة يترىب فيها أبناء املسلمني ويتخرج منها من

.. سيتولون بإذن اهللا تعاىل شأن قتال التمكني

الء لن يهبطوا علينا من السماء ، كما وأم لن يأتوا من حضن مجاعات فإن هؤ .. اإلرجاء ، ولن خيرجوا من داخل صناديق اإلقتراع

بل لن خيرج أكثرهم إال من خلف البنادق ومن حفر اخلنادق ومن رحم جهاد .. املسلمني هنا وهناك

) زيز الرحيم ويومئذ يفرح املؤمنون بنصر اهللا ينصر من يشاء وهو الع(



ة الثالثة عشر الوقف

)وتودون أن غري ذات الشوكة تكون لكم (

يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم يف سبيل اهللا فتبينوا وال تقولوا ملن : ( يقول اهللا تعاىل ألقى إليكم السالم لست مؤمنا تبتغون عرض احلياة الدنيا فعند اهللا مغامن كثرية كذلك

94النساء ) اهللا عليكم فتبينوا إن اهللا كان مبا تعملون خبريا كنتم من قبل فمن

فهذه اآلية العظيمة نزلت يف رجل مر بنفر من أصحاب النيب صلى اهللا عليه وسلم ال يسلم علينا إال ليتعوذ منا ، فعمدوا إليه فقتلوه ، : يرعى غنما له فسلم عليهم ؛ فقالوا

.. ليه وسلم ، فنزلت هذه اآلية وأتوا بغنمه النيب صلى اهللا ع

ويف رواية تفرد ا أمحد أن الذي قتله قتله بعد أن أظهر اإلسالم لشيء كان بينه وبينه وعند ابن جرير أنه حياهم بتحية اإلسالم وكانت بينهم إحنة يف اجلاهلية .. يف اجلاهلية

.. فرماه رجل منهم بسهم فقتله

إذا كان : ( صلى اهللا عليه وسلم قال للمقداد وروى البخاري تعليقا أن رسول اهللا) رجل مؤمن خيفي إميانه مع قوم كفار فقتلته ، فكذلك كنت ختفي إميانك مبكة من قبل

وروى البزار أن سبب قول رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم هذا للمقداد أن املقداد كان أشهد أن ال إله إال اهللا : فقال يف سرية فأتوا على قوم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثري ،

. وفيه أن اآلية نزلت بسبب ذلك .. فقتله املقداد

أي خري مما رغبتم فيه من ) : ( فعند اهللا مغامن كثرية ( وقال ابن كثري عن قوله تعاىل عرض احلياة الدنيا الذي محلكم على قتل مثل هذا الذي ألقى إليكم السالم وأظهر لكم

. أهـ ) عنه وامتموه باملصانعة والتقية لتبتغوا عرض احلياة الدنيا اإلميان فتغافلتم

ففي هذه اآلية وسبب نزوهلا عربة وعظة حيذرنا اهللا تعاىل فيها من بعض أهواء النفس اإلنسانية وشهواا اخلفية اليت قد متيل إىل املكسب والغنيمة أو تنساق وراء الثارات

نفس البشرية ورغباا وتتعامى يف خضم ذلك ومليلها النفسانية وغري ذلك من حظوظ الإليه عن بعض ظواهر أو عالمات العصمة وموانع اإلباحة ، فتهجم على أهداف سهلة وقد

( تتجنب أهدافا ذات شوكة ال ملصلحة اجلهاد ؛ وإمنا انسياقا وراء حظوظ النفس وميوهلا فنهانا اهللا ) .. ن عرض احلياة الدنيا وال تقولوا ملن ألقى إليكم السالم لست مؤمنا تبتغو

عن ذلك وحذرنا منه وبني سبحانه أنه هو الذي من على املسلمني باهلداية وإظهار دينهم



وعقيدم فإذا كان بعض املستضعفني ال زالوا يف بعض األماكن واألوقات ال يقدرون اهللا عليكم بفضله على إظهار دينهم ومفارقة دار الكفر فكذلك كنتم أنتم من قبل فمن

وكرمه فأعزكم وأظهركم ؛ فتبينوا إذن وال تتعجلوا باحلكم على أمثال هؤالء وال جموا على استباحة أمواهلم ودمائهم معرضني عما يظهرونه لكم من عالمات اإلسالم ، فعند اهللا

ري ال مغامن كثرية ورزق وفري فأبواب اجلهاد كثرية ، واهللا قبل ذلك وبعده مبا تعملون خبخيفى عليه شيء من دوافع النفس وخفاياها ، وهذا ديد ووعيد كي يتق املسلم اهللا يف

.. جهاده وقتاله فيضبطه بضوابط الشرع ويصفيه من حظوظ النفس وشهواا

: ( فالنفس قد جبلت على كراهية القتال وما يكتنفه من خماطر ، ولذلك قال تعاىل ولذا فهي .. ) وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خري لكم كتب عليكم القتال وهو كره لكم

وعسى أن حتبوا شيئا وهو ( متيل إىل جتنب القتال وحتب املغامن وتتخير األهداف السهلة ) شر لكم واهللا يعلم وأنتم ال تعلمون

وتودون أن غري ذات الشوكة : ( قال تعاىل عن املؤمنني يف أول معركة خاضوها نا اهللا عن خفايا نفوسنا وما متيل إليه وتوده من املغنم السهل هكذا أخرب) تكون لكم

اخلايل من العناء واألذى واملخاطر وما تكرهه من القتال واملغامرة باألرواح ، وألن اهللا أال يعلم من خلق ) ( واهللا يعلم وأنتم ال تعلمون ( سبحانه أعلم منا مبا ينفعنا وينفع ديننا

د وجهنا سبحانه واختار لنا ما حيبه لنا ولديننا وما يريده شرعا ؛ فق) وهو اللطيف اخلبري .. منا مما فيه إعزاز دينه وأوليائه وكبت الشرك وإذالل أهله

ليحق احلق * ويريد اهللا أن حيق احلق بكلماته ويقطع دابر الكافرين : ( فقال عزوجل . األنفال ) ويبطل الباطل ولو كره ارمون

.. ن اهللا يريد جلنده ااهدين أن يتخريوا من اجلهاد أ.. واخلالصة

ألنفع للمسلمني واألنقى لدينهم ودعوم الذي يرفع راية احلق نقية واضحة من ا - ويريد اهللا ( غري لبس ، إذ أن من أهم غايات اجلهاد ومثراته إحقاق احلق والتمكني ألهله

) أن حيق احلق بكلماته

شركني الذي يقطع دابرهم ويبطل باطلهم ويستأصل واألنكى يف الشرك وامل – .. شركهم

اخليل معقود يف نواصيها اخلري ( وجعل يف ذلك أيضا اخلري واملغنم الذي حتبه النفس .رواه البخاري ) إىل يوم القيامة األجر واملغنم



، فإم فال داعي إذن أن يتتبع ااهدون شيئا من األهداف املشبوهة سعيا وراء املغنم ) فعند اهللا مغامن كثرية ( سيجدون يف خضم هذا الذي أحبه اهللا واختاره هلم مغامن كثرية

) ..وعدكم اهللا مغامن كثرية تأخذوا : ( وقال تعاىل

وهكذا فباتباع ااهدين ألمر اهللا وما حيبه سبحانه هلم وخيتاره جيمعون بني نصرة دين ركني وإبطال باطلهم ، ويشفي اهللا صدورهم بإباحة اهللا وإحقاقه وبني قطع دابر املش

..هلم أعدائهمأموال أخبث وألد

وقد مجع اهللا ذلك للمؤمنني األوائل وجعله من مثرات جهادهم ملا أحبوا ما أحبه وأورثكم أرضهم * فريقا تقتلون وتأسرون فريقا : ( واختاروا ما اختاره هلم ، فقال

) وديارهم وأمواهلم

بغي للمجاهد أن يستبدل الذي هو أدىن من األهداف اليت متيل إليها أهواء فال ينمبا حيبه اهللا ويرتضيه ألهل هذا –وإن كانت مشروعة يف كثري من األحيان –النفس

أقول هذا على .. اجلهاد ودينهم مما فيه إحقاق للحق وإبطال للباطل وقطع لدابر الكافرين أن املفاضلة فيها بني ما يريده اهللا من القتال األنكى ضوء آيات األنفال املتقدمة مع

واألقطع ألعداء اهللا املبطل لباطلهم وبني ما وده املؤمنون آن ذاك وكان أمرا مشروعا غري مستنكر ال من أهل اإلسالم وال من غريهم وهو غنيمة أموال كفار حربيني أخرجوا

املقاتل اجلهاد األنقى تركم ؛ فكيف إذا املسلمني من ديارهم وأمواهلم وآذوهم وعذبوهواألنفع لدين اهللا واألنكى واألقطع ألعداء اهللا ، وذهب يتتبع ال أهدافا سهلة مشروعة ، بل سهلة مشتبهة أو معصومة حمرمة يف كثري من األحيان ؛ ال شك أن هذا يدخل حتت

) ..ريا إن اهللا كان مبا تعملون خب( وعيد وديد آية النساء املتقدمة

واليوم نرى كثريا من الشباب الفقراء من العلم الشرعي يتركون أهل األوثان ويقاتلون أهل اإلسالم شعروا أو من حيث ال يشعرون إذ يرغبون عن قتال أعداء اهللا احملاربني ألن يف قتاهلم كره وآذى وخماطر ودماء ، ويتخريون أهدافا سهلة ، ال أقول أن

تمعاتنا الذين قد يتلطخون ببعض املكفرات احملتملة غري الصرحية وال أكثرها من عوام جمالظاهرة وحسب ، بل أكثرها من فساق املسلمني يغريون على حماهلم وحوانيتهم وبيوم ليغنموا أمواهلم ويستحلوها ألدىن شبهة ويكفروم ألدىن سقطة دون مراعاة لواقع

كفري هذا على فرض أن سقطام متت إىل اإلستضعاف ودون نظر يف موانع وشروط التفكيف وقد رأينا من يستحل أموال النساء لتربجهن أو لشبهة حتوم حول املكفرات بصلة

سائق سيارة أجرة بأن يوجهه إىل حمل بيع للخمور فإن توجه سلوكهن ، ومنهم من خيترب



سداده ومنهم من خيون األمانة وجيحد الدين أو يتهرب من .. استحل سلب ماله !!إستحالال ملال من خيالفه بعدم تكفري فالنا من الطواغيت أو فالنا من علماء السالطني

وأخريا بلغين عن بعض املتهورين الغالة يف ظل الفوضى العارمة اليوم يف العراق حتت ظل اإلحتالل األمريكي ؛ أم تركوا قتال الصليبيني األمريكان وحتولوا إىل اإلغارة على

وام الشعب العراقي بدعوى ال أسخف منها ؛ حيث زعموا أن تركيبة الشعب العراقي عما % 20رافضة وهم يكفروم دون تفريق بني رؤوس وعوام و% 60تتوزع ما بني

أو .. ما بني نصارى وبعثيني % 20بني صابئة وآشوريني ويزيديني من عبدة الشيطان وى الذي إضافة إىل اعتماده على دعاوى شيئا قريبا من هذا التقسيم السطحي العبث

وإحصائيات الرافضة الكاذبة املضخمة هلم ؛ فإنه إحصاء ظامل للمسلمني السنة إذ مل يبقى ..هلم وجود

وهو قبل ذلك إحصاء وتقسيم متبع لشهوات النفس اليت تقدمت اإلشارة إإليها ال شوكة هلم لتحصيل ليسوغ به أصحابه اإلغارة على كل بيت من بيوت العراقيني ممن

وهو تقسيم ال أظنه صادر إال عن اللصوص وقطاع الطرق الذين .. مغامن ومكاسب سهلة ..انتشروا يف العراق بربكات الغزو األمريكي ألراضيه

فليتق اهللا املنتسبون هلذا الدين أن يصري هدف جهادهم أو قتاهلم جمرد جباية األموال وليعلموا أن دماء املسلمني وأمواهلم .. و حرام دون التفات إىل كوا من حالل أ

وأعراضهم ولو كانوا عصاة فجارا ؛ معصومة بعصمة اإلسالم ال جيوز استحالهلا ، ويف من اقتطع حق امرئ مسلم : ( صحيح مسلم أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال

ن كان شيئا يسريا يا وإ: فقال رجل ) بيمينه فقد أوجب اهللا له النار وحرم عليه اجلنة ) .وإن قضيبا من أراك : رسول اهللا ؟ فقال

إن رجاال يتخوضون يف مال : ( ويف صحيح البخاري أنه صلى اهللا عليه وسلم قال ) اهللا بغري حق ، فلهم النار يوم القيامة

إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام : ( وقال يف خطبته يف حجة الوداع ومكم هذا يف بلدكم هذا يف شهركم هذا ، وستلقون ربكم فيسألكم عن كحرمة ي

.متفق عليه ) أعمالكم ، أال فال ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

والعامل بأصول هذا الدين الفقيه بقواعده يعلم أن مبناه يف الدماء والفروج واألموال وجعل شبهة األمان أمانا ، ومنع من بالشبهات ، حىت أنه درأ احلدودعلى االحتياط ،



.. زال اليقني الثابت سواء كان إسالما أم عصمة أم ذمة أم أمانا ؛ بالشك أو التخرص وغري ذلك مما أقامه لصيانة .. ومنع من التكفري باحملتمالت والظنون أو بالزم القول ومآله

.. الدماء واألموال

يكون كما حيب اهللا ويرضى فيجب أن تقدم فيه وأيضا فاجلهاد إذا أراد له أهله أن مصلحة اإلسالم وجيرد من أهواء النفوس وتراعى فيه السياسة الشرعية واحلرص على مسعة اجلهاد فال تطرح مسائله فقط على ضوء احلالل واحلرام واملسلم والكافر واملعاهد واحلريب

بل جيب .. يكن من املقاتلني مبفهومه اإلصطالحي أي غري املعاهد وال املستأمن ولو مل على من كان حريصا على اجلهاد ومصلحته خصوصا قبل اإلثخان يف األرض أن ينظر يف مثرات العمل واملصاحل املترتبة عليه ويدرس املفاسد املترتبة عنه إن وجدت ويرجح بني هذه

يف الدين ، وتلك ، كما جيب التركيز على احملاربني املقاتلني دون غريهم وكذا الطاعننيوجتنب قتل غري املقاتلني ممن ال يظهرون العداوة للمسلمني يف ظل ديار الكفر حبيث لو

ال ينهاكم اهللا عن ( وجدت دار اإلسالم لكانوا أوىل الناس بالذمة وأوىل الناس بقوله تعاىل ي فأ) الذين مل يقاتلكم يف الدين ومل خيرجوكم من دياركم أن تربوهم وتقسطوا إليهم

مصلحة للمسلمني باستهداف مثل هؤالء واستعدائهم وهم حيترمون اإلسالم وأهله وال …يطعنون يف شرائعه مع أم ليسوا حتت سلطان اإلسالم

هذه أمثلة ولفتات أردت ا توسيع آفاق ومدارك الشباب وتبصريهم ا ، ففي ظل ركزوا كما قلنا مرارا على استضعاف املسلمني وشح مواردهم وإمكانام جيب دائما أن ي

وهذا األمر حيتاج إىل علم .. األنقى من القتال األنفع لدين اهللا واألنكى يف أعداء اهللا بالشرع وبصر بالواقع وفقه مليزان املصاحل واملفاسد ، وال يربر التخبط يف هذا الباب أو

مبصاحل املسلمني يسوغ إقدام البعض على أهداف غري مشروعة أو مضرة باجلهاد ومسعته و؛ دعاوى السعي وراء متويل جهاد املسلمني أو حنو ذلك من احلجج واملربرات ، فإن اهللا طيب ال يقبل إال طيبا ، والغاية عندنا حنن املسلمني ال تربر الوسيلة ، بل للوسائل أحكام املقاصد ؛ ولذلك فال بد أن تكون الوسائل املوصلة لتحقيق غايات اجلهاد مشروعة

..ونظيفة كنظافة جهاد املسلمني ونقاوة دينهم

وليضع نصب عينيه دائما ما .. فليتق اهللا كل عامل هلذا الدين يف هذا اجلهاد العظيم إن اهللا بعث حممدا صلى اهللا عليه وسلم هاديا : (( قاله اخلليفة الراشد عمر بن عبد العزيز

)) .ومل يبعثه جابيا



ة الرابعة عشرالوقف

اب اإلعالمي للدعوة واجلهاداخلط

بني اإلفراط والتفريط

يف سرية نبينا عليه الصالة والسالم من الفوائد العظيمة ما يثري ويغين الدعوة ويعود عليه ،ويسدد طريق الداعية وااهد ويوفقه ملا فيه خري الدعوة واجلهاد ،واجلهاد

. .لضارة املشوهة أو اخلبيثةكما جينبه املفاسد والثمرات ا ،بالثمرات العظيمة

والدارس الواعي هلذه السرية العطرة العظيمة على صاحبها أفضل الصالة وأمت املتأمل فيها يعلم أن اهللا سبحانه وتعاىل كان يوجه نبيه صلى اهللا عليه وسلم كي ،التسليم

. .ختيارات واألولويات ما يراعي به تارةينتقي من اخلطاب الدعوي واألعمال واال

هذا يلزمه معرفة يف وطبيعة املخاطب وخلفيته العقائدية أو الفكرية واألخالقية ! .ناس والرجال وعشائرهم وطبائعهمال

حمارب دا للدعوة حماربا للدين أو غريويراعي طبيعة املخاطب من حيث كونه معان ! ..وال معاند

ة املرحلة والظرف وتارة تراه يراعي إمكانات الدعوة والطائفة املؤمنة أو طبيع ! ..والواقع والزمان

يفعل ذلك كله وفقا مليزان شرعي يراعي ويقدم أعظم املصاحل عند تعارضها ويدرأ أعظم املفاسد عند تزامحها دون إخالل بالثوابت الشرعية والعرى الوثقى واألركان الركينة

. .للدين والتوحيد

لفيته األخالقية أو االجتماعية أو خذ على سبيل املثال يف مراعاة طبيعة املخاطب وخخطابه صلى اهللا عليه وسلم الدعوي مع ..الفكرية وما يعظمه وحيبه من املكارم واحملاسن

قومه يف مطلع دعوته والذي حيدث به أبو سفيان يوم كان عدوا له وينقله عنه إىل هرقل طاب النيب ورأسه ماذا يأمركم ؟ فقال بعد أن ذكر أصل خ :عظيم الروم ملا سأله هرقل

.)ويأمرنا بالصالة والزكاة والصدق والعفاف والصلة( :قال ؛وأسه وهو التوحيد

ويف أحاديث أخرى ورد ،فتأمل هذا اخلطاب الذي رسخ يف أذهان أعدائه آنذاكأمره هلم بوفاء العهد وأداء األمانة وإحياء املوؤدة وإنكار قتلها وحنو ذلك من حماسن



على حسنها مجيع العقالء ومتتدحها الفطرة ليعرفهم ويظهر هلم حماسن األخالق اليت جيمعدينه وأنه ما جاء إال ليكمل حماسن األخالق اليت يتباهى ويفاخر ا وجيلها عقالؤهم

. .وأشرافهم

ومن جنس ذلك خطابه هلم مبلة إبراهيم وأنه صلى اهللا عليه وسلم ومن معه من . .الذي تعظمه قريش وتنتسب إليهاملؤمنني أوىل الناس بإبراهيم

أسلم ( :ومثله قوله صلى اهللا عليه وسلم هلرقل يف كتابه إليه بعد أن ذكر التوحيد .)تسلم يؤتك اهللا أجرك مرتني فإن توليت فإن عليك إمث األريسيني

فإن فيه إشارة وتنبيه لألريسيني وهم أهل مملكة هرقل إىل حرصه صلى اهللا عليه . .ول عن إضالهلمئهم وبيان أن هرقل مسوسلم على هدايت

وهذا النوع من اخلطاب أعين إظهار األنبياء حرصهم على هداية أقوامهم وإظهارهم يا { :خوفهم عليهم من العذاب األليم مقرر يف دعوة األنبياء ومن ذلك قول نوح لقومه

.}قوم اعبدوا اهللا ما لكم من إله غريه إين أخاف عليكم عذاب يوم عظيم

فأي حرج بعد هذا يف مثل هذا اخلطاب الذي يظهر حرص الداعية أو ااهد على هداية الناس أو حب اخلري هلم أو نصرة املستضعفني وختليصهم من تسلط وإضالل الطغاة والظلمة هلم أو احلرص على نشر األمن والعدل واإلحسان وحماربة الظلم والفساد

وينكره إال أصحاب العقول الضعيفة اجلاهلون بسرية واهللا ال يتحرج من هذا ،والطغيان . .النيب صلى اهللا عليه وسلم ودعوة سائر األنبياء

فديننا جاء هلداية الناس أمجعني وإلخراجهم من عبادة العباد إىل عبادة اهللا رب ..ورسولنا بعث رمحة للعاملني ..العباد

،ت أو مداهنة للكفار أو ركونوليس يف هذا اخلطاب حتريف لألصول أو متييع للثواببل هو حق مشرق وثابت من ثوابت ديننا جيب على الداعية بيانه وإظهاره وإبرازه للناس

وال مانع من التركيز عليه وتعمد الدندنة حوله مع من حيب مثل هذه احملاسن أو ،كافة . .يعظمها من الكفار

ءه من طرف قريش رجل من ومن جنس هذا ما رواه البخاري يف قصة احلديبية ملا جا :بين كنانة فلما أشرف على النيب صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه قال صلى اهللا عليه وسلم

فلما ،واستقبله الناس يلبون ،فبعثت له )هذا فالن وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له(



إىل أصحابه فلما رجع ،سبحان اهللا ما ينبغي هلؤالء أن يصدوا عن البيت :رأى ذلك قال . ).رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فما أرى أن يصدوا عن البيت :قال

،فتأمل معرفة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وتفرسه بأحوال الناس عموما يف زمانهاإلميان ميان والكفر قبل املشرق والسكينة يف ( :ومن جنس ذلك قوله صلى اهللا عليه وسلم

ليعرف ،)ويف رواية واخليالء يف الفدادين أهل اخليل والوبر ،رياءوالفخر وال ،أهل الغنمولذلك ملا أمر حسان جاء قريش ،أصحابه بأحوال الناس وخلفيات من يتعاملون معهم

إىل اليمن اوملا بعث معاذ ..أمره أن يأيت أوال أبا بكر ليحدثه عنهم وعن أيامهم وأخبارهمفعرفه أوال خبلفيتهم العقائدية أو الثقافية مسها ما )كتاب قوم أهل قدم علىإنك ت( :قال لهتأمل ،مث دله كيف يتعامل معهم واألولويات اليت خياطبهم ا ومباذا يبدأ بدعوم ،شئت

هذا كله وسجله يف فوائدك مث تأمل خطابه وتعامله مع الناس على قدر عقوهلم ومراعاته وإياك أن يضيق عقلك عن . .النه ما دام من دينناملا يعظمونه وإظهاره هلم وإبرازه وإع

استيعابه أو تعده تلونا أو مداهنة أو حنوه من جهل اجلاهلني ففي البخاري عن علي رضي ).ب اهللا ورسولهحدثوا الناس مبا يعرفون أحتبون أن يكذ( :اهللا عنه

با أو مهادنا ومن مراعاته صلى اهللا عليه وسلم للمخاطب من جهة كونه معاندا حمارال ينهاكم اهللا عن { :تطبيقه احلكيم وعمله يف سريته بقوله تعاىل. .غري حمارب وال معاند

الذين مل يقاتلوكم يف الدين ومل خيرجوكم من دياركم أن تربوهم وتقسطوا إليهم إن اهللا إمنا ينهاكم اهللا عن الذين قاتلوكم يف الدين وأخرجوكم من دياركم * حيب املقسطني

.}وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتوهلم فأولئك هم الظاملون

وال جتادلوا أهل الكتاب إال باليت هي أحسن إال الذين ظلموا { :وقوله سبحانه .}..منهم

ومن جنس ذلك قوله تعاىل ملوسى وهارون يف شأن الطاغية فرعون يف أول خطاب فلما عاند اآليات الواضحات ..}أو خيشى فقوال له قوال لينا لعله يتذكر{: هلما معه

لقد علمت ما أنزل هؤالء إال رب السموات { :قال له موسى. .وجحدها واستكرب عنها .}واألرض بصائر وإين ألظنك يا فرعون مثبورا

. .فتأمل طبيعة خطام معه ابتداء وطبيعة اخلطاب معه بعد عناده



عوة والطائفة املؤمنة وطبيعة املرحلة وخذ على سبيل املثال مراعاته إمكانات الدحيث كان األمر أوال بالكف والعفو . .والواقع يف موضوع التدرج يف تشريع اجلهاد

. .والصفح واإلعراض عن املشركني والصرب على أذاهم

مث ملا هاجر املؤمنون ووجدوا املأوى والنصرة وكانوا يف أوائل عهد دولتهم أذن هلم . .شركني ومل يوجب عليهم القتال إجيابابالقتال لدفع أذى امل

ويف هذه الفترة كان صلى اهللا عليه وسلم يترك قتل من قد يترتب على قتله مفسدة :أصحابه قتلهم فيقول هعلى املسلمني فكان يسمع أذى املنافقني ويبلغه أذاهم ويطلب من

رعد له آنف كثرية إذا ت( :وتارة يقول )دعهم ال يتحدث الناس أن حممدا يقتل أصحابه( .)بيثرب

وعاهد اليهود ووادعهم وأقرهم على أحالفهم اليت كانوا عليها حىت إنه صلى اهللا وكانوا بعد ذلك يؤذونه ويقولون راعنا . .عليه وسلم عاهدهم على أن يعينوه إذا حارب

رب عليه وحنوه مما كان يص )امسع غري مسمع(ويقولون ،وهو سب قبيح عندهم من الرعونةوال يزيد على ) وعليكم(فيقول ،صلى اهللا عليه وسلم وكانوا يسلمون عليه بالسام عليك

ذلك وال يتعرض هلم ويترك قتلهم ألذاه وى أصحابه عن قتلهم ملا استأمره بعضهم يف وى عائشة رضي اهللا عنها عن سبهم مقابلة لذلك ،بل كان خطابه معهم رفيقا ،ذلك

وكل ذلك ال شك ) رفق ما كان يف شيء إال زانه وال نزع من شيء إال شانهال( :وقال هلا . .من مراعاته للمرحلة اليت كانت دولة املسلمني فيها ناشئة ومتكينهم يف أوله

مث كان األمر بعد ذلك برد االعتداء مبثله وقتال من أخرجوا املؤمنني من ديارهم .وأمواهلم

حيث أذل ذلك رقاب أكثر الكفار ،ذلك بداية عزم مث أعز اهللا املسلمني ببدر وكانفقام صلى اهللا عليه وسلم يف هذه الفترة ببعض . .الذين باملدينة وأرهب سائر الكفار

،أعمال النكاية يف بعض اليهود الذين مل يكن يف قتلهم مفسدة على أهل اإلسالم ودارهموسع يف ذلك بل اكتفى بقتل فقتل كعب بن األشرف طاغوت اليهود وأمثاله ولكنه مل يت

إىل أن استتب له األمر أكثر يف املدينة فأجلى ،من كان يؤذيه ممن ال حيصل يف قتله مفسدةكل ذلك فعله بعد غدرهم أو نقض عهودهم ليكون فعله ،من أجاله منهم وقتل من قتله

حتالفات جامعا ألهل املدينة ومن فيهم من حدثاء اإلسالم ممن كانت بينهم وبني اليهودولكنه ،ولو فعله قبل ذلك ودون أن تبدر منهم بادرة ألرعدت هلم آنف كثرية ،ومصاحل



الفقه والسياسة الشرعية احلكيمة اليت من حرمها ختبط وأضاع مصاحل املسلمني وضيع من . .استرعاه اهللا أمرهم

د والنصارى مث ملا حصل له اإلثخان يف األرض أمر بقتال املشركني كافة وقتال اليهو ..وأمر جبهاد الكفار واملنافقني والغلظة عليهم. .حىت يعطوا اجلزية عن يد وهم صاغرون

. .مكاناا وقواوإوهذا كله من مراعاة حال الفئة املؤمنة أو الدولة املسلمة

نيولذلك فخطاب الفئة أو الدولة املسلمة حال ضعفها لألعداء الداخليني واخلارجيوهذه القوة أيضا ،ا بعد زوال ضعفها وليس هو كخطاا بعد قواليس هو كخطا

خيتلف اخلطاب والنهج فيها حبسب وزا فخطاب الدولة املسلمة واختياراا يف زماننا قبل . .وهكذا ..أن متتلك السالح النووي الرادع مثال ليس كخطاا واختياراا بعد أن متتلكه

. .ثوابت أو متييع للعرى الوثقىكل ذلك كما قدمنا دون مس بال

،فاإلحسان واملداراة اليت هي من أخالق املؤمنني وهي كما هو معلوم غري املداهنةوكذا العفو والصفح واإلعراض عن أذى املشركني وعدم بداءم بالقتال كل ذلك جائز حال ضعف املسلمني أو إذا اقتضته مصلحة اجلماعة أو الدولة وال يناقض أو يعارض

. .ثوابت التوحيد والوالء والرباء وحنوها من العرى الوثقى

وألمهية هذا األمر وكثرة النصوص فيه أخرج بعض العلماء التدرج فيه من املنسوخ ..وعدوه من املنسأ الذي جيوز للمسلم أن خيتار منه ما يناسب حاله وقوته وضعفه وظرفه

لك اآليات يف حق كل مؤمن وصارت ت. .( :ولذا قال شيخ اإلسالم ابن تيميةمستضعف ال ميكنه نصر اهللا ورسوله بيده وال بلسانه فينتصر مبا يقدر عليه من القلب

وصارت آية الصغار على املعاهدين يف حق كل مؤمن قوي يقدر على نصر اهللا ،وحنوهوذه اآلية وحنوها كان املسلمون يعملون يف آخر عمر رسول ،ورسوله بيده أو لسانه

ال ،وكذلك هو إىل قيام الساعة ،هللا صلى اهللا عليه وسلم وعلى عهد خلفائه الراشدينافمن كان ،تزال طائفة من هذه األمة قائمني على احلق ينصرون اهللا ورسوله النصر التام

من املؤمنني بأرض هو فيها مستضعف أو يف وقت هو فيه مستضعف فليعمل بآية الصرب وأما أهل ،اهللا ورسوله من الذين أوتوا الكتاب واملشركني والصفح والعفو عمن يؤذي

وبآية قتال الذين ،القوة فإمنا يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون يف الدين . الصارم املسلول .أهـ) أوتوا الكتاب حىت يعطوا اجلزية عن يد وهم صاغرون



رصه على نقاوة اجلهاد وطهارته ومن مراعاته صلى اهللا عليه وسلم لسمعة الدعوة حمن كل شائبة أنه كان يعلن براءته من األخطاء الصرحية الواضحة اليت صدرت من بعض

فإن يف ذلك تعظيم وتقدمي لسمعة اجلهاد والدعوة ،أصحابه دون أدىن حرج من ذلكوذلك كقوله ملا قتل خالد رضي اهللا عنه بعض من , ومصلحتها على كل اعتبار آخر

: قال صلى اهللا عليه وسلم,صموا بالسجود وقالوا صبئنا ومل حيسنوا أن يقولوا آمنا اعتوتنبه أنه برئ من صنعه وخطأه ومل يربأ منه هو،ومن )اللهم إين أبرأ إليك مما صنع خالد(

أقتلته :(جنس ذلك إنكاره على أسامة ملا قتل الرجل الذي أقر بشهادة التوحيد فقال له .)أو كيف تفعل بال إله إال اهللا إذا جاءت يوم القيامة ؟)إال اهللا؟بعدما قال ال إله

وجعل يرددها حىت متىن أسامة رضي اهللا عنه أنه مل يكن أسلم قبل ذلك ،أو حنو ذلك ...اليوم ملا رأى من عظم إنكار النيب صلى اهللا عليه وسلم لذلك

م وتعيري الكفار ومن جنس ذلك أيضا قصة قتل ابن احلضرمي يف أول الشهر احلرا يف ذلك - حاشاهم - للمؤمنني بذلك حيث مل يتضرر املؤمنون ذا التعيري وال جادلوا

بل علمهم اهللا تعاىل أن يقروا باحلق دوما يف ،بالباطل كرد فعل لتعيري الكفار هلم بهخطام ويربءوا من اخلطأ ولو على أنفسهم حرصا على مسعة اجلهاد ونقاوته وتقدميا

احلرام قتال فيه يسألونك عن الشهر{: فقال تعاىل ؛حته على أنفسهم ومصاحلهمملصلفعلمهم اهللا تعاىل أن ال مياروا مبثل هذا وأن يسلموا باحلق ألم أوىل }قل قتال فيه كبري

وأن ال يربءوا منه يف أي ظرف من الظروف بل يربءوا من ،الناس باحلق وأسعدهم بهن إخوام ألن احلق مقدم عندهم وهو أحب إليهم من أنفسهم اخلطأ ولو صدر منهم أو م

فيكون الرد على الكفار ال باجلدال بالباطل أو متييع أمر احلق أو ترقيع ،ومن الناس أمجعنيمن اخلطأ وبيان أن جرائم الكفار أعظم من هذه بل باإلقرار باحلق والتربي ،اخلطأ

وصد عن سبيل اهللا وكفر به {: قوله تعاىل األخطاء اليت يتصيدوا على املؤمنني وذلك . }واملسجد احلرام وإخراج أهله منه أكرب عند اهللا والفتنة أكرب من القتل

وإن ما نراه ،إذا تقرر هذا فإننا نفتقد اليوم اخلطاب اإلعالمي الناضج للدعوة واجلهاداملقاتلة وغريها مضيع اليوم من خطاب إعالمي للدعوة والقتال يف ج كثري من الطوائف

. .بني طريف نقيض

فطائفة مالت به إىل التفريط فميعت خبطاا الثوابت الدينية وأذابت األصول ودكت . .األركان والعرى اليت ال جتوز املساومة فيها أو التنازل عنها



فمنهم من آخى الكفار وامللحدين واختذ النصارى واملالحدة وأعداء الدين بطانة من . .ن املؤمننيدو

فسمعنا ورأينا املواالة واملؤاخاة بني قادة منتسبني لإلسالم واجلهاد وبني املالحدة أو ،واملصلحة املشتركة ،الطواغيت ورؤوس الكفر حبجج اخلندق الواحد والعدو املشتركبيكو ال وفقا حلدود و وصارت املواالة وفقا للحدود اجلغرافية اليت رمسها وحدها سايكس

.هللا

ومسعنا الطعن يف اجلهاد وااهدين املخلصني والرباءة منهم ومن جهادهم وتويل طواغيت احلكم والنصارى وحنوهم والركون إليهم يف ظل الوحدة الوطنية ومصلحة

. .إخل ..و. .الوطن وأمنه و

ومسعنا خطاب التسيب والتخبط والتحلل من عرى الدين وهدم أعظم أركانه واختياره جا ومسلكا سياسيا ،بته واملشاركة بالشرك وتزيينه يف خطاموحتريف ثوا

حتت مسمى احلسبة والشورى أو اجلهاد الدستوري والكفاح الربملاين والنضال القانوين فاقترفوا الشرك الصراح والكفر البواح واملوبقات بدعوى اخلطاب اإلعالمي ،التشريعي

ا بدعوى مصلحة الدعوة اليت هدموا أعظم ثوابتها وذوبوا وأحيان ،اجلامع واملوحد لألمة ..أهم عراها

ولونوا خطام ،وإذا تكلموا يف اجلهاد حرفوا أسسه وأصوله وغاياته إرضاء لألعداءفتارة ،ومسخوه ليأيت مسايرا لثقافة العوملة اليت اندحر أمامها هؤالء األقزام وازموا

ويفرغون خطام من ثقافة اجلوارح ،جنوه وجيعلونه دفاعياميسخونه ويقلمون خمالبه ليدليصبغوه بثقافة الدواجن بدعاوى التسامح واحملبة واخلطاب اإلعالمي املعتدل أو املوحد

. .وحنوها من الدعاوى واملسميات اليت تذوب عرى الوالء والرباء! !للقوى الوطنية

ارجي ويؤاخون يف ظل جهادهم وتارة يقصرون أهدافه على التحرير من العدو اخليؤاخون العدو الداخلي الذي غالبا ؛الوطين اجلاهلي الذي جيمع حتت رايته الكفار والفجار

. .ما يكون أخبث وأكفر من العدو اخلارجي

ومعلوم الفرق الواضح املبني بني السياسة النبوية الشرعية يف اإلعراض عن بعض هدم أو تأجيل قتاهلم بل والتحالف معهم يف بعض الكفار واملنافقني أو موادعتهم ومعا

وبني مؤاخاة أو مواالة أو ،الظروف واألحوال دون إخالل بثوابت التوحيد وعرى اإلميانأو ابن عشرييت ووطين الذين برؤوا من الدين وناقضوا التوحيد ،موادة عدو عدوي



ة وحنو ذلك من العالئق بدعوى التخندق خبندق الوطن ومصلحته املشتركة ووحدته الوطني . .والوشائج واملرتكزات اجلاهلية

ندحاري قد باعوا الزامي امن هؤالء املتخبطني أهل اخلطاب اال بل رأينا كثرياواستعاضوا عنه ؛التوحيد الذي جاء فرقا بني ملل الكفر وفرقانا بني الكفر واإلميان

اليهود والنصارى وملل الكفر كلها يف بالوحدة الوطنية وأخوة النضال اليت آخوا ا بني ظل اإلميان املائع املمسوخ الذي اخترعوه ومجعوا به بني أتباع الديانات السماوية ومسوها

! !الديانات التوحيدية

داراة الطوائف املختلفة أو مهادنتهم ومعاهدم مومعلوم الفرق العظيم بني أو حمالفتهم للحاجة ،عنون يف دينناومسايستهم أو معاشرم باملعروف ما داموا ال يط

وترك قتاهلم ولو طعنوا يف ديننا وآذونا ألولويات أخرى أو لضعف اإلمكانات ،واملرحلةفرق بني هذا ومآخام وتوليهم وموادم والركون إليهم ؛وحنو ذلك من السياسة الشرعية

لسواد عيوم أو مظاهرم وتقدميهم على املسلمني وهدم الثوابت والعرى الوثقى فهذا كله .! .املرضي عنه عند الكفار )املوديرن(ولتطييب خواطرهم والظهور مبظهر الدين

. .زام وليس من السياسة الشرعية يف شيءالندحار والسقوط وامن اال

ويف مقابل هذا اخلطاب اإلنبطاحي اإلزامي الذي ينسحق حتت بساطري الثقافة . .ذناا الفكري يف بالدناالغربية ويندحر أمام إرهاب أ

يقابل هذا التفريط خطاب قوم أفرطوا فلم يراعوا ما كان يراعيه النيب صلى اهللا عليه وال يراعون إمكانام وقوم وعدم إثخام يف ،وسلم من ظروف وأحوال وأولويات

ملفاسد وال يقدمون حاجات أمتهم املاسة الراجحة أو يلتفتون إىل ميزان املصاحل وا ،األرض . .الشرعي

فالبعض منهم ورغم إمكاناته احملدودة املكشوفة يتصرف ويواجه العامل خبطاب من ويطلق ديده ووعيده للدنيا كلها فيذعر العامل كله ويؤلبه ،ميلك أسلحة الدمار الشامل

وال . .ال أولوية عنده وال مرحلية وال سياسة شرعية ؛على املسلمني يف كل بقاع األرض ..خطابه احلماسي األجوف من أذى وتضييق وتشديد على املسلمني على ما يترتبيهمه

وال يلتفت أو يضع يف حساباته معرفة واقع اليوم ومكائد األعداء واألوىل باجلهاد فال يفرق بني جهة وجهة وبني نظام ونظام حيثما تيسرت له بعض األسلحة ،منهم



ن أن ينظر يف الفوائد والعوائد واملصاحل ا يسهل من األهداف دومواملتفجرات اختار ..واملفاسد

وحال ،وليس يف برناجمه وال يف حساباته النظر يف واقع البلد اليت يتحرك فيهاوال يفكر بدراسة حال أهلها ليختار من اخلطاب ،املسلمني فيها وموقفها من قضاياهم

عظم املصاحل لإلسالم الشرعي الناضج ما يناسب املرحلة والظرف واحلال وما حيقق أوإذا راجعته بإطالق أطلقه أو ،فذلك كله ال يعينه. .واملسلمني ويدرأ عنهم أعظم املفاسد

تصريح قذف به هنا أو هناك استغلته وسائل اإلعالم لتشويه الدين والتأليب على ؟؟. .أليس هذا من الدين :اكتفى يف حماجته لك بقوله. .املسلمني

وال نظر يف مهم وأهم وراجح ومرجوح أو فاضل . .سدةومل يراع مصلحة أو مف ..ومفضول

ما أنت مبحدث قوما حديثا ال ( :ويف األثر الذي يرويه مسلم عن عبد اهللا بن مسعود .)تبلغه عقوهلم إال كان لبعضهم فتنة

ال يكون الرجل إماما يقتدى به حىت ميسك عن بعض ( :وعن عبد الرمحن بن مهدي ).ما مسع

أما مسعت حديث :فقال السائل .ض أهل العلم عن شيء من العلم فلم جيبوسئل بعفإن !أترك اللجام واذهب :؟ فقال )من علم علما فكتمه أجلم يوم القيامة بلجام من النار(

.فليلجمين به ،جاء من يفقه وكتمته

والعمل اجلهادي أو الدعوي إذا مل يهيمن عليه عقل ناضج ويوظف خبطاب إعالمي واضح وبرنامج حمدد معلوم لألنصار ولعموم الناس فقد يوظفه أعداؤه ملآرم واع

ويصبغوه باللون والصبغة اليت يريدون ويقطفون خببثهم وبسطحية أهله من الثمرات اخلبيثة ..ما يشتهون

..وقد مسعنا ورأينا من ذلك أمثلة كثرية

من صحافة ممنابر اإلعال فرأينا من املتحمسني من تسلط عليه األضواء وتسخر لهوتلفاز وغريه ما دام خطابه مصبوغا مبا خيدم بعض مصاحل األعداء كتهييج الناس على املسلمني وتأليبهم على الدعاة وحشد املربرات اليت تسوغ قمعهم وتساعد على التضييق

يات حىت أننا رأينا من تسخر له وسائل اإلعالم ليتحدث عرب الفضائ ،عليهم واستئصاهلم



والبعض اآلخر يتكلم عن خططه المتالك قنابل ،عن األلغام الطائرة اليت اخترعها تنظيمهوغريه يتكلم عن ،ألف قتيل ائةموغريه يتوعد بضربة مزلزلة يف أمريكا ستحصد . .نووية

.ونسمع هنا وهناك جعجعة يستغلها األعداء وال نرى طحنا. .ضربة مذهلة ورد صاعق

ات الدول اليت حتترم مصاحلها يرى من ميتلك منها مثل هذه والناظر إىل سياس ةوهؤالء الشباب يلقون دون مباال ،القدرات حقا وفعال يراوغ كي ال يعترف بامتالكها

بأمثال هذه التصرحيات الرنانة وذلك اخلطاب الناري الذي ال خيدم مصاحل املسلني وال ن ويصبح وسيلة وذريعة يتخذها جهادهم وال يراعي استضعاف مستضعفيهم يف كل مكا

..األعداء لتحقيق مآرم املختلفة

كما رأينا من يستغل ويستعمل عرب وسائل اإلعالم لبث خطابه املصبوغ بالطعن بالدعاة املخلصني ورموز اإلسالم ومشاخيه العظام كابن تيمية أو حممد بن عبد الوهاب أو

يف التنبيش عنها بني طيات كتابام سيد قطب وحنوهم لبعض اهلنات اليت أفىن عمرهفينطلق بغبائه بدافع تصفية احلسابات مع بعض اإلجتاهات أو اجلماعات املخالفة ،العظيمة

له ويسخر جهده ووقته للطعن يف أهل الدعوة واجلهاد من العلماء والدعاة ويستغله م ووسائل ويستعمله الطواغيت يف ذلك فينشرون له كتاباته ويسخرون له منابره

كل ذلك منهم حلرب اإلسالم واجلهاد وتشويه العلماء وااهدين وينساق الغر ،إعالمهم .معهم حبماس وغباء حلسابات عنده خاصة وهو حيسب أنه حيسن صنعا

وأحيانا تسخر صفحات اجلرائد ملقابالت مع بعض املتحمسني أو الغالة وميكنوا من من التخليط عرب وسائل اإلعالم ويركز فيها عن عمد نشر عقائدهم اليت حتوي على كثري

ويظهر حتديدا تكفريهم لبعض املشايخ أو العلماء املشاهري أو تكفريهم لبعض عوام الناس أو بعض أقطاب املعارضة للنظام ليحرف الطواغيت بذلك املعركة ويبعدون حرا وحراا

..عبعنهم إىل أولئك املشايخ أو املعارضني أو عامة الش

مث ما يفتأ أن ينقلب الطواغيت إىل مدافعني عن الشعب وعن العلماء بل وعن الضالة وحنوه مما يصفون به عموم ! !املعارضني من هذه األفكار التكفريية واخلارجية

وينربون لقمعهم هم وغريهم من الدعاة وااهدين حتت هذا الغطاء ويسهل هلم ،الدعاةبأشياء مرجوحة أو مبكفرات غري صرحية أو بفتح جبهات مع بعض السذج ذلك بانشغاهلم

. .فجار أو كفار غري حماربني للدين فيشتتوا بذلك دائرة الصراع وخيلطوا األوراق



ولو تأملوا سرية نبيهم صلى اهللا عليه وسلم وخطابه املراعي للمرحلة واحلالة اليت متر حممدا يقتل أن دعهم ال يتحدث الناس( :ؤمنة وتدبروا قوله يف بعض املراحلا الفئة امل

. .ومن أين تؤكل الكتف. .ولفقهوا كيف تورد اإلبل. .لعرفوا األوىل فاألوىل )أصحابه

وما أفقه احلسن يوم أنكر حتديث أنس للحجاج حبديث العرنيني وما عاقبهم النيب ريعة إىل ما كان بل اختذها فعال وسيلة وذ ،ألن احلجاج سيتخذها!صلى اهللا عليه وسلم به

!!يعتمده من املبالغة يف سفك الدماء بتأويله الواهي

ولذلك أعتقد جازما أن تصنيف بعض العلماء واجتهادهم يف إثبات جواز كشف وتصديه بكل ما أويت من ،املرأة للوجه والكفني يف زمن التحلل والتفسخ والتربج والسفور

من خالفه وقال بوجوب سترمها ذلك غفلة منه عن مراعاة واقع أهل قوة للرد على كل ... العصر وصاحبه قد حرم هذا الفقه بغض النظر عن صحة مذهبه أو خطئه

ولشيء من هذا القبيل شنع على أخينا الشيخ أيب قتادة فك اهللا أسره وأسرنا يف فتواه يفعلون بنساء وصبيان ااهدين خبصوص قتل نساء وصبيان جنراالت اجلزائر الذين كانوا

. .األفاعيل

ومن يعرف طبيعة اجلزائريني وشدة الغالبية منهم إال من رحم اهللا يرى أن أخانا مل فهو إن ،حيالفه التوفيق يف خطام ا، بغض النظر عن ظروف الفتوى ودواعيها وأدلتها

..شاء اهللا جمتهد له أجر على أقل األحوال

ولكنهم ،فال حيتاجون ملثل هذه الفتوى والشيخ أصال مل حيررها هلمأما الغالة منهم مع هذا ومع عداوم للشيخ وتكفري بعضهم له ال يؤمن أن يتخذوها ذريعة ملزيد من

بل أطلقها ،وقد صارت هذه الفتوى عقبة يواجه ا الشيخ يف كل آن ،اجلراءة على الدماءموها فصاروا يدونساء اجلزائر عون أنه أفىت جبواز قتل أطفالخصومه غري املنصفني وعم

..فعليهم من اهللا ما يستحقون ،هكذا عموما

وال ،وجلها وأبن مقاصدها ،إذا نطقت فاحسب كلماتك :وقد قال بعض األدباء ،وال تطلق ما قد يساء فهمه ويستشكل وحيتاج إىل شرح وتوضيح ،جتعلها محالة أوجه

وإن كان يف قلبه مرض صرف قولك ووجهه كيف . .لك تأويالفإن اخلصم ال يذكر ..شاء



ومن أمثلة اخلطاب اإلعالمي الذي ال يراعي إمكانات الفئة ااهدة وال حيسب ما ..ملعطيات الواقع حساباته وال يراعي األوىل واألهم وال يتعاطى مع املرحلة بأولوياا

..ديثاقرأناه ومسعناه يف بيانات بعض ااهدين ح

قت الذي كان القتال فيه حمتدما بني فئات الشعب العراقي املختلفة ويف مدنه وففي الوالذي كانت خترج علينا فيه طوائف الضالل اليت فعلت وال زالت تفعل بأهل ،املتفرقة

ليعلن رؤوسها ومرجعياا وقادا بل وعوامها على شاشات التلفزة أم ،السنة األفاعيلوأن مصاب الفلوجة –مع أم مل يقفوا ولن يقفوا –جنب أهايل الفلوجة يقفون إىل

..مصام والدم النازف فيها دمهم

ولكن ،خرج علينا بعض ااهدين الذين ال نشك يف إخالصهم ووالئهم للدينليعلنوا للدنيا كلها خبطاب ساذج ؛بنضوج خطام وخربام وحسن اختيارهم وتوقيتهم

ااهدين وال إمكانام وال واقع البلد وطبيعة املرحلة يدعون فيه إىل ال يراعي ظروفإشعال احلرب على تلك الطوائف ويعلنون استهدافها وسعيهم لقتل رؤوسها ومرجعياا

ع أن ذلك كان قد ألصق بلسان الطائفة واإلعالم مبل وتبنيهم قتل من قتل منهم سابقا صدق ذلك ويؤكده توجيها للصراع إىل األمريكان وصاحبنا بدال من أن ي ،باألمريكان

ه ودماء ميربئ ساحتهم ويتحمل هو ويحمل ااهدين ومن مث أهل السنة تبعات د . .العشرات الذين قتلوا معه

،ليفتح اال بذلك أمام أعداء اهللا من الصليبيني وغريهم الستغالل هذا اخلطابكما قد حاولوا من قبل جعله ، حيضرون هلاوجعل صاحبه مشجبا للحرب األهلية اليت

وحيرصون على أن يصبغوه بالصبغة اإلرهابية املستهدفة لعوام ،رابطا بني القاعدة وصدامالشعب العراقي بل ولعوام الشعب يف بلده من خالل استغالل بعض العمليات احملبطة اليت

النظام له تلفيقا وتزويرا وبتشويه ينسبها له أحيانا بعض الشباب يف اعترافام أو ينسبها وكم أمتىن أن ينضج خطابه ويوفق يف اختياراته ليضيع عليهم ،كبري يف أحيان أخرى

الفرصة وميسي رمزا من رموز اجلهاد وبطال من أبطال مقاومة االحتالل الصلييب يلتف . .حوله عموم ااهدين بل وعموم أهل السنة هناك

فهذا قد ،اإلخالص والورع وال اجلرأة والشجاعة وحسبولكن ذلك ال يكفي له يكفي للقادة امليدانيني وما أكثرهم أما القائد العام والرمز الذي حيرك الناس ويقود اجلماهري واألمة بأمس احلاجة إليه اليوم فتلزمه خصال وصفات أخرى يف مقدمتها نضوج

اة ظروفه ومعطياته يف كل خطوة ختيار ومعرفة الواقع ملراعاالاخلطاب اإلعالمي وحسن ويلزمه فهم سرية النيب صلى اهللا عليه وسلم وكيف كان خياطب كل أناس ،واختيار



خطابا يوائم خلفيتهم ويراعي ظروف املرحلة وإمكانات املسلمني وأهم احتياجام . .وأولويام دون مس بالثوابت واألركان كما قدمنا

ة والسطحية أو يربره كون تلك الطوائف فعلت وال خيرج ذلك اخلطاب من السذاجفهم ؛يف أهل السنة األفاعيل من خطف للنساء وقتل للعلماء واحتالل للمساجد وحنوه

خلبثهم يفعلون ذلك وأكثر منه كما بلغنا عن الثقات ولكن بدهاء مينعهم من أن يعلنوا عنه فاعيل يف خمتلف مناطق بل على العكس فهم يفعلون هذه األ - ال كما يفعل صاحبنا -

العراق ويفعلون أشياء منها يف إيران كما فعلوا مثلها من قبل يف أفغانستان على أيدي ،حزب الوحدة الذي كان يتحالف مع مجيع أعداء أهل السنة ولو كانوا من الشيوعيني

وهكذا هم كلما سنحت هلم . .وكما فعلت منظمة أمل يف لبنان يف تل الزعتر وغريهولكن احلاصل اليوم ،أعرف هذا وال خيفى علي ، التنكيل بأهل السنة ال يضيعوهافرصة يف

بل ؛ألهل السنة يف العراق على أيديهم ال يتبنونه وال يعلنون عنه أو يتخذون منه خطاباعلى العكس فإن الصبغة املعلنة والظاهرة خلطام السياسي أن ال فرق بني السنة والشيعة

م يف إيران ولبنان عن وقوفهم إىل جنب أهل السنة وأن السنة إخوام ويعلنون هم وأعواواستنكارهم ملا حيصل هلم يف الفلوجة ويف فلسطني وغريها وال يثريون يف إعالمهم

خالفا للحقائق على أرض - اخلارجي قضية السنة والشيعة بل حياولون يف خطام املعلن ائفتهم مذهبا خامسا مضافا إىل املذاهب األربعة وجعل ط ،تذويب هذه الفروق -الواقع

ألهل السنة ال طابورا خامسا متآمرا عليهم منذ زمن هوالكو إىل اليوم، وهذا اخلطاب ال لكنهم ال يعلنون عن ،تسمعه بالطبع يف أماكن نفوذهم وتسلطهم على أهل السنة

ار من الناس اليوم يتهمون ولذلك ترى األغر ،أفاعيلهم كما يفعل السذج من أهل السنةبينما يصفون تلك الطوائف باالعتدال والنضوج ،أهل السنة بالفتنة والتفرقة والسطحية

حىت إم ألجل ذلك ولتكريسه يف أذهان اجلهال ال يبثون ،الفكري واحلرص على الوحدة ! ..!عرب فضائيتهم أذام املخالف ألذان أهل السنة بألفاظه وأوقاته

دينهم القائم على التقية جييز هلم هذا النفاق والتلون واخلداع كتلون وإذا كان إمكانام ةبل نطالبهم مبراعا ،فنحن ال نطالب جماهدينا بالتقية أو التلون ؛وخداع احلرباء

،وحجمهم وحاجات أمتهم وتقدمي األولويات يف خطام اإلعالمي ويف اختيارام العمليةإذا ترعد له آنف ( :ى اهللا عليه وسلم الذي يفهم مما تقدم يف قولهوأن يفعلوا فقه النيب صل

فهذه الطائفة )دعهم ال يتحدث الناس أن حممدا يقتل أصحابه( :وقوله )كثرية بيثربوأمثاهلا شاء ااهدون أم أبوا حمسوبة إعالميا وعامليا على اإلسالم كما كان املنافقون يف

ومل تقتلعها اخلالفة حىت يتمكن ،وسلم حمسوبون على اإلسالمن النيب صلى اهللا عليه مزل معه مفهي واقع جيب التعا ،أولئك ااهدون من استئصاهلا ببعض عمليات النكاية



فاألصل أن يكون . .ومن يؤت احلكمة فقد أويت خريا كثريا ةبالسياسة الشرعية واحلكممع هذه الطوائف وإن احتيج ملثل ذلك خطاب ااهدين اإلعالمي متجنبا الدعوة للصدام

رح على أنه استراتيجية طسلمني وال يطرح على سبيل دفع الصائل الذي جيوز حىت مع املفيحسب عند املراقبني ويستغل عند األعداء على أنه فتنة ؛أو ج حيرض عليه املسلمون

ون احلقيقيون من ودعوة من أصحابه إىل احلرب األهلية يف الوقت الذي يعلن فيه املعتدأهل تلك الطائفة رفضهم للفتنة واحلرب األهلية ويدندنون يف إعالمهم على أخوم ألهل

..السنة ونبذهم للفرقة كذبا وزورا

؛واملقصود أنه ال ينبغي أن يتخذ دفع الصائل الذي هو استثناء جيوز حىت مع املسلمني ..عليه ااهدون عموما وعلنا اختيارا أصليا وخطابا عاما يعلن لألمة وحيرض

بل ميكن ممارسة ذلك بدفع عدوان مثل هذه الطوائف ورد أذاها بل واغتيال رؤوس نهم إن لزم األمر دون أن يتخذ ذلك خطابا عاما مالكفر والتحريض واالعتداء والفتنة

. .نيوإعالنا ال يفرق بني املعتدي منهم وغريه وال بني الرؤوس الضالل والعوام املضللفخطاب اجلهاد العام واألصيل والذي يتفق عليه عوام املسلمني وخواصهم ال يصح أن

..ةيذوب يف فروعه أو يضيع باالنشغال يف استثناءاته أو يف اختيارات أخرى مرجوح

متاما كما أنه ال يعقل أن يصطبغ مثال خطاب ااهدين اإلعالمي العام بالدندنة حول وهو خطاب خاص استثنائي فرعي خاطب به النيب ،بيان يف البياتجواز قتل النساء والص

فال يصح وال يعقل أن ؛صلى اهللا عليه وسلم خواص ااهدين لريفع عنه احلرج يف اجلهادفيطنطن على سبيل املثال ،يتخذ هذا اخلطاب اخلاص ويحول إىل خطاب إعالمي عام

ة العاملية ويدندن حوله يف الفضائيات حول جواز قتل النساء والذرية وختاطب به الصحافبل خياطب الناس باخلطاب اإلسالمي العام ،والبيانات واإلعالنات اليت خياطب ا العامل

ن النهي عن قتل النساء واألطفال والشيوخ والزمىن مالذي هو األصل يف اجلهاد اإلسالمي ..والرهبان وحنوهم ممن ال يقاتلون وال يعينون على قتال

..ل األصل وخياطب الناس باالستثناءميصح حبال وال يعقل أن يهوال

فقد كان إظهارا ،ن خطاب النيب صلى اهللا عليه وسلم مع قومهمومثل ذلك ما تقدم وإعالنا حملاسن ديننا األصيلة اليت تنسجم مع الفطر وجيمع عليها مجيع العقالء ومن ذلك

ال يعقل أن يترك هذا اخلطاب األصيل يف ؛الصدق الذي ذكره أبو سفيان ونقله هلرقلويستبدل خبطاب إعالمي عام يدندن على ؛ديننا الذي حيث على الصدق وحيرم الكذب

وجيعل ذلك صبغة للخطاب اإلسالمي أو يساء استعماله ،جواز الكذب يف احلرب مثال



يهم حىت يوصم الدعاة بالكذب مع أن نب ةلغري حاج همصراعيويتمادى به ويفتح على فيتحول الفرع واالستثناء ! !صلى اهللا عليه وسلم كان يعرف عند أعدائه بالصادق األمني

ويصري أو يتخذ خطابا ؛الذي خوطب به خواص ااهدين لرفع احلرج عنهم يف احلرب ..املدعوينوعاما للناس

،يا أخي هذا من ديننا وال نستحيي أو خنجل منه :صغار العقول والسطحيون يقولون .وال حرج من صبغ خطام العام به مولذلك فال مانع عنده

ولكن سرية نبينا ؛واهللا ال يستحيي منه إال من كان يف إميانه دغل :وأنا أقولفرقت يف - إضافة إىل مراعاا لواقع املرحلة وظروف املسلمني وإمكانام - وسياسته

ب أن تتخذ خطابا إعالميا دعويا اخلطاب الدعوي بني األصول والقواعد املقررة اليت جيوبني الفروع واالستثناءات أو األحكام اليت وردت أو شرعت لظروف خمصوصة ؛عاما

ويف مراحل أو أحوال معينة أو هي من اخلطاب اإلسالمي اخلاص وال يصح أن يشحن ا ..بصرهوال يفقه هذا ويتسع له صدره إال من هداه اهللا ووفقه وعلمه و. .اخلطاب العام

،وقعت ألحد إخواننا مع طبيب لألسنان يف السجن ةويناسب أن أختم هذا بلطيفوهي ترمز إىل واقع أكرب لكثري من ااهدين والدعاة اليوم يف عدم مراعاة خطام للواقع

..واملرحلة والظرف

،فقد كان ذلك الطبيب نصرانيا وكان أخونا حمتاجا للعالج عنده إذ ال طبيب غريهفكان فيما . .به القاعدة وجماهدوها من أعمال هنا وهناك م جرى حوار بينهما عما تقوو

أصال أنت لو وجدت الدولة اإلسالمية فليس لك إال اجلزية أو :رد عليه األخ أن قال له ..وذكر ذلك بطريقة عصبية استفزازية! !..السيف

الدكتور النصراين املعاجل ذي واجه به صاحبنا ذلك ستعالئي الهذا اخلطاب اال :لوأقأو املغرية بن شعبة أو قتيبة بن كعبادة بن الصامت يناسب قائدا من قادة املسلمني ! !له

مسلم يتقدم جيشه اجلرار ليخاطب به طاغية معاندا متعجرفا كعظيم الروم أو الفرس أو يدي اجلالد والقتال وضرب الرقاب وقطع يواجهه به بني ؛ملك مصر أو الصني

وال يناسب أبدا أو يراعي الظرف واملرحلة واحلال اليت يسلم فيها صاحبنا فكه . .األوصال !!ورأسه ملبضع ذلك الدكتور النصراين ليعاجل له ضرسه

أيضري صاحبنا شيء شرعا أو يعد مداهنا أو متنازال عن بعض األصول أو مميعا لشيء جل له والذي ليس بيننا وبينه يف هذا الظرف من الثوابت لو أنه خاطب ذلك النصراين املعا



أكان يضريه شيئا أن خياطبه خبطاب التأليف والترغيب والتبشري والتيسري :أقول ؛إال الدعوةويتأكد ذلك كما ،الذي هو من ديننا وحنن مأمورون به أصال مع من مل حياربنا يف الدين

؟..تقدم حال استضعافنا

،يف ظل دولة اإلسالم ال يجرب وال يكره على تغيري دينهإن النصراين :فيقول له مثالوإذا احترم ديننا ومل يطعن فيه ورضي بأن يكون مواطنا للدولة بأن يدفع اجلزية كانت له ذمة اهللا ورسوله صلى اهللا عليه وسلم وصارت له من احلقوق واألمن واألمان على نفسه

..الدول تعصبا للنصرانيةوماله وعرضه ودينه ما ال جيده اليوم يف أشد

مث يبين له أن حقيقة اجلزية أا مبلغ زهيد ال يذكر يف مقابل ما يأخذه طواغيت اليوم وهو أيضا مبلغ ال قيمة له مقارنة مع ،من مكوس وضرائب ومظامل يف شىت مناحي احلياة

ه من زكاة ويعفي ،ما يعطى لصاحبه من استحقاقات ومواطنة ومحاية يف ظل دولة اإلسالمكما يعفيه من املشاركة يف الدفاع عن الوطن فال جتنيد عليه ،املال اليت جتب على املسلمني

،وال عسكرية أو جهاد بل جيب على الدولة محايته ومحاية ماله وذريته ما دام مواطنا فيهانني الدولة ومن آذاه فقد خفر ذمة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ما دام الذمي حمترما لقوا

وأن هذه اجلزية ،املسلمة غري حمارب للمسلمني وال مظاهر لعدوهم أو طاعن يف دينهمكثريا ما كانت ترد إىل النصارى أيام اخلالفة عندما كانت الدولة تعجز عن محايتهم يف

وأن ،بعض أقطارها وكان كثري من اخللفاء يسقطوا عمن كرب وشاخ من أهل الذمةنصارى كانوا يقاتلون إىل جنب املسلمني طوعا واختيارا ضد الروم والصليبيني كثريا من ال

وما يعرفونه من ظلم أقوامهم الذين ،من أبناء ملتهم ملا عايشوه ورأوه من عدالة اإلسالمإىل آخر ذلك من . .يأخذون منهم أضعافا مضاعفة لتلك اجلزية مكوسا وضرائب ومظامل

والذي هو حق ال مرية فيه يف ديننا وليس فيه أدىن ،األصيلاخلطاب اإلسالمي الدعوي . .حتريف لألصول وال متييع للثوابت

اب الذي يعرض طأال ترى معي الفرق الشاسع والبون الواسع بني هذا اخل :أقولاب ال جيعل النصراين أخا طفهو خ ،اجلزية ذه الصورة املشرقة دون تنازل عن الثوابت

ستعالئي الذي وبني ذلك اخلطاب اال. .آمنا له حقوقه احملفوظة واملكفولة بل مواطنا ،حبيباورمبا عده ذلك النصراين صادرا عن الكبت السجوين كعادة أعداء ،يظهر اجلزية كمسبة

إذ هو خطاب يظهر ..اهللا يف دعواهم أن خطاب الشدة والعنف من اإلفرازات السجونية .بة استرقاق وإهانة وإذاللبل كضري ،اجلزية ال كرسم مواطنة

الشيء الذي ال يتناسب مع واقع استضعاف أخينا وال يالئم خطاب التبشري والدعوة . .إىل الدين الذي ال ميلك يف ظل القيد غريه



على كل حال فال زال أخونا إىل ساعة كتابة هذه السطور يدفع جزية أو ضريبة وال زال إىل اليوم يسعى يف إصالح ذلك ستعالئي الذي جاء يف غري حمله الطاب اذلك اخل

وقد قرأت عليه هذا واستفاد ! !الضرس الذي أتلفه ذلك النصراين على إثر ذلك اخلطابأننا اليوم حباجة إىل خطاب إسالمي ناضج واع . .منه وأقره ليستفيد منه غريه واخلالصة

ويقدم األولويات يهتم برفعة الدعوة واجلهاد ويراعي حال املسلمني وأهم ما حيتاجونهخطاب ال يكون صاحبه مبعزل ،عظم املفاسد فيدرأهاأويرجح أعظم املصاحل فيقدمها و

ويعرف كيف . .عن واقع األمة وظروفها وإمكاناا عموما وإمكانات ااهدين خصوصاخياطب األعداء كل حبسب حاله من خالل تبصره بواقعهم وخلفيام األخالقية والسياسية

؛ية والعقائدية وطبيعة شعوم ونقاط الضعف عندهم ومواضع احلساسية والتأثريوالتارخيليتوائم خطابه ويتالئم مع ما حيقق مصاحل املسلمني ويكبت عدوهم أو يضعضعه ويشتت

..مشله

فال مييل إىل خطاب أهل التفريط والتمييع الذين حطموا األصول وتنازلوا عن الثوابت عتدال يف اخلطاب وإرضاء األعداء أو ؤوا من الشرائع حبجة االوهدموا األركان بل وترب

عدم إسخاطهم، وحقيقة ذلك انسحاق حتت بساطري إرهام الفكري واندحار أمام . .عوملتهم وثقافتهم الفاسدة

وال إىل أهل اإلفراط يف عدم مراعام ألولويات اجلهاد ومسعته املشرقة ومصاحل األمة وخلفيات األعداء وأحوال ،اهدين ومعطيات الواقع واملرحلةوظروفها وإمكانات ا

. .موشع

واهللا اهلادي إىل سواء السبيل



ة اخلامسة عشرالوقف

وةــــدعـوق الـقـع

)يونـالفصام(

معتقل يف سجين وكان للتو راجعا من أحد اكم أحزنين أن خياطبين أحدهم وأنأنتم إيش جالسني تعملون عندكم يف : (( را البلدان متحمسا للقتال هناك بقوله مستنك

! ! )) هذه البالد

وكان ذلك ردا متشنجا منه على حتفظات ذكرا له حول ييج الشباب وحتميسهم . . للسفر إىل ذلك البلد وتفريغ الساحة بذلك من العاملني والدعاة

مع ) ا أحزنين هذا أبدا لو قلتها يل وأنا يف بييت ومع زوجايت وأوالدي مل: ( فقلت له أين بفضل اهللا قد جعلت حيايت كلها للدعوة ، وزوجايت يعرفن أن دعوة التوحيد هي شريكتهن الثالثة ، واليت هلا التقدمي والصدارة ونصيب األسد وأرجو من اهللا تعاىل أن ألقاه

..وأنا مائل إليها ، وهو ميل ال يزعج أهلي حبال بل يقر أعينهن بفضل اهللا

أما أن يخاطبين ا وأنا خلف أشباك األسر وقضبانه فأظن أن ذلك غفلة منه وعيب ( ( ..

وأنا هنا ال أمن على ديين ودعويت بسجين وبالئي ، وأعوذ باهللا من ذلك وأستغفره فلواله عز وجل ملا اهتدينا وملا دعونا وملا .. سبحانه وأسأله أن يتقبل أعمالنا كلها

تنا يف األسر وال يف غريه ولكين أردت لفت نظر ذلك املخاصم إىل أن جاهدنا وملا ثبالبديل عن النفري إىل تلكم اجلبهات اليت حيرض عليها ونتحفظ حنن على حتريضه ، ليس البديل دوما هو النوم والقعود والركون إىل األوالد والزوجات والدنيا ، كما يراه أو يظنه

، أو اخلصاميني ؛ ألم ابتدعوا لنا فصاما نكدا وخصاما هؤالء الذين مسيتهم بالفصاميني !! غريبا عجيبا بني الدعوة واجلهاد

لذلك فإن أملي من خطاب ذلك الصاحب ليس ألجل شخصي بقدر ما هو ألجل الدعوة اليت أحتسب عند اهللا أين بسببها خلف القضبان ويستخف صاحيب باالشتغال ا

..



ذا الفصام واخلصام النكد بني دعوة التوحيد واجلهاد والذي وكم آملين ويؤملين هاستشرى بني هؤالء الشباب املتحمسني ، بدعوى عجيبة ذكرها ذلك الصاحب حني قال

!!) ..يا صاحيب بعد أحداث أيلول مل يعد هناك دعوة اآلن ال دور إال للقتال : (

تعاىل أين مل أمسعه إىل اآلن عجيب هذا التقرير والتأريخ من صاحيب هذا وأمحد اهللا من غريه ، فبادرت إىل الكتابة فيه فورا وعجال كي أستأصل شأفة هذا الفصام وأقطع

..دابره

أيها الصاحب العزيز لن أقرعك أو أرميك باجلهل وضحالة التكفري وضيف األفق لن.. وقصر النظر وسطحية الفهم ، وإن كنت بفهمك ذلك ليس بعيدا من هذا كله

أقابلك بذلك يف مقابل رمي أمثالك من الفصاميني ألصحاب الدعوة بالقعود والركون إىل .. فما هكذا تعاجل األمراض وما هكذا يستشفى من العلل .. الدنيا واألوالد والزوجات

ولكين سأقول لك اجلس معي نتحاور دوء ، وافتح يل قلبك وصدرك ودعنا من التعنت .. واملناكفة

أوال أيها الصديق ؛ من أين خرجت أنت وإخوانك وقادتك ااهدون فالن أسألك ؟ .. وفالن وفالن

أليس من رحم الدعوة إىل اهللا قد خرجوا ؟

ومن الذي بفضل اهللا أخذ بيدك واستلك من بني مناهج دعوات الضاللة والتفريط لبصرية يف الفهم واإلرجاء وجنبك مزالق الغلو واإلفراط يف التكفري ووجهك إىل هذه ا

؟ فلماذا هذا التنكر ..والتوحيد ؟ أليس ذلك كله بربكات دعوة التوحيد املتميزة ودعاا مث ما الذي أوجد هذا اجلهاد املتميز املبارك الذي كنا نتطلع إليه وحنلم به منذ ! والعقوق ؟

..عقود ، أليست هي الدعوة املتميزة إىل اهللا ؟

ال إله غريه لقد رأيتين يف بيشاور مرات ومرات ويف أفغانستان أيها احلبيب واهللا الذيمثل ذلك وعرض علي أثناء ذلك مرارا لقاء بعض قادة اجلهاد الذين أعد بعضهم اليوم من

كما قال عبد اهللا بن –سادات ااهدين يف زماننا وزينة أهل العصر ، فكان عندي آنذاك ألن .. ) أن ألقى بعرة أحب إيل من ألقى أحدهم ( – املبارك يف بعض الرواة املتكلم فيهم

ة يف طواغيت احلكم وأنصارهم وكانوا يتخبطون يف العالقات غبصائرهم وقتها كانت زائأو التحالفات مع كثري من رؤوس الضاللة ممن قد بصرنا اهللا تعاىل فيهم ويف احنرافام يف

ن يف حراسة أولئك الرؤوس الضالل وقت مبكر كان فيه بعض هؤالء الفصاميني يسهرو



أقول .. ويبذلون مهجهم حلمايتهم والقتال معهم ، مث افتضح أمرهم اليوم للقاصي والداين ما الذي نقل أمثال أولئك يف قلوبنا من مقام البعرة إىل مقام الدرة والشامة يف جبني اد :

..ا ومصنفاا وكتاباا وشيوخها ؟؟ الدعوة اليت ؟ أليست هي بركات الدعوة ومثرافمن أين جئتنا أيها .. جيب أن تبقى مواكبة للجهاد مسايرة له ال تعطله وال يعطلها

الصاحب ذا الفصام النكد ؟

–ما أردت إفهامك إياه ومل حتسن االستماع واإلنصات وقتها إليه .. أيها احلبيب ماع ، مع أن من أهم آداب كما هو شأن أكثر الفصاميني فإم لألسف ال حيسنون الس

.. طالب العلم حسن االستماع ؛ هو أمر يف غاية األمهية فافتح قلبك لعلك تعيه

.. إذا ما أردنا أيها األخ املفاضلة بني الدعوة واجلهاد

ما نوع الدعوة اليت توضع يف الكفة املقابلة للجهاد ؟ : سألنا أوال

يف الكفة األخرى ؟ ما نوع اجلهاد الذي نريد وضعه : وثانيا

فإذا كان الكالم عن دعوة من الدعوات املنحرفة أو اإلرجائية أو دعوة مسخرة لألنظمة ، مدجنة للطواغيت ، مطوعة لسياسام ، أو دعوة برملانية دستورية تشريعية ؛

وال جمال للمقارنة واملوازنة بينها وبني أدىن أنواع . . فسحقا مث سحقا هلكذا دعوات .. هاد اجل

وكل عاقل يعرفنا يعرف أننا بفضل اهللا وتوفيقه أبعد الناس وأبرئهم من هذه الدعوات وأننا حني نتكلم عن الدعوة أو نذكرها فال نعين شيئا غري دعوة التوحيد املباركة ..

املتميزة اجلامعة الشاملة اليت ال تفرط جبانب من جوانب التوحيد وال متيع أو تلمع نوعا منأنواع الشرك ، الدعوة اليت أوثق عراها احلب يف اهللا والبغض يف اهللا واملواالة يف اهللا

.. واملعاداة يف اهللا ، ملة إبراهيم ودعوة خامت األنبياء واملرسلني

فضع أيها احلبيب هذه الدعوة يف كفة امليزان األوىل ، وتعال والتفت معي اآلن إىل . . الكفة األخرى

؟ . . قتال ذاك الذي تعنيه فأي جهاد أو



أقتال متخبط حتت رايات جاهلية ؟ ال أظنك تعين هذا فهذه ليست أجبدياتنا وال يعنينا مثل هذا القتال وال نعمة وال كرامة ملثله أن نضع له اعتبارا ؛ فضال عن أن نقارنه

.. ونوازنه بدعوة التوحيد

، مسحة إسالمية ممزوجة مبسخة دخن أم قتال خيلط بني اإلسالم والوطنية اجلاهليةوزيغ جاهلية ، يظلل حتت لوائه ويف ظل وحدته الوطنية املسلمني وارمني والكفار والفجار ، وجيعل العالقة بينهم عالقة األخ مع أخيه أو االبن مع أبيه يف ظل املصلحة

ناقضة ؛ وألين والعدو املشترك الذي عليه تتوحد الصفوف املتخبطة وجتتمع الرايات املتلرجحت به وأعرف حمدثي ، فهو قطعا ال يقصد هذا ، ولو قصده لطاشت كفته وطارت

.. دون أدىن شك كفة دعوة التوحيد

بقي أن نقول أن صاحبنا الفصامي اخلصامي ؛ يقصد جهادا نظيفا من كل هذا ؛ ، جهاد يكفر جنده من رحم دعوة التوحيد قد خرجوا ، ويف ظالهلا قد تربوا ودرجوا

بطواغيت الكفر كلها ويربأ من الرايات اجلاهلية والتوجهات الضاللية ؛ فعلى الرأس والعني وحي هال مبثل هذا اجلهاد الذي ما نعد أنفسنا ونريب أبناءنا وإخواننا إال ملثله ، ومل

.. خناصمه ولن نفصمه عن الدعوة يف يوم من األيام

ومثله قوم كثر لألسف قد ابتدعوا خصاما لكن ومع هذا كله وما دام صاحيب .. وفصاما بني هذا اجلهاد والدعوة اليت أمثرته

ولذلك فطاملا مسعنا منهم أشياء من قبيل ما أمسعنيه ذلك الصاحب ، وإذا كان هو قد ؛ ) أيلول(خاطبين به من خلف قضبان سجين على حدة وابتدع هلذا الفصام ذلك التأريخ

بال تاريخ وأعلنوه يف أشرطة مسجلة وجهوها لألمة بثتها الفضائيات ، أو فغريه قد أطلقوهيف بيانات طنانة وتصرحيات رنانة ضربت ا أكباد املطي يف كل وجه من أرجاء املعمورة عرب الشبكة العنكبوتية وغريها ؛ فعيروا إخوام لزومهم لدعوم ورموهم بالتقصري ،

وختلفا عن اجلهاد ، مع أن هؤالء الفصاميني لوال دعوة واعتربوا لزوم الدعوة قعودا التوحيد ملا كان جهادهم وكالمهم وأشرطتهم وبيانام على اجلادة ، ولوالها ملا ساووا عندنا بعرة كما تقدم ، إذ أم يف أحضان دعوة التوحيد شبوا وترعرعوا ، ومن كتابات

ثدي هذه الدعوة املباركة اليت من ألباا مشاخيها ودعاا قد رضعوا ؛ فعالم إذن يعضوننبتت أجسادهم وصحت توجهام ومبا اغتذوه منها منت عضالم واستقامت على اجلادة

ولوال تلك احلضانة وتلكم الرضاعة ألصام ما اهللا به عليم من اآلفات ! مناهجهم ؟ .. ماننا والتشوهات واإلعاقات املنتشرة بني الفرق والطوائف واجلماعات يف ز



عن نوع اجلهاد الذي : وإذا كان الواقع كذلك فيحق لنا هنا أن نوقفهم ونسأهلم !! فضلوه على دعوة التوحيد احلقة وابتدعوا بينها وبينه هذا الفصام واخلصام النكد

الدنيا كلها اليوم دار كفر ، واملسلمون فيها : فإن أجابوا بأنه جهاد دفع ؛ قلنا هلم ارهم كلها مسلوبة حمتلة مغتصبة إما من كفار خارجيني أو من كفار وديمستضعفون

وال أستثين من ذلك حىت مكة واملدينة ، ولذلك فجهاد داخليني موالني للكفار اخلارجينيولكن سؤالنا .. كل مسلم يف ظل هذا الواقع ميكن لصاحبه أن يخرجه على أنه قتال دفع

رته وفائدته وعائدته املرجوة على اإلسالم حيث مث حتديدا عن نوع هذا اجلهاد منواملسلمني ، وال أعين هنا احلديث عن ضمان النتائج أو اشتراط قطف الثمرات ، فهذا أمر بيد اهللا وليس بأيدي ااهدين ، وال أعنيه ، فال داعي خللطه بسطحية فجة مبرادي

..لنظر وسؤايل الذي ال حيسن أن جييبين عليه لكاع متحمس سطحي قصري ا

فهو سؤال يميز ويبحث وينبش عن أهداف القتال وغاياته والثمرة اليت من أجله أعد ..برنامج هذا القتال وله أعد جنده ودربوا ووجهوا

ولذلك فلن جييبين على هذا السؤال بتؤدة ونضوج ؛ إال امرؤ متبصر بواقع األمة كينها وحتكيمها ، وعظم حاجة وتآمر أعدائها على شرائع اإلسالم وتوحدهم يف وجه مت

ويتحرق على تبعثر جهد أبنائها ويتأمل على تشتت ،هلذا التمكني والتحكيم املسلني اليوم إمكاناا ويؤرقه احلرص على توجيه مواردها إىل أنفع األعمال وأعظم النتائج امرؤ يحسن

ه يف مثل هذا الواقع ال املصاحل واملفاسد ويعرف أن إقامة دين اهللا والتمكني ل املوازنة بنيتتم مبجرد تفجري مخارة أو دار للسينما أو حنوه من أعمال احلسبة اليت ميارسها بعض الشباب املسلم اليوم ، أو بعملية أو بضع عمليات يقتل فيها بعض احملاربني هنا وهناك ،

لماء وإمنا حيتاج مثل هذا األمر العظيم إىل عمل متكامل وجهد متواصل ، ومتصل بالعوالدعاة الربانيني الذين جتتمع عليهم األمة غري مفاصم وال خماصم هلم أو لعلمهم ودعوم ، وحيتاج إىل جانب العمل العسكري إىل عمل دعوي تربوي خاص حيتضن العصبة املؤمنة والطائفة اليت ستوجه وتقود الناس ، وعمل دعوي آخر مجاهري عام إىل جنب جهد

مي دعوي ناضج بصري وحنو ذلك من دعائم ولوازم مثل سياسي شرعي وخطاب إعال . ذلك اهلدف اجلليل والغاية العظيمة

فإذا ما ظفرت بامرئ ذي بصر وبعد نظر ويتمتع مبثل هذا الفهم الشامل والعميق ؛ فأظنه سيقول لك بعد أن يتأمل مينة ويسرة يف واقع أكثر جبهات القتال اليوم والعمليات

فرقة هنا وهناك ، ويتدبر موازين القوى وحال مرجعيات أهل السنة ورؤوسهم اجلهادية املتال –ومن ذلك ما خاصمين فيه حمدثي باالتفاق –؛ سيقول لك بأن القتال يف أكثرها



منه يف واقع احلال مثرة واقطفيأن هو ومن معه يعدو قتال نكاية يف أعداء اهللا ، وال يتأملبا على سؤايل عن مثار ذلك القتال ،وهل يعول فيها على حىت إنه قال جوا.. متكني

هذه الثمرة أقرب إىل تل أبيب منها إىل تلك البالد ، وذلك بسبب ما : قال .. التمكني شاهده من بعد أهلها عن الدين واحنراف دعاا وعلمائها ولهل وختبط اجلماعات

ألمريكان وكون موازين القوى اليت املنتسبة إىل اإلسالم فيها ، وتويل كثري من الناس لتؤهل لقطف الثمار يف أيدي طوائف الكفر والضالل ، وهي تنتظر وتتربص ومتارس العمل السياسي واإلعالمي والتنظيمي والشعيب ، وتعمل على توجيه قواها الشعبية

..وتنظيمها ضاغطة لتحصد هذه الثمار

إليه بعض أعمال النكاية يف أعداء اهللا بينما أعظم ما يأمله صاحبنا ومن معه ويتطلعون ويف عمالئهم وأن يكدروا على أعداء اهللا الصليبيني استقرارهم بأمان يف تلك البالد ، وقد يتمكنوا من التسبب بانسحام على املدى البعيد لكن بعمل مضن وجهد مركز ومتواصل

لك إذا حصل فال قدرة لكنهم يسلمون بأن ذ!! وتضحيات كثرية ، هذا أقصى ما يتأملوه هلم وال للمنتسبني ألهل السنة هناك على قطف مثار ذلك والقبض على زمام األمور بل سيقطفها غريهم من فرق الضاللة أو أهل اإلحلاد يف ظل املعطيات احلالية وموازين القوى

أسأل اهللا تعاىل أن ينصر جنده وميكن لعباده املوحدين ..

صم صاحيب وكثري من الشباب به دعوة التوحيد ويفاصمها إذن فهذا القتال الذي خياألهل وال يؤملون منه متكينا حقيقته كما يقر أصحابه ال يعدو عن كونه قتال نكاية ،

موجود يف أكثر أصقاع الدنيا اليوم ، وال مزية أو ومثل هذا القتال.. اإلسالم ودينهم يف هذا القتال بل على العكس فلقتال خصوصية للبقعة اليت يتحمس هلا صاحيب عن غريها

ألجل املسجد األقصى وكأفغانستان وخصوصية النكاية يف بقاع أخرى كفلسطني مزية ألجل شوكة الطالبان اليت قد يؤمل رجوع متكينها ا أو الشيشان حيث المزاحم

يعول يف حسابات من للمجاهدين هناك ولطبيعة البلدين اجلغرافية فلذلك كله مزية وتقدمياملفيدة ألهل اإلسالم من جهة التحرير أو تمل منه بعض الثمراؤعلى قتال النكاية وي

إن سلمت واستقامت تلك الثمرات للمجاهدين عند ولو على املدى البعيد التمكني ..قطافها

ولهله الذي يتحمس له صاحبنا أضف إىل هذا ضعف اخلطاب املرافق لذلك القتالمل يرافقه خطاب ناضج واع يبني عن اجلهاد ويسمع أهدافه النظيفة النكاية إن ، وقتال

للناس وينقل غاياته املشرقة للعامل وينقيه مما قد ينسب إليه أو يشوبه من التخليط والتشويه ؛ وإال فقد يستغله ويستثمره األعداء ويصري وسيلة يشوهون ا الدين والدعوة وحيرضون



لذلك فإن بعض أنواع القتال أو األعمال اجلهادية اليت ال ا على اإلسالم واملسلمني وتندرج قطعا حتت قتال التمكني ورمبا ال تنكأ عدوا أيضا ؛ تقدم قطعا عندي على هذا القتال الذي يتحمس له صاحبنا وخياصم الدعوة ألجله إذا كان يف تلك األنواع مثرات

تضعفني وآثارا من جنس آثار التمكني كتخليص لبعض املس

رى املسلمني من قيد األسر ومن تعذيب الكفار هلم وإذالهلم اوفك للعناة وحترير ألسوقهرهم وتسلطهم ، فهذه الثمرات اليت هي من جنس آثار التمكني الذي خيرج العباد من سلطان الكفر إىل سلطان اإلسالم ؛ أعظم دون شك من النكاية اردة يف أعداء اهللا

من أعمال احلسبة اليت ميارسها كثري من الشباب كتفجري مخارة هنا أو وأعظم من كثري ..تدمري ملهى هناك

أما دعوة التوحيد املباركة اليت تعمل وفق برنامج ناضج وتوجيه حكيم وعمل مثابر ودءوب فلها حساباا األخرى ، والشك أا تقدم على ذلك كله وترجح عليه ألا جزء

تمكني الذي هو أمس ما حيتاج إليه املسلمون اليوم ليخرجوا به العباد ال يتجزأ من جهاد المن عبادة العباد إىل عبادة اهللا وحده ، ولذلك فال بد للمسلمني من تقدميه وجعله من أولويام وال بد هلم من توجيه جهودهم إليه وتركيز جهادهم عليه وحشد طاقام من

..أجله

ل احلماس األجوف املنتشر بني هؤالء الفصاميني ولكن مع األسف الشديد ويف ظيخرج كثري منهم الدعوة ويفصموا عن مفهوم اجلهاد وال يفهم كثري منهم من اجلهاد إال

وكم يؤملين هذا ، .. اردة اليت ال ترتبط بدعوة أو برنامج أو منهاج ) الطخطخة ( رؤوسهم وموجهيهم من يكرس وأشد منه إيالما أن يوجد يف مرجعيات هؤالء الشباب و

. ذلك ويؤكده يف أفهامهم

ولذلك قلت للمجموعة اليت أنا موقوف معها اآلن يف هذه القضية اجلديدة وقلت ألمثاهلم يف قضايا سابقة أيضا يوم شاوروين ببعض أعمال النكاية اليت يزمعون القيام ا

.. رغم قلة خربم العسكرية ولهل أحواهلم األمنية

صحت بعضهم أن يشتغلوا بدعوة التوحيد وحاولت بيان قلة جدوى بعض فن .. األعمال اليت ذكروها وعدم شرعية البعض اآلخر

.. !! لقد خيبتم آمايل : ( وقلت ملن كنت أعقد عليهم آماال يف الدعوة إىل التوحيد ين ولدعوة ألين كنت أرى أن اشتغاهلم يف الدعوة بني عشائرهم ويف مناطقهم أنفع للد)



التوحيد واجلهاد أيضا عند من يفقه اجلهاد بشموليته وأركانه واحتياجاته خصوصا وأن فيهم إمام املسجد واخلطيب واملعلم وحيسنون الدعوة أكثر من غريها ، ولكن لألسف فإن الشحنات احلماسية اليت حيقن ا هؤالء الشباب أنفسهم وحيقنهم ا كثري من أمثال

امي تطغى على الفهم اجليد واحلكمة والنظر السديد أضف إىل هذا تأثر صاحبنا الفصهؤالء الشباب وأمثاهلم بأخبار عمليات ااهدين املتقنة هنا وهناك وسعيهم حملاكاا دون أن يكون عندهم إمكانات أولئك ااهدين وخربام وإتقام هذا كله مع قصر نظر

د ومثراته ، وسطحية تعاملهم معه ومع الدعوة ، هؤالء الشباب وسذاجة نظرم للجهاوعدم استيعاب وجوب مواكبة الدعوة ومرافقتها للجهاد بل وتقدميها عليه يف كثري من األحوال والظروف ، خصوصا عندما ال يتعدى القتال قتال النكاية املتفرقة واملبثوثة هنا

.. وهناك أو أعمال احلسبة احملدودة املقطوعة

إن هذه النوعية املتحمسة من الشباب يقل فيهم من حيسن السماع ولألسف فللناصحني واملوجهني من أهل اخلربة والتجربة والنظر ، ورمبا يظن بعضهم أن خمرج هذه النصائح ازام أو اندحار أمام أعداء اهللا أو جنب عن حتمل تكاليف القتال أو خوف من

جه ومثراته ، وأكثرهم ال يستوعب هذه تبعات اجلهاد ال خوفا عليه وحرصا علىالتوجيهات والنصائح والدروس إال بعد أن خيوض التجربة واخلطأ بنفسه مع أن السعيد من

.. وعظ بغريه واعترب

ولذلك فعندما رأيت بعضهم وبسبب ختبطهم األمين ولهل عملهم يعترفون أمام سر ، ورأيت آبائهم يدلون أعداء اهللا على أنفسهم وعلى بعضهم البعض بسهولة وي

بشهادام يف احملاكم ممجدين النظام مظهرين والءهم له وحنو ذلك من األمور اليت ما كانوا ليتعاطوها إال أن يشاء اهللا لو أن أبناءهم ركزوا واجتهدوا معهم بدعوة التوحيد

: عندما رأيت ذلك تذكرت قول الشاعر .. املباركة

فلم يستبينوا الرشد إال ضحى الغد** صحي مبنعرج اللوى بذلت هلم ن

على كل حال فهؤالء قد صدر ذلك عن بعض آبائهم وأقارم ومل يصدر عنهم .. أنفسهم لفهمهم التوحيد وبراءم من الطواغيت

ممن كانوا خيططون ألعمال حسبة أو نكاية أو نفذوها مث فأما غريهم ويا لألسصيد من الفهم والدعوة والعقيدة والتوحيد فقد صدر عن كثري منهم تورطوا وابتلوا دون ر

به اجلهاد والدين ، فال أدري أي جهاد أو قتال هذا الذي مل يترما يندى له اجلبني ويشو أبناؤه على العقيدة الراسخة والتوحيد ؟



قام وأي فصام نكد هذا ، أدى واهللا إىل خماز وفضائح أمام أعداء اهللا ويف حتقي .. وحماكمهم

عن غيه وخطاب من ال يفهم ومن البلية عذل من ال يرعوي

من يقللون من شأن - ووددت لو أن صاحيب اخلصامي الفصامي ومن على شاكلته مدعوة التوحيد ، كانوا حاضرين مستمعني لشيء من ذلك ؛ ليتعرفوا بأنفسهم إىل بعض

نكد للدعوة ، وليحمدوا اهللا على نعمة اهلداية والتوفيق إىل آثار هذا الفصام أو اإلمهال ال .. التوحيد بربكات هذه الدعوة ، فيحفظوا هلا عهدها وال يبخسوها حقها

واخلالصة أن إقامة دين اهللا والتمكني ألهله يف زماننا كما أنه لن يتأتى من الدعوات تشريع الشركية ، وكذلك لن يتأتى قتراع وجمالس الاملنحرفة املتخبطة ، وال من صناديق اال

.. من حتت رايات ممسوخة أو جاهلية

دودة مبتورةحمه عسكريفكذلك لن يتأتى من أعمال قتالية أو عمليات تفجريية أو ا ااهدون هنا وهناك ال خترج عن جمرد النكاية يف أعداء اهللا ويتأكد ذلك إذا يقوم

.. كانت مفاصمة خماصمة للدعوة

اج هذا األمر إىل جهاد جاد متواصل ومتكامل ، ال خياصم دعوة التوحيد أو بل حيتينفصم عنها بل يسري معها وترافقه جنبا إىل جنب ، حبيث تكون خطابه الذي ميهد له الطريق ويتكلم ويبني عن اجلهاد وغاياته وأهدافه ، وتبقى رأس ماله وزاده الذي يخرج له

والعلماء نيذين هم وقود هذا اجلهاد ، وتوفر له القادة الربانيالرجال املخلصني املوحدين ال الذين يوجهون هذا اجلهاد ويرعون مثراته وحيفظوا من االحنراف ويتعاهدوا إىل نيالعامل

.. أن يقطفها ااهدون بأيديهم املتوضئة النظيفة

ء إخوانه جهاد ال يفاصم أو خياصم أو يستخف جبهد الشاب املتفرغ لتدريس أبناالدعاة أو الشهداء أو السجناء الذي يعمل على تعليمهم وحتفيظهم كتاب اهللا ااهدين أو

..وتربيتهم أو يتابع ويرعى أمور أسرهم املادية واالجتماعية أو خيلفهم يف أهليهم

وال خياصم أو يستخف بالداعية الذي يعمل دوء بني أهله وعشريته وجيتهد يف أو يتفرغ يف قرية نائية ..وإخراجهم من ظلمات الشرك إىل نور التوحيد تبصريهم بالواقع

يدعو إىل ذلك دوء بني أهلها ويريب شباا على التوحيد ويوعيهم ويهيئهم للجهاد يف ..سبيله



وال خياصم طالب العلم الذي يبذل وقته يسهر ليله يف الرد على الطاعنني يف التوحيد ك والتنديد ، كتابة أو خطابة أو دعوة ويوجه إخوانه ويعدهم املروجني أو املرقعني للشر

علميا وفكريا ويوعيهم ليكونوا جماهدين صاحلني ناضجني يصلحون لقيادة األمة وتسيري ..دفة اجلهاد إىل ما حيبه اهللا ويرضاه

وال خياصم من يتفرغ لنشر ذلك وبثه طباعة ونشرا وتوزيعا يف الكتب واألشرطة أو ..اإلنترنت أو غريه عرب

جهاد حيترم القائمون عليه أرواح إخوام وأعمارهم فال يفرطون ا يف أعمال املسلمني وأمواهلم فال يبددوا ومدروسة وحيرصون على مواردمرجوحة أو غري واعية

بأعمال مفضولة أو متخبطة وعندهم من الوعي والنضوج ما جينبهم خصام أحد ممن تقدم الستخفاف بأعماهلم ودعوم وجهودهم أو االستنكاف عنها أو فصلها ذكرهم أو ا

وفصمها عن اجلهاد ، بل استيعاا كلها وجعلها حتت مظلته وضمن برناجمه وخطته .. وضروراته

منه اليت يرجتى ويؤمل الناضجة فإذا وجد مثل هذا اجلهاد وكان على هذه الصورةن شك على الدعوة اردة عنه ، ولو كانت نظيفة التمكني ولو بعد حني ؛ رجحناه دو

.. !! موحدة ، إن كانت مفصومة عن اجلهاد خماصمة له

لكن إذا مل تتيسر مثل هذه الصورة املشرقة وكان املوضوع يف الكفة املقابلة لدعوة فال هنا وهناك ؛ املبتورة التوحيد الناشئة على سبيل املثال ، بعض أعمال النكاية اردة

نيينبغي ترجيح مثل هذا القتال أو تقدميه عليها حبيث تفرغ الساحات من الدعاة النشطوجيعلون وقودا ملثل هذا القتال حبجة فرضية اجلهاد فتهمل الدعوة وحيبط جهد الدعاة

.. ألجل قتال ال خيرج عن هذه الصورة ميكن القيام مبثله يف أي وقت ويف أي مكان

وض براجمهم اليت تعقد عليها اآلمال ويزج بالدعاة يف السجون أو حتبط دعوم وتقألجل بعض أعمال احلسبة اليت لن تؤيت مثارها احلقيقية إال يف ظل التمكني وسلطان

.. املسلمني

ولذلك جيب على الداعية العاقل الناضج أن يكون فطنا حازما فال يسمح هلؤالء جمه املتئد أو يعطلوا له دعوته بالتورط معهم يف الفصاميني أو غريهم أن حيرفوه عن برنا

بعض هذه األعمال املرجوحة ، أو خيرجوه عن ج دعوته وخطها احملكم النظيف الطموح



ما دام مقتنعا برجاحة هذا اخلط ومثراته ، عارفا بسطحية هؤالء الفصاميني متبصرا بآثار .. فصامهم النكد

هذا ، خصوصا وأنا أخشى أن يساء فهمه ، وهناك مل أكن مضطرا لكتابة .. ختاما ما هو أوىل منه ، لوال هذا الفصام واخلصام النكد الذي ابتدعه بعض الشباب فقلبوا به

وإال فكل من .. لدعوة التوحيد ظهر ان ، مما دفعين للتصدي هلذا الفصام واستئصاله اهدين يف كل مكان ، ودفاعي عن يقرأ ما أكتبه يعرف وقويف بفضل اهللا دوما يف عدوة ا

جهادهم املبارك بكافة صوره املشروعة ، وحرصي على توجيه هذا اجلهاد إىل أحسن وأكمل الثمرات ما استطعت إىل ذلك سبيال ، وتنقيته من الشوائب واألخطاء

وقد قال اهللا .. واالحنرافات ، وهذا الذي كتبته هنا ال خيرج إن شاء اهللا عن هذه الغايات وما كان املؤمنون لينفروا كافة فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا يف :( تعاىل

فتأمل كيف مسى اهللا التفقه ).. الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم حيذرون )انفروا خفافا وثقاال(للدعوة واإلنذار نفريا يف السورة ذاا اليت دعا فيها إىل النفري العام

..

وبين سبحانه يف هذه اآلية أن الواجب على املؤمنني أن يكمل بعضهم بعضا ؛فطائفة تنفر للقتال وطائفة تنفر للتفقه والدعوة واإلنذار ،وكال الطائفتني معا متثالن اجلهاد بصورته املتكاملة وال يعيب هؤالء على هؤالء أو خياصموهم أو يفاصموا جهودهم

إال (اس رضي اهللا عنه أن هذه اآلية نسخت عموم قوله تعاىل حىت روي عن ابن عب...ما كان ألهل املدينة ومن حوهلم من : ( وقوله تعاىل . )تنفروا يعذبكم عذابا أليما

) اآلية...األعراب أن يتخلفوا عن رسول اهللا

ومعلوم أن بعض السلف ومنهم ابن عباس كانوا يطلقون النسخ ويريدون به جة للقول بالنسخ بصورته األصولية مبعىن إلغاء احلكم ،بل مجيع اآليات التخصيص،فال حا

حمكمة يكمل بعضها بعضا ، فاألمر بالنفري العام وعدم التخلف عن نصرة الدين إذا أخذ بصورته املتكاملة جيمع بني اآليات ويعملها كلها ، وإعمال النصوص مجيعها أوىل من

ية ونبهت عليه حني بينت أن النفري العام املطلوب من تعطيل بعضها ، وهذا ما أوضحته اآلاملؤمنني أعم وأمشل من جمرد القتال ، ولذلك مسى اهللا فيها التفقه يف الدين للدعوة واإلنذار

..فاملطلوب من املؤمنني اجلمع بني النفريين...نفريا متاما كما مسى القتال نفريا

بني الدعوة واجلهاد بل هذه تكمل هذا ، فال يصح أبدا أن نوقع اخلصومة والفصام واألصل أن أهل الدعوة على ثغر من ثغور الدين وأهل اجلهاد على ثغر ، وكل جيب عليه

حفظ ثغره أن يؤتى الدين منه ، وكل يكمل اآلخر وال غىن ألحدمها عن اآلخر ،



لنا معهم لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنز: ( وإىل هذا أرشدنا ربنا يف كتابه فقال الكتاب وامليزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا احلديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم

) اهللا من ينصره ورسله بالغيب إن اهللا قوي عزيز

ويف األثر عن جابر بن عبد اهللا رضي اهللا عنه أنه خرج على بعض أصحابه حامال رنا أن نضرب ذا من خرج عن هذا أم: ( السيف يف يد واملصحف يف يده األخرى وقال

. (

فهذا يكمل هذا ، وال ينفصل عنه ، ومل يكن سلفنا لسعة علمهم وعمق فهمهم .. يوقعون اخلصومة بني السيف والكتاب

قوام الدين بكتاب يهدي وبسيف ينصر ، : (( ولذلك قال شيخ اإلسالم ابن تيمية )) . وكفى بربك هاديا ونصريا



دسة عشرة الساالوقف

}إن هذا القرآن يهدي لليت هي أقوم{

..وبني املشروع واألنفع .. بني اجلائز واألصلح

سألين صاحب من أصحاب سجين عن رأيي يف إعالن تبين بعض ااهدين ذبح أسري ه العامل كله ونشره عرب شبكة اإلنترنت ليشاهد مدين أمريكي وإشهار ذلك أمام الكامريات

للقاصي والداين حىت كاد يغطي على حديثهم عن فضائح األمريكان فيصري حديث الساعة !! أدعياء حقوق اإلنسان يف سجن أبو غريب

ال أؤيد ذلك وال يعجبين ، مع معرفيت حبرقة من فعله على دين اهللا وحرصه : فقلت على إعزازه وتأمله ملا آلت إليه أوضاع أمته وتغيظه من تكالب األعداء عليها وذلك كله

بإعالن ذلك وإشهاره ، ومع ذلك كله أؤكد أن ذلك مل يعجبين االستعجالا دفعه إىل ممواألوىل مبن ينتمي إىل مدرسة اجلهاد اإلسالمي العظيم .. ومتنيت لو أنه مل يعلنه وال تبناه

أن ال يعلن أو يتبىن من األعمال إال ما ال ينتطح عليه عنزان مما يرفع راية اجلهاد نقية ن األعداء من استغالله يف خلط األوراق وتشويه عن كل ما يكدره أو ميك وينأى به

.. ااهدين أو توظيفه ملآرب األعداء

اذا ال يعجبك أليس ذلك جبائز ؟ عجبا لك ، ومل: قال صاحيب

يا أخيه ، عندما أقول أن ذلك مل يعجبين فليس هذا رد املخالفة واملماحكة : فقلت وإمنا هو حرصي على استبعاد ما .. ي من املوافقة واملوالفة على اخلري ، فليس أحب عند

يضر اجلهاد ومسعته يف زمن مل تعد احلرب فيه موقوفة على القتال وحده ، بل اإلعالم له نصيب كبري يف املسامهة يف هذه احلرب ، واختيار مين ملا هو أنقى وأنفع للدعوة واجلهاد

.. واملسلمني يف هذه الظروف

ولقد كررت مرارا وتكرارا يف كتابايت وخطابايت ودروسي لك ولغريك أن الدعاة وااهدين لن يفلحوا الفالح الذي يرجون ولن ينفعوا أمتهم وجهادهم كما يتمنون حىت يرتقوا من مستوى النظر يف اجلائز وغري اجلائز وحسب ؛ إىل مستوى املوازنة بني النافع من

واملرجوح والفاضل واملفضول هنافع منه يف هذا التوقيت ، والراجح منذلك اجلائز وغري ال، واملصاحل املختلفة يف العمل املختار ، واملفاسد املتفاوتة يف تلك األمور املفروغ من

.. جوازها



اتبعوا :(وقال تعاىل .أصلح:أي ) إن هذا القرآن يهدي لليت هي أقوم ( :يقول تعاىلفاهللا أمرنا أن نتبع أصلح األعمال وأحسنها وأحراها ) ربكم أحسن ما أنزل إليكم من

). الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ( : قال سبحانه ، نفعا لديننا

فإننا كمسلمني املفروض أن موضوع اجلائز واملشروع واحلالل منتهي مفروغ منه لعمل واجلهاد إال ماعندنا ؛ أعين أن ذلك معلوم ومن املسلمات فال جيوز أن خنتار من ا

كان كذلك فإن ما عند اهللا ال ينال مبعصيته ، ودين اهللا ورايته ال تنصر وال ترفع باحلرام فضال عن الكفر أو اإلشراك ، وهذا جيب أن يكون من البديهيات عند العاملني هلذا الدين

على بساط ومن مث فاملسائل ال ينبغي أن تعاجل وتطرح.. ومن ألف باء أنصاره وجماهديه البحث من هذا املنظور وحسب ، بل كما قلنا مرارا وتكرارا جيب أن يراعى يف معاجلتها

.. واختيارها األنفع للجهاد واألصلح للمسلمني واألنكى ألعدائهم

ملاذا عندما تتعلق املسألة مبطعمنا ومشربنا أو ملبسنا ومنكحنا ال نقنع يف .. أقول أطايبز واملباح واملشروع ؛ بل نصطفي من ذلك ألنفسنا البحث والنظر فقط يف اجلائ

.. الطعام والشراب واللباس وحسان النساء

بالدين والدعوة واجلهاد نقبل له ونقنع بأي شيء االختيارأما عندما تتعلق املسألة أو إذا كان ذلك يف نطاق املباح أو املشروع –ورمبا مين بعضنا –، ومجيل بل رائع وكثري

!! جلائز وسلم من احلرام أو ا

أليس مباحا وجائزا ومشروعا مثال أن تتزوج امرأة شالء عوراء برصاء ، ال شك أن ذلك جائز ومشروع ولك فيه أجر ، فلماذا إذن حترص وتفتش وجتتهد على أن ختتار

؟؟ .. املعافاة بل واجلميلة

أحد إخواننا الذين وحتضرين هنا لطيفة لعلي ألطف ا جفاف املوضوع فقد حدثينكانوا يف البوسنة أن جمموعة من الشباب العرب طلبوا من بعض ااهدين هناك أن يسعى يف تزوجيهم ببعض األخوات البوسنيات اليتيمات بدعوى الستر عليهن وكفالتهن وذكروا ما تعرضت له البوسنة من مذابح واغتصاب واستباحة لألعراض وأظهروا شفقتهم

وا عليه يف ذلك ، فواعدهم األخ أن يرد عليهم بعد أيام مث أعادوا اإلحلاح وحرصهم وأحللقد فكرت يف طلبكم وأقدر لكم حرصكم وخنوتكم ، وأنا : عليه يف األمر ، فقال هلم

أعرف أخوات كثريات فقريات ويتيمات يف كثري من دول أفريقيا كأثيوبيا والصومال فما كان من أولئك الشباب !! هن وكفالتهن وحنوها وسأسعى لكم إن شئتم للزواج من

!! إال أن واعدوه كما فعل هو أوال لريدوا عليه بعد أيام ؛ إال أم ذهبوا ومل يرجعوا



ملاذا خرجوا ومل يرجعوا ؟ أليس ذلك الذي عرض عليهم جائز ومشروع بل : أقول ! وفيه أجر ؟

واملشروع ، بل تدقق وحتقق يف أم أن املسألة هنا ال يكتفى ببحثها يف نطاق اجلائز !! جمال األفضل واألكمل واألحلى واألمجل

يا إخواننا أيصح أو يعقل أن ال نرضى ملطعمنا وملبسنا ومنكحنا إال مبعايل األمور ؟ .. وصفوا ، ونقنع لديننا وجهادنا ودعوتنا بسفاسفها

مود إىل مستعمرة يهودية حفظ اهللا أم نضال الفلسطينية تلك املرأة اليت بعثت ابنها حميف فلسطني فاقتحمها برشاشه وقنابله بعد أن كمن سبع ساعات ينتظر صيده فقاتل وقتل حىت قتل ، وحني سئلت أمه عنه بعد مقتله ، قالت فيما قالته أا كانت تعده ملثل هذا

قه اليوم ، وكانت متنعه من املشاركة يف رجم اليهود باحلجارة كي ال يصاب بطلقة تعيأنا أريدك لشيء أكرب من : عن القيام مبا تدخره له من عمل عظيم تتمناه له ، وتقول له

عندي ستة أوالد مستعدة كي أقدمهم يف سبيل اهللا لكن بعمل : رجم احلجارة ، وتقول .. مشرف مثل الذي قام به حممود

الثة أرباع مىت ينضج الشباب ااهد فيعمل فكره على هذا النحو وأعظم منه ؟ إن ثجهودنا وأموالنا وتضحيات إخواننا مبعثرة اليوم بسبب قصر نظرهم أو قصر نظر

!! رؤوسهم وقادم يف أعمال مرجوحة مفضولة بدعوى أا أعمال مشروعة

فمىت يتوجه جهدنا ويتركز جهادنا على مراعات األصلح واألنفع لألمة ؟ وعلى عدائها ؟ اختيار األسدى واألجدى هلا واألنكى يف أ

وال يتوقف عند حدود اجلائز واملشروع وكفى ، بل يغوص يف أعماق اجلائز واملشروع فيختار وينتقي منه األشرف واألعظم واألنقى مما يرفع راية اجلهاد مشرقة ناصعة

..

ري بعض دور السينما واخلمارات جوهو ممن حكم بالسجن املؤبد لتف –قلت حملدثي قلت –عن ذلك املستوى مع طول فترة السجن وطلب العلم فيه مث نضج وارتقى تفكريه

إذا مل يعجبك كالمي هذا ومل تقنع به فإن خرجت من السجن فارجع إذن إىل تفجري : دور السينما واخلمارات مرة أخرى ، يف وقت يتطلع فيه املسلمون اليوم إىل عظائم األمور

م دولة وكلمة يف إدارة هذا العامل ويتصدون فيه ألعىت قوى األرض جاهدين أن تكون هلودحر الكفر فيه ؛ وهم حباجة لتحقيق مثل هذه الغاية لكل جهد ولكل قطرة دم ولكل



خملص وجماهد ؛ دع أنت عنك املشاركة يف هذه املعايل وارجع وافتح احلرب على فساق .. املسلمني وعوامهم وفجر دور السينما اليت يرتادوا

! .. ؟ .. شروعا وإنكارا للمنكر أليس هذا جائزا وم

.. ال أفعل هذا وال أبدأ به فقد فهمت وتعلمت وأصبو ملا هو أعظم : قال

إذا مل يستوعب عقلك ما قلته لك ففهمك وعلمك ال زال حباجة إىل نضوج : قلت ، وما فهمت بعد وال علمت الفهم والعلم الذي يتناسب مع الواقع وحتديات العصر

.. ا وأمتنا وحاجات دينن

فإذا تأملت الضجة اليت حصلت على إثر إعالن نشر صور ذبح ذلك األمريكي الذي يسمى يف عرف زماننا مدنيا ، مع قطع رأسه عيانا على شاشات التلفزة بعد ذحبه والذي

.. يعده بعض أهل العلم من التمثيل

ألمريكان وتابعت استغالل أعداء اهللا وعلماء السوء هلذه احلادثة وتوظيف اوالطواغيت هلا لتشويه اجلهاد وأهله والتشنيع عليهم وتنفري عوام املسلمني عموما والعراقيني خصوصا عن ااهدين ، وغري ذلك من املفاسد دون فائدة أو عائدة عظيمة إلعالن ذلك وإشهاره وتبنيه ؛ علمت أن من فعل ذلك مل يكن موفقا يف اختياره هذا ،

ى أعداء اهللا هذا كله فيجب عليه أن يرتقي بتفكريه إىل معرفة حقيقة وأنه كي يفوت علاملعركة مع أعداء اهللا اليوم وحقيقة أسلحتها وأدواا ؛ وأا ال تتوقف على ذلك السكني الذي ذبح به ذلك األمريكي وأن النضوج وسعة األفق يف فهم اجلهاد وأدواته ليس يف كرب

ولية اجلهاد وأدواته لإلعالم وغريه وتوسع مدارك أهله له ذلك السكني وعظمه وإمنا يف مش، ونضوج اختيارام ؛ فتارة يتركون أشياء وأعمال ألمور أهم ، وتارة يقدمون شيئا على شيء لتوقيت معني ، وتارة يفعلون وخيتارون دون أن يتبنوا ويعلنوا وتارة يعلنون

طح عليه عنزان وال مياري فيه إنسان ، ويشهرون ما فيه مصلحة خالصة وعمال نقيا ال ينتفإن هم فعلوا ذلك وظفوا إعالم األعداء إضافة إىل إعالم ااهدين ووجهوه كما يريدون هم ، ال كما يريد أعداؤهم إذ مل يتركوا جماال هلم يف استغالل عثرة أو توظيفها ألهدافهم

نجاح فيه علم الشرع وحده وإن ومآرم اخلبيثة ، ومثل هذا األمر ال يكفي لتحقيقه والكان ضروريا بل ال بد معه من متابعة ذكية وحثيثة للواقع وجمرياته واألعداء ومكايدهم

.. وتأمل يف ظروف األمة وأحوج حاجاا وأعظم مصائبها



؛ لقد أبعدت النجعة وضيقت واسعا فرسول اهللا صلى اهللا عليه يا شيخ وإذا قلت يلوقتل غالبية رجال بين قريظة وخري اهلدي ) أي يف األسر ( صربا وسلم قتل بعض الناس

.. هدي حممد صلى اهللا عليه وسلم

أجل ، وال أشك أن خري اهلدي هدي حممد صلى اهللا عليه وسلم ولو تدبرته : قلت .. وفهمته وحللته وتأملته أفلحت كل الفالح

عظيم على ختيري اإلمام يف ولذلك نص العلماء احملققون املتبصرون بذلك اهلدي الاألسارى بني املن أو الفداء أو تبديل أسارى املسلمني م أو القتل أو غري ذلك من

.. حبسب دين األسري وشدة عداوته وخطره االختيارات

ما هو أحظى وأنفع وأصلح لإلسالم ( يف ذلك كله يرجع كما نصوا إىل واالختيارىل األحظى واألنفع واألصلح ؛ وهذا الذي ندندن حوله تأمل ؛ عدنا إذن إ) .. واملسلمني

.. وحنث عليه ونوجه ااهدين دوما إليه يف كل أبواب اجلهاد اليوم

ولو تأملت واستقرأت معي سرية رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يف األسارى لرأيت امة بن إثال أنه مل يكن جيري فيهم على سياسة واحدة ، بل كان مين تارة كما فعل مع مث

وتارة يقبل بالفداء والعوض وتارة يقتل بعضهم قودا وقصاصا أو غريه كما فعل مع وقتل بعض .. العرنيني الذين ارتدوا وقتلوا الرعاة ومسلوا عيوم فاقتص منهم مثال مبثل

الكفار وهو متعلق بأستار الكعبة مشهرا قتله على رؤوس الناس تأديبا لكل طاعن يف الدين .. هاج لإلسالم واملسلمني أو حمارب

وهو يف كل ذلك مل يقتل صربا وذه الطريقة املعلنة إال أشد الناس عداوة له ولدينه ..

فعبد العزى أو عبد اهللا بن خطل الذي قتله صلى اهللا عليه وسلم وهو متعلق باستار بضعة نفر أهدر صلى اهللا عليه وسلم دمهم يوم فتح مكة من بني سائر الكعبة كان من بني

الناس الذين كفروا بدينه وحاربوه ، وذلك لشدة عداوة هؤالء النفر وحرابتهم وهجائهم .. لإلسالم واملسلمني

فعبد اهللا بن خطل كان قد أسلم فبعثه رسول اهللا وبعث معه رجال من األنصار فقتل كا وصار يهجو رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وكان له قينتان األنصاري وارتد مشر

.. تغنيان جائه على مسامع املشركني فقتله النيب صربا وقتل إحدى قينتيه كذلك



ومنهم مقيس بن صبابة وكان قد ارتد بعد إسالمه وقتل وحلق باملشركني يطعن يف .. رسول اهللا وحياربه أشد احلرابة

فهؤالء قد .. ائم من قتلهم صربا عن سائر أهل مكة الذين أمنهم مجيعا فتأمل متيز جرمجعوا بني الردة والقتل وخصوصية احلرابة والعداوة والطعن ولذلك استدل شيخ اإلسالم بقتلهم صربا من بني سائر مشركي مكة على وجوب قتل ساب النيب صلى اهللا عليه وسلم

..

م واستؤمن له عفى عنه كهبار بن األسود الذي ومع ذلك فمن فر من هؤالء وأسلعرض لزينب بنت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حني هاجرت فنخس ببعريها حىت

وكعكرمة بن أيب جهل وكقينة .. سقطت على صخرة وكانت حامل فأسقطت جنينها .. ابن خطل األخرى وغريهم

إال النضر بن احلارث الذي كان ومن أسارى بدر مل يقتل صربا من املقاتلني األسارى يسبه ويؤذيه بالقول والفعل أذى شديدا ومثله عقبة بن أيب معيط والذي كان إضافة إىل مبالغته يف أذى وتعذيب أصحاب النيب صلى اهللا عليه وسلم يكثر الطعن يف القرآن والنيب

.. هو ساجد وآذاه وخنقه بردائه خنقا شديدا ليقتله ووضع على ظهره سلى اجلزور و

.. فلم يقتل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من بني األسارى صربا غريمها

أشد اليهود عداوة لرسول اهللا : أما بنو قريظة فقد كانوا كما يقول ابن القيم يف الزاد صلى اهللا عليه وسلم وأغلظهم كفرا ولذلك جرى عليهم ما مل جير على إخوام من يهود

. لنضري بين قينقاع وا

فقتل مقاتلتهم كما يف البخاري وذلك بعد أن نقضوا عهده وأعانوا كفار قريش وظاهروهم عليه وألبوهم وألبوا غطفان وغريهم على حربه وكانوا سببا يف وقعة اخلندق فال عجب أن يعاملهم صلى اهللا عليه وسلم بذلك من بني سائر اليهود ومع ذلك فمن

سلم ومراعاة منه حلدثاء اإلسالم من أصحابه من األنصار عظيم فقهه صلى اهللا عليه وودفعا ألي مفسدة متوقعة ؛ مل يبادر هو إىل احلكم بقتلهم بل رد حكمهم إىل حلفائهم ومواليهم من األوس ، فاختار بنو قريظة بأنفسهم وقبلوا أن ينزلوا على أي حكم حيكمهم

.. قاتلتهم به حليفهم سعد بن معاذ فحكم رضي اهللا عنه بقتل م

وهكذا وباالستقراء مل يؤثر عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قتل صربا من أهل احلرب غري مقاتل أو مدين كما يسمونه اليوم بل مل يقتل حىت من املقاتلني صربا إال من



متيز منهم بغلظة كفره وشدة عداوته وحربه وسبه وهجائه له وللمسلمني ، وال شك أن وعدم اكتفاء منه بالنظر يف شرعية ذلك االختيارمنه بالغة ووسطية يف يف ذك حكمة

وجوازه وحسب ، بل اعتباره ملصلحة اإلسالم واملسلمني واختياره لألنكى يف أعداء اهللا احملاربني ، فيؤدب بذلك ويشرد به من خلفه من كل عدو حمارب خبيث ، ومييز غريهم

دينه ويدفعهم بذلك إىل التزام خطهم وعدم التعدي ممن هم ليسوا بشديدي احملاربة له ولإىل غري ذلك من املصاحل اليت حتققها هذه الوسطية واحلكمة يف .. باحلرابة والعداوة

.. االختيار

وسطية ختتار أنكى وأشد أنواع القتل ألخبث األعداء وأشدهم ضراوة وال تساوي ن ذلك جتنبه يف غالب أمره للمثلة م يف ذلك سائر الكفار فضال عن غري املقاتلني وم

ويه عنها وكفه عن التمثيل باملشركني الذي كان قد عزم عليه بعد أن رأى متثيله بعمه مع أن العقوبة واجلزاء والقصاص باملثل جائز ومشروع لكنه صلى .. محزة رضي اهللا عنه

اجلهاد ومن العمل اهللا عليه وسلم علم أمته األخذ باألعلى واألصلح واألنقى واألكمل مث أرشد لألفضل ) وإن عاقبتم فعاقبوا مبثل ما عوقبتم به : ( كما وجهه ربه بقوله

) ولئن صربمت هلو خري للصابرين : ( واألكمل فقال

فمن عفا وأصلح فأجره على : ( مث قال ) وجزاء سيئة سيئة مثلها : ( وقال سبحانه ) فمن تصدق به فهو كفارة له : ( قال مث) واجلروح قصاص : ( وقال عز وجل ) اهللا

هذا الطموح الذي أحب دوما لفت أنظار إخواين ااهدين والدعاة إليه : أقول وأسعى جاهدا لتوجيه مهمهم وآماهلم إليه ، وحث خطامها حنوه ، وتركيز جهودهم عليه

عتبار أعظم ، واالرتقاء بتفكريهم إىل مستوى اجلهاد اإلسالمي العظيم ونقاوته ، واحاجات أمتهم ودينهم ، لتصبح اختيارام ال حمكومة فقط بفلك اجلائز واملشروع تدور وتتردد فيه وحسب ، بل كما أسلفت تغوص يف أعماق اجلائز واملشروع لتستخرج من

، وتريب قادة ودعاة .. الدرر ما هو أنفع لألمة واجلهاد وأصلح وأجدى وأسدى جلائز واملشروع واملباح نظرة سطحية ؛ بل جييلون النظر فيه وجماهدين ال ينظرون إىل ا

األعمالوميحصونه ويدققونه لريجحوا منه األنفع هلذا الوقت أو ذاك ، واألصلح من .. قطع لألعداء نكى بل واألواأل االختياراتواألجدى من

ع بل إين أذهب إىل أبعد من هذا فأقول أن الواجب عليهم أن يتعاملوا كذلك ، م .. الواجبات والفرائض أيضا خصوصا عند تزامحها وتعددها على أهل اإلسالم اليوم

.. فيقدمون الواجب املضيق أو الراجح واالهم على الواجب املوسع أو املرجوح



ففي اجلهاد الذي ندندن حوله يف حديثنا هذا ال ينبغي أن حيرض الشباب بدعوى بل الواجب عليهم مع .. عمل وحتت أي قيادة فرضية اجلهاد على أي ساحة وعلى أي

تعدد ساحاته وكثرة مآسي املسلمني واحلروب املستعرة عليهم وتزاحم ميادين اجلهاد واألعداء احملاربني هلم واملستبيحني حلرمام ، أقول جيب عليهم يف خضم هذا الواقع أن

ا نصر اإلسالم واملسلمني وىل واألهم واألرجح من امليادين اليت يعول عليهخيتاروا األوالتمكني هلم ولدينهم ، ويصطفوا أنقى الرايات وأنضج القيادات ، وال يكون انتقاؤهم مبنيا على احلماس األجوف أو مدفوعا ومتأثرا بتطبيل مشايخ وعلماء احلكومات أو تزمري

ع إعالمهم وصحافتهم وفضائيام ، بل حمكوم كما قدمنا وكررنا باألحظى واألنف .. نقى جلهادهم واألنكى واألقطع ألعدائهم لإلسالم واملسلمني واأل

وأن يقدموا ما كان من جنس جهاد الدفع على ما كان من جنس قتال الطلب ، ألن جهاد الطلب فرض كفاية ، أما جهاد الدفع ففرض عني ، ولذلك اشترط العلماء يف جهاد

الدفع الذي مل يشترطوا فيه شيء من الطلب إذن الوالدين وإذن الدائن ، خبالف جهاد .. ذلك

وليعلموا أن من جنس جهاد الدفع القتال الذي خيتار حترير بعض بالد املسلمني من طغاة الكفر الداخليني أو اخلارجيني والتمكني ألهل اإلسالم ودينهم هدفا لربناجمه وغاية

تال آخر يكون طابعه النكاية وأولوية يف حساباته ، ولذلك يقدم مثل هذا القتال على أي ق .. اردة أو أعمال احلسبة املبتورة واملنقطعة

بل يقدم على هذا النوع األخري ويقارب قتال الدفع السعي يف فكاك أسارى املسلمني وما لكم ال تقاتلون يف سبيل اهللا : ( والقتال من أجل ختليص املستضعفني كما قال تعاىل

خرجنا من هذه القرية ألنساء والولدان الذين يقولون ربنا واملستضعفني من الرجال وا ) الظامل أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصريا

: أي .. ) فكوا العاين : ( ويف صحيح البخاري عن أيب موسى األشعري مرفوعا . األسري

راجح أن املسألة كدخول إذا أسر األعداء مسلما أو مسلمني فال: ( ولذا قال النووي ألن حرمة املسلم أعظم من حرمة الدار ، ) يعين كقتال الدفع ( العدو ديار اإلسالم

. أهـ ) فيجب العمل على استخالص األسري أو األسريين



والعلم ذا التفاضل والفقه به ، والبصر بالواقع ومدى تفاوت األعداء يف خبثهم واملسلمني يعني ااهد على الترجيح بني الواجبات ودرجة عداوم وحرابتهم لإلسالم

والفرائض املتعددة واملتزامحة ، فيقدم الواجب العيين منها على الكفائي واملضيق الذي ال حيل السكوت عليه أو تأخريه كأن يكون يف تأخريه هتك لألعراض أو استباحة للدماء

من املعصومة أو حنو ذلك فيقدم ذلك على ما هو أوسع منه

.. وال يكتفى يف االختيار مع هذا التزاحم والتعدد مبجرد دعوى الوجوب أو الفرضية .. أسأل اهللا العظيم أن يهيئ للمسلمني من أمرهم رشدا وأن يسددهم ملا حيب ويرضى

.هو ويل ذلك والقادر عليه ، واهللا يقول احلق وهو يهدي السبيل

الوقفات فحصروها على أشياء حمدودة يف قال يل بعض اإلخوان ممن قرأوا بعض هذه .. رفقا ارحم قلمك أيها الشيخ : أذهام

إمنا أرمحه وأسعده بالدفع عن جهاد املسلمني وتنقيته من كل ما قد يشوبه أو : فأقول .. يشوهه أو حيرفه وحييد به عن اجلادة

بل مجيع فهذا اجلهاد ليس ملكا ألحد من الناس يستأثر بتوجيهه كيف شاء ؛ املسلمني فيه شركاء وجيب أن حيرصوا على متيزه ونقاوته ويعملوا على تسديده وجيتهدوا يف ذلك باملشاركة فيه وبالنصح والتوجيه والدعاء ، وعلى من حيسبون كرؤوس

..عيات له كفل عظيم من ذلك ومرج

فيه أو اخلطأ ؛ وال جيوز هلم حبال أن يداروا أو يداهنوا أو يقروا االحنراف أو التشويه وأن يقدموا مصلحة الدين واجلهاد واملسلمني على .. ولو صدر من أقرب الناس إليهم

.. األمساء واألشخاص

فأقول له ولغريه تدبر ما كتبته لك ولغريك يف هذه األوراق فإا أوراق ذات شجون وحتجره بذلت فيها خالصة نصحي للدعاة وللجهاد وااهدين ، وال حتصر تفكريك

وتصغره يف التنبيش والبحث وقول أن الشيخ يقصد فالنا أو عالنا أو حنو ذلك ، فتحرم نفسك من خري عظيم فيها ، فاألمر أكرب مما تظن ومل أعود نفسي أن أشغلها بأشخاص معينني فضال عن أن أشتغل يف دعاة أو جماهدين حنسبهم إن شاء اهللا من أهل الصدق

.. ي على اهللا أحدا واإلخالص وال نزك

بل إين يف كتابايت هذه اليت تقطر مها وأسى على جهادهم أرمحهم وأنصرهم أشد من نصرة السالح واملال لو كانوا يفقهون ، وذلك باحلرص على تسديد هذا اجلهاد وتوجيهه



إىل األنفع واألحظى لدين اهللا ، وحتذيره من االحنرافات وجتنيبه للعثرات واملشوه من .. الثمرات

إن أريد إال اإلصالح ما استطعت وما توفيقي إال باهللا عليه توكلت وإليه ( ).أنيب



ة السابعة عشرالوقف

هادــــزمي اجلـقـت

..احلمد هللا والصالة والسالم على رسول اهللا وعلى آله وصحبه ومن وااله

تل أولئك أعظم ال يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقا (: (يقول اهللا تعاىل . ).. ) درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا

هذه اآلية تبني عظم أجر ودرجة من عمل لدين اهللا وجاهد يف سبيل اهللا بنفسه وماله .. قبل أن يفتح اهللا على املسلمني وميكن هلم يف األرض

يبا كما بدأ بدأ اإلسالم غريبا وسيعود غر( ذلك أن األنصار قبل الفتح غرباء قليلون إذا جاء نصر اهللا والفتح ( (أما بعد الفتح فإن األنصار يقدمون ويهجمون ويكثرون )

. )) ورأيت الناس يدخلون يف دين اهللا أفواجا

واليوم وبعد أن زالت دولة اإلسالم ودالت دولة الردة والكفر واإلشراك ، ومنعت ارها ومنعت مصر إردبها ودينارها وعدنا العراق درمهها وقفيزها ومنعت الشام مديها ودين

ث الذي من حيث بدأنا كما أخرب بذلك الصادق املصدوق صلى اهللا عليه وسلم يف احلدي . يرويه مسلم يف كتاب الفنت

وامتنعت سائر الدول عن شرائع اإلسالم وعاد اإلسالم غريبا كما بدأ ، نستشعر ر ا املسلمني ذكون) ).. بل الفتح وقاتلال يستوي منكم من أنفق من ق((هذه اآليات

.. دوما

أيها املسلمون تدبروا حال أنصار الدين قبل الفتح كيف كانوا ، وكونوا كما كانوا ..

ال يشغلنكم عن نصرة دين اهللا وشريعته شيء من حطام الدنيا ، بل وال حىت شيء .. من مسائل الدين املرجوحة

ودأبكم العمل من أجل حتقيق الفتح ، والتمكني لراية فليكن مهكم وشغلكم الشاغلالتوحيد وشرعها ، وهذا يستلزم مهة عالية وعمال دءوبا وعلما يف الشرع وفهما للواقع ،



يدعون رم (( وجندا واعني حيملون هم هذا الدين بكرة وعشيا ، يف كل وقت وزمان .. يزالون دائبني ، وكما جاء وصفهم يف احلديث ال.. )) بالغداة والعشي

... ) ال تزال طائفة من أميت ظاهرين على أمر اهللا ال يضرهم من خالفهم (

يسابقون يف ذلك ويسارعون ، هو شغلهم ومههم وحمياهم وممام يبذلون له شبام .. وأعمارهم ال فتات جهدهم وهامش أوقام

يف كل مكان يف حلهم وحيملونه معهم حيثما حلوا يف كل واد وناد ويتنقلون به ) ).. وجعلين مباركا أينما كنت ((وترحاهلم

فدعويت هي جنيت وبستاين أمحلها معي يف صدري وأنصرها حيثما توجهت وأخنت ، أشغل الناس وأطرقهم دوما بالتذكري ا ، وأقض مضاجعهم كمنذر جيش أحذرهم من

وأستحث مهم .. شرع أعدائه خذالن هذا الدين أو املشاركة يف إقصاء شرعه وإقامة املسلمني لنصرة دينهم ومصدر عزهم والعمل من أجل إعادة أجماده ببذل الغايل والنفيس

.. ألجل العمل على استئصال الطواغيت وإقامة شريعة التوحيد

ال أهدأ وال أتضرر باملخالفني أو املخذلني وال أستوعر الطريق أو أستوحشه لقلة .. أستثقله لكثرة العوائق واآلالم والعقبات واالبتالءات األنصار واملؤيدين أو

.. أو أستطوله لكثرة األعداء والشانئني

فال ( وال أخلد إىل األرض أو أنقض هذه البيعة أو أخيس ذا العهد حىت ألقى اهللا ..به ) أخر إال قائما

: ( ويقولون ) ال ينيم السليم ال ينام و: ( ويكون حايل كما تقول العرب عن اللديغ ) .. ال ينام من أثأر

.. فال أهنأ بعيش وال تقر يل عني حىت أرى راية التوحيد مرفوعة عزيزة خفاقة

هذا ومن يتدبر حال األمة وإمكانات خواص ااهدين فيها ، وقلة أنصارهم ، مث داخل واخلارج يتأمل طبيعة احلرب العاملية املستعرة ضدهم ، وتكالب األعداء يف ال

وتوحدهم عليهم وعلى دينهم ؛ يعلم أن النصرة احلقيقية اليت حيتاجها الدين اليوم من أجل الفتح ليست من أي نوع ، وأن الرجال الذين يصلحون لذلك ويستوعبونه ويأخذونه



حبقه ليسوا أي رجال ، وأن األعمال القتالية واإلختيارات اجلهادية والوسائل واألدوات .. لزم للتمكني ليست عشوائية أو محاسية ال يضبطها ضابط وال يربطها رابط اليت ت

( بل ذلك األمر اجللل واملشروع العظيم ال يصلح بأي صنعة بل حيتاج كما قيل إىل بملن ح نعة من طبص (.

فيحتاج إىل عمل وجهاد وجهد من نوع خاص ، جهاد ناضج وواع وقيادة راشدة جلهاد كمشروع متكامل ال كردود أفعال وتشنجات محاسية آنية ، بل بصرية ، تأخذا ا

التاجر احلاذق البصري الذي يدرس مشروعه دراسة واعية جادة ) كتجارة ( تتعامل معه وال غرابة يف .. من كل جوانبه ويدرس السوق أيضا دراسة واعية ويتعرف على واقعها

.. هذا بعد أن مسى اهللا اجلهاد جتارة

يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على جتارة تنجيكم من عذاب أليم ((: اىل قال تعتؤمنون باهللا واليوم اآلخر وجتاهدون يف سبيل اهللا بأموالكم وأنفسكم ذلكم خري لكم

).) إن كنتم تعلمون

والتجارة كياسة وشطارة وحتتاج للفطنة واخلربة واإلدارة ، وهي ليست كأي بيع بسطات املتنقلة أو كعمل الباعة املتجولني ، جيرب احدهم تارة ذاك عشوائي وال كتلك ال

.. النوع فيخسر مث جيرب هذا الشيء فريبح الفلس والفلسني

بل صارت التجارة اليوم تدرس باملعاهد والكليات ويتخصص أهلها ويتبحروا يف إن كانوا ولذلك ترى ربح أمثاهلم يف التجارة خصوصا.. فنوا قبل أن خيوضوا غمارها

حذاقا أكياسا قد جنذم التجارب واخلربات ودرسوا واقع السوق دراسة دقيقة ، وعرفوا ترى ربح هؤالء .. أسرارها ومداخلها وخمارجها وموامسها وأنواع الطلب والعرض فيها

.. مضاعفا وصفقام عظيمة

ا فهو غالبا مغبون يف والتاجر إن مل يكن حاذقا عارفا بضروب التجارة متبصرا بواقعه .. جتارته كاملقامر يف رأس ماله

وإذا كان األمر كذلك فتجار اآلخرة املتاجرون بدمائهم وأرواحهم وأمواهلم مع اهللا أحق بالفهم والكياسة والبصر والفطنة والعلم بالشرع والفهم للواقع من جتار الدنيا ، وال

.. ورأس مال شركائه من تاجر اآلخرة جيوز أن يكون تاجر الدنيا أحرص على رأس ماله



وال جيوز لتاجر اآلخرة أن خيبط خبط عشواء يف عمله فيغامر ويقامر يف رأس ماله .. ورأس مال إخوانه وشركاء دربه

إن مشروع اجلهاد اجلاد الذي يسعى هلدف عظيم وغاية كبرية كالتمكني ؛ حيتاج دف ؛ عمل متكامل ال يفصم اجلهاد إىل جهد عظيم وعمل كبري يتناسب مع عظم هذا اهل

وال حيجمه يف .. عن جهد العلماء العاملني وال يفصله عن جهود الدعاة املخلصني .. األعمال الثأرية وردود األفعال املبعثرة

وال يزري به أو يشوهه يف أعمال السطو املسلح أو السرقة لعصاة املسلمني أو ه أو يقزمه يف استهداف املستضعفني من الناس املشبوهني من الرجال والنساء وال يهمش

.. وغري املقاتلني من الكفار سواء كانوا نساء أو أطفاال

وال يشتته ويضيع مثراته بتوسيع دائرة الصراع وتشتيتها بأن يذعر العامل كله على ااهدين ويوحد دوله عليهم ، دون برنامج واضح وال أولويات حمددة أو مراحل

ال يرفع رأسا بسرية النيب صلى اهللا عليه وسلم ومرحلية اجلهاد فيها وبداءا مدروسة ، ف .. باألقرب واألوىل

وال يصرف شباب األمة وطاقاا كلها إىل أعمال النكاية املبعثرة اليت ال تضع يف .. حساا برنامج التمكني كهدف أو استراتيجية

يوم يف كافة بقاع األرض يراه متبعثرا فالناظر يف القتال الذي ينشغل به شبابنا ال .. متشتتا يف أعمال ذات طابع نكائي جمرد تظهر تارة هنا وتارة هناك

رى من يعمل جبد واجتهاد وروية ودراسة عمال متكامال يضع يف برناجمه وقل أن ي .. وأولوياته التمكني وإقامة دولة اإلسالم كهدف استراتيجي كما يسمونه

بقصر نظر -مل نكد نفرح برائحة شيء من ذلك حىت يسلم ااهدون ويف كل مرة مثرة جهادهم ودمائهم إىل صناديق اإلقتراع ليقفز لنا من داخلها كل نطيحة - قيادام

.. ومتردية يثبتون أركان كراسي حكمهم فوق أشالء األبطال ومجاجم الشهداء

الشمال وقف أكثر الناس ومنهم وملا اكتسحت الطالبان عموم أفغانستان ومل يبق إالطائفة كبرية من املتحمسني ألفغانستان والطالبان وقفوا يتفرجون ، وانشغلوا يف إجياد املعاذير لترك القتال مع الطالبان ، بل ذهب بعضهم يعد ويتدرب لألعمال النكائية اردة



شم الصعاب وشد هنا وهناك وترك أو قصر يف تثبيت وترسيخ التمكني والدولة اليت جت .. الرحال إليها وكان يستظل بظلها ، وأمضى عمره من قبل حيلم ا

إن النريان املشتعلة اليوم حولنا يف فلسطني والعراق وأفغانستان والشيشان وغريها ، ومناظر وأخبار القتل والتعذيب والتشريد واإلهانة واإلذالل على أيدي اليهود واألمريكان

م ويف سجوم يف أيب غريب وجوانتنامو وباجرام وسائر العواصم العربية واألجنبية وأذنا ..

كل ذلك دون أدىن .. إضافة إىل منظر برجي التجارة والنريان تلتهمهما ومها ينهاران شك يؤثر حبرارته على محاس الشباب وااهدين ويدفع بعضهم إىل املبادرة إىل أي عمل

متهم ودينهم وإخوام املسلمني وحياكون به عمل يشفون به صدورهم ويثأرون به أل .. أبطال غزوات نيويورك وواشنطن

وأنا هنا ال أريد أن أطفئ جذوة تلك احلرارة من صدور الشباب ااهد ، وال أسعى كما يسعى كثري من القعدة واملخذلني إىل تربيد الشباب وجتميد عواطفه وإماتة خنوته

ثقافة الدواجن اليت هي مثرة عفنة من مثرات العقيدة اإلرجائية وغريته عياذا باهللا ؛ ببثاملعاصرة املنبطحة حتت أحذية الطواغيت ؛ وإمنا الذي أطلبه وأتبناه وأسعى إليه وأنبه عليه أن يكون التأثر ذه احلرارة إجيابيا ال أن يكون تضررا سلبيا يعطل أو يقطع برامج اإلعداد

أو يعكر املزاج اإلسالمي األصيل واختياراته الشرعية الرزينة اجلاد أو حيرف عنها ، والصحيحة ، فيدفع إىل اختيارات محاسية ال يراعى فيها األنفع واألكمل يف الثأر لإلسالم

.. وأهله

إذ الثأر احلقيقي والناجع إمنا هو ذاك الذي يقر أعني املسلمني حقا ، ويغيظ املشركني رايام وقطع طرفهم واستئصال دولتهم ورفع راية التوحيد واملرتدين صدقا بتنكيس

والدين بالتمكني هلا وحتكيم شرعها ، وهذا ال يتأتى يف زماننا إال بأن يتعامل املسلمون له برناجمه الواضح واجلاد وقيادته .. وااهدون مع اجلهاد كمشروع متكامل ناضج اضحة ، وهدفه احملدد غري املتقلب ، الواعية وخطابه الناضج واألصيل ، وبوصلته الو

وجنده املخلصون املنضبطون بضوابط الشرع املتبصرون .. ووسائله املشروعة النظيفة .. بواقعهم املستبينون لسبيل ارمني

لقد كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قادرا على أن يثأر لنفسه من أهل الطائف اءهم فأدموا قدميه باحلجارة كان صلى اهللا عليه وسلم ملا ردوه وآذوه وسلطوا عليه سفه

قادرا على أن ينتقم منهم ومن كفار قريش الذين آذوه وآذوا أصحابه أيضا يوم جاءه



ملك اجلبال وعرض عليه ذلك فأىب أن يثأر لنفسه وصرب وصابر وجد واجتهد وجاهد هو ين بأشرق صوره حني ارتفعت وأصحابه حىت مكن اهللا هلم فكان الثأر احلقيقي الكامل للد

راية التوحيد ونكست راية التنديد وصار كفار قريش والطائف وغريهم يف قبضته وكان .. الفتح فقتل منهم من قتل وعفا عمن عفا ودخلوا يف دين اهللا أفواجا

إننا نتأمل اليوم ملا نشاهده من تقزمي وحتجيم بل ومسخ للجهاد بسبب التضرر بآثار .. سلبا تلك النريان

فقد حجم اجلهاد وقزم من كونه مشروعا أعظم غاياته إخراج العباد من عبادة العباد .. إىل عبادة اهللا وحده ومتكينهم يف األرض لتحقيق التوحيد والعبودية هللا وحده

الذين إن مكناهم يف األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة وأمروا باملعروف ووا ( .) اقبة األمور عن املنكر وهللا ع

وليمكنن هلم دينهم الذي ارتضى هلم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونين ال ( ... ) يكفرون يب شيئا

.. قزم اجلهاد من هذه الصورة العظيمة

ومل .. وفصم عنها ) الدعوة ( فسلخ أوال عن لسانه الناطق وخطابه الناضج األصيل ا أو يراعون مصاحلها ودرء املفاسد عنها فيما خيتارونه يعد القائمون عليه حيسبون حسا

.. من أعمال ويرجحونه من أولويات

مث حجم يف القتال النكائي أو أعمال إنكار املنكر املبعثرة اليت ال حتقق أهدافها وال . تدوم مثرا ما مورست من غري متكني

النتقامية غري املوزونة وال مث اختزل حبصره يف األعمال الثأرية وردود األفعال ا .. املدروسة

مث حجم وحجم إىل أن بلغ به البعض أن جعلوه ردود أفعال تشنجية يستفزهم .. وجيرهم إليها أعداؤهم ، فيوجهون بذلك قتاهلم ويستثمرونه فيما شاءوا

وصرنا نرى ونسمع كل شابني أو ثالثة ، جيتمعون دون أدىن خربة عسكرية أو جتربة وال مؤهالت تدفعهم لذلك إال احلماس .. ظيمية وال علم بالواقع وال نظر يف الشرع تن



غالبا ، األجوف ، تراهم جيتمعون مبجرد أن تقع أيديهم على سالح ، فيؤمرون أحدهم ما تكون مؤهالته كونه أهوجا أو كونه كان مربزا عليهم يف جاهليتهم قبل تدينهم ورمبا

الفهم أو العلم ، ينقادون له ويصدرونه ال مؤهل له إال ذلك كان فيهم من يفضله باحلماس األجوف ، مث يطلقون على جتمعهم املهلهل هذا امسا وال بد ، مما يعطيه كيانا

مث ينقضون يف .. وحجما أكرب من حجمه ، وهو شيء يستفيد منه ويفرح به أعداء اهللا فأي برنامج هذا ؟ .. حسينية أو حنوها أقرب فرصة على أول دار للسينما أو كنيسة أو

وأي منهج وأي مثرة يرجوا من ذلك لإلسالم يف هذا الزمان ؟ وأي مستوى ساذج وعقل سطحي يدفع إىل هدر أعمار هؤالء الشباب ويلقيهم بعد ذلك يف السجون

ليكملوا بقية حيام فيها ؟

ملية اليوم على اإلسالم ؟؟ وهل هذا التفكري واالختيار يتالءم مع مستوى احلرب العا

هذا غري من ينقض منهم على املتربجات بدعوى إنكار تربجهن حبرقهن باملواد !! أو يسلب النساء املشبوهات حبجة دعم أعماهلم اجلهادية املزعومة .. احلارقة أو ضرن

.. وحنو ذلك من الغرائب والعجائب

مل يعرف ممن ضافهم أو ضافوه مث يف أول اعتقال ألحدهم جيرجر معه من عرف ومن، أو خدموه خدمة أو أسدوا إليه نصحا ، لتخرج علينا األجهزة األمنية بعد ذلك لتعلن إلقائها القبض على تنظيم إرهايب خطري ، وتفاخر بإحباطها ملخططاته الرهيبة ، وبراجمه

شباب األغرار ، املريعة ، ليحصدوا بذلك الرتب والنياشني واالمتيازات على ظهر هؤالء الالذين إن فتشتهم وجدت اخلواء العقائدي والعلمي والديين واخللقي ينخر فيهم خنرا ، ولقد رأيت بعض هذه األصناف يف السجون ال يصربون عن مشاهدة التلفزيون وال يطيقون ترك التدخني ، هؤالء كان أعداء اهللا يضخموم ويفخمون أعماهلم وتنظيمام

فوا بذلك مآرب هلم من أسيادهم األمريكان ، أو ليربروا كل بطش وخمططام ليقطفبعضهم يربطونه بالقاعدة والبعض بالزرقاوي وهكذا .. ميارسونه على اإلسالم واملسلمني

ولقد رأيت بعض هؤالء يتخلف عن صالة اجلماعة معنا يف ساحة السجن يف وقت من .. أما مواقفهم بني يدي أعداء اهللا يف .. فيه األوقات خوفا من اجلنادب اليت كانت تتواجد .. التحقيقات ومواقفهم يف احملاكم فال تسل عنها

قسما يا إخواين إن هذا ليس من حمض خيايل ، بل هو واقع مر عايشنا أهله ، مث يزجون بسببه بإخوام يف السجون ويسلطون عليهم أعداء اهللا ، !! يسمونه جهادا

هم أضحوكة وألعوبة بأيدي أعداء اهللا يشفون صدورهم م وجيعلون من أنفس .. ويستعملون قضاياهم ويوظفوا يف صحافتهم وإعالمهم لتشويه كل داعية وجماهد



أي مسخ للجهاد هذا ؟؟ بل أي إزراء له وحتقري ؟

؟ .. وأي تشويه جلنده وأبطاله احلقيقيني

.. واهللا ما هزلت فيستامها املفلسون

نا عمن ورط الفتيات القاصرات ودفعهن أو استثمر محاسهن يف أشياء من حىت مسعذلك ، أوقعتهن بعد ذلك فريسة بأيدي من ال يرقبون يف مؤمن وال مؤمنة إال وال ذمة ،

.. وحيبون أن تشيع الفاحشة يف الذين آمنوا

وإذا صعدنا يف السلم درجة وجدنا بعض من عاش يف معسكرات ااهدين أو يفجبهات القتال ، وتعلم تصنيع املتفجرات منها أو من غريها ، ميارس يف شوارع املسلمني نوعا من اجلهاد عجيبا غريبا ؛ يتمثل بتفجريات عمياء يبثها هنا وهناك ، ال تعصم مسلما

.. وال يتحاشى فيها من امرأة أو طفل أو حنوهم ، وال يراعي مصلحة وال يتقي مفسدة

انا إنكار بعض املفاسد واملنكرات اليت ال تستأصل أصال إال بالتمكني ، دوافعها أحيولن يستأصلها تفجري مخارة أو دار للسينما أو ملهى ، ناهيك عمن يقتل يف تفجري هذه

.. األماكن من العصاة ممن ال يعترب القتل عقوبة شرعية هلم

ن ذلك ال يتم أ ، وكأعداء اهللاوأحيانا يكون بواعث ذلك االنتقام والثأر من بعض إال بالسيارات املفخخة والعبوات الناسفة اليت ال تفرق خصوصا حني توضع يف شوارع

.. املسلمني بني املشركني واألبرار

وغالبا ما يكون ذلك كله حماكاة وتقليدا لبعض عمليات ااهدين احملكمة تقليدا دراية ، أو حترز من دماء املعصومني أعمى من غري بصر وال نظر ، ودون أدىن خربة أو

.. واألبرياء

ولو تأمل هؤالء يف عمليات ااهدين اليت يتحمسون هلا وحياولون حماكاا ، لوجدوا أن أكرب عمليات العصر قد قام ا أبطاهلا دون أن يطلقوا طلقة واحدة ، بل نفذوها

.. ورق بكياستهم وفطنتهم وحسن تدبريهم ورجاحة عقلهم مبشارط من

فاملسألة ليست دوما باملتفجرات والعضالت ؛ بل هي حبسن التدبري واإلعداد ) . نفاذ الرأي يف احلرب أنفذ من الطعن والضرب ( وقد قيل .. والتفكري



وهو علم ) للنسف والتخريب ( وأذكر أن مدربا من ااهدين ويف خامتة دورة الزمة هلدم وتدمري املباين واجلسور وحنوها متفرع عن املتفجرات يبحث يف احلسابات ال

بأحجامها وخرساناا ونوعية العبوات اليت حتتاجها وكمية املتفجرات ؛ سأل املتدربني عن مبىن ضخم ، يف قواعده من احلديد واخلرسانة وحنوها كذا وكذا ، ويتواجد العدو يف

نوعية العبوات وأماكن الطابق كذا منه ، فكانت أجوبة أكثرهم حسابيا صحيحة بتحديد زرعها وكمياا اليت بلغت أطنانا إلسقاط املبىن وتدمريه بالعدو ؛ ومع ذلك كان املدرب خيطئ كال منهم ويضرب على جوابه ، وهم يتعجبون ، وملا سألوه عن اجلواب الصحيح

عليه اجلواب الصحيح أن يصعد ااهد إىل الطابق الذي يتواجد فيه العدو وجيهز: ، قال خبنجر أو مسدس ، ألنه ال ميكنه يف بالده ويف حرب املستضعفني من توفري هذه الكمية اهلائلة من املتفجرات هذا أوال ، أما ثانيا فألنه يعمل يف بلد وإن كانت دار كفر اصطالحا ألن الغلبة فيها حلكم الكفار ؛ إال أن مجهور أهلها ينتسبون لإلسالم وتلك

يريد هذا املدرب الفطن ذه .. تفجرات تتجاوز حدود العدو املطلوب الكمية من املاملسألة لفت أنظار ااهد إىل واقعه وإىل ضرورة إعمال الفكر والنظر يف حسابات أخرى

فاملسألة ليست دوما حمجرة .. أهم وأعمق من حساب كمية املتفجرات ونوعيتها وال شك أن التعامل مع اجلهاد .. ا منحصرة باملتفجرات حبيث ال يصلح اجلهاد إال

.. بتلك السطحية ودون اعتبار هلذه احلسابات من تقزمي اجلهاد وحتجيمه

ومن تقزمي اجلهاد أيضا أن يصدر للقيادة فيه أو يسلم قيادة العمل التنظيمي من ال الشرعي يصلحون لذلك حبال ، وال ميتلكون أدىن درجات اخلربة التنظيمية أو حىت العمل، وكيف الذي ال يكفي وحده ملثل هذا العمل ، وال يعرفون ما يدور حواليهم يف الواقع

وقد رأيت بعض من أسندت إليهم إمارة تنظيمات مسلحة يحرم مشاهدة نشرات يعرفوناألخبار وال يتابعوا ال يف صحافة وال يف مذياع ، استؤمنوا على أرواح الشباب ااهد

هلم أدىن معرفة مببادئ العمل التنظيمي ، واستؤمنوا على اموال ااهدين دون أن تكوناليت بذهلا املسلمون حبا يف اجلهاد ونصرة للمجاهدين ودفعا عن حياض اإلسالم واملسلمني ، مميزام اليت أهلتهم لتويل تلك املناصب وتصريف هذه األموال وتوجيه

أخذهم باملذهب األشد ال األسد ، ولذلك فال : أولئك الشباب بتخليطهم ؛ شيئان األوليوجد عندهم يف الدنيا كلها جهاد إال جهادهم ، وال جماهدون يتبعون للطائفة القائمة

فهو عمى عيوم عن عيوب من نصبهم يف تلكم : أما الشيء الثاين .. بأمر اهللا إال هم الفتهم أو معارضتهم لشيء من وعدم خم.. مبع مع ، ونعم نعم : املناصب ، ودندنتهم له

اختياراته أو ختليطاته ، غض الطرف عن تطرفهم وشذوذام ، ورأى فيهم بقية السلف ، فياحسرة على شباب املسلمني وطاقام .. فغضوا الطرف عن ختليطه وضعف خربته

يسلمون ألمثال هذه الزعامات تشتت جهدهم وجهودهم ، مث تسلمهم وتسلم أعمارهم



وياحسرة على أموال ااهدين كيف توجه بتفريطهم مث تصري .. ملعتقالت والسجون إىل ا .. يف خامتة املطاف غنيمة باردة يف أيدي أعداء اهللا

ولذلك فإن من صور تقزمي وسائل اجلهاد وآلياته أيضا تعاطي البعض مع العمل مين أو غريه مما حيتاج التنظيمي املسلح بدروشة وسطحية قاتلة دون خربة سابقة وال حس أ

واعرف من كان يسابق مسابقة إىل خطف وتنظيم أي .. إليه ملثل هذا النوع من األعمال شاب يراه معنا أو يف جمالسنا رد أن رأوا فيه شيئا من احلماس وحب هذه الدعوة ،

ء وبالطبع يطلبون منهم بغبا، ويعرضون عليه منذ اللحظة األوىل املشاركة يف تنظيمهم وقد استلوه من جمالسنا ، ويعلمون أنه أقرب إلينا ؛ أن ال يطلعنا على عرضهم ، ولذلك فإن من املضحك املبكي أن يرجع ليسألنا عن أولئك املنظمني وهل هم ثقات وهل نزكيهم أم ال ؟ وذلك بعد أن يكون قد عرف مبا عندهم من عمل تنظيمي وخطط

أن ينفذ أعداء اهللا إىل مثل هذه التجمعات ، وما وأحالم بتفاصيلها اململة ، فما أسهل أسهل أن خيترقوها بسبب هذه السطحية والسذاجة ، وإن مل يفعلوا هم ذلك ، فما أسرع

) اهلبل ( ان يسربه بعض من عرض عليهم ذلك ومل يوافقوا عليه ، هذه الدروشة أو بينما أعرف بعض من –واثكاله –التنظيمي ميارسه بعض من ينتسب إىل التيار اجلهادي

ينتسب إىل التنظيمات األرضية وأيضا اإلسالمية املشوشة شرعيا واليت يزدريها وينتقصها رأيتهم يتقنون العمل التنظيمي ويضبطونه إىل حد بعيد ؛ فترى !! أولئك اجلهاديون

الرجل ينتظم معهم سنني يتدرج يف سلمهم التنظيمي دون أن يشعر ، وتوكل إليه املهام ملسؤوليات حىت يبلغ مرحلة يتعصب فيها هلم وملشاخيهم أو أقطام دون أن تعرض عليه وا

يوما كلمة تنظيم أو يسمع بكلمة إمارة أو بيعة أو حنوها ، ولذلك ترى عثرات هؤالء .. حمدودة ، بينما يكون اخلطأ األول لآلخرين خطأ قاصما قاتال أخريا

لعصر وال زالوا بدائيني يف التعامل مع األدوات وآخرون ما زالوا متخلفني عن ركب االتنظيمية فبعضهم ال حيسن استعمال احلواسيب ، وإن استعملها أو راسل من خالهلا مل يأخذ بأي احتياط أمين أو حذر ؛ ثقة ا أو جهال برقابة أعداء اهللا هلا ، فإذا دامهوا بيته

.. اهزة فيه وجدوا تفاصيل تنظيمه وأمساء إخوانه وخمططام ج

وبعضهم ال زال يستعمل يف هذه األشياء اخلطرية الكتابة الصرحية املفصلة على الورق ، واعرف من دامهوا بيته عند اعتقاله فوجدوا على طاولة مكتبه التفاصيل الدقيقة واململة لتنظيمه ، حبيث مل يتمكن من إنكار شيء بعد اعتقاله ، ومن شدة ويل تلك التفاصيل

عترافات ، مل جيد أعداء اهللا أنسب منه كي يلصقوا به أعماال كانت قد قيدت ضد واال .. جمهول بلغ بعضها إىل القتل واالغتيال ال متت إليه بصلة



طبعا تلك املؤهالت العجيبة والغريبة اليت صدرت هؤالء وأمثاهلم للعمل التنظيمي هي وضيعت أعمار شبام ، وأزهقت اليت أهدرت أموال املسلمني يف مغامرات فاشلة ،

أرواح جماهديهم فيما ال طائل من ورائه لإلسالم واملسلمني ، فأقرت أعني املشركني .. وأحرت أعني املسلمني

وتلك املهازل اليت يفاخر ا أهلها ويسموا جهادا ، ال يستحيي بعضهم معها من على ختليطهم ، وال خيجلون من رميهم الطعن بالدعاة والعاملني لدين اهللا ممن ال يوافقوم

.. بالقعود والتخلف عن اجلهاد وتعيريهم بلزوم ج الدعوة والتربية واإلعداد اجلاد

ولذلك فإن من صور تقزمي اجلهاد وحتجيمه أيضا كما أشرنا سابقا ؛ اختزاله يف ربانيني والدعاة القتال النكائي وفصمه عن الدعوة وخماصمته ألهلها وعزل جهود العلماء ال

العاملني وإخراجها من اجلهاد ، األمر الذي يدعو بعد ذلك إىل االستخفاف بعلمهم واإلعراض عن كتابام وإمهال مناصحام بدعوى أن أهل الثغور أفهم وأعلم ،

العشوائية ) الطخطخة ( فيحجرون بذلك ثغور اإلسالم ويقزمون أهلها فيمن ال حيسن إال اجلهاد الناطق وروحه النابض ، ليتخبطوا بعد ذلك يف االختيارات مبعزل عن خطاب

كيف شاءوا وليهدروا أموال املسلمني وأرواح ااهدين وأعمارهم يف أعمال جيمع ويهمش بذلك علم وخربة .. العقالء على عدم جدواها أو فائدا لإلسالم واملسلمني

الطواغيت اليوم وال خيضعون إلغراءام أو العلماء الربانيني الذين يقفون ويثبتون يف وجهخينعون لتهديدام ، ويتصدون لدحر شبهات أذنام من علماء السوء ؛ فإن مل يكن

.. هؤالء من أهل الثغور فليس يف الدنيا كلها إذا أهل ثغور

أمل يكن اإلمام أمحد يف ثباته يف حمنة خلق القرآن يف زمانه إمام أهل الثغور بال منازع، يوم وقف على أعظم ثغور اإلسالم وأىب أن يؤتى اإلسالم من جهته ، وما رمى بسهم مريش قط يف وجه الروم وال غريهم ، وإمنا كانت أسهم القرآن واإلسالم كلها بيده يرمي ا يف حنر أهل الزيغ والضالل ، يدرأ ا شبهام ويدفع عن عقيدة أهل السنة واجلماعة ،

أركان امللة ، ورفع بذلك قدره وذكره ، فصار إمام أهل السنة واجلماعة بال فثبت اهللا به .. منازع

هؤالء العلماء والدعاة الربانيون القوامون هللا القائمون بأمره ؛ هم سادة أهل الثغور .. وقادم الذين مجعوا بني العلم والعمل وبني الصرب واليقني

ه ، وأن يتخذهم الناس رؤوسا فيفتوا بعلم العلم الذي يؤهلهم للصدارة والتوجي - ، فهم املقصود ) )فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون (.. (وفهم فيهتدوا ويهدوا



وأطيعوا اهللا وأطيعوا الرسول وأويل األمر (: (بأويل األمر يف أحد التأويلني لقوله تعاىل ) .. ) منكم

وجعلنا منهم أئمة يهدون ((الدين والصرب واليقني الذي يؤهلهم لإلمامة يف - ) .. ) بأمرنا ملا صربوا وكانوا بآياتنا يوقنون

مل خيلدوا إىل األرض ؛ بل خرجوا على طواغيت األرض وكفروا م وبشركهم ، والذين جاهدوا فينا (: (فكانوا أحق الناس مبسمى أهل الثغور ، وأوىل الناس بقوله تعاىل

) ).. لنهدينهم سبلنا

ا رضوا بأن يكونوا مع اخلوالف فكانوا بذلك ممن يعلمون ويفقهون كما دل عليه ومرضوا بأن يكونوا مع اخلوالف وطبع على قلوم فهم (: (دليل اخلطاب يف قوله تعاىل

رضوا بأن يكونوا مع اخلوالف وطبع اهللا على ((: ، ومفهوم قوله سبحانه ) ) ال يفقهون ).)قلوم فهم ال يعلمون

يس من تقزمي اجلهاد وحتجيمه بل ومسخه عزله عن علمائه الربانيني ودعاته العاملني أل ، وفصله عن علمهم ودعوم ؟

وكما أن من حتجيم الشهادة وتقزميها أن يندفع ااهد إىل حتصيلها دون نظر إىل ما .. حيققه للدين بشهادته ، ودون وضعها يف أعظم األعمال وأنفع االختيارات لدين اهللا

فكذلك من حتجيم الشهادة حجرها على شهيد املعارك ؛ وفصمها عمن يقتل من أولئك العلماء والدعاة الربانيني يف سبيل حتقيق التوحيد والدعوة إليه ، مع أم من ساداا

سيد الشهداء محزة بن عبد املطلب ( (: ، كما أخرب بذلك الصادق املصدوق حني قال ) .. ) جائر فأمره فنهاه فقتله ، ورجل قام إىل إمام

أوليس من تقزمي الرباط يف سبيل اهللا أيضا حتجريه يف بعض البالد وامليادين والساحات والثغور دون بعض ، أو حصره يف العمليات القتالية وعزله عن الرباط على حراسة ثغور العقيدة والدين يف وجه الطواغيت وأذنام من علماء السوء ، والسهر

لثبات على ذلك رغم أذاهم وتعذيبهم وسجوم ومالحقام ؟ وا

وإذا كان إسباغ الوضوء على املكاره وكثرة اخلطى إىل املساجد وانتظار الصالة بعد الصالة رباط ، بل ذلكم الرباط كما أخرب صلى اهللا عليه وسلم يف احلديث الذي يرويه



على والقياماحلق يف وجه الطواغيت مسلم ؛ فكيف بالرباط حلراسة الدين ، والثبات على باطلهم وكفرهم ؟

وكذلك أليس من حتجيم اجلهاد حصره يف العمليات القتالية وعزله عما ال يصلح وال ينتهض إال به من متممات ومكمالت ؟ أليس من تقزمي اجلهاد حتقري تلك املكمالت

بل هي من اجلهاد دون أدىن .. واالستخفاف جبهود أهلها ؟ مع أن اجلهاد ال يقوم إال ا انفروا خفافا وثقاال وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم يف (: (أمل يقل اهللا تعاىل .. شك

أمل يقل النيب صلى اهللا عليه .. ؟ فقدم اجلهاد باملال على اجلهاد بالنفس ) ) سبيل اهللافهذا مثل رواه أبو داود ،) جاهدوا املشركني بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم : ( وسلم

.. اآلية وزيادة اجلهاد باللسان

من جهز غازيا يف سبيل اهللا فقد غزا ، ومن خلف : ( وقال صلى اهللا عليه وسلم . متفق عليه ) غازيا يف أهله خبري فقد غزا

صانعه حيتسب يف صنعته : إن اهللا يدخل بالسهم ثالثة نفر اجلنة : ( ويف احلديث ناخلري ، والرامي به ، وم وروى مسلم عن أيب سعيد اخلدري أن ، رواه أبو داود .. ) بله

لينبعث من كل رجلني : ( رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بعث إىل بين لحيان ، فقال ) . أحدمها ، واألجر بينهما

فأين من يفقه هذا ويعيه ويعلم أن اجلهاد كمشروع جاد ال يكمل وال ينجح وال ا حيب ربنا إال باستيعاب ذلك كله ، وعدم ميش أو حتقري شيء منه ، حيقق مراد اهللا كم

وعدم االستخفاف جبهود أهله ، ألن ذلك كله شرع من اهللا تعاىل وأوامر جيب على املسلمني إعماهلا واالستجابة هلا كلها ، وعدم تعطيل شيء منها ما استطاعوا إىل ذلك

.. سبيال

وتشقى يف توفري الدعم املادي ألي مشروع ومن آثار هذا التحجيم أنك تتعب دعوي أو تربوي علمي ، كإنشاء مدرسة إسالمية حقيقية ألبناء املسلمني ، أو حنو ذلك

خبالف ما إذا كان العمل .. من املشاريع اليت ال غىن للدعاة وااهدين وأبنائهم عنها فمن خيلف ااهد يف أهله ؟ .. وإذا كان األمر كذلك .. قتاليا أيا كانت صورته وكيفيته

ومن يريب أوالده ويعلمهم وحيفظهم يف غيبته إن قزم اجلهاد وحجم الرباط واالستشهاد يف !القتال وحده ؟



ومن خيلف املقاتلني على ثغور الدعوة ، ويثبت يف وجه أعداء اهللا وأذنام من علماء هدين رماحهم ، ويتصدى السوء ؛ يذب عن التوحيد شبهام ، ويدفع عن أعراض اا

بنحره لسهام الطعن والتشويه والتخذيل ؛ من يفعل ذلك ويقوم به حق القيام إن قزم ؟ .. اجلهاد وفصم عنه جهد العلماء والدعاة بفصل جهاد اليد عن جهاد اللسان

وكيف يتجهز ااهدون ويقاتل املقاتلون ؟ وكيف ينبعثون ويتحركون يف سبيل اهللا ؟ .. اد باملال عن اجلهاد بالنفس ومل جيدوا من جيهزهم أو خيلفهم يف أهليهم إن سلخ اجله

) .. ) إن اهللا حيب الذين يقاتلون يف سبيله صفا كأم بنيان مرصوص ((يا قومنا والبنيان املرصوص كل لبنة منه تكمل األخرى وتشدها وتتمم البناء وتقويه ، وإن نقصت

.. قص وتضعضع لبنة أو أكثر عيب البنيان ون

.. اللهم أهلم إخواين رشدهم

ومن صور تقزمي اجلهاد تقزمي وسائله وآلياته وقلبها يف كثري من األحيان إىل غايات وأهداف وذلك حبصره يف األعمال اليت يسميها البعض انتحارية ونسميها بضوابطها

حىت صرنا نسمع جهادية ؛ دون مراعاة ما وضعه العلماء من ضوابط وشروط لتجويزها ،عمن يفجر نفسه أمام فندق أو ملهى أو حنوه وال يسفر عمله إال عن بعض األضرار املادية ، وآخر يفجر نفسه ليقتل شرطيا أو جنديا أو حنوه ميكنه قتله دون اللجوء إىل هذه

فأي ضرورة !! بل منهم من يفجر نفسه يف كنيسة أو مسجد للشيعة وهكذا .. الوسيلة ؟ وأي شرع بل أي . هذه األعمال ، وأي مصلحة لإلسالم واملسلمني فيها تبيح مثل

. عقل جييزها ؟؟

ومن تقزمي اجلهاد بل وجعله أضحوكة لألعداء بث التهديدات اجلوفاء املتكررة هنا اهدين مصداقيتهم وتنزع على املدى وهناك واليت ال يعقبها أي تنفيذ ؛ حبيث تفقد ا

ائهم مهابتهم ، ويبدون كما يقال كالرباميل الفارغة واليت هي دائما الطويل من قلوب أعدأشد ضجيجا من امللئى ، وتذعر العامل على املسلمني وتزيده توحدا عليهم دون أدىن فائدة

.. أو عائدة على اإلسالم واملسلمني

على ومن تقزميه إشغاله بأهداف ال طائل من ورائها وال فائدة تعود على اجلهاد أوسواء من تشويه صورة .. اإلسالم وأهله ، بل على العكس جيين منها أعداء اهللا فوائد شىت

.. ااهدين أو حتريض الناس عليهم أو التربير ا لقمعهم وتوظيفها ملآرب الطواغيت



وكثريا ما نسمع اليوم عن مهامجة مساجد الشيعة أو تفجري حافالت نقل الناس أو هو أو الفساد فوق رؤوس العصاة أو تفجري الكنائس أو تلويث مقابر تفجري أماكن الل

اليهود أو النصارى أو حنو ذلك مما يسميه أهله جهادا وال فائدة من ورائه إال تشويه صورة اجلهاد واستثمار األعداء لتلكم االختيارات يف حتقيق مآرم وحرب اإلسالم

.. واملسلمني

واختيار ، والعواقب وعدم النظر يف املفاسد عتبار املصاحل فمن تقزمي اجلهاد عزله عن ا .. األعمال واألهداف دون الرجوع إىل هذه املوازين

ومن ذلك حجبه عن خطابه اإلعالمي الناضج واختياراته السديدة وعدم مراعاة .. خطاب الناس على قدر عقوهلم والتحدث إليهم مبا يفهمون

ثري من الشباب الذين ال يرون اجلهاد إال بعيدا عن ومن حتجيم اجلهاد ما ميارسه كبلدام ، من تفريغ ساحات العمل والدعوة واجلهاد يف بالدهم وما يليها ، والنطنطة هنا

فتارة يستنفرون الشباب إىل الشيشان وتارة إىل أفغانستان وتارة إىل أوزبكستان .. وهناك لعراق أو أي مكان ، املهم أن يتركوا أحيانا إىل او أو كردستان وأخرى إىل اجلزائر

بالدهم إما تضررا بضغط األجهزة األمنية أو تأثرا بتركيز اإلعالم على بعض الساحات وامليادين ، أو تعذرا بدفع الصائل على املسلمني يف بعض تلك البالد مع أن الصائل قد

م وتوحيدهم صال عليها وعلى غريها ، وقد فرخ وجال وصال يف بالدهم على دينه )2() تطلب ضبا وهذا ضب باد خمرج رأسه : ( أو كما قيل .. وشرعهم

وكم متلكين العجب عندما قرأت لبعض ااهدين يف العراق يدعون إخوام ااهدين يف اجلزيرة إىل ترك جهادهم هناك واللحاق م يف العراق ، يف وقت كان حرب

فما الذي رجح العراق على .. عرة كما هي يف العراق النظام على اإلخوة يف اجلزيرة مستجند أو احلجاز أو امة ؟ أهي استراتيجية واضحة ومصاحل بينة وترجيحات سديدة أم

أم كما مسعت من البعض ألجل أن األسلحة .. احلماس ارد وتركيز اإلعالم عليه و غري ذلك من األسباب أ!! ؟.. واملتفجرات والقذائف من خملفات النظام البائد كثرية

اليت ال تنظر يف املصلحة الراجحة لإلسالم واألقرب لتمكينه ، وال تراعيها يف اختيار .. امليدان أو التوقيت أو نوعية العمل واختياراته

. يضرب ملن يلتفت لعدو بعيد وعنده مثله قريب )2(



وصواريخ كروز وتوماهوك وغريها تنهال على 52وعندما كانت طائرات اليب ان ، وكان املتحمسون حيرضون الشباب يف القرى واملدن وخنادق املقاتلني يف أفغانست

بالدنا للحاق بتلكم اخلنادق للمشاركة بالقتال ونصرة إخواننا يف أفغانستان ، كنت أال ميكن نصرة إخواننا يف : أكتب وأتكلم بصراحة أحتسب عند اهللا ما كلفتين ، وأقول

إىل جنبهم يف أفغانستان إال بأن نتجشم املسافات ونقطع املفاوز والعقبات كي نقف .. اخلنادق وحتت احلمم اليت تلقيها الطائرات والقنابل اليت تقذفها املقاتالت

ملاذا نضيق نصرة إخواننا بذلك وحنن نراهم يف ذلك املأزق واألفغان : وكنت أقول ينحازون من مدينة إىل مدينة ويطلبون من العرب اخلروج ؟ وملاذا حنجم اخلنادق ذه

ائية ؟ أال ميكننا نصرة إخواننا وأن نكون جنبا إىل جنبهم ويف اخلندق ذاته الطريقة البدوحنن يف مواقعنا ويف بالدنا اليت حنن أعرف بشعاا ؟ بل رمبا كان ذلك أسهل للمجاهدين وأنكى وأوجع وأقسى على أعداء اهللا الذين كانوا يتجولون آمنني يف شوارعنا وبني ديارنا

..

على الشباب املتحمس الذي مل تنضج نظرته إىل اجلهاد وسطحيته وأنا هنا ال أعتبيف التعامل معه وإن كنت أكتب جل ما أكتبه له ولتوجيهه ؛ بقدر ما أعتب على املشايخ والرؤوس واملرجعيات الذين انساقوا خلف احلماس ، وخرجوا عن طورهم وخطهم الذي

ر بتلك السطحية فتركوا حقول اختاروه عن علم ومعرفة وروية ، وتعاملوا مع األمدعوم وإعدادهم ونقضوا غزهلم وشدوا الرحال دون تدبر ونظر ، متجشمني العقبات مستعملني كل ما يقدرون عليه من وسائل التزوير واملراوغة والتهريب ، ليقطعوا حدود

ن بالدهم مث حدود إيران أو باكستان للوصول إىل تلك اخلنادق يف أفغانستان ، فمنهم موصل ففوجئ باألوضاع مث عاد فخرج بناء على طلب الطالبان ومنهم من اعتقل يف إيران

.. أو الباكستان

هذه السطحية يف التعامل مع اجلهاد وخنادقه ، وهذه الدروس املتكررة هنا وهناك أال حتتاج إىل إعادة نظر وتدبر ونضج وتفكر ؛ كي نعطي اجلهاد حقه ومكانته وحجمه

ونتعامل معه على أكمل الوجوه وأرقاها وأقومها ؟ علنا نقطف بعد ذلك ما احلقيقي .. نصبوا ونتطلع إليه ونتمناه من الثمرات

سألين أحد أصحاب السجن وحنن نتحدث يف أحوال ااهدين واألمة ، وحديث هل تظن من خالل اطالعك على واقع األمة أن جيلنا : فقال .. السجون ذو شجون

رمبا يدرك أوالدنا أو أحفادنا متكينا : مكني وإقامة دولة اإلسالم ؟ فقلت سيدرك الت .. حمدودا أو دولة ليست مبستوى الطموح واآلمال



؟ .. ومل : قال

هذا ليس تشاؤما وال تثبيطا وأسأل اهللا صادقا أن أكون يف ذلك خمطئا ؛ : قلت والتمكني له شروطه والدولة هلا .. ولكنها الواقعية فاملكتوب كما يقال يقرأ من عنوانه

وأنا ال أضع يف حسابايت املعجزات ، ولو كان كالمي مبنيا عليها فاهللا على كل .. رجاهلا شيء قدير ، ولو شاء اهللا النتصر لدينه وملكن لعباده من غري جهاد وال شهداء ، ولكنها

.. ، وليتميز حزبه من حربه سنة اهللا املاضية ليبلو بعضنا ببعض ويتخذ من املؤمنني شهداءوإمنا أجيبك بناء على واقع املسلمني اليوم وهل هم مؤهلون للتمكني الذي حنلم به

؟ دعك من الشباب املتحمس الذي نتحدث عنه ونتأمل !والدولة اليت نتطلع إليها لسطحيته اليت يتعامل ا مع اجلهاد ؛ وتأمل فقط قيادام ومرجعيام ورؤوس األمة

خلصني منهم وااهدين املتصدرين لقيادا واملتصدين ألعدائها ، وانظر إىل مستوى املتفكريهم ودرجة نضوجهم وفهمهم للجهاد ، وكيفية تعاطيهم مع مشروع إقامة الدولة ،

. لتعرف اجلواب على سؤالك

ولتعلم أن دون هذا املشروع مفاوز مل نقطعها بعد ، ودون نضوج هذه الثمار اليت حرق لقطافها ؛ وقت ال بد أن متر فيه حىت تينع ، ويبدو أننا نتعجل نضوجها حبرقتنا نت

.. وحرصنا قبل أوانه

وحناول القفز باألمة وقياداا على مراحل ال بد أن يقطعوها ليستوعبوا األمور .. ويتعاطوا معها بنضوج وفقا للسنن واألسباب اليت وضعها اهللا تعاىل

.. بل أوانه عوقب حبرمانه ومن تعجل شيئا ق

فحسبنا أن نعمل جادين خملصني يف مشروعنا هذا الذي درسنا واقعه وتفهمنا حاجاته يف االجتاه الصحيح ، خصوصا بعد أن من اهللا على هذه األمة بالصحوة الدعوية بعد سبات عقود ، واليت أعقبتها هذه الصحوة اجلهادية املباركة ؛ بربكات اجلهاد األفغاين

والشيشاين والبوسين ، فهذه الصحوة اجلهادية كانت من أعظم بركات تلك امليادين وإن مث أعقب ذلك أحداث أيلول اليت .. مل نقطف منها إىل الساعة ما نتطلع إليه من مثرات

أيقظت كثريا من النائمني والغافلني بضخامتها وبشراسة وصراحة اهلجمة على اإلسالم .. بعدها

يتكون أكثره من شباب خملص الذي لنا هذا التيار اجلهادي اجلارف مما أنتج ..متحمس قد أثأر وتعسكر تفكريه وتوجهه ، وانطلق كالسيل اجلارف ليثأر لدينه وأمته



فالواجب على املرجعيات الدينية والعلمية ورؤوس هذا التيار أن يعملوا على ترشيده .. يق الثأر احلقيقي والكامل هلذا الدين وإنضاجه وأن يقودوه ويأخذوا بيده إىل حتق

ال أن يقفوا يف وجهه أو يتصدوا له أمال يف إيقافه كما حياول البعض جاهدا ؛ فهذا .. ال شك من حتجيم اجلهاد بل من وأده وقتله

وال أن ينجرفوا معه كيف شاء ، يقودهم محاسه واندفاعه وسطحية بعض أفراده إىل والطاقات واألموال يف أعمال مرجوحة أو غري مربجمة وال مدروسة بعثرة اجلهود واألعمار

..

.. ليغدوا املشايخ والعلماء مقودين منجرفني موجهني ال موجهني تابعني ال متبوعني

ال –بل إن أعظم ما يقدمه املشايخ والعلماء والدعاة الواعون يف هذا الزمان ترشيد .. هذا التيار بعد انطالقه –إيقاف

.. بعد انفالته –ال تعطيله –وتوجيهه

وتسديده إىل أسد االختيارات وأنفعها وأصلحها وأحظاها لإلسالم وأهله وأكملها للثأر لدين اهللا بأشرق صوره ؛ بالعمل اجلاد ألجل التمكني ألمة اإلسالم اليت ضت

.. السترداد أجمادها واستعادة فتوحاا

.)) ولكن أكثر الناس ال يعلمونواهللا غالب على أمره ((

: وخنتم بالتذكري مبا بدأنا به

ال يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين (( . .. ))أنفقوا من بعد وقاتلوا

هـ 1425رجب –سجن قفقفا



ة الثامنة عشرالوقف

))ال يضرهم من خالفهم ((

.. احلمد هللا والصالة والسالم على رسول اهللا وعلى آله وصحبه ومن وااله وبعد فقد صح عن النيب صلى اهللا عليه وسلم يف احلديث املتواتر املروي عن بضع عشر صحابيا

ال تزال طائفة من أميت قائمة : ( أنه قال يف وصف الطائفة القائمة الظاهرة على أمر اهللا ظاهرين على أمر اهللا ، ال يضرهم من خذهلم وال من خالفهم حىت : واية بأمر اهللا ، ويف ر

.) أمر اهللا وهم ظاهرون على الناس يأيت

وقد تكلمنا مرارا وتكرارا على هذا احلديث العظيم وعن الطائفة الظاهرة املنصورة ا يف جعلنا اهللا من أهلها ، وتكلمنا عن معاين ظهورها وقيامها بالدين ، وعن أهم صفا

كثري من كتاباتنا ، لكننا سنتوقف اليوم مع صفة عظيمة مهمة من هذه الصفات نلفت خصوصا بعد أن رأينا من طوائف املسلمني .. انتباه الدعاة وااهدين إليها وننبههم عليها

ال يضرهم من : (صلى اهللا عليه وسلم من فرط أو قصر يف هذه الصفة ، أال وهي قوله . ) من خالفهمخذهلم وال

فالتأثر باملخالفني والتضرر باملخذلني آفة ومرض خطري له صور وتداعيات شىت ، وقد خنر يف مجاعات األمة وطوائفها ، وصار عائقا من عوائق ضتها وعقبة يف سبيل جناح جهادها وفالح دعاا ؛ األمر الذي يستدعي وقفة تنبيه وتذكري ، ذلك أن من اختار

ب الطائفة القائمة بدين اهللا الظاهرة على أمر اهللا ، فإنه لن يقوم بأمر هذا اللحاق بدرالدين حق القيام ولن يظهره حق الظهور بأشرق صوره وكما حيب ربنا ويرضى حىت يتحرر من آفة التضرر باملخالفني ويتطهر من مجيع صورها اليت حترفه أو تصده عن صراط

.. القومي وسبيل ساداا املستقيم الطائفة الظاهرة املنصورة ومنهجها

لذلك وألجل خطورة هذه اآلفة على الدعاة وااهدين وتنوع هذا املرض وتشعب هذا - باختصار أرجو أن ال يكون خمال - آثاره يف واقع اليوم ؛ سأتناول يف هذه الوقفة

: املوضوع وسأعاجله بالنظر إىل

يسعون يف اإلضرار بالدعاة وااهدين ليكون أقسام املخالفني أو املخذلني الذين - .. ااهد منهم على بصرية



واألدوات والوسائل واألساليب اليت متارس يف اإلضرار بالدعاة وااهدين ويف - .. ختذيلهم

.. وأنواع التضرر باملخالفني للتنبيه عليها والتحذير منها ومن مث إمكان عالجها -

.. لناجع واملخرج من هذه الفتنة أعاذنا اهللا منها ألعرج على العالج ا -

فاعلم أن املتأمل لروايات احلديث يتنبه إىل أن العاملني على اإلضرار بالدعاة .. وااهدين ما بني خمذل وخمالف

أما املخذلون فأقسامهم كثرية وأساليبهم ووسائلهم يف اإلضرار بالدعاة وااهدين * .. متنوعة

واغيت اجلن واإلنس يوحي بعضهم إىل بعض زخرف القول غرورا ، فمنهم ط - وعلى رأسهم سيدهم الشيطان الذي أقسم ليغوين بين آدم وليحرفنهم عن الصراط

:ليوردهم معه اجلحيم

.)) قال فبعزتك ألغوينهم أمجعني إال عبادك منهم املخلصني ((

تينهم من بني أيديهم ومن قال فبما أغويتين ألقعدن هلم صراطك املستقيم مث آل(( .)) خلفهم وعن أميام وعن مشائلهم وال جتد أكثرهم شاكرين

فتأمل اجتهاد عدو اهللا يف حرف ابن آدم عن الصراط وتنوع سبله ومداخله عليه فهو جيتهد يف ذلك من كل وجه وسبيل ، وال يهمه إذا متكن من إضالل الداعية أو ااهد أو

سواء الشهوات املزلة أم األهواء املضلة ، إىل الغلو أم إىل التقصري ، حرفه إىل أي املزالقإىل اإلفراط أم إىل التفريط ، فاملهم عنده أن حيرفه ويغويه عن صراط اهللا املستقيم وسبيله

.. القومي

هذا سبيل : وكما يف احلديث أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم خط خطا مث قال هذه السبل ليس منها سبيل إال عليه : عن ميينه ومشاله ، مث قال اهللا مستقيما ، وخط

وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وال تتبعوا السبل (: (شيطان يدعو إليه ، مث قرأ تركنا حممد : وسئل ابن مسعود عن الصراط املستقيم ، فقال ) ) فتفرق بكم عن سبيله

، وعن ميينه جواد وعن يساره جواد ، مث صلى اهللا عليه وسلم يف أدناه وطرفه يف اجلنة



رجال يدعون من مر م فمن أخذ يف تلك اجلواد انتهت به إىل النار ومن أخذ على .))اآلية .. وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه (( الصراط انتهى به إىل اجلنة ، مث قرأ

لينا وتساهال والشيطان يتحين ضعف ابن آدم ويتأمل حاله ويشمه ، فإن وجد فيه مال به إىل التفريط والتقصري أو إىل الشهوات والركون والقعود ، وإن وجد فيه شدة أخذ بيده وحرفه إىل الغلو واإلفراط واألهواء ، واملعصوم عباد اهللا املخلصني ، الذين ليس لعدو

سلم اهللا عليهم سلطان ؛ الذين يثبتون على ما تركهم عليه رسول اهللا صلى اهللا عليه ووجيتنبون تلك السبل واجلواد املنحرفة ، ويتحصنون بكتاب اهللا العظيم ويعتصمون حببله

.. املتني

أما طواغيت اإلنس من احلكام فيتعلمون أيضا من وليهم إبليس فيتحسسون - .. أحوال الدعاة وااهدين ويتجسسون عليهم ويتفننون يف وسائل اإلضالل والتخذيل

ى عروشهم ومحاية لشهوام ووالء ألسيادهم يف واشنطن ونصرة فخوفا منهم عل إلخوام يف تل أبيب وغريها تراهم يتعاونون ويتآمرون بشىت السبل والوسائل واألساليب ألجل الصد عن سبيل اهللا وحرف الدعاة وااهدين واإلضرار م وبدعوم وجهادهم ،

.سواء بردهم عن دينهم بالكلية

. ))تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ودوا لو ( (

. ))وال يزالون يقاتلونكم حىت يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ( (

. ))إم إن يظهروا عليكم يرمجوكم أو يعيدوكم يف ملتهم ( (

إن الذين كفروا ينفقون ((أو بصدهم عن دعوم وجهادهم وختذيلهم عنها . ))أمواهلم ليصدوا عن سبيل اهللا

.. رفهم عن منهجها القومي إىل مهاوي اإلفراط أو التفريط أو حب

.. وهلم يف ذلك طرق وأساليب شىت

وتتنوع وسائلهم ، فال يتورعون عن استخدام أخس الوسائل يف سبيل حتقيق ذلك .. بني الترغيب والترهيب



آه ابتداء من التآمر عليهم بالقتل أو السجن والتعذيب والتهديد والتخويف ، وما رالعامل من مشاهد يف سجن أيب غريب ال شيء بالنسبة ملا جيري على ااهدين والدعاة يف

.. سجون طواغيت العرب

وانتهاء بالتعاون األمين واالستخبارايت الذي يتم بني الطواغيت وأنظمتهم املختلفة م وردهم ضد الدعاة وااهدين العتقاهلم وتسليمهم إىل بلدام األصلية وإحباط جهاده

وصدهم أو حرفهم عن جه القومي ، مبا يصبونه عليهم من وسائل اإلجرام والتنكيل .. واليت قد يتضرر ا بعض ااهدين والدعاة بصور خمتلفة .. املختلفة

.. نسأل اهللا العافية .. سواء باالرتداد عند من جعل فتنة الناس كعذاب اهللا -

كون والتفريط واختيار مذاهب اإلرجاء والركون إىل أو بالتحول إىل القعود والر - الدنيا وتقدمي حياة الدعة وإيثار السالمة بعد االنكسار حتت ضغط التعذيب والتنكيل واإلهانة خصوصا إن مل يكن قد يأ من قبل لبذل نفسه وعرضه وكرامته وإهانتها ألجل

.. دين اهللا

عل على إجرام أعداء اهللا وتنكيلهم يف وقد يتحول إىل الغلو أو اإلفراط كردة ف - املسلمني ، ويقابل جتاوزهم حدود اهللا يف التعامل معهم يف ساحات التعذيب وغريها

.. بتجاوزات متنوعة

فرمبا احنرف البعض بسبب ذلك ولفقده التوازن واالنضباط حبدود الشرع ؛ إىل - اغوت أو كل من له عالقة به مذاهب الغلو يف التكفري بتكفري كل من يعمل يف دولة الط

ولو كانت مداهنة أو مصانعة ال تصل إىل الكفر ، أو رمبا تعدى احلدود الشرعية يف أعماله الثأرية باملعاقبة بالعقوبات غري الشرعية بقتل من ال يستحق القتل من العصاة سواء

ت من النساء بنسف وتفجري أماكن املعصية فوق أهلها أو حبرق املتربجات أو قتل املشبوها .. أو التساهل يف القتال بتقصد قتل النساء والصبيان وحنوهم ممن ى الشارع عن قتلهم

أو يكون التضرر بذلك بترك البعض لرباجمهم الدعوية املفيدة والتحول على إثر - ذلك اإلجرام والقهر واالضطهاد إىل ردود األفعال الثأرية غري املدروسة وإىل األعمال

.. مية كيفما كانت صورا وشكلها االنتقا

ويغفل هؤالء الشباب هلول البالء واألذى الذي ذاقوه أن تلك اجلرائم اليت مارسها الطواغيت وأنصارهم يف حقهم ما هي إال جرائم متفرعة عن اجلرمية الكربى اليت ارتكبها

قيقي والناجع وال يزال يرتكبها أولئك الطواغيت يف حق الدين والشريعة ، وأن الثأر احل



للدين والشريعة حيتاج كما يعلم أولو النهى إىل عمل دءوب ومتواصل ضمن برنامج ناضج ومتكامل ال يهمل أو يفصم الدعوة عن اجلهاد ، وليس إىل ردود أفعال آنية غري

.. مدروسة

ولقد رأيت من يترك العمل الدعوي ويفرغ ساحات بالده من الدعاة وحيرض - فقد زارين ، ينشرها بني الشباب ، وال أسخف منها، ة حبجج من جنس ذلك على اهلجر

أحد الشباب بني يدي سفره منكرا علي البقاء ، متسائال كيف بإمكانه احتمال مدامهة .. املخابرات لبيته وعبثهم وتفتيشهم خلزانة املالبس ورؤيتهم ملالبس زوجته الداخلية فيها

!!

ا يف شنطة مالبسها يف املطار ؟ أال يرو: وتساءلت أنا

مث علمت أن ذلك الشاب وغريه يستعملون هذه احلكاية !! فال داعي للسفر إذن لتهييج الشباب وحثهم على اهلجرة من البلد منكرين عليهم املكوث فيها واحتمال ذلك وبلغين أن بعض من عوتب على ترك الدعوة واهلجرة من البلد يعتذر بذلك أيضا فتأمل

التضرر مبثل هذه األشياء وما ينجم عنه من اختيارات وردود أفعال غري مدروسة ، مث ال !! ، فهكذا يتم االختيار تعجب لتبعثر جهود األمة وختبط اختيارات الشباب

ومثل ذلك ما يصدر عن الشباب من انفعاالت واختيارات غري مضبوطة عندما - لسطني أو يسمعون بأفاعيل الرافضة يف العراق أو تبلغهم أخبار قتل النساء واألطفال يف ف

يشاهدون صور اإلهانة والتعذيب يف سجن أيب غريب وما يذكر عن اغتصاب العراقيات فرمبا شط بعضهم يف اختياراته القتالية كردة فعل لذلك فاختار ما يشتت دائرة الصراع ،

ب احلرص على وضعها يف وال يراعي إمكانات ااهدين ووجو، أو يشوه صورة اجلهاد األحظى لإلسالم واملسلمني وعدم املغامرة واملقامرة ا وبأرواح ااهدين يف اختيارات مرجوحة أو أعمال وردود أفعال عشوائية وغري مدروسة أو تستنزف إمكانام يف أعمال

م وال نكائية مبعثرة وغري مثمرة ال تراعى فيها مصاحل املسلمني ومصاحل جهادهم ومتكينهيراعى خطاب الناس على قدر عقوهلم وحتديثهم مبا يعرفونه من الدين فينفضون لذلك من

.اهدين ويلتفون حول الطواغيت حول ا

أو يتساهل بالوسائل واآلليات اليت كان يتشدد وحيتاط فيها من قبل ، ويتحرر من - وأقرب مثال عندي .. ها الضوابط اليت كان يشترطها قدميا أو يتغافل عنها ويربر جتاوز

على هذا ؛ العمليات اليت يفجر بعض ااهدين فيها أنفسهم بالعدو ؛ فإن بعض من يراها إمنا جتوز فقط للضرورة عندما ال ميكن دفع الصائل إال ا متاما كمسألة الترس وضوابطها



فيها لقتل تراه حتت وطأة ما تقدم أو حنوه يتوسع فيها ويترخص يف زج أغلى إخوانه .. حذاء من أحذية احلكم أو وزرائهم أو بعض الشرطة أو اجلند الذين ميكن التوصل إىل قتلهم بغري هذه الطريقة وال ينطبق عليهم حبال شيء من الشروط والضوابط اليت يدين اهللا

.. ا

بل رمبا توسع يف ذلك ففعله يف مساجد الرافضة أو املطاعم واألماكن العامة اليت ال .. بل وال تنكأ عدوا ورائهامن ورة ضر

والبعض يتضرر مبا تقدم فال تراه يراعي يف جهاده الفوارق بني القتال يف دار الكفر - األصلية اليت مجهور أهلها كفار وبني القتال يف دار الكفر احلادثة اليت مجهور أهلها

.. ينتسبون لإلسالم

مهية اختيار األنفع واألصلح واألحظى وال يرفعون رأسا مبصلحة اجلهاد ونقائه وأ .. لإلسالم واملسلمني وال يراعون املصاحل واملفاسد يف اختيارام

فاملسألة حقيقتها ردود أفعال ثأرية ومحاسية غري منضبطة ال بشرع وال بعقل أو نظر ..

* * *

اهدين والسعي يف اإلضرارم ليسوا فقط وأعوان الطواغيت يف الكيد للدعاة وا .. جندهم وجالديهم وعساكرهم وخمابرام ومباحثهم

بل أيضا من أنصارهم وأعوام علماء السوء الذين حيسدون الدعاة وااهدين - على ما آتاهم اهللا من فضله من عزة ورفعة رفعهم اهللا ا بربكة رفعهم لراية توحيده ،

م عنها واحنيازهم إىل عسكر السلطان ، وخفض أولئك الذين أخلدوا إىل األرض بتخليهوقد رأى الناس كيف يصدر أمثال هؤالء يف شاشات الفضائيات وتسخر هلم صفحات اجلرائد السلطانية ، وتبذل هلم كافة اإلمكانيات واالمتيازات كي يشنوا غارام على

اباتنا يف الدعاة وااهدين بشبه فاسدة ساقطة مستهلكة قد اجتلناها بفضل اهللا يف كتسالف األزمان ، ويرموم بألقاب شنيعة يكرهها أهل اإلسالم كاخلوارج والفئة الضالة

.. وحنوها من األوصاف اليت هم وأسيادهم أوىل واهللا ا كما فصلنا يف غري هذا املوضع

وميتطي هذا املركب أيضا طائفة من مجاعات التجهم واإلرجاء من القاعدين - احنازوا إىل عدوة السالطني والطغاة يدعون الناس إىل الدخول يف طاعتهم واخلوالف الذين



.. ومواالم بل ومبايعتهم والرباءة من دعاة احلق وااهدين من أهل الطائفة املنصورة ويسعون يف إضرارهم والتخذيل دوم بإرهاب فكري وويل عقائدي إن فتشته وجدته

ولذلك فرح م .. وإخوام من أهل الزيغ والضالل من مرياث اجلعد واجلهم واملريسي وأحبهم الطواغيت وامللوك ، وصدق النضر بن مشيل يوم وصف اإلرجاء بأنه دين يوافق

.) 10/276(البداية والنهاية .. امللوك يصيبون به من دنياهم وينقصون به من دينهم

ويقصدون املنبطح ( بل أحبهم ووصفهم بأصحاب اإلسالم املعتدل حىت األمريكان .) املنسحق حتت أقدامهم

ولقد علمت يف حبسي األخري هذا أن أعداء اهللا وبإشراف من أوليائهم األمريكان قد استعانوا ببعض أقطاب التجهم واإلرجاء من اجلزيرة وغريها إلقناع الشباب بفكرهم

مريكان املمسوخ وإنتاج طوائف ومجاعات إسالمية ممسوخة تعمل حتت مسع وبصر األواملخابرات العربية تستقطب الشباب إىل صفوفها وتربيهم وتسخرهم حملاربة الدعاة

مقابل أموال طائلة وجوازات أمريكية ) الطواغيت ( وااهدين والدفاع عن والة األمور ومساعدات واسعة وتأهيل استخبارايت وثقايف وديين ممسوخ ، وينتقون لذلك ابتداء بعض

خمتلفة من املتورطني ببعض التهم فيمنوم باخلالص من احملاكمات الشباب من بلدان .. والسجون ويدخلوم يف تلك الربامج بني الترغيب والترهيب ، واإلغراء والتهديد

* * *

ومن أساليبهم أيضا يف اإلضرار بالدعاة وااهدين أم ويف مقابل إفساحهم اال - تنة والتجهم واإلرجاء فإم يف مقابل ذلك يعملون على تغييب لعلماء السوء ودعاة الف

مشايخ أولئك الدعاة وااهدين ومرجعيام العلمية ورؤوسهم الدعوية سواء بالقتل أو السجن واملطاردة كما هو مشاهد اليوم يف كافة األقطار ، أو مبنعهم من استعمال وسائل

را يف الوقت الذي تنشر فيه كتابات اإلعالم وحجبهم عنها ومنع كتابام ومصاداألراذل من أهل التجهم واإلرجاء وعلماء السوء بل وتطبع وتوزع باان ، ويعملون كما شاهدنا وشاهد الناس على إكراه املشايخ ورؤوس الدعاة وااهدين حتت القيد

ات واألسر والتعذيب والضغط والتهديد والوعيد على إصدار بعض الفتاوى والتصرحياملخذلة واملناقضة للنهج السديد وإن عجزوا عن إصداراها صرحية ؛ فلن يعجزوا عن

.. التزوير والدبلجة واملسخ والترقيع

ويستعينون أيضا باإلعالميني العمالء والصحفيني املرتدين والعلمانيني وحنوهم من - م لزخرفة باطل كتاب الفتنة والقعود واخلبال يسخرون منابر صحافتهم وصفحات جمال



الطواغيت والطعن يف الدعاة وااهدين ويصوروم بأم فئة وشرذمة قليلون منبوذون إن هؤالء (: (كما قال سلفهم .. وأن األكثرية املصفقة واملطبلة مع الطاغوت ويف صفه

وكم رأينا هؤالء الكتاب ) ) لشرذمة قليلون وإم لنا لغائظون وإنا جلميع حاذرونحفيني يصدرون ويربزون ؛ ليعيبوا على الدعاة دعوم ويرموهم بالغلو والتكفري والص

اهدين وجهادهم ويستخم وأعماهلم ، ليضغطوا يف فواخلوارج ويطعنوا يف اون باختياراجهم الذي ي اهدين عنهذا االجتاه أو ذاك وليحرفوا اسخط سادة أولئك رضي اهللا وي

.)الكالبوما ضر السحاب نبح .. (ني حفيالكتاب والص

ورمبا تعمدوا تسليط األضواء على بعض هفوات ااهدين وأبرزوها وضخموها ورمبا روجوا لبعض اجلبهات أو ملعوا بعض الساحات املرجوحة .. ليصدوا عن سبيلهم

افيني والبعيدة مثراا عن أيدي أهل اإلسالم ، أو البعيدة عن عروش طواغيت أولئك الصحليصرفوا الشباب عمن يليهم من الكفار ، أو يوجهوهم بذلك إىل جبهات وميادين تتقاطع فيها املصلحة مع مصاحل أسيادهم وأولياء نعمتهم من الطواغيت أو أسيادهم من اليهود

.. واألمريكان

ومن أساليبهم يف اإلضرار بااهدين والدعاة ما يسمونه اليوم بتجفيف منابع - يل ، والتضييق على الدعاة وااهدين يف أرزاقهم ومعايشهم ليحبطوا جهادهم التمو

وحيرفوهم عن خطه األصيل ، يف الوقت الذي يغدقون فيه األموال الطائلة على أحذيتهم .. وأذنام من علماء السوء واملتساقطني يف حبائلهم من املفتونني من الدعاة

من الشباب عن دائرة الصراع ويورطهم يف وهذا األسلوب اخلبيث قد حيرف كثرياالبحث عن مصادر متويل بديلة ومشبوهة سواء بالركون إىل بعض األحزاب الضالة والطوائف املنحرفة أو مبحاولة احلصول على املال من خالل أعمال يغضون الطرف عن

.. عدم شرعيتها ويتساهلون يف خمالفاا

* اهدين من املخالفني أما العاملون على اإلضرار با ..

فمنهم مجاعات الغلو واإلفراط ، الذين يعيبون على أهل احلق وسطيتهم ، بل ورمبا استحلوا بذلك دماءهم وأمواهلم وأعراضهم ، وجروهم . يكفروم ألجلها

والعاقل ال ينجر معهم إىل ذلك وال يتضرر ..وأشغلوهم مبعارك جانبية ال طائل حتتها ..بشغبهم



ابن جرير وغريه أن رجال من اخلوارج نادى عليا رضي اهللا عنه وهو يف صالة روىولقد أوحي إليك وإىل الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ( ( :الفجر فقال

فاصرب إن وعد اهللا حق وال (( :فأجابه علي وهو يف الصالة ) ) ولتكونن من اخلاسرين ). ) يستخفنك الذين ال يوقنون

نهم املخالفون يف املنهج واالختيار واالجتهاد ؛ سواء أكانوا من القاعدين أم وم - .. من املقاتلني

فالقاعدون ينقمون على ااهدين جهادهم ويعيبون عليهم جهم وخيذلوم عنه حىت بلغ األمر .. صفهم ، وتفرق مجعهم ببث الشبهات اليت تفت من عضدهم ، وتوهن

أن تعاونوا مع األنظمة يف إقناع الشباب والضغط عليهم ، واأسفاه ، ببعض املشايخواإلحلاح على استسالمهم والنزول على حكم الطواغيت الذي روجت له الدولة الكافرة

.. !! حتت مسمى العفو عن الفئة الضالة

لى اختيارات مرجوحة خصوصا أولئك الفصاميون ومنهم املقاتلون املصرون ع - الذين ما يفتئون يعيرون الدعاة املخلصني ) عقوق الدعوة ( الذين أشرت إليهم يف

بلزومهم براجمهم الدعوية اليت هي جزء ال يتجزأ من مشروع اجلهاد اجلاد ، ويستعملون وحنوها ، وال يراعون معهم إرهابا فكريا خاصا من خالل رميهم بتهم القعود والتخلف

ظروف بالد أولئك الدعاة أو إمكانام أو مراحل عملهم ودعوم ، فرمبا أثروا على بعضهم وأضروا م من خالل ذلك اإلرهاب والضغط املتواصل ؛ فحرفوهم عن اختيارهم األحظى واألصلح لدين اهللا واألنفع من كثري من األعمال القتالية املبعثرة اليت

أو يدعوا إليها حبماس أجوف أولئك الفصاميون ، فيجروم بذلك الضغط يباهي اواحلماس إىل أعمال مرجوحة أو ردود أفعال ثأرية آنية غري مدروسة ، فتنقلب كثري من الوسائل عندهم إىل أهداف يشغلون األتباع بل األمة كلها ا ، أو تصري األهداف مربرة

ماس غري مربرة وال مقبولة ، ويغض الطرف عن للوسائل اليت كانت قبل ذلك احل .. اختيارات ويتجاوز عن كثري من املمنوعات

وهذه آفة مل يتوقف التضرر ا على طائفة الشباب ذوي األفق الضيق - واالختيارات احلماسية أو السطحية بل تأثر ا ولألسف الشديد رؤوس ومشايخ

جوف واختيارام السطحية أو الثأرية غري ومرجعيات انساقوا خلف محاس الشباب األ .. املدروسة

). أي الناس أذل ؟ فقال عامل جيري عليه حكم جاهل( : وقد قيل لبعض احلكماء



وهذه إحدى األثايف أن ينقلب الشيخ املوجه موجها ويصري تابعا ال متبوعا ومتأثرا ال يل ومتوج وتترنح حتت ضغط ومحاس بل مؤثرا ومطيعا ال مطاعا ، وتصبح املرجعيات مت

.. وأهواء الشباب الساذج

رأيت هذا جليا يف مواقف وفتاوى وتصرحيات بعض مشايخ هذا التيار املبارك جتاه .. بعض احلركات القتالية الفلسطينية املتخبطة وعملياا ، وتأييدهم غري املتحفظ هلا

فظ والتأييد املطلق دون ضوابط للعمليات ورأيته يف االندفاع واالنسياق والتوسع دون حتاليت يسميها املخذلون انتحارية ويسميها املتحمسون استشهادية ، ونسميها حنن باجلهادية

.. لكن بضوابط وشروط معلومة

تلك الرسائل احلماسية اليت يبثها ؛ ومن جنس ما قد يتضرر به بعض العاملني - ا الشباب على اللحاق خبطهم القتايل ذي بعض رؤوس ااهدين هنا وهناك حيرضون

الطابع النكائي الثأري ارد ، ويعيبون فيها على الدعاة العاملني ثبام على براجمهم الدعوية ورمبا نعتوهم بالقعود بل والركون إىل الدنيا ، وحقيقة ذلك تقزمي للجهاد وتفريغ

يؤمل عليه متكني للمسلمني يف له من حمتواه وبراجمه اليت ال انفكاك له عنها إن كان .. األرض

وقد قرأت مثل ذلك يف بيانات بعضهم إثر بعض األحداث يف بلدام ، كما قرأت واليت رغم دفاعنا عن أبطاهلا .. ومسعت مثله بعد غزوات أيلول يف واشنطن ونيويورك

ال كنا نتأمل وننظر إال أننا واحلق يق.. وردنا على علماء السوء يف طعنهم ا وتربيهم منها بقلق بالغ إلطالقات بعض مشايخ اجلهاد وقادته يف تصرحيام وبيانام وأشرطتهم اليت صدرت إثر تلك الغزوات ، واليت تابعهم عليها وقلدهم فيها بعد ذلك من ج جهم يف

.. بلدان أخرى من تعيري طلبة العلم والدعاة وتنقصهم بلزومهم لرباجمهم الدعوية

ندي أن هذا من ضعف الفقه والسطحية يف التعامل مع اجلهاد واختزاله يف القتال وعالنكائي ارد ، وعدم التعامل معه كمشروع متكامل يعمل على إعادة متكني األمة ، ولو كانوا يتعاطون اجلهاد على هذه الصورة الناضجة لراعوا ظروف املسلمني كل حبسب

ن مراحل ، ورمبا غلبوا التركيز على بعض البالد دون بلده ، وما وصل إليه الدعاة مبعضها ، أو رجحوا بعض اجلبهات دون أخرى ، أو بعض األعمال واالختيارت دون بعضها ، تبعا ملا هو أحظى وأنفع لإلسالم واملسلمني ، وملا دعوا الدعاة إىل ترك دعوم

يتجزأ من املشروع اجلهادي ونقض غزهلم ، والعتربوا جهود الدعاة والعلماء جزءا ال .. الناضج واملتكامل



ولو كان الدعاة على وعي بذلك ملا تضرروا أو تأثروا سلبا بتلكم البيانات ، أو غريها من الظروف والتقلبات اليت كثريا ما تتقلب أو تنقطع معها اختيارات وبرامج كثري

.. من السطحيني احلماسيني

) فاحلر حر وإن مسه الضر .. ( ر فال يضرهم من خالفهم أما أولو النهى وبعيدو النظ ..

وعندما أثنيت يف وقفة سابقة على أبطال غزوات نيويورك وواشنطن فإمنا ركزت على هذا اجلانب املهم الذي متيز به أولئك األبطال أسأل اهللا تعاىل أن جيعل مثواهم

منهم سنوات عديدة ما بني الفردوس األعلى ؛ فقد واصلوا عملهم الذي استغرقالتخطيط والتدريب واإلرصاد واإلعداد ومل يتضرروا حبال بتقلب األحداث وجتددها من حوهلم رغم سخونة كثري منها ، فما احنرفوا عن جهم وغايتهم ، وال عطلوا برناجمهم أو

.. نهاران كما فعل الكثريون بعد أن تهم منظر الربجني بعد ذلك ومها ي.. نقضوا غزهلم .

وهو منظر كان بالنسبة لكثري من املضطهدين والدعاة وااهدين رائعا ومروعا يف الوقت نفسه ، وآثاره على كثري من الدعاة وااهدين بعد ذلك كانت أيضا بعضها رائع

. وبعضها مروع ، أما اآلثار الرائعة فال تعنينا يف هذه الوقفة

ا رأيناه من تضرر كثري من الدعاة وانكشاف أحواهلم كما أما املروعة ، فمنها م - : قيل

أفرس حتتك أم محار ستعلم إذا اجنلى الغبار

فإن كثريا ممن كان الشباب حيسن م الظن ممن كانوا ميسكون العصا من الوسط ، وال يكاد كثري من الناس يصنفهم تصنيفا واضحا أو يعرف كنه حقيقتهم ؛ تكشفوا

.. وتكشفت أوراقهم

فكما أن الطواغيت احنازوا جهارا ارا إىل معسكر سيدهم بوش ملا صاح م بعد .. ) .. إما معنا أو ضدنا : ( تلك الغزوات

فكذلك أولئك املخلدون إىل األرض احنازوا إىل معسكر السلطان أو إىل معسكر أعقام ، وهو نوع من التضرر الصد والتخذيل ، وبرئوا من ااهدين وانتكسوا على

.. وخيم ، نسأل اهللا العافية والسالمة



ونوع آخر من التضرر برز بعد تلك األحداث وتضرر به بعض الدعاة بل - رؤوسهم ومشاخيهم ممن كان يلتف حوهلم الشباب فيعلموم ويدرسون ويربون ويعدون

يذوقونه ويعرفونه ؛ مل يتحملوا ، وكانوا على خري عظيم يقدمونه لألمة ويعاينون ذلك ووصار مثلهم كمثل .. منظر الربجني املنهارين فاارت معهما مشاريعهم الدعوية كلها

: القائل

إىل غاية ما فوقها يب مطلب وكنت أرى أن قد تناهى يب اهلوى

قنت أين إمنا كنت ألعبـتي اينت حسنها ـنا وعـلما تالقيـف

ن ماذا يعملون ، وال يدرون من هول الصدمة ما الذي يريدون ؛ فانطلقوا ال يعرفوفتارة يستنفرون أتباعهم للحاق بأفغانستان بدعوى نصرة ااهدين هناك حتت قذائف الطائرات وصواريخ البارجات مع أنه ليس مث مواجهة هناك وال قتال وإمنا هي حرب

اة للمجاهدين يف بالدهم اليت تعج اجلبناء عن بعد ومن خلف األزرار ، فنصرة أولئك الدعوتارة تراهم يفكرون باللحاق .. باألعداء أجنع آنذاك وأوجع ألعداء اهللا لو كانوا جادين

بالعراق رد أن شاهدوا عملية يف الفلوجة أو أخرى يف بغداد ، وإذا أغلقت السبل يف زبكستان وجهوا بوصلتهم وجوههم انفلتوا إىل اجلزائر ، وإذا مسعوا بتفجري أو عملية يف أو

يف تقلب عجيب وغريب بلبلوا فيه إخوام ، وشتتوا فيه .. إليها ونصبوا أشرعتهم عليها .. أمرهم وأفكارهم وقوضوا مشاريعهم الدعوية ، ونقضوا غزهلم من بعد قوة أنكاثا

ع أنه واختزلوا اجلهاد يف أعمال نكائية مبعثرة هنا وهناك ، برروها بدعوى دفع الصائل مقد جال خالل الديار وصال على األمة يف كل األقطار ، وال مزية للقطر الذي اختاروه

.. أو وجهوا شبام إليه وفصموا اختيارام عن الدعوة وجهود الدعاة

تشتت توجهام وحىت اشتكى يل كثري من الشباب عبث رؤوسهم م ، وتذبذم مثني خللعهم وعزهلم وتغيريهم بعد أن جن وتشتيت الشباب معهم، وراجعين بعضهم متأ

وتذبذم العاطفي اآلين غري املدروس ، وجرجرة طائفة من الشباب جنوم من تقلبهممعهم تارة إىل هنا وتارة إىل هناك ، واعتقال البعض منهم يف سوريا وآخرين يف األردن

.. وبعضهم يف العراق

تبين مشروع خاص أو اتباع برنامج وال أشك أن هذا من التضرر باألحداث وعدم واضح حمدد املعامل أو كما يسموا استراتيجية بينة يف العمل اإلسالمي ، وإمنا هو التقلب

ومثل هذه الطريقة يف التعاطي مع .. العاطفي احملض وردود األفعال احلماسية اآلنية ، ومضيعة لألتباع الدعوة واجلهاد مهلكة للجهود واألعمار وحمبطة للمشاريع واألعمال



والشباب ، وأهلها ال يؤمتنوا على الشباب وال على أعمارهم وأرواحهم ، وال ينبغي حبال .. أن يصدروا أو ميكنوا من زمام األمور

* * *

فإن ذاك الكيد واخلبث واإلجرام من الطواغيت وأنصارهم يف الصد عن .. وبعد يل أو اإلضرار الذي ميارسه غريهم من املخالفني ؛ الدعاة وااهدين ، مع ذاك التخذ

حيتاج من الدعاة وااهدين أن يكونوا على قدر من العلم بالشرع والفهم لواقعهم واالعتصام باهللا تعاىل والتحصن بدينه لكي يأمنوا ويدرأوا كيد أعداء اهللا ويسلموا من

.. ختذيل املخذلني ويأمنوا من التضرر باملخالفني

نون حقا من أهل الطائفة الظاهرة القائمة بدين اهللا الذين ال يضرهم من خالفهم فيكو : والعرب تقول .. وال من خذهلم

.. احلر إن حالت أو مالت قوسه فسهمه صائب

.. وإذا استوى فسكني وإذا التوى فمنجل

ع وهذا املقصد العظيم يتطلب منهم وسائل ال غىن هلم عنها ؛ هي العالج الناج : واملخرج الناجح من هذه الفتنة

فمن أمهها العلم الذي ينال به اليقني ويتحصن ويعتصم به من الشبهات املضلة ، * فإن شقشقات علماء السوء وإخوان اجلهم واملريسي واهللا ال تروج إال على القلوب

ت اجلهل ؛ اخلاوية من نور العلم ، اليت مل تستضيء بنور الوحي وال يزال فيها مرتع لظلمافهي واهللا خاوية عند من فتشها ، ولقد تصدينا بفضل اهللا هلا واجتلناها وحمقناها يف العديد من كتاباتنا ، وبذلنا تلكم الكتابات إلخواننا وسهلنا عليهم األمر فهي بني أيديهم جهد

اهللا سنوات ينالونه بلحظات أو ساعات ، فما عليهم إال النظر فيها ، واحملروم من حرمه ..

ما دمت يف كنف الكتاب وحرزه ال ختش من بدع هلم وحوادث

هخش من طعن العدو ووخزهـمل ي من كان حارسه الكتاب ودرع

زهـره وبعـك بنصـابلتـما ق ال ختش من شبهام وامحل إذا



ف القلب منه وعجزهـإال لضع رؤ شبهامـاب امـواهللا ما ه

أهم تلك الوسائل أيضا التقوى ، فبها يتحصن الداعية وااهد من شهوام ومن* : ومغريام ، وعماد التقوى

. الصرب على طاعة اهللا -

والصرب عن معصيته ، فالقلب إمنا حييا بفعل الطاعات ، واجتناب املعاصي وعدم - ) . من الفنت باب من الدين الفرار : ( التعرض للفنت واملنكرات ويف البخاري

ويعني على ذلك اللحاق بالطائفة املنصورة وصرب النفس مع أهلها من الصاحلني - واصرب نفسك مع الذين يدعون رم بالغداة والعشي يريدون وجهه ( (وأنصار الدين

. اآلية ) ).. وال تعد عيناك عنهم تريد زينة احلياة الدنيا

قال ، ااهد والداعية من كيد أعداء اهللا وذا الصرب وما يثمره من تقوى يتحصن* . )) وإن تصربوا وتتقوا ال يضركم كيدهم شيئا إن اهللا مبا يعملون حميط (: (تعاىل

وباليقني الذي ينال بالعلم ويتحصن به من شبهات القوم ، وبالصرب الذي يورث * : ين ؛ كما قال تعاىل التقوى اليت يتحصن ا من شهوام ومغريام تنال اإلمامة يف الد

. )) وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا ملا صربوا وكانوا بآياتنا يوقنون( (

.)واليقني تنال اإلمامة يف الدينبالصرب : (شيخ اإلسالم ابن تيمية يقول ولذلك كان

ومما يعني على العلم احلق ، وربطه بالواقع أو فهم الواقع على ضوئه ؛ االلتفاف * عيات العلمية هلذا التيار ، من العلماء العاملني والدعاة الربانيني الذين يقفون حول املرج

اليوم على أعظم ثغور اإلسالم بتصديهم لطواغيت الكفر وثبام يف وجوههم وتصديهم لشبهات عمالئهم من علماء السوء وأذنام من مجاعات التجهم واإلرجاء ، فواجب

ي العدالة من العلماء الذين يبلغون رساالت اهللا على شباب األمة االصطفاف خلف ذووخيشونه وال خيشون أحدا إال اهللا ، وااللتفاف حوهلم وحول كتابام واالستفادة من جتارم وخربام وعدم الزهد ا ، أو االكتفاء بالتجارب الضحلة القاصرة أو االغترار

على الشباب بل وعلى كثري باحلماس األجوف الذي صار سوطا يسلطه بعض السطحيني من املشايخ يقودوم به إىل أعمال متخبطة تشوه اجلهاد ، أو اختيارات مبعثرة مرجوحة ، أو ردود أفعال وتشنجات غري مدروسة ، ويعزلوم بذلك عن مرجعيام من ذوي

بفقه اخلربة والفقه والنظر بدعوى أم ليسوا من أهل الثغور ، وبزعم أن أهل الثغور أدرى



فيختزلون اجلهاد والثغور يف أعمال نكائية وردود أفعال ثأرية حمدودة غري ، اجلهاد مدروسة ، وكل من له عقل وفهم يعلم أن أوىل الناس بوصف أهل الثغور وأهل الطائفة املنصورة هم علماؤنا العاملون الثابتون القائمون بأمر هذا الدين على أعظم ثغور اإلسالم

غيت وعمالئهم من علماء السوء ، وإذا مل يكن هؤالء العلماء العاملون من يف وجه الطوا .. أهل الثغور فليس يف الدنيا كلها إذن أهل ثغور

ومن العلم والفهم الذي جيب أن يتزود به أصحاب هذه الطائفة القائمة بأمر اهللا * ني ، فقد فصل اهللا ويعينهم على عدم التضرر باألعداء واملخالفني ؛ استبانة سبيل ارم

.. تعاىل لنا اآليات البينات ألجل هذا املقصد العظيم

. ))وكذلك نفصل اآليات ولتستبني سبيل ارمني ( (

فاملعرفة مبكائد األعداء والتبصر بأساليبهم ووسائلهم يعني على احلذر منها وعدم وان وأنواع شىت من وألجل ذلك أشرت يف هذه العجالة إىل أل.. التضرر ا وبآثارها

ذلك ، فينبغي على الدعاة وااهدين أن يكونوا على مستوى املسؤولية واألمانة العظيمة اليت حيملوا يف سلوكهم هلذه الطريق ويف كوم من أهل الطائفة الظاهرة القائمة بدين

اع اهللا ، وأن يكونوا يف احلذر والفطنة واالختيار والفهم واخلطاب على مستوى الصرواحلرب املستعرة عليهم واملكائد العظيمة اليت يكيد ا األعداء هلذا الدين ، وان ال يتعاملوا مع اجلهاد بسطحية مقيتة وسذاجة قاتلة ، فهذه املكائد اخلبيثة ال يتصدى هلا

.. الدراويش والسذج وبغاث الطيور ، وإمنا يتصدى هلا السباع والصقور

ب على هذه الطائفة ودينها وجهادها اليوم عاملية ، وألجل ذلك وألجل أن احلر* ووسائلها على مستوى خبيث ومتنوع ، ورأس مال الدعاة وااهدين املخلصني قليل عددا وعدة وال جمال للمقامرة أو املغامرة عند الصادقني اجلادين الواعني لظروف األمة

يتخيروا لدينهم وجهادهم وإمكاناا وحجم احلرب املستعرة عليها ؛ فيجب عليهم أناألنفع من االختيارات واألحظى لألمة واألصلح جلهادها واألنكى ألعدائها واألقطع لدابرهم وكيدهم وكفرهم ، وال تكون اختيارام مبنية على ردود األفعال اليت جيرهم إليها أعداؤهم توريطا هلم يف أعمال مرجوحة غري مدروسة وال جمدية ، تشتت دائرة

صراع أو تشنع على الدعاة وااهدين وتنفر عن سبيلهم وتؤلب الناس عليهم فيظهرون المبظهر أعداء الناس املستضعفني ال منقذيهم ، ويصري أعداؤهم من الطواغيت هم املنقذين للناس احلماة هلم من إرهاب الدعاة وااهدين ، وبذلك يعينون عدوهم على مكائده

مل ينظر يف هذه االعتبارات يف اختياراته وال ومن.. لباطل حلق باوختتلط األوراق ويلبس ارفع ا رأسا أو راعاها ؛ مل يفقه قوله صلى اهللا عليه وسلم يف مرحلة من مراحل سري



ترعد له إذا: ( وقوله ) مد يقتل أصحابه دعهم ال يتحدث الناس حم: ( الطائفة املنصورة ) ك حديثو عهد باإلسالم لوال أن قوم( وقوله ) آنف كثرية

.. وحنو ذلك من الضوابط واإلشارات واملعامل املهمة على الطريق

وعلى كل حال فقد تقرر أن ردود األفعال ليست أفعاال حمسوبة موزونة مدروسة - ، بل هي انفعاالت غالبا ما جير إليها العدو ، فحقيقتها أا أفعال حيدثها العدو يف املنفعل

توازنه وتشوشت عليه بوصلته ، فصاحبها احلقيقي هو العدو ، ومن صدرت الذي فقد .. عنه منفعل ال فاعل

ومما يعني على التحصن من مكائد األعداء وينجي من التضرر ا أن يتذكر الداعية * وااهد دوما ويف اعىت الظروف وأشد القروح ويستحضر الصفقة والبيعة اليت عقدها مع

ن اهللا اشترى من املؤمنني أنفسهم وأمواهلم بأن هلم اجلنة يقاتلون يف سبيل اهللا إ ((مواله ) ).. فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا يف التوراة واإلجنيل والقرآن

فال ينقض هذه البيعة وال يستقيل منها وال يقبل فيها خيارا أو يبتغي عنها حوال أو ذلك أن يتذكر كرم املشتري وشرف الثمن الذي يقبضه يرضى ا بدال ، ومما يعينه على

عوضا عن نفسه وماله ، وعظم الثواب الذي ينتظره على هذه البيعة ، ومن مث عظم ا ، فال خيون أمانته اليت حتم طلها ، أو ينقض بيعته اليت بايع عليها اخلسارة إن فر ..

ال ختونوا اهللا والرسول وختونوا يا أيها الذين آمنوا (: (ويتذكر دوما قوله تعاىل من املؤمنني رجال صدقوا ما ((فيكون ممن قال تعاىل عنهم ) )أماناتكم وأنتم تعلمون

.) ) عاهدوا اهللا عليه فمنهم من قضى حنبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديال

دم التضرر ويعينه على محل األمانة والثبات على البيعة والوفاء مبا عاهد اهللا عليه وع* التائبون العابدون (: (باملخذلني ؛ الدوام على ما وصف اهللا تعاىل به أهل هذه البيعة

احلامدون السائحون الراكعون الساجدون اآلمرون باملعروف والناهون عن املنكر فإن هذا مما يقوي اعتصامه باهللا ويربط على قلبه ) ) واحلافظون حلدود اهللا وبشر املؤمنني

.. يقويه ويثبته و

ويعينه على ذلك أيضا تذكر ما عند اهللا من الثواب العظيم ألوليائه والعذاب املقيم * .. ألعدائه ، واستحضار ترغيبه سبحانه للمؤمنني ووعيده للخائنني



فإن ترغيب اهللا وترهيبه ووعده ووعيده ال يدانيه ترغيب وترهيب أو وعد ووعيد ، .. إال القوم اخلاسرون وال جيعل فتنة الناس كعذاب اهللا

فعذاب أعداء اهللا وسجوم وأذاهم وإهانتهم وترهيبهم ال يساوي غمسة واحدة يف كما أن ترغيبهم وعطاءهم ووعودهم ال ) .. )ومن يهن اهللا فما له من مكرم ((جهنم

.. تساوي غمسة واحدة يف أدىن درجات اجلنة

صحيح رجل يعطى ما متىن ومعه عشرة فإن أخس أو أدىن أهل اجلنة منزلة كما يف ال ! ما أعطي أحد مثل ما أعطيت : أضعاف الدنيا أو عشرة أمثاهلا ، حىت إنه ليقول

هذا أدناهم منزلة ، فكيف بأعالهم ؟

فأين ترغيب أعداء اهللا ووعودهم ألذنام وأوليائهم وملن خيون اهللا أو يبيع دينه ؟ أيداين مهما بلغ شيئا من هذا ؟

الصحيح أيضا أن أهون أهل النار وأدناهم عذابا من توضع يف أمخص قدميه ويفينتعل بنعلني من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي املرجل ما يرى أن : مجرتان ويف رواية

فكيف بأشدهم ؟ فهل يف عذاب أعداء اهللا .. أحدا أشد منه عذابا وإنه ألهوم عذابا هذا ؟ وأذاهم مهما بلغ شيء مثل

لو أن رجال يجر على وجهه من يوم ولد إىل أن ميوت : ( ويف احلديث الصحيح .) هرما حلقره عند لقاء اهللا

أي أنه يستهني بعذاب العمر كله وشقائه ويستحقره أمام ما يرى من عذاب اهللا لك واحتسبه للكفار يوم القيامة أو أمام ما يراه من عظيم أجر اهللا وثوابه ملن صرب على ذ

..

إن استحضار هذا وذاك وتذكره دوما يثبت الداعية وااهد على بيعته وعهده الذي عاهد اهللا عليه ، ويزهده بوعود أعداء اهللا وترغيبهم ويعينه على أذاهم ووعيدهم يف أحلك

.. الظروف وأقساها ، فال يتضرر ذا أو ذاك

وم القيامة فيغمس يف اجلنة غمسة واحدة يؤتى بأشقى أهل األرض ي: ( ويف احلديث ال واهللا يا رب ، ويؤتى بأنعم أهل األرض : هل رأيت شقاء قط ؟ فيقول : مث يقال له



ال واهللا يا : هل رأيت نعيما قط ؟ فيقول : فيغمس يف النار غمسة واحدة ، مث يقال له . )رب

يبهم وترهيبهم ملا كانوا ولذلك كنت أقول ألعداء اهللا أثناء حتقيقام وخالل ترغأن تتعاونوا أنتم معي أسهل وأقرب من أن : يعرضون علي أحيانا التعاون والعمل معهم

أتعاون أو أعمل أنا معكم ؛ فأنا أعتربكم أعداء وكفارا ، وأكفركم وأكفر من يظاهركم مع على املسلمني ، فهل يعقل أن أعمل يف وظيفة أكفر أهلها ؟ وهل يعقل أن أتعاون

أعدائي ، مث لو أين عملت معكم فإنكم لن تقدروا على أن تعطوين كاألجر الذي وعدين اهللا به إن وافيته ثابتا حمتسبا ، أما لو عملتم أنتم معي وصرمت أنصارا لدين اهللا فإن أجركم إن أخلصتم جنة عرضها السموات واألرض ، فما قيمة رواتبكم وعطايا الدولة لكم أمام

على حد تعبريكم –ها السموات واألرض ، وأنتم إذا عملتم معي خنتم الدولة جنة عرضوهذا هني وال يعد شيئا أمام خيانة اهللا ودينه ، وأذى الدولة لكم على خيانتكم ال –

شيء أمام عذاب اهللا يل لو خنت دينه وعملت معكم ، كما أن خسارتكم لرواتب الدولة ضها السموات واألرض ، فذلك هو اخلسران املبني ورتبها ال شيء أمام خسارة جنة عر

.. ولذلك فأن تعملوا أنتم معي أسهل وأقرب من أن أعمل أنا معكم ..

أما التضرر بكثرة املخالفني واملخذلني والطاعنني يف الدعاة وااهدين ، أو كثرة * عية وااهد أن املنحازين إىل عدوة الطاغوت واملصفقني له واملطبلني ؛ فاألصل يف الدا

يسلك طريق الطائفة املنصورة ويستقيم على سبيل اهلدى وال حيزن لقلة السالكني ، فهذه سنة .. ويتجنب سبل الضاللة ويعرض عن أهل التخذيل وال يتضرر بكثرة اهلالكني

يأيت النيب يوم : اهللا يف هذا الدين فلم يزل أنصاره هم القلة الغرباء دوما ، ويف الصحيح قيامة ومعه الرهيط والنيب ومعه الرجل والرجالن والنيب ليس معه أحد ، ومن استذكر ال

من سبقه من الشهداء والصادقني من ااهدين والعلماء والدعاة العاملني وغريهم من أنصار هذا الدين ، واستحضر قوافلهم الضاربة يف أعماق التاريخ مل يشعر بالغربة ومل

.. رة املخالفني واملخذلني يتضرر لقلة األنصار وكث

ودعه فإن الشوق يكفيك حامال وال تنتظر بالسري رفقة قاعد

أمامك ورد الوصل فابغ املناهال : وإما ختافن الكالل فقل هلا

فنورهم يهديك ليس املشاعال وخذ قبسا من نورهم مث سر به

فعند اللقا ذا الكد يصبح زائال لصرب ساعة ساعدي يا نفس باوقل



ويصبح ذو األحزان فرحان جاذال فما هي إال ساعة مث تنقضي

فالنجاة من هذه الفنت مع هذا كله ال تنال إال بلزوم ما تركنا عليه رسولنا .. أخريا * رة عن الطريق اليت صلى اهللا عليه وسلم وعدم التفريط بشيء منه أو االحنراف مينة أو يس

.. خطها ورمسها لنا صلى اهللا عليه وسلم

إن مثلي : ويف األثر عن سعد بن أيب وقاص ملا دعي إىل اخلروج يف الفتنة قال ومثلكم كمثل قوم كانوا يف فالة بينة طريقهم ، فثارت ريح عجاجة فالتبست عليهم

: ا فتاهوا وضلوا ، وقال قوم الطريق ذات اليمني ، فسلكوا فيه: الطريق ، فقال قوم كنا على اجلادة حني : وقال آخرون . الطريق ذات الشمال ، فسلكوا فيها فتاهوا وضلوا

ثارت الريح ؛ فلنثبت على ما كنا عليه حىت تذهب العجاجة ، فنيخ فأناخوا ، فأصبحوا ه رسول فهؤالء هم الذين يثبتون على ما تركهم علي.. وقد ذهبت الريح وتبينت الطريق

اهللا صلى اهللا عليه وسلم وال يبدلون أو يغريون ، فال تضرهم الفنت ما دامت السموات .. واألرض ، وال يتضررون باملخذلني وال باملخالفني

. ))فمن اتبع هداي فال يضل وال يشقى ((: قال تعاىل

بعدي تركت فيكم ما إن متسكتم به لن تضلوا : ( وقال النيب صلى اهللا عليه وسلم ) .أبدا ؛ كتاب اهللا

فالثبات الثبات يا أصحاب الطائفة القائمة بدين اهللا ، الثبات على ما ترككم عليه حبيبكم صلى اهللا عليه وسلم ال تفرطوا بشيء منه وال تتضرروا مبن خالفكم أو خذلكم ،

منهم وال تتلكئوا عن نصرة دينه لشيء من عذابات الطريق أو كيد األعداء وأذى القريب .. أو البعيد ، وحذار أن تستوعروا الطريق أو تبطئوا يف املسري أو تتخلفوا عن الركب

ليسلم يقرع بعدها سن نادم فتلك حروب من يغب عن غمارها

مغيبك عن ذا الشأن لو كنت واعيا يكفي عقوبة : وقل للذي قد غاب

وجه احلب يف الليل هادياسيكفيك وال ختش الظالم فإنه وأدجل ،

سيكفي املطايا يا طيب ذكراه حاديا وسقها بذكراه مطاياك إنه



ترحيك من عيش به لست راضيا وأقدم فإما منية أو منية

الذين استجابوا هللا والرسول من بعد ما أصام القرح للذين (: (قال تعاىل الذين قال هلم الناس إن الناس قد مجعوا لكم * وا أجر عظيم أحسنوا منهم واتق

فانقلبوا بنعمة من اهللا وفضل * فاخشوهم فزادهم إميانا وقالوا حسبنا اهللا ونعم الوكيل إمنا ذلكم الشيطان خيوف * مل ميسسهم سوء واتبعوا رضوان اهللا واهللا ذو فضل عظيم

) .) أولياءه فال ختافوهم وخافون إن كنتم مؤمنني

* * *

فإن نصرة هذا الدين بالقيام به وإظهاره على الدين كله من أعظم املقاصد .. ختاما هو الذي أرسل رسوله باهلدى ودين (: (كما قال .. اليت بعث اهللا الرسل من أجلها

.) )احلق ليظهره على الدين كله ولو كره املشركون

على هذا األمر العظيم ، هنيئا ملن وفى ذه البيعة فهنيئا للثابت من أهل هذه الطائفة فاصرب إن (.. (فما هي إال أيام ، وعند الصباح حيمد القوم السرى .. ومل يبدل تبديال

. )) وعد اهللا حق وال يستخفنك الذين ال يوقنون

هـ 1425مجادى الثاين



ةــمـاتـاخل

طأهليس من أراد الشر فأدركه كمن أراد اخلري فأخ

يعذرين إخواين على بعض شديت يف هذه الوقفات ، فما هي واهللا إال احلرقة على لهذه الدعوة والغرية على هذا اجلهاد وأهله ، واحلرص على أن يكونوا بأى صورة

.... وأن يتجنبوا اجترار هذه األخطاء وتكرار تلكم التخبطات .. وأحسن حال

ة كاحلة وجتارب فاشلة عايشت أهلها يف هي وقفات مستوحاة من تأمالت لصورففترات سجين املتكررة ؛ حرصت على أن أستخلص منها العرب والفوائد والتنبيهات ألوصلها إىل الشباب املبتدئ على عتبات هذا الطريق ، فالشدة فيها ليست هدفا ومقصدا

، ومرارا حممودة بل هي وسيلة للردع والتنفري عن هذه األغالط الشنيعة والزالت املريعة ... كمرارة الدواء الذي يتحمله املريض ليسترد به عافيته ويدفع عن نفسه البالء

هي كتلك الشدة اليت حيتاج املرء أن يجريها أحيانا على يديه لينظفها مما علق ا من و ...األوساخ

وليعلم قارئ هذه عاقبتها إن شاء اهللا حممودة وفائدا بإذن اهللا موجودة ال مفقودة ، فالكلمات أن عني من شددت عليهم يف القول ها هنا نقدا ومناصحة ؛ كنت قد ناصرت أكثرهم يف مواطن أخرى كانت تستدعي النصرة إلخوة ظلموا وجتىن عليهم الطغاة بل

وال متنعين نصريت هلم على من ظلمهم ، من قول احلق يف ... وكثري من املنتسبني للدين ال تتكرر أو يقع فيها غريهم فلكل مقام مقال ، م يف أخطائهم كيم ومناصحتهزال

..ولكل حادث حديث

ال أشك بعد هذا طرفة عني أن أدىن من انتسب إىل هذه الدعوة مهما كانت وأخطاؤه واحنرافاته ومهما كان جهله وإسرافه ؛ بأنه إن خلصت نيته وصلحت سريرته

لدعوة والنصرة هلذا الدين ويتحرق على ما آل إليه حاله وحال وكان ممن ينشد اخلري هلذه اأهله ؛ ال أشك طرفة عني بأنه خري وأعلى وأنقى مهما قلت خربته وكربت عثرته ممن سعى حلرب الدين وأهله وبذل عمره يف نصرة أعداءه وشانئيه ؛ فخبثت سريرته وفسدت

... نيته

...لك بأن اهللا موىل الذين آمنوا ذ



....أن الكافرين ال موىل هلم و

أبو حممد املقدسي

منرب التوحيد واجلهاد* * *

http://www.tawhed.ws http://www.almaqdese.net http://www.alsunnah.info http://www.abu-qatada.com http://www.mtj.tw



احملتويات

كلمة بني يدي الوقفات

سوء فهم حلديث الصعب بن جثامة: الوقفة األوىل • أعط القوس باريها : الوقفة الثانية • أعينهم ويقللكم يف: الوقفة الثالثة • )ولتستبني سبيل ارمني ( : الوقفة الرابعة • زلق الركون إليهاـالعشائرية ومن: اخلامسة الوقفة • واهللا ماهزلت فيستامها املفلسون : الوقفة السادسة • السجن جنات ونار: الوقفة السابعة •

"رفقا بالقوارير " : الوقفة الثامنة • )متشي رويدا وجتي باألول * من يل مبثل مشيك املدلل ( : الوقفة التاسعة • احلذر والكتمان بني اإلفراط والتفريط: عاشرة الوقفة ال • مسألة القتال مع األمري الفاجر بني اإلفـراط والتفريط: الوقفة احلادية عشر • بني قتال النكاية وقتال التمكني: الوقفة الثانية عشر • )وتودون أن غري ذات الشوكة تكون لكم ( :الوقفة الثالثة عشر •بني اإلفراط ب اإلعالمي للدعوة واجلهاداخلطا: الوقفة الرابعة عشر •

والتفريط )يونـالفصام( وةــــدعـوق الـقـع: الوقفة اخلامسة عشر • ..وبني املشروع واألنفع .. بني اجلائز واألصلح: الوقفة السادسة عشر • تقزمي اجلهاد: الوقفة السابعة عشر •

"ال يضرهم من خالفهم : " الوقفة الثامنة عشر •

ليس من أراد الشر فأدركه كمن أراد اخلري فأخطأه : ةــمـاتـاخل

وقفات مع ثمرات الجهاد بين الجهل في الشرع والجهل...

Documents