ISBN 52-87000-41429-6

___5

»الجوهر النفي�س«والن�سرة الجديدة

ينتمي »الجوهر النفيس في سياسة الرئيس« إلى الجنس األدبي ـ كما الجنس الملوك. ولــذاك أو نصائح األم��راء بمرايا المعروف استظهرت في بعض الدراسات ـ ثالث صيغ: الحكاية على ألسنة الثانية والصيغة والغواص. واألسد ودمنة، كليلة مثل الحيوانات، تأتي في صورة عهد من ملك لولده، أو من أرسطو لإلسكندر، أو من كبير لصغير. والصيغة الثالثة ترد في شكل كتاب ذي فصول، في المروءة، والكرم، والحلم، والتواضع، وحسن السياسة.. إلخ. وقد تصل فصول الكتاب إلى الستين، أو قد تقتصر على عشرين فصال أو عشرة أبواب. والكتاب الذي بين أيدينا من هذا النوع والصيغة. وهو مثل سائر المؤلفات من هذا النوع في المضامين. إذ المقصود معاملتها. وحسن الرعية إلى باإلحسان الملك أو األمير إقناع به وذلك عن طريق إيراد آيات وأحاديث مالئمة تحت كل باب، ثم إيراد شواهد من أقوال كبار العرب والحكماء. وكان بعض الزمالء س لالستبداد في قد ذهبوا إلى أن هذا الجنس األدبي هو الذي أسهو السقيفة، إجتماع أن إلى آخر ذهب حين في العربية، الثقافة

___6

الذي فعل ذلك! وما كان األمر على هذا النحو، ال بالنسبة للسقيفة، وال لجنس مرايا األمراء، فالسقيفة أرست تقليدا ديموقراطيا، حيث هذا أما الكبيرة. باألكثرية إمامهم واختاروا المدينة أهل اجتمع الجنس األدبي، وإن لم يشكك في شرعية المتغلب، لكنه دعاه إلى التعامل مع حسن السياسة، وإلى العدل، وإلى رفعة األخالق في فئات الرعية. وإلى جانب كتاب نصائح الملوك، كان هناك المرجئة عن والناهون بالمعروف واآلمرون والمعتزلة والشيعة والخوارج المنكر، وكل هؤالء ال يقولون بالشرعية إال بشروط كثيرة وصعبة. آرائها عن للتعبير التيارات لكل متاحا المجال كان فقد وهكذا األدبي الجنس هذا أربــاب أن نحسب السياسية. وال ومعارضتها التأكيد على أثــروا في عدم قرائه(، )الــذي ال ندري كم كان عدد شروط الشرعية! في حين لم يؤثروا في التأكيد على العدل وحسن

السياسة!مرايا الثمانينات، ألنه عن في النص بتحقيق هذا قمت وما اد كتبه لبدر الدين لؤلؤ الذي األمراء وحسب، بل وألن ابن الحدسيطر على حلب حوالي األربعة عقود، في حقبة صعد فيها نجم الصليبيين والمغول، وقد اضطر بدر الدين لؤلؤ لمخامرة الطرفين. وما كان أهل حلب يحبون ذلك منه، وإن قدروا له االستقرار الذي اد حائرا حققه على مدى أكثر من أربعة عقود. ولذا يبدو ابن الحدبين النصح بحسن السياسة والحكمة، وفي الوقت نفسه النهي عن مخامرة األعداء. وهذا التوتر الظاهر بين تحقيق االستقرار، ودفع

___7

الضريبة للمغول والقتال معهم ضد المسلمين، يجعل من »الجوهر النفيس« وثيقة معاصرة لحقبة ضعف تلت وفاة صالح الدين عام 589هـ، وحيرة الناس والحكام، كيف يحفظون حياتهم واستقرارهم، ويواجهون في الوقت نفسه استقواء الصليبيين من جديد، وظهور المغول، الذين ما لبثوا أن احتلوا بغداد، وقتلوا الخليفة، ثم اتجهوا إلى حلب، لكن بدر الدين لؤلؤ كان قد توفي، فحوصرت المدينة عشرة أشهر ثم ضربت عن بكرة أبيها. ومضى بعض أوالد بدر الدين لؤلؤ إلى مصر، فخرجوا مع المماليك لمقاتلة التتار حتى انتصروا

عليهم في عين جالوت، لكن حلبا لم تتحرر إال بعد سنوات.الماضي، القرن الثمانينات من في النص بتحقيق قمت لقد في معنى له يــزال ما أنــه ــت رأي وقــد مسهبة. بمقدمة له وقدمت السياقات القديمة التي كتب بها، والمعاصرة التي تحيط بنا، ولذلك

وافقت على نشره من جديد، وباهلل التوفيق.

رضوان السيدبيروت في 2011/2/17

___9

في التقديم

Iاد مؤلف »الجوهر النفيس في سياسة الرئيس« يقول ابن الحدفي مطلع مؤلفه)1(: »... لما كان العدل هو ميزان اهلل في أرضه؛ وبه ل إلى أداء فرضه؛ بادرت إلى جمع لمعة فيما ورد من محاسن يتوصكتابا؛ وجعلتها الرياسة، وأربــاب النفاسة لذوي والسياسة العدل وسمته بالجوهر النفيس في سياسة الرئيس. وكان الذي حداني إلى ذلك ما انتشر في البالد واشتهر بين العباد من حسن سيرة المولى الزاهد، الكامل، العادل، العالم، األمجد، األسعد، الكبير، األمير العابد، المجاهد، أخص الخواص، العامل باإلخالص، كهف الفقراء مين، خالصة أمير المؤمنين، سعد والمساكين، ملك األمراء والمقدالدنيا والدين، ولي الدولة البدرية، وصفي المملكة الرحيمية - خلد

اهلل سلطانها: وأعلى في الدارين مكانها وإمكانها...«.لؤلؤ هو الرحيمية المملكة وصفي البدرية، الدولة ــي وولالملقب ببدر الدين والملك الرحيم)2(؛ الذي ملك الموصل ما يزيد

))) �لجوهر �لنفي�س ]ق 29 �أ - 29 ب[.)2) قارن عن �شيرة بدر �لدين لوؤلوؤ و�أعماله �ل�شيا�شية: �لمخت�شر في �أخبار �لب�شر 68/3)، 98)، وعيون �لتو�ريخ =

___(0

)637هـــ(، سنجار خاللها إليها ضم الزمان؛ من عقود أربعة على أقــوى شخصيات مــدة طويلة وبقي )649هـــــ(؛ ابــن عمر وجــزيــرة الجزيرة الفراتية خصوصا بعد وفاة مظفر الدين كوكبوري )630هـ( عاما؛ وثمانين نيف عن 657هـــ عام توفي وعندما إربــل. صاحب ن ولداه يتمك التتار، ولم المنطقة كلها قد وقعت في قبضة كانت ركن الدين إسماعيل وسيف الدين إسحاق من متابعة سياسته في إلى المملوكية مصر إلى فالتجآ لهم؛ والتخاضع الغزاة محاسنة الغزاة يد في كلها الجزيرة سقوط بعد الموصل وسقطت حين،

الجدد عام 659هـ)1(.ولقد غصت الحقبة الواقعة بين وفاة نور الدين محمود زنكي )-569هـ( وصالح الدين يوسف )-589هـ( األيوبي من جهة، وبروز ثانية جهة من )-660هـــ( والمملوكية المغولية الكبيرتين الدولتين

6/20)2 - 7)2، وتالي وفيات �لأعيان �س 3 - 5، وتر�جم رجال �لقرنين )ذيل �لرو�شتين) �س 203، و�لأعالق �لخطيرة 3/)/69)، 73)، 200، )24، 243، ومفرج �لكروب 262/3 - 263، 24/4 - 28، 88)، 86/5)، 253، و�لبد�ية و�لنهاية 3)/4)2، وزبدة �لحلب 87/3) - 89)، 242 - 245، 259، و�لنجوم �لز�هرة 70/7، و�لعبر 240/5، وتاريخ �لإ�شالم للذهبي )مخطوطة �أحمد �لثالث رقم 4)40) م 20/ ]ق )7)�أ - 72)ب[ )وقد قمت بن�شر �لترجمة خالل �لدر��شة �لتقديمية)، و�ل�شلوك )/2/)42، ومن �لعمري. بن خير �هلل ليا�شين �لحدباء �لمو�شل تاريخ في �لأدباء ومنية ،289/5 �لذهب و�شذر�ت �لدر��شات �لحديثة �لتي تناولته: دولة �لأتابكة في �لمو�شل لر�شيد �لجميلي )970))، و�لمو�شل في �لعهد �لأتابكي ل�شعيد �لديوه جي )955))، و�إمارة �لمو�شل في عهد بدر �لدين لوؤلوؤ ))97))، ومظفر �لدين

كوكبوري لعبد�لقادر �أحمد طليمات )963))، و�أربيل في �لعهد �لأتابكي )976)).))) �نظر عن م�شير �أولد بدر �لدين و�لمو�شل بعده: �لأعالق �لخطيرة 3/)/244، وتــــالي وفــــيات �لأعيان

�س 3 - 5، و�ل�شلوك )/460/2 - )46، وذيل مر�آة �لزمان )/452 - 454.

=

___((

بإمارات صغيرة بالعراق والجزيرة والشام وفلسطين ألبناء نور الدين وأحفاده وإخوته وأبنائهم؛ وألبناء صالح الدين وأحفادهم وإخوته على اإلســالم دار قــدرة من ذلــك يضعف أن وطبيعي وأبنائهم. الجزيرة من الدين نور أخرجهم الذين الصليبيين للغزاة التصدي الفراتية وبعض أطرافها، وأخرجهم صالح الدين من بيت المقدس وأكثر حصون الداخل والساحل. والحق أن نظام اإلقطاع العسكري الذي عرفته دار اإلسالم أيام السالجقة كان وراء الكثير من أسباب الضعف والتشرذم. وعندما قام نور الدين زنكي بمحاولته الوحدوية المركزية اإلدارة ضعفت أن بعد الصليبيين لمجاهدة ــال تــوصفقد الذكر. اآلنــف اإلقطاعي النظام نطاق في بقي - السلجوقية التي الناحية أو المدينة المحلي في المتسلط إبقاء إلى كان يعمد يجده فيها بعد أن يرغمه على االعتراف به حاكما أعلى )سلطانا(. إبان الجند فصائل بعض إليه يرسل المحلي المتسلط هذا وكان الحرب الداخلية للسلطان أو صراعه مع الصليبيين. كما كان هذا أبناءه أو ابنه إمارته يــورث الملك( األتابك)1(، )األمير، المتسلط الميراث، ويطلب من بهذا يعترف عادة السلطان بعده؛ وكان من الوارث أو أتابكه أن يتعامل معه كما تعامل مع والده. فإذا ضعف السلطنة لتجاوز يسعى األتابك أو األمير كان توفي أو السلطان

))) �أتابك: كلمة تركية تعني �شيخا �أو نبيال. وقيل �إن معناها: �أبو �لأمر�ء. و�أطلقت على مربي �لأمر�ء �ل�شالجقة، ثم �شـــارت لقبا لكل من يدبر �أمور �شــــيده �أو يوؤدي له خــــدمة؛ �نظر: �لألقاب �لإ�شالمية لحــ�شن �لبــا�شا،

�س 32)، ود�ئرة �لمعارف �لإ�شالمية )�لن�شرة �لجديدة) )73 - 732 )كلود كاهن).

___(2

)نائبة الخالفة( واالتصال بالخليفة ببغداد مباشرة لضمان اعترافه به أتابكة آخرين أو ضمان سكوته على توسيع إقطاعه على حساب مقابل مبالغ معينة، وهدايا عينية. وعندما تابع صالح الدين سياسة ع في منح اإلقطاعات واالعتراف بالقائم نور الدين الوحدوية توسمنها؛ وكان هدفه من وراء ذلك اإلسراع في توحيد المنطقة للتمكن من مواجهة الصليبيين من جهة؛ وألن نظام اإلقطاع العسكري كان هو السائد مذ سادت العصبية التركية العالم اإلسالمي في أجزائه الشرقية والوسطى منذ القرن الخامس الهجري؛ هذا مع مالحظة أن صالح الدين لم يكن تركيا بل كرديا في الغالب؛ تربت أسرته في

ظل آل زنكي األتراك. وكان طبيعيا أن يسلك صالح الدين في مماته المسلك الذي سلكه في حياته. فقد ترك المملكة المترامية األطراف ذات القاعدتين الكبيرتين: القاهرة ودمشق بيد أبنائه وإخوته وبعض األمراء األكراد. أن وفاته تلت التي السنوات في العادل الملك أخوه ن تمك وقد رغم أبناء األسرة األيوبية على االحتفاظ للدولة بتماسك نسبي ما

لبث أن اختفى تقريبا بعد وفاته عام 615هـ)1(.

))) �نظر عن ظهور نظام �لإقطاع �لع�شكري �أيام �ل�شالجقة، وما ترتب عليه: تاريخ دولة �آل �شلجوق للبند�ري �س 55، و�لخطط للمقريزي )/53) - 54)، و�لنظم �لإقطاعية في �ل�شرق �لأو�شط لإبر�هيم علي طرخان

�س )2 - 48.- Cl. Cahen. L’evolution de l’iqta; in: Annales ESC، (953.- A.K.S. Lambton: Reflexion on the Iqta; in: Theory and Pratice in Medieval

Persian Government ((980( 358 - 367.- El (2( II، (088 - (09( (Cl. Cahen(

___(3

الدين وبـــدر 630هـــــ(، - 589( كــوكــبــوري)1( الــديــن ومظفر الكبرى االضطراب فترة نتاج هما 657هـــ( - 615( األرمني لؤلؤ وفاة بعد تفاقمت ثم الــديــن، صــالح السلطان وفــاة أعقبت التي أخيه الملك العادل. وكالهما ال ينتمي للبيت الزنكي أو األيوبي؛ ويبدو أنه لهذا السبب لم يستطيعا - رغم طول مدتهما وحنكتهما البيتين أمــراء من معاصريهما على ذلك في وتفوقهما ودهائهما بمنطقة محليين حاكمين وظال سلطانين؛ يصبحا أن - وملوكهم الجزيرة، األول بإربل وما جاورها، والثاني بالموصل وما جاورها. وقد عمل كالهما لبيت نور الدين زنكي. وقد عاصر مظفر الدين نور الدين نفسه، وورث إقطاع إربل عن أبيه أحد أمراء عماد الدين زنكي وابنه نور الدين. أما لؤلؤ فقد كانت مهمته أصعب إذ إنه صنع نفسه بنفسه؛ فقد كان مملوكا أرمنيا اشتراه الملك العادل نور الدين أرسالن شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي بن آق سنقر صاحب الموصل المتوفى عام 607هـ؛ وبرز لؤلؤ عند مواله حتى كان عند وفاته »أستاذ داره والحاكم في دولته« - كما يقول ابن واصل)2(. وقد وضع لؤلؤ عز الدين مسعود بن أرسالن شاه في اإلمارة ولقبه بالملك القاهر، وحكم باسمه تقريبا. حتى إذا توفي عام 615هـ صار هو الحاكم الفعلي مع بقاء االسم أحيانا لولدي القاهر. وجاء عام

))) �نظر عنه: مظفر �لدين كوكبوري لعبد�لقادر طليمات )963))، و�أربيل في �لعهد �لأتابكي لمح�شن محمد ح�شين )976)).

)2) مفرج �لكروب 202/3.

___(4

622هـ بموت غامض لثانيهما بعد اختفاء أولهما فصرح بدر الدين

لؤلؤ بالسيطرة بغير ستار زنكي وبقي كذلك حتى وفاته عام 657هـ بموافقة العباسيين ببغداد.

ح الشر بين رجلي آل زنكي بالموصل ومنذ العام 615هـ صروإربل: مظفر الدين كوكبوري، وبدر الدين لؤلؤ. وقد استعان كل منهما في ذلك بأمراء البيت األيوبي. واستمر الصراع بينهما حتى من النيل أحدهما يستطيع أن دون 630هـــ عــام الدين مظفر وفــاة لم السيطرة نطاق توسيع أجل من التنافس وهذا عمليا)1(. اآلخر بينهما. فقد تشابها في أسلوب الحكم، الوحيد التشابه يكن وجه وطريقة التعامل مع أمراء البيتين األيوبي والزنكي. كما تشابها في نتهما ثروات الجزيرة تعاملهما مع الرعية والخالفة العباسية. وقد مكلكنه صغير بالط بناء من الممتاز)2( التجاري وموقعها الزراعية، ثري بأسباب الترف والثقافة وآيين السلطان. فكان من بين مثقفي بالط كوكبوري وأدبائه والــد ابـــن خلكان )610هـ( )3(، وابــــن دحية

)633هـ()4( وغيرهما. )وعلى األثير أبناء لؤلؤ الدين بــدر بــالط مثقفي من وكــان

))) عن تطور�ت �لنز�ع ووقائعه �نظر: �أربيل في �لعهد �لأتابكي �س 38) - 50).)2) قارن عن �لأهمية �لزر�عية و�لتجارية للمو�شل و�لجزيرة فيما بين �لقرنين �لر�بع و�ل�شابع:

D.Krawulsky: Iran، das Reich der Ilhane 424 - 459.)3) وفيات �لأعيان 22/7.

)4) وفيات �لأعيان )/))2 - 2)2. وقد �ألف �بن دحية لكوكبوري كتابا في �لمولد �لنبوي �شماه »�لتنوير في مولد �ل�شر�ج �لمنير«، قارن بمعجم ما �ألف عن ر�شول �هلل ل�شالح �لدين �لمنجد، �س 23.

___(5

الخصوص ضياء الدين وعز الدين()1(، وصاحبنا محمد بن منصور اد - كما يقول هو نفسه في فاتحة بن حبيش المعروف بابن الحدجوهره النفيس الذي ألفه له. ولندع الحافظ شمس الدين الذهبي

)748هـ( يتحدث عن شخصية بدر الدين وبالطه وسياسته)2(.

))) �نظر ما ياأتي بعد.)2) تاريخ �لإ�شالم 20 )مخطوطة �أحمد �لثالث رقم 4)40) ]ق )7) �أ - 72)ب[.

___(7

IIصاحب الــديــن. بــدر الرحيم. الملك السلطان. لؤلؤ ...«الملك مولى النوري. األتابكي. األرمني. الفضائل أبو الموصل. نور الدين أرسالن شاه بن السلطان عز الدين مسعود. كان القائم بتدبير دولة أستاذه وأعطاه األمرية. فلما توفي نور الدين قام بتدبير ولده السلطان الملك القاهر عز الدين مسعود بن نور الدين. فلما توفي سنة خمس عشرة أقام بدر الدين أخوين صبيين ولدي القاهر - وهما ابنا بنت مظفر الدين صاحب إربل واحدا بعد واحد. ثم استبد بملك الموصل أربعين سنة )واألصح أنه تسلطن في أواخر رمضان سنة ثالثين وستماية( )1(. وكان حازما شجاعا مدبرا ذا حزم ل. وله هيبة وسطوة وسياسة. وكان ورأي وفيه كرم وسؤدد وتجميغرم على القصاد أمواال وافرة، ويحترز ويداري الخليفة من وجه، والتتار من وجه، وملوك األطراف من وجه؛ فلم ينخرم نظام ملكه ولم تطرقه آفة. وكان - مع ظلمه وجوره - محببا إلى رعيته ألنه

))) ما بين �لحا�شرتين عن حا�شية �لمخطوطة. ويعود �لخالف في تاريخ ��شتقالله بالأمر �إلى �لختالف في �إمارة ذلك: �نظر عن با�شمه؛ �لحكم يدعي هو كان �لذي �لقاهر �لملك ل�شيده �لثاني �لبن وفاة تاريخ .(29 - (25 40، و�أربيل في �لعهد �لأتابكي �س - 25 �لمو�شل في عهد بدر �لدين لوؤلوؤ للروي�شدي �س ويذكر �بن �لعبري )في تاريخ مخت�شر �لدول �س249 - وقارن بالحو�دث �لجامعة �س 52)، �أن بدر �لدين

لوؤلوؤ تلقى تقليد �لخليفة �لم�شتن�شر �لعبا�شي عام )63هـ.

___(8

فقال: الدين)1( قطب الشيخ ذكــره والرهبة. بالرغبة يعاملهم كان كان ملكا جليل القدر عالي الهمة، عظيم السطوة والسياسة، قاهرا البالد. ومع له حتى هذب نهاية ما ال قتل وشنق وقطع ألمرائه. هذا فكان محبوبا إلى رعيته؛ يحلفون بحياته ويتغالون فيه، ويلقبونه في توفي رعيته، أخبار البحث عن كثير وكان الذهب«. »قضيب عشر التسعين وفي وجهه النضارة، وقامته حسنة؛ يخيل إلى من رآه

أنه كهل.يتغالى إربل الدين صاحب قلت: ولما رأى أن جاره مظفر عظيمة، أمـــواال العام في عليه ويغرم الــنــبــوي)2(، المولد أمــر في السنة - وهــو عيد فــي يــوم إلــى الــفــرح والــزيــنــة عمد هــو ويظهر الشعانين الذي للنصارى - فعمل فيه من اللهو والخمور والمغنى بظاهر الغاية إلى طويال سماطا يمد فكان المولد. به يضاهي ما خمر السماط خونجا وباطية البالد، ويكون مغاني البلد، ويجمع على هذا الترتيب، ويحضره خالئق، وينثر على الناس الذهب من القلعة؛ يسفي الذهب بالصينية الذهب، ويرميه عليهم وهم يقتتلون ويتخاطفون الدنانير الخفيفة. ثم يعمد إلى الصينية في اآلخر فتقص إذا إنه بحيث قة معل وتخلى المركز إلى أقطارها من بالكازن له كان أنــه فحدثونا - قطعة منها واحــد كل يد في طلع تجاذبوها

))) هو �ل�شيخ قطب �لدين �أبو �لفتح مو�شى بن محمد �ليونيني )-726هـ) �شاحب »ذيل مر�آة �لزمان« �لمطبوع - لكنني لم �أجد كالمه هذ� في �لذيل على طول ما فت�شت عنه.

)2) �نظر عن ذلك ما ذكره �بن خلكان في وفيات �لأعيان 7/4)) - 9)).

___(9

بالموصل رجل يقال له عثمان القصاب؛ طواال ضخما شديد األيد والبطش بحيث إنه جاء إلى مخاضة ومعه خمس شياه ليدخل البلد ويقصبها فأخذ تحت ذا اإلبط رأسين، وتحت اإلبط اآلخر رأسين، وفي فمه رأسا، وخاض الماء بهم إلى الناحية األخرى - فإذا رمى بدر الدين الصينية إلى الناس تضاربوا عليها ساعة ثم ال تكاد تطلع

اب. إال مع عثمان القصوعلى الكفر، أعياد تعظيمه على والدين العلم أهل ومقته

أمور أخر؛ فقال فيه الشاعر:

الــنــصــارى تلهيا ــم أعــيــاد يــعــظأريــحــيــة نـــخـــوة ـــه ـــت ـــه ـــب ن إذا

ويزعم أن اهلل عيسى بن مريمنم أرمنيته قالت المجد إلــى

وذكروا لنا أنه سار إلى خدمة هوالوو، وقدم له تحفا سنية منها ة يتيمة، والتمس أن يضعها هو في أذن الملك هوالوو؛ فانكفأ درعلى فاق فلما خرج الخزم. في وأدخلها أذنه فمعك ركبته على نفسه وقال: هذا معك أذني! أو قيل ذلك لهوالوو! فغضب وطلبه فإذا هو قد ساق في الحال - واهلل أعلم بصحة هذا فإني أستبعده. ولكنه ذهب إلى هوالوو، ودخل في طاعته وأعانه على مراده فأقره على بلده، وقرر عليه ذهبا كثيرا في السنة. فلما مات انخرم النظام، ونازلت التتار الموصل. وعصى أهلها فحوصرت عشرة أشهر ثم الموصل يوم بــاهلل. توفي صاحب قــوة إال أخــذت وال حــول وال

ل الثمانين. سامحه اهلل«. الجمعة ثالث شعبان وقد كم

___2(

IIIمنذ ظهور السالجقة بالمشرق؛ عرفت دار اإلسالم المشرقي الترك عصبية غالبة تعددت فروعها في المنطقة لكن األصل واحد، يعود إلى تلك السهوب الشاسعة في أواسط آسيا)1(. ولم يكن قد مضى على اعتناق هؤالء لإلسالم وقت طويل؛ فكانت معرفتهم به وبلغته العربية ضئيلة. ثم إنهم لم يكونوا قد ألفوا بعد حياة التحضر واالستقرار فتصاعدت شكاوى الفالحين وأبناء المدن من تصرفاتهم أثناء زحفهم في المشرق مما دفع الخليفة العباسي آنذاك للكتابة إلى طغرك بك سلطانهم محتجا على ما نزل بالرعية من عسف من جانبهم؛ رغم أنه كان مغتبطا بالتخلص على يدهم من البويهيين)2(. لهذا رافقت ظهورهم واستتباب سيطرتهم بالمشرق نهضة علمية)3( قام بها رجال اإلدارة لديهم وفقهاء أهل السنة والجماعة؛ واتخذت

ثالثة اتجاهات:

�لقديمة/ )�لن�شرة �لإ�شالمية �لمعارف ود�ئــرة بعدها، وما 4/(/5 خلدون �بن تاريخ ذلك عن ))) قارن �لترجمة �لعربية) 2)/24 - 39.

)2) قارن عن �قتر�ب �ل�شالجقة من بغد�د وتخريبهم لل�شو�د، وردود فعل �لخليفة؛ مقدمتي على » قو�نين �لوز�رة و�شيا�شة �لملك« للماوردي؛ �س)8 - 82، 86 - 88. ومقدمتي للحكاية �ل�شيا�شية �لعربية؛ »�لأ�شد و�لغو��س« �س 9 - )2.

)3) قارن عن �لنه�شة �لمذكورة �لتي بد�أت �إرها�شاتها منذ �أو�خر �لقرن �لر�بع �لهجري:- G.Makdisi: The Sunni Revival; in (Islamic Civilization( (55 ff.- H.Mason: Two Statesmen of Medieval Islam ((972(.- G.Makdisi: Ibn Aqil et le Resurgence de I’Islam Traditionaliste (50ff.

___22

اإلســالم، أحــكــام تعليمهم يريد - جدلي تعليمي األول: المشرق اعتزال من العهد الحديثة اإلسالمية عقيدتهم وحماية وتشيعه. ويمكن في هذا الصدد توجيه النظر إلى سيل الكتب الفقهية وخارجها وفيها النظاميات قبل التي ظهرت والكالمية والحديثية

وصبت كلها في االتجاه المذكور. والثاني: تاريخي - رمى إلى عدة أغراض؛ منها؛ وضع السادة الجدد في سياق الصورة التاريخية المأثورة للجماعة واألمة بحيث متجددة صــورة وهي للتاريخ والجماعة السنة أهل صــورة تسود طريق عن االكتمال باتجاه المستقبل على مفتوحة آفــاق وذات مجاهدين جدد، ومرابطين صامدين في سبيل اإلسالم وإعالء كلمة اهلل على طريقة السلف؛ وهم الترك، وأوضح مثالين على هذا النوع القاسم أبي للحافظ الكبير« »تاريخ دمشق التاريخي: التأليف من ابن عساكر )-571هـ()1(، و»الكامل في التاريخ« لعز الدين ابن األثير

)-630هـ()2(.وثالث هذه االتجاهات سياسي/ فقهي كان يريد إرشاد األمراء تقاليد إنشاء باتجاه ممارستها وكيفية السياسة معنى إلى الجدد، للملك والسلطان، وسبل معاملة الرعية والجند. كما كان يبغي ربط

))) يذكر �بن ع�شاكر في مقدمة تاريخه )م)، �س4) �أنه ن�شط لإتمامه با�شتحثاث من نور �لدين زنكي �لذي �إلى ح�شرة �لملك �لقمقام �لكامل 549هـ. يقول �بن ع�شاكر: »... ورقي خبر جمعي له دخل دم�شق عام �لعادل �لز�هد �لمجاهد �لمر�بط �لهمام، �أبي �لقا�شم محمود بن زنكي... وبلغني ت�شوقه �إلى �ل�شتنجاز له

و�ل�شتتمام... فر�جعت �لعمل فيه ر�جيا �لظفر بالتمام...«. )2) �نظر عنه ما بعد.

___23

السياسة بالشريعة في محاولة لتجاوز التقاليد واألعراف التي جلبها التغير ل تأم أخيرا يريد وكان األصلية. مواطنهم من معهم الترك الحاصل في البنية االجتماعية والسياسية من أجل إعادة النظر في )-450هـــ( الماوردي آفاق عادت ما التي والكالمية الفقهية األطر

قادرة على تفسيرها واستيعابها تماما. المرمى المؤلفات ذات األنــواع - من أو هذه النوع - هذا السياسي الفقهي بدأت مع »سياست نامه« )سياسة الملوك( للوزير الحرمين إلمــام األمــم« و»غــيــاث )-485هــــ(، الملك نظام العظيم التاريخية لألمة الجويني )-478هـــ(. وعرفت استيعابا أكبر للتجربة في »التبر المسبوك« للغزالي )-505هـ(، والفصول السياسية في كتبه الته حول عالقة األخرى. ومع ابن عقيل الحنبلي )-513هـ( في تأمالسياسة بالشريعة، وأبي بكر الطرطوشي )-520هـ( في فهمه الواقعي لبنية السلطة في عصره في كتابه »سراج الملوك« لقد عرفت الكتابة »األســد وجـــاءت حكاية األمـــام. إلــى واســعــة قفزة إذن السياسية والغواص« إبان هذه الفترة لتقدم مقترحات معينة في مجال استيعاب المتغيرات من جانب الفقهاء. وشارك ابن حمدون )-562هـ( في هذا االهتمام السياسي بتخصيصه قسما من تذكرته للسياسة؛ لكنه جمع مأثورات في صعيد واحد دونما تنظيم واضح. ورجع ابن عساكر )-571هـ( للسلف في جزئه عن »الجهاد«؛ بينما حاول عبدالرحمن الملوك« سياسة في المسلوك »المنهج في )-589هــــ( عبداهلل بن المزج بين أساليب الماوردي ونظام الملك والطرطوشي. وقام ابن

___24

الجوزي )-598هـ( بمحاولة ناضجة لربط قيم السياسة بالتاريخ في الهروي درس بينما المستضيء«. خالفة في المضيء »المصباح )-612هـــ( في »التذكرة الهروية في الحيل الحربية« عالقة السياسة بانتهاء تــؤذن السلجوقية التركية/ الحقبة بالحرب. وكانت والدولة اد جوهره النفيس في سياسة الرئيس )649هـ(، عندما كتب ابن الحدوكتب ابن طلحة )-652هـ(: العقد الفريد للملك السعيد. وكتب سبط ابن الجوزي )-654هـ( كنز الملوك في كيفية السلوك، ومبارك بن خليل الخازندار البديري الموصلي )-682هـ(: آداب السياسة بالعدل وتبين

ب بالفضل من األحمق اللئيم النذل. الصادق الكريم المهذفي والسياسة الفقه خطا يــتــوازى حين في أنــه والملحوظ من الثاني الثلث مؤلفات فإن السياسية؛ السادس القرن مؤلفات القرن السابع يختفي فيها الفقه تماما ليبرز من جديد نموذج »مرايا نستطيع في هذه غالبا. ولن فقط اإلطــار األمــراء« وإن من حيث العجالة تعليل ذلك بإشباع بيد أنه يمكننا القول بشكل عام إن ذلك

يعود لمستجدات الوضع على مستوى السلطة.فقد شهد النصف الثاني من القرن الخامس ثم القرن السادس صعود سلطة مركزية قوية هي السلطة السلجوقية في عهد سالطينها احتاجت وقد الزنكيون. أتابكتهم اضطراب ظهر بعد ثم العظام، إعادة أجل من الشريعة( نطاق في )االجتهاد للفقه السلطة تلك في السني اإلحياء حركة سياق في الشريعة على الدولة تأسيس الداخل. ومن أجل التصدي للزحف البيزنطي فالصليبي عن طريق

___25

الجهاد الشرعي في إطاره الفقهي المعروف. لهذا لم تكن مصادفة الحقبة بدايات في للجويني األمم« »غياث ككتاب كتابا نرى أن من وموضعهما واإلمامة الخالفة قضية لمناقشة يعود المذكورة أن تكن مصادفة لم كما واإلجــمــاع. األمــة من وموقعهما الدين، المسلوك »المنهج هو الحقبة تلك نهايات إلى ينتمي مؤلفا نرى في سياسة الملوك« لعبدالرحمن بن عبداهلل يهتم بالجهاد ويعقد له فصال طويال؛ وكيف ال وقد عايش جهاد صالح الدين للصليبيين،

وفتوحه العظيمة لإلسالم.وكانت الحقبة الواقعة بين وفاة صالح الدين )589هـ(، وظهور واإليلخانية المملوكية اإلســالم: أرض على الكبيرتين الدولتين )660هـ( مليئة بأسباب القلق واالضطراب. فقد تقسم األمراء النورية والصالحية البالد فيما بينهم، وراحوا يتنازعون على هذه الناحية أو تلك، وتراجعت قضية الجهاد، بل فشى بينهم التعاون مع الصليبيين المحتلين رغم أنهم أبناء وأحفاد المجاهدين العظيمين: نور الدين اء نزاعات األمراء فتجني وصالح الدين. وكانت الرعية تعاني من جرخرابا ودمارا لمدنها وقراها وحقولها وطرق تجاراتها. كما كانت تضطر لدفع تكاليف الحروب لمحترفة اإلمرة والجندية والمرتزقة. وبسبب من غياب الجهة القوية القادرة القاطعة ألطماع الطامعين؛ قواه خذلته وإن األكبر للسلطان يطمح ناحية على أمير كل كان محلى بــاذخ بــالط إلقامة يعمد هــؤالء أكثر كــان ولهذا الذاتية. مه، لتقد إظهارا والــدواويــن اإلدارة ورجــاالت والشعراء بالفقهاء

___26

ينبغي فهم السياق المادية والمعنوية)1(. وفي هذا وإبرازا لمقدرته إما أن تكون الحقبة. فهي السياسة ورسائلها في تلك طابع كتب طريقة على للملك ب والتقر والتعليم واإلرشــاد والتسلية للطرفة مرايا األمراء )نصائح الملوك(؛ ككتاب »القالئد« للرخجي)2( )حوالي 475هـ(، وكتاب اآلداب البن شمس الخالفة )-622هـ(، وكتاب كنز

الملوك في كيفية السلوك لسبط ابن الجوزي )654هـ(؛ وإما أن تتوسل بقالب »مرايا األمراء« لتدعو إلصالح الحال، والعدل، ورفع بعض اد )-649هـ( وابن الخازندار العبء عن كاهل الرعية؛ وكتابا ابن الحد)-682هـ( من النوع الثاني. هذا مع إدراكنا لصعوبة الفصل التام بين الهدفين، األول والثاني. على أنه أيا كان الهدف فقد كان متواضعا؛

يقول: حيث ،((3/7 �لأعيان )وفيات خلكان و�بن وكوكبوري �لمو�شل عن عبا�س �إح�شان در��شة ))) �نظر »وقد توفرت لإربل في عهد كوكبوري جميع �لخطط و�لدو�وين و�لم�شالح �لتي تتطلبها دولة م�شتقلة، من ذلك: خطة �لوز�رة... وخطة �لحجابة... وديو�ن �لإن�شاء... وديو�ن �لوقوف... وديو�ن �لمظالم... وديو�ن

�لرتفاع... وديو�ن �لهر�ء... وديو�ن �ل�شرب... وكتابة �لطغرة... وخز�نة �ل�شالح...«. �لمجموعة )30)هـ �شمن عام بالق�شطنطينية �لجو�ئب بمطبعة �لمحا�شن« »�أحا�شن با�شم �لكتاب )2) طبع �لم�شماة »خم�س ر�شائل« وفي مقدمته �أن �لموؤلف �أهد�ه لخز�نة م�شلم بن قري�س �لعقيلي )-478هـ) �أمير �لن�شخة كلها ما لي�س في لكن 889هـ. �شنة كتبت �أن مخطوطتها �لمطبوعة �لن�شخة �آخر �لجزيرة. وفي ي�شير �إلى �شبب ت�شمية �لر�شالة بهذ� �ل�شم. وقد وجدت مخطوطة من �لكتاب بهام�س »�لمنهج �لم�شلوك في �شيا�شة �لملوك« لعبد�لرحمن بن عبد�هلل تعود �إلى عام )0))هـ )مخطوطة ليدن) يقول �لموؤلف في مقدمتها �إنه �شمى كتابه »�لقالئد«. وبين �لن�شختين �لمطبوعة و�لمخطوطة �ختالفات م�شمونية بالزيادة و�لنق�س. وقد نقل �أ�شامة بن منقذ في كتاب �لآد�ب �س 67 - 69 �شفحات عن �لكتاب لكنه �شماه »�لفر�ئد و�لقالئد«، وذكر �أنه لأبي �لح�شن علي بن محمد �ل�شغاني )!). ول ذكر للكتاب في »ك�شف �لظنون«. �أما بروكلمان فقد �كتفى في »تاريخ �لأدب �لعربي« )�لترجمة �لعربية) 57/6) - 58) بنقل ما ذكره �لموؤلف

في مقدمة ن�شرة �لجو�ئب من �إهد�ئه �لر�شالة �إلى م�شلم بن قري�س، دونما ذكر لمخطوطات �لكتاب.

___27

إجماع عــن للسلطة ــة وال جماعة وال جــهــاد، وال صــدور أم فــال األمة؛ بل دعوة حارة لإلحسان إلى الرعية بذريعة هدف عملي هو استمرار ملك الراعي أو األمير. إنها دعوة عاطفية متحمسة تتوسل عن السلطان على اإلبقاء هدفها أن على اإللحاح غرضها لبلوغ طريق إرشاده إلى الطريقة المثلى لذلك المتمثلة في التخفيف بقدر

اإلمكان عن رعيته.

___29

IVال تذكر المصادر شيئا تقريبا عن »الجوهر النفيس في سياسة الرئيس« غير ما ذكره هو نفسه في خاتمة رسالته هذه عندما قال: تعالى اهلل رحمة إلى الفقير جامعه يد على منه الفراغ وافق ...«اد - عفا اهلل محمد بن منصور بن حبيش الواعظ المعروف بابن الحدعنه...« ويذكر حاجي خليفة في »كشف الظنون«)1( رجال موصليا يسميه محمد بن منصور الموصلي هو مؤلفنا في الغالب يقول عنه: اد... الواعظ، الموصلي؛ صاحب - البدور »محمد بن منصور الحدأوليت ما على نحمدك إنا أولــه: -؛ المقامات بديع في التامات من اآلالء... وهو ثالثون مقامة فرغ منها في رجب سنة 673هـ«. فيغلب على الظن أن المؤلف كان ممن يلوذون ببالط بدر الدين من منهم جماعة المصادر ذكرت وقد هة؛ المتفق متأدبة من لؤلؤ كتاب وشعراء ورجال سمر. أشهر هؤالء عز الدين ابن األثير )555 ده - 630هـ( الذي ذكر في مقدمة كتابه »الكامل في التاريخ« أنه سووبقي عليه منه شيء لم ينشط إلتمامه حتى)2( »برز أمر من طاعته بإقباله الفضل أعالق حكم الزم؛ من أمره واتباع واجــب، فرض

))) ك�شف �لظنون )/)23.)2) قارن بوفيات �لأعيان 5/)39.

___30

عليها نافقة، وأرواح الجهل بإعراضه عنها نافقة؛ من أحيا المكارم المنصور، المؤيد العالم الرحيم الملك موالنا أمــواتــا... وكانت في العدل محيي والمسلمين، اإلســالم ركن الدين، بدر المظفر

العالمين...« .ثم كان من رجال بالط بدر الدين لؤلؤ ضياء الدين ابن األثير )-637هـــ( شقيق عز الدين. وقد عمل كاتبا في بالط الموصل مذ فارق الملك األفضل األيوبي عام 607هـ، وحتى وفاته ببغداد رسوال عن لؤلؤ إلى الخليفة)1(. وقد حفظت لنا مجموعة رسائله عشرات الرسائل التي كتبها عن سيد الموصل في حقبة كتابته الطويلة له)2(. المعروفين من العصر لؤلؤ بعض شعراء الدين بدر وعرف بالط الربعي الوفا أبي بن محمد بن أحمد الحالوي ابن الشاعر مثل عيسى بن يحيى بن الدين والشاعر جمال )-656هـــ()3(، الموصلي محمد أبــي المحدث والشاعر )-649هـــــ()4(. مطروح بن إبراهيم عبد الرزاق بن رزق اهلل الرسعني )-661هـــ()5(. ثم الشاعر الشريف

كمال الدين حيدرة بن عبيد اهلل الحسيني الموصلي )659هـ()6(.اد كتابه بطريقة مختلطة بعض الشيء؛ فذكر أنه بدأ ابن الحد

))) قارن بوفيات �لأعيان 5/)39.)2) �نظر: ر�شائل �بن �لأثير )ن�شرة نوري �لقي�شي وهالل ناجي) �س )3 - 45.

)3) ذيل مر�آة �لزمان )/96.)4) ذيل مر�آة �لزمان )/97)، 6)2.

)5) ذيل مر�آة �لزمان )/545.)6) �لفخري في �لآد�ب �ل�شلطانية �س )7.

___3(

جمع ما جمعه ليثبت »أن من وصف الرياسة العدل في السياسة« إذ بالعدل »تعمر البالد، ويأمن العباد... وتنتعش الرعية، وتقوى على العدل كان مفقودا في بأن الشرعية...« ويشعر هذا الفرائض أداء السياسة المعاصرة له فأراد التذكير به وبعائدته على الملك والرعية. لكنه سارع لنفي ذلك عندما ذكر بعد هذا مباشرة أن دافعه الرئيس من وراء ما وضعه وألفه »ما انتشر في البالد واشتهر في العباد من حسن سيرة... ولي الدولة البدرية، وصفي المملكة الرحيمية...«. والفضل، واإلفضال »بالعدل عمله في يبدو هذا السيرة وحسن المكروبين، عــن والتنفيس الــخــيــرات، وفعل الــصــدقــات، وحـــب وتحبيس الملهوف، وإغاثة المسلمين... جميع إلــى واإلحــســان ع المرء بعد هذا أن تكون فصول الكتاب منصبة الوقوف...«. ويتوقالرعية، في لؤلؤ الدين لبدر الحميدة السيرة لهذه اقتصاص على مادامت قد انتشرت في البالد، واشتهرت في العباد، وصارت مثال أن ويبدو إلدراكها. الجهد وبــذل بالسعي حقيقة وغاية يحتذى، البروز من كانتا لؤلؤ الدين وبــدر كوكبوري الدين مظفر سيرتي في ذلك العصر بحيث كان يمكن توقع شيء من هذا من جانب الالئذين بهما، والمترددين على بالطهما؛ يبين ذلك أن متأدبا كابن الطقطقى )-709هـ( عد بدر الدين لؤلؤ من كبار الساسة التاريخيين الذين يصح أن تتخذ سيرتهم وقصصهم مثال يحتذى. فقد عمد في السيرة بتلك لالستشهاد الفخري لكتابه السياسية النظرية مقدمته

___32

مثال للسياسة الحقة؛ من مثل)1(: »... وكان بدر الدين لؤلؤ صاحب أنسه إيراد األشعار الموصل رحمه اهلل أكثر ما يجري في مجلس المطربة، والحكايات الملهية؛ فإذا دخل شهر رمضان أحضرت له ث كتب التواريخ والسير، وجلس الزين الكاتب، وعز الدين المحديقرآن عليه أحوال العالم«؛ ومن مثل)2(: »كان بدر الدين صاحب الموصل لكثرة مجالسته األفاضل وخوضه في األشعار والحكايات يستنبط المعاني الحسنة، ويتنبه على النكت اللطيفة مع أنه كان أميا

ال يكتب وال يقرأ« .اد لم يفعل ذلك أيضا؛ وكأنما شعر باختالط غير أن ابن الحداألمر عليه فعاد لتعليل تأليف رسالته هذه في نهاية مقدمتها قائال إن التسليم بحسن سيرة المولى بدر الدين، ال يعني أن »الزيادة« فيها خزانته لمحروس »خدمة... الكتاب حمل فإنه لهذا ممكنة! غير معدلته، ليزداد من حسن سيرته، وجميل الغامرة ونعمته العامرة،

وتلك نعمة أنعمها اهلل عليه ليؤدي شكرها إليه...«.أنه فذكر الكتاب في التقديم إليضاح خطته نهاية في وعاد بناه على عشرة أبواب هي: فضل العدل، وفضل السياسة، وفضل األخــالق، ومــكــارم المعروف، واصطناع العفو، وفضل الحلم، المشورة، وفضل الخلق، من الخلق وحسن ة، والــمــرو والسؤدد

وفضل السخاء.

))) �لفخري �س 8.)2) �لفخري �س 8).

___33

وطريقته في كل باب البدء بذكر آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أقاويل وقصص عن الحكماء على قلة، يتلو ذلك الموضوع، في وعن الخلفاء واألمراء والفقهاء على كثرة. ففي الباب األول ذكر نبوية مشهورة وإن تكن في غالبيتها غير صحيحة. عدة أحاديث ثم أورد أقواال للحكماء، وأورد القول المشهور المنسوب ألرسطو والية الدولة الدولة، سياجه بستان العالم المشهورة: الدائرة في تحرسها الشريعة... إلخ)1(. وأتى بعد ذلك القول المشهور المنسوب لكسرى أنوشروان في أن عدل السلطان أنفع من خصب الزمان. ثم تال ذلك قوالن للفضيل بن عياض وجعفر الصادق انتهى بهما اد بأحاديث الباب. وفي الباب الثاني الخاص بالسياسة بدأ ابن الحدنبوية عن مسؤولية الراعي عن الرعية أمام اهلل، ثم أورد قوال لهارون الرشيد في حراسة الراعي للرعية. وحاول بعد ذلك أن يضع حدودا بن زيــاد سيرة على التركيز طريق عن الحكيمة العملية للسياسة العراق؛ ويمكن إيجاز سياسة زياد المشهور في أبيه والي معاوية اد بأنها شدة في غير إفراط، ولين ومعاوية كما يتصورها ابن الحدالعادلة أو الحكيمة للسياسة المنظور أن هذا بيد في غير إهمال. نفسه؛ للموضوع كالسيكية أمثلة يورد عندما يديه بين يضطرب إذ أنه استنادا إلى أرسطو المنحول فإن الحسن السياسة في خاصة نقد وقد السلطة؛ في السياسة حسن يكون الكفء ألن هو أمــره

))) �نظر عن هذ� �لقول �لمنحول ودللته �ل�شيا�شية و�لعقلية مقدمتي على »�لإ�شارة �إلى �أدب �لإمارة« للمر�دي �س 22 - 25.

___34

ابن الطقطقى هذه النظرة بالذات عندما قــال)1(: »وأنا ال أرى هذا سياسة قوة له ليس لمنزله السياسة عامي حسن من فكم الزمــا. األمور الكبار. وكم من ملك حسن السياسة لمملكته ليس يحسن الطبقية للسياسة الرؤية تأتي المنحول سياسة منزله«. بعد أرسطو الحسنة والمنسوبة لكسرى أنوشروان؛ إذ الناس حسب هذه النظرة الهدوء هنا تعني )التي الحسنة والسياسة أربــع؛ أو طبقات ثالث واالستقرار المضبوط( تتجلى في الضبط الطبقي بحيث ال تخرج السلطان على بالحرص من جانب آيينها. ويكون ذلك طبقة عن المعروف وبالملك. ومن بها الالئق السلوك طبقة تسلك كل أن أن الفيلسوف اإلسالمي أبا الحسن العامري )-381هـ( كان قد وجه نقدا لهذه الرؤية الطبقية من موقع فقهي شرعي إسالمي)2(. والذي بالعدل الخاص اد الــحــد ابــن بــاب احتفظ في حين أنــه هنا نا يهمالقائلة إن العدل هو ميزان التناسق انطالقا من الموضوعة ببعض اهلل في األرض؛ فإن الباب الذي عقده للسياسة اختلطت فيه عليه الرؤية فلم يكن هناك وضوح فيما يتصل بالمعنى النظري للسياسة، الفهم في وضــوح هناك يكن لم كما العملية. بالسياسة وعالقته ل االجتماعي اإلسالمي المعاصر له؛ فأين الطبقية في لطبيعة التشكمجتمع كان الترك ومواليهم يتسنمون فيه ذرى السلطان؛ وهم ليسوا عربا، بل إن كثيرا منهم كانوا رقيقا بداية. ومع ذلك فإن هدف ابن

))) �لفخري �س 50.)2) في �لإعالم بمناقب �لإ�شالم �س 60)، 74)، 76). و�نظر مقدمتي على »�لأ�شد و�لغو��س« �س 33 - 35.

___35

ق في الوصول إليه: اد في هذا الباب يبقى واضحا وإن لم يوف الحدإنه انتهاج سياسة تؤدي إلى راحة الرعية.

تستوي العشرة الكتاب أبــواب من الثالث الباب بداية ومع اد فال يعرض لها غموض كما ال يطرأ عليها تناقض؛ نظرة ابن الحدالعربي المروءة إذ أن هذه األبــواب السبعة تدخل كلها في مفهوم األصل. ومما له داللته أن تتضاءل االستشهادات الكالسيكية على طريقة »مرايا األمراء« فيها حتى لتكاد تختفي تماما. أما الحلم - وهو فضيلة عربية معروفة - وهو موضوع الباب الثالث فيجد خير تعريف

له في التفسير المنسوب للنبي لآلية الكريمة: چ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چچ )األعراف: 199(؛ إذ أنه - حسبما قال صلوات

من مــن قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي »أن تصل اهلل عليه: العرب: عند المعروفون الحكم الباب رجال في ويبرز حرمك«. اد قيس بن عاصم، واألحنف بن قيس، ومعاوية. بل إن ابن الحديحاول تصوير هذه الفضيلة باعتبارها فضيلة عربية عامة عن طريق معروفين ليسوا والسادة األمــراء من من حلم جماعة أمثلة إيــراد بذلك من مثل الحجاج، ومصعب بن الزبير، وأسماء بن خارجة، ع على باب الحلم مباشرة باب العفو والرشيد، وعمرو بن عبيد. ويتفرالذي هو أبرز ثمراته؛ وإن لم يكن هو - كما يقول الغزالي)1(. وفي هذا المجال يذكر المؤلف بعد األحاديث النبوية في العفو قصصا

�لحلم �شورتا فهما و�ل�شفح �لعفو »و�أمــا :(32 �س �ل�شريعة مكارم وفي .(82/3 �لدين علوم ))) �إحياء ومخرجاه �إلى �لجود. فالعفو ترك �لموؤ�خذة بالذنب، و�ل�شفح ترك �لتثريب...«.

___36

وأقواال عن عبد الملك بن مروان والمأمون ومعاوية وسليمان بن عبد الملك والحجاج وعمر بن عبد العزيز وأبي مسلم الخراساني من الخلفاء واألمراء والمتسلطين. وعن جعفر الصادق وقيس بن السادة الحسين من عاصم واألحنف بن قيس وعكرمة وعلي بن المنذر بن النعمان عن بقصة الباب اد الحد ابن وينهي والفقهاء. اها أنه أتي برجلين أحدهما ارتكب ذنبا عظيما فعفا ملك العرب مؤدعنه، واآلخر اقترف ذنبا صغيرا فعاقبه! وعلل ذلك بأنه من أسرار السياسة! وكان األولى - إن كان ال بد من إيراد القصة وهي غير مناسبة على أي حال - أن تذكر في باب السياسة وليس هنا حيث

ه للدفاع عن فكرتي الحلم والعفو والحض عليهما. كل التوجباباه يتالزم - والــرابــع الثالث الكتاب: بابا يتالزم وكما الــخــامــس والــســادس الــخــاصــان بــاصــطــنــاع الــمــعــروف، ومــكــارم األخالق؛ هذا مع مالحظة اتصال أبواب الكتاب األخيرة السبعة كــمــا قــدمــنــاه. يــبــدأ الــبــاب الــخــامــس بــحــديــث نــبــوي عــن صنائع المعروف التي تقي مصارع السوء. وهناك حديث آخر يعتبر نفع يأتي ثم بــاهلل. اإليمان بعد الخير أركــان من الثاني الركن العباد مسؤولية »النعمة« يجعل والــذي للنبي المنسوب األثر ذلك زالت وإال الناس إلى باإلحسان يؤدي شكرها أن على صاحبها وفقهاء؛ وســادة وأمــراء وأقــوال عن خلفاء تــرد قصص ثم عنه. السابقة. ويأتي حديث ذكروا في األبواب الغالب ممن وهم في نبوي في مطلع الباب السادس بتعريف لمكارم األخالق يجعلها:

___37

عن أقــوال ترد ثم الناس. مع اللين أي الخلق؛ وحسن السخاء األخالق: مكارم من تجعل وفقهائهم وحكمائهم العرب سادة الخروج من الطعام قبل الخير، وتناول التفوق في عمل ضرورة المنزل حتى ال تتشوف النفس إلى طعام الغير، والحث على قلة الغيرة، ومقاومة الحسد، والحرص على التعلم، والجلوس بعيدا الرجال، واألدب والفقه واألمانة، عن صدر المجلس، ومصادقة للفتوة تعريف الباب تضاعيف في ويــرد والبشر. الوجه وبسط الرابع القرن المديني منذ المجتمع اإلسالمي المروءة في )وهي والبشر المبذول، والنائل المأكول، الطعام يجعلها: الهجري(

المقبول، والعفاف المعروف، واألذى المكفوف.ثم يتالزم البابان السابع والثامن وهما في: السؤدد والمروءة أنه والواقع الخلق. من الخلق وحسن والفتوة، الفضل ذوي من يبدو كما حــرص المؤلف أن لــوال واحـــدا بابا اعتبارهما يمكن على أن يقع كتابه في عشرة أبواب! فالفصل الثامن ينتهي بتعريف يسأل، الجواد حين للسيد وهو عنده: الخطاب لعمر بن منسوب الحسن جالسه، لمن المجالسة والكريم يستجهل، حين والحليم الخلق لمن جاوره. أما الباب السابع فيبدأ بتحديد »ذي المروءة« - كما يقول النبي أو السيد )كما تقول العرب(؛ فإذا هو الذي والبيان والحلم والصبر والنجدة السخاء فيه ست خصال: تتوافر الواضح ومن بالعفاف. سبعا اإلســالم في ثم صارت والتواضع؛ أن هذا التحديد يتجاهل النسب الذي كانت له مكانته بين شروط

___38

قد األقــوال هذه في تجاهله كان وربما العربية. والسؤدد السيادة اد يكتب كتابه لمملوك أرمني وقع بتأثير اإلسالم، ثم ألن ابن الحدأن فيبدو هذا ومع النسبية. السيادة شــروط فيه تتوافر ال األصــل الفرس ال مواجهة في ذا حساسية كان واألعرابية بالعربية الفخر الترك؛ بدليل أن ضياء الدين ابن األثير كاتب بدر الدين لؤلؤ يفخر بالعروبة واألعرابية في رسائل كتبها عن بدر الدين إلى خلفاء بني العباس وبعض أمراء بني أيوب)1(. لهذا كان األولى الذهاب إلى تأثير اإلسالم في ذلك خصوصا إذا الحظنا نظرة المسلمين األوائل

إلى السيادة باعتبارها المروءة.اد عن السادة والفتيان واألمراء واألجواد وقصص ابن الحدتجعل المروءة »بذل الندى، وكف األذى، ونصرة المولى«، وأن والمبادرة العالنية«، في منه تستحيي السر في »شيئا تقول ال بالمعروف )أي اإلعطاء قبل السؤال(، وتالوة كتاب اهلل، واتخاذ ــة الــخــلــق(، والـــورع عن اإلخـــوان فــي اهلل، وبــســط الــوجــه )ســع

المحارم.وينصب باب الكتاب التاسع على بيان »فضل المشورة والرأي إدخــالــه ضمن بصعوبة إال يمكن ال أمــر وهــو اآلراء«. ذوي من وبعده قبله عما ينفصل أنه على فضال للمروءة؛ العربي المفهوم من أبواب. وال نستطيع تعليل ذلك إال بأن »الجوهر النفيس« ليس

))) ر�شائل �بن �لأثير �س 37.

___39

كتاب سمر أو أخبار عاديا؛ بل هو موضوع أساسا لخزانة صاحب الموصل الذي كان يقبل في رمضان - كما أخبرنا ابن الطقطقى - على قراءة هذا النوع من الكتب. ويبدو أن الغرض من هذا الباب كان محاولة إقناع الحاكم الفرد بدر الدين لؤلؤ بفائدة جماعية القرار ر أن إمارة »صغيرة« بالعودة للتاريخ واآلثار النبوية. وبالوسع تصوكالموصل كانت دائما مهددة باالبتالع من جانب جيرانها بالشرق أو الغرب؛ وال شك أنها تدين ببقائها لحكمة صاحبها في اختيار حلفائه، وفي الحفاظ على التوازنات التي قامت في منطقة الجزيرة. ووضع كهذا كان يثير وال شك قلق رجاالت بالط بدر الدين، كما كان يثير قلق رعيته طبعا. ومن هنا فإنهم كانوا يحرصون على التزام المطلوب وكان المحيط؛ مع في عالقاتهم الشديد الحذر جانب من بدر الدين أن يأخذ مخاوف الناس هذه في االعتبار في اإلقدام واإلحجام. وقد رأوا ما صارت إليه إربل بعد وفاة كوكبوري بخمسة أعوام. ثم عاش كثير منهم حتى رأوا الموصل نفسها تنتهي بعد وفاة بدر الدين بعامين. وقد يكون من دوافع عقد هذا الباب للمشورة أن اد كان ينحو منحى »مرايا األمراء« من حيث اإلطار على ابن الحداألقل؛ ومعلوم أن هذا الجنس األدبي الكالسيكي لم يكن يخلو من باب في المشورة أو الوزارة. والباب قصير على أي حال إذ يقتصر على حديث نبوي، وقول لعلي، وآخر لألحنف بن قيس، وقصة عن زياد، وأخرى عن المنصور وعبدالملك بن مروان ثم بعض األبيات

الشعرية.

___40

الكتاب وأطولها؛ وهــو »فــي فضل أبــواب إلــى آخــر ونصل الكتاب أبــواب أكثر يكون أن داللته له ومما والــجــود«. السخاء استنادا للتاريخ أو التجربة التاريخية العربية في هذا المجال. ويأتي بعده في الطول الباب الخاص بتحديد السياسة. وليس أدخل في العربية الفضيلة إنه السخاء. من الحلم بعد العربية المروءة باب األولى التي تبناها اإلسالم ووضعها إلى جانب الصدق باعتبارهما أن يمكن المسلم إن االجتماعي. المستوى على كله اإلســـالم مسلما يكون أن يمكن ال لكنه مسلما؛ ويبقى ذنــب أي يرتكب عقد نعتبر أن نستطيع ال أننا والحق كذابا)1(. بخيال كان إذا حقا هذا الباب أثرا من آثار »مرايا األمراء« من حيث المضمون. إذ أن »مرايا األمراء« تعالج المسألة بدوافع عملية بحتة تتصل بأثر الجود تناقش أن بعد فهي ولهذا زوالــه؛ أو الملك بقاء في اإلمساك أو األمر من سائر وجوهه تنصح بالتقدير والحساب والتظاهر بالكرم دون »اإلسراف« استبقاء للمال لوقت الحاجة الملحة إليه. وبين أن هذا يختلف اختالفا بعيدا عما يقصده العرب بالجود أو السخاء. إنه خلق في اإلنفاق واإليثار أعم من المال والماديات؛ وإن يكن األمــراء« هو حاكم »مرايا إن رجل أبرز وجوهه. المادي اإلنفاق بل التي تبقي على رئاسته المصنوعة هذه. أما أو رئيس يلتمس السده حلمه، وهو ده سخاؤه، وسو السخي بالمعنى العربي فهو سيد سو

))) قارن ببرد �لأكباد في �لأعد�د للثعالبي �س 04).

___4(

ال يخشى أن تزول »سيادته« ألنها خلق فيه؛ وقد يكون حاكما أو ال يكون لكنه يظل سيدا حتى لو أبى. أما الرئيس فال يستطيع غالبا أن يصبح سيدا أو زعيما، بل إنه ال يستطيع غالبا أن يبقى رئيسا ألن ب« من األساس؛ ففي حين تحتاج »السلطة« األمر صناعي أو »مركإلى حسابات كثيرة تختل في النهاية وال تنضبط، ال تحتاج السيادة )التي قد تتضمن السلطة( إلى شيء من هذا. ولنراقب ذلك في أمثلة من الفهم العربي لمسألتي السؤدد والشرف من جهة، والرئاسة أو

الوالية من جهة ثانية:: كنا نعرف ســؤدد سلم بن اب)1(- أ قال عمرو بن هــد

قتيبة بأنه كان يركب وحده ويرجع في خمسين.العنزي؛ مطاع البــن مــروان بن عبدالملك قــال)2(- ب لو غضب له: فقال مالك بن مسمع؛ أخبرني عن مالك لغضب معه مائة ألف ال يسألون في أي شيء غضب! فقال عبدالملك: هذا وأبيك السؤدد! ولم يل شيئا قط. وكذلك أسماء بن خارجة لم يل شيئا

قط.جـ - كتب معاوية إلى زيــاد)3(؛ أنظر رجال يصلح لثغر

))) عيون �لأخبار 225/2.

)2) عيون �لأخبار 226/2.يعود ثم ،(683/2 )�لب�شائر جابر بن طريف عن �لق�شة �لتوحيدي ويذكر .227/2 �لأخبار )3) عيون

فيذكرها عن �لأحنف )�لب�شائر )/283)!

___42

الهند فوله! فكتب إليه: إن قبلي رجلين يصلحان لذلك: األحنف بن قيس، وسنان بن سلمة الهذلي. نكافيه؟! األحنف يدي بــأي معاوية: إليه فكتب أبخذالنه أم المؤمنين، أم بسعيه علينا يوم صفين؟! ه سنانا. فكتب إليه زياد: إن األحنف قد بلغ فوجمن الشرف والحلم والسؤدد ما ال تنفعه الوالية،

وال يضره العزل.منتنا عليك! أعظم ما تميم لألحنف)1(: بنو د - قالت من شبل بن معبد، دناك! فقال: هذا لناك وسو فض

ده وليس بالبصرة بجلي غيره؟! سواد الباب العاشر على عادته في كل باب بإيراد ويبدأ ابن الحدلبعض معين بتفسير ويحتج السخاء. على الحث في نبوية آثــار اآليات القرآنية مؤداه أن اهلل سبحانه أمهل السامري )الذي أضل بني إسرائيل في فترة غياب موسى(، وفرعون ألنهما كانا سخيين رغم كفرهما! ثم يبدأ بذكر قصص في الجود عن أجواد العرب المعروفين تاريخيا تتخللها هنا وهناك أقوال في تعظيم فضيلة السخاء عن بعض السادة والفقهاء من مثل الحسن والحسين ابني اإلمام علي، والحسن البصري، وحذيفة بن اليمان، وعبداهلل بن جعفر. أما األجواد الذين ذكر وقائعهم المشهورة في الجود فهم: يزيد بن المهلب، وقد ذكر

))) عيون �لأخبار 228/2.

___43

عن جوده غير قصة، وعبداهلل بن عامر بن كريز، وعمر بن عبيداهلل بن معمر، وخالد القسري، وأبان بن الوليد البجلي، ويزيد بن عمر بن هبيرة، ولبيد بن ربيعة، والوليد بن عقبة، والحكم بن المطلب،

والمأمون، ومحمود بن نصر بن مرداس الكالبي.

___45

V»بمرايا المعروف األدبــي بالجنس النفيس« »الجوهر صلة األمراء« ضعيفة)1(. فهناك وجه شبه وحيد بارز هو تقسيم الرسالة إلى أبواب أو فصول يشبه بعضها من حيث الشكل ما هو معروف عن فن مرايا األمراء أو نصائح الملوك. فباب السياسة وباب المشورة مثال معروفان في الكتب التي تستمد دوافعها ومادتها من الجنس أخــذه على ينبغي أيضا ال الشبه هذا لكن وجه المذكور. األدبــي أن لنا يتبين المضمون إلى الشكل تجاوزنا إذا أننا ذلك إطالقه؛ العنصر الكالسيكي المتمثل في أقوال الفرس واليونان والروم والهند اد مختلف عن أهداف كتاب نصائح ضعيف. ثم إن هدف ابن الحدالملوك. أولئك يريدون تعليم المتسلط آيين السلطان، والسياسات ل على الرئيس تصريف تنشئ تقاليد للسلطة والحكم، وتسه التي مقاليد األمور، واالحتفاظ بالسلطة في يده أطول مدة ممكنة. أما ل من جانبه لما اد فال يرمي إلى شيء من ذلك. إنه بعد تأم ابن الحد

مر�يا �أو �لملوك) )ن�شائح (Fürstenspiegel( �لأمــر�ء بمر�يا �لمعروف �لأدبــي �لجن�س عن ))) �نظر �لأمر�ء �أو �لآد�ب �ل�شلطانية:

A.K.S.Lambton: Islamic Mirrors for Princes; in: Theory and Practice in Medieval Persian Government (London (980( VI، 4(9 - 442

ومقدمتي على »�لإ�شارة �إلى �أدب �لإمارة« للمر�دي �س 7) - )2.

___46

التذكير بقيم ومبادئ إليه أمور السلطان في عصره؛ يحاول آلت للتصرف يمكن تسميتها »قيم المروءة«. ومع أنه ال ينفي أن يكون اتباع هذه القيم مساعدا على بقاء السلطة؛ ال يعتبر ذلك همه األول. ه أن تقوم مقارنة معينة بين »سياسات المروءة« و»سياسات إنما يهمالمقارنة لصالح سياسات لتأتي يفعل كل ما بوسعه البغي«؛ وهو من لما شاهده بالنظر واقعي لكنه متواضع وهذا هدف المروءة. أحوال السلطة في عصره. وهناك أخيرا فرق ثالث بين صنيع ابن األمــراء مرايا كتاب جانب من عليه المتعارف والصنيع اد، الحد)=نصائح الملوك(. إن كتاب نصائح الملوك منحازون منذ البداية وخيريتها، السلطة، بــضــرورة مقتنعون إنهم والسلطان. للسلطة وضرورة السلطة التي يكتبون في ظلها واستمراريتها وشرعيتها. كل ما يهدفون إليه انطالقا من هذا األساس المسلم به إمداد المتسلط اد بحجج نظرية ألساس سلطته، ولسياساته العملية)1(. أما ابن الحدفيتجاهل موضوع شرعية األساس السلطوي تماما، وتنم لهجته عن عدم تسليم بوجود سلطة »شرعية معاصرة« دون أن يعني هذا دعوة ال بمروءة الحاكم من جانبه للثورة بل لتمكين الرعية من العيش توسل حرصه على الشرعية في ما دام استنهاض دينه غير مجد، وتوس

نظر رعاياه غير معتبر. وسنعود إلى هذا فيما بعد.المعروفة؛ العربية مر الس كتب فهي اد الحد ابن مصادر أما

))) �نظر عن �أخالقيات »مر�يا �لأمر�ء« مقدمتي على »�لإ�شارة �إلى �أدب �لإمارة« �س 27 - )3.

___47

وخصوصا عيون األخبار البن قتيبة )-276هـ( وكتابا الفاضل والكامل للمبرد )286هـــ(، والعقد الفريد البن عبد ربه )-322هـــ(، ونثر الدر لآلبي )-421هـ(، والقالئد للرخجي )-حوالي 475هـ(، والتذكرة البن حمدون )-562هـ(. وتبدو استفادته من الثعالبي )-429هـ( ضئيلة رغم ة« في هذا المجال. أن مؤلفاته في السمر والسياسة تتضمن مادة »ثروربما عاد ذلك إلى اعتماد الثعالبي األقوال الموجزة؛ بينما كان ابن اد يؤثر الحوار والقصص فيما هو بسبيله. بيد أن أهم مصادر الحداد كما يبدو مؤلفات األمير أسامة بن منقذ )-584هـ( وعلى ابن الحدالخصوص كتابه: لباب اآلداب)1(. واألمير أسامة جزري من أسرة كانت بأطراف حلب »بالقرب من قلعة شيزر، عند جسر بني منقذ المنسوب إليهم. وكانوا يترددون إلى حماة وحلب وتلك النواحي، ولهم بها اآلدر النفيسة، واألمالك الثمينة، وذلك كله قبل أن ملكوا قلعة شيزر... «)2(. وحصن شيزر الذي ملكوه قلعة قريبة من حماه)3(. اد من »كتاب اآلداب« بخاصة وقد اتضحت لي استفادة ابن الحدمن عدد األقوال والقصص المشتركة بينهما. ثم راجعت خطة كتاب اد لكتابه. بيد األمير فوجدت شبها واضحا بينها وبين خطة ابن الحدأن كتاب األمير أبسط وأوسع ألنه يتناول »سياسة الدنيا«. واألبواب

))) ن�شرة �ل�شيخ �أحمد �شاكر. �لقاهرة 935). وله كتاب �آخر �أدخل في باب �ل�شيا�شة ��شمه »ن�شيحة �لرعاة«؛ �نظر مقدمة �ل�شيخ �شاكر �س )ل).

)2) وفيات �لأعيان 270/5.

)3) وفيات �لأعيان )/99).

___48

المشتركة بينهما هي: السياسة، والجود، ومكارم األخالق، وحسن الخلق)1(. وأسامة لم يعقد فصوال للحلم والعفو؛ لكنه جمع الكالم التي اآلداب باب تحت والعفو والحلم والسؤدد المروءة حول الجوار، السر، وأداء األمانة، والتواضع، وحسن ذكر منها: كتمان والصمت، وحفظ اللسان، والقناعة، والحياء، والصبر، والنهي عن الرياء، واإلصالح بين الناس، والتعفف، والصبر على األذى ومداراة الناس. وترد تحت هذه العناوين آثار وأقوال وأقاصيص ورد كثير اد. ثم إن مسلك الرجلين واحد ضمن الفصول: منها عند ابن الحدالسادة فأحوال الحكماء، أقوال ثم واألحاديث باآليات يبدآن إذ في دقة أكثر أسامة األمير أن والفقهاء وقصصهم. على والخلفاء

التنظيم وأكثر استيفاء للموضوعات التي يعقد لها فصوال وأبوابا.اد في إيراد مأثورات عن قدامى الحكماء، وعن ويقتصد ابن الحدالفالسفة. ويبدو لي أن ذلك ال يعود لورعه أو إلبــاء العصر لذلك في رسالة أديبا جزريا وضع أن نعلم فنحن الموضوع. لطبيعة بل »نوادر الحكماء« حوالي عام 650هـ)2(، وأهداها للملك الناصر يوسف بن الملك العزيز محمد حفيد السلطان صالح الدين؛ سلطان حلب ودمشق وغيرها الذي قتله التتار عام 658هـ)3(، دون أن ينكر أحد ذلك

))) كتاب �لآد�ب )�لفهر�شت) �س 470.بيروت، ط2، بــدوي، عبد�لرحمن )ن�شرة فل�شفية ر�شائل في: و�لعلماء« �لقدماء ونــو�در �لحكماء )2) »فقر

980))، �س 204 - )30. - 408 �أيوب �س 256/5، و�شفاء �لقلوب في مناقب بني 34/2)، و�لعبر )3) �نظر عنه: ذيل مر�آة �لزمان

)42، وترويح �لقلوب للزبيدي �س92.

___49

اد التي شددت على الدعوة لنهج في عليه. والذي أراه أن خطة ابن الحدالسياسة قائم على قيم المروءة العربية جعلت من غير المستساغ اللجوء إلى أقوال ألنوشروان، واإلسكندر وأرسطو حيث ينبغي أن يأتي ذكر اد عاد إلى العمرين وأجواد العرب وسادتهم. يدل على هذا أن ابن الحدين الكالسيكيات المنحولة في مطلع كتابه والبابين األولين منه الخاص

بالعدل والسياسة ألنه رأى ذلك مالئما.اد القصة على المأثور الموجز؛ لكن ال يبدو ويؤثر ابن الحدأنه يتعمد اختيار شخصيات معينة بل يستعمل العناصر األكثر إيحاء القول الخصوص في مجال البيت على آل ويبرز يظهر. ما على والقصة، من مثل اإلمام علي، واإلمامين الحسن والحسين، وزين العابدين، وجعفر الصادق، وعلي الرضا. فقد يكون المؤلف شيعيا، ح ألنه يشيد بالصحابة اآلخرين، وال يبدو ساخطا لكن هذا غير مرجاج أو رجاالت بني أمية أو بني العباس. والمعروف على زياد أو الحجأن بدر الدين لؤلؤ كان متشيعا فربما جامله وراعاه بذلك)1(. على أن األمر قد ال يتعدى االعتماد على مصدر ذي صبغة شيعية من مثل »نثر الدر« على سبيل المثال. وأحدث استشهاداته؛ ذلك االستشهاد بكرم محمود بن نصر المرداسي )-468هـ(. وال نعلم على التحقيق يأتي )أن المألوف إذ الكتاب، آخر إلى السخاء باب أخــر لماذا قبل باب كباب المشورة. لكن ربما عاد ذلك إلى أنه أراد أن يبدأ

))) �نظر: �لمو�شل في عهد بدر �لدين لوؤلوؤ ل�شو�دي �لروي�شدي �س 37 - 40.

___50

مقصده إلى بذلك ليشير السخاء بباب وينهيه العدل، بباب كتابه من الكتاب كله؛ وهو الدعوة إلى سياسة مروءة في معاملة الرعية؛

ل أو السخاء. وسياسة كهذه ركناها المألوفان: العدل والتفض

___5(

VIالدين سياسة سياستان: »السياسة أن اد الــحــد ابــن يــرى الــفــرض؛ قــضــاء إلــى أدى مــا الــديــن فسياسة الــدنــيــا؛ وســيــاســة يرجعان وكالهما األرض؛ عمارة إلى أدى ما الدنيا وسياسة من البلدان - ألن السلطان وعمارة به سالمة الذي العدل إلى ب األرض ظلم غيره« . وهذه ترك الفرض ظلم نفسه، ومن خرالدنيا والدين« الماوردي في »أدب بتمامها نجدها عند العبارة الهجري(، الخامس القرن )من القالئد« »كتاب والرخجي في الــســادس(؛ الــقــرن فــي »كــتــاب اآلداب« )مــن بــن منقذ وأســامــة وأدب سياسة، أدب أدبان؛ »األدب هكذا: عندهم تبدأ لكنها عم ما السياسة وأدب الفرض. أدى ما الشريعة فأدب شريعة. تتبع حاولنا التصور هذا خطر من وبسبب إلــخ«. األرض... السياسة فقهاء رأى لقد الهجري. الخامس القرن قبل أصوله نهج هــو )الشريعة( الــديــن أن ــى األول قــرونــه فــي اإلســالم فــي وتقلباتها. مع صروفها والتعامل فيها السلوك أو الدنيا لسياسة وأمــور العبادة، أمــور في والمرجع المقياس هي الشريعة إن اد وابن السلوك الدنيوي. أما حسب هذا التصور عند ابن الحدإحداهما شرعية مختلفتين؛ هناك سياستين فإن والرخجي منقذ

___52

الحياتي. للسلوك أو للدنيا دنيوية أو حياتية واألخرى للدين، صحيح أن ماهية السياستين أو جوهرهما هو العدل »ميزان اهلل في األرض«، لكن العدل هنا هو الوسط األرسطي للفضيلة بين االستواء واالستقامة حسبما الذي هو العدل وليس رذيلتين)1(، ف. التطر عدم أو االعتدال هو هنا العدل المسلم. الفقيه يرى التي نسبها إلى أرسطو العبارة وقد أوضح ذلك تماما في تلك الرخجي عن نقال الحاشية في واستدركها العدل معنى في أو خلقا أو قيمة وليس حسابي وسط إنه يبدو)2(. فيما أيضا ماهية يناقش ال اد الحد ابن إن للشريعة. مستندا تلقائيا سلوكا للسياسة التحديد بهذا بنيتها صراحة لكنه أو السلطة في عصره كتيبه يتخذ موقفا واضحا تماما من السلطة المعاصرة في مطلع دنيوية، سياسة دولة هي عاشها التي الحقبة في الدولة إن له. فإنه لن يحاكمها على أساس من وليست دولة شرعية؛ ولذلك أن سيحاول بل والمرجع؛ األساس باعتبارها للشريعة العودة رنا ويذك والمروءة. االعتدال أو الدنيوي العدل نطاق يبقى في ر هذا التصور للسياسة الدنيوية من جانب الدولة الدنيوية بتصوألنواع الكبير«)3( »األدب في 139هـــ( أو )-137هـــ المقفع ابن

))) قارن بكتاب �لأخالق �إلى نيقوماخو�س لأر�شطو )ن�شرة ع. بدوي/ �لترجمة �لعربية �لقديمة، بيروت 979)) �س 89) وما بعدها. وقارن بمقدمتي على »ت�شهيل �لنظر وتعجيل �لظفر« للماوردي في هذه �ل�شل�شلة من

ن�شو�س �لفكر �ل�شيا�شي �لإ�شالمي. )2) قارن بما �شبق. و�نظر �لمالحظة رقم )، �س 22.

)3) �لأدب �لكبير )ر�شائل �لبلغاء 946)) �س 49.

=

___53

»الملوك :- أرســطــو تعبير حسب - السياسات أو السلطان أنه ويــبــدو هـــوى...«. وملك حــزم، وملك ديــن، ملك ثــالثــة؛ الحزم وبملك الشرعية. الخالفة دولة الدين بملك يقصد كان ملك أما والفرس. اليونان دول مثل من العقلية السياسة دولة تطويرا ونشهد المجردة. القوة أو الطغيان حكم فهو الهوى كتابه)1(: المرادي )-479هـ( في المغربي الفقيه التصور عند لهذا ثــالثــة: ــقــول: »الــســالطــيــن ي إذ إلـــى أدب اإلمـــــارة« »اإلشـــــارة تخليط وسلطان وسياسة، جور وسلطان وأمانة، عدل سلطان السلطان أو السلطة ألنــواع الكامل التنظير أما وإضــاعــة...«. السياسي الفكر في األولــى للمرة فنجده الحكومات ــواع وأنالظفر« وتعجيل النظر »تسهيل في الماوردي عند اإلسالمي هناك »إن فــيــه)2(: يــقــول الــمــلــك لتأسيس فــصــال يعقد حــيــث وواضــح وثــروة«. مــال وتأسيس قــوة، وتأسيس ديــن، تأسيس والحديث والسلطان الملك عن الحديث بين فرقا هناك أن والمرادي والماوردي المقفع وابن الحكومة. أو الدولة عن عن ال السلطان أو السلطة أو الــمــلــك مسألة عــن يتحدثون ع المقف كابن رجل من ذلك قبلنا إذا لكن والحكومة. الدولة وجريئا جديدا يعتبر ذلك فإن الفارسي؛ بالنموذج ممتلئا كان من جانب فقيه كالماوردي أو المرادي. وقد ال يكون النموذج

))) �لإ�شارة �إلى �أدب �لإمارة �س 45) - 47).)2) ت�شهيل �لنظر وتعجيل �لظفر ]ق )3 �أ – )3 ب[.

___54

ما بــل الــجــديــدة الــمــاوردي ــة رؤي فــي السبب هــو الكالسيكي له. المعاصر اإلسالمي العالم في السياسي الواقع إليه تطور هي الثالثة عند بقيت الدينية الدولة أن نالحظ أن هنا وعلينا أو الحزم دولة وجاءت األفضل. النموذج أو الفضلى الدولة وجرت العصبية. الدولة الماوردي عند وهي ثانية؛ السياسة النظرة الطغيان من جانبهم جميعا. وهذه أو الطغمة إدانة دولة العالم السلطة في لتطورات أشكال التي بدت واقعية ومساوقة ـــ( )-808ه خلدون ابــن أوضــح حتى تبسيطية ظلت اإلســالمــي

الشرعي)1(. أو الديني بالنموذج العصبي النموذج عالقة اد كان يعرف بحوث السابقين وليس من شك في أن ابن الحدلت هذه التهم في موضوع السلطان أو السلطة. وقد شك عليه وتأمالمعرفة األفق الذي أضاء له األمر. لكنه هنا ال يتعرض لموضوع السلطة بل للدولة أو الحكومة في الحقبة التي عاشها؛ وهو ال يرى في المعاصر له حكومة شرعية بل حكومة قوة - ولذلك فإنه يقول له المعاصر يحاكم أن ويحاول هذه؛ القوة لدولة دنيوية بسياسة على أساس من مبادئ السياسة الدنيوية هذه. لكن كما احتاج األمر دينية وأخرى بسلطة االعتراف ورد طويلين حتى جرى أخذ إلى مصلحة سياسة أو دنيوية بسياسة القول فــإن وحــزم؛ دنيا سلطة اد وبعده. والحق أن ابن الحد أثار هو اآلخر نقاشات واسعة قبل

))) مقدمة �بن خلدون )ن�شرة علي عبد�لو�حد و�في) 456/3 - 458.

___55

الدول هو أكثر منطقية من االعتراف بأنواع متعددة من االعتراف بأنواع مختلفة من السياسات. فقد عرف المسلمون دوال غير دينية في التاريخ القديم والمعاصر لهم. كما قامت في اإلسالم منذ القرن الثالث الهجري دول على غير أساس ديني واضح من مثل سلطة الطاهريين بخراسان، وبني زياد باليمن، فالبويهيين؛ وغيرهم كثير. ولم يكن بوسع الفقيه السياسي الذي راقب نشوء هذه الدول في قلب نظام الخالفة الدينية الشرعية أو خارجها إال أن يعترف بإمكان فيها، ومهما كانت رأيــه ــا كان أي ديني أســاس قيام دول على غير حماسته للخالفة كبيرة. وكانت الخالفة اإلسالمية هي الشكل الذي أجمع عليه المسلمون لدولتهم الشرعية. وهي كانت دينية إسالمية وشرعية لثالثة أسباب: لقيامها باسم اإلسالم، )خالفة عن النبوة(، ولحكمها بالشرع، وإلجماع المسلمين عليها. لكن الخالفة ليست أن يمكن إذ اإلسالمية. الشرعية للسلطة الوحيد الممكن الشكل يجمع المسلمون أو يتفقوا على أن الشكل الخليفي لم يعد صالحا فيؤثرون الشكل السلطاني مثال وتبقى الدولة شرعية لقيامها باسم الشكل إن عليها. المسلمين واتفاق بالشرع، وحكمها اإلســالم، الخليفي لم يكن مهما وال وحيدا عند جماعة من الفقهاء منهم إمام الحرمين الجويني )-478هـ( )1(، إذ المهم هو الحكم بالشريعة أو نفاذ الرضا على المسلمين وإطباق اإلسالمي، المجتمع في أحكامها

))) ناق�س �إمام �لحرمين في »غياث �لأمم« �إمكان �ختفاء �لخالفة، �أو ت�شاوؤل فاعليتها؛ ور�أى �أن ح�لة ال�سرعية ل تنتهي بانتهاء �ل�شكل �لخليفي من �أ�شكال �ل�شلطة؛ قارن بكتابه �ل�شالف �لذكر �س 436 - 504.

___56

بالشكل الجديد أو اإلطار الجديد للسلطة. إن الفقهاء الذين كانوا أشكال من شكل أي يعتبرون كانوا المركز في الشريعة يضعون الكثرة أما اهلل. أحكام ذ نف إذا السلطة على أرض اإلسالم شرعيا الكاثرة من الفقهاء فقد كانت بسبب حرصها على النموذج التاريخي للسلطة اإلسالمية، والتجربة التاريخية لألمة اإلسالمية، واإلجماع الشرعي الشكل باعتبارها بالخالفة تتشبث للمسلمين. التاريخي ة ق باألم الوحيد الممكن للسلطة على أرض اإلسالم خشية أن تتفرذ، ويثب بل إذا بدأ النقاش حول شكل السلطة؛ فيطمع كل متنف الس

كل متربص.هكذا لم يكن الجويني المجدد )-478هـ( وابن تيمية المجتهد )-728هـ( )1( على ما بينهما من اختالفات في كثير من دقائق األصول إنه إذ الشرعية. السياسة أو الشرع هي واحــدة سياسة غير يريان إال اإلســالم أرض على كثيرة بغي وسلطات قيام سالطين رغم الشوائب رغم الشريعة بأحكام الناس تسوس كانت جميعا أنها وأن تاما، تطبيقا الشريعة لتطبيق يناضل أن الفقيه وعلى الكثيرة. يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في المواطن التي يرى فيها أن

الشريعة غير مراعاة تماما.

))) يدر�س �بن تيمية في كتابه »�ل�شيا�شة �ل�شرعية في �إ�شالح �لر�عي و�لرعية« �لموؤ�ش�شة �لإد�رية �ل�شرورية د في مقدمة �لكتاب غر�س �ل�شلطة باأنه: �لعدل في �لرعية. ول يذكر �شكال لل�شلطة لإجر�ء �لعدل بعد �أن يحدتنح�شر به �ل�شرعية بل يرى �شرورة �ل�شلطة �لمجرية للعد�لة فقط من خالل �لموؤ�ش�شة �لإد�رية �لتاريخية

�لتي �أقامتها �لأمة.

___57

للسلطة التاريخي بالشكل يتمسكون كانوا الذين أولئك أما الخالفة ظل غير في سياسة كل يعتبرون كانوا فإنهم اإلسالمية؛ الواحدة والقوية سياسة غير شرعية؛ حتى لو كانت األحكام الفقهية التفصيلية مراعاة فيها. ذلك أن العبرة بالمسألة كلها التي تبدأ من إجماع المسلمين على تولية خليفة، وتنتهي بقضية الوحدات الثالث: وحدة الدار )دار اإلسالم(، ووحدة األمة، ووحدة اإلمام. هكذا أدى بهم األمر للحديث عن سياستين: دينية شرعية، ودنيوية مصلحية أو الشرعي المسلمين خليفة هو هل التنفيذ؛ على للقائم تبعا -اد كان من رجال هذه أحد المتسلطين. والذي يبدو لي أن ابن الحدالنظرة. فلم تكن هناك سلطة للخالفة الشرعية بالموصل وال في أي التفصيلية نفسها لم تكن الشريعة مكان في عصره، ثم إن أحكام مراعاة. ومن هنا فإن الدعوة لسياسة الدنيا؛ سياسة المصلحة كانت الشرع أما سياسة ي. المترد بالواقع ما ووجهت إذا مة متقد دعوة فقد كانت مطلبا بعيد المنال، الرتباطه بالخالفة الشرعية من ناحية،

ولعداء المتسلطين له من ناحية أخرى.وسياسة الدنيا أو سياسة المصلحة ترمي إلى عمارة األرض. المصلحة، بسياسة العمارة هذه إمكان نقاشات حول وقد جرت الحنبلي عقيل ابـــن يــــقول بـــالشرع؛ السياسة هـــذه وحول عالقة إلى أقــرب الناس معه يكون فعال كان ما »السياسة :)1( )-513هـــ(

))) �بن قيم �لجوزية: �لطرق �لحكمية �س 5).

___58

به نزل وال الرسول، يضعه لم وإن الفساد، عن وأبعد الصالح، الناس ليقوم كتبه وأنــزل رسله، أرســل اهلل »أن ذلــك وحـــي...«، العدل - الذي قامت به األرض والسموات؛ فإذا بالقسط - وهو ظهرت أمــارات العدل وأسفر وجهه بأي طريق كان فثم شرع اهلل ابن نظر إذن؛ وهي في المصلحة ــه...«)1(. هذه هي سياسة ــن وديق الهدف الرئيسي من الرساالت عقيل سياسة شرعية ما دامت تحقاد تكاد تلتقي مع هذه النظرة حتى والكتب: العدل. ونظرة ابن الحدمن حيث األلفاظ وإن اختلفتا من حيث المبدأ. وخطر هذه الرؤية أو هذا االجتهاد أنه يخرج بالعدل عن معناه المتعارف عليه في الشريعة إلى وصف غير منضبط هو: المصلحة. وقد كانت هذه المسألة مزلة )-751هـــ( الجوزية قيم وابن واإلمامية. الحنابلة فقهاء لدى أقدام يعود إلنكاره الحكمية« »الطرق ر في التصو يدافع عن هذا الذي في »إعالم الموقعين« فيقول)2(: »وتقسيم بعضهم طرق الحكم إلى

))) �لطرق �لحكمية �س 6).)2) �إعالم �لموقعين عن رب �لعالمين 375/4. ويرى �إمام �لحرمين �لجويني )-478هـ) �أن م�شاألة »�ل�شيا�شة« مخت�شة بغير �لأحد�ث �لتي حددت لها �ل�شريعة حدود�. و�لمفهوم �أن �ل�شيا�شات هذه )�لتعزير�ت) ينبغي �أن تقل عقوباتها عن عقوبات �لحدود، لذلك ي�شتنكر �لق�شوة با�شم »�ل�شيا�شة �ل�شرعية«؛ فيقول في »غياث �لأمم« )�س 222): »و�لويل كل �لويل لمن يقترف �لكبائر، وير�ها بمقت�شى �ل�شت�شو�ب �لذي عن له من دين �لم�شطفى... وما �أقرب هذ� �لم�شلك من عقد من يتخذ �شنن �لأكا�شرة و�لملوك �لمنقر�شين عمدة �لدين...«. وي�شارك �بن �لجوزي )-598هـ) �إمام �لحرمين في فهمه لل�شيا�شة. بيد �أنه كان و��شحا تاأثره ى بابن عقيل )-3)5هـ) في ذلك. قال �بن �لجوزي: »...وربما فعل بع�س �لولة ما ل يجوز في �ل�شرع و�شم�إليها ما ن�شت عنه فقد ذلك �شيا�شة. وهذ� عين �لخطاأ لأن �ل�شريعة هي �ل�شيا�شة �لكافية. فمن �أ�شاف تعاطى على �ل�شريعة و�أظهر �أنها ناق�شة تحتاج �إلى تمام. ولقد حدثت عن �أبي �لوفاء �بن عقيل �أنه �أنكر �أخذ �لل�شو�س طبخهم في �لقدور! فقال له: هذ� �إذ� على �شحنة كان ببغد�د يقال له �شعد �لدولة؛ وكان تعاط على �ل�شريعة معناه �أنها لم تاأت بما يكفي من �لردع فاحتاجت �إلى تمام ر�أيك!! « )�لم�شباح �لم�شيء

.(298/(

___59

شريعة وسياسة كتقسيم غيرهم الدين إلى شريعة وحقيقة. وكتقسيم آخرين الدين إلى عقل ونقل. وكل ذلك تقسيم باطل. بل السياسة وفاسد. قسمين: صحيح إلى ينقسم ذلك كل والطريقة والحقيقة فالصحيح قسم من أقسام الشريعة.. والباطل ضدها ومنافيها...« . ولكن هذا النقد يضيف إلى المشكلة األساسية مشكلة أخرى تتصل بمفهوم الشريعة التي جعلها هذا الرجوع المبهم إليها غائمة الحدود والمضامين. وبسبب من هذا الغموض المحيط بمفهومي السياسة والشريعة دعا السخاوي )-902هـ( لاللتزام بأحكام الشريعة بحذافيرها ولتشبث السلطانية، الدولة بشرعية القائلين لفذلكة اعتبار دونما السالطين خطأ أعظم »ومــن فــقــال)1(: الخالفة؛ بنموذج القائلين واألمراء نظرهم في سياسات متقدميهم وعملهم بمقتضاها من غير الشرع عن الخارجة أفعالهم تسمية ثم الشرع، به ورد فيما نظر سياسة. فإن الشرع هو السياسة ال عمل السلطان بهواه ورأيه. ووجه بما يرد لم الشرع أن يقتضي قولهم أن مضمون في هذا خطئهم يكفي في السياسة فاحتجنا إلى تتمته فيما رأيناه. فهم يقتلون من ال ون ذلك سياسة. وهذا يجوز قتله، ويفعلون ما ال يحل فعله، ويسم

تعاط على الشريعة يشبه المراغمة...«.عــن سياسة يتحدث عندما اد الــحــد ابــن أن الــواضــح ومــن يحل أن يقصد المصلحة؛ ال قائمة على )عادلة(، متوازنة دنيوية

))) �لإعالن بالتوبيخ لمن ذم �لتاريخ �س 90.

___60

للسالطين أن يقتلوا من ال يجوز قتله، وال أن يفعلوا ما ال يحل فعله. كل ما في األمر أنه كان يعرف ويرى أن السلطة المعاصرة بالموصل وغيرها ليست سلطة شرعية بل سلطة قوة وتغلب. له إن إذ الشريعة؛ تطبيق منها ننتظر أن يمكن ال كــهــذه وسلطة سياسة في فقد وجد لذلك يلغيها. إنه بل وطبيعتها يتنافى ذلك ة لتجاوز ذلك المصلحة )السياسة الدنيوية( مندوحة مع دعوة حارأو بلوغ آفاقه القصوى بجعل المروءة العربية غاية ومثاال. ومفهوم اه بالعدل اد عندما سو المصلحة أو سياسة الدنيا أوضحه ابن الحدثانية؛ »فمن ناحية السلطان من ناحية، وباستمرار )االعتدال( من النعم، »مسلبة والظلم أعــوانــه«، عن استغنى سلطانه في عــدل السلطان«، عن سلب العدوان سيف سل ومن النقم... ومجلبة إن ملكه...«. اهلل إال شد رعيته في يعدل ملك... »ما من وألنه اد - مراعاة مصلحة الرعية - وأمر ذلك سهل كما يرى ابن الحدكفيل بإبقاء السلطة بل تأبيدها، كما دعا هو في مطلع رسالته لبدر الدين لؤلؤ. هكذا يتحقق األمران: رضا الرعية، وبقاء الملك. على أنه إذا كانت حدود رضا الرعية لم تتضح تماما من الباب الخاص د بدقة معنى »سياسة المصلحة« اد يعود فيحد بالعدل؛ فإن ابن الحدبالنسبة له في باب السياسة. إن صالح الملك في: »الرفق بالرعية، وأمن الفروج، وسد أدائــه، عند إليهم وأداؤه منهم الحق وأخذ ض القوي على بل، وإنصاف المظلوم من الظالم، وأن ال يحر الساد ليست في صراحة لهجة الضعيف«... ورغم أن لهجة ابن الحد

___6(

كتاب )مرايا األمراء( = نصائح الملوك من حيث ربط بقاء الملك إليه. يهدف ما أن هذا هو بيد للرعية؛ النسبي بالرضا ومصلحته اعتماد دون تحول التي هي كانت الفقهية ثقافته أن يبدو ولكن غا لكل شيء. فقد أصر في كل باب مبدأ »مصلحة الملك« مسوعلى إيراد آثار نبوية أو آيات قرآنية )على قلة(؛ تذكر ما للسلطان العادل من أجر عظيم وثواب جزيل عند اهلل. إن الفقيه المسلم ال يستطيع تجاوز المسألة الشرعية األخروية تماما على العكس من كتاب »مرايا األمراء« الذين يتظاهرون بأن ال هدف لهم غير بقاء السلطان. وبذلك تصبح كل المسائل )حتى المبدئي والخير منها( اد فإن »السلطان« ليس تابعة لهذا الهدف أو متعلقة به. أما، ابن الحده إقامة نمط حياة محتمل بالنسبة للرعية التي همه األول. إنما همالعصر، وتصارع السلطات المتضرر األكبر من اضطرابات كانت ذلك تحقيق شيء من أمكن إذا المتنازعة. وهو مستعد اإلقليمية لتأييد صاحب الموصل، وامتداحه، والدعوة لسلطانه بالتأبيد. ولقد والسياسة( حذرة )العدل األولين الكتاب بابي في كانت خطواته ومضبوطة رغم الحماسة الظاهرة لبدر الدين لؤلؤ. لقد وضع العدل في يكون أن خشي ثم الرعية، عن للتخفيف هدفا عينيه نصب ف فجعل العدل اعتداال ومصلحة. ثم درس مسألة مطلبه هذا تطرتحقيق المصلحة والتوازن في باب السياسة فعاد لتخفيف مطالبه، وجعلها مقبولة تماما إذ قال إنه يكفي لجعل األمور محتملة بالنسبة للرعية الحفاظ على التقليدي والمألوف. وهذا ما فعله معاوية وزياد

___62

والحجاج بعد حقب االضطراب في الدولة اإلسالمية األولى. لقد والعرف العادة والمألوف جعل لنصابها عن طريق أعادوا األمور السياسة والتصرف أو خطئهما. ومن المقياس لصحة االجتماعي الطبيعي بعد هذا كله أن يؤدي استقرار الرعية إلى استقرار الراعي، واستمرار دولته. فضال على األجر العظيم الذي ينتظر سلطانا عادال

مثله من اهلل عز وجل.يتضاءل حتى أن يلبث ما التوازن الحذر، وهذا بيد أن هذا الباب منذ العمل، من الباقية الثمانية األبــواب عبر تماما يختفي الثالث وحتى الباب العاشر. إن سياسة المصلحة والتوازن الكفيلة بحيث خطواتها تتسارع والراعي الرعية من كل مصلحة بتحقيق الباب الخاص باستثناء الباقية الضبط والتوازن في األبواب تفتقد الشديدة الحركية اد أن يخفي هذه الحد ابن باالستشارة. ويحاول وهناك هنا التذكير طــريــق عــن واالحــتــجــاج بالتوتر تنبض الــتــي بمسألتي السياسة الدنيوية، وإمكان تحقيق مصلحة الرعية والراعي في الوقت نفسه. لكن الذي يحل محل ذلك كله في الحقيقة هو ما يمكن تسميته بسياسة المروءة ومعروف أن المروءة قيمة عربية العرف تلخيص طريقها عن حــاول بعضهم إن بل قديمة، كبرى عة - كمفرد - على جذر العربي قبل اإلســالم)1(. ويبدو أنها متفر

))) �أول من نبه لذلك �لم�شت�شرق Ignaz Goldziher في كتابه: در��شات محمدية )/) - 39. لكنه ذهب �إلى تناق�س مفهومي �لمروءة �لعربية، و�لدين �لإ�شالمي، فرد عليه M.Bravman في:

The Spiritual Background of Early Islam ( - 7 ((972(.

___63

مرأ والمرء؛ والمرء هو السيد والملك)1(. أي أن المروءة - كمفهوم ة فيما بعد - تعني أخالق السادة واألشراف؛ تماما مثلما عنت الفتوأخالق الفتيان. وهذان المفهومان ألنهما يضمان عرفا اجتماعيا عاما م فيه الثوابت والمتغيرات يظل صعب االلتقاط والتحديد؛ وقد قدمأثورة؛ العصور تحديدات مختلفة السمر واألخبار عبر كتاب له اد أدلى بدلوه في هذا المجال في األبواب السبعة كما أن ابن الحداألخيرة من كتابه؛ وبخاصة في الباب الذي عقده لسياسة المروءة

بالذات.هـ(؛ يروى عن ابن عمر أنه ففي الكامل للمبرد )-286 - 1كان يقول)2(: إنا معشر قريش كنا نعد الجود والحلم: السؤدد؛ ونعد العفاف وإصالح المال: المروءة... وقيل لعبدالملك بن مروان: ما المروءة؟ فقال: مواالة األكفاء، ومداجاة األعداء. وقيل لمعاوية: ما العشيرة؛ فقيل له: وما المروءة؟ فقال: احتمال الجريرة، وإصالح

النبل؟ فقال: الحلم عند الغضب، والعفو عند المقدرة«.الهاللي روى ...« هـــ(: 2 - 325( اء للوش ى الموش وفي قال)3(، قال رسول اهلل لرجل من ثقيف: »ما المروءة فيكم؟ قال:

]ق6ب[ �أن �لماوردي يرى في ت�شهيل �لنظر وتعجيل �لظفر ). بيد ))) �نظر بر�فمان، �لم�شدر �ل�شابق �س م�شتقة �أنها و�إما �لإن�شانية. من ماأخوذة فكاأنها - و�لإن�شان �لمرء من م�شتقة تكون �أن »�إما �لمروءة �أن من �لمريء، وهو ما ��شتمر�أه �لإن�شان من �لطعام لما فيه �شالح �لج�شد، فاأخذت منه �لمروة لما فيها من

�شالح �لنف�س«. )2) �لكامل في �للغة و�لأدب/ 45. وفي �لفا�شل للمبرد �س 88 )عن معاوية): »�لمروءة: �لحلم عند �لغ�شب،

و�لعفو عند �لمقدرة«. )3) �لمو�شى، �س 39.

___64

الصالح في الدين، وإصالح المعيشة، وسخاء النفس، وصلة الرحم. فقال النبي : كذلك هي فينا«. وقال عمر بن الخطاب: »المروءة الظاهرة الثياب الطاهرة«- يعني النقية من الذنوب. وقيل لألحنف: ما المروءة؟ قال: إصالح المعيشة، واحتمال الجريرة. وقال معاوية ة والحرفة ة فيكم؟ قال: العف ون المرو لرجل من عبدالقيس: ما تعدة الرجل حيث يضع نفسه. وقال مسلمة )الحرمة؟( وقال علي: »مرو

بن عبدالملك؛ مروتان ظاهرتان: الرياسة والفصاحة«.هـ(: وفي تسهيل النظر وتعجيل الظفر للماوردي)1( )-450 - 3»فأما الكرم والمروءة فهما قرينان في الفضل، ومتشاكالن في العقل. والفرق بينهما مع التشاكل من وجهين؛ أحدهما أن الكرم مراعاة األحوال أن تكون على أنفعها وأفضلها. والمروءة مراعاة األحوال أن تكون على أحسنها وأجملها. والوجه الثاني أن الكرم ما تعدى نفعه إلى غير فاعله. والمروءة قد تقف على فاعلها وال تتعدى إلى المروءة تنفرد الكرم ولم مازجت في غيره استعملها غيره. فإن والمروءة الكرم من واحــد وليس أفضل... باالجتماع وصــارا كرما مجموعها يصير أخالق على يشتمل ولكنه مفردا، خلقا

ومروءة...«.فات والتصر األخـــالق مــن مجموعة الــمــروءة تكون هكذا الشخصية واالجتماعية المتصلة بالناحية الجمالية للفرد. وقد صرح اد منذ البداية بأنه ال يطمح ألكثر من سياسة محتملة للدنيا ابن الحد

))) ت�شهيل �لنظر وتعجيل �لظفر ]ق 6 �أ[. وقارن باأدب �لدنيا و�لدين له �س 306 - 307.

___65

تقوم على مصلحة الحاكم والمحكوم. لكنه - كما أسلفنا - غير خطته أو قادها إلى نهايتها بعد بابي الكتاب األولين فإذا هو يدعو بحرارة وصدق لسياسة المروءة. إنه إذا كان الحاكم غير قادر على أن يكون شرعيا عن طريق انبثاقه عن الجماعة، وغير قادر على أن يصبح أن على قــادر وغير والجهاد. الصالة بإقامة كذلك يصبح يحكم أن من أقل فال التفصيلية؛ الشرعية األحكام بتطبيق عادال ببسط رعيته يقابل أن يستطيع أال والــمــروءة. بالمصلحة الناس أمــوال يأخذ ال أن - الثراء الفاحش وهــو - يستطيع أال الوجه؟ الرعية غصبا؟ أال يستطيع - وهو الفاحش الثراء - أن يتفضل بعض ل على المعدمين والمأزومين والغارمين وذوي الحاجة؛ وهم التفضقتل عن التوقف يستطيع أال ثم عنها؟ اهلل يسأله التي رعيته من الناس لسبب ولغير سبب، ولجريرة ولغير جريرة؟! إن هذا كله ليس خياال من الخيال. لقد سارت في نهج العدل جماعة من الحكام في التاريخ اإلسالمي لم يكونوا من الخلفاء الراشدين، وال من األمراء الورعين. لكن كانت ما تزال فيهم مسكة من حياء، وعربية قعساء، اج السفاح عفا عن كثيرين من وبعض األريحية والمروءة. فالحجرف عن جرائم وأخطاء. ذوي الجرائر. وأبو مسلم القاسي غض الطعشق والمأمون واألصــدقــاء. األعــداء من الكثير ل تحم ومعاوية

فضيلة العفو حتى صار مضرب األمثال.اد قــوال للحكماء هــو: شــر خــصــال الملوك يــذكــر ابــن الــحــدالجبن عن األعداء، والقسوة على الضعفاء، والبخل عند اإلعطاء.

___66

الزمان به يرى ذلك كله في ملوك وسالطين وأمــراء ذلك وكأني ذوي األلقاب الطنانة والكنى الرنانة الذين وصلوا إلى السلطة عن أموال وسلب بالدسائس فيها وبقوا غريب، مرتزق عسكر طريق الناس وأرواحهم. إن هؤالء المستأسدين على رعاياهم كانوا جبناء منهم وسلطان أمير من وكــم والتتار. الصليبيين أمــام متخاذلين التي كله رعيته قبل ذلك خامر األعــداء، وخان األصدقاء، وخان كان يعيش ويبذخ ويدفع لمأجوريه وحماته بالداخل والخارج من أموالها. وصاحبنا بدر الدين لؤلؤ نفسه سار لخدمة هوالكو قبل أن يصل هوالكو إليه بزمان)1(. وبلغ من تخاذله أمامه )حكمته وسياسته ضد ببغداد)2( معه للقتال جنده من كتائب أرسل أن وعقالنيته!( »أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين« الذين ظل هو بدر الدين نفسه على خصومه والمخامرة والوالية الرضا وخلع رسائل يستجديه طوال السنوات األربعين التي ولي فيها الموصل. مع ذلك أو رغم اد في مطلع الكتاب بالملك المجاهد!! نعم! ذلك يصفه ابن الحدأبناء أمته. والعجيب أنه فعل لقد جاهد! لكن ضد المسلمين من ذلك وهو في عشر التسعين. وقد قاتل ضد المسلمين، ودفع مبالغ عرش ليضمن ذلــك كل مغولية، من أبنائه أحــد ج وزو طائلة)3(،

))) قارن بن�س �لذهبي �لمن�شور من قبل، وذيل مر�آة �لزمان )/90 - )9، 04).)2) ذيل مر�آة �لزمان )/88.

)3) في �ل�شلوك للمقريزي )/5/2)3 �أن بدر �لدين لوؤلوؤ كتب لل�شام عام 642هـ)!) طالبا دفع مبالغ للتتار؛ وقد بد�أت عملية جمع �لأمو�ل من �لعامة لإر�شالها بو��شطته للتتار، �تقاء ل�شرهم منذ ذلك �لحين!! و�نظر عن �أ�شاليب �لتتار في ��شتبقاء �لإتاو�ت من ملوك �لم�شلمين �آنذ�ك: �لأعالق �لخطيرة 3/)/237 - 238،

.242 - 24(

___67

الموصل ألبنائه من بعده؛ فلم ينفعه ذلك في شيء؛ إذ أدرك أبناؤه الدم؛ وسفك التخريب بغير يقبلون ال المغول أن وفاته بمجرد التي الرعية وبقيت آنــذاك؛ المسلمين حامية لمصر البلد فغادروا لتخريب شــيء كل ووالــدهــم هم عملوا أن بعد لؤلؤ، آل تركها نفوسها وجيوبها وتجاراتها وزراعاتها - بقيت الرعية تقاوم المغول

لعشرة شهور قبل أن يستطيع الغزاة دخول البلد وذبح الناس)1(.كان بدر الدين لؤلؤ إذن كأكثر حكام المسلمين آنذاك جبانا اد رجا أن يخفف من قسوته على على األعــداء. بيد أن ابن الحدعفاء، لكن سيرة لؤلؤ هذا شاهدة على قسوته الزائدة على كل الضفئات الرعية. صحيح أن رجال إدارته كانوا أكثر من قاسى من هذه القسوة. لكنه في الواقع لم يوفر أحدا من المصادرة أو اإلهانة أو الناس كانوا يحتملون الضرائب السجن)2(. ومع ذلك فإن ضعفاء

�أهلها وع�شى �لمو�شل، �لتتار ونازلت �لنظام، �نخرم مات »فلما �لإثــبــات: �ل�شالف �لذهبي ن�س ))) في فحو�شرت ع�شرة �أ�شهر ثم �أخذت. ول حول ول قوة �إل باهلل...«. وفي �لعبر للذهبي 258/5؛ »عام 660هـ: في �أو�ئل رم�شان �أخذت �لتتار �لمو�شل بخديعة بعد ح�شار �أ�شهر، وطمنو� �لنا�س و�شربو� �ل�شور، ثم بذلو� �ل�شيف ت�شعة �أيام، و�أبقو� على �شاحبها �ل�شالح �إ�شماعيل بن لوؤلوؤ �أياما ثم قتلوه، وقتلو� ولده عالء �لدين«.

وقارن بالبد�ية و�لنهاية 3)/234، وذيل �لرو�شتين 9)2، و�ل�شلوك )/467/2 - 468، 475. لوؤلوؤ: »... قتل �ليونيني - في ترجمته �ل�شالفة �لإثبات لبدر �لدين )2) يقول �لذهبي - نقال عن قطب �لدين و�شنق وقطع ما ل نهاية له...«. ويذكر �إح�شان عبا�س عن كوكبوري في مجال ��شتعر��شه ل�شيرته باإربل: »... وقد لحظ �لذين ز�رو� �إربل �أن كوكبوري رغم �شخائه �لكثير و�شدقاته �لغامرة و�أعمال �لبر �لتي كان يقوم بها في �إربل وغيرها! كان ع�شوفا كثير �لم�شادر�ت، ياأخذ �لأمو�ل من غير حق له فيها...«. )وفيات �لأعيان 3/7)). ثم يقول عنه )نف�س �لم�شدر �س 5)): »ولكن مما يلفت �لنظر �أن �لذين �شلمو� من عقابه، ممن بو� و�عتقلو�؛ فمنهم من مات في �شجنه، ومنهم عملو� معه، كانو� قليلي �لعدد، و�أن �أكثرهم �شودرو� وعذمن �آثر �لرحيل عن تلك �لمدينة عندما �أطلق �شر�حه...«؛ لقد كان »�ل�شخاء« في �لنيل من حيو�ت �لنا�س

وكر�ماتهم �إذن عاما �أي�شا!!

___68

النسبي االستقرار بسبب القاسية االستيفاء وأساليب المتصاعدة، الطويل الذي حققته إمرة بدر الدين. على أن هذا ال ينفي أن بدر الدين كان قاسيا على الضعفاء وغير الضعفاء. وفيما يتصل بمسألة السخاء فإن المصادر تصف بدر الدين بالجود والبذل. لكن الذي كان ينال الرعية من جوده نزر. ذلك أن جوده كان على الحاشية التي جمعها من هنا وهناك من أجل التباهي والتظاهر واإلعداد لتوسيع مطلوبة، األبهة كانت هنا جيرانه. حساب على وتكبيرها سلطته باليمنى الدين الذي كان يعطي المال هينا. ثم إن بدر بــذل وكان لكاتب أو شاعر أو وزير؛ كان يأخذ باليسرى عن طريق المصادرة والسجن بحجة أن رجل البالط هذا أو ذاك خان األمانة. وهكذا ال اد في يمكن القول أن الركن الثالث من أركان »سياسة« ابن الحد

المروءة قد تحقق.حكام ذلك بدعا في لؤلؤ كان الدين بدر أن يعني هذا وال االنحطاط قيم كانت إذ أفاضلهم؛ من معتبرا كــان فقد العصر.

والتشرذم والتهالك عامة.مهما اد؛ الحد ابن أن أوالهما موجزتان؛ مالحظتان وتبقى كانت معرفتنا بشخصه ضئيلة لم يكن فقيها من »فقهاء السلطان« ين في هواه. وتبقى رسالته هذه رغم لهجتها غير المباشرة، المنحطوالثناء الظاهر على بدر الدين لؤلؤ؛ صرخة احتجاج في وجه قيم

العصر وحكامه.للحياة السلف الظاهر على رؤية التأكيد الثانية: والمالحظة

___69

القديمة العربية للقيم بالعودة فيها، وارتباط ذلك السلوك ووجوه ع اإلسالمي الكبير. وقد كان المعتاد في السابقة على مرحلة التوسمر ومرايا األمراء أن تعرض األقوال والسياسات اليونانية كتب السوالفارسية والعربية جنبا إلى جنب. ومع تراجع »اآليين الفارسي« الحركة وصعود والــشــام، بالعراق السالجقة بظهور اإلدارة في اليونانية والسياسية الفلسفية للتقاليد الدعوة انكمشت - السلفية والفارسية لصالح تقاليد السلف، والتقاليد العربية التي ارتبطت بها اد بيد أنه ظهر جليا في أذهان الناس. وقد بدأ ذلك قبل ابن الحد

في رسالته هذه.* * *

استندت في نشرتي هذه للجوهر النفيس في سياسة الرئيس إلى نسخة بخط المؤلف كتبت عام 649هـ، وهي متقنة رائقة الخط. ترقيمها على أساس منه أعيد ثانية في مجموع المخطوطة وتأتي

فبدأت على الورقة 29، وانتهت على الورقة 63.الفريدة من معهد المخطوطات النسخة رة عن هذه والمصوبالقاهرة. بيد أن المخطوطة في آيا صوفيا باسطنبول برقم 2824 /1. وقد أتت اإلحاالت غنية ومفيدة. ولم أوفر جهدا في جالء النص

بقدر اإلمكان.وباهلل التوفيق

بيروت: 18 رمضان 1402 هـ10 تموز 1982 م

70

71

الجوهر النفيسفي سياسة الرئيس

ت�أليف

اد ابن الحدمحمد بن منصور بن حبيش

___75

]ق 29 ب[ ب�سم اهلل الرحمن الرحيم

الحمد هلل مانح الملوك رياسة البالد وموليهم سياسة العباد، قاق والعناد، وواعدهم ومؤيدهم بالنصر على األضداد؛ من أهل الش

على المعدلة حسن العاقبة في المعاد؛ إن اهلل ال يخلف الميعاد)1(.أحمده على ما أنعم وأفاد، وأشكره شكرا ليس له نفاد، وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له، شهادة أخلص له فيها اللسان والفؤاد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الناسخ الضاللة بالرشاد، اد صالة ال ينحصر صلى اهلل عليه وعلى آله األمجاد وأصحابه الزه

لها تعداد)2(.أما بعد؛ فإن من وصف الرياسة العدل في السياسة لتعمر البالد السداد وفــق على األمــور وتجري الفساد، ويصلح العباد، ويأمن نعمة وتلك الشرعية؛ الفرائض أداء على وتقوى الرعية وتنتعش من اهلل أودعها ]ق 30 أ[ قلوب الوالة والملوك لينصفوا بين المالك والمملوك، والغني والصعلوك. والسياسة)3( سياستان: سياسة الدين

))) في �شورة �آل عمر�ن: 9، و�شورة �لرعد:)3: چ جب حب خب مب ىبچ.چ، )�شورة ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې ې ې ېى چ )2) في حا�شية �لأ�شل:

�لن�شاء: 58).)3) �لقول بتمامه في �أدب �لدنيا و�لدين �س 36)، ولباب �لآد�ب �س56، و�أحا�شن �لمحا�شن �س 45).

___76

وسياسة الدنيا. فسياسة الدين ما أدى إلى قضاء الفرض، وسياسة الدنيا ما أدى إلى عمارة األرض. وكالهما يرجعان إلى العدل الذي به سالمة السلطان وعمارة البلدان، ألن من ترك الفرض ظلم نفسه، ب األرض ظلم غيره. قال أفالطون)1( الحكيم)2(: بالعدل ومن خرثبات األشياء وبالجور زوالها)3(. ولما كان العدل هو ميزان اهلل في ل إلى أداء فرضه؛ بادرت إلى جمع لمعة فيما أرضه)4(؛ وبه يتوصالرياسة وأرباب النفاسة لذوي والسياسة العدل محاسن من ورد وجعلتها كتابا ووسمته »بالجوهر النفيس في سياسة الرئيس«. وكان بين واشتهر ،]30 ]ق البالد في انتشر ما ذلك إلى حداني الــذي العباد من حسن سيرة المولى)5( األمير الكبير األسعد األمجد العالم العامل الــخــواص أخــص المجاهد العابد الــزاهــد الكامل الــعــادل مين والمقد األمـــراء ملك والمساكين الفقراء كهف بــاإلخــالص

�لهيللين�شتية �لحقبة عبر �لم�شلمين �إلى و�شلت �لم�شهور. �لإغريقي �لفيل�شوف )-347ق.م)، ))) �أفالطون ماأثور�ت حكمية كثيرة من�شوبة �إليه.

)2) �لقول بن�شبته �إلى �أفالطون في �أحا�شن �لمحا�شن للرخجي �س45)، ولباب �لآد�ب لأ�شامة بن منقذ �س 57، و�شيا�شة �لملوك ]ق 6) �أ[.

)3) في حا�شية �لأ�شل: »قال �أر�شطاطالي�س: �لح�شن هو �لعدل لأنه )...) كل ح�شن. وكذلك �لح�شن )...) معتدل. و�لجور �لقبيح لأنه علة كل قبيح؛ وكذلك )...) كل خارج عن �لعتد�ل«. وربما كان �أ�شل �لعبارة ما ورد في كتاب »�لقالئد« )بهام�س مخطوطة �لمنهج �لم�شلوك لعبد�لرحمن بن عبد�هلل )ليدن) ]ق2�أ[: »�لح�شن

هو �لخلق. و�لحق هو �لعدل لأنه )�أ�شل) كل ح�شن. و�لجوهر �لقبح. و�لقبح كل خارج عن �لعتد�ل«. �إلى �لقول ن�شبة ،2(6/( �لم�شيء و�لم�شباح ،57 �س �لآد�ب ولباب ،(46 �س �لمحا�شن �أحا�شن )4) في بزرجمهر. وهو بغير ن�شبة في �لم�شتطرف )/00)، وفي بهجة �لمجال�س )/353: �لحكم ميز�ن �هلل في

�لأر�س. و�نظره في مفيد �لعلوم �س 9)4، ومختار �لحكم �س 90)، ومحا�شرة �لأبر�ر 424/2.)5) قارن بما مر عن بدر �لدين لوؤلوؤ في �لمقدمة �لدر��شية.

___77

خالصة أمير المؤمنين سعد الدنيا والدين ولي الدولة البدرية وصفي مكانها الــداريــن في وأعلى سلطانها اهلل خلد الرحيمية المملكة وإمكانها. أحسن اهلل عاقبته وأيد واليته في البالد، وجميل سيرته الصدقات وحب واإلفضال، بالعدل والعمل العباد، بين ومعدلته إلى جميع واإلحسان المكروبين، والتنفيس عن الخيرات، وفعل المسلمين المقيمين بمقره والنازحين، وإغاثة الملهوفين، وتحبيس الوقوف وإعطاء الجزيل وإسداء الجميل وتتبع فعل الخيرات؛ ال راجيا أ[. 31 األوقــات ]ق دوام الجهات على يحصى من جميع

من عند اهلل يوم الفضل والميقات ثوابا موفرا چ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پچ)آل عمران: 30(. بلغه اهلل اآلمال في الدنيا والمآل، وأدام دولته وحفظ مهجته، وأعز أنصاره، وضاعف اقتداره، د وآله بمحم بإنعامه علينا وأنعم عليه إلينا، بإحسانه إليه وأحسن

الطاهرين وأصحابه المنتجبين.ولما تم هذا الكتاب كالدر والعقيان في نحور الحسان حملته من ليزداد الغامرة ونعمته العامرة خزانته لمحروس مني خدمة ليؤدي عليه اهلل أنعمها نعمة وتلك معدلته، سيرته وجميل حسن ه وتوال أعوانه، بتأييد وأيده سلطانه، قواعد اهلل ثبت إليه، شكرها على الكتاب هذا أصول وبنيت اصطفاه. ومن د بمحم واله فيما

عشرة أبواب:الباب األول: ]ق 31 ب[: في فضل العدل من ذوي الفضل

الباب الثاني: في فضل السياسة من أرباب الرياسة.

___78

الباب الثالث: في فضل الحلم واألناة من الملوك والوالة.الباب الرابع: في فضل العفو المشوب بالصفو.

الباب الخامس: فـــي اصــطــنــاع الـــمـــعـــروف إلــــى الــمــجــهــول والمعروف.

الباب السادس: في مكارم األخالق في متوفري الخالق.الباب السابع: في السؤدد والمروة من ذوي الفضل والفتوة.

الباب الثامن: في حسن الخلق من الخلق ]ق 32 أ[.الباب التاسع: في فضل المشورة والرأي من ذوي اآلراء.

ــل في ـــجـــود الــمــفــض ــســخــاء وال الباب العاشر: فـــي فــضــل الالوجود.

اإلجابة ولــي إنــه المأمول. بلوغ في المسؤول تعالى واهلل البة بمنه وطوله وقوته وحوله. وموضع الط

___79

الب�ب الأولل في ف�سل العدل من ذوي الف�س

أنه النبوي المقدس الجانب عن الجلي الخبر في روي قال)1(: »العدل ميزان اهلل في األرض فمن أخذ به قاده إلى الجنة،

ومن تركه قاده إلى النار«. وقال النبي )2(: »يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة«. قلت: وناهيك منها حالة على كل األحوال فاخرة تزين دنيا ب[ 31 ]ق نالت إذا مقاما العابدين عبادة أوفــت آخــرة؛ وتثيب محاولها أفخر مآال وأشرف مقاما. وذلك أن العدل صفة من صفات وعاد، باغ كل سيفه يقمع الخالئق في موجودة ورحمة الخالق، ويكنف)3( ظله كل ملهوف صاد؛ وهو غرس جناه أعذب خير؛ ألن

خير األعمال ما تعدى نفعه إلى الغير؛ وأقول:بحلية اإلمـــــام ـــي ـــل ح مـــا فعله واهلل القيامة في يلقى فلسوف

أبهى من اإلحــســان واإلنــصــافمــا كــان مــن كــــدر أتـــاه وصافي

))) قارن بما �شبق.)2) �لحديث في �لترغيب و�لترهيب 35/3) عن �لطبر�ني في �لكبير و�لأو�شط. وهو كذلك في لباب �لآد�ب �س 34. وفي �لتبر �لم�شبوك �س 3)، و�لعقد �لفريد للملك �ل�شعيد �س 52: �شبعين �شنة. وفي �شر�ج �لملوك �س75، و�لم�شتطرف

)/00)، مئة �أو خم�شين. و�نظره في مفيد �لعلوم �س6)4، و�لم�شباح �لم�شيء )/208.)3) في �لأ�شل: ويكف - وما �أثبتناه عن �لحا�شية.

___80

وقال النبي : »زين اهلل السماء بالشمس والقمر والكواكب، :)1( لطان العادل«. وقال النبي وزين األرض بالعلماء والمطر والسوعن الفاضل«. الخير الملك عباده على اهلل يمن ما أفضل »إن عبداهلل بن عمر)2( رضي اهلل عنهما؛ قال)3(: قال رسول اهلل : »إن أ[ نور على ]ق 33 منابر من القيامة على يوم اهلل المقسطين عند يمين الرحمن وكلتا يديه يمين؛ الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم

وما ولوا«.وقال بعض الحكماء)4(: بالراعي تصلح الرعية وبالعدل تمتلك مسلبة لم والظ أعوانه؛ عن استغنى سلطانه في عدل ومن البرية؛ لوم، وأنفذ السهام النعم ومجلبة النقم، وأقرب األشياء صرعة الظدعوة المظلوم. ومن سل سيف العدوان سلب عن السلطان. وقال الدولة الدولة. سياجه بستان العالم الحكيم)6(: أرسطوطاليس)5(

))) في نزهة �لظرفاء وتحفة �لخلفاء للملك �لأف�شل �لر�شولي ]ق 7 ب[ عن �لنبي : »�أحب �لنا�س �إلى �هلل تعالى و�أقربهم �إليه �شلطان عادل«.

)2) عبد�هلل بن عمر )-73هـ) بن �لخطاب. من كبار �ل�شحابة و�لفقهاء؛ عنه: طبقات �بن �شعد 42/4)، ون�شب قري�س، �س 350، وحلية �لأولياء )/292، و�ل�شتيعاب 950/3، وتاريخ بغد�د )/)7)، وتهذيب �لأ�شماء )/)/278،

و�أ�شد �لغابة 227/3، ووفيات �لأعيان 28/3، و�شير �أعالم �لنبالء 203/3، و�لبد�ية و�لنهاية 4/9.)3) �لحديث في �شحيح م�شلم 458/3) رقم 827)، و�شنن �لن�شائي 8/)22 - 222، وم�شند �أحمد 2/)6). ،367/5 بغد�د وتاريخ ،68 �س �لملوكية و�لتحفة �س52، �ل�شعيد للملك �لفريد �لعقد في به وقــارن

و�لم�شباح �لم�شيء )/2)2.�لأولياء حلية وفي .92/( و�لم�شتطرف ،267 �س �لنظر وت�شهيل ،56 ،55 �س �لآد�ب لباب في )4) �لقول

367/5، و�لم�شباح �لم�شيء )/245 عن كعب �لأحبار: �لرعية ت�شلح ب�شالح �لو�لي وتف�شد بف�شاده.�لأ�شيلة �آثــاره �إلى بالإ�شافة - للم�شلمين و�شلت �لكبير. �لإغريقي �لفيل�شوف ق.م). 322-( )5) �أر�شطو �لمترجمة - كتابات كثيرة منحولة ذ�ت طابع حكمي من�شوبة �إليه؛ خ�شو�شا فيما يت�شل بعالقته بتلميذه

�ل�شهير �لإ�شكندر �لمقدوني )-323ق.م).- 28). وقارن بالعبارة في طبقات �بن جلجل )6) �أ�شل �ل�شورة في »�شر �لأ�شر�ر« �لمن�شوب لأر�شطو �س 27) =

___8(

راع الملك الملك. يستنها سنة الشريعة الشريعة. تحرسها والية يعضده الجيش، الجيش أعوان يكفلهم الرزق، الرزق مال تجمعه قــوام وهو مألوف العدل العدل؛ يستعبدهم عبيد الرعية الرعية، العالم. وكان مكتوبا على خاتم كسرى أنوشروان)1(: عدل السلطان أنفع من خصب الزمان. قال الفضيل بن عياض)2( ]ق 33 ب[ رحمه اهلل)3(: إن اهلل تعالى يهلك الرعية وإن كانت هادية مهدية إذا كانت األئمة ظالمة ألن أعمال األئمة تعلو أعمال الرعية. وروى جعفر بن محمد)4( الصادق عليهما السالم يرفعه إلى النبي أنه قال: »ما

،67/( �لأنباء وعيون �أ[، 8 ب- 7 ]ق للتدميري �لبالغة ومحا�شن �س 222، �لحكم ومختار ،26 �س �إلى �أدب �لإمارة �س ]�لباب �لثالث[، و�لإ�شارة )/334، و�ل�شهب �لالمعة لبن ر�شو�ن وبهجة �لمجال�س ]ق 06) �أ[. لمجهول �ل�شيا�شة كتب من ومخت�شر ،30/3 عربي لبن �لأبــر�ر ومحا�شرة ،(46 ،(45وفي �لتذكرة للهروي �س 263، وغرر �لخ�شائ�س للوطو�ط �س 62، و�لخو�رزم�شاهي للثعالبي ]ق 7 ب[، �لفريد �لعقد وفي �أنو�شرو�ن. لك�شرى �لعبارة ن�شبة ]ق7ب[، عبد�هلل بن لعبد�لرحمن �لملوك و�شيا�شة

للملك �ل�شعيد �س 53 ن�شبتها لعلي بن �أبي طالب. ))) �لقول في عيون �لأخبار )/5، و�لم�شتطرف )/)0)، وغرر �ل�شير �س 483، ومحا�شر�ت �لر�غب )/63)، و�لم�شباح �لم�شيء )/83)، بغير ن�شبة. وفي �لعقد �لفريد للملك �ل�شعيد �س 54 بن�شبته �إلى فيروز بن �شر بابك. وفي بن �أرد�شير �إلى بن�شبته 5( و�لإعجاز �س و�لإيجاز ،53 �أرد�شير �س يزدجرد. وفي عهد �لأ�شر�ر �س 25) بن�شبته �إلى �لهند. وقارن بالكامل للمبرد )/269. وفي ر�شائل �لبلغاء �س 4)): ف�شاد

�لو�لي �أ�شر بالرعية من جدب �لزمان.- 87)هـ). ولد ب�شمرقند، ون�شاأ باأبيورد، ودخل �لكوفة وهو كبير، ثم ق�شى بقية )2) �لف�شيل بن عيا�س )05) عمرة بمكة. كان من كبار �لزهاد �لعباد. قارن عنه: حلية �لأولياء 84/8، وطبقات �ل�شوفية لل�شلمي 6، 4)، و�لر�شالة �لق�شيرية )/57، و�شفة �ل�شفوة 34/2)، ووفيات �لأعيان 47/4، و�لجو�هر �لم�شيئة )/409،

و�شير �أعالم �لنبالء 372/8، وطبقات �بن �لملقن �س 266، وطبقات �ل�شعر�ني )/9).)3) في نثر �لدر )/85)، وكنز �لعمال 38/2) عن �لنبي : »لن تهلك �لرعية و�إن كانت ظالمة م�شيئة �إذ�

كانت �لولة هادية مهدية«. - 48)هـ) بن محمد �لباقر بن علي زين �لعابدين بن �لح�شين. كان من كبار �لفقهاء )4) جعفر �ل�شادق )80

=

=

___82

من ملك يصل رحمه وذا قرابته ويعدل في رعيته إال شد اهلل ملكه ف حسابه«. وأجزل ثوابه وأكرم مآبه وخف

544 - 543 �بن �شعد، م7، �س �لأعالم. قارن عنه: طبقات �أحد ر�أى بع�س �ل�شحابة. وهو و�لتابعين. وحلية ،(98/2 للبخاري �لكبير و�لتاريخ ،269 �س خليفة وطبقات ،(200( عمر، محمد علي )ن�شرة وتذكرة ،4(4/( �لعتد�ل وميز�ن ،45/6 �لإ�شالم وتاريخ ،327/( �لأعيان ووفيات ،(92/3 �لأولياء

�لحفاظ )/66)، و�شير �أعالم �لنبالء 255/6، وتهذيب �لتهذيب 03/2).

=

___83

الب�ب الث�نيفي ف�سل ال�سي��سة من اأرب�ب الري��سة

روي عن النبي أنه قال)1(: »أشد الناس عذابا يوم القيامة :)2( النبي وقال حكمه«. في فجار سلطانه في اهلل أشركه رجل الجنة رائحة ح يــر لم بنصيحة يحطها فلم رعية اهلل استرعاه »من وقال عــام«. ماية أ[ خمس 34 ]ق مسيرة من لتوجد ريحها وإن رجل قــال رعيته«. عن مسؤول وكلكم راع »كلكم )3(: النبيللرشيد)4( رحمه اهلل في بعض غزواته)5(. وقد ألح عليهم الثلج: أما

))) في في�س �لقدير )/7)5 عن �أبي �شعيد �لخدري: بتخريج �أبي يعلى و�لطبر�ني )في �لأو�شط)، و�أبي نعيم )في �لحلية).

)2) �لحديث عن معقل بن ي�شار في �شحيح �لبخاري 386/4، وم�شند �أحمد 27/5. و�نظر: �لم�شباح �لم�شيء )/287، و�شر�ج �لملوك �س 40.

)3) هذه قطعة من حديث �شحيح عن �بن عمر مرفوعا في �لجامع �ل�شحيح للبخاري 77/9، و�لجامع �ل�شحيح لم�شلم 459/3) رقم 829)، و�ل�شنن لأبي د�ود 342/3 - 343 رقم 2928، و�لجامع للترمذي 24/3) رقم 727) - وتمام �لحديث )و�للفظ للترمذي): »�أل كلكم ر�ع وكلكم م�شوؤول عن رعيته. فالأمير �لذي على �لنا�س ر�ع وم�شوؤول عن رعيته. و�لرجل ر�ع على �أهل بيته وهو م�شوؤول عنهم. و�لمر�أة ر�عية في بيت بعلها وهي م�شوؤولة عنه. و�لعبد ر�ع على مال �شيده وهو م�شوؤول عنه؛ �أل فكلكم ر�ع وكلكم م�شوؤول عن رعيته«.

وقارن برو�شة �لعقالء لبن حبان �س 244 .- 93)هـ) هارون بن �لمهدي. �لخليفة �لعبا�شي �لم�شهور. قارن عنه: تاريخ خليفة �س 37 )4) �لر�شيد )70) 260، وتاريخ - (96/4 735، ومروج �لذهب ،60/3 )38، وتاريخ �لطبري وما بعدها، و�لمعارف �س

بغد�د 4)/5، و�شير �أعالم �لنبالء 286/9، وتاريخ �لخلفاء لل�شيوطي �س 283.)5) �لق�شة في �لخو�رزم�شاهي للثعالبي ]ق 3 �أ[، و�لم�شباح �لم�شيء )/275.

___84

ترى يا أمير المؤمنين ما نحن فيه والرعية وادعة؟! فقال: اسكت! بد للراعي من حراسة رعيته؛ على الرعية المنام وعلينا القيام وال

فقال بعض الشعراء في ذلك)1(:

غضبت لغضبتك القواطع والقناواسع بعدلك كنف إلى ناموا

لــمــا نــهــضــت لــنــصــرة اإلســالمام النو غفلة تحرس وسهرت

السياسة. مضض على صبر الرياسة طلب بعضهم)2(: وقال إفــراط، ولين في غير ة من غير شــد الوالية زيـــاد)3(: جمال وقــال إهمال. وقال زياد)4( لحاجبه عجالن)5(: قد وليتك بابي وعزلتك عن

))) في �لخو�رزم�شاهي ن�شبة �لبيتين لأبي محمد عبد�هلل بن �أيوب �لتيمي )-209هـ) وهو �شاعر من �شعر�ء �لأمين و�لماأمون.

62: �إذ� �شحت �ل�شيا�شة ثبتت �لريا�شة. وفي و��شطة 62. وفي �لغرر �س )2) �لقول في غرر �لخ�شائ�س �س 2)، و�شر�ج �لملوك �س )3: من ح�شنت �شيا�شته عظمت ريا�شته. وفي �لحكمة �لخالدة �س �ل�شلوك �س و�لقالئد �لفر�ئد �لآد�ب )عن كتاب لباب وفي �ل�شيا�شة. �إل بح�شن تتم �لريا�شة ل �أو�شهنج: قال 53)؛

لل�شاغاني) �س 68: من طلب �لريا�شة �أح�شن �ل�شيا�شة.)3) �لقول بلفظه من�شوبا �إلى زياد في لباب �لآد�ب �س 35. وفي �لعقد �لفريد )/24، و�لآد�ب لبن �شم�س �لخالفة �س 26، و�شر�ج �لملوك �س 05)، وبهجة �لمجال�س )/)33 ن�شبته لأبي بكر. وفي تذكرة �بن حمدون وت�شهيل �لنظر ن�شبته معدل �إلى عمر بن �لخطاب. وفي محا�شر�ت �لأدباء )/66) ن�شبته �إلى �أنو�شرو�ن. وفي عيون

�لأخبار 2/))2 �أن هذ� �لقول كان في مجل�س زياد. وقارن بالبيان 255/3، و�ل�شعادة و�لإ�شعاد �س4)2.)4) زياد بن �أبيه )53هـ). ولد بالطائف مجهول �لأب. وعمل في �شبابه بالإد�رة �لإ�شالمية �أيام عمر بالعر�ق. ووله علي بع�س �لوليات، ��شتلحقه معاوية عام 43هـ �أخا له ووله �لب�شرة )44هـ) فالعر�قيين )50هـ) عبا�س) �إح�شان )تحقيق �لأ�شر�ف و�أن�شاب ،346 �س و�لمعارف ،799 �شعد �بن طبقات عنه: وقــارن - 282، و�ل�شتيعاب �س 523، و�أ�شد �لغابة 2/)27، وتهذيب �لأ�شماء و�للغات )/)/98)، (87/(/4وتاريخ �لإ�شالم 279/2، و�شير �أعالم �لنبالء 494/2. وقارن بم�شادر �أخرى ودر��شات عنه في ر�شالتي

.87 - للدكتور�ه )بالألمانية): ثورة �بن �لأ�شعث و�لقر�ء )فر�يبورج 977)) �س 84 ،(05 �س �لملوك و�ــشــر�ج ،7(/( �لفريد و�لعقد ،258/( للمبرد �لكامل في لزياد بن�شبته )5) �لقول

ومحا�شر�ت �لر�غب )/205.

___85

]ق 34 ب[ أربع: طارق ليل شر ما جاء به أم خير، ورسول صاحب المنادي بالصالة، ر ساعة بطل عمل سنة؛ وهذا إن تأخ الثغر فإنه وصاحب الطعام إذا أدرك فإن الطعام إذا أعيد عليه التسخين فسد.

بعد المنبر صعد الكوفة زيــاد ولي لما الحسين)1(؛ أبو قال هر فحمد اهلل وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إني قد رأيت صالة الظإعظام ذوي الشرف وإجالل أهل العلم وتوقير ذوي األسنان، وإني أعاهد اهلل ال يأتيني شريف بوضيع لم يعرف له شرفه على ضعته إال عاقبته، وال يأتيني كهل بحدث لم يعرف له فضل سنه إال عاقبته، عاقبته؛ إال عليه نه ليهج علمه في بجاهل الحاه عالم يأتيني وال بقول تمثل ثم أسنانهم، وذوي وعلمائهم بأشرافهم الناس فإنما

األفوه)2( األودي)3(: ]ق 35 أ[.تــــهــــدى األمــــــــور بــــأهــــل الــــــــرأي مــــا صــلــحــت

ـــــاد ـــــق ـــــن ت فـــــــــبـــــــــاألشـــــــــرار ـــــــــت تـــــــــول وإن لــهــم ســــــــــراة فــــوضــــى ال الـــــنـــــاس ـــح ـــصـــل ي ال

ســــــــــادوا ــــــالــــــهــــــم جــــــه إذا ســـــــــــــــــراة وال

))) �لقول في لباب �لآد�ب �س 40. وهو مخت�شر في �لكامل للمبرد 795/2.450م)؛ �شاعر جاهلي قديم ��شمه �شالءة بن عمرو بن مالك من مذجح؛ ��شتهر )2) �لأفوه �لأودي )حو�لي ب�شعره �لحكمي �لذي جمع بع�شه عبد�لعزيز �لميمني )ط. �لقاهرة 937)). قارن عنه: �ل�شعر و�ل�شعر�ء ،545 844، ومعاهد �لتن�شي�س �س ،365 2)/65)، و�شمط �لالآلي �س )/223، و�لأغاني لبن قتيبة

.4 - ومقدمة ع. �لميمني على �شعره في �لطر�ئف �لأدبية �س 3 - 0)، وقارن ببع�شها في �أمالي �لقالي 244/2، و�لعقد )3) �أبيات �لأفوه من ق�شيدة م�شهورة في �شعره �س 9

�لفريد )/9، ولباب �لآد�ب �س40، 75.

___86

قال أعرابي)1(: إذا كان الرأي عند من ال يقبله، والسالح عند من ال يستعمله، والمال عند من ال ينفقه ضاعت األمور.

وبلغ بعض الملوك حسن سياسة ملك فكتب إليه)2(: أفدني بما بلغت هذا! فكتب إليه: لم أهزل في أمر وال نهي وال وعد وال وعيد، واستكفيت على الكفاية؛ وأثبت على الغناء ال على الهوى، وأودعت القلوب هيبة لم يشبها مقت، وودا لم يشبه كدر، وعممت بالقوت ومنعت الفضول. ولما أراد االسكندر)3( الخروج إلى أقاصي األرض

))) قول �لأعر�بي في �لحكمة �لخالدة �س 3). وق�شم منه في �لمجتنى �س83. وهو في بهجة �لمجال�س )/332 من�شوب لمجاعة بن مر�رة �لحنفي قاله لأبي بكر. وفي �لب�شائر و�لذخائر )/478 بن�شبته لأبي بكر.

)2) �لعبارة في مروج �لذهب )/290، وبهجة �لمجال�س )/337، و�شر�ج �لملوك �س )0) بن�شبتها �إلى �شابور �أنو�شرو�ن. وفي �إلى ك�شرى 62) بن�شبتها �أرد�شير. وفي �شر�ج �لملوك �س97، وغرر �لخ�شائ�س �س بن لباب �لآد�ب �س 37، وكتاب �لآد�ب لبن �شم�س �لخالفة �س 27، و�شيا�شة �لملوك لعبد�لرحمن بن عبد�هلل و�لغو��س �س و�لأ�شد ،(0/( �لأخبار وعيون ،24/( �لفريد �لعقد وفي ك�شرى. �إلى بن�شبتها �أ[ (8 ]ق لالآبي �لدر )بوغانمي) ونثر ،94 �بن حمدون �س تذكرة وفي �لملوك. بع�س �إلى بن�شبتها 200 - (99�س 37، ونهاية �لأرب 43/6 - 44 بغير ن�شبة. وفي �آثار �لأول �س 8) ن�شبة �لقول �إلى �لموبذ�ن في و�شف

�شيرة �أرد�شير.�لدنيا و�أدب ب[، 74 ]ق ميونيخ مخطوطة �إ�شحاق بن لحنين �لفال�شفة �آد�ب في و�لن�شيحة )3) �لق�شة و�لدين للماوردي )ط. �لجو�ئب 299)هـ) �س65)، وقو�نين �لوز�رة له �س 92) - 93)، وت�شهيل �لنظر و�لخو�رزم�شاهي �س34)، فاتك بن للمب�شر �لحكم ومختار ،25 �س )بوغانمي) لالآبي �لدر ونثر له، [، وبهجة �لمجال�س )/337، ومحا�شر�ت �لأدباء )/63)، ولباب �لآد�ب �س 52. وفي مختار ]ق 42 �أفي كان من فقال: �لمدينة؟ تدبير على يوؤتمن �أن �لنا�س �أحق من �أفالطون: »�شئل :(34 �س �لحكم �لمملكة وتدبير �ل�شيا�شة في �لملك يوليان �إلى ثام�شطيو�س ر�شالة وفي �لمذهب«. ح�شن نف�شه تدبير �أهل بيته و�شيا�شة �إل من كمل ل�شيا�شة �أهل مدينته �أنه ل يكمل ل�شيا�شة �أي�شا مع ذلك 36: »ويبين �س �أرى و�أنا ل ...« 50 فقال: �لفخري �س �لنظرة في مقدمة نقد� لهذه �بن �لطقطقى �أثبت نف�شه«. وقد هذ� لزما. فكم من عامي ح�شن �ل�شيا�شة لمنزله لي�س له قوة �شيا�شة �لأمور �لكبار. وكم من ملك ح�شن

�ل�شيا�شة لمملكته لي�س يح�شن �شيا�شة منزله... «.

___87

قال ألرسطوطاليس: أخــرج معي! قال: قد كل بدني وضعفت عن الي خـــاصة! قال: فــــي عم قــــال: فــأوصيني تزعجني! الحركة فــال انظر من كان له منهم عبيد فأحسن سياستهم فوله الجند، ومن كانت

]ق 35 ب[ له ضيعة فأحسن تدبيرها فوله الخراج!.وقال زياد)1(: ما غلبني معاوية في شيء من أمر السياسة إال في شيء واحد؛ وذلك أني استعملت رجال على دستميسان فكسر الخراج ولحق بمعاوية فكتبت إليه أن يبعث به إلي فكتب: »بسم اهلل الرحمن الرحيم! أما بعد؛ فإنه ليس ينبغي لمثلي ومثلك أن نسوس الناس جميعا بسياسة واحدة، وأن نشتد جميعا فنخرجهم أو نلين جميعا فنمرجهم. ولكن تكون أنت تلي الفظاظة والغلظة، وأكون أنا ألي الرأفة والرحمة؛ فإذا هرب هارب من باب واحد وجد بابا

يدخل فيه، والسالم«.سأل ملك من ملوك الفرس موبذان موبذ)2(: ما شيء واحد يعز به السلطان؟ قال: الطاعة. قال: فما سبب الطاعة؟ قال: تقريب الخاصة

))) �لق�شة في �لتذكرة �لحمدونية �س 97، ولباب �لآد�ب �س 52، و�شير �أعالم �لنبالء 54/3)، وبد�ئع �ل�شلك - 85)، ومحا�شر�ت �لأدباء )/66)، و�لعقد �لفريد )/)24، و�ل�شهب �لالمعة ]�لباب �لثامن (84/(

ع�شر[.ع�شر[، �لخام�س ]�لباب ر�شو�ن لبن �لالمعة و�ل�شهب ،53 - 52 �س �لآد�ب لباب في و�لقول )2) �لق�شة و�شيا�شة �لملوك لعبد�لرحمن بن عبد�هلل ]ق 6 ب[، ومفيد �لعلوم �س 7)4، و�شر�ج �لملوك �س 59، وبد�ئع �لملك 39/2. وموبذ�ن موبذ هو كبير كهنة �لمجو�شية. وفي �شـــلو�ن �لمطاع �س65، و�لتــحفة �لملــــوكية �لرفق قال: �لملك؟ �شالح ما فيل�شوفا: �شاأل بهر�م بن يزدجرد �إن �لحكماء بع�س قال 64؛ - 63 �س بل، و�لتوؤدة في �لأمور، و�أخذ �لحق بغير بالرعية، و�إن�شاف �لمظلوم ممن ظلمه، و�لتودد بالعدل، و�أمن �ل�ش

عنف، و�إقامة �لعقوبة على من ��شتحقها بقدر �لذنب ل بقدر هوى �لنف�س و�لغ�شب.

___88

والعدل على العامة. قال: فما صالح الملك ]ق 36 أ[؟ قال: الرفق بالرعية بل، وأخذ الحق منهم وأداؤه إليهم عند أوانه، وسد الفروج، وأمن السوإنصاف المظلوم من الظالم، وأن ال يحرض القوي على الضعيف. قال: فما صالح الملك؟ قال: وزراؤه وأعوانه فإنهم إن صلحوا صلح وإن فسدوا فسد. قال: فأية خصلة تكون في الملك أنفع؟ قال: صدق النية. وقال اإلمام علي)1( بن أبي طالب عليه السالم)2(؛ ينبغي للملك أن يعمل بخصال ثالث: تأخير العقوبة في سلطان الغضب، وتعجيل المكافأة للمحسن، والعمل باألناة فيما يحدث فإن له في تأخير العقوبة إمكان العفو، وفي تعجيل المكافأة باإلحسان المسارعة في الطاعة من

الرعية، وفي األناة انفساح الرأي واتضاح الصواب.

40هـ). �بن عم ر�شول �هلل، وزوج �بنته، ور�بع �لخلفاء �لر��شدين، و�أحد كبار �أبي طالب )-35 ))) علي بن - فقهاء �لإ�شالم ومجاهديه. قارن عنه: تاريخ �لطبري )/3066 وما بعدها، طبقات �بن �شعد 3/)/)) 27، و�أن�شاب �لأ�شر�ف للبالذري، )تحقيق باقر �لمحمودي) - وهو مجلد كامل في ترجمة �لإمام، ومروج �لذهب 3/-93 80)، وتاريخ �لطبري )/00)2، وترجمة �لإمام في تاريخ دم�شق لبن ع�شاكر )�أ�شدرها �لن�شرة و�لريا�س ،36( - 222/7 كثير لبن و�لنهاية و�لبد�ية مجلد�ت)، ثالث في �لمحمودي باقر - 249. و�نظر وقعة �شفين لن�شر بن مز�حم، ومقاتل �لطالبيين لالأ�شبهاني �س 4) وما بعدها، (53/2وحلية �لأولياء )/)6 وما بعدها، و�شرح نهج �لبالغة 579/2 وما بعدها، ومنهاج �ل�شنة 2/3 وما بعدها،

2/4 وما بعدها.]ق )/338، و�شيا�شة �لملوك لعبد�لرحمن بن عبد�هلل 53، وبهجة �لمجال�س )2) �لقول في لباب �لآد�ب �س 4)�أ[، ومكارم �ل�شريعة للر�غب �لأ�شفهاني �س 32) بغير ن�شبة. وفي لباب �لآد�ب �س 458 عن »�لحكم«: على �لمكافاأة وتعجيل �لغ�شب، �شلطان في �لعقوبة تاأخير ثــالث؛ بخ�شال يعمل �أن �لملك وعلى ...«�لمح�شن، و�لعمل بالأناة فيما يحدث فاإن له في تاأخير �لعقوبة �إمكان �لعفو...«. وهو بن�شبته �إلى �أو�شهنج

في �لحكمة �لخالدة �س 3).

___89

تسوسهم الناس)2( ثالث طبقات طبقات أنــوشــروان)1(: وقال ثالث سياسات؛ طبقة من خاصة األبرار نسوسهم ]ق 36 ب[ بالعطف واللين واإلحسان، وطبقة من خاصة األشرار بالغلظة والشدة، وطبقة ة لئال تخرجهم ة وباللين مر بين هؤالء وهؤالء نسوسهم بالغلظة مرالغلظة وال يبطرهم اللين. رفع)3( إلى المعتضد)4( رحمه اهلل أن قوما يجتمعون ويرجفون ويخوضون في الفضول وقد تفاقم فسادهم فرمى بالرقعة إلى وزيره عبيد اهلل بن سليمان)5( فقال: الرأي قتل بعضهم غضبي لهيب بــردت لقد واهلل المعتضد: فقال بعضهم! وإحـــراق بقسوتك هذه ونقلتني إلى اللين من حيث أشرت بالقتل والحرق! وما علمت أنك تستجيز هذا في دينك! أما علمت أن الرعية وديعة اهلل عند سلطانها، وأن اهلل تعالى سائله عنها؟! أما تدري أن أحدا من

))) ك�شرى �أنو�شرو�ن ))53 - 578م)؛ �لمعروف في �لماأثور�ت بك�شرى �لعادل. �أعاد تنظيم �لدولة �ل�شا�شانية بعد �ل�شطر�ب �لمزدكي. وتو�شع في �ل�شرق و�لغرب، و�عتبر �آخر عظماء ملوك �ل�شا�شانية؛ قارن عنه: تاريخ �لطبري )/892 وما بعدها، ومروج �لذهب )/305 - ))3، وغرر �ل�شير �س 603 وما بعدها، و�شرح �ل�شري�شي

على �لحريري 359/3 - 363، و�لترجمة و�لنقل عن �لفار�شية لمحمد محمدي �س 28 – 9))،- Nöldeke; Perser (30 - 264.- Christensen; Sassanides 3(6 - 440- Ghirshman; Iran 304 - 306)2) �لقول في لباب �لآد�ب �س 53، وت�شهيل �لنظر، ونهاية �لأرب 44/6، ونثر �لدر )بوغانمي) رقم 96 �س 42.

وقارن ب�شر�ج �لملوك �س 04)، و�لإ�شارة �إلى �أدب �لإمارة �س 7)) - 8)).)3) �لق�شة بتف�شيل �أكبر في �لإمتاع و�لموؤ�ن�شة 88/3 - )9. و�نظرها في �لمنتظم 36/5) - 37)، و�لم�شباح

�لم�شيء)/350 - )25.وكان عظيم �لمعتمد؛ بعد عمه �لخالفة ولي ق. �لموف بن طلحة �أحمد 289هـ) - باهلل )279 )4) �لمعت�شد ،(75 - (37/5 �لذهب ومروج ،2207 - 2(3(/4 �لطبري تاريخ قارن عنه: �لبط�س. �شديد �لهيبة،

و�لمنتظم 34/6، و�لنجوم �لز�هرة 26/3)، و�لو�في بالوفيات 428/6.)5) عبيد �هلل بن �شليمان بن وهب )258 - )29هـ)، ولي �لوز�رة للمعت�شد و�لمكتفي؛ وعرف بح�شن �لإد�رة

و�لحزم وعلو �لهمة؛ قارن عنه: �آل وهب ليون�س �أحمد �ل�شامر�ئي �س 338 – 374،- Sourdel، Le Vizirat Abbaside (، 329 - 36(

___90

الرعية ال يقول إال لظلم لحقه أو داهية نالته أو نالت صاحبا له؟ ثم ]ق 37 أ[ قال: سل عن القوم فمن كان سيئ الحال فصله، ومن كان

فه. ففعل فصلحت الحال. يخرجه إلى هذا البطر خوبزوال ى تعش السيرة بسوء ى تغد مــن الحكماء: بعض قال ومن حسنت أبدا، يأمن لم القدرة. وقال آخر: من ساءت سيرته بدا ومن فبنفسه من أحسن أحــدا. وقال آخــر)1(: لم يخف سيرته آخر: وقال أعاديه.. كثر تعديه ومن طال نفسه جنى، فعلى أساء أفضل الملوك من أحسن في فعله ونيته وعدل في جنده ورعيته. قيل لإلسكندر)2(: لو استكثرت من النساء ليكثر ولدك فيدوم بهم نن، وال يحسن بمن ذكرك! فقال: دوام الذكر تحسين السيرة والسغلب الرجال أن يغلبه النساء. وقال بعض العلماء: ما أعلم شيئا بعد

اإلخالص باهلل أفضل من نصيحه الوالي لرعيته ]ق 37 ب[.

))) في قو�نين �لوز�رة للماوردي �س 49): من فعل �لخير فبنف�شه بد�، ومن فعل �ل�شر فعلى نف�شه جنى. وقارن به بغير ن�شبة في �لم�شباح �لم�شيء )/)23، وت�شهيل �لنظر وتعجيل �لظفر للماوردي، ولباب �لآد�ب �س

59، ومحا�شرة �لأبر�ر 344/2.)2) �لق�شة في �لإيجاز و�لإعجاز للثعالبي �س 45، و�لخو�رزم�شاهي له ]ق 4) �أ[. وفي �لكلم �لروحانية لأبي �لفرج �بن هندو �س )9: لما ��شتولى �لإ�شكندر على ملك د�ر� بن د�ر� ملك �لفر�س و�أمره و�شفت له بناته فرغب �أن ير�هن؛ ثم قال: يقبح �أن نغلب رجال مقاتلة فتغلبنا ن�شاء في حال �أ�شر. و�لق�شة مع بع�س �ختالف في �لكلم �لروحانية �س 93. وفي �لتمثيل و�لمحا�شرة �س 37): »وقيل له: لو تزوجت بنت د�ر�؟ فقال: ل تغلبني �مر�أة غلبت �أباها«. و�نظرها في بهجة �لمجال�س 2/)20، ونثر �لدر )بوغانمي) رقم 20) �س 25،

وزهر �لآد�ب )/2)2، وفقر �لحكماء ونو�در �لقدماء �س 239، و�لب�شائر و�لذخائر 484/3.

=

___9(

الب�ب الث�لث ]ق 37 اأ[في ف�سل الحلم والأن�ة من الملوك والولة

النبي على نزل جبرئيل أن »بلغني الهاللي)1(: قال فقال: يا محمد! إني أتيتك بمكارم األخالق كلها في الدنيا واآلخرة؛ وهو 199(؛ )األعــراف: ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چچ چ من وتعطي ظلمك، ن عم وتعفو قطعك، من تصل أن محمد يا فإنك بالتؤدة عليك هبيرة)3(: قلت البن الشعبي)2(؛ قال حرمك«. على فعل ما لم تفعل أقدر منك على رد ما قد فعلت)4(. قال يزيد بن في �أدب �لدنيا و�لدين للماوردي �س 244: »روى محمد بن �لحارث �لهاللي �أن جبريل نزل على �لنبي (((عن و�أعر�س بالعرف و�أمــر �لعفو خذ و�لآخــرة: �لدنيا في �لأخــالق بمكارم �أتيتك �إني محمد! يا فقال: �لجاهلين... وروى �شفيان بن عيينة �أن �لنبي حين نزلت هذه �لآية قال: يا جبريل! ما هذ�؟ قال: ل �أدري حتى �أ�شاأل �لعالم! ثم عاد جبريل وقال: يا محمد! �إن ربك ياأمرك �أن ت�شل من قطعك، وتعطي من حرمك، �أخرى بتفا�شير وقارن ]ق 78 �أ[. �ل�شيا�شة كتب من في مخت�شر نف�شه و�لتف�شير ن ظلمك..«. عم وتعفو

لالآية في �لدر �لمنثور لل�شيوطي 53/3). بالحجاج و�ت�شل �لق�شاء، ولي �لتابعين؛ فقهاء كبار �أحد �ل�شعبي. 04)هـ) - 32( �شر�حيل بن )2) عامر وعبد�لملك بن مرو�ن، وثار مع �بن �لأ�شعث لكن �لحجاج عفا عنه. قارن عنه: طبقات �بن �شعد 246/6، و�لمعارف 499، و�أخبار �لق�شاة 3/2)4، وتاريخ �بن ع�شاكر )عا�شم - عايذ 976)) �س 38)، ووفيات

�لأعيان 2/3)، و�شير �أعالم �لنبالء 294/4.)3) �بن هبيرة )-32)هـ) يزيد بن عمر. �أمير �لعر�قين �أيام مرو�ن بن محمد ومن قبل. وكان �أبوه �أمير� على �لأموية. قارن عنه: �لدولة �أمنه عند �شقوط �أن بعد �لمن�شور قتله �أي�شا. ليزيد بن عبد�لملك �لعر�قين

- 32)هـ)، وتاريخ �لإ�شالم 5/5)3، و�شير �أعالم �لنبالء 207/6. تاريخ �لطبري )�ل�شنو�ت 28) )4) ق�شة �ل�شعبي في بهجة �لمجال�س )/347 باأتم مما هنا. وهناك ق�شة م�شابهة في عين �لأدب و�ل�شيا�شة

�س 57). وقارن بما بعد.

___92

معاوية)1( ألبيه: يا أبه! هل ذممت عاقبة حلم قط أم حمدت عاقبة إقدام قط؟ قال: ما حلمت عن لئيم وإن كان وليا إال أعقبني ندما،

وال أقدمت على كريم وإن كان عدوا إال أعقبني أسفا.الهند ملك ملوك؛ أربعة اجتمع عياش)2(؛ بن بكر أبو قال وملك الصين وكسرى وقيصر فقال أحدهم: أنا أندم على ما قلت مت بالكلمة وال أندم على ما لم أقل! ]ق 38 أ[! وقال اآلخر: إذا تكلملكتني ولم أملكها، وإذا لم أتكلم بها ملكتها ولم تملكني. وقال لم وإن ته ضر عليه الكلمة رجعت إن للمتكلم عجبت الثالث: أقل أقدر مني على ترجع ضرته. وقال الرابع: أنا على رد ما لم رد ما قلت. سأل)3( علي كبيرا من كبراء فارس: أي ملوكهم

))) يزيد بن معاوية )59 - 64هـ) بن �أبي �شفيان. ولي �لأمر بعد �أبيه فقاتل �لح�شين و�بن �لزبير و�أهل �لمدينة. )تحقيق �لأ�شر�ف �أن�شاب عنه: قارن مرو�ن، بن عبد�لملك ��شتنقذها بعده حتى �لدولة فتفككت وتوفي �إح�شان عبا�س) 4/)/286 - 370 )وفي �لحو��شي م�شادر �أخرى)، وتاريخ �لإ�شالم 3/)9، و�شير �أعالم

�لنبالء 35/4، و�لبد�ية و�لنهاية 226/8، ومنهاج �ل�شنة 237/2.وبن�شبة ب�شيغ مختلفة وهي .(7 7)8)) �س �شا�شي/ دي )ن�شرة ودمنة كليلة في �لمثل �لق�شة/ )2) �أ�شل بع�س �أجز�ئها �إلى علي �أو �ل�شعبي �أحيانا في �لمحا�شن و�لم�شاوئ للبيهقي �س 425، و�لمحا�شن و�لأ�شد�د �لآد�ب وكتاب ،347/( �لمجال�س وبهجة ،203/3 و�لتبيين و�لبيان ،25 - 24 �س للجاحظ �لمن�شوب �لأبر�ر 227، وربيع �لكبير )976)) �س 49، و�لمو�شى �س 0)، وتاريخ دم�شق لبن �شم�س �لخالفة �س وبد�ئع ،(8 �لآد�ب �س ولباب ،236/( �لأدباء 32)، ومحا�شر�ت ،50 و�لغو��س �س و�لأ�شد ،78(/(�ل�شلك )/493، وزهر �لآد�ب 4/))0)، ومختار �لحكم �س 299، و�لم�شتطرف )/82، وت�شهيل �لنظر 426، ومحا�شرة و�لمحا�شرة �س و�لتمثيل ،(79/2 �لأخبار وعيون ،(70/8 �لأولياء وحلية للماوردي،

�لأبر�ر 308/2.بن لعبد�لرحمن �لملوك و�شيا�شة ،(40 �س �لملوك و�شر�ج ،285 - 284/2 �لفريد �لعقد في )3) �لق�شة .38 �لآد�ب �س )/)22، ولباب �لأدباء 47)، ومحا�شر�ت ،450/( �ل�شلك 4)�أ[، وبد�ئع ]ق عبد�هلل وهي في غرر �لخ�شائ�س �س 233 بغير ن�شبة. وفي كتاب �لحلم لبن �أبي �لدنيا �س )2 �أن �لمحاورة كانت

بين دهقان وعلي بن �لح�شين.

___93

كان أحمد سيرة؛ قال: أنوشروان! قال: فأي أخالقه كانت أغلب ينتجهما توأمان هما : علي فقال واألناة! الحلم قال: عليه؛ ة. أتي الحجاج)1( برجل من الخوارج فأمر بضرب عنقه علو الهمل عفو األمير مهما فاستنظره يوما؛ قال: وما تريد بذلك؟ قال: أؤمالملوك بعض أتي قوله وخاله)2(. فاستحسن المقادير! به تجري برجل قد أجرم فأمر بضرب عنقه فقال له الرجل: يا موالي! تأن علي فإن التأني نصف العفو! فعفا عنه. أخذ مصعب)3(]ق 38 ب[ بن الزبير رجال من أصحاب المختار بن أبي عبيد)4( فأمر بضرب عنقه فقال: أيها األمير ما أقبح أن أقوم يوم القيامة إلى صورتك هذه الحسنة ووجهك هذا الذي يستضاء به فأتعلق بأطرافك وأقول: يا اجعل قال: أطلقوه! فقال مصعب: قتلني؟ فيم مصعبا سل رب!

))) �لحجاج بن يو�شف �لثقفي ))4 - 95هـ). عمل في �لإد�رة �لأموية، وولي �لعر�قين لعبد�لملك بن مرو�ن �لإ�شالم وتاريخ ،27/6 و�لتاريخ و�لبدء ،365/3 �لذهب مروج عنه: قارن وفاته. وحتى 75هـ عام 4/)5. و�نظر عن �بن ع�شاكر 7/9))، وتهذيب و�لنهاية و�لبد�ية ،(70 �لعيون �س 349/3، و�شرح �أعماله و�لدر��شات �لحديثة عنه كتابي: ثورة �بن �لأ�شعث و�لقر�ء )977)) �س 99 - 02)، 27) وما

بعدها.)2) �لق�شة في محا�شر�ت �لأدباء )/236 عن خارجي مع عبيد �هلل بن زياد.

)3) م�شعب بن �لزبير )72هـ) بن �لعو�م. ولي �لعر�ق لأخيه عبد�هلل عام 66هـ؛ فا�شتعاد �ل�شيطرة على �لكوفة من �لمختار؛ وقتل في مو�جهة عبد �لملك بن مرو�ن بدير �لجاثليق. قارن عنه: طبقات �بن �شعد 82/5)، - 255/5 �لأ�شر�ف و�أن�شاب ،(22/(9 و�لأغاني ،224 �س و�لمعارف ،525 �س �لموفقيات و�لأخبار

290، )33 - )35، وتاريخ �لإ�شالم 208/3، و�شير �أعالم �لنبالء 40/4)، وفو�ت �لوفيات 43/4).��شتطاع ثم �آل علي؛ لبع�س 65هـ، ودعا �لكوفة عام �شيطر على �لثقفي. عبيد )67هـ) �أبي بن )4) �لمختار م�شعب بن �لزبير بمعاونة �أ�شر�ف �لكوفة �لق�شاء على حركته؛ قارن عنه وعن حركته: �أن�شاب �لأ�شر�ف

للبالذري 4/5)2 - 273، و�لكي�شانية في �لتاريخ و�لأدب لود�د �لقا�شي.

___94

ما وهبت في حياتي من خفض! قال: أعطوه عشرة آالف درهم! خمسة الرقيات)1( قيس البن أن اهلل أشهد وأمي أنت بأبي قال:

آالف! قال: ولم؟ قال: لقوله)2(: إنــمــا مــصــعــب شــهــاب مــن اهللوقـــــد ــــور األم فــي اهلل يــتــقــي

الظلماء وجــهــه عــن ــت تــجــلأفــلــح مــن كـــان هــمــه االتــقــاء

فضحك مصعب؛ وقال: فيك موضع للصنيعة. وأمره بمالزمته وأحسن إليه ولم يزل معه ]ق39أ[ حتى قتل مصعب)3(.

قال المدائني)4(: ثالثة ال ينتصفون من ثالثة؛ حليم من أحمق، من الحليم يقال: ليس وبر من فاجر، وشـريف من دنــي)5(. وكان ظلم فحلم حتى إذا قدر انتقم، ولكن الحليم من ظلم فحلم حتى

بالحجاز ن�شاأ �لحجاز. �شعر�ء كبار �لقر�شي. من �شريح بن �لرقيات 80هـ) قي�س )حو�لي بن ))) عبيد �هلل )مكة و�لمدينة). وق�شى �شبابه وكهولته بالعر�ق و�ل�شام، ومات بم�شر. قارن عنه: ن�شب قري�س )�لفهر�س)، و�ل�شعر و�ل�شعر�ء لبن قتيبة �س 343 - 345، و�شمط �لالآلي �س 294، وخز�نة �لأدب 267/3 - 269، 9)4. وكان ن.رودوكاناك�س قد ن�شر ديو�نه - 4(8/2 وتاريخ �لتر�ث �لعربي لفوؤ�د �شزكين )بالألمانية)

وترجمه �إلى �لألمانية عام 902)، ثم ن�شره م. يو�شف نجم ببيروت 958).)2) �أبيات �بن قي�س �لرقيا�س في ديو�نه �س )9، و�لأغاني 79/5، و�لكامل للمبرد 269/2.

)3) �لق�شة في عيون �لأخبار )/03)، ومحا�شر�ت �لأدباء )/235، و�لم�شتطرف )/)9) - 92)، و�لمحا�شن و�لم�شاوئ 293/2، و�لعقد �لفريد 73/2)، و�أن�س �لم�شجون لبن �لبحتري ]ق 62 ب– 63 �أ[.

بن باإ�شحاق �لتحق ثم بالمد�ئن، و�شب بالب�شرة، ولد 235هـ). - (35( محمد بن علي �لح�شن )4) �أبو �إبر�هيم �لمو�شلي ببغد�د حيث بقي معه حتى وفاته. كان �أخباريا كبير�؛ ترك مئات �لكتب و�لر�شائل. قارن عنه: �لفهر�شت لبن �لنديم �س 00) - 04)، ومعجم �لأدباء لياقوت )ط.�لرفاعي) 4)/24) - 39)، ول�شان �لميز�ن 253/4 - 254، وميز�ن �لعتد�ل 236/2 - 237، وتاريخ �لتر�ث �لعربي لفوؤ�د �شزكين

)بالألمانية) )/4)3 - 5)3.وهو قي�س. بن �لأحنف �إلى بن�شبته 93/4 �لنبالء �أعالم و�شير ،(89/4 و�لذخائر �لب�شائر في )5) �لقول

للمد�ئني في �آد�ب �بن �شم�س �لخالفة �س )4 - 42، ول�شليمان بن مو�شى في بهجة �لمجال�س 26/2).

___95

بن التميمي)1(؛ شهدت عمرو بن صفوان قال خالد عفا. قدر إذا عبيد)2( ورجل يشتمه فما ترك شيئا إال وأسمعه إياه، فلما فرغ قال له عمر: آجرك اهلل على ما ذكرت من صواب وغفر لك ما ذكرت من خطأ! فما حسدت أحدا حسدي على هاتين الكلمتين)3(. وكان يقال: إن أفضل رداء ارتدي به الحلم فإن لم يكن حليما فيتحلم فإنه

قل لمن تشبه بقوم إال أوشك أن يكون منهم.وكان يقال: احضر الناس جوابا من لم يغضب. دخل)4( جعفر

))) خالد بن �شفو�ن )حو�لي 35)هـ) تميمي من �لبلغاء؛ له عبار�ت ماأثورة. �شامر ه�شام بن عبد�لملك وعمر و�لمجاورة �لقر�بة في لجتماعهما �شيبة بن �شبيب يعار�س »وكان �ل�شفاح، �لعبا�س و�أبا عبد�لعزيز بن و�ل�شناعة«. قارن عنه: معجم �لأدباء لياقوت 06/4) - 65)، و�أمالي �لمرت�شى 72/4)، ونكت �لهميان

�س 48)، ومنهاج �ليقين �شرح �أدب �لدنيا و�لدين �س 9)) - 20). �إن و��شل بن عطاء دعاه لالعتز�ل )2) عمرو بن عبيد )-44)هـ)، من كبار �شيوخ �لمعتزلة بالب�شرة. يقال له عالقات و�لزهد وكانت بالورع �لب�شري )-0))هـ). عرف عمرو �لح�شن تلميذين بحلقة عندما كانا عمرو: عن قارن )-227هـ). �لعالف �لهذيل �أبو �لكبير �لمعتزلي تالمذته ومن �لعبا�شي؛ بالمن�شور �لمعارف �س 309، و�لنت�شار للخياط �س 67، ومقالت �لإ�شالميين لالأ�شعري �س 222 وما بعدها. و�لمنية و�لأمل �س 22 - 24، و�لفرق بين �لفرق �س 98 - )0)، و�لبيان و�لتبيين )/4)، 64/4، ومروج �لذهب �لإ�شالمية �لمعارف ود�ئــرة ،(77 - (73 ،(7( - (64/( للمرت�شى �لفو�ئد وغرر ،(58 - (56/4

)�لن�شرة �لجديدة) )/454.)3) �لق�شة في بهجة �لمجال�س )/606.

)4) �لق�شة في �شر�ج �لملوك �س 39)، وغرر �لخ�شائ�س �س 249، ومحا�شر�ت �لأدباء )/236. وفي �شر�ج �لملوك: »و�علم �أر�شدك �هلل تعالى �أن هذه �لكلمة ل قيمة لها؛ و�هلل �أعلم حيث يجعل ر�شالته! فما �أفخمها و�أجل قدرها و�أعظم �شاأنها لأنك �إذ� كنت �أيها �ل�شلطان �إنما تت�شرف في ملك �هلل باأمر �هلل تعالى و�هلل قد حدد حدود� و�شرع �شر�ئع و�أقام فرو�شا و�شننا ونهى عن حدود ور�شوم. ثم قدر في كل خ�شلة عند مخالفته حد� محدود� ونهى �أن يتجاوز ذلك �لحد فال يقتل غير من ��شتحق �لقطع و�لحب�س و�لأدب و�لحد، ول يحب�س غير من ��شتحق �لحب�س..«. وو��شح �أن �لطرطو�شي يعتقد �أن �شاحب �لق�شة مع �لر�شيد هو جعفر بن محمد �ل�شادق؛ وهذ� وهم منه فقد توفي جعفر �ل�شادق عام 47)هـ؛ وولي �لر�شيد �لخالفة عام 70)هـ. وجعفر )7)هـ )تاريخ �لطبري �لر�شيد، فكان على �لخاتم حتى عام �إد�رة �لأ�شعث رجل عمل في بن محمد بن 605/3 - 606)، ثم وله خر��شان حتى عام 73)هـ �إذ �أقدمه بغد�د وبعث �بنه �لعبا�س بن محمد بن جعفر و�ليا )تاريخ �لطبري 609/3). وكان �لأمين �بن �لر�شيد في حجر جعفر هذ� ثم �شرفه �إلى حجر �لف�شل �لمن�شور بين 294/2 و�لم�شاوئ �لمحا�شن و�لق�شة في .((93 ،(79 و�لكتاب �س بن يحيى )�لــوزر�ء

و�لعبا�س بن محمد بن �إبر�هيم �لإمام �لعبا�شي.

___96

بن محمد بن األشعث على الرشيد ]ق 39ب[ وقد استخفه الغضب فال هلل تغضب إنما إنــك المؤمنين! أمير يا لــه: فقال رجــل على . كان أسماء بن خارجة تغضب له أكثر مما غضب لنفسه عز وجللعرضه الناس إما لئيم فواهلل ال أجعل عرضي الفزاري)1( يقول)2(: خطرا وال أجعله لي ندا؛ وإما كريم كانت منه هفوة فواهلل ال أؤنبه

ألني أحق من غفرها؛ قال:ما وأغفر عوراء الكريم ادخاره وأعرض عن شتم اللئيم تكر

قال بعض العلماء)3(: مكتوب في اإلنجيل ال ينبغي أن يكون العالم سفيها ومن عنده يقتبس الحلم، وال ينبغي أن يكون اإلمام

جائرا ومن عنده يلتمس العدل.

))) �أ�شماء بن خارجة �لفز�ري )-82هـ). زعيم قي�س بالكوفة. كان معروفا بولئه لالأمويين؛ و��شتهر بال�شوؤدد وفو�ت ،6( - 59/9 و�لو�في ،46 - 4(/3 دم�شق تاريخ تهذيب عنه: قارن �لأخــالق. ومكارم و�لجود

�لوفيات )/9).)2) كلمة �أ�شماء في تهذيب تاريخ دم�شق 43/3، و�لو�في 60/9.

)3) في �لعقد �لفريد 285/2، قال وهب؛ مكتوب في �لإنجيل: ل ينبغي لإمام �أن يكون جائر� ومنه يلتم�س �لعدل، ول �شفيها ومنه يقتب�س �لحلم. وفي برد �لأكباد للثعالبي �س 7)) - 8)) ن�شبة �لقول لعبد�هلل بن طاهر.

___97

الب�ب الرابعل العفو الم�سوب ب�ل�سفو في ف�س

]ق 40 أ[ قال النبي )1(: »عفو الملوك بقاء للملك«. وقال النبي )2(: »إن العفو ال يزيد العبد إال عزا فاعفوا يعزكم اهلل، وإن التواضع ال يزيد العبد إال رفعة فتواضعوا يرفعكم اهلل؛ وإن الصدقة

قوا يزدكم اهلل«. ال تزيد المال إال نماء فتصدلما أتي عبد الملك بن مروان)3( بأسرى بني األشعث)4(؛ قال

))) في في�س �لقدير 8/4)3: �لحديث �أخرجه عبد�لكريم �لر�فعي في تاريخ قزوين عن علي �أمير �لموؤمنين. و�نظر �لتمثيل و�لمحا�شرة �س ))4، ونثر �لدر )/265، و�لخو�رزم�شاهي ]ق 9ب[، و�لإعجاز و�لإيجاز �س 9.

438/2. وقارن بالحديث �أحمد 000/2)، وم�شند ((95( )2) �لحديث في �لموطاأ لمالك )ت. عبد�لباقي في قو�نين �لوز�رة للماوردي �س 28)، و�إحياء علوم �لدين 82/3)، وغرر �لخ�شائ�س �س 322، وبد�ئع

�ل�شنائع )/467. وقارن باأثر م�شابه من�شوب لجعفر �ل�شادق في نثر �لدر )/357.�لأمر �نت�شار بعد �لوحدة للدولة �أعاد �لأمــوي. �لخليفة �لحكم. بن 86هـ) - بن مرو�ن )65 )3) عبد�لملك بموت يزيد بن معاوية. و�أدخل �إ�شالحات جذرية على نظامي �لعملة و�لدو�وين. و��شتوؤنفت �أيامه �لفتوح في �ل�شرق. قارن عنه: طبقات �بن �شعد 223/5، و�لمعارف �س 355، ومروج �لذهب 3/)29 - 328، وتاريخ ،246/4 �لنبالء �أعالم و�شير ،260/8 و�لنهاية و�لبد�ية ،276/3 �لإ�شالم وتاريخ ،388/(0 بغد�د و�لعقد �لثمين 2/5)5. ول�شياء �لدين �لري�س در��شة عنه. و�شدرت لجرنوت روتر در��شة �شخمة بالألمانية

عن �ل�شنو�ت �لع�شر �لأولى من خالفته. وقارن بدر��شتي: �بن �لأ�شعث و�لقر�ء )977)). - 8(( �لأ�شعث بن محمد بن عبد�لرحمن ثورة ف�شل بعد �لحجاج قو�ت �أ�شرتهم �لذين �لآلف )4) �لمعني �لثائر �لتحالف �ت�شع عندما و�لعر�ق كرمان �إلى �متدت ثم ب�شج�شتان بد�أت قد �لثورة وكانت 84هـ). وهمد�ن. ومذحج كندة �لأ�شعث من �بن مع �لثائرين �ليمنيين �إلى جانب �ل�شمالية �لقبائل بع�س لي�شم =

___98

فر لرجاء)1( بن حيوة)2(: ما ترى؟ قال: إن اهلل أعطاك ما تحب من الظالعفو! فعفا عنهم. ولما ظفر المأمون)3( بعمه فأعطه ما يحب من إبراهيم بن المهدي)4( قال ألحمد بن أبي خالد)5( الكاتب: يا أحمد!

وقد ��شتطاع �لحجاج بالنجد�ت �ل�شامية �أن يخرج �بن �لأ�شعث من �لب�شرة فالكوفة ثم هزمه في �لوقعة �لعظيمة بدير �لجماجم )82هـ) حيث ت�شرذم �لثو�ر فوقعو� في �لأ�شر �أو �تجهو� �شرقا حين تهافتو� على بالكفر �لعتر�ف �لأ�شرى على كان �أنه و�لمعروف قتل. �أو �لأ�شعث �بن و�نتحر دجيل؛ وقعة بعد دفعات وتجديد �إ�شالمهم �أمام �لحجاج للنجاة من �لموت. قارن عن �لأ�شول �لجتماعية و�ل�شيا�شية و�لأيديولوجية للع�شر و�لجتماعي �لديني �لتاريخ في در��شة و�لقر�ء. �لأ�شعث �بن »ثورة بعنو�ن: �لو��شع عملي للثورة

�لأموي �لمبكر« )بالألمانية) )فر�يبورج/977)). �ل�شام وزهادهم وعلمائهم. بد�أت عالقته تابعي 22)هـ). من �أربعين - �لكندي )حو�لي ))) رجاء بن حيوة بالأمويين �أيام عبد�لملك بن مرو�ن �إذ �أر�شله مع �أخيه ب�شر �إلى �لعر�ق عام 72هـ. وكان من كبار م�شت�شاري �شليمان بن عبد�لملك وعمر بن عبد�لعزيز و�أبعده ه�شام. قارن عنه: طبقات �بن �شعد 454/7، و�لتاريخ 70/5)، ووفيات )/2/)50، و�لحلية و�لتعديل 472، و�لجرح و�لمعارف �س ،3(2/3 للبخاري �لكبير ،557/4 �لنبالء �أعــالم و�شير ،(((/( �لحفاظ وتذكرة ،249/4 �لإ�شالم وتاريخ ،30(/2 �لأعيان

وتهذيب �بن ع�شاكر 5/5)3.)2) �لق�شة في �لبيان و�لتبيين 07/2)، و�إحياء علوم �لدين 84/3)، و�أدب �لدنيا و�لدين �س 428، وبد�ئع �ل�شلك )/472، وتحفة �لوزر�ء للثعالبي �س 60، وبهجة �لمجال�س )/)37، وفي نثر �لدر 8/2)) �أن ذلك

كان بين رجاء وعمر بن عبد�لعزيز.)3) �لماأمون )98) - 8)2هـ) عبد�هلل بن هارون �لر�شيد. ولي �لأمر بعد قتل �أخيه �لأمين عام 98)هـ. ودخل بغد�د عام 204هـ قادما من خر��شان. عرف بالعلم و�لدهاء وت�شجيع �لترجمات �إلى �لعربية، و�أن�شاأ د�ر �لحكمة، ومال لل�شيعة و�لمعتزلة. قارن عنه: �لمعارف �س 387، و�لأخبار �لطو�ل �س 400، وتاريخ �لطبري 975/3 وما بعدها، ومروج �لذهب 299/4 وما بعدها، و�لبدء و�لتاريخ 2/6))، وتاريخ بغد�د 0)/83)، و�لبد�ية و�لنهاية

0)/244، وتاريخ �لخلفاء �س 306 - 333، و�شير �أعالم �لنبالء 0)/272 - 290.)4) �إبر�هيم )-224هـ) بن �لمهدي بن �لمن�شور. عم �لماأمون. كان معروفا بالغناء و�لأدب. ثار على �لماأمون مع �أهل بغد�د عام 202هـ بعد �أن بايع �لماأمون بولية �لعهد لعلي �لر�شا، وهزمه قو�د �لماأمون فاختفى عام 204هـ حتى قب�س عليه عام 209هـ. فعفا عنه �لماأمون في ق�شة م�شهورة في كتب �ل�شمر و�لتاريخ. قارن عنه: �لأغاني 0)/69 وما بعدها، وتاريخ بغد�د 42/6) وما بعدها، ووفيات �لأعيان 7)/39 وما بعدها،

ول�شان �لميز�ن )/98 وما بعدها.ووله �لبر�مكة، �أيــام �لإد�رة في عمل �شامي: �أ�شل من �لأحــول. )))هـ) - (04( خالد �أبي بن )5) �أحمد

=

=

___99

فقد تقتله إن المؤمنين! أمير يا فقال)1(: الرجل؟ في هذا تقول ما وجدت مثلك قتل مثله! وإن تعف عنه لم تجد مثلك عفا عن مثله!

فقال المأمون: ال رأي لنا في الشركة! وأمر بإطالقه؛ وعفا عنه. كان معاوية)2( يقول)3(: إن أولى ]ق 40 ب[ الناس بالعفو أقدرهم مــن ظلم من هو دونــه. قال الناس عقال العقوبة؛ وإن أنقص على عكرمة)4(: إن اهلل تعالى قال ليوسف )5(: بعفوك عن إخوتك رفعت ذكرك في الذاكرين. وقال جعفر بن محمد)6(: ألن أندم على العفو

- ((8 �لماأمون �لوز�رة بعد مقتل �لف�شل بن �شهل وحتى وفاته. قارن عنه: كتاب بغد�د لبن طيفور �س 28)، و�لوزر�ء و�لكتاب للجه�شياري �س 83) - 86)، 220 - 226، و�لتنبيه �س )35 - 352، ومروج

�لذهب 299/4، و�إعتاب �لكتاب �س 09).D.Sourdel، Vizirat Abbaside، (، 2(8 - 225

))) �لق�شة في �أكثر كتب �ل�شمر و�لأخبار؛ لكنها باألفاظها هذه في غرر �لخ�شائ�س �س 237.)2) معاوية بن �أبي �شفيان ))4 - 59هـ) �شخر بن حرب �لأموي �لقر�شي. بويع له بعد مقتل �أمير �لموؤمنين علي؛ فوحد �لدولة، وجدد �لهجمات على �لبيزنطيين في �لبر و�لبحر. عرف بالحلم و�لحكمة وح�شن �لإد�رة. قارن عنه: طبقات �بن �شعد 32/3، 406/7، ون�شب قري�س �س 24) وما بعدها، و�لمعارف �س 344، و�أن�شاب �لأ�شر�ف 5/4 - 36)، وتاريخ �لطبري 6/2 وما بعدها، ومروج �لذهب 88/3) وما بعدها، و�ل�شتيعاب رقم 6)4)، و�أ�شد �لغابة 385/4. و�أطول ترجماته في تاريخ �لإ�شالم 8/2)3، و�شير �أعالم �لنبالء 9/3))،

وتاريخ دم�شق �لكبير لبن ع�شاكر ]م6)/ق336ب[ وما بعدها، و�لبد�ية و�لنهاية 20/8 - 7)).)3) �لقول في �لعقد �لفريد 89/2) مع ن�شبته لالأحنف، وفي �لم�شتطرف )/87) مع �لن�شبة لعلي. وقارن بمحا�شر�ت

�لأدباء )/227. وهو لمعاوية في �لخو�رزم�شاهي ]ق4)ب[، وللمن�شور في �لفا�شل للمبرد �س88.05)هـ) بن عبد�هلل �لبربري �لمدني، مولى �بن عبا�س. تابعي. كان مف�شر� كبير� عالما )4) عكرمة )25 - 208/2، وخال�شة 90، وميز�ن �لعتد�ل 326/3، وذيل �لمذيل �س بالمغازي. قارن عنه: حلية �لأولياء

تذهيب �لكمال �س229، و�شير �أعالم �لنبالء 562/4.)5) �لقول في محا�شر�ت �لأدباء )/226.

)6) �لقول في �لفا�شل �س 89، وغرر �لخ�شائ�س �س 249، وبهجة �لمجال�س )/370، وفي محا�شر�ت �لأدباء )/226 بن�شبته لعمر. وهو قطعة من حديث في جامع �لترمذي وم�شند �بن �أبي �شيبة وم�شتدرك �لحاكم و�شنن �لبيهقي )�لجامع �ل�شغير �س 3)) ن�شه: »�در�أو� �لحدود عن �لم�شلمين ما ��شتطعتم فاإن وجدتم

للم�شلم مخرجا فخلو� �شبيله؛ فاإن �لإمام لأن يخطئ في �لعفو خير من �أن يخطئ في �لعقوبة« .

=

___(00

أحب إلي من أن أندم على العقوبة. كتب الحجاج إلى عبد الملك)1(: يا أمير المؤمنين! إنك أعز ما تكون أحوج ما تكون إلى اهلل ، وإذا

عززت باهلل فاعف هلل فإنك به تعز وإليه ترجع.غضب سليمان بن عبد الملك)2( على خالد بن عبد اهلل القسري)3( فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين! إن القدرة تذهب الحفيظة، وإنك تجل عن العقوبة فإن تعف فأهل ذلك أنت، وإن تعاقب فأهل ذلك أنا؛ فعفا عنه. كان المأمون يقول)4(: ليس علي في الحلم مؤونة ولوددت أن أهل الجرائم علموا رأيي في العفو فيذهب عنهم ]ق 41 أ[ الخوف

فتخلص لي قلوبهم. وأنشد الحسن بن رجاء)5( في المأمون يقول)6(:صــــــــفــــــــوح عــــــــن اإلجـــــــــــــــــــــرام حــــــتــــــى كــــــأنــــــه

ــــاس مـــجـــرمـــا ــــن ــــن ال ــــــرف م ــــــع ــــم ي ــــو ل ــــف ــــع ــــن ال م

))) في �لمجتنى �س 73 - 74، �أن �لر�شالة كانت من عبد�لملك للحجاج.)2) �شليمان بن عبد�لملك )96 - 99هـ). ولي �لأمر بعد �أخيه �لوليد؛ فاأطلق �ل�شجناء، وقرب �إليه �لفقهاء، و��شتخلف عمر بن عبد�لعزيز �بن عمه. قارن عنه: تاريخ خليفة �س )28، 298، و�لتاريخ �لكبير 25/4، �لنبالء �أعالم و�شير ،8/4 �لإ�شالم وتاريخ ،427 ،420/2 �لأعيان ووفيات ،(30/4 و�لتعديل و�لجرح

5/)))، ومروج �لذهب 5/4، وتاريخ �لطبري 282/2)، وفو�ت �لوفيات 68/2.)3) خالد بن عبد�هلل �لق�شري )-26)هـ). ولي مكة للوليد بن عبد�لملك )86 - 96هـ) عام 89هـ؛ وبقي عليها �شبع �شنين. ثم وله ه�شام بن عبد�لملك )05) - 24)هـ) �لعر�ق عام 06)هـ فبقي حتى عزله عام 20)هـ بيو�شف بن عمر �لثقفي. وقتله �لوليد بن يزيد )25) - 26)هـ) تعذيبا. قارن عنه: �لتاريخ �لكبير 58/3)، و�لأغاني 5/22،

ووفيات �لأعيان 226/2، وتاريخ �لإ�شالم 64/5، و�لبد�ية و�لنهاية 0)/7)، وتهذيب تاريخ دم�شق 70/5 - 83.)4) �لقول عن �لماأمون في �لموفقيات �س 284، وغرر �لخ�شائ�س �س 235، وبهجة �لمجال�س )/)37، وبد�ئع

�ل�شلك )/469، وقارن بق�شة م�شابهة في �لم�شتطرف )/87).)5) �لح�شن بن رجاء )حو�لي 55)هـ) �بن �أبي �ل�شحاك. من كبار كتاب �لديو�ن بالدولة �لعبا�شية. بد�أ �لعمل �أيام �لماأمون )8)2هـ) قارن عنه. �لفهر�شت �س66)، و�أخبار �أبي تمام �س67)-82)، وتاريخ �لطبري

4/3)3)، و�لأغاني 98/6)-99)، و�إعتاب �لكتاب �س68)-70).)6) �شعر �لح�شن في �لماأمون في �إعتاب �لكتاب �س )9، 02)، و�لفرج بعد �ل�شدة )/387.

___(0(

األذى ــــه ـــــ ـــــ بـــــ ـــــــكـــــــون ي أن يـــــبـــــالـــــي لـــــيـــــس مـــســـلـــمـــا بــــالــــكــــره ـــــش ـــــغ ي ـــــم ل األذى مـــــا إذا

قال المدائني)1(؛ لما ظفر الحجاج بأصحاب ابن األشعث فغدا يضرب أعناقهم عامة النهار فأتي برجل في آخرهم من بني تميم فقال: يا حجاج! لئن كنا قد أسأنا في الذنب ما أحسنت أنت في العقوبة! فقال الحجاج: أف لهذه الجيف ما كان فيهم رجل يحسن

مثل هذا! وعفا عنه. قال الشاعر:إليك فلم تغفر له فلك الذنب إذا ما امرؤ من ذنبه جاء تائبا

قيل لألحنف)2( بن قيس)3(: ممن تعلمت العفو وحسن الخلق؟ ]ق41 ب[ قال: من قيس بن عاصم المنقري)4(! فقيل له: وكيف ذلك وما بلغ من حلمه؟ قال؛ بينما هو جالس في داره إذ جاءت خادم له بسفود عليه شواء فسقط من يديها فوقع على ابن له فمات! فدهشت أتي تعالى!. اهلل لوجه ة حــر أنــت عليك! روع ال فقال: الجارية!

))) �لق�شة في غرر �لخ�شائ�س �س 239، و�لم�شتطرف )/)9)، و�لعقد �لفريد /73)-74)، وفي محا�شر�ت �لأدباء )/235 �أن ذلك كان بين �مر�أة خارجية و�لحجاج.

�لب�شرة منذ تميم وتزعم �لنبي، �أدرك بالأحنف. �لملقب بن معاوية )-67هـ) قي�س بن )2) �أبو بحر �شخر ثالثينات �لقرن �لأول �لهجري. ��شتهر بالحلم و�لحكمة. له �أخبار كثيرة في كتب �لتاريخ و�ل�شمر �لعربية. ،(0/7 دم�شق تاريخ وتهذيب ،506 - 499/2 �لأعيان ووفيات ،93/7 �شعد �بن طبقات عنه: قارن و�لمعارف �س 423، وزبدة �لحلب 67/2)، و�شرح �لعيون 04) - 2))، وتهذيب �لتهذيب )/)9)، وتاريخ

�لإ�شالم 29/3)، و�لبد�ية و�لنهاية 326/8، و�شير �أعالم �لنبالء 86/4. ،248 �ل�شعيد �س للملك �لفريد و�لعقد ،(45 - (44 �لملوك �س 89)، و�شر�ج �لعقالء �س )3) �لق�شة في رو�شة و�لم�شتطرف )/7))، 87) - 88)، وعيون �لأخبار )/286، و�إحياء علوم �لدين 3/)7، وقارن بالأغاني 4)/74.

)4) قي�س بن عا�شم )حو�لي 20هـ) �لمنقري. �شاد �أكثر بطون تميم في �لجاهلية. و�أقبل �إلى �لمدينة فاأ�شلم على ر�أ�س وفد تميم �شنة 9هـ. ثم نزل �لب�شرة �أيام عمر، وبها توفي؛ عرف بالحلم و�لحكمة و�ل�شجاعة. قارن عنه: نقائ�س جرير و�لفرزدق 023/2)، ومعجم �لمرزباني �س 324، و�لأغاني 4)/69 - )9. و�لمحبر

�س 238، ومجال�س ثعلب )/36، و�شمط �لالآلي �س 487، و�ل�شتيعاب 294/3).

=

___(02

عدل االنتقام المؤمنين! أمير يا فقال)2(: ليعاقبه برجل المنصور)1( والتجاوز فضل، ونحن نعيذ أمير المؤمنين أن يرضى لنفسه بأوكس النصيبين دون أن يبلغ أرفع الدرجتين! فعفا عنه. كانت جارية لعلي الماء تسكب بن الحسين)3( بن علي بن أبي طالب عليهم السالم ه فرفع رأسه فقالت؛ على يده)4( فنعست فسقط اإلبريق من يدها فشجقـال؛ كظمت غيظي! قال: ٿ ٿچ إن اهلل يقول:چ

چ ٿ ٹ ٹچ؛ قالت: عفا اهلل عنك! قالت: چ ٹ ڤ ة لوجه اهلل ڤچ )آل عمران: 134(؛ قال: فاذهبي فأنت حر

تعالى! قال بعض الشعراء في هذا المعنى: ]ق 42 أ[: تـــــــــــمـــــــــــوت أضــــــــــغــــــــــانــــــــــه أيــــــــــــــــــام قـــــــدرتـــــــه

ـــــش الــــخــــطــــل ـــــاح ـــــة الــــحــــر تــــنــــســــي ف ـــــن ـــــك وم

))) �لمن�شور )36) - 59)هـ)؛ �أبو جعفر عبد�هلل بن محمد بن علي بن عبد�هلل بن �لعبا�س. ولي �لخالفة بعد �أخيه �أبي �لعبا�س �ل�شفاح؛ فقتل �أبا م�شلم �لخر��شاني و�أخمد ثورتي عمه عبد�هلل بن علي ومحمد �لنف�س �لزكية، و�أعاد تنظيم �لإد�رة، وجدد �لهجمات على �لبيزنطيين. قارن عنه: �لمعارف �س 377، و�لوزر�ء و�لكتاب �س 96، وتاريخ �لطبري 88/3 وما بعدها، ومروج �لذهب 28/4)، وتاريخ بغد�د 0)/53، وتاريخ

�لإ�شالم 4/6)2، و�شير �أعالم �لنبالء 83/7، و�لبد�ية و�لنهاية 0)/)2)، وتاريخ �لخلفاء �س 259.و�لب�شائر ،37(/( �لمجال�س وبهجة ،236 �س �لخ�شائ�س وغرر ،98/( �لأخبار عيون في )2) �لو�قعة

و�لذخائر 88/2) - 89).)3) علي بن �لح�شين )38 - 94هـ). من كبار �لتابعين �لورعين �لفقهاء. �إليه يعود كل ن�شل �لح�شين بن علي. �أعاده يزيد بن معاوية بعد كربالء )63هـ) �إلى �لمدينة حيث بقي حتى وفاته. قارن عنه: طبقات �بن �شعد ،(33/3 �لأولياء 7/3)، وحلية و�لتعديل و�لجرح ،2(4 و�لمعارف ،266/6 �لبخاري وتاريخ ،2((/5�أعالم و�شير ،34/4 �لإ�شالم وتاريخ ،266/3 �لأعيان ووفيات ،343/(/( و�للغات �لأ�شماء وتهذيب

�لنبالء 386/4.)4) �لق�شة في �لم�شتطرف )/93) عن جعفر �ل�شادق. وفي نثر �لدر )/336، ومحا�شر�ت �لأدباء )/235

عن �لح�شين بن علي. وفي �لبد�ية و�لنهاية 07/9) عن زين �لعابدين.

___(03

ـــــدهـــــا تـــــغـــــم ــــــــه ــــــــاجــــــــت ه ــــــــم ــــــــجــــــــرائ ال إذا

ــــل ــــش ف ــــر ذي غــــي ـــمـــا ـــي حـــل مــــنــــه ــــح ــــف ــــص ــــال بفي اهلل رحمه العزيز)1( عبد بن عمر على أســود عبد جنى

ه ليضربه فقال له: يا موالي! لم تضربني؟ عنفوان حداثته جناية فشدقال: ألنك جنيت كذا وكذا. فقال العبد: هل جنيت أنت جناية قط فغضب عليك موالك؟ قال: نعم! قال: فهل عجل عليك؟ فقال له: قم فأنت حر لوجه اهلل تعالى! فكان ذلك سبب توبته. ألبي محمد)2(

القاسم الحريري يقول:ـــه ــــ ـــف س أذكــــــــــاه ذو مـــــا ـــك ـــم ـــحـــل ب ـــــد أخـــــم

ـــي جـــان ــــا جــــن إن واصـــــــفـــــــح غـــــيـــــظـــــك مــــــن بــه ـــب ـــي ـــب ـــل ال ازدان مـــــا ــــضــــل أف ـــحـــلـــم ـــال ف

ـــا جـــانـــي واألخــــــــــــذ بــــالــــعــــفــــو أحـــــلـــــى مـــــا جـــن

]ق 42 ب[ قال)3( بعض المشايخ؛ جرى بين شهرام)4( المروزي

))) عمر بن عبد �لعزيز )99 - )0)هـ). �لخليفة �لأموي �لم�شهور. قارن عنه: طبقات �بن �شعد 242/5 - 302، و�شيرة عمر لبن عبد�لحكم )دم�شق 954))، و�شيرة عمر لبن �لجوزي )�لقاهرة )33)هـ)، وحلية �لأولياء �لإ�شالم وتاريخ لالآجري ))98))، بن عبد�لعزيز و�شيرة عمر ،63/2 �ل�شفوة و�شفة ،353 - 253/5

64/4)، و�شير �أعالم �لنبالء 4/5)) - 48)، و�لبد�ية و�لنهاية 92/9) - 9)2، وفو�ت �لوفيات 33/3).)2) �أبو محمد �لقا�شم )446 - 6)5هـ) بن علي �لحريري. �شاحب �لمقامات. قارن عنه: �لمنتظم 9/)24، �لكبرى �ل�شافعية وطبقات ،63/4 �لأعيان ووفيات ،(09/8 �لزمان ومــر�آة ،(62 �س �لألباء ونزهة

295/4، وخز�نة �لأدب 7/3))، ومعاهد �لتن�شي�س 272/3، و�شرح �ل�شري�شي )/3.)3) �لق�شة في �لعقد �لفريد 64/2) - 65)، و�لهفو�ت �لنادرة �س 63 - 64، و�ل�شهب �لالمعة لبن ر�شو�ن ]�لباب �لر�بع[، و�شيا�شة �لملوك لعبد�لرحمن بن عبد�هلل ]ق 3)�أ[. وقارن بالعقد �لفريد 55/2) - 56).

)4) في �لعقد �لفريد 64/2) �أن �شهر�ما كان قائد� من قو�د جي�س �أبي م�شلم.

___(04

وبين أبي مسلم الخراساني)1( كالم شديد فما زال أبو مسلم يقاوله إلى أن قال له شهرام بالغيظ)2(: كذبت! فلما قال له ذلك صمت أبو مسلم وندم شهرام وأقبل عليه معتذرا وخاضعا متذلال؛ فلما رأى ذلك أبو مسلم قال: لسان سبق ووهم أخطأ، وإنما الغضب شيطان إياك؛ فإن كنت متعمدا فقد شاركتك أتك بطول احتمالي وأنا جركل على عنك عفونا وقد يسعك؛ فالعذر مغلوبا كنت وإن فيه، را)3(! قال: ــد غ حال. فقال شهرام: أيها األمير! إن عفوك ال يكون أجل! قال: فإن عظم ذنبي ال يدع قلبي يسكن! ولج في االعتذار أحسنت فإذا أحسن وأنا تسيء كنت عجبي! يا مسلم: أبو فقال

أسيء؟!.

))) �أبو م�شلم )00) - 38)هـ) �لخر��شاني: عبد�لرحمن بن م�شلم. مجهول �لن�شب تقريبا. �ت�شل في �شبابه باإبر�هيم بن محمد �لإمام �شاحب �لدعوة �لعبا�شية فوثق به و�أر�شله �إلى خر��شان حيث ��شتطاع �ل�شيطرة هناك خالل �شنو�ت قليلة. ثم �نت�شر بمعركة �لز�ب عام 32)هـ فاأنهى �لدولة �لأموية؛ و�شار �أقوى رجل بالدولة �أيام �أبي �لعبا�س �ل�شفاح )32) - 36)هـ). ثم �زد�دت �ل�شكوك بينه وبين �لمن�شور بعد �إخماده �لطبري تاريخ عنه: قارن لذلك. نتيجة بفار�س قالقل فحدثت �لمن�شور؛ فقتله علي بن عبد�هلل لتمرد �لعتد�ل وميز�ن ،78/6 و�لتاريخ و�لبدء ،(45/3 �لأعيان ووفيات ،(39/4 �لذهب ومروج ،(03/3

7/2))، وتاريخ بغد�د 0)/207.)2) في �لعقد: فقال له قائده كلمة فيها بع�س �لغلط. وفي �لهفو�ت �أنه قال له: يا لقيط.

)3) في �لعقد و�لهفو�ت: غرور�.

___(05

برجلين المنذر)3( بن النعمان أتي قال هشام)1( بن محمد)2(؛ أحدهما قد أذنب ]ق 43 أ[ ذنبا عظيما فعفا عنه واآلخر قد أذنب

ذنبا صغيرا فعاقبه؛ وقال:ـــ تــعــفــو الـــمـــلـــوك عــــن الــعــظــيــــــــب فـــــي الـــيـــســــ ـــــعـــــاق ــــد ت ــــق ولــــا ــــمــــه ــــل ح لــــــيــــــعــــــرف إال

ـــــم مـــــن الــــــذنــــــوب بــفــضــلــهــا ـلــجــهــلــهــا ذاك ولـــــيـــــس يـــــر ـــهـــا ـــكـــل ويــــــــخــــــــاف شـــــــــــــدة ن

ألبي فراس بن حمدان)4( يقول)5(:بــهــيــم جـــيـــش جــيــشــه وأروع

ــــوح عـــنـــد قــــدرتــــه حــلــيــم ــــف صــلــب قـــلـــبـــا ــق ــل ــــــان ثــــبــــاتــــه ل وك

ـــــه عــــمــــود مــــن صـــبـــاح ـــــرت وغــفــاح الــص بين مــا الصفح قليل ـــاح ـــه جــــنــــاحــــا لـــلـــجـــن ـــت ـــب وهـــي

))) ه�شام )204هـ) بن محمد بن �ل�شائب �لكلبي. �أخباري م�شهور ون�شابة كبير. ترك كتبا كثيرة �شاع �أكثرها؛ وطبع منها �لأ�شنام و�أن�شاب �لخيل. قارن عنه: �لفهر�شت لبن �لنديم �س 95 - 98، وتاريخ بغد�د 4)/45 - 46، ووفيات �لأعـيان 82/7 - 84، ومعجم �لأدباء 9)/287، ول�شان �لميز�ن 96/6)، ونزهة �لألباء �س 59، ونور �لقب�س �س )29. و�نظر تاريخ �لتر�ث �لعربي لفوؤ�د �شزكين )بالألمانية) )/268 - )27،

وعلم �لتاريخ عند �لعرب للدوري �س )4 - 45.)2) �لنعمان بن �لمنذر )590 - 608م). �آخر �أمر�ء لخم �لمو�لين للفر�س بالحيرة. كان مهيبا بطا�شا ذ� نفوذ و��شع في �لبادية �لعربية. وهو ممدوح �لنابغة �لذبياني وح�شان بن ثابت وحاتم �لطائي. قتله ك�شرى �أبروز )592 - 627م) لخـــــــالف بينهما فكانت ب�شببه وقـــعة ذي قار )حو�لي 0)6م). قــــارن عنه: �لمعارف

�س 283، وتاريخ �لطبري )/073)، و�لأغاني 42/2، 9)/28).G.Rothstein; Die Dynastie der Lahmiden (07 - (20Th. Noldeke; Geschichte der Perser und Arabe 345f4)ب[، - ]ق4)�أ و�لخو�رزم�شاهي ،24(/3 �لذهب ومروج ،(00/( �لأخبار عيون في و�ل�شعر )3) �لق�شة وحما�شة �لظرفاء )/78)، و�شرح �لد�مغة للهمد�ني �س )27، وت�شهيل �لنظر ]ق 63 �أ[. ويرد منها بيتان في �لتمثيل و�لمحا�شرة �س 34)، ونهاية �لأرب 7/6، وفي محا�شر�ت �لأدباء )/)3، ن�شبة �لأبيات لرجل من

بني ي�شكر. وهي غفل في �شيا�شة �لملوك لعبد �لرحمن بن عبد�هلل ]ق 3)�أ[، وتذكرة �بن حمدون �س 53.من معروف و�شاعر �لدولة، �شيف عم �بن حمد�ن. بن �شعيد بن �لحارث 357هـ) - 320( فر��س )4) �أبو �ل�شجعان. �أ�شرته �لروم ثم �أطلق �شر�حه. وقتل في �ل�شر�ع على �إمارة حلب بعد وفاة �شيف �لدولة. له ديو�ن مطبوع. قارن عنه: يتيمة �لدهر )/48 - 03)، وتهذيب تاريخ دم�شق 439/3، و�لمنتظم 68/7، وزبدة

�لحلب 57/8)، و�شذر�ت �لذهب 24/3.)5) في ديو�ن �أبي فر��س )نخلة قلفاط، بيروت 900)) �س 59.

___(07

الب�ب الخ�م�سفي ا�سطن�ع المعروف اإلى المجهول والمعروف

ر ]ق 43ب[ تطفئ روي)1( عن النبي أنه قال: »صدقة السغضب الرب، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصلة الرحم تزيد في العمر« . وقال النبي )2(: »خصلتان ليس فوقهما شيء من رك باهلل والضر لعباد اهلل. وخصلتان ليس فوقهما شيء من ؛ الش ر الشد عليهما الخير: اإليمان باهلل والنفع لعباد اهلل«. وقال)3( جعفر بن محمالسالم: إن هلل تعالى وجوها من خلقه خلقهم لقضاء حوائج عباده األخالق. مكارم يحب واهلل مغنما واإلفضال مجدا الجود يــرون وقال)4( النبي : »من عظمت نعمة اهلل عنده عظمت مؤونة الناس

))) في في�س �لقدير 206/4 - 207 رقم )504: �شنائع �لمعروف تقي م�شارع �ل�شوء، و�ل�شدقة خفيا تطفئ غ�شب �لرب، و�شلة �لرحم زيادة في �لعمر، وكل معروف �شدقة، و�أهل �لمعروف في �لدنيا هم �أهل �لمعروف في �لآخرة، و�أهل �لمنكر في �لدنيا هم �أهل �لمنكر في �لآخرة، و�أول من يدخل �لجنة �أهل �لمعروف. رو�ه �لطبر�ني في �لأو�شط عن �أم �شلمة مرفوعا، و�شححه. و�نظره في لباب �لآد�ب �س 334، و�لجلي�س �ل�شالح �لدر ونثر ،20( �س و�لدين �لدنيا و�أدب ،30 - 29/2 و�لترهيب و�لترغيب ،233/( للمعافى �لكافي )/60)، ومجمع �لزو�ئد 0/3))، و�لتمثيل و�لمحا�شرة �س 28، و�لمقا�شد �لح�شنة �س 260، و�لم�شنوع

�س 85، وك�شف �لخفاء 28/2، و�للباب في �شرح �ل�شهاب �س 8) - 9).)2) لم �أجده في دو�وين �لحديث، وهو في �لفا�شل للمبرد، �س 35.

)3) عبارة جعفر �ل�شادق في �لعقد �لفريد )/235. وفي �لف�شول �لمهمة لبن �ل�شباغ �س 273 ن�شبتها لعلي بن �أبي طالب. و�نظر �لعقد �لفريد )/235.

)4) �لأثر في �لفا�شل للمبرد �س 35، وقو�نين �لوز�رة للماوردي �س 233، و�أدب �لدنيا و�لدين له �س 322، =

___(08

عليه فمن لم يحتمل تلك المؤونة عرض تلك النعمة للزوال«.سئل محمد)1( بن المنكدر)2(: أي األعمال أحب إلى اهلل؟ فقال: ؟ قال: اإلفضال إدخال السرور على المؤمنين. قيل له: فما بقي مما يستلذعلى اإلخوان. قال األصمعي)3( عن خليفة الغنوي)4( أنـــه قدم البصرة ]ق 44 أ[ فأتاه ناس من أهل األدب يسمعون كالمه فقال لهم: يا بني أخي! اتقوا اهلل بطاعته، واتقوا السلطان، واتقوا الناس بالمعروف إليهم. فقال رجل منهم لما خرجوا: واهلل ما سمعنا كبيرا! فقال شيخ منهم: واهلل

ما بقي من مصلحة الدين والدنيا إال وقد أمر به. قال الشاعر:ــــرف مـــا اســتــطــعـــ ــــع اصـــنـــع ال

ويــــــد الـــــعـــــرف كـــيـــف كــانــت ــــــــــــــن ســــــــــــــؤال رجــــــــــــاك ص

ـــــــت يـــــــد الـــــــعـــــــرف عـــالـــيـــه ــــــــــر بــــاقــــيــــه ـــــــــده عــــــلــــــى ال

ثــــانــــيــــه ــــــقــــــاضــــــاك ــــــت ي أن

و�لأمثال و�لحكم له ]ق 79 ب[، و�لعقد �لفريد )/233، و�إحياء عـــلوم �لدين 245/3، و�لفا�شل للمبرد �س 35، و�لم�شتطرف )/3))، وغرر �لخ�شائ�س �لو��شحة �س 50)، وعين �لأدب و�ل�شيا�شة �س 24)، وفي�س �لقدير 456/5، وك�شف �لخفاء 266/2. وفي �لف�شول �لمهمة لبن �ل�شباغ �س 273 ن�شبته لعلي.

))) محمد بن �لمنكدر )54 - 30)هـ) �لتيمي �لقر�شي. من رجال �لحديث و�لزهد. قارن عنه: تاريخ �لإ�شالم للذهبي 55/5) - 58)، وتهذيب �لتهذيب 473/9.

)2) قول �بن �لمنكدر في عيون �لأخبار )/74)، وحلية �لأولياء 49/3)، و�آد�ب �لع�شرة �س 57، و�أن�س �لم�شجون لبن �لبحتري ]ق 60 �أ- 60 ب[.

)3) �لأ�شمعي )25) - 5)2هـ) عبد�لملك بن قريب �لأ�شمعي �لباهلي. من كبار علماء �للغة و�لأخبار و�لأدب. قارن عنه: مر�تب �لنحويين �س 80 وما بعدها، و�أخبار �لنحويين �لب�شريين �س 58 وما بعدها، وطبقات �لنحويين و�للغويين �س 76) وما بعدها، و�لفهر�شت �س 82 - 83، وتاريخ بغد�د 0)/0)4 وما بعدها، ونزهة �لألباء �س 2)) وما بعدها، و�إنباه �لرو�ة 97/2) وما بعدها، ووفيات �لأعيان 70/3) وما بعدها، �لرو�ة �إنباه و بعدها. وما �س8)2 للتنوخي �لنحويين �لعلماء وتاريخ بعدها، وما (25 �س �لقب�س ونور

97/2) وما بعدها، و�لبلغة في تاريخ �أئمة �للغة �س 29) وما بعدها.)4) �لق�شة في �ل�شهب �لالمعة لبن ر�شو�ن ]�لباب �لأول[؛ و�شاحب �لقول هناك نافع بن خليفة.

=

___(09

د إلى الناس وقد قال النبي )1(: »رأس العقل بعد اإليمان التودواصطناع المعروف إلى كل بر وفاجر«. قال المهدي رحمه اهلل)2(: ع بذريعة هي أقرب إلى ما أحب ما توسل إلي أحد بوسيلة وال تذرمن أن يذكرني يدا سلفت مني إليه أتبعها أختها وأحسن ربها ألن

منع ]ق 44 ب[ األواخر يقطع شكر األوائل؛ قال الشاعر:

الــــســــؤا ــــا ــــن ــــرك ت إذا ــــــــــا وإنمــــعــــروفــــه نــــبــــغ لــــــم وإذا

يــبــتــديــنــا فــبــه ـــه ـــغ ـــب ن ــــم ل ولــــه أبـــــــــدا يــبــتــغــيــنــا فــــمــــعــــروف

من خير السالم)4(: عليهم موسى بن علي بن قال محمد)3( الخير فاعله، وأجمل من الجميل قائله، وأرجح من العلم حامله،

))) في في�س �لقدير 574/3 رقم 3464: ر�أ�س �لعقل بعد �لإيمان باهلل �لتحبب �إلى �لنا�س، و��شطناع �لخير �لقدير في�س وفي بال�شعف. �ل�شيوطي وو�شفه علي. عن �لأو�شط في �لطبر�ني رو�ه وفاجر. بر كل �إلى �إلى كل بر وفاجر. رو�ه �إلى �لنا�س، و��شطناع �لخير 4366: ر�أ�س �لعقل بعد �لدين �لتودد 575/3 رقم �لبيهقي في »�شعب �لإيمان« عن علي. و�نظر �آد�ب �لع�شرة �س 54، وم�شند �لر�شا �س 29، ومجمع �لزو�ئد

67/8، ونثر �لدر )/63). )2) �لعبارة في عيون �لأخبار 76/3) من�شوبة لجعفر بن محمد �ل�شادق. وهي للمهدي في �لم�شباح �لم�شيء

)/7)4، وتاريخ بغد�د 394/5.)3) محمد )95) - 220هـ) بن علي بن مو�شى: �أبو جعفر �لملقب بالجو�د �بن �لر�شا �بن �لكاظم. وهو �لإمام جه �لخليفة �لماأمون بابنته �أم �لف�شل. و��شتدعاه �لمعت�شم لبغد�د فتوفي بها. �لعا�شر. ولد بالمدينة، وزوقارن عنه: �لف�شول �لمهمة لبن �ل�شباغ �س 245 - 274، ووفيات �لأعيان 75/4)، و�لأئمة �لإثنا ع�شر

لبن طولون �س 03) - 04)، وتاريخ �بن �لأثير 237/5، و�شذر�ت �لذهب 48/2.�إلى محمد بن علي بن مو�شى. وهو من�شوب لعلي بن 28 بن�شبته - 27 )4) �لقول في تذكرة �بن حمدون �س �أبي طالب في �شرح نهج �لبالغة )د�ر �لأندل�س 978)) 4/)57، وربيع �لأبر�ر )/804، وبغير ن�شبة في �لتعازي للمد�ئني �س 7)، 93، و�لبيان و�لتبيين 75/4، وقــــو�نين �لوز�رة �س64)، و�أدب �لدنيا و�لدين

�س 85. وحديث �شريف في عين �لأدب �س 24).

___((0

وشر من الشر جالبه، وأهول من الهول راكبه. وقال عبد اهلل)1( بن عباس)2(: ما رأيت رجال لي عنده معروف إال أضاء ما بيني وبينه، وال رأيت رجال لي إليه إساءة إال أظلم ما بيني وبينه. وقال عيسى النار! قيل: ما هو يا نبي اهلل؟ )3(: استكثروا من شيء ال تأكله لسفيان)4( السالم عليهما محمد بن جعفر وقــال المعروف. قــال: له فإن تعجيله الثوري)5(: إحفظ عني ثالثا؛ إذا صنعت معروفا فعجره فإن تصغيرك إياه أعظم له، وإذا تهنيته، وإن رأيت أنه كبير فصغلقدره أكبر كــان غيرك من ظهر إذا فإنه فاستره أ[ 45 ]ق فعلته لم السالم)6(: عليهما بن محمد لجعفر وقيل الناس. في وأحسن م اهلل الربا؟ قال: لئال يتبايع الناس بالمعروف. وقال أبو جعفر حر

))) عبد�هلل بن عبا�س )68هـ). �بن عم �لنبي، وجد �لخلفاء �لعبا�شيين، و�أحد كبار �لعلماء و�لمفتين في �شدر ،37 - 30/3 �لإ�شالم وتاريخ ،64 - 62/3 �لأعيان ووفيات ،933/3 �ل�شتيعاب قارن عنه: �لإ�شالم. و�لإ�شابة 303/2 - 334، و�أن�شاب �لأ�شر�ف 27/3 - 55، و�لعقد �لثمين 90/5)، و�شير �أعالم �لنبالء

.359 - 33(/3)2) قول �بن عبا�س في بهجة �لمجال�س )/302، وعيون �لأخبار )/75)، ونثر �لدر )/9)4، و�لكامل للمبرد

480/2، و�لفا�شل له �س 35، و�لب�شائر و�لذخائر 7/2)2.)3) �لقول في �لفا�شل للمبرد �س 35.

)4) �لثوري )97 - )6)هـ)، �شفيان بن �شعيد بن م�شروق. �أحد كبار �لحفاظ، وموؤلف كتاب »�لجامع« من �أو�ئل �لكتب في �لحديث و�لفقه. طارده �لمن�شور و�لمهدي، ومات مختفيا بالب�شرة. قارن عنه: طبقات �بن �شعد 6/)37 - 374، و�لتاريخ �لكبير 92/4 - 93، و�لمعارف �س 497 - 498، و�لمعرفة و�لتاريخ )/3)7 - 728، و�لجرح و�لتعديل )/55 - 26)، وحلية �لأولياء 356/6 وما بعدها، 7/) - 44)، وتاريخ بغد�د

9/)5) - 74)، ووفيات �لأعيان 386/2 - )39، و�شير �أعالم �لنبالء 229/7 - 279. )5) �لقول بن�شبته ل�شفيان في �لفا�شل للمبرد �س 36، وفي �أدب �لدنيا و�لدين �س 203 ن�شبة قول م�شابه للعبا�س بن عبد�لمطلب. و�لقول بن�شبته لبن عبا�س في عيون �لأخبار 77/3)، وبهجة �لمجال�س )/303. و�نظر

�لجلي�س �ل�شالح �لكافي )/583 - 584.)6) �لقول لالإمام جعفر في �لفا�شل للمبرد �س 36، ونثر �لدر )/355 وفيه: لئال يتمانع �لنا�س بالمعروف.

___(((

المنصور: ليس بإنسان من أسدي إليه معروف فنسيه دون الموت. دنك في وعن أنس بن مالك)1( عن علي أنه قال)2(: ال يزهالمعروف قلة شكر من تسديه إليه فقد شكرك عليه من لم يستمتع

منه بشيء وقد يدرك من شكر الشاكر أكثر مما أضاع الكافر.كتب أرسطاطاليس إلى االسكندر)3(: إملك الرعية باإلحسان إليها تظفر بالمحبة منها فإن ملكك عليها بإحسانك هو أدوم بقاء ها إلى القلوب منه باعتسافك؛ وأعلم أنك إنما تملك األبدان فتخطإذا قدرت أن تقول قدرت أن تفعل الرعية بالمعروف؛ وأعلم أن فاجتهد أن ال تقول ]ق 45 ب[ تسلم من أن تفعل. قيل لألحنف بن قيس)4(: من أحسن الناس عيشا؟ فقال: من حسن عيش غيره في عيشه؛ قيل: فمن أسوأ الناس عيشا؟ قال: من ال يعيش معه أحد.

))) �أن�س بن مالك )83هـ) �لأن�شاري. خادم �لنبي و�شاحبه و�أحد علماء �ل�شحابة. �شهد �لم�شاهد مع ر�شول ،27/2 �لكبير و�لتاريخ ،(7/7 �شعد �بن قارن عنه: طبقات موتا. �آخر من �شحبوه بين وكان .هلل�وتهذيب ،(5(/( �لغابة و�أ�شد ،(08/( و�ل�شتيعاب ،286/2 و�لتعديل و�لجرح ،308 �س و�لمعارف �لأ�شماء و�للغات )/)/27)، وتاريخ �لإ�شالم 339/3، وتهذيب �بن ع�شاكر 42/3)، و�شير �أعالم �لنبالء

.408 - 395/3)2) �لقول عن علي في �لفا�شل للمبرد �س 95، و�أدب �لدنيا و�لدين �س )20، ولباب �لآد�ب �س 335، ود�شتور معالم �لحكم �س 23، ومع تعديل طفيف بن�شبته �إلى �بن عبا�س في بهجة �لمجال�س )/304، وعيون �لأخبار

78/3)، ونثر �لدر )/7)4، و�لكامل للمبرد )/20).)3) �لقول بن�شبته لأر�شطو في عيون �لأخبار )/8، و�لعقد �لفريد )/24 - 25، ومختار �لحكم للمب�شر بن فاتك و�لتذكرة ،306/( �لمجال�س وبهجة ،200 - ((9 �ل�شعيد �س للملك �لفريد و�لعقد ،(98 - (97 �س

�لحمدونية �س 430، ومفيد �لعلوم �س 7)4، وفي لباب �لآد�ب �س 44 عن �أبرويز لبنه.)4) �لقول عن وهب بن منبه في قو�نين �لوز�رة للماوردي �س 56)، وت�شهيل �لنظر له، و�لأمثال و�لحكم له ق 43ب، ومحا�شر�ت �لأدباء )/68)، وعيون �لأخبار 79/3)، وهو غفل في بهجة �لمجال�س )/787، وعين وقارن �شعبة. بن �لمغيرة �إلى بن�شبته 479/2 للميد�ني �لأمثال مجمع وفي .(50 �س و�ل�شيا�شة �لأدب

باأقو�ل م�شابهة في �لبيان و�لتبيين 293/2، و�لحكمة �لخالدة �س 220.

___((2

ل)2( رحمه اهلل سامراء قال عبد األعلى النرسي)1(، قدمت على المتوكبأمر لك هممنا كنا قد يحيى! أبا يا فقال)3(: يوما عليه فدخلت فتدافعت األيام به! فقلت: يا أمير المؤمنين! سمعت مسلم بن خالد من لم يشكر الزنجي)4(؛ يقول: سمعت محمد بن جعفر)5( يقول:

ة لم يشكر النعمة؛ ثم أنشد)6(: الهمبه هممت معروفا الشكرنك قــدر يمضه لم إذ ألومك وال

إن اهتمامك بالمعروف معروففالشيء بالقدر المحتوم مصروف

فجذب الدواة وكتبها ثم قال: ينجز ألبي يحيى ما كنا هممنا به وهو كذا وكذا؛ ويضعف ]ق 46 أ[ لخبره. قال رجل ليزيد بن المهلب)7(.

))) عبد�لأعلى )237هـ) بن حماد �لنر�شي. محدث ب�شري نزل بغد�د، وكان قريبا من �لبالط �لعبا�شي. روى عنه كبار �لحفاظ. �نظر ترجمته في تاريخ بغد�د ))/75 - 76.

)2) �لمتوكل )232 - 247هـ) جعفر بن محمد �لمعت�شم بن �لر�شيد. ولي �لخالفة بعد �أخيه �لو�ثق، فغير من �شيا�شة �لدولة تجاه �ل�شيعة و�لمعتزلة، وكان �آخر �لعبا�شيين �لأو�ئل �لأقوياء. قارن عنه: �لمحبر �س 42 - 43، وتاريخ �لطبري 368/3) وما بعد، ومروج �لذهب 5/5 - 45، وتاريخ بغد�د )/290، وتاريخ �لخلفاء

�س 346 وما بعدها، و�شذر�ت �لذهب 4/2))، و�لو�في بالوفيات ))/29).)3) �لق�شة في تاريخ بغد�د ))/76، و�لم�شتطرف )/237.

)4) م�شلم بن خالد �لزنجي )79)هـ). كبير فقهاء مكة في ع�شره و�أ�شتاذ �ل�شافعي. ل يحتج به في �لحديث. عنه: طبقات �بن �شعد 499/5، و�لتاريخ �ل�شغير، 263/2، و�لجرح و�لتعديل 83/8)، وميز�ن �لعتد�ل

02/4)، و�شير �أعالم �لنبالء 58/8).)5) محمد بن جعفر )203هـ) بن محمد بن علي بن �لح�شين بن علي بن �أبي طالب. كان قد خرج بمكة ودعا

�إلى نف�شه ثم عفا عنه �لماأمون ووله �لمو�شم. قارن عنه: تاريخ بغد�د 4/2)) - 5)).)6) �لبيتان من�شوبان لمحمد بن حازم �لباهلي في �لمنتحل �س 82. وهما لعمرو بن �لمعارك في �لتذكرة �ل�شعدية )/358. ولعبد�لعزيز بن �شليمان في رو�شة �لعقالء �س 243. ثم هما بغير عزو في عيون �لأخبار 67/3)، وحما�شة �لظرفاء )/87)، و�أدب �لدنيا و�لدين �س 207، وبهجة �لمجال�س )/6)3، و�لفا�شل �س 96، و�لعمدة

58/2)، وبد�ئع �ل�شلك )/547، و�لبيت �لأول في كتاب �لآد�ب لبن �شم�س �لخالفة �س 34).)7) يزيد بن �لمهلب )57 - 03)هـ) بن �أبي �شفرة. وله �لحجاج خر��شان بعد وفاة و�لده �لمهلب عام 82هـ. =

___((3

إن فالنا لم يعرف ما أتيت إليه! قال؛ فليكن اهلل يعرفه ثم أنشد)1(:ـــرف بــيــن اهلل ـــع ــذهــب ال ال ي من يفعل الخير ال يعدم جوازيه

والناس.وقال بعض الشعراء:

كــــــــــــرم ـــــــا م ـــــر ـــــــي غـــــي ف ــــــــــــــدا ي تــــــــــــمــــــــــــددن ال ــــــصــــــاف وإن مـــــــعـــــــروف ــــــــــذل ب أو تــــــســــــديــــــه

ــــلــــقــــى غـــــــــــدا مـــــــا أنـــــــــت صـــــانـــــعـــــه فــــــــســــــــوف تصــافــي وإن تــــولــــي كــــــــدرا إن الــــنــــاس فــــي

وقال ابن أبي النجم الشاعر)2(:إصنع الخير ما استطعت على

الخير من الكثير تصنع فمتى ه الفور وإن كنت ال تحيط بكل

ـــــه ألقـــــل تـــــاركـــــا ــــت كــــن إذا وقال محمد بن طاهر الرقي ]ق 46ب[ )3(:

لكنه ��شطهد و�شجن �أيام �لوليد بن عبد�لملك )86 - 96هـ). وعندما ولي �شليمان )96 - 99هـ) �أعاده على �لعر�قين فجاهد في جرجان وغيرها. و�شجنه عمر بن عبد�لعزيز )99 - )0)هـ) لتهامات مالية. فلما توفي عمر �حتال فهرب من �ل�شجن و�أعلن �لثورة في �لب�شرة، فاأر�شل �إليه يزيد بن عبد�لملك ))0) - 06)هـ) �أخاه م�شلمة فقتله بالعقر �أو�خر عام 02)هـ. عرف بال�شجاعة و�لجود. قارن عنه: �لمعارف �س 400، و�لتنبيه

و�لإ�شر�ف �س 277، ووفيات �لأعيان 278/6، وتاريخ �لإ�شالم 5/4)2، و�شير �أعالم �لنبالء 503/4.))) �لبيت من ق�شيدة للحطيئة جرول بن �أو�س في ديو�نه �س 283 - 284 مطلعها:

من �آل لأي بن �شما�س باأكيا�س و�هلل ما مع�شر لمو� �مرء� جنبا ويرد �لبيت في �شياق م�شابه لما هنا في عيون �لأخبار 79/3)، و�أدب �لدنيا و�لدين �س )20، وبهجة �لمجال�س

)/307، و�لعقد �لفريد )/227.)2) �لبيتان في �أدب �لدنيا و�لدين �س 204، و�لتمثيل و�لمحا�شرة �س 243 دون عزو. وهما لبن �أبي �لنجم

في �آد�ب �لع�شرة �س 54.)3) �لبيتان بغير ن�شبة في �لتمثيل و�لمحا�شرة �س 432، وكتاب �لآد�ب لبن �شم�س �لخالفة �س 99، و�لفنون

=

___((4

كـــل حـــالـــة وأوان فـــي ــيــس لـــت فــــبــــادر إلــيــهــا ـــن ـــك فـــــإذا أم

تـــتـــهـــيـــا صــــنــــائــــع اإلحــــســــانر اإلمــــــــكــــــــان حـــــــــــــــــذرا مـــــــن تـــــــعـــــــذ

لبن عقيل )/44، و�لمحا�شن و�لم�شاوئ )/95)، وبهجة �لمجال�س )/346، و�لم�شتطرف 62/2، وهي �أبيات �أربعة في عين �لأدب و�ل�شيا�شة �س 49).

=

___((5

الب�ب ال�س�د�سفي مك�رم الأخالق من متوفري الخالق

قالت)1( عائشة)2( رضي اهلل عنها؛ قال رسول اهلل : »ما جبل ولي هلل إال على السخاء وحسن الخلق«. وقال النبي : »ال يفخرن

أحد على أحد فإنكم عبيد والرب واحد«.بالخير قائدا فكن بعدي كنت إن يزيد: البنه معاوية وقــال وبين بينك فليكن ســـيء من صنعت ومــا الشر؛ على يعفي فإنه القاتلين. قاتل اهلل فإن والقتل ــاك وإي به، وتأمله له ترجوه سر اهلل وقال المهلب بن أبي صفرة)3( لبنيه: يا بني! إذا أتيتم قوما فأتوهم

))) �لأثر عن عائ�شة في �لإحياء 243/3، و�لمقا�شد �لح�شنة رقم 952، و�لتمييز رقم 93)). وقد ذكر �لحافظ �لعر�قي �أنه �شعيف �لإ�شناد. وقارن بتف�شير قوله تعالى )�شورة �لليل: 5): ، و�لدر �لمنثور 357/6 - 358،

ومفيد �لعلوم 333. وفي �لمكارم و�لمفاخر للخو�رزمي �س 7: و�لأولياء جبلو� على �ل�شخاء.)2) عائ�شة )0) ق.هـ - 54هـ) بنت �أبي بكر �ل�شديق �شاحب �لنبي ، و�أم �لموؤمنين زوج �لنبي. دخل بها مقدمه �لمدينة. وتفرغت بعد وفاة �لر�شول لن�شر �لعلم. فلما قتل عثمان )35هـ) غ�شبت له، وخرجت �إلى �لب�شرة مع �لزبير وطلحة فقاتلو� عليا فانت�شر عليهم و�شقط طلحة و�لزبير بينما �أعاد علي �أم �لموؤمنين للمدينة حيث ظلت حتى وفاتها. قارن عنها: طبقات �بن �شعد 58/8 - )8، و�لمعارف �س 34) وما بعدها، وتاريخ ،(88/5 �لغابة و�أ�شد ،(88(/4 و�ل�شتيعاب ،43/2 �لأولياء وحلية ،(4 - 4/4 و�لم�شتدرك ما لإيــر�د و�لإجابة ،20( - (35/2 �لنبالء �أعالم و�شير ،9(/8 و�لنهاية و�لبد�ية ،294/2 �لإ�شالم

��شتدركته عائ�شة على �ل�شحابة، وعائ�شة و�ل�شيا�شة ل�شعيد �لأفغاني، وعائ�شة �أم �لموؤمنين لز�هية قدورة.82هـ). من بطن نبيل من بطون �لأزد. عرف بال�شجاعة و�ل�شخاء؛ ف�شارك �أبي �شفرة )8 - )3) �لمهلب بن �لعنيفة مع �لبد�ية، و��شتهر في �شتينيات و�شبعينيات �لقرن �لأول �لهجري بمو�جهاته في �لفتوحات منذ �لخو�رج )75هـ). قارن �لزبير �لجزيرة )65هـ)، ووله �لحجاج خر��شان بعد �شرب �بن �لخو�رج. وله =

___((6

قــــــال: أصيبوا مـــن الطعام قـــالوا: فكيف ذلك؟ وعقولكم معكم! شيئا فإن البطل منكم إذا لـــــم يفعل ذلك ثم أتــى أخاه فرآه يسأل ]ق 47 أ[ غالمه ظن أنه من أجل الطعام فيظل متعلق القلب حتى ى؛ فقال له: يطعم. ودخل على الحجاج صاحب شرطته وهو يتغذفيه قال: لخالل الغداء! لتباكر إنك قال: فعلت! قد قال: !)1(

هلملهن إن أنا ناجيت أحدا لم ؟ قال؛ أو أصلح اهلل األمير! قال: وما هنيجد مني خوفا. الثانية؛ إن شربت ماء شربته على ثفل. والثالثة؛ إن حضرت قوما على غدائهم حضرتهم ومعي بقية فال تشرئب نفسي

ك! إليه! قال: هلل درغير من أهلك على الغيرة تكثر ال البنه)2(: سليمان وقال ك ريبة فترمى بالشر منك)3( وهي برية. وكان يقال)4(: إن أنكأ لعدوأن للوالي ينبغي ال يقال: وكــان عــدوا. تتخذه أنــك تريه ال أن الفرص :)5( وقال علي التدبير. حسن إال على الوالة يحسد بن الخليل)6( وقال فانتهزوها. بكم مرت فإذا السحاب؛ مر تمر

ووفيات ،((7/(/2 و�للغات �لأ�شماء وتهذيب ،399 �س و�لمعارف ،(29/7 �شعد �بن طبقات عنه: �لأعيان 350/5، وتاريخ �لإ�شالم 307/3، و�شرح �لعيون �س 94)، و�شير �أعالم �لنبالء 383/4.

))) في هام�س �لأ�شل: هلم �إلينا - �أي �أقبل �إلينا.)2) في كتاب �لزهد لالإمام �أحمد �س 40، قال �شليمان بن د�ود لبنه: يا بني! ل تكثر �لغيرة على �أهلك

فترمى بال�شوء من �أجلك و�إن كانت بريئة.)3) كذ� في �لأ�شل.

)4) في نثر �لدر )/293 عن علي: �أنكاأ �لأ�شياء لعدوك �أل تعلمه �أنك �تخذته عدو�. وفي بهجة �لمجال�س )/688 �لقول نف�شه عن �لمغيرة بن �شعبة.

)5) في كتاب �لآد�ب لبن �شم�س �لخالفة �س 4 �أن �لقول �أثر نبوي. وفي عيون �لأخبار 23/2)، ونثر �لدر لالآبي )/289 عن علي: »�لهيبة مقرونة بالخيبة، و�لحياء مقرون بالحرمان، و�لفر�شة تمر مر �ل�شحاب«.

في �لعربية علماء كبير كان و�لزهاد. �لعلماء كبار �لفر�هيدي. من 68)هـ) - �أحمد )00) بن )6) �لخليل

=

=

=

___((7

مه أحمد)1(: الرجال أربعة؛ عالم فيتعلم منه؛ وجاهل ]ق 47 ب[ فعلتؤجر فيه؛ ورجل كان عالما فتلف علمه فذاكره تنفعه وتنتفع به؛ على دخلت إذا يقال: وكان تناظره. فال عالم أنه يريك وجاهل قوم فاجلس حيث أجلسوك فكل قوم أعرف بعوراتهم. وقال عبد اهلل بن الحسن بن الحسن)2( البنه)3(: يا بني! إحذر مشورة الجاهل وإن كان ناصحا كما تحذر مكر العاقل وإن كان عدوا؛ فيوشك أن طك الجاهل بمشورته في إغراره)4( فيسبق إليك مكر العاقل؛ يورومفاجأة حليم مكر تــعــدمــك لن فإنها الــرجــال ومــعــاداة ـــاك وإيإنما والفجور! الفسق ة الفتو ليست الحكماء: بعض قال جاهل. الفتوة طعام مأكول، ونائل مبذول وبشر مقبول، وعفاف معروف، وأذى مكفوف. كانت هند)5( بنت المهلب تقول)6(: إذا رأيت النعم ع�شره، وهو و��شع علم �لعرو�س، وبع�س �أ�ش�س علم �لنحو و�لقر�ء�ت. قارن عنه: �لتاريخ �لكبير 99/3)، و�لمعارف �س )54، وطبقات �بن �لمعتز �س 96، وطبقات �لنحويين �س 47، ووفيات �لأعيان 244/2، و�لبد�ية و�لنهاية 0)/)6)، و�لبلغة �س 79، وطبقات �لقر�ء )/275، وبغية �لوعاة )/557، و�إنباه �لرو�ة

)/)34) )وفي �لحا�شية م�شادر �أخرى)، و�شير �أعالم �لنبالء 429/7.))) عبارة �لخليل ب�شيغة �أخرى في عيون �لأخبار 26/2)، و�أدب �لدنيا و�لدين �س 84، و�لعقد �لفريد 293/2.

�لطالبيين رجال كبار كان من �أبي طالب. بن علي بن �لح�شن بن 45)هـ) - �لح�شن )70 بن )2) عبد�هلل وعلمائهم. وعرف بعالقته �لح�شنة بعمر بن عبد�لعزيز و�ل�شفاح. �شجنه �لمن�شور عندما ثار ولد�ه )44) - 45)هـ)، ومات في �شجنه بالكوفة. قارن عنه: مقاتل �لطالبيين �س 28)، وطبقات �بن �شعد )ن�شرة علي محمد عمر)، م7، �س 474 - 478، وذيل �لمذيل للطبري �س )0)، وتهذيب �بن ع�شاكر 354/7، وتاريخ

بغد�د 9/)43، و�لإ�شابة رقم 6587.�لمو�شى في وهو مخت�شر .366/( �لدر نثر في �لح�شن بن �لح�شن بن لعبد�هلل وبن�شبته بتمامه )3) �لقول )/238 عن 34). وفي نثر �لدر )/245، و�ل�شعادة و�لإ�شعاد �س 9)، ومحا�شر�ت �لر�غب للو�شاء �س

زين �لعابدين. وفي �لخ�شال لل�شدوق )/72 - 73 بن�شبته لعلي بن �أبي طالب.)4) كذ� في �لأ�شل.

)5) بنت �لمهلب بن �أبي �شفرة، و�أخت يزيد، وزوج �لحجاج. عرفت - كما يقال - بميول �إبا�شية.)6) قول هند في �لكامل للمبرد )/260، و�لفا�شل له �س 96، و�أن�س �لم�شجون لبن �لبحتري ]ق 30�أ[.

=

___((8

كر قبل حلول الزوال ]ق 48 أ[. مستدرة فبادرها بتعجيل الشالملوك ذرع ضيق خمسة؛ في تقبح خمسة يــقــال)1(: وكــان وكذب األطباء، ومــرض النساء، وفحش العلماء، وسرعة غضب القضاة. وكان يقال: شر خصال الملوك الجبن عن األعداء، والقسوة على ستر من يقال: وكان اإلعطاء. عند والبخل عفاء، الض على مؤمن فكأنما أحياه. ويقال: الستر لما عاينت أحسن من إذاعة ما ظننت. قال عمرو بن العاص)2( لمعاوية: يا أمير المؤمنين! ال تكونن لشيء)3( من أمور رعيتك أشد تفقدا منك لخلة الكريم أن تعمل في الكريم قلعه؛ واستوحش من اللئيم أن تعمل في ها، ولطغيان سدإذا واللئيم جاع، إذا يصول الكريم فإن الشبعان، واللئيم الجائع

شبع.

))) في غرر �لخ�شائ�س �س 5): »ع�شر خ�شال في �أنا�س �أقبح منها في غيرهم: �لف�شق في �لملوك، و�لكذب في �لق�شاة، و�لخديعة في �لعلماء، و�لغ�شب في �لأبر�ر، و�لغدر في �لأ�شر�ف، و�ل�شفه في �ل�شيوخ، و�لمر�س في �لأطباء، و�لتهزي في �لفقر�ء، و�ل�شح في �لأغنياء، و�لفخر في �لأعز�ء«. و�نظر رو�شة �لعقالء �س )25، و�لبيان و�لتبيين 96/4، وكــــتاب �لآد�ب )�شت خ�شال) �س 54، و�لتــــمثيل و�لمحـا�شرة )�أربع خ�شال) وقارن .455/2 خ�شال) )خم�س �لأبــر�ر ومحا�شرة ،(56/( خ�شال) )�أربع و�لم�شتطرف ،472 �س

بالنمر و�لثعلب �س 76. )2) عمرو بن �لعا�س )-43هـ) بن و�ئل �ل�شهمي. من �أ�شر�ف قري�س. �أ�شلم �أو�ئل عام 8هـ قبل فتح مكة بقليل. �أر�شله �لنبي قائد� لغز�ة ذ�ت �ل�شال�شل بعد �إ�شالمه بقليل. �شارك في فتوح �ل�شام �أيام �أبي بكر وعمر، �إلى معاوية وقاتل معه في �لفتنة �أن عزله عثمان )30هـ). �نحاز في �إلى وفتح م�شر، و�شار و�ليا عليها �شفين، ثم ولي له م�شر عام 39هـ وحتى وفاته. كان ذ� دهاء وحلم. قارن عنه: طبقات �بن �شعد 254/4، 493/7، ون�شب قري�س �س409، و�لمحبـــر �س 77، )2)، )7)، و�لتــــاريخ �لكبــير 303/6، و�لـمعارف و�لنهاية و�لبد�ية ،235/2 �لإ�شالم وتاريخ ،((5/4 �لغابة و�أ�شد ،((84 رقم و�ل�شتيعاب ،285 �س

24/8 - 27، و�شير �أعالم �لنبالء 54/3 - 77.)3) في �لأ�شل: ب�شيء.

___((9

هري)1( ذنبا فساح فاستوحش من أهله قال المدائني! قارف الزفلقيه علي بن الحسين فقال له: يا زهري! لقنوطك ]ق 48 ب[ من ذنبك! رحمة ربك التي وسعت كل شيء أعظم إليك من إكبارك فقال الزهري: اهلل أعلم حيث يجعل رساالته)2(. قال بعض األكابر لبنيه: ال يمنعكم من الدواب خوف مؤونتها فإن اهلل لم يخلق دابة

إال خلق لها رزقها فإن جعلها لكم رزقها عندكم.والفقه واألدب العلم العبد: بها يسود أربــع يــقــال)3(: وكــان واألمانة. وكان يقال: جالس الكبراء وناطق الحكماء وسائل العلماء؛ فإن مؤاخذتهم كريمة ومجالستهم غنيمة، ومحبتهم سليمة. وكان يقال)4(: أربع ال ينبغي لشريف إن يأنف منهن وإن كان أميرا؛ قيامه عن مجلسه ألبيه، وخدمته للضيف، وقيامه على فرسه وإن كان له األحبار)5( أقبل كعب علمه. من ليأخذ للعالم عبد، وخدمته مائة

))) �لزهري ))5 - 24)هـ) محمد بن م�شلم بن �شهاب �لمدني. نزيل دم�شق. �شحب بني �أمية منذ �أيام عبد�لملك بن مرو�ن وحتى �أيام ه�شام. وهو من كبار �لمحدثين و�لفقهاء و�لأخباريين. قارن عنه: طبقات خليفة �س )26، و�لتاريخ �لكبير )/220، وتاريخ �لف�شوي )/620، ومعجم �لمرزباني �س 345، وحلية �لأولياء 360/3 -

)38، ووفيات �لأعيان 77/4)، وتاريخ �لإ�شالم 36/5)، و�شير �أعالم �لنبالء 326/5 - 350.نثر �لعابدين. وفي 4/5)2، عن زين 07/9)، وطبقات �بن �شعد )�شادر) و�لنهاية �لبد�ية )2) �لق�شة في �لدر )/347، و�لبيان و�لتبيين 68/3) عن زيد بن علي. و�لإ�شارة �إلى قوله تعالى )�شورة �لأنعام 24)):

)و�هلل �أعلم حيث يجعل ر�شالته).)3) �لقول بغير عزو في عيون �لأخبار )/224، و�لعقد �لفريد 288/20، ولباب �لآد�ب �س 229، ومحا�شن

�لبالغة للتدميري ]ق 24ب[.)4) �لقول في �لتمثيل و�لمحا�شرة �س 470، وكتاب �لآد�ب لبن �شم�س �لخالفة �س 50، وقارن بقول م�شابه

من�شوب لعبد�لملك بن مرو�ن في �لتذكرة �لحمدونية �س 5).)5) كعب �لأحبار )532هـ) بن ماتع �لحميري. عالم يمني يهودي. �أ�شلم �أيام �أبي بكر، وقدم �لمدينة �أيام عمر =

___(20

إلى عمر بن الخطاب) )1 فأدناه إلى جانبه فتنحى قليال؛ فقال له عمر ]ق 49 أ[: ما منعك من الجلوس إلى جانبي؟ قــال)2(: يا أمير المؤمنين! ألني وجدت في حكمة لقمان فيما وصى ابنه أن قال: يا بني! إذا قعدت إلى ذي سلطان فليكن بينك وبينه مقعد رجل فلعله ى له عن مجلسك أن يأتيه من هو آثر عنده منك فتحتاج أن تتنحفيكون ذلك نقصا عليك وشينا. وقال كعب األحبار)3(؛ مكتوب في يعطيهم ممن الناس إلى أحب تكن بسطا وجهك ليكن التوراة: الذهب والفضة، واشكر لمن أنعم عليك وأنعم على من شكر لك والشكر كفرت؛ إذا لها إقامة إذا شكرت وال للنعم فإنه ال زوال زيادة في النعم، وأمان من الغير. قال بعض حكماء الفرس البنه: يا بني! خير ما تكون أن تكون مع من هو خير منك وإن غنما حسنا أن يكون عشيرك وخليطك أفضل منك في العلم فتقتبس من علمه ]ق 49 ب[، وأفضل منك في المال فيفيدك من ماله، وأفضل منك

في الدين فتزداد صالحا بصالحه.

364/5، وذيل �لمذيل �لغابرة. توفي بحم�س. قارن عنه: حلية �لأولياء �أخبار �لأمم �لتابعون فاأخذ عنه �س87، وتذكرة �لحفاظ )/49، و�لإ�شابة رقم 7498، و�لنجوم �لز�هرة )/90.

))) عمر بن �لخطاب )3) - 23هـ) �لعدوي �لقر�شي. �أحد كبار �أ�شحاب �لنبي ، وو�لد زوجته حف�شة �أم (87/( �لطبري تاريخ قارن عنه: �لديو�ن. و�أ�ش�س �لفتوح، فاأكمل بكر �أبي بعد �لخالفة ولي �لموؤمنين. وما بعدها، ومروج �لذهب وتاريخ �ليعقوبي 7/2))، وحلية �لأولياء )/38، و�لإ�شابة رقم 5738، و�أخبار و�أخبار - (9/3 �لأثير �بن وتاريخ ،88/5 و�لتاريخ و�لبدء ،259/( �لخمي�س وتاريخ ،(05/( �لق�شاة

عمر و�بن عمر للطنطاويين.)2) �لمحاورة في نثر �لدر )بوغانمي) �س )) رقم 75. وفي �شرح نهج �لبالغة 325/20 ن�شبة �لقول لعلي بن

�أبي طالب.)3) �لقول في �لمو�شى للو�شاء �س 29.

=

___(2(

قال مكحول)1(: التقى يحيى بن زكريا عليهما السالم عيسى بن مريم فضحك عيسى في وجه يحيى وصافحه وعبس يحيى. فقال يحيى: ابن خالتي! مالي أراك ضاحكا كأنك قد أمنت؟ فقال له عيسى: يا ابن خالتي! مالي أراك عابسا كأنك قد يئست؟! فأوحى كما لصاحبه. قال أعرابي)2(: من استطاع اهلل إليهما: أحبكما إلي أبشأن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق أن ال ينزل به من المكروه ما نزل بغيره: العجلة واللجاجة والعجب والتواني، فثمرة اللجاجة الحيرة، وثمرة العجلة الندامة، وثمرة العجب البغضة، وثمرة التواني

الذلة.

))) مكحول )-4))هـ) �لدم�شقي. م�شري �لمولد، هذلي �لمو�لة. �أقام بال�شام حتى �شار عالمها ومفتيها. قارن عنه: طبقات �بن �شعد 453/7، و�لتاريخ �لكبير 8/)2، وحلية �لأولياء 77/5)، ووفيات �لأعيان 280/5،

وتاريخ �لإ�شالم 23/5، و�لبد�ية 305/9، وتذكرة �لحفاظ )/07)، و�شير �أعالم �لنبالء 55/5).)2) �لقول غفل في كتاب �لآد�ب لبن �شم�س �لخالفة �س 50. وفي رو�شة �لعقالء �س 92) ن�شبته �إلى خالد بن برمك. وهو من حكم �لفر�س في �لحكمة �لخالدة �س 53، ونثر �لدر )بوغانمي) رقم 56 �س 38. ومن حكم )/276؛ »كانت و�لذخائر �لب�شائر �أ[. وفي 22 ]ق لعبد�لرحمن بن عبد�هلل �لملوك �شيا�شة �لروم في �لفر�س تقول: من قدر �أن يتحرز من �أربع خ�شال لم يكن في تدبيره خلل، �لحر�س، و�لعجب، و�تباع �لهوى، و�لتو�ني. لقد �شدقت �لفر�س في هذ�. و�لأمم كلها �شركاء في �لعقول و�إن �ختلفو� في �للغات. ول �أحد نطح �إلى �لكمال، وتطاول �إلى �لف�شل، �إل وهو يعلم �أن �لحر�س ي�شلب �لحياء، و�لعجب يجلب �لمقت، و�تباع �لهوى

يورث �لف�شيحة، و�لتو�ني يك�شب �لند�مة«.

___(23

الب�ب ال�س�بعفي ال�سوؤدد والمروة من ذوي الف�سل والفتوة

]ق 50 أ[ قال النبي )1(: تجافوا من عقوبة ذي المروءة ما لم د على ، فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. وكانت)2( العرب تسو يقع حدد من د ذا رأيها، وأما ربيعة فكانت تسو أشياء؛ أما مضر فكانت تسود ذا النسب؛ وكانت)3( الجاهلية أطعم الطعام، وأما اليمن فكانت تسووالنجدة، السخاء، خــصــال: ســت فيه تكاملت مــن إال د تــســو ال والبيان، والموضع؛ وصارت في اإلسالم سبعا والصبر، والحلم، بالعفاف. قيل لقيس بن عاصم المنقري)4(: بم سدت قومك؟ قال: عمران محمد بن قال المولى. ونصر األذى، وكف الندى، ببذل

))) ورد �لحديث من طرق عدة تبلغ به درجة �ل�شحة؛ قارن بفي�س �لقدير )/)24 - 242، و�للباب في �شرح �ل�شهاب �س 37). و�نظره في �لعقد �لفريد )/225، ونثر �لدر )/63)، ومجمع �لزو�ئد 5/8).

فت�شود فاأما م�شر �أ�شياء مختلفة؛ ت�شود على �لعرب كانت »قال عو�نة: 2/)22؛ و�لذخائر �لب�شائر )2) في �أ�شنها. و�أما ربيعة فت�شود من �أطعم منها. و�أما �ليمن فت�شود على �لن�شب«.

)3) هذ� �لق�شم من �لن�س في �لب�شائر و�لذخائر 302/3، وبهجة �لمجال�س )/)60 - 602، ورو�شة �لعقالء �س 250 عن �أبي عمرو بن �لعالء. وقارن بن�شو�س م�شابهة في بهجة �لمجال�س )/))6، وغرر �لخ�شائ�س

�س))، ومحا�شن �لتدميري ]ق 25�أ[، و�شيا�شة �لملوك لعبد�لرحمن بن عبد�هلل ]ق 5)�أ[.)4) هذ� �لـــقول فـــي عيون �لأخبار )/225، و�لأغاني 4)/72، و�لعقد �لفريد 286/2، وغــــرر �لخ�شائ�س �لعا�س. وهو غفل في محا�شن 97/2 عن عبد�هلل بن عمرو بن �لدر نثر �لقول في وبع�س هذ� .(2 �س

�لبالغة للتدميري ]ق 25�أ[.

___(24

التيمي)1(: ما من شيء أشد من حمل المرؤة! قيل: أي شيء المرؤة؟ ر تستحيي منه في العالنية ]ق 50 ب[. قال قال: ال تقل شيئا في السهشام بن محمد الكلبي)2(؛ كان سلم بن نوفل الديلي سيد بني كنانة فجرح رجل ابنه فأتي به فقال له: ما أمنك من انتقامي؟ قال: فلم دناك إال لتكظم الغيظ، وتعفو عن الجاني، وتحلم عن الجاهل، سو

وتحتمل المكروه؟! فخلى سبيله؛ وفيه يقول الشاعر:د أقـــــــوام وليســـوا بســـادة بل السيد المعروف سلم بن نوفل يسو

فقال بينهم؛ السؤدد فتذاكروا قوم جلس األصمعي)3(؛ قال ا أنا فمخبركم عن نفسي من غير تزكية عبد العزيز بن مروان)4(: أمفيده عنده معروفي أضــع حتى نفسه من أمكنني الرجل إذا لها؛ أبــذل فلم الــرجــل جاءني من خــوف يــدي عنده، وإذا عندي مثل دمي دون دمه، فقد قصرت بحسبي، ولو أن أهل البخل لم يدخل عليهم من بخلهم إال سوء ]ق 51 أ[ ظنهم بربهم في الخلف لكان

،3(5 �س و�لدين �لدنيا و�أدب ،295/2 �لأخبار عيون في غفل �أو �إليه بن�شبته عمر�ن بن محمد ))) قول و�لتمثيل ،225 �لإمارة �س �أدب �إلى و�لإ�شارة ،(3 �لخ�شائ�س �س )/)30، وغرر �لأدباء ومحا�شر�ت و�لمحا�شرة �س 422، و�لك�شكول للعاملي 379/2. وهو من�شوب لك�شرى �أنو�شرو�ن في عين �لأدب و�ل�شيا�شة

�س 8)) )تحت). ولبن عمر في �لمو�شى �س 38.)2) �لق�شة في �لعقد �لفريد 288/2، وبهجة �لمجال�س )/603، و�لب�شائر و�لذخائر 483/3، ومفيد �لعلوم �س 342 - 343. و�لبيت في �لكامل للمبرد )ن�شرة مبارك و�شاكر) )/3))، و�لمكارم و�لمفاخر �س 5).

)3) قول عبد �لعزيز بن مرو�ن في �لعقد �لفريد )/230، و�إحياء علوم �لدين 247/3.�أخاه عبد�لملك خليفته، وجعل عبد �لعزيز من )4) عبد �لعزيز )-85هـ) بن مرو�ن بن �لحكم. جعل مرو�ن �أخيه بعده. وقد ظل عبد �لعزيز و�ليا على م�شر زهاء ع�شرين عاما؛ وعرف بالجود و�لحلم. وتوفي قبل عبد �لملك )86هـ) �لذي �شارع ل�شتخالف ولديه �لوليد و�شليمان. ثم جاء ولد عبد �لعزيز - عمر - خليفة وولة ،355 و�لمعارف �س ،236/5 �شعد �بن قارن عن عبد �لعزيز: طبقات )0)هـ). - بعد )99 من م�شر وق�شاتها �س48، وتاريخ �لإ�شالم 274/3، و�لبد�ية و�لنهاية 57/9، و�شير �أعالم �لنبالء 249/4.

___(25

عظيما. قال عبد اهلل بن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنهما)1(: إنا نعد المروءة. المال: وإصــالح العفاف ونعد السؤدد، والحلم: الجود سأل معاوية الحسن بن علي)2( عليهما السالم عن الكرم والمروءة ع بالمعروف، واإلعطاء قبل السؤال، والنجدة؛ قال)3(: أما الكرم فالتبرواإلطعام في المحل؛ وأما النجدة فالذب عن الجار في المواطن، دينه، وإحــرازه الرجل فحفظ المروءة الكريهة؛ وأما واإلقــدام في السالم. وإفشاء الحقوق، وأداء لضيفه، وقيامه نس، الد من نفسه واألدب والعفة العقل أشياء: بأربعة الرجل يسود يقال)4(؛ وكان الغداء، بمباكرة عليكم يقول)6(: هبيرة)5( بن عمر وكــان والعلم.

))) قول �بن عمر في �لكامل للمبرد )ن�شرة مبارك و�شاكر) )/45، ونثر �لدر 93/2، وبهجة �لمجال�س )/)60، و�لب�شائر و�لذخائر 2/)22. وقارن ببهجة �لمجال�س )/)64.

)2) �لح�شن بن علي )3 - 50هـ) بن �أبي طالب. �شبط �لنبي من �بنته فاطمة �لزهر�ء. ��شتخلفه �لم�شلمون �إلى �لكوفة وغادر �لم�شلمين، لكلمة جمعا لمعاوية تنازل لكنه علي؛ �لموؤمنين �أمير و�لده ��شت�شهاد بعد �لمدينة حيث بقي حتى وفاته. كان جو�د� �شيد� �شهما. قارن عنه: ن�شب قري�س �س 46، و�لمحبر �س 8) - 9)، و�لتاريخ �لكبير 286/2، وحلية �لأولياء 35/2، و�ل�شتيعاب )/383، وتاريخ بغد�د )/38)، و�أ�شد �لغابة 9/2، وتهذيب تاريخ دم�شق 202/4، وتهذيب �لأ�شماء و�للغات )/)/58)، ووفيات �لأعيان 65/2،

وتاريخ �لإ�شالم 6/2)2، و�شير �أعالم �لنبالء 245/3، وتاريخ �لخلفاء �س 87).وغيرها. �لم�شائل �لح�شن عن هذه �بنه �شاأل عليا �أن 83 - 82 �س للق�شاعي �لحكم معالم د�شتور )3) في في علي بن �لح�شن وعن .246/3 �لدين علوم �إحياء في ومعاوية �لح�شن بين هنا هي كما و�لمحاورة

�لب�شائر و�لذخائر 206/4.)4) �شبق تخريج قول م�شابه في �لباب �ل�شاد�س.

)5) عمر بن هبيرة )-07)هـ) بن معاوية �لفز�ري. عمل بالإد�رة �لأموية بال�شام و�لعر�ق. وولي �لعر�قين ليزيد بن عبد�لملك عام 03)هـ، وعزله ه�شام بخالد �لق�شري عام 06)هـ. قارن عنه: �لمعارف �س 408، وتاريخ

�لإ�شالم 76/4)، و�شير �أعالم �لنبالء 562/4.)6) قول �بن هبيرة في �لمو�شى �س 39 - 40.

___(26

المرة، وتعين على النكهة، وتطفئ فإن فيها ثالث خصال؛ تطيب ]ق 51 ب[ تتوق ال قال: المروءة؟ على تعين له: فقيل المروءة. نفسه إلى طعام غيره. وقال اإلمام علي بن أبي طالب عليه السالم: ست من المروءة؛ ثالثة في الحضر وثالثة في السفر. فأما التي في الحضر فتالوة كتاب اهلل، وعمارة مساجد اهلل، واتخاذ اإلخوان في فر فبذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير اهلل. وأما التي في الس

. معاصي اهلل

___(27

الب�ب الث�منفي ح�سن الخلق من الخلق

ببسط فسعوهم الناس بأموالكم تسعوا النبي )1(: »لن قال الوجه والخلق الحسن«. وقال النبي )2(: »خيركم أحسنكم أخالقا الذين يألفون ويؤلفون« . وأتاه رجل فقال)3(: يا رسول اهلل! ما أفضل األعمال؟ فقال: »حسن الخلق« . ويقال)4(: في سعة األخالق كنوز

األرزاق؛ وحسن الخلق اكتساب محمدة ودفع ضغينة ]ق 52 أ[.قال خلف األحمر)5(، وصف لي رجل أخا له؛ فقال: كنت ال تراه الدهر إال وكأنه ال غنى به عنك وأنت إليه أحوج، وإذا أذنبت

))) في مجمع �لزو�ئد 22/8، وفي�س �لقدير 557/2: »�إنكم ل ت�شعون �لنا�س باأمو�لكم، ولكن لي�شعهم منكم �أبي هريرة. كما �أخرجه �لحاكم في �لم�شتدرك، و�أبو نعيم ب�شط �لوجه، وح�شن �لخلق - رو�ه �لبز�ر عن و�لم�شتطرف ،595/( �لمجال�س بهجة و�نظره في �لإيمان. وهو ح�شن«. �شعب و�لبيهقي في �لحلية، في

)/5))، ومحا�شر�ت �لأدباء 577/2، و�لجلي�س �ل�شالح �لكافي )/508.)2) �لأثر في �أدب �لدنيا و�لدين �س 237.

)3) �لأثر في �آد�ب �لع�شرة �س 4).)4) �لقول غفل في �أدب �لدنيا و�لدين �س 237، و�أن�س �لم�شجون لبن �لبحتري ]ق 45 �أ[.

باللغة كبير� عالما كان بــردة. �أبي بن لبالل مولى �لأ�شل، غدي �ش �لأحمر. حيان بن )-80)هـ) )5) خلف و�لغريب و�ل�شعر؛ وفي توثيقه خالف. قارن عنه: �لفهر�شت �س 55، و�ل�شعر و�ل�شعر�ء 763/2، وتهذيب ،403/2 و�لمزهر ،554/( �لوعاة وبغية ،66/(( �لأدبــاء ومعجم ،348/( �لرو�ة و�إنباه ،4/( �للغة

و�لبلغة للفيروز �أبادي �س77.

___(28

قال المسيء. وكأنه أحسن إليه أســأت وإن المذنب، وكأنه غفر المدائني؛ كان سليمان بن عبد الملك يقول)1(: أكلنا الطيب ولبسنا ة إال صديق أطرح معه فيما بيني اللين، وركبنا الفاره؛ فلم يبق لي لذ

ظ. وبينه مؤونة التحفوقد قال النبي )2(: حسن الخلق يمن، وسوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة، والصدقة تدفع ميتة السوء. شكى بعض األنبياء إلــى ربــه عز وجــل ســوء خلق امــرأتــه فأوحى إليه إنــي قد جعلت من ثالث :)3( الخطاب بن وقال عمر األذى. من ك حظ ذلك وورع الجاهل، جهل به يرد حلم اإليمان؛ ينفعه لم فيه تكن لم الناس. وسئل به يــداري المحارم ]ق 52 ب[، وخلق يحجزه عن عمر بن الخطاب )4(: يا أمير المؤمنين! من السيد؟ قال: الجواد حين يسأل، الحليم حين يستجهل، الكريم المجالسة لمن جالسه،

الحسن الخلق لمن جاوره.

))) عبارة �شليمان بن عبد �لملك في �لكامل للمبرد )/202.)2) في في�س �لقدير 385/3: »ح�شن �لملكة نماء، و�شوء �لخلق �شوؤم، و�لبر زيادة في �لعمر، و�ل�شدقة تمنع بهجة في �لحديث و�نظر ح�شن. وهو ورفعه مكيث بن ر�فع عن و�لطبر�ني �أحمد �أخرجه �ل�شوء«. ميتة

�لمجال�س )/594. )3) قول عمر غفل في محا�شن �لبالغة للتدميري ]ق 24 �أ[.

)4) قول عمر في �شر�ج �لملوك �س 52)، وعيون �لأخبار 225/2.

___(29

الب�ب الت��سعفي ف�سل الم�سورة والراأي من ذوي الآراء

قال النبي : »المستشار بالخيار إن شاء قال، وإن شاء سكت ومن شاور هلك، برأيه استبد من :)1( علي وقال . فلينصح« ال يقول)2(: قيس بن األحنف وكان عقولها. في شاركها الرجال األسير يروى، وال العطشان حتى يشبع، وال الجائع حتى يشاور

حتى يطلق، وال المضل حتى يجد، وال الراغب حتى ينجح.قال زياد لحاجبه عجالن: أدخل علي رجال عاقال حتى أشاوره إن فقال: تعني! مــن أ[ أعــرف ]ق 53 ــري! فقال: ال أم في بعض العاقل ال يخفى في شكله وكالمه وهيئته! قال: فخرج فلقي رجال له فقال فدخل! ادخــل! له: فقال القامة؛ مديد الوجه، حسن بهيا زياد: إني أريد مشاورتك في أمر! فقال: إني جائع وال رأي لجائع! فقال: أحضروه الطعام! فلما قضى حاجته منه، قال له: هات! فقال:

420/2. وهو غفل في 94/2، و�لعقد �لفريد ))) �لقول بن�شبته �إلى �لإمام علي في ديو�ن �لمعاني للع�شكري ت�شهيل �لنظر للماوردي، وغرر �لخ�شائ�س )ط. �شعب) �س 94، وفي �ل�شعادة و�لإ�شعاد �س 424، و�شيا�شة �لملوك لعبد�لرحمن بن عبد�هلل ]ق 25�أ[، و�شرح نهج �لبالغة 20/)3، و�لإ�شارة �إلى �أدب �لإمارة �س 63، و�لمجتنى لبن دريد �س 45، و�لحكمة �لخالدة لم�شكويه �س 98)، و�أدب �لدنيا و�لدين �س 289 عن علي:

»�ل�شت�شارة عين �لهد�ية. وخاطر من ��شتغنى بر�أيه. ومن �أعجب بر�أيه �ختل، ومن ��شتغنى بعقله زل«. )2) قول �لأحنف في بهجة �لمجال�س )/450.

___(30

المتوضأ. أدخله عجالن! يا فقال لحاقن)1(! رأي وال حاقن إني فلما خرج سأله عن أمره فما قال له شيئا إال وأحسن الجواب عنه. وال بفعلك، فيقصر بخيال مشورتك في تدخل ال يقال: وكــان)2( يرجى، فإن فك ما ال تخاف، وال حريصا فيعدد ما ال جبانا فيخون. وكان البخل والجبن والحرص طبيعة واحدة يجمعها سوء الظنت النعم بمثل يقال)3( ما استنبط الصواب بمثل المشورة، وال حصالمواساة، وال اكتسبت البغضة بمثل الكبر ]ق 53 ب[. استشار أبو جعفر المنصور سلم بن قتيبة)4(؛ فقال له)5(: ما تقول في أبي مسلم؟ وقال حسبك!. قال: چ فقال)6(:چ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې ېې

الشاعر مادحا لبعضهم:بــه ـــــان الــعــيـــ يعيــا مــا ــرأي ـــ ـــ ــال ب يصيــب

ــقــرب والــمــنــتــوى والــريــث والــعــجــل فــي القــدرتــــــه أيــــــــــــــام أضغــانــــه تمـــــوت

الخطـــــل فاحـــش تنسي الحـــر ومكنـــة

))) قارن عن �لمثل: �لأمالي للقالي 2/)0).)2) �لقول في بهجة �لمجال�س )/)45، وغرر �لخ�شائ�س �س 58.

�إلى وبن�شبتها .607 �س للثعالبي �لفر�س ملوك �أخبار غرر في �أنو�شرو�ن ك�شرى �إلــى بن�شبتها )3) �لفقرة �ي�شخيلو�س في �شو�ن �لحكمة �س 82). وهي غفل في �لأ�شد و�لغو��س �س 89، وعيون �لأخبار )/275،

ومجال�س ثعلب )/88)، و�لب�شائر و�لذخائر 584/2، وعين �لأدب و�ل�شيا�شة )ن�شرة 302)هـ) �س )2.)4) �شلم )-9)4هـ) بن قتيبة بن م�شلم �لباهلي. �شحب �لح�شن و�بن �شيرين ف�شد� �شيئا من �لحديث و�لعربية. ولي �لب�شرة لمرو�ن بن محمد، ثم ولي �لوليات لل�شفاح و�لمن�شور. قارن عنه: �أن�شاب �لأ�شر�ف )�لدوري)

72/3) - 78)، و�لكامل لبن �لأثير 8/5)2، و�لنجوم �لز�هرة 2/)).)5) �لمحاورة في �أن�شاب �لأ�شر�ف )�لدوري) 0/3)2، ومحا�شر�ت �لأدباء )/30.

)6) �شورة �لأنبياء: 22: چ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې ېې ې ى ى ائ ائ ەئ چ.

=

___(3(

الــرأي الحسن.وقال عبد العلم نعم وزيــر وقــال األوزاعــي: إلي من أن مــروان)1(: ألن أخطئ وقد استشرت أحب الملك بن المقدم فأمضيه عن غير مشورة، ألن برأي استبددت أصيب وقد على رأيه يزري به أمران: تصديقه رأيه الواجب عليه تكذيبه، وتركه

من المشورة ما يزداد في أمره بصيرة. وقد قال الشاعر)2( ]54 أ[:

ــــفــــاذه إن ـــــل ـــــك أش األمـــــــر إن ه ـــــرك فــــي ســـــر ـــــأم فـــــشـــــاور بــا ربـــمـــا فــــرح الــنــاصــحــون ــي ف

الــرجــال المستشير يلبث وال

ســبــيــال فسيحا ــه مــن تــــر ولــــم النصيحا اللبيب أخــاك أخــاك

وأبدوا من الرأي رأيا صحيحايستريحا أن شــــاور هـــو إذا

))) �لقول في بهجة �لمجال�س )/455، و�شيا�شة �لملوك لعبد �لرحمن بن عبد �هلل ]ق 25ب[.مع و�نظرها .58 �س �لخ�شائ�س وغرر ،456/( �لمجال�س وبهجة ،75 �س �لآد�ب لباب في )2) �لأبيات

�ختالف في بد�ئع �ل�شالك )/494.

___(33

الب�ب الع��سرفي ف�سل ال�سخ�ء والجود المف�سل في الوجود

روي عن النبي أنه قال، أشد األعمال ثالثة: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة األخ من مالك، وذكر اهلل تبارك وتعالى على كل حال. أوحى)1( اهلل تعالى إلى موسى ال تقتل السامري فهو سخي. ]ق 54 ب[ وقال علي )2(: إنما أمهل فرعون مع دعواه لسهولة إذنه وبذل طعامه. وقيل للحسن)3( البصري رحمه اهلل)4(: من الجواد؟ قال: الذي لو كانت الدنيا له فأنفقها لرأى بعد ذلك عليه

حقوقا. قال الشاعر)5(:

))) �لن�س في �إحياء علوم �لدين 246/3، و�ل�شهب �لالمعة لبن ر�شو�ن ]�لباب �لثالث ع�شر[، ولباب �لآد�ب �س 84، و�لب�شائر و�لذخائر 558/3.

)2) م�شاألة �شخاء فرعون باألفاظ مقاربة في مفيد �لعلوم �س 335، 7)4، 448، و�شيا�شة �لملوك لعبد�لرحمن بن عبد�هلل ]ق 9�أ[. و�لمكارم و�لمفاخر �س 9. وهي بلفظها كما هنا في �لب�شائر و�لذخائر 2/))7.

�لتابعين وزهاد �لب�شرة في �لقرن �أبي �لح�شن �لب�شري، من م�شاهير علماء 0))هـ) بن )3) �لح�شن )22 - �لأول �لهجري. ظل خم�شين عاما رجل �لعلم و�لعمل غير مد�فع بالب�شرة و�لعر�ق. قارن عنه: طبقات �بن �شعد 56/7)، و�لزهد لالإمام �أحمد �س 258، و�لتاريخ �لكبير للبخاري 289/2، و�لمعارف �س 440، و�أخبار �لق�شاة 3/2، و�لحلية 2/)3)، وطبقات �ل�شير�زي �س 87، ووفيات �لأعيان 69/2، وتهذيب �لأ�شماء و�للغات )/)/)6)، وتاريخ �لإ�شالم 98/4، و�شير �أعالم �لنبالء 563/4، و�لبد�ية و�لنهاية 266/9، ولبن �لجوزي �شيرة له. )ن�شرها ح�شن �ل�شندوبي )93)). ولإح�شان عبا�س در��شة عنه ))95)). وقارن عن �شخ�شيته

ومو�قفه و�لدر��شات �لحديثة عنه در��شتي بالألمانية )977)): ثورة �بن �لأ�شعث و�لقر�ء �س 349، 403.)4) �لقول في لباب �لآد�ب �س 84 عن �لح�شن بن علي.

)5) �لبيتان في �لكامل للمبرد 482/2 من�شوبين لعبد�هلل بن �لح�شن بن �لح�شن. وهما في �لب�شائر و�لذخائر 590/2 لورد بن عا�شم �لمبر�شم.

___(34

ــا ولــيــس عليه حــق يـــرى حــقوقد كان الرسول يرى حقوقا

الجميل فالحسن قال ومهما ــرســول عــلــيــه ألهــلــهــا وهـــو ال

واحــد يناديان وملكان إال صباح من »مــا : النبي وقــال بالمشرق وآخر بالمغرب)1(: اللهم أعط منفق ماله خلفا، وممسك الحارث بن زفر)3( بن الهذيل ل تحم المدائني)2(، قال تلفا«. ماله ديات فأتى يزيد بن المهلب؛ فقال: أصلحك اهلل إنه قد عظم شأنك عن أن يستعان عليك، ولست ]ق 55 أ[ تصنع شيئا من المعروف أن العجب وإنما تفعل، أن العجب وليس منه، أعظم وأنــت إال لها تحم التي الديات في يعينه أن فسأله قال: حاجتك! تفعل! ال لها عنه كلها وأمر له بماية ألف درهم. فقبل الديات ولم يقبل فتحمالماية ألف؛ وقال: ليس هذا موضعها!. وكان يقال: اعتذار من منع أحسن من وعد ممطول. وقال حذيفة)4( بن اليمان: رب رجل فاجر

))) �لخبر في محا�شر�ت �لأدباء 594/2، ومكارم �ل�شريعة �س 64).�لفريد �لعقد وفي زفر. بن �لهذيل 85 عن - 84 �لآد�ب �س ولباب ،(24/3 �لأخبار )2) �لق�شة في عيون

)/255، وغرر �لخ�شائ�س �س 56) عن �لكوثر بن زفر.)3) �لهذيل �أحد ثالثة �أبناء لزفر بن �لحارث )توفي حو�لي 75هـ) �شيد قي�س في زمانه. و�لهذيل �أكبرهم. قاتل زفر مع معاوية ب�شفين؛ لكنه وقف مع �ل�شحاك بن قي�س �شد �لمرو�نيين يوم مرج ر�هط )65هـ). وقد �ن�شحب بعدها �إلى قرقي�شياء حيث �عت�شم حتى ��شطر عبد�لملك بن مرو�ن لم�شالحته حو�لي �لعام 70هـ. وهو بطل حروب قي�س وتغلب وقي�س وكلب بين 59 و73هـ. قارن عنه: �لموؤتلف و�لمختلف لالآمدي �س 89)، وتهذيب تاريخ دم�شق 379/5 - )38، و�شرح �شو�هد �لمغني 2/)93، وخز�نة �لأدب 372/2 - 373. وقارن عن دوره في

�ل�شر�ع مع �لمرو�نيين وفتنة �لجزيرة: �أن�شاب �لأ�شر�ف للبالذري 5/)30 - )33.ر�شول �شر �شاحب �لم�شادر ت�شميه .لنبي� �أ�شحاب كبار �أحد �لعب�شي. �ليمان بن )-35هـ) )4) حذيفة �هلل لما يقال من �أن �لنبي �أطلعه على مجرى حياة �لأمة بعده، و�أمار�ت يوم �لقيامة، وما يكون في حياة �لم�شلمين من فتن وكو�رث. قارن عنه: �ل�شتيعاب )/333 - 335، وطبقات خليفة �س 9). ودر��شتي:

�بن �لأ�شعث و�لقر�ء )977)) �س7)3 - 8)3.

___(35

الحسن دعا بسماحته)1(. الجنة دخل معيشته في أخــرق دينه في درهمين فأعطاه يسوي شاربه بالدار)2( اهلل حجاما البصري رحمه فقيل له في ذلك فقال: ال تدنقوا فيدنق عليكم)3(. قال األصمعي)4(: عراء كتب الحسن إلى الحسين عليهما السالم يعيب عليه إعطاء الش

فكتب إليه: خير المال ما وقي به العرض.ـــن حــيــان ــمــلــك عــثــمــان ب ــد ال ـــن عــب ـــد)5( ب ـــولـــي اســتــعــمــل الالمري)6( على غزاة)7( ]ق 55 ب[ البحر وأمره بالنفقة)8(. فلما ولي أخوه سليمان بن عبد الملك عزله وأغرمه من ذلك المال ألف)9( الغرم؛ فقالوا: ألف درهم. قال: فاجتمعت رجال من قيس لذلك

))) قول حذيفة في لباب �لآد�ب �س 85.)2) �لكلمة غير و��شحة في �لأ�شل.

)3) �لمحاورة في محا�شر�ت �لأدباء 588/2، ومحا�شن �لتدميري ]ق 25ب[، وفي �شيرة �لح�شن �لب�شري لبن �لجوزي �س 24: »و�شمع �لح�شن رجال يحا�شب �آخر ويقول: بقي لي عليك د�نق! فقال: ل تدنقو� فيدنق �هلل

عليكم. لعن �هلل �لد�نق ومن دنق �لد�نق«. و�نظر قول �لح�شن في لباب �لآد�ب �س 85. )4) �لن�س في �لم�شتطرف )/6)، و�إحياء علوم �لدين 247/3.

)5) �لوليد بن عبد�لملك )86 - 96هـ) بن مرو�ن بن �لحكم. ولي �لأمر بعد و�لده عبد�لملك. وفي عهده بلغت �لدولة �لإ�شالمية �أق�شى �ت�شاعها في �ل�شرق و�لغرب، وهو �لذي بنى �لجامع �لأموي بدم�شق. قارن عنه: 365/3، وتاريخ 72/2))، ومروج �لذهب 27/3، وتاريخ �لطبري 359، وتاريخ �ليعقوبي �لمعارف �س �لإ�شالم 65/4، و�لعبر )/4))، و�شير �أعالم �لنبالء 347/4، و�لبد�ية و�لنهاية 70/9، وفو�ت �لوفيات

254/4، و�لنجوم �لز�هرة )/220، وتاريخ �لخلفاء �س 223.)6) عثمان بن حيان )-50)هـ) �لمري. قي�شي من دم�شق. ولي للوليد بن عبد�لملك �إمرة �لمدينة �لمنورة )93 - 96هـ)، وولي �ل�شائفة ليزيد بن عبد�لملك )03)، 04)هـ). وكان �شجاعا عفيفا فيه جفاء. قارن عنه:

تهذيب �لتهذيب 3/7))، وخال�شة تذهيب �لكمال �س 9)2.)7) �لق�شة في �لعقد �لفريد )/303 - 305.

)8) في �لعقد �لفريد: وله على �لمدينة و�أمره بالغلظة على �أهل �لظنة!)9) في �لعقد: �ألفي �ألف درهم!

___(36

إلى أين تذهبون وبمن تستعينون؟! قال، فقال لهم قائل: هل لكم في يزيد بن المهلب؟ قال: ويزيد يومئذ على شرط سليمان بن عبد الملك وما وراء بابه)1(. قال: فخرجوا حتى دخلوا عليه فتقدم عثمان بن حيان المري صاحب الغرم فقال: زاد اهلل في توفيقك وسرورك! إن الوليد رضي اهلل عنه استعملني على غزاة البحر وأمرني بالنفقة فأنفقت؛ وإن سليمان أمير المؤمنين - مد اهلل في بقائه أغرمني من ذلك المال ألف ألف درهم؛ واهلل ما يسعها مالي وال يبلغها أملي، وقلت يزيد بن المهلب، سيد أهل العراق، وصاحب المشرق ووزير يبقى لتحمل عني من ذلك ما سهل عليك، وما الخليفة، وأتيتك ]ق 56 أ[ واهلل علي ثقيل! قال: ثم سكت. وتقدم فالن القيسي خال نا الوليد بن عبد الملك)2(؛ فقال: أصلحك اهلل! إنه ما خص هذا عموقد أتيناك في أمر لم نجد أحدا ينفرد به وال يساعد من يعين عليه ثم قال: له سواك! فما تدفعه فيك،وإن ما بأكثر فليس تكف فإن م عمر بن هبيرة الفزاري، فقال: أصلحك اهلل! إنا واهلل سكت. وتقدما إليه! واهلل لتخطينا أو خلفك أحــدا دونك الخترناه، لو وجدنا الدخان بأدل على أنه من النار وال العجاج أنه من الرياح من ظاهر أمرك على باطنه وقد أتيناك شفعاء البن حيان في هذا المال؛ فإن تستكثره فقد يظلع ما هو دونه، وإن تستقله فقد ترجى لما هو أكثر

))) بل كان و�ليا على �لعر�قين. قارن بترجمته فيما �شبق.)2) �أم �لوليد بن عبد�لملك ولدة بنت �لعبا�س بن جزء �لعب�شي، قارن بن�شب قري�س �س 62)، وجمهرة �أن�شاب

�لعرب �س 239، فربما كانت �شحة �لن�شبة: �لعب�شي؛ على �أن عب�شا على �أي حال من قي�س.

___(37

منه! قال، ثم سكت، وتقدم زفر الكالبي، فقال: أصلحك اهلل! إنا واهلل لم نزنك بأحد الملوك إال رجحت به ولم نقسك بأحد منهم بلغتها وقد إال أحد يبلغها غاية وال عليه، ]ق56ب[ ارتفعت إال م، وقد أتيناك شفعاء البن حيان م وحقك فيها معظ وأنت فيها مقدفي هذا المال واهلل ما العجب من أن تفعل ولكن العجب من أن ال تفعل وأنت أنت! قال: فقال أبو خالد: مرحبا بكم وأهال! إن خير المال ما وقي به العرض، وإنما لي من مالي ما فضل عن النوائب، إليه! فاحتكموا! ولو علمت أحدا أمأل بحاجتكم مني ألرشدتكم رادق قال لهم قائل: قالوا: نصف المال! فلما كانوا على باب السإلى أين تذهبون وبمن تستعينون! واهلل ما يبالي يزيد أنصفا حمل أم المال؟! فارجعوا! فرجعوا فقال: مه! قالوا: أقلنا أصلحك اهلل! قال: قد أقلتكم! قالوا: المال كله! قال: المال كله)1(! قال، فبعث إليه ابن

الرقاع العاملي)2( بأبيات فيها ]ق 57 أ[:

))) تنتهي �لق�شة في �لعقد )/305 ب�شكل �آخر.)2) عدي بن �لرقاع �لعاملي )حو�لي 05)هـ). �شاعر �شامي كان قريبا من �أمر�ء بني مرو�ن. هاجي جرير�. قارن عنه: طبقات �ل�شعر�ء للجمحي 699/2 - 707، و�ل�شعر و�ل�شعر�ء 8/2)6 - )62، و�لأغاني 307/9

- 7)3، وتاريخ �لتر�ث �لعربي لفوؤ�د �شزكين )بالألمانية) 2/)32 - 322.

___(38

حمالة كمثل عيناي تــر فلم وقالوا: أقل يا ابن المهلب زلةل عنهم ألف ألف برسله تحمرأى عمر أن ليس يحمل ثقلها

يــزيــد الـــعـــراق كــبــش لها تحملــعــتــيــد ذا إن ـــم ـــت ـــل أق فـــقـــال لزيدوا المزيد أنهم سالوا ولو

سواه وما عن قول تلك محيد

روى أبو هريرة عن النبي أنه قال: »ما من رجل إال وله صيت في السماء فإذا كان صيته في السماء حسنا وضع في األرض، وإذا كان صيته سيئا وضع في األرض«. كان عبد اهلل بن جعفر)1( الذي الجواد ولكن المسألة بعد يعطي الذي الجواد ليس يقول:

يبتدئ ألن في بذل الوجه أكثر مما يصل إليه.ها متوج بن كالب بني جعفر وخــرج رجــل ]ق 57 ب[ من إلى عبد اهلل بن عامر بن كريز)2( فلما قدم عليه قال له الحاجب: إن

األمير نائم فأقم بموضعك حتى ينتبه! قال: فأنشأ الجعفري يقول:

بموؤتة فكفله �لنبي و�إخوته. ))) عبد�هلل بن جعفر )-84هـ) بن �أبي طالب. ��شت�شهد و�لده �بن عم �لنبي ر وكان �شيد� جو�د� �شمحا ذ� عالقة طيبة بمعاوية ويزيد. قارن عنه: ن�شب قري�س �س )8 - 82، و�لمحب�س 55، و�لمعرفة و�لتاريخ )/242، و�لجرح و�لتعديل 5/)2، و�ل�شتيعاب 880/2، و�أ�شد �لغابة 98/3)، و�لبد�ية ،456/3 �لنبالء �أعالم 63/3)، و�شير �لإ�شالم وتاريخ ،263/(/( و�للغات �لأ�شماء وتهذيب

و�لنهاية 33/9، و�لعقد �لثمين 20/5)، و�لإ�شابة 289/2.، و�بن خال �شغير�. وهو �بن �بن عمة ر�شول �هلل )2) عبد�هلل بن عامر )58هـ) بن كريز. ر�أى �لنبي عثمان، زوج هند بنت معاوية. ولي �لب�شرة لعثمان ففتح خر��شان وكرمان و�شج�شتان، كما ولي �لب�شرة ،(48 - (47 �س قري�س ن�شب عنه: قارن �ل�شجايا. حميد �شمحا �شجاعا كان ق�شيرة. لفترة لمعاوية وتاريخ ،(9(/3 �لغابة و�أ�شد ،93(/2 و�ل�شتيعاب ،44/5 �شعد �بن وطبقات ،320 �س و�لمعارف �لإ�شالم 266/2، و�شير �أعالم �لنبالء 8/3)، و�لبد�ية و�لنهاية 88/8، و�لعقد �لثمين 85/5)، و�لإ�شابة

رقم )8)6.

___(39

سائله جــاء مــا إذا الــجــواد إن ل ينقضه لم ينفض المال نفض الظ

الموازين أفواه البذل ينظر لم البساتين بــأعــواد السماء طير

فقال عبد اهلل بن عامر لخازنه: كم ورد عليك اليوم من المال؟ بال الجعفري إلى ادفعها قال: سابور. من جندي ألف مائة قال:

ميزان كما قال! فقبضها وأنشد يقول:رجـــــــــــــل ـــــــــــــن م اهلل ـــــــــــد عـــــــــــب هلل

ـــــــواب]ق58أ[ ضــخــم الــدســيــعــة طــاهــر األثيـــرى ـــــــوف وال الــمــئــيــن مــــن األل ـــهـــب ي

ـــاب ــــــــدات)1( ودســــعــــة الـــحـــج ــــــــع لــــي الزا ـــــــر ـــــى الـــــبـــــقـــــاع مـــــــب ــــــه أعـــــل ــــــاب ــــــل ب ب

ـــــاب ـــــط ـــــخ لـــــلـــــمـــــرمـــــلـــــيـــــن وســـــــائـــــــر الاهلل إن إفضاله، فقال)2(: بن جعفر على كثرة عوتب عبد اهلل دني أن يفضل علي وعودته أن أفضل على عباده فأكره أن أقطع عو

العادة عنهم فتنقطع العادة عني.قدم)3( رجل من أهل المدينة على عمر بن عبيد اهلل بن معمر

التيمي)4( بفارس أقام ببابه ال يؤذن له فارتحل، وهو يقول:

))) في �لأ�شل: �لعد�ة.50)، و�ل�شهب �لالمعة )/59)، وغرر �لخ�شائ�س �س 33، و�لم�شتطرف )2) �لقول في �لفا�شل للمبرد �س

لبن ر�شو�ن ]�لباب �لثالث ع�شر[، ومخت�شر من كتب �ل�شيا�شة ]ق90�أ[.)3) �لق�شة في �لب�شائر و�لذخائر 743/2 - 744.

)4) عمر بن عبيد�هلل )-82هـ) بن معمر �لتيمي. من �أ�شر�ف قري�س و�شجعانها و�أجو�دها. ولي �لب�شرة لبن =

___(40

ـــدمـــي ـــق ـــم م ـــجـــه ــــــا حــــفــــص ت رأيـــــــــت أبـــــول عـــــــــــــــذرة ومـــــــــواربـــــــــا)1( ـــــق ولـــــــــط ب

ــدمــي مــق ـــمـــت)2( تـــجـــه أن ــنــي تــحــســب فـــال ذاهـــبـــا)3( ذاك أرى أو عـــــارا ذاك أرى

تــــــواتــــــه لــــــم بــــــلــــــدة مــــــا إذا ومــــثــــلــــي ـــا ـــب ـــعـــواق ــــم أخــــــــرى واســــــــتــــــــدام ال تــــيــــم

]ق 58ب[ فبلغت أبياته ابن معمر فأرسل في طلبه حتى رد وبينك؟ بيني برحم أتضربني)4( عنك! ثني حد فقال: عليه فأدخل قال: ال! قال: فهل من يد تعتد بها عندي؟ قال: ال! إال أني كنت إذا دخلت مسجد رسول اهلل تركت الناس يمنة وشأمة وجئتك حتى ليد! كم أقمت ببابي؟ قال: أربعين أجلس إليك! قال: وأبيك إنها

يوما! قال: أعطه أربعين ألفا لكل يوم ألف درهم.كتب محمد بن عمر الواقدي)5( إلى المأمون رحمه اهلل يشكو

�لزبير، وقاتل �لخو�رج باليمامة، كما ولي فار�س. وفد على عبد�لملك بن مرو�ن. قارن عنه: تاريخ �لإ�شالم .46/9 و�لنهاية و�لبد�ية ،(73 - (72/4 �لنبالء �أعالم و�شير ،287/3

))) في �لب�شائر: ولط بقولي عذرة �أو مو�ربا.)2) في �لأ�شل، تجهم: كلح )في وجهه).

)3) في �لب�شائر: �لخير.)4) في �لب�شائر: �أبيني وبينك قر�بة؟

)5) �لو�قدي )-207هـ) محمد بن عمر بن و�قد. مدني مولى، قدم بغد�د على يحيى بن خالد �لبرمكي: ثم �لكتب و�لتاريخ، وترك مئات و�ل�شير بالمغازي �لعلم ببغد�د. كان كبير و�لماأمون. وتوفي بالر�شيد �ت�شل فيها، لكنهم �شعفوه في �لحديث. طبع من كتبه: �لمغازي. قارن عنه: تاريخ �بن معين �س 532، وطبقات �بن �شعد 334/7، و�لتاريخ �لكبير )/78)، و�لمعارف �س 8)5، وفهر�شت �بن �لنديم �س )))، وتاريخ �لنا�س �شيد لبن �لأثر وعيون ،348/4 �لأعيان ووفيات ،277/(8 �لأدبــاء ومعجم ،2( - 3/3 بغد�د

)/7) - )2، وتذكرة �لحفاظ )/348، و�شير �أعالم �لنبالء 454/9، و�لو�في بالوفيات 238/4.

=

___(4(

الحياء خلتان فيك كتابه: على فوقع اليد وضيق يــن)1( الــد غلبة إلينا خبرك؛ وأما ترفع أن الذي منعك فهو الحياء فأما والسخاء؛ ثتني وأنت على حد بيدك؛ وأنت كنت ما أنفذ الذي فهو السخاء قضاء الرشيد رحمه اهلل أن النبي قال للزبير)2(: »يا زبير! إن باب الرزق بإزاء العرش ينزل ]ق 59 أ[ اهلل على عباده على قدر نفقاتهم ألف بماية أمرنا لك قلل عليه«، وقد قلل ومن له، كبر كبر فمن إياي لمذاكرته واهلل الــواقــدي: فقال يــدك! ذات في فاتسع درهــم

الحديث - وقد أنسيته - أحب إلي من جائزته.مدح ابن حيوس)3( الشاعر نصر بن محمود بن نصر)4( صاحب

حلب بقصيدة، فكان مما قال فيها)5(:

و�إحياء علوم ،354 - 353 �لعلوم �س 349/4، ومفيد �لأعيان 9/3)، ووفيات تاريخ بغد�د ))) �لق�شة في و�لمكارم ،84 - 83 �س �لآد�ب وكتاب ،574/( �لكافي �ل�شالح و�لجــلي�س ،248 - 247/3 �لدين

و�لمفاخر �س 25. و�لحديث �لو�رد في �لق�شة ل ي�شح.�لأر�ــس؛ يرزق �هلل كل �إلى قر�ر بطن �لعر�س �لرزق مفتوح من لدن »�إن باب :443/2 �لقدير )2) في في�س عبد على قدر مهنته وهمته... وفي رو�ية: فمن قلل قلل له، ومن كثر كثر له... رو�ه �أبو نعيم في �لحلية عن

�لزبير - وهو �شعيف. و�أورده �بن �لجوزي في �لمو�شوعات«. �أبوه �أبو �لفتيان. 473هـ)، محمد بن �شلطان بن محمد بن حيو�س �لغنوي، �لأمير، )3) �بن حيو�س )394 - من �أمر�ء �ل�شام. ولد بدم�شق. و�نقطع لمدح بع�س ولة �لفاطميين ووزر�ئهم. فلما دبت �لفتن في �لدولة، ترك دم�شق �إلى حلب حيث عا�س في كنف �لمرد��شيين حتى وفاته. طبع خليل مردم ديو�نه في مجلدين مع مقدمة در��شية عنه. قارن عنه: وفيات �لأعيان 438/4 - 444، و�لو�في 8/3))، وزبدة �لحلب 40/2،

و�لعبر 379/3، و�ل�شذر�ت 343/3.)4) ن�شر بن محمود �بن �شبل �لدولة ن�شر بن �شالح بن مرد��س �لكالبي. ولي �لأمر بعد وفاة و�لده �شنة 467هـ، ولم تطل مدته �إذ ثارت عليه جماعة من جنده فقتلته �شنة 468هـ، وكان �شخيا و��شع �لعطاء، �نظر وفيات

�لأعيان 440/4.)5) ديو�ن �بن حيو�س )/242.

___(42

ــرق مـــــــــــــــــــذ جــمــعــتــهـــــــــــا ـــ ـــ ـــ ــت ــف ــــم ت ــة ل ـــ ـــ ـــ ـــ ــي ــمــان ثـــــر عــــن نـــاظـــــــــــر شـــفـــــــــــر ــا ف ـــ ـــ ـــ ـــت م ـــرق ـــت وال اف

ـــــوى وجـــــــــــــودك والـــغـــنـــى ـــــق ـــــت ــــرك وال ضــــمــــيــــك والــــمــــعــــنــــى وعـــــــزمـــــــك والــــنــــصــــر ــــفــــظ ول

ــة ـــ ـــ ـــ ـــ ـــر ســجــي ــــ وكـــــــان لــمــحــمـــــــــــود بـــــن نـــصــــنـــصـــــــــــر)1( ــا ـــ ـــ ـــ ــفــهـــ ــخــل ــي س وغـــــــــــالـــب ظــنــي أن

فقال: واهلل لو قال »سيضعفها نصر« ألضعفتها له! وأمر بما أمر له أبوه وهو ألف دينار في طبق فضة. وكان على بابه جماعة من

الشعراء فقال أحدهم ]ق 59 ب[ )2(:

على بابك المعمور منا عصابة وقد قنعت منك العصابة كلهاــه كــل ــتــفــاوت ال بيننا هــذا ــا وم

مفاليس فانظر في أمور المفاليسبعشر الذي أعطيته البن حيوس ولكن سعيد ال يقاس بمنحوس

فقال: واهلل لو قال »بمثل الذي أعطيته البن حيوس« ألعطيتهم ذلك! وأمر لهم بنصفه.

بن أبــان بباب الناس اجتمع العجلي؛ أيــوب بن قال محمد العرب وأجواد الجود فتذاكروا ابن بيض)3( وفيهم البجلي الوليد

))) في ديو�ن �بن حيو�س )/22، ووفيات �لأعيان 349/4:و�إني عليم �أن �شيخلفهـــا ن�شــر فجاء �بن ن�شر لي باألف ت�شرمت

)2) في وفيات �لأعيان 440/4 �أن �لقائل هو �أبو �لح�شن �أحمد بن محمد بن �لدويدة �لم�شري. وفي خريدة �لق�شر )�شعر�ء �ل�شام) 54/2، و�لو�في بالوفيات 7)/)70 - 702 �أنها لأبي �شالم �بن �لدويدة.

بعد بالل ثم مدح من وولده، �لمهلب لمدح كان منقطعا �ل�شاعر. �لحنفي. بي�س )-6))هـ) حمزة )3) �بن =

___(43

فقال بعضهم: حاتم! وقال بعضهم: كعب بن مامة! وقال بعضهم: يسمع عليهم مشرف وأبان اإلسالم! أهل أجود لحات الط طلحة فيم فقال: أبان فدخلوا، لهم أذن ثم أبياتا ابن بيض فهيأ كالمهم

كنتم؟ فقام ابن بيض فقال ]ق 60 أ[: زعـــم الــنــضــر والــمــغــيــرة منهمــى ـــان فــول ب الـــعـــراق ــــود أن ج

عياض وابـــن البختري ــاض وكــذا ــي ــف يـــوم بـــانـــوا بــطــلــحــة الفقال له أبان: فماذا قلت؟ قال؛ قلت:

ـــــج لــه ـــــح كـــــذبـــــوا والـــــــــذي يــا ال يــمــوت الــنــدى وال الــجــود ــان فــــإذا مــا الــمــلــيــك نــــادى أب

الركب سراعا منفضات عراضبانقباض ما دام أبان مناخ ذي اإلنفاض والندى الجود آذن

فقال له أبان: احتكم! فحسده رجل، فقال: أصلحك اهلل! ال فإنه القسري؛ اهلل عبد بن خالد يعني - عطيته األمير على تفسد قلت ما لوال فقال: درهــم! ألف بيتين عشرين أعطى رجــال على ألعطيته عشرين وعشرين ]ق60ب[ وعشرين! فأعطاه عشرين ألف

درهم.بخالف وكــان سخيا، الفزاري هبيرة بن عمر بن يزيد كان أبيه، وكان أبوه بخيال - فحضر المهرجان)1( فجلس يزيد في قصر

بن �أبي بردة و�أبان بن �لوليد �لبجلي. قارن عنه: �لأغاني )ن�شرة د�ر �لثقافة) 6)/43) - 63)، ومعجم و�أخبار ،80 - 79/4 للنويري �لأرب ونهاية ،398 - 395/( �لوفيات 50)، وفو�ت - (46/4 �لأدبــاء

�لحمقى و�لمغفلين �س 43.))) في �لأ�شل: مهرجان.

=

___(44

الحجاج وأمر بطعام يتخذ له يطعمه أصحابه ثم جلس على سرير في وسط الدار في صحن دار الحجاج وأذن ألصحابه؛ فدخل فيمن ر بنفسه وجاء دخل خلف بن خليفة األقطع فجلس حيال وجهه يذكالدهاقين بوظائف من المال وآنية الذهب والفضة واللباس والفرش فمألوا بها الدار! فأقبل ابن هبيرة يقول ألصحابه: يا فالن خذ! يا بمن ذلك ويفعل المال! ويعطيهم األشياء إلى ويومئ خذ! فالن إلى جنب خلف ويتعدى خلفا، فأقبل خلف يرفع رأسه إليه يريه أنه يسبح فلما كثر ذلك عليه ونظر إلى ما في ]ق 61أ[ الدار ينفذ ويولي،

قام، فقال:المهرجان فــي ــح نــســب ظللنا

انقضت فلما ألــفــا فسبحت

وأشــرعــت رأســي فــوق الــرؤو

ألكـــســـب صــاحــبــتــي صــحــفــة ـــهـــا بـــصـــحـــاف األمـــيـــر ـــدل وأب

فــي الـــدار مــن حــســن جاماتها عــجــبــت لــنــفــســي وإخـــبـــاتـــهـــا

ــهــا هــامــات فـــــوق ــــه ــــع س ألرف تــغــيــظ بــهــا بـــعـــض جـــاراتـــهـــا

ـــهـــا ات قــــــواريــــــر كــــانــــت لـــجـــد

قال: فضحك ابن هبيرة؛ وقال: خذ ذاك الجام؛ فأعطاه جام ذهب كثير الوزن فأخذه في يده ثم قام، وقال:

ــة بــيــتــي مـــن ذهـــــــــــــــــــــــــــــب ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــــت صــحــف ـــ أضــحــــــب]ق61ب[ ـــش وصــحــاف الــنــاس حــولــي مـــن خ

نـــلتــــــــه فــــــلــمـــــا الــجـــــــــــــــــام شـــــفنـــــي ــرب ـــ ـــ ـــ ـــ ــجـــ ـــان لــــي مــــا فــــي ال ــــ زيـــــــن الـــشـــيـــطــــ

___(45

كــــــلــــــــه بـــــــاق أنــفــقــــــت مـــــــــا إن ــب الـــبـــــــــــاقـــي ويـــبـــقـــى مــــا ذهـــــــــــــــــب ـــ ـــ ـــ ــذهـــ ـــ ـــ ي

حتى فأعطاه خـــذ! خــذ! وقـــال: هبيرة، ابــن فضحك قــال: أرضاه.

حماء من أمتي تعيشوا في قال النبي )1(: »اطلبوا الرزق إلى الرأكنافهم، وال تطلبوا إلى القاسية قلوبهم فإن عليهم تنزل اللعنة«.

لها: فقال وضــجــرت امــرأتــه فتذمرت ضيف بأعرابي نــزل اسكتي ويلك! ثم قال:

إذا فقدت ندا صوتي وزواريمن شر أيامك الالتي خلقت لها

فأنشد األعرابي يقول ]ق62أ[ )2(:إذا تكرهت أن تعطي القليل ولم

ى للنوال فما أورق بخير ترجته قل تمنعك وال الــنــوال بــث إن الكريم ليخفي عنك عسرته

تقدر على سعة لم يظهر الجود

ترجى الثمار إذا لم يورق العود فهو محمود فقرا سد ما فكل مجهود وهــو غــنــيــا تـــراه حتى

))) في �إحياء علوم �لدين 244/3: يقول �هلل تعالى: �طلبو� �لف�شل من �لرحماء من عبادي تعي�شو� في �أكنافهم فاإني جعلت فيهم رحمتي، ول تطلبوه من �لقا�شية قلوبهم فاإني جعلت فيهم �شخطي - �أخرجه �بن حبان

و�لخر�ئطي و�لطبر�ني عن �أبي �شعيد. و�أخرجه غيرهم، لكنه �شعيف �لإ�شناد.)2) �لأبيان لحماد عجرد في طبقات �ل�شعر�ء لبن �لمعتز �س 69 - 70، وبع�شها في وفيات �لأعيان 24/4)، و�لب�شائر و�لذخائر 76/2 - 77، و�لحما�شة �لب�شرية 63/2، لكلثوم بن عمرو �لعتابي. و�نظرها مع ق�شة 2)/)49، و�آخر �لأبيات في �لعزلة 7)، وتاريخ بغد�د - (6 في ف�شل �لعطاء على �لع�شر للع�شكري �س

للخطابي �س 38.

___(46

كان لبيد)1( بن ربيعة)2( ال يمر يوم إال هرق فيه دما، فكان يفعل ذلك إذا هبت الرياح. قال: وربما ذبح العناق إذا ضاق. فبعث إليه عني! أجيبيه البنته: قال جاءته فلما ناقة، بماية عقبة)3( بن الوليد بأبيات من إليه الوليد كتب عر. وكان الش نظم ترك قد لبيد وكان

الشعر يمدحه بها ويحثه على فعل الخير ]ق62ب[:

شفريته يــشــحــذ ــجــزار ال أرى أغــــر الـــوجـــه أبــيــض عــامــري بحلفيته الجعفري ابـــن وفــى

عقيل ـــي أب ريــــاح هـــبـــت إذا الصقيل كالسيف الباع طويل

القليل والــمــال الــعــالت على

قول عن و�نقطع وتن�شك �أ�شلم �لمعلقات �أ�شحاب من فار�س. �شاعر �لعامري. )-)4هـ) ربيعة بن ))) لبيد لهوبر �إح�شان عبا�س مع مقدمة در��شية. وعنه در��شات ن�شره له ديو�ن �ل�شعر، ونزل �لكوفة حتى وفاته. جرير نقائ�س عنه: قارن موللر، هـ. كتبها ببرلين در��شة حديثا عنه و�شدرت �لجبوري. ويحيى وكرم �أ�شعار )/274، وجمهرة )/35)، و�ل�شعر و�ل�شعر�ء 387، وطبقات فحول �ل�شعر�ء ،20(/( و�لفرزدق �لعرب �س 30، ومختار �لأغاني 6/)32 - 335، و�لأغاني 7)/56 - 66، و�شمط �لالآلي �س3)، وح�شن

�ل�شحابة �س 350، وخز�نة �لأدب 246/2 - 259.)2) �لق�شة في �لكامل للمبرد )ن�شرة مبارك و�شاكر) 2/)78 - 783، ومختار �لأغاني 326/6 - 327، ولباب

�لآد�ب �س 93 - 94، وخز�نة �لأدب 248/2 - 249.و�أر�شله عمر على �شدقات بني �لم�شطلق. �لنبي �لفتح، وبعثه �أ�شلم عام )3) �لوليد بن عقبة )-)6هـ). بين �لفتنة و�عتزل لأمــه). �أخــوه )وهو �لكوفة عثمان وله ثم بال�شام، وجاهد تغلب. بني �شدقات على علي ومعاوية. قارن عنه: طبقات �بن �شعد 24/6، ون�شب قري�س �س 38)، و�لمعارف �س8)3، و�لأغاني 22/5)، و�ل�شتيعاب 552/4)، و�أ�شد �لغابة 5/)45، وتهذيب �لأ�شماء و�للغات )/45/2)، و�شير �أعالم

�لنبالء 2/4)4، و�لبد�ية و�لنهاية 4/8)2، و�لعقد �لثمين 398/7.

___(47

فقالت الصبية مجيبة له:عقيل أبــــي ـــــاح ري هــبــت إذا

عبشميا أبــيــض ــاع ــب ال ــل طــويــا ــب ـــأن رك ــثــال الــهــضــاب ك بــأم

أبــــا وهــــــب جــــزاك اهلل خــيــرا ـــاد ـــع م لـــه الــكــريــم إن فـــعـــد

ــيــد ــهــا الــول ــت ــى مـــــروءتـــــه لــبــيــدا دعــــونــــا عــنــد هــب أعــــــان عــلــعــودا عــلــيــهــا مـــن بــنــي حــــام قــثــريــدا ــا ال ــاهــا وأطــعــمــن ــحــرن نيــعــودا أن أروى بــابــن وظــنــي

فقال: أحسنت لوال أنك سألت! فقالت: إن الملوك ال يستحيا من مسألتهم! قال: وأنت في هذا أشعر.

قال بعض العلماء: أقوى الناس أعودهم بقوته على الضعفاء، لها، أشكرهم بالنعمة هم وأحق العي، أهل عن أنطقهم وأبلغهم وأجودهم أصوبهم بعطيته موضعها. وقال علي عليه السالم: حسب البخيل من بخله سوء ظنه بربه، ومن أيقن بالخلف جاد بالعطية. وكان المأمون يقول)1(: سادة الناس في الدنيا األسخياء وفي اآلخرة األتقياء، وإن الرزق الواسع لمن ال يستمع به بمنزلة طعام موضوع على قبر! أف للبخل! لو كان طريقا ما سلكته، ولو كان قميصا ما

لبسته!أنه حضر أبي حدثني الحمصي)2(، معيوف أبو ]ق63أ[ قال

))) �لقــول في �لعقد �لفريـــد )/229، ونثر �لدر )/430، وهـــــو حديث فـــي �لمكارم و�لمفاخر للخـــو�رزمي �س 7، ومفيد �لعلوم �س 334، وعن �بن عبا�س في �ل�شهب �لالمعة ]�لباب �لثالث ع�شر[. وغفل في محا�شن

�لبالغة للتدمري ]ق 25�أ[، وعن �شقر�ط في »فقر �لحكماء ونو�در �لقدماء« �س 9)2. )2) �لق�شة في �شيا�شة �لملوك لعبد�لرحمن بن عبد�هلل ]ق 9�أ[.

___(48

كان فإنه عليه؛ ن هــو اللهم فقال: مات حين المطلب بن الحكم وكان! قال، فذكرت محاسنه فأفاق فقال: من المتكلم فقلت له: أنا! ثم كأنه كان إني بكل سخي رفيق! الموت يقول: ملك إن فقال:

فتيلة انطفت.* * *

العالمين وصلواته على سيدنا الكتاب والحمد هلل رب آخر محمد وآله وصحبه أجمعين)1(.

ووافق الفراغ منه على يد جامعه الفقير إلى رحمة اهلل العلي اد عفى اهلل محمد بن منصور بن حبيش الواعظ المعروف بابن الحدعنه. وكان في يوم اإلثنين ثالث وعشرين جمادى اآلخرة من سنة محمد نبيه على ومصليا تعالى اهلل حامدا وستمائة وأربعين تسع

وآله وسلم تسليما)2(.

))) في هام�س �لأ�شل، قال بع�س �لعلماء: ما �أعلم �شيئا بعد �لإخال�س هلل �أف�شل من ن�شيحة �لو�لي لرعيته، قال �لحكماء: �أف�شل �لملوك من �أح�شن في فعله )وقوله)، وعدل في جده وهزله.

�لدين �شريحه. وبعد هذ� كلمات غير مقروءة بع�شها ر نو و�لدين �لملة �لأ�شل: لمولنا ن�شر )2) في حا�شية بالفار�شية.

الفهارس

ثبت اآلياتثبت األحاديث النبوية

ثبت القوافيثبت األمثال والحكم واألقوال

ثبت األعالمثبت المصادر والمراجع

ثبت المضامين