مقالات فى الفكر الأنسنى

154
نسنىى الفكر ات ف مقاري د.حازم خي

Upload: wimpychap

Post on 05-Aug-2015

232 views

Category:

Documents


3 download

DESCRIPTION

مقالات فى الفكر الأنسنى

TRANSCRIPT

Page 1: مقالات فى الفكر الأنسنى

مقاالت فى الفكر األنسنى د.حازم خيري

Page 2: مقالات فى الفكر الأنسنى

2

إلى ..هحبيب أغنية لم تتم!

)حبيبه هى طفلة مصرية ماتت من عالج خاطيء فى معهد مصري لعالج األورام!(

Page 3: مقالات فى الفكر الأنسنى

3

رى اليوم،"ليس أمس سوى ذك !"..وليس الغد سوى حلم اليوم

جبران

Page 4: مقالات فى الفكر الأنسنى

4

قائمة المحتويات

.مقدمة

: بناء الذات األنسنية.ىالمقالة األول

المقالة الثانية: هدر العقل العربي.

المقالة الثالثة: المرأة فى الفكر األنسني.

: التثمين األنسني لجوهر األديان.بعةالراالمقالة

دوارد سعيد ـ أنسنية بال ضفاف.إالمقالة الخامسة:

.مراجع الكتابأهم

Page 5: مقالات فى الفكر الأنسنى

5

مقدمة

وعــاج،ةح حيــاة اننســانح فقــد ه ضــي عليــه اليــوم أن يفقــد أحبــاء ح إنهــا لقصــيرة صحراء ! غدا ـ هو نفسه ـ يلتقي نهر حياته أن عليهه ضي و

نســــان علــــى الماضــــي بوابــــة لهــــ،امم يــــتىح فجمــــال صــــور الماضــــي إلا انكفــــاءالصامتة غير المتحركة يماثل روعة الخريفح عنـدما تلـل األورات تلمـع تحـت السـماء

رغم أن هبة من النسيم هد ت سقطها! حبفتنة ذهبية

ح ويمــن انعتــ،ا، باألفكــار الســامقة هــو وحــد الــذي يجعــل اليــوم القصــير نبــيال ــ علـى حـد تعبيـر لقـوة والقـدرة علـى الـدخول إلـى المسـتقبل بـذراعين مفتـوحتيننسان اإلا

ح وليس بقبضة مضمومة!األنسني الفذ إدوارد سعيد ـ

نبد منهاح هصدت مـن وراءهـا تعبيـد طريقـي إلـى هلـب وعقـل كلمات كانت تلك نمــا يــروم ود القلــب أيضــا! فهــارمي الكــريمح فكتــابي هــذا ن يخاطــب العقــل وحــد ح هــو وا

نســان كــ على هيمــة فــى إلالــذي يقــول بامعنــي بمعالجــة بعــب جوانــب الفكــر األنســنيح مـالذا ممنـا فـى عالمنـا ح فى المستقبلحعلى أمل أن يجد هذا الفكر السامت لهالوجودح

العربيح فنحن ـ على ما يبدو ـ أحوج إليه من غيرنا!

الـذات األنسـنيةح )وهـى: بنـاء سبت للمقانت الخمسـة التـى يضـمها هـذا الكتـابهدر العقل العربيح المرأة فى الفكر األنسنيح التثمـين األنسـني لجـوهر األديـانح إدوارد

أن ن يرتح فى فترات ،منيـة متباعـدةح علـى يـبكة اننترنـتح سعيد/أنسنية بال ضفاف(بين دفتى كتابح ليسـهل األمـر علـى مـن أراد ح أغراني بجمعهاطيبا هبون وألنها نهت

ح إذ أنها ن يرت فى مواهع ألكترونية متفرهة.ها مجتمعةهراءت

حا،م خيري 32/11/3002سراي القبة فى

Page 6: مقالات فى الفكر الأنسنى

6

المقالة األولى بناء الذات األنسنية

" في موعد النصر متسع للجميع" إيمي سيزير

"األنســــنية"ح مصــــطل يعتمــــد المللــــف فــــي هــــذا المقــــال للدنلــــة علــــى الن،عــــة اإلنسانية القاملة ب ن اإلنسان هو أعلى هيمة في الوجـودح تمييـ،ا لهـا عـن "اإلنسـانيات"

ـــاريأح أو باعتبارهـــا مـــادة الدراســـة الجامعيـــة التـــي ت عنـــى بالل ـــات والفنـــون وا آلداب والتبمعنى أكثر حصرا باعتبارها دراسة المللفات الكالسيكية اإلغريقية والرومانية. وكـذلك تمييــ،ا لتلــك الن،عــة عــن "اإلنســانوية" التــي تســتخدم للدنلــة علــى الميــل أو النــ،و إلــى

كمـرادف للمصـطل د الفضل فـي نحـت مصـطل األنسـنية )اإلنسانية أو ادعامها. ويعو ( لألســــتاذ فــــوا، طرابلســــيح فــــي إطــــار ترجمتــــه آلخــــر مللفــــات Humanism ال ربــــي

المفكــر الراحـــل إدوارد ســـعيدح وهـــو كتـــاب )األنســنية والنقـــد الـــديمقراطي(ح فقـــد اهتضـــت الترجمــة الوافيــة نحــت مصــطل عربــي يســتوعب كافــة المضــامين الفكريــة التــي أودعهــا

ري واألدبــي وهــد تــ وج فــي الت،امــه إدوارد ســعيد كتابــه األخيــرح والتــي ت بــر، تطــور الفكــ .(1)النهج األنسني

ومــــن الصــــعب علينــــا فهــــم دنلــــة مصــــطل األنســــنية حــــت الفهــــمح بمعــــ،ل عــــن الميــــكالت اإلنســــانية واللــــروف التاريخيــــة التــــي مــــرت بعصــــور مــــن اســــتخدمو مــــن مفكرين وفالسفةح وهو ما يحتم علينا تتبع البدايات األولـى نسـتخدامه. فقـد أ طلـت هـذاالمصـــــطل ح أول مـــــا أ طلـــــتح للدنلـــــة علـــــى الحركـــــة الفكريـــــة التـــــي ي مثلهـــــا المفكـــــرون

فـــي عصـــر النهضـــةح مـــن أمثـــال اليـــاعر اإليطـــالي الكبيـــر Humanistsاألنســـنيون . وهـــي حركـــة أوضـــ ســـماتها الســـعي إلـــى اإلعـــالء مـــن )*(فرنيســـكو بتراركـــه ورفاهـــه

ارها التمــرد علــي هيــود القــرون ســلطان العقــلح ومقاومــة الســلطة والجمــودح وســبيل أنصــ . (3)الوسطى وتحطيمها

Page 7: مقالات فى الفكر الأنسنى

7

ويلــــل اهتــــرا المفكــــر المصــــري إســــماعيل ملهــــر باعتمــــاد النيــــوريةح ولــــيس ح وكــذلك اهتراحــه اعتمــاد النيــوريح Humanismاألنســنيةح ترجمــة للمصــطل ال ربــي

ح األكثــر تعبيــرا عــن مضــمون Humanistولــيس األنســنيح ترجمــة للمصــطل ال ربــي الحركة الفكرية الميار إليهـا سـلفا. فالنيـورية مـن النيـور بمعنـى البعـتح وبالتـالي تلك

هـي األكثــر تعبيــرا عمـا هصــد إليــه المصـطل ال ربــي مــن إحيـاء اآلداب القديمــة وبعــت . (2)اإلنسان من رهاد القرون المللمة

والحركة األنسنية أو النيورية فـي مطلـع عصـر النهضـةح يـ نها فـي ذلـك يـ ن ي ثورة ثقافية أخريح أعادت تقييم األوضا السامدة في العصر الوسيطح ثـم لـم تلبـت أ

أن تحدت المعنى الـذي خلعـه علـى الوجـود ،عمـاء الالهـوت فـي ذلـك العصـر. وكانـت اليرارة األولى في الثورة نهوب جماعة من المفكرين األنسنيين أو النيـوريينح أعلنـت

آلدمية واإلنسـانية. وبطبيعـة الحـال جـاء ذلـك اإلعـالن تفسيرا للحياة يتفت مع المفاهيم اـــم يلبـــت أن أضـــحى أكثـــر جـــرأة فيمـــا بعـــد. إذ ـــه ل ـــر أن علـــى اســـتحياء أول األمـــرح غيمضـــت تلـــك الجماعـــة األنســـنية ه ـــدما فـــي تحـــدي ان،دراء الـــذي نلـــر بـــه رجـــال الـــدين

طيـبح المسيحي في العصر الوسيط إلى عالمناح وأكدت ج،ما أن األرب مقام جميـل وأن الوجود اإلنساني هبة ثمينة لل ايةح وأنه ليس أمرا عرضيا وب يضا كما ي روج لـذلك تجــار اآلنم. ولمــا كــان للقــدامى نفــس الوضــعح فــان األنســنيين التجمــوا لــدعم مــنطقهم

إلــى نفــوذ اإلغريــت والالتــينح ومــن ثــم اتخــذت الحركــة األنســنية مــن ،اويــة تلــك ءالجــريرات القديم. ويمكن اعتبار أولمك األنسـنيين الثـامرينح ابتـداء مـن الحاجة يكل إحياء الت

بتراركهح جماعة من المجددينح اتصفوا باإلدراك والتبصرح ونجحوا علـى تـردد بعضـهم إننــا .. هبــل ألســنتهم: "أيتهــا الحريــة مفــي ســحت هيــود القــرون الوســطىح صــارخة عقــوله

. (4)نعيقك"

ألنســــنية هويــــة فاتحــــةح وســــاعد علــــى ذلــــك علــــى هــــذا النحــــو انطلقــــت الحركــــة ا اخترا ملة الطباعةح رغم اسـتقبال األنسـنيين لهـذا الحـدت ببـرود يماثـل بـرود اسـتقبالهم لحـــدت مخــــر ن يقــــل أهميــــةح وهــــو انستكيـــافات الج رافيــــة. فلــــيس ثمــــة يــــك فــــي أن

هـا فـي األنسنيين الثامرينح كانوا أبعـد عـن أن يبتهجـوا بـاخترا الطباعـة! بـل انهـم عادو

Page 8: مقالات فى الفكر الأنسنى

8

البداية! ولدينا مثـل واضـ علـى ذلـكح ضـربه لنـا فسـب،يانو دابستيتيـيح وهـو أحـد ذوي فقـطح 1442األفكار النبيلة في القرن الخامس عير. فمع أن فسب،يانو ت وفي في عـام

أي في وهت كان فن الطباعة هد بلغ فيه درجة طيبة من التقدمح نرا وهـد لـل يتـوجس . لــيس ذلــك فحســبح فقــد ذكــر فســب،يانو أن واحــدا مــن مــن الطباعــة إلــى نهايــة عمــر

حماته ونصرامهح وهو الـدوت أوربينـوح كـان يخجـل أن يمتلـك كتابـا مطبوعـا. والحـت أن هذا الموهف أصـب مسـتحيال فـي القـرن التـاليح ألن األنسـنيين رأوا أن ملـة الطباعـة لـم

البــرت. ألنــه إذا تعــد عــدوتهمح فبفضــلها راحــت كتــبهم تنتيــر فــي كــل األوســاط بســرعة كـــان نســـأ الكتـــاب هبـــل اختـــرا ملـــة الطباعـــة يســـت رت أســـابيع عديـــدة أو يـــهوراح فـــان

.(5)طباعته وبممات النسأ بعد اختراعها أضحت تتم بين عيية وضحاها

وفضـــال عمــــا أســـدا اختــــرا ملــــة الطباعـــة للحركــــة األنســــنية مـــن عــــونح عمــــد ـــدعم األنســـنيين ماديـــا ومعنويـــا. بـــل وحمـــوهم كـــذلك مـــن األمـــراء اإليطـــاليون بـــدورهم ل

ض ط الكنيسة والعامة! وذلـك ألسـباب يخـرج ذكرهـا عـن نطـات اهتمـام المقـال الماثـلح األمـــر الـــذي ســـاهم بقـــوة فـــي دعـــم الحركـــة األنســـنية فـــي عصـــر النهضـــةح إذ لـــم يكـــن أولمك المدعومين سوي الطليعة الثورية للحركة. ففي مدينة فلورنسا التي أنجبت أيـهر الرســامين والفنــانينح وبفضــل مســاعدة األمــراءح را المفكــر األنســني مارســيليو فييــينو يتــــرجم أعمــــال أفالطــــون وتالمذتــــه. وكــــذلك تيــــكلت أول أكاديميــــة علميــــة فــــي مدينــــة فلورنســـاح هـــاجر إليهـــا كبـــار علمـــاء بي،نطـــة بعـــد ســـقوط القســـطنطينية علـــى يـــد محمـــد

فالطــون إلــى حــد أنهــا منعــت تــدريس فكــر الفــات . ولألســف تعصــبت األكاديميــة لفكــر أأرســطو الــذي دخــل إلــى إيطاليــا عــن طريــت الفالســفة العــربح كــابن ســينا وابــن ريــد. ومن إيطاليا انتيرت الحركـة األنسـنية فـي ألمانيـا وهولنـداح ومنهمـا إلـى فرنسـا. وعنـدما ن عارب رجال الدين المسيحي دخول مللفات الفالسـفة المسـلمينح بحجـة أنهـا متيـة مـ

جهة أعـداء المسـيحيةح هـال لهـم األنسـنيون الثـامرون: "هـذا الفكـر ييـكل جـ،ءا ن يتجـ،أ هح أيـا تكـن الجهـة من الترات اإلنسانيح ونحن بحاجة إليهح وسوف ن خذ به ونستفيد من

. (6)"التي جاء منها!

Page 9: مقالات فى الفكر الأنسنى

9

حقيقــة أن المفكــر األنســني فــي عصــر النهضــة لــم يكــن رجــال محيطــا بمــا كتــب مدا وحيه منهم فحسبح بل كان رجال هد فتن بالقـدماء فتونـا جعلـه يقلـدهم القدماءح مست

في حياتهم ويحاكيهم في هناعتهمح ويقتدي بهم فـي ل ـتهم وتفكيـرهم. ون جـرم أن حركـة كهــذ متــى أوغــل فيهــا أصــحابها إلــى أهصــى حــدودها المنطقيــةح كانــت خليقــة أن تتجــه

. وهـو مـا سـاعد منـذ ذلـك الحـين علـى إلى النيـل مـن رجـال الـدين المسـيحي بحـدة وهـوةييو القول بالتعـارب بـين الحركـة األنسـنية والعقيـدة المسـيحية فـي مللفـات األنسـنيين وكتابــاتهم. بيــد أن انســتعمال الفلســفي لمصــطل "األنســنية" يتصــف بالحداثــة النســبيةح

ت ولــو أنــه بــر،ت خاللــه اتجاهــات فلســفية عديــدة ودهيقــة فــي تعريــف المصــطل ح التقــجميعهــا علــى تثمــين اإلنســان بوصــفه أعلــى هيمــة فــي الوجــودح غيــر أنهــا تفاوتــت فــي إيمانهــا بقدرتــه منفــردا علــى تجــاو، منمــه وبلــوو طموحاتــهح تحــدوها فــي ذلــك مــلثرات

يعد الرواج العليم الـذي لقيـه مصـطل وعديدة ن مجال لذكرها أو حتى التنويه عنها. ن ،يـادة انخـتالف فـي معانيـه عنـد مسـتعمليه مـن "األنسنية" مسـمون بيـكل أو بـ خر عـ

أصــــحاب انتجاهــــات الفلســــفية المختلفــــةح فضــــال عــــن كونــــه مســــمون كــــذلك عــــن كثــــرة انخـــتالط حـــول المصـــطل ح لـــيس فـــي أذهـــان العامـــة فحســـبح و إنمـــا لـــدي كثيـــر مـــن

الكتاب والمللفين أيضا.

ســـنية مـــن رونـــت وهـــو مـــا حـــدا بـــبعب الفالســـفة والمفكـــرين المـــ خوذين بمـــا لألنعلــى اعتبــار اوجاذبيــة لبــذل جهــود حثيثــة فــي صــياغة خصــامص بعينهــا لمــا اصــطلحو

"أنســنية عالميــة"ح اعتقــدوا فــي تجاو،هــا لالختالفــات والتناهضــات الــواردة فــي التعــاريف المختلفة لألنسنيةح إلى جانب اعتقادهم فـي تميي،هـا للفلسـفة األنسـنية عمـا عـداها مـن

األنســـنية نهـــج يحتـــرم اإلنســـان علـــى تنوعهـــاح إلـــى أنح الجهـــود لـــكوذهبـــت تفلســـفات. كمـــا أنهـــا وين،لـــه المن،لـــة الالمقـــة بـــهح فهـــى تقـــول باننســـان كـــ على هيمـــة فـــي الوجـــودح

التمحيص النقدي لأليياء بمـا هـي نتـاج للعمـل البيـري وللطاهـات البيـريةح تهدف إلىالجمعـي كمـا للحاضـر الجمعـي. تحسبا لسـوء القـراءة وسـوء الت ويـل البيـريين للماضـي

ففـي رحــاب األنســنية ن يوجــد سـوء ت ويــل ن يمكــن مراجعتــه وتحسـينه وهلبــه رأســا علــى

Page 10: مقالات فى الفكر الأنسنى

10

عقبح و ن يوجد كذلك تـاريأ ن يمكـن اسـتعادتهح إلـى حـد مـاح وفهمـه بيـ ف بكـل مـا نجا،ات. فيه من عذابات وا

بجيـــل مـــا هـــو وبعبـــارة أخـــريح تنســـف األنســـنية جـــذريا األطروحـــة القاملـــة بـــان تذا تراثــــي أو إتبــــاعي يتعــــارب حتمــــا مــــع التجديــــد المســــتمر للمعطيــــات المعاصــــرة. وا اتخــذنا التــاريأ كمثــالح نجــد أن األنســنيين يرونــه مســارا غيــر محســومح هيــد التكــوينح ن يــ،ال مفتوحــا علــى حضــور النايــ والمتمــرد وغيــر المستكيــف وغيــر المقــدر حــت هــدر

أنهم يرون أن اإلنسان هـو صـانع التـاريأح ومـن ثـم فهـو وما يطرحه من تحديات. كما هادر على اكتناهـه عقليـاح وفـت المبـدأ القامـل ب ننـا كبيـر نـدرك فقـط مـا نحـن صـانعو ح أو بـــاألحريح نـــرا مـــن وجهـــة نلـــر اإلنســـان الصـــانعح فـــ ن تعـــرف يـــيما مـــا يعنـــي أن

.تعرف الكيفية التي بها صنع ذلك الييء

وطبقا لألنسني الفذ إدوارد سعيدح ليست األنسنية طريقة لتدعيم وت كيد ما هد عادة صياغة للكثير مما هالت وا نما هي وسيلة تسالل وا عرفنا وأحسسنا دوماح وا

ةح معلبةح م لقة على النقاشح وميفرة على نحو يقدم لنا اليوم على أنه يقينات مسلمغير نقديح بما فيها تلك الموجودة فيما اصطل على كونه مراء وأعمال خالدة يجري

بان عالمنا الفكري والثقافي ت ليفها برهامت المحرمات الثقافية. فثمة صعوبة في القولانه تنافر كناية عن مجموعة بسيطة وبديهية من خطابات الخبراءح فاألرج

مضطرب من المدونات غير المحسومة. ولكل حضارة أن تلبي روحها هذا النهج األنسني المنيود. ولهذا علينا أن نلتمسه في الحضارات المختلفةح فخصامصه العامة

.(7)تكاد تكون واحدة بين جميع الحضارات

ما أدرك أنسنيا )ذاتا أنسنية( طال عد اإلنسانوباستخدام المعيار األنسنيح ي األنسنية وسعى لتبصير ال ير بهاح ولم يست ثر بها لنفسه أو لفريت بعينهح وكذا ي عد

كنههاح أو أعرب عنهاح لكنه في اإلنسان ذاتا حتى لو جهل األنسنيةح ولم ي دركتلك الحالة يكون ذاتا م تربة ثقافيا. فاليامع ـ خاصة في المجتمعات المتخلفة ـ هو

رضاء تنا،ل اإلنسان عن ح قه الطبيعي في امتالك ثقافة حرة ومتطورةح إراحة لذاته وا

Page 11: مقالات فى الفكر الأنسنى

11

كل من يدرك األنسنية ويست ثر بها وباستخدام المعيار نفسهح ي عد مخرا لمجتمعه!لنفسه أو لفريت بعينهح ويعمل جاهدا في الوهت نفسه للحيلولة دون أخذ الذات

لوسامل والسبلح بهدف حرمان الم تربة ثقافيا بها كنهج حياةح وتعميتها عنها بيتى اوالمقصود بالثقافة هنا ما أورد الناهد تلك الذات من جني ثمار األخذ باألنسنية.الجنسية ت. س. إليوت في مللفه ذامع ياألدبي والياعر األمريكي المولد والبريطان

الصيت )مالحلات نحو تعريف الثقافة(ح فالثقافة عند طريقة حياة يعب معينح ا في مكان واحد. و تلهر هذ الثقافة في فنون أبناء هذا اليعبح وفى يعيش مع

نلامهم انجتماعيح وفى عاداتهم وأعرافهمح وفى دينهم. و طبقا إلليوت الحام، على ن تكلم الكثيرون ـ 1442جام،ة نوبل عام ح ن يكون اجتما هذ األمور الثقافةح وا

مور ليست إن األج،اء التي يمكن أن للتسهيل ـ كما لو كان هذا صحيحا. فهذ األت ير إليها ثقافة ماح كما يمكن تيري الجسم البيري. ولكن كما أن اإلنسان أكثر من مجمو األج،اء المختلفة المكونة لجسمهح فكذلك الثقافة أكثر من مجمو فنونها

يفهم وأعرافها ومعتقداتها الدينية. فهذ األيياء كلها يلثر بعضها في بعبح ولكي .(2)المرء واحدا منها حت الفهم يجب أن يفهمها جميعا

أهــول إن اليــامع ـ خاصــة فــي المجتمعــات المتخلفــة ـ هــو تنــا،ل اإلنســان عــن رضـاء لمجتمعـه! وهـو فـي حقه الطبيعي في امتالك ثقافة حرة ومتطورةح إراحة لذاتـه وا

تكون عليه ثقافتـه حقـاح هذا التنا،ل يكتسب ثقافة ليست ثقافته الحقيقية أو ما يجب أنأي أنــه يصــب مســتهلكا لثقافــة ليســت مــن صــنعه. ولعــل المصــدر األساســي نلتمــاس اإلنسان راحة ذاته في اغترابه الثقافيح هو ما يلقيـه تجـار اآلنم فـي روعـهح فهـم عـادة مـــا يوهمونـــه بـــ ن اغترابـــه الثقـــافي فريضــــة يوجبهـــا اإليمـــان الصـــحي ح ويطلبـــون إليــــه

عيـــة عـــن حقـــه فـــي نقـــد وتطـــوير ثقافتـــهح تقربـــا إلـــى ا و ،لفـــى! وكــــذلك التنـــا،ل طوايطلبون إليه القبـول بتخويـل مخـرين بـ عينهم سـلطة ممارسـة هـذا الحـت نيابـة عنـه وعـن غير ح وغالبا ما يستندون في ذلك إلى حجج واهية. وفـاتهم أنـه ن يسـتقيم أن يقبـل مـن

ـــ ـــ فــي أكثــر اآلراء رجحانــا عقــل اإلنســانياإلنســان تعطيــل أثمــن ملكاتــه وأروعهــاح فمــا الإن هــبس الهــي يســـكن جســد صــاحبهح ولـــون لعجــ، اإلنســان عـــن أداء رســالتهح وللـــل

Page 12: مقالات فى الفكر الأنسنى

12

يضرب في الحياة على غير هدي. وما تعطيل العقل سوي إبقامه هوة محافلة أساسـاح تعمل على كبت أي تمرد علـى األوضـا القاممـةح وتـدعو إلـى انحتفـال بكـل الثقافـات

السامدةح وتحارب كل ميل جذري إلى الت يير.

وأمـــا التمـــاس اإلنســـان باغترابـــه إرضـــاء مجتمعـــهح فمرجعـــه أن تنـــا،ل اإلنســـان عــن حقــه الطبيعــي فــي نقــد ثقافتــه وتطويرهــا غالبــا مــا يــتم فــي مجتمــع يصــطل أفــراد

هــي علــى تقــدير واحتــرام الم تــربح ويلتقــون فــي اعتقــادهم الراســأ بــ ن الثقافــة الســامدةالضــــمانة الحقيقيــــة لصــــيانة هــــويتهمح وأنهــــا أســــمى مــــن أن تمتــــد إليهــــا أيــــديهم بالنقــــد والتطــوير. فــالم تربون عــادة مــا يتنــا،لون بصــورة جماعيــة عــن حقهــم الطبيعــي فــي نقــد ثقــــافتهم وتطويرهــــا إلــــى مــــن يرونــــه أحــــت مــــنهم بــــذلكح وأهــــدر مــــنهم علــــى ارتيــــاد مــــا

طر. وغالبـــا مــا يقــف اآلخـــرح وأهصــد بــه كمـــا يتصــورونه طريقــا وعـــرا ومحفوفــا بالمخــاأسـلفت كـل مـن ي ـدرك األنسـنية ويسـت ثر بهــا لنفسـه أو لفريـت بعينـهح ويعمـل جاهـدا فــي الوهـت نفسـه للحيلولــة دون أخـذ الـذات الم تربــة بهـا كـنهج حيــاةح وتعميتهـا عنهـا بيــتى

أهـول إنـه الوسامل والسبلح بهـدف حرمـان تلـك الـذات مـن جنـي ثمـار األخـذ باألنسـنية.غالبـــا مـــا يقـــف اآلخـــر وراء إهـــدار الـــذات الم تربـــة لألنســـنيةح أي وراء عـــدم أخـــذ تلـــك

الذات بهاح وذلك عبر سعيه المحموم لتكريس انغتراب الثقافي للذات بكل ويالته.

ــ لــم يكــن ليبلــغ لبانتــه لــون ـــ خاصــة فــي المجتمعــات المتخلفــة والحــت أن اآلخــر ـتعينـــه علـــى أمـــر . فـــانغتراب فـــي حاجـــة لـــدعم دامـــم مـــن ســـدنتهح وجـــود مليـــات بعينهـــا

ولــيس هنــاك مــا هــو أكثــر ضــمانا لديمومتــه مــن وجــود دعــم ملسســي دامــم ومنــتلم لــه. فبــدون مثــل ذلــك الــدعم يصــير مــن الصــعوبة بمكــان الحفــال علــى الرســو الــدامم لفكــرة

مختلفـةح فالملسسـية في األذهان. وغالبـا مـا تتخـذ الصـي ة الملسسـية أيـكان انغترابالتي يقصدها الكاتب ن تعني بالضـرورة بنايـات ضـخمة وجـيش عرمـرم مـن المـولفين و،خم بيروهراطيح ولكنها تتراو ما بين تلك البنايـات المهيبـة وبـين يخصـيات بعينهـاح ي صـــيرها ســـدنة انغتـــراب بحـــرفيتهم الدعاميـــة ومهـــارة تـــرويجهم لالغتـــراب رمـــو،ا يـــبه

مـــن بـــين يـــديها ون مـــن خلفهـــاح وهـــو مـــا ي يســـر ان الباطـــل ن ي تيهـــمقدســـةح ي،عمـــون أ انقياد الم تربين إليها انقيادا أعمى.

Page 13: مقالات فى الفكر الأنسنى

13

وكما أن الصي ة الملسسية تتخـذ أيـكان مختلفـةح يتسـع نيـاط تلـك الملسسـات

المعنيـــة لييـــمل مجـــانت عديـــدة. فتكـــريس انغتـــراب الثقـــافي للـــذات ن يـــتم فقـــط عبـــر مــا هــد يتــوهم الكثيــرونح ولكنــه يــتم عبــر مليــات عديــدة ومتنوعــة منهــا مليــات محــدودة ك

البوليسيح والتعليميح واإلعالميح إلى جانب مـا اصـطل علـى تسـميته بالـدينيح نسـبة إلى الدين والـدين منـه بـراء. ون يعبـر اهتصـار جهـود الكاتـب علـى تعريـة مليـات بعينهـا

ـــه عـــن هناعـــة الكاتـــب بكونهـــا األكثـــر ســـهولة فـــي الر صـــدح بقـــدر مـــا ي عبـــر عـــن هناعتالراســخة ب نهــا األكثــر فعاليــة فــي ترســيأ انغتــراب فــي ذهنيــة الــذات. ولنــا أن نتصــور كيــف ي ــدو انغتــراب الثقــافي ،امــرا ثقــيال حــين تعــو، مثــل تلــك اآلليــات التــي تفرضــه أحيانــا وتحببــه أحيانــا أخــري إلــى الضــحايا األبريــاءح فتصــور لهــم علــى أنــه إكليــل غــار فــوت رلوســهم. وفيمــا يلــي رصــدا مــوج،ا لــبعب أهــم مليــات تكــريس انغتــراب الثقــافي

:(4)للذات

ن يكــاد مجتمــع م تــرب يخلــو مــن ملسســات العنــفح [ مؤسسااات الفناا 1]باعتبارها حامط الصد األكثر فعاليـة فـي حمايـة اآلخـر مـن غضـبة الـذات. إن أن تلـك

تيـتهر ملسسـات العنـف فـي المجتمعـات الوليفة و غيرها من الولامف األخري التـي الم تربــة بــاألداء المتميــ، لهــاح ن تعــدو كونهــا ســتارا فونذيــا يخفــي وراء وليفــة أكثــر ـــ خطـورة وأيـد وطــ ةح أن وهـي اإلجهـاب الوهــامي أليـة محاولـة ـ مهمـا بل ــت ضـ لتها

لسســات لقهــر انغتــراب الثقــافي وتحريــر الــذات مــن نيــر الثقيــل. والمعتــاد أن تــلدي مالعنــف تلــك الوليفــة عبــر الترويــع الــدامم للبســطاء وغيــرهم بــدعوي الحفــال علــى تلــك المجتمعــاتح وكــ ن المجتمعــات ن ت صــان إن بمهــدار مدميــة البســطاء وت ــريبهم ثقافيــا.

ـ فريسـة لفالتجربـة اإلنسـانية هـد أثبتـت أن الترويـع الـدامم لجنسـان جعـل منـه ـ ون يـ،افي. ولألسف اليـديدح يتـورط بعـب البسـطاء فـي ارتكـاب العنـفح سهلة لالغتراب الثقا

بحكم انخراطهم في ملسسات العنفح حيـت يجـب أن يكـون هنـاك مـن يرغـب ومسـتعد لتطبيت السياسات نيابة عن اآلخر.

أدت ســيطرة اآلخــر فــي مجتمعــات بعينهــاح [ مؤسسااات التلقاايع ايع مااي 2]عــالم إلــى حرمــان ال البيــة العلمــى مــن خاصــة المجتمعــات المتخلفــةح علــى وســامل اإل

Page 14: مقالات فى الفكر الأنسنى

14

أبنـــاء تلـــك المجتمعـــات مـــن التعبيـــر عـــن مرامهـــم ومـــواهفهمح وبالتـــالي تكـــريس اغتـــرابهم الثقــافي. ورغــم أنــه ن يوجــد إجمــا فــي تلــك المجتمعــات علــى تحديــد دور ومســموليات ن الصــــحافة ووســــامل اإلعــــالمح إن أن الممارســــات العمليــــة طرحــــت رليــــة موحــــدةح وا

ف مضمونها اختالفا نسبيا. و تحدد هذ الرلية الدور األساسـي للصـحافة وسـامر اختلوسامل اإلعـالم فـي ضـرورة اسـتخدامها كـ داة فـي يـد اآلخـرح وذلـك للقيـام بـدور اليـر والتفســــير والت ييــــد لقراراتــــهح أكثــــر مــــن كونهــــا أداة للنقــــد والتطــــوير الجــــادين. ويالحــــل

موجــه لــه علــى أنــه م وجــه للمجتمــع كلــهح بــ،عم بصــورة عامــة أن اآلخــر يعتبــر أي نقــدالــدفا عــن النلــام العــام وأمــن المجتمــعح وهمــا مــن المفــاهيم المطاطــة التــي تســتخدم على نطات واسع في يتى أنحاء المجتمعات المتخلفـة. ممـا ترتـب عليـه غيـاب الرليـة

لتلـــــك النقديـــــة الحقيقيـــــةح ســـــواء فـــــي أجهـــــ،ة اإلعـــــالم أو لـــــدي المســـــمولين أو بالنســـــبة المجتمعات المقهورة الميار إليها.

ت عـد الملسسـات التعليميـة بكافـة أيـكالها واحـدة مـن [ المؤسسات التفليمية 3]أهـــم وأخطـــر مليـــات تكـــريس انغتـــراب الثقـــافي فـــي المجتمعـــات المتخلفـــةح إن لـــم تكـــن

فـــت أخطرهـــا علـــى اإلطـــالت. فالرحلـــة التعليميـــة عـــادة مـــا تبـــدأ بتهيمـــة الطفـــل لـــدخول نانغتــراب المللـــمح عبـــر مـــنهج مـــنلم وصـــارم. وهــد تتكفـــل األســـرة أحيانـــا بمنجـــا، تلـــك المهمــة البامســةح فيــدلف الطفــل إلــى مدرســته وهــد ه يــ تمامــا لحيــاة انغتــراب الثقــافي. غير أن األكثر ييوعا أن تتضافر جهود األسرة والمدرسة في تهيمة الطفـل فـي سـنواته

مــا ن يــدخران جهــدا فــي اافيــاح فالوالــدان الم تربــان غالبــالمبكــرة ألن يصــب م تربــا ثقتلقين وليدهما أبجديات انغتـراب فـي سـن مبكـرةح واألرجـ أنهمـا يسـقيا إياهـا مـع لـبن

ــــ مـــدي جنايتهمـــا علـــى وليـــدهماح نعتقـــاد راســـأ لـــديهما ــــ بـــالطبع األم ح دون أن يـــدركالم تــرب. وفــاتهم أنهــم بــذلك بحتميــة ت هيلــه للتعــاطي الكــفء مــع ذاتــه ومــع مجتمعــه ا

يــدمرون هدراتــه النقديــة واإلبداعيــة ويحيلونــه مســخا ميــوهاح ن ســلطان لــه علــى ثقافتــهح فال يملك لها نقدا ون تطويرا. ثم ن تلبت الم ساة أن تكتمل عندما تضطلع الملسسـات

التعليمية األخري بمهمة تكريس هذا انغتراب وترسيخه .

Page 15: مقالات فى الفكر الأنسنى

15

في صحة ما ذكرناح فيحتجون بمعـدنت األميـة المرتفعـة وهد يقد تجار اآلنمفــي المجتمعــات المتخلفــةح ويتخــذون منهــا حجــة لــدحب هــول الكاتــب بــ ن الملسســات التعليميــة تكــاد تكــون أهــم مليــات تكــريس انغتــراب الثقــافي وأخطرهــا. ولهــلنء أهــول أن

كاتـــب لـــم يقصـــد معـــدنت األميـــة مقولـــة حـــت أ ريـــد بهـــا باطـــل. فال انحتجـــاج بارتفـــاالملسســات التعليميــة اإليــارة للمــدارس والجامعــات والمعاهــد فحســبح ولكنــه بمصــطل

هصد أيضا اإليارة إلـى بيـت األسـرة باعتبـار الملسسـة التعليميـة األولـى واألكثـر تـ ثيرا فــي الطفــل. وهــو مــا يــدحب مــ،اعم الميــككين فــي مســمولية الملسســات التعليميــة عــن

المجتمعات المتخلفةح استنادا إلى ارتفا معـدنت األميـة. عـالوة تكريس انغتراب في ـــ أن األميــة نفســها تجبــر صــاحبها علــى ذلــكح تثبــت الخبــرة اإلنســانية ـ يومــا بعــد يــوم

وتلهلــه تلقاميــا لــدخول نفــت انغتــراب المللــمح فــاألمي غالبــا مــا يفتقــد القــدرات الال،مــة ح وذلــك ألســباب عديــدةح أهمهــا اعتمــاد لتمكينــه مــن تجنــب انغتــراب الثقــافي أو ههــر

الــدامم فــي المعرفــة علــى الم تــربين المحيطــين بــهح إلــى جانــب ركونــه الــدامم فــي اســتقاء معلوماتــه إلــى الوســامل المســموعة والمرميــةح التــي تخضــع بــدورها لســدنة انغتــراب كمــا

هح فمـن يجنـي أسلفنا. وأخيراح أن يجو، القول ب ن ارتفا معـدنت األميـة مقصـودا لذاتـثمــار أميــة البســطاء غيــر اآلخــرس ثــمح أليســت األميــة وســيلة رخيصــة وســهلة لتكــريس انغتــــراب الثقــــافيح علــــى خــــالف الملسســــات التعليميــــة التــــي يتطلــــب نهوضــــها بتلــــك المهمة جهودا كثيرة و نفقات باهلة س! على أية حـالح يلـل الكاتـب علـى هناعتـه بـ ن

معــات المتخلفــةح بمــا تنتجــه مــن تعلــيم رديءح تســاعد الملسســات التعليميــة فــي المجتبقوة على ال،ج بم،يد من الضحايا األبرياء في نفت انغتـراب المللـمح وتحـول بمصـرار

دون خلــت أجيــال جديــدة هــادرة علــى هــدم حــامط انغتــراب الصــلد الــذي يحــول لن يكــ تطورة. بين الم تربين وبين استرداد حقهم الطبيعي في امتالك ثقافة حرة وم

لعـــل فـــي حيـــرة المـــرء وتـــردد إ،اء صـــياغته لهـــذ [ محترفو التبرير الديني 4] الج،مية المهمة والخطيرةح دلـيال حيـا علـى عمـت م سـاة انغتـراب الثقـافي و خطورتهـاح

ـــ أن يجــد تجــار اآلنمح ومــا أكثــرهم فــي كــل ،مــان ومكــانح ـــ والحــت معــه فــالمرء يخيــىون كلماتـه والعبـت بهـاح خاصـة وأن لهـم خبـرة ن يسـتهان بهـا سبيال إلـى تحريـف مضـم

Page 16: مقالات فى الفكر الأنسنى

16

في التعاطي مع الم تربين وخلط األورات أمام عيـونهمح علـى نحـو مـذهل ومتفـردح هلمـا توفرت ل ير اآلخر. فهيهات أن تجـد إنسـانا غيـر م تـرب يرفـل فـي غالمـل باليـةح وهـو

ر م تــرب يحســب م ســاته بهــا رابح ن يطيــت لهــا تبــديال! وهيهــات أن تجــد إنســانا غيــفردوســاح ي قاتــل مــن أجلــه حتــى المــوت! وهــو مــا يقــوم دلــيال علــى مهــارة وحرفيــة اآلخــر في هذا الصدد. يقول الكاتب هذا وفى نفسه غصة ن يفاء منهـاح فمـا أسـهل أن يـدير القـــــارر البـــــريء لهـــــر لكلماتـــــه تلـــــكح اســـــتجابة ل وايـــــة تجـــــار اآلنم و،عمهـــــم المـــــاكر

مقدســات. فــ ي مقدســات تلــك التــي تبــي لهــم الــ،ج باألبريــاء فــي متــون بتعارضــها مــع الانغتراب وترسيخهم اآلثـم فـي أذهـانهم أن المـ لوف هـو داممـا الحـت وأن مخالفـة اآلراء

اليامعة ن يجو،ح حتى لو ثبت خط هاس!

أهول إن اآلخر في كل بقعة م تربة يبدي حرصا محموما وصارما علـى تـوفير ل طــاء الــديني لممارســاتهح ب ــب النلــر عــن ميــروعية تلــك الممارســاتح مســت ال فــي ا

ذلــك انصــيا تجــار اآلنم المتيــحين بعبــاءة الــدين لتوجيهاتــه. فــال يكــاد يوجــد مخــر ح إن وهــد أحكــم هبضــته علــى حــل طيــب ممــن يعتبــرهم البســطاء رمــو،ا دينيــة. إلدراكــه

ي مرجـل ال ضـب فـي صـدور البسـطاءح ويصـب أنه بدون تبرير هلنء لممارساتهح ي لـوجود مهددا . ولعل انغتراب الثقافي يتجلـى أكثـر مـا يتجلـى فـي اننقيـاد األعمـى مـن جانب الم تربين لدعاوي أولمـك التجـار الـذين يخـدمون بـدورهم مصـال أسـيادهمح حتـى

ر هـلنء لو جاء ذلك على حساب منم الم تـربين وأوجـاعهم. ونلـرا لمـا ي حـيط بـه اآلخـالتجار مـن أسـباب اإلجـالل والتكـريمح بـ،عم صـالحهم وتقـواهمح يبيـت عسـيرا النيـل مـن مصـــــداهيتهم فـــــي عيـــــون الم تـــــربينح لدرجـــــة تجعـــــل أيـــــة محاولـــــة للتيـــــكيك فـــــي تلـــــك المصداهية جريمة مخ،يةح يدفع صاحبها ثمنها غاليا. ف البا ما ي ري اآلخر الم تـربين

هـو بــهح وسـاعتها يجنــى اآلخـر الثنــاء لأصــنافاح أو يتكفـ بـذلك البـامس فيذيقونــه الهـوانالج،يل مـن الم تـربين! وغالبـا ن يكتفـي اآلخـر ب ولمـك التجـارح فيعمـد إلحكـام سـيطرته

على ملسسات دينية بعينها.

على أية حالح يري الكاتب فيما سبت ذكر مدخال مالمما للقول ب ن تطور لصرا ثقافي معقدح أطرافه الذات األنسنية ن يعدو كونه نتاجاالتاريأ اإلنساني

Page 17: مقالات فى الفكر الأنسنى

17

يوالذات الم تربة واآلخر. أهول صراعا ثقافياح استنادا لتعريف إليوت األنثروبولوجح وهو ما يعني كون الصرا أعم للثقافة ـ السابت ذكر ـ ب نها طريقة ياملة للحياة

مادية فحسبح وأيمل منه عند الماركسيينح فاحتياجات اإلنسان كما أسلفنا ليست فهي تتجاو، انحتياجات الماديةح على خطرها وأهميتها. وأهول صراعا معقداح لتعدد جبهاته وتداخلهاح فهناك الصرا بين الذات األنسنية الساعية لتبصير الذات الم تربة باألنسنية وتعرية دور اآلخر في تكريس اغترابهاح وبين اآلخر المدرك لألنسنية

لولة دون نجا الذات األنسنية في إهنا الذات الم تربة بالتخلي والحريص على الحيعن اغترابهاح وكذا الحريص على الحيلولة دون أخذ الذات الم تربة نفسها باألنسنية كنهج حياةح وهو صرا مللمح ن يتور اآلخر فيه عن استخدام أو إغراء الذات

مستترة لحسمه لصالحه. وهناك الم تربة باستخدام كافة الوسامل المستترة وغير الأيضا الصرا بين الذات األنسنية والذات الم تربةح وهو صرا عدامي من جانب واحدح هو جانب الذات الم تربةح ي ذيه اآلخر كما أسلفنا ويلججهح فهو ي لقي في رو الذات الم تربة أن ههر اغترابها يعني محو هويتهاح وأن جهود الذات األنسنية لحثها

ى ههر اغترابها واألخذ باألنسنيةح ليست سوي ممارسات عدامية في حقهاح ترمي عل لمحو هويتها الثقافية.

والم ساة أن مهارة اآلخر في هذا المضمار ن ت باريح فهو دامما ما ينج في تكريس اغتراب الذات واستعدامها على الذات األنسنيةح والذاكرة اإلنسانية مليمة

في مجملهاح يندي لها الجبين ةة لذلكح وهي حوادت دموية ونإنسانيبالحوادت الملكداإلنساني. ون غرو أن م ساة انقسام الذات على نفسها تضع المراهب في حيرة من أمر . فالج،ء األكبر من الذات يجهل أو ي عرب عن األنسنية وي باهي باغترابه الثقافي

ج،ء األص ر من الذات والمهمش دوما وي عول في خالصه على اآلخرح بينما يتكبد المنما هاسيةح فهو يدرك األنسنية ويسعى جاهدا لتبصير الذات بضرورة األخذ بها كنهج حياةح لكنه يواجه يراسة اآلخر الذي غالبا ما ي وكل مهمة التنكيل به إلى

الذات الم تربة! وهو ما ي سهم بدور في تعقيد الصرا .

Page 18: مقالات فى الفكر الأنسنى

18

يرويه ـ في أغلب األحيان ـ اآلخر القوي ويلقنه للذات والتاريأ اإلنساني الذي الم تربة الضعيفة في دأب وجلد ي حسد عليهماح ن يمل استعداء الم تربين على تلك

متناثرة عبر العصور المختلفةح بالنفوس النبيلةح التى تلهر في لحلات أو حقالنبيلةـ بمدراك وت بى إنسانية أصحابها أن تست ثر لنفسها ـ أهصد تلك النفوس

األنسنيةح وأن ترفل وحدها في غالمل ذلك اإلدراكح في وهت تيقى فيه الذات المعذبة باغترابهاح فنراها تعمل جاهدة على تعرية اآلخر وتبصير الذات الم تربة باألنسنية وم،ايا األخذ بها كنهج حياةح هادفة بذلك لرفع نير انغتراب عن كاهلهاح وتعليمها أن

ها ليست هدرا محتوما و إنما هي صناعة أيديها وأيدي اآلخر. وهو ما يدفع منماآلخرح وما أهوا في كل ،مان ومكانح لمناصبة تلك النفوس النبيلة والطاهرة العداء لحات ذكرها بانستهجان واإلدانة و والتنكيل بها عالوة على اتهامه لها بكل رذيلة وا

ن في صي ة بيريةح والحت أن أصحابها أيرف السبح حتى يهي للمرء أنها يياطي من وط ت أهدامهم لهر األرب.

إنهم أنسنيون أبت عليهم نفوسهم النبيلة ميايعة اآلخر في إثمهح فراحوا يبيرون باألنسنية كيفما تسنى لهمح وراحوا كذلك ي عرون اآلخرح لتري الذات الم تربة

معسولة. ومن المضحكات المبكيات أن هبحهح المستتر وراء منطقه الكاذب وكلماته الهلنء األنسنيين وهد هاموا في العصور المختلفة يحدون الذات الم تربة نحو ههر اغترابها وخالصهاح لم يسلموا من أذاها! فعجبا لمحكوم باإلعدام ينتصر لجالد ويموت دونه! وعجبا لجالد ي ري ضحيته بصلب من ينيد خالصها! الحت أن

أبد أيما إبدا ح حتى أن الم تربين دامما ما يعولون عليه في اآلخر أجاد و خالصهم! ون عجب ح ف ليات تكريس انغتراب الثقافي تعمل ليل نهار بال هوادة ون رحمةح غير مبهة بعذابات الضحايا وأنينهم. فك ني بانغتراب إلها ن يرتوي إن بدمو

صا في معبد إله انغتراب ح يتحدت الم تربين ودماءهم! وك ني باآلخر كاهنا مخلباسمه ح ويحب الم تربين على طاعتهح إلى جانب تحذير إياهم من م بة عصيانه

والتمرد على أوامر ونواهيه!

Page 19: مقالات فى الفكر الأنسنى

19

ذا كان الماركسيون يتحـدثون عـن الـوعي بالصـرا الطبقـيح أي إدراك مـن ن وا فلألنسـنيين أن يتحـدثوا يملك لحتميـة الصـرا بينـه وبـين مـن يملـك كجـوهر للماركسـيةح

بـــدورهم عـــن الـــوعي بالصـــرا الثقـــافي كجـــوهر لألنســـنيةح وأهصـــد بـــذلك الـــوعي إدراك الـــذات األنســـنية لمســـاعي اآلخـــر الراميـــة لتعميـــة الـــذات الم تربـــة عـــن األنســـنيةح وكـــذا إدراكها لجهل أو إعراب الذات الم تربة عن األنسنية ودفاعهـا عـن اغترابهـا وتعويلهـا

فــي خالصــها. فالصــرا الثقــافيح يــمنا أم أبينــاح هــامم وحتمــي بــين الــذات علــى اآلخــرـــذي ي ـــدرك ـــم ال ـــوا فـــي اآلخـــر اآلث ـــى اخـــتالفهمح ســـواء تمثل ـــين غرمامهـــا عل األنســـنية وباألنسنية وي لثر نفسه بثمارها ويعمل جاهدا علـى تعميـة الـذات الم تربـة عـن األخـذ بهـا

التـي تجهـل أو تعـرب عـن األنسـنية وتـدافع كنهج حيـاةح أم تمثلـوا فـي الـذات الم تربـةعن اغترابها الثقافي وت عول على اآلخر في خالصها. بيـد أنـه علـى خـالف الماركسـية القاملــة ب نــه ن مكــان فــي انتصــارها لمــن يملــكح نقــول إن فــي انتصــار األنســنية م تســع

غترابهــــا للجميــــعح ففيــــه ت خــــذ الــــذات الم تربــــة باألنســــنية كــــنهج حيــــاةح وتقهــــر بــــذلك اـــه ـــد اآلخـــر مـــن أ خرويت الثقـــافيح أمـــا الـــذات األنســـنية المنتصـــرة فلســـوف تكتفـــي بتجريوتمنحه عفوا كريماح فهي ن تعادي اآلخر ون تكرههح ولكنها تعادي أخرويتـه وتحـرص علـــى تجريــــد منهــــاح ليصـــب بــــدور ذاتــــا أنســـنية نبيلــــةح ت خــــذ باألنســـنية وتعمــــل علــــى

ذ بها. تبصير ال ير وحثه على األخ

األخرويــة وانغتــرابح ي نــاط بالــذات األنســنية تــدعيم عوفــي صــراعها الثقــافي مــجبهتها في مواجهتهمـاح بيـتى السـبل والوسـامل المتاحـةح فاألخرويـة هـي السـادن القـوي ـــذاتح وفـــي غيابهـــا هـــد يجـــد األنســـني ســـهولة نســـبية فـــي ـــافي لل ـــد لالغتـــراب الثق والعنيالتعــاطي مــع انغتــراب وحــت الم تــربين علــى ههــر وتبنــي الــنهج األنســني. ور ب هامــل ومــاذا عــن هــوة الــدفع الــذاتي لالغتــرابس وهــل هــي أهــل خطــرا مــن األخرويــةس الحــت أن انغتراب واألخروية من الخطورة بمكانح غير أن اآلخر بجهود الحثيثة والعداميـة فـي

وأنكــىح فهــو يســعى لتحطــيم تلــك الــذات النبيلــةح مواجهــة الــذات األنســنيةح يكــون أيــدلي فقــد األنســنية جهودهــاح كمــا أنــه يحــول بينهــا وبــين تبصــير الــذات الم تربــة بضــرورة ههــر اغترابهــا الثقــافيح األمــر الــذي ينــال بقــوة مــن فــرص رأب صــد الــذات تحــت رايــة

Page 20: مقالات فى الفكر الأنسنى

20

ـــى الـــذات األنســـنية األخـــذ بهـــ ـــك األنســـنية. ويلـــل تقريـــر األولويـــة الواجـــب عل ا فـــي ذلالصــرا الثقــافيح محكومــا باألوضــا التــي يحيــا األنســنيون فــي كنفهــاح وهــدرتهم علــى

تحديد أولويات الكفا األنسني.

وثمـــــة عالهـــــة وطيـــــدة بـــــين دعـــــم األنســـــنيين لجبهـــــتهم فـــــي مواجهـــــة األخرويـــــة وانغتــراب الثقــافي وبــين بنــاء الــذات األنســنيةح فمــن يــ ن دراســة الكيفيــة التــى يــتم بهــا

لفعــل األخيــر تعميــت معرفتنــا بهــلنء األنســنيينح عــالوة علــى تعميــت معــرفتهم ب نفســهم افى مواجهة أولمك الذين ي ناصبونهم العداء ويرمـون إلجهـاب مسـاعيهم النبيلـة إلحـرا، نصر فيه م تسع للجميعح م تسع للضحية وذلك برفع نير انغتـراب عـن عنقهـاح وم تسـع

جرمه ومنحه عفوا كريما. والسلال الذي يفرب نفسـه للجالد وذلك بتجريد من أسباببقـــوة .. مـــاذا يعنـــي بنـــاء الـــذات األنســـنيةس! هـــل يعنـــي مـــا يعنيـــه الـــدوجماطيقيون حـــين يعمــدون لتعــاليم بعينهــا ي لقنــون أنصــارهم إياهــا وي عــدونها هبســا مــن الحقيقــة المطلقــة ن

عـــدونها حقيقـــة مطلقـــةح ن ي تيـــه الباطـــل مـــن بـــين يديـــه ون مـــن خلفـــهح أو بمعنـــى أدت ي غالت عقلـه دون مـا عـداهاح ناسـين أو متناسـين أ نمندوحة عن اعتقاد اإلنسان فيها وا

إعمـال العقـل فـي نيـدانهاح ن وأهصى ما يطم إليـه اإلنسـان إ،اء الحقيقـة المطلقـة هـوبــين إدراكهــا بحجــاب امتالكهــا. وكيــف نس! والبــامن كمــا ذكرنــا منفــا أنــه هــد حيــل بينــه

د ليس يم،هه سوي الموت!! صل

أم ت ــري بنــاء الــذات األنســنية يعنــي مــا يعنيــه اليــكاكح حــين يعمــدون لهــدم كــل القــــيم والفضــــامل وتصــــوير الحيــــاة هفــــرا موحيــــاح ن ســــبيل فيــــه أمــــام اإلنســــان لتثمــــين

و إهامـــة مملكـــة الســـالم علـــى األرب. الحـــت أن الكاتـــب يـــذكر أنـــه مـــر يومـــا هإنســـانيتح فقــــد عمــــد أحــــدهم يومــــا فــــي هول بقســــوة نهــــج اليــــكاك ون إنســــانيتبتجربــــة تعضــــد القــــ

حضور لهدم كل ما حوا رأس صـاحبه مـن أفكـار وهـيمح فبـدت فـي عـين األخيـر نلـرة فـــي ذهـــول: "مـــا تفعلـــه يـــ مرعـــب ومخيـــف!". حينمـــذ ت كـــد هفـــ، وهلـــع وهـــال لمحدثـــ

بيعتـه لالعتقـاد للكاتب مدي تعارب نهج اليكاك مع إنسانية اإلنسانح كونه مـلهال بطفيما يبعت في نفسه األمـن والسـكينة. وأرانـي مـا هصـدت بقـولي هـذا ن،وعـا طبيعيـا فـي اإلنسان إلى السكون والجمودح و إنمـا هصـدت نـ،و اإلنسـان إلـى األنسـنيةح وهـي ثـورة

Page 21: مقالات فى الفكر الأنسنى

21

عقلية داممةح ن ت ف، صـاحبهاح بـل ت متعـه وت قويـه بمـا تمنحـه لـه مـن ثـراء عقلـيح ييـبه

سدي لـدي الرياضـيين. وحـدوثها يعنـي أن العقـل لـم يعـد هـوة محافلـة أساسـاح الثراء الجتعمـــل علــــى كبـــت أي تمــــرد علــــى األوضـــا القاممــــةح وتــــدعو إلـــى انحتفــــال الحرفــــي

بالثقافات السامدةح وتحارب كل ميل جذري إلى الت يير.

(1رقم ) الجدول

في األنسنية بنظيره في الماركسية الصراع مقارنة

األنسنية الماركسية ارنةالمق وجه

الوعي بالصرا الثقافي الوعي بالصرا الطبقي الجوهااااار

ثقافي/معقد/بارد اهتصادي/بسيط/ساخن الصراع خصائص

الصراع أطرا

ن تملك وسامل التي الذات اإلنتاجح و اآلخر الذي يملك

وسامل اإلنتاج

والذات األنسنيةح الذاتالم تربة التي تجهل أو

تعرب عن األنسنية وتدافع وتعول الثقافيعن اغترابها

على اآلخر في خالصهاح واآلخر الذي يدرك األنسنية

ويعمل بثمارهاويلثر نفسه جاهدا على تعمية الذات الم تربة عن األخذ بها.

الصراع هد

الذات انتصار

انتصار وهو حهالبروليتاريليس فيه متسع لسواهاح

هروليتاريفانتصار الذات الب اآلخريعني بالضرورة سحت البرجوا،ي

.عليه والقضاء

وهو األنسنيةح انتصارانتصار فيه متسع للجميعح ففيه ت خذ الذات الم تربة

هاهرة حياةحباألنسنية كنهج بذلك اغترابها الثقافيح وكذا

تكتفي الذات األنسنية من اآلخرالمنتصرة بتجريد

Page 22: مقالات فى الفكر الأنسنى

22

أخرويته وتمنحه عفوا كريماحفهي ن تعاديه ون تكرههح

. أخرويتهولكنها تعادي

ويعضـــد التوضـــي األخيـــر هولنـــا الســـابت ب هميـــةح بـــل حتميـــة النـــ ي باألنســـنيين عمـــــا يفعلـــــه الـــــدوجماطيقيونح حـــــين يعمـــــدون لتعـــــاليم بعينهـــــا ي لقنـــــون أنصـــــارهم إياهـــــا

ون مـن خلفـه. إضـافة وي عدونها هبسا من الحقيقة المطلقة ن ي تيه الباطل من بين يديه إلـــى تعضـــيد التوضـــي نفســـه حتميـــة النـــ ي باألنســـنيين عمـــا يعمـــد إليـــه اليـــكاك حـــين يهــــدمون كــــل القــــيم والفضــــامل ويصــــورون الحيــــاة هفــــرا موحيــــاح ن ســــبيل فيــــه لتثمــــين إنســانية اإلنســـان و إهامــة مملكـــة الســالم علـــى األرب. وأرانــي هانعـــا بــ ن بنـــاء الـــذات

ي صياغتها بما يسـم لهـا بتحقيـت أكبـر هـدر ممكـن مـن التطـابت األنسنية ن يعني سو بين أهوالها وفعالهاح يـريطة انطـواء تلـك األهـوال واألفعـال علـى تثمـين لألنسـنية القاملـة باإلنســان كــ على هيمــة فــي الوجــودح وهــدفها الماثــل فــي التمحــيص النقــدي لأليــياء بمــا

ــــاج للعمــــل البيــــري وللطاهــــات البيــــريةح تحســــبا ــــل هــــي نت لســــوء القــــراءة وســــوء الت ويالبيـــريين للماضـــي الجمعـــي كمـــا للحاضـــر الجمعـــي. وكـــذا يـــريطة وهـــو تلـــك األهـــوال

:(10)واألفعال في إطار الخصامص العامة لألنسنية

الخاصية األولى مفيار التقويم هو اينساع [1]قويم هو اإلنسانح أول ما تمتا، به األنسنية هي أنها تبدأ فتلكد أن معيار الت

عبر ما يمليه حسه اإلنساني من هوانينح وهو هول يجب أن ي فهم في سياهه األنسني الحقيقيح ن بالمعنى المبتذل والفاسد الذي ي ضاف إليه عادة عند تجار اآلنمح فهم يدعون أنه ن أنسنية بدون وضع اإلنسان في مقابل اإللهح ناسين أو متناسين أن

أكثر اآلراء ييوعا ـ هو وجه اإلله على األرب وأنه ما انتقل من دور اإلنسان ـ في

Page 23: مقالات فى الفكر الأنسنى

23

البربرية والوحيية إلى دور التحضر والمدنية إن عن طريت القوانين. بيد أن هذ ن لكان في ذلك هضاء مبرما على القوانين ليست هوانين مفروضة من الخارجح وا

إلنساني العام . ففيها إذن تتمثل الفرديةح إنما هذ القوانين هي ما ي مليه الحس االفرديةح من ناحيةح على أساس أن العقل اإلنساني هو الذي ي يرعها أو أن الناس هم الذين يرعوهاح ومن ناحية أخري يتمثل فيها ي من كب جما الفرديةح ألن هذ

قويم القوانين يجب أن يخضع لها الجميع. وبعبارة أخريح ن ي عد القول بكون معيار التعجاب به وحماس له هو اإلنسان ت ليها لجنسانح فليس في األنسنية ت ليه إلنسان وا نما فيها اننتصار لذلك الكامن النبيل إلى حد جعله الكامن األوحد والسيد المطلت. وا والحيلولة دون سعي تجار اآلنم نسترهاهه وتصيير دابة تعلف في ،ريبة اآلخرح

ا أسلفت ـ كل من يعمد لتعمية الذاتح أيا كانت هويتها أو وأهصد باآلخر هنا ـ كم انتمامهاح عن األنسنية.

الخاصية الثانية ايشادة بالفقل ورد التطور إلى ثورته الدائمة [2] ذكرنا منفا أن أول ما تمتا، به األنسنية هي أنها تبدأ فتلكد أن معيار التقويم

. كيف لجنسان أن يضطلع بتلك المهمة هو اإلنسانح والسلال الذي يطر نفسه.ـ الذي )**(الياهة والعسيرة س! لعمري انه العقل .. ذلك القبس اإللهي ـ طبقا لهيجل

دراك الحقيقة. يسكن أجساد البير! إن ثورته الداممة سبيلهم المتا لتطوير الحياة وا البيري أن أهول الحقيقة ون أهول الحقيقة المطلقةح فهي محجوبة وهيهات للعقل

يدركها وان تصور خالف ذلكح إذ أن اإلنسان ن يملك حيالها سوي أن يرخي جفنه ويركن إلى هذا الجانب أو ذاك. لذاح تصر األنسنية على أن تضع موضع انعتبار كل ما في العقول الفردية من خصب وثراء وثورة بدن من محاولة ض طها جميعا في

ه أنه واحد ن يت ير. واألنسنية كذلك تحسب حسابا طرا، واحد من "العقل" يقال عنللثروة النفسية لكل عقل إنسانيح وت عنى بوفرة اهتماماته وعواطفه ون،عاته ومطامحه. ون يك أنها بعنايتها هذ ت ضحي بكثير من البساطة المضللة التي تبدو في الصيغ

فيما مضى ونلروا إليه المجردةح ولكنها ت قدر وت وض جمعا غفيرا مما أغفله الناسعلى أنه وهامع غير مفهومة.. على أية حالح تلل اإليادة بالعقل ورد تطور حياة

Page 24: مقالات فى الفكر الأنسنى

24

اإلنسان إلى ثورته الداممة إحدي الخصامص المهمة لألنسنية. وثورة العقل تعني أنه لم يعد هوة محافلةح تعمل على كبت أي تمرد على األوضا القاممةح وتدعو إلى

في بالثقافات السامدةح وتحارب كل ميل جذري إلى الت يير. حتى أن انحتفال الحر األنسني مطالب ب ن يضمر عداء أبديا لكل صورة من صور الط يان أو السيطرة على عقل اإلنسانح ليتسنى لنا معير البير رد تجار اآلنم وحرمانهم من المتاجرة

ب نمنا.

فاطي المتحضر مفهاالخاصية الثالثة تثميع الطبيفة والت [3] مادمنا هد استخلصنا مكانة اإلنسان في األنسنيةح بجعلها إيا معيار التقويم

يادتها بعقله ورد التطور إلى ثورته الداممةح فقد بقي علينا أن نقوم بحركة مد وعود وا إلى الخارجح ن لكي يفنى فيه اإلنسان من جديدح بل ليلكد نفسه فيه ويفرضها عليه.

ن في هذا انتجا إلى الطبيعة يخضع لعامل غ،و الذات للموضو بفرضها واإلنساهيمها عليه واستخدامه ك داة لتحقيت إمكانياتهاح بوصفه عالم أدوات. ومن هنا كانت الخاصية الثالثة لألنسنية هي تثمين الطبيعة والتعاطي معها بتحضر ورهي. غير أنه

نحترام األنسني للطبيعةح وبين عبادة منوط بنا أن نفهم جيدا الفارت بين هذا االطبيعة عند اليعوب البدامية. فتثمين األنسني للطبيعة وتعاطيه المتحضر والراهي معها إنما ينبع من اعتقاد الراسأ بكونها منحة سخيةح فضال عن كونها ضرورة

يعة ملحة إلدامة الوجود اإلنسانيح أما اليعوب البدامية فتذهب في تعاطيها مع الطب إلى ت ليههاح رهبة وخوفا من جبروتهاح ويتان ما بين األمرين.

الخاصية الرابفة القول بأع التقدم إنما يتم باينساع نفسه [4] رغم وجاهة القول ب نه ن يمكن التقدم باإلنسان حتى يصل إلى درجة الكمال

سني انعتقاد ب نه وحتى تختفي اآلثام واآلنم من وجه األربح إن أنه ي ناط باألنيمكن لجنسان أن يتقدم كثيراح وأن ذلك إنما يتم باإلنسان نفسه وهوا الخاصةح ن بقوة خارجية أو عالية على الكونح ففي هذا أكبر ت كيد لجانب العقل والنياط والتحقيت الخارجي في الذات اإلنسانية. وليس ثمة تعارب كما هد يبدو للوهلة األولىح فمثابة

تهد على اجتهاد سنة كونيةح حت علينا ـ معير البير ـ اننصيا لها. غير أن المج

Page 25: مقالات فى الفكر الأنسنى

25

تجار اآلنمح وما أكثرهم في كل ،مان ومكانح يحلو لهم محاجة القول بقدرة اإلنسان على إحرا، التقدم استنادا لقوا الخاصةح عبر الم،ايدة على تلك السنة الكونيةح وذلك

تما بقوة خارجية وليس بقوي اإلنسان الخاصةح وهو أمر ب،عمهم أن التقدم إنما يتم حتعو، الصحة ويتعارب مع المنطت السليم. إذ أن اإلنسان ـ كما أسلفنا ـ هو في أكثر اآلراء ييوعا وجه اإلله على األربح منحه خالقه هبسا إلهيا هو العقلح كي يضرب

او، الحقيقة حين أهرر به في مجاهل الحياةح ويحفل به عليه وجود . وأراني ن أتجبضمير مطممن أن حاكمية اإلنسان ن تعدو في جوهرها كونها الت،اما صارما بما يطلت عليه الحاكمية اإللهية. فنحن معير البير محكومون حكما غير مباير عبر

نضرب في مجاهل اعقولنا التي منحنا إياهاح والتي لونها لهلكنا أو على األهل لللن هدي. الحياة على غير

الخاصية الخامسة تأكيد النزعة الحسية الجمالية [5]وتـــرد التطــور إلــى ثورتـــه الداممــة لــيس ذلـــك إن العقــل الــذي تيـــيد اننســنية بــه

العقــل الجــاف المجــرد التفكيــر الــذي ييــبه ملــة تنــتج تصــورات يــاحبة غادرتهــا الحيــاةح )***(ح واألهيســة العقيمــة يالكتيك األجــوفمثــل العقــل انســكالمي التامــه فــي بيــداء الــد

بل هو الوعي الكامل للذات اإلنسانية في مواجهتها للموضـوعات الخارجيـةح وهـو لهـذا يواكب العاطفة ون يعاديهاح ويتك على الحس العيني الحـي. ولهـذا تمتـا، تلـك الن،عـة بخاصـــية خامســـة هـــي الن،عـــة الحســـية الجماليـــة التـــي تميـــل إلـــى الرجـــو إلـــى العاطفـــة

ــــب اللــــن أن الحــــديت عــــن هــــذ واســــتله ــــه. واغل امها إدراك الوجــــود فــــي بعــــب أنحامن كنــــا نــــدفع أبوابــــا مفتوحــــة علــــى الخاصــــية ن يتحمــــل م،يــــد مــــن التفســــير واليــــر ح وا

مصاريعها .

وهد يكون مالمما ونحـن بصـدد الحـديت عـن كيفيـة بنـاء الـذات األنسـنيةح إحالـة )اإلنسان هو الحل(ح والتي لـم أ وردهـا بطبيعـة القارر الكريم للمعالم المذكورة في كتاب

الحال على سبيل الحصرح و إنما أوردتها على سـبيل المثـالح بوصـفها التجسـيد الحـي تصــور نهجــا أنســنيا واعــداح ي نــاط بالــذات األنســنية انستريــاد ب صــحابهح أالنــابب لمــا

عبح وكــذا فــي ولــيس م حاكــاتهمح فــي رحلتهــا اليــاهة والممتعــة فــي درب األنســنية الصــ

Page 26: مقالات فى الفكر الأنسنى

26

سعيها الدلوب لفت مجانت جديدة للكفا اإلنساني. فقـد رمـت تلـك المعـالم األنسـنيةح هبــال أحمــد وفرانــ، فــانونح لكــل مــا ترومــه الــنفس اإلنســانية وأهصــد بهــا إدوارد ســعيد وا المتوثبةح حين ترتح فتكيـف لنالرهـا عمـا يجـول فـي صـدرها مـن نبـل ونقـاء. ولسـوف

فــي ثالثــتهم مــا يعينــه علــى تفهــم هولنــا بــ ن بنــاء الــذات األنســنية ن يجــد القــارر الكــريم يعنـــي ســـوي صـــياغتها بمـــا يســـم لهاــــ كمـــا أســـلفنا ـ بتحقيـــت أكبـــر هـــدر ممكـــن مـــن

يريطة انطواء تلك األهوال واألفعال على تثمين لألنسـنية التطابت بين أهوالها وفعالهاح ها الماثل في التمحـيص النقـدي لأليـياء القاملة باإلنسان ك على هيمة في الوجودح وهدف

بمـــا هــــي نتــــاج للعمــــل البيـــري وللطاهــــات البيــــرية. وكــــذا يـــريطة وهــــو تلــــك األهــــوال التى فرغنا توا من ذكرها. لألنسنية العامةواألفعال في إطار الخصامص

بيـــد أنـــه مـــن الضـــروري الت كيـــد علـــى أهميـــة مســـ لة استريـــاد الـــذات األنســـنية ا بالمعالم المذكورةح وليس المحاكـاة الحرفيـة لهـاح فاألنسـنية ـ كمـا أسـلفنا ـ المنيود بنامه

ن تسعى لقولبة العقول أو استنسـاخها علـى النحـو الـذي يفعلـه الـدوجماطيقيونح و إنمـا ت صــر اصــرارا صــارما علــى أن تضــع موضــع انعتبــار كــل مــا فــي العقــول الفرديــة مــن

ا جميعـا فـي طـرا، واحـد مـن "العقـل" ي قـال خصب وثراء وثورة بدن من محاولة ضـ طهعنـــه أنـــه واحـــد ن يت يـــر. وكـــذلك تحســـب األنســـنية حســـابا للثـــروة النفســـية لكـــل عقـــل إنســانيح وتعنــى بــوفرة اهتماماتــه وعواطفــه ون،عاتــه وطموحاتــه. ون يــك أنهــا بعنايتهــا

ت قـدر هذ تضحي بكثير من البساطة المضللة التـي تبـدو فـي الصـيغ المجـردةح ولكنهـا وتوضــ جمعــا غفيــرا ممــا أغفلــه النــاس فيمــا مضــى ونلــروا إليــه علــى أنــه وهــامع غيــر

مفهومةح وهو ما ييي باحترامها للفرد وثمينها لالختالفات الفردية.

واآلنح أما وهد تعرفنا على انختالف البين بين ما يعنيـه بنـاء الـذات األنسـنيةح مـن هـدم كقين ألتباعهم وما يرمي إليه الي ـكاوبين ما يرمي إليه الدوجماطيقيون من تل

لكــل مــا تحويــه الــرلوسح يبيــت ل،امــا تــذكير القــارر الكــريم بمــا يتســم بــه نهــج األنســنيين مــن نــ،و إلثــارة العواصــف الفكريــة ولــيس التلقــينح وكــذا نــ،وعهم للبنــاء ولــيس الهــدمح

مـا هـد يتصـور على خالف نهج الدوجماطيقيين واليكاك. وهو ما ينفي عـن األنسـنيينالقــــارر ن،وعــــا لالنخــــراط فــــي صــــرا ســــاخن وأبــــدي مــــع غرمــــامهم. فكلمــــة "الصــــرا "

Page 27: مقالات فى الفكر الأنسنى

27

المستخدمة في وصف العالهة بين األنسنيين والذات الم تربـة واآلخـرح ن تعنـي مـا هـد ـــى مـــن نـــ،و أطـــراف الصـــرا ح لممارســـة العنـــف الصـــري ـــذهن للوهلـــة األول يتبـــادر لل

ـــين األنســـنيين والســـاذجح فالكلمـــة إذن ن ت ســـ ـــل ب ـــا إن لوصـــف التعـــارب الهام تخدم هنوغرمــامهمح وبــين ال رمــاء بعضــهم الــبعبح وأهصــد بال رمــاء الــذات الم تربــة واآلخــر. ودليـــل هـــولي هـــذا إيمـــان األنســـنيين الراســـأ والقـــوي بـــ ن فـــي انتصـــار األنســـنية متســـع

خـذ باألنسـنية كـنهج للجميع. فبانتصار األنسنية تتخلى الذات الم تربة عن اغترابها وت حيـــاةح وتقهـــر بـــذلك اغترابهـــا الثقـــافيح أمـــا الـــذات األنســـنية المنتصـــرة فلســـوف تكتفـــي بتجريــد اآلخــر مــن أخرويتــه الب يضــةح وتمنحــه عفــوا كريمــاح فهــي ن تعــادي اآلخــر ون تكرههح ولكنها تعادي أخرويته وتحرص على تجريد منهـاح ليصـب بـدور ذاتـا أنسـنيةح

ية وتعمــــل علــــى تبصــــير ال يــــر وحثــــه علــــى الســــير فــــي دربهــــا الصــــعب ت خــــذ باألنســــن والممتع.

ولعل فيما سبت ت كيدا لنهج األنسنيينح وسعيهم السـلمي للتيـييد والبنـاءح أهصـد ـــك لقطـــع ـــى تجســـيد الرفقـــة اإلنســـانية الصـــحيحةح وذل ـــادرة عل ـــذات األنســـنية الق بنـــاء ال

تحالة نيــدانهاح فتلــك الرفقــة تســم الطريــت علــى تجــار اآلنم فــي ،عمهــم الباطــل باســلكــل عقيــدة مــن العقامــد باتخــاذ موهفهــا ومنبرهــا فــي هيكــل الوجــود الجميــلح يــريطة أن يـدعى أنصــار هــذ العقيــدة أو تلـك امــتالك الحقيقــة المطلقــة ح ف هصـى مــا يطمــ إليــه

وكيــف إعمــال عقلــه فــي ن يــدانهاح ن امتالكهــا. واإلنســان إ،اء تلــك الحقيقــة المطلقــة هــنس! و البــامن أنــه هــد حيــل بينــه وبــين إدراكهــا بحجــاب كثيــف وصــلد لــيس يم،هــه ســوي المــوت. وعليــه فــال يحــت لــه فــرب رأيــه إ،امهــا علــى رفاهــه فــي رحلــة الحيــاةح وكــل مــا

يملكه اإلنسان إ،امها هو الوثوت بما يفضي إليه به هلبه.

الواعــدةح لــيس أمــامهم واألنســنيون فــي ســعيهم الحثيــت والنبيــل لتــدعيم جبهــتهم . وأرانــي مــا هصــدت بهــلنء ســوي التعــاطي الحــذر مــع غرمــامهمح فهــم أنســنيو المســتقبل

ال رماء سوي الذات الم تربةح حتى تبرأ من اغترابهاح واآلخرح حتى يبرأ مـن أخرويتـه. فليس أهسى على األنسني مـن رليـة غيـر وهـد أضـحى فريسـة سـهلة لالغتـراب الثقـافي

فكالهمــا ن يــرحم صــاحبهح حتــى أنــه ي خــذ بعيــدا عــن الرفقــة اإلنســانية أو األخرويــةح

Page 28: مقالات فى الفكر الأنسنى

28

الصحيحة التي تنيدها األنسنية في كل ،مان ومكان. ولسـنا اآلن بصـدد المقارنـة بـين انغتــراب الثقــافي واألخرويــةح فكالهمــا يــر وبــالءح و إنمــا نحــن بصــدد الحــديت عــن

ـــ أهصــد ن دون انخــراط أصــحابهماكيفيــة تجاو،همــاح بوصــفهما عقبتــين كمــودتينح تحــون درب األنسنية. يـ ف الذات الم تربة واآلخر

ولنبدأ بالذات الم تربةح ولننلر كيفية رأب الصد بينهـا وبـين الـذات األنسـنيةح تعميقهح ن تجسير . ولـيس ىذلك الصد الذي ي سببه انغتراب ويعمل اآلخر دوما عل

غيــر المبايـر بوســيلتينح مـن يــ نهما تمكــين أنسـب فــي هـذا الصــدد مـن األخــذ الحـذر و الـــذات الم تربـــة مـــن الفكـــاك مـــن يـــرك انغتـــراب واللحـــات بالـــذات األنســـنية. وأهصـــد ــــراب ــــة بخطــــورة مليــــات تكــــريس انغت ــــذات الم ترب بهــــاتين الوســــيلتين: أونح تعريــــف ال

تلـك الثقافي ح وكذا تبصيرها بحتمية التعاطي الحذر معهاح عالوة على السعي ألنسـنة اآلليــات. ثانيــاح تثــوير عقــل الــذات الم تربــة والحيلولــة دون إبقــاء هــوة محافلــة أساســاح تعمـــل علــــى كبـــت أي تمــــرد علــــى األوضـــا القاممــــةح وتــــدعو إلـــى انحتفــــال الحرفــــي

هنــا ن المقصــودةوالثوريــة بالثقافــات الســامدةح وتحــارب كــل ميــل جــذري إلــى الت ييــر. نمـــا ال مقدســـات ونالفـــي تعنـــي التجـــديف تعنـــي أن يـــط فيمـــا لـــيس مـــن ورامـــه نفـــعح وا

العقل لم يعـد هـوة محافلـةح تعمـل علـى كبـت أي تمـرد علـى األوضـا القاممـةح وتـدعو تثـويرفإلى انحتفال الحرفي بالثقافات السامدةح وتحارب كـل ميـل جـذري إلـى الت ييـر.

يمكنــه أن ينقــد ن يملــك عقــال ثــامراح ومــن ن والتطــور اإلنســاني المعرفــةالعقــل طريــت على اغترابـه. وهـذا عـين مـا ينيـد سـدنة وسيلل ترب ييماح ومن ن ينقد ييما فانه م

عبيدا ن أحرارا! ن الم تربينانغترابح فهم يريدو

فـي نقـد الطبيعي همفي استعادة حق الم تربين أن نجا ألمحنا إلىولمن كنا هد فهــا نحــن نقــرر حالثقــافي همر اغتــرابفــي ههــ هميعنــي بالضــرورة نجــاح هموتطــوير ثقــافت

ح إلــى جانــب تعريــة مليــات المســلوب الحــتأن الســبيل األكثــر فعاليــة نســتعادة صــراحةمع ثقافتهـاح ليتسـنى الم تربة الذات تعاطىهو تثوير تكريس انغتراب الثقافي للذاتح

لكـــات فبـــدون انعتـــات الم العقـــل. تثمـــينح لـــديها القـــدرة علـــى فاعلـــةلهـــا أن تصـــب ذاتـــا مـــن رت المحرمـــات الثقافيـــةح يصـــب إدراك الـــذات لثقافتهـــا واإلبداعيـــةالخالهـــة العقليـــة

Page 29: مقالات فى الفكر الأنسنى

29

ح العقليــة المنيــودةخيفنــا الثــورة ن حيــاة فيــه ون رجــاء منــه. ون ينب ــي أن ت ميتــاإدراكــا نفقهـــا ي ــــ كنـــو،ا معرفيـــة متنـــاثرةح ــــ إن عـــاجال أم مجـــال لتى ثمارهـــاأن ت ـــ تلبـــتألنهـــا لـــن رهبننــا . ون ي للــنهج األنســنيالمترديــة والعــود األحمــد همأوضــاع اجتثــاتفــي ن الم تربــو ح بالنابــلبالحتميــة الفوضــى واخــتالط الحابــل تعنــي كتلــكورة ثــبقــولهم أن اآلنمتجــار

حوهــى بالضــرورة كــذلك األنســنيون يريــدونهاح فتلــك مــ،اعم يعو،هــا المنطــت الســليمح ألنمسـيرته فـي درب ح ويعـ،، بهـا المخ،ي ر بها اغترابهفي يد المجتمع الم تربح يقه أداة

.األنسنية الصعب والممتع

واآلنح لنتحــــول إلــــى بيــــان أهميــــة تعــــاطي الــــذات األنســــنية مــــع اآلخــــر بحــــذر وبيــكل غيــر مبايــرح عبــر تجريــدها إيــا مــن أخرويتــه الب يضــة والممجوجــةح وتمكينــه

تسـتند بصـورة أساسـية إلـى من السـير فـي درب األنسـنية الصـعب والممتـع. وهـي رليـة بـــرا، دوافـــع اســـتمثار األنـــاني باألنســـنيةح وتكريســـه نغتـــراب ـــة اآلخـــرح وا ـــة أخروي تعريالذات المسكينةح فلمثل تلك األمور أهمية بال ة فـي إبـرا، هـب األخرويـة وتنفيـر الـذات

هيكـل اآلخـرمنهاح ودفع اآلخر لجيمان ب نه في موعد نصر األنسنية متسع للجميـع. و ــ كـل مـن ياغر يي له كل من ي تي فعال اآلخرح و بعبارة أدتح يعد مخرا ـ كما أسـلفنا

يـــدرك األنســـنية ويســـت ثر بهـــا لنفســـه أو لفريـــت بعينـــهح ويعمـــل جاهـــدا فـــي الوهـــت نفســـه للحيلولـــة دون أخـــذ الـــذات الم تربـــة بهـــا كـــنهج حيـــاةح وتعميتهـــا عنهـــا بيـــتى الوســـامل

ار ذلك الفعل الطيب. والسبلح بهدف حرمانها من جني ثم

إهدار الذات الم تربة لألنسنيةح أي وراء ءأهول إن اآلخر غالبا ما يقف ورا عدم أخذ تلك الذات بهاح وذلك عبر سعيه المحموم لتكريس انغتراب الثقافي بكل ويالته وعذاباته التي يسببها ألصحابه. و بينما تقف األنانية الثقافية وراء أخروية

أيت ليسأنه بيد حليح تقف الثنامية الثقافية وراء أخروية نلير العالمي.اآلخر المالمجتمع فيه ي دركن وهتفي المحليح الحديت عن أنانية اآلخرمن الكاتبعلى

ن أدركهو حتى فهوح .أصال وجودالم ترب يجد صعوبة فمنه بطريقة أو أخريح حا ه كينونتنسيجه ومن ،ء ن يتج،أ من ب نه ج بوجود ح اعتقادا منه انعتراف جمة فيح والهذيان ن انعتراف به إنما يعد دربا من الل وواعتقادا منه كذلك بالثقافيةح

Page 30: مقالات فى الفكر الأنسنى

30

دعوة انعتقاد في كون مثل ذلك انعتراف بوجود اآلخر المحليعالوة على على هيد الحياةح المحليوجود اآلخر ويلل الكاتب على ثقته بالثقافي. لالنتحار

تعريته. كذلك على إيمانه بممكانيةيلل و

عن األنانية الحديتلم ت لف وللذات الم تربة العذرح كل العذرح في أنها ح أو نعتيادها ال كما أسلفنابوجود هذا اآلخر أص لجهلهاإما حالمحليالثقافية لآلخر

يهاح حتى أنها ألفت أنانيته تلك ولم تعد إل قدمي الجلوس إلى طاولتهح غير عابمة بما ذكر هارمه أن ي للكاتبالعذرين معا. و اجتما ترضى عنها بديالح واألرج هو

اإلنسان أعلى هيمة في أن ن يدرك فقطالمقصود هنا المحلي الكريم ب ن اآلخر البيري وللطاهات للعملالوجود وأن له حت التمحيص النقدي لأليياء بما هي نتاج

كما للحاضر الجمعيالبيريةح تحسبا لسوء القراءة وسوء الت ويل البيريين للماضي في الوهت نفسه أيضا يحرص ولكنه ـ أهصد اآلخر المحلي الميار إليه ـ الجمعيح

في الفصول األنسنية وهدفها المذكورين جوهرعن إدراك أبناء مجتمعه على تعمية ثمار هذا اإلدراك.السابقةح رغبة منه في اننفراد بجني

عليهم أوصاف اآلخر تنطبتن مفر من القول ب ن تحديد أولمك الذين و لنخب ولو أن ا. الع،ي،بداهة للقارر يجب أن ي تركح تبعا للمعيار األنسنيح المحلي

حجر ال،اوية في في أكثر اآلراء ر جحاناح ت يكل حالمجتمعات الم تربةالحاكمة في الذين ترتبط طامفة من الحكام والساسة وغيرهمح الحاكمة تلك الهيكلهح وأهصد بالنخب

عن إدراك جوهر الم تربةلتعمية الذات والمواتيةباألوضا المترديةح دوما منافعهم للمحافلة على تلك األوضا ح فنراهم ين،عون في كل ،مان ومكاناألنسنية وهدفهاح

إلى اننفصال دوما بهم ي فضي. وهو ما مصال مواطنيهمبدعوي الحفال على هدثقافيا خالف ذلك. واراني بحديثي هذا للم تربينح وان بدا األمر الذاتالثقافي عن

ح الذاتبقب جلد والمل لمواطنيهم المستمرهم أعفيت تجار اآلنم من عبء تذكير عن إدراك مواطنيهم أن أولمك الذين تحملهم أنانيتهم الثقافية على تعمية فالثابتـ ون ت تلك الذاتاصطللطالما ولكنهم مخر ت جلد األنسنية وهدفهاح ليسوا ذاتا جوهر

! ويرور بنار ـ ت،ال تصطلي

Page 31: مقالات فى الفكر الأنسنى

31

تسالل مهم ثمةأما فيما يتعلت بالحديت عن الثنامية الثقافية لآلخر العالميح ف ح نلراالعالمياآلخر مصطل وهو التسالل المعني بماهية حفي فرب نفسهبقوة ل ي

ح هد يكون أيا العالمي فاآلخرإلمكانية تسكين العديد من المضامين المختلفة تحته. في مللفه اليهير هنتنجتونمن أصحاب الحضارات الرميسية التي أوردها صامويل

وال ربية واإلسالمية والهنديةوهي: الصينية واليابانية ح(الحضارات صدام)المذكور لجيارة إلى أصحاب المصطل يستخدم الكاتبأن بيد . (11)واألفريقيةالمهيمنة أيا كانت تلك الحضارةح طالما عمدوا لتعمية أبناء الحضارات الحضارة

. ويلل منطقيا األخري عن األنسنيةح وذلك بمساندة اآلخر المحلي بطبيعة الحالعلى الحضارة المهيمنةأبناء جميع على السالف القولتعميم هول البعب بانطواء

ح عبر تعاطيهم المباير مع ه هلنءلما يلمس ح استناداوافر من اإلجحاف والللمهدر يمان عميت بينح من رفب المنتمين لآلخر العالمي البسطاء لتلك الثنامية الثقافيةح وا

مع المقال الماثللكد أننا نتعاطى في ولهلنء ن الم تربة.بقب إهدار مدمية الذات سهم ي غالبا ما ح والذي الحضارة المهيمنة عالميافي لثروالمانتجا العام المسيطر

وان توهموا أو سعوا إليهامنا بخالف بيكل أو ب خر. أولمك البسطاء في صياغتهح اآلخر العالميح الذي ينتمون إليهحرد ح حال جديتهمحبهلنء البسطاء واألولىذلك!

بداء انستياء عليهمح ي ح بدن من التباكأبناء الحضارات األخريعن إهدار مدمية وا الثقافية المقيتة! الثناميةإ،اء

ح وهي حضارتهب بناء العالميتحكم عالهة اآلخر بعينهاثمة ثقافة إن أهولب بناء الحضارات انستعمارية التي تحكم عالهته للثقافةح في أغلب األحيانح م ايرةعن كيفية تعايش هاتين سوي التسالل يسعه. حتى أن المراهب المحايد ن األخري

الذي!! وهو التسالل ذهنية اآلخر العالمي فيالثقافتين المتباينتينح إلى حد التناهبح تتعاربفعلى خالف ثقافته انستعماريةح غالبا ما ن ينب ي أن ي لرت الباحثين.

مع القول ب ن اإلنسان أعلى ب بناء حضارته الثقافة الحاكمة لعالهة اآلخر العالميالتمحيص النقدي لأليياء بما هي نتاج للعمل البيري حتمة في الوجود وأن له هي

القراءة وسوء الت ويل البيريين للماضي الجمعي كما لسوءوللطاهات البيريةح تحسبا

Page 32: مقالات فى الفكر الأنسنى

32

ن يوجد ثمة تعارب جوهري بين الثقافة غالبا ما ح أو بعبارة أخريللحاضر الجمعي. كليهما لتثمينوذلك واألنسنيةح ناء حضارته الحاكمة لعالهة اآلخر العالمي ب ب

في بحت اإلنسان اعالوة على إيمان كليهملجنسان باعتبار أعلى هيمة في الوجودح بما هي نتاج للعمل البيري وللطاهات البيريةح تحسبا حالنقدي لأليياء التمحيص

.وسوء الت ويل القراءةلسوء

مفهـومفهـو مرادفـا للثقافـة انسـتعمارية ـح ـ وأسـتخدم الكلمـة هنـا انسـتعمارأمـا ثيــــر فــــي نفــــوس اليــــعوب المســــتعمررة والمســــتعم رة ميــــاعر غــــامب إلــــى حــــد كبيــــرح ي

حلـــل آلخــرح كـــل ح فضــال عـــن اخــتالف تعريفــه مـــن فتــرة ،منيـــة ألخــري ومــن م متباينــةوألغـــراب الدراســـة الماثلـــة يميـــل لتعريـــف الكاتـــب. غيـــر أن الفكريـــة منطلقاتـــهحســـب

ب نه عالهة است الليةح بين طرفين ليسـا بالضـرورة دولتـينح يولـف بموجبهـا تعمارانســــه العاليــــةح ســــواء كانــــت سياســــية أو اهتصــــادية أو عســــكرية أو الطــــرف األهــــوي هدرات

ح إلهامة انسـت الل وانحتفـال بـه وحصـد المنـافع الخاصـة بـهح مقابـل الـ،عم أيديولوجيةـــداء أو بحمايـــة ـــة مـــ،اعم الطـــرف األضـــعف مـــن انعت ـــه انهتصـــادية أو أي ـــة هدرات تنمي

وغالبا ما تتسـم الثقافـة انسـتعمارية لآلخـر العـالمي بخصـامص القبيل. هذاأخري من ح وفوهيــة فــي يـرعية انســتعمار انعتقــاد عديـدة منهــاح علـى ســبيل المثــال ن الحصـرح

ب مدميــــة اليــــعو إهــــدارالمســــتعمر ودونيــــة المســــتعمرح فضــــال عــــن القــــول بميــــروعية .المستعمرة

علينا ح يبيت ل،اما تحدثنا عن الثنامية الثقافية لآلخر العالميح أما وهد واآلن يكون اآلخر العالمي مخرا محليا في الوهت نفسه. بمعنى أنه نإمكانية أالت كيد على

من الواردح بل والم لوفح تاريخيا أن يكتفي القاممون على حضارة مهيمنة بعينها اء الحضارات األخري عن األنسنية وتكريس اغترابهم الثقافيح فنراهم بتعمية أبن

نفسه مع أبناء حضارتهمح رغبة من جانبهم في انستمثار بثمار ءيعمدون لفعل اليياألنسنيةح وذلك نعتقادهم بتعرب مصالحهم للخطر حال ييو األخذ بالنهج

ر واحدح ويصب الجالد األنسني. وحينمذ يجتمع اآلخران المحلي والعالمي في مخواحدا على الصعيدين المحلي والعالميح وتتيابه إلى حد كبير سلوكياته تجا أبناء

Page 33: مقالات فى الفكر الأنسنى

33

حضارتهح مع سلوكياته تجا أبناء الحضارات األخريح وهو األمر الذي ي نبمنا التاريأ بحدوثه في حقب ،منية بعينها. وهد يحدت أحيانا أخري أن يكون اآلخر العالمي

ة في مواجهة أبناء حضارته عنه في مواجهة أبناء الحضارات األخريح أكثر يراس . اوهو ما يعضد القول بقب األخروية ويراسته

ويحلو للكاتب هبل م ادرة هذا المقال الت كيد على هناعته ب ن بناء الذات األنسنية يعد باألساس بناءا للوعيح فجوهر األنسنية هو الوعي بالصرا الثقافيح أي

دراك الذات األنسنية لمساعي اآلخر الرامية لتعمية الذات الم تربةح وكذا إدراكها إلجهل أو إعراب الذات الم تربة عن األنسنية ودفاعها عن اغترابها وتعويلها على اآلخر في خالصها. كما يحلو للكاتب أيضا الت كيد على هناعته ب ن كلمة "الصرا "

ألنسنيين والذات الم تربة واآلخرح ن تعني ما هد المستخدمة في وصف العالهة بين ايتبادر للذهن للوهلة األولىح من ن،و أطراف الصرا ح لممارسة العنف الصري

هنا إن لوصف التعارب الهامل بين األنسنيين موالساذجح فالكلمة ن تستخدخر. وغرمامهمح وبين ال رماء بعضهم البعبح وأهصد بال رماء الذات الم تربة واآل

ففي انتصار األنسنية متسع للجميعح متسع للذات الم تربة وذلك بتخليها عن اغترابها وأخذها باألنسنية كنهج حياةح هاهرة بذلك اغترابها الثقافي. وكذا في انتصار األنسنية متسع لآلخرح فلسوف تكتفي الذات األنسنية حال انتصارها بتجريد اآلخر من

ما. أخرويتهح وتمنحه عفوا كري

هوامش ال

اااااااااااا

لـــد إدوارد ســـعيد فـــي القـــدس عـــام ]3002ــــ 1425[( إدوارد ســـعيد 1) . وبـــدأ 1425: و دراســـته فـــي كليـــة فكتوريـــا فـــي اإلســـكندريةح ثـــم ســـافر إلـــى الونيـــات المتحـــدة األمريكيـــة

ــــم 1457كطالــــبح وحصــــل علــــى درجــــة البكــــالوريوس مــــن جامعــــة برنســــتون عــــام ح ث. هضى سـعيد معلـم 1464ح والدكتورا من جامعة هارفرد عام 1460الماجستير عام

حياتــه األكاديميــة أســتاذا فــي جامعــة كولومبيــا فــي نيويــوركح لكنــه كــان يتجــول ك ســتاذ ،امر في عدد من كبريـات الملسسـات األكاديميـةح مثـل جامعـة هـارفرد وجـون هـوبكن،.

Page 34: مقالات فى الفكر الأنسنى

34

باألســــــبانية واأللمانيــــــة تحــــــدت ســــــعيد العربيــــــة واإلنجلي،يــــــة والفرنســــــية بطالهــــــةح وألــــــمواإليطاليــة والالتينيــة. أصــدر بحوثــا ودراســات ومقــانت فــي حقــول عديــدة تنوعــت مــن األدب اإلنجليـــ،يح وهـــو اختصاصـــه األكـــاديميح إلـــى جانـــب الموســـيقى ويـــمون ثقافيـــة

عامـا نتيجـة 67عـن 3002مختلفة. تـوفي سـعيد فـي إحـدي مستيـفيات نيويـورك عـام اللوكيميـــا(. لالطـــال علـــى مخـــر مللفـــات الراحـــل الفـــذ إدوارد إصـــابته بســـرطان الـــدم )

ح األنساااانية والنقااااد الااااديمقراطيســــعيد راجــــع: إدوارد ســــعيدح ترجمــــة فــــوا، طرابلســــيح .17(ح ص 3005)بيروت: دار اآلدابح : يــاعر إيطــالي كبيــرح جاهــد فــي كتاباتــه فــي ]1274ـــ 1204[)*( فرنيســكو بتراركــه

يـاعر اليـعراءح 1241فضـال عـن تتويجـه فـي رومـا عـام سبيل إحيـاء الـرو القـديم. و فهو ـ طبقا للكثيرين ـ أول األنسنيين أو النيوريين.

.55(ح ص1474ح )القاهرة: دار الثقافة الجديدةح المفجم الفلسفي( مراد وهبةح 3): أحـد رواد الفكـر والعلــم والترجمـة فـي مصــر ]1463ـ 1241[( إسـماعيل ملهـر 2)

درس علــــوم األحيــــاءح ثــــم تحــــول إلــــى األدب. تــــرجم مللــــف دارويــــن والعــــالم العربــــي. Charles Darwin أصــل األنــوا"The Origin of Species ح ونيــر عــام"

. ايـــت ل بالتــــ ليفح ورأس تحريـــر "المقتطــــف"ح وأصـــدر مجلــــة "العصـــور" عــــام 1412. وكـــذلك أصـــدر "هـــاموس الجمـــل والعبـــارات انصـــطالحية اإلنجلي،يـــة والعربيـــة" 1437ـــ عربـــي" عـــام ح و "هـــاموس النهضـــة: إنجليـــ،ي1451عـــام ح و "معجـــم ملهـــر 1454ـ

أج،اء. يقول عنـه ابنـه جـالل فـي مقدمـة كتابـه "رسـالة 2اننسكلوبيدي"ح وهد طبع منه نه كان ناهدا ومفكرا ومصلحا اجتماعياح وأن أفكار دارت حـول معنيـين إالفكر الحر": "

وأنـه كـان مخلصـا دفـع كـل يـيءح مالـه وأعصـابه هما الحريـة الفرديـة والمثـل األعلـىح وجهــود ح وأن أهــم مواهفــه دعوتــه إلــى تكـــوين حــ،ب اجتمــاعي ســما حــ،ب الفـــال أو

العمـــال والفالحـــينح ألن الريـــف عنـــد هـــو مصـــر ومصـــر هـــي الريـــف". حـــول بحـــ، ح )القــــاهرة: مطبعــــة لواحاااام المقتطاااا الشااااهريةالنيــــورية راجــــع: إســــماعيل ملهــــرح

.5(ح ص 1446مح فبراير المقتطف والمقط( فردينانـــد ســـكيفلح "المجتمـــع اإليطـــالي فـــي عصـــر النهضـــة"ح فـــي جـــورج ســـارتون 4)

ح )القــــاهرة حضااااارة عصاااار النهضااااةومخــــرينح ترجمــــة الــــدكتور عبــــد الــــرحمن ذكــــيح

Page 35: مقالات فى الفكر الأنسنى

35

ــــة بانيــــتراك مــــع ملسســــة فــــرانكلين للطباعــــة والنيــــرح نيويــــورك: دار النهضــــة العربي .47ـ 62(ح ص ص 1461

. م. سج سـارتونح "العلـم فـي عصـر النهضـة"ح فـي جـورج سـارتون ومخـرين ح( جـور 5) . 123ـ 101ح ص ص ذ( اعتمد الكاتب فـي اسـتقاء تلـك المعلومـات علـى عـرب بالل ـة العربيـة علـى يـبكة 6)

Humanism : anاإلنترنــت لكتــاب بعنــوان "مــدخل عــام إلــى الن،عــة اإلنســانية

Introduction ح لجـــيم هيريـــك"Jim Herrick والكتـــاب صـــادر عـــن بروميثيـــوس .. وذلــك لتعــذر حصــول الكاتــب 3005ح بلنــدن عــام Prometheus Booksبــوكس

على نسخة من الكتاب المذكورح ويمكن للقـارر الكـريم مراجعـة العـرب المـذكور علـى etwww.iraqcenter.nالموهع التالي على يبكة اإلنترنت:

ح )الكويــت اينسااانية والوجوديااة فااي الفكاار الفرباايراجــع: عبــد الــرحمن بــدويح ( 7) (.1423بيروت: وكالة المطبوعاتح دار القلمح

ح )القــاهرة: م حظااات نحااو تفرياا الثقافااة( ت.س.إليــوتح ترجمــة يــكري عيــادح 2) .171ـ 170( ح ص ص 3002الهيمة المصرية العامة للكتابح

لمعلومات عـن انغتـراب الثقـافي للـذات العربيـة ومليـات تكريسـه راجـع: ( لم،يد من ا4) (.3006ح )القاهرة: دار العالم الثالتح االغتراب الثقافي للذات الفربيةحا،م خيريح

( تـــ ثر الكاتـــب فـــي صـــياغته لمـــا يـــرا خصـــامص عامـــة لألنســـنية فـــي الحضـــارات 10)ة رأي الفيلسـوف عبـد الـرحمن بـدوي المختلفة ب راء العديد من الكتاب والمفكرينح خاص

كتابــه القــيم والثــري " اإلنســانية والوجوديــة فــي الفكــر العربــي "ح وان اختلــف يالــوارد فــالكاتــــب مــــع الــــرأي المــــذكور فــــي مــــواطن عديــــدةح لــــن تخطمهــــا عــــين القــــارر المــــدهت.

ـــ 1417[والـــدكتور عبـــد الـــرحمن بـــدوي : أحـــد أبـــر، الفالســـفة المصـــريين فـــي ]3003ـ .تقريبا كتابا 150 أصدرح فقد العيرين وأغ،رهم إنتاجاالقرن

ــــ 1770[)**( جــــورج فــــيلهلم فريــــدريك هيجــــل : فيلســــوف مثــــالي موضــــوعي ]1221ـألمــانيح ولــد فــي المنطقــة الجنوبيــة ال ربيــة مــن ألمانيــا. يعــد بحــت أحــد أهــم الفالســـفة

أوامــل القــرن األلمــانح حيــت يعتبــر أهــم ملسســي حركــة الفلســفة المثاليــة األلمانيــة فــي التاسع عير الميالدي.

Page 36: مقالات فى الفكر الأنسنى

36

: أذا هــذ Scholastic Philosophyالفلســفة انســكالمية أو المدرســية ااا)***( التسمية أول األمـر "أنسـنيو" القـرن السـادس عيـرح ويقصـدون بهـا الفلسـفة التـي نيـ ت

يطلـت علـى كـل معلـم فـي scholasticusفقـد كـان لفـل scholaونمت في المـدارس الـديالكتيك أو الجـدل ااأو خريج مدرسـة وهـو هصـد ينطـوي علـى معنـى محقـر. مدرسة

Dialectic الــديالكتيك هــو فــي الل ــة العربيــة الخصــام واللجاجــة وفــى الل ــة الفلســفية :دفاعـا عـن مـذهب ]. مت 420ـ 440حوالي [فن البرهان. ومبدعه هو ،ينون انيلي

ضــد الــذين حــاولوا ]لســادس هبــل المــيالدالنصــف الثــاني مــن القــرن ا[معلمــه بارمنيــدس . ، م. سمـراد وهبـةأن يبينوا أن هول معلمه بالوحدة يستتبع نتـامج مناهضـة لـه. راجـع:

. ولم،يد من المعلومـات عـن الـديالكتيك راجـع أيضـا: مـراد وهبـةح 143ح 400ح ص ذ (.1447ح )القاهرة: دار العالم الثالتح قصاة الديالكتيك

م الحضارة عن نلير الخاص بالثقافة كثيراح فكالهمـا ييـير إلـى ( ن يختلف مفهو 11)طريقــة حيــاة يــعب معــينح غيــر أن الحضــارة هــي الكيــان الثقــافي األوســعح أو بمعنــى مخر هي أعلى تجمـع ثقـافي مـن البيـر وأعـرب مسـتوي مـن الهويـة الثقافيـة يمكـن أن

الموضـوعية العامـة يمي، اإلنسان عن األنوا األخري. وهى تعرف بكل مـن العناصـر مثــل الل ــةح والتــاريأح والــدينح والعــاداتح والملسســاتح والتحقــت الــذاتي للبيــر. وهنــاك مســـتويات للهويـــة لـــدي البيـــرح فســـاكن القـــاهرة هـــد يعـــرف نفســـه بـــدرجات مختلفـــة مـــن انتسا : مصريح عربيح مسلم. والحضارة التي ينتمـي إليهـا هـي أعـرب مسـتوي مـن

بــه نفســهح أي أنهــا "نحــن" الكبــري التــي نيــعر ثقافيــا بــداخلها التعريــف يمكــن أن يعــرف أننا في بيتناح في مقابـل "هـم" عنـد اآلخـرين خارجنـا. وهـد تضـم الحضـارات عـددا كبيـرا مــن البيــر مثــل الحضــارة الصــينيةح أو عــددا هلــيال مثــل الكــاريبي األنجلوفــوني. وعلــى

م،ة وتفتقـر إلـى معـين ثقـافي مدي التاريأ وجدت جماعات ص يرة كثيرة ذات ثقافات ماأوسع لهويتها. وكانت الفـروت تتحـدد حسـب الحجـم واألهميـة بـين الحضـارات الرميسـية والفرعيــــــة أو بــــــين الحضــــــارات الرميســــــية والحضــــــارات الجهيضــــــة. وطبقــــــا لصــــــمويل هنتنجتـــون تتمثـــل الحضـــارات الرميســـية المعاصـــرة فـــي الصـــينيةح واليابانيـــةح والهنديـــةح

ل ربيـــــةح والروســـــية األرثوذوكســـــيةح واألمريكيـــــة الالتينيـــــةح فضـــــال عـــــن واإلســـــالميةح وان اتفقوا بيـكل عـام فـي تحديـدهم للحضـارات الرميسـية فـي األفريقية. إن أن الباحثين وا

Page 37: مقالات فى الفكر الأنسنى

37

التــــاريأ وتلــــك الموجــــودة فــــي العــــالم الحــــديتح فــــمنهم غالبــــا مــــا يختلفــــون علــــى العــــدد يــد مـن المعلومــات راجــع: صــامويل اإلجمـالي للحضــارات التــي وجـدت فــي التــاريأ. لم،

ح صادام الحضاارات ا إعاادة صانع النظاام الفاالميهنتنجتـونح ترجمـة طلعـت اليـايبح .20ـ 67(ح ص ص 1442)القاهرة: سطورح

المقالة الثانية )*(الفقل الفربي هدر

النهر للمنبع ال يفود" "دودسالنهر في غربته يكتسح ال

هاب البياتيعبد الو

تفقـــا مـــع هـــول الفيلســـوف الفرنســـي رينيـــه ديكـــارت بفطريـــة العقـــلح بدايـــة أرانـــي م وكونه أعدل األيياء هسمة بيننا معير البيرح فديكارت يقول فى مللفه اليـهير "مقـال

هو أحسن األيياء تو،عا بـين النـاس )بالتسـاوي(. إذ يعتقـد كـل : "العقل(1)عن المنهج"لكفايــةح حتــى الــذين ن يســهل علــيهم أن يقنعــوا بحلهــم مــن يــيء فــرد أنــه أوتــى منــه ا

غيــر ح لــيس مــن عــادتهم الرغبــة فــى ال،يــادة لمــا لــديهم منــه. ولــيس بــراج أن يخطــيء الجميع فى ذلكح بل الـراج أن ييـهد هـذا بـ ن هـوة اإلصـابة فـى الحكـمح وتمييـ، الحـت

النطــتح تتســاوي بــين كــل مــن الباطــلح وهــي فــى الحقيقــة التــى تســمى بالعقــل الســليم أو النــاس بــالفطرةح وكــذلك ييــهد بــ ن إخــتالف مرامنــا ن ينيــ مــن أن الــبعب أعقــل مــن

Page 38: مقالات فى الفكر الأنسنى

38

نمـا ينيـ مـن أننـا نوجـه أفكارنـا فـى طـرت مختلفـةح ون ينلـر كـل منـا البعب اآلخرح وا فيمــا ينلــر فيــه اآلخــرح ألنــه ن يكفــى أن يكــون للمــرء عقــلح بــل المهــم هــو أن ي حســن

ن أكبر النفـوس لمسـتعدة ألكبـر الرذامـل مثـل اسـتعدادها ألكبـر الفضـامل. استخدامه. وا والذين ن يسيرون إن جد مبطمين يستطيعون حين يل،مون الطريت المسـتقيم أن يسـبقوا

كثيرا من يعدون ويبتعدون عنه".

ولنــدلف مــن مقولــة ديكــارت إلــى القــول بــ ن نصــيب اإلنســان العربــي مــن العقــل يـر مـن إخوتـه فـى اإلنسـانيةح ولـو ألقـى تجـار اآلنم فـى روعـه ليس أهل مـن نصـيب غ

فاألرج ـ كما أسلفنا ـ أن العقل هو أعدل األيياء هسمة بين الناس. وعليـه غير ذلك.يصير مقبونح ونحن بصـدد الحـديت عـن العقـل العربـيح أن نفـرت بينـه وبـين غيـر مـن

لبيــــر واحــــدح ســــواء كــــان عقــــول أمــــم األرب. فالعقــــل الــــذي يســــكن أجســــادنا معيــــر اصاحبه عربيا أو أفريقيا أو أوروبيا أو مسيويا أو أمريكيا! كل ما فى األمر أننـا معيـر العرب نوجـه أفكارنـا فـى إتجاهـات خاطمـة ونسـلك طرهـا جدبـةح ناسـين أنـه ن يكفـى أن يكـون للمـرء عقـلح بـل المهـم ـ كمـا هـال ديكـارت ـ أن ن حسـن إسـتخدامهح فهـو بوصـلتنا

ن أصاب أصبنا!فى طري ت الحياةح إن ضل ضللنا وا

علــى أيــة حــالح لنبــدأ بحثنــا بتتبــع رحلــة العقــل عبــر التــاريأح علــى أمــل التعــرف علــى مراحــل تطــور ح يحــدونا مــا أورد عابــد الجــابري فــى كتابــه "تكــوين العقــل العربــي"

رخـــو بيـــ ن العقـــل فـــى الثقافـــة اليونانيـــةح وهولـــه بـــ ن هـــراهليطس كـــان ـ فيمـــا يـــذكر مل الفلسـفة ـ أول مـن هـال بفكـرة "اللوغـوس" أو العقـل الكـوني. فلكـى يفسـر هـذا الفيلسـوف اليونـــانى النلـــام الســـامد فـــى الكـــونح بعيـــدا عـــن الميثولوجيـــا واألســـاطيرح هـــال بوجـــود "هــانون كلــى" يحكــم اللــواهر ويــتحكم فــى صــيرورتها الداممــة األبديــة. كمــا هــال الرجــل

التوصل إلى معرفة صحيحة عن لواهر الطبيعة إذا هـى ب ن العقول البيرية تستطيعياركت فـى العقـل الكلـيح أي إذا هـى اجتهـدت فـى البحـت فـى نلـام الطبيعـة وأدركـت مــا يتصــف بــه هــذا النلــام مــن ضــرورة ويــمول. فهــذا العقــل الكــوني أيــبه مــا يكــون بـــ

فس البيـرية هـبس "نار إلهية لطيفة"ح بل هو "نور إلهـى"ح هـو حيـاة العـالم وهانونـه. والـن

Page 39: مقالات فى الفكر الأنسنى

39

من هذ النـار انلهيـةح أي مـن هـذا القـانون الكلـي الـذي يسـري فـى الطبيعـة ويحكمهـاح . (3)فعليها إذن أن تعرف هذا القانون وتعمل بموجبه

ويضـيف الجـابري فـى كتابـه المـذكور أنــه إذا كانـت فكـرة هـراهليطس عـن العقــل ر أن العقــل الكــوني هــذا محايــت الكلــي تميــل إلــى إهــرار نــو مــن وحــدة الوجــودح باعتبــا

للطبيعة غيـر منفصـل عنهـاح فـمن تصـور اناكسـاجوراس للــ "النـوس" أي العقـل الكلـيح يختلف من حيت إنه جعل منه مبدأ مفارهـاح غيـر منـدمج فـى الطبيعـة ون محايـت لهـا. فاناكســـاجوراس يـــري أن األجســـام مركبـــة مـــن أجـــ،اء متيـــابهة تقبـــل القســـمة إلـــى غيـــر

حيت المبدأح ولكن مع افتراب وجود أج،اء فى غاية الص ر ن تنقسـمح هـى نهاية من نمــا ت تصــور بالعقــل فقــط. ولقــد كــان الكــون أيــبه بالبــذور األولــىح ن ت ــدرك بــالحواس وا فى أول أمر عبارة عن خليط فوضوي من هذ البـذورح عبـارة عـن "كـاوس"ح أي عبـارة

. (2)عن عماء مطلت ييكل الكل الموجود

عقــل ـ طبقــا نناكســاجوراس ـ هــو الــذي نلــم كــل يــيء وهــو العلــة لجميــع والاأليياء. ذلك ألنه كى يـتمكن ذلـك الخلـيط األولـىح أو العمـاء الكلـيح مـن الخـروج مـن عـــادة ـــم الوصـــل بينهـــا وا ـــد مـــن هـــوة محركـــة تقـــوم بالفصـــل بـــين األجـــ،اء ث ـــه نب عطالت

لنـــوس" أو العقـــل الكلـــي. وهـــى تركيبهـــا. وهـــذ القـــوة المحركـــة ســـماها اناكســـاجوراس "اتــدرك جميــع األيــياء التــى امت،جــت وانفصــلت وانقســمتح وهــى التــى بثــت النلــام فــى وجـدت والتـى توجـد اآلن والتـى سـوف توجـد. وهكـذا فالعقـل ـ طبقـا جميـع األيـياء التـى نناكساجوراس ـ يحكـم العـالمح فنلريـة الفيلسـوف اليونـانى ن تتـرك أي مجـال للصـدفةح

ذا كــان هنــاك مــا يبــدوح ك نــه مجــرد مصــادفةح أي فكــل يــيء عنــد نلــام وضــرورة. وا غيــر خاضــع للحتميــة والضــرورةح فلــيس ذلــك راجعــا ـ فــى رأيــه ـ إن إلــى عج،نــا عــن اكتيـاف ســببه. هـذا مــن جهـةح ومــن جهـة أخــري فــ "النــوس" لـيس عقــال يفكـر وحســبح

بالنسبة للعالم كـالنفس بالنسـبة هكذا بعيدا عن العالم متعالياح بل إنه أيبه بالنفس: هو للجســمح بــل هــو نفــس كــل مــا لــه نفــسح أو أن نفــوس الكامنــات الحيــة هــبس منــهح ومــع ذلــك فهــو غيــر محايــت للطبيعــة إذ يلــل مســتقال عنهــا خارجــا عــن دامرتهــا. إنــه عبــارة

. (4)عن نفس مستقلة تصدر عنها نفوس مستقلة كذلك

Page 40: مقالات فى الفكر الأنسنى

40

ل مــــن الفيلســــوفين اليونــــانين ومهمــــا يكــــن مــــن أمــــر انخــــتالف بــــين تصــــور كـــــــــديانات ـــــه فـــــى ال ـــــة انل ـــــ،ل من،ل ـــــذي يتن ـــــي )ال هـــــراهليطس واناكســـــاجوراس للعقـــــل الكلـــر مـــن جـــوهر التوحيديـــة( فـــمن القـــول بمحايثتـــه للطبيعـــة أو انفصـــاله واســـتقالله ن ي يالتصــور اليونــاني للعالهــة بــين الطبيعــة وهــذا العقــل الكلــي وبينــه وبــين اإلنســان. فعلــى

اهليطس عن "اللوغوس" ت سست الفلسفة الرواهيـةح بـل كـل الفلسـفات التـى تميـل فكرة هر إلى نو من وحدة الوجودح أمـا فكـرة اناكسـاجوراس عـن "النـوس" فقـد كانـت وراء فلسـفة ســقراط التــى ت سســت عليهــا فلســفة كــل مــن أفالطــون وأرســطو. وطبقــا لعابــد الجــابريح

ه علـــى "القـــديم" متمســـكا بفكـــرة "العقـــل يلـــل الفكـــر األوروبـــي الحـــديتح رغـــم كـــل ثوراتـــ الكوني"ح متصورا إيا على أنه "القانون المطلت للعقل البيري".

ولعــل فتــرة العصــور الوســطى هــى الفتــرة األهــل ثــراء وخصــوبة فــي رحلــة العقــل عبر التاريأح رغم هول الفيلسوف المصري الراحـل عبـد الـرحمن بـدوي فـي كتابـه المهـم

ى" إن العصور الوسطى لم تكن في الواهع غير دور من أدوار "فلسفة العصور الوسطتطـــور العقـــل اإلنســـاني وهـــو يســـعى إلـــى تحقيـــت ممكناتـــهح دور عـــامر بـــالتفكير الحـــي الخصب المناضل من أجل حرية العقل في التفكير والبحت عن الحقيقة واكتنا أسرار

الطبيعة وتحقيت الوسامل الملدية إلى تقدم اإلنسانية!

ل بــدوي فــي كتابــه إن العقــل اإلنســاني وجــد نفســه م لقــا عليــه داخــل أســوار يقــو متينــــة هــــى أســــوار العقيــــدة الدينيــــةح فكــــان عليــــه أن يقتصــــر علــــى التجــــوال بــــين هــــذ

. ولمــا بــدأ ييــعر بيــيء مــن الحريــة كــان عليــه مــع ذلــك أن يحــدد موهفــه مــن الجــدرانبـين مضـمون العقيـدة الدينيـة. مس لة حـت العقـل بـم،اء النقـلح أعنـى الصـلة بـين نفسـه و

وكــان عليــه فــي أول األمــر أن يقــول بــ ن انتفــات تــام فيمــا بــين مــا يقــول بــه العقــل ومــا أتى به الدينح ألن الحت ن يتعددح والفلسفة مـا هـى إن البحـت عـن الحـتح والحـت هـو

دنن الدين. لهذا نجد عند اآلباء األولين أن كلمة "نهوت" وكلمة "فلسفة" أو "حكمة" تـعلى أمر واحد. ثـم تطـورت الصـلة يـيما فيـيماح فحـاول العقـل أن يلكـد كيانـه إ،اء هـذا المضمون. فبدأ أون بالخضو في ييء من الـدهاءح بـ ن هـال إن الحقيقـة هـى الحقيقـة

Page 41: مقالات فى الفكر الأنسنى

41

اإليمانيــــةح غيــــر أن هــــذ الحقيقــــة مجملــــةح فهــــي فــــي حاجــــة إلــــى التفصــــيل واليــــر ح الموهف نرا واضحا فـي القـرنين العايـر والحـادي وكالهما يتم عن طريت العقل. وهذا

عيـــرح إذ نجـــد أنســـلم ينيـــد مـــن وراء اســـتقالل التفكيـــر أن يتعقـــل اإليمـــانح أي يفســـر .(5)حتى يتعقلهح ولهذا كان يعار "أومن ألتعقل"

وطبقا لبدويح , وهـف بطـرس أبـيالرد فـي القـرن الثـاني عيـر مثـل هـذا الموهـف ن تقــدم فــي ســبيل تقريــر نصــيب العقــل. فهــو ن يــ،ال يــلمن بــ ن عقيــدة التثليــت هابلــة وا

يقـــول إن الحقيقـــة الدينيـــة تتفـــت فـــي كـــل لألن ي بـــرهن عليهـــا عقليـــا وهكـــذا كـــان ن يـــ،اأج،امها مع ما يقضي به العقل. بيد أننـا نجـد عنـد تقـدما أكثـر ممـا كانـت الحـال عليـه

ين أهــوال الالهــوت بعضــها عنــد أنســلمح ذلــك ألن أبــيالرد هــال أيضــا بوجــود تعــارب بــوبعبح وبين أهوال الالهوت وأهوال الفالسفةح وذلك في منهجه المعروف بمـنهج "نعـم ون". ومـا إن أهبـل القـرن الثالـت عيـر حتـى بـدأ يحـدد أكثـر فـ كثر ميـدان العقـل ويميــ، مــن ميــدان اإليمــانح تمييــ،ا يمضــي هــدما لــدي كبــار الفالســفة الالهــوتيين نحــو التمييــ،

ضـ البـين بــين ماللعقـل ومــا للنقـلح وهــذا التيـار يسـتمر هويــا حتـى نصــل إلـى دنــس الواســكوت أريجــينح فنــري ميــدان النقــل الــذي يمكــن إثباتــه بالعقــل هــد انحســر يــيما فيــيما وضــات مــدا ح فتومــا انكــويني أبعــد مــن ميــدان البرهــان العقلــي عــددا وافــرا مــن العقامــد

ن إثباتهــا بطريــت العقــلح مثــل التثليــت والتجســد الدينيــة التــي لــن أســالفه أن مــن الممكــوالخالصح فقال إنـه لـيس مـن الممكـن أن ي بـرهن عليهـا عقليـا. وجـاء مـن بعـد سـكوت أريجــين فــ نكر امكــان إثبــات خلــود الــنفس إثباتــا عقليــاح بــل أن بــراهين وجــود ا وبيــان

البــراهين هــو صــفاته ن تقبــل كلهــا أن تكــون عقليــةح وكــل مــا يمكــن أن يقــال عــن هــذ . (6)أنها محتملة وليست هطعية

وبحلول القرن الرابع عير انفصل ميدان العقل عن ميدان الدين انفصان يكاد يكون تاماح بمعنى أن ما ي تي به الوحي هد ن يكون هابال للبرهان العقليح وما يقضي

كله أن به العقل ليس من الضروري أن يكون الوحي هد جاء به. وكانت نتيجة هذاأصبحت ميكلة العقل والنقل ميكلة غير ذات موضو ح مما كان إيذانا بقيام الفلسفة الحديثة التي لن تحاول التوفيت بين العقل والنقلح بل تد هذ الميكلة خارج نطات

Page 42: مقالات فى الفكر الأنسنى

42

البحت الفلسفي. هذا ما حصل في أوروبا المسيحيةح أما فيما يخص العالم نةح ون يتسع المجال لذكرها جميعا.اإلسالميح فاآلراء عديدة ومتباي

لذا نكتفي ب ن ن ورد رأيا هد يرا الكثيرون األبر، واألكثر انسجاما مع القراءة المت نية لما ملت إليه أوضا عالمنا اإلسالميح وهو هول المفكر محمد أركون ب ن

في الفترة المواجهة بين العقل الديني أو الالهوتي/الفقهي والعقل الفلسفي بل ت أوجهاالواهعة بين القرنين التاسع والحادي عير الميالديين. وولدت عندمذ أعمان فكرية وأدبية رامعة ترهص بالحداثة أو تمثل ما كان أركون نفسه هد دعا بالحداثة البدامية األولية. ففي القرن العاير مثال استطا الموهف الفلسفي أن يكسب مساحة اجتماعية

بما يكفى لت ذية تيار إنساني حقيقي يستوعب المرجعية الدينية دون وسياسية واسعة أن يعترف لها باألولوية )إن فيما يخص سلوك العوام( ون حتى باألسبقية. ولكن هذا التيار اإلنساني والعقالني كان لألسف سريع األفول. فبعد وصول السلوجوهيين إلى

جتماعية والسياسية للمعرفة تضيت السلطة في القرن الحادي عير أخذت األطر انوتفتقر. وراحت بالتالي تحبذ أولوية العقل الالهوتي/الفقهي على العقل الفلسفي. وما انفك هذا انتجا يت،ايد ويتفاهم منذ ذلك الوهت وحتى يومنا هذا عمليا. وهو ما دعا

ية يبه أركون إلى القول ب ن تصفية الموهف الفلسفي من ساحة الفكر اإلسالمي تصفكاملةح إن لم تكن كاملة بالمرةح إنما ي عد نتيجة طبيعية ألفول التيار اإلنساني

. (7)والعقالني

ذكرنــا ســلفا أنــه طبقــا للجــابريح يلــل الفكــر األوروبــي الحــديتح رغــم كــل ثوراتــه علــى "القــديم" متمســكا بفكــرة "العقــل الكــوني"ح متصــورا إيــا علــى أنــه "القــانون المطلــت

بيــري". وأرانــى مقتنعــا بعــدم تعــارب هــول الجــابري مــع ت كيــد أركــون علــى أن للعقــل الالعقــل فــى أوروبــا ال ربيــة بــدءا مــن القــرن الســادس عيــر أو الســابع عيــر را ينطلــت علــى أســس جديــدة غيــر تلــك التــى كــان يعرفهــا ســابقا. فقــد حــرر ســبينو،ا و ديكــارت ـ

الهوتى المسيحىح إذ أعطـى الـرجالن طبقا ألركون ـ العقل الفلسفى من هيمنة العقل الانســتقاللية الذاتيـــة للعقـــل البيـــري وللـــذات البيـــرية بعـــد مـــا انت،عاهـــا مـــن بـــراثن العقـــل نمـا كـل الالهوتى القروسطى. بالطبع ليس ديكارت واسبينو،ا وحدهما مـن فعـل ذلـكح وا

Page 43: مقالات فى الفكر الأنسنى

43

الجيــــل الــــذي تالهمــــا أيضــــاح أي جيــــل فــــولتير وديــــدرو وروســــو والموســــوعيين وكــــانط اإلنجليـــ، مـــن هبـــل. والمقصـــود بانســـتقاللية الذاتيـــة هنـــا أن الـــذات البيـــرية هـــى التـــى و

أصـــبحت تبلـــور األخـــالت وهواعـــد الســـلوك وتنلـــيم المجتمـــع علـــى مســـلليتها الخاصـــة. أصـــب التيـــريع وســـن القـــوانين مســـ لة بيـــرية بحتـــة. وهـــذا يـــيء مـــا كـــان ليحـــدت فـــى

علــى أن يصـب هــو معياريتـه الخاصــة العصـور الســابقةح مـا كــان اننسـان ليجــرل أبـداويســتقل عـــن المعياريـــة الخارجيـــة عليــه والتـــى تحكمـــت بـــه طيلــة هـــرون وهـــرون. وهكـــذ اختلفـــت مكانـــة العقـــل كليـــا عمـــا كانـــت عليـــه فـــى العصـــور الوســـطىح وانتقلـــت أوروبـــا ال ربية من مرحلـة العقـل الالهـوتى القروسـطى إلـى مرحلـة العقـل الحـديت الكالسـيكيح

. (2)على اليقينيات المطلقة المرتك،

واآلنح أما وهد وصل تتبعنا لرحلة العقل عبر التاريأ لنهايتهح يبيت ل،اما علينـا ـــة العقـــل الحـــديت الكالســـيكي المرتكـــ، علـــى ـــا تنتقـــل اآلن مـــن مرحل ـــ ن أوروب القـــول باليقينيات المطلقة إلى مرحلة العقل النسبي أو النقدي الـذي يعـود علـى نفسـه باسـتمرار من أجل تصحي مسار أو تعديله إذا ل،م األمر! وهو ما يدعو البعب اآلن بعقل مـا بعد الحداثةح أي عقل أكثـر تواضـعاح لكـن أكثـر دهـة وحركيـة فـى من معا)عقـل مـا بعـد انهيــار انيــديولوجيات الكبــري واليقينيــات الراســخة(. ولعــل فــى هــول أركــون بــ ن الفــرت

ا بعــد الحداثـــة هــو أن الثـــاني وهــو يبلـــور المعـــارف الوحيــد بـــين عقــل الحداثـــة وعقــل مـــالجديـــدة يعـــرف أنـــه لـــن يصـــل إلـــى الحقيقـــة المطلقـــةح ويعـــرف أنـــه يصـــل إلـــى حقـــامت

. أهــول إن هــول (4)نســبيةح ملهتــةح هــد تــدوم طــويال أو كثيــراح ولكنهــا حتمــا لــن تــدوم أبــدااضـــعه وأغاللـــه أركـــون ييـــي بم ســـاة العقـــل العربـــي الـــذي أرا ن يـــ،ال بمحاونتـــه المتو

الثقيلة يسعى لولـوج "الحداثـة" ومـا ألنـه يلجهـا بوضـعه الـراهن! ناهيـك عـن مرحلـة "مـا بعد الحداثة" التى يرفل اآلن فى غالملها العقل ال ربي!

وللذات العربية أن تثـور غيـرة علـى مـا هـد تتصـور إهانـة لكبريـاء العقـل العربـي لة مساهمة العقل العربـي فـى رحلـة العقـل وكرامتهح هذا إن اعتبرنا القول بتواضع وض

عبــر التــاريأ إهانــةح ووللــذات العربيــة أيضــا أن ترمــي كاتــب هــذ الســطور بمــا يــروت لهـا ويطفـ نيـران ثورتهـاح بيـد أنـى أرجوهـا ـ وأ لـ عليهـا فـي الرجـاء ـ أن تمضـى ه ـدما

Page 44: مقالات فى الفكر الأنسنى

44

وينفـى عنـا في هراءة البحت الماثل حتـى نهايتـهح عسـى أن تجـد فيـه مـا ي هـديء روعهـا ما هد تكون تلك الذات هد رمتنا به من ت هم ب ير حت. أهـول هـذا وأنـا أعلـم علـم اليقـين أن األمر لـيس بـالهينح فتجـار اآلنم فـى عالمنـا العربـي لـم ولـن يملـوا تعميـة مـواطنيهم عما يحدت من هدر للثروة العقلية العربيـةح تكريسـا لمصـالحهم ولـو كـان الـثمن كبريـاء

قل العربي الم لول!!وكرامة الع

أهـــول إن تجـــار اآلنمح ن يعـــدمون الطـــرت والحيـــل للت ريـــر بضـــحاياهمح حتـــى أنى ـ مع مـا أ،عمـه لنفسـي مـن درايـة كافيـة نسـبيا بتلـك الحيـل ـ كثيـرا مـا راودنـي اليـك فــي مســ لة هــدر العقــل العربــي!! فكثيــرا مــا ســ لت نفســي: هــل هنــاك هــدر فعلــى للثــروة

! أم أن انتهــام بالهــدر اتهــام جــامر لــيس لــه أســاس مــن الصــحة علــى العقليــة العربيــةسأرب الواهعس! غير أن الواهع حـولى والتـاريأ ورامـي يلكـدان لـى دومـا أنـي مـا ضـللت الطريت وما تجنيت حين عمدت لرصد تلك اللاهرة الخطيرةح بوصفها مسـمولة بصـورة

مبايرة عن خروجنا المخ،ي والمهين من التاريأ... تراب الثقافي وهدر الفقل الفربي االغ

الحــت أنــي أديــن باليــكر الــوافر لــذلك اليــك الــذي لطالمــا راودنــى بيــ ن مســ لة هــدر العقــل العربــي ومــدي اتســاهها مــع المعطيــات التاريخيــة والمعاصــرةح فبفضــل هــذا اليك ورغبة منـى فـى حسـم مـوهفي تجـا هـذ المسـ لة اليـامكةح رحـت ألـتمس الحقيقـةح

ى ذلك بعب المقونت الفلسفية التى سبت لى أن اهتديت إليها أثناء بحـوثى تدعمنى ففى مجـال الفكـر األنسـني. بيـد أنـيح وهبـل اهـدامى علـى تثمـين مقـونتى تلـك فـى بحثـي هذاح أرانى مل،ما بتوضي ما أهصد بـ "هدر العقل" على وجه الدهةح فالمصطل يبـدو

ومحكمــة. فلــيس بكــاف أن يتخــذ المــرء فضفاضــا ويحتــاج مضــمونه إلــى صــياغة دهيقــة مــن تواضــع وضــ لة مســـاهمة عقــل بعينــه فـــى رحلــة العقــل عبـــر التــاريأ ذريعــة للقـــول بتعرب هذا العقل للهدرح فقد تكون للعقل مساهمة غير متواضعة وغير ضـميلة ورغـم

ذلك يكون هابال ألن ي وصف بتعرضه للهدر!!

ندما يعتقد اإلنسانح وأعنـى باننسـان إن ما أسميه بـ "هدر العقل" إنما يحدت ع هنا المنتمين ألي من الثقافـات أو الحضـارات المختلفـةح أنـه هـد اسـتطا بنـاء ثقافـة أو

Page 45: مقالات فى الفكر الأنسنى

45

أنــه هــد ب نيــت لــه ثقافــة ســتعيش مــدي الــدهرح دون أن تخضــع للنقــد و التطــويرح ســواء ك وصــف امتلــك هــذا اننســان عقــال فلســفيا أو أنــه امتلــك عقــال نهوتيا/فقهيــا. ومــن ذلــ

الياعر الالتينى الكبيـر هـوراس أيـعار ب نهـا: "أبقـى أثـرا مـن البرونـ،ح لـن ي مـس بسـوء مهمـــا مـــرت عليـــه مـــن ســـنين"! فمـــن الضـــروري علـــى اننســـان ـ أيـــا كانـــت ثقافتـــه أو حضــارته التــى ينتمــى إليهــا ـ أن ي ــثمن عقلــهح وذلــك بــالت،ام التواضــع عنــد النلــر إلــى

ــــك أو حضــــارتهح ســــواء ــــه تل ــــه أو مــــن صــــنع غيــــر ح فهــــى ثقافت كانــــت مــــن صــــنع يديبالضـــرورة ليســـت أبديـــة أو محصـــنة ضـــد النقـــد والتطـــوير. فطبقـــا للفيلســـوف األلمـــانى أرنســت كاســيررح تلــل ثقافتنــا أو حضــارتنا مجــرد هيــرة خارجيــة تحــيط طبقــات عتيقــة

ة هــد ذات أغــوار بعيــدةح وعلينــا أن ن عــد أنفســنا علــى الــدوام لمواجهــة أيــة اهتــ،ا،ات عنيفــ .(10)ته، عالمنا الثقافى أو الحضاريح وهد تعرضه لالنهيار!!

ســـلفا لرحلـــة العقـــل عبـــر التـــاريأح وبتطبيـــت تعريفنــــا الـــواردوفـــى ضـــوء الســـرد

علــى العقــل ال ربــيح يمكــن القــول بتعــرب ذلــك العقــل "هــدر العقــلمصــطل "الســابت لعصـور الوسـطى وكـذا عنـدما فـى ال عنـدما كـان عقـال نهوتيـاـ بنسـب متفاوتـةللهدر ـ

إلــى وهبــل انتقالــه علــى اليقينيــات المطلقــة امرتكــ، اكالســيكي احــديثأصــب عقــال فلســفيا مرحلــة العقـــل النســـبي أو النقـــدي الـــذي يعـــود علــى نفســـه باســـتمرار مـــن أجـــل تصـــحي

بعقـل مـا بعـد ـ كما أسلفنا ـ مسار أو تعديله إذا ل،م األمر! وهو ما يدعو البعب اآلن داثةح عقل ما بعد انهيار انيديولوجيات الكبري واليقينيات الراسـخة. ولعـل فـى هـول الح

وعقـل مـا بعـد الحداثـة بـ ن الفـرت الوحيـد بـين عقـل الحداثـةالمذكور سلفا أركون محمد هو أن الثاني وهو يبلور المعـارف الجديـدة يعـرف أنـه لـن يصـل إلـى الحقيقـة المطلقـةح

بيةح ملهتةح هد تـدوم طـويال أو كثيـراح ولكنهـا حتمـا لـن ويعرف أنه يصل إلى حقامت نسح هبـــل ولوجـــه بنســـب متفاوتـــةتـــدوم أبـــداح مـــا يلكـــد هولنـــا بتعـــرب العقـــل ال ربـــي للهـــدر

ح لقناعته منذاك بكـون يقينياتـه الثقافيـةح سـواء تلـك التـى مرحلة "ما بعد الحداثة"الراهن لســه فــى العصــر الحــديتح أبديــة ب نيــت لــه فــى العصــور الوســطى أو تلــك التــى بناهــا بنف

ومحصنة ضد النقد والتطوير.

Page 46: مقالات فى الفكر الأنسنى

46

ويلل منطقيا القول ب ن العقل الالهوتى عبـر التـاريأ كـان أكثـر تعرضـا للهـدر مـن العقـل الفلســفيح حتـى هبـل بلــوو األخيـر مرحلـة مــا بعـد الحداثـةح فالهــدر هنـا نســبى

ـــذي ـــه فـــى لـــل العقـــل الالهـــوتى ال ـــغ ذروت ـــه بل اعتقـــد دومـــا أنـــه بطبيعـــة الحـــالح وألنيـــيدت لـــه ثقافـــة مقدســـة ومحصـــنةح مـــن يـــ نها أن تعـــيش أبـــد الـــدهر دون نقـــد أو هـــد ــرف هــذا العقــل خطيمــة! وهــو مــا يصــعب مقارنتــه بمــا تطــوير! فالنقــد والتطــوير فــى ع حــدت فــى لــل العقــل الفلســفى الحــديت الكالســيكيح فقــد يــيد ثقافتــه بنفســهح بيــد أنــه ـ

! انيـديولوجيات الكبـري واليقينيـات الراسـخةأن وهـع فـى حبامـل ـ لم يفتـ لألسف اليديد معرضا نفسه للهدر ولو بدرجة أهل من هدر العقل الالهوتى لنفسه!

كــان ذلــك هــو الحــال بالنســبة للعقــل ال ربــيح فمــاذا عــن العقــل العربــيح خاصــة لة وأن هــدر هــو موضــو هــذ الدراســةس! الحــت أن األمــر جــدير بــبعب التــ نىح فالمســ

كما أسلفنا يامكةح فالبعب يـري أن تعهـد مسـ لة هـدر العقـل العربـي بالرصـد والتحليـل سـاءة فادحــة لهــذا العقـل! وأملــى أن أكـون بحــديثي الســالف ينطـوي علــى إهانـة جليلــة وا عن تعرب العقـل ال ربـي للهـدر هـد أعفيـت نفسـي مـن الحـرجح ألنـه ن ي عقـل أن يكـون

لـى النحـو المـذكورح وكلنـا يعلـم مكانـة ذلـك العقـل فـى العقل ال ربي هد تعرب للهدر عالتاريأ وانجا،اته الضخمةح فى حين يكون العقل العربي هد نجا من ذلك الهـدرح وكلنـا

ـ أيضا ـ يعلم محنته التى أخرجته من التاريأ!!

واآلنح ليسم لى هارمي الكريم بـ ن أعضـد حـديثي الماثـل فـى عجالـة بمقـونتي راهــا مهمــة والتــى ســبت لــى أن اهتــديت إليهــا أثنــاء بحــوثى الســابقة فــى الفلســفية التــى أ

ن كنت هد أحجمـت عـن فعـل ذلـك إبـان حـديثي عـن هـدر مجال الفكر األنسني. وأنا وا العقـــل ال ربـــيح فـــمنى اآلن وهـــد انتقلـــت للحـــديت عـــن هـــدر العقـــل العربـــي أري الحاجـــة

ماسة لتلك المقونتح وذلك لسببين أذكرهما نحقا..

ولـــتكن بدايـــة حـــديثيح عـــن مقـــونتي الفلســـفيةح مـــع مصـــطل "األنســـنية" الـــذي جـاء فيهـا أن بنـاء الـذات يكل محورا لدراسة سـابقة لـى بعنـوان "بنـاء الـذات األنسـنية"ح

األنسنية ن يعني سوي صياغتها بما يسـم لهـا بتحقيـت أكبـر هـدر ممكـن مـن التطـابت

Page 47: مقالات فى الفكر الأنسنى

47

األهـوال واألفعـال علـى تثمـين لألنسـنية القاملـة بين أهوالها وأفعالهاح يريطة انطواء تلـكباإلنســان كــ على هيمــة فــي الوجــودح وهــدفها الماثــل فــي التمحــيص النقــدي لأليــياء بمــا ــــل ــــاج للعمــــل البيــــري وللطاهــــات البيــــريةح تحســــبا لســــوء القــــراءة وســــوء الت وي هــــي نت

هـــوال البيـــريين للماضـــي الجمعـــي كمـــا للحاضـــر الجمعـــي. وكـــذا يـــريطة وهـــو تلـــك األ :(11)واألفعال في إطار الخصامص العامة لألنسنية

.معيار التقويم هو اإلنسان [1] .اإليادة بالعقل ورد التطور إلى ثورته الداممة [2] .الطبيعة والتعاطي المتحضر معها نتثمي [3] .القول ب ن التقدم إنما يتم باإلنسان نفسه [4] .الجمالية ت كيد الن،عة الحسية [5]

عد اإلنسانح ي الوارد الحديت عنه في الدراسة نفسها لمعيار األنسنيوطبقا لأنسنيا )ذاتا أنسنية( طالما أدرك األنسنية وسعى لتبصير ال ير بهاح ولم يست ثر بها لنفسه أو لفريت بعينهح وكذا ي عد اإلنسان ذاتا حتى لو جهل األنسنيةح ولم ي درك

نهاح لكنه في تلك الحالة يكون ذاتا م تربة ثقافيا. فاليامع ـ كنههاح أو أعرب عخاصة في المجتمعات المتخلفة ـ هو تنا،ل اإلنسان عن حقه الطبيعي في امتالك رضاء لمجتمعه! وباستخدام المعيار نفسهح ي عد ثقافة حرة ومتطورةح إراحة لذاته وا

ت بعينهح ويعمل جاهدا في مخرا كل من يدرك األنسنية ويست ثر بها لنفسه أو لفريالوهت نفسه للحيلولة دون أخذ الذات الم تربة ثقافيا بها كنهج حياةح وتعميتها عنها

بيتى الوسامل والسبلح بهدف حرمان تلك الذات من جني ثمار األخذ باألنسنية.

ن ب ن تطور التاريأ اإلنساني إلى القول لقد انتهيت فى الدراسة المذكورةو نتاجا لصرا ثقافي معقدح أطرافه الذات األنسنية والذات الم تربة واآلخر. يعدو كونه

للثقافة ب نها طريقة ياملة يأهول صراعا ثقافياح استنادا لتعريف إليوت األنثروبولوجح وهو ما يعني كون الصرا أعم وأيمل منه عند الماركسيينح فاحتياجات للحياة

، انحتياجات الماديةح على خطرها اإلنسان ليست مادية فحسبح فهي تتجاو وأهميتها. وأهول صراعا معقداح لتعدد جبهاته وتداخلها...

Page 48: مقالات فى الفكر الأنسنى

48

فهناك الصرا بين الذات األنسنية الساعية لتبصير الذات الم تربة باألنسنية وتعرية دور اآلخر في تكريس اغترابهاح وبين اآلخر المدرك لألنسنية والحريص على

ت األنسنية في إهنا الذات الم تربة بالتخلي عن اغترابهاح الحيلولة دون نجا الذاوكذا الحريص على الحيلولة دون أخذ الذات الم تربة نفسها باألنسنية كنهج حياةح وهو صرا مللمح ن يتور اآلخر فيه عن استخدام أو إغراء الذات الم تربة باستخدام

ه. وهناك أيضا الصرا بين كافة الوسامل المستترة وغير المستترة لحسمه لصالحالذات األنسنية والذات الم تربةح وهو صرا عدامي من جانب واحدح هو جانب الذات الم تربةح ي ذيه اآلخر كما أسلفنا ويلججهح فهو ي لقي في رو الذات الم تربة أن ههر اغترابها يعني محو هويتهاح وأن جهود الذات األنسنية لحثها على ههر

خذ باألنسنيةح ليست سوي ممارسات عدامية في حقهاح ترمي لمحو اغترابها واأل هويتها الثقافية وهدر ثروتها العقلية..!!

التــى أراهــا مهمــة والتــى ســبت لــى أن اهتــديت إليهــا مقــونتى الفلســفية تلــك هــى أثنــاء بحــوثى الســابقة فــى مجــال الفكــر األنســني. أوردتهــا لــيعلم هــارمي أن الحــديت عــن

لعقل العربي لـيس مـن السـهولة بمكـان. ون يعنـى احجـامي عـن انسـتعانة مس لة هدر ابتلــك المقــونت إبــان رصــدي وتحليلــي لمســ لة هــدر العقــل ال ربــي عــدم امكانيــة انفــادة مــــن هــــذا الــــنهج األنســــني التفســــيري فــــى رصــــد وتحليــــل تلــــك المســــ لةح فــــالعكس هــــو

ادة منهـا فـى رصـدي وتحليلـي الصحي ح غير أنى مثرت انستمثار بتلـك المقـونت وانفـلمســـ لة هـــدر العقـــل العربـــيح وذلـــك لســـببين أراهمـــا مـــن األهميـــة بمكـــان: أولهمـــا كـــون مســــ لة هــــدر العقــــل العربــــي هــــي الحالــــة األكثــــر تعقيــــدا واألهــــم بالنســــبة لكاتــــب هــــذ الســـطورح إذ أن محنـــة إغتـــراب العقـــل العربـــي لـــم تتـــرك لـــه تـــرف انختيـــار!! والســـبب

كاتــــب هــــذ الســــطور فــــى تجنــــب التكــــرار والتطبيــــت المــــ،دوج للــــنهج الثــــانى هــــو رغبــــة األنسني التفسيري المذكور فى رصد وتحليل هدر العقلين ال ربي والعربي...

والسلال الذي يطر نفسه بقوة: ما هـي عالهـة انغتـراب الثقـافي للـذات العربيـة الس!بمس لة هدر العقل العربيح وأهصد به عقل تلك الذات بطبيعة الح

Page 49: مقالات فى الفكر الأنسنى

49

ن يعدو كونه نتاجا لصرا ثقافي معقـدح أن تطور التاريأ اإلنساني ذكرنا سلفا وذكرنـا كـذلك أن المقصـود بـانغتراب أطرافه الذات األنسنية والذات الم تربـة واآلخـر.

الثقــافي هــو تنــا،ل اإلنســان عــن حقــه الطبيعــي فــي امــتالك ثقافــة حــرة ومتطــورةح إراحــة رضــاء لمجتمعــه!! ونضــيف اآلنح أنــه علــى خــالف الحــال مــع العقــل ال ربــي لذاتــه وا

الفلســـفي فـــى عصـــر الحداثـــةح يكتســـب العقـــل العربـــي بتنا،لـــه عـــن حقـــه الطبيعـــي فـــي امــتالك ثقافــة حــرة ومتطــورةح ثقافــة ليســت هــي ثقافتــه الحقيقيــة أو ليســت هــى مــا يجــب

وذلــك أن تكــون عليــه ثقافتــه حقــاح أي أنــه يصــب مســتهلكا لثقافــة ليســت مــن صــنعه. لكونــه لــم يــ،ل حتــى يومنــا هــذا فقهيــاح يــ نه فــى ذلــك يــ ن العقــل ال ربــي الالهــوتى فــى العصــــور الوســــطى. بيــــد أن الموضــــوعية تقتضــــينا القــــول بــــ ن ادراك العقلــــين ال ربــــي

أبديـة الفلسفي فى عصر الحداثة والعربي الفقهى فى وهتنا الـراهن لثقافتيهمـا علـى أنهـا يعنــي تيــابههما فيمــا يتعلــت بمســ لة تعرضــهما للهــدرح ومحصــنة ضــد النقــد والتطــويرح

رغم البون الياسع الفارت بينهما فى نسب الهدر..!! هلت إن الذات العربية عـادة مـا تلـتمس راحتهـا فـى اغترابهـا الثقـافيح بفضـل مـا يلقيــه تجــار اآلنم فــي روعهــاح فهــم عــادة مــا يوهمونهــا بــ ن اغترابهــا الثقــافيح ومــن ثــم

تهــا العقليــةح فريضــة يوجبهــا العقــل الفقهــيح ويطلبــون إليهــا التنــا،ل طواعيــة هــدرها لثرو عن حقها في نقد وتطوير ثقافتهاح تقربا إلى ا و ،لفى!! وكذلك يطلبـون إليهـا القبـول بتخويــل مخــرين بــ عينهم ســلطة ممارســة هــذا الحــت نيابــة عنهــا وعــن غيرهــاح وغالبــا مــا

اتهم أنــه ن يســتقيم أن ي قبــل مــن اإلنســان هــدر يســتندون فــي ذلــك إلــى حجــج واهيــة. وفــــ فــي أكثــر اآلراء رجحانــا أثمــن ملكاتــه وأروعهــاح فمــا العقــل اإلنســاني ــ إن هــبس الهــي ـ ـ

يسكن جسد صاحبهح ولون لعج، اإلنسان عن أداء رسالتهح وللـل يضـرب فـي الحيـاة نيــت لهــا ثقافــة ب نــه هــد ب علــى غيــر هــدي. ويلــل انعتقــاد الــراهن لــدي الــذات العربيــة

سـتعيش مــدي الــدهرح دون حاجــة نخضــاعها للنقــد و التطــويرح دلــيال حيــا علــى نجــا تجار اآلنم فى ت ريـب تلـك الـذات ثقافيـا وفـى هـدر ثروتهـا العقليـة علـى نحـو مخيـفح

إن هــوة محافلــة أساســاح تعمــل علــى كبــت أي تمــرد فمــا العقــل العربــي )الفقهــي( اآلنتــدعو إلــى انحتفــال بكــل الثقافــة الســامدةح وتحــارب كــل ميــل علــى األوضــا القاممــةح و

جذري إلى نقدها وتطويرها..!!

Page 50: مقالات فى الفكر الأنسنى

50

ويحـــدت أيضـــا أن تلـــتمس الـــذات العربيـــة باغترابهـــا الثقـــافي إرضـــاء مجتمعهـــاح ومرجع ذلك أن تنا،ل تلك الذات عن حقها الطبيعي في نقد ثقافتها وتطويرها غالبا مـا

ى تقــدير واحتــرام الم تــربح ويلتقــون فــي اعتقــادهم يــتم فــي مجتمــع يصــطل أفــراد علــالراسأ ب ن الثقافة السامدة هي الضمانة الحقيقية لصيانة هـويتهمح وأنهـا أسـمى مـن أن تمتــد إليهــا أيــديهم بالنقــد والتطــوير. فــالم تربون عــادة مــا يتنــا،لون بصــورة جماعيــة عــن

مـنهم بـذلكح وأهـدر مـنهم حقهم الطبيعي في نقد ثقافتهم وتطويرهـا إلـى مـن يرونـه أحـتعلــى ارتيـــاد مـــا يتصـــورونه طريقـــا وعـــرا ومحفوفـــا بالمخـــاطر. وغالبـــا مـــا يقـــف اآلخـــرح وأهصــد بـــه كمــا أســـلفت كــل مـــن ي ــدرك األنســـنية ويســت ثر بهـــا لنفســه أو لفريـــت بعينـــهح ويعمـــل جاهـــدا فـــي الوهـــت نفســـه للحيلولـــة دون أخـــذ الـــذات الم تربـــة بهـــا كـــنهج حيـــاةح

بيتى الوسامل والسبلح بهدف حرمان تلـك الـذات مـن جنـي ثمـار األخـذ وتعميتها عنهاباألنسنيةح وتكريس هدر ثروتها العقلية. أهول إنه غالبا ما يقـف اآلخـرح عربيـا كـان أم غربياح وراء إهدار الذات الم تربة لثروتها العقليـةح وذلـك عبـر سـعيه المحمـوم لتكـريس

..انغتراب الثقافي لتلك الذات البامسة.

لـم يكـن ليبلـغ لبانتـه لـون وجـود مليـات حخاصة اآلخر العربـيح والحت أن اآلخر بعينهـا تعينــه علــى أمــر . فــانغتراب فــي حاجــة لــدعم دامــم مــن ســدنتهح ولــيس هنــاك مــا

ذلـك هو أكثر ضـمانا لديمومتـه مـن وجـود دعـم ملسسـي دامـم ومنـتلم لـه. فبـدون مثـل فــــال علــــى الرســــو الــــدامم لفكرتــــى انغتــــرابالــــدعم يصــــير مــــن الصــــعوبة بمكــــان الح

والهــدر فــي األذهــان. وغالبــا مــا تتخــذ الصــي ة الملسســية أيــكان مختلفــةح فالملسســية التي يقصدها الكاتب ن تعني بالضـرورة بنايـات ضـخمة وجـيش عرمـرم مـن المـولفين

عينهـاح و،خم بيروهراطيح ولكنها تتراو ما بين تلك البنايـات المهيبـة وبـين يخصـيات بي صـــيرها ســـدنة انغتـــراب بحـــرفيتهم الدعاميـــة ومهـــارة تـــرويجهم لالغتـــراب رمـــو،ا يـــبه

مـــن بـــين يـــديها ون مـــن خلفهـــاح وهـــو مـــا ي يســـر امقدســـةح ي،عمـــون أن الباطـــل ن ي تيهـــ انقياد الم تربين إليها انقيادا أعمى...

Page 51: مقالات فى الفكر الأنسنى

51

ملسسـات وكما أن الصي ة الملسسية تتخـذ أيـكان مختلفـةح يتسـع نيـاط تلـك ال المعنيـــة لييـــمل مجـــانت عديـــدة. فتكـــريس انغتـــراب الثقـــافي للـــذاتح والهـــدر المحـــ،ن لثروتهــا العقليــةح ن يــتم عبــر مليــات محــدودة كمــا هــد يتــوهم الكثيــرونح ولكنــه يــتم عبــر مليات عديدة ومتنوعة منهـا البوليسـيح والتعليمـيح واإلعالمـيح إلـى جانـب مـا اصـطل

ة إلــى الــدين والــدين منــه بــراء. ولنــا أن نتصــور كيــف ي ــدو علــى تســميته بالــدينيح نســبانغتــراب الثقــافي ـ ومــا يصــاحبه مــن هــدر عقلــي ـ ،امــرا ثقــيال حــين تعــو، مثــل تلــك اآلليـات التـي تفرضـه أحيانـا وتحببـه أحيانـا أخـري إلـى الضـحايا األبريـاءح فتصـور لهــم

بعب أهـم مليـات تكـريس على أنه إكليل غار فوت رلوسهم. وفيما يلي رصـدا مـوج،ا لـ :(13)انغتراب الثقافي للذات وهدر ثروتها العقلية

[ ملسسات العنف.1] . [ ملسسات التلقين اإلعالمي3] . [ الملسسات التعليمية2] .[ محترفو التبرير الديني4]

والم ساة أن مهارة اآلخرح عربيا كان أم غربياح في هذا المضمار ن ت باريح ما ينج في تكريس اغتراب الذات وهدر ثروتها العقلية واستعدامها على فهو دامما

الذات األنسنيةح والذاكرة اإلنسانية مليمة بالحوادت الملكدة لذلكح وهي حوادت دموية في مجملهاح يندي لها الجبين اإلنساني. ون غرو أن م ساة انقسام الذات ةونإنساني

أمر . فالج،ء األكبر من الذات يجهل أو على نفسها تضع المراهب في حيرة من ي عرب عن األنسنية وي باهي باغترابه الثقافي والهدر المخ،ي لثروته العقلية وي عول في خالصه على اآلخرح بينما يتكبد الج،ء األص ر من الذات والمهمش دوما منما

كنهج هاسيةح فهو يدرك األنسنية ويسعى جاهدا لتبصير الذات بضرورة األخذ بها حياةح لكنه يواجه يراسة اآلخر الذي غالبا ما ي وكل مهمة التنكيل به إلى الذات

الم تربة! وهو ما ي سهم في تعقيد الصرا .

والتاريأ اإلنساني الذي يرويه ـ في أغلـب األحيـان ـ اآلخـر القـوي ويلقنـه للـذات تـربين علـى تلـك الم تربة الضـعيفة فـي دأب وجلـد ي حسـد عليهمـاح ن يمـل اسـتعداء الم

Page 52: مقالات فى الفكر الأنسنى

52

متنـــاثرة عبـــر العصـــور المختلفـــةح بالنفـــوس النبيلـــةح التـــى تلهـــر فـــي لحلـــات أو حقـــوتــ بى إنســانية أصــحابها أن تســت ثر لنفســـها ـ أهصــد تلــك النفــوس النبيلــه ـ بـــمدراك األنسنيةح وأن ترفل وحدها في غالمل ذلك اإلدراكح في وهت تيقى فيه الذات المعذبـة

تعمــل جاهــدة علــى تعريــة اآلخــر وتبصــير الــذات الم تربــة باألنســنية باغترابهــاح فنراهــاوم،ايــا األخــذ بهــا كــنهج حيــاةح هادفــة بــذلك لرفــع نيــر انغتــراب الثقــافي والهــدر العقلــي عن كاهلهاح وتعليمها أن منمها ليسـت هـدرا محتومـا و إنمـا هـي صـناعة أيـديها وأيـدي

،مــان ومكــانح لمناصــبة تلــك النفــوس اآلخــر. وهــو مــا يــدفع اآلخــرح ومــا أهــوا فــي كــللحــات ذكرهــا النبيلــة والطــاهرة العــداء والتنكيــل بهــا عــالوة علــى اتهامــه لهــا بكــل رذيلــة وا بانســـتهجان واإلدانـــة و الســـبح حتـــى يهيـــ للمـــرء أنهـــا يـــياطين فـــي صـــي ة بيـــريةح والحــت أن أصــحابها أيــرف مــن وطــ ت أهــدامهم لهــر األربح فهــم داممــا مــا تحــدوهم

:(12)ة انيثار وانكار الذاتأغني إذا لم أحترم أنا..

ذا لم تحترم أنت.. وا ذا لم نحترم نحع.. وا

فمع إذع.. يجلو الظلمات!!

انغتراب الثقافي للذات صفوة القولح أنه توجد عالهة طردية وثيقة بين نا،ل اإلنسان تالعربية والهدر العقلي لتلك الذات. ألنه إذا كان انغتراب الثقافي يعنى

رضاء العربي عن حقه الطبيعي في امتالك ثقافة حرة ومتطورةح إراحة لذاته وا لمجتمعه! فما ألن انغتراب الثقافي بهذا المعنى يخلو من الهدر العقلي لذلك اننسانح أي إعتقاد الراسأ ب نه هد ب نيت له ثقافة ستعيش مدي الدهرح وكيف نس

ة..محصنة ضد النقد والتطوير!! لذاح أهول إن اآلخرح وهى ـ من وجهة نلر ـ أبديعربيا كان أم غربياح فى صراعه الثقافى وفى سعيه المحموم لتعمية الذات العربية عن األنسنيةح عبر تكريسه إغترابها الثقافىح إنما يكرس هدر ثروتها العقليةح وذلك

لعدم هناعته بمقولة سي،ير: "فى موعد النصر متسع للجميع".

Page 53: مقالات فى الفكر الأنسنى

53

مظاهر هدر الفقل الفربيبــين انغتــراب الثقــافي للــذات العربيــة وهــدر الوثيقــة إنتهينــا فــى تناولنــا للعالهــة

إلى القول ب ن جذور هذ العالهة تكمن فى تعريفنا لكل من الثروة العقلية لتلك الذات مصـــطلحي انغتـــراب الثقـــافي والهـــدر العقلـــي. فتعريفنـــا لمصـــطل "انغتـــراب الثقـــافي"ب نــه تنــا،ل اإلنســان عــن حقــه الطبيعــي فــي امــتالك ثقافــة حــرة ومتطــورةح إراحــة لذاتــه

رضـــاء لمجتمعـــه!! وتعريفنـــا لمصـــطل "الهـــدر العقلـــي" ب نـــه إعتقـــاد اإلنســـانح ســـواء وا امتلـك عقـال فلسـفيا أو عقـال نهوتيا/فقهيـاح أنـه هـد اسـتطا بنـاء ثقافـة أو أنـه هـد ب نيـت

ـــدهر ـــه ثقافـــة ســـتعيش مـــدي ال ـــا ل ح دون أن تخضـــع للنقـــد و التطـــوير. أهـــول إن تعريفنللمصـطلحين علـى النحـو المـذكور ييـي بـ ن الهـدر العقلـي ي عـد ـ بحـت ـ أحـد العناصـر المكونة لالغتراب الثقافيح غير أنه يمكن لهـذا الهـدر أن يتواجـد بـدون اغتـراب ثقـافي!

ح فقــد عــانى الهــدر وضـربنا علــى ذلــك مـثال بالعقــل الفلســفي ال ربـي فــى عصــر الحداثـةدون انغتراب الثقافيح نعتقاد ب نه هد استطا بناء ثقافة ستعيش مـدي الـدهرح دون أن تخضع للنقد و التطوير! مختلفا بـذلك عـن العقـل الالهـوتى/الفقهى الـذي جمـع إلـى جانب الهدر انغتراب الثقـافيح نعتقـاد ب نـه هـد ب نيـت لـه ثقافـة سـتعيش مـدي الـدهرح

خضع للنقد و التطوير....دون أن ت

ثروتهـا وهـدر للـذات العربيـة بـين انغتـراب الثقـافي الوطيـدةونلرا لهذ العالهـة بات منطقيـا اسـتعانة كاتـب هـذ السـطور ب مـارات يراهـا مال،مـة ألولمـك الـذين ح العقلية

ينخرطــون فــى اإلغتــراب الثقــافي ـ أهــول بــات منطقيــا أن يســتعين كاتــب هــذ الســطور ألمــارات وأن يعرضــها كملــاهر لهــدر العقــل العربــي. وهــد وردت تلــك األمــارات بتلــك ا

)بمتنهــا وهواميــها( فــى كتــاب للكاتــب بعنــوان "انغتــراب الثقــافي للــذات العربيــة"ح عمــد فيه لرصد وتحليل لاهرة انغتراب الثقافي للذات العربية...

عربي: إدمان لعبة إلقاء التبعة بالكامل على اآلخر غير ال [1] عادة ما تتساءل المجتمعات عندما تتدهور أحوالها بصورة حادةح من الذي

فعل هذا بناس وهو سلال يمثل ـ بطبيعة الحال ـ رد فعل إنساني يامع. واألكثر إرضاء لصاحب السلالح خاصة إذا كان م تربا ثقافياح أن يلقي تبعة تدهور أحواله

Page 54: مقالات فى الفكر الأنسنى

54

بون على فعله في عالمنا العربيح مدعومين بالكامل على غير ح وهو ما دأب الم تر في ذلك باآلخر العربيح الذي حرص بدور أيد الحرص على صرف األنلار عن نفسه. لذا لل الم تربون ،منا طويال يفضلون إلقاء تبعة منمهم على الم ولح واعتبار ال ،وات الم ولية في القرن الثالت عير مسمولة عن تدمير هوتهم وعما

في نلرهم من ضعف وركود! كذلك أدت ني ة القومية ـ وهى المستوردة تال ذلكمن أوروبا ـ إلى ني ة رلي جديدةح إذ أصب بمقدور العرب أن يلقوا بتبعة منمهم على األتراك الذين حكموهم هرونا عديدةح دون التفكر فيمن مهد الطريت أمامهم

ر األوروبي لمعلم مناطت العالم نسترهات العالم العربي. وكذلك أدت فترة انستعماالعربي في القرنين التاسع عير والعيرين لبرو، أسباب هوية إللقاء التبعة عليهح إذ أن السيطرة السياسية ال ربيةح والت ل ل انهتصاديح هد غيروا ـ إلى حد كبير ـ من وجه المنطقة ومن حياة أهلهاح وأوجدوا مخاطر وتوهعات جديدة لم يسبت ألبناء العالم العربي ب ي منها عهد في تاريخهم. ولكن الفترة البريطانية الفرنسية كانت هصيرة نسبياح وكان طبيعيا أن يتحول دور اليرير األوحد في العالم العربي إلى السوفيت واألمريكيين واليهودح خاصة بعد نجا اليهود في إهامة دولتهم في

.(14)فلسطين

ورط اآلخر غير العربيح بيكل فاض وفجح في والحت أنه ن جدال في ت إعفاء تكريس منم اإلنسان العربي وأوجاعهح غير أن ذلك ن يعني ـ ب ي حال ـ

اآلخر العربي من نصيبه في المسموليةح وهو ضخم وثقيل لل ايةح فلون ممارساته ضعافهم ما جرل اآلخر غير العربي على وسعيه الدامم لت ريب أبناء جلدته وا

تالعب بمصيرهم على النحو البادي في التاريأ العربي. صفوة القول أن إعفاء اللقاء اآلخر العربي أو على األهل التهوين من دور في تكريس اآلنم العربيةح وا التبعة بالكامل أو على األهل في معلمها على اآلخر غير العربيح يعد أحد أهم

مجتمعه. أمارات انغتراب الثقافي لجنسان العربي و

:اغتيال المبدعين و معاداة اإلبدا [2]

Page 55: مقالات فى الفكر الأنسنى

55

"إلى الذين ن يعملون ويلذي نفوسهم أن يعمل الناس"ح بتلك الكلمات البلي ة صدر الدكتور طه حسين كتابه الثري"مع أبي العالء في سجنه"ح واضعا يد بذلك

ب الم تربون ـ على واحدة من أهم أمارات انغتراب الثقافي وأعلمها أثرا. فقد دأأفرادا كانوا أم مجتمعات ـ على اغتيال المبدعين ومعاداة اإلبدا عبر العصور بداعه يمثالن خطرا داهما على اغترابهمح ومن ثم المختلفةح باعتبار أن المبد وا فعدامهم لهما ن حدود لهح إذ أنه ن يطيب لالغتراب مقام في أرب تن،ل المبد

. وكيف لنا أن نتحدت عن اغتيال المبدعين في العالم العربي واإلبدا من،لة رفيعةدون أن نعرج على م ساة المبد الفذ نجيب سرورح فقد حولته النخبة المصرية الحاكمة ـ في ستينيات القرن المنصرم ـ لنموذج رد لكل من يسول له إبداعه

الرجل يروي لنا التحليت في مفات لم توط ح أو التعبير عما يجول في صدر ! ولند ـ بعذوبته المعهودة ـ بعب م ساته في رسالة است اثة إلى يوسف إدريسح جاء

: "..تقول ب نك جربت الموت مرة وأنت ت عالج في لندنح وهناك ـ (15)فيها ما نصهمن أبناء الخمسينيات والستينيات والسبعينيات ـ من جرب الموت ممات المرات. ثم

را حتى مات في الموت! ..بل نبد أنك هرأت نعيى وأنا أنت تعلم أنني جربته مراحي ن أر،ت في رو، اليوسفح ثم في صحف لبنان الحبيب. لقد تلقفوني فور عودتي من دميت و أرسلوني..لكن مهالح ليس في معتقل من المعتقالت الحكومية

راب المعروفة والم،دحمة بالن،نءح و إنما في مستيفيات المجانينح مستيفى األم العقلية بالعباسية!!

وهناك هسم سـري ـ هسـم أول ـ مارسـوا معـي أحـدت أفـانين ووسـامل التعـذيب! .. وكــان معــي طــالب فــي الجامعــةح وأوامــل الثانويــة العامــةح وعمــال فــي مصــانع النســيجح وأســـاتذة فـــي الجامعـــةح ومهندســـونح وفالحـــونح وعلمـــاء ذرة مـــنهم الـــدكتور إمـــام أســـتاذ

سكندرية... الذرة بجامعة اإل..المهـــــم أننـــــي خرجـــــت مـــــن مستيـــــفى األمـــــراب العقليـــــة بمعجـــــ،ة حطامـــــا أو كالحطــام! ..خرجــت إلــى اليــار ..إلى الجــو والعــري والتيــرد والبطالــة والضــيا والــى الضـــرب فـــي جميـــع أهســـام البـــوليس المخلـــص فـــي تنفيـــذ أغـــراب األعـــداء والمحســـوب

وأدور كالكلب المطـارد بـال مـ ويح علينا من المصريين أو نحن العرب!..خرجت أدور

Page 56: مقالات فى الفكر الأنسنى

56

بـــال طفلـــي و،وجتي..ولللـــت مجمـــدا محاصـــرا موهوفـــا. وبعيـــدا عـــن مجـــانت نيـــاطي كمللـــف مســـرحي ومخـــرج وممثـــل ح وبعيـــدا عـــن ميـــادين النيـــر كيـــاعر وناهـــد و،جـــال ومللـــف أغـــان. ثـــم وجـــدتني فجـــ ة فـــي مستيـــفى األمـــراب العقليـــة للمـــرة الثانيـــةح وبلـــغ

هضــيتها فــي مستيــفيات األمــراب العقليــةح حتــى مستيــفى بهمــان مجمــو المــدد التــي الـــذي تـــم تـــدمير اليهـــودي النـــا،يح أربـــع ســـنوات ونصـــفا!..اذكروا إســـماعيل المهـــدوي

فعال..وعيــــرات وممــــات الم ســــي والمالهــــي والقصــــص وال صــــص ويــــنت خمــــيس و البقري الأح ليس لها إن هلمك الصقر!

.فت،ورني فـــي مســـكني المتواضـــع س.. ..ثـــم أن تخطـــيء مرة..عليـــان خـــاطري.ف نـــا طـــري الفـــراش منـــذ أكثـــر مـــن عـــام: نصـــف كســـي ونصـــف ضـــرير وأنـــوء ب عبـــاء المــرب بــل تحــالف األمــرابح و ن أملــك إمكانيــة العــالج فــي مصــر ون فــي لنــدن ون ـــد مـــن بلـــدان الـــوطن العربـــي. وأنـــوء ب عبـــاء األطبـــاء حتـــى فـــي موســـكو ون فـــي أي بل

يــة لألدويــة وأعبــاء األســرة والولــدين..ن لــن أطلــب منــك أكثــر مــن أن وباألســعار الجنونتيرب معي الياي على األهـل لتـري يـهديح ذلـك الصـبي وهـد أصـب رجـالح والصـبي فريـــد الـــذي يتمتـــع بـــذكاء مخيـــف يفـــوت ذكـــاء الكبار..والـــذي يجيـــد العربيـــة واإلنجلي،يـــة

هـودح والـذي يسـ ل عـن والروسيةح والذي يضحك ويسـخر مـن كـل يـيء والـذي يكـر اليمخــر أخبــار الحــرب فــي لبنــانح والــذي يحــب جميــع الضــيوف وينصــت إلــى حكايــاتهم ويقــــص علــــيهم الحكايات..أهســــم بيــــرفي أننــــي وعدتــــه بــــ ن أحضــــر لــــه ملــــك القصــــة والحكاياتح وهو أنتح ومنذ ذلك اليوم وهو يس ل عن عمه الدكتور يوسف إدريس!

أن تتـدخل بنفـوذك لـدي أحـد النايـرين اآلن تذكرتح سـ طلب منـك بعـد اليـايح الخصوصــيين هنــا فــي مصــر أو فــي أي مكــان مــن الــوطن العربــيح لكــي ييــتري منــى كتابــا أو مجموعــة يــعرية أو حتــى الجــ،ء الثالــت واألخيــر مــن ثالثيتــي اليــعرية ياســين ــــي حبــــال ــــا همــــر. وهــــو هولــــوا لعــــين اليــــمس..بدن مــــن رهادهــــا ف ــــةح وم ياليــــل ي وبهي

نني في حاجة إلى أي مبلغ!". العنكبوت!..إ

غياب العقالنية و الي ف باليكلية البسيطة: [3]

Page 57: مقالات فى الفكر الأنسنى

57

مما يستدعي انهتمام أن اآلخر العربي كثيرا ما يقيس تقدمه ب عداد المصانع التي يبنيها والمني ت المادية التي يخطط لها والميروعات العامة التي

الطبيعيةح وهى وجه من وجو العقالنية ينفذهاح وهذ كلها تقوم على المعارف المتفتحةح ولكنه عندما يتوجه إلى اليلون اإلنسانية ـ وهى أجل وأولى ـ يعمد إلى ت ييب العقالنيةح في إطار سعيه المحموم لتكريس انغتراب الثقافيح وذلك بحت

نت األخيرة مواطنيه على اننقياد األعمى لألوهام وال رام، المناهضة للعقالنية. فمذا كاح فان اآلخر (16)تستند إلى الموضوعية والرلية النقدية والجلد في طلب الحقيقة

العربي دامما ما يروج لخالف ذلكح رغم حاجة مواطنيه الماسة للعقالنيةح ألنه إذا كانت العقالنية حصنا متينا في جميع المجتمعات المتقدمةح فهي في المجتمعات

ا العربية ـ أجدر باإلنياء والعنايةح لت خر تلك المجتمعات الم تربة ـ ومنها مجتمعاتنعن نليرتها المتقدمة مراحل طويلةح عالوة على حاجتها الماسة لقهر اغترابها و

استعادة حقها الطبيعي في امتالك ثقافة حرة ومتطورة.

ولمن يكن اآلخر العربي هد حارب العقالنية بين مواطنيه الم تربينح وروج ة البسيطة كبديل لهاح فانه مثر ـ ون ي،ال يلثر ـ نفسه بهاح فنرا يقبل على لليكلي

تعاطيها بنهم ن ينتهيح وهو ما يبدو واضحا في إهباله على تربية كوادر وتنيمتها ح مما يعني تعمد (17)بطريقة مماثلة لتلك المعروفة في المجتمعات غير الم تربة

اطنيه. واآلخر العربي في ذلك أيبه ما يكون اآلثم تكريس انغتراب الثقافي لمو بتاجر المخدراتح فهو يروج بين ضحايا سموماح يحجم هو ومن معه بقوة عن تعاطيهاح حتى يتسنى له إحكام سيطرته على ضحايا ح فيدينون له بالونء والطاعةح في حين يرفل هو في غالمل حريتهح في تي بفعال ن يهدف من ورامها سوي صالحه

خاصح رغم تعارضها البين مع صال مواطنيه.ال

العج، عن التعاطي مع اآلخر غير العربي: [4] لقد د فع بالعرب فتدافعوا خارج التاريأح ليس فقط ألن عالمهم هو العالم الوحيد

الذي استعمر اآلخر غير العربيح فالتاريأ هد يصبر على هوم في ه،اممهمح وهد يمد

Page 58: مقالات فى الفكر الأنسنى

58

كبح أما الذي ن يتسام التاريأ فيه أبدا ح فهو أن يدير القوم يد لمن يتخلف عن الر ح وذلك تحديدا هو ما فعله العرب ون ،الوا (12)لهورهم له ويمضوا متباعدين عنه

يفعلونه بمحجامهم عن ههر اغترابهم الثقافي. فقد أعج،هم هذا انغتراب ـ ون ي،ال خر غير العربيح من خالل تعاطى يعج،هم ـ عن جسر الفجوة الفاصلة بينهم وبين اآل

كفء وخالت معه. فلطالما أغراهم اغترابهم ب ن اإلغرات والتمادي في ثقافتهم األسيرةح هو سبيلهم الوحيد للنجاة! وساعد اآلخر العربي على تكريس تلك القناعة المضللةح ب رسه في الذهنية العربية أن الخضو آلخر عربي هو السبيل الوحيد لنيل

قالل الحقيقي والتعاطي الكفء مع اآلخر غير العربي. وفات الذات العربية أنها انستلم تجن من وراء خضوعها لآلخر العربي سوي استقالن سلبياح ن تختلف رداءة أوضاعها في لله كثيرا عن مثيالتها في لل اآلخر غير العربيح فضال عما يسببه

ي من منم للذات العربيةح مصدرها اآلخر العربي في تعاطيه مع اآلخر غير العربحرصه المحموم لحماية وتع،ي، مصالحه الخاصةح حتى لو جاء ذلك على مصال تلك الذات الم لوبة على أمرها. ولعل ال ،و األمريكي للعرات يعد تجسيدا واضحا لفيل الذات العربيةح ممثلة في العراهيين الم تربينح في التعاطي الكفء مع اآلخر

ربيح نلرا نعتمادها في ذلك وركونها إلى مخر عربيح لم يتور عن غير العاألضرار بمصالحها الحيويةح في سبيل تحقيت طموحاته ون،واته. فقد فات اآلخر العربي في العراتح ممثال في النخبة العراهية الحاكمة حينذاكح أنه ن يعيش في ج،يرة

مي القامم. وفاته كذلك أن هواعد مع،ولة أو في ملكوت خاص بهح خارج النلام العالهذا النلام لم تعد تعتمد على القوة العسكرية وحدها. وحتى هذ األخيرة فمنها لم تعد تقوم فقط على حجم القوات المسلحة وعتادها التقليديح إذ نبد إن تستند القوة

.(14)العسكرية إلى أمور أخري مهمة وعديدة

دية أو الجبن العقلي:افتقاد الرلية النق [5] يقول ادوارد سعيد أن ما يستوهفه كييء ممتع هو كيفية انحتفال بحي، في

. وأرا ما أراد بذلك سوي التحذير (30)العقل ينفت لليك ولج،ء من السخرية الذاتيةمن م بة افتقاد اإلنسان للرلية النقدية لألوضا المحيطة بهح خاصة الثقافي منها.

Page 59: مقالات فى الفكر الأنسنى

59

للحسن وتهذيب للقب ح وثقافتنا العربية اإلسالمية مهما سمت نبد من فالنقد تثمينإعمال النقد فيهاح حتى يتسنى لنا أن نبصر موضع أهدامنا وأن نقهر اغترابنا الثقافي. وأغلب اللن أن مصدر م ساتنا ـ كعرب ـ هو ما تتسم به عقولنا من جبنح

لألوضا المحيطة بناح خاصة يحول بينها وبين امتالك رلية نقدية حقيقية وجادةالثقافي منها. لذاح فان النقد البناء الذي يتحدت عنه ادوارد سعيد هو ـ بالضرورة ـ عين ما يحتاجه اإلنسان العربي في تعاطيه مع ثقافته التي ن يلبت يرفل في غالملهاح إذا أ ريد له الخروج من م ساة اغترابه الثقافي. فثقافة اإلنسان العربي ن ينب ي أن تيكل نوعا من المحركات ذات مصدر وهود وحيدح تقود فكر وعمله في اتجا واحدح لتنافى ذلك مع الطبيعة المت يرة والمتطورة للحياة اإلنسانية كما أرادها ا ع، وجل. صفوة القولٍح أننا معير العرب مرضى ثقافياح بلوانا ذاتية بالكاملح

عبر تنا،لنا الملسف عن حقنا الطبيعي في نقد وتطوير وميكالتنا أن،لناها ب نفسناح ثقافتنا العربية اإلسالميةح وعبر انقيادنا األعمى لسدنة انغتراب الثقافي داخل عالمنا

العربي وخارجه .

اعتياد التناهب والرلية التج،يمية لألمور: [6] والرلية ليس أهسى على الهارب من جحيم انغتراب من رصد أمارة التناهب

التج،يمية لألمورح باعتبارها األمارة انغترابية األكثر إثارة لأللم واليفقة. ف ما األلم فمصدر اعتقاد الم ترب بحتمية ارتياد لتلك األمارةح إذا ما أريد له التعاطي الكفء مع مجتمعه. وأما اليفقة فمصدرها اعتياد الم ترب لها وتعاييه معهاح حتى أنه

لتعاطي الكفء مع من برء منها. ويلل النموذج األكثر برو،ا في هذا ليعج، عن االصددح هو موهف الم تربين إ،اء العبادات والسلوكياتح فعادة ما يكتفي الم تربون بمعالن انتمامهم لديانة بعينهاح دون العمل بمقتضياتهاح وكذا خضوعهم اآللي

ون تعضيدها بالسلوك الملت،مح للطقوس الدينية)القيام بالصلوات والصوم...الأ(ح دنعتقادهم ال،امف ب نها عناصر تثبت في ذاتها إيمانهم. ون غرو أن التحليل الوافي لموهف الم تربين إ،اء العبادات والسلوكياتح ييي باعتياد واض للتناهب ورلية تج،يمية لألمور. ف ما التناهب فمصدر إهبال الم ترب على اهتراف أفعال تتعارب

Page 60: مقالات فى الفكر الأنسنى

60

رة فجة مع الت،امه الصارم بالخضو للطقوس الدينية! حتى أنه أضحى م لوفا بصو بين الم تربين أن ينتهي الواحد منهم من صالتهح ثم يدلف بنهم إلى حياة انغترابح في تي من الفعال ما يس له ولدينه. ولعل في المقولة اليهيرة لجمام محمد

أيت في اليرت مسلمين بال إسالم" عبد "رأيت في ال رب إسالما بال مسلمينح ور تجسيدا واضحا لذلك التناهب الصار الذي يمي، الم ترب ثقافيا عن غير . وليس التناهب هو الييء الوحيد الذي ييي به موهف الم تربين إ،اء العبادات والسلوكياتح فهو ييي أيضا ب لبة الرلية التج،يمية على إدراك الم ترب لديانتهح فقد أضحى

فا أن يخت،ل الم ترب ديانته في خضوعه الصارم للطقوس الدينيةح ناسيا أو م لو متناسياح أن الديانة ح،مة واحدةح ومن ثم فتج،متها غير جام،ةح عالوة على كون الخضو الصارم للطقوس الدينية ن ي ني ـ بيكل أو ب خر ـ عن انلت،ام الصارم

بصورة مبايرةح وتلثر فيه بقوةح في بالسلوكياتح من حيت أن األخيرة تمس المجتمع حين تلل األولى باألساس عالهة خالصة بين اإلنسان وربهح فهو وحد ع، وجل القادر على إثابة من أتاها ومعاهبة من تركها. صفوة القول أن الوهو في يرك التناهب والرلية التج،يمية لألمور يعد أمرا مال،ما لم ساة انغتراب الثقافيح ومن ثم

رتبط ،وال تلك الم ساة ـ بالضرورة ـ بمدي هدرة الم تربح فردا كان أم مجتمعاح على ي الهروب من جحيم اغترابه و استعادة حقه الطبيعي في امتالك ثقافة حرة ومتطورة.

الفود الفربي إلى التاريخح أما وهد فرغت من مطالعة عرضنا المـوج، لـبعب ملـاهر هـدر هارمي الكريم

يـاك مـن عـبء رصـد النتـامج الوخيمـة العقل العر بيح فمني أسـت ذنك فـى اعفـاء نفسـي وا لهذا الهدرح تلك التي ينطت بها واهعنا المعاصـر وتلـك التـي أسـفرت فـي مجملهـا عـن ن كنـــت كمـــن يــدفع بيديـــه أبوابــا مفتوحـــة علـــى الخــروج العربـــي المهــين مـــن التــاريأح وا

ســي وايــاك مــن عــبء ســرد تلــك النتــامج مصــاريعها!! وأرانــيح هــارمي الكــريمح بمعفــاء نفـــا العربـــي ـــداني داخـــل عالمن الوخيمـــة لهـــدر العقـــل العربـــيح والتـــى يعلمهـــا القاصـــي والوخارجهح أحرص ما أكون علـى تجـاو، مسـ لة خروجنـا المهـين مـن التـاريأ إلـى مسـ لة

أخري أولى وأجدر بانهتمام وهى العود العربي إلى التاريأ!

Page 61: مقالات فى الفكر الأنسنى

61

رليتـي للكيفيــة الممكنــة لهـذا العــودح بسـرد هصــة أراهــا ولـي أن أبــدأ حـديثي عــن مهمة على بساطتهاح وأراها تجسيدا صادها لم ساة هدر العقل العربي...

كنـــــت هـــــد التقيـــــتح فـــــى إحـــــدي األمســـــيات القاهريـــــةح بمـــــدرس بمحـــــدي كليـــــات اإلعالمح وكان ذلك فى حضرة أحد أصدهامه الدارسـين للفلسـفة. وبـرغم عـدم تخصـص

رس الجـــامعي اليـــاب فـــى الفلســـفة إن أنـــي رأيـــت أنـــه مـــن الالمـــت أن يتطـــرت هـــذا المـــدنقاينا إلى نواحي فكرية راهية وعقالنيةح خاصة وهـد علمـت مـن هـذا المـدرس أنـه يقـوم بالتدريسح أي بنـاء العقـولح فـى أكثـر مـن جامعـة مصـريةح فضـال عـن اعارتـه نحـدي

بطـــر بعـــب التســـالنت حـــول الجامعـــات العربيـــة! وبالفعـــل بـــدأت النقـــاش كعـــادتىحبعب األمور المهمة ـ وليتنى ما فعلت ـ فى محاولـة نغـراء الرجـل بالحـديت. وبالفعـل كان لى ما أردتح غير أنى ص دمتح فقد بدا عقل الرجل فقهياح بصورة تـدعو للدهيـة واألسى!! أفهم أن يكون اننسـان متـدينا ولكنـى ن أفهـم أن يمتلـك مـدرس جامعـة عقـال

اح يناصب الفلسفه والفالسفة العداء!!فقهي

المهــمح أخبرنــي المــدرس الجــامعيح فــى نهايــة جلســتناح واليــبت الجنســي يمــلء عينيــهح أنــه يريــد إجــراء دراســة علميــة حــول دور األعمــال الدراميــة فــى دفــع المــرأة فــى

معيـة مجتمعنا إلى الب اء. إلى هنا ون غرابةح بيد أنى لـم أكـد أسـ له عـن األهميـة المجتللدراســةح حتــى تــردد وتلعــثم فــى اإلجابــةح ثــم بــادرنى هــامال إنهــا ســبيله الوحيــد للحصــول علـــى الترهيـــة الجامعيـــة!! لقـــد لننـــت أنـــه أراد عمـــل هـــذ الدراســـة للتعـــرف علـــى دوافـــع الب ــاء لــدي المــرأةح حرصــا منــه علــى تحليــل تلــك الــدوافع ورغبــة منــه فــى إيجــاد وســامل

دياح تمهيــدا نعــادة ت هيلهــا ودمجهــا فــى المجتمــع. بيــد أن لمعالجــة الب ــىح نفســيا وجســالرجل أضاف فى بالهة ي حسـد عليهـا: "إن الب ـي تلـل ب ـي ون سـبيل لتطهيرهـا سـوي

الموت طبقا لما تقضى به عقيدتى الدينية.."!!

الحـــت أن ســـبب اســـتيامي لـــيس ســـذاجة وجمـــود فهـــم المـــدرس الجـــامعى لعقيدتـــه نمـا ادراكـى المـللم لعبثيـة البحـت العلمـي فـى مجتمعاتنـا وعـدم جـدوا ح فضـال الدينيةح وا

عــن ت كـــدي مــن اســـهام القـــاممين علــي البحـــت العلمــي فـــى عالمنـــا العربــي فـــى تعميـــت

Page 62: مقالات فى الفكر الأنسنى

62

الهدر المح،ن لعقول أبناء هذا العالم البـامس. فـالمفترب أن يكـون البحـت العلمـي فـى ن يصـ أن يكـون مجـرد خدمة المجتمعح وليس أن يكـون هـدفا فـى حـد ذاتـهح كمـا أنـه وسيلة للحصول على الترهيةح كما تصور هذا العالم الم،عوم!!

والســـلال الـــذي يطـــر نفســـه بقـــوة: كيـــف يتســـنى لنـــا معيـــر العـــرب أن نســـاهم مســاهمة حقيقيــة وفعالــة فــى الحضــارة اننســانيةس! كيــف يمكــن أن يتحقــت ذلــك والعقــل

الحالة من الرداءة والسوءس! العربي الفقهي ـ حتى وهو فى أرهى صور ـ بهذ

الحل فى رأيي هو تديين تيار ثقافي أنسـني فـى عالمنـا العربـيح يـدرك أنصـار طبيعة الصرا الثقافي بينهم وبين انغتراب الثقافي واألخرويةح ومـن ثـم يعمـدون ـ فـى دأب وحرص ـ إلى تبصـير الـذات الم تربـة بخطـورة اغترابهـا وكـذا تبصـيرها بكـون هـذا

غتراب اللعين مسمون عن هدر ثروتها العقليةح ومن ثم إخراجها من التـاريأ. داعـين انإياهــا لقهــر اغترابهــاح عبــر اســتعادتها لحقهــا الميــرو فــى امــتالك ثقافــة حــرة ومتطــورةح وكذا عبر تعاطيها الحذر مع مليـات تكـريس انغتـرابح فلـيس متصـورا أن تلـل الـذات

من صنعهاح كما أنه ليس متصورا أن تلل هـذ الـذات الم تربة مستهلكة لثقافة ليستعلـى اعتقادهـا الراسـأ بـ ن ثقافتهـا ـ التـى ليسـت مـن صـنعها ـ مقدسـة ومحصـنة ضـد النقــد والتطــويرح رغــم مــا يجســد هــذا انعتقــاد مــن تحــدي ســاذج ومخيــف لســنة كونيــة

هى ديمومة التطور والت ير.

فــى أبديــة ثقافتهــا وهدســيتها مــرتبط ـ وألــن أن اعتقــاد الــذات العربيــة الم تربــة بصورة أو ب خري ـ برلية تلك الذات الم تربة للتـاريأ العـامح فلطالمـا ألقـى تجـار اآلنم فى روعها حتمية التدهور المسـتمر للـ،منح فالماضـي أفضـل مـن الحاضـرح والحاضـر ن أفضل من المسـتقبل. وهـو مـا يخـالف بطبيعـة الحـال المنطـت السـليمح فالحاضـر يمكـ

أن يكــون أفضــل مــن الماضــي وكــذا المســتقبل يمكــن أن يكــون أفضــل مــن الحاضــر. وكيــف نس! ونحــن نجمــع إلــى جانــب خبراتنــا خبــرات الســابقين علينــاح ومــن ثــم فقــدرتنا علــى تحويــل األرب لمقــام طيــب وجميــل أكثــر مــن هــدرة أبامنــا وجــدودناح كمــا أن هــدرة

درتنا..األجيال القادمة على فعل الييء نفسه تفوت ه

Page 63: مقالات فى الفكر الأنسنى

63

أمـــا فيمـــا يتعلـــت باألخرويـــة الب يضـــةح في نـــاط ب نصـــار التيـــار الثقـــافي األنســـني المنيودح السعي الحثيت والحذر لتجريد اآلخر مـن أخرويتـهح وذلـك عبـر تفكيـك مليـات تكريس انغتراب الثقافي للذات والتى يجيد اآلخر توليفها وي حكـم عبرهـا هبضـته علـى

ا م لولة عاج،ة عن تثمين هدراتها العقلية..الذات الم تربةح في بقيه

كمــا ي نــاط ب نصــار التيــار الثقــافي األنســني المنيــود ارســاء دعاممــه فــى عالمنــا العربي الم بونح السعي الحثيت والحذر ندارة العالهة مـع اآلخـرح عربيـا كـان أم غيـر

خـرينح العربـي عربيح فبدون إدارة العالهةح على نحـو يجنـب األنسـنيين الصـدام مـع اآلـــافي األنســـني ـــار الثق ـــل هـــذا التي ـــام مث ـــر العربـــيح يصـــير مـــن الصـــعوبة بمكـــان هي وغيالمنيــودح غيــر أن علــى األنســنيين اهتنــاص كافــة الفــرص المتاحــة للنيــل مــن األخرويــة وتعريتهـــــاح ون أهـــــول ترويضـــــهاح فهـــــى تستعصـــــي بالضـــــرورة علـــــى التـــــرويبح نلـــــرا

تمثار بم ـــانم األنســـنية لنفســـها ولمـــن يـــدين لهـــا ألنانيتهـــا وحرصـــها الب ـــيب علـــى انســـبـــالونءح فـــاآلخر علـــى درايــــة واســـعة بخطـــورة األنســـنية وهــــدرتها علـــى اثـــراء أنصــــارها بيعور هلما توافر ل يرهمح وكيـف نس! واألنسـنيون يرفضـون السـعادة ـ إذا أ تيحـت لهـم ـ

إذا لم ييعروا بانطممنان على اخوتهم فى اننسانية..

ش الهوام ااااااااا

ح عــام 17ح العـدد رهـم مجلااة الجمفياة الفلسافية المصاارية)*( ن يـرت هـذ المقالـة فـى 3002.

ح )القــاهرة: الهيمــة مقااال عااع الماانه ( رينيــه ديكــارتح ترجمــة محمــود الخضــيريح 1) .70ـ 64(ح ص ص 3000المصرية العامة للكتابح

ت: مركـــ، دراســـات الوحـــدة ح )بيـــرو تكاااويع الفقااال الفرباااي( محمـــد عابـــد الجـــابريح 3) .30ـ 12(ح ص ص 1424العربيةح

ح نفس الصفحات.نفس المرجع( 2) ح نفس الصفحات.نفس المرجع( 4)

Page 64: مقالات فى الفكر الأنسنى

64

ح )القاهرة: مكتبة النهضة المصـريةح فلسفة الفصور الوسطى( عبد الرحمن بدويح 5) .145ـ 140(ح ص ص 1464

ح نفس الصفحات.نفس المرجع( 6)الفقاااال وعبــــد الســــالم بنعبــــد العــــالي )إعــــداد وترجمــــة(ح ( نقــــال عــــن: محمــــد ســــبيال7)

ح )الـــدار البيضــاء: دار توبقــال للنيـــرح سلســلة دفـــاتر والفق نيااة ا نصاااوص مختااارة .32ـ 35(ح ص ص 3007ح 4فلسفيةح العدد رهم

.17ـ 16ح ص ص نفس المرجع( 2) ح نفس الصفحات.نفس المرجع( 4)ح )القـــاهرة: الدولاااة واألساااطورةحمـــودح ( ارنســـت كاســـيررح ترجمـــة أحمـــد حمـــدي م10)

ــــة الفنــــون واآلداب والعلــــوم ــــاب والمجلــــس األعلــــى لرعاي ــــة المصــــرية العامــــة للكت الهيم .241(ح ص 1475انجتماعيةح

ح منيــــورة علــــى يــــبكة "بناااااء الااااذات األنساااانية"( راجــــع: دراســــة للكاتــــب بعنــــوان 11)ح عـام رة: دار سـطور للنيـرح )القـاهاالنساع هو الحالاننترنت. وأيضا راجع للكاتـب:

3007.) ح )القـــاهرة: دار العـــالم االغتاااراب الثقاااافي للاااذات الفربياااة( راجـــع: حـــا،م خيـــريح 13)

(. 3006 الثالتح عام ( األبيات للياعر التركى العليم نالم حكمـتح ترجمهـا للعربيـة اليـاعر المصـري 12)

الراحل نجيب سرور.أيع الخطأ؟ التأثير الغربي واستجابة ( برنارد لويسح ترجمة محمد عنانيح14)

.350ـ 325(ح ص ص 3002ح )القاهرة: دار سطور للنيرح المسلميع

مجلة ( أنلر النص الكامل للرسالة: نجيب سرورح "رسالة إلى يوسف إدريس"ح 15)ح )القاهرة: ح،ب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي(ح السنة الرابعةح العدد أدب ونقااد

. 120ـ 117ح ص ص 1427ح ديسمبر 24

ح )بيروت: ما الفماال؟ حديث إلى األجيال الفربية الطالفة( هسطنطين ،ريتح 16) .62ـ 66(ح ص ص 3004مرك، دراسات الوحدة العربيةح

.335(ح ص 1422ح يح )القاهرة: مكتبة مدبولاألمة الفربية( سمير أمينح 17)

Page 65: مقالات فى الفكر الأنسنى

65

خروج الفرب مع لسيدح ( فو،ي منصورح ترجمة لريف عبد ا وكمال ا12) .7ـ 6(ح ص ص 1442ح )القاهرة: مكتبة مدبوليح التاريخ

الخروج مع زقام التاريخ ا دروس الفتنة الكبرى في ( سعد الدين إبراهيمح 14)(ح ص ص 1443ح )القاهرة الكويت: مرك، ابن خلدون دار سعاد الصبا ح الخلي . 166ـ 164

ح )بيروت: اآللهة التي تفشل دائماين خضورح ( إدوارد سعيدح ترجمة حسام الد30) .127(ح ص 3002التكوين للطباعة والنير والتو،يعح

المقالة الثالثة المرأة فى الفكر األنسني

"المرأة ال ُتولد امرأة صبح إمرأة"وانما تُ

سيمون دي بوفوار

تب فولتير يقـول: "إن تقـدم العقـل بطـيء بينمـا جـذور األفكـار الفاسـدة ضـاربة ك فـــى العمـــت". هـــذ الجـــذور هـــى تحديـــدا مـــا أود أن أعـــرب لـــه فـــى صـــدر هـــذا المقـــال وألفت النلر إليهح طالما أن أمـر انت،اعهـا غيـر ميسـر. والمسـ لة ـ كمـا سـوف نالحـل ـ

ــ ـ معيـر البيـر أذهاننـاينـة فـى تتطلب منـا البحـت والخـوب فـى أفكـار وتصـورات دفتتعلت بالمرأة وعالهتها بالرجلح فضال عما تتطلبـه مـن مناهيـة جـادة لمكانـة المـرأة فـى

ـ ح باعتبـار السـبيل ربوعنـاالفكر األنسني الذي لطالما تمنيت أن يجد له مالذا ممنا فى .(1)أمامنا للعودة إلى التاريأـ المتا الوحيد ربما

Page 66: مقالات فى الفكر الأنسنى

66

ح أذهاننـاعى الحثيت للتعـرف علـى األفكـار والتصـورات الدفينـة فـى أهول إن الس ي عتــد بــه حوالتــي تتعلــت بــالمرأة وعالهتهــا بالرجــلح والتــى تيــكل فــى الوهــت نفســه ميراثــا

. فلنلـــتمس إذن لمقـــال كهـــذانبـــد وأن ييـــكل البدايـــة المنطقيـــة فـــى رســـوخه وصـــالبتهح البشري فكرة النوع؟ كي بنى الفقلإجابة يافية على السلال التالي:

ولكن..كيــف الســبيل لمثــل تلــك اإلجابــة اليــافيةس! إنهــا تتطلــب بالضــرورة هــدرا من الرصد والتحليلح ن يمكن أن يسم بـه الحجـم المقـرر سـلفا لهـذا المقـالح فـاألرج أننــا فــى حاجــة لدراســة ت خصــص ب كملهــا لــذلك ال ــربح أتمنــى أن ت تــا لــي الفرصــه

بل! وحتــى ذلــك الحــينح أرانــى هانعــا بــ ن المخــرج الوحيــد مــن هــذا ننجا،هــا فــى المســتقالمــ ،ت هــو انكتفــاء بعــرب أحــد النمــاذج التفســيريةح بيــرط أن يعبــر فــي مجملــه عــن المحاونت المبكرة لبناء العقل البيري لفكرة النو ح هـذا مـن ناحيـةح ومـن ناحيـة أخـريح

تفـت فيـه العديـد مـن سانيد العقالنيةح تباأل امدعم يافلسفنبد للنموذج الم ختار أن يكون ..!لفطرية لليعوب البدامية حول هذا الموضو األفكار ا

واحدا من أهـدم وأبـر، النمـاذج التفسـيرية أرسطوالفيلسوف اليوناني لقد وضع لنا لعملية التناسل وتحديد النـو . وهـو نمـوذج فلسـفى مـدعم باألسـانيد العقالنيـةح تتفـت فيـه

الفطرية لليعوب البدامية حول هـذا الموضـو . إضـافة إلـى أن نمـط األفكارديد من العالتفكيــر األرســطي لــيس فــى واهــع األمــر غريبــا عــن خطابنــا الحــديتح نســيما العلمــي

!! وهــد علــى تحديـد النـو منـهح فما،لنـا حتـى اآلن نجهــل علـى وجـه اليقــين مكمـن القـدرة تــاب الرابــع مــن مللفــات أرســطو "عــن الجــنس اســتند كاتــب هــذ الســطور فيمــا يقــول للك

مـن فكـرة أرسـطو ينطلت فيهت.م. و 233و 220الحيوانى"ح الذي كتبهح ما بين عامي .(3)تضمنتها أعمال من سبقو

إذ يقــــول أناكســــاجوراس إن األب هــــو أســــاس عمليــــة تحديــــد النــــو . فالخصــــية أمــا اإلنــاتح فيــ تين مــن اليمنــى هــي المســمولة عــن إنتــاج الــذكور ألنهــا األكثــر حــرارة.

أن األمــر يعتمــد علــى حــرارة الــرحم ودم الحــيبح فتلــك ليسد هأمبيــاليســري. بينمــا يــري هي العناصر التي تتحكم في النو ذكرا كان أم أنثـى. وكمـا نـري فـي هـاتين الحـالتينح

كلما ،ادت درجة الحرارة كانت الفرصة مهي ة أكثر إلنجاب الذكور.

Page 67: مقالات فى الفكر الأنسنى

67

الفالســفة الســابقين عليــه فــي بعــب النقــاطح وهــال بــ ن مســ لة وهــد انتقــد أرســطو البرهنــة علــى أن البــرودة تهيــيء الفرصــة لكــي يكــون للجنــين رحــم وهــو فــي أحيــاء أمــه ليســـت بـــاألمر الهـــين. ولكنـــه مـــع هـــذا ي قـــر بوجـــود فـــارت بـــين البـــرودة والســـخونةح رغـــم

هــى "نفحــة" وهــدرة افتراضــه مــن ناحيــة أخــري عــدم وجــود تــ ثير للنطــف علــى الجنــينح ففالذكر هو من لديه القدرة على إنضاج الدم وتحويله بقوة الحرارة إلـى نطـف. خالصة.

ف رســـطو يقـــول فـــى مللفـــه المـــذكور: "فتصـــدر عنـــه نطفـــة تحـــوي أصـــل اليـــكل". ومـــن حيت المبدأح نفهم أن الذكر ـ في رأي أرسطو ـ هو المحـرك األول سـواء كانـت الحركـة

ن كامن مخرح بينما األنثى مجرد مادة ووعاء. وبما أن كـل عمليـة ذاتية نابعة منه أو مإنضاج تحتاج إلى حرارةح وبما أن النطف هـي النتيجـة الخالصـة لعمليـة إنضـاج الـدمح يكون للذكر إذا حرارة تفوت حرارة األنثى. وبما أن األنثى هي األكثر برودة لتوفر الـدم

ن أنتجت نطفا بدورها..!!لديها بكميات أكبر فقد وجب أن تفقد بعضه و ا هــذا الفــارت الجــوهري بــين الســخونة والبــرودة هــو الــذي ي بــرر الفــروت التيــريحية

بــين األعضــاء التناســلية. فالعضــو الســاخنح يفــر، خالصــة نقيــة بكميــات صــ يرة حتــى تــتمكن الخصـــية مـــن تخ،ينهـــا. أمـــا العضــو اآلخـــرح البـــاردح الـــذي ن يســـتطيع أن يقـــوم

ج فيحتاج إلى جها، أكبـر هـو الـرحم فلكـل جهـا، هدراتـه التـي تالممـه. بعمليات اإلنضاولكن إذا كـان الرجـل الـذي يتمتـع بـالحرارة هـو العنصـر ال الـبح فلمـاذا ينجـب مـع هـذا إناثــاح بــل إناثــا ييــبهن األمهــاتس يحــدت هــذا "حينمــا ن ي لــب األســاس الــذكوريح فــال

الحـرارة ن يـتمكن مـن فـرب يـكله يكون للذكر القدرة على إنضـاج الـدم لـنقص مـا فـي" كمـــا يقـــول بالضـــرورة للضـــدمعـــهح فيصـــب أدنـــى مـــن أن يضـــطلع بمســـمولياته فيت يـــر

أرسطو. أي أن ميالد األنثى ينتج عن عج، ج،مي "فضـد الـذكر هـو األنثـى"! ويمكننـا ـ طبقا ألرسطو ـ أن نتبين صحة هذا األمر من بعب الحقامت.

ناثـــا أكثـــر مـــن الـــذكور "ألن الحـــرارة ن تكـــون بعـــد إذ ينجـــب اليـــباب والكهـــول إ تامــة لــدي اليــباب وتكــون منعدمــة لــدي الكهــول"ح فتصــب ن طفهــم مجــرد ســامل رطــبح ــــدخل بعــــب األحــــوال ــــدانهم. كــــذلك تت ــــى نقــــص الحــــرارة فــــي أب فيمــــا ي عــــد عالمــــة عل المناخيـــةح إضــــافة لطبيعـــة الطعــــام والمـــاءح فحينمــــا تكـــون بــــاردة متجمـــدة فمنهــــا ت هيــــ

Page 68: مقالات فى الفكر الأنسنى

68

الفرصــــة إلنجــــاب اإلنــــات. إذ أن ،يــــادة البــــرودة ت،يــــد مــــن صــــعوبة عمليــــة اإلنضــــاج وتحويـــل الـــدم إلـــى نطـــفح وهـــى مهمـــة الرجـــال. ولكنهـــا كلهـــا أســـباب عارضـــة ،امـــدة و

فلـن يـتم إنجـاب إن الـذكور. وفـى هـذا كتـب القـدرة الذكوريـةتكميلية ألنـه بمجـرد تفعيـل : "إنجاب اإلنات بـدن مـن الـذكور ي عـد أهصـى أرسطو في مللفه الميار إليه سلفا يقول

حانت الخروج عن القاعدة. ولكنه أمر ضروري تفرضـه الطبيعـة فالبـد مـن المحافلـة علـــى نـــو الحيوانـــاتح حيـــت هنـــاك فـــارت بـــين الـــذكر واألنثـــى". وكـــل يـــيء يمكـــن أن

إلـى يت ير. فمن ت ير تحول إلى الضد. وفى عملية التناسلح ما ليس لـه ال لبـة يتحـول الضد حسب طبيعة القدرة التي افتقدها العنصر المولد.

ويمي، الفيلسوف اليونـاني أرسـطو ثالثـة عناصـر أساسـية فـي القـدرات الذكوريـة ممكن أن تتحول إلى الضـد وهـى القـدرة التوليديـة الذكوريـة التـي تمـن الـذكورح فـان لـم

للـذكر. فـان لـم التفـردطـي هـي التـي تع ةتكن غالبة كان النـاتج أنثـى. والقـدرة اليخصـيتكــن غالبــة حمــل الــذكر مالمــ األم ولــيس األب. فســواء غلبــت القــدرة التناســلية أم ن فهي تحدد النـو ح بينمـا تحـدد القـدرة اليخصـية مالمـ اليـبه سـواء كانـت غالبـة أم ن. فان لم تكن غالبة بحيت ن تتمكن من تيكيل المادة األنثويـة فيكـون النـاتج أنثـى تيـبه األم. ون يقـــف األمـــر عنـــد هـــذا الحـــدح فـــملى جانـــب القـــدرة التوليديـــة واليخصـــية هنـــاك القـــدرة الحركيـــة. فالحركـــة التـــي ت يـــكل الجنـــينح دون أن يكـــون لهـــا تـــ ثير علـــى تكـــوين مادتـهح هــد تكــون متصــلة أو مرتخيــة. فــمذا أضــفنا ارتخــاء الحركــةح ضــعفت أم ايــتدتح

ســر لنــا هــذا اكتســاب األطفــال مالمــ أجــدادهم إلــى ضــعف القــدرة علــى اإلتيــان بهــاح ف ألبيهم من دون مالم أمهاتهم.

وعلى هذا يكون النموذج األمثل ـ من وجهة نلر أرسـطو ـ هـو أن تكـون القـدرة التناسلية هي ال البةح فيكون الناتج ذكرا. وأن تسود القدرة اليخصـيةح فييـبه أبـا . وأن

تمامـا مـع األب. فـمذا حـدت فـي أسـوأ األحـوال تكون الحركة متصلةح فتتطابت مالمحه ضعف في الحركة فسوف ييـبه جـد أو جـد األكبـر ألبيـه. أمـا النمـوذج األدنـىح فهـو التــالي: إذا ضــعفت القــدرة التناســلية يكــون النــاتج أنثــىح ومــع ضــعف القــدرة اليخصــية

أمـا فـنحن نفتـرب أن تيـبه األم بصـفة خاصـة. الحركة متصلةتيبه أمهاح فان كانت

Page 69: مقالات فى الفكر الأنسنى

69

إن حدت ارتخاء في الحركة فستيـبه الجـدة أو الجـدة الكبـري لـألم. وثمـة حالتـان وسـط بين هذ وتلك: فمن تـدنت القـدرة التناسـلية الذكوريـة وسـيطرت القـدرة اليخصـيةح يكـون

ن حدت ارتخاء في الحركة فسوف تيـبه جـدها وحسب مدا الناتج أنثى تيبه األبح وا إذا غلبــت القــدرة التوليديــة وانخفضــت القــدرة اليخصــيةح أو جــدها األكبــر ألبيهــا. أمــا

فســيكون النــاتج ذكــرا ييــبه أمــهح فــان حــدت ارتخــاء فــي الحركــة فســوف ييــبه جدتــه أو جدته الكبري ألمه.

ولكـــن أحيانـــا ي ولـــد كـــامن ن يحمـــل أيـــة مالمـــ بيـــرية بـــل حيوانيـــة فقـــطح فيمـــا ينمـــا ترتخـــي الحركـــة ون يـــتم يســمى "المســـأ"ح فمـــا الســـبب فـــي هـــذاس يقـــول أرســـطو: "ح

السيطرة على المادة ن يتبقى في نهاية األمر إن الصفة العامة..."ح أي الحيوانيـة. ون يجب أن ي يب عنا أن الحركة ت تي من الرجلح كذلك القدرة التناسلية واليخصية. أمـا

يـتد المادة فهـي الجانـب الـذي يخـص المـرأة. فـمن تـم السـيطرة علـى مختلـف القـدرات واارتخــاء الحركــة فــال يبقــى إن المــادة البهيميــة األنثويــة أي المــادة الحيوانيــة..!! فالمســأ المهجــن يكــاد يكــون نســخة مستنســخة لألنثــىح طبــت األصــل للمــادة التــى تحكمهــا تلــك النفحة. إنه عج، القدرة الرجوليةح وجييـان القـوي البهيميـة الحيوانيـة للمـادةح فـال يتبقـى

هــة القــوي الحاضــرة ويكــون المســأ بالتــالي نوعــا مــن اإلفــراط األنثــوي أي توافــت فــى عالالناتج عن المادة. اما بالنسـبة للـذكور فـال يوجـد أي إفـراطح وذلـك بحسـب هـول أرسـطو

في كتابه المذكور.

ذلــك هــو نمــوذج أرســطو التفســيريح الــوارد فــى الكتــاب الرابــع مــن مللفاتــه "عــن نهايـــــة ميـــــوار ح وهـــــو ي رجـــــع دونيـــــة المـــــرأة الجـــــنس الحيـــــواني"ح وضـــــعه أرســـــطو فـــــى

وخضوعها إلى األ،لية البيولوجية! وربما لن تجد فيلسـوفا مخـرح ون حتـى هيجـل نفسـهح في أعماله ينطبت عليه تعريـف هيجـل للفلسـفة ب نهـا عصـرها ملخصـا فـي الفكـر مثلمـا ينطبــــت علــــى أرســــطو. أهــــول هــــذا لــــتعلم هــــارمي الكــــريم أن اختيــــاري لنمــــوذج أرســــطوالتفسيريح والقامل ب ،لية خضو المرأة والنالر إليها على أنهـا موجـود ميـو ح إنمـا ي عـد ـ نلرا ني اله فى القدم ـ من األهمية بمكانح ولو أنه بطبيعة الحال ن ينسـأ غيـر مـن

Page 70: مقالات فى الفكر الأنسنى

70

النمــــاذج األخــــري التــــى ت رجــــع خضـــــو المــــرأة إلــــى أســــباب دينيــــةح أو اجتماعيـــــةح أو أو ......إلأ. تاريخيةح أو اهتصاديةح

وهد يعن للقاريء الكـريمح وهـذا حقـهح انتقـاد اختيارنـا لنمـوذج أرسـطو التفسـيريح اســـتنادا إلـــى أن الفيلســـوف اليونـــاني أرســـطو يـــذهب فـــي نموذجـــه المهـــم إلـــى أن المـــرأة أدنى من الرجل علـى اعتبـار الوليفـة التـي تنج،هـا وصـفاتها المناسـبة التـي تجلـت فـي

فـالمجتمع األثينـي كـان ـ بحـت ـ مجتمعـا ح رمـت فيـه المـرأة مـن أي المجتمـع األثينـى. امتيــا، كمــا أنهــا كانــت مقهــورة تمامــاح ألنــه مجتمــع ســيطر عليــه الرجــل ســيطرة كاملــة حتى أنه عادي المرأة ودورها الذي تلعبهح وأملى عليها الفضامل التي تتحلـى بهـا. حقـا

اليخصية البيرية وهدراتهاح غير أنـه اعتقد أرسطو في هدرة البيمة على تيكيل وت يير لـم يهـتم ـ وهـو األمـر ال ريـب ـ بتطبيـت هـذ المعتقـدات علـى النسـاء أكثـر مـن تطبيقهـا علــى العبيــدح فهــو لــم يهــتم فــي الواهــع إن بالرجــل الحــر المتــرفح ثــم أولمــك الــذين رمهــم

يحملون بطبيعتهم خصامص أدنى..!

صوصــية النمــوذج األرســطي الــذي أهــول إنــه علــى الــرغم مــن وجاهــة القــول بخعامــل ال البيــة العلمــى مــن البيــر علــى أنهــم أدواتح ثــم حكــم علــيهم بــ نهم بالضــرورة فــي مرتبــة أدنــى مــن الموجــود البيــريح يلــل واضــحا عجــ، أصــحاب هــذا الــرأي عــن افهامنـا كيـف أن عـددا مـن البـاحثين الـذين درسـوا مللفـات أرسـطو بطـرت يـتى ـ حتـى

يعرون أنهم مجبرون على اتخاذ موهف معارب للطريقة التـي نلـر هذ اللحلة ـ ن ي Johnبهــــا الرجــــل إلــــى المــــرأة!! حتــــى أن أحــــدهم وهــــو الباحــــت جــــون فرجســــون

Ferguson ذهــب فــي كتــاب أصــدر عــن أرســطو إلــى أن أولمــك الــذين رفضــوا نلــرةن األحكـام أرسطو الدونية في السياسة للنساءح نبد من أن يت كدوا من أنهم لم يعانوا م

! وهــو مــا يعضــد (2)المبتســرة المتبقيــة وهــم يقــدمون مســاواة عمليــة ونلريــة فــي من معــا،عمنا بصدت تعبير النموذج األرسطى عن هدم ورسو القناعـة السـامدة والقاملـة بدونيـة جنس النساء وأفضلية جنس الرجال عليهح ب ب النلر عن طبيعة األسانيد المعضـدة

نـت أسـانيد بيولوجيـةح كتلـك التـى أخـذ بهـا أرسـطو فـي نموذجـهح لتلك القناعـةح سـواء كا أو كانت غير بيولوجية..

Page 71: مقالات فى الفكر الأنسنى

71

الهزيمة التاريخية الكبرى للمرأة

السـابت لنمـوذج العـربمـن خـالل ت لـك ولنفسـيحهـد أثبـ أنـاهارمي الكريمح ها ا بدونيـــة المـــرأة وخضـــوعهن القـــول أ حأرســـطو التفســـيري لعمليـــة التناســـل وتحديـــد النـــو

بجـذور عميقـة فـي يضـرب ـ ي نه في ذلـك يـ ن كافـة األفكـار الفاسـدة األخـري ـ للرجلعلــى اخــتالف األســانيد والحجــج التــى لطالمــا اســت خدمت ح ـ معيــر البيــرـ أذهاننــا

أن السلالح المثير للحيرة والجدلح يلل مطروحـا بقـوة: بيد لتعضيد ذلك القول الجامر! لقاملة بدونية جـنس النسـاء وأفضـلية جـنس الرجـال عليـه ت ري هل اهترنت ني ة القناعة ا

بخلت اننسان أم أنهـا نيـ ت فـى لحلـة تاريخيـة نحقـة علـى خلـت اننسـانح تلـك التـى يسميها البعب لحلة اله،يمة التاريخية الكبري للمرأةح ثم أخذت منذ ذلك الحين تـ،داد

ومـنهم الفيلسـوف اليونـاني عمقا ورسوخا فى الذهنية البيريةح وهـو مـا أغـري الكثيـرينح ـ أهصد تعضيد تلك القناعة الوليدة ـ بيتى األسـانيد أرسطوح ن حقا بمحاولة تعضيدها

والحجج على اختالفهاس!

أعتقد أن تكوين رأي هاطع حول ما إذا كانت ني ة القناعة القاملة بدونية جـنس عـد أمـرا مـن الصـعوبة النساء وأفضلية جنس الرجال عليـه هـد اهترنـت بخلـت اننسـانح ي

بمكــانح بــل هــو درب مــن دروب المســتحيلح إن لــم يكــن هــو المســتحيل نفســه! وكيــف نس! ومدم وحــواء كانــا وحــدهما فــى فجــر البيــريةح ولــيس إلنســان أن يعــرف علــى وجــه اليقـين مـا دار بخلـدهما منـذاك حـول طبيعـة العالهـة بينهمـا ـ أهصـد طبيعـة العالهـة بـين

ا لــيس إلنســان أن يعــرف كيــف نلمــا دوريهمــا فــى الحيــاةس وهــل الرجــل والمــرأة ـ وكــذكانـت العالهــة بينهمــا عالهــة النـد للنــد أم كانــت عالهــة التـابع )المــرأة( بالســيد )الرجــل(س

ا وحد يعلم على وجه اليقين ما دار بينهما!

الحت أن السرد الـديني لقصـة بـدء الخليقـةح والـذي يتيـابه إلـى حـد ي عتـد بـه فـى كتـــب التـــى جـــاءت بهـــا األديـــان الســـماويةح وأعنـــى بهـــا هنـــا الكتـــاب المقـــدس )التـــوراة ال

واإلنجيل( والقرمن الكريمح ي عد المصدر األكثـر هبـون وثقـة مـن جانبنـا معيـر البيـر فـى التعــرف علـــى أحــدات تلـــك الفتــرة المبكـــرة جـــدا مــن تـــاريأ البيــرية وطبيعـــة عالهـــة مدم

Page 72: مقالات فى الفكر الأنسنى

72

ى كلمـــة ا إلـــى اإلنســـانح مـــع ضـــرورة األخـــذ فـــى بحـــواءح باعتبـــار أن تلـــك الكتـــب هـــيتسـم انعتبار أن السرد القرمني لقصة بدء الخليقةح وعلـى خـالف السـرد التـوراتي لهـاح

. بيـد أن ال ريـبح بـل (4)بانيجا، ويساوي صراحة بين مدم وحواء فـى تحمـل المسـموليةي فهـــــم والمـــــدهش أيضـــــاح أن ذلـــــك الســـــرد الـــــدينيح علـــــى بســـــاطة ووضـــــو صـــــياغتهح

بطـــريقتين مختلفتـــينح بـــل متعارضـــتين تمامـــا! فهنـــاك مـــن يـــرا تكريســـا واضـــحا نيقبـــل اليك أل،لية خضو المرأة للرجلح وهناك من يـرا مـن ناحيـة أخـري تكريسـا واضـحا ن

يقبل اليك أل،لية المساواة بين المرأة والرجل!!

يعـة األيـياءح ولكون وجهـة نلـر أصـحاب الـرأي الثـانى هـى األهـرب للعقـل وطب يعمد كاتب هذ السطور لعرب هراءة الباحثة مارلين تـادرس للسـرد الـديني لقصـة بـدء الخليقـــةح تلـــك القـــراءة الـــواردة فـــى دراســـتها الصـــادرة ضـــمن منيـــورات تضـــامن المـــرأة

ح والتــى ت عــد مــدخلنا لتــرجي عــدم اهتــران نيــ ة القناعــة القاملــة بدونيــة جــنس (5)العربيــةجــنس الرجــال عليــه بخلــت اإلنســانح فالســرد الــديني فــى مجملــه ـ كمــا النســاء وأفضــلية

سـوف نالحـل فـى هـراءة الباحثـة مـارلين تـادرس لـه ـ ي عـد علـى األرجـ تكريسـا واضـحا أل،لية المساواة بين المرأة والرجل..!

: )فخلت ا اننسان على صورته. علـى صـورة ا خلقـه. (6)يقول العهد القديم خلقهــم(. ونفهــم مــن هــذ اآليــة أن صــورة اننســان وليســت صــورة مدم وحــد ذكــرا وانثــى

هى التى على صورة ا . فاننسـان هـوة وفكـر وارادة وهـدرة علـى صـنع القـرار ومـا إلـى هذا من الصفات السامية التى هى أيضا صفات ا . والت كيد هنا واضـ علـى كلمتـى

ورة ا ولــيس مدم وحــد ح ألنــه لــو ذكــر وانثــىح يلكــد أن مدم وحــواء معــا همــا علــى صــ كان بمفرد على صورة ا نختلفت صي ة اآلية..

: )ليس جيـدا أن يكـون مدم وحـد . فاصـنع لـه معينـا (7)وعندما خلت ا مدم هال ــــبعب أن ــــا يقــــول ال ــــه أنــــيس ومعــــين. وهن نليــــر (. أي أن ا رأي أدم بمفــــرد وأراد ل

لقــت مــن أجــل مدم فهــو األصــل وهــي التــابع وانهــا هــد المعنــى المقصــود هــو أن حــواء خ لقــت لــه. ولهــلنء تســوت مــارلين تــادرس فــى دراســتها مثــان صــ يراح وهــو أنــه حينمــا خ

Page 73: مقالات فى الفكر الأنسنى

73

يكــون ألحــد ابنــا ويقــول انــه يريــد ابنــا مخــر ليلنســه أو يعينــه فهــل معنــى هــذا أن انبــن لــت مــن أجــل األول وأن األول لــه حــت الســلطة علــى الثــاني وأن الثــاني واجبــه الثــانى خ

الخضو لألول ألن األول هو األصل والثاني هو التكملةس!

ــــى لقــــت لتعينــــه! فــــاألولى تعن ــــين خ ــــه وب لقــــت ل هنــــاك فــــرت كبيــــر جــــدا بــــين خ بالضــرورة أن الرجــل هــو األصــل وهــى المكمــل لــه أي ،يــادة عــددح وهــو األصــل وهــى

تلفـا تمامـا فهـى تقـول جاءت فقط تسـاعد. ولكـن المت مـل لآليـة يجـد أنهـا تقـول يـيما مخ)معين(ح وكلمة معين تختلف تماما عن كلمة مساعد. فالمعين تعنى أن هـذا اليـخص نبــد وأن يكــون علــى نفــس مســتوي الــذي يعينــه إن لــم يكــن متفوهــا عليــه حتــى يســتطيع إعانتهح أما المساعد فانها تعنى أن هناك أصل وهنـاك مـن هـو تكميلـي أتـى فقـط لكـي

بــين انثنــين. أمــا الــذي يلكــد هــذا الفــرت فهــو الكلمــة التاليــة فــى يســاعد. والفــرت واضــ اآليــة وهــى )نليــر (ح والنليــر كمــا تقــول القــواميس المختلفــة هــو النــد أو المثــل ولــيس األهـــل كمـــا يقـــول الـــبعبح وهـــى تحـــتم أن يكـــون الطرفـــان مـــن مســـتوي واحـــد فـــى كـــل

ييء.

وا األرب وهـــد أخضـــع لهـــم وهـــد بـــارك ا مدم وحـــواء وهـــال لهمـــا أثمـــروا وامـــأل األسماك والطيور والدوابح ولكنه لم يقل هط انه أخضع جـنس آلخـر أو طـرف آلخـر. وهــذ ملحولــة مهمــةح إذ أن كلمــة الخضــو كانــت واردةح فــاذا أراد ا خضــو جــنس آلخر لكانت هذ مناسبة هوية لكي يذكرها ويلكـد عليهـاح ولكنـه لـم يفعـل. وهـو مـا تـرا

ين تــــادرس دلــــيال علــــى حــــت المــــرأة فــــى الوهــــوف مــــع الرجــــل علــــى هــــدم الباحثــــة مــــارل المساواةح وعدم خضوعها لهح فقد أ ريد لها أن تكون معينا له.

لقـت منـه ومـن وهناك من يبرر خضو حواء آلدم لكونها ج،ء منه أو لكونهـا خ ب ضلعهح ومن هذا المنطت يكون الرجل هو المتحكم فى المرأة. ولكن هـذا الفكـر غريـ

ـــ ي حـــال مـــن ـــه يخضـــع لهـــذا التـــراب ب ـــت مـــن التـــراب ن يعنـــى أن ل ـــاح فكـــون مدم خ حقاألحوال. إنها مجرد مادة استخدمها ا لخلت مدم. واذا كان ا استخدم ضـلع مدم فـى خلـــت حـــواء فالدنلـــة هنـــا أن مدم وحـــواء جـــ،ء ن يتجـــ،أ وانهمـــا يـــريكين فـــى الحيـــاة ون

Page 74: مقالات فى الفكر الأنسنى

74

: )لـــذلك يتـــرك الرجـــل أبـــا وأمـــه (2)يقـــول العهـــد القـــديميعنـــى مطلقـــا أنهـــا األهـــل. ولهـــذا ويلتصــت بامرأتــه ويكونــان جســدا واحــدا(. هــذا هــو يــر العهــد القــديم ذاتــه فــى مســ لة الضــلع. فلــم يقــل مطلقــا أن هــذا معنــا أن الرجــل هــو الســيد علــى المــرأة أو انهــا هــى

فـى هـذا ت كيـد لمفهـوم األهل. فهما إذا جسدا واحدا وليسوا منفصـلين بـاألعلى واألهـلح و أ،لية المساواة بين الرجل والمرأةح وليس العكس..!

ويعـــود العهـــد القـــديم ليلكـــد مـــرة ثانيـــة فـــى بدايـــة انصـــحا الخـــامس مـــن ســـفر : )هذا كتاب مواليـد مدم. يـوم (4)التكوين أن مدم وحواء معا هما على صورة ا ح فيقول

ا وأنثــى خلقــه وباركــه ودعــا اســمه مدم يــوم خلــت ا اننســان علــى يــبه ا عملــه. ذكــر لــت هبــل حــواء فهــذا يعطيــه حــت البنــوة األولــى وحــت لــت(. ويقــول هامــل إن كــون مدم خ خ الســـلطة علـــى القـــادمين مـــن بعـــد . وهـــذا أمـــر غيـــر منطقـــىح والكـــالم للباحثـــة مـــارلين

ولـيس تادرسح فانبن األكبر ن ي خذ حقوها أكثر من األص ر بل حقوها مختلفـة فقـط. من بين هذ الحقوت السيادة. وكلنا نعلـم أن فـى التربيـة السـليمة ينب ـى أن يكـون األب عــادن ن يفــرت بــين أبنامــه لكــون هــذا أكبــر أو ذاك أصــ ر بــل يعــدل بيــنهم. فكــون مدم لـــت أون ن يعطيـــه حـــت الســـيادة إن إذا كـــان أبـــا لالمـــا. وانبـــن األكبـــر عـــادة يرعـــى خ

عاية ليست السيادة بطبيعة الحال!األص ر حتى يكبر والر

ويبــدأ انصــحا الثالــت مــن ســفر التكــوين بالحيــة وبحــديثها اليــهير مــع حــواء. والمالحل هنا أن العهد القديم لم يذكر إذا كانت الحية هد ذهبـت إلـى حـواء ومعهـا مدم أم ذهبت إلى حواء بمفردها بـل يـدخل مبايـرة فـى الموضـو بعـد ذكـر أن الحيـة كانـت

يل المخلوهات التى خلقها ا . ولم يـذكر العهـد القـديم أيضـا لمـاذا ذهبـت الحيـة إلـى أححــواء بالــذاتح فــال يقــول إنهــا كلمتهــا ألنهــا هــى األضــعف واألســهل فــى التــ ثير عليهــاح بـــل يـــدخل مبايـــرة إلــــى الحـــديت معهـــا. وبعـــد مناهيــــة هصـــيرة يقـــول العهـــد القــــديم إن

.(10)ت رجلها أيضا معها ف كل(حواء..)أخذت من ثمرها وأكلت وأعط

ن كـان هصـيرا. أمـا مدم والمالحل هنـا أن حـواء أكلـت مـن اليـجرة بعـد نقـاش وا فقد أكل دون نقاشح إذ أن حواء استدارت وأعطـت مدم ف كـل معهـاح وهـذا إن دل علـى

Page 75: مقالات فى الفكر الأنسنى

75

يـيء فمنمـا يـدل ـ مـن وجهـة نلـر الباحثـة مـارلين تـادرس ـ علـى أن مدم استسـلم دون ثم تتساءل: هل نستطيع القول إنه كان األجـدر بالحيـة أن تـذهب إلـي مدم نقاش! ومن

وليس حواءس! وتتخذ مـارلين مـن هـذا التسـالل مـدخال للقـول بـ ن األجـدر بنـاح بـدن مـن الســعى ندانــة جــنس علــى حســاب الجــنس اآلخــرح أن نقــول إن الصــفات العامــة مثــل

ســــين مــــن مدم وحــــواءح أمــــا الضــــعف أمــــام الخطيمــــة هــــى التــــى ورثهــــا العــــالم مــــن الجنالصــفات اليخصــية لكــل منهمــا فلنبقيهــا كصــفات يخصــية..! خاصــة وأن مدم حينمــا س له ا إذا كان هد أكل من اليجرة أم ن خاف خوفا عليما وألقى بالتهمة فـورا علـى

: )المــرأة التــى جعلتهــا معــى هــى التــى أعطتنــى مــن اليــجرة ف كلــت(. (11)حــواءح هــامالي تقارنــه مــارلين تــادرس بقــول هابيــل! فحينمــا هتــل األخيــر أخيــه هابيــلح وهــو القــول الــذ

وسـ له ا عنــهح لــم ي لـت هابيــل بــاللوم علــى أحـدح بــل هــال بكــل حـ،نح مــع خضــو ونــدم : )ذنبي أعلم من أن ي حتمل(!!(13) عليمين

ولنت مل اآلن العقاب الذي أوهعه ا عى مدم وحـواء والبيـرية مـن بعـدهما. لقـد . إلـى .: )ملعونـة األرب بسـببك. بالتعـب ت كـل منهـا كـل أيـام حياتـك((12)ل ا آلدمها

: )إلــى رجلــك يكــون ايــتياهك وهــو (14)مخــر هــذ اآليــة مــن التعــب والجهــد. وهــال لحــواءيســود عليــك(. إذن فقــد نــال العقــاب مدم وحــواءح بيــد أن المالحــل أن ا لــم يقــل لحــواء

ســمت القضــية نهاميــاح ولكانــت حــواء اليــوم هالهــا لح مــثال )ولــه تخضــعين(ح إذ أنــه لــوخاضـــعة وانتهـــى األمـــرح ولكنـــه يقـــول إن مدمح وكنتيجـــة للســـقوطح سيســـود علـــي حـــواء ويحاول السيطرة الداممة عليهـا. وهـو مـا تـري فيـه الباحثـة مـارلين تـادرس تفسـيرا لنـ،و

لـيس ذلـك فـى المجتمعات التـى تلـت الخـروج مـن الجنـة ألن تصـب مجتمعـات أبويـةح فوتخلــص رأيهــا إن إســتجابة ن يــعورية مــن تلــك المجتمعــات ألمــر ا الصــادر إليهــا!

الباحثة فى نهاية هراءتها الموضوعية للسرد التوراتى لقصة بدء الخليقة إلـى القـول بـ ن مجيء المسـي أعـاد الطرفـانح وتعنـى بهمـا الرجـل والمـرأةح متسـاويان فـى الحقـوت كمـا

طح ألنـه ـ بحسـب تحليلهـا المـدهش ـ إذا كـان الوضـع هبـل السـقوط هـو كانـا هبـل السـقو عدم المساواة فلماذا هالها ا من ضمن النقماتس!

Page 76: مقالات فى الفكر الأنسنى

76

الكريمح عبرت سلفا عـن اعتقـادي بـ ن تكـوين رأي هـاطع حـول مسـ لة مـا هارمي إذا كانــت القناعــة القاملــة بدونيــة جــنس النســاء وأفضــلية جــنس الرجــال عليــه هديمــة هــدم

خلــت اإلنســانيح ي عــد أمــرا مــن الصــعوبة بمكــانح بــل هــو درب مــن دروب المســتحيلح الإن لــم يكــن هــو المســـتحيل نفســه! ومــن ثــم ن يســـعنى اآلنح بعــد عــرب هــذا التحليـــل المــوج، للســرد الــدينى ـ خاصــة التــوراتي ـ لقصــة بــدء الخليقــةح ســوي القــول بــ ن نيــ ة

ن لــم يكــن يقينيــاح القناعــة المــذكورة لــم تقتــرن بخلــت اننســانح و هــو هــول أرا األرجــ وا فالحقيقــــة مكانهــــا الوحيــــد صــــدر انلــــه! أهــــول هــــذا ألعفــــى نفســــى وهــــارمي الكــــريم مــــن

اننتقادات المتوهعة والتى نبد أنها ست تى من مالك الحقيقة المطلقة!

القناعــة القاملــة بدونيــة جــنس النســاء وأفضــلية جــنس واآلن، وقددر حنا ددن دد ن ه ليســت هديمــة هــدم الخلــت اننســانيح فــال مفــر إذن مــن القــول ب نهــا نيــ ت الرجــال عليــ

فــى لحلــة تاريخيــة نحقــةح تلــك التــى يســميها الــبعب لحلــة اله،يمــة التاريخيــة الكبــري للمــرأةح ثــم أخــذت منــذ ذلــك الحــين تــ،داد عمقــا ورســوخا فــى الذهنيــة البيــريةح وهــو مــا

ة تعضيدها ـ أهصد تعضـيد تلـك القناعـة أغري الكثيرينح ومنهم أرسطوح ن حقا بمحاولالوليـــدة ـ بيـــتى األســـانيد والحجـــج علـــى اختالفهـــا. ولنـــا أيضـــا أن نتســـاءل عـــن تلـــك

اله،يمة التاريخية الكبري للمرأةح والتي ن ن،ال نرفل فى تداعياتهاس!

الحـــت أنـــه لـــيس أمامنـــا مـــن ســـبيل ســـوي انحتكـــام لعلـــم التـــاريأح فهـــو ـ علـــى . ولكـنح ا التسالل المل والمهماألهدر على تمكيننا من انجابة على هذ األرج ـ العلم

كيــف لنــا أن نطمــمن للتــاريأ المكتــوب والمعــروف أن الفمــة األهــوي نفــوذا فــى كــل ،مــان ومكـان هــى التـى تبــر، فـى التــاريأ ويهـتم الملرخــون بهـا وب فكارهــا وأعمالهـاح فــى حــين

فــى الوحيــد تجاهــل و النســيانس! الحــل تعــانى الفمــة األضــعف فــى كــل ،مــان ومكــان الح فمـع بـرو، فمــات وتكـتالت أخـري واكتســابها حتكـام للدراســات الموضـوعيةرأيـي هـو ان

لم،يد من القوة السياسـية وانهتصـادية والمعرفيـة فمنهـا تكتسـب فـى الوهـت نفسـه اهتمـام . الملرخينح أو ت نتج من بين أفرادها ملرخيها

Page 77: مقالات فى الفكر الأنسنى

77

العمال سياسـيا واهتصـاديا طبقة ديتح فمع صعودوهذا ما ييهد به عصرنا الحـــــد هـــــوة ـــــا بســـــبب ت،اي ـــــات العماليـــــةح إ،داد المنلمـــــات وانتحـــــادات والومعرفي عـــــدد نقاب

المــلرخين الــذين أعــادوا دراســة التــاريأ بــوعى أكبــر يــدرك حركــة العمــال لمقاومــة الللــم لنســبة حــدت هــذا أيضــا با. وانضــطهاد الــذي وهــع علــيهم مــن أصــحاب رلوس األمــوال. والحركة النسامية لـم تيـذ لحركة ال،نوج وحركة اليباب والحركات المقاومة لالستعمار

بطبيعــة الحــال عــن تلــك القاعــدةح فمــع ت،ايــد هوتهــا فــى مختلــف بــالد العــالمح وكــذا مــع ا،ديـــاد هـــدرتها علـــى تنلـــيم صـــفوفها واكتســـابها نوعـــا مـــن القـــوة السياســـية وانهتصـــادية

نقص مـــــن مجتمـــــع آلخـــــرح ا،داد لهـــــور عـــــدد مـــــن الملرخـــــات والمعرفيـــــةح ت،يـــــد أو تـــــوالملرخين الذين أدركوا أهمية إعادة هراءة التاريأ ب فت أكثر تفهمـا لـدور المـرأةح وذلـك

.(15)على حد تعبير الكاتبة نوال السعداويحتكـــام للدراســـات التاريخيـــة الموضـــوعية فـــى بحثنـــا عـــن انأهـــول إنـــه يحـــت لنـــا

اله،يمــة التاريخيــة الكبــري التــي لحقــت بجــنس المــرأةح وأخضــعتها اجابــة لتســالنتنا عــنللرجــل علــى نحــو أو مخــرس! باعتبــار أن تلــك الدراســات هــى األكثــر تفهمــا لــدور المــرأة

: "أصــل العاملــة (16)فــي التــاريأ اإلنســاني. ولعــل الدراســة األهــم فــي هــذا الصــددح هــي، إن إســقاط الحــت األمــومي كــان والملكيــة الخاصــة والدولــة"ح وفيهــا يلكــد فردريــك انجلــ

ه،يمة تاريخية عالمية لجنس المـرأةح ويعـ،و بكليتـه إلـى عصـر مـا هبـل التـاريأح وذلـك لعدم توافر معلومات ـ على حد تعبير انجل، نفسه ـ عن كيف ومتى تحققت هذ الثـورة

عند اليعوب المتمدنة!!

ته القيمــة "أصــل العاملــة يقــول إنجلــ، فــي مقدمــة الطبعــة األلمانيــة الرابعــة لدراســ ح عنـدما صـدر 1261والملكية الخاصة والدولة"ح إن دراسة تاريأ العاملة تبدأ منذ عـام

ــــاهوفنح فقــــد تقــــدم كتــــاب "حــــت األم"ح للمــــلر والحقــــوهي السويســــري يوهــــان يعقــــوب بــــ فــى البــدء كانـــت توجــد عنــد البيـــر 1المللــف فــى هــذا العمـــل بالموضــوعات التاليــة:

غيــــر محــــدودةح أ طلــــت عليهــــا التعبيــــر غيــــر الموفــــتح بــــرأي انجلــــ،ح عالهــــات جنســــية ــ ان هــذ العالهــات تنفــي كــل امكانيــة لتقــديم الــدليل األكيــد علــى األبــوةح 3"الهيتيريــة". ـ

ولهــذا لــم يكــن مــن الممكــن تقريــر النســب إن حســب خــط األمح بموجــب حــت األمح كمــا

Page 78: مقالات فى الفكر الأنسنى

78

ــ مــن جــراء هــذاح تمتعــت 2. كــان الحــال فــى البــدء عنــد جميــع يــعوب األ،منــة ال ــابرة ـالنســاءح بوصــفهن الوالــدات الوحيــدات المعروفــات بكــل ثقــة وت كيــد للجيــل الفتــىح بقــدر كبيـــــــر مـــــــن انحتـــــــرام والتقـــــــديرح بلـــــــغح بـــــــرأي بـــــــاهوفنح حـــــــد ســـــــيادة النســـــــاء التامـــــــة

ـ ان اننتقال إلـى الـ،واج األحـادي الـذي تخـص 4"الجينيكوهراطية"ح أي حكم النساء..! ـــة لحـــت الرجـــال المـــرأة بمو ـــى مخالفـــة عملي ـــر كـــان ينطـــوي عل ـــه رجـــال واحـــدا ن غي جب

اآلخـــــرين المـــــ،من فـــــى هـــــذ المـــــرأة..! ويضـــــيف انجلـــــ، هـــــامال إن األدلـــــة علـــــى هـــــذ الموضـوعات المثيـرة واليـامكةح يجـدها بــاهوفن بـوفرة فـى استيـهادات عديـدةح مجموعــة

..بفامت الدهة والعنايةح من أدب األ،منة ال ابرة الكالسيكي

وينطلـــت انجلـــ، مـــن مقـــونت بـــاهوفن لت كيـــد انـــه بموجـــب الحـــت األمـــوميح أي طالمـــا كـــان النســـب ن ي حســـب إن تبعـــا لحبـــل النســـل النســـاميح وكـــذلك بموجـــب نلـــام الوراثة البدامي في العييرةح كان العضو المتوفى في العييرة يرثه انسبال في العيـيرة.

. وبمــا أن األيـــياء التـــي يتـــ لف منهـــا اإلرت وكــان ينب ـــي أن يبقـــى اإلرت فـــي العيـــيرةكانــت ،هيــدةح فقــد كانــتح علــى األرجــ ح تنتقــل بالفعــل منــذ غــابر األ،مــان إلــى أهــرب

ء بالــدم مــن ناحيــة األم. ولكــن أوند الرجــل المتــوفى كــانوا ن األنســباءح أي إلــى األهربــاينتمــون إلــى عيــيرتهح بـــل إلــى عيــيرة أمهـــمح فكــانوا يرثــون أمهـــم بــاديء ذي بــدء مـــع سامر أهربامها بالدمح وفيما بعدح في المقام األول أغلب اللن. بيد انه لـم يكـن بوسـعهم

تهح فكــان ينب ــي أن يبقــى ملــك األب أن يرثــوا والــدهم ألنهــم كــانوا ن ينتمــون إلــى عيــير فــي هــذ العيــيرة. ولــذا بعــد وفــاة صــاحب القطعــانح كــان ينب ــي أن تنتقــل هطعانــه فــي لى أوند أخواته أو حتى إلى ذريات أخوات أمه. أمـا المقام األول إلى إخوته وأخواته وا

أوند بالذاتح فكانوا محرومين من ارثه.

تنـــامىح كانـــت مـــن جهـــة تعطـــى الـــ،وج فـــي ح بقـــدر مـــا كانـــت الثـــروات تاوهكـــذ العاملة مرك،ا أهم من مرك، ال،وجةح وكانت من جهة أخري تولد السعي إلى انسـتفادة من هذا المرك، المترسأ ألجل ت يير نلام الوراثة التقليدي في مصـلحة األوند. ولكنـه

ي. لــم يكــن مــن الممكــن أن يتحقــت هــذا طالمــا كــان النســب يحســب تبعــا للحــت األمــومولهذا كـان ينب ـي إل ـاء هـذا الحـتح فـ ل ى! ولـم يكـن ذلـك صـعبا بالقـدر الـذي نتصـور

Page 79: مقالات فى الفكر الأنسنى

79

اآلن! فــان هــذ الثــورةح التــي كانــت ـ طبقــا ننجلــ، ـ مــن أهــم الثــورات التــي عرفتهــا البيـــريةح لـــم تكـــن بحاجـــة إلـــى مـــس أي مـــن أعضـــاء العيـــيرة األحيـــاء. فقـــد كـــان فـــي

ألمس. كــان يكفــى اتخــاذ هــرار بســيط يقضــي بــ ن وســعهم جميعــا أن يبقــوا كمــا كــانوا بــاـــة ـــان تخـــرج ذري ـــة أعضـــاء العيـــيرة الرجـــل فـــي المســـتقبل ضـــمن العيـــيرة وب تبقـــى ذريأعضاء العيـيرة النسـاء منهـا وتنتقـل إلـى عيـيرة والـدها. وهكـذا أ ل ـى اننتسـاب حسـب حبل النسـل النسـامي وحـت الوراثـة حسـب خـط األمح وأ هـر اننتسـاب حسـب حبـل النسـل

الرجالي وحت الوراثة حسب خط الوالد.

ويخلص انجل، إلى القول ب ن إسقاط الحت األمومي كـان بحـت ه،يمـة تاريخيـة كبري لجنس النساء. فقد أخذ ال،وج دفـة القيـادة فـي البيـت أيضـاح وح رمـت ال،وجـة مـن مرك،هــا الميــرفح واســت ذلتح وغــدت عبــدة رغامــب ،وجهــاح وأمســت أداة بســيطة إلنتــاج

وند. إن وضــع المــرأة المــذل هــذا ـ طبقــا ننجلــ، ـ الــذي يلهــر ببــالغ الســفور عنــد األيونــــانيي العصــــر البطــــولي وبســــفور أيــــد عنــــد يونــــانيي العصــــر الكالســــيكي هــــد ط لــــى تــدريجيا ريــاء ونفاهــا بالمســاحيتح وأ ضــفيت عليــه أحيانــا أيــكال أخــف وأرتح ولكــن لــم

جـال بوجـه الحصـر علـى هـذا النحـوح حتـى ي قب عليه إطالها. وما إن أ هرت سلطة الر يـكل انتقـالي لهـر منـذاكح هـو يـكل العاملـة )األبويــة(ح فـيأخـذ مفعولهـا األول يتبـدي

بكــل ســلبياتها التــي أســهب انجلــ، فــي رصــدها وتحليلهــا علــى نحــو يســترعى انهتمــام ويثير الدهية والتسالل..!!

اله،يمــة التاريخيـة الكبــري هـارمي الكـريمح أعلــم أن تفسـير فردريــك انجلـ، لمسـ لة للمــرأة هــد يلقــىح يــ نه فــى ذلــك يــ ن التفســير التــوراتى الواجــد اياهــا فــى حادثــة الســقوط أوغير من التفاسير األخري المطروحة فى هذا الصددح بعب اننتقاداتح استنادا إلى جـــرأة اطروحاتـــه واعـــالء صـــاحبه ـ وهـــو يـــريك لكـــارل مـــاركس فـــى وضـــع النلريـــة

للعامـل انهتصـادي واعتبـار ايـا مسـمون بيـكل أو بـ خر عـن هـذ اله،يمـة. اليـيوعية ـوهــى انتقــادات هــد ن يعو،هــا المنطــت الســليمح ولكنهــا تلــلح علــى أهميتهــاح غيــر هــادرة على اهناعنا بامكانية تجاهـل التفسـير اننجلـ،ي. فجـرأة األطروحـات وانعـالء الواضـ

لة اله،يمـة التاريخيـة الكبــري للمـرأة ن يعنــي للعامـل انهتصـادي فــى تفسـير انجلـ، لمســ

Page 80: مقالات فى الفكر الأنسنى

80

بالضـــرورة م ادرتـــه للموضـــوعيةح وكـــذا ن يعنـــى بالضـــرورة تخلـــى صـــاحبه نفســـه عـــن حيـاد العلمــيح خاصــة فــى لـل مــا ع ــرف عــن انجلـ، مــن خصــامص يخصــية وعلميــة

تييح بصعوبة حدوت مثل ذلك األمر.

المرأة ضحية..ج دها االغتراب الثقافي

القناعــة القاملــة كــون لحنــا يرجأتبعنــا توهــد حلــن أنــه ن مفــر أمامنــا اآلنأغلــب ال بدونيــة جــنس النســاء وأفضــلية جــنس الرجــال عليــهح ليســت هديمــة هــدم خلــت اننســانحبعـــرب مســـهب لتفســـير فردريـــك انجلـــ، لمـــا ي ســـمى بلحلـــة اله،يمـــة التاريخيـــة الكبـــري

مــا هــد ي وجــه إليــه مــن انتقــاداتح للمــرأةح وهــو تفســير يســتحت فــى مجملــه انحتــرامح رغــم أراهـا ـ كمـا أسـلفت ـ غيـر كافيـة نهنـا كاتـب هـذ السـطور بتجاهلـهح وب ـب النلــر عما إذا كان التفسير اننجل،ي هو ما حدت بالفعل أم كـان مجـرد بنـاء نلـري ن صـله لــه بــالواهع الــذي عايــته البيــرية فــى طفولتهــا األولــى ـ أهــول إنــه ن مفــر أمامنــا اآلن ســوي التحــول لرصــد وتحليــل عالهــة انغتــراب الثقــافي بتعميــت وترســيأ القــول بدونيــة المــرأة وخضــوعها للرجــلح خاصــة فــى مجتمعاتنــا العربيــةح ذلــك القــول الــذي ن بــد وأنــه لــد مــع ه،يمــة المــرأة التاريخيــة الكبــريح والتــى ن تــ،ال المجتمعــات المختلفــة ترفــل فــى و

نري اآلن. تداعياتهاح بنسب متفاوتةح كما

تنا،ل اننسان عن حقه ولتكن البداية تعريفنا للـ "انغتراب الثقافي" ب نه رضاء لمجتمعه..! وأهصد الطبيعي في امتالك ثقافة حرة متطورةح إراحة لذاته وا بالثقافة هنا ما أورد ت.س.إليوت في مللفه المهم "مالحلات نحو تعريف الثقافة"ح

معينح يعيش معا في مكان واحد. و تلهر هذ الثقافة فهى عند طريقة حياة يعبفي فنون أبناء هذا اليعبح وفى نلامهم انجتماعيح وفى عاداتهم وأعرافهمح وفى ن تكلم الكثيرون ـ دينهم. و طبقا إلليوت ن يكون اجتما هذ األمور الثقافة ح وا

ج،اء التي يمكن أن للتسهيل ـ كما لو كان هذا صحيحا. فهذ األمور ليست إن األت ير إليها ثقافة ماح كما يمكن تيري الجسم البيري. ولكن كما أن اإلنسان أكثر من مجمو األج،اء المختلفة المكونة لجسمهح فكذلك الثقافة أكثر من مجمو فنونها

Page 81: مقالات فى الفكر الأنسنى

81

وأعرافها ومعتقداتها الدينية. فهذ األيياء كلها يلثر بعضها في بعبح ولكي يفهم .(17)ا منها حت الفهم يجب أن يفهمها جميعاالمرء واحد

تنـا،ل عـن حقـه ي تـرب ثقافيـا حـين يأهـول إن اإلنسـان ـ فـى أي مكـان و،مـان ـ الطبيعي في امتالك ثقافة حـرة متطـورةح اراحـة لذاتـه و ارضـاء لمجتمعـه! ف مـا التمـاس

اصــة فــي اإلنســان راحــة ذاتــه فــي اغترابــه فمصــدر مــا يلقيــه تجــار اآلنم فــي روعــهح خــــه الثقــــافي فريضــــة يوجبهــــا اإليمــــان ــــ ن اغتراب ــــه ب المجتمعــــات المتخلفــــةح فهــــم يوهمونالصــحي ح ويطلبــون إليــه التنــا،ل طواعيــة عــن حقــه فــي نقــد وتطــوير ثقافتــهح تقربــا إلــى ا و ،لفــى! وكــذلك يطلبــون إليــه القبــول بتخويــل مخــرين بــ عينهم ســلطة ممارســة هــذا

غالبا مـا يسـتندون فـي ذلـك إلـى حجـج واهيـة. وفـاتهم أنـه الحت نيابة عنه وعن غير ح و ن يستقيم أن يقبل ا من عبد تعطيل أثمـن ملكاتـه وأروعهـاح فمـا العقـل اإلنسـاني إن هبس الهي يسكن جسد صاحبهح ولون لعج، اإلنسان عن أداء رسالته التـي أرادهـا ا

ه إرضـاء المجتمـع فمرجعـه أن تنا،لـه له في الحياة الدنيا. وأما التماس اإلنسان باغترابـعــن حقــه الطبيعــي فــي نقــد ثقافتــه وتطويرهــا غالبــا مــا يــتم فــي مجتمــع يصــطل أفــراد علــى تقــدير واحتــرام الم تــربح ويلتقــون فــي اعتقــادهم الراســأ بــ ن الثقافــة الســامدة هــي الضــــمانة الحقيقيــــة لصــــيانة هــــويتهمح وأنهــــا أســــمى مــــن أن تمتــــد إليهــــا أيــــديهم بالنقــــدوالتطــوير. فــالم تربون عــادة مــا يتنــا،لون بصــورة جماعيــة عــن حقهــم الطبيعــي فــي نقــد ثقــــافتهم وتطويرهــــا إلــــى مــــن يرونــــه أحــــت مــــنهم بــــذلكح وأهــــدر مــــنهم علــــى ارتيــــاد مــــا

يتصورونه طريقا وعرا محفوفا بالمخاطر.

وبمـــا أن مقالنـــا هـــذا يتحـــدت عـــن المـــرأةح فلنـــا أن نتســـاءل: هـــل المـــرأة والرجـــل واء أمــام انغتــراب الثقــافيس! أو بعبــارة أخــريح هــل لالغتــراب الثقــافي ســلطان علــى ســ

المــرأة أكثــر مــن الرجــلس! وهــل تفــوت هــدرة الرجــل هــدرة المــرأة علــى الفكــاك مــن أغــالل انغتـــراب الثقـــافيس! أم أن هـــذا انغتـــراب اللعـــين ن يفـــرت بـــين رجـــل وامـــرأةح فيتســـاوي

لــه أو فــى مــدي القــدرة علــى ههــر ..س! وهــل يصــ النوعــان أمامــهح ســواء فــى الخضــو القول بمثل هذا التكـافل بـين الرجـل والمـرأة فـى مواجهـة انغتـراب الثقـافيح فـى لـل مـا نعلمه عن الضعف النسبي للمرأةح خاصة فى المجتمعات المتخلفةح ومنهـا مجتمعاتنـاح

Page 82: مقالات فى الفكر الأنسنى

82

يمـيح واإلعالمـيح البوليسـيح والتعل فى مواجهة مليات تكريس انغتراب الثقـافىح ومنهـا إلى جانب ما اصطل على تسميته بالديني!!

الحــت أن انجابــة علــى هــذ األســملة ليســت مــن الســهولة بمكــانح فلنحــاول معــا التمـــاس انجابـــة اليـــافيةح عســـى أن نجـــد إليهـــا ســـبيال..! ولـــتكن نقطـــة البـــدء كالعـــادة

وهــو ترجيحنــا لكــون ت كيــدنا علــى مــا خلصــنا إليــه فــى الجــ،ء الســابت مــن هــذا المقــالحالقناعة القاملة بدونية المرأة وخضوعها للرجل ليست هديمة هدم خلت اننسـانح وهـو مـا بدا جليا فى السرد الـدينى ـ وهـو المصـدر األكثـر ثقـة وهبـون ـ لقصـة بـدأ الخليقـة. وكـذا ترجيحنــا مســ لة حــدوت ه،يمــة تاريخيــة كبــري للمــرأةح تلــك التــى وجــدها الســرد التــوراتى

حادثة السقوط ووجدها فردريك انجل، ومن هبله انثنوغرافي األمريكي لـويس هنـري فىمورغان في إسقاط الحت األموميح وهى برأينا ـ أهصد تلـك اله،يمـة الكبـري ـ مـا أغـري الكثيـرينح ومـنهم الفيلسـوف اليونـاني أرسـطوح نحقـا ـ كمـا أسـلفنا ـ بمحاولـة تعضـيدها ـ

وليــدة ـ بيــتى األســانيد والحجــج علــى اختالفهــا وتنوعهــا أهصــد تعضــيد تلــك القناعــة ال بيكل ملفت للنلر!

ولننطلت من الت كيدات والترجيحات السابقة للقول ب ن المرأة والرجل سـواء أمـام انغتـراب الثقــافيح فالعقــل ـ والكــالم لــديكارت ـ هــو أعــدل األيــياء هســمة بيننــا معيــر

المجتمعـات المتخلفـة بصـفة خاصـةح هـد تكـون البير. بيد أن المرأة بصفة عامةح وفى أهــل هــدرة علــى الصــمود أمــام مليــات تكــريس انغتــراب الثقــافيح خاصــة اآلليــات ذات الصــب ة الدينيــةح ومــن ثــم نجــدها فــى بعــب األحيــان أكثــر انخراطــا وتمســكا بــانغتراب

قــة الثقــافي مــن الرجــل الم تــرب! وعليــهح يبيــت منطقيــا القــول بوجــود عالهــة طرديــة وثيبين انغتراب الثقافى ورسو القناعة القاملة بدونية المرأة وخضـوعها للرجـل! فكلمـا ،اد

انغتراب ترسخت تلك القناعةح والعكس صحي !

فالمــــ لوف أن تجــــد فــــى المجتمعــــات الموغلــــة فــــى انغتــــراب امــــرأة تــــدافع عــــن ين صـ ارهاح دونيتها وتباهى بخضوعها للرجل! بـل إنهـا غالبـا مـا تتجـاو، ذلـك إلـى تلقـ

اناثا كانوا أم ذكوراح هذ القناعة! وفى هـذا السـيات تحضـرني حادثـةح أراهـا ذات دنلـة

Page 83: مقالات فى الفكر الأنسنى

83

مهمـةح تحفلهــا ذاكرتــي ـ لحســن الحــل ـ علــى غيـر العــادةح وهــو أنــى كنــت فــى ،يــارة ــــ طفلـــة ــــ بعصـــبية يـــديدة نحـــدي هـــري الريـــف المصـــري. ووجـــدت امـــرأة مســـنة تنهـــر

عمرهــاح هاملــة للطفــل: "اضــربها علــى هلبها..انــت ولــد وهــى صــ يرة لضــربها طفــال فــى بنــت"! وكنــت أعلــم أن الطفــل والطفلــه مــن أحفادهــاح األمــر الــذي دعــانى للتفكــر: إلــى هــــذ الدرجــــة يمكــــن أن تعمــــد المــــرأة الم تربــــة لترســــيأ دونيــــة بنــــات جنســــها وتكــــريس

رضاء لمجتمعها..! خضوعهن للرجالح إراحة لذاتها وا

: أن تب ـى المـرأة المسـنة بفعلتهـا تلـك إرضـاء مجتمعهـاح فهـذا أمـر وهلت لنفسييمكـــن تفهمـــهح خاصـــة وأنهـــا تعـــيش فـــى مجتمـــع م تـــربح اصـــطل أفـــراد علـــى تـــوهير واحترام الم ترب. أما أن تب ـى بفعلتهـا تلـك إراحـة ذاتهـا..فكيف لـى ولقـارمي الكـريم أن

فـى يـوم مـن األيـام ومـن ثـم عانـت نتفهم ذلكس! ألم تكن هذ المرأة المسنة نفسها طفلة األمرين مـن مثـل هـذ المعاملـة غيـر العادلـةح ن ليـيء إن لكونهـا أنثـىح فكيـف لعقلهـا وضميرها أن يسـتريحا ألمـر كهـذاس ألـم يكـن أولـى بهـا أن تثـ ر لنفسـها ولبنـات جنسـهاح خاصــة وهــد أصــبحت أمــا وجــدةح بــ ن تعمــدح ن أهــول لنصــرة بنــات جنســهاح بــل علــى

لترسيأ هناعة جديدة فى نفـوس الصـ ارح مفادهـا المسـاواة بـين الطفـل والطفلـةح األهلالصـــبى والصـــبيةح اليـــاب واليـــابةح الرجـــل والمـــرأةح المســـن والمســـنةس! ووجـــدتنى أهـــول لنفســيح أمــا وأن هــذ المــرأة المســنة لــم تفعــل مــا يقضــى بــه المنطــت الســليمح فالبــد وأن

افــع بعينهــا أغرتهــا بهــذا الفعــل وحببتــه إلــى هلبهــا وراء ســلوكها اليــاذ وغيــر المنطقــى دو وعقلها!! ت ري ما هى هذ الدوافع وما مدي هوتها..س!

أغلب اللن أن هذ المرأة المسنةح يـ نها يـ ن بقيـة الم تربـاتح فـى كـل مكـان و،مــــانح نــــاءت بنيــــر انغتــــراب الثقــــافيح وأرعبهــــا الواهــــع المــــللم الــــذي أفر،تــــه مليــــات

ا لــم تــدرك كنههــا أوأهــدافهاح إذ أنهــا لــو فعلــت لعمــدت لقهــر اغترابهــا تكريســهح ولــو أنهــالثقــافي ـ أهــول إن إغتــراب هــذ المــرأة المســنة حــال دون تمردهــا واهــدامها علــى نقــد الثقافـــة الســـامدة فـــى مجتمعهـــا الم تـــرب بكـــل ســـلبياتهاح ومـــن ثـــم لـــم يبـــت أمامهـــاح هـــى

ته بــ"الراحة السـلبية" فـى كنـف تلـك وغيرها من الم ترباتح سوي التماس ما يمكن تسـميالثقافــةح وذلـــك عبــر خضـــوعهن الكامــل للقناعـــة القاملــة بـــدونيتهن وخضــوعهن للرجـــلح

Page 84: مقالات فى الفكر الأنسنى

84

يـريكهن فـى انغتـرابح علـى أمـل أن تحلـين بعطفـه! وبعبـارة أخـري هبلـت هـذ المـرأة أن تكون ضحية الضحيةح فهى والرجل ضحايا لالغتـراب الثقـافيح غيـر أن خضـوعها

ة علــى كونــه يرضــي غــرور الرجــل ويمنحهــا عطفــهح فهــو ـ أهصــد خضــوعها لــهح عــالو للرجــل و تكريســها للقناعــة القاملــة بــدونيتها ـ يجنبهــا مــا تتصــور صــداما ن هبــل لهــا باحتمالـــه مـــع الواهـــع المـــللم الـــذي ي ســـفر عنـــه بالضـــرورة انغتـــراب الثقـــافي للمجتمـــع.

أنهــــا ضــــعيفة ن تقــــوي علــــى وحجــــج المــــرأة االمتعــــارف عليهــــا فــــى هــــذا الصــــدد هــــى انحتمـال ومجالــدة الواهـع كالرجــالح وأنهـا تجــد فـى خضــوعها للرجـل ايــباعا ننوثتهــاح

عالوة على ما تتصور يعورا باألمان فى كنف الرجل..!

وفــى هــذا خلــط يــديد ومخيــف لــألورات مــن جانــب المــرأةح تفــو، بفضــله ـ مــن ا مـرارة! فتحـت عبـاءة الرجـل الم تـرب وجهـة نلرهـا الم تربـة ـ بـ خف الضـررين وأهلهمـ

ومـــن خلـــف ســـتارتهح تمـــارس المـــرأة الم تربـــة مـــا تعتقـــد فـــى صـــعوبة ممارســـته إن هـــى لــى حــد خرجــت مــن تحــت عباءتــهح إضــافة إلــى أنهــا تجنــب نفســها فــى الوهــت نفســه وا كبير مسمولية التعاطى مع الواهع الذي تـرا مللمـاح ولـيس م تربـا متخلفـا! المسـ لة إذن

مصـــلحي ملســـف ومـــريبح نـــاتج عـــن هـــراءة اغترابيـــة للواهـــعح خلصـــت منهـــا خضـــو المرأة الم تربةح إلى وجوبح بل حتمية التحايل علي هذا الواهع المـللم والتعـايش معـهح ن السعى الى ت يير عبر تحرير الثقافة السامدة وتطويرهاح لنا منها أنها تحـافل بـذلك

كـــريس انغتـــرابح علـــى أنـــه هويـــة ثقافيـــةح علـــى مـــا اســـتقر فـــى يقينهـــا بفضـــل مليـــات ت ينتحر من يقدم على نقدها أو تطويرها!

ن أرضى غرور خضو المرأة الم تربة لـه وأغلب اللن ان الرجل الم تربح وا واهرارهـــا أمامـــه بـــدونيتها وفوهيتـــهح إن أنـــه يلـــل ييـــعر فـــى هـــرارة نفســـه بمـــا ترمـــى إليـــه

خـــاوف إ،اء خضـــوعهاح إذ أنـــه ينلـــر إليـــه يـــريكته فـــى انغتـــرابح ومـــن ثـــم تســـاور المدامما على أنه "حيلة نسامية" لاليقا به والنيل منه! األمر الـذي يفسـر لنـا يـيو القـول بمكــر النســاء فــى المجتمعــات الم تربــةح وكــذا يفســر لنــا ـ والكــالم هنــا للــدكتورة نــوال

ـــك المجتمعـــاتح ومنهـــ (12)الســـعداوي ـــ كـــون عالهـــة الرجـــل والمـــرأة فـــى تل ا مجتمعاتنـــا ـالعربيةحعالهــــة كراهيــــة وحــــب ميــــبوب فــــى من واحــــدح لــــذة وألــــمح اهبــــال وفــــرارح راحــــة

Page 85: مقالات فى الفكر الأنسنى

85

وعــــذابح هســــوة وحنــــانح ســــذاجة ومكر..إلــــى مخــــر تلــــك التناهضــــات التــــى تميــــ، تلــــك العاطفة اليامعة بين الرجال والنساء فى المجتمعات الم تربة..!

ثقــافيح فلــون الواهــع المــللم صــفوة القــول أن المــرأة ضــحية جالدهــا انغتــراب الالذي يفر، انغتراب الثقافيح لما عمدت المرأة إلى المكر والحيلة التماسا لمـا تتصـور راحــة فــى كنــف الثقافــة الســامدةح ولرأيناهــا ـ علــى نحــو مــا نــري فــى المجتمعــات غيــر

ل فـى الم تربة ـ يريكة للرجل على هدم المساواة فى بنـاء الحضـارة اننسـانية. فـالمالحالمجتمعــات الم تربــة نــدرة انبــدا النســاميح بيــكل ملفــت للنلــرح ففــي لــل انغتــراب الثقــافي تضــمحل هــدرات النســاء جســدا وعقــال ونفســا منــذ الطفولــة وحتــى نهايــة العمــرح ـــك المـــرأة التـــى تســـتطيع أن تفلـــت مـــن هبضـــة انغتـــراب الثقـــافي ـــادرة فعـــال تل وانهـــا لن

خل البيت وخارجه. المتربص بها وبيريكها الرجل دا دور المرأة فى بناء الذات األنسنية

فـــي كتابـــاتي الســـابقةح ن يعنـــي ســـوي جـــاءإن بنـــاء الـــذات األنســـنيةح طبقـــا لمـــا صــياغتها بمــا يســم لهــا بتحقيــت أكبــر هــدر ممكــن مــن التطــابت بــين أهوالهــا وأفعالهــاح

مـين لألنسـنية القاملـة باإلنسـانح رجـال كـان يريطة انطواء تلك األهوال واألفعال على تثأم امــرأةح كــ على هيمــة فــي الوجــودح وهــدفها الماثــل فــي التمحــيص النقــدي لأليــياء بمــا ــــل ــــاج للعمــــل البيــــري وللطاهــــات البيــــريةح تحســــبا لســــوء القــــراءة وســــوء الت وي هــــي نت البيـــريين للماضـــي الجمعـــي كمـــا للحاضـــر الجمعـــي. وكـــذا يـــريطة وهـــو تلـــك األهـــوال

:(14)واألفعال في إطار الخصامص العامة لألنسنية .معيار التقويم هو اإلنسان [1]

.اإليادة بالعقل ورد التطور إلى ثورته الداممة [2] .الطبيعة والتعاطي المتحضر معها نتثمي [3] .القول ب ن التقدم إنما يتم باإلنسان نفسه [4] .جماليةت كيد الن،عة الحسية ال [5]

Page 86: مقالات فى الفكر الأنسنى

86

أنسنيا )ذاتا أنسنية( طالما أدرك األنسنية عد اإلنسانلمعيار األنسنيح ي وطبقا لوسعى لتبصير ال ير بهاح ولم يست ثر بها لنفسه أو لفريت بعينهح وكذا ي عد اإلنسان

كنههاح أو أعرب عنهاح لكنه في تلك الحالة ذاتا حتى لو جهل األنسنيةح ولم ي دركبة ثقافيا. فاليامع في المجتمعات المتخلفة ـ كما وضحنا سلفا ـ هو يكون ذاتا م تر

رضاء تنا،ل اإلنسان عن حقه الطبيعي في امتالك ثقافة حرة ومتطورةح إراحة لذاته وا لمجتمعه! وباستخدام المعيار نفسهح ي عد مخرا كل من يدرك األنسنية ويست ثر بها

ت نفسه للحيلولة دون أخذ الذات لنفسه أو لفريت بعينهح ويعمل جاهدا في الوهالم تربة ثقافيا بها كنهج حياةح وتعميتها عنها بيتى الوسامل والسبلح بهدف حرمان

ـ طبقا لما انتهيت تطور التاريأ اإلنساني فتلك الذات من جني ثمار األخذ باألنسنية. الذات إليه في بحوثي ودراساتي ـ ن يعدو كونه نتاجا لصرا ثقافي معقدح أطرافه

األنسنية والذات الم تربة واآلخر. أهول صراعا ثقافياح استنادا لتعريف إليوت ح وهو ما يعني كون الصرا أعم للثقافة ب نها طريقة ياملة للحياة ياألنثروبولوج

وأيمل منه عند الماركسيينح فاحتياجات اإلنسان ليست مادية فحسبح فهي تتجاو، وأهميتها. وأهول صراعا معقداح لتعدد جبهاته انحتياجات الماديةح على خطرها

وتداخلها...

فهناك الصرا بين الذات األنسنية الساعية لتبصير الذات الم تربة باألنسنية وتعرية دور اآلخر في تكريس اغترابهاح وبين اآلخر المدرك لألنسنية والحريص على

بة بالتخلي عن اغترابهاح الحيلولة دون نجا الذات األنسنية في إهنا الذات الم تر وكذا الحريص على الحيلولة دون أخذ الذات الم تربة نفسها باألنسنية كنهج حياةح وهو صرا مللمح ن يتور اآلخر فيه عن استخدام أو إغراء الذات الم تربة باستخدام كافة الوسامل المستترة وغير المستترة لحسمه لصالحه. وهناك أيضا الصرا بين

ألنسنية والذات الم تربةح وهو صرا عدامي من جانب واحدح هو جانب الذات االذات الم تربةح ي ذيه اآلخر كما أسلفنا ويلججهح فهو ي لقي في رو الذات الم تربة أن ههر اغترابها يعني محو هويتهاح وأن جهود الذات األنسنية لحثها على ههر

Page 87: مقالات فى الفكر الأنسنى

87

عدامية في حقهاح ترمي لمحو اغترابها واألخذ باألنسنيةح ليست سوي ممارسات هويتها الثقافية وهدر ثروتها العقلية..!!

علــى أي حــالح واســتمنافا للحــديت عــن المــرأة ـ موضــو هــذا المقــال ـح يلكــد اآلخر ن يفرت ن المرأة والرجل سواء أمام انغترابح وأن كاتب هذ السطور هناعته ب

ح عبر مليات ن تكلح أيرنا إليهـا سـلفا. بينهما حين يعمد إلى تكريس إغترابهما الثقافيالمــرأة الم تربــةح فــى كــل مكــان و،مــانح تنــوء بنيــر انغتــراب وكــذلك يلكــد هناعتــه بــ ن

الثقافيح ويرعبها الواهع المللم الذي أفر،ته مليات تكريسهح فتعمد إلى التماس ما يمكـن الكامــل ستســالمهااتســميته بـــ"الراحة الســلبية" فــى كنــف انغتــراب اللعــينح وذلــك عبــر

ا للرجلح يريكها فى انغترابح على أمـل أن تحلـى هللقناعة القاملة بدونيتها وخضوعورغم ذلك كلهح تلل المرأة ـ من وجهة نلر كاتـب هـذ السـطور وسـواء كانـت بعطفه!

م تربــة أم غيــر م تربــة ـ أمــل األنســنيين المنيــود فــي دت المســمار األول فــى نعــش ــــافي وا ــــر تخليهــــا المــــ مول عــــن "راحتهــــا الســــلبية"ح انغتــــراب الثق ــــك عب ــــةح وذل ألخروي

واضــطالعها بمســمولياتهاح علــى األهــل فيمــا يتعلــت برفضــها الدونيــة والخضــو المــاكر للرجلح فناتج هذا الخضو غالبا ما يكـون عالهـات غيـر صـحيةح علـى النحـو اليـامعح

ولو بدت فى لاهرها غير ذلك..!

تنا ـ خاصة المرأة الم تربة ـ ن هبل لها فى أحيـان أعرف أن المرأة فى مجتمعا كثيرة بالتصدي لهيمنة انغتراب الثقافىح فهى حتى ن تدرك وجود ح فـاألمر ن يعـدو ـ عنــد أكثــر النســاء وعيــا ـ كونــه مجــرد عــادات وتقاليــد هديمــة راســخةح اصــطل عليهــا

خرح عربيا كان أم غيـر مجتمع يتسيد الذكورح وليس صراعا ثقافيا يرسا يعمد فيه اآلعربيح لتكريس انغتراب الثقافي للذات العربيةح رجال كان صاحبها أم امـرأةس! أعـرف جيــدا..أعرف أنــه مــن الصــعبح إن لــم يكــن مــن المســتحيلح علــى المــرأة الم تربــة وهــذا فكرهــا أن تتصــدي لالغتــراب الثقــافي وأن تعمــل علــى ههــر س! أعــرف ذلــك جيــدا. ولكــن

اطبــة حــواء هــو مــا ملــت إليــه أوضــاعناح إذ لــم يبــت أمامنــا مــالذح بعــد مــا يــدعونى لمخخروجنا المهين من التـاريأح لـم يبـت أمامنـا سـوي اسـتنفار همـم امهاتنـا وأخواتنـا وبناتنـا و،وجاتنــاح فهــن بحكــم اضــطالعهن بقســط وافـــر مــن تنيــمة الصــ ار والــنشءح وبحكـــم

Page 88: مقالات فى الفكر الأنسنى

88

يـهح هـادرات ـ لـو أردن ـ علـى غـرس عالهاتهن بالرجل وهدرتهن النسـبية علـى التـ ثير علبذور األنسنية فى عقول الص ارح على األهل فيما يتعلت بوجـوب المسـاواة بـين الرجـل والمرأةح عسى أن ي تى يوم يدرك فيـه كـل مـن انغتـراب الثقـافي واألخرويـة أنهمـا ليسـا موضع ترحيب فى ربوعناح فيحمال عصاتهما ويرحال إلى غير عـودةح وتيـرت اليـمس

ول مـــرة علينـــا كيـــعوب حـــرة تحـــب الحريـــة والعدالـــة والرحمـــة أكثـــر مـــن خوفهـــا مـــن أل الموت..

وهد يقول هامل إن المرأة إن هى عمدت لفعل ما ندعوها إليهح فقد تعرب نفسها وص ارها للصدام مع المجتمع الم تربح خاصة عندما يكبر هلنء الص ار.

جهود األسرة والمدرسة في تهيمة وهو هول ن يعو، المنطتح فاليامع أن تتضافرما ن االطفل في سنواته المبكرة ألن يصب م تربا ثقافياح فالوالدان الم تربان غالب

يدخران جهدا في تلقين وليدهما أبجديات انغتراب في سن مبكرةح واألرج أنهما ماح يسقيا إياها مع لبن األمح دون أن يدركا ـ بالطبع ـ مدي جنايتهما على وليده

نعتقاد راسأ لديهما بحتمية ت هيله للتعاطي الكفء مع ذاته ومع مجتمعه الم ترب. أهول لصاحب هذا الرأي إن اآلباء واألمهات بممارساتهم الم تربة تلك يدمرون هدرات الطفل/الطفلة النقدية واإلبداعية ويحيلونهما مسخا ميوهاح ن سلطان لهما على

قدا ون تطويراح وهو ما يعضد هناعتنا ب همية تحمل المرأة ثقافتهماح فال يملكان لها نلمسمولياتهاح عبر تخليها عن الخضو المصلحى المريب للرجلح وكذا عبر اضطالعها ب رس بذور األنسنية فى عقول الص ارح على أن يتم ذلك بحرص وحذرح خيية أن يفطن اآلخر لألمرح فيحدت مان ي حمد عقبا ح خاصة وأن اآلخرح

فى كل ،مان ومكانح على دراية واسعة وخطيرة بالم تربين..!

الهوامش اااااااااا

ـــا فـــى مجـــال الفكـــر األنســـني( 1) ـــوان راجـــع كتاباتن "بنااااء الاااذات : دراســـة للكاتـــب بعنح تجـدهما علـى يـبكة اننترنـت. وراجـع "هدر الفقال الفرباي"ح وأخري بعنـوان األنسنية"

(.3007ح عام )القاهرة: دار سطور للنير حاالنساع هو الحلللكاتب أيضا:

Page 89: مقالات فى الفكر الأنسنى

89

( نقـــال عـــن الكتـــاب التـــالي لعالمـــة انجتمـــا الفرنســـية فرانســـوا، ايريتييـــه: فرانســـوا، 3)ح )القــاهرة: الهيمــة ذكااورة وأنوثااة ا فكاارة االخاات ايريتييــهح ترجمــة كاميليــا صــبحىح

.126ـ175(ح ص ص 3002المصرية العامة للكتابح النسااء فاى الفكار السياسااي ينح ترجمـة إمـام عبـد الفتـا إمـامح ( سـو،ان مـوللر أوكـ2)

ح )القــــاهرة: الهيمــــة المصــــرية العامــــة للكتــــاب بالتعــــاون مــــع الميــــرو القــــومي الغربااااي .116ـ115(ح ص ص 3005للترجمة بالمجلس األعلى للثقافةح

منهـا ( راجع اآليـات القرمنيـة الكريمـة: "وهلنـا يـا مدم اسـكن أنـت و،وجـك الجنـة وكـال 4)رغــدا حيــت يــمتما ون تقربــا هــذ اليــجرة فتكونــا مــن اللــالمين. ف ،لهمــا اليــيطان عنهــا ف خرجهمــا ممــا كانــا فيــه وهلنــا اهبطــوا بعضــكم لــبعب عــدو ولكــم فــى األرب مســتقر

. 26ح 25ح سورة البقرةح اآليات قرآع كريمومتا إلى حين"ح المكتبــة الثقافيــةح منيــورات ح )القــاهرة: سلســلةحااواء المضااطهدة( مــارلين تــادرسح 5)

.14ـ7(ح ص ص 1440تضامن المرأة العربيةح .37ح سفر التكوينح انصحا األولح اآلية الفهد القديم( 6) .12ح سفر التكوينح انصحا الثانيح اآلية الفهد القديم( 7) .34ح سفر التكوينح انصحا الثانيح اآلية الفهد القديم( 2) .3ـ1ر التكوينح انصحا الخامسح اآلية ح سفالفهد القديم( 4) .6ح سفر التكوينح انصحا الثالتح اآلية الفهد القديم( 10) .13ح سفر التكوينح انصحا الثالتح اآلية الفهد القديم( 11) .12ح سفر التكوينح انصحا الرابعح اآلية الفهد القديم( 13) .17تح اآلية ح سفر التكوينح انصحا الثالالفهد القديم( 12) .16ح سفر التكوينح انصحا الثالتح اآلية الفهد القديم( 14) 11ـ10(ح ص 3005ح )القاهرة: مكتبة مدبوليحعع المرأة( نوال السعداويح 15)ح )موسـكو: دار التقـدمح أصل الفائلة والملكية الخاصاة والدولاة( فردريك انجلسح 16)

بدون تاريأ(.االغتاااراب راجـــع: حـــا،م خيـــريح عـــن انغتـــراب الثقـــافي لم،يـــد مـــن المعلومـــات ( 17)

(. 3006 ح )القاهرة: دار العالم الثالتح عام الثقافي للذات الفربية

Page 90: مقالات فى الفكر الأنسنى

90

ح )القـاهرة: دار ومطـابع المسـتقبل الوجاه الفااري للمارأة الفربياة( نوال السـعداويح 12) .131ـ 130(ح ص ص 1444بالفجالة وانسكندريةح

(.1)الهامش رقم ( راجع 14)

المقالة الرابفة التثميع األنسني لجوهر األدياع

"لم أع لحظة أتيُت فيها الحياة..! أال أى قدرة فتحت عيني على هذه األرجاء المجهولة،

كما تتفتح زهرُة الغاب فى قلب الليل!.. عند موتى أيضا، سيلقانى نفس المجهول

كصاحب قديم، وسأحب الموت ألني أحب الحياة!" طاغور

ـــم يقـــرأ كتابـــاتى الســـابقة فـــى مجـــال الفكـــر األنســـنيح أهـــول بـــ ن بدايـــةح ولمـــن ليحقــت اإلنســان أكبــر هــدر ممكــن مــن التطــابت بــين أهوالــه وأفعالــهح "األنســنية" هــى أن

أعلـى يريطة انطواء تلك األهوال واألفعال على تثمين لقول األنسـنية بـ ن اإلنسـان هـوهيمــة فــي الوجــودح وهــدفها الماثــل فــي التمحــيص النقــدي لأليــياء بمــا هــي نتــاج للعمــل البيــــري وللطاهــــات البيــــريةح تحســــبا لســــوء القــــراءة وســــوء الت ويــــل البيــــريين للماضــــي الجمعــي كمــا للحاضــر الجمعــي. وكــذا يــريطة وهــو تلــك األهــوال واألفعــال فــي إطــار

:(1)وج،ها فيما يليالخصامص العامة لالنسنيةح والتى ن

.معيار التقويم هو اإلنسان [1] .اإليادة بالعقل ورد التطور إلى ثورته الداممة [2]

Page 91: مقالات فى الفكر الأنسنى

91

.الطبيعة والتعاطي المتحضر معها نتثمي [3] .القول ب ن التقدم إنما يتم باإلنسان نفسه [4] .ت كيد الن،عة الحسية الجمالية [5]

ـ ي عد أنسنيا )ذاتا أنسنية( طالما أدرك لمعيار األنسنيلـ طبقا اإلنسانو األنسنية وسعى لتبصير ال ير بهاح ولم يست ثر بها لنفسه أو لفريت بعينهح وكذا ي عد

كنههاح أو أعرب عنهاح لكنه في تلك اإلنسان ذاتا حتى لو جهل األنسنيةح ولم ي دركمجتمعات المتخلفةح ومنها مجتمعاتنا الحالة يكون ذاتا م تربة ثقافيا. فاليامع في ال

ثقافة حرة ومتطورةح إراحة العربيةح هو تنا،ل اإلنسان عن حقه الطبيعي في امتالك رضاء لمجتمعه! وباستخدام المعيار نفسهح ي عد مخرا كل من يدرك األنسنية لذاته وا

ون أخذ ويست ثر بها لنفسه أو لفريت بعينهح ويعمل جاهدا في الوهت نفسه للحيلولة دالذات الم تربة ثقافيا بها كنهج حياةح وتعميتها عنها بيتى الوسامل والسبلح بهدف

ـ في رأيي تطور التاريأ اإلنساني فحرمان تلك الذات من جني ثمار األخذ باألنسنية. ـ ن يعدو كونه نتاجا لصرا ثقافي معقدح أطرافه الذات األنسنية والذات الم تربة

للثقافة ب نها طريقة يا ثقافياح استنادا لتعريف إليوت األنثروبولوجواآلخر. أهول صراعح وهو ما يعني كون الصرا أعم وأيمل منه عند الماركسيينح ياملة للحياة

فاحتياجات اإلنسان ليست مادية فحسبح فهي تتجاو، انحتياجات الماديةح على ها...خطرها وأهميتها. وأهول صراعا معقداح لتعدد جبهاته وتداخل

فهناك الصرا بين الذات األنسنية الساعية لتبصير الذات الم تربة باألنسنية وتعرية دور اآلخر في تكريس اغترابهاح وبين اآلخر المدرك لألنسنية والحريص على الحيلولة دون نجا الذات األنسنية في إهنا الذات الم تربة بالتخلي عن اغترابهاح

لة دون أخذ الذات الم تربة نفسها باألنسنية كنهج حياةح وكذا الحريص على الحيلو وهو صرا مللمح ن يتور اآلخر فيه عن استخدام أو إغراء الذات الم تربة باستخدام كافة الوسامل المستترة وغير المستترة لحسمه لصالحه. وهناك أيضا الصرا بين

ب واحدح هو جانب الذات األنسنية والذات الم تربةح وهو صرا عدامي من جانالذات الم تربةح ي ذيه اآلخر ويلججهح فهو ي لقي في رو الذات الم تربة أن ههر

Page 92: مقالات فى الفكر الأنسنى

92

اغترابها يعني محو هويتهاح وأن جهود الذات األنسنية لحثها على ههر اغترابها واألخذ باألنسنيةح ليست سوي ممارسات عدامية في حقهاح ترمي لمحو هويتها الثقافية

عقلية..!!وهدر ثروتها ال

كانت تلك مقدمة نبد منهاح أوج،ت فيها ـ هدر المستطا ـ أهم ما خلصت إليه فى كتاباتى السابقة عن الفكر األنسنيح خاصة وأنها لم تحل بعد بمعرفة واسعةح تجنبني ـ وتجنب هارمي الكريم ـ عبء إعادة التعريف باألنسنية فى كل مقال جديد

ر األنسني. ولندلف اآلن إلى موضو هذا المقال اليامكح أناهش فيه أحد أبعاد الفكوالذي أعمد فيه إلى إنارة المناطت المللمة فى الثقافة الدينية بمصابي األنسنيةح

أهدافناح وهو تمكين الذات أحد أهم على أمل أن ي تي يومح نبلغ فيه ك نسنيينبصفة خاصة فى عالمنا الم تربةح الم لوبة على أمرهاح فى يتى أنحاء المعمورةح و

العربيح أن ن تقع ضحية لآلخرح محليا كان أم عالمياح فهو المستفيد لألسف اليديد من ال موب الذي يتعمد هو نفسه أن ي ضفيه على جوهر األديانح فيصور فى عيون الم تربين ل ،ا كهنوتيا ن سبيل لفهمهح سوي عبر من يصيرهم بحرفيتهح وهدرته

عاطى مع الم تربينح رمو،ا دينيةح تعمد بكل يراسة ودهاء إلى ههر المدهية على التالذات وتكريس اغترابها الثقافيح دون رحمة أو هوادة. فاآلخر يعلم جيدا أنه بدون ذلكح تتض الحقيقة ويبدو جليا حرص األديان ـ على تعددها ـ على عدم هدر عقول

ومن ثم يتهدد وجود انغتراب معتنقيهاح في لي مرجل ال ضب في صدور الم تربينح الثقافى واألخروية!

ويحدوني فيما أنا م قدم عليهح من تثمين أنسنى لجوهر األديانح هول الفيلسوف وهل حماس ي وأبدا سوف يلل دامماالبحت عن الحقيقة هيجل ب ن فريدريك األلمانى

أنني هد ينبب ورو ييعر. غير أني أعلم جيدااإلنسان ونياطه ما بقى فيه عرت وبأى مفرفة الحقيقة؟ هل بامكاع اينساعألتقيح في الحالح بانعتراب اآلتي:

وغالبا ما يستند أصحاب هذ التسالنت إلى أن هناك فيما يبدو ـ بحسب مفنى؟تعبير هيجل نفسه ـ ضربا من التنافر وعدم التجانس بين اننسان بوصفه موجود

Page 93: مقالات فى الفكر الأنسنى

93

ح ومن ثم فهناك يكوكا ي عتد بها حول ما إذا متناهى وبين الحقيقة التي هي مطلقة ! (3)كان يمكن أن يكون هناك جسر بين المتناهي والالمتناهي

ورغم وجاهة التسالنت المطروحةح وتعويلها الواض على طبيعة الصي ة وهل حماس اإلنسان ونياطه ما بقى فيه عرت البحت عن الحقيقة ي البيريةح يلل

عنى الحقيقة المنيود معرفتها متوهفا ـ إلى حد ي عتد به ـ ينبب ورو ييعر! ويلل معلى الطريت الذي يسلكه اننسان فى نيدانه إياها! غير أنه ليس لالنسان أن يطم إلى ما ن هدرة له عليهح وهو المعرفة اليقينية للحقيقةح أيا كان السبيل الذي يسلكهح

الواحد لنيدان الحقيقة هد يرون فاألمر يامك ومعقد لل ايةح حتى أن رفات السبيل معناها على أوجه مختلفة! خذ مثال الفلسفةح التى تلل أحد أبر، وأهم السبل المتاحة أمام اننسان لنيدان الحقيقةح رغم هول هيجل عن السعى الفلسفى لمعرفة الحقيقة ب نه يتعارب فيما يبدو مع فضامل التواضع البيري ويعور اإلنسان بض لتهح كما

عقبة إضافية تعترضهح وهى خوف العقل وجبنه! فالعقل المهدور يجد ـ والكالم أنلهيجل ـ من الطبيعي أن يقول إنه سوف يكون سعيدا أن يدرس الفلسفةح من بين ما

! (2)يدرس من علومح لكن بيرط أن تتركه على نحو ما كان عليه هبل دراسته لهاانحرف إلى الطريت الخط ح لو أنه تجاو، وذلك لقناعته ب ن التفكير نبد أن يكون هد

نطات السبل الم لوفة فى المجتمع..!

أهول إن الفالسفةح ورغم كونهم رفات طريت واحد فى نيدان الحقيقةح يرون معنى الحقيقة على أوجة مختلفةح وهو ما نري فيه تجسيدا واضحا لقول الفيلسوف

لى هارمى الكريم (4)،وايا النلر سكتوس أمبيريكوسح ب ن الحقامت تتعدد تبعا لتعدد . وا أسوت وجهات نلر بعب الفالسفة في معنى الحقيقة:

ـ رأي جان أ ولم و: نهاية الحقيقة المطلقة فى العلم:1 إن مفهوم الحقيقة المطلقة يتعين بالضرورة أن يرتك، على مطلت سابت على

م ثل أفالطون والحقامت كل تجربة بل على كل فكر إنسانى. وهذا هو الحال بالنسبة لانلهية عند ديكارت. أما المنهج العلمى الذي ن يعرف إن العالهة )السببية( ويود

Page 94: مقالات فى الفكر الأنسنى

94

تجاهل المطلتح فيتعين عليه أن يتخطى نقطة انرتكا، هذ ح وبذلك ي حرر الحقيقة .(5)من طابعها الدوجماطيقي

ـ رأي مارتن هايدجر: ماهية الحقيقة هى الحرية:3 يفت ماهية الحقيقة كحرية. هذ األخيرة هى عملية ترك الموجود لقد انك

المنفت يوجدح التى تكيف الموجود. كل سلوك منفت يحدت تاركا الموجود يوجد ومتخذا موهفا من هذا الموجود الخاص أو ذاك. إن الحرية هد أسندتح مسبقاح كل

ياف هذا الموجود فى سلوك إلى الكامن فى كليته. وذلك من حيت إنها استسالم ننك .(6)كليته وكما هو

رأي فردريك هيجل: ا هو الحت وهو الحقيقة:ـ 2 ا هو الحت الخالد وهو الماهية ذات القوة المطلقة. إنه يكيف عن نفسه فى

العالمح وانه فى هذا العالم ن ينكيف ييء سوا ح أعنى سوي العقل ومجد وعلمتهح ح وما العقل Universal Mindاريأح هو عقل كونى فهو جوهر الكون ومحرك الت

.(7)البيري إن هبسا إلهيا يسكن جسد اننسان

يصير وهد عرضنا وجهات نلر بعب الفالسفة فى معنى الحقيقةح اآلنحو وكثر علمه ـ إ،اء هدر منطقيا القول ب ن أهصى ما يطم إليه اننسان ـ مهما عال

ى إليه به هلبه وعقلهح ن معرفتها على سبيل اليقين. الوثوت بما ي فض والحقيقةح هوكيف نس! والبامن أنه هد حيل بينه وبينها بحجاب كثيف وصلد ليس يم،هه سوي يل إليها أنها أدري من غيرها الموت! أهول هذا أللجم نفسي إن هى جمحتح فخ

ها للحقيقة هو ـ أن طريت نيدان اليقينبالحقيقةح أو إن هى اعتقدت ـ كما يفعل مالك الطريت األمثلح وسعت لفرب رأيها بالقوة على غيرها! فالمنوط باننسان أن تطم

ن كان عليه أن يستنفذ حدود الممكن ! وهو هول ـ على األهل نفسه إلى المستحيلح وا ـ ليس أمارة ي س أو استسالمح وانما هو مقدمة ن مندوهة عنها لحديت بالنسبة لى

لى نفسيح وهو القول بروعة وجمال الرفقة اإلنسانية الصحيحةح مخر أرا م حببا إوأهصد بها الرفقة التى تسم لكل صاحب فكر باتخاذ موهفه ومنبر في هيكل الوجود

Page 95: مقالات فى الفكر الأنسنى

95

على وجه الجميلح يريطة أن يدعى أنصار هذا الفكر أو ذاك امتالكهم للحقيقةـ ذكرنا وكما سنذكر دامما ا ح ف هصى ما يطم إليه اإلنسان إ،اء الحقيقة ـ كماليقين

إذ أن للقلب مبرراته التى الوثوت بما يفضي إليه به عقله وهلبه في ن يدانهاح وه نيعلم عنها العقل ييما..!!

أبــت بــرأي ىغيــر أنــى بقــولى هــذاح هــارمي الكــريمح ن أهــون األمــرح ون أ،عــم أنــ ليســـت مـــن ح فالمســـ لةهـــاطع فـــى مســـ لة مـــا إذا كـــان بامكـــان اننســـان معرفـــة الحقيقـــة

يـــامكة ومعقـــدة إلـــى حـــد ي عتـــد بـــه وت خيـــى أراهـــاالســـهولة بمكـــان. بـــل علـــى العكـــسح ن مــا كانــت بــى أو ب يــري مـن أصــحاب األهــالمح عبــر العصــور المختلفــةح تداعياتـهح وا

ح التماســـا لمعالجــة موضـــوعية كـــل هــذ األورات وكتابـــة كــل هـــذ الكتــبحاجــة لتحبيــر المقــالح علــى هــذا يســاهم هضــايا الوجــود اننســانى! وأملــى أن لواحــدة مــن أهــم وأخطــر

خطورة هذ القضية وتعقدها.تواضعهح فى ابرا،

:الحقيقة لنشدانالدين هو الطريق األكثر أُلفة

ييوعاالطريت األكثر هد يكون مالمما فى بداية حديثي عن الدين بوصفه قاريء الكريم دليال يعضد هناعتي أن أسوت للالحقيقةح لنيدانأمام اإلنسان وأ لفة

هذ ح وهو حديت العالم األمريكي صمويل هنتنجتون فى كتابه اليهير "صدام : "..أهم عامل بين العوامل الموضوعية (2)الحضارات" عن الدينح ووصفه له ب نه

التى ت عرف الحضارات كما كان األثينيون يلكدون". عالوة على حديت هنتنجتون في : (4)عن الحضارات الرميسية فى التاريأ اإلنسانىح ووصفه إياها ب نهاالكتاب نفسه

"..كانت دامما متوحدة ومتطابقة مع ديانات العالم الكبري وبدرجة كبيرة..".

وهناعتي المذكورة ن تتعارب بطبيعة الحال مع ما يقول به فريت من نيدان الحقيقةح لعل المفكرينح إذ أنهم يرون أن هناك س بال أخري أمام اننسان ل

أبر،ها وأهمها ـ كما أوضحنا سلفا ـ الفلسفة! أهول هذا وأنا أعلم أن حديثي هد ي ساء فهمهح وهد ي لول على نحو لالم وجامرح رغم أنى ما هصدت من ورامه ـ وا يعلم ـ

Page 96: مقالات فى الفكر الأنسنى

96

سوي مقاربة الواهع الم عاش. فلم يعد مقبون أو نمقا التعامي عن حقامت نراها جميعا ولنا أوض من يمس اللهيرة فى كبد السماء..! ح

ودعونى أتساءل: أليس الوجود اننسانى لوحة جميلةح ت،داد جمان كلما تباينت ألوانها واختلفتس! أليست سنة كونية أن تختلف وتتباين مسالك من ينيدون الحقيقة من كل حدب وصوبس! ألم يكن ا هادرا ـ إن هو أراد ـ أن يخلت عقولنانسخا طبت األصل من بعضها البعبس! ودعونى أيضا أ جيب: بلى وا ح فسبحان ا ح جلت هدرته. إذنح أين الخط فى الحديت عن تعدد السبل المتاحة لنيدان

الحقيقةس! أليس لالنسانح وهد ك رم بالعقلح الحت فى أن يفكر وأن يختارس!

اعتي بكون الدين هو على أية حالح ألنني اآلنح وهد فرغت من تعضيد هننما األكثر ييوعا واألكثر أ لفة أمام اإلنسان في نيدانه السبيلح ليس الوحيدح وا للحقيقةح م طالب بتعريف الدينح خاصة وأنه محور الحديت فى هذ الج،مية. وها أنا ذا أفعل ما أنا م طالب بهح مستندا فى ذلك إلى "المعجم الفلسفى"ح فهو ي عرف الدين

بر عن المطلت فى إطالههح وعن المحدود فى محدوديتهح وعن العالهة بينهماح ب نه يع :(10)ولهذا يتصف أي دين ـ طبقا لتعريف "المعجم الفلسفى" ـ بما ي تى

أون: ممارسة يعامر وطقوس معينة. ثانيا: انعتقاد فى هيمة مطلقة ن تعدلها أية هيمة أخري.

اح هد تكون متكثرة أو أحادية. ثالثا: ارتباط الفرد بقوة روحية علي

وهد تياركنى أيها القاريء الكريم إعتقادي ب نه ن تعارب بين تعريف "المعجم الفلسفى" للدينح وبين التصور الذي ن،م الدين منذ البداية ون ي،ال يال،مه حتى اليومح وهو أن اإلله هو الحقيقةح حقيقة كل ييء. وهو البدايةح بداية كل األيياء

ليه يرتد الكل ثانية. وهو و هو الخاتمةح خاتمة كل األيياء. فمنه تنطلت كل األيياء وا القادر على حل كل أل ا، العالمح ولديه تجد التناهضات الخاصة ب عمت مدي للتفكير معناهاح وهد تكيفت بعد التحجب! وهو الذي ليس ألي ييء فى جانبه وجود هامم

ه يخرس ألم القلب والعقل!بذاته مطلت. وهو أيضا من فى رحاب

Page 97: مقالات فى الفكر الأنسنى

97

اإلله.معرفة ـ هو تعددهاـ على األديان يدعونى للقول ب ن جوهر األمر الذي لنيدانأمام اإلنسان وأ لفة ييوعاالطريت األكثر ي عد الدين وكنت هد هلت سلفا إن

إذن فانله هو الحقيقة التى ينيدها اننسان عبر األديانح ومن ثم فمعرفة الحقيقةح نله هى جوهر األديانح وما اختالف اليعامر والطقوس من دين آلخر سوي ا

خصوصيةح ن تنال ـ ون ينب ى أن تنال ـ من القول بوحدة جوهر األديانح فكل أصحاب األديان ينيدون معرفة القيمة المطلقة والقوة الروحية التى تحدت عنها

أي دين. "المعجم الفلسفي"ح ك حد العناصر الال،م توافرها فى

هارمي الكريمح خلصت سلفا إلى أنه ن يستقيم أن يكون هناك حرجا فى الحديت عن تعدد السبل المتاحة لنيدان الحقيقةح نسيما وأن اننسان ك رم بالعقلح وهو ما يقتضينىح خاصة وأنا بصدد الحديت عن الدينح أن أعرب لمس لة مهمة

أهصد ما خلصت إليه سلفا وحديثي عن الدين أراها مرتبطة أيد انرتباط باألمرين ـ ـح وهى طبيعة العالهة بين الدين والفلسفةح كطريقين أمام اننسان لنيدان الحقيقة. فالحاصل أنهما ي نلر إليهما من جانب أنصارهما على أنهما يصالن فى اختالفهما

دةح يذخر إلى درجة التعاربح بل والصدام فى أحايين كثيرةح واليواهد على ذلك عديبها التاريأ اننسانى فى عصور المختلفة! وهد بات م لوفا أن نجد بين معتنقى األديان من ن يكتفى ب ن ينلر إلى الفلسفة بتجهم وريبةح بل يذهب إلى تحريمها واعتبارها خطيمة ي ثم من يقترفها! وكذا بات م لوفا أن نجد بين الفالسفة وأنصار

ديدا إ،اء األديان ومعتنقيها..! الفلسفة من ي بدي نفورا ي

والسلال الذي يطر نفسه: هل هذا هو ما ينب ى أن تكون عليه العالهة بين طريقين ي نيد عبرهما مان سبيل لبلوغهس! بالطبع نح فالثابت أنه ن تعارب بين الطريقينح الدين والفلسفةح وذلك لسببين: أون: انه أحيانا كثيرة ما يحدت أن يصل

لكوا الطريقين إلى نفس النتيجةح وهى أن الحقيقة هى ا . خذ مثال الفيلسوف ساا هو الحقيقةح وهو الماهية ذات القوة المطلقة. وكذا هوله اليهير هيجلح وهوله إن

. أن إن ا يكيف عن نفسه فى العالمح وانه فى هذا العالم ن ينكيف ييء سوا

Page 98: مقالات فى الفكر الأنسنى

98

ـ على ك مع ما اتفقنا سلفا على كونه جوهر األديان يلتقى الفيلسوف هيجل ب هواله تلس! ثم أن يقوم هذا انلتقاء دليال على امكانية التاله البناء اإللهمعرفة هو و ـ تعددها

البامن أنه هد حيل بينبين الطريقين وأنصارهماس! ثانيا: اننا هد اتفقنا سلفا على ان وأن ليس يم،هه سوي الموت! بحجاب كثيف وصلد معرفة الحقيقة وبين اننسان

الوثوت بما يفضي إليه به عقله والحقيقة همعرفة أهصى ما يطم إليه اإلنسان إ،اء ح ومن ثم فال مجال للصدام بين الدين والفلسفة بدعوي معرفة وهلبه في ن يدانها

أنصار أحدهما للحقيقة على وجه اليقين!!

داء بين أنصار الدين وأنصار فكيف لنا إذن والحال هذ أن نفسر ت جج العالفلسفةح على هذا النحو الذي نرا في المجتمعات الم تربةس! أغلب اللن أنه يوجد هناك من يلجج نيران العداء بين أنصار الطريقين. وأراني هانعا أن اآلخرح محليا كان أم عالمياح هو من يفعل ذلكح وهذا ما س تناوله بالرصد والتحليل فى األج،اء

تبقية من هذا المقالح حتى يكون هذا المقال هد أسهم ولو بيكل متواضع فى المتعرية اآلخرح فهو المستفيد ـ كما سنري ـ من هذا العداء الذي يتعارص بيدة مع

الرفقة اننسانية الصحيحة..

هل الثقافة الدينية مع انتاج اآلخر؟

لثقافة الدينيةح فالدين هو ما تحدثنا عنه فى الج،مية البون ياسع بين الدين وا السابقةح وعرفنا جوهر ب نه معرفة اإللهح أما الثقافة الدينية ف عنى بها فهم اننسان لدينه وتعاطيه مع الحياة على أساس هذا الفهم. وأرانى هانعا أن انغتراب الثقافى

الم تربينح لما ي لقيه اآلخر فى يتجلى أكثر ما يتجلى فى اننقياد األعمى من جانبروعهم على أنه ثقافة دينيةح موهما إياهم أن أية محاولة لتناولها بالنقد والتطوير ثم عليم! فهذ الثقافة الدينية التى ينتجها اآلخر ويلقيها فى رو الذات خطيمة وا

لي مرجل ي هاالم تربة غالبا ما توفر غطاءا دينيا لممارساته غير الميروعةح فبدونال ضب في صدور الم تربينح ويصب وجود اآلخر وأعوانه مهددا. وأهصد ب عوان

Page 99: مقالات فى الفكر الأنسنى

99

التبرير الديني الذين يخدمون بدورهم مصال أسيادهمح حتى لو جاء ياآلخر محترف ذلك على حساب منم الم تربين وأوجاعهم.

من هذا للسلال الذي اختتمت به الج،مية السابقة منطقياولعل فى ذلك تفسيرا كيف لنا أن نفسر ت جج العداء بين أنصار الدين وأنصار الفلسفةح في المقالح وهو:

معرفة الحقيقة وبين اننسان هد حيل بينالمجتمعات الم تربةح رغم أن البامن أنه أهصى ما يطم إليه ح وأن بحجاب صلد ليس يم،هه سوي الموت على وجه اليقين

س! الوثوت بما يفضي إليه به عقله وهلبه في ن يدانها والحقيقة همعرفة اإلنسان إ،اء اآلخر هو إذن من يحرص على هذا الت جيج المستمر لنيران العداءح بين أنصار الدين وأنصار الفلسفةح فبدون هذا العداء يتهدد رسو الثقافة الدينية التى يلقنها أتبا

ثم تتهدد مصال اآلخر اآلخر من محترفى التبرير الدينى للذات الم تربةح ومن وتنكيف ممارساته غير الميروعةح واألخطر من ذلك هو أن توهف الذات عن معاداة الفلسفة ينال بالضرورة من هدرة اآلخر على تكريس اغترابها الثقافيح إذ كيف سيتسنى له المضى هدما فى الترويج لثقافة دينيهح ينتجها لتخدم مصالحه وممارساته

لذاتح في لل استبدال الذات العقل الفلسفي بعقلها على حساب مصلحة ا الفقهيح واستعادتها لحقها في امتالك ثقافة حرة ومتطورة.الالهوتى/

على تلقين محموما اآلخر إذن في كل بقعة م تربة هو من ي بدي حرصا الذات ثقافة دينيةح ليس للذات نقدها أو تطويرها. وعادة ما يتم التلقين بطبيعة الحالعبر تجار اآلنم المتيحين بعباءة الدين. فال يكاد يوجد مخرح إن وهد أحكم هبضته على حل طيب ممن يعتبرهم مواطنو رمو،ا دينية. ونلرا لما يحيط به اآلخر هلنء

التبرير الديني ـ من أسباب اإلجالل والتكريمح ب،عم صالحهم يالتجار ـ أهصد محترفم يكن مستحيالح النيل من مصداهيتهم في عيون وتقواهمح يبيت عسيراح إن ل

من جانب األنسنيين مواطنيهمح لدرجة تجعل أية محاولة للتيكيك في تلك المصداهية جريمة مخ،يةح يدفعون ثمنها غاليا. ف البا ما ي ري اآلخر الم تربين ـ وهو األمر

مح وساعتها يجنى هو به لفيذيقونهم الهوان أصنافاح أو يتكف المدهش ـ بهلنء النبالء اآلخر الثناء الج،يل من مواطنيه الم تربين!

Page 100: مقالات فى الفكر الأنسنى

100

ح فيعمد إلحكام سيطرته على الملسسات بتجار اآلنموغالبا ن يكتفي اآلخر الدينيةح في محاولة إلخضاعها أو على األهل تحييدها. وهد تكون ملسسة األ،هر

إلى إحكام هبضته عليهاح اليريف نموذجا للملسسة الدينيةح التي لطالما سعى اآلخررغم مكانتها الرفيعة في عيون اليعوب اإلسالمية. ون يعنيني في هذا الصدد ما إذا

المقالح هذا عن نطات اهتمام يخرجأمر فهذاكانت مساعي اآلخر هد نجحت أم نح إنما يعنيني رصد هبس من تلك المساعيح والتى هد يكون أبر،ها سن القانون اليهير

ح وهو هانون ت فضي مواد ح التى ن ورد بعضها على سبيل 1461لسنة 102رهم المثالح لقارمه بمحاونت اآلخر المصري في ستينيات القرن المنصرم إحكام هبضته

:(11)على األ،هر اليريف

ـ األ،هر هو الهيمة العلمية اإلسالمية الكبري التي تقوم على حفل 3مادة مي ودراسته وتجليته ونير ح وتحمل أمانة الرسالة اإلسالمية إلى كل الترات اإلسال

اليعوبح وتعمل على إلهار حقيقة اإلسالم وأثر في تقدم البير ورهي الحضارة وكفالة األمن والطم نينة وراحة النفس لكل الناس في الدنيا وفى اآلخرة. كما تهتم

لألمة العربية..ومقر القاهرةح ويتبع ببعت الحضارة العربية والترات العلمي والفكري رياسة الجمهورية.

ـ يعين بقرار من رميس الجمهورية و،ير ليمون األ،هر. 2مادة

ـ يختار ييأ األ،هر من بين هيمة مجمع البحوت اإلسالمية )إحدي 5مادة هيمات األ،هر( أو ممن تتوافر فيهم الصفات الميروطة في أعضاء هذ الهيمةح

قرار من رميس الجمهوريةح فمن لم يكن هبل هذا التعيين عضوا في تلك الهيمة ويعين ب صار بمقتضى هذا التعيين عضوا فيها.

ـ يكون لأل،هر وكيل يختار من بين هيمة مجمع البحوت اإلسالمية أو 7مادة ممن تتوافر فيهم الصفات الميروطة ألعضاء هذ الهيمة. ويعين بقرار من رميس

ح فمن لم يكن هبل هذا التعيين عضوا في هيمة المجمع صار بمقتضى هذا الجمهورية

Page 101: مقالات فى الفكر الأنسنى

101

التعيين عضوا فيها. ويعاون الوكيل ييأ األ،هر ويقوم مقامه حين غيابه.

ـ يكون للمجلس األعلى لأل،هر )إحدي هيمات األ،هر( أمين عامح 13مادة يصدر بتعيينه هرار من رميس الجمهورية.

ار من رميس الجمهورية أعضاء مجمع البحوت اإلسالمية ـ يعين بقر 12مادة في أول تيكيل لهح بناء على عرب الو،ير المختص باهترا من ييأ األ،هر. ويكون ييأ األ،هر رميسا لهذا المجمع. ويجو، لرميس الجمهورية خالل سنة من

اهترا تاريأ العمل بهذا القانون أن يصدر هرارات بتعيين أعضاء بالمجمع بناء على من هذا 16ييأ األ،هر وذلك حتى يتم تعيين جميع أعضامه وفقا لنص المادة

القانون.

ـ يكون للمجمع أمانة عامة داممةح يرأسها أمين عام ويي ل هذا 32مادة المنصب مدير الثقافة والبعوت اإلسالمية بيرط أن تتحقت فيه يروط العضوية

لقانون ويصدر بتعيينه هرار من رميس من هذا ا 17المنصوص عليها في المادة الجمهوريةح بناء على عرب الو،ير المختص وموافقة ييأ األ،هر ويكون األمين العام للمجمع ـ بمقتضى هرار التعيين ـ عضوا في المجمع ما دام ياغال لهذ

الوليفة.

ـ يجو، من لقب عضو فخري ألعضاء المجمع السابقينح أو لمن 37مادة جسالم خدمات علمية ذات أثرح ويصدر بمن هذا اللقب هرار من رميس يلدي ل

الجمهورية بناء على عرب من الو،ير المختص باهترا من ملتمر المجمع.

ـ يكون تعيين رميس الجامعة ) جامعة األ،هر وهى إحدي هيمات 41مادة اهترا ييأ األ،هر ( بقرار من رميس الجمهوريةح بناء على تريي الو،ير المختص و

األ،هرح وييترط فيه أن يكون هد ي ل أحد كراسي األستاذية بجامعة األ،هر أو بمحدي الجامعات في الجمهورية العربية المتحدة. وتسري عليه جميع األحكام التي

تطبت على رميس الجامعة في الجمهورية العربية المتحدة.

Page 102: مقالات فى الفكر الأنسنى

102

مدة أربع سنوات هابلة ـ ...ويكون تعيينه )رميس جامعة األ،هر( ل 44مادة للتجديدح ويعتبر خالل مدة تعيينه ياغال وليفة أستاذ على سبيل التذكارح فمذا لم تجدد مدته أو ترك منصبه هبل نهاية المدة عاد إلى ي ل وليفة أستاذ التي كان يي لها من هبل إذا كانت ياغرةح فمذا لم تكن ياغرة ي لها بصفة يخصية إلى أن

تخلو.

ـ يكون للجامعة أمين عام يعين بقرار من رميس الجمهوريةح بناء 45مادة

على عرب الو،ير المختص بعد استطال رأي رميس الجامعة.

ـ يعين الو،ير المختص عميد الكلية )في جامعة األ،هر( من بين 51مادة أساتذة الكليةح بناء على تريي رميس الجامعة وموافقة ييأ األ،هرح ويكون العميد

سمون عن تنفيذ القوانين واللوام الجامعيةح وكذلك عن تنفيذ هرارات مجلس الكلية مومجلس الجامعة في حدود هذ القوانين واللوام ح ويقدم إلى رميس الجامعة في كل

سنة جامعية تقريرا عن يمون التعليم والبحوت العلمية وسامر نواحي النياط بالكلية.

......الأ

تاج اآلخر للثقافة الدينية تداعيات إن

فى الج،مية السابقة هد ضربت مثال على انتاج اآلخر للثقافة الدينية ها أنابمساعى اآلخر المصري الرامية إلى إحكام هبضتهح ليس فقط على حل طيب ممن نما أيضا على ملسسة األ،هر اليريفح رغم مكانتها يعتبرهم مواطنو رمو،ا دينيةح وا

عيون اليعوب اإلسالميةح وذلك في ستينيات القرن الماضى. وها أنا الرفيعة في أ لكد أنه لم يكن لمثل هذ المساعى المحمومة الرامية ننتاج ثقافة دينية بعينهاح ت لقى

على أنها يقينات مسلمةح ومعلبةح وم لقة على النقاشح فى رو الذات الم تربةح لكد أنه لم يكن لمثل هذ المساعي وميفرة على نحو غير نقدي ـ أهول انني أ

تخلو من تداعيات سلبية تترتب عليها. فكون الثقافة الدينية التي ينتجها المحمومة أن

Page 103: مقالات فى الفكر الأنسنى

103

اآلخر ترمى لحماية مصالحه هو وأعوانهح وكونها ت نتج ب يدي محترفي التبرير صة الدينيح الذين عادة ما يخضعون لآلخر ويدينون له بالونءح كل هذ األمورح وخا

عندما تقترن بتحريم النقد والتطويرح نبد وأن يكون لها العديد من التداعيات السلبيةح وفيما يلى نعمد لرصد أخطر هذ التداعيات وأهمها:

ـ تكريس انغتراب الثقافي:1 التصدي لها حقها في الذات حرمانهيقترن انتاج اآلخر للثقافة الدينيةح و

د والتطويرح بتكريس اغتراب الذات ثقافياح أي تكريس تنا،لها عن حقها فى بالنقن تجد الذات أمامها سوي اني ال فى اغترابهاح حامتالك ثقافة حرة ومتطورة. وعليه

تساعدها على ذلك مليات تكريس انغتراب الثقافىح سواء كانت بوليسية أو تعليمية تربة وهد صب ها انغتراب الثقافي بصب ة أو اعالمية أودينية. فنجد الذات الم

خاصةح حتى أنها تكفى نالرها عبء التفكر في هويتهاح فهى هلما تنبهت إلى أفضلية ستر عورة اغترابهاح فنراها ت فاخر باغترابها أينما حلتح معتقدة أنه تاج ي،ين جبينها والحت أنه تاج يوك يدمي صاحبه. وهد يتساءل القارر الكريم عن

ة تميي، الم ترب عن غير ح والجواب أن انغتراب كداء يحل بصاحبهح غالبا كيفيما تصاحبه أعراب بعينهاح ن ت خطمها العينح رصدت بعضها فى كتابي

"انغتراب الثقافى للذات العربية".

ألهم هذ األعراب اوتتمة للفامدة أ ورد فيما يلىح عرضا موج،ا ومكثف ح فالواض أن بانمكان رصد مثل (13)الكتاب المذكورانغترابية كما وردت فى

هذ األعراب في كل المجتمعات الم تربةح عربية كانت أم غير عربية. ألن هذ ن بدا األمر المجتمعات الم تربة ثقافيا غالبا ما تتيابه فيها أعراب انغترابح وا

القراءة المت نية ل ير المدهت خالف ذلكح وألن أن هذا الرأي هو ما يمكن أن ت ثبته ألوضا هذ المجتمعات:

. غير المحلي إدمان لعبة إلقاء التبعة بالكامل على اآلخر [1]

Page 104: مقالات فى الفكر الأنسنى

104

اغتيال المبدعين و معاداة اإلبدا . [2] غياب العقالنية و الي ف باليكلية البسيطة. [3] العج، عن التعاطي مع اآلخر العالمي. [4] الرلية النقدية أو الجبن العقلي. افتقاد [5] اعتياد التناهب والرلية التج،يمية لألمور. [6]

ـ هدر الثروة العقلية:3

مــادام انتــاج اآلخــر للثقافــة الدينيــة يقتــرن ـ كمــا أوضــحت ـ بتكــريس اغتــراب الــــذات ثقافيــــاح فالبــــد أنــــه يقتــــرن أيضــــا بهــــدر ثروتهــــا العقليــــة. ألنــــه عــــادة مــــا يكــــون

ب الثقــافي مصــحوبا بهــدر الثــروة العقليــة للم تــربح وتلــك مقولــة اهتــديت إليهــا انغتــرا فى مقال سابت لى بعنـوان "هـدر العقـل العربـي"ح انتهيـت فيـه إلـى القـول بوجـود عالهـة

ح وانتهيــت بــين انغتــراب الثقــافي للــذات العربيــة وهــدر الثــروة العقليــة لتلــك الــذاتوثيقــة ذ العالهــــة إنمــــا تكمــــن فــــى تعريــــف مصــــطلحي إلــــى القــــول بــــ ن جــــذور هــــ يــــه أيضــــاف

انغتـــراب الثقـــافي والهـــدر العقلـــي. فتعريـــف مصـــطل "انغتـــراب الثقـــافي" ب نـــه تنـــا،ل رضـــاء اإلنســـان عـــن حقـــه الطبيعـــي فـــي امـــتالك ثقافـــة حـــرة ومتطـــورةح إراحـــة لذاتـــه وا

ســواء امتلــك عقــاللمجتمعــه! وتعريــف مصــطل "الهــدر العقلــي" ب نــه إعتقــاد اإلنســانح فلســـفيا أو عقـــال نهوتيا/فقهيـــاح أنـــه هـــد اســـتطا بنـــاء ثقافـــة أو أنـــه هـــد ب نيـــت لـــه ثقافـــة

ــــــد و التطــــــوير ــــــدهرح دون أن تخضــــــع للنق ــــــف (12)ســــــتعيش مــــــدي ال ــــــول إن تعري . أهالمصطلحين على النحـو المـذكور ييـي بـ ن الهـدر العقلـي ي عـد أحـد العناصـر المكونـة

ن يوجد بدون اغتراب! لالغتراب الثقافيح غير أن الهدر يمكن أ

ـ رفب األديان ومعاداتها:2

لعـــل مـــن اخطـــر التـــداعيات الســـلبية ننتـــاج اآلخـــر للثقافـــة الدينيـــةح هـــى نفـــور البعب من األديانح فى مجملهـاح باعتبارهـا ـ مـن وجهـة نلـرهم ـ هـد سـقطت فـى بـراثن

ـح لكونهــا اآلخــر ون ســبيل نســترجاعها! ومــن ثــم فاألفضــل رفضــها ـ أهصــد األديــان توفر حماية لمصال اآلخرح وتكرس اغتـراب الـذات ثقافيـاح إضـافة إلـى مـا تسـفر عنـه

Page 105: مقالات فى الفكر الأنسنى

105

من هدر للثروات العقلية للم تـربين. واألمثلـة المعضـدة لقـولى هـذا عديـدةح لعـل أبر،هـا علــى الصــعيد المحلــى كتابــات اليــاعر المصــري الراحــل نجيــب ســرورح فللرجــل وكلنــا

تقطــر ألمــا علــى مــا فعلــه اآلخــر باألديــانح وســعيه المحمــوم يعلــم يــرفه ونبلــه كتابــاتلالفــادة منهــا وتوليفهــاح ولــو كــان ذلــك علــى حســاب منم الــذات وأوجاعهــا. ومــن ذلــك

:(14)هول نجيب في ديوانه اليهير "ل،وم ما يل،م" كل العقامد ـ كلها ـ هامت تندد باللصوص ثم انتهت ـ عجبا ـ إلى أيدي اللصوص

يوسح بوذاح ،اراديتحأو،يرح كونفي موسىح وعيسى..كم تطول القاممة!

ستموت منف العقامدح لتجيء منف العقامدح

وتلل أرب الناس مألي باللصوص!

ذا كان نجيب سرور بحكم ح لسردهاح ونعتبارات أخري ن مجال (15)أنسنيتهوا المأل. فمن هناك من فعل ذلك صراحة وعلىلم يرفب األديان ولم يناصبها العداءح

فكارل ماركس مثال ـ وهو ملسس النلرية الييوعية مع رفيقه فردريك إنجل، ـ هاجم األديان بحدة فى كتابات كثيرةح وهو سلوك أ رجعه إلى اعتقاد ماركس في صعوبة ـ بل استحالة ـ استعادة األديان من بين براثن اآلخر وتجار اآلنم الموالين له. أهول

مفهوم اآلخر في الييوعية عنه فى األنسنية. فاآلخر فى هذا وأنا أعلم اختالف الييوعية هو من ي لثر نفسه بالثروةح أما فى األنسنية فاآلخر هو من ي لثر نفسه

عن األديانح لنلمس مدي باألنسنية وثمارها. ولنقرأ سويا حديت كارل ماركس اليهير دراكه عة ألنه وصل إليها بعد ح وهى هنالما تصور ت ثيرا سلبيا لهارفضه إياها وا

توليف الثقافة الدينيةح واتخاذ لها إنتاج و رصد دلوب لقدرة اآلخر المخيفة على : (16)ستارا يحمى به مصالحه وأنانيته فى مواجهة الذات الم تربة. يقول ماركس

"الدين هو تنهدات المقهورينح وهو القلب في عالم تعو، الرحمةح والرو في عالم انه بحت أفيون اليعوب". تعو، الرو ح

Page 106: مقالات فى الفكر الأنسنى

106

حماية الذات عبر التأكيد على جوهر األدياع

هد يعن للقاريء الكريم بعد كل ما ذكرته أن يتساءل ـ وهذا حقه ـ: لماذا التثمين األنسني لجوهر األديانس وانجابة هى أن األنسنية تثمن جوهر األديانح وهو

الج،مية السابقة بعب أهم التداعيات ذاتح وهد أوردت فى للح حماية اإللهمعرفة ح وذلك بيدةالذات تنال منالسلبية ننتاج اآلخر للثقافة الدينيةح وكلها خطيرةح

ننطوامها على تكريس مهين نغتراب الذات ثقافياح وهدر مللم لثروتها العقليةح عالوة عوبة ـ بل على كونها تدفع بالبعب إلى رفب األديان ومعاداتهاح اعتقادا منهم فى ص

استحالة ـ استرداد الدين من بين براثن اآلخر!

وبانارة المناطت المللمة فى ثقافتنا الدينيةح وأهصد بها جوهر األديانح بمصابي األنسنيةح يصب ممكنا ـ إلى حد ي عتد به ـ تمكين الذات الم تربةح الم لوبة

العربيح أن تخلع عنها على أمرهاح فى يتى أنحاء العالمح وبصفة خاصة فى عالمنا نير انغتراب الثقافي الذي ي ثقل اآلخر كاهلها بهح فنراها وهد رفضت انتاج هذا اآلخر لثقافتها الدينيةح عبر تعهدها هذ الثقافة بالنقد والتطوير الداممينح مستفيدة فى

فى ذلك بالثروة العقلية التى و هبت إياها. وكاتب هذ السطور واثت ـ كل الثقة ـ أنهلل منا كهذا سيصب ممكنا الحديت عن الرفقة اننسانية الصحيحة بين طالب الحقيقة من كل حدب وصوبح مهما اختلفت الطرت التى يسلكونها فى نيدانهم لما

اتفقنا سلفا على أنه ن سبيل لبلوغهح وهو معرفة الحقيقة على وجه اليقين..

الهوامش اااااااااا

"بنااااء : دراســـة للكاتـــب بعنـــوان الســـابقة فـــى مجـــال الفكـــر األنســـني( راجـــع كتاباتنـــا 1)ح إضـافة إلـى دراسـة ثالثـة بعنـوان "هدر الفقل الفرباي"ح وأخري بعنوان الذات األنسنية"

"ح تجدها جميعا على يبكة اننترنـت. وراجـع للكاتـب أيضـا: المرأة فى الفكر األنسني" (.3007عام ح )القاهرة: دار سطور للنيرح االنساع هو الحل

Page 107: مقالات فى الفكر الأنسنى

107

ا الحقيقااة( نقــال عــن: محمــد ســبيال وعبــد الســالم بنعبــد العــالي )إعــداد وترجمــة(ح 3)ح )الدار البيضاء: دار توبقال للنيرح سلسلة دفـاتر فلسـفيةح العـدد رهـم نصوص مختارة

.11ـ 4(ح ص ص 1442ح 4 نفس الصفحات. نفس المرجع،( 2) .24ص نفس المرجع،( 4) .74ـ72ص ص نفس المرجع،( 5) .76ـ72ص ص نفس المرجع،( 6). محمــد ســـبيال وعبــد الســـالم بنعبــد العـــالي )إعـــداد 11ــــ4ص ص نفااس المرجاااع،( 7)

ح )الـدار البيضــاء: دار توبقــال للنيــرح ا نصااوص مختااارة الفقاال والفق نيااةوترجمـة(ح .74(ح ص 3007ح 4سلسلة دفاتر فلسفيةح العدد رهم

صاادام الحضااارات ا إعااادة صاانع ليــايبح ( صــامويل هنتنجتــونح ترجمــة طلعــت ا2) .70(ح ص 1442ح )القاهرة: سطورح النظام الفالمي

ح نفس الصفحة.نفس المرجع( 4)ــــــةح 10) ــــــدةح المفجاااااام الفلساااااافي( مــــــراد وهب ــــــة الجدي ــــــاهرة: دار الثقاف (ح 1474ح )الق

.144صـــــة ( 11) ـــــه اإليضـــــاحية: اإلدارة العامـــــة لليـــــمون القانوني ـــــانون ومذكرت أنلـــــر نـــــص القبشااأع إعااادة تنظاايم األزهاار والهيئااات التااي 1691لساانة 103القااانوع رقاام لهيمـةح با

1695لسانة 250يشملها والئحته التنفيذياة الصاادرة بقارار رئايس الجمهورياة رقام ح ) القاهرة: و،ارة الصناعة والثروة المعدنيةح الهيمة العامة ليـمون وفقا آلخر التفدي ت .42ـ 1(ح ص ص 1444المطابع األميريةح

االغتااراب الثقااافي : للكاتــب راجــعلم،يــد مــن المعلومــات عــن انغتــراب الثقــافي ( 13) (. 3006 ح )القاهرة: دار العالم الثالتح عام للذات الفربية

ح منيور على يبكة اننترنت."هدر الفقل الفربي"( مقال للكاتب بعنوان 12)ـــاهرة: الاألعماااال الكاملاااة( نجيـــب ســـرورح 14) هيمـــة المصـــرية العامـــة للكتـــابح ح )الق

.332(ح ص 1446المجلد الثالتح

Page 108: مقالات فى الفكر الأنسنى

108

دوع كيخوتاااه المصاااري )دراساااة علمياااة وثائقياااة لحيااااة وفكااار ( راجـــع للكاتـــب: 15) ح تحت الطبع.الشاعر المصري الراحل نجيب سرور(

(16 )karl Marx, "Contribution to the Critique of Hegel's

Philosophy of Right : Introduction" , in Robert C. Tucker (ed),

The Marx – Engels Reader, (New York: W.W.Norton &

Company . INC., 1972), PP.11-12.

المقالة الخامسة أنسنية ب ضفا ا إدوارد سفيد

"عاشقوه خانهُ وجه "مهيارُ

أدونيس إدوارد ســعيد فــى حيــاتى ســوي مــرة واحــدةح كــان ذلــك هبــل رحيلــه بيــهور لــم أر

هليلــةح فــى محاضــرة رامعــةح ألقاهــا فــى هاعــة إيــوارت بالجامعــة األمريكيــة بالقــاهرة فــى اإلنســان". بــدا الرجــل ح وكانــت بعنــوان: "فلســطين وعموميــة حقــوت 3002مــارس عــام

ــــ عمالهـــاح رغـــم وطـــ ة المـــرب ودنـــو النهايـــة! أذكـــر أن ســـاعتها ـ كمـــا تخيلتـــه داممـــاالحاضــرين اســتقبلو بحفــاوة بال ــةح تليــت بمكانتــه الرفيعــةح حتــى أنهــم للــوا يصــفقون لــه ،منــا طــويالح وكــانوا مــن ميــارب يــتى! وأذكــر كــذلك أنــه بعــد فــراو إدوارد ســعيد مــن

ح أهبــل عليــه الكثيــرون لمصـافحتهح وكنــت أحــدهم بطبيعــة الحــالح غيــر إلقـاء محاضــرتهأنـــى لـــم أكـــد أهتـــرب مـــن المنصـــة التـــى كـــان إدوارد ســـعيد يجلـــس إليهـــاح حتـــى خـــانتنى يجاعتى وتهيبت مصافحتهح احتراما واجالن للرجلح وهو مـا سـ لل أذكـر بـ لمح وأنـدم

ياة! عليه ما بقى لى من سنواتح طالت أم هصرتح فى ذمة الح

مفكــرا فــذا فحســبح ولكنــه كــان أيضــا نموذجــا فريــداح حتــى لــم يكــن ســعيد إدوارد أن النـالر إليــه لــم تكــن عينـا لتخطــيء أنســنيا فــذاح أود ذاكـرة الحيــاة أرو مــا يملــكح وهــو بصــيرة ثاهبــةح وهــدرة عبقريــة علــى النقــد واإلبــدا ! وأرانــي فــي هــذا المقــال هاصــرا

ســهام اندوري المهيــب فــى مجـال الفكــر األنســنيح بكــل جهـديح علــى رصــد وتحليـل ان

Page 109: مقالات فى الفكر الأنسنى

109

مــا ينطــوي عليــه مــن روعــة وثــراءح عــالوة علــى ســعيي لبيــان مــدي تــ ثير هــذا انســهام على رليتى للفكر األنسنيح على تواضعهاح مقارنة بانسـهام اندوري! أفعـل ذلـك رغـم

عالمنــا العربــي هنــاعتي المح،نــة والمحبطــة بوهــوف المنــا الثقــافي المهــيمن حاليــا فــىحـــامال دون تحقيـــت أ منيتـــيح وألنهـــا كانـــت أمنيـــة ادوارد هبلـــيح أن يجـــد هـــذا الفكـــر لـــه مـالذا ممنـا فـى ربوعنــاح فعلـى السـاحة تتصـار تيــارات ثقافيـة باليـةح ن ت سـمن ون ت نــي مـــن جـــو ح يبــــر أنصـــارها وهــــم كثـــرح بيـــكل نفــــتح فـــى التــــرويج ألفكـــارهمح المعلبــــة

بــذلك مين، هــالقــة علــى النقــاشح بــدعوي صــالحيتها لكــل ،مــان ومكــانح والميــفرة والم من سنة كونية تقضي بديمومة الت ير والتطور!

بيد أنه هد يكون مالمماح هبل أن أمضي ه دما فيما أنا عا،م عليهح تذكير هـارمي الكـــريم بـــ ن أحـــدا مـــن النـــاس ن يعـــيش فـــى فـــراو اجتمـــاعىح فـــاذا أردنـــا أن ن عيـــد إلـــى

ياة فالبد لنا من وصف بيمته. إذ أنه ليس من الحكمـة أن نـتكلم عـن العلمـاء دون الحأن نحاول تفسير يخصيتهم وعبقريتهمح وهما يـيمان يمتنعـان علـى الفهـم ب يـر الرجـو إلــى البيمــة التــى نيــ وا فيهــا. وهــذا هــو عــين مــا أنــوي فعلــه فــى الســطور التاليــةح فكمــا

يــةح كــذلك كانــت بيمتــه التــى نيــ وعــاش فــى كنفهــا! كانــت حيــاة ادوارد ســعيد فريــدة وثر لذاح فتناولنا لهـذ البيمـة يسـاعدنا بـال يـك علـى تتبـع ارهاصـات النـ،و األنسـنىح الـذي صاحب إدوارد سعيدح طوال حياتـهح وملـك عليـه عقلـه وهلبـهح حتـى أنـه لـم يـدخر جهـدا

فى التبيير به والدعوة إليهح على نحو نفت وم لهم!

مالممــــا أيضــــاح التنبيــــه إلــــى الخصوصــــية اندوريــــة فــــى انحســــاس وهــــد يكــــون بــاأللمح بمعنــى أنــه لــيس للقــاريء الكــريم أن يتوهــع وجــود تماثــلح أو حتــى تقــاربح بــين القلــت اندوري ـ علــى ســبيل المثــال ـ وأنمــاط القلــت اليــامعة فــى مجتمعاتنــا المتخلفــةح

المادي وراءهـا! فكمـا سـنريح كـان على خطورتها وأهميتهاح والتى غالبا ما يقف العو، ادوارد ســـعيد ابنـــا ألســـرة فلســـطينية موســـرةح حتـــى أنـــه تلقـــى تعليمـــا غربيـــا راهيـــاح أهلـــه بدرجة ي عتد بها نستيعاب ونقـد الثقافـة اننسـانية علـى نحـوح مرا مـذهال وعبقريـا! غيـر

مــن أنــه ـ أهصــد ادوارد بــالطبع ـ لــل حتــى رحيلــهح معتقــدا فــى مســمولية ذلــك الــنمطالتعلـيم عــن هطــع ويــامج الصـلة بينــه وبــين ثقافتــه العربيـةح علــى خــالف الكثيــرين ممــن

Page 110: مقالات فى الفكر الأنسنى

110

هـــــد يــــــرون فيــــــه فرصــــــة ذهبيــــــةح ن مجــــــال لتعهــــــدها بــــــاللوم! وهــــــو مــــــا يعضــــــد هولنــــــا بالخصوصــية اندوريــة فــى انحســاس بــاأللمح علــى تيــابهها النســبيح مــع خصوصــيات

.غير من أصحاب العبقرياتح فى كل ،مان ومكان.

ولسوف أستند فـى تنـاولي للبيمـة التـى نيـ إدوارد سـعيد وعـاش فـى ربوعهـا إلـى مذكراتــه اليــهيرة "خــارج المكــان"ح والتــى أهــدم ادوارد علــى كتابتهــا بعــد تلقيــه تيخيصــا طبيــا ي فيــد اصــابته بســرطان الــدم )اللوكيميــا(. فقــد يــعر الرجــل ب هميــة أن يخلــف ســيرة

لـــد وأمضـــى ســـنواته التكوينيـــةح كمـــا فـــى ذاتيـــة عـــن حياتـــه فـــى العـــالم العر بـــيح حيـــت و الونيات المتحدة حيت ارتاد المدرسة والكلية والجامعة!

ولعـل فــى وصــف النايــر العربــيح وهــو دار اآلداب البيروتيــةح للمــذكرات ب نهــا نص غنامي وجميل الصنعةح يبلغ أحيانا درجات عالية من الصراحة بقدر ما هوح فـى

ومر . يكيف فيه ادوارد دهامت ماضيه اليخصىح ويستعرب لقـراء اآلن ذاتهح حميم معالم البيمة التى كونت يخصيته ومكنته من أن ينتصرح ليصب بحت واحدا مـن أهـم وأبر، أنسنيي العصر الحـديت ـ أهـول لعـل فـى هـذا الوصـف المـوج، والبليـغ لــ "خـارج

ت النـ،و األنسـني لـدي المكان"ح تعضـيدا لقنـاعتي ب هميتهـا فـى الكيـف عـن إرهاصـاادوارد ســعيدح خاصــة وأن ادوارد نفســهح فــى مقدمتــه لتلــك الطبعــة العربيــة األنيقــة مــن

: "..ممــل أن ن أبــدو متبجحــا إن (1)المــذكراتح ي ــورد مــا يعــ،، هــذ القناعــةح وهــو هولــههلت إن الجديد فى )إدوارد سعيد( المركب الذي يلهر فى خـالل هـذ الصـفحاتح هـو

ن تلـــك عربـــي أدت ثقافتـــه ال ربيـــةح ويالســـخرية األمـــرح إلـــى توكيـــد أصـــوله العربيـــةح وا الثقافةح إذ ت لقى لالل اليك علـى الفكـرة القاملـة بالهويـة األحاديـةح تفـت اآلفـات الرحبـة

أمام الحوار بين الثقافات"!

هارمي الكريمح لندلف اآلن سـويا إلـى "خـارج المكـان"ح ولسـوف نجـد إدواردح وهـد ا كعادتـــهح عبـــر م ضـــيه ه ـــدما فـــى هـــراءة عميقـــة ومبهـــر لجوانيتـــهح بـــدا فيهـــا كمـــن أبهرنـــ

يحـادت نفســهح ن كمــن يكتــب إلــى جمهــور واســع وعــريب مــن القــراءح فــى يــتى أنحــاء : "إن األرت عندي حالة مباركـة أرغـب (3)العالمح فها هو يعقد ألستنا بالدهيةح إذ يقول

Page 111: مقالات فى الفكر الأنسنى

111

و أكثر تنييطاح من أن أطرد عنى فـورا لـالل إليها ب ي ثمن تقريبا. فليس عندي ما هالوسن لليلة خسرتهاح غير إعادة تعرفى فى الصبا الباكرح على ما كدت أخسر كليـا هبل بضع ساعات أو استعادتى إيا . بين الحين واآلخرح أري نفسي كتلة مـن التيـارات

ويـة التـى ي علـت المتدفقة. ألثر هذ الفكرة عن نفسي على فكرة الذات الصلدةح وهى الهعليهـــا الكثيـــرون أهميـــة كبيـــرة. تتـــدفت تلـــك التيـــاراتح مثلهـــا مثـــل موضـــوعات حيـــاتىح خــالل ســاعات اليقلــة. وهــىح عنــدما تكــون فــى أفضــل حانتهــاح ن تســتدعى التصــال ون التناغم. إنها من هبيل النيـا،ح وهـد تكـون فـى غيـر مكانهـاح ولكنهـا علـى األهـل فـى

وفــى المكــان وبمــا هــى أنــوا مختلفــة مــن المركبــات ال ريبــةح ن حــراك دامــم فــى ال،مــان نمــا هــد يتحــرك أحيانــا واحــدها ضــد اآلخــرح علــى نحــو تتحــرك بالضــرورة إلــى أمــامح وا طبــاهي ولكــن مــن غيــر مــا محــور مركــ،ي. إنــه ضــرب مــن ضــروب الحريــةح علــى مــا

عـــا كليـــا يحلـــو لـــى أن أعتقـــدح علـــى الـــرغم مـــن أنـــى بعيـــد كـــل البعـــد عـــن أن أكـــون مقتنبذلك. ون،عة التيكيك هذ هى أحد الثوابت التى أتيبت بها بنـو خـاص. والواهـع أنـى تعلمتح وحيـاتى مليمـة إلـى هـذا الحـد بتنـافر األصـواتح أن ألثـر أن أكـون سـويا تمامـا

وأن ألل فى غير مكانى"!

إدوارد يعطينــا إذن مفتــا يخصــيتهح وي عــري لنــا فــى جــرأة ويــفافية ارهاصــات ،وعــه األنســني! ألــيس يحــدثنا فــى انهتبــاس الســابت عــن القلــت الــذي لطالمــا رافقــه فــى ن

رحلــة الحيــاةح والــذي ســاعدت علــى خلقــه وانحتفــال بــه فــى حالــة تــ جج دامــمح لــروف البيمة التى ني فيهاس! ثمح أليس يحدثنا فى انهتباس نفسه عن رليته لنفسه ككتلـة مـن

ل حانتهاح عنـدما ن تسـتدعى التصـال ون التنـاغمس! التيارات المتدفقةح تكون فى أفضوهــــو حــــديت ييــــى فــــى مجملــــه بــــالولع اندوري بــــالحراك الــــدامم والتيــــكيك المســــتمر! وأخيــراح ألــيس يكيــف لنــا إدوارد عــن إيثـــار أن يكــون ســويا تمامــا وأن يلــل فــى غيـــر

نحـو مـا سـنري مكانهس! وكلها أمور ت هيىء صـاحبها لولـوج عـالم الفكـر األنسـنيح علـى نحقـــا. إذنح مـــا الـــذي بقـــى لـــي وأنـــا بصـــدد الحـــديت عـــن بيمـــة إدوارد التـــى نيـــ فيهـــاحوساهمت فى صياغته على هذا النحو الفريد والعبقريس أغلب اللن أنه لم يبت أمـامي

Page 112: مقالات فى الفكر الأنسنى

112

ســوي الســعى لرصــد وتحليــل الحــوادت التــى تفســر القلــت اندوريح والالتنــاغم اندوريح وري بالحراك والتيكيك الداممين!إضافة إلى الولع اند

ولتكن البداية حديت إدوارد فـى مذكراتـه عـن طفولتـهح وتسـالله القلـت عـن مـدي مسمولية البيمة التـى نيـ فيهـا عـن بقـاء فـى غيـر مكانـه طيلـة حياتـهح فهمـا يسـاهمانح

يك ولو ج،مياح فى إفهامنا دواعى ومسببات القلت اندوري والولع بالحراك الدامم والتيـكـــة ـــود من،لي ـــة حبيســـة لقي ـــه عـــن طفول المســـتمر. وكيـــف نس! وادوارد يحـــدثنا فـــى مذكراتصـــارمةح حالـــت بينـــه وبـــين انحســـاس بالـــذات فيمـــا يتجـــاو، هـــذ القيـــودح وأجبرتـــه أن يخطــو خطواتــه األولــى علــى طريــت خلــت الــذاتح م قتــديا فــى ذلــك بوالديــهح ألنهمــا كانــا

ا فـى الوهـت نفسـه هـول مـاركي،: "ن ي ولـد البيـر وم جسد أيضا نتاج عملية خلت للذات!لــى األبــد يــوم تلــدهم أمهــاتهمح إنمــا تجبــرهم الحيــاة علــى أن يلــدوا أنفســهم مــرة واحــدة وا ـــــــة ـــــــ ثير انرســـــــاليات والملسســـــــات التعليمي دوارد يحـــــــدثنا أيضـــــــا عـــــــن ت ب نفســـــــهم"! وا

ليميــةح والتــى الكولونياليــةح التــى أ جبــر علــى التعــاطى معهــاح خاصــة خــالل رحلتــه التع ساهمت فى تع،ي، اتجاهه نحو خلت الذات بالذات!

: "كنت دوما فى غير مكانى. لـم (2)يقول إدوارد فى "خارج المكان" عن طفولته

يتــرك لــى نلــام الضــبط والتربيــة المن،ليــة الجامــد الصــارمح الــذي حبســنى فيــه أبــي منــذ ا يتجــــاو، هواعــــد ســــن التاســــعةح أي متــــنفس أو أي مجــــال لالحســــاس بالــــذات فــــى مــــ

وترســـيماته. هكـــذا أصـــبحت )إدوارد( مخلـــوت والـــديح تراهبـــه فـــى عذاباتـــه اليوميـــة ذات داخلية مختلفة كليا عنـهح لكنهـا علـى درجـة مـن فتـور الهمـةح بحيـت تعجـ،ح فـى معلـم األحيــانح عــن مســاعدته. وكــان )إدوارد( أساســاح هــو انبــن ثــم اليــقيت وأخيــرا الصــبى

ويفيــــل فــــى محاونتــــه التقيــــد باألصــــول )أو يتجاهلهــــا ويتحايــــل الــــذي يرتــــاد المدرســــة عليها(. وهد كانت عملية خلقه واجبـة الوجـوب ألن والديـه كانـا همـا أيضـا نتـاج عمليـة خلــــت للــــذات بالــــذات. فلســــطينيين ينتميــــان إلــــى بيمتــــين مختلفتــــين ومــــ،اجين مت ــــايرين

يحية تعــيش هــى نفســها ضــمن جــذرياح يعييــان فــى القــاهرة الكولونياليــة. ابنــى أهليــة مســحومة من األهلياتح ليس ألي منهما سند سـوي اآلخـر. وهمـا يفتقـدانح فـوت ذلـك كلـهح ــــديان بهــــا فــــى ســــلوكهماح باســــتثناء مــــ،يج غريــــب: مــــن عــــادات ــــة أعــــراف يهت إلــــى أي

Page 113: مقالات فى الفكر الأنسنى

113

فلســـطينية مـــن فتـــرة مـــا هبـــل الحـــربح وحكـــم أميريكيـــة مجمعـــة علـــى نحـــو انتقـــامي مـــن نوات العيـر التـى أمضـاها أبـي فـى الونيـات المتحـدة )التـى الكتب والمجالت ومـن السـ(ح ومـــن تـــ ثير انرســـاليات والتعلـــيم المدرســـي المتقطـــع 1442لـــم ت،رهـــا أمـــى إن العـــام

ومن ثم الهامييح ومـن مواهـف بريطانيـة كولونياليـة تمثـل األسـياد وسـواد البيـرية التـى اة عاينــه والــداي حولهمــا فــى يحكمهــا هــلنء األســياد فــى من معــاح وأخيــراح مــن نمــط حيــ

القــاهرة وحــاون تكييفــه مــع لروفهمــا الخاصــة. فهــل يمكــن لـــ )إدوارد(ح والحــال هــذ ح أن يكون إن فى غير مكانهس"!

إدوارد يــروي لنــا تجربتــه مــع واحــدة مــن أهــم وأبــر، الملسســات التعليميــة لنــد و تعليميـةح وهـى كليـة فيكتوريـا الكولونيالية التى أ جبـر علـى الدراسـة فيهـاح خـالل رحلتـه ال

بمصـــرح ولســـوف يـــري القـــاريء الكـــريم أن حـــديت ادوارد عـــن تجربتـــه تلـــك مـــن يـــ نه تع،ي، هناعتنا بكونها ـ إلـى جانـب التجـارب األخـري الميـابهة لهـا ـ سـاهمت بصـورة أو بــ خري فــى تع،يــ، هلــت إدوارد ون تناغمــه واتجاهــه نحــو خلــت الــذات بالــذاتح فقــد أدرك

ى كليــة فيكتوريــا أنــه يواجــه هــوة كولونياليــة جريحــة وخطــرة ـ هصــد بهــا إدوارد إدوارد فــبريطانيـــا العلمــــى ـح بــــل وهابلــــة ألن تلذيـــهح ووجــــد نفســــه م جبـــرا علــــى تعلــــم ل تهــــا

واستيعاب ثقافتها لكونها هى الثقافة السامدة منذاك.

كبيـر لـم : "اتسمت حياتنا فى فكتوريـا كولـدج بتيـو (4)يقول إدوارد فى مذكراته أدركه حينها. كانت النلرة السـامدة إلـى التالمـذة أنهـم أعضـاءح تممـوا دفـع ايـتراكاتهمح فى نخبة كولونيالية م،عومة يجري تعليمها فنونـا إمبرياليـة بريطانيـة هضـت نحبهـاح مـع أننــا لــم نكــن نــدرك ذلــك تمامــا. علمونــا عــن حيــاة إنكلتــرا ومدابهــاح وعــن النلــام الملكــي

عـن الهنــد وأفريقيـاح وعـن عــادات واصـطالحات لـن نســتطيع اسـتخدامها فــى والبرلمـانحــم الل ــة العربيــة ي عــدان مصــر أو فــى أي مكــان مخــر. ولمــا كــان اننتمــاء العربــي وتكلبمثابــة جنحــة ي عاهــب عليهــا القــانون فــى فكتوريــا كولــدجح فــال عجــب أن ن نتلقــى أبــدا

وج رافيـة بالدنـا. وكـانوا يمتحنوننـا بصـفتنا التعليم المناسب عن ل تنـا وتاريخنـا وثقافتنـاــبهمح يســتحيل تحقيقــه تالمــذة إنكليــ،اح نجــر أذيالنــا متخلفــين ســعيا إلــى تحقيــت هــدف م أصــالح مــن صــف إلــى صــف مخــر ومــن ســنة دراســية إلــى ســنة دراســية تاليــةح يواكبنــا

Page 114: مقالات فى الفكر الأنسنى

114

ريــا أهلنــا طــوال ذلــك المســار منيــ لى البــال علينــا. ثــم إنــى أدركــت فــى هلبــي أن فكتو كولدج هطعت نهاميا األواصر التـى تيـدنى إلـى حيـاتى السـابقةح وأن ادعـاء أهلـى أنـى مــواطن أميركــى هــد تهافــتح فقــد بتنــا نــدرك جميعنــا أننــا دونيــون نواجــه هــوة كولونياليــة جريحـــة وخطـــرةح بـــل وهابلـــة ألن تلذينـــاح ونحـــن مجبـــرون علـــى تعلـــم ل تهـــا واســـتيعاب

امدة فى مصر". ثقافتها لكونها هى الثقافة الس

ويلل ت كيد إدوارد فى مواضع أخري عديدة من مذكراته على مسـ لة نفـور مـن الكولونياليــــة وممثليهــــاح وكــــذا ت كيــــد علــــى حرصــــه علــــى خلــــت ذاتــــه بذاتــــهح تعضــــيدا لقناعتنـا ـ الم عبـر عنهــا ســلفا ـ بالــدور المهـم الــذي لعبتــه بيمــة المنيـ فــى ت ذيــة القلــت

التوجــــه اندوري لخلــــت الــــذات بالــــذات. فهــــا هــــو إدوارد يــــرفب اندوري وكــــذا تحفيــــ، معاملــة المصــريين لــه ولذويــه فــى أربعينيــات القــرن الماضــيح ك جانــب أو كخواجــاتح رغم احساسه بهويته العربيةح إضافة إلى رفضـه أن ي ختـ،ل إلـى مجـرد نسـخة ممجوجـة

ربعينيــات ـ يقصــد : "..مــع حلــول األ(5)لليخصــية الكولونياليــة. يقــول إدوارد عــن ذلــكأربعينيــات القــرن الماضــي ـح لــم نعــد مجــرد )يــوام( بــل صــرنا )خواجــات(ح وهــو اللقــب التبجيلي الدال على األجانب الذي يحمل دامما لسعة عداء عندما يستخدمه المسـلمون المصــريون. وعلــى الــرغم مــن أنــى كنــت أتكلــم باللهجــة المصــرية ولــى ملهــر المصــري

مـا ييـي بـي. وكنـت أسـتنكر التلمـي إلـى أنـى أجنبـي نوعـا مـاح األصليح فقد كان ثمة مع أنى أدرك فى العمت أنهم يعتبرونني أجنبياح على الرغم من أنـى عربي...كـان هـذا اللقب ـ يقصد لقب الخواجة ـ يقرحنى تقريحاح فقد رفضت هـذا التعييـر مـن جهـة بسـبب

عيـــي النايـــيء لنفســـي نمـــو إحساســـي بهـــويتى الفلســـطينية.. ومـــن جهـــة ثانيـــة بســـبب و بوصـــفىح علـــى العمـــومح كامنـــا أكثـــر تعقيـــدا وأصـــالة مـــن أن أ ختـــ،ل إلـــى مجـــرد نســـخة

ممجوجة لليخصية الكولونيالية"!

ولعــل فيمــا أورد إدوارد فــى مذكراتــه بيــ ن تقييمــه لمســ لة رحيلــه إلــى الونيــات د بالم،يد مـن ح ما يعفيني من المضي ه دما فى انستيها1451المتحدة األمريكية عام

األحــدات التــى تعــج بهــا مــذكرات إدواردح والتــى تفســر فــى مجملهــا القلــت الــذي لطالمــا رافــت إدوارد منــذ كــان صــ يراح ذلــك القلــت الــذي ســاعدت علــى خلقــه وانحتفــال بــه فــى

Page 115: مقالات فى الفكر الأنسنى

115

حالة ت جج دامـمح لـروف البيمـة التـى نيـ فيهـا إدوارد والتـى عرضـنا سـلفا لقـبس منهـا. إدوارد ما يعفيني مـن المضـي هـدما فـى سـرد الم،يـد مـن األحـدات أهول لعل فيما أورد

التى تلكد ـ إضافة إلى ما سبت ـ رليتـه لنفسـه ككتلـة مـن التيـارات المتدفقـةح تكـون فـى أفضــل حانتهــاح عنــدما ن تســتدعى التصــال ون التنــاغم! عــالوة علــى تفســيرها نيمــان

يثــار أن يكــون ســويا إدوارد بخلــت الــذاتح وولعــه بــالحراك الــدامم وال تيــكيك المســتمرح وا تماماح وأن يلل فى غير مكانه! فقد تحدت الرجل على نحـو ن لـبس فيـه ون غمـوب عـــن رحيلـــه إلـــى الونيـــات المتحـــدة بوصـــفه م ـــامرةح إذ أنـــه لـــم يملـــك ســـاعتها إن فكـــرة غامضــة جــدا عمــا كانــت ســتلول إليــه حياتــه لــو أنــه لــم يقــدم علــى تلــك الم ــامرةح وهــوالحــــديت الــــذي ييــــي بكــــون م ــــامرة الحلــــم األمريكــــى وتــــداعياتها إنمــــا جــــاءت تتويجــــا

لمسببات القلت اندوري المتجذر!

وعليــهح أســت ذن هــارمي الكــريم فــى أن أخــتم حــديثى عــن تلــك البيمــة انســتثنامية ــــد ــــى هــــذا النحــــو الفري التــــى نيــــ فيهــــا ادوارد ســــعيد والتــــى يــــاركت فــــى صــــياغته عل

"خـارج فـى مذكراتـه حسعيد ا التقييم اندوري الميار إليه توا. يقول إدواردوالعبقريح بهذ: "..مـا أ،ال أنـدهش إلـى (6)المكان"ح عن مس لة رحيله إلى الونيـات المتحـدة األمريكيـة

ـــات المتحـــدة ـــى الوني اآلن مـــن مجـــرد خطـــورة الم ـــامرة التـــى انطـــوي عليهـــا هـــدومى إلـــه . لســـت أملـــك إن ف1451األمريكيـــة عـــام كـــرة غامضـــة جـــدا عمـــا كانـــت ســـتلول إلي

حياتى لـو أنـى لـم أجـيء إلـى أميركـا. ولكـن الـذي أعرفـه أنـى بـدأت فيهـا بدايـة جديـدةح متناســـياح إلـــى حـــد مـــاح مـــا تعلمتـــه مـــن هبـــلح ألعيـــد تعلـــم األيـــياء ابتـــداء مـــن الصـــفرح ن مبتكـــراح مخترعـــا ذاتـــىح أحـــاول وأفيـــلح أختبـــر وأل ـــى مـــا اختبرتـــهح ألعـــاود البـــدء مـــ

جديــدح ســالكا ســبال مباغتــة هــىح فــى ال الــبح أعســر الســبل هاطبــة". ويمضــى إدوارد : "ون أ،الح إلـــى هـــذا اليـــومح أيـــعر بـــ نى بعيـــد عـــن (7)هـــدما فـــى تقييمـــه للمســـ لة نفســـها

البيـــتح مهمـــا بـــدا األمـــر مضـــحكا. ومـــع أنـــى لســـت متوهمـــا أنـــى كنـــت ســـ عيش حيـــاة ودرسـت فـى أوروبـاح فـال يـ،ال يال،منـى )أفضل( لو بقيت فى العالم العربيح أو عيـت

بعـــب النـــدم. وهـــذ المـــذكرات هـــىح فـــى وجـــه مـــن وجوههـــاح اســـتعادة لتجربـــة الم ـــادرة والفــراتح إذ أيــعر بوطــ ة الــ،من يتســار وينقضــي. ولمــا كنــت هــد عيــت فــى نيويــورك

Page 116: مقالات فى الفكر الأنسنى

116

باحساس موهتح علـى الـرغم مـن إهامـة دامـت سـبعة وثالثـين عامـاح فقـد فـاهم ذلـك مـن لمتراكمح بدن من مراكمة الفوامد"! ضياعي ا

أسس دراسة األنسنية ا منظور إدوري

بــالطبع أن يتصـدي لســبر غــور الرليــة اندوريــة ألســس ى المــرء لــلـيس ســهال ع دراسـة الحركـة األنســنية فـى الونيــات المتحـدة. ألنــه إذا كـان إدوارد ســعيد ن ي بـاري فــى

نيح فكيف لرليته الم يار إليها فى عنـوان المضمار األنسنيح كما يعرف القاصي والداهــذ الج،ميــة أن ت قــارب علــى نحــو م رضــيح وصــاحبها أحــد أهــم وأبــر، رمــو، الحركــة األنسنية األمريكيةح بل والعالمية أيضاح فى العقود األخيرةح وربمـا لعقـود أخـري هادمـةح

ـــة اليـــامكة هانعـــا مـــ ـــدة! مـــن هنـــا أرانـــى فـــى تنـــاولي لهـــذ الج،مي ن ال نيمـــة ألنهـــا عدي بانيابح كما يقولون! فليتك هارمى الكريم تقبل ذلك منى..

ـــــب إلتحـــــت ـــــات المتحـــــدة فـــــى إدوارد ســـــعيد الطال بجامعـــــة برنســـــتون فـــــى الونيخمســــينيات القــــرن الماضــــيح ودرس فيهــــا اننســــانياتح علــــى أيــــدي أســــاتذة يتمتعــــون

لفلسـفة لكـل مـا حققـه بالكفاءة العلمى. وأسست هراءاته فـى تـاريأ الموسـيقى واألدب وافيما بعد باحثـا ومدرسـا. إذ أتاحـت لـه اليـمولية الر،ينـة لبرنـامج الـدروس فـى برنسـتون فرصــة التحــري الــذهنى فــى حقــول كاملــة مــن المعرفــةح وبحــد أدنــى مــن الحــرج! وفقــط عندما اتصـلت تلـك المعـارف بنقـد سـ،اثماري المحفـ، أو بـالتمكين الرليـوي الـذي منحـه

طـــرا، بالكميـــورح وجـــد إدوارد نفســـه ي نقـــب أعمـــت فـــ عمت مـــن مســـتوي إيـــا أســـتاذ مـــن اإلنجـــا، األكـــاديمي الرســـمي. وبـــدأح بطريقـــة مـــاح فـــى بلـــورة منحـــا الفكـــري المتماســـك والمســـتقل. وخـــالل األســـابيع األولـــى مـــن ســـنته الثانيـــة أدرك ضـــرورة أن يفعـــل الم،يـــد

لتعقــدات وانلتباســات المتعــددة لتنميــة انبهــار المبكــر بالتعقــد والفجاميــة ـ وخصوصــا باالتـــى تنطـــوي عليهـــا عمليتـــا الكتابـــة والخطابـــة ـح وهـــو انبهـــار ن،مـــه طـــوال حياتـــه! والمفارهـــة فـــى األمـــر أن الـــذي حفـــ، إدوارد إلـــى ذلـــك هـــم األســـاتذة األكثـــر تقليديـــة مـــن ــــــى ــــــس ف ــــــدرو فــــــى الل ــــــة الفرنســــــيةح وأ وت ــــــة والمــــــ،اجح بمــــــن فــــــيهم كوان حيــــــت المقارب

تح وطومســــــون وننــــــدا وبنتلــــــى وجونســــــون فــــــى الل ــــــة اننجلي،يــــــة. وفــــــى الكالســــــيكيا

Page 117: مقالات فى الفكر الأنسنى

117

الموســيقىح أجبــر إدوارد نفســه علــى اهتحــام عقبــة درس الهــارمونى والطبــاتح ثــم انتقــل لمتابعة السيمينارات التاريخية والوضعية ال نية عـن بيتهـوفن وفـاغنر خصوصـاح حيـت

دك ون مثالين ي قتدي بهما .(2)صار إليوت فورب، وا

ونلـــرا نرتبـــاط اننســـانياتح وهـــى مجـــال دراســـة إدواردح وأحـــد المـــواد التـــى هـــام وحتى رحيلهح فى جامعـة كولومبيـا التـى تقـدمح منـذ مـا 1462بتدريسها ابتداء منذ عام

يقرب من هرن وبدون انقطا ح مجموعة من المواد األساسية هبـل التخرجيـةح يـهيرة بـل ح هــو 1472ة. م فاعلهــا اليــ الح الــذي ت ســس عــام أســطورية فــى تمثيلهــا التربيــة العقليــ

سلسلة مواد ت درس على مدار سنة كاملة عنوانها اننسـانياتح ت عـرف الطـالب ب مهـات األعمال األدبية والفلسفية فى الثقافات ال ربيةح صارت مـلخرا ت عـرف باسـم اننسـانيات

ســانيات "اليــرهية" أو "ال ربيــة" تمييــ،ا لهــا عــن مــواد موا،يــة معروضــة تحــت تســمية اإلنـ أهول إنه نلرا نرتباط اننسـانياتح بالسـيرة األكاديميـة (4)"الميرهية" أو "غير ال ربية"

ندوارد إلى هذا الحدح أجدنى م ل،مـا بالبحـت عـن معنـى محـدد لهـاح علـى نحـو ي جنبنـى وهارمي الكريم غموضها النسبي!

نجـــد أن لفـــل New International Dictionaryبالكيـــف فـــى معجـــم humanity ـ وي ســتخدم عــادة فــى صــي ة الجمــع ـح يعنــى "فــرو المعرفــة الرفيعــةح

وبخاصـــة الدراســـات الكالســـيكية القديمـــةح واألدب المحـــب العلمـــانىح باعتبـــار متميـــ،ا Dictionary of Educationعـن المعرفـة الالهوتيـة". وعنـد التحـول إلـى معجـم

and Instruction نســانيات تتكــون مــن فــرو دراســية معينــة ذات "اتجــا نجــد أن اننحــو تهــذيب اننســان"ح فــى مقابــل العلــوم الطبيعيــة "التــى تعمــل علــى النمــو بالمواهــب العقلية بصفة خاصة". ونجـد فـى المعجـم نفسـه أن اننسـانيات كانـت داخلـة فـى نطـات

اإلنسـان الحـر ما يسمى "بالتربية التحررية"ح وأن هذ كانـت "تتكيـف للـروف ومطالـب واننســان المهــذب )الجنتلمــان("ح وكــان يقابلهــا "التربيــة العلميــة". ويقــول جــون نيومــانح وهـو مرجـع ثقـة فـى هـذا الموضـو ح إن "التربيــة التحرريـة" وفـت هـذا المـنهج هـى "ثقافــة عقلية ت درب فيها العقلية ن بقصد صياغتها فى ضوء هدف محدد أو عاربح أو مـن

ة محــددةح أو مــن أجــل دراســة أو علــمح بــل مــن أجلهــا هــى بــذاتها". أجــل حرفــة أو مهنــ

Page 118: مقالات فى الفكر الأنسنى

118

صــفوة القــول ان اننســـانيات تعنــى حســـبما يرغــب الـــدارس. إمــا الدراســـة العلمانيــة فـــى ما الدراسة انجتماعية والخلقية فى مقابـل الدراسـة الذهنيـةح مقابل الدراسة الالهوتيةح وا

ما الدراسة الذهنية فى مقابل الدراسة الع . (10)مليةوا

وحتــى 1462هلنـا إن إدوارد سـعيد هـام بالتـدريس فــى جامعـة كولومبيـا مـن عـام ــــى الحركــــة األنســــنية ــــه عل ــــا متميــــ،ا أيــــرف مــــن خالل ــــه مكان ــــهح وهــــو مــــا وفــــر ل رحيلاألمريكيــةح وأســالفها األوروبيــينح وذلــك فــى القــرن الماضــيح وفــى بــدايات القــرن الــذي

التــــى تــــربط األنســــنية بالتربيــــة وبــــالبرامج الجامعيــــة ي للنــــا اآلنح نلــــرا للصــــلة الوثيقــــةخصوصا. تلك الصلة التى تتبدي جلية واضحة بين مـادتى األدب واننسـانيات اللتـين

. فاألنسـنية ومـادة األدب بمـا همـا انكبـاب ةدرسهما ادوارد سـعيدح وبـين الحركـة األنسـنيارد ـ أيمــا تــرابطح تيــد علــى دراســة الكتابــة الجيــدة والقيمــةح مترابطــان ـ فــى رأي ادو

وثاههمــــا صــــلة هويــــة. كمــــا أن مــــادة اننســــانياتح علــــى تنــــو معانيهــــاح ت عــــد مضــــمارا للمفكــــــرين األنســــــنيين. فطبقــــــا ندواردح تتعلــــــت مــــــادة اننســــــانيات بالتــــــاريأ العلمــــــانىح

. فـى حـين يتمثـل (11)وبمنتجات العمل البيريح وبالقدرة البيرية علـى التعبيـر الكالمـىنسنية فى الفكرة العلمانية القاملـة إن العـالم التـاريخى هـو مـن صـنع بيـر مـن صميم األ

نــه يمكــن اكتناهــه عقليــاح وذلــك وفــت المبــدأ الــذي رجــال ونســاءح ن مــن صــنع ربــانىح وا صــاغه جــان باتيســتا فيكــو فــى مللفــه الرامــع "العلــم الجديــد"ح إذ هــال فيــه إننــا كبيــر فــى

أوبعبـارة أخـريح إننـا نسـتطيع أن نعـرف األيـياء وفقـا التاريأ ن درك فقط ما هـد أنتجنـا . . (13)للطريقة التى بها ص نعت

ح ركـ، ادوارد اهتمامـه علـى (12)وفى كتابه األخيـر "األنسـنية والنقـد الـديمقراطي"دراســة الحركــة األنســنية والممارســة النقديــةح اســتنادا إلــى هناعتــه بــ ن األنســنية مــذهب

ا السامدة داخـل الجامعـة وخارجهـاح مـذهب يسـتمد هـوا نقدي يوجه سهامه إلى األوضوهيمــه مــن طابعــه الــديمقراطي العلمــانى المنفــت ح وهــو الموهــف الــذي ن تتبنــا بالت كيــد األنســنية العيابــة والمت،متــة التــى تــري إلــى ذاتهــا علــى أنهــا تكــوين نخبــوي! وكــذا هصــر

ســنية فــى الونيــات المتحــدة ادوارد اهتمامــه فــى الكتــاب نفســه علــى دراســة الحركــة األناألمريكيةح استنادا إلى هناعته ب ن هسما كبيرا من محاجتـه ينطبـت علـى سـامر البلـدان!

Page 119: مقالات فى الفكر الأنسنى

119

فادوارد عاش فى الونيات المتحدة خالل القسـط األوفـر مـن حياتـه البال ـة كمـا أسـلفناح ذلـك هـو وكان خالل تلك العقود األربعةح مدرسا وناهدا وباحثا ملت،ما بالفكر األنسـني.

العالم الذي عرفه إدوارد أكثر من سوا !

مــن هنــا تـــ تى أهميــة محاجـــة ادوارد الرميســية الميـــار إليهــا تـــواح والمتمثلــة فـــى هولـــه ب نـــه خـــالل الســـنوات الممتـــدة بـــين نهايـــة الحـــرب العالميـــة الثانيـــة وحتـــى وضـــعه

متواصـلة ن يـك لدراستهح لم تعرف الحركة األنسنية فـى الونيـات المتحـدة مجـرد أ،مـة نمــا عرفــت تحــونت أساســيةح صــامتة حينــاح وأحيانــا محرومــة ممــن يقــدرها حــت فيهــاح وا هــــدرها. فبحســــب ادواردح طــــرأت ت ييــــرات فــــى األســــس ذاتهــــا التــــى هــــام عليهــــا الفكــــر األنســني والممارســة األنســنية لــ،من طويــل فــى الونيــات المتحــدة وســامر العــالم. وكــان

أن ي فــل تلــك التحــونتح بكــل بســاطةح وأن يســتمر كمــا فــى ندوارد ـ إن هــو أراد ـالســـابتح علـــى طريقـــة النعامـــةح خاصـــة وأنـــه الرجـــل الـــذي لطالمـــا كتـــب بحمـــاس عـــن هضــايا خاســرةح وارتــبط فطريــا بهــا خــالل معلــم ســنى حياتــه. بيــد أنــه لمــا كــان ادوارد

هـا نهنـا غيـر بـ ن سعيد هد أهنع نفسهح بانهال عن لعـب دور النعامـةح فقـد رأينـا تواالهرب من الواهع واننكفـاء العـاطفي إلـى حنـين ماضـويح أهـل علميـة وأهـل إثـارة بكثيـر من التعامل مع المس لة على نحو عقالنى ممنهجح إيمانـا منـه بـ ن هـذا هـو مـا تقضـي

به هواعد األنسنيةح على نحو ن مجال للطعن فيه.

كانت ج،ءا من نمط يـامل بـدت فيـه يقول إدوارد فى دراسته إن الحرب الباردة التهديدات للحركة األنسنية فى الونيات المتحدة منبثة فى طبيعة الفكر ذاتـه عـن حالـة البيـرية عمومــا. ويقـول أيضــا إن الســطر األخيـر لقصــيدة كافــافى "فـى انتلــار البرابــرة"

ح إذ يــوحىح فــى ســخريته األنيقــةح بفامــدة وجــود اآلخــر المعــادي فــى مثــل تلــك اللــروفيقـول كافـافي: "كـان هـلنء البيـر نوعـا مـن حـل"! مـن هنـا ـ والكـالم ندوارد ـ لـم يكـن مفاجمــا أن يـــربب يـــب الحـــرب البـــاردة علـــى صـــدر الممارســـة األنســـنية لجيلـــين علـــى األهـــلح ناهيـــك عـــن الرطانـــة الالمتناهيـــة عـــن الحريـــة ضـــد الكليانيـــةح وحـــديت كـــويبلر

ا الكليـانيون واضـحة كليـاح فيمـا القـيم التـى يحملهــا السـاخر عـن أن القـيم التـى يـلمن بهـ الملمنون بالديمقراطية غامضة كل ال موب!

Page 120: مقالات فى الفكر الأنسنى

120

ون يكتفـــى إدوارد بت كيـــد الـــرواج الـــذي نهتـــه فكـــرة المفكـــر أو الباحـــت األنســـني غير الملت،مح المختص بحقل ثقافى بعينهح فى النصف الثانى مـن القـرن العيـرين. بـل

ول إنـــهح كباحـــت أكـــاديمي ومـــدرس لـــألدب ال ربـــيح نيـــ فـــى نـــرا يـــذهب إلـــى حـــد القـــحضن فكرة انختصاص هذ ح وهى ـ فى رأيه ـ فكرة أيديولوجيـة فـى العمـت ومترسـملة ـــى أنهـــاح فـــى أهـــل تقـــديرح رســـخت فهمـــا ـــى الـــدرجات. عـــالوة عل ـــى أعل وملسســـاتية إل

حقبـات تاريخيـة سياسيا وجامدا إلى أبعد حد للتاريأ األدبي. فطبقا ندواردح كانت ثمـةمتعاهبـــة ومللفـــون رميســـيون ومفــــاهيم رامـــدة هابلـــة للبحــــت والتحليـــل المقـــارنح غيــــر أن أيديولوجيا حقل انختصاص ذاته لم تكن هابلة للفحص الجذري أبدا. وهو األمر الـذي ن يكـــــن لفراويـــــاح تجـــــا الواهـــــع رم ادوارد ســـــعيد ناجمـــــا عـــــن موهـــــف غيـــــر هســـــريح وا

أنه األفضل بين األمم!األمريكى الذي ي فترب ح هـــو 1457وكـــان صـــدور ســـفر نـــورثروب فـــراي بعنـــوان "تيـــري النقـــد" عـــام

الـذروة وفـى اآلن ذاتـه التعبيـر التجـاو،ي والنـ،ت إلـى حـد غريـب لتلـك اآللـة المعقـدة بـل محمومة الحركـة. إذ كـان الهـدف مـن وراء لـيس أهـل مـن السـعي إلـى توليفـة باليكيـة ـ

ام األنسـني وهـد انـتلم فـى عـالم مصـ رح يكمـن فـى هلبـه ـ هلـب اختـرا للنلـ )*(يون يـةفــراي ـ مــا يســميه باليــك "األلوهــة البيــرية"ح وهــو انســان كــونى يمــارس مهمتــه تجســيدا

ـــــ يهــــودي. بيــــد أن الملفــــت هــــو مــــا كــــان للتصــــاميم لمعيــــار مركــــ،ي أوروبــــي مســــيحىليــــوت واتبــــاعهم والتقاليــــد والتــــداوم فــــى التقاليــــد األدبيــــة التــــى اهترحهــــا مرنولــــد وفــــراي وا

المختلفـــونح علـــى مـــا بيـــنهم مـــن اختالفـــاتح مـــن ســـمات عديـــدة ميـــتركةح فكلهـــا تقريبـــا ذكوريــة وصــادرة عــن مرك،يــة أوروبيــةح تحركهــا األنــوا األدبيــة أو "النمــاذج األصــلية"ح كما كان فراي يسميها. وهو ما استوهف ادوارد سعيدح ودعا للتسـالل عمـا إذا كـان مـاأنتجــه فــرايح بمــا هــو التوليفــة األخيــرة لنلــرة كونيــة داخــل الن،عــة األنســنية األمريكيــةح ي عـــد بحـــت نلـــرة كونيـــة ليبراليـــةح يع،،هـــا ان،دهـــار والقـــوة العاتيـــانح أم أنـــه مجـــرد ،ينـــة

لتجميل واهع هذر..!

Page 121: مقالات فى الفكر الأنسنى

121

فمـــن منلـــار اليـــروط الجامـــدة لنلـــام فـــرايح لـــم يكـــن للروايـــة ون للمســـر مـــثال ــــــك صــــــلة فع ــــــة والسياســــــية وانهتصــــــادية المخصوصــــــة )ناهي ــــــاللروف التاريخي ــــــة ب لي

باللروف انيديولوجية( الملدية إلى نيومهما. واألكيد أن فكـرة وجـود نـو أدبـي يسـمى كتابـــة "نســـوية" أو "أهلويـــة" لـــم يـــدخل هـــط نلـــام فـــرايح ون هـــو دخـــل عـــالم الفاعليـــة أو

ضــالية الهادمــة. ثــم إن القوميــةح مــثالح لــم العمـل اننســنيين الــذي مثــل فــراي مترتباتــه النـــم تحـــل ســـطوة ملسســـات مثـــل تلعـــب أي دور فـــى الســـرديات التـــى يناهيـــها فـــراي. ولالنلـــام الملكـــي واليـــركات الكولونياليـــة ووكـــانت اســـتيطان األراضـــى بـــ ي اهتمـــام مـــن جانــب فــراي علــى انطــالتح ن فــى هراءتــه ألعمــال يكســبير أو جــاين أوســتن أو بــن

. ويبــدو الت ييــب أيـــد وطــ ة عنــدما يتنــاول أمهـــات األعمــال عــن ايرلنــدا مـــن جونســونسبنســر إلــى و. ب. ييــتس وأوســكار وايلــد وجــيمس جــويس وبرنــارد يــوح علمــا أنــه يقــع

فى صميم هموم هلنء جميعا مسامل رسم حدود األرب وتملكها بالذات.

ن هــــبلهمح هكــــذاح وبكــــل بســــاطةح أســــقط فــــراي ومعاصــــرو ح و"النقــــاد الجــــدد" مــــالصــرا حــول الملكيــةح ســواء أكانــت ملكيــة األراضــي أو الحــدود األمريكيــة أو األهــاليم الكولونياليـةح علــى الــرغم مـن حضــور ذاك الصــرا فـى انتــاج باليــك نفسـهح الــذي تــ ثر به نلام فـرايح ناهيـك عـن ديكنـ، وجـاين أوسـتن وفينيمـور كـوبر وهرمـان ملفـل ومـارك

ين ارتقــت أعمــالهم إلــى مصــاف األعمــال الكالســيكية. حتــى تــوين وجميــع المــللفين الــذأن مفــردة "العــرت" ن تــرد أصــال عنــد فــراي. أمــا العبوديــة ـ التــى كــان لهــا عالهــة مــا بالحفال على ملكوت السـموات علـى األرب ـ فلـم تحـل بـ ي اهتمـام عنـد فـراي ومثلهـا

تسالل ادوارد عما إذا كان األدب الذي أنتجه األرهاء والفقراء واألهليات! وهو ما يع،، ما أنتجه فراي مجرد ،ينة لتجميل واهع هذر!

وفـــى اطـــار ســـعيه للبرهنـــة علـــى أن تحـــونت أساســـيةح صـــامتة حينـــاح وأحيانـــا محرومــة ممــن يقــدرها حــت هــدرهاح هــد طــرأت فــى األســس ذاتهــا التــى هــام عليهــا الفكــر

حـــدةح تنـــاول ادوارد ســـعيد األنســـني والممارســـة األنســـنية لـــ،من طويـــل فـــى الونيـــات المتبالنقد عنصرين رمهما يلعبان دورا مهما ونفتا فـى النلـرة الكونيـة األنسـنية التـى أوج،نـا ن لــم يحليــا بمــا يســتحقان مــن انعتــراف: العنصــر األولح للتــو وصــف ادوارد لهــاح وا

Page 122: مقالات فى الفكر الأنسنى

122

هو الفكرة القاملة إن األدب يوجد ضمن إطـار وطنـى افتراضـى. والعنصـر الثـانىح هـو فتراب أن األيياوات األدبية واأليعار ال ناميـة والمسـرحيات الم سـاوية أو الروايـات ان

تنوجـد فــى يــكل ثابــت أو علـى األهــل فــى يــكل يمكــن التعـرف إليــه بانتلــام. وكمــا هــو متوهعح أثبت إدوارد أن البلبلة أصابت انفتراضين معا!

رة القاملـة إن هصـيدة فطبقا للرجلح يكتنف مقدار كبير من اليك والنقصـان الفكـ غناميـــة لـــورد،ورت هـــى نتـــاج األدب اننجليـــ،ي فـــى القـــرن الثـــامن عيـــر أو هـــى نتـــاج عبقــري فــردح أو إنهــا تحتــل موهــع العمــل الفنــى المختلــف والمتمــاي، عــن أعمــال أخــريح مثل المنايير السجالية والرسامل والنقايـات البرلمانيـة والبيانـات الدينيـة أو القانونيـة أو

. تلــك اليــكوك ومــا يضــارعها مــن أبحــات عــن الجماعــات وصــالت النســب بــين ســواهاــــات والبنــــى التحتيــــةح وكــــذلك الصــــالت بــــين ــــاب والتيــــكيالت انجتماعيــــة والطبق الكتالمعرفـــة والســـلطةح هـــد بـــددت األطـــر القوميـــة والجماليـــة والحـــدود والتخـــوم تبديـــدا كليـــا

ات مثــل "المللــف" و"العمــل" و"األمــة"ح تقريبــا! فلــم تعــد ـ والكــالم نيــ،ال ندوارد ـ كلمــبالتــاليح مقــونت موثوهــة كمــا كانــت مــن هبــل. علــى أن هــذا ن يعنــى هــط إنكــار وجــود نمـا يعنـى تعقيـد واخـتالف أنمـاط تملهـرهم ن كان هـذا جنونـاح وا المللفين والمللفاتح وا ـــدما نجـــ،م أن ورد،ورت كتـــب هـــذ إلـــى درجـــة التيـــكيك فـــى أي اطممنـــان يســـاورنا عنالقصـــــيدة "أ" أو "ب"ح وهــــــذا كـــــل مــــــا فـــــى األمــــــر. فـــــال ورد،ورت ون القصــــــيدة "أ" أو القصيدة "ب"ح بما هما مجموعة أفكارح تقع بمنـ ي عـن التمحـيص التيـكيكي لحـدودها

وفاعليتها التفسيرية والعمت المعرفي.

ولــم يفــت إدواردح كعادتــهح أن ي دهيــنا بقولــه إن هــذ األفكــار الم عرضــة للتحــدي م تختـفح ولـو أنهـا أحيانـا ت ثيـر الكثيـر مـن اليـكوك والوسـاوسح وهـو مـا يجعلهـا غيـر ل

صــالحة لالســتعمال! يقــول إدوارد هــذاح رغــم اهتناعــهح مــثالح ب نــه ي عــد جنونــا اندعــاء بــــ ن الكتــــاب والموســــيقيين والرســــامين ينتجــــون أعمــــالهم ك نمــــا علــــى صــــفحة بيضــــاء!

نمـا فالعالم موسوم أصالح عميت الوسمح لـ يس فقـط بعمـل الكتـاب والفنـانين السـابقينح وا أيضــا بكـــم ضـــخم مـــن المعلومــات والخطابـــاتح تتحيـــد فـــى الــوعى الفـــردي اليـــومح مـــع المدي السيبرنيطيقى واألرييف الضـخم مـن المـواد التـى تـدهم الميـاعر مـن كـل حـدب

Page 123: مقالات فى الفكر الأنسنى

123

الحيـ، وصـوبح بحيـت ن يعـود بمقـدورنا ـ بـرأي ادوارد ـ القـول بثقـة كاملـة أيـن ينتهـىالفــردي أو الخــاص وأيــن يبــدأ الحيــ، العــامح ذلــك أن حركــة ســير جديــدة صــاخبة تجــري

بين الحي،ينح يتداخل الواحد منهما فى اآلخر ويعدل فى تكوينه!

وفــى انطــار نفســهح تحــدت ادوارد عــن تــ،امن نهايــة الحــرب البــاردةح التــى يقــول نــــدت واســــت خدمت خاللهــــا الرليــــة المرك،يــــة األوروبيــــة فــــى مهمــــات ،ادت مــــن ب نهــــا ج

تيويه سمعتهاح مـع عـدد مـن الت يـرات المهمـة األخـري التـى عكسـتها الحـروب الثقافيـة خـــالل الثمانينيـــات والتســـعينيات: مـــن هبيـــل النضـــانت ضـــد الحـــرب فـــى فيتنـــامح وكـــذا ــــات وتضــــافر مجموعــــة مبهــــرة مــــن ــــ، العنصــــري داخليــــاح وانبث النضــــانت ضــــد التميياألصـوات اليـقاهية ـ تلسـس علـى اعـادة اكتيـاف أصـوات يـقاهية أهـدم عهـدا ـح س ـمع عنهــا ويــوهدت عبــر أرجــاء العــالم أجمــعح وذلــك فــى هطاعــات تاريخيــة وأنثروبولوجيــة وأهلويــة وغيرهــا مــن القطاعــات المهميــة والم عارضــة فــى الفــرو الرميســية لالنســانيات

إدوارد المهـــم عمــا نحلـــه مــن حـــدوت ت يـــر والعلــوم انجتماعيـــة. إضــافة إلـــى حــديت عليم فى صفوف طالبه فـى جامعـة كولومبيـاح إذ أنهـم ت يـروا مـن غالبيـة مـن الـذكور

ح إلــى الرجــال والنســاء المتعــددي انثنيــة والل ــة 1462البــيبح درســهم أول األمــر عــام بطــيء الــذين درســهم نحقــا. وهــى أمــور رأي ادوارد أنهــا أســهمت فــى الت يــر ال،ل،الــي ال

فى المنلور األنسني فى مطلع هذا القرن.

ولـــم يكتــــف ادوارد بـــذلكح فرأينــــا يــــ،خم وجهـــة نلــــر بحــــديت مخـــر عــــن نجــــا ن يكـن هـد ت جـل اعتمـاد الدراسات األفريقية األمريكيـةح بمـا هـى حقـل أنسـني جديـد ـ وا

ى طــويال إلــى حــد التحــول إلــى فضــيحةح أو ه مــع تملهــر بمــا هــو حقــل أنســني م مثــل فــالعــالم األكــاديمى ـح فــى تحقيــت أمــرين اثنــين: أونح وضــعها موضــع تســالل اليــمولية اليـــعاريةح بـــل المنافقـــةح للفكـــر األنســـني الكالســـيكي ذي المرك،يـــة األوروبيـــة وثانيـــاح ت سيســها أهميتهــا وراهنيتهــا الخاصــتين بمــا هــى مكــون أساســي مــن مكونــات األنســنية

ســــب ادواردح أبــــان هــــذان التحــــونن بــــدورهما كيــــف األمريكيــــة فــــى الوهــــت الــــراهن. فبحاست نت الفكرة األنسنية األمريكية لمـدة طويلـة جـدا عـن التجـارب التاريخيـة لألمـريكيين اإلفريقيين وللنساء والجماعات المحرومة والمهميةح وهو مـا فضـ اتكاءهـا علـى فكـرة

Page 124: مقالات فى الفكر الأنسنى

124

بيــــرات ت دبــــاح عمليــــة عــــن الهويــــة الوطنيــــة منقحــــة ومختصــــرة جــــداح طبقــــا ألكثــــر التعومحصـــورة ت كيـــدا فـــى مجموعـــة صـــ يرةح كـــان ي لـــن أنهـــا ممثلـــة للمجتمـــع األمريكــــى ب ســر ح مـــع أن الفكـــرة تت افـــل فعـــال عـــن هطاعــات واســـعة منـــهح هطاعـــات لـــو انـــدمجت لكــان انــدماجها أكثــر أمانــة للتــدفت المســتمر وأحيانــا للعنــف المــ،عج اللــذين همــا أبــر،

ثقافي فى امريكا.سمات واهع الهجرة والتعدد ال

ــــــه الرامــــــع والممتــــــع للتحــــــونت األساســــــيةح الصــــــامتة حينــــــاح وفــــــى ختــــــام تحليلوالمحرومـــة أحيانـــا ممـــن يقـــدرها حـــت هـــدرهاح التـــى طـــرأت فـــى األســـس ذاتهـــا التـــى هـــام عليهـــا الفكـــر األنســـني والممارســـة األنســـنية لـــ،من طويـــل فـــى الونيـــات المتحـــدةح يقـــرر

اســـــترجاعية علـــــى معلـــــم تـــــاريأ الحركـــــة األنســـــنية ادوارد ســـــعيد إن مـــــن يلقـــــى نلـــــرةاألمريكية فـى القـرن العيـرين م ضـطر للقـول إنهـا ابت ليـت بلـون مـن المرك،يـة األوروبيـة ن يمكــن أن يبقــى مــن غيــر مســاءلة. فاهتصــار الــدروس الجامعيــة علــى عــدد هليــل مــن

ون منــــه عــــالم الروامــــع ال ربيــــة المترجمــــة والمبجلــــة ال،امــــاح وتضــــييت الــــدامرة عمــــا يتكــــال ــربيينح وتجاهــل تراثــات ـ اســالمية وهنديــة وصــينية وأفريقيــة..إلأ ـ ول ــات تبــدو خارجــة عــن تصــنيف مـــا هــو محتــرم أو مكــرسح كـــل هــذ األمــور يــري ادوارد وجـــوب التخلص منها أو على األهل اخضاعها لنقد أنسني جذري. فمعرفـة الكثيـر عـن تراثـات

ح يجـب أن يحـول بـين األمـريكيين وبـين اللـن بـ ن أخريح وهـو مـا يـرا ادوارد حاصـالاألنسنية ي مكن أن تكون ممارسـة غربيـة حصـرا! وبعبـارة أخـريح يحتـاج الفكـر األنسـني ومــادة اننســانيات فــى الونيــات المتحــدة ـ فــى رأي إدوارد ـ إلــى اعــادة ت مــل واعــادة

يفقـدا الهويـة الفعليـة تـ،خيم. ألنهمـا مـا إن يتحـون إلـى تـرات ـ كمـا الموميـاءات ـ حتـى ويصيرا مجرد أدوات تبجيل وهمع!

أنسنية إدوارد في إطار الممارسة

يقـول المفكـر األنسـني إهبـال أحمـدح فـي تقديمـه المتميـ، لكتـاب "القلـم والســيف"ح الذي يضم مجموعة حوارات مهمة وممتعـةح أجراهـا اإلعالمـي البـار، دافيـد بارسـاميان

وارد سعيد واحد مـن األيـخاص النـادرين الـذين عرفـت حيـاتهم : "اد(14)مع إدوارد سعيد

Page 125: مقالات فى الفكر الأنسنى

125

تطابقا مدهيا بين المثاليات والواهعح والتقاء بين المبـدأ المجـرد والسـلوك الفـردي. ومنـذ ـــع الصـــيت "انستيـــرات" فـــي عـــام ح فـــان كلمـــة )جريمـــة( هـــد 1472أن نيـــر كتابـــه ذام

يـةح فـان جرأتـه ملموسـةح وهـي است خدمت غالبـا لوصـف كتاباتـه الثريـة. فـي الحيـاة الفعلمصــدر الهــام وراحــة لألســرة واألصــدهاء. وهــد تــذكرت حادثــة جــرت هبــل بضــع ســنوات. كـــان ثالثـــة مـــن األصـــدهاء يتنـــاولون طعـــام ال ـــداء فـــي بيـــروت مـــع فـــاي، أحمـــد فـــاي،ح الياعر الباكستاني الذي فر من استبداد محمد ضياء الحت ـ رميس باكسـتان حينـذاك ـ

يـــا ليتخـــذ لـــه ملجـــ ن كـــالمالج فـــي لبنـــان الـــذي كانـــت تم،هـــه الحـــرب المـــدعوم أمريكاألهليــة. كــان إدوارد ســعيد منســجما تمامــا بينمــا را فــاي، يلقــي هصــيدة )أغنيــة المهــد لطفــل فلســطيني(. عنــدها بالضــبط انــدلعت معركــة حاميــة باألســلحة الناريــة فــي مكــان

ا نحـــن ال،بـــامن فـــي الباحـــة. هريـــب. هـــرب النـــدل مســـرعين إلـــى الـــداخلح ولـــم يبـــت ســـوانتوهفــت غري،يــا عــن ترجمــة هصــيدة فــاي، مــن األوردو إلــى اإلنكلي،يــةح ونلــرت بتســالل إلى صديقنا الثالت الذي يعرف بيروت ومقاتليهـا جيـدا. حثنـي إدوارد هـامال: "هيـا تـابع"

وك نه لم يحدت ييء غير عادي ح وتابعنا.."!

الكريم كلماته في حت يإلى هارم سوتأ: من هو إهبال أحمد الذي لمن يس لو إهبال أحمد هو أستاذ العلوم السياسيةح المولود في الهند عام أ جيب: إدوارد سعيدس

. وهو المحارب الذي وجد في ذاته انجذابا 1444ح والم توفى في باكستان عام 1422مريكا أو فطريا نحو الحركات الممثلة للمقهورين والمضطهدينح أينما كانواح سواء في أ

البوسنة أو اليييان أو جنوب لبنان أو فيتنام أو العرات أو يبه القارة الهندية! إذ كانت له دراية واسعة بالتاريأح وكان ي طالب دوما بالن ي بالدين والقومية عن النهب والعنفح باعتبارهما مدخال ملكيا لألصولية واليوفينية واإلهليمية! إهبال هو من ح،ن

: "إن األنسنية والعلمانية لم يملكا صديقا أفضل من عالم (15)ته ورثا بقولهإدوارد لمو انعتداد بكلمات حهارمي الكريم حالسياسة وداعية السالم إهبال احمد"! فهال ياركتني

أن يحول ذلك انعتداد ـ بطبيعة الحال ـ يريطة إهبال أحمد في حت رفيت دربهس! ياكح بهامش من الي مدي صدت تلك الكلماتح باختبار لنا كح يسم دون احتفالي وا

! على نحو ما س فعل نحقا

Page 126: مقالات فى الفكر الأنسنى

126

ولسوف أ وج،ح لنفسي ولكح أيها القارر الكريمح بعب أهم وأبر، القناعات اندورية المرتبطة بممارسات ادوارد سعيد األنسنيةح والتي ن بد وأن أكون هد عرضت

ح في الج،مية السابقةح في إطار لها أو ل يرهاح ولو على نحو متناثر وغير مبايرعرضي لدراسة إدوارد الثمينة للحركة األنسنية والممارسة النقدية في الونيات المتحدة ياك من اختبار ذلك التناغم الجبارح األمريكيةح لما لذلك من أهمية في تمكيني وا الذي تحدت عنه المفكر األنسني إهبال أحمدح بين هناعات ادوارد سعيد وبين

مارساته األنسنية. غير أنى أتوهع أن تتفهمح أيها القاريء الكريمح أن انهتباسات مح بما تنطوي عليه من هناعات ادوريةح أعج، بحتح وألن غيري (16)اندورية التالية

يعج، أيضاح عن وصف مدي روعتها وجاللهاح هابلةح وبيكل عبقري وم لهمح ألن أروهة ح تتجاو، بكثير ما يحدت داخل تنسحبح على هضايا عامةح مهمة وخطيرة

ح مدرسا وناهدا وباحثا سعيد الجامعة والدوامر األكاديميةح ذلك العالم الذي عرفه إدوارد هانعا بالفكر األنسنيح أكثر من سوا :

[ "إنني أتعامل مع النقد بجديـة يـديدةح تصـل إلـى درجـة اإليمـان ب نـهح حتـى 1]نـــب أحـــد أطرافهـــاح يجـــب أن يكـــون هنـــاك نقـــد فـــي خضـــم معركـــة يقـــف فيهـــا الفرد..بجا

ذاتـــي. فالبـــد مـــن وجـــود وعـــي نقـــديح كـــي تكـــون هنـــاك هضـــايا وميـــاكل وهـــيم وحتـــى حيــوات نناضــل مــن أجلهــا..فينب ي علــى النقــد أن ينلــر لنفســه بوصــفه عنصــرا ي ثــري الحياةح وفى حالة تضاد بناءة مع كل أيـكال الط يـان والسـيطرة وانسـت الل ف هـداف

انجتماعية هي المعرفة الالهسرية وغرضها الحرية اإلنسانية"! النقد

[ "..الفكـــر النقـــدي ن يخضـــع لجيعـــا، بانلتحـــات بالصـــفوف للميـــاركة فـــي 3]حرب على هذا العدو الرسمي أو ذاك. فبعيدا عن تصادم الحضارات الم صنع مسـبقاح

بكة واآلخــذة يفتــرب بنــا اننكبــاب علــى عمــل دءوب ميــترك علــى الحضــارات المتيــابعضـــها مـــن بعـــب والمتعاييـــة بيـــكل أعمـــت ممـــا تـــوحي بـــه أنمـــاط الفهـــم انخت،اليـــة الم،يفــة. غيــر أن طريقــة الفهــم األرحــب هــذ تتطلــب وهتــا وأبحاثــا صــبورة وم،يــدا مــن النقــدح وتت ــذي مــن اإليمــان بمجتمــع فكــري يصــعب الحفــال عليــه فــي عــالم هــامم علــى

ــــة ومــــن الحــــدت اســــتعجال الفعــــل وردة الفعــــل. فاأل ــــادرة الفردي ــــذي مــــن المب نســــنية ت ت

Page 127: مقالات فى الفكر الأنسنى

127

اليخصــي ولــيس مــن األفكــار المســقطة ومــن احتــرام الســيادة. فيجــب هــراءة النصــوص على أنها نتاجات لها في التاريأ حي، معين تعيش فيه بيكل مجسد".

[ "..انلــــر إلــــى كامــــل تــــاريأ الن،عــــة األنســــنية والمــــذهب النقــــدي ـ وهمــــا 2]أكبر عدد من الثقافات والحقبـات ال،منيـة تسـتطيع إحصـاء ح تجـد مترابطان حكما ـ في

أن مــا مــن إنجــا، إنســاني علــيم تحقــت إن وحــوي مكونــا هامــا مــن مكونــات الجديــد أو كانت له صلة بهح أو هبول بما هـو األجـد بـين كـل مـا هـو صـحي ومثيـر فـي فـن تلـك

ريا األطروحــــة الرجعيــــة الحقبــــة أو فكرهــــا أو ثقافتها..هــــذ القاعــــدة العامة..تنســــف جــــذالقاملـــة إن تبجيـــل مـــا هـــو تراثـــي أو إتبـــاعي يتعـــارب حكمـــا مـــع التجديـــدات فـــي الفـــن ـــامين األهســـى ـ ـــالتر بني ـــد كـــل البعـــد عـــن مالحلـــة ف والفكـــر المعاصـــرين. وهـــو بعيواألصوب ـ التي تقول إن كل وثيقة من وثامت الحضارة إنما هـي أيضـا وثيقـة همجيـة.

نهــا أساســا حقيقــة إنســانية م ســاوية عليمــة الم ــ،ي. ن يســتحقها وهــى فكــرة تبــدو لنــا أاألنســنيون الجــدد إطالهــا وهــم الــذين يــرون إلــى أن الثقافــة المكرســة لــن تكــون صــحية أساسا إن إذا كانت نقيةح وخالصية على نحو تبسيطينح فى نهاية المطاف. ولكن مـا

ا وأمــالح يوجــدح علــى مــا يبــدوح دامــت أميركــاح تمثــل لجميــع الوافــدين إليهــا الجديــدح وعــدســـبب وجيـــه جـــدا لـــربط األنســـنية األميركيـــة ربطـــا محكمـــا بطاهـــات ونخعـــات ومفاجـــ ت

وتعرجات ما هو دامم الوجود وبالجديد والمختلف الذي يصلنا..".

[ "..ن يمكن أن توجد ن،عة أنسنية حقة ينحصر مـداها فـي التبجيـل الـوطني 4]نا. فاألنسنية هي بذل كافة جهود المرء في الل ة مـن أجـل لفضامل ثقافتنا ول تنا ورمو،

أن يفهم منتجات الل ـة فـي التـاريأ ويـدرس ل ـات أخـري وتـواريأ أخـري ويعيـد ترجمتهـا ويتعـــاطى معهـــا. وبحســـب فهمـــي ألهميتهـــا اليـــومح ليســـت األنســـنية طريقـــة فـــي تـــدعيم

هـالت و إعـادة وت كيد ما هد عرفنا "ه" وأحسسنا "ه" دوماح و إنما هي وسيلة ت سـالل وا صياغة للكثير الكثير مما يقـدم لنـا اليـوم علـى أنـه يقينـات مسـلعةح معلبـةح م لقـة علـى النقـــاشح وميـــفرة علـــى نحـــو غيـــر نقـــديح بمـــا فيهـــا تلـــك الموجـــودة فـــي روامـــعح يجـــري حيــرها جميعــا فــي حليــرة "الكالســيكيات". يصــعب القــول إن عالمنــا الفكــري والثقــافي

Page 128: مقالات فى الفكر الأنسنى

128

ــــة عــــن مجموعــــ ــــافر كناي ــــاألحري تن ــــراء: إنهــــا ب ــــات الخب ــــة مــــن خطاب ة بســــيطة وبديهي مضطرب من المدونات غير المحسومة..".

[ "لعــل الحماســة الدينيــة أخطــر مــا يتهــدد الميــرو األنســنيح طالمــا أنهــا فــي 5]طبيعتهـــا كليـــة العـــداء للعلمانيـــة والديمقراطيـــةح بـــل هـــي تيـــكلح فـــي أيـــكالها السياســـية

الالإنســانية ت،متــا وأيــدها ان الهــا علــى النقــاش إطالها..واألكيــد األحاديــةح أكثــر أيــكالأن الحفــال علــى منلــور علمــاني متكامــل هــو جــ،ء أساســي مــن الرســالة األنســنية..إن التعصب الديني هو التعصب الديني كامنا من كان الـداعي إليـه أو ممارسـه. ون عـذر

ديني("!لمن يكون يعار )إن تعصبنا الديني خير من تعصبكم ال

[ "..صـــحي أنـــه فـــي مقـــدور المـــرء أن يكتســـب الفلســـفة والمعرفـــةح غيـــر أن 6] هابلية الذهن البيري نرتكاب الخط )بديال من تحسنه المطرد( مستمرة مـع ذلـك. لـذا يوجـــد فـــي المعرفـــة اإلنســـانية دومـــا يـــيء غيـــر مكتمـــل جـــذرياح يـــيء ملهـــت ونـــاهص

ل الفكـرة األنسـنية بخلـل تكـويني م ســوي ن وهابـل للطعـن والمجادلـة..وهو مـا يصـيب كــهبـــل لهـــا أن تـــتخلص منـــه..يجب انعتـــراف بالعنصـــر الـــذاتي فـــي المعرفـــة والممارســـة األنســـانويين والتصـــال معـــه نوعـــا مـــاح طالمـــا أن ن فامـــدة ترجـــى مـــن محاولـــة تحويـــل

األنسنية إلى علم حيادي وحسابي".

ألنســــنية م طالبــــة بــــ ن تنقــــب فــــي [ "إنــــي أعتقــــد اعتقــــادا جا،مــــا أن الن،عــــة ا7]صنوف الصمت المختلفةح وفى عوالم الذاكرةح للجماعـات المرتحلـة الناجيـة بالكـاد مـن الفنــاءح كمــا فــي أمكنــة النبــذ والحجــبح لتســتخرج نمطــا مــن اليــهادات ن تجــد طريقهــا إلى تقارير المراسلينح مـع أنهـا تتعلـت أكثـر فـ كثر بالكيفيـة التـي بهـا تنجـو مـن الطحـنوالمعــس واإلجـــالء ـ التـــي هـــي مـــن أبـــر، ســـمات العولمـــة ـ بيمـــة مســـت لة اســـت الن مضاعفا واهتصاديات وأمم ص ري كفافيةح ويعوب مهمية أكانـت تقـع خـارج عواصـم

المرك، )انمبريالي( أو داخله".

"..األنســـنية ن تمـــت بصـــلة إلـــى اننكفـــاء ون إلـــى اإلهصـــاء. بـــل بـــالعكس [ 2]هو التمحيص النقدي لأليياء بما هي نتـاج للعمـل البيـري وللطاهـات تماما: إن هدفها

Page 129: مقالات فى الفكر الأنسنى

129

علــى التحــرر والتنــوير. وعلــى القــدر ذاتــه مــن األهميــة يقــع التمحــيص النقــدي البيــرية لســوء القــراءة وســوء الت ويــل البيــريين للماضــي الجمعــي كمــا للحاضــر الجمعــي. فلــن

أســا علــى عقــب. و لــن يوجــد يوجــد هــط ســوء ت ويــل ن يمكــن مراجعتــه وتحســينه وهلبــه ر هــط تــاريأ ن يمكــن اســتعادتهح إلــى حــد مــاح وفهمــه بيــ ف بكــل مــا فيــه مــن عــذابات نجــا،ات. وعكســاح لــن يوجــد هــط مللمــة ســرية معيبــة أو هصــاص جمعــي وحيــي أو وا خطــة ســيطرة إمبراطوريــة معلنــة لــن يمكــن فضــحها. بالت كيــدح تقــع هــذ كلهــا أيضــا فــي

لـــى الـــرغم مـــن الحكـــم بـــالتخلف األبـــدي الـــذي تصـــدر كـــل صـــميم التربيـــة األنســـنيةح عالفلسـفة المحافلـة الجديـدة الم،عومـة علـى طبقـات وأعـرات ب كملهـا مبرهنـة ـ إذا كانـت البرهنــة هــي الكلمــة المناســبة ـ بواســطة أســوأ التــ ويالت الممكنــة للداروينيــةح إن بعــب

يــة التجــارةح فيمــا بيــر البيـر يســتحت الجهــل والفقــر والمــرب والتخلــف وفقــا ألحكــام حر مخـــرون تســـتطا هـــولبتهم بواســـطة بـــرامج المصـــانع الفكريـــة وسياســـاتها لتحـــويلهم إلـــى

نخب جديدة".

[ "..إذا كنــا ن نــدرك أن جــوهر األنســنية هــو إدراك التــاريأ البيــري بمــا هــو 4]مسار متواصل من معرفة الذات وتحقيت الذاتح ليس بالنسـبة إلينـا وحـدناح األوروبيـين

نما بالنسبة لجميع الناسح فهذا يعنـى أننـا لـم نـدرك يـيما و األميركيين البيب الذكورح وا علــى اإلطــالت. توجــد تراثــات حصــيفة أخــري فــي العــالم ح توجــد ثقافــات أخــريح يوجــد عبــاهرة مخــرون . تحضــرني هنــا عبــارة رامعــة لليــو ســبت،رح ألمــع هــارر نصــوص أنتجــه

تــه بمــا هــو مفكــر أنســني أميركــي مــن أصــل هــذا القــرنح الــذي أمضــى مخــر ســنوات حياأوروبــيح يقــول: )األنســني هــو مــن يــلمن بقــوة العقــل البيــري علــى ســبر أغــوار العقــل البيـــــري(. نحـــــل أن ســـــبت،ر ن يقـــــول "العقـــــل األوروبـــــي"ح ون يكتفـــــي بالحـــــديت عـــــن "القـــانون" ال ربـــي. إنـــه يتحـــدت عـــن العقـــل البيـــري وحســـب..بالت كيد يمكـــن للمـــرء أن

كمــا أنــا أهبــلح وجــود إنجــا،ات أعلــم وانجــا،ات أهــل يــ نا فــي الفنــونح بــل وجــود يقبــلح انجا،ات ن تستحت انهتمام كليا )فما من أحد يستطيع أن يحب كـل يـيءح فـي نهايـة المطــاف( ولكننــي لــن أســم أن يقــال إن يــيما أو إنســانا يفقــد صــفته اإلنســانية وي ســقط

نــا أو ألنــه ينتمــي إلــى تــرات مختلــف عــن مــن الحســاب نهاميــا لمجــرد أنــه لــيس مــن أهل

Page 130: مقالات فى الفكر الأنسنى

130

تراثناح أو أنه صادر عن منلور وتجربة م ـايرين أو نـاجم عـن مسـارات إنتـاج مختلفـة عن مسارات اإلنتاج عندناح كمـا هـو حـال صـول بلـو فـي عبارتـه المرعبـة فـي تعاليهـا:

)جدوا لي هرينا لبروست بين هبامل ال،ولو(".

خدامي كلمـــة أنســنيةح هــو الرغبــة فــي تحطـــيم [ "..أول مــا أفكــر فيــهح باســت10]السالســـل التـــي كبـــل بهـــا ولـــيم باليـــك فكرنـــا ب يـــة توليفـــه فـــي عمليـــة ت مـــل تاريخيـــة هياسية. كما أنه يمكن الحفال علـى األنسـنية عبـر يـعور جماعـاتي ميـترك مـع بحاثـة مخــرين ومجتمعــات أخــري وعصــور أخــريح إذ لــيس مــن أنســني بعيــد عــن العــالم. وكــل

مــرتبط بســامر المجــانت كلهــاح ومــا مــن يــيء يحــدت فــي العــالم يمكــن أن يبقــى مجــال معـــــ،ون وســـــليما مـــــن كـــــل التـــــ ثيرات الخارجيـــــة. فعلينـــــا أن نتنـــــاول موضـــــو الملـــــالم نما في إطار مندرج بيكل واسع في التاريأ والحضـارة والواهـع انجتمـاعي والمعاناةح وا

قاش".انهتصادي. ويقوم دورنا على توسيع حقل الن

ـــــي مواجهـــــة 11] ـــــرح ف ـــــل األخي ـــــم أه ـــــدح إن ل [ "..األنســـــنية هـــــي متراســـــنا الوحيالسياسات الالإنسـانية والملـالم التـي تمسـأ تـاريأ البيـرية. وهـد بتنـا نمتلـك هـذا الحقـل الــديمقراطي الميــجع جــدا والمتمثــل بهــذ اليــبكة انفتراضــيةح المفتوحــة للجميــعح وعلــى

ة ون ألي طاغية أو أرثوذكسية أن تتصور ".مستوي لم يكن لألجيال السابق تلـــك كانـــت أهـــم وأبـــر، القناعـــات اندوريـــة المرتبطـــة بممارســـات إدوارد ســـعيد

اختبـار ذلـك األنسنيةح جمعتها وأوردتها بنصـهاح لخطورتهـا وأهميتهـاح كمـا أسـلفتح فـيلـذي تحـدت عنـه اـح بين هناعات ادوارد سعيد وبين ممارساته األنسـنيةـ التناغم الجبار

فـي تقديمـه المتميـ، لكتـاب "القلـم والسـيف"ح والميـار إليـه المفكر األنسني إهبال أحمـدح سلفا. هذا من ناحيةح ومن ناحية أخريح إلغراء القـارر العربـي ـ علـى ندرتـه ـ باإلهبـال علـــى هـــراءة الروامـــع اندوريـــةح علـــى ارتفـــا ثمنهـــاح وكـــذا إهناعـــه بـــالتحول عـــن هـــراءة

فـــاءح هـــي بحـــت "جعجعـــة بـــال طحـــن"ح رغـــم مـــا تلقـــا مـــن حفـــاوةح أراهـــا ن أعمـــال جو تســـتحقها! أهـــول هـــذاح وأنـــا أعلـــم مـــن غيـــريح بصـــعوبة أن تجـــد الروامـــع اندوريـــة فـــي

أجواءنا الثقافية البالية من يتعهدها بانهتمام الكافي!

Page 131: مقالات فى الفكر الأنسنى

131

علـــى أيــــة حــــالح لـــتكن معــــالجتى لممارســــات إدوارد ســـعيد األنســــنيةح محكومــــة يعة القضايا التي لطالما كانت مضمارا لهذ الممارسـاتح فقـد اسـترعى انتبـاهى أن بطب

نيـــاطات إدوارد وأعمالـــهح علـــى تنوعهـــا وثراءهـــاح تتمحـــور حـــول هضـــايا بعينهـــاح ملـــك اهتمــام إدوارد بهــا عليــه عقلــه وهلبــه! إذ ن يكــاد يخلــو حــديت أو كتــاب أو محاضــرة أو

كيــد علــى موهفــه األنســني مــن هضــايا مهمــةح فــى نــدوة أو حــوار ندوارد ســعيد مــن الت مقـــدمتها انستيـــرات وفلســـطين واســـتقاللية المفكـــرح جمـــع بينهـــا جميعـــا كونهـــا هضـــايا

هضــايا خاســرةح دافــع ـ ويالســخرية األمــريــامكة ومثيــرة للجــدلح إضــافة إلــى كونهــا ـ لـذي لـم عنها إدوارد بحماس وارتبط فطريا بها خالل معلم سنى حياته! وهو الموهـف ا

يتحول عنه ادوارد أو يتنكر له حتى رحيله!

قضية االستشرام

ارتــبط اهتمــام ادوارد بهــذ القضــيةح علــى نحــو م لفــتح بســعيه الــدءوب لتكــوين سبيل جديد لنفسه! وت ثر هذا انرتباط كثيراح باعتقاد ادوارد في هول فيكـو إن البـدايات

عتقــاد المتجــذرح والــذي ســاعد علــى ن ت كتيــفح بــل ت صــنع وت خلــت وت صــاوح وأيضــا ابلورتـــه نحقـــا ايـــرافه مـــن مكانـــه المتميـــ، فـــى جامعـــة كولومبيـــا علـــى الحركـــة األنســـنية األمريكيةح فى أهميـة اعـادة ت مـل وتـ،خيم الفكـر األنسـني فـى الونيـات المتحـدةح خيـية

أن يفقد الهوية الفعلية ويصير مجرد أداة تبجيل وهمع!

مــــن عمــــر ح كــــان ادوارد هــــد أكمــــل األيــــياء التقليديــــةح ففــــي مطلــــع الثالثينــــات ووضــع كتابــه األولح "جو،يــف كــونراد وروايــة الســيرة الذاتيــة"ح وبعــب المقــانت. غيــر أنــه وجــد نفســه م طالبــا بــ ن يجــد ســبيال جديــدا لنفســهح وكــان اختيــار المــنهج يــكال مــن

نص الســردي! ولــم أيــكال البدايــةح لكــن المركــ،ي فيــه بــالطبع كــان ميــكلة القــص أو الــيلبت األمر أن تكثف منذ اهتمامه بالبنيويـة ومييـيل فوكـوح ومـدي ومالءمتهـا. وخـالل

ح أنهى ادوارد كتابه "بـدايات: القصـد والمـنهج"ح فـى بيـروتح حيـت 1472ـ1473سنتي هضى السنة األكاديمية متفرغاح وحيـت بـدأ دراسـة العربيـةح علـى يـد أنـيس فريحـةح وهـرأ

Page 132: مقالات فى الفكر الأنسنى

132

يثة والكالسيكيةح إلى جانب التراتح كال ،الي وابن خلـدونح فضـال معه النصوص الحد !(17) عن العديد من النصوص التاريخية واليعرية

ح رأي ادوارد أن مــا يجــري علــى األرب فــى 1472ومــع انــدن حــرب اكتــوبر اليــرت األوســطح عــالوة علــى مــا اكتســبه عبــر تجربتــه اليخصــيةح لــم يكــن يتوافــت أبــدا

وســامل انعــالم األمريكيــة علــى ســبيل المثــال. وأخــذ يتصــور فكرتــه مــع مــا ي كتــب فــىالقاملة أن ما يرا المرء ويقرأ فى ال رب كان جـ،ءا مـن نلـام تمثيـل لـم تـتم بعـد دراسـة تاريخــه ونطاهــه علــى نحــو منهجــى ومعمــت! وكــذا فكرتــه حــول اســتبدال هــذا النلــام ـ

ستيـرات ـح بفضـاء يسـم لليـعوب أن نلام الهيمنة واساءة التمثيل الذي يحمل اسم انح وأثناء هيامه بتصحي مسـودات كتابـه 1474تكتب تواريخها الخاصة بها! وفي يتاء

"بـدايات: القصـد والمـنهج"ح بـدأ ادوارد إبـان وجـود فـي هارفـاردح العمـل علـى انجـا، مــا ح سيصــب نحقــا رامعتــه "انستيــرات"ح والتــى ألنــه وجــد فيهــاح علــى نحــو م بهــر وم لفــت

!(12)سبيله الجديد الذي كان يبحت عنه

ــــدة ــــه ادوارد "انستيــــرات"ح دراســــته الرام ــــدأ ب ــــذي ب ــــراب ال ــــى انفت ــــالنلر إل وبواليــهيرةح نجــد أنــه جــاء م ــايرا تمامــا لالفتراضــات التــى اصــط ل علــى البــدء بهــا فــى

"إن اليـرت : (14)الدراسات ال ربيةح المعنية باليرتح فقد بدأها ادوارد بانفتراب التـاليلــيس حقيقــة خاملــة مــن حقــامت الطبيعــة. فهــو لــيس مجــرد وجــود ثمــةح بالضــبط كمــا أن ال رب نفسه ليس مجرد وجود ثمة. وينب ى أن ن خذ بجدية مالحلة فيكـو العليمـة أن البير يصنعون تاريخهمح وأن ما بمقدورهم أن يعرفو هو ما صـنعو ح وأن نسـحب هـذ

يــة: ذلــك أن مواضــع وأهــاليم وأهســاما ج رافيــة كاليــرت المالحلــة لتنطبــت علــى الج رافوال ـــربح مـــن حيـــت هـــى كيانـــات ج رافيـــة وثقافيـــة ـ دون أن نقـــول يـــيما عـــن كونهـــا كيانــات تاريخيــة ـ هــى مــن صــنع اننســان. ومــن ثــمح فــان اليــرتح بقــدر ال ــرب نفســه

ت عليـه تماماح هو فكرة ذات تـاريأ وتـرات مـن الفكـرح والصـورح والمفـردات التـى أسـب حقيقيـــة وحضـــورا فـــى ال ـــرب ومـــن أجـــل ال ـــرب. وهكـــذا فـــان كـــال مـــن هـــذين الكيـــانين

الج رافيين يدعم اآلخر وح إلى حد ماح يعكسه"!

Page 133: مقالات فى الفكر الأنسنى

133

وفــى تبريــر نهدامــه علــى تبنــى مثــل ذلــك انفتــراب الجديــد والجــريءح تحــدت ب يــة توســيع ادوارد عــن انســجامه مــع اســتناد فــى الدراســة نفســها إلــى "النقــد األنســني"ح

حـــالل فكـــر وتحليـــل أكثـــر عمقـــاح علـــى المـــدي الطويـــلح مجـــانت النضـــال المتـــوافرة وا .(30)مكان التماعات ال ضب الوامضة الالمبررة التى لطالما أسرته هو وغير

وللقاريء الكريم أن يالحل مدي إصرار ادواردح فى تبرير ح على أن يسمي مـا نهــا الكلمــة التــى ترفضــها بــا،دراء الدراســات النقديــة هــام بــه "أنســنية"ح وهــو يعلــم جيــدا أ

الم لوطة فى عصر ما بعد الحداثةح وهـو مـا يعضـد هـولي بـونء ادوارد سـعيد لقناعاتـه وكنـت أوردت سـلفاح األنسنيةح واصرار المـدهش علـى أن تـ تي ممارسـاته تجسـيدا لهـا.

سـتخدامه كلمـة "أنسـنية"ح ت هبا لمثل هذا الموهفح هول إدوارد بان أول مـا يفكـر فيـهح باهـــو الرغبـــة فـــي تحطـــيم السالســـل التـــي كبـــل بهـــا ولـــيم باليـــك الفكـــر ب يـــة توليفـــه فـــي عمليــة ت مــل تاريخيــة هياســية. اضــافة إلــى هولــه بامكانيــة الحفــال علــى األنســنية عبــر يعور جماعاتي ميترك مع بحاثـة مخـرين ومجتمعـات أخـري وعصـور أخـريح إذ لـيس

عـالم. وكـل مجـال مـرتبط بسـامر المجـانت كلهـاح ومـا مـن يـيء من أنسني بعيد عـن اليحــدت فــي العــالم يمكــن أن يبقــى معــ،ون وســليما مــن كــل التــ ثيرات الخارجيــة. وكــذلك نما فـي إطـار منـدرج بيـكل واسـع فـي هوله بوجوب تناول موضو الملالم والمعاناةح وا

ضـطلع المفكـرون بمهمـة التاريأ والحضـارة والواهـع انجتمـاعي انهتصـادي. علـى أن ي توسيع حقل النقاش!

فــــى 1422وفـــى رد علـــى مراجعـــة جـــايمس كليفـــورد العميقـــةح المنيـــورة عـــام

الدوريـة المرموهـة "التــاريأ والنلريـة"ح بمــا هـى أحـد فصــول كتـاب كليفــورد النافـذ "محنــة "ح الثقافة"ح والتى تحدت صاحبها عن وجود مفارهة كبيـرة فـى صـميم كتـاب "انستيـرات

وهــى النــ،ا بــين انحيــا، ادوارد األنســني المعلــن والملكــدح وبــين ن،عــة العــداء لألنســنية التــى ينطــوي عليهــا موضــو الكتــاب ومقاربــة ادوارد لــذلك الموضــو ! إذ نعــى كليفــورد علــى ادوارد "اننتكاســة إلــى أنمــاط الت صــيل ذاتهــا التــى يهاجمهــا )كتــاب انستيــرات("ح

"متــورط علــى نحــو ملتــبسح بعــادات انجمــال التــى تتبعهــا وكــذا تــذمر مــن أن الكتــابالن،عـــة األنســـنية ال ربيـــة". اضـــافة إلـــى اســـتطراد كليفـــورد فـــى مكـــان تـــال مـــن مراجعتـــه

Page 134: مقالات فى الفكر الأنسنى

134

المهمــــة هــــامال: "إن وضــــعية ادوارد النقديــــة المعقــــدةح بمــــا فيهــــا مــــن تنــــافرات ن يمكــــن عـراب مـا يعـانى رفضها على أنها مجرد يـواذ مـن اليـواذاتح وانمـا هـى عـرب مـن أ

منـه الكتـاب مـن محنـة هلقـة"ح مضـيفا أن "مراوحـات الكتـاب ـ يقصـد انستيـرات ـ هـى . (31)من خصامص تجربة ت،داد يمون"

أهول إن إدوارد فى رد على مراجعـة جـايمس كليفـوردح يقـرر أن النقطـة المثيـرة ارت أساسـا مـع فيها هى الطريقة التـى بهـا يصـف كليفـورد الفكـر األنسـني علـى أنـه متفـ

النلريـة المتقدمـة التـى يـدد عليهـا بنــو خـاص واسـتلهمهاح نلريـة مييـال فوكـو. حتــى أنــه اتفــت مــع هــول كليفــورد أن تلــك النلريــة المتقدمــة هــد تخلصــتح إلــى حــد كبيــرح مــن أنماط الت صيل وانجمال التى ت لب على الفكرة األنسنية. غيـر أن ادوارد لـم يلبـت أن

مال إن كليفورد كان على حت فى غير وجه.استدرك كعادته هافوفود النلرية الفرنسية إلى الجامعات األمريكية واننجلي،يةح خالل السـتينيات

والســـــبعينياتح أدي إلـــــى اســـــداء ه،يمـــــة هاســـــيةح إن لـــــم نقـــــل ضـــــربة هاضـــــيةح للتـــــرات سـان األنسنيح على يد هوي البنيوية وما بعد البنيويةح وهـد بيـرت هـذ وتلـك بمـوت انن

بمــا هــو مللــفح ملكــدة غلبــة األنلمــة المعاديــة لألنســنية كمــا تعبــر عنهــا أعمــال ليفــي ن كـــان واحـــدا مـــن أوامـــل النقـــاد الـــذين يـــتراوس وفوكـــو ذاتـــه ورونن بـــارت. وادواردح وا تنـاولوا النلريـة الفرنسـية وناهيـوها فـى الجامعـات األمريكيـةح بيـد أنـه لـل غيـر متـ ثر ـ

ت ـ بمـــا تحملـــه تلـــك النلريـــات مـــن عـــداء لاليـــديولوجيا كمـــا نحـــل كليفـــورد عـــن حـــاألنسنية. وهو مـا ي رجعـه ادوارد إلـى اهتناعـه الراسـأح والميـار إليـه سـلفاح بامكانيـة نقـد المذهب األنسني باسم الفكرة األنسنيةح وامتناعه عن اخت،ال الن،عـة اننسـنية إلـى تيـار

فـورد. وكـذا عـدم اهتناعـه بـالحجج التـى من تيارات الت صيل وانجمال كالتى يتبينهـا كليهـــدمتها البعــــد حداثيـــةح علــــى اثـــر نيــــوء البنيويـــة الضــــد أنســـنيةح بمواهفهــــا الرافضـــة لـــــ "كبريـــات ســــرديات التنـــوير والتحريــــر"ح بحســــب تســـمية جــــان فرانســـوا ليوتــــار اليــــهيرة. اضــــافة إلــــى مــــا يقــــول عنــــه إدوارد إنــــه مقــــدارا نبــــ س بــــه مــــن نيــــاطيتة السياســــية

نجتماعيـةح طم نــه إلـى أن البيــر فــى أرجـاء العــالم األربعــة يمكـن أن تحــركهم أفكــار وا ! (33) ح ون ت،ال تحركهم فعالالعدالة والمساواة

Page 135: مقالات فى الفكر الأنسنى

135

وفى اطـار الحـرص نفسـه علـى ت كيـد موهفـه األنسـني إ،اء هضـية "انستيـرات"ح ه جناحيـــه فـــوت وضــع ادوارد كتابـــا مخــرا مهمـــاح بعنــوان "الثقافـــة وانمبرياليــة"ح بســـط فيــ

عـــالم أعلـــم مـــدي ورحابـــة مـــن العـــالم الـــذي غطـــا مللفـــه "انستيـــرات"ح ليكيـــف عـــن التواطـــل الكلـــي والتيـــابك الحميمـــي بـــين انمبرياليـــة والثقافـــة التـــى أنتجتهـــا مجتمعاتهـــا. وتجــاو، ادوارد هــذا ليكيــف أبعــادا مقموعــة للثــورة ضــد الســيطرة انمبرياليــة فــى جميــع

وروبيح ويوجه نقد األنسني إلـى انسـتعالمية المضـادة الممثلـة فـى بقا العالم غير األالقوميــــة اليــــوفينية واألصــــولية ونلريــــات الصــــفاء العرهــــي أو الثقــــافي! ولســــوف أخــــتم ســــعيي للبرهنــــة علــــى أنســــنية التعــــاطي اندوري مــــع هضــــية انستيــــراتح بفقــــرة يــــيقة

: (32)الية"ح وعن نفسهح بقولهورييقةح تحدت فيها ادوارد عن كتابه "الثقافة وانمبري

"..هــذا الكتــاب كتــاب منفــى. لقــد نيــ تح ألســباب موضــوعية لــم يكــن بوســعى الســــيطرة عليهــــاح عربيــــا ذا تعلــــيم غربـــــي. ومنــــذ أهصــــى لحلــــة أســــتطيع اســـــتذكارهاح أحسســت بــ نني أنتمــي إلــى كــال العــالمينح دون أن أكــون كليــة جــ،ءا عضــويا مــن أي

ياتىح حدت أن تلك األج،اء من العالم العربي التـى كنـت منهما. لكنح خالل سنوات حأيـــد ألفـــة بهـــا هـــد غيرتهـــا تمامـــا انضـــطرابات المدنيـــة أو الحـــروب أو أنهـــاح ببســـاطةح ،الـــت مـــن الوجـــود. ولفتـــرات طويلـــة مـــن الـــ،منح كنـــت ومـــا أ،ال خارجيـــا نمنتميـــا فـــى

العــالم العربــي الونيــات المتحــدةح وبيــكل خــاص حــين حاربــتح وعــادت بعمــتح ثقافــات ومجتمعاتــه )التــى ن أ،عــم لهــا الكمــال(. بيــد أننــي حــين أهــول )منفــى( ف نــا ن أعنــي مــا هـــو حـــ،ين أو محـــروم. بـــل علـــى العكـــسح ذلـــك أن انتمـــاءك إلـــى كـــال ضـــفتى الفـــالت انمبريــالي يتــي لــك أن تفهمهمــا بســهولة أكبــر. وعــالوةح فــمن نيويــوركح المدينــة التــى

ب كلهح هى بطرت عديدة جدا مدينـة النفـى النموذجيـة وهـى تضـم ا نج، فيها هذا الكتافــى طوايــا ذاتهــا البنيــة المانويــة الثنويــة للمدينــة انســتعمارية كمــا يصــفها فرانتــ، فــانون. وهــد يكــون ذلــك كلــه نيــط نمــط انهتمامــات والتــ ويالت المجــا،ف بهــا هنــا لكــن مــا ن

ني أنتمــى إلــى أكثــر مــن تــاريأ ريــب فيــه أن هــذ اللــروف أتاحــت لــى أن أيــعر وكــ نواحـد ومـن جماعــة واحـدة. أمــا السـلال عمــا اذا كانـت هــذ الحالـة هابلــة لالعتبـار بحــت بديال ناجعا لالحسـاس المعتـاد باننتمـاء إلـى ثقافـة واحـدة ولليـعور بحـس بـالونء ألمـة

Page 136: مقالات فى الفكر الأنسنى

136

مبرياليـة" ـ واحدةح فمنه ينب ي أن ي ترك للقاريء ـ يقصـد ادوارد هـاريء كتابـه "الثقافـة وان ليختار إجابة عليه"!

قضية فلسطيع

ن يكـــاد يخلـــو حـــديت أو كتـــاب أو محاضـــرة أو نـــدوة أو حـــوار هلـــت ســـلفا إنـــه ندوارد ســعيد مــن الت كيــد علــى موهفــه األنســني مــن هضــايا بعينهــاح جمــع بينهــا جميعــا

ارد هضــــايا خاســــرةح دافــــع عنهــــا إدو كونهــــا يــــامكة ومثيــــرة للجــــدلح إضــــافة إلــــى كونهــــا بحماس وارتبط فطريا حتى رحيله! وأرانى هانعا أن هـذا القـول يصـدت أكثـر مـا يصـدت

فلطالمـا أكـد الرجـل أن الفكـرة القاملـة إن على موهف ادوارد سعيد مـن هضـية فلسـطينح علـــى الفلســـطينيينح فـــي رفضـــهم التطبيـــعح مقاطعـــة كـــل اإلســـراميليين مـــن دون تمييـــ،ح

قـر فـي النهايـة إلـى الفاعليـة ويرتـد علـيهم بالضـرر! إذ ت يكل سالحا بالغ العموميـةح يفتـــ أن يوضــحوا لجســراميليين بمــا ن يقبــل اليــك أن كفــاحهم ـــ فــي رأي ادوارد أن علــيهم

ن يهـــدف إلـــى طـــردهم مـــن اليـــرت األوســـطح إذ ن يمكـــن إعـــادة الســـاعة إلـــى مـــا هبـــل أن يلكدح إبـان انديال ! وكما اعتاد ال،عيم األفريقي نيلسون م1442أو ما هبل 1417

العنصــري الالإنســانيح لعمليــة التحــول السياســي فــى بــالد عــن نلــام العــ،ل أو الفصــعلــــــى حقــــــوت البــــــيب فــــــي جنــــــوب أفريقيــــــاح اعتــــــاد ادوارد أيضــــــا أن يلكــــــد أن علــــــى الفلســطينيين بــدورهم أن يلكــدوا لجســراميليين أنهــم يريــدون لهــم البقــاء والميــاركة معهــم

المسـاواةح فمـن هنـا فقـط يمكـن منايـدتهم علـى أسـاس الحقـوت في األرب على أساسالمدنيــة واإلنســانية والسياســية لكــل ســكان فلســطين. وفــى الوهــت نفســه عــارب ادوارد بقــوة ســيطرة اإلســراميليين علــى الفلســطينيين واســتمرارهم فــي احــتالل أرضــهم وحرمــانهم

ــــو هــــال الفلســــطينيون للعناصــــر الدي ــــه ل ــــد أنــــه رأي أن ــــة فــــي المجتمــــع إياهــــا. بي مقراطياإلســــراميلي إنهــــم يطمحــــون إلــــى األهــــداف نفســــهاح أي التســــاوي فــــي الحقــــوت والحيــــاة الكريمة في لل األمـن والسـالمح ألمكـنهم التعـاون معهـا. يـريطة ـ والكـالم ندوارد ـ أن يقــوم الفلســـطينيون بــذلك بنـــاء علــى إدراك دهيـــت لطبيعــة المجتمـــع المــدني اإلســـراميليح

.(34)الفيتناميون تجا الونيات المتحدة األمريكية والج،امريون تجا فرنسامثلما فعل

Page 137: مقالات فى الفكر الأنسنى

137

كــذلك هــال ادوارد بوجــوب تواهــت ذلــك مــع حــديت الفلســطينيين عــن أوضــاعهم الداخليــة وكيفيــة إعــادة ترتيــب البيــت الفلســطيني مــن الــداخل. ذلــك أنــه يســتحيل علــيهم

ـــ ـــاة الصـــامتة تحـــت ط ي ان النخـــب الفلســـطينية الحاكمـــة كيـــعب انســـتمرار فـــي المعانوفســادها. فمــن مصــلحة الحكومــات اإلســراميلية المتعاهبــة ـ فــى رأيــه ـ اســتمرار ســلطة فلسـطينيةح تتســم بهــذا القــدر مــن الضــعف والفســاد وانفتقــار إلــى اليــعبيةح لبعــدها التــام

نيين بطبيعــة الحــال عــن الديمقراطيــة والحــوار بــين األنــداد. لهــذاح طالــب ادوارد الفلســطيبالعمــل الجــاد علــى إيصــال كفــاحهم إلــى مــا أســما "الونيــة اإلســراميلية"ح للمنــاداة هنــاك بالســــــالم والعدالــــــة لليــــــعبينح فــــــي دولتيهمــــــا المتجــــــاورتين والمســــــتقلتين. وهــــــال بــــــ ن الفلســـطينيين ســـيبقوا فـــي تخـــبطهم وتحملهـــم منم انحـــتالل وأهوالـــه مـــن جهـــةح والحكـــم

هــة ثانيــةح إلــى أن يقومــوا بــذلكح علــى أن يقومــوا بــه مــن الفلســطيني الالانســاني مــن جدون عقــدة الــذنب مــن مخاطبــة العــدوح وعلــى أســاس التمييــ، الواضــ بــين تجــار اآلنم والقوي الحقيقية الساعية للسالم في إسـراميل. فـاليهود ـ طبقـا إلدوارد ـ ليسـوا مسـتعمرين

السامية. لكـن كـالح ن يمكـن عاديين. نعمح عانوا المحرهةح ونعم انهم ضحايا مناهضةلهم أن يستخدموا هذ الحقامت ليستمرواح أو ييرعواح بتيريد يعب مخـر ن يتحمـل أي

(.35عن أي من هذ الحقامت السابقة المللمة) ةمسلولي

نتيجة آلراء تلكح كانـت حيـاة ادواردح فـى بعـب األحيـانح ع رضـة للتهديـد مـن ات جديـة إلـى حـد أن الــ "اف. بـي. مي" كانـت مجموعات عنيفـةح وكانـت تلـك التهديـد

تحــذر بــ ن عليــه أن يكــون منتبهــا. وهــد كــان متنبهــا إلــى أفضــل حــد ممكــنح ولكنــه لــم يصـــغ أبـــدا إلـــى أي ميـــورة مـــن صــــديت أو خبيـــر بـــ ن يـــذهب فـــي عطلـــة أو يتجنــــب اللقــاءات فــي األمــاكن العامــة أو أن يخفــف مــن موهفــه األنســني إ،اء هضــية فلســطين.

ين كانت تلك التهديدات لحياته تترافـت مـع حـوادت اغتيـال فعليـهح وحتـى حـين وحتى حا غتيـــل عصـــام ســـرطاوي فـــي بـــاريس وأبـــو جهـــاد فـــي تـــونسح لـــل إدوارد يعـــيش حيـــاة طبيعية على نحو نفـت لالنتبـا . ولعـل فـى عـدم توهـف التهديـدات بالقتـل بعـد انضـمام

ــ دح ون بعـد أن وهـع ياسـر عرفـاتمنلمة التحريـر الفلسـطينية إلـى المباحثـات فـي مدريـرمـيس المنلمـة منـذاك ـ علـى اتفاهيـة مـع إسـراميلح ت كيـدا ألنسـنية الموهـف اندوريح إذ

Page 138: مقالات فى الفكر الأنسنى

138

أن كــل مــا حــدت هــو ت يــر مصــادر التهديــد فحســب! ففــي العــالم العربــي حيــت تتــ،امن في جـو المصال األجنبية المت،ايدة مع انهيار اإلرادة المستقلة ووجود الفساد الداخلي و

من اننهيـار العـامح فـان أصـحاب القناعـات األنسـنية ي عتبـرون علـى أنهـم خطـرون مـن .(36)هبل الحكومات التي تحكم باإلكرا وليس بالقبول

صــفوة القــول ان ادوارد لــل ملت،مــا بعمــت بتحريــر فلســطين دون أن ينســى أبــدا الم تصـيبنا جميعـا بالعـدوي! محدوديات القوميةح اهتناعا منه ب ن رليا متمرك،ة ذاتيا للع

وهو ما يتفت مع كونه المناضل الذي عمد دوما لتكريس العالمية في السياسـة والثقافـة وعلـــم الجمـــال كمعـــادل للخيـــارات الطامفيـــة. وكمـــا هـــال مـــرة فمنهـــا مســـ لة مـــا إذا كنـــت

! (37)ستدخل التاريأ بذراعين مفتوحتين أو هبضة مضمومة استق لية المفكرقضية

ح وفــي (32)إطــار برنــامج محاضــرات ريــت فــي الونيــات المتحــدة األمريكيــة فــيوهـاو ومـ،عج للوضـع القـاممح مسبيل تعضيد لفرضيته حول الدور العام للمفكر كالمنت

أكــــد إدوارد ســــعيد أن المفكــــر فــــرد ذو دور اجتمــــاعي محــــدد فــــي المجتمــــعح ن يمكــــن ــــا مــــن طبقــــة يقــــوم ــــه وحســــب. فالحقيقــــة اخت،الــــه ببســــاطة ألن يكــــون عضــــوا كفم بعمل

المرك،يــــة بالنســــبة إلدوارد هــــي أن المفكــــر فــــرد و هــــب هــــدرة لتقــــديمح وتجســــيدح وتبيــــين ــ رسالةح أو رليةح أو موهفح أو فلسفةح أو رأي إلى جمهور وألجله أيضا. وهـذا الـدور

ــ لــه مخـاطر أيضــاح ون يمكـن للمــرء أن يلعبـه دون اليــعور بـ ن مهمتــه والكـالم إلدواردطــــر األســــملة المربكــــة علنــــاح ومواجهتــــه الت،مــــت والجمــــودح وأن يكــــون امــــرلا ن هــــي

تســتطيع الحكومــات أو اليــركات الكبــري احتــواء بســهولةح والــذي مبــرر وجــود هــو أن يمثل هلنء الناس والقضايا التي ن سيت بيكل روتيني أو ك نسـت تحـت البسـاط. وطبقـا

مبـــادر العامـــة : أن النـــاس جميعـــا ملهلـــون إلدواردح يفعـــل المفكـــر ذلـــك علـــى هاعـــدة اللتوهع معايير سلوك نمقة فيما يخص الحياة والعدالة من القوي الدنيويـة أو األمـمح وأن انتهــاك هــذ المعــايير عمـــدا أو دون عمــد يتطلــب أن ييـــهد المفكــر ضــدها وأن يقاتـــل

بنبل ويجاعة.

Page 139: مقالات فى الفكر الأنسنى

139

مفكــــــر سياســــــة ح أن ينتقــــــد ال وهــــــذا ن يعنــــــي دومــــــاح مــــــن وجهــــــة نلــــــر إدوارد هــو أن يفكــر ـ المفكــر ـ بــ ن مهنتــه حافلــة لحالــة الحكومــات المختلفــةح بــل األصــ

اليقلــــة الداممــــةح والرغبــــة المســــتمرة فــــي عــــدم الســــما ألنصــــاف الحقــــامت أو األفكــــار الموروثــة بتســيير المــرء معهــا. وهــو مــا يتطلــب بالضــرورة طاهــة عقليــة يــبيهة بالطاهــة

المفكــرح ولــو أنهــا ن تجعلــه يــعبيا علــى وجــه الخصــوص. الجســدية للرياضــيينح ت نــي فــالمفكر الحقيقــيح فــي مفهــوم إدوارد ســعيد للكلمــةح ن هــو مهــدر ون هــو بــاني إجمــا ح بـل هـو يــخص يـراهن بكــل وجـود علــى حـس نقـدي حــيح حـس عــدم انسـتعداد لقبــول

لمكيفـة باسـتمرار ح أو الت كيـدات المتملقـة واةالصيغ السهلةح أو األفكـار المبتذلـة الجـاه، لما يجب أن يقوله األهويـاء أو التقليـديونح ومـا يفعلونـه. لـيس فقـط علـى نحـو معـارب

سلبياح بل أن يكون مستعدا لقول ذلك عالنية وعلى نحو نيط. وكعادتــهح يضـــرب ادوارد لســـامعيه وهرامـــه مـــثال بنفســـهح هـــامال إنـــه لمـــا عرضـــت

أن يعمــل مستيــارا بــ جرح رفــب فعــل عليــه وســامل اإلعــالم المختلفــةح مــرات عديــدةحذلــــكح ببســــاطة ألن ذلــــك عنــــي أن يكــــون حبيســــا لمحطــــة تليف،يونيــــة واحــــدة أو مجلــــة بعينهـــاح ومحكومـــا أيضـــا بالل ـــة السياســـية الجاريـــة ومنلومـــة المفـــاهيم الخاصـــة بهـــذ ـــــــلح أعـــــــرب ادوارد دومـــــــا عـــــــن أي اهتمـــــــام ـــــــى نحـــــــو مماث ـــــــك. وعل الملسســـــــة أو تل

األجر للحكومة أو المعارضةح حيت لم يكن لديـه فكـرة عـن أي بانستيارات المدفوعةاستخدام يمكن أن ت ولف أفكار له فيمـا بعـد. وتلـك ممارسـات أراهـا ـ وألنـك تيـاركنى الـــرأي أيهـــا القـــاريء الكـــريم ـ تجســـيدا أمينـــا للقناعـــة اندوريـــة بالـــدور العـــام للمفكـــرح

ربـــا سياســـيا علـــى نحـــو ضـــعيف كالمنـــتم وهـــاو ومـــ،عج للوضـــع القـــاممح ن كمـــن يخـــدمــ مــن وجهــة نلــر التمييــ،ح فيــري كــل اليــياطين فــي الجانــب اآلخــر! فــالمفكر الحقيقــي ـ

ــــ هــــو القــــادر علــــى حســــم انختيــــار بــــين أن يقــــدم الحقيقــــة علــــى أحســــن وجــــه إدوارد ـ يستطيعح وبين أن يسم لرا بعينه أو سلطة بعينها أن توجهه.

تى للفكر األنسني تأثير االسهام االدورى على رؤي

هــارمى الكــريمح أمــا وهــد فرغــت مــن عرضــي المــوج، ألهــم هناعــات ادوارد ســعيد وأهم ممارساته األنسنيةح ألنك اآلن تبينت معى أن الرجل كان أيبه بعداء أسـطوريح

Page 140: مقالات فى الفكر الأنسنى

140

يعدو بسرعة ومهارة فامقتينح على حاج، وهميح يفصل بين الييء ونقيضه! ولسـوف تاليــــة نطالعــــكح هــــدر اســــتطاعتيح علــــى مــــدي تــــ ثير أســــعى جاهــــدا فــــى الســــطور ال

انسهام اندوري فى مجال الفكر األنسني على رليتى للفكر نفسه.

: "إن (34)يقــول ادوارد فــى تقديمــه للترجمــة العربيــة لرامعتــه "الثقافــة وانمبرياليــة"األمـــر فـــى نلـــري ليقـــع علـــى ميـــارف الل ـــ، أو الســـر لمـــاذا ســـاعد "انستيـــرات" فـــى

ســـتانح والهنـــدح وأفريقيـــاح واليابـــانح وأمريكـــا الالتينيـــةح وأوروبـــاح والونيـــات المتحـــدةح باكعلــى إطــالت العديــد مــن أنهــاج اننيــاء الجديــدةح وأســاليب التحليــل الجديــدةح واعــادات ت ويــل للتــاريأ والثقافــةح فيمــا لــل تــ ثير فــى العــالم العربــي محــدوداس!". ذلــك هــو القــول

ـــــ،ي علـــــى الســـــعيح فـــــي حـــــدود اندوري الم لهـــــمح أو ردتـــــه بنصـــــهح ألهميتـــــه فـــــى تحفياإلمكانيــات المتاحــةح لجفــادة مــن اإلســهام اندوري! ولكــم أحــ،ن حــين يســاورنى اليــك ب ن رليتي المتواضعة للفكر األنسنيح والتي أ يـير إليهـا نحقـاح لربمـا لـم تكـن لت رضـي

عتيح ب ن رليتـي تـدين لجسـهام استاذي ادوارد سعيد لو أنه كان بيننا اليوم! بيد أن هنا اندوري دينا عليماح ت ريني دوما بالكثير من الثقة والتفالل!

بــدأت معرفتــى بــادوارد ســعيدح عبــر هراءتــى لمقانتــه الممتعــةح التــى اعتــاد علــى كتابتهــا لجريــدة "األهــرام ويكلــي"ح وهــي جريــدة مصــريةح تصــدر بالل ــة اننجلي،يــة عــن

لع بي ف بالغ لمطالعة تلك المقانت اندوريةح حتى أنـه لـم ملسسة األهرام. كنت أتطيكــن عنــدي مــا هــو أكثــر امتاعــا مــن أن أحلــم بالمســتقبل غيــر عثــوريح علــى عــدد مــن الجريدةح به مقال ندواردح كدت أفقد األمـل فـى العثـور عليـه! إلـى هـذ الدرجـة ي ـ فت

ما ذكرت توا! بالفكر اندوريح رغم أنى لم أكن ساعتها أعلم عنه أكثر م

وبمضــي الوهــت وجــدتني أ،داد يــ فا بــالفكر اندوري واعتقــادا فــى هدرتــه علــى مســـاعدتى علـــى خلـــت الـــذات بالـــذاتح وذلـــك لســـببين: أونح اعتـــ،ا، ادوارد باســـتقالليته كمفكرح وولعه بالنقد األنسني. فال ألـن مفكـرا عربيـاح هبـل ادوارد أو بعـد ح عبـر بـنفس

روعــة عــن رأيــه فــى هضــية اســتقاللية المفكــر وحقــه فــى النقــد! الدرجــة مــن الوضــو والــــ ن اســــتقاللية المفكــــر ن تعنــــي دومــــا أن ينتقــــد المفكــــر سياســــة فــــادوارد هــــو القامــــل ب

Page 141: مقالات فى الفكر الأنسنى

141

الحكومات المختلفةح وانما تعنى أن تلل المهنة الفكريـة ـ مهنـة المفكـر ـ حافلـة لحالـة نصــــاف الحقــــامت أو األفكــــار اليقلــــة الداممــــةح والرغبــــة المســــتمرة فــــي عــــدم الســــما أل

الموروثــة بتســيير المــرء معهــا. وهــو مــا يتطلــب بالضــرورة طاهــة عقليــة يــبيهة بالطاهــة الجســدية للرياضــيينح ت نــي المفكــرح ولــو أنهــا ن تجعلــه يــعبيا علــى وجــه الخصــوص. فــالمفكر الحقيقــيح والقــول ن يــ،ال ندواردح ن هــو مهــدر ون هــو بــاني إجمــا ح بــل هــو

ن بكــل وجــود علــى حــس نقــدي حــيح حــس عــدم انســتعداد لقبــول الصــيغ يـخص يــراهح أو الت كيـــدات المتملقـــة والمكيفـــة باســـتمرار لمـــا ةالســـهلةح أو األفكـــار المبتذلـــة الجـــاه،

يجـــب أن يقولـــه األهويـــاء أو التقليـــديونح ومـــا يفعلونـــه. لـــيس فقـــط علـــى نحـــو معـــارب نحو نيط!سلبياح بل أن يكون مستعدا لقول ذلك عالنية وعلى

ثانياح ارتباط الفكر عند ادوارد باألخالتح على نحو مـذهلح حتـى أنـه يصـعب الفصــل بينهمــا! علــى خــالف مــا نــرا فــى مجتمعاتنــا العربيــة! فهــا هــى يخصــية عربيــة يــــهيرةح أيــــهر مــــن نــــار علــــى علــــم كمــــا يقولــــونح ي قــــال اليــــوم أن كتاباتهــــا وأحاديثهــــا

ة علـى أهميـة مـا يكتبـه ويقولـه صـاحب هـذ اليخصـية! التليف،يونية ت با بالكلمـةح دنلـصـــحي أنـــه احتـــل فـــى خمســـينيات وســـتينيات وربمـــا ســـبعينيات القـــرن الماضـــى موهعـــا لصيقا برم، نخبوي عربي بار،ح فى دولة عربيـة بـار،ة. وهـو مـا هـد يقـدم لنـا تبريـرا لمـا

اب هـــو أن يتمتـــع بـــه الرجـــل اليـــوم مـــن يـــهرة واســـعة. لكـــن المـــدهش والمثيـــر لالســـت ر كتابــات الرجــل وأحاديثــهح التــى تلقــى كــل هــذا الــرواج الــذي أيــرت إليــه تــواح تــ تى فــى ـــةح يـــدافع الرجـــل نفســـه ـ وربمـــا فـــى نفـــس الكتابـــات معلمهـــا انتقـــادا ألوضـــا راهنواألحاديــت ـ باســتماته عــن أوضــا مماثلــةح ربمــا كانــت أبيــعح ارت كبــت فــى الماضــيح

ها ضمير !تحت سمعه وبصر ح دون أن يهت، ل

المهــمح هــادنى تعمقــي التــدريجيح فــى كتابــات ادوارد المختلفــةح إلــى فكــرة انفــاد من دعوتهح فى "انستيرات"ح إلى إطالت العديـد مـن أنهـاج اننيـاء الجديـدةح وأسـاليب التحليــل الجديــدةح واعــادات ت ويــل للتــاريأ والثقافــةح فــى يــتى أرجــاء العــالم! وبالفعــلح

ىح بعنــــوان "منم العــــالم العربــــي"ح وهــــي دراســــة مســــحيةح تعــــج وضــــعت أول دراســــة لــــبالمعلومات أكثر مما تعج بالتحليل! عمدت فيهـا لسـبر غـور اآلنم العربيـةح تلـك التـى

Page 142: مقالات فى الفكر الأنسنى

142

نحســها ون نــدري أســبابها! والدراســة عبــارة عــن مقارنــة بــين فتــرتين مهمتــين فــى التــاريأ والثانيــة فتــرة انســتقالل الســلبيح العربــيح األولــى فتــرة الخضــو لالســتعمار األوروبــيح

وهى الفترة من ،وال انستعمار وحتى اليوم!

تنفســـــت األمـــــة العربيـــــة ح عالمنـــــا العربـــــيعـــــن فبرحيـــــل انســـــتعمار األوروبـــــيح فسـرعان مـا حلـت سـتقالل الحقيقـي تلـك لـم تـدم طـويالأن لحلـة انبيـد أن ح الصعداء

وراحــت تعمــل جهــد طاهتهــا علــى حر األوروبــيمحــل المســتعمالحاكمــة النخــب العربيــة ح تكـــريس األوضـــا العربيـــة المترديـــةح التـــى خلفهـــا األوروبيـــونح مـــن خـــالل ممارســـات

ح بل تتجاو،ها في أحيان كثيرة إلى ما هـو ي مضمونها الممارسات انستعماريةتماثل فح أســميتهح فــى دراســتيح بحقبــة انســتقالل الســلبيالعــالم العربــي مــا دخــلوبــذلك !أســوأح لعـــل أهمهـــا مســـاندة القطبيـــين األعلـــم حقبـــة التـــي اتســـمت بخصـــامص عديـــدةالتلـــك

لمتحـــدة عـــالوة علـــى عـــدم تخلـــي الونيـــات ا ن ســـلبيا !نســـتقالل الـــدول العربيـــة اســـتقالح لعـدم اد السـوفيتي وتفكـك كتلتـه اليـرهيةح بعـد انهيـار انتحـوحلفامها عن تلـك المسـاندة

حتواء المد الييوعي!لخاص باانتفاء دوافعهاح باستثناء الدافع ا

وكنت هـد نيـرت "منم العـالم العربـي" علـى حسـابيح فـى طبعـة رديمـةح لـم تـ و، أن سـقوط منها سوي نسأ هليلة! غير أنى خرجت منها بنتامج أراها مهمةح لعل أهمهـا

العربــي فــي بــراثن انســتقالل الســلبي جــاء ممهــورا بعــدة أســبابح يتحمــل أبنــال عالمنــا. فقـــد حبـــذت القوتـــان األعلـــم ون يتحملـــون مســـمولية الـــبعب اآلخـــربعضـــها مســـموليةبـي العر عالمنا ح خدمة لمصالحيهما. وما كان ل السلبي للعالم العربي وساندتا انستقال

اخليـة الملهلـة نســتقالله ح اللهـم إن تثمينـه للعوامــل الدليملـك حيـال تلـك األوضــا يـيما فقـد غلبـت الثقافـة العربيـة اإلسـالمية األسـيرة أبنـاء ح الحقيقي. ولألسفح لم يحـدت ذلـك

هــوعهم فــي بــراثن انســتقالل ح ونالــت مــن هــدرتهم علــى إدراك و لعــالم علــى أمــرهمهــذا اح إبــان خضــو العــالم (. وســاعد علــى ذلــك بــالطبع نجــا األوروبيــين )وأذنــابهمالســلبي

هتضـاء ح نة األسـيرةثقافـة العربيـة اإلسـالميالعربي لحكمهم فـي همـع محـاونت تحريـر ال . مصلحتهم بقامها في محبسها

Page 143: مقالات فى الفكر الأنسنى

143

يــــة الحقبــــة عمــــا كــــان عليــــه فــــي نها اليــــوميختلــــف وحــــول مــــا اذا كــــان األمــــر إذ أنهـــا رأت أن األمـــر يختلـــف كثيـــرا !ح أجابـــت الدراســـة بـــنعمس انســـتعمارية األوروبيـــة

تنفـــك منـــذ وهـــى الونيـــات المتحـــدة األمريكيـــةح لـــمح فـــالقوة العلمـــى الوحيـــدة فـــي العـــالمعلــن مناومتهــا ح ت الدراســة نفســهاأحــدات الحــادي عيــر مــن ســبتمبر وحتــى وهــت وضــع

نســتبدال اســتقالل عربــي حقيقــي بــهح بــ،عم مواءمــة ح وتــدعول العربــي الســلبيلالســتقالذلــك لــدواعي األمــن القــومي األمريكــيح وال ربــي بصــفة عامــة! بيــد أنــهح وطبقــا للدراســة

لكونهــاح فــي التعــاطي مــع الونيــات المتحــدة ل الحــذرإغفــا نفســهاح يلــل ضــروريا عــدمفقـد للـت تسـاند النخـب العربيـة الحاكمـة لعقـود ح اممة اإلعالء لمصالحها عمـا عـداهاد

النخب في مواجهة مواطنيها! ح هدمت خاللها الدعم والمساندة لتلك عديدةعربـي"ح ورغم اهراري اآلنح بعد مرور عدة سنوات علـى كتـابتى لــ "منم العـالم ال

بامكانيــة القــول بتواضــع العمــل فــى مجملــهح أرانــى أعتــ، بــه كثيــراح فقــد كــان لــه تــ ثير كبيـر ـ كمـا سـنري ـ علـى تـوجهى األنسـني! والـذي ي،يـد اعتـ،ا،ي بالعمـل أنـه كيـف لـى

ح في أهدس هيكل عند اإلنسـان العربـيهناك حاجة ماسة لمبايرة البناء والهدم عن أنح حتــى يصـــب اســتعباد أمـــرا مستعصــيا وحتـــى المية األســـيرةقافتــه العربيـــة اإلســوهــو ث

. التاريأ وتبوء مكانته الالمقة بهيتثنى له العودة إلى

وهو ما ناهيته باستفاضة فى دراسة ثانيـة لـى بعنـوان "انغتـراب الثقـافي للـذات العربيــة"ح توصــلت فيهــا إلــى أن الــذات العربيــة تعــانى ممــا أســميته انغتــراب الثقــافيح

لألســـف وهصـــدت بـــه تنا،لهـــا عـــن حقهـــا الطبيعـــي فـــى امـــتالك ثقافـــة حـــرة ومتطـــورة! و اليــديد ـ وهــذا بعــب مــا كيــفت عنــه الدراســة ـ وجــد انغتــراب الثقــافي مــن يحيطــه ب ســـباب الرعايـــةح منـــذ ســـقطت بذرتـــه األولـــى فـــي أرضـــنا العربيـــة عـــن غيـــر هصـــد فـــي

ل مــع مســ لة النلــام السياســي أعقــاب وفــاة النبــي )ص(. فقــد تعــاطى المســلمون األوامــللدولـــة الوليـــدة طبقـــا لخبـــرتهم العربيـــة الســـابقة علـــى لهـــور اإلســـالمح وهـــى متواضـــعة بطبيعـة الحـال. وذلـك نتسـام التعـاطي اإلســالمي مـع تلـك المسـ لة بـال موب النســبيح وفـــــاتهم أن ذلـــــك ال مـــــوب النســـــبي مقصـــــودا لذاتـــــهح فالمســـــ لة ذات طبيعـــــة مت يـــــرةح

ء معهـــا كـــان ميســـورا لهـــم لـــو أنهـــم ثمنـــوا الـــ،خم األيـــديولوجي لجســـالم والتعـــاطي الكـــف

Page 144: مقالات فى الفكر الأنسنى

144

ذا كــــان عــــدل الصــــحابة األجــــالء روالقــــبس اإللهــــي الــــذي أودعــــه ا أجســــاد البيــــ . وا وفــــيب محبــــة النــــاس لجســــالم هــــد عصــــم المســــلمين األوامــــل مــــن يــــرور ذلــــك النبــــت

بعـد ـ عـن تعهـد ب سـباب الخبيتح فان اآلخرين العربي و غير العربي لم يتورعا ـ فيماالرعايةح التماسا لجفـادة منـهح لـذا نمـا واسـتحالت أيـواكه أنيابـا حـادةح أدمـت ـ ون ،الـت تـدمي ـ األجيـال العربيـة المتعاهبـةح وأعج،تهـا ـ ون،الـت تعج،هـا ـ عـن التعـاطي الكـفء

مع نفسها ومع عالمها.

لمنا العربيح تن ي عن وخلصت الدراسة إلى وجوب تديين ثورة ثقافية فى عا التجديف فى المقدسات أو اليط فيما ليس من ورامه نفعح وتدعو لتثمين ذلك القبس اإللهي الذي أودعه ا أجسادناح وهو العقل. فمعمال العقل طريت المعرفةح ومن ن يعمل عقله ن يمكنه أن ينقد ييماح ومن ن ينقد ييما فانه م ترب وسيلل على

صت الدراسة كذلك إلى أن السبيل األكثر فعالية نستعادة الذات العربية اغترابه. وخللحقها المسلوب هو تثوير تعاطيها مع ثقافتها العربية اإلسالميةح ليتسنى لها أن تصب ذاتا فاعلةح لديها القدرة على توليف القبس اإللهي الساكن فيهاح وبالتالي

جي لجسالم. فبدون انعتات الملكات تحقيت اإلفادة القصوي من ال،خم األيديولو الخالهة واإلبداعية من رت المحرمات الثقافيةح يصب إدراك الذات العربية لثقافتها إدراكا ميتا ن حياة فيه ون رجاء منه. كما لم يفت الدراسة أن تلكد أنه ن ينب ي أن

أم مجال ـ كنو،ا تخيفنا الثورة الثقافيةح ألنها لن تلبت أن تلتى ثمارها ـ إن عاجال معرفية متناثرةح ننفقها في اجتثات أوضاعنا المتردية والعود األحمد للتاريأ اإلنساني. اضافة الى ت كيدها على وجوب عدم انكترات بقول تجار اآلنم إن الثورة الثقافية تعني ـ بالحتمية ـ الفوضى واختالط الحابل بالنابلح فتلك م،اعم يعو،ها المنطت

ألننا نريدها ـ وهى بالضرورة كذلك ـ أداة في يد المجتمع الم تربح يقهر بها السليمح وجود اإلنساني. ااغترابهح ويع،، به

وفى دراسة ثالثة لى بعنوان "اآلخر فى مواجهة الذات العربية"ح ياء حلها العاثر أن تخرج طبعتها مليمة باألخطاءح عمدت لرصد وتحليل ثقافة اآلخرح وذلك

ل فترة ،منية بعينهاح تبدأ من لحلة رحيل انستعمار األوروبي عن العالم العربي خال

Page 145: مقالات فى الفكر الأنسنى

145

وتنتهي مع انتهاء الدراسة نفسها. وتمثل انسهام المهمح وربما الوحيدح لهذ الدراسة ن جاء ذلك على نحو في استخدامها المعيار األنسني للتميي، بين الذات واآلخرح وا

والحت ي قال لم أكن على دراية كافية بطبيعة الفكر متواضع بعب الييء! فساعتهااننسني أو انسهام اندوري فيه! لذا اكتفيت فى تعريفي لألنسنية بت كيد أمور بعينهاح لعل أهمها تمثل جوهرها فى التعريف باإلنسان ك على هيمة في الوجودح وتمثل هدفها

ي وللطاهات البيريةح تحسبا فى التمحيص النقدي لأليياء بما هي نتاج للعمل البير لسوء القراءة وسوء الت ويل البيريين للماضي الجمعي كما للحاضر الجمعي. إضافة إلى ت كيدي على القول اندوري ب ن األنسنية ليست طريقة لتدعيم وت كيد ما هد عادة صياغة للكثير مما هالت وا نما هي وسيلة تسالل وا عرفنا وأحسسنا دوماح وا

اليوم على أنه يقينات معلبةح م لقة على النقاشح وميفرة على نحو غير يقدم لنا نقديح بما فيها تلك الموجودة فيما اصطل على كونه مراء وأعمال خالدة يجري

ت ليفها برهامت المحرمات الثقافية.

طبقا للمعيار المذكورح ي عد اإلنسان العربي ذاتا ما لم يدرك جوهر األنسنية و ب النلر عن األسباب الكامنة وراء غياب ذلك اإلدراكح والتي يعد وهدفهاح ب

انغتراب الثقافي ـ بحت ـ أهمها وأبر،ها على اإلطالت. أما اآلخرح وطبقا للمعيار نفسهح فهو من يقف وراء إهدار الذات العربية لجوهر األنسنية وهدفهاح أي وراء عدم

م لتكريس أسباب ذلك اإلهدارح وفي إدراك تلك الذات لهماح وذلك عبر سعيه المحمو مقدمتها انغتراب الثقافي كما أسلفنا. غير أن اآلخر المقصود فى الدراسة لم يكن اآلخر العربي فحسبح بل هو كل من يدرك جوهر األنسنية وهدفها ويعمل جاهدا في الوهت نفسه للحيلولة دون إدراك الذات العربية لهماح بهدف حرمانها من جني ثمار

لك اإلدراك. ففي ذلك األمر يستوي اآلخران العربي وغير العربيح باعتبارهما ذ مصدرا ن ينضب لآلنم العربية!

وفى دراسة رابعة ليح أرانى تسرعت كثيرا فى نيرهاح وفى هبولى ألن يكون عنوانها "اننسان هو الحل"!ح سعيت لبلورة رليتى للفكر األنسنيح تلك الرلية التى

ا كنموذج تفسيري فى دراستى "دون كيخوته المصري"ح وأعدت اكتيافهاح استخدمته

Page 146: مقالات فى الفكر الأنسنى

146

ربما بيكل أفضل نسبياح فى مجموعة مقانت مهمةح ت عنى بالفكر األنسنيح نيرتها على يبكة اننترنتح أذكرها هنا بحسب ترتيب كتابتها:

ـ بناء الذات األنسنية. ـ هدر العقل العربي. ني.ـ المرأة فى الفكر األنس ـ التثمين األنسني لجوهر األديان.

ففى تلك المقانتح والتى أنوي نيرها م جمعةح مع هذا المقالح فى كتاب بعنوان "مقانت فى الفكر األنسني"ح يستطيع القاريء الكريم أن يلمس إلى أي مدي

سنيح ت ثرت رليتى للفكر األنسني بانسهام اندوري. فلون حديت ادوارد عن النقد األنما اكتيفت امكانية أن تر، ذاتح عربية كانت أم غير عربيةح تحت نير انغتراب الثقافيح ولون تعرية ادوارد لعقيدة المرك،ية األوروبية فى الفكر ال ربيح ما تعرفت على اآلخر ال ربيح ولون ت كيد ادوارد الدامم على استقاللية المفكرح لكنت أرانى

أدافع عن اآلخر المحلى بكل ما ا تيت من هوة وعلم! ولسوف واحدا من تجار اآلنمحأختم حديثى الذي ألنه هد طال بعب الييءح إن لم يكن كثيراح بعرب موج، ألهم مالم رليتى للفكر األنسنيح ليعلم هارمي إلى أي مدي ي ف كاتب هذ السطور

"األنسنية والنقد بادوارد سعيد وفكر األنسنيح والذي أري فى كتاب ادوارد األخير الديمقراطي" أصدت تعبير عن روعته وجالله!

يحقـت اإلنسـان أكبـر هـدر ممكـن مـن التطـابت بـين هـى أن ــ عنـدي ـ "األنسـنية"أهوالــه وأفعالــهح يــريطة انطــواء تلــك األهــوال واألفعــال علــى تثمــين لقــول األنســنية بــ ن

التمحـيص النقـدي لأليـياء بمـا اإلنسان هو أعلى هيمة في الوجـودح وهـدفها الماثـل فـي ــــل ــــاج للعمــــل البيــــري وللطاهــــات البيــــريةح تحســــبا لســــوء القــــراءة وســــوء الت وي هــــي نتالبيـــريين للماضـــي الجمعـــي كمـــا للحاضـــر الجمعـــي. وكـــذا يـــريطة وهـــو تلـــك األهـــوال

وج،ها فيما يلي:ا واألفعال في إطار الخصامص العامة لالنسنيةح والتى

.تقويم هو اإلنسانمعيار ال [1]

Page 147: مقالات فى الفكر الأنسنى

147

.اإليادة بالعقل ورد التطور إلى ثورته الداممة [2] .الطبيعة والتعاطي المتحضر معها نتثمي [3] .القول ب ن التقدم إنما يتم باإلنسان نفسه [4] .ت كيد الن،عة الحسية الجمالية [5]

ى لتبصير ال ير ي عد أنسنيا )ذاتا أنسنية( طالما أدرك األنسنية وسع اإلنسانو بهاح ولم يست ثر بها لنفسه أو لفريت بعينهح وكذا ي عد اإلنسان ذاتا حتى لو جهل

كنههاح أو أعرب عنهاح لكنه في تلك الحالة يكون ذاتا م تربة األنسنيةح ولم ي دركثقافيا. فاليامع في المجتمعات المتخلفةح ومنها مجتمعاتنا العربيةح هو تنا،ل اإلنسان

رضاء لمجتمعه! الطبيعي في امتالك عن حقه ثقافة حرة ومتطورةح إراحة لذاته وا وباستخدام المعيار نفسهح ي عد مخرا كل من يدرك األنسنية ويست ثر بها لنفسه أو لفريت بعينهح ويعمل جاهدا في الوهت نفسه للحيلولة دون أخذ الذات الم تربة ثقافيا

امل والسبلح بهدف حرمان تلك الذات من بها كنهج حياةح وتعميتها عنها بيتى الوسـ في رأيي ـ ن يعدو كونه نتاجا تطور التاريأ اإلنساني فجني ثمار األخذ باألنسنية.

لصرا ثقافي معقدح أطرافه الذات األنسنية والذات الم تربة واآلخر. أهول صراعا ح وهو ما ملة للحياةللثقافة ب نها طريقة يا يثقافياح استنادا لتعريف إليوت األنثروبولوج

يعني كون الصرا أعم وأيمل منه عند الماركسيينح فاحتياجات اإلنسان ليست مادية فحسبح فهي تتجاو، انحتياجات الماديةح على خطرها وأهميتها. وأهول

صراعا معقداح لتعدد جبهاته وتداخلها...

ربة باألنسنية فهناك الصرا بين الذات األنسنية الساعية لتبصير الذات الم ت وتعرية دور اآلخر في تكريس اغترابهاح وبين اآلخر المدرك لألنسنية والحريص على الحيلولة دون نجا الذات األنسنية في إهنا الذات الم تربة بالتخلي عن اغترابهاح وكذا الحريص على الحيلولة دون أخذ الذات الم تربة نفسها باألنسنية كنهج حياةح

ن يتور اآلخر فيه عن استخدام أو إغراء الذات الم تربة باستخدام وهو صرا مللمحكافة الوسامل المستترة وغير المستترة لحسمه لصالحه. وهناك أيضا الصرا بين الذات األنسنية والذات الم تربةح وهو صرا عدامي من جانب واحدح هو جانب

Page 148: مقالات فى الفكر الأنسنى

148

و الذات الم تربة أن ههر الذات الم تربةح ي ذيه اآلخر ويلججهح فهو ي لقي في ر اغترابها يعني محو هويتهاح وأن جهود الذات األنسنية لحثها على ههر اغترابها واألخذ باألنسنيةح ليست سوي ممارسات عدامية في حقهاح ترمي لمحو هويتها الثقافية

وهدر ثروتها العقلية..!!

الهوامش ااا اااااااا

ح )بيـــــروت: دار اآلدابح خاااااارج المكااااااعلســـــيح إدوارد ســـــعيدح ترجمـــــة فـــــوا، طراب( 1) .10(ح ص 3000

.254ـ 252ح ص ص نفس المرجع( 3) .42ـ 43ح ص ص نفس المرجع( 2) .322ح ص نفس المرجع( 4) .344ح ص نفس المرجع( 5) .376ح ص نفس المرجع( 6) ح نفس الصفحات.نفس المرجع( 7) .224ـ 222ح ص ص نفس المرجع( 2)ح )بيـروت: دار األنسانية والنقاد الاديمقراطيجمـة فـوا، طرابلسـيح إدوارد سعيدح تر ( 4)

.14ـ12(ح ص ص 3005اآلدابح ح مفنااى االنسااانيات( ثيــودور مــايرجرين )محــرر(ح ترجمــة يوســف ميخاميــل أســعدح 10)

(ح ص 1473)القاهرة: دار المعرفـة بانيـتراك مـع ملسسـة فـرانكلين للطباعـة والنيـرح .77ـ 22ص

.23ـ21ح ص ص م.س.ذح األنسنية والنقد الديمقراطيح إدوارد سعيد( 11) .53ح 37ح ص نفس المرجع( 13)( يســــتند الكاتــــب فــــى عرضــــه للتحليــــل اندوري لألســــس التــــى هــــام عليهــــا الفكــــر 12)

األنســني والممارســة األنســنية فــى الونيــات المتحــدة األمريكيــةح إلــى كتــاب إدوارد ســعيد .قد الديمقراطياألنسنية والناألخيرح وهو بعنوان:

Page 149: مقالات فى الفكر الأنسنى

149

)*( نســـبة إلـــى اليـــاعر والفنـــان اننجليـــ،ي وليـــام باليـــك والعـــالم النفســـانى السويســـري كــارل يونــغ. والمقصــود هــو التوليفــة التــى ي قيمهــا فــراي بــين فكــرة باليــك عــن "األلوهــة

البيرية" وبين مقولة "نموذج أصلي"ح بما هو مستود الالوعى الجمعى عند يونغ.مقدمـــة التـــى كتبهـــا إهبـــال أحمـــد: إدوارد ســـعيدح حـــوارات مـــع دافيـــد ( راجـــع نـــص ال14)

ح )دميـــت: دار كنعـــان للدراســـات القلااام والساااي بارســـاميانح ترجمـــة توفيـــت األســـديح .33ـ7(ح ص ص 3004والنير والخدمات انعالميةح

Edward Said, Eqbal( راجع نعي إدوارد لصاحبه إهبال أحمد في الجارديان:15)

, Friday May 14,1999. uardianThe GAhmad,

ح مجلاة الب غاة المقارناة )ألا (( ج معت انهتباسات اندورية من هذ األعمـال: 16))القــاهرة: هســم األدب اننجليــ،ي والمقــارن وهســم النيــر بالجامعــة األمريكيــة بالقــاهرة(ح

. 3005النقـدي لالسـتعمارح العدد الخامس والعيـرونح بعنـوان إدوارد سـعيد والتقـويب. ـــــــــــــح "الن،عـــــة اننســـــانية الســـــور م.س.ذإدوارد ســـــعيدح األنســـــنية والنقـــــد الـــــديمقراطيح

لوموناااد عامـــا علـــى صـــدور كتـــاب )انستيـــرات("ح 35األخيـــر فـــى وجـــه البربريـــة ـ ح 3002ح الطبعـــــــــــــــــــــــــــــــــــة العربيـــــــــــــــــــــــــــــــــــةح أيلول/ســـــــــــــــــــــــــــــــــــبتمبر دبلوماتياااااااااااااااااااااااااااااااااااك

www.mondiapolar.com/article_print1707.html ح تفقيباااات علاااى االستشااارام( ادوارد ســـعيدح ترجمـــة وتحريـــر صـــبحى الحديـــديح 17)

.141ـ140(ح ص ص 1446)بيروت: الملسسة العربية للدراسات والنيرح .145ـ 144ح ص ص نفس المرجع( 12)ح )بيــروت: ملسســة األبحــات االستشاارامجمــة كمــال أبــو ديــبح ( ادوارد ســعيدح تر 14)

.40(ح ص 3002العربيةح عامـا علـى 35( ادوارد سعيدح "الن،عة اننسانية السور األخير فى وجـه البربريـة ـ 30)

.2ح ص م.س.ذصدور كتاب )انستيرات("ح .35ـ34ح ص ص م.س.ذح األنسنية والنقد الديمقراطي( إدوارد سعيدح 31) .32ـ35ح ص ص نفس المرجع (33)ــــبح 32) ــــو دي ــــروت: دار الثقافااااة واالمبرياليااااة( إدوارد ســــعيدح ترجمــــة كمــــال أب ح )بي

.71(ح ص 1447اآلدابح

Page 150: مقالات فى الفكر الأنسنى

150

ح ) بيـروت: دار اآلداب نهاية عملية السا م ا أوسالو وماا بفادها( إدوارد سـعيدح 34) .356ـ346(ح ص ص 3003للنير والتو،يعح

ات.ح نفس الصفحنفس المرجع( 35)راجـــع نـــص المقدمـــة التـــى كتبهـــا إهبـــال أحمـــد: إدوارد ســـعيدح حـــوارات مـــع دافيـــد ( 36)

.33ـ7ح ص ص م.س.ذح القلم والسيفبارساميانح ح نفس الصفحات.نفس المرجع( 37)( للم،يـــد حــــول الرليــــة اندوريــــة نســــتقاللية المفكــــر راجــــع: ادوارد ســــعيدح ترجمــــة 32)

ح )بيــروت: التكــوين للطباعــة والنيــر ل دائمااااآللهااة التااى تفشااحســام الــدين خضــورح (.3002والتو،يعح

. 4ح صم.س.ذح الثقافة وانمبريالية( إدوارد سعيدح 34)

Page 151: مقالات فى الفكر الأنسنى

151

مراجع الكتابأهم

باللغة الفربيةأوال اااااااااااااااااااا

بشااأع 1691لساانة 103القااانوع رقاام اإلدارة العامــة لليــمون القانونيــة بالهيمــةح ( 1)إعادة تنظيم األزهر والهيئاات التاي يشاملها والئحتاه التنفيذياة الصاادرة بقارار رئايس

ح ) القـاهرة: و،ارة الصـناعة وفقاا آلخار التفادي ت 1695لسانة 250الجمهورية رقام (.1444والثروة المعدنيةح الهيمة العامة ليمون المطابع األميريةح

ح تفقيبااااات علااااى االستشاااارامحى الحديــــديح ( ادوارد ســــعيدح ترجمــــة وتحريــــر صــــب3) (.1446)بيروت: الملسسة العربية للدراسات والنيرح

(.1447ح )بيروت: دار اآلدابح الثقافة واالمبريالية( ــــــح ترجمة كمال أبو ديبح 2) (.3000ح )بيروت: دار اآلدابح خارج المكاعـــــــح ترجمة فوا، طرابلسيح ( 4)ـــح 5) ح ) بيــروت: دار اآلداب للنيــر مليااة الساا م ا أوساالو ومااا بفاادهانهايااة ع( ـــــ

(.3003والتو،يعح ـــو ديـــبح 6) ــــح ترجمـــة كمـــال أب ـــةح االستشااارام( ـــــ ح )بيـــروت: ملسســـة األبحـــات العربي

3002.) ـــح ترجمــة حســام الــدين خضــورح 7) ح )بيــروت: التكــوين اآللهااة التااى تفشاال دائمااا( ـــــ

(.3002للطباعة والنير والتو،يعح ح )دميـت: القلام والساي ( ــــــح حوارات مع دافيد بارساميانح ترجمة توفيت األسديح 2)

(.3004دار كنعان للدراسات والنير والخدمات انعالميةح

Page 152: مقالات فى الفكر الأنسنى

152

ح )بيــروت: دار اآلدابح األنساانية والنقااد الااديمقراطي( ـــــــــح ترجمــة فــوا، طرابلســيح 4)3005.)

ح )القـــاهرة: الدولاااة واألساااطورةد حمـــدي محمـــودح ( ارنســـت كاســـيررح ترجمـــة أحمـــ10)

ــــة الفنــــون واآلداب والعلــــوم ــــاب والمجلــــس األعلــــى لرعاي ــــة المصــــرية العامــــة للكت الهيم (.1475انجتماعيةح

ح )القــــاهرة: مطبعــــة المقتطــــف لواحاااام المقتطاااا الشااااهرية( إســــماعيل ملهــــرح 11) (.1446والمقطمح فبراير

ح )القــاهرة: م حظااات نحااو تفرياا الثقافااة ( ت.س.إليــوتح ترجمــة يــكري عيــادح13) (.3002الهيمة المصرية العامة للكتابح

ح مفنااى االنسااانيات( ثيــودور مــايرجرين )محــرر(ح ترجمــة يوســف ميخاميــل أســعدح 12) (.1473)القاهرة: دار المعرفة بانيتراك مع ملسسة فرانكلين للطباعة والنيرح

حضاااارة عصااار ر عبـــد الـــرحمن ذكـــيح ( جـــورج ســـارتون ومخـــرونح ترجمـــة الـــدكتو 14)ح )القـــاهرة نيويـــورك: دار النهضـــة العربيـــة بانيـــتراك مـــع ملسســـة فـــرانكلين النهضاااة

(.1461للطباعة والنيرح Humanismمدخل عام إلى النزعة اينسانية ح Jim Herrick( جيم هيريك 15)

: an Introduction ح صـادر عـن بروميثيـوس بـوكسPrometheus Books ح. لألسف تعذر للكاتب الحصـول علـى نسـخة مـن هـذا الكتـابح ومـن 3005ن عام بلند

ثم اضطر لالستعانة بعـرب لـهح يمكـن للقـارر الكـريم الرجـو إليـه علـى الموهـع التـالي www.iraqcenter.netعلى يبكة اإلنترنت:

ح )القـــاهرة: دار العـــالم الثالـــتح لاااذات الفربياااةاالغتاااراب الثقاااافي ل( حـــا،م خيـــريح 16)3006.)

(.3007ح عام ح )القاهرة: دار سطور للنيراالنساع هو الحلــــــح ( 17)

ــــح ( ـــ12) دوع كيخوتاااه المصاااري )دراساااة علمياااة وثائقياااة لحيااااة وفكااار الشااااعر ــ ح تحت الطبع.المصري الراحل نجيب سرور(

Page 153: مقالات فى الفكر الأنسنى

153

ح )القــاهرة: الهيمــة مقااال عااع الماانه الخضــيريح ( رينيــه ديكــارتح ترجمــة محمــود 14) (.3000المصرية العامة للكتابح

النسااء فاى الفكار السياساي ( سو،ان موللر أوكينح ترجمة إمام عبد الفتا إمامح 30)ح )القــــاهرة: الهيمــــة المصــــرية العامــــة للكتــــاب بالتعــــاون مــــع الميــــرو القــــومي الغربااااي

(.3005للترجمة بالمجلس األعلى للثقافةح صاادام الحضااارات ا إعااادة صاانع ( صــامويل هنتنجتــونح ترجمــة طلعــت اليــايبح 31)

(.1442ح )القاهرة: سطورح النظام الفالميــــرحمن بــــدويح 33) ــــد ال ــــة النهضــــة فلساااافة الفصااااور الوسااااطى( عب ح )القــــاهرة: مكتب

(.1464المصريةح ـــــ ( 32) بيــــروت: وكالــــة ح )الكويــــت اينسااااانية والوجوديااااة فااااي الفكاااار الفرباااايح ــــــــ

(.1423المطبوعاتح دار القلمح الفهد القديم( 34)ح ذكااورة وأنوثااة ا فكاارة االخاات ( فرانســوا، ايريتييــهح ترجمــة كاميليــا صــبحىح 35)

(.3002)القاهرة: الهيمة المصرية العامة للكتابح ح )موسـكو: دار التقـدمحأصل الفائلة والملكية الخاصاة والدولاة( فردريك انجلسح 36)

بدون تاريأ(. .قرآع كريم( 37)ح )القـاهرة: سلسـلة المكتبـة الثقافيـةح منيــورات حاواء المضاطهدة( مـارلين تـادرسح 32)

(.1440تضامن المرأة العربيةح ا نصااوص الحقيقااة)إعــداد وترجمــة(ح محمــد ســبيال وعبــد الســالم بنعبــد العــالي ( 34)

ـــدار البيضـــاء: دار توبقـــال للنيـــرح سلســـلة دمختاااارة ح 4فـــاتر فلســـفيةح العـــدد رهـــم ح )ال1442.)

ح )الــدار البيضــاء: الفقاال والفق نيااة ا نصااوص مختااارة)إعــداد وترجمــة(ح ( ــــــــــــــــــــ20) (.3007ح 4دار توبقال للنيرح سلسلة دفاتر فلسفيةح العدد رهم

ح )بيــروت: مركــ، دراســات الوحــدة تكااويع الفقاال الفربااي( محمــد عابــد الجــابريح 21) (.1424يةح العرب

Page 154: مقالات فى الفكر الأنسنى

154

(.1474ح )القاهرة: دار الثقافة الجديدةح المفجم الفلسفي( مراد وهبةح 23) (.1447ح )القاهرة: دار العالم الثالتح قصاة الديالكتيكـــــح ( 22)ـــاهرة: الهيمـــة المصـــرية العامـــة للكتـــابح األعماااال الكاملاااة( نجيـــب ســـرورح 24) ح )الق

(.1446المجلد الثالتح ح )القـاهرة: دار ومطـابع المسـتقبل الوجاه الفااري للمارأة الفربياةاويح ( نوال السـعد25)

(.1444بالفجالة وانسكندريةح (. 3005ح )القاهرة: مكتبة مدبوليحعع المرأة( ـــــــح 26)

جنبية باللغة األثانيا ااااااااااااااااااااا

(1) Robert C. Tucker (ed), The Marx – Engels Reader, (New

York: W.W.Norton &Company. INC., 1972).