أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

144

Upload: fatehfateh

Post on 14-Jun-2015

179 views

Category:

Documents


15 download

TRANSCRIPT

Page 1: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-
Page 2: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

2

Page 3: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

3

دور الهيئــات ال�ضرعيــة و�ضـرورة وجودهــا

اإعداد ــ الأ�ضتاذ الدكتور نـــــزيه حمــــــاد

م�صت�صار وخبري اإقت�صادي ــ كنـــــدا

اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية/ الأ�صباب والنتائج

Page 4: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

4

ب�ضم الله الرحمن الرحيم

احلمد لله رب العاملني، وال�صالة وال�صالم على نبينا حممد وعلى اآله و�صحبه اأجمعني، وبعد:

فتتاألف هذه الدرا�صة من مبحثني:

املبحث الأول

مفهوم الهيئة ال�ضرعية وطبيعة وليتها و�ضرورة وجودها

1( يرجع اأ�صا�س فكرة تكوين الهيئات ال�صرعية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية و�صرورة وجودها اإىل الأ�صل

ال�صرعي املجمع عليه ــ الذي حكاه الإمام الغزايل يف )الإحياء( وغريه ــ وهو اأنه ل يجوز للمرء اأن يقدم على فعل

.)1(

�صئ حتى يعلم حكم الله فيه

ال�صافعي: فيه. قال الله يعلم حكم اأمر حتى يقدم على اأن )قاعدة: ل يجوز لأحد لــزروق: )القواعد( فجاء يف

.)2(

اإجماعا(

• وجاء يف )القواعد والفوائد الأ�صولية( للبعلي: )ذكر ابن عقيل وغريه اأنه ل يجوز الإقدام على فعل ما مل يعلم

.)3(

جوازه. وذكر بع�س املالكية عدم اجلواز اإجماعا(

• .)4(

وقال العز بن عبد ال�صالم: ) كل اأحد يجب عليه اأن ل يقدم على فعل حتى يعلم حكم الله تعاىل فيه(

نه الله و�صرعه يف البيع، ومن اأجر وجب عليه اأن 2( وعلى ذلك قال القرايف )فمن باع وجب عليه اأن يتعلم ما عي

.)((

يتعلم ما �صرعه الله يف الإجارة، ومن قار�س وجب عليه اأن يتعلم حكم الله يف القرا�س... الخ

وقد روي عن عمر بن اخلطاب ر�صي الله عنه اأنه كان ير�صل اإىل ال�صوق من يتوىل اإخراج التاجر الذي ل يح�صن

.)((

معرفة الأحكام ال�صرعية للبيع وال�صراء منه

كما روي عن الإمام مالك اأنه كان ياأمر الأمراء، فيجمعون التجار وال�صوقة، ويعر�صونهم عليه، فاإذا وجد اأحدا

البيع اأحكام تعلم له: ال�صوق، وقــال اأقامه من املعامالت، ول يعرف احلــالل من احلــرام، اأحكام يفقه منهم ل

.)((

وال�صراء، ثم اجل�س يف ال�صوق

)1( الرتاتيب الإدارية للكتاين 2/)1، اإحياء علوم الدين 9،84/2)

)2( القواعد لل�صيخ زروق املالكي �س 48

)3( القواعد والفوائد الأ�صولية وما يتعلق بها من الأحكام ال�صرعية لبن اللحام البعلي احلنبلي �س 14

)4( �صرح تنقيح الف�صول للقرايف �س 433

))( نقال عن الرتاتيب الإدارية 2/)1

))( الرتاتيب الإدارية 18/2، وانظر الإحياء 9/2)، عقد اجلواهر الثمينه لبن �صا�س 2/)38، رو�صة امل�صتبني �صرح التلقني 2/)104

))( الرتاتيب الإدارية 19/2

اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية/ الأ�صباب والنتائج

Page 5: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(

يح�صنون ل املعا�صرة الإ�صالمية املالية املوؤ�ص�صات وا�صتثمارها يف الأمــوال اإدارة على القائمون كان وملا )3

معرفة الأحكام ال�صرعية املتعلقة مبا يريدون اخلو�س فيه والإقدام على التعامل به من �صنوف املداينات واألوان

ت احلاجة اإىل اإيجاد وتكوين هيئات �صرعية متخ�ص�صة يف هذا املجال العقود والت�صرفات املالية املعا�صرة، م�ص

اإىل جانبهم، تتوىل تعريفهم مبا يحل وما يحرم يف نطاق عملهم، واإر�صادهم اإىل كيفية الإلتزام املطلوب باإتيان

ما هو �صائغ مقبول �صرعا، والبعد عن كل ما هو حمظور ومردود من الناحية ال�صرعية، وذلك عن طريق الفتاوى

والقرارات املتعلقة بت�صرفاتهم واأن�صطتهم واأعمالهم، ثم فح�س ومراجعة �صائر ما ي�صدر عنهم منها، بغية التاأكد

والتثبت من اأن جميع معاقدات ون�صاطات وممار�صات املوؤ�ص�صة املالية الإ�صالمية التي ي�صرفون عليها متفقة مع

اأحكام ال�صريعة الإ�صالمية.

4( ومن اجلدير بالبيان يف هذا املقام اأن هذه الفكرة كانت معروفة ومطبقة عمليا يف الع�صور الإ�صالمية ال�صالفة،

اأن املعامالت املالية وقتئذ كانت ب�صيطة غري معقدة ول متداخلة ول مركبة، والأحكام ال�صرعية املتعلقة بها مع

كانت وا�صحة املعامل، �صهلة املاآخذ، قريبة التناول من كتب الفقه والفتاوى ومدونات الواقعات والنوازل املتوافرة

اآنذاك. وقد اأ�صار اإىل ذلك الأمر �صاحب )الفتاوى البزازية( من فقهاء احلنفية بقوله: )ل يحل لأحد اأن ي�صتغل

بالتجارة ما مل يحفظ كتاب البيوع. وكان التجار يف القدمي اإذا �صافروا ا�صت�صحبوا معهم فقيها يرجعون اإليه

.)1(

يف اأمورهم(

اأما يف الع�صر احلا�صر، وبعد ما ت�صعبت وتعقدت وتطورت اأنواع املعامالت املالية و�صنوف املداينات واألوان

الهند�صة التمويلية، و�صروب الن�صاطات الإنتاجية والتجارية والإ�صتثمارية ب�صكل �صريع وهائل، وبعدت �صورها

ومتعلقاتها يف الكثري الغالب عما كان معروفا وماألوفا يف الع�صور اخلالية والدهور ال�صالفة، وهو ما عني الفقهاء

بب�صط اأحكامه يف مدوناتهم ال�صابقة، ا�صتلزم احلال اإيجاد تخريجات فقهية غري م�صبوقة، واإحداث اجتهادات

جزئية غري ي�صرية، يتعذر على الفقيه الواحد ـ مهما بلغ �صاأنه وعلت مرتبته يف فقه املعامالت املالية ــ التو�صل

اإليها ب�صورة �صحيحة �صليمة، وا�صتنباط حكم �صرعـي يطمئن اإليه يف �صاأنها... من اأجل ذلك كله، كان ل بد للقيام

بهذه املهمة ال�صعبة على الوجه الأمثل من ت�صكيل هيئة من جهابذة الفقهاء املتمكنني يف اأبواب املالية الذين ميكن

العتماد عليهم والركون اإليهم لتحقيق الغر�س وبلوغ ال�صوؤل واملق�صد يف الأمر املنوه به.

قال الدكتور اأن�س الزرقا: والهدف من ذلك

اأول: م�صاعدة اإدارة املوؤ�ص�صة املالية الإ�صالمية ومالكيها على الإلتزام باأحكام ال�صريعة الإ�صالمية. وهذه مهمة

داخلية.

املوؤ�ص�صة التزام مدى تقومي على العامة الرقابية واجلهات املوؤ�ص�صة مع املتعامل اجلمهور م�صاعدة وثانيا:

)2(

باأحكام ال�صريعة. وهذه مهمة خارجية

)1( الرتاتيب الإدارية 19/2

)2( نظرة اإىل منهج عمل الهيئات ال�صرعية وبنيتها يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية للدكتور حممد اأن�س الزرقا �س1.)بحث مقدم اإىل املوؤمتر الثاين للهيئات ال�صرعية يف

املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية يف البحرين/اكتوبر 2002م(.

اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية/ الأ�صباب والنتائج

Page 6: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(

واخلال�ضة: اأن الغر�س من اإيجاد وتكوين الهيئات ال�صرعية التزام املوؤ�ص�صات املالية الفعلي بالأحكام ال�صرعية

يف جميع معاقداتها ومنتجاتها، وكل ن�صاطاتها وت�صرفاتها وعالقاتها، اإبتداء بنظامها الأ�صا�صي ومرورا باأدواته

وو�صائله ملزاولة اأعمالها، �صواء ما كان منها من قبيل اخلدمات امل�صرفية، اأو من اأ�صاليب التمويل وال�صتثمار،

.)1(

وانتهاء بكيفية املحا�صبة وتوزيع الربح وحتميل اخل�صائر

) ــ ول يخفى اأي �صعار ترفعه املوؤ�ص�صة املالية الإ�صالمية لي�س له اأي قيمة اإذا مل يكن مطبقا يف احلقيقة والواقع،

واأن الهوية الإ�صالمية للموؤ�ص�صة ل تتحقق مبجرد ا�صتمالها يف العنوان اأو ال�صم املعلن على و�صف

)الإ�صالمي( اأو )الإ�صالمية( اأو نحو ذلك ما مل تكن يف جوهرها وم�صمونها و�صائر اأن�صطتها واأعمالها وعالقاتها

.)2(

وممار�صاتها ملتزمة فعال ــ ل �صورة ــ باأحكام ال�صريعة الإ�صالمية

وبناءا على ذلك، فاإن دور الهيئة ال�صرعية لي�س مقت�صرا على الن�صح والإر�صاد،اأو جمرد اإبداء الراأي والإفتاء

فيما يعر�س عليها من اأعمال ون�صاطات وت�صرفات املوؤ�ص�صة فح�صب، بل ل بد من كون قراراتها وفتاواها ملزمة

للموؤ�ص�صة، ول بد لها اأي�صا من متابعة وفح�س ومراجعة ومراقبة كل نظام ومعاقدة ومداينة واإجراء وت�صرف

مايل للموؤ�ص�صة، من اأجل تدارك اأي خلل قبل وقوعه، وجتنب اأي خطر قبل التلب�س فيه، واإ�صالح اأي خطاأ فور

�صدوره مبا يتفق مع اأحكام ال�صريعة الإ�صالمية. واإن اأداء هذا الدور يتطلب من الهيئة اأن ت�صلك يف عملها ويف

ــ ما ي�صلكه ــ بالإ�صافة اإىل اإبداء الراأي والفتوى امللزمة عالقتها مع اإدارة املوؤ�ص�صة املالية وهيئاتها املختلفة

مراقب احل�صابات )اخلارجي امل�صتقل( من و�صائل واخت�صا�صات.

وقد ذكر الدكتور الربيعة اأنه ل�صمان جناح امل�صرية ال�صرعية للموؤ�ص�صة املالية الإ�صالمية وا�صتقامتها على النهج

ال�صوي:

• يجب اأن ت�صند مهمة توجيه امل�صرية ال�صرعية للموؤ�ص�صة اإىل هيئة من اأهل الفقه وال�صالح، عمال بقوله تعاىل

النحل[ من 43 )فا�صاألوا اأهل الذكر اإن كنتم ل تعلمون( ]الآية

بحيث )يكون اأع�صاوؤها على م�صتوى مرموق من الكفاية والقدرة وال�صتيعاب واجلدية. وما مل تكن كذلك، فاإنها

.)3(

لن تقوم مبهمتها، ولن توؤدي تلك املوؤ�ص�صات دورها املطلوب(

• اأهمية كبرية يف به من الرقابة الإداريــة متاما، نظرا ملا تتمتع ول بد من وجود رقابة �صرعية م�صتقلة عن

ومهامها اأعمالها وكــرة عاتقها، على امللقاة امل�صوؤولية ج�صامة حيث من الإ�صالمية، املالية املوؤ�ص�صات

م�صتوى باأعلى ومت�صلة بذاتها، م�صتقلة ال�صرعية وحدة الهيئة تكون اأن من بد فال ذلك وعلى واأعبائها.

اإداري، كي حتظى قراراتها واآراوؤها بالأهمية الالزمة يف تطبيق ال�صريعة يف املجال امل�صريف، وت�صحيح

ـ ذي عالقة مب�صوؤوليات ـ قد يطراأ على اأعمال امل�صرف ـ اأي انحراف له عن اأحكام ال�صرع، ومعاجلة اأي خللـ

)1( حتول امل�صرف الربوي اإىل م�صرف اإ�صالمي للدكتور الربيعة 2/))3، ال�صوابط ال�صرعية مل�صرية امل�صارف الإ�صالمية للدكتور عبد ال�صتار اأبو غدة �س 429

)2( ل�صوابط ال�صرعية مل�صرية امل�صارف الإ�صالمية �س 429

)3( كما قال الدكتور عجيل الن�صمي يف بحثه ))تطوير كيان واآلية الهيئات ال�صرعية ملواكبة احتياجات املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية(( �س2 )املقدم اإىل املوؤمتر الثاين للهيئات

ال�صرعية للموؤ�ص�صة املالية الإ�صالمية املنعقد يف البحرين/اكتوبر 2002م(

اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية/ الأ�صباب والنتائج

Page 7: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(

الهيئة ال�صرعية.

• اأن تكون �صلطة اختيار وتعيني تلك الهيئة مناطة باجلمعية العمومية، حتى تكون رقيبة على ويجب كذلك

جمل�س الإدارة، �صاأنها يف ذلك �صاأن مراقب احل�صابات اخلارجي.

• .)1(

وتكون فتاوى وقرارات الهيئة نافذة ملزمة اإذا مت اإقرارها من قبل اأغلبية اأع�صائها

ثم قال: وتقوم هيئة الرقابة ال�صرعية يف �صبيل حتقيق مهامها بنوعني من الرقابة، وهما:

)1( الرقابة ال�ضابقة:

وهي عبارة عن النظر واإبداء الراأي ال�صرعي فيما يعر�س عليها من مو�صوعات وو�صائل تتعلق باأعمال امل�صرف

واأن�صطته، بحيث ل يعمل يف اأية �صيغة اأو ن�صاط اأو منوذج عقد جديد اإل بعد عر�صه على الهيئة واإبداء الراأي

فيه. وكذلك درا�صة جميع التفاقات التي يعتزم امل�صرف اإبرامها مع مرا�صليه اأو مع ال�صما�صرة اأو مع امل�صارف

الأخرى اأو مع ال�صركات للتحقق من موافقتها لأحكام ال�صرع.

)2( الرقابة الالحقة:

اأن�صطته اأعمال امل�صرف ومعامالته و�صائر ال�صرعية مبراجعة جميع الرقابة اأع�صاء هيئة قيام وهي عبارة عن

وعقوده للتحقق من �صالمتها من اأية خمالفة �صرعية عند التطبيق، وذلك باتباع اأ�صلوب العينات الع�صوائية اأي

اختيار بع�س الأعمال وبع�س العقود على �صبيل العينات لالطمئنان على ح�صن �صري العمل وفقا لالأحكام ال�صرعية.

بالإ�صافة اإىل ذلك، تقوم هيئة الرقابة ال�صرعية بال�صعي لإيجاد مزيد من ال�صيغ ال�صرعية املالئمة لأن�صطة امل�صرف

.)2(

الإ�صالمي ملواكبة التطور يف الأ�صاليب واخلدمات امل�صرفية(

املالية املوؤ�ص�صة عليها ت�صري التي والأ�صاليب العقود وتعتمد الهيئة تراجع ال�صابقة الرقابة طريق عن وهكذا

الإ�صالمية يف اأعمالها من م�صاركة وم�صاربة ومرابحة و �صرف و�صلم واإجارة وا�صت�صناع... الخ بحيث

اأحكام ال�صريعة الإ�صالمية. وعن طريق الرقابة الالحقة، فاإن الهيئة تكون يف م�صمونها و�صياغتها متفقة مع

.)3(

ت�صبح مطمئنة اإىل �صالمة جميع اأعمال ون�صاطات املوؤ�ص�صة من اأي خلل اأو خطاأ يف التنفيذ والتطبيق

الإ�صالمية يف املالية للموؤ�ص�صات واملراجعة املحا�صبة هيئة تقدم من معطيات ومبادئ عرفت ما على وبناء )(

البحرين )هيئة الرقابة ال�صرعية( باأنها: ) جهاز م�صتقل من الفقهاء املتخ�ص�صني يف فقه املعامالت. ويجوز اأن

يكون اأحد الأع�صاء من غري الفقهاء، على اأن يكون من املتخ�ص�صني يف جمال املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية، وله

)1( حتول امل�صرف الربوي اإىل م�صرف اإ�صالمي 4/2)3 ــ ))3 )بت�صرف(

)2( حتول امل�صرف الربوي اإىل م�صرف اإ�صالمي للدكتور الربيعة 2/))3

)3( النظام القانوين للبنوك الإ�صالمية للدكتور عا�صور عبد اجلواد �س 222

اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية/ الأ�صباب والنتائج

Page 8: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

8

.)1(

اإملام بفقه املعامالت(

الثقافتني بني املطلوب التمازج يحقق ال�صرعية الهيئة اإىل وم�صرفية اقت�صادية عنا�صر �صم يف اأن �صك ول

اأو اجتهاد جماعي �صائب يف اأمور املعامالت واخلربتني ال�صرعية والع�صرية، مما يهيئ الو�صول اإىل تخريج

.)2(

املالية امل�صتجدة

التزامها من للتاأكد عليها والإ�صراف ومراقبتها املوؤ�ص�صة ن�صاطات )توجيه باأنه ودورهــا وظيفتها حــددت ثم

باأحكام ومبادئ ال�صريعة الإ�صالمية(. ثم اأو�صحت عقب ذلك باأن )فتاواها وقراراتها ملزمة للموؤ�ص�صة(. وهذا

الإلزام يجعل تلك الفتاوى والقرارات يف قوة احلكم الق�صائي، واأنها لي�صت جمرد بيان واإي�صاح للحكم ال�صرعي

د تبيني للحكم فح�صب، اإذ اإن من املعلوم �صرعا اأن الفرق بني الفتوى واحلكم الق�صائي يكمن يف كون الإفتاء جمر

.)3(

ال�صرعي امل�صوؤول عنه، اأما الق�صاء فهو تبيينه والإلزام به

اإلــزام. به من غري ال�صرعي ويخرب يبني احلكم من )املفتي: هو القناع(: البهوتي يف )ك�صاف ويف ذلك يقول

.)4(

واحلاكم: من يبينه ويلزم به. فامتاز بالإلزام(

املبحــث الثانــي

وظائف واخت�ضا�ضات الهيئات ال�ضرعية وم�ضوؤولية الإدارة جتاهها

ويندرج حتته فرعان:

الفرع الأول: وظائف واخت�ضا�ضات الهيئات ال�ضرعية

:)((

)( تنح�صر مهام واخت�صا�صات ووظائف الهيئات ال�صرعية يف اجلملة بالآتي

اأول: مراجعة وفح�س قانون املوؤ�ص�صة املالية ونظامها الأ�صا�صي و�صائر النظم والتعليمات واللوائح والإجراءات

الداخلية للموؤ�ص�صة للتثبت من كونها �صائغة يف النظر ال�صرعي.

ثانيا: درا�صة �صيغ العقود والتفاقيات والتطبيقات املوجودة لدى املوؤ�ص�صة، واإبداء الراأي ال�صرعي فيها، مع

)1( معيار ال�صبط رقم )1( لهيئة املحا�صبة واملراجعة للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية بالبحرين.

)2( انظر البنوك الإ�صالمية للدكتور جمال الدين عطية �س 2)

)3( �صرح منتهى الإرادات للبهوتي 3/))4، 9)4

)4( ك�صاف القناع )/294

))( انظر: الرقابة ال�صرعية يف امل�صارف الإ�صالمية حل�صن يو�صف �س 22 ــ 24، الرقابة ال�صرعية يف البنوك الإ�صالمية للدكتور عبد ال�صتار اأبو غدة �س 12 ــ )1،

امل�صارف الإ�صالمية للدكتور رفيق امل�صري �س 4 ــ )، النظام القانوين للبنوك الإ�صالمية للدكتور عا�صور عبد اجلواد �س 223، النظام امل�صريف الإ�صالمي للدكتور رفيق

امل�صري �س )21،)21

اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية/ الأ�صباب والنتائج

Page 9: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

9

اقرتاح الت�صحيحات والتعديالت والت�صويبات الالزمة، ورف�س واإلغاء ما ل �صبيل اإىل قبوله �صرعا فيها

ثالثا:معونة الإدارة التنفيذية للموؤ�ص�صة يف اإعداد ما حتتاج اإليه من العقود النمطية والنماذج العملية، وتنقيح

وتطوير ما يلزمه ذلك من اجلانب ال�صرعي، وكذلك الأمر يف العقود والتفاقيات التي تعر�س على املوؤ�ص�صة،

ويكون لها رغبة يف اإبرامها، مما لي�س له مناذج �صابقة لديها.

تقدمي البدائل ال�صرعية للمنتجات املالية التقليدية املخالفة لأحكام ال�صريعة، وو�صع املبادئ الأ�صا�صية رابعا:

ل�صياغة العقود والتفاقيات وم�صتنداتها، والإ�صهام يف تطويرها، لإثراء جتربة املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية يف

هذا املجال.

خام�ضا: درا�صة جميع ما يحيله جمل�س الإدارة اأو املدير التنفيذي ونحوهم اإىل الهيئة من اتفاقيات وعقود اأو

اأفكارووجهات نظر تتعلق باأعمال ون�صاطات املوؤ�ص�صة، واإبداء الراأي ال�صرعي فيها.

من اأو املوؤ�ص�صة اإدارة من الهيئة اإىل الــواردة وال�صتي�صاحات وال�صتف�صارات الأ�صئلة على الإجابة �ضاد�ضا:

الإدارات الفنية الأخرى اأو من بع�س املتعاملني اأو ممن له عالقة مع املوؤ�ص�صة. خمتلف

واملبادئ الأ�ص�س فهم وتعميق املوؤ�ص�صة، للعاملني يف الإ�صالمي امل�صريف الوعي تنمية امل�صاهمة يف �ضابعا:

والأحكام والقيم واملقا�صد املتعلقة باملعامالت املالية من منظور اإ�صالمي، وذلك باقرتاح بع�س برامج التدريب

لهم، وامل�صاركة يف تنفيذها.

الإ�صالمي، والتن�صيق مع اجلهات للعمل امل�صريف الأهمية الفقهية ذات العمل على حتديد املو�صوعات ثامنا:

املخت�صة يف املوؤ�ص�صة لدعوة نخبة من علماء ال�صريعة والقت�صاد واملخت�صني الآخرين للم�صاركة يف موؤمترات اأو

ندوات علمية تقيمها املوؤ�ص�صة ملناق�صتها ومن ثم اإ�صدار الفتاوى اأو القرارات اأو التو�صيات املنا�صبة يف �صاأنها.

الطرفان على اتفق اإذا الأخرى املالية وبني اجلهات املوؤ�ص�صة املنازعات واخل�صومات بني القيام بحل تا�ضعا:

حتكيم الهيئة ال�صرعية يف �صاأنها، ويكون حكمها عند ذلك ملزما لهما وحا�صما للنزاع القائم بينهما.

قال القا�صي ابن العربي يف )الأحكام(: )وال�صابط: اأن كل حق اخت�س به اخل�صمان جاز التحكيم فيه، ونفذ

.)1(

حكم املحكم به(

من والتاأكد والتنفيذ، التطبيق من �صحة التثبت بغية املوؤ�ص�صة، ون�صاطات لأعمال الدورية املراجعة عا�ضرا:

موافقتها لأحكام ال�صريعة، وات�صاقها مع الفتاوى والقرارات ال�صادرة عن الهيئة يف �صاأنها، وذلك بفح�س ملفات

وم�صتندات العمليات والعقود والتفاقيات التي اأبرمتها. ولها يف �صبيل حتقيق ذلك التفاق مع اإدارة املوؤ�ص�صة

املتوفرة يف جميع البيانات وامل�صتندات ال�صرعي، والطــالع على للمراقبة والتدقيق على و�صع نظام منا�صب

مراحل العمل.

العمومية، تبني فيه مدى اأجل عر�صه على اجلمعية الإدارة من اأحد ع�ضر: تقدمي تقرير �صنوي �صامل ملجل�س

)1( اأحكام القراآن لبن العربي 22/2)

اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية/ الأ�صباب والنتائج

Page 10: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

10

اللتزام باأحكام ال�صريعة الإ�صالمية، يف �صوء ما �صدر عنها من اآراء وفتاوى وقرارات وتوجيهات، ومن خالل

ما متت مراجعته من معامالت و�صيغ وم�صتندات.

الفرع الثاين: م�ضوؤولية الإدارة التنفيذية جتاه الهيئة ال�ضرعية

8( اإن قيام الهيئة ال�صرعية بوظيفتها وواجباتها يف املوؤ�ص�صة املالية الإ�صالمية ي�صتلزم بال�صرورة قيام الإدارة

التنفيذية باأداء وتوفية ما يلزمها جتاه الهيئة، وهو ما ميكن تلخي�صه يف الآتي:

اأول: اللتزام باإطالع الهيئة على العمليات واملنتجات اجلديدة التي ترغب يف التعامل بها قبل اجتماع الهيئة

ملناق�صتها واإ�صدار الراأي ال�صرعي يف �صاأنها بوقت كاف، وعر�س جميع العقود والتفاقيات والنماذج اجلديدة،

التي تخطط املوؤ�ص�صة لإ�صدارها والتعامل بها، من اأجل مراجعتها والنظر فيها واعتمادها من قبل الهيئة قبل

اإ�صدارها وطرحها للتعامل.

ثانيا: اللتزام بعدم التعامل باأي عقد اأو منوذج اأوردت الهيئة عليه مالحظات �صرعية اإل بعد تعديله واإ�صالحه،

اأو تغيريه وتبديله وفق توجيهات الهيئة، واعتماده من قبلها.

بدورها والقيام مهمتها، اأداء على الهيئة تعني التي امل�صتندات وجميع البيانات كافة بتقدمي اللتزام ثالثـا:

التي تخ�صى اأو التفاقيات العمليات الهيئة، وخ�صو�صا يف بيان تطلبه اأو اأي تو�صيح املطلوب. وكذلك تقدمي

الهيئة اأن تكون قد وقعت خمالفة لأحكام اأو مبادئ ال�صريعة الإ�صالمية.

رابعا: تقدمي جميع امل�صتندات والعقود والتفاقيات للعمليات اأو املنتجات اجلديدة املعرو�صة على املوؤ�ص�صة من

الراأي لتقوم مبراجعتها والنظر فيها ومناق�صتها واإبداء ال�صرعية، الهيئة اأخرى على اأو موؤ�ص�صات قبل جهات

ال�صرعي فيها قبل اإبرامها.

واآخر دعوانا اأن احلمد لله رب العاملني

Page 11: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

11

اأ�ضباب اختالف فتاوى الهيئات ال�ضرعية

للموؤ�ض�ضات املالية الإ�ضالمية

اعداد ــ د. عبد ال�ضتار اأبو غدة

رئي�س الهيئة ال�صرعية املوحدة ملجموعة الربكة امل�صرفية

ع�صو بع�س الهيئات ال�صرعية للم�صارف الإ�صالمية القطرية

اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 12: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

12

ب�ضم الله الرحمن الرحيم

احلمد لله، وال�ضالة وال�ضالم على �ضيدنا حممد وعلى اآله و�ضحبه اأجمعني

تعريف الختالف والفتوى والهيئة

تعريف الختالف:

اأو ياأخذ كل واحد طريقا غري طريق الآخر يف حاله اأو: ان ال�صيء، الختالف يف اللغة: عدم التفاق على

.)1(

فعله

ومن املعنى اللغوي يتبني معنى اخلالف يف ال�صطالح، فهو اأن يذهب عامل اإىل خالف ما ذهب اإليه الآخر، اأو:

ان ينهج �صخ�صان فاأكر منهجني مغايرين يف التعامل مع �صيء من الأ�صياء، �صواء اأكان ذلك ال�صيء راأيا، اأم

قول، ام عمال، ام موقفا، وذلك بناء على اعتبارات وقناعات ومنطلقات معينة راآها اأحدهما �صحيحة، وراآها الآخر

.)2(خطاأ

الفرق بني الختالف واخلالف:

الكفوي: قول ذلك ومن )اختالفا(، اللفظي وي�صمى اخلالف )خالفا(، احلقيقي ي�صمى اخلالف العلماء بع�س

»الختالف هو ان يكون الطريق خمتلفا واملق�صود واحد، واخلالف هو ان يكون كالهما خمتلفا«.

والغالب ا�صتعمال لفظي )اخلالف( و)الختالف( على ل�صان الأ�صوليني والفقهاء مبعنى واحد غري اأن ال�صاطبي

وبع�س املوؤلفني يف الفقه والأ�صول فرقوا بني اخلالف والختالف على نحو اآخر هو:

اأن )اخلالف( ما ن�صاأ عن متابعة الهوى، وهو الجتهاد غري املعترب �صرعا، ل�صدوره عمن لي�س بعارف مبا يفتقر

اإليه الجتهاد، اأو هو قول بال دليل.

اما الختالف فهو عند هوؤلء ما يقع من اآراء للمجتهدين يف امل�صائل الدائرة بني طرفني وا�صحني يتعار�صان يف

اأنظارهما، اأو ب�صبب خفاء بع�س الأدلة، اأو عدم الطالع عليها.

فالختالف هو نتيجة لتحري املجتهد ق�صد ال�صارع، وذلك باتباعه الأدلة على اجلملة والتف�صيل والبحث عنها،

.)3(

اأي هو قول بني على دليل

)1( امل�صباح املنري، للفيومي 9)1، وب�صائر ذوي التمييز للفريوزابادي 2/2)).

)2( معجم م�صطلحات اأ�صول الفقه، د.قطب �صانو )4.

)3( بحوث يف احل�صارة والقيم الإ�صالمية 308 من )بحث منهجية املقارنة بني املذاهب الفقهية( د. عبد ال�صتار اأبو غدة، ومن م�صادره: الكليات للكفوى 1) واملوافقات

لل�صاطبي 214/4و222 وفتح القدير لبن الهمام )/294 وحا�صية ابن عابدين 331/4.

اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 13: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

13

تعريف الفتوى:

اأو هي كما يف قرار ،)1(

اما الفتوى فهي ــ كما يف املو�صوعة الفقهية ــ تبيني احلكم ال�صرعي عن دليل ملن �صاأل عنه

ملجمع الفقه الإ�صالمي الدويل ــ بيان احلكم ال�صرعي عند ال�صوؤال عنه، وقد يكون بغري �صوؤال ببيان حكم النازلة،

.)2(

لت�صحيح اأو�صاع النا�س وت�صرفاتهم

واما الهيئة ال�ضرعية فهي: جمموعة العلماء املتخ�ص�صني يف الفقه الإ�صالمي، وبخا�صة فقه املعامالت ل يقل

واملراجعة الفتاوى باإ�صدار تقوم العملي، بالواقع والدراية العلمية الأهلية فيهم تتحقق ثالثة ممن عددهم عن

بذلك تقريرا وتقدم الإ�صالمية، ال�صريعة ومبادئ اأحكام مع متوافقة املوؤ�ص�صة معامالت جميع ان من للتاأكد

.)3(

للجمعية العامة وتكون قراراتها ملزمة

دور هيئة الرقابة ال�ضرعية و�ضرورة وجودها

اإن اإيجاد اآلية منظمة للتحقق من �صرعية املعامالت التي يتم اإجراوؤها لتح�صيل الك�صب، اأو لتنمية املال، مطلب

اأ�صا�صي لكل فرد اأو جهة تلتزم يف ت�صرفاتها باأحكام ومبادئ ال�صريعة الإ�صالمية، �صعيا اإىل ا�صتبانة احلالل

والقت�صار عليه، ومعرفة ما يحرم من املكا�صب واجتنابه.

ومن املعروف يف هذا �صنيع �صيدنا عمر بن اخلطاب ر�صي الله عنه يف مر�صومه الذي اأ�صدره بقولـه: »ل يبيع

يف �صوقنا اإل من تفقه، واإل اأكل الربا �صاء اأم اأبى »ومل يقت�صر على مقولته هذه. بل كان يطوف بال�صوق وي�صرب

.)4(

الذين ل يعرفون اأحكام املعامالت ال�صرعية بالدرة«

وعلم احلالل واحلرام يف املكا�صب هو من العلم املعدود فر�س عني وهو من مقت�صى حديث »طلب العلم فري�صة

العبادات به تعرف اإذ الفقه الكافة هو علم املفرو�س على العلم اأن الفقهاء املقرر عند على كل م�صلم »فاإن من

واحلالل واحلرام وما يحرم من املعامالت وما يحل، وعنوا به ما يحتاج اإليه الآحاد دون الوقائع النادرة ولي�س

.)((

املراد بهذا العلم اإل علم املعاملة كما يقول الإمام اأبو حامد الغزايل«

والأ�صل يف هذه الآلية هو المتثال ملراعاة التخ�ص�س الذي اأ�صارت اإليه الآية الكرمية »فلول نفر من كل فرقة

.)((

منهم طائفة ليتفقهوا يف الدين ولينذروا قومهم اإذا رجعوا اإليهم لعلهم يحذرون«

وبالن�صبة للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية من بنوك اأو تاأمني ونحوهما فاإن التوجيه للتزام اإدارتها باأحكام ال�صريعة

)1( املو�صوعة الفقهية 20/32.

)2( جممع الفقه الإ�صالمي الدويل، قرار رقم 3)1)2/)1( ب�صاأن الإفتاء البند اأول وقرار جممع الفقه الإ�صالمي رقم ))1)19/3( البند ثانيا

ونحوه ما جاء قبل �صدور هذا القرار يف معيار ال�صبط )1( من معايري املحا�صبة ال�صادر عن هيئة املحا�صبة )اأيويف( البند )2(.

)3( معيار ال�صبط رقم )1( ب�صاأن هيئة الرقابة ال�صرعية، ال�صادر عن جمل�س معايري املحا�صبية، هيئة املحا�صبة واملراجعة للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية.

)4( اإحياء علوم الدين، للغزايل 4/2).

))( الإحياء 1/)2 وينظر يف 3/2) تاأكيده فر�صية علم الك�صب على املكت�صب.

))( �صورة التوبة /122.

اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 14: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

14

الإ�صالمية منوط بهيئات الرقابة ال�صرعية املكونة لهذا الغر�س.

وقد يقع الت�صاوؤل اأحيانا عن مدى احلاجة اإىل هيئات الرقابة ال�صرعية مع وجود اإدارات رقابة �صرعية داخلية،

وكذلك عن مدى احلاجة لهذه الأخرية مع وجود موؤ�ص�صات رقابية خارجية.

ول �صك اأن وجود هيئات الرقابة ال�صرعية )اخلارجية( �صروري، ولو مع وجود رقابة �صرعية داخلية، لأن تلك

الرقابة الداخلية هي املتابعة لتنفيذ القرارات وفتاوى الهيئة ول ميكنها اأن تنه�س باملهام الأ�صا�صية للهيئة التي

يناط بها احلكم على العمليات والرقابة النهائية عليها.

اأما جهات الرقابة ال�صرعية اخلارجية التي ظهرت اإىل جانب كل من هيئات الرقابة واإدارات الرقابة الداخلية فال

تغني اأي�صا عن الرقابية الداخلية اخلا�صة بكل موؤ�ص�صة لأن تلك اجلهات اأو املوؤ�ص�صات الرقاية تعمل من اخلارج

)اأجري م�صرتك(، يف حني اأن الرقابة ال�صرعية الداخلية هي جهاز متفرغ للموؤ�ص�صة ومتابع لأن�صطتها بالتعاون مع

من�صوبيها )اأجري خا�س( و�صتان بينهما ومع هذا فاإنه ل ينكر الدور الإ�صايف الذي تقوم به املوؤ�ص�صات الرقابية

اخلارجية.

دور الهيئات ال�ضرعية العليا يف ت�ضييق اخلالف

امل�صرفية للم�صرية واحلماية ال�صبط لتحقيق للفتوى، عليا هيئة لإيجاد اأول حماولة عام 1982 اأواخر بداأت

لت�صييق �صقة اخلالف بني الهيئات ال�صرعية، حيث تداعت لإن�صائها امل�صارف الإ�صالمية الأع�صاء بالحتاد الدويل

للبنوك الإ�صالمية بقرار من جمل�س اإدارة الحتاد.

الهيئات الإ�صالمية، ون�صفهم منتخبون من خارج البنوك الهيئة من )20( ع�صوا ن�صفهم ميثلون وقد تكونت

ال�صرعية وكانت بني اأهداف تلك الهيئة العليا:

1ــ توفري الثقة عند املتعاملني مع البنوك الإ�صالمية باأنها ت�صري يف معامالتها وفقا لأحكام ال�صريعة الإ�صالمية.

2ــ ت�صحيح ما قد يقع من بع�س البنوك من خطاأ يف التطبيق.

3ــ ال�صعي لإيجاد مزيد من ال�صيغ ال�صرعية التي توفر للبنوك مواكبة التطور يف الأ�صاليب واخلدمات امل�صرفية.

4ــ زيادة تطابق وتقارب الت�صورات والتطبيقات بني هيئات الرقابة ال�صرعية يف خمتلف البنوك، لدرء ال�صبهات

التي تثار حول اأعمالها، ولتاليف الت�صارب وعدم الن�صجام بني الفتاوى وتطبيقاتها.

ومل تعمر تلك الهيئة طويال حيث جمدت بعد ب�صع اجتماعات بعد اأن �صدر عنها بع�س الفتاوى التي حتقق الهدف

.)1(

الرابع اأعاله

اللتزام من امل�ضتفتي بفتوى الفقيه الذي ا�ضتفتاه

)1( من ن�صرة عن الهيئة العليا، اإ�صدار بنك دبي الإ�صالمي عام 1984.

اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 15: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

1(

قرر علماء الفقه والأ�صول اأنه اإذا ا�صتفتي املتنازعان )املختلفان( يف حق ما فقيها والتزما العمل بفتياه، فيجب

عليهما العمل مبا اأفتاهما.

فلو ارتفعا اإىل قا�س بعد ذلك فحكم بينهما بغري ما اأفتاهما به الفقيه لزمهما فتيا الفقيه يف الباطن )اأي ديانة(

.)1(

وحكم احلاكم يف الظاهر قاله ال�صمعاين.وقيل: يلزمهما حكم احلاكم يف الظاهر والباطن

اأمر، فاأفتاه فعمل بفتواه لزمه ذلك، فلو ا�صتفتى فقيها اآخر فاأفتاه بغري فتوى واإذا ا�صتفتى �صخ�س فقهيا يف

.)2(

الأول مل يجز الرجوع اإليه يف ذلك احلكم، نقل الإجماع على ذلك العالمة الهندي والعالمة ابن احلاجب

التزام املوؤ�ض�ضة املالية بفتاوى هيئتها ال�ضرعية

ما �صبق هو ب�صاأن الأفراد، اأما املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية فاإنها بح�صب نظمها ولوائحها مقيدة با�صتفتاء هيئاتها

ال�صرعية، حيث اإن اختيار اأع�صائها من قبل اجلمعية العمومية للموؤ�ص�صة ـ اأو ممن فو�صت اجلمعية اإليه ذلك ـ هو

مبثابة اختيار امل�صتفتي من يفتيه والتزامه با�صتفتائه، فاإذا ح�صل الإفتاء فعلى املوؤ�ص�صة اللتزام بالفتوى.

ولهذا تن�س لوائح الهيئات ال�صرعية التي يعتمدها جمل�س اإدارة املوؤ�ص�صة على اأن قراراتها وفتاواها ملزمة جلميع

من�صوبي املوؤ�ص�صة.

ويزداد الأمر اأهميه مبا ت�صمنته قوانني امل�صارف ال�صادرة من اجلهات الر�صمية من تاأييد هذا اللزام بعد اإيجاب

تعيني هيئة رقابة �صرعية لكل موؤ�ص�صة مالية اإ�صالمية وتنظيم �صروط قبول الع�صوية فيها، اأو �صحبها.

وهذا يف حكم الق�صاء الذي يقطع اخلالف.

ال�ضبب التاريخي لالختالف الفقهي

)1( طبيعة م�ضادر الأحكام ال�ضرعية:

اأو ـ اللغوية القواعد ــ ح�صب الدللة قطعي اإىل التق�صيم عليها ينطبق وال�صنة الكتاب من ال�صرعية الن�صو�س

ظني الدللة، وتخ�صع ال�صنة اإىل تق�صيم اآخر وهو قطعية الورود اأو ظنيته، كما ان امل�صادر الأخرى من القيا�س

وال�صتح�صان وال�صت�صالح.. تختلف الأنظار يف حتديد مقت�صاها، وبهذا يتبني ان الختالف الفقهي مراجعة

طبيعة ال�صريعة والفقه امل�صتمد منها لتحقيق �صالحيتها لكل زمان ومكان.

)2( اختالف ال�ضحابة والتابعني:

وقع الختالف يف عهد ال�صحابة يف احلكم على الق�صايا والإفتاء يف امل�صائل التي وقعت يف زمن النبوة مبح�صر

النبي �صلى الله عليه و�صلم، ثم بعده، مما هو معروف، وكذلك يف عهد التابعني، ومل ي�صتنكر ذلك الختالف بل

اعترب ظاهرة �صحية ومزية اأ�صا�صية يف جمال اختيار الت�صريعات )تخ�صي�س الق�صاء(.

)1( املو�صوعة الفقهية /0) وم�صدرها البحر املحيط )/)31.

)2( املرجع ال�صابق، وامل�صدر �صرح املنتهى 428/3.

اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 16: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

1(

)3( اختالف املذاهب الفقهية:

مع اأواخر عهد التابعني ومن بعدهم انت�صرت املذاهب الفقهية للت�صهيل على النا�س ببيان ما ا�صتنبطه املجتهدون

من م�صادر الأحكام وتكاثرت املذاهب وتزاحمت حتى ا�صتقرت على املذاهب الفقهية املدونة واملعمول بها.

)4( اختالف فتاوى هيئات الرقابة ال�ضرعية:

ان هيئات الرقابة ال�صرعية ت�صتمد فتاواها اإما من اجتهاد جديد يف امل�صائل امل�صتحدثة اأو الختيار من مقررات

مذاهب تعدد الهيئات تكوين يف يراعي حيث الفتاوى اإ�صدار يف معني مبذهب التقيد دون الفقهية املذاهب

اأع�صائها ومن الطبيعي ـ يف �صوء ما �صبق ـ ان تختلف فتاوى الهيئات.

تاأكيد املجامع الفقهية وقوع الختالف وبيان حكمته:

اأورد ال�صرعية الهيئات فتاوى اختالف وبالتايل الفقهية الختالفات لتعليل وجود العجالة اأو النبذة بعد هذه

العا�صرة، الدورة )9( يف رقم الإ�صالمي، العامل لرابطة التابع الإ�صالمي الفقهي املجمع قرار ما جاء يف هنا

حيث ت�صمن القرار ما ي�صدر من ت�صوي�س من املغر�صني على وجود الختالف بنوعيه الختالف يف املذاهب

العتقادية، والختالف يف املذاهب الفقهية، وما يقابل ذلك لدى فئات اأخرى من الع�صبية املذهبية ـ وهو قرار

ـ مع ا�صتيعاب الكالم للمو�صوع مبا مف�صل �صامل ونقت�صر منه على ما يخ�س الختالف يف املذاهب الفقهية

يغني عن غريه:

»واأما الثاين، وهو اختالف املذاهب الفقهية، يف بع�س امل�صائل، فله اأ�صباب عملية، اقت�صته، ولله ـ �صبحانه ـ يف

ذلك حكمة بالغة: ومنها الرحمة بعباده، وتو�صيع جمال ا�صتنباط الأحكام من الن�صو�س، ثم هي بعد ذلك نعمة،

وثروة فقهية ت�صريعية، جتعل الأمة الإ�صالمية يف �صعة من اأمر دينها و�صريعتها، فال تنح�صر يف تطبيق �صرعي

واحد ح�صرا ل منا�س لها منه اإىل غريه، بل اإذا �صاق بالأمة مذهب احد الأئمة الفقهاء يف وقت ما، اأو يف اأمر

ما، وجدت يف املذهب الآخر �صعة ورفقا وي�صرا، �صواء اأكان ذلك يف �صئون العبادة، اأم يف املعامالت، و�صئون

الأ�صرة، والق�صاء واجلنايات، على �صوء الأدلة ال�صرعية.

فهذا النوع الثاين من اختالف املذاهب، وهو الختالف الفقهي، لي�س نقي�صة، ول تناق�صا يف ديننا، ول ميكن

اأن ل يكون، فال يوجد اأمة فيها نظام ت�صريعي كامل بفقهه واجتهاده لي�س فيها هذا الختالف الفقهي الجتهادي.

فالواقع اأن هذا الختالف، ل ميكن ان ل يكون، لأن الن�صو�س الأ�صلية،كثريا ما حتتمل اأكر من معنى واحد،

الن�صو�س حمدودة، والوقائع غري حمدودة، الوقائع املحتملة، لأن اأن ي�صتوعب جميع الن�س ل ميكن اأن كما

كما قال جماعة من العلماء ـ رحمهم الله تعاىل ـ فال بد من اللجوء اإىل القيا�س، والنظر اإىل علل الأحكام، وغر�س

ال�صارع، واملقا�صد العامة لل�صريعة، وحتكيمها يف الوقائع والنوازل امل�صتجدة، ويف هذا تختلف فهوم العلماء،

وترجيحاتهم بني الحتمالت، فتختلف اأحكامهم يف املو�صوع الواحد، وكل منهم يق�صد احلق، ويبحث عنه، فمن

اأ�صاب فله اأجران، ومن اأخطاأ فله اأجر واحد، ومن هنا تن�صاأ ال�صعة ويزول احلرج.

اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 17: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

1(

فاأين النقي�صة يف وجود هذا الختالف املذهبي، الذي اأو�صحنا ما فيه من اخلري والرحمة، واأنه يف الواقع نعمة،

ورحمة من الله بعباده املوؤمنني، وهو يف الوقت ذاته، ثروة ت�صريعية عظمى، ومزية جديرة باأن تتباهي بها الأمة

امل�صلم، ال�صباب بع�س لدى الإ�صالمية الثقافة ي�صتغلون �صعف الذين الأجانب من امل�صللني ولكن الإ�صالمية،

ول�صيما الذين يدر�صون لديهم يف اخلارج، في�صورون لهم اختالف املذاهب الفقهية هذا كما لو كان اختالفا

النوعني بني الفرق اإىل ينتبهوا اأن دون ال�صريعة، تناق�س على يدل باأنه وزورا ظلما اإليهم ليوحوا اعتقاديا،

و�صتان ما بينهما.

اجتهادي جديد على خط النا�س اأن حتمل وتريد املذاهب، نبذ اإىل تدعو التي الأخرى، الفئة تلك واأما ثانيا:

لها، وتطعن يف املذاهب الفقهية القائمة، ويف اأئمتها اأو بع�صهم، ففي بياننا الآنف عن املذاهب الفقهية، ومزايا

النا�س، به وي�صللون ينتهجونه، الذي البغي�س الأ�صلوب هذا يكفوا عن اأن عليهم يوجب ما واأئمتها وجودها

التحديات مواجهة يف الكلمة جمع اإىل يكون ما اأحوج نحن وقت يف كلمتهم ويفرقون �صفوفهم، وي�صقون

اخلطرية من اأعداء الإ�صالم، بدل من هذه الدعوة املفرقة التي ل حاجة اإليها.

اأ�ضباب اختالف فتاوى الهيئات ال�ضرعية

اختالف الأنظار يف امل�ضتجدات:

من املقرر اأن الن�صو�س تتناهى واحلوادث ل تتناهى، ول بد من ا�صتنباط حكم �صرعي لكل حادثة من احلوادث،

ت�صعب طرق بالنظر والبحث يف كل م�صاألة جديدة، ول يخفى لالأحكام اجلزئية وامل�صتجدات، وذلك ول�صيما

التعرف اإىل الأحكام بح�صب ما ميلكه كل مفت من خربة ونظر، وما يتلقاه من ت�صور عن حقيقة امل�صاألة وبعبارة

اأخري:« التفاوت فيما يحفظه اأو يطلع عليه كل مفت، اأو يف �صبط حالة خا�صة، وكذلك التفاوت يف فهم اأ�صرار

.)1(

ال�صريعة وعللها واأغرا�صها

اختالف البيئات والأزمان )الختالف البلداين والزمني(:

ت�صدر كل هيئة فتاوى لالإجابة عن الق�صايا املحلية وهي تختلف باختالف البيئة والظروف املكانية فما ي�صلح

ملعاجلة اأمر يف بلد اأو مدينة قد ل ينا�صب موطنا اآخر ويف القاعدة املعروفة: لينكر تغري الأحكام بتغري الأماكن

والأزمان، وي�صمي الفقهاء ذلك »اختالف ع�صر وزمان ولي�س اختالف حجة وبرهان«.

اختالف الأعراف:

ـ الأحكام بتغري الأعراف لأن ما مت التعارف عليه ميح�س الت�صور للم�صاألة مبا توا�صع النا�س ـ وتغريـ ل ينكر تاأثرـ

عليه من عادات واأعراف والقاعدة املعروفة )العادة حمكمة( فما تفتيه هيئة يف ظل عرف م�صتقر معني ل يالئم ما

اختلف عنه من اأعراف.

)1( اأحكام املعامالت املالية، لل�صيخ على اخلفيف 14 و 12.

اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 18: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

18

اختالف �ضياغة الفتاوى:

الفتوى )�صياغتها( حيث التعبري عن لتعدد طرق اأو معنويا وذلك لفظيا، ل حقيقيا كثريا ما يكون الختالف

يرجع اخلالف اإىل ت�صمية املنتج وال�صطالحات التي تختلف فيها املذاهب مثل التعبري عن احلكم باأنه )فر�س( اأو

التعبري باأنه )واجب( ح�صب ا�صتعمالت املذاهب ويظن غري املتخ�ص�س بالنظر يف فتويني اأنهما خمتلفتان مع ان

جوهرهما واحد، لكن التعبري يف احداهما يوهم بوجود خالف، فاإذا اأمعن املطلع النظر فيهما وجدهما متفقتني

:)1(

يف املعنى

وكم من عائب قول �صحيحا واآفته من الفهم ال�صقيم

اأ�ضباب �ضلبية لالختالف يف الفتوى:

ل ي�صوع التغا�صي عن اأن بع�س اأ�صباب الختالف يف فتاوى الهيئات، ويف نطاق �صيق جدا، يرجع اإىل:

1ــ التاأثر باختالف الت�صمية للمنتج، حيث يعر�س يف موؤ�ص�صة با�صم ويف موؤ�ص�صة اأخرى با�صم خمتلف مع اأنه ل

اأثر لتغيري الت�صمية اإذا مل ي�صاحبه تغري يف احلقيقة واملاهية.

2ــ جتزئة عنا�صر املنتج بحث يظن اختالف حكمه عما لو عر�س جمتمعا متكامال، وكذلك حذف بع�س ال�صروط

اأو القيود..

3ــ الركون اإىل اأ�صالة الإباحة )الأ�صل يف الأ�صياء الإباحة( وقد قرر الفقهاء، ان هذا املبداأ هو من العمومات، ول

بد معها من ن�صو�س خا�صة اأو من التاأكد من عدم تعار�س هذا الأ�صل مع ن�صو�س اأخرى تقيده اأو تخ�ص�صه.

يتم اأن قبل الفتاوى ت�صدر بحيث الهيئات اجتماعات قانونيني يف اأو الفنيني من م�صرفيني م�صاركة 4ــ عدم

ا�صتيفاء النظر يف املو�صوع من �صتى جوانبه.

)ــ لي�س من اإ�صاءة الظن بالفنيني الذين يقدمون الت�صورات للهيئات متهيدا لإ�صدار الفتاوى، بناء على ان »احلكم

على ال�صيء فرع عن ت�صوره« فاإن بع�صهم ــ وهم قلة ــ ينطلقون من انطباعاتهم ال�صطحية اأحيانا وقناعاتهم غري

امل�صتندة لبحث ومعرفة، فيقدمون ت�صورا خاطئا اأو ناق�صا ــ ولو بح�صن نية ــ لت�صوفهم اإىل املوافقة على منتج ما،

وهذه جناية على العلم، ويت�صبب عنها اخلطاأ يف الفتوى واختالفها عن فتاوى اأخرى يف املو�صوع نف�صه �صدرت

يف جو من الأمانة والإف�صاح وال�صفافية.

املنتج خمالفة �صرعية« فهذا اأرى يف الهيئات قول بع�صهم:»ل الفنيني يف اجتماعات واأ�صـواأ عبارة ت�صدر من

ت�صور على اخت�صا�س الفقهاء وجتروؤ على الفتوى و»اأجروؤكم على الفتيا اأجروؤكم على النار« كما يف احلديث.

)1( الكليات للكفوي 1) واملوافقات لل�صاطبي 214/4 و 222، ومنهج البحث الفقهي، د. عبد الوهاب اأبو �صليمان ))1 ومن مراجعه » �صليم الو�صول �صرح نهاية ال�صوؤال

.((/1

اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 19: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

19

)قاعدة( ل اإنكار يف املختلف فيه:

يجد هنا ا�صتذكار قاعدة اأ�صا�صية يف امل�صائل املختلف يف حكمها حتى ما بني احلل واحلرمة، وذلك لأن اإنكار

املنكر اإمنا يكون فيما اأجمع عليه، اأما املختلف فيه فال اإنكار فيه، لأن كل جمتهد م�صيب، اأو امل�صيب واحد غري

معلوم ومل يزل اخلالف بني ال�صلف يف الفروع ول ينكر اأحد على غريه اأمرا جمتهدا فيه، واإمنا ينكرون ما خالف

ن�صا، اأو اإجماعا قطعيا، اأو قيا�صا جليا.

.)1(

وهذا اإذا كان املنكر عليه ل يرى حترمي الأمر، فاإن كان يرى حترميه فالأ�صح الإنكار

وقال ابن تيمية: قال العلماء امل�صنفون يف الأمر باملعروف والنهي عن املنكر: اإذا مل يكن يف امل�صاألة �صنة ) اأي

.)2(

حديث قطعي الورود والدللة( ول اإجماع فلالجتهاد فيها م�صاغ، فال ينكر على من عمل بها جمتهدا اأو مقلدا

الإر�ضاد يف م�ضائل الختالف يف الفتوى:

به تنه�س الإر�صاد الإنكار، وهذا الفقهاء ملعاجلة ما يقع من اختالف ل ي�صتدعي الذي قرره البديل وهذا هو

اأجهزة واآليات موؤهلة لهذا الدور، دون التدخل الذي يقتل روح التناف�س بني الهيئات يف تطوير وابتكار الأدوات

املالية التي حتتاج اإليها املوؤ�ص�صات املالية.

مدى اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�ضرعية

ل �صك ان لختالف فتاوى الهيئات اآثارا متعددة بع�صها اإيجابي، وبع�صها �صلبي.

فمن اإيجابيات هذا الختالف اأنه ين�صجم مع طبيعة الفقه الإ�صالمي، امل�صتمد من م�صادر ال�صريعة املعروفة من

امل�صقة والعجز عن اإىل توؤدي بوتقة واحدة بحيث ينح�صر يف الذي ل العلمي الفكري والن�صاط التنوع حيث

مراعاة املتغريات والبيئات وتنوع اآليات التطبيق من املوؤ�ص�صات لول تلك الجتاهات واملذاهب الفقهية.

اأن الفكر والجتهاد له مدار�صه واجتاهاته يف �صتى العلوم، وبخا�صة يف احلقوق الغربية التي ومن املعروف

حتفل بالعديد من ذلك وتعتز به لأنه ي�صعفها عند و�صع التقنينات والأنظمة اأو تعديلها وتطويرها.

اأما �صلبيات اختالف الفتاوى فهي حت�صل من عدم مراعاة �صوابط الإفتاء، اأو عدم توفري متطلباته من الت�صورات

ال�صحيحة والأمانة العلمية والإف�صاح وال�صفافية يف بيان اآليات املنتجات واأهدافها.

وهذا قد ينتج عنه التباين الكبري يف الفتاوى ما بني حترمي وحتليل، وهو نادرا ما يقع، فالغالب ان الختالف

يكون ب�صبب قيود و�صروط توجد اأو ل توجد وب�صبب ال�صياغة اأحيانا.

ولهذا الغر�س عني العلماء بعلم )الفروق الفقهية( التي يتم من خاللها بيان الأ�صباب الكامنة الدقيقة اأحيانا بني

حكم واآخر يف املو�صوع نف�صه، اأو بني القواعد الكلية املوؤ�صلة لالأحكام، كما فعل الإمام القرايف.

)1( املنثور يف القواعد، للزرك�صي 140/2.

)2( جمموعة فتاوى ابن تيمية 80/30 وينظر الآداب لبن مفلح 1/)18 وجامع العلوم واحلكم لبن رجب 284 و�صرح �صحيح م�صلم للنووي 23/2.

اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 20: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

20

للدرا�صة فتاواها، حتى تخ�صع ال�صرعية الهيئات ن�صر ال�صلبيات وهي لتفادي هذه منها بد ل وهناك و�صائل

والنظر من الأو�صاط الفقهية، وتتم ال�صتفادة منها واملقارنة بينها للتعويل على ما يحظى بالتاأييد، وت�صحيح ما

يظهر يف بع�صها من خطاأ، اأو ما يرتتب من حماذير لعدم مراعاة املقا�صد واملاآلت و�صد الذرائع.

دور املجامع الفقهية واملعايري ال�ضرعية يف توحيد الفتاوى

تكررت دعوة املجامع الفقهية اإىل �صبط الفتاوى وتن�صيقها وتوحيدها، ومن ذلك ما جاء يف قرارات وتو�صيات

جممع الفقه الإ�صالمي الدويل عقب القرار رقم 104 ))/11( ب�صاأن �صبل ال�صتفادة من النوازل )الفتاوى( حيث

اأو�صى املجمع مبا يلي: »دعوة القائمني بالإفتاء من علماء وهيئات وجلان اإىل اأخذ قرارات وتو�صيات املجامع

)1(

الفقهية بعني العتبار، �صعيا اإىل �صبط الفتاوى وتن�صيقها وتوحيدها يف العامل الإ�صالمي )التو�صية رقم 2(

وقد تكررت هذه التو�صية بن�صها نف�صه يف تو�صيات القرار 3)1)2/)1( مما يدل على الهتمام بها.

الفتاوى �صبط هو والبديل التحجري، اإىل يوؤدي نف�صه الوقت ويف ع�صري، اأمر الفتاوى توحيد ان والواقع

والتن�صيق بينها لت�صييق �صقة اخلالف، ولتجنب الت�صارب بينها والتناق�س عند تطبيقها دون مراعاة هدف عام

فيها، وهو حتقيقها املقا�صد ال�صرعية وجلبها امل�صالح املعتربة ودرء املفا�صد وذرائعها.

وهذا املطلب اأ�صري اإليه يف اأول مهام )اأهداف( املجل�س ال�صرعي لهيئة املحا�صبة )اأيويف( حيث ن�س على ما يلي:

»حتقيق التطابق اأو التقارب يف الت�صورات والتطبيقات بني هيئات الرقابة ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية،

اإىل تفعيل دور هيئات لتلك املوؤ�ص�صات، مبا يوؤدي الفتاوى والتطبيقات الت�صارب وعدم الن�صجام بني لتجنب

.)2(

الرقابة ال�صرعية اخلا�صة باملوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية والبنوك املركزية«

بالقاهرة الإ�صالمي للفكر العايل املعهد املكلفة من ال�صرعية، الرقابة تقومي هيئات كما جاء يف تو�صيات جلنة

بتاريخ)141هـ / )199م، التو�صية ))( ون�صها:»يجدر اإيجاد نوع من التن�صيق والتعاون بني الهيئات ال�صرعية

امل�صارف يف ال�صرعية الهيئات بني اللقاء يتي�صر بحيث دويل، اأو حملي م�صتوى على املختلفة امل�صارف يف

املختلفة على امل�صتوى الإقليمي مرة كل �صتة اأ�صهر على الأقل.

وينبغي على امل�صتوي الدويل عقد اجتماع بني ممثلي الهيئات ال�صرعية الإقليمية مرة كل عام، لتحديد امل�صكالت

امل�صرتكة والبحث عن حلول لها«.

ثم اأ�صدر جممع الفقه الإ�صالمي الدويل عام )142هـ / )200تو�صيتني ملحقتني بالقرار 3)1 )2/)1( ن�س

اإحداهما: »دوام التوا�صل والتن�صيق بني هيئات الفتوى يف العامل الإ�صالمي، لالطالع على م�صتجدات امل�صائل

)1( قرارات جممع الفقه الإ�صالمي الدويل �صفحة 9)3.

)2( من املقدمة »التعريف بالهيئة« البند هـ)1( �صفحة )ف( من جملد )املعايري ال�صرعية( ويلحظ ان ما يتعلق بالبنوك املركزية ــ كما يف اآخر الن�س –•قد اأفرد مبوؤ�ص�صة

اأخرى هي جمل�س اخلدمات املالية الإ�صالمية مباليزيا، وقد �صدر عنه العديد من املعايري والإر�صادات وال�صوابط لتنظيم العالقة بني البنوك املركزية واملوؤ�ص�صات املالية

الإ�صالمية«.

اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 21: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

21

وحادثات النوازل« ون�س الأخرى »ان تقام ندوات بني وقت واآخر للتعريف باأهمية الفتوى وحاجة النا�س اإليها

.)1(

ملعاجلة م�صتجداتها«

وهذه التو�صية بادرت اإىل تنفيذها املوؤ�ص�صات املالية الكربى التي عقدت ندوات وموؤمترات جتمع اأع�صاء الهيئات

املوؤمتر وهذا والأهلي والراجحي الربكة وندوات الكويتي التمويل بيت ندوات مثل امل�صارف، يف ال�صرعية

وغريها.

ال�صرعية، الرقابة بهيئات �صنويا خا�صا موؤمترا الإ�صالمية املالية للموؤ�ص�صات واملراجعة املحا�صبة هيئة وتنظم

و�صالحياتها ال�صرعية الهيئات بواجبات يت�صل ما وبخا�صة جماعي لراأي املحتاجة املو�صوعات لدرا�صة

وممار�صاتها.

وعليه، فاإن مطلب توحيد الفتاوى ال�صادرة عن هيئات الرقابة ال�صرعية يتحقق الغر�س منهــ دون حمذور التحجري

على الفكر والإبداع والبتكار والتطوير ــ من خالل الآليات العديدة املتاحة حاليا لهيئات الرقابة ال�صرعية وهي:

1ــ اللتزام بقرارات جممع الفقه الإ�صالمي الدويل باعتبارها اأعلى م�صتويات الفقه اجلماعي، وهذا هو الأ�صل

الذي ل ي�صوغ اخلروج عنه اإل ل�صبب معلل، فلي�صت تلك القرارات مع�صومة، لكن اختيار ما قد يتعار�س معها

لبد فيه من التوجيه املقنع من الهيئة التي تقدم على ذلك، مع ال�صعي لتعديل قرار املجمع بالطريقة املتبعة، فقد

عدل املجمع بع�س قراراته باإ�صدار قرارات لحقة، كما يف قرار زكاة اأ�صهم ال�صركات، فالتعديل لبع�س القرارات

.)2(

اأو العدول عنها دليل على ا�صتمرار التطلع اإىل التجويد والإتقان

2ــ اللتزام اأي�صا باملعايري ال�صرعية ال�صادرة عن املجل�س ال�صرعي بهيئة املحا�صبة واملراجعة للموؤ�ص�صات املالية

الإ�صالمية، وهي تخ�صع للمراجعة الدورية يف �صوء ما يظهر لأع�صاء املجل�س من مالحظات تقت�صي التعديل وما

.)3(

تتلقاه من اقرتاحات من هيئات الرقابة ال�صرعية اأو املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

مبا ــ امل�صارف على جميع واإ�صرافية رقابية جهة باعتبارها املركزية البنوك توؤديه الذي الدور من خالل 3ــ

فيها الإ�صالمية ــ فاإنها اهتمت مببداأ التن�صيق �صمن كل دولة فكونت يف اإطارها هيئات �صرعية عليا للم�صارف

املحلية لتقوم مبهمة الرت�صيد والتقومي ملا ت�صدره الهيئات باملراجعة والت�صاور مع تلك الهيئات، وا�صدر بع�صها

اإر�صادات ــ م�صتمدة من املعايري ال�صرعية مراعى فيها البيئة والنظم الإجرائية، مع التقيد التام باأحكام ومبادئ

.)4(

ال�صريعة، وا�صتثنائها من اأي قانون يتعار�س معها

)1( تقومي عمل هيئات الرقابة ال�صرعية يف امل�صارف الإ�صالمية، جلنة من اخلرباء القت�صاديني وال�صرعيني وامل�صرفيني ن اإ�صدار املعهد العاملي للفكر الإ�صالمي بالقاهرة

�صفحة 142.

)2( اأ�صدر القرار الأول برقم 14 )3/2( ثم ا�صدر تعديله بالقرار رقم 28)4/3(.

)3( تنظر مقدمة رئي�س املجل�س ال�صرعي لطبعة املعايري �صفحة )ي(.

)4( من تلك الدول: ال�صودان التي األزمت باملعايري، وماليزيا، والبحرين، و�صورية، ولبنان، وبع�س الدول اأر�صدت لتطبيقها ومنها اململكة العربية ال�صعودية، والإمارة،

وبريطانيا .

اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 22: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

22

من مراجع البحث

• البحر املحيط يف اأ�صول الفقه، در الدين الزرك�صي ال�صافعي.

• املنثور يف القواعد، للزرك�صي ال�صافعي.

• غياث الأمم يف التياث الظلم لإمام احلرمني اجلويني.

• بداية املجتهد، لبن ر�صد.

• الن�صاف يف بيان اأ�صباب الختالف، ويل الله الدهلوي.

• املو�صوعة الفقهية اجلزء 32/ �صفحة 20 م�صطلح فتوى.

• قرارات املجمع الفقهي الإ�صالمي لرابطة العامل الإ�صالمي.

• املعايري ال�صرعية طبعة 1431هـ = 2010.

• اأحكام املعامالت املالية، لل�صيخ علي اخلفيف.

• املذاهب الإ�صالمية، لل�صيخ حممد اأبو زهرة.

• اأ�صباب اختالف الفقهاء، د. عبد الله الرتكي.

• فقه الختالف، د. عمر �صليمان الأ�صقر.

• تقومي عمل هيئات الرقابة ال�صرعية، جلنة خمتارة من قبل املعهد العاملي للفكر الإ�صالمي بالقاهرة.

• درا�صات يف الختالفات الفقهية، د. حممد اأبو الفتح البيانوين.

• اأدب الختالف يف الإ�صالم، د. طه جابر العلواين، املعهد العاملي للفكر الإ�صالمي بوا�صطن.

• اإر�صاد املقلدين عند اختالف املجتهدين لل�صيخ باب ال�صنقيطي.

• الربكة جمموعة ن�صر غدة. اأبو ال�صتار عبد ج1و4و)و)و11.د. الإ�صالمية امل�صرفية والأ�صاليب املعامالت يف بحوث

امل�صرفية.

• معجم م�صطلحات اأ�صول الفقه، د. قطب �صانو.

• بحوث يف احل�صارة والقيم الإ�صالمية، د. عبد ال�صتار اأبو غدة، ن�صر جمموعة الربكة امل�صرفية.

• �صفة الفتوى واملفتي وامل�صتفتي لبن حمدان.

• القتياد مناهج الإفتاء، د. حممد �صليمان الأ�صقر.

• قرارات وتو�صيات جممع الفقه الإ�صالمي الدويل.

اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 23: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

23

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�ضرعية

اعـداد ــ حممد املختار ال�ضالمي

مفتي اجلمهورية التون�صية �صابقا ـ رئي�س الهيئة ال�صرعية للبنك الإ�صالمي للتنمية

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 24: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

24

ب�ضم الله الرحمن الرحيم

اللهم �ضـــل و�ضلم على اإمامنا و�ضفيعنا وهادينا �ضبل ال�ضـــالم �ضيدنا حممد وعلى اآله و�ضحبه و�ضلم

ت�ضليما مباركا فيه كثريا

اأ�ضحاب ال�ضماحة ح�ضرات الأ�ضاتذة

ال�ضالم عليكم ورحمة الله وبركاته. حتية مباركة طيبة

اإنـــه ممـــا يحتمـــه علـــي واجب العرتاف بالف�صـــل، اأن اأقـــدم تقديري للجنـــة التنظيمية العليا ل�صـــركة بيت امل�صـــورة

لال�صت�صـــارات ال�صـــرعية لهتمامها بدعوة العلماء املخت�صـــني يف ال�صـــريفة الإ�صـــالمية للنظر يف بع�س الق�صـــايا

الأ�صا�صية لذلك الن�صاط، واأن اأرفع اإىل املنظمني �صكري على الدعوة الكرمية التي بها اأ�صهم يف هذا اللقاء العلمي

الذي اأدعو الله اأن يوفقنا فيه للظفر باحللول للم�صاكل التي من اأجلها اجتمعنا.

وال�صـــكر مو�صـــول ومرفوع، ملعايل ال�صيخ حمد بن جا�صم بن جرب اآل ثاين رئي�س جمل�س الوزراء وزير خارجية

دولـــة قطـــر، لهتمامـــه بالق�صـــايا القت�صـــادية لالأمة الإ�صـــالمية، اإذ وجـــدت من عنايتـــه حظها، ومل ت�صـــغله مهامه

الوا�صـــعة، ول ن�صـــاطه املتنوع والب�صـــري عن العناية بها. �صـــدد الله راأيه وقدر له من التوفيق ما يجعل بينه وبني

احلق اأمنت �صبب، وبينه وبني النجاح اأوثق ن�صب.

اأ�ضحاب ال�ضماحة ح�ضرات ال�ضادة.

يف اإطار هذا اجلانب الوا�صع الذي يقف عند الواقع متاأمال، وينطلق منه اإىل الآفاق امل�صتقبلية متفتحا باحثا اآمال،

جنتمـــع اليـــوم يف هذا اللقاء يحدونا �صـــعور باأن واجب الأمة علينا اأن ن�صـــاعدها على التطـــور، ومنهد لها الطريق

لتتحرك يف ن�صـــاطها القت�صـــادي �صـــعدا اإىل ما هو اأف�صل، مع اللتزام بالثوابت التي حتفظ امل�صرية من الزيغ و

حت�صنها من التناق�س بني مقوماتها الذاتية، وما تقت�صيه ال�صريورة من حتول ومراعاة للواقع.

اأ�ضحاب ال�ضماحة ح�ضرات ال�ضادة

اإن املو�صـــوع الـــذي دعيـــت للتاأمل فيه اإبرازا جلوانبه، ح�صـــب جهد املقل، »اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صـــرعية

ـ الأ�صباب والنتائج –•الذي على ال�صـــريفة الإ�صـــالمية« وذلك يف اإطار املو�صوع العام اختالف الهيئات ال�صرعيةـ

ينحل اإىل جوانب اأربعة:

• دور الهيئات ال�صرعية و�صرورة وجودها.

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 25: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

2(

• اأ�صباب اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية.

• اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية على ال�صريفة الإ�صالمية.

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية.

اإن الرتابـــط بـــني هذه اجلوانـــب الأربعة ليبدو يل اأنه بلغ من التالحم، ما يجعل التفكيك بينها، وق�صـــر الكالم على

كل جانب بانفراده دون و�صـــله ببقية اجلوانب، من ال�صـــعب حتقيقه والتوفق اإليه. فا�صـــمحوا يل اإذا وجدمت يف

بحثي هذا ما فر�صـــه علي عدم قدرتي على تفكيك ما بينها، ولي�صـــمح يل الأ�صـــاتذة الباحثون يف اجلوانب الثالثة

الأخرى ذلك.

ح�ضرات ال�ضادة

اإن ال�صريفة الإ�صالمية دخلت �صوق املال والقت�صاد مرتكزة على ثوابت ومفاهيم ومرجعية تختلف عن ال�صريفة

التي �صار عليها العامل يف القرون الأخرية. ولذا فاإن من اأهم مميزاتها احلالية:

الفتوة: مبا يقرتن بها من قوة الندفاع ال�ضبابية.. 1

املناف�ضة: مبا يقرتن بها من الأخذ بعني العتبار لواقع ال�ضوق.. 2

املرجعية: مبا تفر�ضـــه من تقدمي الت�ضورات ب�ضفة تندمج فيها النظرة الإ�ضالمية باحلركة . 3

القت�ضادية.

املواءمة: بال�ضتمداد من الطرق امل�ضرفية التقليدية،و�ضبطها بالأحكام الإ�ضالمية.. 4

التعاون: مع امل�ضارف التقليدية ح�ضب ال�ضوابط ال�ضرعية.. 5

اإن كل واحدة من هذه النواحي اخلم�صة لها اآثارها يف الفتوى، ولها تاأثريها وما يرتتب عليها من اختالف، فهل

ميكن التغلب على ظاهرة الختالف يف التطبيق العملي؟

اأول:الفتوة:

م�صـــى امل�صـــلمون ين�صـــطون اقت�صـــاديا ما يناهز اأربعة ع�صـــر قرنا، و�صـــارت دولهم بطرق، ا�صـــتجابت حلاجاتهم

ح�صـــب التقدم احل�صـــاري الذي بلغوه يف ع�صـــورهم الزاهرة، ثم جمد القت�صـــاد، وتوقف املد احل�صـــاري، وعم

الظلم وال�صـــتبداد والقناعة ال�صـــلبية. اأف�صـــلت تلكم الكوابح الفكر وعطلت كل مناحي احلياة، حتى كان الن�صـــف

الثاين من القرن الع�صرين الذي توفرت فيه ظروف اقت�صادية معظمها يعود اإىل ت�صعري الطاقة ت�صعريا رفع عنها

بع�س ال�صتغالل الذي امت�صت به القوى القت�صادية الباغية خريات العامل الإ�صالمي.وح�صل بني يدي امل�صلمني

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 26: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

2(

يف بع�س الدول الإ�صـــالمية وفر من املال، �صـــاحبه يقظة ثقافية، واعتزاز بالذات، وخوف من الله، وخلق ي�صـــمئز

مـــن ال�صـــتغالل. فعزموا وم�صـــوا اإىل العمـــل بثقة عجيبة لتجربة رفع التناق�س بني امل�صـــلم يف قيمه وما يقت�صـــيه

اإميانـــه، وبـــني ا�صـــتثمار الأمـــوال التي بـــني اأيديهم.وجدوا اأنهم ل ي�صـــتطيعون اإيـــداع تلكم الأمـــوال ول نقلها ول

الجتار بها ول ا�صتثمارها اإل عن طريق البنوك الربوية.وارتعدوا من اأن يكون املال الذي مكنهم الله منه �صيكون

تدمريا لقيمهم واأخالقهم وخ�صارة لآخرتهم.

توحد اقتناعهم باأمرين:

كن الإن�صـــان من ال�صـــتخالف، اأول: اأن الإ�صـــالم ديـــن حـــق مـــن عنـــد اللـــه كل ما جـــاء به من عقيـــدة وت�صـــريع مي

وي�صتخلفكم يف الأر�س فينظر كيف تعملون.

ثانيا: اأنه لبد اأن يطوروا ا�صـــتثمارهم وت�صـــرفهم يف الأموال ت�صـــرفا، يتحرر اأول من اجلمود ويحرتم احرتاما

كامال ما بلغه �صـــيدنا حممد �صـــلى الله عليه و�صـــلم من ت�صـــريع هاد للخري معني على ال�صـــتخالف،ويراعي ثانيا

الأو�صـــاع التي بلغها العامل يف تطوره احل�صـــاري ال�صـــامل لكل نواحي احلياة. �صـــواء اأكان ذلك بدخول الآلة يف

الإنتاج، اأم بالتقريب بني اأقطار العامل، اأم بالتقدم العلمي املوؤثر يف حياة الإن�صـــان وفيما هو حتت ت�صـــرفه. ويف

كل ذلك لالقت�صاد دور فيه ؛ باعتبار اأن ت�صابك فروع احل�صارة مع الإن�صان حقيقة ل مراء فيها.

اإنهـــا انطالقـــة وجـــدت اأمامها بنـــاء اأحكمت القرون والتجارب �صـــرحه، وجتذر يف نفو�س الب�صـــر بالعادة والإلف

عروقه، فا�صت�صاغ العتماد عليه العامل كله تبعا للتعامل به دون تاأمل يف اأ�ص�صه، واإما بالإميان به. وثبت م�صاره

الذي يقوم على الربا، وعلى احلرية التي ل حتد اإل مبا تفر�صه بع�س القوانني من توقيف للظلم ال�صارخ.

اإن تقدمي ت�صـــور يختلف عن النظام املايل يف امل�صـــارف التقليدية يف اعتماده على الربا ويف عقوده اأي�صا، لي�س

بالأمـــر ال�صـــهل ول الهـــني، فكانـــت النطالقة اجلامعة بـــني الإميان باحلق مـــن ناحية، ومن الثقة بـــاأن ذلكم الإميان

مو�صل اإىل النتيجة ال�صاحلة، فربز للوجود بت�صافر عزمية اأ�صحاب روؤو�س املال، وباجتهاد الفقهاء الذين اآمنوا

مـــع الفريـــق الأول باأنـــه ميكن تقدمي ت�صـــور جديـــد للعامل يقيه من اآفة الربـــا املاحق للربكة وللثـــواب، املوؤكد للظلم

وال�صتغالل،كما ينظم عقوده تنظيما يحقق العدالة.

مل تكـــن تلكـــم النطالقـــة داعية اإىل حرب على النظام التقليدي، ولكنها كانت تبغي اأن تاأخذ ن�صـــيبها من ال�صـــوق،

واأن تثبـــت جدارتهـــا لتحقـــق جناحا ميكنها من الثبات. واأن تخلخل اليقني الذي كان من البدهيات، اأنه ل ميكن اأن

يتحرك النظام امل�صريف ول القت�صادي اإل بالتعامل الربوي.

ثم اإن ما كان يعتربه عدد غري قليل من امل�صلمني وغريهم،اأن التجربة من اأحالم اليقظة، وي�صتحيل اأن تنجح، ولد

يف املوؤمنني بها زيادة على ما قدمناه، �صعورا بالتحدي، فكان العمل الفردي واجلماعي فاحتا للم�صتثمرين طرقا

مكنتهم من الربح احلالل، والتو�صع يف البناء القت�صادي لالأمة الإ�صالمية. وجنحت التجربة، بعون من الله الذي

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 27: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

2(

اأفرغ بف�صله يف قلوب اأ�صحابها �صمودا وموا�صلة.

اإنـــه اإذا كان النظـــام التقليـــدي الربـــوي يقـــوم يف اأ�صا�صـــه علـــى قيام البنـــك بدور الو�صـــيط بني اأربـــاب املال، وبني

النا�صـــطني يف القت�صـــاد، يدفعون لأ�صـــحاب روؤو�س الأموال ن�صـــبة من الفائ�س اأقل من الن�صـــبة التي ياأخذونها

من املقرت�صـــني، يكون هذا الفارق هو الربح الذي يحققه امل�صـــاهمون يف املوؤ�ص�صـــة املالية التقليدية. كان التحدي

يفر�س على البنوك الإ�صـــالمية اأن تعر�س على اأ�صـــحاب روؤو�س الأموال اأنواعا من الآليات التي حتقق لهم الربح

احلالل، فتمكن الباعثني للموؤ�ص�صـــة املالية الإ�صـــالمية من الربح اأي�صـــا.فاإذا كان الت�صيري الأ�صلي للبنوك الربوية

بقـــي ثابتـــا منطيـــا يتكـــرر مع الزمـــن، فاإنه على العك�ـــس من ذلك اأخـــذت الآليات يف ال�صـــتثمار الإ�صـــالمي تتطور

وجتدد، والقائمون على الت�صيري الإداري يطالبون، و الفقهاء يجتهدون.

اإن هذه النطالقة ال�صبابية �صاحبها قطعا عدم وجود �صوابط تف�صيلية، متفق عليها للن�صاط يف املوؤ�ص�صات املالية

الإ�صالمية.

امل�صـــارف الإ�صـــالمية ينمو عددها كما ينمو ر�صـــيدها. والبيئات خمتلفة، والقائمون على البنوك الإ�صـــالمية يف

كثري من الأحوال ارتبطوا، قبل قيامهم على امل�صـــارف الإ�صـــالمية، ارتبطوا بالبنوك التقليدية و تقرر يف عقولهم

ثوابت من اأهمها اأنه يتحتم اإىل اأق�صى حد حماية �صاحب املال من امل�صاركة يف املخاطرة ال�صتثمارية، وهو الداء

الذي جعل الأموال تاأوي اإىل اأ�صـــحاب الراء دائما واخلطر يتحمله العاملون فقط. لأن النتيجة احل�صـــابية اأن من

يفوز بالربح دائما، ومن يتعر�س مرة للربح ومرة للخ�صـــارة، �صـــوف تنتهي احللبة اإىل ت�صـــخم حما�صـــيل الأول،

و�صمور الطرف الثاين.

اإن مراعـــاة املمولـــني مراعـــاة حتميهـــم مـــن املخاطـــرة جعل عـــددا غري قليـــل من امل�صت�صـــارين ال�صـــرعيني يطوعون

التكييفات للن�صـــاط ال�صـــتثماري تكييفا يوحد بني الن�صـــاط ال�صـــتثماري التقليدي وال�صـــتثمار الإ�صالمي، وكان

لهذا التوجه اأثره يف تو�صـــع قاعدة املوؤ�ص�صـــات املالية الإ�صـــالمية يف العدد، و�صخم م�صـــتواها يف ال�صيولة املالية

فا�صتقطبت من الكتلة املالية وفرا يزداد كل يوم.

راأينـــا اأن هـــذه الفـــرتة اقرتنـــت بهـــا حركيـــة اندفاعيـــة ا�صـــتطاعت اأن متكن لل�صـــريفة الإ�صـــالمية مـــن مكانتها يف

ال�صـــوق،ولكن �صـــاحبها يف الآن نف�صـــه جتـــاوزات وقـــع تربيرهـــا وتوجيهها باختالفـــات اجتهاديـــة جعلت هيئات

الفتوى بعيدة عن التوحد فيما يقرتحونه من احللول.

ثانيا: املناف�ضــة:

راأينا اأن ميالد ال�صريفة الإ�صالمية تبعه حماولتها لأخذ ن�صيبها من ال�صوق املالية، وجنحت فعال يف ذلك. واأ�صبح

الت�صابق ل�صتقطاب احلرفاء ال�صغل ال�صاغل لكل منهما.

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 28: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

28

والتحليل احلقيقي يف نظري: هو اأن احلرفاء على ثالثة اأنواع:

النـــوع الأول: ل يهمـــه اإل اأن يكـــون التمويل الذي يت�صـــلمه مـــن البنك اأقل تكلفة، فهو اإن وجـــد التعامل مع البنك

الإ�صـــالمي اأقـــل تكلفـــة قبل التعامل معه، ل اإميانا به ولكن حر�صـــا على جيبه، واإن هـــو وجد اأن التعامل مع البنك

الربوي اأقل تكلفة وىل ظهره للبنك الإ�صالمي.

النـــوع الثـــاين: مـــن كان التزامه بتطبيق �صـــرع الله يف حياته ويف ن�صـــاطه القت�صـــادي همه الوحيـــد، وهوؤلء

يودون اأن تكون التكلفة اأقل اأو م�صـــاوية، ولكنهم ل ين�صـــرفون اإىل البنك التقليدي اإن كانت تكلفة التمويل اأرفع

يف البنك الإ�صالمي.

النـــوع الثالـــث: هو املـــرتدد بني القطبني، يرغب اأن يكون ملتزما ب�صـــرع الله، كما يحر�س اأن ل يخ�صـــر امتيازا

يوفره له البنك الربوي، يتجاذبه الطرفان مع ميل للتعامل مع امل�صرف الإ�صالمي.

معظم القائمني على اإدارة امل�صارف الإ�صالمية يرفعون هذا اخلطر التناف�صي بينهم وبني البنوك التقليدية ليدفعوا

الهيئـــات ال�صـــرعية لتطويـــع منتجاتهم لتكون اأقل تكلفـــة. وهم يف الواقع يعربون عن نهـــم اإذ هم ينفردون بالنوع

الثـــاين، وميكنهم بح�صـــن التعامـــل والأخالق املهنية الرفيعة اأن ي�صـــتميلوا عددا غري قليل من النـــوع الثالث، واأن

يراجعوا ن�صب ربحهم يف بع�س املعامالت مع ال�صنف الأول.

هذا النهم قارنه �صغط على امل�صت�صارين ال�صرعيني، بت�صوير الو�صع على اأنه على درجة كبرية من اخلطورة، واأن

امل�صـــارف الإ�صـــالمية اإذا هي مل تتمكن من التناف�س يف ال�صوق فاإن ماآلها اإىل تراجع ينتهي اإىل زوال. وبناء على

ذلك فاإن الواجب على امل�صت�صـــارين ال�صـــرعيني اأن يدبروا اأمرهم يف تربير ما ميكن امل�صـــرف من املناف�صـــة، وهو

احلل ال�صهل، ولكن احلل الآخر الذي يعتمد حتريك الإداريني ليتناف�صوا يف ال�صوق مبا تقدمه الهيئات ال�صرعية،

بتطوير طرقهم ل يكاد ينظر اإليه يف هذه احلالت، كما اأن ال�صغط على الأرباح قد يكون حال يف بع�س احلالت.

اإن تغطية احلكم ال�صرعي برتاكمات ينتهي بفقدانه حقيقته، وبالتايل الثقة بال�صريفة الإ�صالمية. و�صنزيد تف�صيال

لهذا الإ�صكال يف حتليلنا للمرجعية

ثالثا:املرجعية:

اأعني باملرجعية املهمة اخلطرية التي يقوم بها امل�صت�صـــارون ال�صـــرعيون، التي تقت�صي اجلمع،بني طرق م�صتحدثة

لتمكني امل�صـــرف الإ�صـــالمي من الن�صاط، وبني اأن تكون تلكم الآليات والطرق م�صتخل�صة من ال�صريعة الإ�صالمية

خا�صعة ملا تقت�صيه اأحكامها. وهذا العن�صر يقت�صينا اأن نتب�صط ولو قليال يف املوؤهالت للفتوى يف ذلك.

مبا اأن ال�صريفة الإ�صالمية متثل تطورا لالقت�صاد املايل الإ�صالمي، فمن الطبيعي األ جند ن�صو�صا فقهية تنطبق

متـــام النطبـــاق على العمليات امل�صـــرفية التي تقوم بها امل�صـــارف اإل يف القليل النادر.وامل�صت�صـــار ال�صـــرعي يف

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 29: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

29

هـــذا اجلانـــب هـــو جمتهد تطبيقي، الـــذي عرب عنه الإمام ال�صـــاطبي بالجتهاد بتحقيق املناط. قال معنـــاه:اأن يثبت

ويزيد هذا حتليال بقوله بعد ذلك: لأن كل �صـــورة من )1(

احلكـــم مبدركـــه ال�صـــرعي لكن يبقى النظـــر يف تعيني حمله

�صـــور النازلة، نازلة م�صـــتاأنفة يف نف�صـــها مل يتقدم لها نظري، فال بد من النظر فيها بالجتهاد.... ويكفيك يف ذلك

اأن ال�صـــريعة مل تن�ـــس علـــى حكـــم كل جزئية على حدتها، واإمنا اأتت باأمور كلية وعبـــارات مطلقة تتناول اأعدادا ل

تنح�صر، ومع ذلك فلكل معني خ�صو�صية لي�صت يف غريه،ولو يف نف�س التعيني، ولي�س ما به المتياز معتربا يف

احلكم باإطالق، ول هو طردي باإطالق، بل ذلك منق�صم اإىل ال�صربني، وبينهما ق�صم ثالث ياأخذ بجهة من الطرفني.

فـــال تبقى �صـــورة من ال�صـــور الوجودية املعينة اإل وللعامل فيها نظر �صـــهل اأو �صـــعب، حتى يحقـــق حتت اأي دليل

يدخل.

اإنه واإن كان ال�صاطبي يتحدث عن تعامل الفقيه مع الأدلة ال�صرعية املعروفة، فاإن امل�صت�صارين ال�صرعيني مرجعهم

الن�صـــو�س الإجتهادية للفقهاء ال�صـــابقني، ويف تعاملهم مع تلكم الن�صـــو�س ينطبق عليهم ما حققه ال�صـــاطبي يف

حتقيق املناط، اأي انطباق امل�صـــاألة املعرو�صـــة على الأحكام وال�صـــوابط املن�صو�صـــة لفقهاء املذاهب.ففي عقد �صلم

مثال جند لكل عقد خ�صائ�صـــه املميزة له، واملن�صـــو�س للفقهاء ال�صـــابقني اأحكام قابلة لالنطباق على �صور كثرية،

فالنظر يف حتقق ما �صبطوه على املعرو�س اخلا�س هو حتقيق املناط الذي يقوم به امل�صت�صارون ال�صرعيون.

اإن هذا النوع ميثل اأي�صـــر ما ميكن اأن يتعر�س له امل�صت�صـــار ال�صـــرعي، ومع هذا فاإن الختالف ظاهرة ت�صري يف

هذا الن�صاط الفقهي. ذلك اأن املذاهب املعتمدة اإن اقت�صرنا فيها على املذاهب الأربعة فاإنها يف تف�صيالت الأحكام

للمعامالت ل تكاد تتفق على قول واحد يف كل م�صاألة من امل�صائل.

وهـــذا مـــا حاولت املجامع الفقهية اأن ت�صـــاعد فيه امل�صـــارف الإ�صـــالمية: كمجمع الفقه الإ�صـــالمي الـــدويل بجدة ــ

وجممع رابطة العامل الإ�صالمي ــ وجممع علماء الهند. وخرجت بقرارات �صابطة لعدد غري قليل من الأحكام التي

يجب اأن يعتمدها امل�صت�صارون ال�صرعيون.

ولكن هذه القرارات اعتمد بع�ضها، واختلف يف الأخذ ببع�ضها الآخر.خذ لذلك مثال:

1ـ اعتماد التورق كطريقة للتمويل يف امل�صارف الإ�صالمية.فقد قرر املجمع الدويل بجدة واملجمع الفقهي لرابطة

العـــامل الإ�صـــالمي، اأن التـــورق اإذا احتد البائع وامل�صـــرتي لل�صـــلعة فاإنه تعامـــل ربوي حرام.ولكـــن بع�س الهيئات

ال�صـــرعية اأغم�صـــت عيونها عن الواقع،واعتمدت الأوراق التي ي�صـــتمل عليها ملف العملية التي افرتق فيها البائع

عـــن امل�صـــرتي يف الظاهـــر، واأطلقوا القـــول بحلية التعامل بالتورق.وال�صـــورة التي يتم بهـــا التعامل، اأن احلريف

ياأتـــي اإىل امل�صـــرف راغبـــا يف اقرتا�ـــس مقدار حمدد من املال، فيجيبه امل�صـــرف اأنه ل يقر�س مـــال يعود اإليه يف

نهاية الأجل م�صـــاويا ملا اقرت�صـــه املقرت�س. ولكن احلل هو اأن يبيعه �صـــلعة حديدا اأو نحا�صـــا مثال بثمن اإىل اأجل،

)1( املوافقات ج4 : �س90

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 30: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

30

ثم يبيعها احلريف بثمن حال، ول يكون اإل اأقل من الثمن الذي ا�صـــرتى به، و�صـــفقة عقد البيع للحريف و�صـــفقة

ال�صـــراء منه يتمان يف وقت متال�صـــق. ومبا اأن احلريف لي�س تاجرا ول علم له بال�صـــوق، فيعر�س عليه البنك اأن

ي�صـــرتي الفرع التابع للبنك تلك ال�صـــلعة نقدا، وي�صـــلمه الثمن.وتتم ال�صفقة: اأن وثيقة الدين هي �صراء �صلعة متفق

عليها بثمن اآجل، هو دين يف ذمته، واأن املدين يبيع ال�صـــلعة يف احلال يف �صـــباك مال�صـــق ويقب�س املال.فالواقع

اأن البنك وهو امل�صـــتفيد من الفرع الأول الذي باع ال�صـــفقة، وهو نف�صـــه امل�صتفيد من الفرع الثاين الذي ا�صرتى

ال�صـــفقة. وال�صـــلعة اإن فر�س وجودها فهي مل تتحرك من مكانها ول يعلم املقرت�س عنها �صـــيئا �صـــوى ما حرره

املوظـــف يف وثيقـــة البيـــع، ومـــا حرره املوظـــف الثاين يف وثيقة ال�صـــراء. مع اختـــالف املكانني.ومراحـــل العملية

معلومة مقدما.

فاأنت اإذا نظرت ملا مت التوافق عليه مقدما ل جتد اإل مقدارا من النقود قب�صـــه العميل من نافذة، ووقع قبل قب�صـــه

له التزاما برد ما قب�صه م�صاف اإليه فائ�صا. واإن اأنت نظرت للوثائق التي عمر بها ملف العملية، وجدت �صلعة مت

بيعها بالأجل وامل�صرتي باع ما ا�صرتاه وقب�س الثمن.

2 ـ ومثله بيع الثنيا املعرب عنه عند احلنفية ببيع الوفاء.الذي اأبدع ابن عا�صم يف تعريفه بقوله:

والبيـــــع للثنيــــــا رجـــــوع مـــــن

بـــــــاع اإليــــــــه عنـــــــد اإح�صار الثـــــمن

وهو بيع دخله ما يف�ضده من ناحيتني:

الناحية الأوىل اأن البيع مبني على انتقال املبيع من ذمة البائع اإىل ذمة امل�صرتي انتقال ل يقبل التوقيت والتحديد

باأجل.وبيـــع الثنيا ل يعرف امل�صـــرتي هل يعر�س البائع عن ا�صـــرتداد املبيـــع اأول ؟ ول الأمد الذي يبقى يف ملكه،

ول احلالة التي يكون عليها املبيع عندما يقوم البائع بحقه يف الرد. ومن ناحية اأخرى فاإن انتفاع امل�صـــرتي بغلة

املبيع عند املالكية هي ت�صـــويغ لفائ�س ربوي. و قد �صـــدر عن املجمع الفقهي الدويل بجدة قرار بتحرميه. ولكن

بع�س الهيئات ال�صرعية م�صت على اإم�صائه.

اإنه رغم قوة الإلزام بالقرارات املجمعية يف متنوع فنون املعرفة بقيت القرارات املجمعية الفقهية ل يتم اللتزام بها

ب�صـــفة عامة، والختالف بني الهيئات ال�صـــرعية �صـــارخ.وكفاك بذلك طعنا يف املجامع ويف �صـــالمة الفتاوى التي

تريد اأن تتحرر التحرر الفو�صوي.

ومـــن ناحيـــة اأخـــرى قامت هيئة املحا�صـــبة واملراجعة للموؤ�ص�صـــات الإ�صـــالمية بعمل جاد، واأ�صـــدرت معايري بلغت

واحدا واأربعني معيارا، وهي ما�صية يف عملها.

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 31: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

31

ولكـــن هـــذه املعايري رغم اأن هدفها توحيد الفتاوى ال�صـــادرة عن الهيئات ال�صـــرعية، اإل اأنهـــا مل حتقق الغاية التي

�صعت اإليها. واأعتقد اأن ذلك يرجع اإىل �صببني رئي�صني:

اأولهما واأخطرهما: اأنها مل تذكر اأ�صماء املوافقني على املعيار، واأ�صماء املتحفظني، وجرت من املعيار الأول اإىل

املعيار رقم ) 30 ( بختم املعيار على هذا النحو: ناق�س املجل�س ال�صـــرعي...واأدخل التعديالت التي راآها منا�صـــبة

واعتمد هذا املعيار بالأغلبية، على ما هو مثبت يف حما�صر اجتماعات املجل�س.

ومـــن املعيـــار رقـــم )31( اإىل املعيـــار الأخري رقم )41( ناق�ـــس املجل�س ال�صـــرعي... واأدخل التعديـــالت التي راآها

منا�صبة واعتمد املعيار. فحذف التن�صي�س على اأن املعيار اعتمد بالأغلبية اأو بالإجماع.

هذا غ�س يف نظري، لأن ما و�صـــلت اإليه اللجنة لي�س ن�صـــا اإلهيا، واختالف اأع�صـــاء اللجنة يف بنوده يعطي للناظر

فيه جمال للرتجيح، و مل يربطوا بني مواد املعيار وبني امل�صتند اجلزئي، وما ذكر يف الآخر ل يقدم ربطا، والناظر

كما يرجح بالنظر يف الدليل يرجح بالنظر يف �صاحب القول، فاإخفاء اأ�صماء املخالفني كما هو يف املعايري الثالثني

الأوىل، واإخفاء الوفاق اأو اخلالف كما هو يف بقية املعايري يثري الت�صاوؤل عن ال�صر يف هذا الجتاه غري املعقول.

والإحالة على حما�صر اجلل�صات تعمق التهمة اإذ اأن تلكم املحا�صر حمفوظة غري من�صورة، والطالع عليها مع عدم

التوجيه لطريقة التمكن من ذلك توؤكد اإخفاء عيب عملت الأكرية على ردمه. وهذا الإخفاء �صبيل لالختالف وعدم

الثقة يف هذا العمل الذي اأنوه بتنظيمه، واآ�صف ملا ذكرته.

ثانيهما: اأن بع�س املعايري مل اأجد لها اأ�صا�صـــا �صـــرعيا، ومت التعتيم عليها باإظهار جوانب توقع الناظر يف اخلطاأ.

ـ ففي بداية الفقرة يجـــب اأن تكون الأجرة ومثـــال ذلـــك مـــا جـــاء يف الفقـــرة ) )، 3، 2 �س)11 ( الأجـــرة املتغريةـ

ـ وتتابع الفقرة اأنه يجوز العتماد على موؤ�صر من�صبط، وي�صرتط اأن يكون هذا للفرتة الأوىل حمددة مببلغ معلومـ

املوؤ�صر مرتبطا مبعيار معلوم ل جمال فيه للنزاع ؛ لأنه ي�صبح هو اأجرة الفرتة اخلا�صعة للتحديد ويو�صع له حد

اأعلى وحد اأدنى.. واملوؤ�صـــر كما تناوله املعيار رقم ))2( لي�س معرفا م�صـــبوطا للقيمة يف تاريخ العمل امل�صـــتقبلي

به من الآن. اإنه قطعا يكون اللتزام مبرجعية املوؤ�صـــر من تاريخ العقد يف الأجرة املتغرية هو دخول يف اجلهالة،

وحماولـــة تغطيـــة احلقيقة ب�صـــقف اأعلى و�صـــقف اأدنـــى هو ترميم لبنـــاء منهار �صـــرعا. لأن املعلومية تعنـــي مقدارا

م�صبوطا ل يزيد ول ينق�س مقداره ل قليال ول كثريا. فال�صقف منهار والأدنى ل قاع له.

كمـــا اأن اعتبـــار املرجعيـــة يف املوؤ�صـــرات لـــداو جونـــز مثال هو اعتمـــاد تغري يف بيئة ل �صـــلة لها مبـــكان العقد ول

باملوؤثـــرات يف ال�صـــوق.واأنكى منـــه اعتماد تغـــري الليبور الذي هو الربـــا الراق�س كل حلظة يف �صـــوق لندن ومثله

البيبور يف �صوق باري�س.

اجتهاد الهيئات ال�ضرعية:

الذي اقتنعت به بعد تتبع الجتهادات التي قدمتها الهيئات ال�صرعية لتمكن امل�صارف الإ�صالمية من الن�صاط، اأنها

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 32: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

32

قد طورت الن�صو�س امل�صجلة يف كتب الفقه، و قامت برتكيبات ما عرفها الفقه الإ�صالمي �صابقا.

خذ لذلك مثال املرابحة لالآمر بال�صراء.

اأ�صل املرابحة اأنها عقد من عقود الأمانة ي�صرح البائع بالثمن الذي دفعه يف ال�صلعة ونفقاته عليها حتى دخلت يف

ملكه، وي�صرح اأي�صا بالربح الذي يرغب يف التح�صيل عليه. وير�صى امل�صرتي بذلك.ولكن املرابحة التي يعتمدها

امل�صرف الإ�صالمي �صيء اآخر، فربط امل�صت�صارون ال�صرعيون هذا العقد بعقود اأخرى واأ�صافوا اإليه من ال�صروط

ما يكاد يفقد معه ال�صورة الأ�صلية.فلنتابع هذا التغيري مرحلة مرحلة تو�صيحا للحقيقة الواقعية.

اأول: الأ�صـــل اأن التاجر مبا له من خربة يختار ال�صـــلعة التي يتوقع اأنها رائجة وحتقق له ربحا، وخربته تلك هي

اأ�صـــا�س جناحه.ويف املرابحة لالآمر يكون احلريف )الآمر( هو الذي يعني ال�صـــلعة التي يرغب فيها وموا�صـــفاتها،

وال�صخ�س اأو املوؤ�ص�صة التي �صيتعامل معها لإمتام ال�صفقة؛ لأن البنك ل خربة له يف امليدان.

ثانيا: الأ�صل اأن امل�صرتي هو الذي يتوىل تقليب املبيع والتعاقد مع بائع ال�صلعة وقب�س املبيع.ولكن هذا الأ�صل

يدخل البنك يف خطر جلهله باملوا�صفات التي يطلبها احلريف الذي �صي�صرتي منه ال�صلعة مرابحة؛ ولذلك اأ�صيف

لهـــذا العقـــد توكيل امل�صـــرتي النهائي بتويل التقليب والقب�س والإعالن عن الر�صـــا ملطابقة املوا�صـــفات ملا مت عليه

التفاق املبدئي. وجميع ال�صروط التي �صتتم بها ال�صفقة.

ثالثا: اإن البنك ل حاجة له بال�صـــلعة التي ا�صـــرتاها اإل ليبيعها للم�صـــرتي النهائي مرابحة، ولتحقيق ذلك اأ�صـــافوا

عقدا جديدا، هو وعد امل�صـــرتي النهائي ب�صـــراء ال�صـــلعة بعد ما يتم �صـــراوؤها من بائعها الأول، واعتمدوا اأن الوعد

ملزم.وحتدد ال�صروط مقدما يف الوعد.

رابعا: اأن الوكيل يعلم البنك بقب�صـــه لل�صـــلعة ح�صـــب املوا�صـــفات واأنها �صـــليمة ل عيب فيها.وبهذا الإعالم تكون

ال�صـــلعة قد دخلت يف ملك البنك.فالبنك مل ير ال�صـــلعة ول يعلم �صـــيئا عنها، واإمنا اأوراق العقد فقط هي التي تثبت

له ذلك.

خام�ضا: اأن البنك يتوىل عقد بيع ال�صلعة مرابحة بثمن اآجل اإىل احلريف الذي تنتهي مدة وكالته عندها، ومي�صي

ما يوثق الدين وطريقة اخلال�س، وكل ما ي�صمن للبنك متكنه من ا�صتيفاء اأمواله التي دفعها مع الربح، الذي يكاد

يقدر دائما ب�صعر الليبور زائد من نقطتني اإىل ثالث نقاط.

وقد تكون الفرتة بني حتول الوكيل من وكيل اإىل م�صرت باملرابحة ل تتجاوز ب�صع دقائق.

فهذه عقود متالحقة ومرتابطة، اإن نظرت يف كل عقد على انفراد جزمت ب�صـــالمته واأنه عقد م�صـــروع.واإن تاأملت

يف احلزمة وما يق�صـــد منها وجدت اأن امل�صـــرف اأقر�س العميل قيمة ال�صـــلعة التي �صيتقا�صـــاها منه عند الأجل

بزيادة مرتبطة كما قلنا ب�صعر الليبور.

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 33: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

33

اإن الهيئـــات ال�صـــرعية اإمـــا اأن تكون خمل�صـــة للقاعـــدة: اإن العربة باحلقائـــق واملعاين ل بالألفـــاظ واملباين، فتحكم

علـــى هـــذه املعاملـــة بالتحرمي. واإما اأنهـــا ل تعتمد هذه القاعدة يف النظر، وتاأخذ ب�صـــورة العقود، وتعطي لها حكم

النف�صال يف حال الت�صال، فال تفتي بالتحرمي وت�صيغ التعامل.

واملرابحة لالآمر بال�صـــراء اأقرت يف موؤمترات عدة، واأ�صـــبح التعامل بها �صـــرعة الهيئات ال�صت�صـــارية للم�صارف

الإ�صالمية. فهي بهذا مرتبة تالية لقرارات جمل�س اخلدمات.

ال�صـــورة الأخـــرى: ما مل ت�صـــدر فيـــه قرارات ل من املجامـــع، ول معيار من جمل�س اخلدمـــات، ول من موؤمتر من

املوؤمترات.

وقد التزمت امل�صـــارف الإ�صـــالمية اأن تكون لها جلنة فتوى، ل تقل عن ثالثة فقهاء، تنظر يف املعامالت التي تقوم

بها وت�صدر لها الراأي ال�صرعي الذي يكون ملزما ح�صب الأ�صول املرعية.

كل ع�صو من اأع�صاء الهيئة مبا تقدم له من درا�صة للمدونات الفقهية، ومن �صهادات جامعية يكون راأيه مع اأغلبية

الأع�صاء معتمدا من امل�صرف.

ل بد هنا من حتديد املجال الذي يقبل فيه قولهم، واملجال الذي يتجاوز م�صتواهم ول يقبل راأيهم فيه.

ذكـــر الإمام اأبو اإ�صـــحاق ال�صـــاطبي قاعدة كلية تنبئ عـــن خطر الإفتاء ومنزلة املفتي يف املجتمع الإ�صـــالمي فقال:

)املفتـــي قائـــم يف الأمة مقام النبي �صـــلى الله عليه و�صـــلم (ثم يلخ�س ما �صـــرح به قوله هـــذا: وعلى اجلملة فاملفتي

خمرب عن الله كالنبي، وموقع لل�صـــريعة على اأفعال املكلفني بح�صـــب نظره كالنبي، ونافذ اأمره يف الأمة مبن�صـــور

اخلالفـــة كالنبي، ولذلك �صـــموا اأويل الأمر، وقرنت طاعتهم بطاعة الله ور�صـــوله: )يـــا اأيها الذي اآمنوا اأطيعوا الله

. واأكد هذا املعنى يف امل�صاألة التا�صعة بقوله: )1(

واأطيعوا الر�صول واأويل الأمر منكم( والأدلة على هذا املعنى كثرية

فتاوى املجتهدين بالن�صـــبة اإىل العوام كالأدلة ال�صـــرعية بالن�صـــبة للمجتهدين. )292( وهذا امللحظ هو الذي بنى

عليه ابن القيم ت�صمية كتابه »اإعالم املوقعني عن رب العاملني« وبناء على ما قدمناه فاإن على امل�صت�صار ال�صرعي اأن

ل يتيـــه يف مدونـــات الفقـــه، واأن ل يكون كحاطب ليل ي�صـــع يده على كل ما اعرت�صـــه فياأخذ به، واأن ل يعتمد من

الأقوال اإل الراجح الوا�صح مبناه وموافقته لقواعد ال�صريعة و�صوابطها،ويطرح ما خالفها.يقول ال�صاطبي:اإمنا

يعد يف اخلالف الأقوال ال�صادرة عن اأدلة معتربة يف ال�صريعة،كانت مما يقوى اأو ي�صعف، واأما اإذا �صدرت عن

جمـــرد خفـــاء الدليل اأو عدم م�صـــادفته فال. فـــاإن قيل فهل لغري املجتهد من املتفقهني يف ذلك �صـــابط يعتمده اأول؟

فاجلواب اأن له �صـــابطا تقريبيا، وهو اأن ما كان معدودا يف الأقوال غلطا وزلال قليل جدا يف ال�صـــريعة. وغالب

الأمر اأن اأ�صحابها منفردون بها. قلما ي�صاعدهم عليها جمتهد اآخر.فاإذا انفرد �صاحب قول عن عامة الأمة فليكن

)1( املوافقات ج 4 �س)24

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 34: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

34

.)1(

اعتقادك اأن احلق مع ال�صواد الأعظم من املجتهدين ل من املقلدين

اإن هذا ال�صـــابط الذي حرره ال�صـــاطبي، والذي هو احلق الذي ل يقبل املحيد عنه، مل يقع احرتامه من كثري من

امل�صت�صـــارين ال�صـــرعيني، وتبـــاروا يف التنقيب عن الأقوال املخفية يف بطون املو�صـــوعات، وبنـــوا عليها عددا غري

قليـــل مـــن الفتاوى.وقـــال اأبو عمرو بن ال�صـــالح يف كتاب اأدب املفتي وامل�صـــتفتي: اعلم اأن مـــن يكتفي باأن تكون

فتياه موافقة لقول اأو وجه يف امل�صاألة ويعمل مبا �صاء من الأقوال والوجوه من غري نظر يف الرتجيح فقد جهل

وخرق الإجماع. و�صبيله �صبيل الذي حكى عنه اأبو الوليد الباجي اأنه كان يقول: اإن الذي ل�صديقي علي اإذا وقعت

له حكومةاأن اأفتيه بالرواية التي توافقه.

وقـــد حكـــى الباجـــي عمن يثق به: اأنه وقعت له واقعة فاأفتى فيها وهو غائب جماعة من الفقهاء مبا ي�صـــره.فلما عاد

�صـــاألهم فقالوا: ما علمنا اأنها لك، واأفتوه بالرواية الأخرى التي توافق ق�صـــده.قال الباجي:وهذا مما ل اختالف

.)2(

فيه بني امل�صلمني ممن يعتد به يف الإجماع، اأنه ل يجوز

ويحذر القرايف قائال: ينبغي اأن يحذر مما وقع يف زماننا من ت�صـــاهل بع�س الفقهاء بالفتوى من الكتب الغريبة

التي لي�س فيها رواية املفتي عن املجتهد بال�صـــند ال�صـــحيح، ول قام مقام ذلك �صـــهرة عظيمة، متنع من الت�صحيف

والتحريف ب�صـــبب ال�صـــهرة. وبالغ بع�صـــهم يف الت�صـــاهل حتى �صار اإذا وجد حا�صـــية على كتاب اأفتى بها. وهذا

.بل اإنهم جتاوزوا ذلك امل�صتوى، فظن عدد غري قليل منهم اأن لهم اأن يقي�صوا )3(

عدم دين، وبعد �صديد عن القواعد

واأنهم اإن قا�صوا فقيا�صهم مقبول، وما دروا اأن القيا�س هو الجتهاد. ول اأعلم واحدا من امل�صت�صارين ال�صرعيني

يدعي اأنه جمتهد، ولو ادعاه ما �صلمه له اأحد. فهم يوؤدون دور املجتهد وهم ينكرون اأنهم جمتهدون.

نكره من فتاواهم اأن يعتمدون قيا�س ال�صـــبه، هذا القيا�س الذي رده احلذاق من علماء والأنكـــى هـــو اأن معظـــم ما اأ

الأ�صـــول. يقول ابن القيم: »واأما قيا�س ال�صـــبه فلم يحكه الله �صبحانه اإل عن املبطلني،واأطنب يف اإيراد الن�صو�س

القراآنية املثبتة لذلك... ومن ذلك قيا�س امل�صـــركني الربا على البيع مبجرد ال�صـــبه ال�صـــوري ؛ ومنه قيا�صـــهم امليتة

)4(

على املذكى يف اإباحة الأكل مبجرد ال�صبهة. وباجلملة فلم يجئ هذا القيا�س يف القراآن اإل مردودا مذموما«

ومـــن قيا�ـــس ال�صـــبه الذي اعتمده كثري من امل�صت�صـــارين ال�صـــرعيني اإحلاق كثري من املعامالت دخـــل فيها الربا اأو

اجلهالة، بقوله �صلى الله عليه و�صلم: الثلث والثلث كثري. فخ�صوا احلرمة مبا يتجاوز الثلث.اعتمادا على احلديث

ال�صحيح الذي رواه مالك والبخاري وم�صلم واأ�صحاب ال�صنن عن �صعد بن اأبي وقا�س ر�صي الله عنه ؛ اأنه قال:

جاءين ر�صـــول الله �صـــلى الله عليه و�صـــلم يعودين عام حجة الوداع، من وجع ا�صـــتد بي، فقلت: يا ر�صول الله، قد

)1( املوافقات ج 4 �س2)3/1)

))) التب�صرة لبن فرحون ج1 �س 0)

)3( نفائ�س الأ�صول ج 9 �س)392

)4( اعالم املوقعني ج1 : �س)12،�س128.

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 35: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

3(

بلـــغ بـــي مـــن الوجـــع ما ترى، واأنا ذو مال، ول يرثني اإل ابنة يل. اأفاأت�صـــدق بثلثي مايل ؟ قال: فقال ر�صـــول الله

�صلى الله عليه و�صلم: )ل( فقلت: ال�صطر؟ قال: )ل( ثم قال ر�صول الله �صلى الله عليه و�صلم: الثلث والثلث كثري.

. فمورد احلديث من باب الإ�صـــارة. وقيا�س )1(

اإنك اأن تدع ورثتك اأغنياء خري من اأن تذرهم عالة يتكففون النا�س

مقاطع احلقوق والعقود عليه من باب قيا�س ال�صبه الذي حتدث عنه ابن القيم.

وذكر القا�صـــي عيا�س يف ترجمة ابن لبابة الق�صـــة امل�صـــهورة، اأنه خالف اأهل ال�صـــورى يف تعوي�س احلب�س مبا

هو اأحظى للوقف ا�صتجابة لرغبة امللك النا�صر اعتمادا على الراجح يف مذهب اأبي حنيفة. وعد علماء ع�صره اأنها

.)2(

�صقطة من �صقطاته وعابوا عليه عدم التزامه مبذهب مالك

رابعا: املواءمة:

وجـــدت البنـــوك الإ�صـــالمية البنـــوك التقليديـــة، التي �صـــبقتها يف الوجود بزمن طويـــل، قد قامـــت بتجربة تطورت

واكتملـــت مـــع ال�صـــنني، وحققـــت للمتعاملـــني تي�صـــريا يف تعامالتهـــم زيادة عـــن التمويـــل. وكانت تراعـــي التطور

القت�صادي العاملي وتتفاعل معه، وهذه اخلدمات ل غنى للم�صرف الإ�صالمي عن القيام بها للمتعاملني معه.

وقـــد خ�ص�صـــت هيئـــة املحا�صـــبة واملراجعـــة للموؤ�ص�صـــات املاليـــة الإ�صـــالمية معايري متعـــددة غطت تلـــك اخلدمات.

واأحاطتها ب�صـــوابط ت�صـــمن لها ال�صـــالمة التطبيقية ال�صـــرعية، وتي�صـــر على املتعاملني معها اخلدمات امل�صرفية،

من ذلك معيار بطاقة احل�صـــم والئتمان،والعتمادات امل�صـــتندية،والأوراق التجارية وغريها. وهي معايري ل يقبل

الإخالل مبا �صبطته وخا�صة فيما يت�صل بال�صمان، والتوقي من الربا.

خام�ضا:التعاون:

اأق�صد من التعاون العالقات امل�صرفية بني امل�صرف الإ�صالمي وامل�صرف التقليدي.

اإن تطـــور العالقـــات التجارية، التي تخطت احلدود، وجمعت بني القارات، والتي انت�صـــبت فيها البنوك التقليدية،

فقامت بخدماتها يف كل بلد فتحت فيه اأبوابها للمتعاملني، جتعل مركزها هذا ل ميكن للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

اأن ل تكون لها �صـــالت بها يف بع�س الأن�صـــطة امل�صرفية،وقد يرتتب على الأر�صدة املالية الفائ�صة عندها فوائ�س

تعتربها البنوك التقليدية من حق املوؤ�ص�صـــات الإ�صـــالمية. وهذه الفوائ�س ح�صـــم اأمرها:باأن امل�صـــرف الإ�صالمي

يقب�صـــها وي�صـــرف ما ح�صل منها يف وجوه النفع العام تخل�صا منها ل تقربا. واأما اإذا كان احل�صاب لديها ميكن

اأن يكون مدينا وتثقل عليه من الربا ما يتنا�صب مع الو�صع احل�صاب ال�صالب فاإن التعامل على هذا النحو حرام.

ول اأعلم فتاوى �صدرت يف هذا ال�صاأن خمالفة ملا تقرر.

)1( املوطاأ ح 2219

)2( انظر املدارك ج) �س)91/8 وتعليقي على ما اأورده يف الفتاوى ال�صاذة �س98

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 36: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

3(

اخلال�ضـــة: هو اأن الفو�ضـــى يف قرارات الهيئات ال�ضـــرعية، وحتدي القرارات املجمعية، واملعايري

املعتربة، والبحث عن الأقوال ال�ضـــاذة واعتمادها يف ت�ضـــيري املعامالت امل�ضـــرفية، وجعل املقا�ضـــد

ن�ضـــيا من�ضـــيا ل تراعى ول ينظر اإليها.كل ذلك اأ�ضعف الثقة بامل�ضارف الإ�ضالمية وفتح بابا عري�ضا

للطعن يف �ضـــالمة خدماتها، و�ضـــكك يف م�ضداقيتها ويف اختالفها عن امل�ضـــارف التقليدية. واإنا لله

واإنا اإليه راجعون.

اأثر اختالف فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 37: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

3(

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�ضرعية

اعداد ــ ال�ضيخ اأ.د.عجيل جا�ضم الن�ضمي

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 38: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

38

ب�ضم الله الرحمن الرحيم

مما ل�صك فيه اأن الهيئات ال�صرعية اليوم اإمنا تقوم بدور رئي�س يف توجيه املوؤ�ص�صات املاليـة الإ�صالمية، واإ�صدار

اعتماد الأدوات املالية الإ�صالمية وابتكارها، فنجاح املوؤ�ص�صات رهن بهيئاتها ال�صرعية، ول نبعد يف القول باأن

الهيئات ال�صرعية اليوم متتحن يف مواجهة واقع مرياث اقت�صادي �صخم �صمني واإن كان غثا ر�صخت اأقدامه،

اأو اأنيابه يف اأعماق املجتمعات ومنها جمتمعاتنا الإ�صالمية، واأعني به الربا الآفة املدمرة، وهو �صلب القت�صاد

العاملي اليوم. ول مراء يف اأن املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية، قد جنحت يف ميدان املواجهة، وتخطت مرحلة التجربة

اإىل مزيد ال�صتثمارية حمليا ودوليا، وهذه مرحلة حتتاج الفر�س اقتنا�س مناف�س يف الآن والتحوط، وهي

جهد، وعميق نظر، وحتوط اأي�صا، فقد تختلف �صور الربا و�صـبهاته فيظن �صحة ال�صورة وحقيقة الربا كامنة

فيها، واإىل جانب الربا و�صبهاته، فاإن واقع ال�صوق الدويل واآلياته واأ�صاليبه حتتاج من الهيئات التحري، وبذل

غاية الو�صع يف الجتهاد، الأمر الذي يجعل اختالف الفتاوى مثلبا ل يحتمل القبول ؛ ولذا كان دور الهيئات

ال�صرعية يف �صبط م�صارات املوؤ�ص�صات املالية معلما وا�صحا مهما. وزاد من اأهميته الأزمة املالية العا�صفة التي

طال املوؤ�ص�صات الإ�صالمية كثري من اآثارها ومل تكن من �صنعها بل من نتاج النظام الربوي.

ودورها اأخ�س يف التوجيه اأو احلفاظ على املنهج، اأو حماية املوؤ�ص�صات، اأو ابتكار اآليات ا�صتثمارية �صرعية، وقد

زاد من اأهمية الهيئات ال�صرعية، وزاد يف م�صوؤولياتها يف الوقت ذاته، ا�صرتاط العديد من البنوك املركزية يف

البالد الإ�صالمية وجـود هيئة رقابة �صرعية يف كل موؤ�ص�صة تعلن اإ�صالمية عملها ون�صاطها.

واإن من امل�صلم يف تطور العمل املايل وامل�صريف الإ�صالمي حمليا وخارجيا وت�صعب اأن�صطته. اأن تواكبه الفتاوى

ال�صرعية ال�صادرة عن الهيئات ال�صرعية لهذه املوؤ�ص�صات، الأمر الذي تكر فيه الفتاوى كرة حملية وقطرية،

بل عاملية اإ�صالمية، ومن البديهي اأن ل تتطابق الفتاوى حتى يف املوا�صيع املتجان�صة اأو املتقاربة، اإذ مبنى هذه

الفتاوى الجتهادات وهو مظنة الختالف، فمطلب توحيد الفتاوى املطلق مطلب ع�صري بعيد املنال.

ومن جانب اآخر فاإن مرجعيات هذه الهيئات ال�صرعية خمتلفة يف اجلملة، ونق�صد من هذا القول اإن �صبط �صروط

الجتهاد، ومدى حتققها يف املفتني مع اختالف البلدان والبيئات، وتفاوت اخلربات، كل هذا وغريه كان له دور

موؤثر يف تفاوت التجان�س يف الفتاوى من هيئة اإىل اأخرى، ولو يف البلد الواحد، الأمر الذي غدا مثار �صكوى اأو

ا�صتغراب من التباين يف الفتاوى، وبخا�صة تلك التي ينبني عليها عمل اأو ا�صتثمار اأو ربحية وتناف�س.

من اأجل ذلك كان من املهم النظر يف هذا ال�صاأن �صاأن رفع هذا الختالف يف الفتاوى واإمكانية توحيد الفتاوى

بني الهيئات يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية ملا يف اختالفها من اأثر �صلبي على الواقع املايل.

ول �صك اأن من الفتاوى ما ينبني عليها اأثر وعمل، والختالف فيها بني هيئة واأخرى يف البلد الواحد يعني تباينا

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 39: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

39

يف التطبيق، وال�صوابط، وال�صروط، ومن ثم التاأثري يف العقود، واآليات، اأو اأدوات ال�صتثمار يف املحل املختلف

يف حكمه. وقد يرتتب على ذلك اآثار رمبا كانت بليغة يف املنتجات والربحية، وجذب العمالء، اأو تنفريهم.

ومن هنا كان النظر اأو توحيد النظر ما اأمكن يف منهجية اإ�صدار الفتاوى مهم لتحقيق التجان�س وتوحيد فتاوى

الهيئات ال�صرعية حمليا وخارجيا، والهدف الأهم النظر يف اإمكانية توحيد الفتوى وبقدر ن�صبة الختالف تكون

م�صاحة البعد بني الفتاوى، وبقدر جتان�صها يكون تقابلها وتقاربها، وت�صمل املنهجية الجتهاد واأ�صاليبه، ومدى

حتقق �صروطه بني هيئة واأخرى، واأي�صا فاإن اختالف املرجعيات يكون له اأثر يف التباعد دون التجان�س ونعني

اأو اإىل �صابق قرارات يف املو�صوع ذاته، يف جمامع فقهية النظر اإليه دون الهيئة مبا تتو�صل بذلك ا�صتقالل

ندوات علمية، فهذه ال�صتقاللية انعزالية ذات اأثر يف التباعد يف الفتاوى دون جتان�صها.

ثم اإن تباعد املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية من التالقي يف اأعمال ا�صتثمارية م�صرتكة، وتفرد كل موؤ�ص�صة باأدواتها

ن�صاط تقاربت وتوحدت على اأنها فلو البلد واحدا. الفتاوى، واإن كان التباعد يف واأن�صطتها يعني على املالية

موحد لكانت الفتاوى ب�صاأنها واحدة متجان�صة اإىل حد كبري.

التعار�س اإىل فيه ت�صل قد اإىل حد الفتاوى التباعد يف العلمي يف العملي امل�صكل هذا النظر يف اأجل ومن

والتناق�س، كان من املهم التنبيه وو�صع �صبل حتقيق التجان�س يف الفتاوى يف امل�صائل املالية بغية توحيدها،

وهي �صبل مقبولة ولو يف حد الإمكان، جزئيا، والطموح اأن يكون جتان�صا كليا. اأو لنقل توحيد الفتاوى

الهيئات فتاوى بني والتقارب التجان�س اأو الفتاوى توحيد وهو الهدف هذا حتقيق �صبيل يف و�صعت وقد

تبعا بها الأخذ يجب اأو بها، الأخذ يح�صن التي وال�صرعية املنهجية والإ�صارات التنبيهات اإىل اأقرب م�صارات

حلكمها واأهميتها، وهي فيما يلي:

وتوحيد التجان�س لتحقيق الجتهاد منهج وتوحيد الهيئاآت اأع�ضاء �ضروط يف: الأول املبحث

الفتاوى.

املبحث الثاين يف: اعتماد املرجعيات املجمعية لتحقيق التجان�س وتوحيد الفتاوى.

املبحث الثالث يف: العمل ال�ضتثماري املجمع لتحقيق التجان�س وتوحيد الفتاوى.

والله امل�ضتعان.

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 40: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

40

املبحث الأول

�ضروط اأع�ضاء الهيئات وتوحيد منهج الجتهاد لتحقيق التجان�س وتوحيد الفتاوى:

ينبغي قبل النظر يف توحيد الفتاوى بني الهيئات ال�صرعية النظر يف هذا التوحيد يف كل هيئة على حدة، فيجب

على هيئة الرقابة ال�صرعية اأن حتدد منهج الو�صول اإىل الفتاوى والقرارات وهو مما يجب اأن يكون حمل نظر

الوقائع اأو م�صاحة كبرية من اخلالف حني نظر الهيئة يف عملها، فتتجنب قدرا اأن ت�صرع وبحث واتفاق قبل

وامل�صتجدات، فقد يرى بع�س الأع�صاء منهج الت�صدد يف املعامالت يف حني يرى غريه التي�صري، وقد يرى من

ت�صدد يف م�صاألة التي�صري يف واقعة �صبيهتها، ويرى خمالفه يف الأوىل خالفه يف الثانية. وقد يختلف الراأي يف

النظر اإىل الن�صو�س دون املقا�صد، اأو الختالف يف تنقيح املناط وتخريجه اأو حتقيقه، اأو التقيد براأي مذهبي

جتاه اآخر، اأو تاأييد قرار جممعي جتاه اآخر اأو قرار ندوة علمية اأو العك�س، اأو رد الثنني والقت�صار على اجتهاد

الهيئة اأو اأغلبيتها. وقد يتوقف البع�س يف اأمر م�صتجد، ويف�صل فيه اآخرون، وقد يختلف الراأي عند تغري اأع�صاء

الهيئة اأو اختالف راأي الهيئة ذاتها يف وقائع مت�صابهة، وما اإىل ذلك من اأ�صباب اخلالف، فاإن توحيد منهج النظر

ابتداء اأو تقريبه فيما بني اأع�صاء الهيئة يوحد الراأي اأو يقارب بينه حني اتخاذ القرار. ويف ذلك انتظام الفتوى

والقرار، وا�صتقرار حال املوؤ�ص�صة يف اأن�صطة وممار�صات ل حتتمل اختالف الراأي.

اأمر غاية يف وقبل النظر يف املنهج الواجب الإتباع لتوحيد الفتوى يح�صن النظر يف �صروط الأع�صاء، وهذا

الأهمية ولذا لزم اأن نبني اأول �صرط املفتي كما قالها الفقهاء والأخذ منها مبا ينا�صب هذا الع�صر.

ي�ضرتط يف املفتى �ضروط اأهمها:

1 ــ اأن يكون م�صلما مكلفا عاقال ثقة ماأمونا منزها من اأ�صباب الف�صق وم�صقطات املروءة ؛ لأن من مل يكن كذلك

فقوله غري �صالح لالعتماد واإن كان من اأهل الجتهاد.

الفكر �صحيح الذهن ر�صني �صليم الكالم، ملقا�صد بالطبع الفهم باأن يكون �صديد النف�س فقيه اأن يكون ــ 2

الت�صرف وال�صتنباط.

3 ــ اأن يكون متيقظا مع قوة �صبط فرتد فتـوى من يغلب عليه الغفلة وال�صهو. ون�س العلماء على اأنه ي�صتوي يف

ذلك احلر والعبـد واملراأة والأعمى والأخر�س اإذا كتب اأو فهمت اإ�صارته.

4 ــ اأن يكون ظاهر الورع م�صهورا بالديانة الظاهرة، وال�صيانة الباهرة. وكان مالك ــ رحمه الله ــ يعمـل مبا ل

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 41: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

41

يلزمه النا�س، ويقـول: ل يكون عاملا حتى يعمل يف خا�صة نف�صه مبا ل يلزمـه النا�س مما لو تركه مل ياأثم.

ولكن هل ت�صرتط املروءة قالوا ل ت�صرتط املروءة ;•لأنه اإخبار عن احلكم ولي�س كال�صهادة لقبوله من العبد واملراأة.

ولي�س هو كال�صاهد يف رد فتواه لقرابة وجر نفع ولو كان قا�صيا، وي�صح اأن يفتي اأباه وابنه و�صريكه و�صائر

من ل تقبل �صهادته له كزوجته لأن الق�صد بيان احلكم ال�صرعي وهو ل يختلف.

ولنا يف ذلك نظر فاإن انتفاء املروءة ينايف الورع والديانة وهما �صرط، كما اأنه مع انتفائها ل يوؤمن حماباته يف

فتواه ملن ل تقبل �صهادته له. وقد ن�س عدد من الفقهاء على رد الفتوى لقرابة اأو عداوة.

�ضرط الجتهاد يف املفتى:

ملا كان الإفتاء حكاية احلكم عن ال�صرع ون�صبته اإليه، اأو كما قال ابن ال�صالح وابن القيم وغريهما: التوقيع عن

الله. فقد �صدد الأ�صوليون والفقهاء يف �صروطه.

املفتى هو املجتهد وهو اإن الهمام: ابن املفتى هـو املجتهـد. قال اأن اإىل ا�صـتقر مذهب جمهـور الأ�صوليني فقـد

. ويف اأ�صنى املطالب قال: املفتى هو العدل املقبول الرواية املجتهد )2(

. وقال ال�صوكانى: املفتى هو املجتهد)1(

الفقيه

. وقال القا�صي اأبو يعلى: من مل يكن من اأهل الجتهاد مل يجز له اأن يفتي ول يق�صي. )3(

يف الأحكام ال�صرعية

ول خالف يف اعتبار الجتهاد فيهما عندنا ولو يف بع�س مذهب اإمامه فقط اأو غريه. وكذا مذهب مالك وال�صافعي

وخلق كثري. لكن جاء يف جممع الأنهر: الجتهاد �صرط الأولوية يف القا�صي واملفتي. ل اجلواز وهو ال�صحيح

تي�صريا وت�صهيال خالفا لالأئمة الثالثة.

ومن جملة ما �صبق يتبني اأن �صرط الجتهاد املطلق يف املفتي �صعب املنال، بل اإن ا�صرتاطه ت�صييق لباب الجتهاد

فيما النا�س بحاجة اإليه حاجة ل حتتمل تاأخري البيان، واإذا كان هذا ال�صرط ع�صريا يف زمن كر فيه املجتهدون

يف املذاهب، وقليل منهم خارج املذاهب. فان ا�صرتاط ذلك يف هذا الع�صر يكاد يكون م�صتحيال اأو على الأقل

متعذرا. وعلى ذلك يرجح قول �صاحب البحر واإمام احلرمني واأبى يعلى وغريهم يف اعتبار هذا ال�صرط �صرط

احتياط و �صرط اأولوية.

وقد اأجازوا الجتهاد اجلزئي اأق�صد الجتهـاد يف بع�س امل�صائل، ومثله التخ�ص�س اليوم، فال �صيء مينع من

التخ�ص�س يف بع�س الق�صايا، لكن دون التق�صري باأوليات اأدلة ال�صرع وجملة اأحكامه، وما ت�صتد احلاجة اإىل

معرفته ل�صتنباط الأحكام. ومن اأجل ذلك نبه ابن ال�صالح فقال:

)1( التحرير يف اأ�صول الفقه )4).

)2( التحرير يف اأ�صول الفقه )4).

)3( اأ�صنى املطالب 280/4.

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 42: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

42

ما ا�صرتطناه فيه من كونه حافظا مل�صائل الفقه مل يعد من �صروط يف كثري من الكتب امل�صهورة نظرا اإىل اأنه لي�س

�صرطا ملن�صب الجتهاد. فاإن الفقه من ثمراته فيكون متاأخرا عنه، و�صرط ال�صيء ل يتاأخر عنه. وا�صرتطه الأ�صتاذ

اأبو اإ�صحاق الإ�صفرائيني و�صاحبه اأبو من�صور البغدادي وغريهما وا�صرتاط ذلك يف �صفة املفتي الذي يتاأدى

به فر�س الكفاية هو ال�صحيح واإن مل يكن كذلك يف �صفة املجتهد امل�صتقل على جترده، كاأن حال املفتي يقت�صي

ا�صرتاط كونه على �صفة ي�صهل عليه معها اإدراك اأحكام الوقائع على القرب من غري تعب كثري وهذا ل يح�صل

لأحد من اخللق اإل بحفظ اأبواب الفقه وم�صائله، ثم ل ي�صرتط اأن تكون جميع الأحكام على ذهنه، بل يكفي اأن

.)1(

يكون حافظا للمعظم متمكنا من اإدراك الباقي على القرب

وقد تطمئن النف�س اإىل الو�صـط يف ال�صروط التي ا�صرتطها الفقهاء والأ�صوليون، ومال كثري منهم اإىل الت�صدد

فيها، فالو�صط من ال�صروط مر�س، بحيث ل يخلو املفتي من �صروط النظر وا�صتخراج الأحكام للوقائع، ول يع�صر

عليه حتى ل يكاد النا�س يجدون مفتيا مع �صدة احلاجة خا�صة يف هذا الع�صر، فالو�صط من كل �صرط من �صروط

الجتهاد ح�صن. وجميل قول اللقاين: املعترب يف حق املجتهد من علوم العربية، والأ�صول، والبالغة، ومتعلق

املق�صود ال�صتنباط له ليتاأتى متونها، حفظ ول غايتها، بلوغ ل فيها فالتو�صط وال�صنة، الكتاب من الأحكام

بالجتهاد، ثم نقل ت�صدد الإمام ال�صبكي يف قوله: املجتهد: من �صارت هذه العلوم ملكة له، واأحاط مبعظم قواعد

ال�صرع ومار�صها بحيث اكت�صب منها قوة يفهم بها مق�صود ال�صارع، فخالف يف الكتفاء بالتو�صط.

اأي�صا: واأما اعتبار كونه خبريا مبواقع الإجماع، والنا�صخ واملن�صوخ، واأ�صباب النزول، و�صرط وقال اللقاين

املتواتر والآحاد وال�صحيح وال�صعيف، وحال الرواة، فعلى اأنها اأو�صاف املجتهد.

بالفعل ل لكونها �صفة يف املجتهد اإمنا هي لإيقاع الجتهاد القوم ال�صبكي يف ذلك فقال: عند الإمام وخالف

وا�صتظهره املحلي.

وخمرج املفتني اليوم هو القدرة على الختيار واحلكاية، قال ابن جنيم: » اإذا مل يكن من اأهل الجتهاد، وكان

اأقوال املجتهد، وفتواه اإل بطريق احلكاية، فيحكي ما يحفظ من اأن يفتي اأقوال املجتهدين، فال يحل له يحفظ

.)2(

لي�صت بفتوى، بل هي نقل كالم املفتي لياأخذ به امل�صتفتي

معرفة املفتى حكم الأ�ضل:

يح�صن يف املفتي اإن مل نقل ي�صرتط فيه معرفة حكم الأ�صل يف امل�صاألة التي ي�صاأل عنها، واأهمية ذلك اأنه يفيده

اإذا عدم الدليـل الذي يبنى عليه احلكم، فيفتي على حكم الأ�صل ا�صت�صحابا.

)1( فتاوى وم�صائل ابن ال�صالح 1/)2، ومنار اأ�صول الفتوى �س 194، وامل�صودة 488/1.

)2( منار اأ�صول الفتوى، �س )19، والبحر الرائق )/289، ورد املحتار 1/)4.

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 43: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

43

اأو اأن يعرف ما الأ�صل الذي ينبني عليه ا�صت�صحاب احلال هل هو احلظر قال ابن عقيل: من �صروط املفتى

)1(

الإباحة اأو الوقف ليكون عند عدم الأدلة متم�صكا بالأ�صل اإىل اأن تقوم دللة تخرجه عن اأ�صله.

معرفة املفتي باأحوال النا�س وحيلهم:

قال ابن عابدين: �صرط بع�صهم تيقظ املفتي احرتازا عمن غلب عليه ال�صهو والغفلة، وهذا �صرط لزم يف زماننا ــ

فكيف بزماننا نحن ــ، فالبد اأن يكون املفتي متيقظا، يعلم حيل النا�س ود�صائ�صهم، فاإن لبع�صهم مهارة يف احليل

والتزوير، وقلب الكالم وت�صوير الباطل ب�صورة احلق، فغفلة املفتي يلزم منها �صرر عظيم.

وا�صرتط اخلطيب يف املفتي: اأن يتعلق بطرق من معرفة كل �صيء من اأمور الدنيا والآخرة، واإىل معرفة اجلد

والهزل، واخلالف وال�صد، والنفع وال�صر، واأمور النا�س اجلارية بينهم، والعادات املعروفة منهم، ولن يدرك

ذلك اإل مبالقاة الرجال، والجتماع مع اأهل النحل واملقالت املختلفة، وم�صاءلتهم، وكرة املذاكرة لهم، وجمع

الكتب ودر�صها ودوام مطالعتها.قال ابن القيم: ينبغي للمفتي اأن يكون ب�صريا مبكر النا�س وخداعهم واأحوالهم،

واأن يكون حذرا، فطنا، فقيها باأحوال النا�س واأمورهم، يوازره فقهه يف ال�صرع، واإن مل يكن كذلك زاغ واأزاغ،

فالغر يروج عليه زغل امل�صائل كما يروج على اجلاهل بالنقد زغل الدراهم، وذو الب�صرية يخرج زيفها كما يخرج

اأحوال اأغلب هذا بل وتنميقه يف �صورة حق، لفظه بح�صن الرجل يخرجه باطل من النقود، وكم الناقد زغل

وكالم )2(

النا�س، فاإن مل يكن املفتي ب�صريا مبعرفة اأحوال النا�س ت�صور له املظلوم يف �صورة الظامل وعك�صه

ابن عابدين واخلطيب وابن القيم ذاك يف زمانهم، وهو زمن فا�صل، فماذا يكون حال املفتي واأوىل منه من كان

ع�صو هيئة �صرعية. فينبغي اأن يكون من اأهل الفطنة واخلربة بالنا�س، كما ينبغي اأن يكون على اطالع مبجريات

ويخالط املجال�س يرتاد واأن الإعالم وو�صائل ال�صحافة على مطلعا والثقافية، والجتماعية ال�صيا�صية الأمور

العوام والعلماء وال�صا�صة واخلرباء..

منهج الفتوى واأثره يف توحيد الفتوى:

من الأهمية الكبرية الن�س على منهج الفتوى يف الهيئات ال�صرعية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية، اإل اأنه ل يكاد

يذكر يف نظم املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية اأو يف لوائح هيئات الرقابة ال�صرعية.

الرقابة اإن هيئة الآتي: الهيئة هو اأو لئحة املوؤ�ص�صة، نظام ين�س عليه يف اأن ينبغي الذي الأمثل املنهج ولعل

)1( امل�صودة لبن تيمية 1/ 43.

)2( رد املحتار 301/4، اإعالم املوقعني 229/4، والفقيه واملتفقه 8/2)1.

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 44: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

44

ال�صرعية وهي تنظر يف اأعمال املوؤ�ص�صة وت�صدر ب�صاأنها الفتاوى والقرارات ل تلتزم مذهبا معينا، واإمنا تنهج يف

الو�صول اإىل احلكم منهج الفقه املقارن، ل تقليال من الفقه املذهبي، بل هو مطلوب، بل الأمثل اأن تكون املذاهب

اأع�صاء الهيئة، لكن املق�صود من الجتهاد على وفق الفقه املقارن مقارنة كل مذهب باملذاهب الأربعة ممثلة يف

الأخرى، ثم املقارنة فيما بني املذاهب الأربعة من حيث طرق ال�صتدلل ومن حيث الأدلة، فتبني الهيئة احلكم الذي

تتو�صل اإليه بناء على الدليل الأقوى، ولها اأن تعدل عن الدليل الأقوى لعتبارات اأ�صولية فقهية معلومة. ونحذر

هنا من اأن يكون اأع�صاء الهيئة اأو اأغلبهم على مذهب واحد، ويتبعون منهج مذهبهم اأو اأنهم يقارنون املذاهب

اأثبت عدم جدواه خا�صة يف م�صتجدات الأخرى مبذهبهم، فيجعلون مذهبهم الأ�صل واملذاهب تبع. فهذا نهج

الق�صايا.

وما �صبق اإمنا هو فيما للفقهاء فيه اجتهاد، وما ل اجتهاد لهم فيه في�صع الهيئة الجتهاد وفق �صوابط الجتهاد

املعتربة، وتلتزم القواعد واملبادئ التالية:

اأول: الأخذ بقاعدة رفع احلرج والتي�ضري

ثانيا: مراعاة تغري الفتوى بتغري الزمان واملكان والأعراف.

ثالثا: مراعاة امل�ضالح ودرء املفا�ضد.

رابعا: الأخذ بالرخ�س وتتبعها ومنع احليل، والتخرير بني الأقوال.

خام�ضا: �ضد الذرائع وفتحها.

ونبداأ بعر�س هذه القواعد واملبادئ مبا يك�صف عن اأهميتها، ل بق�صد ا�صتيفاء م�صامينها فكل واحد منها يحتاج

اإىل بحث م�صتقل.

اأول: الأخذ بقاعدة رفع احلرج والتي�ضري

وهو اأ�صل ودليل وقاعدة يف الدين مطردة يف العبادات واملعامالت، فحيثما وجـد احلرج بحيث يوقع على العبد

م�صقة زائدة عن املعتاد، على بدنه اأو نف�صه اأو عليهما معا يف الدنيا اأو الآخرة، اأو فيهما معا، حال اأو ماآل غري

معار�س مبا هو اأ�صد منه، اأو مبا يتعلق به حق للغري م�صاو له اأو اأكر منه. فهذا احلرج يرفعه ال�صارع ويي�صر على

العباد فيه. فريفع احلكم الذي ين�صاأ من قبله احلرج، اأو ال�صيق �صواء اأكان تكليفيا اأو و�صعيا.

ثانيا: مراعاة تغري الفتوى بتغري الزمان واملكان والأعراف:

واأما اعتبار تغري الفتوى بتغري الزمان واملكان والأعراف فاإنه باب وا�صع لجتهاد هيئة الرقابة ال�صرعية يف النظر

اأو مق�صدا اأو قاعدة اأعراف الع�صر مبا ل يعار�س ن�صا اأن جتتهد فيما ينا�صب فيما كان مبناه على الأعراف

�صرعيا. ويف كالم جمتهدي الأمة تنبيه على اأهمية مراعاة تغري الفتوى بتغري الزمان واملكان، فقد عقد ابن قيم

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 45: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

4(

اجلوزية ف�صال وا�صعا بعنوان تغري الفتوى واختالفها بح�صب تغري الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد،

وقال: »ومن اأفتى النا�س مبجرد املنقول يف الكتب على اختالف عرفهم وعوائدهم واأزمنتهم واأمكنتهم واأحوالهم

وقرائن اأحوالهم فقد �صل واأ�صل، وكانت جنايته على الدين اأعظم من جناية من طبب النا�س كلهم على اختالف

بالدهم وعوائدهم واأزمنتهم وطبائعهم مبا يف كتاب من كتب الطب على اأبدانهم، بل هذا الطبيب اجلاهل، وهذا

وذكر اأمثلة كثرية من هدي الر�صول �صلى الله عليه و�صلم، )1(

املفتي اجلاهل اأ�صر على اأديان النا�س واأبدانهم«

وعن ال�صحابة ر�صي الله عنهم.

وقال القرايف املالكي: »كل ما هو من ال�صريعة يتبع العوائد يتغري احلكم فيه عند تغري احلكم فيه عند تغري العادة

اإىل ما تقت�صيه العادة املتجددة، ولي�س هذا جتديدا لالجتهاد من املقلد حتى ي�صرتط فيه اأهلية الجتهاد، بل هذه

قاعدة اجتهد فيها العلماء واأجمعوا عليها«.

ويقول الإمام الون�صري�صي:

»اإن ما جرى به عمل النا�س وتقادم يف عرفهم وعاداتهم ينبغي اأن يلتم�س له خمرج �صرعي ما اأمكن على خالف

.)2(

اأو وفاق«

.)3(

وقال: »العرف اأحد اأ�صول ال�صرع

.)4(

وقال: »العرف اأ�صل يف مو�صع الإ�صكال«

.)((

وقال: »الفتاوى تختلف عند اختالف العوايد«

اأ�صلوب معتاد عند الأئمة من غري خالف، وقد وقع لهم ذلك يف العوائد والأعراف اإىل اأي�صا: »الركـون وقال

الفقه كالنقود وال�صلم واملرابحة والآجال، والوكالة والإقرار والهبات والنذور والأميان والو�صايا اأبواب من

. وقال القرايف يف )الفرق الثامن وال�صتون بعد املائة )((

والأوقاف. وكتب اأ�صحابنا م�صحونة مالأى بجزئيات ذلك«

بني قاعدة التمليك وقاعدة التخيري( قلت اأكر ما قاله فيه حكاية خالف وتوجيه ول كالم يف ذلك وما قاله من اأن

مالكا ر�صي الله تعاىل عنه اإمنا بنى على عرف زمانه هو الظاهر وما قاله من لزوم تغري الفتوى عند تغري العرف

�صحيح والله اأعلم.)انوار الربوق 3/))1(

ويعمل املفتي والقا�صي مبا جرى به العمل وقد تو�صع فيه املالكية اأكر من غريهم حتى قدموه على القول امل�صهور

)1( اأعالم املوقعني . انظر من بداية الف�صل 14/3، الطبعة الأوىل، مطبعة ال�صعادة 4)13هــ.

)2( املعيار املعرب ))/1)4(.

)3( امل�صدر نف�صه )138/1(.

)4( املعيار املعرب ))/1)4(.

))( امل�صدر نف�صه ))/3)(.

))( امل�صدر نف�صه ))/3)(.

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 46: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

4(

قال العدوي: وما جرى به العمل، يقدم على امل�صهور)حا�صية العدوي44/2واملو�صوعة302/20

بل اإن املالكية يعملون بالقول ال�صعيف وال�صاذ يف مقابل الراجح، اأو امل�صهور يف نطاق ما جرى به العمل. ويف

نوازل الأحكام للرهوين: اإن القول ال�صاذ اإذا جرى عليه عمل الق�صاة واملفتني وا�صتمر حكمهم به مقدم يف الأخذ

به على القول امل�صهور، فيجب على القا�صي احلكم به ومي�صي حكمه به ول ينق�س.)ونتائج الأحكام يف النوازل

والأحكام للرهوين 1/)4( وكذا منع احلنفية الفتوى بالرواية ال�صاذة يف املذهب ما مل يكن العمل عليها. قال ابن

.)1(

عابدين: اإن القا�صي املقلد ل يحكم اإل بظاهر الرواية ل بالرواية ال�صاذة، اإل اأن ين�صوا على اأن الفتوى عليها

وجاء يف الدرر: لي�س للقا�صي اأن يحكم مبا يخالف ظاهر الرواية وبالرواية ال�صاذة ما مل ي�صرح باأن الفتوى هي

.)2(

على خالف الظاهر. اأما اإذا مل يوجد يف ظاهر الرواية �صيء فيتعني اأن يحكم بخالف ظاهر الرواية

ثالثا: مراعاة امل�ضالح ودرء املفا�ضد:

مراعاة امل�صالح وجلبها واملفا�صد ودروؤها، منهج املجتهدين على مر تاريخ الفقه، ول مزيد على ما قاله فيها ابن

القيم: »ال�صريعة مبناها واأ�صا�صها على احلكم وم�صالح العباد يف املعا�س واملعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها،

وم�صالح كلها، وحكمة كلها، فكل م�صاألة خرجت عن العدل اإىل اجلور، وعن الرحمة اإىل �صدها، وعن امل�صلحة

.)3(

اإىل املف�صدة، وعن احلكمة اإىل العبث، فلي�صت من ال�صريعة واإن اأدخلت فيها بالتاأويل

بارتكاب اأعظمهما �صررا روعي مف�صدتان تعار�س »اإذا فيما النظر واملفا�صد امل�صالح النظر يف بعد وينبغي

اأخفهما«. ونظريها: قاعدة، وهي »درء املفا�صد اأوىل من جلب امل�صالح« فاإذا تعار�س مف�صدة وم�صلحة، قدم دفع

املف�صدة غالبا، لأن اعتناء ال�صارع باملنهيات اأ�صد من اعتنائه باملاأمورات، ولذلك قال �صلى الله عليه و�صلم اإذا

اأمرتكم باأمر فاأتوا منه ما ا�صتطعتم، واإذا نهيتكم عن �صيء فاجتنبوه. ومن ثم �صومح يف ترك بع�س الواجبات

باأدنى م�صقة كالقيام يف ال�صالة، والفطر. والطهارة ومل ي�صامح يف الإقدام على املنهيات: وخ�صو�صا الكبائر. )

الأ�صباه والنظائر )8ومواهب اجلليل 2/)4)والكوكب املنري334( وقال تقي الدين الفتوحي: اأن الأمر اإذا دار

بني درء مف�صدة وجلب م�صلحة، كان درء املف�صدة اأوىل من جلب امل�صلحة، واإذا دار الأمر اأي�صا بني درء اإحدى

مف�صدتني، وكانت اإحداهما اأكر ف�صادا من الأخرى، فدرء العليا منهما اأوىل من درء غريها، وهذا وا�صح يقبله

كل عاقل، واتفق عليه اأولو العلم.)�صرح الكوكب املنري تقي الني الفتوحي 00) طبع مطبعة ال�صنة املحمدئة 00)(.

والنظر يف امل�صالح ي�صتدعي اأي�صا النظر يف العلل تبعا للقاعدة »احلكم يدور مع علته وجودا وعدما« ولقواعد:

.)4(

»زوال علة احلكم موجب لزواله«

)1( جمموعة ر�صائل ابن عابدين 48/1، عن نظرية الأخذ مبا جرى به العمل، �س3)، رد املحتار )/290.

)2( درر احلكام املادة )1801( 4/)0).

)3( اآعالم املوقعني 14/3 املوافقات لل�صاطبي )/42 بدرا�صة الأ�صتاذ م�صهور بن ح�صن اآل �صلمان.

)4( احلادي للماوردي 242/9.

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 47: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

4(

.)1(

»اإذا زالت العلة زال احلكم «

.)2(

»العلة تدور مع معلولها وجودا وعدما، فحيث وجدت العلة وجد احلكم، وحيث تنتفي العلة ينتفي احلكم«

ولأهمية هذا املو�صوع عقد الإمام عز الدين بن عبد ال�صالم ف�صال يف منا�صبة العلل لأحكامها وزوال الأحكام

بزوال اأ�صبابها. وب�صدد عر�صه يقول:

فامل�صالح باب ت�صتد احلاجة اإليه يف املعامالت عامة ويف الق�صايا امل�صتجدة خا�صة، لكن ب�صوابط امل�صلحة، ل

مطلق منفعة. فكل ما يجلب م�صلحة اأو يدفع م�صرة مق�صودة لل�صارع فهذه امل�صلحة، على اأن امل�صلحة قد ي�صهد

ال�صرع لعتبارها اأو ي�صهد لبطالنها، اأو ل ي�صهد لها ال�صرع بالعتبار ول بالبطالن، فاإن �صهد ال�صرع لنوعها

فهو القيا�س، واإن �صهد جلن�صها فهي امل�صلحة املر�صلة على اأن تكون امل�صلحة مالئمة جلن�س ت�صرفات ال�صـرع.

رابعا: الأخذ بالرخ�س وتتبعها ومنع احليل والتخري بني الأقوال.

فهذا مما ل غنى عنه لجتهادات هيئات الرقابة ال�صرعية. بل هي الفقه حقا وقد ورد عن �صفيان الثوري ر�صي الله

والرخ�صة اأ�صل كلي مثل رفع )3(

عنه اأنه قال: »اإمنا العلم عندنا الرخ�صة من ثقة، فاأما الت�صديد فيح�صنه كل اأحد

احلرج كما قال ال�صاطبي: »الرخ�صة م�صتمدة من قاعد رفع احلرج، كما اأن العزمية راجعة اإىل اأ�صل التكليف،

. فالرخ�صة بعامة هي: ما �صرع من الأحكام لعذر �صاق، ا�صتثناء من اأ�صل كلي يقت�صي )4(

وكالهما اأ�صل كلي«

املنع مع القت�صار فيه على مو�صع احلاجة«.

تتبع الرخ�س:

تتبع اأخف املذاهب واأوفقها لطبع ال�صائر اإليها والذاهب فمما ل يجوز ف�صال عن كونه حمبوبا مطلوبا، قال اأبو

عمر بن عبد الرب يف كتابه بيان العلم عن �صليمان التيمي اأنه قال خلالد بن احلارث: اإن اأخذت برخ�صة كل عامل

اجتمع فيك ال�صر كله. قال اأبو عمر: هذا اإجماع ل اأعلم فيه خالفا. ونقل ابن حزم اأي�صا الإجماع على اأن تتبع

رخ�س املذاهب من غري ا�صتناد اإىل دليل �صرعي ف�صق ل يحل. وعن اأبي حممد بن اأبي زيد من اأخذ بقول بع�س

الأم�صار مل اأجرحه اإل اأن يكون �صاذا ما مل ياأخذ بكل ما وافقه من كل قائل وعلل ما ذكره ابن حزم واأبو عمر من

الإجماع على منع تتبع رخ�س املذاهب باأنه موؤد اإىل اإ�صقاط التكليف يف كل م�صاألة خمتلف فيها.

وقال اأبو اإ�صحاق ال�صاطبي: اإذا �صار املكلف يف كل نازلة عنت له يتتبع رخ�س املذاهب وكل قول وافق فيها هواه

فقد خلع ربقة التقوى، ومتادى يف متابعة الهوى ونق�س ما اأبرمه ال�صرع واأخر ما قدمه قال: وقد اأدى اإغفال هذا

))( اأحكام القراآن لبن العربي 309/1، 499، عار�صة الأحوذي )/298.

)2( املعيار للون�صري�صي1/)23.

)3( اأدب املفتي وامل�صتفتي لالإمام عثمان بن عبد الرحمن،املعروف بابن ال�صالح، 112، مكتبة العلوم واحلكم، الطبعة الأوىل، )140 هـ، )198 م.

)4( املوافقات )4/1)2(.

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 48: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

48

الأ�صل اإىل اأن �صار كثري من مقلدة الفقهاء ل يفتي قريبه اأو �صديقه مبا يفتي به غريه من الأقوال اإتباعا لغر�صه

و�صهوته اأو لغر�س ذلك القريب وذلك ال�صديق، ولقد وجد هذا يف الأزمنة املا�صية ف�صال عن زماننا، ومن هنا

.)1(

قالوا زلة العامل م�صروب بها الطبل انتهي

قال ابن القيم: ل يجوز للمفتي تتبع احليل املحرمة واملكروهة ول تتبع الرخ�س ملن اأراد نفعه فاإن تتبع ذلك

ف�صق وحرم ا�صتفتاوؤه. لكنه قال بعد ذلك: فاإن ح�صن ق�صده يف حيلة جائزة ل �صـبهة فيها ول مف�صدة لتخلي�س

امل�صتفتي بها من حرج، جاز ذلك، بل ا�صتحب وقد اأر�صد الله تعاىل نبيه اأيوب عليه ال�صالم اإىل التخل�س من احلنث

باأن ياأخذ بيده �صغثا في�صرب به املراأة �صربة واحدة. واأر�صد النبي �صلى الله عليه و�صلم بالل اإىل بيع التمر

بدراهم ثم ي�صرتى بالدراهم مترا اآخر فيتخل�س من الربا. فاأح�صن املخارج ما خل�س من املاآثم، واأقبح احليل ما

.)2(

اأوقع يف املحارم اأو اأ�صقط ما اأوجبه الله ور�صوله من احلق الالزم

وقد منع والد اإمام احلرمني تتبع الرخ�س فقال: يجوز التقليد للجاهل والأخذ بالرخ�صة من اأقـوال العلماء بع�س

.)3(

الأوقات عند م�صي�س احلاجة من غري تتبع الرخ�س

وقال ابن اللحام: ول يجوز للعامي تتبع الرخ�س وذكره ابن عبد الرب اإجماعا ويف�صق عند اإمامنا وغريه، وحمله

. ولعل هذا النظر هو ما عناه القرايف حني قال: اعرت�س بع�س )4(

القا�صي على غري متاأول، اأو مقلد وفيه نظر

املتاأخرين على من منع من تتبع رخ�س املذاهب واأنه اإمنا يجوز النتقال اإىل مذهب بكماله، فقال: اإن اأراد املانع

ما هو على خالف الأمور الأربعة التي ينق�س فيها ق�صاء القا�صي فم�صلم، واإن اأراد ما فيه تو�صعة على املكلف

يقت�صي جواز )((

فممنوع اإن مل يكن على خالف ذلك، بل قوله عليه ال�صالة وال�صالم: »بعثت باحلنيفية ال�صمحة«

ذلك ؛ لأنه نوع من اللطف بالعبد، وال�صريعة مل ترد بق�صد م�صاق العباد، بل بتح�صيل امل�صالح واأنت تعلم مبا

تقدم ما يف هذا الكالم ؛ لأن احلنيفية ال�صمحة اإمنا اأتى فيها ال�صماح مقيدا مبا هو جار على اأ�صولها، ولي�س تتبع

الرخ�س ول اختيار الأقوال بالت�صهي بثابت من اأ�صولها، فما قاله عني الدعوى. ثم نقول تتبع الرخ�س ميل مع

اأهواء النفو�س، وال�صرع جاء بالنهي عن اإتباع الهـوى، فهذا م�صاد لذلك الأ�صل املتفق عليه وم�صاد اأي�صا لقوله

ومو�صع اخلالف مو�صع تنازع فال ي�صح اأن يرد اإىل )((

تعاىل: )فاإن تنازعتم يف �صيء فردوه اإىل الله والر�صول(

.)((

اأهواء النفو�س واإمنا يرد اإىل ال�صريعة وهي تبني الراجح من القولني فيجب اإتباعه ل املوافق للغر�س

وزاد القرايف يف اأوجه منع تتبع الرخ�س دون �صابط فقال: اإن الرتخ�س اإذا اأخذ به يف موارده على الإطالق،

)1( فتح العلى املالك 1/)).

)2( اإعالم املوقعني 4/ 222، و�صفة الفتوى لالمام اأحمد احلراين احلنبلي 32/1.

)3( الإبهاج 19/3.

)4( املخت�صر يف اأ�صول الفقه لبن اللحام 8/1).

))( م�صند اأحمد ))/)11، 233 (

))( �صورة الن�صاء: 9).

))( املوافقات 4/)14.

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 49: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

49

كان ذريعة اإىل انحالل عزائم املكلفني يف التعبد على الإطالق فاإذا اأخذ بالعزمية كان حريا بالثبات يف التعبد

�صديدة وهي عدها فرمبا مقدرة ومتوهمة ل حمققة تكون ما الرخ�س اأ�صباب اأكر واأن فيه، باحلزم والأخذ

خفيفة يف نف�صها، فاأدى ذلك اإىل عدم �صحة التعبد و�صار عمله �صائعا وغري مبني على اأ�صل، وكثريا ما ي�صاهد

الإن�صان ذلك فقد يتوهم الإن�صان الأمور �صعبة ولي�صت كذلك اإل مبح�س التوهم ويف مو�صع اآخر قال القرايف:

تن�صـاأ التبا�س وفيه فاإنه مو�صع الدخول فيه املتكلم فيه واحلذر من الق�صم الرخ�س يف الحتياط يف اجتناب

خدع ال�صيطان وحماولت النف�س والذهاب يف اتباع الهوى على غري مهيع، ولأجل هذا اأو�صى �صيوخ ال�صوفية

مما مليح �صحيح اأ�صل وهو العلم، بعزائم الأخذ اأ�صولهم من وجعلوا جملة، الرخ�س اتباع برتك تالمذتهم

اأظهروا من فوائدهم رحمهم الله.

ثم بني القرايف اجلائز من الرخ�س فقال: واإمنا يرتكب من الرخ�س ما كان مقطوعا به، اأو �صار �صرعا مطلوبا

كالتعبدات اأو كان ابتدائيا كامل�صاقاة والقر�س ؛ لأنه حاجي وما �صوى ذلك فاأجلاأ اإىل العزمية. ومنها اأن يفهم

معنى الأدلة يف رفع احلرج على مراتبها فقوله عليه ال�صالة وال�صالم اإن الله يحب اأن توؤتى رخ�صة فالرخ�س

التي هي حمبوبة ما ثبت الطلب فيها فاإنا اإذا حملناها على امل�صقة الفادحة التي قال يف مثلها ر�صـول الله �صلى

كان موافقا لقوله تعاىل: )يريد الله بكم الي�صر ول يريد بكم )1(

الله عليه و�صلم: »لي�س من الرب ال�صيام يف ال�صفر«

، ويف )4(

بعد ما قال يف الأوىل: )واأن ت�صوموا خري لكم()3(

وقوله تعاىل: )يريد الله اأن يخفف عنكم ()2(

الع�صر(

، فليتفطن الناظر يف ال�صريعة اإىل هذه الدقائق ليكون على بينة يف املجارى )((

الثانية: )واأن ت�صربوا خري لكم(

.)((

ال�صرعيات ومن تتبع الأدلة ال�صرعية يف هذا املقام تبني له ما ذكر اأمت بيان

وقد انت�صر لالأخذ بتتبع الرخ�س الإمام الدهلوي فقال: اإن اأخذ العامي يف كل م�صاألة بقول جمتهد اأخف عليه،

واأنا ل اأدري ما مينع هذا من النقل والعقل. فكون الإن�صان متتبعا ما هو اأخف على نف�صه من قول جمتهد ي�صوغ

له الجتهاد ما علمت من ال�صرع مذمة عليه، وكان �صلى الله عليه و�صلم يحب ما خفف عن اأمته. والله �صبحانه

.)((

اأعلم بال�صواب

والذي يظهر لنا: اأن هذا التباين يف الراأي مرجعه اإىل عدم حترير حمل النزاع، اإذ ل خالف يف اأن الرخ�صة

املوهومة ــ كما ظنه القرايف ــ غري مرادة عند من يقول بتتبع الرخ�س، ول تتبعها مبح�س الهوى والت�صهي. واإمنا

النزاع يف تتبع الأخف من اأقوال املجتهدين، فاإذا كان ذلك كذلك فاإن ما قاله الإمام الدهلوي وجيه. ثم اإن الأخذ

)1( �صحيح البخاري برقم ))194(

)2( �صورة البقرة: )18.

)3( �صورة الن�صاء: 28.

)4( �صورة البقرة: 184.

))( �صورة الن�صاء: )2.

))( املوافقات 331/1 ، 338.

))( عقد اجليد يف اأحكام الجتهاد والتقليد لالإمام �صاه ويل الله اأحمد بن عبد الرحيم الفاروقي الدهلوي 1/)3.

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 50: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(0

بالعزائم والحتياط على الإطالق ــ كما ذهب اإليه القرايف وامتدح القول به ــ ياأتي على ا�صتدلله بالنق�س، فكما اأن

الأخذ بالرخ�س يف موارده على الإطالق ذريعة اإىل انحالل عزائم املكلفني يف التعبد على الإطالق. فكذلك الأخذ

بالعزائم على الإطالق، بل هو الذي يحمل املكلفني على انحالل عزائمهم على الإطالق، اإذ يحملهم على الت�صدد

فيما قد يكون لل�صارع فيه تخفيف. وهذا ي�صاد قواعد ال�صرع يف التخفيف والي�صر ورفع احلرج. واأي�صا فاإن

الإجماع الذي نقله ابن حزم وغريه يوؤيد تتبع الرخ�س املبنية على الدليل. فاإن تتبع الرخ�س ف�صق ل يحل اإذا مل

ي�صتند اإىل دليل.

ونخل�س من هذا اإىل اأن تتبع الرخ�س املردود املرفو�س ماكان تتبعا بدافع الهوى والت�صهي، اأو مل ي�صتند اإىل

دليل، اأو اأدى التتبع اإىل التلفيق املمنوع، وهو متفق على عدم العتداد به. اأما اإذا كان م�صتندا على دليل قال

به فقيه معترب فال نرى وجها لرده. وينبغي اأن تعنى هيئات الرقابة ال�صرعية بالرخ�س الفقهية ب�صوابطها التي

حررها وحددها بدقة ومنع من التلفيق فيها قرار جممع الفقه الإ�صالمي الدويل يف دورته الثامنة املنعقدة يف

بروناي دار ال�صالم من 1 ــ ) حمرم 1414 هـ ــ 21 ــ )2 يونيو 1993م.

قرار رقم: 74 /1 /د 8. ون�س قراره:

ــ الرخ�صة ال�صرعية: هي ما �صرع من الأحكام لعذر، تخفيفا عن املكلفني، مع قيام ال�صبب املوجب للحكم 1

الأ�صلي.

ول خالف يف م�صروعية الأخذ بالرخ�س ال�صرعية اإذا وجدت اأ�صبابها، ب�صرط التحقق من دواعيها، والقت�صار

على موا�صعها، مع مراعاة ال�صوابط ال�صرعية املقررة لالأخذ بها.

2 ــ املراد بالرخ�س الفقهية: ما جاء من الجتهادات املذهبية مبيحا لأمر يف مقابلة اجتهادات اأخرى حتظره.

والأخذ برخ�س الفقهاء، مبعنى اإتباع ما هو اأخف من اأقوالهم جائز �صرعا بال�صوابط الآتية يف )البند 4(.

3 ــ الرخ�س يف الق�صايا العامة تعامل معاملة امل�صائل الفقهية الأ�صلية اإذا كانت حمققة مل�صلحة معتربة �صرعا،

و�صادرة عن اجتهاد جماعي ممن تتوافر فيهم اأهلية الختيار ويت�صفون بالتقوى والأمانة العلمية.

4 ــ ل يجوز الأخذ برخ�س املذاهب الفقهية ملجرد الهوى، لأن ذلك يوؤدي اإىل التحلل من التكليف، واإمنا يجوز

الأخذ بالرخ�س مبراعاة ال�صوابط التالية:

اأ ــ اأن تكون اأقوال الفقهاء التي يرتخ�س بها معتربة �صرعا ومل تو�صف باأنها من �صواذ الأقوال.

ب ــ اأن تقوم احلاجة اإىل الأخذ بالرخ�صة، دفعا للم�صقة �صواء اأكانت حاجة عامة للمجتمع اأم خا�صة اأم فردية.

ج ــ اأن يكون الآخذ بالرخ�س ذا قدرة على الختيار، اأو اأن يعتمد على من هو اأهل لذلك.

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 51: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(1

د ــ األ يرتتب على الأخذ بالرخ�س الوقوع يف التلفيق املمنوع الآتي بيانه يف )البند )(.

هـ ــ األ يكون الأخذ بذلك القول ذريعة للو�صول اإىل غر�س غري م�صروع.

و ــ اأن تطمئن نف�س املرتخ�س لالأخذ بالرخ�صة

)ــ حقيقة التلفيق يف تقليد املذاهب هي اأن ياأتي املقلد يف م�صاألة واحدة ذات فرعني مرتابطني فاأكر بكيفية ل يقول

بها جمتهد ممن قلدهم يف تلك امل�صاألة.

) ــ يكون التلفيق ممنوعا يف الأحوال التالية:

اأ ــ اإذا اأدى اإىل الأخذ بالرخ�س ملجرد الهوى، اأو الإخالل باأحد ال�صوابط املبينة يف م�صاألة الأخذ بالرخ�س.

ب ــ اإذا اأدى اإىل نق�س حكم الق�صاء.

ج ــ اإذا اأدى اإىل نق�س ما عمل به تقليدا يف واقعة واحدة.

د ــ اإذا اأدى اإىل خمالفة الإجماع اأو ما ي�صتلزمه.

هـ ــ اإذا اأدى اإىل حالة مركبة ل يقرها اأحد من املجتهدين.

واإذا كان هذه خطورة تتبع الرخ�س و�صعوبة م�صلكها، فاإن تتبع احليل اأ�صد فال يجوز للمفتي ول لغريه تتبع

احليل املحرمة واملكروهة، ول تتبع الرخ�س ملن اأراد نفعه. فاإن تتبع ذلك اأي احليل املكروهة واملحرمة والرخ�س

ف�صق، وحرم ا�صتفتاوؤه. واإن ح�صن ق�صد املفتي يف حيلة جائزة ل �صبهة فيها ول مف�صدة ؛ لتخل�س امل�صتفتي

بها من حرج جاز، كما اأر�صد النبي �صلى الله عليه و�صلم بالل ر�صي الله عنه اإىل بيع التمر بدراهم ثم ي�صرتي

بالدراهم مترا اآخر فيتخل�س من الربا بذلك، وهذا اإذا كان قب�س الدراهم فا�صرتى يف ذمته بدراهم من جن�س

وقال ابن ال�صالح: ومن فعل ذلك هان عليه دينه قال: )1(

الأوىل وعلى �صفتها فتحل املقا�صة،ويتخل�س من الربا

واأما اإذا �صح ق�صد املفتي واحت�صب يف ق�صده حيلة ليخل�س بها امل�صتفتي من ورطة ميني فذلك ح�صن جميل.

وقال ابن عابدين: ويف ذلك تنبيه لكل مفت اأن ل ي�صتنكف من التوقف فيما ل وقوف له عليه، اإذ املجازفة افرتاء

.)2(

على الله تعاىل بتحرمي احلالل و�صده

ول به فا�صرب �صغثا بيدك )وخذ تعاىل: بقوله ذكر ما ب�صرط احليـل جـواز على ال�صالح ابن ا�صـتدل وقد

واخلطاب اإىل اأيوب عليه ال�صالم ملا حلف لي�صربن امراأته مائة. وقد ترى الهيئات ال�صرعية من الإغراء )3(

حتنث(

)1( ك�صاف القناع )/)30.

)2( التب�صرة 2/1)، ومنار اأ�صول الفتوى، �س 293.

)3( �صورة �س: 43

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 52: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(2

بالأخذ بحيلة ما للخروج من ورطة يف معاملة مالية الأ�صل منعها ملا قد ت�صببه للموؤ�ص�صة من خ�صائر فادحة، فها

هنا يظهر الفقه والورع يف القدرة على التفريق بني احليل امل�صروعة واملمنوعة.

اأما تخري الأحكام من بني اأقوال املذاهب املتعددة املختلفة: فهو اأجوز من حكم الفقهاء يف جواز تتبع الرخ�س،

فتخري الأحكام قد يبنى على اعتماد الدليل الأقوى، ول خالف يف جوازه، بل هـو الواجب على القادر على النظر

يف الدليل، وقد يبتني احلكم على م�صالح معتربة يف هذا الع�صر، واإن مل تكن كذلك يف اأع�صر �صابقة، وقد

اأو�صاع اجتماعية جتعل من اجلمود على مذهب واحد حرجا وع�صرا يف احلكم، اأو اأعراف �صليمة، تقت�صيها

وت�صييقا حيث تنا�صب اأو تلزم ال�صعة، فالنتقال عن ذلك اإىل حكم اأي�صر واأو�صع واأ�صلح جائز واأوىل.

خام�ضا: �ضد الذرائع وفتحها:

واأما الذريعة وهي ما كان و�صيلة اأو طريقا اإىل املحرم فيجب �صدها، وقد يكون املطلوب والواجب فتحها، وهي

على درجات يقول القرايف: »اإعلم اأن الذريعة كما يجب �صدها يجب فتحها، وتكره،وتندب، وتباح، فاإن الذريعة

على الأحكام وموارد للجمعة كال�صعي واجبة، الواجب فو�صيلة حمرمة املحرم و�صيلة اأن فكما الو�صيلة، هي

ق�صمني: مقا�صد، وهي املت�صمنة للم�صالح واملفا�صد يف اأنف�صها، وو�صائل، وهي الطرق املف�صية اإليها، وحكمها

حكم ما اأف�صت اإليه من حترمي اأو حتليل، غري اأنها اأخف�س رتبة من املقا�صد يف حكمها، والو�صيلة اإىل اأف�صل

املقا�صد اأف�صل الو�صائل، واإىل اأقبح املقا�صد اأقبح الو�صائل، وما يتو�صط متو�صط«.

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 53: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(3

املبحث الثاين

اعتماد املرجعيات الفقهية املجمعية لتحقيق التجان�س وتوحيد الفتاوى

الإ�صالمي الفقه ا�صتئنا�صا، واأخ�صها جممع اأو التوثيق والجتهاد اجلماعي اعتمادا ونق�صد من ذلك مرجعية

وكذا املجامع من وغريها مب�صر الإ�صالمية البحوث وجممع مبكة، الإ�صالمي الفقهي واملجمع بجدة الدويل

اعتماد معايري هيئة املحا�صبة واملراجعة للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية، اأو ال�صتئنا�س بها.

فينبغي لهيئات الرقابة ال�صرعية اأن تعتد مبا تنتهى اإليه املجامع الفقهية املعتربة يف العامل الإ�صالمي، فاإنها متثل

الجتهاد اجلماعي اإىل حد كبري، فمجمع الفقه الإ�صالمي الدويل مثال ميثل الراأي اجلماعي اأو الجتهاد اجلماعي

ملا ي�صمه من خرية علماء الأمة ميثلون اأ�صقاعها وبلدانها ومذاهبها املختلفة، ويتم القرار بعد نظر وترو وبحث

ودر�س ونقا�س فال ي�صوغ الجتهاد على خالف هذا الراأي، واإهمال كل جهد بذل يف �صبيل الو�صول للحكم،

فراأي اجلماعة اأقرب لالطمئنان من راأي فرد اأو هيئة للرقابة حم�صورة العدد، اأو ندوة اأو موؤمتر علمي حمدود،

اإقامة حجته ومناق�صة حجج ولذا ينبغي اأن يكون الراأي املخالف اآخذا بالعتبار قدر من يخالف، ويقوى على

املجمع.

تقدمي مقررات،بعد اإليه من تتو�صل ملا اأهمية واحرتاما لقراراتها يكون اأن ينبغي املتخ�ص�صة الندوات وكذا

الأبحاث املعمقة فيها.

واأما معايري املجل�س ال�صرعي لهيئة املحا�صبة واملراجعة للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية فرنى لها اأهمية خا�صة يف

توحيد فتاوى الهيئات، ونقرتح الرجوع اإليها يف عوي�س امل�صائل وم�صائل اخلالف، نقول ذلك لأنها قد عنيت

املالية وموؤ�ص�صاتها الأمة علماء وقبول ر�صا على اأ�صدرتها التي املعايري وحظيت والواقع، الفقه بني باجلمع

الإ�صالمية كما حظيت بقبول اإ�صالمي وعاملي لتوفريها معايري حمددة ميكن على وفقها قيا�س اأعمال املوؤ�ص�صات

املالية الإ�صالمية على اأ�صا�س موحد، وهذا من ال�صرورة مبكان لتعمل املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية يف الأ�صواق

والبور�صات املحلية والعاملية بفقه املعامالت الإ�صالمية وحدة واحدة توؤثر مبنهجها مع مرور املعاي�صة.

يحقق دقيق علمي منهج املعايري اإ�صدار يف الهيئة بها التزمت التي الآلية اأو املنهج اأن اإىل الإ�صارة وجتدر

الطمئنان العلمي �صرعيا وحما�صبيا واقت�صاديا وقانونيا ويجعل الهيئة قادرة فعال على حتقيق اأهدافها القريبة

والبعيدة، وهي اأهداف و�صعت بدقة بعد درا�صات ومناق�صات، ونظرة اإليها تكفي لبيان اأهمية هذه الهيئة باأهدافها

ومعايريها، فقد ن�صت املادة الرابعة من النظام الأ�صا�صي املعدل على اأن الهيئة تهدف يف اإطار اأحكام ال�صريعة

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 54: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(4

الإ�صالمية اإىل:

1 ــ تطوير فكر املحا�صبة واملراجعة واملجالت امل�صرفية ذات العالقة باأن�صطة املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية.

التدريب الإ�صالمية وتطبيقاته عن طريق املالية املوؤ�ص�صات باأن�صطة املتعلقة ــ ن�صر فكر املحا�صبة واملراجعة 2

وعقد الندوات واإ�صدار الن�صرات الدورية واإعداد الأبحاث والتقارير وغري ذلك من الو�صائل.

3 ــ اإعداد واإ�صدار معايري املحا�صبة واملراجعة للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية وتف�صريها للتوفيق ما بني املمار�صة

املحا�صبية التي تتبعها املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية يف اإعداد قوائمها املالية، وكذلك التوفيق بني اإجراءات املراجعة

التي تتبع يف مراجعة القوائم املالية التي تعدها املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية.

وهذه الثالث اأهم الأهداف مع وجود اأهداف اأخرى مهمة اأي�صا ذكرت يف النظام.

وهذا التنويه املركز على هيئة املحا�صبة ل يعني التقليل من �صاأن املجامع الفقهية الأخرى يف العامل الإ�صالمي

اأهميتها كبرية واملوؤمترات والندوات العلمية املتخ�ص�صة يف بع�س الق�صايا الفقهية وامل�صتجدات ونحوها، بل

وي�صتاأن�س بقراراتها ويتحرج من اخلروج عما انتهت اإليه وتوؤخذ بالعتبار تلك القرارات حني نظر هيئات الرقابة

ال�صرعية يف موا�صيعها واإن عار�صتها فبالدليل واحلجة واملناق�صة للراأي الآخر، ولو عقدت يف �صبيل ن�صرة

راأيها ندوة اأو موؤمترا على حجم الندوة اأو املوؤمتر لكان ح�صنا وميزانا علميا مقبول للو�صول اإىل اأقوى الآراء

باأقوى الأدلة .

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 55: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

((

املبحث الثالث

العمل ال�ضتثماري املجمع لتحقيق التجان�س وتوحيد الفتاوى:

ل ريب اأن ات�صال الهيئات ال�صرعية ــ ولو يف البلد الواحد ــ اأ�صبح ملحا، ومهما لتبادل وجهات نظر الجتهاد يف

بع�س الق�صايا حمل اخلالف، واأح�صب اأن هذا التالقي �صعيف جدا، اإن مل يكن منعدما، اللهم اإل من لقاء ندوات

تقدم فيها اأبحاث يف امل�صكل من الق�صايا امل�صتجدة، وتخرج بقرارات، وقد ل يلتزم بها الكافة.

مهم وتوحيدها الفتاوى لن�صجام التن�صيق اأن يجد اخلالفية الفتاوى ويلتقط الهيئات، م�صري ير�صد والذي

قوة ذاته الوقت يف وهو الإ�صالمية، املالية املوؤ�ص�صات �صمعة ثم ومن ال�صرعية، الهيئات �صمعة على للحفاظ

ــ يف اختالف الفتاوى من هيئة واأخرى ــ بل قد وجدوا وحت�صني ملا ي�صدر عنها من فتاوى، وقد يجد العامة

مادة للطعن، في�صعفون هيئة ويرفعون اأخرى، وقد يكون اأع�صاء الهيئة عر�صة لغمزهم، وقد يجدون مندوحة

وم�صوغا ي�صند ويقوى اأقوالهم اإن يف قول اأو ت�صرف اأحد الأع�صاء، اأو يف جمموع ذلك.

ول جدال اأن الختالف يف الفتاوى له اأ�صبابه امل�صتندة اإىل اأدلة وبراهني يقتنع بها من اأ�صدرها، اإل اأن العامة،

بل كثري من املثقفني يخو�صون يف هذا من غري علم اأو هدى، وهذا يعود �صلبا على �صمعة الهيئات واملوؤ�ص�صات

املالية الإ�صالمية، فلو كان البدء بالتن�صيق بني هيئات الفتوى يف القطر الواحد فاإنه بداية منا�صبة ومهمة، ولعل

من اأهم اأهداف هذا التن�صيق توحيد النظر اأو تقريبه لالن�صجام والتوافق اأو التقارب بني الفتاوى، وهو يف الوقت

ذاته يحقق هدفا مهما اأي�صا �صبق التنويه به، وهو توحيد الراأي والقرار يف بع�س الق�صايا الهامة من الناحية

ال�صرعية، يف مواجهة �صغوط من جهات ما لإبطالها اأو الت�صييق ب�صاأن تنفيذها، قد تكون �صغوطا من البنوك

املركزية، اأو من البنوك التقليدية.

ومن �صور هذا التن�صيق لن�صجام الفتاوى وتوحيدها الدخول يف العمل املجمع ال�صتثماري امل�صرتك، فت�صرتك

الهيئات يف اإ�صدار حكمها جمتمعة، اأو كال على حدة، ويف احلالني يكون القرار اأو الفتوى متقاربة اأو متطابقة

�صواء يف العقود، اأو يف هيكلة ال�صتثمار، وما اإىل ذلك، وهذا يعطي لعمل املوؤ�ص�صات م�صداقية اأقوى، �صواء اأمام

البنوك املركزية، اأو يف امل�صاركات املجمعة مع البنوك التقليدية لتلتزم بال�صروط ال�صرعية.

ويف هذا التوحد والتن�صيق جتربة ناجحـة رائـدة يف دولة الإمارات العربية املتحدة، يف جتمع الهيئات ال�صرعية

كلها فيما اأطلق عليه »جلنة التن�صيق املوحدة« وغايتها اإبداء الراأي واحلكم ال�صرعي يف املنتجات وال�صتثمارات

امل�صرتكة بني موؤ�ص�صاتها، اأو بينها وبني البنوك التقليدية، اأو تبني ق�صاياها امل�صرتكة،وقد كان لها دور فا�صل

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 56: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

((

يف ق�صايا وقفت فيها البنوك التقليدية والبنوك املركزية جتاه املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية، اأو مبعنى اآخر مل يكن

موقف هذه اجلهات متوافقا مع ال�صوابط ال�صرعية، اأو القيام بتو�صيح جوانب �صرعية لها قد فهمت على غري

وجهها ال�صحيح، فال �صك اأن مثل هذا التوحد والن�صجام يف القرار والراأي قوة للهيئات وللموؤ�ص�صات املالية

الإ�صالمية.

هذا ما ي�ضر املوىل واأعان فله احلمد،،

واحلمد لله الذي بنعمته تتم ال�ضاحلات،،

اللهم اجعل عملنا هذا يف ميزان ال�ضاحلات،،

اإمكانية توحيد فتاوى الهيئات ال�صرعية

Page 57: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

((

ال�ضيولة اأنواعها وكيفية حتقيقها يف امل�ضرفية الإ�ضالمية

اعـداد ــ د. حممد علــــي القــــــري

مركز اأبحاث القت�صاد الإ�صالمي )�صابقا( ــ جامعة امللك عبدالعزيز

ال�صيولة اأنواعها وكيفية حتقيقها يف امل�صرفية الإ�صالمية

Page 58: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(8

ب�ضم الله الرحمن الرحيم

احلمد لله وحده وال�ضالة وال�ضالم على �ضيدنا حممد وعلى اآله و�ضحبه.. وبعد:

1 ــ مقدمة :

البنوك يف اجلملة موؤ�ص�صات مالية غر�صها حتقيق اأعلى قدر من الربح، عن طريق تقدمي خدمة الو�صاطة املالية

للجمهور من الأفراد وال�صركات واملوؤ�ص�صات العامة. ولكن حتقيق الربح يقت�صي حتمل املخاطر ومعلوم اأن هناك

عالقة طردية بني الربح واملخاطرة.

اإن حتمل خماطر عالية هو مظنة حتقيق الأرباح العالية. ولكن املخاطر العالية تزيد من احتمال تعر�س امل�صرف

للف�صل وتدهور القوة الئتمانية للم�صرف. ل �صك اإن الخت�صار على املخاطر املتدنية كفيل باملحافظة على الثقة

يف القوة الئتمانية للم�صرف لكنها تاأتي على ح�صاب حتقيق الأرباح. وهنا تربز حاجة امل�صرف ملا ي�صمى باإدارة

ال�صيولة.

اإدارة ال�صيولة اإذا غر�صها التو�صل اإىل التوازن الذهبي بني مطلب تعظيم الأرباح ومطلب تفادي املخاطر.

2 ــ معنى ال�ضيولة:

يكون البنك يف و�صع ال�صيولة الأمثل اإذا كان قادرا على الوفاء بالتزاماته لدائنيه )اأ�صحاب الودائع يف امل�صرف

التقليدي( عند احلد الأدنى من التكاليف. هذا هو الو�صع الذي يجب اأن حتققه الإدارة امل�صرفية. وامل�صرف يف

�صبيل الو�صول اإىل هذا الو�صع يواجه ما ي�صمى »مبخاطر ال�صيولة«.

يق�صد مبخاطر ال�صيولة احتمال تعر�س راأ�س مال البنك واأرباحه للخ�صران ب�صبب عدم قدرة البنك على الوفاء

بالتزاماته يف وقت ا�صتحقاقها وبدون حتمل تكاليف غري اعتيادية يف �صبيل حتقيق ذلك الوفاء. م�صدر هذه

املخاطرة هو الف�صل يف حتقيقه املواءمة بني الأ�صول واخل�صوم من حيث الآجل اأو العائد اأو عدم القدرة على

احل�صول على التمويل من ال�صوق.

فعندما يلتزم البنك بدفع فوائد على احل�صابات املوؤجلة قدرها )% بينما هو ل يحقق من القرو�س )% فالفرق يجب

اأن يدفع من راأ�س املال وهي اأق�صر طريقة لإفال�س البنك على ذلك ميكن القول باأن اإدارة ال�صيولة هي الإجراءات

وال�صيا�صات التي يتبناها البنك ملواجهة خماطر ال�صيولة.

3 ــ اأدوات اإدارة ال�ضيولة يف البنوك التقليدية:

من املعلوم اأن عمل البنوك التقليدية قائم على القرتا�س والإقرا�س واأن اأدوات ومنتجات البنوك التقليدية مهما

ال�صيولة اأنواعها وكيفية حتقيقها يف امل�صرفية الإ�صالمية

Page 59: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(9

اختلفت اأ�صمائها بال ا�صتثناء اإمنا هي متاجرة يف الديون. و�صواء تعلق الأمر بعالقة البنك بعمالئه من املودعني

واملتمولني اأو تعلق بعالقة البنك بالبنوك الأخرى اأو البنك املركزي اأو اأ�صواق النقد واملال فاإن معامالت البنك

ل تخرج عن دائرة القر�س بفائدة. ولذلك فاإن لإدارة ال�صيولة يف البنوك التقليدية اأداة واحدة هي القرتا�س.

ومن ثم فاإن غر�س اإدارة ال�صيولة حتقيق القدرة امل�صتمرة للبنك على القرتا�س. على ذلك فاإن املتطلب الأ�صا�س

لكي يتوافر امل�صرف على القدرة على اإدارة ال�صيولة هو املحافظة على ت�صنيف ائتماين كاف ميكن امل�صرف على

الدوام من القرتا�س بتكاليف مقبولة. بناء على ذلك تقوم اخلزينة يف البنك يف اإدارة التدفقات النقدية لتحقيق

اأعلى معدل ممكن من الأرباح للموؤ�ص�صة امل�صرفية �صمن معدل املخاطر الذي يعترب مقبول لالإدارة. ولذلك ميكن

القول اأن اأهم اأدوات ال�صيولة يف البنوك التقليدية هي:

1 ــ القرتا�س عن طريق اإ�صدار CD`s �صهادة الإيداع حيث يقرت�س امل�صرف من ال�صركات وغريها التي تفي�س

لديها ال�صيولة.

اأو مالية واإعادة �صرائها لتحقيق عملية اقرتا�س اأوراق جتارية Repos. وهي معاملة يتم فيها بيع ــ الريبو: 2

بالفائدة ب�صمان تلك الأوراق.

3 ــ الت�صكيك. وذلك بتعبئة الديون على �صفة اأوراق ثم بيعها يف ال�صوق.

)ليلة الأجل ق�صرية ال�صيولة اإدارة لغر�س )Interbank( ي�صمى ما يف وبخا�صة البنوك. بني القرتا�س ــ 4

واحدة(.

) ــ املقر�س الأخري. )البنك املركزي(.

اإدارة ال�صيولة يف اإليها عند تناول مو�صوع اأما الإجراءات التي ل تت�صمن الإقرا�س بالفائدة ف�صوف نتطرق

البنوك الإ�صالمية.

4 ــ اإدارة ال�ضيولة يف البنوك الإ�ضالمية:

1/4 ــ الفرق بني البنوك ال�ضغرية والبنوك الكبرية:

اأ�صولها( تكون معتمدة ب�صفة كلية تقريبا على البنوك �صغرية احلجم ن�صبيا )قيا�صا على حجم اأن من املعلوم

ودائع عمالء البنك وتعتمد عمليات التمويل على احلجم الذي ت�صمح به هذه املوارد املالية.

اأما البنوك ذات احلجم الكبري فاإنها ل ت�صتطيع العتماد على ودائع العمالء فح�صب ول بد لها حتى تكون قادرة

على تقدمي اخلدمات املتوقعة منها ل بد لها من ال�صتفادة من م�صادر اأخرى لالأموال وبخا�صة من �صوق النقد

و�صوق املال. ولذلك فاإن اإدارة ال�صيولة يف البنوك ذات احلجم الكبري اأكر تعقيدا وحتتاج اإىل عدد من الأدوات

ال�صيولة اأنواعها وكيفية حتقيقها يف امل�صرفية الإ�صالمية

Page 60: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(0

املتطورة التي متكنها من حتقيق مطلب القدرة الدائمة على الوفاء بالتزاماتها بتكاليف معقولة.

على ذلك فاإن البنوك الإ�صالمية بقدر ما تنمو وتكرب يف احلجم ويف العمليات فاإنها تكون بحاجة ما�صة اإىل تطوير

منتجات و�صيغ واأدوات جديدة لإدارة ال�صيولة.

2/4 ــ اإدارة ال�ضيولة يف املدة الق�ضرية جدا:

من املعلوم اأن قدرة البنك على الوفاء بالتزاماته جتاه املودعني يجب اأن تتحقق على الدوام وب�صكل يومي. ولذلك

ففي كل يوم يغلق البنك دفاتره يجب اأن يغلقها على حتقق هذه القدرة. ولكن هذا نادرا ما يتحقق ب�صفة ذاتية

ويومية وبخا�صة اأن البنوك حتر�س على حتقيق الأرباح ولي�س اأمرا ح�صنا اأن يكون لديها �صيولة فائ�صة. من

Interbank اأهم و�صائل اإدارة ال�صيولة يف اأي قطاع م�صريف العالقات املالية ق�صرية الأجل بني البنوك. ما ي�صمى

املواءمة تقت�صي حتقق البنوك لعمل املنظمة القوانني امل�صرفية احلازمة وكذا الإدارة اأن املعلوم Lending من

امل�صتمرة بني اأ�صول وخ�صوم البنك يف اأي وقت من الأوقات.

وحتقق هذه املواءمة ب�صفة دائمة ذاتية على املدى الطويل عن�صر مهم ومطلب اأ�صا�س لنجاح املوؤ�ص�صة امل�صرفية.

لكن حتققه يف املدة الق�صرية )يوميا( ل يح�صل اإل نادرا ولذلك احتاجت البنوك اإىل اإدارة ال�صيولة ق�صرية الأجل

بتطوير �صيغ ميكن للبنوك فيها العتماد على بع�صها البع�س يف حتقيق هذه املواءمة.

لقد قامت هذه العالقات يف القطاع امل�صريف التقليدي �صاأنها �صاأن جميع ن�صاطات البنوك الربوية –قامت على

الإقرا�س بالفائدة.

اأ�صا�س اإىل البنك ذي العجز ب�صورة يومية على ولذلك يجري بني البنوك نقل ال�صيولة من البنك ذي الفائ�س

املداينة بالفائدة. ويكتنف هذا النظام العديد من التعقيدات لأن ترتيبات نظام Interbank هي “بولي�صة تاأمني”•

�صد خماطر ال�صيولة. ولذلك ل يتحقق فيها ذلك عندما تتعر�س جميع البنوك امل�صاركة يف النظام لنف�س الظروف

التي توؤدي اإىل نق�س ال�صيولة مثال.

ل ريب اأن حاجة البنوك الإ�صالمية اإىل مثل هذا التنظيم قائمة. ذلك اأن هذه البنوك هي اأي�صا موؤ�ص�صات للو�صاطة

املالية وهي خا�صعة لنف�س معايري الإ�صراف املركزي وكذا معتمدة على ذات القواعد العامة يف اإدارة ال�صيولة

ي�صمى ملا م�صروع بديل وجود يقت�صي الذي الأمر اإليها الإ�صارة وقعت التي لتلك م�صابهه خماطر وتواجه

)انرتبانك(.

تتميز القرو�س بني امل�صارف لغر�س اإدارة ال�صيولة باأنها ق�صرية الأجل جدا ففي كثري من الأحيان ل تتعدى

ليلة واحدة ومن جهة اأخرى فاإنها ل ميكن اأن تقوم اإل على اأ�صا�س ال�صمان التام من قبل امل�صرف متلقي ال�صيولة

)املقرت�س( ل�صالح امل�صرف الآخر.

ال�صيولة اأنواعها وكيفية حتقيقها يف امل�صرفية الإ�صالمية

Page 61: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(1

يوؤدي متطلب ال�صمان هذا اإىل �صعوبة تطبيق �صيغ التمويل الإ�صالمية املعتادة. اإل يف �صيغ التمويل املعتمدة

على عقد البيع املوؤجل لأن الثمن يكون م�صمونا على امل�صرتي بالدين. لكن �صيغة عقد البيع ل حتقق املطلب الأول

من حيث ال�صرعة والكفاءة وتدين املخاطر والتكاليف املرتبطة باإجراءات القب�س وما اإىل ذلك لأن امل�صارف التي

تعتمد �صيغ البيوع يف عمليات التمويل ل تتوافر يف الأ�صل على �صلع جاهزة للبيع. فلو احتاج م�صرف اإىل

�صيولة مقدارها خم�صني مليونا من الدراهم وكان امل�صرف الآخر م�صتعدا للدخول معه يف معاملة لتوفري ذلك لزم

على الثاين اأن يذهب اإىل ال�صوق لي�صرتي �صلعة بثمن ناجز قدره خم�صني مليون درهم ثم يبيعها اإىل الآخر بثمن

موؤجل ملدة ليلة واحدة وبزيادة من اأجل الأجل قدرها مئة األف ثم على امل�صرتي اأن يعيد بيعها يف ال�صوق بثمن

ناجز ليح�صل على ال�صيولة املطلوبة ويتحقق غر�صه من ناحية اإدارة ال�صيولة.

من اجللي اأن اإمتام جميع هذه الإجراءات خالل �صويعات اأمر بالغ ال�صعوبة اإ�صافة اإىل ما يرتتب عليه من خماطر

تغري الأ�صعار وخماطر ملكية ال�صلع. ورمبا راأى فيه خرباء الإ�صراف امل�صريف خلال اآخر متعلقا بالتاأثري ال�صلبي

ملثل هذه املعامالت ال�صريعة على اأ�صواق ال�صلع ذاتها.

ال�صركة وامل�صاربة( تتفادى هذه امل�صاركات )كعقد اأن �صيغ امل�صاركات ل �صك اإىل �صيغ نلجاأ رب قائل ملا ل

باإيجاب الدخول يف عقود م�صاربة مثال اتفاقيات مرتبة م�صبقا متكن من اأن تعتمد على اإذ ميكن ال�صعوبات

املوقعة التفاقية يف عليها التفاق �صبق و�صروط اأحكام على ويعتمد امل�صرفني بني بالهاتف يح�صل وقبول

لكن متدنية. وبتكاليف ب�صرعة وكفاءة البنكني بني ال�صيولة انتقال عملية اإجراء ذلك على بناء م�صبقا. وميكن

الإ�صكال هو اأن �صيغ امل�صاركات تعاين من ارتفاع املخاطر لأن امل�صارب اأوال�صريك ل ي�صمنان. ومن ثم يتحمل

البنك ذي ال�صيولة الفائ�صة )رب املال( خماطر البنك الآخر )امل�صارب(. اأ�صف اإىل ذلك اإ�صكالت ح�صاب الربح

والق�صمة يف مدة ق�صرية قد ل تزيد على يوم واحد، هذا كله على افرتا�س اأن كال امل�صرفني يقت�صر عملها على

عمليات اإىل متويل تذهب لن البنك �صت�صب يف خزينة التي ال�صيولة اأن نعلم بحيث فقط، ال�صرعية املعامالت

ممنوعة. واحلال اأن اأكر املعامالت امل�صرفية الإ�صالمية يف الوقت احلا�صر تتم من قبل موؤ�ص�صات م�صرفية ل

تنجوا من مثل هذا الحتمال.

احتاج الأمر عندئذ اإىل تطوير �صيغ قابلة للتطبيق �صمن املحددات امل�صرفية والإ�صرافية املعرو�صة ويف نف�س

الوقت تكون مقبولة من الناحية ال�صرعية. و�صوف نعر�س اأدناه لبع�س هذه ال�صيغ املقرتحة:

3/4 ــ تبادل القرو�س:

يق�صد بتبادل القرو�س Reciprocal•Lending ترتيب يقوم من خالله م�صرفان اأو اأكر باإقرا�س بع�صهم البع�س

قرو�صا ح�صنة )اأي بال فوائد( بحيث يقر�س اأحد امل�صارف م�صرفا اآخر مبلغا ملدة حمددة وعند حاجة الثاين

يقرت�س بدوره مبلغا م�صاويا ملدة م�صاوية. ورمبا ت�صمن القر�س حتمل املقرت�س امل�صاريف الإدارية الفعلية

لتقدمي القرو�س. لي�س غر�س القر�س يف نظام القرو�س املتبادلة ال�صرتباح من خالل ال�صلف ولكنه م�صروع

ال�صيولة اأنواعها وكيفية حتقيقها يف امل�صرفية الإ�صالمية

Page 62: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(2

تعاوين ي�صاعد كل طرف فيه قبيله يف حال الحتياج. ومع اأن ظاهر هذا النظام اأنه قادر على النهو�س بحاجات

اإدارة ال�صيولة بني البنوك لالأجل الق�صري لأنه يحقق مطلب ال�صمان ومطلب ال�صهولة وتدين التكاليف بني البنوك

لكنه عليه مالحظ �صرعية وعملية منها:

اأ ــ اأن فيه اإ�صكال من ناحية امل�صروعية فقد ن�س الفقهاء على اأن القر�س امل�صروط بالقر�س ل يجوز ل�صبهة الربا.

فاإذا قيل اأن مثل هذا النظام ميكن اأن يقوم على غري اأ�صا�س ال�صرتاط اأي ل ي�صرتط املقر�س اأن يقوم املقرت�س

باإقرا�صه قر�صا مقابال، يرد على ذلك اأن غر�س الأطراف يف الدخول يف مثل هذا الرتتيب وا�صح وباأن التعارف

على مثل ذلك من خالل اتفاقات اأو ترتيبات م�صرتكة ياأخذ معنى ال�صرتاط.

ومع ذلك فقد �صدرت فتوى ندوة الربكة لالقت�صاد الإ�صالمي بجواز القرو�س املتبادلة و�صيلة لتفادي الوقوع

يف الربا، حيث ل يوجد بديل اآخر وا�صرتطت ل�صحته اأن يكون بنف�س املبلغ ولنف�س املدة ومعلوم املحرم لي�س

القر�س بل الزيادة امل�صروطة عليه ولي�س يف هذا التنظيم زيادة م�صروطة.

الربح من القبول عند موؤ�ص�صات مالية غر�صها حتقيق القرو�س ل يجد تبادل فاإن العملية الناحية ــ ومن ب

لتوافره على �صيولة زائدة اأكر احلالت البنوك مقرت�س يف اأحد التي يكون عملياتها. وبخا�صة يف احلالت

مقارنة بالبنك الآخر. فلم يعد له م�صلحة يف تقدمي القر�س بال زيادة. يكون مثل هذا النظام مالئما للعمل اإذا

كانت العمليات بني م�صرفني مت�صاوية ولكن مثل ذلك نادرا ما يتحقق يف واقع العمل امل�صريف.

الغالب اأن القطاع امل�صريف يف اأي قطر يت�صمن م�صارف بع�صها يتمتع ب�صيولة فائ�صة ملدة طويلة ل حتتاج معها

اإىل القرتا�س من البنوك، بينما اأن بنوكا اأخرى تكون العك�س من ذلك.

يف مثل هذه احلالت ل تقدم البنوك من النوع الأول يف الدخول يف مثل هذه الرتتيبات اإذ ل م�صلحة لها فيها،

اإل يف احلالت التي ل يكون القرتا�س فيها معتمدا على احلاجة بل هو م�صروط مبقابل له على �صفة قر�س.

–•لتطبيق هذا املتقابلة –•من ناحية احلاجة العالقات بني امل�صارف مالئمة التي تكون ــ حتى يف احلالت ج

الرتتيب يبقى اأن قدرة كل بنك على ال�صتفادة من القر�س متباينة ب�صبب تغري الفرتة التي يتم فيها القر�س الأول

عن تلك التي يتم فيها القر�س الثاين تبعا لظروفها اخلا�صة. ولذلك ل يوجد مقيا�س م�صرتك )كما هو احلال يف

نظام الفوائد(.

فاإذا اقرت�س امل�صرف الأول مليون درهم يف اليوم الأول من ال�صهر وكان العائد على ال�صتثمار )%، فاإن هذا

اأن باإمكانه احل�صول عليه لو مل يقدم القر�س للم�صرف اإذ يفرت�س هو العائد الذي يتوقعه امل�صرف املقر�س

الأول. فاإذا وقع القر�س املقابل ح�صب نظام تبادل القرو�س يف اآخر يوم من ال�صهر وقد تغري العائد لي�صبح

4% فاإن الأخري لن يقبل بقر�س م�صاو للقر�س الأول من ناحية املبلغ واملدة اإذ يعد نف�صه خ�صرانا لفوات 1% من

العائد عليه. ومن ثم ل ي�صلح هذا النظام يف التطبيق اإل اأخذ باعتباره اأن ل يكون القر�س املقابل م�صاويا لقبيله

ال�صيولة اأنواعها وكيفية حتقيقها يف امل�صرفية الإ�صالمية

Page 63: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(3

يف املدة واملبلغ وهذا باب من اأبواب الربا.

4/4 ــ نحو تطوير بديل م�ضروع لنظام القرو�س بني امل�ضارف:

يقوم البديل املقرتح على اإن�صاء �صندوق ا�صتثماري م�صجل يف البنك املركزي له جمل�س اإدارة م�صتقل توؤ�ص�صه

كل اأو بع�س البنوك التي لديها م�صرفية اإ�صالمية ويكون هيكل ال�صندوق مماثال لل�صناديق الأخرى باعتماده

ال�صندوق تاأ�صي�س امل�صاهمة يف البنوك الإدارة وحتملها اأ�صهم A وهي فئة الأوىل الأ�صهم اإ�صدار نوعني من

للم�صتثمرين من B وهي خم�ص�صة اأ�صهم ال�صتثمار فئة الربح. والثانية ويح�صل حاملها على جزء ي�صري من

البنوك ذات ال�صيولة الفائ�صة ول ي�صارك حاملها يف الإدارة.

عقد وحدة كل ومتثل املثال �صبيل على واحدا درهما متثل وحدة كل وحدات باإ�صدار ال�صندوق هذا يقوم

م�صاربة بني ال�صندوق وبني البنك الذي ميتلك تلك الوحدة، و�صروط امل�صاربة من�صو�صة يف وثيقة الإ�صدار

والأحكام وال�صروط اخلا�صة بال�صندوق.

البنوك اأمام هذا ال�صندوق على �صفتني: اإما اأنها حتتاج اإىل �صيولة، اأو اأن لديها �صيولة فائ�صة. فاإن كانت ممن

لديه �صيولة فائ�صة ميكن لها �صراء هذه الوحدات فت�صبح رب مال ويكون ال�صندوق م�صاربا. اأما اإن كانت ممن

يحتاج اإىل �صيولة فاإنها تبيع الوحدات فت�صبح م�صاربا ويكون ال�صندوق رب مال. مع الأخذ بالعتبار ما يلي:

1 ــ يجب اأن ي�صتخدم البنك الأموال التي ح�صل عليها من ال�صندوق يف الأعمال امل�صرفية الإ�صالمية فقط، واأن

ت�صب يف خزينة امل�صرفية الإ�صالمية اأو حل�صابها.

2 ــ مدة كل عقد م�صاربة يوم واحد، وتن�ص�س امل�صاربة حكميا يف نهاية كل يوم عمل، وهذا موافق ملتطلبات

ال�صيولة بني البنوك. واإذا كانت حاجة البنك اإىل ال�صيولة تزيد عن يوم واحد ميكن التفاق على ذلك م�صبقا اأو

اإنهاء العقد الأول والدخول يف عقد جديد �صبيحة كل يوم.

3 ــ ويجري التفاق بني ال�صندوق والبنك على ن�صبة اقت�صام الربح بني رب املال وامل�صارب. وهذه الن�صبة تتغري

بح�صب مقدار ال�صيولة املتوفرة يف النظام امل�صريف )يف ال�صوق( ففي احلالت التي يكون العر�س فيها اأكرب من

الطلب تنخف�س ن�صبة ما يح�صل عليه البنك ذي ال�صيولة الفائ�صة، والعك�س �صحيح.

البنك من ال�صندوق معتمدة على معدل الربح الذي حققته ــ الربح امل�صتحق على الأموال التي ح�صل عليها 4

مال )راأ�س املبلغ وي�صتحق اخلزينة، اأموال الغالب بها، وهي يف امل�صاربة مال راأ�س خلط التي البنك اأموال

امل�صاربة( ن�صيبا من الربح بنظام النقاط. والطريقة اأن يجري يف نهاية كل ربع �صنة ق�صمة الأرباح على عدد الأيام

وا�صتخراج ربح كل ريال من الأموال امل�صاركة يف ال�صتثمار ملدة يوم واحد ثم �صربها براأ�س مال امل�صاربة وعدد

الأيام للو�صول اإىل الربح املخ�ص�س لأموال امل�صاربة. ول تدفع اأرباح امل�صاربة اإل يف نهاية الربع ال�صنوي.

ال�صيولة اأنواعها وكيفية حتقيقها يف امل�صرفية الإ�صالمية

Page 64: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(4

اإدارة تتاأكد بحيث واخل�صوم الأ�صول بني املواءمة هو ال�صندوق عمل يف العملية الإ�صكالت اأهم اأحد ــ (

الإجراءات بع�س تبني ال�صندوق لإدارة ميكن التزاماتها. ملواجهة الكافية الأموال لديها اأن دائما ال�صندوق

التالية لتحقيق هذا الغر�س:

ــ عقود ال�صندوق يومية ولذلك يتلقى ال�صندوق يف كل يوم عرو�صا من البنوك ذات ال�صيولة الفائ�صة ومن اأ

البنوك ذات العجز يف ال�صيولة. ميكن لإدارة ال�صندوق ا�صتخدام ن�صبة اقت�صام الأرباح بطريقة حتقق املوؤامة بني

الأ�صول واخل�صوم. فاإذا وجد اأن حجم ال�صيولة املطلوب اأكرب من حجم ال�صيولة املعرو�س زاد ال�صندوق ن�صبة

ما يح�صل عليه رب املال من الربح اإىل احلد الذي يوؤدي اإىل زيادة املعرو�س منها والعك�س �صحيح.

ال�صركات للم�صاركة فيها وبخا�صة امل�صارف للم�صتثمرين خارج نظام املجال ال�صندوق يفتح اأن ــ ل مانع ب

الكبرية ذات التدفقات النقدية اليومية، وكلما زاد عدد اأع�صاء ال�صندوق كلما اأدى ذلك اإىل �صهولة املواءمة بني

اأ�صوله وخ�صومه.

ج ــ اإن الإ�صكال الذي يحتاج اإىل حل هو العجز ولي�س الفائ�س. ولذلك ل بد من اإقناع موؤ�ص�صة النقد باأن تكون

»الداعم الأخري« كما هو حالها املقر�س الأخري لل�صندوق وذلك يف حالت عدم القدرة على تلبية طلبات البنوك

ذات العجز لعدم وجود �صيولة فائ�صة كافية لدى البنوك الأخرى.

املخاطر يف عمل ال�ضندوق:

يقوم عمل ال�صندوق على امل�صاربة، وامل�صاربة �صركة يف الربح ل يجوز فيها للم�صارب �صمان راأ�س املال ول

الربح. ورب قائل اإن هذا �صيوؤدي اإىل اإحجام البنوك عن امل�صاركة يف هذا امل�صروع لأنها �صرتاه عظيم املخاطرة

والنظام املايل يقوم على القر�س والقر�س م�صمون، فاإذا طلب من البنوك ان تدير ال�صيولة يف النظام امل�صريف

ال�صمان ناحية القر�س من امل�صاربة خمتلفة عن اإن نعم للرتدد. واجلواب: امل�صاربة فهذا مدعاة اأ�صا�س على

لكن هذا الختالف »قانوين« قد يرتتب عليه زيادة يف املخاطر وقد ل يرتتب عليه مثل ذلك. والبنوك ل يهمها

ال�صكل القانوين بل يهمها املخاطر مبعناها املايل. فالقر�س اإىل مفل�س �صحيح من الناحية ال�صرعية ويرتتب عليه

ال�صمان لكنه لي�س مقبول لدى البنوك لأن املخاطرة فيه عالية ول يقلل منها ان القر�س م�صمون على املقرت�س.

وكذلك احلال يف امل�صاربة فهي واإن كانت من الناحية التعاقدية لي�س فيها �صمان راأ�س املال فاإنها اإذا انعقدت

مع اأطراف موثوقة ويف ن�صاط وا�صح املعامل وكان احتمال تعر�س اأحد البنوك ال�صعودية اإىل اخل�صران املبني

احتمال قليل )وهو احلال(. فاإن مقدار املخاطرة فيه �صيكون متدنيا ولن يزيد املخاطرة كون اأن �صيغة العقد هي

امل�صاربة ل القر�س.

والذي نراه اأن املحلل املايل لن يجد فرقا يف ميزان املخاطرة بني ال�صيغة املقرتحة وبني ال�صيغة القائمة، واإن كان

بينهما بون �صا�صع وفرق جوهري من ناحية �صيغة العقد.

ال�صيولة اأنواعها وكيفية حتقيقها يف امل�صرفية الإ�صالمية

Page 65: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

((

ال�صيولة اأنواعها وكيفية حتقيقها يف امل�صرفية الإ�صالمية

قابلية وحدات ال�ضندوق للتداول:

قد يبدو مما �صبق ان ال�صيغة املقرتحة تقت�صي اأن تكون وحدات ال�صندوق قابلة للتداول. والقابلية للتداول من

الناحية ال�صرعية تنبني على اعتبارين:

اإ�صكال يف ال�صيغة من هذه الناحية لأن العقود كلها قائمة على امل�صاربة وقد الأول: هي �صيغة التعاقد، ول

�صدر من املجمع الفقهي التابع ملنظمة املوؤمتر الإ�صالمي قرار يتعلق ب�صكوك امل�صاربة واأجاز اإ�صدارها وقرر اأن

�صراء ال�صك يرتتب عليه انعقاد امل�صاربة ب�صروطها املن�صو�صة يف ن�صرة الإ�صدار بني حامل ال�صك )رب املال(

وامل�صدر )امل�صارب(.

الثاين: ما متثله هذه ال�صكوك من اأ�صول، فاإذا حتول راأ�س مال امل�صاربة بيد امل�صارب اإىل ديون مل يجز تداول

اأخرى لت�صتخدم جميعا يف اأموال البنك من اأموال امل�صاربة مبا لدى الوحدات. ويف ال�صيغة املقرتحة تختلط

عمليات التمويل التي يقوم بها البنك، وتنتهي اإىل اأن ت�صبح يف غالبها ديون. وقد ن�س قرار املجمع املذكور على

ا�صرتاط اأن تكون غالبية الأ�صول اأعيانا ومنافع ل ديون حتى تكون �صاحلة للتداول، ولكن ال�صيغة املقرتحة ل

تت�صمن التداول لوحدات امل�صاربة يف مدة انعقاد العقد. لقد ذكرنا اآنفا اأن العقد مدته يوم واحد ثم يجري فيه

التن�صي�س احلكمي والق�صمة بناء على ذلك وتتحول اأموال امل�صاربة جميعا اإىل �صيولة وهنا يتم ا�صرتداد الأموال

ال�صندوق امل�صتثمرين اجلدد. وعليه فال خمالفة يف عمل امل�صتثمرين ودخول من قبل من يرغب اخلروج من

ملتطلبات التداول كما وردت يف قرار املجمع املذكور.

والله �ضبحانه وتعاىل اأعلم واأحكم

Page 66: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

((

ال�صيولة اأنواعها وكيفية حتقيقها يف امل�صرفية الإ�صالمية

Page 67: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

((

ال�ضكوك ال�ضالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

اعداد ــ اأ. د. علي حميى الدين القره داغي

الأمني العام لالحتاد العاملي لعلماء امل�صلمني

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 68: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(8

احلمدلله رب العاملني وال�ضالة وال�ضالم على املبعوث رحمة للعاملني وعلى اآله الطيبني و�ضحبه الغر

امليامني ومن تبعهم باإح�ضان اإيل يوم الدين.

وبعد،،،

فاإن اأهمية ال�صكوك ودورها يف التنمية، ومتويل البنية التحتية كبرية جدا، فتعترب بدائل �صرعية ناجحة جدا

للدول، وال�صركات، واملوؤ�ص�صات يف متويل امل�صروعات ال�صخمة، واملتو�صطة، وحتى ال�صغرية.

حيث ت�صتطيع الدولة متويل م�صروعاتها ال�صخمة من امل�صانع، وال�صوارع، واملطارات، واملوانئ، والناقالت،

اأم بالتمليك، املنتهية اأو العادية، بالجارة خا�صة �صكوكا كانت �صواء املتنوعة ال�صكوك خالل من وغريها

امل�صاركة العادية، اأو املنتهية بالتمليك.

والله ن�صاأل اأن يكتب لنا التوفيق وال�صداد واأن يك�صو اأعمالنا كلها ثوب الإخال�س و لبا�س التقوى واأن يع�صمنا

من اخلطاإ والزلل يف القول والعمل ويتقبلها منى قبول ح�صنا اإنه مولي فنعم املوىل و نعم الن�صري و املجيب.

اأو منافع اأو اأعيان ملكية يف �صائعة ح�ص�صا متثل القيمة مت�صاوية مالية اأوراق هي ال�ضالمية: ال�ضكوك

خدمات اأو يف موجودات م�صروع معني اأو ن�صاط ا�صتثماري خا�س، وذلك بعد حت�صيل قيمة ال�صكوك وقفل باب

الكتتاب وبدء ا�صتخدامها فيمااأ�صدرت من اأجله.

امل�ضطلحات ذات ال�ضلة باملو�ضوع:

اأول: ال�صندات: هي اأوراق مالية قابلة للتداول متثل دينا مع فائدتها يف ذمة حاملها.

ثانيا: �صهادات ال�صتثمار:

الظاهر املراد التقليدية لكان البنوك الديون من قبل بع�س اأنه �صبق ا�صتعماله يف �صندات هذا امل�صطلح لول

من املدلول يثبت ما تعني )�صهادات( لفظ لأن وذلك ال�صتثمارية، ال�صكوك اأو ال�صتثمار، �صكوك هو: منه

ورقة ونحوها، واملراد بها هنا الورقة، اأو ال�صك، وال�صتثمار يق�صد به تنمية املال عن طريق التجارة والتداول

ونحوهما.

ولكن هذا امل�صلح )�صهادات ال�صتثمار( قد ا�صتهر ا�صتعماله يف ال�صندات التي اأ�صدرها البنك الأهلي يف م�صر

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 69: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(9

على �صكل فئة ـ اأ، اأو ـ ب ـ والتي تعترب قر�صا بفائدة، حيث ي�صبح البنك ملتزما برد املبلغ املدفوع مع فوائده.

اأنها: اإ�صدارها على الأهلي امل�صري، باجلنيه امل�صري، ون�صت ن�صرة البنك الأهلي: �صهادات البنك و�صماها

)تعطيك عائدا ي�صرف كل ثالثة �صهور ي�صل اإىل )،))% من قيمة ال�صهادة، ي�صرف العائد بواقع 10% عن ال�صنة

اأي وقت، وتدفع ال�صهادة يف ال�صنة الأخرية...ميكن ا�صرتداد قيمة اإىل )،13 عن الأوىل ويتزايد حتى ي�صل

قيمتها بالكامل دون اأية ا�صتقطاعات بالإ�صافة اإىل العائد امل�صتحق(.

ثالثا: �صهادات ادخار بنك م�صر الدولرية التي ن�صت ن�صرة اإ�صدارها على اأنها )ت�صمن لك اأعلى �صعر فائدة يف

�صوق املال امل�صرية وهي )1% �صايف �صنويا(.

واقع هذه بفائدة، ولكن القرتا�س يعني ل الدخار واأن ادخار، ب�صهادات �صميت كانت واإن ال�صهادة فهذه

ال�صهادات كما راأينا يقوم على فائدة ربوية حمددة ولذلك فهي حمرمة داخلة �صمن قرار جممع الفقه الإ�صالمي

الذي �صبق ذكره.

رابعا: �صندات التنمية اأو �صهادات التنمية التي تطلق على حالت اقرتا�س الدولة من ال�صوق املحلي ـ غالبا ـ وهو

، وبالتايل فهي )1(

اأو ال�صهادات تقوم على القرتا�س بفوائد حمرمة ما يطلق عليه: الدين العام، فهذه ال�صندات

داخلة يف قرار املجمع ال�صابق.

حكم ال�ضندات:

�صدر قرار من جممع الفقه ال�صالمي الدويل قرار رقم ) 2)/11/)( بحرمة �صندات الدين بجميع اأنواعها.

اأهمية ال�ضكوك ال�ضالمية:

ال�صكوك امل�صاهمة يف املا�صي، وكان يل �صرف القرن الت�صعينات من بداية منذ ال�صالمية ال�صكوك بداأت

الأوىل التي �صدرت يف ماليزيا، وغريها، وو�صلت اليوم اإىل مليارات الدولرات، و�صملت معظم بالد العامل، بل

يتوقع اأن ي�صل حجمها يف عام )201 اإىل ثالثة تريليونات دولر.

وزير اخلزانة الربيطاين يقرتح ال�ضكوك ال�ضالمية كحل للعجز يف امليزانية:

اقرتح وزير اخلزانة الربيطاين احلايل اإ�صدار �صكوك ا�صالمية لتمويل امليزانية العامة للدولة، وحلل م�صكلة

العجز الذي و�صل فيه الدين احلكومي اإىل �صبعني مليار دولر.

وهذا اإن دل على �صيء فاإمنا يدل على اأهمية ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف متويل البنية التحتية والعجز املايل.

)1( د. �صامي حمود / بحثه عن �صندات املقار�صة، املن�صور يف جملة جممع الفقه الإ�صالمي الدويل، ع 4 ج 3 �س 1930

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 70: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(0

الفروق الأ�ضا�ضية بني ال�ضكوك ال�ضتثمارية وال�ضندات:

فالفروق اجلوهرية بني ال�صندات وال�صكوك ال�صتثمارية تكمن فيما ياأتي:

1ـ ال�صندات بجميع اأنواعها متثل دينا يف ذمة املدين م�صدر ال�صك ل�صالح دائنه )حامل ال�صك( فالعالقة بينهما

عالقة املداينة.

واأما ال�صكوك ال�صتثمارية فهي متثل ح�صة �صائعة من جميع موجودات امل�صروع، وبالتايل فالعالقة بني �صاحب

ال�صك، وامل�صدر هي عالقة امل�صاركة ولي�صت عالقة املداينة.

2ـ ال�صندات حتدد لها فائدة ثابتة، اأو متغرية من زمن اإىل اآخر، ولذلك �صدرت قرارات املجامع الفقهية بحرمة

ال�صندات لأن تلك الفائدة هي الربا املحرم.

واأما �صكوك ال�صتثمار فلي�صت لها فائدة ثابتة اأو متغرية، واإمنا الأمر فيها اإذا حتقق لها الربح فهي تاأخذ ن�صيبها

منه، واإذا خ�صرت ال�صركة فاإن املوجودات التي ميثلها ال�صك ال�صتثماري قد قلت، اأي اأن ال�صك ال�صتثماري

خا�صر بن�صبة ن�صيبه من اخل�صارة.

واخلال�صة اأن ال�صك ال�صتثماري يتاأثر مبوجودات امل�صروع �صلبا واإيجابا، ربحا وخ�صارة، يف حني اأن ال�صند

ل يتاأثر باأي �صيء، واإمنا ياأخذ �صاحبه اأ�صل الدين مع الفائدة املقررة املتفق عليها.

ولكن ال�صكوك اليوم من خالل جمموعة من العقود والإجراءات، ول �صيما ال�صكوك القائمة على الإجارة املنتهية

بالتمليك ا�صتطاعت اأن تعطي موؤ�صرا لأرباح منا�صبة.

عليها، املتفق وفوائده ال�صند قيمة على احل�صول الأولوية يف ال�صند ل�صاحب يكون امل�صروع ت�صفية عند 3ـ

اأما ال�صك ال�صتثماري فلي�س له الأولوية، واإمنا ت�صرف له ن�صبته مما يتبقى من موجودات امل�صروع بعد �صداد

.)1(

الديون، اأي اأن موجودات امل�صروع ملك لأ�صحاب ال�صكوك وتعود اإليهم

التاأ�ضيل ال�ضرعي للت�ضكيك )�ضياغة ال�ضكوك(:

الت�صكيك يف حقيقته عبارة عن تق�صيم ما ميثله ال�صك من اأعيان ومنافع وحقوق واأن�صطة اإىل ح�ص�س مت�صاوية،

ثم اإ�صدار �صكوك بقيمتها، فهذا التق�صيم والتجزاأة ل يتعار�صان مع مبادئ ال�صريعة الإ�صالمية واأحكامها، بل

يتفقان مع مبداأ احل�ص�س ال�صائعة وجواز امل�صاركة فيها، بل اإن ال�صركة ـ عقدا اأو ملكا ـ تعني هذه البيوع، واأن

كل �صريك م�صرتك مع �صريكه الآخر اأو �صركائه يف امللك اأو يف امل�صروع بن�صبة �صائعة، فما الأ�صهم، اأو �صكوك

ال�صتثمار اإل تعبري عن هذه الن�صبة ال�صائعة من موجودات ال�صركة، اأو من العني اململوكة على �صبيل �صركة امللك.

)1( يراجع: د.علي القره داغي: الأ�صواق املالية يف ميزان الفقه الإ�صالمي / بحث من�صور يف جملة جممع الفقه الإ�صالمي الدويل، ع ) ج 4 �س 129 ـ 1)1

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 71: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(1

ولذلك �صدر قرار املجمع، رقم ))/88/08/4( بجواز �صكوك املقار�صة.

اأحكام ال�صك على تطبق لذلك بها، يتمثل التي واملوجودات بنظمه الأ�صا�س للعقد تبع ال�صتثمار و�صكوك

موجوداته فاإذا كانت موجوداته مما يجوز تداولها جاز ت�صكيك ال�صكوك لها، واإن مل تكن كذلك مثل الديون

فال يجوز ت�صكيكها لأجل التداول، ولكن ت�صكيكها من حيث هو ل مانع منه �صرعا وحينئذ تطبق عليها اأحكام

الت�صرف يف الديون.

احلاجة القت�ضادية واملالية اإىل اإ�ضدار ال�ضكوك الإ�ضالمية:

مما يخفى اأن ال�صوق املالية الإ�صالمية حتتاج حاجة ملحة لإ�صدار �صكوك ال�صتثمار الإ�صالمية ملا ياأتي:

اأول: اأن هذه ال�ضكوك ت�ضاعد على النهو�س بالقت�ضاد الإ�ضالمي نظريا وعمليا.

القت�صاد يتطلبها التي القت�صادية والأدوات الآليات لبقية ا�صتكمال الإ�صالمية ال�صكوك فهذه نظريا اأما

البنوك يف ول الربا، من تخلو التي الو�صائل يف دوره ينح�صر ل الإ�صالمي القت�صاد اأن اإذ الإ�صالمي،

ي�صمل كل واإمنا الإ�صالمية، التمويلية اأو ال�صتثمارية ال�صركات اأو الإ�صالمي، التاأمني �صركات اأو الإ�صالمية

اأن اإىل اإ�صافة اأركانه، من وركينا وركنا فيه مهما جزءا ال�صتثمارية الأدوات تعترب الذي القت�صاد جوانب

وجودها يدل على عظمة النظام الإ�صالمي و�صموليته وقدرته على التطوير والزدهار مع احلفاظ على ثوابته.

هذه طريق عن لال�صتثمار يحتاجون الإ�صالمية ال�صريعة باأحكام امللتزم الإ�صالمي اجلمهور فاإن عمليا واأما

الأدوات ال�صتثمارية املعا�صرة، كما اأن املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية اأحوج ما تكون اإىل هذه الأدوات لتحقيق

مقا�صدها ال�صرعية املتنوعة ملا ياأتي:

اإنها حتتاج اإىل مزيد من الأدوات وطرح املنتجات لك�صب امل�صتثمرين وتوزيع قاعدة ال�صتثمار الإ�صالمي، ـ اأ

وذلك لأن لكل اأداة ا�صتثمارية اأ�صحابها والراغبني فيها، وبالتايل تت�صخم جمموعة طيبة من هوؤلء اإىل ال�صتثمار

الإ�صالمي.

ـ اإن البنوك املركزية ت�صرتط على البنوك الإ�صالمية اأن تدع ن�صبة من ودائعها، او من احل�صاب اجلاري يف ب

ح�صاب البنك املركزي يف كل بلد �صمانا لل�صيولة ونحوها، وحينئذ جتمد هذه الن�صبة دون فائدة، لأن البنوك

الإ�صالمية ل تاأخد الفوائد يف حني اأن البنوك الربوية اإما اأن تاأخذ عليها فوائد، او ت�صع يف البنك املركزي �صندات

اخلزينة، لذلك فوجود �صكوك ال�صتثمار الإ�صالمي ي�صاعد البنوك الإ�صالمية لال�صتفادة من كافة ما لديها من

نقود و�صيولة بطاقة ق�صوى من خالل اإيداع مثل هذه ال�صكوك بالقدر املطلوب لدى البنك املركزي.

جـ اإن وجود هذه الأدوات ال�صتثمارية الإ�صالمية يرفع احلرج عن �صريحة كبرية من امل�صتثمرين الذين يحتاجون

اإىل مثلها لأ�صباب اقت�صادية معقولة.

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 72: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(2

ثانيا: اإن هذه الأدوات ال�صتثمارية ت�صاعد الدولة يف تغطية عجز ميزانيتها، وخالل طرحها تلبي احتياجاتها يف

متويل م�صاريعها التنموية، والبنيوية )البنية التحتية( بدل من �صندات اخلزينة والدين، بل يعتربها القت�صاديون

اأدوات متويلية مميزة لل�صيا�صات النقدية يف ع�صرنا احلا�صر، وبالأخ�س �صكوك الإجارة التي متتاز با�صتقرار

ن�صبي من حيث الأ�صول املوؤجرة، والأجرة املتحققة، فاإذا اأ�صدرتها الدولة تتمتع بالإ�صافة اإىل ما �صبق بثقة عالية

لدى املتعاملني معها، لذلك ت�صلح اأن تكون بديال جيدا ل�صندات اخلزينة يف ال�صيا�صة النقدية للبنك املركزي من

.)1(

خالل ما ي�صمى بعمليات ال�صوق املفتوحة التقليدية

ثالثا: اإن وجود هذه ال�صكوك ال�صتثمارية يرى بها ال�صوق املالية الإ�صالمية )البور�صة( لأنها الطرف املكمل

لالأ�صهم، واجلناح الثاين للبور�صة واجلزء الآخر من رئة البور�صة التي فيها تتحرك الأموال بحرية و�صهولة.

لالأفراد ال�صيولة وتوفري الذاتية املوارد م�صادر لتنويع الو�صائل اأهم من تعترب ال�صكوك هذه اإن رابعا:

واملوؤ�ص�صات وال�صركات واحلكومات.

خام�ضا: اإن هذه ال�صكوك ت�صاعد الأفراد على توفري مدخراتهم ال�صغرية وجتميعها، وتثمينها.

�ضاد�ضا: اإن وجود هذه ال�صكوك يغطي حاجة ملحة لل�صركات التي حتتاج اإىل �صيولة لأمد معقول )ح�صب احلاجة

اأ�صهم راأ�صمالها من خالل طرح تزيد من اأن اإما اأمام هذه احلاجة اأو متو�صط( وتكون اأو ق�صري اإما طويل،

جديدة، وهذا قد يوؤثر يف اأرباح امل�صاهمني واإما طرح �صندات، فوجود هذه ال�صكوك يحقق م�صالح كبرية لهذه

ال�صركات، ويدراأ عنها مفا�صد اأي�صا.

واخلال�صة اأن هذه ال�صكوك الإ�صالمية حتتاج اإليها احلكومات لتمويل م�صاريعها الكبرية وال�صغرية واملتو�صطة

�صواء كانت م�صاريع �صناعية اأم زراعية اأم خدمية، وحتتاج اإليها املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية ـ ملا ذكرناـ كما اأن

ال�صكوك عنهم امللتزمون حيث ترفع هذه الأفراد وبالأخ�س ت�صتغني عنها، وكذلك الأخرى ل ال�صركات هذه

احلرج ال�صرعي يف التعامل معها وال�صتثمار فيها.

ال�ضوابط العامة لل�ضكوك ال�ضتثمارية:

اأو�صح جممع الفقه الإ�صالمي الدويل يف قراره )رقم 30 )4/3( ( ال�صوابط الأ�صا�صية لل�صكوك ال�صتثمارية

نذكرها لأهميتها وهي:

اأول:من حيث ال�ضيغة املقبولة �ضرعا ل�ضكوك املقار�ضة:

1. �صندات املقار�صة هي اأداة ا�صتثمارية تقوم على جتزئة راأ�س مال القرا�س )امل�صاربة( باإ�صدار �صكوك ملكية

براأ�س مال امل�صاربة على اأ�صا�س وحدات مت�صاوية القيمة وم�صجلة باأ�صماء اأ�صحابها باعتبارهم ميلكون ح�ص�صا

)1( د. منذر قحف: الإجارة املنتهية بالتمليك، و�صكوك الأعيان املوؤجرة، بحث من�صور يف جملة جممع الفقه الإ�صالمي الدويل ع12 ج 1 �س 103

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 73: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(3

�صائعة يف راأ�س مال امل�صاربة وما يتحول اإليه، بن�صبة ملكية كل منهم فيه.

2. ال�صورة املقبولة �صرعا ل�صندات املقار�صة بوجه عام ل بد اأن تتوافر فيها العنا�صر التالية:

العن�ضر الأول: اأن ميثل ال�صك ملكية �صائعة يف امل�صروع الذي اأ�صدرت ال�صكوك لإن�صائه اأو متويله، وت�صتمر

هذه امللكية طيلة امل�صروع من بدايته اإىل نهايته.

وترتب عليها جميع احلقوق والت�صرفات املقررة �صرعا للمالك يف ملكه من بيع وهبة ورهن واأرث وغريها، مع

مالحظة اأن ال�صكوك متثل راأ�س مال امل�صاربة.

العن�ضر الثاين: يقوم العقد يف �صكوك امل�صاربة على اأ�صا�س اأن �صروط التعاقد حتددها )ن�صرة الإ�صدار( واأن

)الإيجاب( يعرب عنه )الكتتاب( يف هذه ال�صكوك، واأن )القبول( تعرب عنه موافقة اجلهة امل�صدرة.

ول بد اأن ت�صمل ن�صرة الإ�صدار على جميع البيانات املطلوبة �صرعا يف عقد القرا�س )امل�صاربة( من حيث بيان

اأن تتفق جميع ال�صروط مع معلومية راأ�س املال وتوزيع الربح مع بيان ال�صروط اخلا�صة بذلك الإ�صدار على

الأحكام ال�صرعية.

ذلك باعتبار لالكتتاب املحددة الفرتة انتهاء بعد للتداول قابلة املقار�صة تكون �صكوك ان الثالث: العن�ضر

ماأذونا فيه من امل�صارب عند ن�صوء ال�صندات مع مراعاة ال�صوابط التالية:

اأ( اإذا كان مال القرا�س املتجمع بعد الكتتاب وقبل املبا�صرة يف العمل باملال ما يزال نقودا فاإن تداول �صكوك

املقار�صة يعترب مبادلة نقد بنقد وتطبق عليه اأحكام ال�صرف.

ب( اإذا اأ�صبح مال القرا�س ديونا تطبق على تداول �صكوك املقار�صة اأحكام تداول التعامل بالديون.

ج( اإذا �صار مال القرا�س موجودات خمتلطة من النقود والديون والأعيان واملنافع فاإنه يجوز تداول �صكوك

املقار�صة وفقا لل�صعر املرتا�صى عليه، على اأن يكون الغالب يف هذه احلالة اأعيانا ومنافعا، اأما اإذا كان الغالب

نقودا اأو ديونا فرتاعى يف التداول الأحكام ال�صرعية التي �صتبينها لئحة تف�صريية تو�صع وتعر�س على املجمع

يف الدورة القادمة.

العن�ضر الرابع: اإن من يتلقى ح�صيلة الكتتاب يف ال�صكوك ل�صتثمارها واإقامة امل�صروع بها هو امل�صارب، اأي

عامل امل�صاربة ول ميلك من امل�صروع اإل مبقدار ما قد ي�صهم به ب�صراء بع�س ال�صكوك فهو رب مال مبا اأ�صهم به

بالإ�صافة اإىل اأن امل�صارب �صريك يف الربح بعد حتققه بن�صبة احل�صة املحددة له يف ن�صرة الإ�صدار وتكون ملكيته

يف امل�صروع على هذا الأ�صا�س واإن يد امل�صارب على ح�صيلة الكتتاب يف ال�صكوك وعلى موجودات امل�صروع

هي يد اأمانة ل ي�صمن اإل ب�صبب من اأ�صباب ال�صمان ال�صرعية.

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 74: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(4

وجدت اإن املالية الأوراق اأ�صواق يف املقار�صة تداول يجوز التداول: يف ال�صابقة ال�صوابط مراعاة مع .3

بال�صوابط ال�صرعية وذلك وفقا لظروف العر�س والطلب ويخ�صع لإرادة العاقدين، كما يجوز اأن يتم التداول

تلتزم مبقت�صاه خالل مدة اإىل اجلمهور اإيجاب يوجه اأو باإعالن بقيام اجلهة امل�صدرة يف فرتات دورية معينة

باأهل ال�صعر ت�صتعني يف حتديد اأن ويح�صن ب�صعر معني امل�صاربة مال ربح من ال�صكوك هذه ب�صراء حمددة

اخلربة وفقا لظروف ال�صوق واملركز املايل للم�صروع، كما يجوز الإعالن عن اللتزام بال�صراء من غري اجلهة

امل�صدرة من مالها اخلا�س، على النحو امل�صار اإليه.

4. ل يجوز اأن ت�صتمل ن�صرة الإ�صدار اأو �صكوك املقار�صة على ن�س ب�صمان عامل امل�صاربة راأ�س املال اأو �صمان

ربح مقطوع اأو من�صوب اإىل راأ�س املال، فاإن وقع الن�س على ذلك �صراحة اأو �صمنا بطل �صرط ال�صمان وا�صتحق

امل�صارب ربح م�صاربة املثل.

اأن ت�صتمل ن�صرة الإ�صدار ول �صك املقار�صة ال�صادر بناء عليها ن�س يلزم بالبيع ولو كان معلقا ). ل يجوز

اأو م�صافا للم�صتقبل، واإمنا يجوز اأن يت�صمن �صك املقار�صة وعدا بالبيع، ويف هذه احلالة ل يتم البيع اإل بعقد

بالقيمة املقدرة من اخلرباء وبر�صا الطرفني.

). ل يجوز اأن تت�صمن ن�صرة الإ�صدار ول ال�صكوك امل�صدرة على اأ�صا�صها ن�صا يوؤدي اإىل احتمال قطع ال�صركة

يف الربح فاإن وقع كان العقد باطال.

ويرتتب على ذلك:

اأ( عدم جواز ا�صرتاط مبلغ حمدد حلملة ال�صكوك اأو �صاحب امل�صروع يف ن�صرة الإ�صدار و�صكوك املقار�صة

ال�صادرة بناء عليها.

ب( اأن حمل الق�صمة هو الربح مبعناه ال�صرعي، وهو الزائد عن راأ�س املال ولي�س الإيراد اأو الغلة، ويعرف مقدار

اأو بالتقومي للم�صروع بالنقد، وما زاد على راأ�س املال عند التن�صي�س اأو التقومي فهو الربح، اإما بالتن�صي�س

الربح الذي يوزع بني حملة ال�صكوك وعامل امل�صاربة، وفقا ل�صروط العقد.

ج( اأن يعد ح�صاب اأرباح وخ�صائر للم�صروع واأن يكون معلنا وحتت ت�صرف حملة ال�صكوك.

). ي�صتحق الربح بالظهور، وميلك بالتن�صي�س اأو التقومي ول يلزم اإل بالق�صمة، وبالن�صبة للم�صروع الذي يدر

اإيرادا اأو غلة فاإنه يجوز اأن توزع غلته.

وما يوزع على طريف العقد قبل التن�صي�س )الت�صفية( يعترب مبالغ مدفوعة حتت احل�صاب.

8. لي�س هناك ما مينع �صرعا من الن�س يف ن�صرة الإ�صدار على اقتطاع ن�صبة معينة يف نهاية كل دورة، اإما من

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 75: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

((

حملة ال�صكوك يف الأرباح يف حالة وجود تن�صي�س دوري، واإما من ح�ص�صهم يف الإيراد اأو الغلة املوزعة حتت

احل�صاب وو�صعها يف احتياطي خا�س ملواجهة خماطر خ�صارة راأ�س املال.

9. لي�س هناك ما مينع �صرعا من الن�س يف ن�صرة الإ�صدار اأو �صكوك املقار�صة على وعد طرف ثالث منف�صل

يف �صخ�صيته وذمته املالية عن طريف العقد بالتربع بدون مقابل مببلغ خم�ص�س جلرب اخل�صران يف م�صروع

اأن قيامه بالوفاء بالتزامه لي�س �صرطا يف نفاذ اأن يكون التزاما م�صتقال عن عقد امل�صاربة مبعنى معني، على

العقد وترتب اأحكامه عليه بني اأطرافه ومن ثم فلي�س حلملة ال�صكوك اأو عامل امل�صاربة الدفع ببطالن امل�صاربة اأو

المتناع عن الوفاء بالتزاماتهم بها ب�صبب عدم قيام املتربع بالوفاء مبا تربع به بحجة اأن هذا اللتزام كان حمل

اعتبار يف العقد. )انتهى قرار املجمع(.

وكذلك يعترب من الأحكام وال�صوابط ال�صرعية العامة اأي�صا ما ياأتي:

�صكوك ال�صتثمار ل بد اأن ت�صدر على اأ�صا�س عقد من عقود ال�صتثمار ال�صرعية، من بيع،واإجارة،وم�صاركة...

الخ، وحينئذ تخ�صع لأحكام هذا العقد و�صروطه العامة.

اإذا اأريد لل�صكوك التداول املطلق فيجب اأن تكون ممثلة لالأعيان، اأو املنافع، اأو اخلدمات، اأو احلقوق امل�صتقرة،

اأو نحوها، اأو كلها جمتمعة.

اأما الديون يف الذمم فال جتوز �صياغة ال�صكوك منها لأجل التداول املطلق، لأنه يطبق عليها اأحكام الت�صرف

يف الديون.

ال�صكوك معتربة مبا ميثله من موجودات اأو ديون اأو نقود، فيطبق عليها ح�صب قاعدة الكرة والغلبة، اأو ح�صب

قاعدة الأ�صالة والتبعية.

من حقوق العقود هذه اآثار وترتب واملكتتب، امل�صدر، اأي بني طرفيها، العالقة ال�صكوك اإ�صدار عقود تنظم

.)1(

والتزامات بني طرفيها مبجرد انعقاد العقد

، من خالل الإعالن عنها، اأو )2(

يتم العقد بالإيجاب املتمثل يف الكتتاب، وبالقبول الذي يتم مبوافقة اجلهة امل�صدرة

تخ�صي�س ال�صكوك، اأو نحو ذلك مما يدل على ر�صاه، ول تعترب ن�صرة اإ�صدار ال�صكوك اإيجابا اإل اإذا ت�صمنت

اأنها اإيجاب، وحينئذ يكون الكتتاب قبول، ولكن الن�صرة هي بيان لل�صروط التي يلتزم بها املكتتب مبجرد اكتتابه

يف ال�صكوك.

)1( املعيار رقم 18 البند )/1/)

)2( قرار جممع الفقه الإ�صالمي الدويل )30)4/3( ويراجع جملته ع 4 ج 3 �س 1809

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 76: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

((

املالية للموؤ�ض�ضات واملراجعة املحا�ضبة لهيئة ال�ضرعي املجل�س قرار ح�ضب ال�ضكوك �ضوابط

:)AAOIFI( الإ�ضالمية

احلمد لله رب العاملني وال�صالة وال�صالم على ر�صوله الكرمي وعلى اآله واأ�صحابه اأجمعني، اأما بعد،

فاإن املجل�س ال�صرعي بهيئة املحا�صبة واملراجعة للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية )AAOIFI( نظرا لت�صاع تطبيق

ال�صكوك عامليا والإقبال العام عليها ومايثار حولها من مالحظات وت�صاوؤلت، بحث مو�صوع اإ�صدار ال�صكوك

يف ثالثة اجتماعات )اأول( باملدينة املنورة بتاريخ 12 جمادى الآخرة 1428هـ املوافق )2 يونيو )200 )وثانيا(

مبكة املكرمة بتاريخ )2 �صعبان 1428هـ املوافق 8 �صبتمرب )200، )وثالثا( مبملكة البحرين بتاريخ ) و 8 �صفر

1429هـ املوافق 13 و 14 فرباير 2008، بعد ما اجتمعت اللجنة املنبثقة منه بتاريخ ) حمرم 1429هـ املوافق )1

يناير 2008 مبملكة البحرين بح�صور عدد كبري من ممثلي خمتلف البنوك واملوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية وقدمت

تقريرها اإىل املجل�س ال�صرعي.

وبعد النظر فيما دار يف هذه الجتماعات، والأوراق والبحوث التي قدمت فيها، فاإن املجل�س ال�صرعي ــ اإذ يوؤكد

على ما ورد ب�صاأن ال�صكوك يف املعايري ال�صرعية ــ يو�صي املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية وهيئات الرقابة ال�صرعية

اأن تلتزم عند اإ�صدار ال�صكوك مبا ياأتي:

اأول: يجب اأن متثل ال�صكوك القابلة للتداول ملكية حملة ال�صكوك بجميع حقوقها والتزاماتها، يف موجودات

حقيقية من �صاأنها اأن تتملك وتباع �صرعا وقانونا، �صواء اأكانت اأعيانا اأم منافع اأم خدمات، وفقا ملا جاء يف املعيار

ال�صرعي رقم ))1( ب�صاأن �صكوك ال�صتثمار، بند )2( وبند )\1\2. ويجب على مدير ال�صكوك اإثبات نقل ملكية

املوجودات يف �صجالته واأل يبقيها يف موجوداته.

ثانيا: ليجوز اأن متثل ال�صكوك القابلة للتداول الإيرادات اأو الديون، اإل اإذا باعت جهة جتارية اأو مالية جميع

موجوداتها، اأو حمفظة لها ذمة مالية قائمة لديها ودخلت الديون تابعة لالأعيان واملنافع غري مق�صودة يف الأ�صل

وفق ال�صوابط املذكورة يف املعيار ال�صرعي رقم )21( ب�صاأن الأوراق املالية.

ثالثا: ل يجوز ملدير ال�صكوك، �صواء اأكان م�صاربا اأم �صريكا اأم وكيال بال�صتثمار اأن يلتزم باأن يقدم اإىل حملة

النق�س حالة لتغطية احتياطي يكون اأن ويجوز املتوقع، الربح عن الفعلي الربح نق�س عند قر�صا ال�صكوك

بقدر الإمكان، ب�صرط اأن يكون ذلك من�صو�صا عليه يف ن�صرة الكتتاب. ول مانع من توزيع الربح املتوقع حتت

على م�صروع على متويل احل�صول اأو بند 8\8. امل�صاربة، ب�صاأن )13( رقم ال�صرعي للمعيار وفقا احل�صاب

ح�صاب حملة ال�صكوك

رابعا: ل يجوز للم�صارب اأو ال�صريك اأو وكيل ال�صتثمار اأن يتعهد ب�صراء الأ�صول من حملة ال�صكوك اأو ممن

ميثلهم بقيمتها ال�صمية عند اإطفاء ال�صكوك يف نهاية مدتها ويجوز اأن يكون التعهد بال�صراء على اأ�صا�س �صايف

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 77: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

((

قيمة الأ�صول اأو القيمة ال�صوقية اأو القيمة العادلة اأو بثمن يتفق عليه عند ال�صراء، وفقا ملا جاء يف املعيار ال�صرعي

رقم )12( ب�صاأن ال�صركة )امل�صاركة( وال�صركات احلديثة، بند 3\1\)\2.، ويف املعيار ال�صرعي رقم ))( ب�صاأن

ال�صمانات، بند 2\2\1 و 2\2\2. علما باأن مدير ال�صكوك �صامن لراأ�س املال بالقيمة ال�صمية يف حالت

التعدي اأو التق�صري وخمالفة ال�صروط، �صواء كان م�صاربا اأم �صريكا اأم وكيال بال�صتثمار.

اأما اإذا كانت موجودات �صكوك امل�صاركة اأو امل�صاربة اأو الوكالة بال�صتثمار تقت�صر على اأ�صول موؤجرة اإجارة

اأق�صاط بباقي ال�صكوك_ اإطفاء الأ�صول _عند تلك ب�صراء التعهد ال�صكوك ملدير فيجوز بالتمليك، منتهية

الأجرة جلميع الأ�صول، باإعتبارها متثل �صايف قيمتها.

خام�ضا: يجوز للم�صتاأجر يف التعهد يف �صكوك الإجارة �صراء الأ�صول املوؤجرة عند اإطفاء ال�صكوك بقيمتها

ال�صمية على األ يكون �صريكا اأو م�صاربا اأو وكيال بال�صتثمار.

تدقق اأن يجب بل ال�صكوك، هيكلة فتوى جلواز باإ�صدار تكتفي ل اأن ال�صرعية الهيئات على يتعني �ضاد�ضا:

العقود والوثائق ذات ال�صلة وتراقب طريقة تطبيقها، وتتاأكد من اأن العملية تلتزم يف جميع مراحلها باملتطلبات

وال�صوابط ال�صرعية وفقا للمعايري ال�صرعية، واأن يتم ا�صتثمار ح�صيلة ال�صكوك وماتتحول تلك احل�صيلة اإليه

من موجودات باإحدى �صيغ ال�صتثمار ال�صرعية وفقا للمعيار ال�صرعي رقم ))1( ب�صاأن �صكوك ال�صتثمار، بند

.(\1\8\(

هذا ويو�صي املجل�س ال�صرعي املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية اأن تقلل يف عملياتها من املداينات، وتكر من امل�صاركة

احلقيقية املبنية على ق�صمة الأرباح واخل�صائر، وذلك لتحقيق مقا�صد ال�صريعة.

واآخر دعوانا اأن احلمدلله رب العاملني.

خ�ضائ�س �ضكوك ال�ضتثمار:

1( �صكوك ال�صتثمار لها قيمة اإ�صمية حمددة، يحددها القانون، اأو ن�صرة الإ�صدار.

2( �صكوك ال�صتثمار �صكوك مت�صاوية يف القيمة، ويف احلقوق والواجبات ويف ملكية الأموال اخلا�صة بها.

3( �صكوك ال�صتثمار قابلة للتداول من حيث املبداأ )و�صياأتي ال�صروط املطلوبة للتداول وكيفيته(.

4( عدم قبول ال�صك للتجزاأة يف مواجهة ال�صركة، ويف حالة اأيلولة ال�صك الواحد ل�صخ�صني اأو اأكر ب�صبب الإرث

اأو نحوه، فاإنه ل بد من التفاق على اأن من ميثلهم اأمام ال�صركة �صخ�س واحد.

)( اإن م�صوؤولية اأ�صحاب ال�صكوك م�صوؤولية حمددة بقدر قيمة �صكوكهم اأي اأن كل مالك �صك م�صوؤول بقدر

قيمة �صكه.

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 78: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(8

دعوى رفع وحق ونحوها، الرقابة يف احلق له ولذلك امل�صروع، موجودات يف م�صارك ال�صك مالك اأن )(

اإل فيه والت�صرف ال�صك، عن والتنازل والحتياطات، الأرباح، ن�صيب يف واحلق الإداريني على امل�صوؤولية

ما مينعه القانون، او التزم به من خالل ن�صرة الإ�صدار، وحق ال�صفعة، وحق اقت�صام موجودات امل�صروع عند

ت�صفيته.

)( اأن مالكي ال�صكوك ي�صاركون يف غنمها ح�صب التفاق املبني يف ن�صرة الإ�صدار ويتحملون غرمها بن�صبة ما

ميلكه كل واحد منهم.

8( اأنها ت�صدر على اأ�صا�س عقد �صرعي مثل ال�صت�صناع، اأو الإجارة، اأو امل�صاربة...الخ ب�صوابط �صرعية تنظم

وبالتايل فهي خا�صعة لأحكام ذلك العقد )1(

اإ�صدارها وتداولها وبقية اأحكامها

9( مرونتها و�صالحيتها للو�صاطة املالية، وتلبية حاجات متويلية متعددة، وخ�صوعها لعوامل ال�صوق.

ت�صييلها عن طريق ترغب يف املنافع واحلقوق اأو لالأ�صول مالكة ت�صدر من جهة ال�صتثمار اأن �صكوك )10

ال�صكوك، اأو اأنها جتمع ح�صيلتها لال�صتثمار، ولي�صت لالقرتا�س.

11( �صكوك ال�صتثمار الإ�صالمية ترتب جمموعة من العالقات، لأنها واإن كانت قائمة على اأ�صا�س عقد واحدـ مثل

الإجارة، اأو امل�صاربة اأو ال�صت�صناع ـ لكن هناك عالقات متعددة تنظمها العقود الأخرى مثل الوكالة باأجر، اأو

امل�صاربة، يف حني اأن �صندات الدين اأو القر�س اأو اخلزينة ينظمها عقد واحد وهو عقد القر�س.

فمثال يف �صكوك الإ�صتثمار تتكون �صركة امللك عند جتمع اأموال حملة ال�صكوك اإذا كانت خم�ص�صة مل�صروع

معني، حيث هم ميلكونه على �صبيل ال�صيوع، وبالتايل تطبق اأحكام �صركة امللك، وتكون املوؤ�ص�صة املالية القائمة

املال، اأرباب هم ال�صكوك وحملة امل�صاربة، هي املتخ�ص�صة الإدارية وال�صركة بالأجر، وكيلة فقط بالإ�صدار

والعقد املنظم لعالقة الطرفني هو عقد امل�صاربة.

على ال�صكوك ت�صدر الذي الأ�صا�صي العقد اإىل اإ�صافة الوكالة عقد من تخلو ل ال�صتثمار فجميع �صكوك

اأ�صا�صه، وينظم عالقة املكتتبني بامل�صدر اأو باجلهة التي تنفذ امل�صروع، فهذا العقد قد يكون عقد م�صاربة، اأو

م�صاركة، اأو ا�صت�صناع، اأو.....

كما اأن عالقة املوؤ�ص�صة املالية يتحدد على اأ�صا�س الدور الذي تريده: هل هي جمرد وكالة بالإ�صدار ؟ اأم هي

وكالة مع تنفيذ العقد الذي �صدرت ال�صكوك على اأ�صا�صه.

فاإذا كانت املوؤ�ص�صة املالية، اأو غريها من القطاع احلكومي اأو اخلريي، مدير اإ�صدار فاإنه ميثل حملة ال�صكوك

ويرعى م�صاحلهم، ويحمي حقوقهم وينفذ عقودهم يف مواجهة امل�صتثمرين، ويقوم بعمليات الإ�صدار وتنظيم

)1( املعيار ال�صرعي رقم ))1( املطبوع �صمن: املعايري ال�صرعية التي ت�صدرها هيئة املحا�صبة واملراجعة للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية �س 310

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 79: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

(9

عمليات التداول والتخارج وال�صرتداد والت�صفية ح�صب القوانني واللوائح املنظمة.

اأما اإذا كانت م�صدره وطرفا يف العقد مثل اأن تكون م�صاربا، اأو �صانعا، فاإنها جتميع بني حقوق والتزامات

.)1(

هذه ال�صفة مع �صفة الإ�صدار

واخلال�صة اأن ال�صك الإ�صالمي مثل ال�صهم يف جميع احلقوق والخت�صا�صات اإل اأنه يختلف عنه يف اأن ال�صهم

فهو خا�س ال�صك واأما الغالب، زمنية طويلة يف لفرتة وتبقى ت�صتمر م�صاهمة �صركة �صائعة يف يعني ح�صة

مب�صروع معني لي�س مثل ال�صركة امل�صاهمة يف خ�صائ�صها، هذا من جانب، ومن جانب اآخر اأن اأ�صحاب ال�صكوك

يخولون اجلهة امل�صدرة بالإدارة يف حالة �صكوك امل�صاركة ونحوها، اأو اأنه لي�س لهم احلق فيها كما يف امل�صاربة،

ولها احلق يف جمموعة من الأعمال املتنوعة، يف حني اأن ال�صك يكون يف الغالب ح�صة �صائعة يف م�صروع معني

او ن�صاط ا�صتثماري خا�س، وبعبارة اأخرى اأن الأ�صهم خا�صة بال�صركات امل�صاهمة التي منحها القانون �صخ�صية

.)2(

اعتبارية م�صتقلة بخالف ال�صكوك حيث ل يلزم فيها ذلك

�ضمانات �ضكوك ال�ضتثمار:

ل �صك ان اأهم فارق بني �صكوك ال�صتثمار وال�صندات هو اأن الأخرية م�صمونة بقيمتها اإ�صافة اإىل �صمان الفوائد

املحددة لها، يف حني اأن ال�صتثمار يف الفقه الإ�صالمي يقوم على قاعدة امل�صاركة يف الغرم والغنم )الغنم بالغرم(

ولذلك كانت م�صاألة �صمان ال�صكوك م�صاألة يف غاية من الأهمية واخلطورة، بل اإن الكثريين من القت�صاديني

الو�صعيني يعتربون اأن ذلك اأهم عائق اأمام تطوير �صكوك ال�صتثمار الإ�صالمية، حيث اإن حملتها يخافون من

اخل�صائر يف حني اأن حملة ال�صندات اآمنون مطمئنون، حيث ال�صمان لراأ�س املال، والفوائد.

للجواب عن ذلك نقول:

الن�صو�س على واملعتمدة والغنم الغرم يف امل�صاركة على القائمة ال�صتثمار يف الإ�صالمية القاعدة اإن اأول:

ال�صرعية والجماع، قاعدة من اأعدل القواعد يف حتقيق امل�صاواة بني امل�صارب، ورب املال، اأو بني امل�صاركني،

)اأو امل�صتثمرين ب�صورة عامة( وذلك لأن �صمان راأ�س املال وحده، اأو مع الفائدة على طرف واحد ظلم له لحتمال

تعر�صه ملخاطر كبرية وخ�صائر عظيمة دون تق�صري منه، بل قد تكون الأ�صباب خارجة عن اإرادته، وحينئذ مل تعد

امل�صاواة بني الطرفني، بل اأ�صبح القانون بذلك ينحاز اإىل �صاحب راأ�س املال على ح�صاب العامل، ولذلك �صمى

)3(

الله تعاىل الربا بالظلم يف قوله تعاىل )واإن تبتم فلكم روؤو�س اأموالكم ل تظلمون ول تظلمون(

اإ�صافة اإىل اأنه يف عقيدة امل�صلم ويف الواقع احلقيقي اأن الربا حمق وبالء على املرابي، �صواء كان يف ماله اأو يف

)1( د. ح�صني حامد، ورقته املعدة عن اأدوات ال�صتثمار املقدمة اإىل اإدارة بنك دبي الإ�صالمي، غري مطبوع �س 12

)2( املرجع ال�صابق

)3( �صورة البقرة / الآية 9)2

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 80: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

80

.)1(

�صعادته، فقال الله تعاىل: )ميحق الله الربا ويربي ال�صدقات والله ل يحب كل كفار اأثيم(

ثانيا: اأن ال�ضمانات التي اأقرها الفقه الإ�ضالمي لال�ضتثمار هي ما ياأتي:

1ـ �صمان امل�صارب اأو نحوه من القائمني بال�صتثمار يف حالة التعدي، اأو التق�صري اأو خمالفة القيود واللتزامات

التي فر�صها ال�صارع على امل�صارب يف عقوده وت�صرفاته، اأو اإدارته للم�صروع اأو خمالفته لل�صروط، اأو العرف

التجاري.

2 ـ �صرورة القيام بكل ما تقت�صيه م�صتجدات كل ع�صر مثل درا�صات اجلدوى والعتماد على اأهل اخلربة ونحو

ذلك، بحيث اإذا خالف هذه الأمور التي تقت�صيها قواعد ال�صتثمار يف ع�صرنا احلا�صر فاإنه يكون �صامنا.

3 ـ جعل اإثبات عدم التعدي، اأو التق�صري، اأو خمالفة ال�صروط اأو العرف التجاري من طرف امل�صارب يف حالة

حيث املالكية عند وهذا �صامنا، يكون فاإنه ذلك اإثبات ي�صتطع مل اإذا بحيث حوله، الريب تثري قرائن وجود

ي�صرتطون يف ت�صديق امل�صارب دعوى اخل�صارة �صرطني:

اأحدهما: اأن يحلف اليمني على اأنه قد خ�صر.

للعامل...يف دعوى خ�صره )والقول الكبري: ال�صرح الدعوى، جاء يف تكذب هذه قرائن توجد األ وثانيهما:

بيمني ولو غري متهم على امل�صهور اإل لقرينة تكذبه( وجاء يف احلا�صية: )قوله: اإل لقرينة تكذبه باأن �صاأل جتار بلد

.)2(

تلك ال�صلع هل خ�صرت يف زمان كذا اأو ل، فاإن اأجابوا بعدم اخل�صارة.....(

يقول الدكتور ح�صان حامد: )ول �صك اأن درا�صة اجلدوى املقدمة من امل�صارب والبيانات التي بنيت عليها هذه

على قوية قرينة تعد الإ�صدار ن�صرة اإليها يف اأ�صار والتي امل�صروع املتوقع من الربح تت�صمن الدرا�صة وهي

بطالن دعوى اخل�صارة املجردة عن الدليل، وهنا يحكم عليه ب�صمان الربح املعلق املتوقع يف درا�صة اجلدوى حتى

يقدم هو الدليل على اخل�صارة التي يدعيها، ويثبت اأن ما ورد يف الدرا�صة مل يتحقق ل�صبب ل يد له فيه، ولظروف

.)3(

طارئة مل يكن من املمكن توقعها، اأو قيا�س نتائجها(

4 ـ ترتيب احتياطي ملواجهة خماطر ال�صتثمار.

) ـ �صمان طرف ثالث ـ كما اأقره جممع الفقه الإ�صالمي الدويل ال�صابق ـ �صواء اأكان دولة اأم غريها.

) ـ القيام بالرهن والكفالة والتوثيقات حلالت التعدي اأو التق�صري اأو خمالفة ال�صروط، اأو العرف التجاري.

)1( �صورة البقرة / الآية ))2

)2( ال�صرح الكبري مع حا�صية الد�صوقي )3/)3)(

)3( بحثه املن�صور يف جملة جممع الفقه الإ�صالمي الدويل العدد 4 اجلزء 3 �س )18 بعنوان: �صمان راأ�س املال اأو الربح يف �صكوك املقار�صة.

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 81: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

81

اأو ترتيب �صندوق )1(

)ـ تاأمني خماطر ال�صتثمار لدى �صركة تاأمني اإ�صالمية، وعلى الديون امل�صكوك يف حت�صيلها

خا�س باجلهة امل�صدرة وحدها اأو بالتعاون مع املوؤ�ص�صات ال�صتثمارية.

اأ�ضباب جناح �ضكوك ال�ضتثمار الإ�ضالمية:

هناك اأ�صباب موجودة ت�صاعد على اإجناح هذه التجربة الرائدة منها:

1ـ احل�س الإ�صالمي والعاطفة الإ�صالمية وال�صحوة املباركة، والعقيدة.

2ـ البنوك الإ�صالمية التي زاد عددها على اأربعمائة بنك اإ�صالمي واآلف الفروع

اأما الأ�ضباب املطلوبة لنجاح هذه الأدوات فهي ما ياأتي:

املوجودة يف امل�صروعة الفنية العنا�صر فيها كل تراعى متقنة �صرعية وفنية ال�صكوك �صياغة 1ـ �صياغة هذه

ال�صندات، اإ�صافة اإىل ال�صوابط ال�صرعية.

2ـ تعاون البنوك وال�صركات واملوؤ�ص�صات املالية بع�صها مع بع�س، وكذلك مع حكومات الدول الإ�صالمية، ومع

املوؤ�ص�صات املالية الأخرى لإن�صاء �صوق مال اإ�صالمية )بور�صة اإ�صالمية( لتكون مبثابة الرئة لهذه املوؤ�ص�صات، على

اأن تاأخذ هذه البور�صة كل اجلوانب الإدارية والفنية والتقنيات املتطورة يف اإدارة البور�صة ما دامت ل تتعار�س

مع كتاب الله و�صنة ر�صوله �صلى الله عليه و�صلم.

لل�صكوك منظمة ولوائح قوانني لإ�صدار املركزية امل�صارف وبالأخ�س احلكومات، لدى احلثيث ال�صعي 3ـ

الإ�صالمية، وذلك حلماية حقوق الأطراف جميعها، ولتنظيم العالقات، وكيفية التداول والتخارج وال�صرتداد

ونحو ذلك حتى يكون املكتتبون فيها، اأو امل�صرتون لها على علم و�صفافية بكل ما يتعلق بهذه ال�صكوك الإ�صالمية

من الإجراءات، والبيانات الواجب الف�صاح عنها، ومن اأهمها ن�صرة الإ�صدار وما يجب اأن تت�صمنه من املعلومات،

واأن ل تتجاوز قيمة ال�صكوك راأ�س مال امل�صدر.

4ـ اإيجاد معايري دقيقة للمحا�صبة، وبالتايل وجود رقابة منظمة من قبل امل�صارف املركزية على اأ�صا�س ال�صوابط

ال�صرعية اخلا�صة بهذه ال�صكوك، ولي�س على اأ�صا�س لوائح و�صندات الدين.

)ـ عدم ح�صر التداول على فئة معينة.

)ـ التوعية اجلماهريية من خالل الإعالنات اجليدة املوؤثرة، والت�صويق اجليد القائم على فن الت�صويق املعا�صر.

)ـ حر�س املوؤ�ص�صة الإ�صالمية على اإجناح امل�صروع

)1( د.عبدال�صتار اأبو غدة: ال�صمانات يف معامالت امل�صارف الإ�صالمية، بحث مطبوع على الآلة الكاتبة �س

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 82: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

82

بع�س التطبيقات املعا�ضرة:

فقد ذكرنا يف البداية اأن هناك عدة جتارب معا�صرة منها التجربة الباك�صتانية منذ عام 1980م ، ولكن �صندات

امل�صاربة الباك�صتانية �صجلت يف بور�صة كرات�صي منذ عام 1984م، وجتربة واحدة تركية عام 1984م خا�صة

بتمويل ج�صر اليو�صفور الثاين )ج�صر حممد الفاحت(، وجتارب ماليزية منذ عام 1983، وجتارب بحرينية يف

عام 2002م، وجتارب قطرية من خالل بيت التمويل الكويتي، وجتربة �صعودية.

فهذه التجارب كلها حتتاج اإىل درا�صات فقهية تاأ�صيلية، ودرا�صات اقت�صادية من حيث اجلدوى القت�صادية،

وما حققته من نتائج اإيجابية اأو غريها، كما اأنها حتتاج اإىل درا�صات اقت�صادية �صرعية تك�صف عنا�صرالقوة

وال�صعف، وما ي�صوبها من اأخطاء اإن وجدت، وتطرح البدائل الأح�صن والأقوى والأزكى.

ونحن هنا نحاول التعليق باإيجاز على بع�س هذه التجارب التي توافرت لدينا معلومات ل تعترب كافية للحكم

الدقيق عليها، ولكن نحاول التعليق على املعلومات ال�صحيحة التي و�صلتنا.

اأول: فالتجربة املاليزية تقوم على اأ�صا�س القانون ال�صادر من الربملان عام 1983 حتت اإ�صم: قانون ال�صتثمار

الربح يف امل�صاركة على القائم ال�صرعي مبعناه ال�صتثمار على يركز مل ال�صديد الأ�صف مع ولكنه احلكومي

واخل�صارة والغرم والغنم، واإمنا يقوم ـ كما قال اأحد امل�صوؤولني بالبنك املركزي املاليزي: اأنه يقوم على اأ�صا�س

القر�س احل�صن

ثانيا: حتقق لدولة قطر خالل ال�صنوات الع�صر الأخرية منو اقت�صادي هائل وتنمية �صاملة يف خمتلف املجالت

الب�صرية واملالية.

ويف هذا الإطار نف�صه قامت دولة قطر يف عام 2003م باإ�صدار �صكوك اإ�صالمية قيمتها 00) مليون دولر

ومدتها �صبع �صنوات، عن طريق بيت التمويل الكويتي.

ثالثا: التجربة ال�صعودية )�صكوك اإجارة( لربج زمزم.

رابعا: التجربة الرتكية يف ال�صكوك.

خام�ضا: جتربة �صركة الأمني لالأوراق املالية وال�صناديق ال�صتثمارية.

�ضاد�ضا: التجربة البحرينية يف ال�صكوك.

�ضابعا: جتربة دبي حكومة وم�صارف.

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 83: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

83

اأنواع �ضكوك ال�ضتثمار التي حتقق لنا منافع، ومقا�ضد وغايات يف متويل البنية التحية:

لها اأنواع كثرية، حيث ميكن اأن نرتب من كل عقد �صرعي �صكوكا، ولكن اأهمها ما ياأتي:

)1( �ضكوك الإجارة بنوعيها ) الت�ضغيلي والتمويلي (.

)2( �ضكوك امل�ضاركة باأنواعها:

اأ ــ �صكوك �صركة امللك

ب –•�صكوك �صركة الأموال

ج –•�صكوك �صركة امل�صاربة

د ــ �صكوك �صركة امل�صاقاة

هـ ــ �صكوك �صركة املزارعة

و ــ �صكوك �صركة املغار�صة

)3( �ضكوك ال�ضت�ضناع

وهكذا....

هذا ما اأردت بيانه يف هذه العجالة،

داعيا الله تعاىل اأن اأكون قد وفقت فيما كتبته واأن يثيبنا على ما بذلت فيه.

واآخر دعوانا اأن احلمد لله رب العاملني، و�ضلى الله على �ضيدنا حممد وعلى اآله و�ضحبه و�ضلم

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 84: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

84

ال�صكوك ال�صالمية ودورها يف التنمية ومتويل البنية التحتية

Page 85: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

8(

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ض�ضية يف املوؤ�ض�ضات املالية الإ�ضالمية

اعداد ــ د. يو�ضف بن عبد الله ال�ضبيلي

اأ�صتاذ الفقه املقارن باملعهد العايل للق�صاء باململكة العربية ال�صعودية

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 86: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

8(

ب�ضم الله الرحمن الرحيم

احلمد لله وال�ضالة وال�ضالم على ر�ضول الله، اأما بعد:

فاإن من اأبرز املجالت التي يتجلى فيها اإحكام ال�صريعة الإ�صالمية، وعلو كعبها، النظام املايل الإ�صالمي، حيث

اإىل قواعد الظلم، وي�صتند العدالة، ومينع اإحكامه، را�صخا يف مبادئه، يحقق جاء بديعا يف تكوينه، قويا يف

حمكمة يتحقق بها اخلري وال�صالح للمجتمعات الإ�صالمية، بل للب�صرية جمعاء اإن هي اأخذت به. يقول �صبحانه

وتعاىل: »اليوم اأكملت لكم دينكم واأمتمت عليكم نعمتي ور�صيت لكم الإ�صالم دينا« )املائدة: الآية 3(.

وتعد ال�صناعة املالية الإ�صالمية من اأ�صرع املجالت منوا على امل�صتوى العاملي، ولذا كان لزاما �صبط م�صريتها،

واإحكام طريقتها، ور�صم خططها، لتحقق اأهدافها، وتبلغ غاياتها.

ومن اأهم الق�صايا التي يجب مراعاتها ل�صبط العمل املايل الإ�صالمي اأن يكون العمل جماعيا موؤ�ص�صيا بعيدا عن

الفردية يف اتخاذ القرارات ور�صم ال�صيا�صات؛ لأن هذه ال�صناعة �صفينة م�صرتكة، ل ميكن اأن يتحقق لها النجاح

بالعفوية والجتهادات الفردية وت�صارب الروؤى والقرارات.

ويف هذه الورقة اإ�صهام يف هذه الق�صية بذكر اأبرز الأ�ص�س التي ميكن اأن ت�صاعد على ن�صر ثقافة العمل املوؤ�ص�صي

يف نطاق عمل املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية،، �صواء داخل املوؤ�ص�صة الواحدة، اأو فيما بني املوؤ�ص�صات املالية يف

الدولة الواحدة، اأو فيما بني املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية على النطاق الدويل.

اأ�ضاأل الله اأن يجنبنا الزلل ويوفقنا ملا ير�ضيه من القول والعمل.

ملاذا نحتاج لن�ضر الثقافة املوؤ�ض�ضية يف املوؤ�ض�ضات املالية الإ�ضالمية؟

مبوؤ�ص�صات نف�صها ت�صمي كونها الإ�صالمية، بالقيم التم�صك �صعار ترفع الإ�صالمية املالية املوؤ�ص�صات اإن ــ 1

ال�صريعة بها العمل التي جاءت القيم اأهم التم�صك مببادئ الإ�صالم واأخالقه، ومن اإ�صالمية، وهذا يحتم عليها

اجلماعي، والتعاون فيما بني املوؤمنني على ما يحقق م�صاحلهم، وهذه القيمة اأكدتها ن�صو�س كثرية يف الكتاب

وال�صنة.

فمن كتاب الله: قول الله تعاىل: »والع�صر، اإن الإن�صان لفي خ�صر، اإل الذين اآمنوا وعملوا ال�صاحلات وتوا�صوا

باحلق وتوا�صوا بال�صرب«. )�صورة الع�صر(.

وقال تعاىل: »وتعاونوا على الرب والتقوى ول تعاونوا على الإثم والعدوان«. )�صورة املائدة: الآية2(.

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 87: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

8(

ـ : »الإعانة هي: الإتيان بكل خ�صلة من خ�صال اخلري املاأمور بفعلها، ـ رحمه اللهـ قال ال�صيخ عبد الرحمن ال�صعدي ـ

والمتناع عن كل خ�صلة من خ�صال ال�صر املاأمور برتكها، فاإن العبد ماأمور بفعلها بنف�صه، ومبعاونة غريه عليها

.)1(

من اإخوانه امل�صلمني، بكل قول يبعث عليها، وبكل فعل كذلك «

ول �صك اأن العمل املايل الإ�صالمي، وتخلي�س التعامالت من العقود الربوية املحرمة، من اأعمال اخلري التي ي�صرع

التعاون عليها.

وقال تعاىل: » واملوؤمنون واملوؤمنات بع�صهم اأولياء بع�س«. )�صورة التوبة: الآية 1)(.

ومن ال�صنة ما جاء يف ال�صحيحني عن النعمان بن ب�صري –ر�صي الله عنه ــ عن النبي �صلى الله عليه و�صلم قال: »

مثل املوؤمنني يف توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل اجل�صد الواحد اإذا ا�صتكى منه ع�صو تداعى له �صائر اجل�صد

.)2(

بال�صهر واحلمى«

وعن اأن�س بن مالك –ر�صي الله عنه ــ عن النبي �صلى الله عليه و�صلم قال: » املوؤمن للموؤمن كالبنيان ي�صد بع�صه

.)3(

بع�صا« و�صبك بني اأ�صابعه

ـ اإن املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية تعمل يف بيئة تناف�صية حممومة مع موؤ�ص�صات �صبقتها بعقود يف هذا امل�صمار، 2ـ

وبنت نف�صها وفق النظم املوؤ�ص�صية احلديثة، فاإذا مل تتخذ املوؤ�ص�صات الإ�صالمية ال�صبل والآليات التي تكفل لها

املناف�صة بجدارة فاإنها لن ت�صتطيع ال�صمود والبقاء يف امليدان.

ومن اأهم ال�صيا�صات التي حتقق النجاح اأن تناف�س وفق اإطار العمل اجلماعي املوؤ�ص�صي، واأن يكون العاملون

يف املوؤ�ص�صة املالية الإ�صالمية فريقا واحدا، يتعاونون لتحقيق الهدف اجلماعي الذي اأن�صئت املوؤ�ص�صة من اأجله،

ويطرحون جانبا الآراء والرغبات الفردية.

واإن مما ل�صك فيه اأن العمل بروح اجلماعة يحقق من النجاحات والتفوق ما ل ميكن حتقيقه يف الأعمال الفردية.

ويف هذا يقول ابن خلدون يف مقدمته: »الإن�صان قد �صاركته جميع احليوانات يف حيوانيته من احل�س واحلركة

والغذاء والكن وغري ذلك واإمنا متيز عنها بالفكر الذي يهتدي به لتح�صيل معا�صه والتعاون عليه باأبناء جن�صه

ء لذلك التعاون...وبني ــ رحمه الله ــ اأهمية الجتماع والتعاون لبني الب�صر وذكر اأن التعاون والجتماع املهي

يح�صل به من الثمرة اأكر من حاجات املتعاونني فقال:

الب�صر غري م�صتقل لتح�صيل حاجاته يف معا�صه واأنهم متعاونون جميعا يف اأن الواحد من ) قد عرف وثبت

عمرانهم على ذلك، واحلاجة التي حت�صل بتعاون طائفة منهم ت�صتد �صرورة الأكر من عددهم اأ�صعافا، فالقوت

)1( تي�صري الكرمي الرحمن 238/2.

)2( اأخرجه البخاري وم�صلم.

)3( اأخرجه البخاري وم�صلم.

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 88: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

88

من احلنطة مثال ل ي�صتقل الواحد بتح�صيل ح�صته منه واإذا انتدب لتح�صيله ال�صتة اأو الع�صرة من حداد وجنار

لالآلت وقائم على البقر واإثارة الأر�س وح�صاد ال�صنبل و�صائر موؤن الفلح وتوزعوا على تلك الأعمال اأو اجتمعوا

وح�صل بعملهم ذلك مقدار من القوت فاإنه حينئذ قوت لأ�صعافهم مرات فالأعمال بعد الجتماع زائدة على حاجات

.)1(

العاملني و�صروراتهم(

ويقول يف مو�صع اآخر فيه مزيد بيان: ) اإن الله �صبحانه وتعاىل خلق الإن�صان وركبه على �صورة ل ي�صلح حياتها

ول بقاوؤها اإل بالغذاء، وهداه اإىل التما�صه بفطرته، ومبا ركب فيه من القدرة على حت�صيله، اإل اأن قدرة الواحد من

الب�صر قا�صرة عن حت�صيل حاجته من ذلك الغذاء، غري موفية له مبادة حياته منه. ولو فر�صنا منه اأقل ما ميكن

فر�صه وهو قوت يوم من احلنطة مثال، فال يح�صل اإل بعالج كثري من الطحن والعجن والطبخ، وكل واحد من

هذه الأعمال الثالثة يحتاج اإىل مواعني واآلت ل تتم اإل ب�صناعات متعددة من حداد وجنار وفاخوري، هب اأنه

ياأكل حبا من غري عالج ؛ فهو اأي�صا يحتاج يف حت�صيله حبا اإىل اأعمال اأخرى اأكر من هذه؛ الزراعة واحل�صاد

والدرا�س الذي يخرج احلب من غالف ال�صنبل، ويحتاج كل واحد من هذه اإىل اآلت متعددة و�صنائع كثرية اأكر

من الأوىل بكثري، وي�صتحيل اأن تويف بذلك كله اأو ببع�صه قدرة الواحد، فالبد من اجتماع القدر الكثرية من اأبناء

.)2(

جن�صه ليح�صل القوت له ولهم(

ـ اإن املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية تواجه العديد من التحديات التي تتطلب التعاون فيما بينها، وفيما بني العاملني 3ـ

يف املوؤ�ص�صة الواحدة، ليكون اجلميع كيد واحدة لتجاوز تلك العقبات، ومن اأبرز تلك التحديات:

اأ ــ القوانني والأنظمة التي و�صعت لتتنا�صب مع طبيعة عمل املوؤ�ص�صات املالية التقليدية، ول تراعي الفروقات التي

يتطلبها العمل املايل الإ�صالمي.

ب ــ املعايري والنظم املحا�صبية واملالية التي تطبق على جميع املوؤ�ص�صات املالية مع كونها مو�صوعة اأ�صا�صا للعمل

املايل التقليدي.

ج ــ الهجوم الفكري والثقايف على ال�صريفة الإ�صالمية �صواء من املعادين لفكرة البنوك الإ�صالمية من املت�صبعني

بالأنظمة املالية الغربية، اأو من املح�صوبني على التيار الديني الذين ينظرون اإىل ال�صريفة الإ�صالمية على اأنها نوع

من احليل املركبة لتغليف املعامالت الربوية باملظهر الإ�صالمي.

4 ــ اإن املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية يتطلب عملها تعاون جمموعة من املتخ�ص�صني يف جمالت �صتى بحيث متر

املعاملة على جميع اأولئك، فهي حتتاج اإىل:

• اخلبري املتخ�ص�س يف الأمور املالية

)1( مقدمة ابن خلدون 0/1)3.

)2( مقدمة ابن خلدون 2/2)2 ــ 4)2

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 89: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

89

• واخلبري املتخ�ص�س يف اجلوانب القانونية

• واخلبري املتخ�ص�س يف اجلوانب ال�صرعية

وما مل تكتمل هذه الدائرة فاإن العمل يكون خمتال بال ريب. فحتى القرار ال�صرعي الذي يتميز به العمل املايل

الإ�صالمي يجب اأن يكون مراعيا للجوانب املالية بحيث ل يعر�س املوؤ�ص�صة للخطر اأو للخ�صارة، واأن يراعي كذلك

البيئة القانونية التي يقدم فيها املنتج اأو املعاملة، واإل كان القرار ال�صرعي تنظرييا ل ميكن تطبيقه، اأو اأن تطبيقه

�صيوؤدي اإىل اإ�صكالت قانونية اأو مالية.

م�ضتويات العمل املوؤ�ض�ضي اجلماعي يف املوؤ�ض�ضات املالية الإ�ضالمية:

لتحقيق اأدنى الكمال يف العمل املوؤ�ص�صي داخل اإطار املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية فيتطلب ذلك مراعاة هذا الأمر

يف امل�صتويات الثالث:

امل�ضتوى الأول: داخل املوؤ�ص�صة املالية الإ�صالمية الواحدة.

امل�ضتوى الثاين: فيما بني املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية يف الدولة الواحدة.

امل�ضتوى الثالث: فيما بني املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية على النطاق الدويل.

وفيما يلي �صبل حتقيق اجلماعية يف كل م�صتوى من امل�صتويات الثالثة ال�صابقة:

املطلب الأول

حتقيق العمل املوؤ�ض�ضي داخل املوؤ�ض�ضة املالية الواحدة

اأن يتعاون العاملون داخل املوؤ�ص�صة الواحدة املرتكز الأول لتحقيق روح اجلماعية يف العمل املايل الإ�صالمي

ليكونوا فيما بينهم فريقا واحدا متعاونني ل متنافرين، ومتكاملني ل مت�صادين. وميكن حتقيق ذلك من خالل

ما يلي:

اأول ــ التعاون فيما بني هيئة الرقابة ال�ضرعية والإدارات الأخرى:

فاإن من الإ�صكالت الكربى التي تعيق م�صرية امل�صارف واملوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية اأن ينظر اإىل هيئة الرقابة

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 90: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

90

ال�صرعية على اأنها هيئة رقابية جاثمة على الإدارات الأخرى، وكثريا ما ن�صمع ال�صكاية من الإدارة التنفيذية من

كون الهيئة ال�صرعية تعيق عمل البنك، وترف�س منتجات اأم�صى البنك يف درا�صتها والإعداد لها فرتات طويلة.

و�صبب ذلك يف نظري هو غياب الروح التعاونية فيما بني هيئة الرقابة ال�صرعية والإدارات الأخرى، فاملفرت�س اأن

تعامل هيئة الرقابة ال�صرعية كما لو كانت جزءا من تطوير املنتجات ل رقيبا عليها فح�صب، ومن اخلطوات اجليدة

ما قامت بع�س البنوك من متثيل الهيئة ال�صرعية يف اإدارة تطوير املنتجات، لت�صارك الهيئة يف البتكار والتطوير

وفتح جمالت اأو�صع للموؤ�ص�صة لطرح منتجات متوافقة مع ال�صريعة، ويف كثري من الأحيان جند اأن البنك يلجاأ

اإىل اآليات معقدة اأو غري مبا�صرة، ظنا منه اأن بع�س الآليات املبا�صرة حمرمة، ولو اأنه اأ�صرك الهيئة ال�صرعية منذ

البداية يف تطوير املنتج ملا احتاج اإىل اإنفاق تلك التكاليف واجلهود ال�صائعة.

ثانيا ــ التعاون فيما بني الإدارات يف املوؤ�ض�ضة ون�ضر روح التعاون فيما بينهم:

فمن ال�صروري اأن تن�صر املوؤ�ص�صة ثقافة التعاون فيما بني العاملني، واأن توؤكد على الر�صالة التي يجب اأن يحملها

كل العاملني، كونهم ينتمون اإىل موؤ�ص�صة ترفع �صعار الإ�صالم ير�صخ مفهوم التعاون، ويدعو اإىل اجلماعة وينبذ

الفرقة والنعزال )عليكم باجلماعة فاإن يد الله على اجلماعة(. واأن يذكر العاملون باأن ما يقومون به من عمل هو

من اأعمال القربة التي يثابون عليها حتى ولو مل يكن عمل الواحد يف الرقابة ال�صرعية اأو يف الفتيا؛ فاإن التعاون

على املعامالت املالية املباحة وحتري الك�صب الطيب ل �صك اأنه من الأعمال التي يثاب عليها املرء اإذا اأخل�س النية

لله، ففي م�صند الإمام اأحمد عن رفاعة بن رافع ــ ر�صي الله عنه ــ قال: �صئل النبي �صلى الله عليه و�صلم عن اأطيب

الك�صب فقال: عمل الرجل بيده وكل بيع مربور«.

ومن املنا�صب اأن جتعل الهيئة ال�صرعية من مهامها تثقيف العاملني يف هذا املجال من خالل الن�صرات الدورية اأو

الدورات التدريبية ونحو ذلك.

ثالثا ــ حتقيق اجلودة ال�ضرعية يف العمل املايل داخل املوؤ�ض�ضة:

جميع يف ال�صرعية والأحكام بال�صوابط التزامها هو غريها عن الإ�صالمية املالية املوؤ�ص�صات مييز فالذي

تعامالتها، وهذا اللتزام يجب اأن يكون حقيقيا ل دعائيا، الأمر الذي يحتم اأن يكون جهاز الرقابة ال�صرعية يف

املوؤ�ص�صة حمكما. ومن الأ�صف اأن جند التهاون يف هذا الأمر يف عدد من املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية فال تعنيها

اجلودة ال�صرعية، بل رمبا اقت�صر الأمر على جمرد ا�صت�صارات �صرعية بني الفينة والأخرى لت�صفي على منتجاتها

ال�صبغة الإ�صالمية فح�صب، ولو كان ذلك على ح�صاب اجلودة ال�صرعية.

والرقابة ال�صرعية باملفهوم ال�صامل تعني: و�صع �صوابط �صرعية م�صتمدة من الأدلة ال�صرعية، ثم متابعة تنفيذها

)املراجعة( اأوالتدقيق ال�صرعية، ال�صت�صارة مفهوم من اأو�صع املفهوم بهذا فهي التنفيذ. �صحة من للتاأكد

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 91: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

91

، بل هي ت�صمل وظيفتني:)1(

ال�صرعية

الوظيفة الأوىل: و�صع املعايري ال�صرعية ل�صبط عمل املوؤ�ص�صة املالية. وهذه الوظيفة تاأخذ حكم الفتوى؛ لأن ما

ي�صدر عن الهيئة بهذا اخل�صو�س يعد اأحكاما �صرعية، فيجب الأخذ ب�صوابط الفتوى واملفتي فيها.

والوظيفة الثانية: التاأكد من �صالمة تنفيذ املوؤ�ص�صة للمعايري والأحكام ال�صادرة من هيئة الرقابة، وفح�س

.)2(

مدى التزامها بتلك الأحكام يف جميع اأن�صطتها

وهذه الوظيفة ل تقل اأهمية عن �صابقتها، لأن تطبيق الفتوى على وجه غري �صليم فيه حتريف للحكم ال�صرعي،

وتغرير مبن يتعامل مع املوؤ�ص�صة؛ ولهذا فاإن من املتعني على هيئة الرقابة ال�صرعية حني ت�صدر الفتوى للموؤ�ص�صة

اأن ت�صع الآليات الرقابية الكفيلة بتطبيق الفتوى على الوجه ال�صحيح.

بناء داخل موؤ�ص�صي ب�صكل مهيكلة املوؤ�ص�صة يف ال�صرعية الرقابة تكون اأن بد ل ال�صرعية اجلودة ولتحقيق

املوؤ�ص�صة املالية، وذلك بتوافر جهازين اأ�صا�صيني وجهاز م�صاند يف هيكل املوؤ�ص�صة كحد اأدنى:

اأما اجلهازان الأ�ضا�ضيان فهما:

1 ــ هيئة الفتوى:

وت�صم جمموعة من علماء ال�صريعة املتخ�ص�صني يف التعامالت املالية، ممن لديهم الأهلية للفتوى يف هذا املجال،

بحيث ل يقل عددهم عن ثالثة؛ ليتحقق بذلك اأن الفتوى �صادرة عن اجتهاد جماعي، لأن الثنني يف حال اختالفهما

ل مرجح لأحدهما، واإذا رجح قول اأحدهما لكونه رئي�صا فماآل الأمر اإىل اأن تكون الفتوى �صادرة عن اجتهاد

فردي ل جماعي.

والأخذ براأي الأغلبية يف حال اختالف اأع�صاء هيئة الفتوى يف بع�س الجتهادات ل يخرج عن مفهوم اإطار العمل

اجلماعي املوؤ�ص�صي، فهذا هو املعمول به يف عامة املجامع الفقهية وهيئات الجتهاد اجلماعي.

وميكن اأن ي�صتاأن�س لذلك بفعل النبي �صلى الله عليه و�صلم يوم اأحد؛ فاإنه اأخذ براأي الأغلبية من ال�صحابة الذين

كانوا يريدون اخلروج من املدينة، مع اأن راأيه وراأي بع�س ال�صحابة يف البقاء بها، فعن ابن عبا�س ــ ر�صي الله

عنهما ــ قال: »تنفل ر�صول الله �صلى الله عليه و�صلم �صيفه ذا القفار يوم بدر، قال ابن عبا�س: وهو الذي راأى

فيه الروؤيا يوم اأحد، وذلك اأن ر�صول الله �صلى الله عليه و�صلم ملا جاءه امل�صركون يوم اأحد كان راأيه اأن يقيم

باملدينة فيقاتلهم فيها، فقال له نا�س مل يكونوا �صهدوا بدرا: تخرج بنا يا ر�صول الله اإليهم نقاتلهم باأحد، ورجوا

)1( ينظر: معايري املحا�صبة ال�صادرة من هيئة املحا�صبة واملراجعة للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية )معيار ال�صبط( 2/)1، الرقابة ال�صرعية يف امل�صارف الإ�صالمية، ح�صن

يو�صف داود �س )1، دور الرقابة ال�صرعية يف تطوير الأعمال امل�صرفية، د. حممد عبد احلكيم زعري 44/1، املوؤمتر الأول للهيئات ال�صرعية بالبحرين.

)2( معايري املحا�صبة واملراجعة ال�صادرة من هيئة املحا�صبة واملراجعة للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية )معيار ال�صبط( 2/)1.

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 92: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

92

.)1(

اأن ي�صيبوا من الف�صيلة ما اأ�صاب اأهل بدر، فما زالوا به حتى لب�س اأداته«

2 ــ جهاز الرقابة الداخلي:

وي�صم جمموعة من املراقبني ال�صرعيني ممن لهم اإملام بال�صوابط ال�صرعية، ول يلزم اأن يكونوا من الفقهاء فقد

املوؤ�ص�صة عن املخالفات اأعمال اأو غريهم. ووجود هذا اجلهاز �صروري حلفظ اأو قانونيني يكونون حما�صبني

ال�صرعية، ومتابعة تنفيذ قرارات هيئة الفتوى على الوجه ال�صحيح، وعلى هذا فوجود هذا اجلهاز واجب؛ لأن ما

ل يتم الواجب اإل به فهو واجب، والفتوى بال رقابة �صتبقى ــ يف اأح�صن اأحوالها ــ رهينة اجتهاد املوظف الذي قد

يخطئ يف تنفيذها اأو يحرف بع�س ما ت�صمنه جهال منه مب�صمونها.

واأما اجلهاز امل�صاند لعمل الرقابة فهو:

وحدة البحوث:

فقد يتطلب العمل الرقابي درا�صة م�صاألة م�صتجدة مل ي�صبق لهيئة الفتوى اأن اتخذت راأيا فيها، فمن املنا�صب وجود

عدد كاف من الباحثني ال�صرعيني، لدرا�صة امل�صاألة، وجمع اأقوال اأهل العلم فيها، ثم عر�صها على هيئة الفتوى

قبل اأن ت�صدر قرارها فيها.

معايري ل�ضبط اجلودة ال�ضرعية يف املوؤ�ض�ضة املالية:

املعيار الأول: ال�ضتقالل واحلياد:

التي ي�صدرها القرارات املو�صوعية يف ل�صمان حتقق اأ�صا�صي ال�صرعية الرقابة لع�صو ال�صتقالل اإن عن�صر

حيال اأعمال املوؤ�ص�صة بعيدا عن اأي �صغوط مادية اأو معنوية ميكن اأن متار�س جتاهه للتاأثري على راأيه.

اأن ما ي�صدر عن ع�صو هيئة الرقابة ال�صرعية يت�صمن ال�صهادة للموؤ�ص�صة؛ فاإذا مل يكن م�صتقال وم�صتند ذلك

فاإن ذلك يوجب الطعن يف �صهادته. وقد ن�س اأهل العلم على رد �صهادة الأجري ملن ا�صتاأجره فيما ا�صتاأجره فيه؛

لوجود التهمة وانعدام احلياد. قال يف �صرح املنتهى: »من املوانع اأن يجر ال�صاهد ب�صهادته نفعا لنف�صه ك�صهادته

ملوكله..و �صهادته مل�صتاأجره مبا ا�صتاأجره فيه..كمن نوزع يف ثوب ا�صتاأجر اأجريا خلياطته اأو �صبغه اأو ق�صره،

.)2(

فال تقبل �صهادة الأجري به مل�صتاأجره للتهمة«

وي�صمل معيار ال�صتقالل ثالثة اأ�صياء:

)1( رواه اأحمد )4/)14 ــ بتحقيق اأحمد �صاكر(، والبيهقي )/41. وقال الهيثمي: رجاله رجال ال�صحيح) جممع الزوائد )/110(، وقال ابن حجر: اإ�صناده �صحيح )فتح

الباري 3/13)3(.

)2( �صرح املنتهى 89/3). وينظر: رد املحتار )/ 9)4، حا�صية الد�صوقي 3/4)1، مغني املحتاج )/4)3.

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 93: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

93

الأول ــ ال�ضتقالل الوظيفي:

باأن يكون ع�صو هيئة الرقابة ال�صرعية )املفتي( من خارج املوؤ�ص�صة، واأن تكون مكانة الرقابة ال�صرعية الداخلية

ال�صرعية للرقابة التنظيمي امل�صتوى ينخف�س واأل م�صئولياتها، لإجناز كافية للموؤ�ص�صة التنظيمي الهيكل يف

، كما يجب اأن يكون املرجع الفني للمراقب ال�صرعي الداخلي هو )1(

الداخلية عن م�صتوى اإدارة املراجعة الداخلية

هيئة الرقابة ال�صرعية ولي�س اإدارة املوؤ�ص�صة، فيكون مرتبطا بامل�صرف اإداريا واأما تقاريره الرقابية فتعتمد من

الهيئة.

والثاين ــ ال�ضتقالل املايل:

ويتحقق ذلك يف ع�صو هيئة الرقابة باأل تكون مكافاأته مرتبطة مبا يجيزه للموؤ�ص�صة من عقود، واإمنا تقدر بجهده

وعمله، واأل يربط اأجر املراقب ال�صرعي الداخلي مبا يف م�صمون التقارير التي ي�صدرها.

ثالثا ــ ال�ضتقالل يف التعيني والعزل:

املوؤ�ص�صة، وهي جمعية امل�صاهمني، ول اأعلى �صلطة يف ال�صرعية من الرقابة اأن يكون تعيني ع�صو هيئة فيجب

يعزل اإل بقرار منها. واأما املراقب ال�صرعي الداخلي فيكون تعيينه وعزله بقرار اإداري ب�صرط موافقة هيئة الرقابة

ال�صرعية على ذلك.

املعيار الثاين: التاأهيل العلمي والعملي:

باأن يتحقق يف ع�صو هيئة الرقابة ال�صفات العلمية والعملية الالزمة لهذه املهمة، بحيث يكون قادرا على ال�صتنباط

يف الق�صايا امل�صتجدة، متمكنا من فهم كالم املجتهدين، عاملا بالأعراف ال�صائدة يف الأو�صاط املالية. واأما التاأهيل

العلمي والعملي للمراقب ال�صرعي فباأن يكون ملما باأ�صول املعامالت املالية يف ال�صريعة و�صوابطها، واأن يكون

لديه اخلربة املنا�صبة للعمل يف جمال التدقيق ال�صرعي.

املعيار الثالث: تدريب العاملني يف املوؤ�ض�ضة على ال�ضوابط ال�ضرعية:

وهذا املعيار �صروري جدا؛ لأن وجود فجوة كبرية بني الهيئة ال�صرعية والعاملني يف املوؤ�ص�صة يحدث خلال كبريا

يف التطبيق، فمن غري املنا�صب اأن ت�صدر القرارات من الهيئة ول يعرف العاملون م�صامينها اأو اآلية تنفيذها،

باملفاهيم املالية املوؤ�ص�صة يف العاملني وتثقيف تدريب ال�صرعية الهيئة برامج من يكون اأن الأهمية فمن ولذا

وال�صوابط ال�صرعية، واآلية تنفيذ قرارات الهيئة ال�صرعية، والتوعية بالأخالقيات التي يجب على امل�صلم التحلي

بها يف معامالته، وغر�س الرقابة الذاتية يف اأنف�صهم مبراقبة الله تعاىل اأول واحلر�س على اأداء الأمانة على الوجه

ال�صرعي ال�صحيح، وبذا يكون كل واحد منهم مراقبا �صرعيا داخليا.

)1( معايري املحا�صبة واملراجعة 2/)2.

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 94: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

94

املعيار الرابع: الإلزام:

، واأما يف فتاوى هيئات الرقابة ال�صرعية )1(

الأ�صل يف الفتوى العامة –•كما يقرر اأهل العلم –•اأنها غري ملزمة

فاإن عن�صر الإلزام جزء ل يتجزاأ منها، وهذا هو عن�صر القوة، واإذا جتردت الفتوى عن الإلزام فال ي�صح و�صف

الهيئة باأنها هيئة رقابة �صرعية، بل هي يف احلقيقة هيئة ا�صت�صارية �صاأنها ك�صاأن اأي جهة اإفتاء اأخرى.

املعيار اخلام�س: التدقيق والفح�س )املراجعة(:

من وللتاأكد لعمالئها الإ�صالمية املالية املوؤ�ص�صات تقدمها التي املنتجات ل�صالمة الرتكاز حمور التدقيق يعد

موافقتها لفتاوى هيئة الرقابة ال�صرعية، فاإذا غيب هذا املبداأ اأو هم�س فقدت الرقابة ال�صرعية م�صداقيتها. ومن

واقع احلال اإذامل تعتمد هيئة الرقابة ال�صرعية �صيا�صات اإجرائية منا�صبة ت�صمن القيام باأعمال التدقيق واملراجعة

على الوجه ال�صحيح من حيث عدد املراقبني، و�صالحياتهم داخل امل�صرف، واآليات الفح�س، فاإن من النادر اأن

يكون املنتج وفق املعايري التي و�صعتها الهيئة.

والت�صاهل يف هذا الأمر اأوجد خلال ملحوظا يف عمل بع�س الهيئات ال�صرعية اإىل درجة اأن جند منتجات ت�صوق

على العمالء على اأنها جمازة من الهيئة يف الوقت الذي يفتي فيه الأع�صاء على املنابر بتحرميها، ومن�صاأ اخللل

هنا –يف نظر الباحث ــ من �صعف التدقيق. والناظر يف الواقع ل يجد تنا�صبا يف كثري من الأحيان بني عدد

املراقبني ال�صرعيني )الداخليني( وحجم العمل املنوط بهم.

املعيار ال�ضاد�س: اللتزام بالجتهاد اجلماعي:

اإن ما مييز فتاوى الهيئات ال�صرعية اأنها �صادرة عن اجتهاد جماعي، وهذا بال �صك يعطي الفتوى قوة وقبول.

فالأمر كما يقول عبيدة ال�صلماين لعلي بن اأبي طالب –ر�صي الله عنه: » راأيك مع عمر يف اجلماعة اأحب اإلينا من

.)2(

راأيك وحدك«

ول يتحقق و�صف الجتهاد اجلماعي اإل باأن يكون عدد الأع�صاء ثالثة؛ لأن امل�صت�صار الواحد لي�س بجماعة، واأما

الثنان فهما دون اأقل اجلمع عند من يرى من اأهل العلم اأن اأقله ثالثة؛ ولأن الثنني اإذا اختلفا يف الراأي وترجح

راأي اأحدهما لأي �صبب فيكون اجتهادا فرديا.

املعيار ال�ضابع: جتنب الأقوال ال�ضاذة وتتبع الرخ�س:

املالية املوؤ�ص�صات العمل اجلماعي يف للمحافظة على م�صرية الدفاع احل�صني الأمان وخط الفتوى �صمام تعد

الإ�صالمية، فاإذا انفردت الهيئة ال�صرعية باآراء واأقوال تخالف الجتهادات اجلماعية املعتربة فال جتدي اأي و�صيلة

)1( من كالم لبن القيم يف اأعالم املوقعني 30/1، وينظر: اأنواء الربوق 48/1، ك�صاف القناع )/299.

)2( اأخرجه ابن اأبي �صيبة يف م�صنفه يف باب بيع اأمهات الأولد )/)18. و�صححه ال�صوكاين يف نيل الأوطار )/)11.

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 95: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

9(

ل�صبط مفهوم العمل اجلماعي داخل املوؤ�ص�صة؛ لأن اخللل هنا يف الأ�صا�س الذي تنطلق منه اأعمال املوؤ�ص�صة وتبنى

عليه كل املنتجات. ووجود قول �صابق لأحد الفقهاء املتقدمني لي�س م�صوغا لتبني ذلك القول، فالأقوال كلها تقا�س

مبعيار الكتاب وال�صنة، واأما قول العامل فيحتج له ول يحتج به، وقد »قيل لالإمام اأحمد: اإن ابن املبارك قال كذا

وكذا. قال: ابن املبارك مل ينزل من ال�صماء. وقال: من �صيق علم الرجل اأن يقلد…ويف وا�صح ابن عقيل: من

م يف النف�س ل بدليل، فهو اأعظم حائل عن احلق، اأكرب الآفات: الإلف ملقالة من �صلف، اأو ال�صكون اإىل قول معظ

.)1(

وبلوى جتب معاجلتها«

املطلب الثاين

حتقيق العمل اجلماعي فيما بني املوؤ�ض�ضات يف الدولة الواحدة

حيث اإن املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية جتمعها عنا�صر م�صرتكة، فمن الأهمية وجود تن�صيق فيما بينها يتحقق من

خالله التكامل فيما بني اأعمال هذه املوؤ�ص�صات. وميكن اأن يتم ذلك من خالل ما يلي:

اأول ــ التعاون فيما بني املوؤ�ض�ضات على املطالبة ب�ضن قوانني مالية تتوافق مع اأحكام ال�ضريعة:

فمن اخللل ما جنده يف كثري من الدول الإ�صالمية من غياب القوانني املنظمة لعمل املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية،

ول يقت�صر الأمر على ذلك بل قد تكون القوانني املعمول بها متنع املمار�صات املالية الإ�صالمية، مما ي�صطر هذه

املوؤ�ص�صات اإىل اأن تكون تعامالتها مبنية على ا�صتثناءات اأو على اأحكام ال�صرورة اأو غري ذلك.

وتعاون املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية يف هذا الإطار مما يحقق امل�صلحة امل�صرتكة لها جميعا.

ثانيا ــ التن�ضيق امل�ضرتك فيما بني املوؤ�ض�ضات املالية:

البنك بتعامالتها مع يتعلق فيما الإ�صالمية، ول�صيما املالية املوؤ�ص�صات فيما بني فهناك ق�صايا كثرية م�صرتكة

املركزي يف الدولة، فينبغي اأن يكون بينها تن�صيق لأجل النظر يف هذه الق�صايا ب�صورة جماعية. ومما ي�صهم يف

هذا املجال:

ـ تكوين جلان م�ضرتكة فيما بني املوؤ�ض�ضات املالية. واأذكر هنا على �صبيل املثال اأن البنوك الإ�صالمية يف 1ـ

اململكة العربية ال�صعودية اأن�صاأت فيما بينها جلنة م�صرتكة ت�صم ممثال من اإدارة تطوير املنتجات اأو اإدارة اخلزينة

من كل بنك، وجتتمع ب�صكل دوري مع امل�صوؤولني يف البنك املركزي )موؤ�ص�صة النقد العربي ال�صعودي( للو�صول

اإىل روؤى موحدة حول اإدارة ال�صيولة لدى البنك املركزي وغريها من الق�صايا امل�صرتكة.

)1( �صرح الكوكب املنري �س 29)

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 96: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

9(

2 ــ عقد لقاءات وندوات دورية، وذلك ملناق�صة الق�صايا التي تهم هذه املوؤ�ص�صات، للو�صول اإىل اآراء موحدة

اأو متقاربة، �صواء على م�صتوى الهيئات ال�صرعية اأو الإدارات التنفيذية اأو غريها.

ثالثا ــ اإن�ضاء مراكز ومعاهد تدريب م�ضرتكة يف كل دولة:

فال يزال هناك ق�صور كبري يف عدد العاملني يف قطاع املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية، وهي تعاين من �صح كبري،

مما ي�صطرها اأحيانا اإىل ال�صتعانة مبن لي�س لديهم الأهلية لذلك. ويف احلقيقة فاإن املوؤ�ص�صات املالية عندما تدعم

مثل هذه الربامج فهي حتقق امل�صلحة لها وللمجتمع؛ فاإن هوؤلء املتدربني �صي�صهمون يف دعم هذه ال�صناعة.

وميكن اأن يتم دعم هذه الربامج من خالل اجلامعات يف اأق�صامها العلمية، اأو الكرا�صي البحثية، اأو باإن�صاء معاهد

اأو مراكز تدريب اأهلية.

رابعا ــ التوفيق فيما بني فتاوى الهيئة ال�ضرعية مع فتاوى الهيئات الأخرى:

جمهور عليه ما بها تخالف باآراء النفراد يف بها النا�س وثقة موقعها ت�صتغل اأن ال�صرعية للهيئة ينبغي فال

اأن ينبغي بل الفتاوى فح�صب، اإ�صدار على تقت�صر ل الهيئات ر�صالة اأن ذلك املالية، النوازل املعا�صرين يف

ت�صهم يف تقارب الفتاوى. ول باأ�س باأن تتخلى الهيئة اأو بع�س اأع�صائها عن بع�س الآراء موافقة للجماعة؛ فاإن

موافقة اجلماعة يف امل�صائل الجتهادية الظاهرة فيما يراه املجتهد مرجوحا خري من مفارقتهم اإىل مايراه راجحا.

اأن يرتك الإن�صان الأف�صل لتاأليف القلوب، واجتماع اأي�صا ويف هذا يقول �صيخ الإ�صالم ابن تيمية: »وي�صوغ

الكلمة خوفا من التنفري عما ي�صلح كما ترك النبي �صلى الله عليه و�صلم بناء البيت على قواعد اإبراهيم...وقال

ابن م�صعود ــ ملا اأكمل ال�صالة خلف عثمان، واأنكر عليه فقيل له يف ذلك، فقال ــ اخلالف �صر;•ولهذا ن�س الأئمة

كاأحمد وغريه على ذلك بالب�صملة، ويف و�صل الوتر، وغري ذلك مما فيه العدول عن الأف�صل اإىل اجلائز املف�صول،

)1(

مراعاة ائتالف املاأمومني، اأو لتعريفهم ال�صنة، واأمثال ذلك«.

خام�ضاــ تكوين هيئة �ضرعية عليا تكون مرجعا للهيئات ال�ضرعية:

يعد اجلانب ال�صرعي هو القا�صم امل�صرتك الأهم يف عمل املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية؛ ولذا فاإن من ال�صيا�صات

التنظيمية التي ت�صهم ب�صكل كبري يف حتقيق مفهوم العمل اجلماعي املوؤ�ص�صي فيما بني هذه املوؤ�ص�صات، ورفع

م�صتوى اجلودة ال�صرعية فيها، تكوين هيئة �صرعية عليا يف كل بلد، تكون مرجعا لهيئات الرقابة يف ذلك البلد.

وهذا التنظيم ل يخلو من حالني:

احلال الأوىل: اأن يكون لغر�س توحيد الفتوى، بحيث تعر�س جميع فتاوى الهيئات الفرعية على الهيئة العليا

)1( الفتاوى الكربى 2 / 182. ومن ذلك اأي�صا ما جاء يف املدونة: “•قلت ملالك: اإنه يلينا قوم يرون خالف ما ترى يف ال�صهو؟. قال: اتبعوه فاإن اخلالف �صر”. املدونة

.222/1

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 97: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

9(

فتنق�صها اأو تقرها. فهذا ــ فيما يظهر للباحث ــ غري مقبول من الناحية ال�صرعية ومن الناحية العملية:

اأفراد يف الجتهاد وح�صر واحدة، لهيئة الفتوى احتكار التنظيم هذا فموؤدى ال�ضرعية، الناحية من اأما

ــ العلماء ــومنهم النا�س اأن الكونية �صنته اقت�صت فقد وال�صرعية، الكونية الله �صنة خالف وهو معدودين،

متفاوتون يف املدارك والأفهام؛ ليختلفوا يف اجتهاداتهم. واقت�صت �صنته ال�صرعية منع التقليد والأمر بالجتهاد

ملن كان قادرا عليه، بل جعل للمجتهد اأجرا ولو اأخطاأ، كما قال ــ عليه ال�صالة وال�صالم:»اإذا حكم احلاكم فاجتهد

.)1(

فاأ�صاب فله اأجران واإذا حكم فاجتهد فاأخطاأ فله اأجر واحد«

وقد ن�س اأهل العلم على اأن الجتهاد من فرو�س الكفايات، واأن حكم املجتهد يف امل�صائل الظنية ل يجوز نق�صه

يف امل�صائل الجتهادية. قال الفتوحي: »ل ينق�س حكم حاكم يف م�صاألة اجتهادية عند الأئمة الأربعة ومن وافقهم،

ومثل هذا الختالف الذي ل يزيد الفجوة ول يوؤدي اإىل الفرقة حممود. يقول �صيخ )2(

للت�صاوي يف احلكم بالظن«.

الإ�صالم ابن تيمية ــ رحمه الله ــ : »وقد اتفق ال�صحابة يف م�صائل تنازعوا فيها، على اإقرار كل فريق للفريق الآخر

.)3(

على العمل باجتهادهم..ومذهب اأهل ال�صنة واجلماعة اأنه ل اإثم على من اجتهد واإن اأخطاأ«

واأما من الناحية العملية، فال يتنا�صب هذا التنظيم مع طبيعة الأعمال املالية التي تتغري ب�صكل مت�صارع يتعذر

معه اإ�صناد اإجازتها اإىل جهة واحدة.

واحلال الثانية: اأن يكون لغر�س تقريب الفتاوى و�صبطها ل توحيدها، فال يلزم عر�س جميع الفتاوى على

تلك الهيئة، واإمنا تتوىل اأمرين:

الأول: مراقبة عمل الهيئات الفرعية ل�صبط اجلودة النوعية والتاأكد من ح�صن اأدائها، وو�صع الآليات املنظمة

لذلك.

املعايري تت�صمن هذه اأن للهيئات. وميكن ملزمة وتكون العامة ال�صرعية وال�صوابط املعايري والثاين: و�صع

�صوابط للتعامالت املحرمة التي ترى الهيئة اأن القول بجوازها �صاذ. فقد ن�س اأهل العلم على اأن من احلالت التي

.)4(

يجوز فيها نق�س حكم املجتهد خمالفته ن�س كتاب اأو �صنة اأو اإجماع قطعي

وتكوين هيئة عليا لهذه الأغرا�س مقبول بل مطلوب �صرعا، وهو ي�صهم ب�صكل كبري يف �صبط الفتوى وحتقيق

اجلودة النوعية للرقابة ال�صرعية.

وهذه الهيئة مبثابة الهيئة ال�صرعية للموؤ�ص�صة الكربى وهي الدولة التي ت�صم حتتها موؤ�ص�صات �صغرية وهيئات

)1( اأخرجه البخاري وم�صلم من حديث عمرو بن العا�س ــ ر�صي الله عنه ــ .

)2( التحرير يف اأ�صول الفقه )4).

)3( جمموع الفتاوى 19 / 122.

)4( �صرح الكوكب املنري �س 10)، البحر املحيط 8/ 228.

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 98: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

98

ال�صرعية يف الرقابة لهيئات التامة، وتكون قراراتها ملزمة بال�صتقاللية العليا الهيئة تتمتع اأن فرعية، ويجب

املوؤ�ص�صات املالية، وت�صم جمموعة من علماء ال�صريعة املتخ�ص�صني يف املعامالت املالية، ويتبعها جهاز اأمانة عامة

ال�صرعية والقانونية وامل�صرفية، العلوم الإدارية واملالية، وباخلرباء يف جمال الالزمة التجهيزات بكافة يزود

والقت�صاد واملال.

ولي�س من اخت�صا�س الهيئة العليا درا�صة عقود املوؤ�ص�صات املالية اأو اإجازة منتجاتها، واإمنا يكون لها الخت�صا�س

فيما يلي:

1 ــ و�صع املعايري وال�صوابط ال�صرعية للتعامالت املالية، ويكون لهيئات الرقابة الجتهاد فيما ل يتعار�س مع

هذه املعايري.

مة لعمل هيئات الرقابة ال�صرعية، مبا يف ذلك اآليات تعيني الأع�صاء، وعددهم، 2 ــ و�صع املعايري التنفيذية املنظ

وغري ذلك.

3 ــ و�صع معايري املراجعة والتدقيق ال�صرعي )الرقابة الداخلية(.

4 ــ الإ�صراف على عمليات حتول املوؤ�ص�صات املالية التقليدية اإىل اإ�صالمية.

) ــ اإ�صدار القرارات ال�صرعية فيما يحال اإليها من مو�صوعات مالية من اجلهات املختلفة.

املطلب الثالث

حتقيق العمل اجلماعي فيما بني املوؤ�ض�ضات على النطاق الدويل

فمفهوم العمل اجلماعي ل يقت�صر على نطاق املوؤ�ص�صة اأو الدولة الواحدة، واإمنا يتعداهما اإىل الإطار الدويل،

فاملوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية ت�صري يف منظومة واحدة، والتحديات التي تواجهها ل تخت�س ببلد دون بلد ول

مبوؤ�ص�صة دون الأخرى، ون�صر ثقافة العمل املوؤ�ص�صي اجلماعي فيما بني املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية مما ي�صهم

ب�صكل كبري يف حتقيق اأهدافها.

ومن الو�صائل التي ت�صاعد على حتقيق ذلك:

اأول ــ اإن�ضاء هيئات دولية للتن�ضيق فيما بني املوؤ�ض�ضات املالية الإ�ضالمية:

فاملوؤ�ص�صات التقليدية قد �صبقت يف هذا املجال، ولها هيئاتها الدولية املعنية بو�صع املعايري الفنية واملحا�صبية التي

حتكم عملها، بينما املوؤ�ص�صات الإ�صالمية ل تزال يف مراحلها الأوىل يف هذا املجال.

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 99: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

99

ولعل من اأبرز الهيئات الدولية التي ت�صهم يف ن�صر ثقافة العمل اجلماعي الدويل:

1 ــ هيئة املحا�ضبة واملراجعة للموؤ�ض�ضات املالية الإ�ضالمية:

وقد اأن�صئت يف فرباير عام 1990 يف اجلزائر ومت ت�صجيلها يف مار�س 1991 يف دولة البحرين ب�صفتها هيئة

عاملية ذات �صخ�صية معنوية م�صتقلة ل ت�صعى اإىل الربح.

وتهدف الهيئة اإىل تطوير فكر املحا�صبة واملراجعة للموؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية، ون�صر ذلك الفكر وتطبيقاته عن

طريق التدريب وعقد الندوات واإ�صدار الن�صرات الدورية واإعداد الأبحاث وغري ذلك من الو�صائل. وقد اأ�صهمت

ال�صرعية فيما بني بالهيئة ب�صكل كبري يف تقريب الجتهادات ال�صرعي ال�صرعية ال�صادرة من املجل�س املعايري

الهيئات املختلفة.

2 ــ جمل�س اخلدمات املالية الإ�ضالمية:

اأن�صئ املجل�س يف عام 2002 بكوالملبور ــ ماليزيا وبداأ ممار�صة ن�صاطه يف عام 2003 م.

ويعمل املجل�س كموؤ�ص�صة على م�صتوى دويل من املنظمات الإ�صرافية التي لها م�صلحة خا�صة يف �صمان ا�صتقرار

�صناعة اخلدمات املالية الإ�صالمية مبا ت�صمله من موؤ�ص�صات مالية اإ�صالمية و�صركات تاأمني و�صوق مالية اإ�صالمية.

ويروج املجل�س لتطوير �صناعة خدمات مالية اإ�صالمية متينة و�صفافة من خالل تقدمي معايري جديدة اأو تكييف

معاير دولية حالية تن�صجم مع مبادئ ال�صريعة الإ�صالمية. وقد اأ�صدر عدة معايري متحورت حول مبادئ اإدارة

املخاطر يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية ومعيار كفاية راأ�س املال واملبادئ التوجيهية لل�صبط املوؤ�ص�س للموؤ�ص�صات

املالية الإ�صالمية. ويعمل على ت�صجيع التعاون بني الدول الأع�صاء يف تطوير �صناعة اخلدمات املالية الإ�صالمية.

3 ــ املجل�س العام للبنوك واملوؤ�ض�ضات املالية الإ�ضالمية:

اإىل وحتول الإ�صالمية. امل�صارف بني التن�صيق بهدف 198( عام الإ�صالمية للبنوك الدويل الحتاد تاأ�ص�س

املجل�س العام للبنوك الإ�صالمية بالبحرين. واملجل�س العام موؤ�ص�صة دولية غري هادفة للربح تعمل على التن�صيق

بني امل�صارف واملوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية وقد مت تاأ�صي�صها حتت املر�صوم الأمريي رقم 23 يف مايو 2001 يف

مملكة البحرين.

ويهدف املجل�س اإىل ن�صر ثقافة العمل املوؤ�ص�صي اجلماعي فيما بني املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية، ومن اأهم اأهدافه:

• التطوير على والعمل الإ�صالمية، املالية واملوؤ�ص�صات الإ�صالمية امل�صارف بني والتعاون الرتقاء حتقيق

والرتقاء بال�صناعة امل�صرفية واملالية الإ�صالمية.

• ا�صتخدام كل الو�صائل املمكنة لتحقيق التعاون بني املوؤ�ص�صات اأع�صاء املجل�س وبني املوؤ�ص�صات املتماثلة.

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 100: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

100

• تزويد امل�صارف واملوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية باملعلومات عن املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية وكذلك املوؤ�ص�صات

الإ�صالمية ذات العالقة.

• الوعي وتنمية والتحديات، ال�صعوبات حول عام وعي لتنمية لالأع�صاء امل�صرتك الفهم بتوحيد الهتمام

والتعاون بني الأع�صاء وبني خمتلف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية.

4 ــ املركز الإ�ضالمي الدويل للم�ضاحلة والتحكيم:

وهو موؤ�ص�صة دولية م�صتقلة غري ربحية مت تاأ�صي�صها لت�صافر جهود كل من امل�صرف الإ�صالمي للتنمية واملجل�س

العام للبنوك الإ�صالمية واملوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية، ودولة الإمارات العربية املتحدة ب�صفتها دولة مقر املركز.

من اأكر ح�صره الذي التاأ�صي�صية العمومية اجلمعية انعقاد تاريخ 200(/4/9 يوم املركز تاأ�صي�س مت وقد

�صبعني موؤ�ص�صة مالية حملية واإقليمية ودولية اإ�صافة اإىل جهات حكومية وغري حكومية، وبداأ الن�صاط الفعلي

للمركز يف �صهر دي�صمرب )200م.

ويهدف املركز ب�صفته موؤ�ص�صة دولية متخ�ص�صة اإىل تنظيم الف�صل يف كافة النزاعات املالية والتجارية التي تن�صاأ

بني املوؤ�ص�صات املالية والتجارية اأو بينها وبني عمالئها اأو بينها وبني الغري عن طريق امل�صاحلة والتحكيم مع عدم

خمالفة اأحكام ال�صريعة الإ�صالمية ومبادئها.

وب�صيغة خا�صة يتميز املركز بالإ�صافة اإىل ما �صبق بالآتي:

• التخ�ص�س يف جمال فقه املعامالت املالية: بنوك اإ�صالمية، تاأمني، و�صاطة مالية، متويل.

• الدولية من خالل تنوع جن�صيات املوؤ�ص�صني وقابلية تنفيذ قرارات املركز على امل�صتوى الدويل.

• الإ�صهام يف احلد من املماطلة وتنازع القوانني.

• مطابقة قرارات املحكمني لأحكام ال�صريعة الإ�صالمية.

• التحكيم عن�صر لتقدمي ال�صريعة الإ�صالمية على غريها من القوانني مبوجب م�صاركة حتكيم يف حالة عدم

الن�س على ذلك يف العقد.

• ال�صرت�صاد بال�صوابق الق�صائية لتح�صني �صياغة املعامالت وجتنب النزاعات امل�صتقبلية.

• امليل اإىل التحكيم بال�صلح بدل التحكيم بالقانون.

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 101: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

101

5 ــ الهيئة الإ�ضالمية العاملية لالقت�ضاد والتمويل:

التاأ�صي�صي للرابطة يف دورته اأ�ص�صت بقرار من املجل�س التابعة لرابطة العامل الإ�صالمي، اإحدى الهيئات وهي

)38( املنعقد يف �صهر �صعبان من عام )142هـ، ومقرها الرئي�س يف الريا�س. ومن اأهدافها:

• دعم التن�صيق والتكامل بني موؤ�ص�صات البحث العلمي يف جمال القت�صاد الإ�صالمي.

• اإيجاد هيئة علمية جماعية توظف ل�صالح النظرية القت�صادية الإ�صالمية.

• ا�صت�صراف م�صتقبل تطبيقات النظرية القت�صادية الإ�صالمية.

• بلورة النموذج الإ�صالمي القت�صادي ال�صامل.

• اإيجاد الو�صائل والنماذج واملنتجات املعينة على تطبيق النظرية القت�صادية الإ�صالمية.

• امل�صاهمة يف اإيجاد حلول بديلة مل�صاكل النظام القت�صادي التقليدي.

ثانيا ــ عقد املوؤمترات والندوات الدولية امل�ضرتكة:

�صواء على م�صتوى الهيئات ال�صرعية اأو الإدارات التنفيذية. فهذه امللتقيات هي املح�صن الذي يخرج منه غالبا

الكثري من الأفكار الإبداعية والتطويرية، واحللول للم�صكالت التي تعيق م�صرية املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية.

ومما ينبغي الإ�صادة به يف هذا املجال تبني بع�س البنوك الإ�صالمية عقد موؤمترات اأو ندوات دولية �صنوية جتمع

العديد من املخت�صني ملناق�صة الق�صايا امل�صتجدة والو�صول اإىل روؤى م�صرتكة، ول �صك اأن هذه الظاهرة تر�صخ

مفهوم ثقافة العمل املوؤ�ص�صي اجلماعي الدويل، وتخت�صر امل�صافات يف م�صرية هذه املوؤ�ص�صات.

ثالثا ــ توحيد امل�ضطلحات واملفاهيم فيما بني املوؤ�ض�ضات الإ�ضالمية:

فاإن مما تعاين منه املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية غياب امل�صطلحات املوحدة لعملها، مما يوجد خلال يف ت�صورها

اأو مقارنتها اأو احلكم عليها، فما ي�صمى يف بع�س البنوك تورقا ي�صمى يف بنوك اأخرى مرابحة، وما ي�صمى يف

بع�صها وكالة يف ال�صتثمار يطلق عليه يف بنوك اأخرى ا�صتثمارا مبا�صرا، وهكذا مما يحدث خلطا ولب�صا، �صواء

لدى العاملني يف هذه املوؤ�ص�صات الذين هم باأم�س احلاجة لفهم امل�صطلحات وت�صورها، اأو لدى العمالء الذين

يجهلون يف كثري من الأحيان حقيقة املعامالت التي يدخلون فيها، اعتمادا منهم على الإجازة ال�صادرة من الهيئة

ال�صرعية.

واحلمد لله اأول واآخرا، وظاهرا وباطنا، و�ضلى الله و�ضلم على نبينا حممد وعلى اآله و�ضحبه

اأجمعني.

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 102: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

102

اأهمية وجود ثقافة موؤ�ص�صية يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 103: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

103

�ضلوكيات العاملني واأثرها على م�ضتقبل ال�ضريفة الإ�ضالمية

اعداد ــ الأ�ضتاذ الدكتور نزيه حماد

�صلوكيات العاملني واأثرها على م�صتقبل ال�صريفة الإ�صالمية

Page 104: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

104

ب�ضم الله الرحمن الرحيم

1( ملا كانت امل�صرفية الإ�صالمية اأداة من اأدوات النظام القت�صادي الإ�صالمي، الذي هو جزء من جمموع النظم

الإ�صالمية التي يحر�س على اتباعها وال�صري على نهجها الرباين امللتزمون باأحكام دينهم من امل�صلمني، كان هناك

ارتباط وثيق بني العمل امل�صريف الإ�صالمي وبني اللتزام الديني ال�صلوكي لالأ�صخا�س املتعاملني معه والقائمني

عليه على حد �صواء. وذلك اأن املودع ل يتجه اإىل اإيداع اأمواله وا�صتثمارها لدى امل�صرف الإ�صالمي اإل اإذا كان

بالهداية الإ�صالمية، ويف عمله و�صلوكه ملتزما بها متم�صكا يف خا�صة نف�صه وقرارة �صمريه ووجدانه موؤمنا

باأهدابها، حري�صا على الك�صب احلالل الطيب، بعيدا عن كل ك�صب خبيث حمرم بح�صب مبادئها واأحكامها.

وكذلك القائمون على اإدارة العمل امل�صريف الإ�صالمي وامل�صتغلون بخدماته ون�صاطاته ل بد اأن يكونوا موؤمنني

بر�صالته واأهدافه ودوره يف احلياة الإن�صانية، واأهميته الدينية و الدنيوية، والفروق اجلوهرية بينه وبني امل�صرف

التقليدي. اإذ اإن اإميان املدير والعامل يف اأي نظام اأو فكر يعهد اإليه مبمار�صة مفاهيمه وتطبيق نظرياته وا�صتخدام

اأدواته �صرط لإح�صان اأدائه وجناحه فيه وا�صتمراره على ذلك. ومن ثم فاإن امل�صرفية الإ�صالمية ل ميكن لها اأن

تنجح يف حتقيق اأهدافها القت�صادية والجتماعية والعقدية، وتاأدية الدور املايل والقت�صادي املناط بها، واإجادة

واتقان تلك ال�صناعة اإل على اأيدي الفاهمني ملبادئها واأ�صولها واأفكارها، املوؤمنني بر�صالتها اإميانا را�صخا، نظرا

القوى و�صلوكيات ممارا�صات يف تتجلى التي الدينية والقيم الإ�صالمي امل�صريف العمل بني الرتباط لوثاقة

العاملة فيه.... وقد عانت املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية وما زالت تعاين من اخللل وانف�صام ال�صخ�صية النا�صئ

عن تولية اإدارتها واإ�صناد العمل فيها اإىل جيو�س القوى الب�صرية التي خرجت من رحم البنوك التقليدية بخلفية

اقت�صادية وم�صرفية را�صمالية وانتقلت اإليها بدافع احل�صول على فر�س مالية اأف�صل، بغ�س النظر عن البنك

الذي تعمل فيه، اأهو اإ�صالمي اأم ربوي !

ت احلاجة اإىل حترير وبيان اجلوانب ال�صلوكية التي جتب مراعاتها وينبغي توافرها يف القوى 2( ولهذا م�ص

الب�صرية التي تعمل يف املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية، �صواء كانوا من مدراء ال�صتثمار اأو الروؤ�صاء الإداريني اأو

املوظفني املتعاملني مع اجلمهور اأو غريهم لإ�صالح اخللل وراأب ال�صدع امل�صار اإليه، وهي ثالثة:

)اأول( املظهر ال�ضلوكي الديني )العام(:

3( وذلك باحلر�س على اأداء العبادات يف اأوقاتها، من �صالة و�صوم وغري ذلك، واجتناب فعل الكبائر يف الذنوب

واخلطايا والإ�صرار على ال�صغائر، وكذا البعد عن كل ما يخل بالعدالة اأو يحرم املروءة من املظاهر ال�صلوكية

�صلوكيات العاملني واأثرها على م�صتقبل ال�صريفة الإ�صالمية

Page 105: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

10(

الريبة يف اأو التهمة على يبعث ما كل العامة، وعن الآداب اأو الدين باأحكام ا�صتهانة �صاحبها تنبئ عن التي

اللتزام الديني لل�صخ�س، كارتياد الأماكن امل�صبوهة مثل النوادي الليلية اأو مراكز الختالط الجتماعية املريبة.

فعدم اللتزام باملظهر ال�صلوكي والأخالقي الديني الالئق من قبل القوى العاملة يف امل�صارف الإ�صالمية يزعزع

اأركان الثقة مب�صداقيتها وبالتزامها مبراعاة اأحكام ال�صرعية يف �صائر اأعمالها واأن�صطتها، لأن من يتهاون يف

مراعاة الأحكام ال�صرعية واتباع الأوامر والنواهي الربانية يف العبادات الظاهرة ويف ال�صلوك واملظهر العام

ثم فاإنه ل يوؤمتن على ا�صتثمارها اأموال النا�س ب�صورة عامة، ومن اإدارة ي�صهل عليه ت�صييعها وخمالفتها يف

اأو فيها الإيداع اإحجامهم عن اإىل مف�س اأعني اجلماهري، وذلك الإ�صالمية يف ال�صريعة اأحكام واإدارتها وفق

التعامل معها.

4( وقد لحظ بع�س الباحثني يف �صوؤون امل�صرفية الإ�صالمية اأن ا�صتعانة بع�صها بعنا�صر ل تبدو عليها مظاهر

اأ�صحاب الكثري من اإحجام اأثر ظاهر يف له الن�صوي، كان العن�صر العام، وخا�صة ال�صلوكي الديني اللتزام

اأو الت�صكيك يف الأموال الذين يحر�صون على ا�صتثمارها وفق اأحكام ال�صريعة عن التعامل مع تلك امل�صارف

م�صداقيتها، ملا راأوا من بعد العاملني فيها عن التعاليم الإ�صالمية يف مظهرهم، وذلك بال �صك معوق لنت�صارها

)1(

وتو�صعها، وقيامها بالدور القت�صادي والجتماعي املطلوب منها

م جاء يف )م/)9( من قانون التوظيف يف بنك قطر الإ�صالمي اأن )هذه املوؤ�ص�صة تعمل )( ونظرا لأهمية ما تقد

مبوجب اأحكام ال�صريعة الغراء، وعلى جميع العاملني فيها احرتام قواعد ال�صرع احلنيف داخل وخارج العمل،

.)2(

واللتزام بال�صلوك القومي للم�صلم املعتدل(

)ثانيا( ال�ضلوك الخالقي والوظيفي:

)( ويتمثل ذلك بقيام جميع من�صوبي امل�صرف الإ�صالمي بالعمل املطلوب منهم واملناط بهم على وجه التقان،

اأعمال من اإليه وكل فيما كل واأدابها، املهنة اأ�صول ورعاية اخللق، ح�صن مع الأداء، بجودة تت�صم و�صورة

امل�صرف. وذلك يقت�صي:

والزمالء الزبائن مع التعامل يف الوجه وطالقة الب�صا�صة الإ�صالمية،مثل والأخالق بالقيم التحلي )(/1(

الهتمام وكذا ال�صدر، و�صعة والرفق،وال�صرب، والتوا�صع، والأدب، والن�صباط، واملروؤو�صني، والروؤ�صاء

املوجعني كبار من اأكانوا �صواء م�صكالتهم، وحل وا�صكالتهم، ا�صتف�صاراتهم عن والإجابة العمالء، ب�صوؤون

املالية يف اأ�صا�صيات جناح املوؤ�ص�صة اأنه من اإن ذلك مطلوب �صرعا، كما اأم من �صغائرهم، حيث وامل�صتثمرين

)1( القوى الب�صرية يف امل�صارف الإ�صالمية بني الواقعية واملثالية للدكتور حممود ار�صيد �س 28

)2( املرجع ال�صابق �س 1)1

�صلوكيات العاملني واأثرها على م�صتقبل ال�صريفة الإ�صالمية

Page 106: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

10(

عملها ويف اأداء دورها املن�صود.

)2/)( اللتزام بال�صدق والأمانة وال�صفافية مع الزبائن و�صائر املتعاملني مع امل�صرف، واحلر�س على البيان

والتو�صيح والإف�صاح لكل عميل ومودع عن التفا�صيل املهمة واجلوانب الإيجابية وال�صلبية للمعامالت واملنتجات

ال�صتثمارية املعرو�صة عليه، ومقدار ما يف كل منها من املخاطر التجارية والعوائد املتوقعة، ليكون على بينة من

اأمره قبل الدخول يف اأي منها، اإذ اإن اإخفاء اأو كتمان �صئ من هذه املعلومات يعترب �صربا من الغ�س والتغرير

املحظور �صرعا، بالإ�صافة اإىل اإمكان اإف�صائه اإىل اإف�صاد العالقة بني امل�صرف الإ�صالمي وزبائنه واملتعاملني معه،

ومن ثم اإعرا�صهم عن التعامل معه يف امل�صتقبل، وذلك اأمر خطري قد يوؤدي اإىل اإف�صال العمل امل�صريف الإ�صالمي

وتقوي�س دعائمه.

)3/)( املحافظة على اأموال امل�صرف وممتلكاته، وعدم اإهدار �صئ من اأمواله اأو �صرفه بغري وجه حق، واملحافظة

اأي�صا على اأ�صرار املتعاملني مع امل�صرف، حيث اإن ذلك من حفظ الأمانة ورعايتها املطلوب �صرعا، ومن �صروريات

العمل امل�صريف ب�صورة عامة.

)4/)( العمل اجلماعي مع الزمالء بروح الفريق الواحد يف الق�صايا التي يقوم العمل فيها على اجلهد اجلماعي

والتكامل يف العمل، نظرا لتعدد املهام التي يقوم بها املوظفون يف البنك.

)( ومن اجلدير بالذكر اأن اللتزام بقواعد ومبادئ ال�صلوك الأخالقي والوظيفي املنوه بها �صرط لنجاح امل�صرفية

الإ�صالمية وتقدمها وا�صتمرارها، واأن التهاون يف اأي عن�صر منها يف�صي اإىل جوانب من اخللل الذي يوؤول اإىل

الرتاجع اأو الف�صل. ونظرا لأهميتها البالغة ن�س نظام التوظيف يف البنك الإ�صالمي الأردين لعام 1981 على ما

يلي:

)م/)2( يجب على املوظف اأن يت�صرف باأدب وكيا�صة مع روؤ�صائه وزمالئه ومروؤو�صيه، واأن يراعي يف تعامله

مع اجلمهور قواعد اللياقة واملجاملة احل�صنة.

)م/28( يجب على املوظف اأن يحافظ بكل اأمانة على اأموال البنك وممتلكاته.

)م/29( يجب على املوظف اأن يحافظ على اأ�صرار العمل واملتعاملني مع البنك.

د قانون التوظيف يف بنك قطر الإ�صالمي لعام )199 واجبات املوظف، واأ�صار اإىل قيم اأ�صمل يجب اأن كذلك حد

تتوافر فيه، منها:

�صلوكيات العاملني واأثرها على م�صتقبل ال�صريفة الإ�صالمية

Page 107: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

10(

)8/9( التعاون مع جميع الزمالء �صمن روح الفريق والتناف�س ال�صريف، والمتناع عن املناف�صات الال اأخالقية،

وعليه احرتام الروؤ�صاء......الخ

)1(

)13/9( تاأدية ما ي�صند اإليه من اأعمال طبقا ملا تقت�صيه اأ�صول املهنة امل�صرفية، وبذل اجلهد املعتاد من م�صتواه

)ثالثا( ال�ضلوك املهني:

8( وذلك باأداء الأمانة يف اجلانب املهني ورعايتها بالن�صبة ملدراء ال�صتثمار ومعاونيهم، حيث قال الله �صبحانه

)اإن الله ياأمركم اأن توؤدوا الأمانات اإىل اأهلها»الن�صاء/8)« وقال تعلى يف بيان خ�صائ�س وخ�صال اأهل الفالح

من املوؤمنني( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون »املوؤمنون/8«، وروى عن النبي �صلى الله عليه و�صلم اأنه قال

.)2(

)اأد الأمانة اإىل من ائتمنك(

ويتج�صد ذلك يف جانبني:

ـ من التلف اأو اخل�صارة، مع ـ وفق اأحكام ال�صريعةـ 9( اجلانب الأول: حماية الأ�صول املودعة لديهم ل�صتثمارهاـ

حتقيق اأف�صل ربحية ممكنة بح�صب الفر�س املتاحة واملمكنة يف ال�صوق، حيث اإن امل�صرف الإ�صالمي اإمنا يقوم

با�صتثمار اأموال املودعني على اأ�صا�س عقد امل�صاربة اأو عقد الوكالة، اأي اأنه اإما اأن يكون عامل م�صاربة اأو وكيال

ل�صاحب املال يف احلالني باتفاق الفقهاء. وهذا يعني اأن من الأمانة امللقاة )3(

بال�صتثمار، وعمله هذا منوط بالغبطة

املتاحة العوائد اأف�صل املودعني، وحتقيق اأموال املحافظة على التهاون يف عدم ال�صرعي النظر على عاتقه يف

لهم، مع تقليل حجم املخاطر يف عمليات ا�صتثمارها اإىل اأقل حد ممكن، وذلك مبراعاة اإدارة املخاطر وح�صاب

الحتمالت عند اأهل الخت�صا�س.

10( ول يخفى اأن ف�صل اأي م�صرف اإ�صالمي يف رعاية هذا اجلانب ت�صييع لالأمانة التي اوؤمتن عليها، وهو موؤد

ل حمالة اإىل اإخفاقه يف جلب املودعني وا�صتقطابهم ل�صتثمار اأموالهم فيه، واإىل �صحب اأرباب الودائع اأموالهم

منه، وا�صتثمارها بطرق اأخرى اأو لدى موؤ�ص�صات مالية اإ�صالمية تراعي هذا اجلانب.

11( واجلانب الثاين: اجتناب اأي تعد اأو تفريط يف عمليات ا�صتثمارها، وذلك لأنهم موؤمتنون على ا�صتثمارها

على الوجه الذي يحقق م�صلحة املودعني، ولذلك اعتربت يدهم عليها يف النظر ال�صرعي يد اأمانة، وذلك يقت�صي

در منها �صئ من ذلك �صارت عدم �صمانها ما ي�صيب اأموالهم من التلف واخل�صارة ما مل تتعد اأو تفرط. فاإن �ص

�صامنة ـ اأي تتحمل عندئذ تبعة اأي تلف اأو خ�صارة ت�صيب اأموال املودعني ب�صبب تعديها اأو تفريطها ـ حيث اإن ذلك

)1( نقال عن كتاب القوى الب�صرية يف امل�صارف الإ�صالمية للدكتور ار�صيد �س 28

)2( رواه اأبو داود والرتمذي واحلاكم والبيهقي واأحمد يف م�صنده. )انظر �صنن اأبي داود 0/2)2، عار�صة الأحوذي )/8)2، م�صند اأحمد 414/3، نيل الأوطار )/)29،

ال�صيل اجلرار 3/)14، الدراية لبن حجر 182/3، اإغاثة اللهفان 2/))(

)3( املراد بالغبطة يف ال�صطالح الفقهي: فعل ما هو اأ�صلح واأنفع واأحظ. واملعني ها هنا: اأنه ي�صرتط ل�صحة عمل امل�صارب والوكيل بال�صتثمار اأن يقع فيما اأ�صلح واأنفع

واأحظ لرب املال. )انظر معجم امل�صطلحات املالية والقت�صادية يف لغة الفقهاء للباحث �س 341(.

�صلوكيات العاملني واأثرها على م�صتقبل ال�صريفة الإ�صالمية

Page 108: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

108

�صلوكيات العاملني واأثرها على م�صتقبل ال�صريفة الإ�صالمية

حمظور �صرعا، ف�صار موجبا لل�صمان.

• واملراد بالتعدي: جماوزة احلد املاأذون فيه يف عمليات ال�صتثمار واأ�صاليبه واأن�صطته مبوجب �صرط اأرباب

)1(

املال اأو بدللة العرف التجاري ال�صائد

• اأما املراد بالتفريط: فهو التهاون والتق�صري يف حمايتها من التلف اأو اخل�صارة وكذا تفويت الفر�س املتاحة

.)2(

لربحية اأعلى ـ بح�صب العرف التجاري ال�صائد ـ بدون عذر اأو موجب معترب

ـــ وهي بعدم التعدي اأو 12( ول �صك يف اأن ف�صل املوؤ�ص�صة املالية الإ�صالمية يف اأداء الأمانة امللقاة على عاتقها

ها لتحمل امل�صوؤولية املالية عن كل �صياع اأو خ�صارة تقع نتيجة ذلك، ــ يعر�ص التفريط يف ا�صتثمار اأموال املودعنيـ

ثم اإىل اإرتفاع ثقة النا�س يف كفاءتها واأمانتها، واإحجامهم عن ا�صتثمار اأموالهم لديها، وذلك قد يوؤدي بها اإىل

اخل�صارة اأو الإفال�س،مما ي�صتتبع اإ�صعاف دور امل�صرفية الإ�صالمية القت�صادي والجتماعي والديني.

واللــه ولــي التوفيــق

ف بع�س الفقهاء التعدي باأنه )جماوزة ما ينبغي القت�صار عليه �صرعا اأو عرفا وعادة(. )1( وقد عر

)انظر املو�صوعة الفقهية الكويتية 222/28 نقال عن مفاتيح الغيب للرازي 121/2 وروح املعاين لالألو�صي 10/2)(

فه بع�س الفقهاء باأنه: )ما يعد يف عرف النا�س تهاونا يف احلفظ وال�صون، ل يفعله عاقل مباله، ويختلف يف كل �صئ بح�صبه. )انظر حا�صية احل�صن بن رحال )2( وقد عر

املعداين على �صرح ميارة 188/2، �صرح املجلة لالأتا�صي 244/3(

Page 109: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

109

دور املراأة واأثرها على ال�ضريفة الإ�ضالمية

ورقة عمل مقدمه من الأ�صتاذه

نوره عبداحلميد ح�ضيـن النعمه

مدير اإدارة ال�صوؤون القانونية بوزارة الأعمال والتجارة

دور املراأة واأثرها على ال�صريفة الإ�صالمية

Page 110: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

110

كلمة افتتاحية،،

ابتداء اأود اأن اأتوجه بكل ال�صكر لل�صادة الرعاة لهذا التجمع الكرمي، وبالأخ�س ال�صادة بيت امل�صورة لال�صت�صارات

املالية للمجهود الراقي املبذول لظهار املوؤمتر بهذه ال�صورة امل�صرفة، واإنه ل�صرف عظيم يل منحي فر�صة اللتقاء

العلم واخلربة يف جمال �صادة و�صيدات من ذوي املتميزة من النخبة بهذه املتوا�صعة، الورقة من خالل هذه

ال�صريفة ال�صالمية من اأرجاء العامل العربي وال�صالمي.

ال�ضيوف الكرام،،

عندما بداأت التح�صري لهذه الورقة اأدركت باأنها ورقة يجب اأن تخرج عن ال�صياق التنظريي القائم على اأ�صا�س

�صرد جمموعة من النظريات والح�صاءات، وبعيدا عن التطرق للدور الذي لعبته املراأة منذ عهد الدولة ال�صالمية

و�صول اإىل الدولة احلديثة، والذي بات من امل�صلمات التي قطعت بحثا.

امل�صريف املايل القطاع يف القطرية للمراأة العمل جتارب بع�س با�صتعرا�س ح�صراتكم يل ت�صمحوا اأن اأود

وال�صتثماري، مرورا مبجموعة من التحديات التي تواجهها يف قطاع املال والأعمال، للخروج ب�صبل ومقرتحات

لتذليلها، اإل اأنني وقبل البدء اأرغب يف التاأكيد باأن كل ماورد بهذه الورقة من حيثيات:

ليعربعن اأي كيان قانوين موقر يف حد ذاته ت�صرفت بالن�صمام حتت مظلة قيادته التنفيذية، فكلي امتنان لكل

الفر�س التي �صمحت يل النتماء لهذه ال�صروح يوما ما.

وليعربعن ذوات اأ�صخا�س مروا بحياتي املهنية من �صادة م�صوؤولني وطنيني اأو غري وطنيني، ل�صت اأحمل �صوى

كل احرتام وتقدير لأ�صخا�صهم الكرمية.

ال�صادة واأ�صاتذتي من واأبائي اأخواين مع الندية التجربة ا�صتعرا�س �صياق ورد يف اأي يعرب اأن كما لميكن

الرجال، فما اأكر الرجال اأ�صحاب الف�صل علي خالل م�صريتي العلمية و املهنية ولهم مني كل العرفان باجلميل.

اأجنبي ممتنني لوجوده بيننا، فهي فر�صة لن�صكر خاللها الأ�صاتذة اأو اأي عن�صر عربي ولجمال لأن يعرب عن

والرواد الذين حلوا على هذه الأر�س م�صاركني يف بنائها، فكم من جهود بذلتها هذه اخلربات �صاهمت بتعليمنا

التي حترتم عقولنا و�صخ�صياتنا ولتهدف العربية والأجنبية العقول بكافة املهنة، ومعتزين اأ�صول واك�صابنا

اإلغائنا،

واإمنا يعرب عن مناذج لت�صرفات ع�صوائية غلبتها وهيمنة عليها نزعة فردية تعرب عن ذاتها فح�صب، لعالقة لها

بديانه اأو بجن�س رجل اأو اأمراأة، وطنيني اأو اأجانب.

دور املراأة واأثرها على ال�صريفة الإ�صالمية

Page 111: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

111

ويعرب من خالل ذكر هذه التجربة املتوا�صعة، عن حا�صر مليء برغبة حقيقة مل�صتقبل واعد باإذن الله تعاىل، اأتطلع

م�صتقبل للم�صاركة يف �صناعة واملتميزة، الكفاءات اخلا�صة للن�صاء من ذوي القرار اأ�صحاب لدعم من خالله

اأف�صل لبلدنا احلبيب قطر وكل البالد العربية وال�صالمية بعون الله تعاىل.

التمهيد،

اختلفت الروؤية اليوم واأ�صبح اجلميع يفكر يف توظيف الطاقات والرغبة على رفع م�صتوى النتاجية و�صول اإىل

اإمراأه ملاذا العمل والتطلع ملراكز قيادية، اأي م�صتويات العاملية، فاذا كان احلديث �صابقا قد درج عندما ت�صاأل

والأعمال املال بيئة زحام و�صط اليوم يف اأما الذات، اإثبات هو الفردية للرفاهية الأقرب ال�صريع الرد يكون

اأبعاد جمتمعية، فال�صعادة بطعم النجاحات يغالبها الرغبة يف اأكر �صمولية ذات الروؤية اأ�صبحت وال�صتثمار،

اإثبات اأن العن�صر املحلي قادر على اإعالء اإ�صم الوطن بنف�س املهارات واخلربات العاملية، واأن املراأة العربية امل�صلمة

ب�صكل عام والقطرية ب�صكل خا�س، برغم كل التحديات الجتماعية والثقافية واملهنية والدارية التي تواجهها يف

معرتك احلياة املهنية، ترغب يف امل�صاركة ب�صورة تتنا�صب وموؤهالتها وخرباتها يف بناء روؤية قطر امل�صتقبلية

لعام 2030 م اإن �صاءالله.

مو�ضوع البحث،،

بع�س متناولة ال�صالمية، ال�صريفة على واأثرها املراأة الورقة دور تعاىل من خالل هذه �صاءالله اإن �صاأتناول

التحديات التي تواجه املراأة القطرية يف بيئة العمل وقد تعيق حتقيق طموحاتها، منتهية يف اخلتام مبقرتح ببع�س

احللول والتو�صيات، و�صول لغاية امل�صاركة احلقيقة والفعالة لكافة �صرائح املجتمع يف العملية التنموية.

اأول: دور املراأه واأثرها على ال�ضريفة الإ�ضالمية:

ثمة اهتمام وا�صح بتعزيز دور املراأة يف معظم موؤ�ص�صات دولة قطر، وثمة اهتمام ملحوظ بالفر�س املتاحة للمراأة

القطرية ل�صغل الكثري من املنا�صب القيادية، ولكن بالرغم من كل هذا الت�صجيع الذي اأ�صاب معظم املوؤ�ص�صات،

اإل اأننا ل نزال نرى باأن دور وم�صاهمات املراأه القطرية يف ال�صناعة امل�صرفية الإ�صالمية، لتزال م�صاهمة نادرة

يف جمالت القيادة التنفيذية، والقلة القليلة هي الأكر تواجد يف اأق�صام هام�صية خم�ص�س بع�صها لل�صيدات اأو

يف املوارد الب�صرية اأو يف جمال تقدمي اخلدمات املالية التقليدية، بينما تاأخذ املراأة يف الدول الآ�صيوية احل�صوة

بهذه امل�صاركة والتمكني من تقلد املزيد من املنا�صب القيادية، وتبدو التجربة املاليزية رائدة يف هذا املجال.

ولحاجة للتاأكيد باأن ال�صريفة الإ�صالمية مل تعد حكرا على جتارب الدول اخلليجية والعربية وال�صالمية فح�صب،

واإمنا اجتاحت ال�صوق العاملية وبقوة، الأمر الذي اأدى معه قيام بع�س العنا�صر الأجنبية الدولية باملزاحمة يف

دور املراأة واأثرها على ال�صريفة الإ�صالمية

Page 112: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

112

�صوق العمل، وتقلد املنا�صب القيادية يف موؤ�ص�صات ال�صريفة ال�صالمية، وبرغم ماقد متلكه مثل هذه العنا�صر

من خربات جيدة، اإل اأنه لبد اأن تكون القناعة باأن اأبنائنا وبناتنا بف�صل الهوية والثقافة الإ�صالمية، اأقدر على

تقدمي �صناعة رائدة متميزة يف جمال ال�صريفة ال�صالمية تتما�صى وتعاليم ديننا احلنيف.

اأ�صبح ولكن ن�صبيا، العمل �صوق يف التواجد حديثة فهي ال�صالمية املوؤ�ص�صات هذه على األوم ل�صت واإين

كاأولوية حمتمة وتهيئتها الوطنية، الطاقة الرتكيز ل�صتغالل اإىل �صرورة املوؤ�ص�صات عناية هذه لفت من لبد

للقيادة خالل اأعوام لي�صت بالطويلة، واإحلاق الكوادر الب�صرية املدربة بالوظائف املهنية املنا�صبة لال�صتفادة من

طاقاتهم، وا�صتقطاب ذوي الكفاءات الوطنية من ال�صوق واقناعهم، ب�صرورة القيام بالدورات التخ�ص�صية ب�صكل

م�صتمرلرفع وتطوير كفاءة الأداء با�صتمرار مبا يتما�صى وتطور حاجات ال�صوق.

�صيما واأن اأر�س الواقع توؤكد على كفاءة وجدية الع�صرات من الن�صاء الالتي برزن يف عامل املال وال�صتثمار، بل

اأ�صبحت بع�صهن قادرات على اإدارة كيانات اقت�صادية �صخمة. ناهيك عن مناذج الن�صاء �صيدات الأعمال اللواتي

اأ�صبحن يدرن اأ�صول مباليني الدولرات برباعة، ومنوذج املراأة التاجرة املحنكة منذ عهد ال�صالم، وتاأتي على

راأ�س �صيدات الأعمال اأم املوؤمنني ال�صيدة خديجة بنت خويلد ر�صي الله عنها.

ثانيا: تاأثري دور املراأة على اأداء امل�ضارف الإ�ضالمية:

�صوؤال قد يتبادر للذهن عند تناول تاأثري دور املراأة على العمل امل�صريف، هل تطوير دوراملراأة وتنمية مهنيتها،

الإ�صالمي ميثل التدقيق والتمويل الإ�صالمية و�صركات العليا يف امل�صارف املنا�صب الدارية لتقليدها متهيدا

�صرورة اأم رفاهية؟

اأعتقد باأن متثيل املراأة للقيادة التنفيذية اأ�صبح ميثل �صرورة لدى الكثري من ال�صركات امل�صرفية، والتي باتت

دور واأن من ميلكها، جن�س عن النظر بغ�س املوهبة من ميلك مع اختيارها منفتحة يف تكون اأن اأهمية تعي

اإل التنمية، عنا�صر عجلة اأحد فهي واملالية القت�صادية التطورات مغيبة عن لي�صت فهي دوراأ�صيل املراأة هو

اأن اإطاللة املراأة القطرية يف القطاع امل�صريف اإجمال، لتزال اإطاللة متوا�صعة وم�صاركتها لتزال حمدودة يف

قطاع الأعمال وال�صتثمارات احلكومية والقطاع اخلا�س، برغم من ح�صورها املتميز ك�صيدة اأعمال. واأوعز هذا

احل�صور املتوا�صع اإىل جمموعة من التحديات التي من املمكن اأن تعرت�صها ومن ثم توؤثر على م�صريتها املهنية.

وحول مدى تاأثري املراأة القائد يف املوؤ�ص�صات على اأدائها، ن�صرت جريدة البيان ــ ملحق خم�س احلوا�س المارتية

بتاريخ )2 / مار�س/ 2011 مقالة بعنوان »نون الن�صوة تواجهه حتديات مهنية«، وقد تناولت املقالة مايواجهه

قيادية عليا يف باأن وجود �صيدات يف مراكز الإح�صائيات اأظهرت الأعمال �صمن حقبته اجلديدة، حيث عامل

ال�صركات واملوؤ�ص�صات، مرتبط باأداء مايل قوي من قبل تلك املنظمات. ويف هذا الطار اأعدت »�صركة ماكنزي

و�صركاوؤها« بحثا عن دور املراأة يف جمال الأعمال، ووجدت اأن وجود عدد مهم من ال�صيدات بن�صبة 30% اأو

دور املراأة واأثرها على ال�صريفة الإ�صالمية

Page 113: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

113

اأكر على م�صتوى جمال�س الإدارات اأو املنا�صب العليا يوؤدي اإىل نتائج مالية اأف�صل، واأ�صار البحث كما ذكرت

املقالة باأن وجود �صيدات يف املنا�صب العليا يوؤدي اإىل نتائج اإيجابية كثرية منها على �صبيل املثال زيادة اأحجام

املبيعات اإىل ع�صرة اأ�صعاف.

اأبعد من املنظور اخلا�س بحجم املبيعات، لي�صل مل�صتوى واأعتقد باأن تاأثري املراأة من املمكن اأن ميتد اإىل ماهو

حجم ال�صوق وتنوعه وم�صتوى العمالء، وبالأخ�س ال�صيدات منهن والالآتي ميثلن ن�صبة من امل�صاهمة الفعالة يف

الروة القت�صادية لميكن جتاهلها.

ثالثا: اأهم املعوقات اأو التحديات التي تواجه املراأة القطرية خالل م�ضريتها املهنية:

اأدائها املهنية وتطور منها، وتقييم جتربتها تقدميه املنتظر العطاء املراأة وحجم لميكن عند احلديث عن دور

و�صول اإىل املراكزالقيادية، التغافل عن اأهم املعوقات التي من املمكن اأن حتيط بتجربة املراأة القطرية على وجه

اخل�صو�س، مبا يوؤدي يف اأحيان كثرية اإىل خ�صارة فئة من الطاقات الن�صائية املمتازة الواعدة ب�صببها.

فاأ�ضمحوا يل ح�ضراتكم اأن األقي ال�ضوء على بع�ضها على النحو التايل:

1( التحديات الجتماعية:

عند طرح ق�صية عمل املراأة وحتديدا يف قطاع املال والأعمال، فكان نقا�صا لبد اأن يت�صدر عن العوائق الإجتماعية

والأ�صرية، ليحيط مبو�صوع طموح املراأة ورف�س الأ�صرة، بينما جند خالل الأعوام ال�صابقة عندما تتحدث اأي

اإمراأة �صواء يف من�صب قيادي اأو توؤدي دور مهني يف اأي قطاع متكنت من حتقيق التاألق والنجاح فيه، فاأول

ماتهم�س به باأنه لول دعم الأ�صرة ملا حققت كل هذا التفوق والنجاح. نعم اأ�صبحت الأ�صرة والعائلة القطرية هي

ال�صند احلقيقي والأول لدعم ودفع املراأه �صواء كانت الزوجة اأوالأخت اأوالأم اأوالبنة لالنخراط بتحدي يف �صوق

العمل.

بل وجند من الأباء والأزواج والإخوة من يتكبد ال�صفر والتنقل م�صحيا ببع�س من طموحاته املهنية، ت�صجيعا

الثقة مل الدعم اكت�صاب ثقة كبرية بنف�صها، وهذه اإثرهذا القطرية املراأة املراأة، فتمكنت اأمام للمجال واف�صاحا

يحت�صنها املجتمع فح�صب، واإمنا �صاهم باك�صابها اإياها من خالل ت�صجيع وتفعيل دوراملراأة.

ولكنني اأعتقد باأن التحدي الجتماعي الأكرب اليوم هو مو�صوع الأبناء بالن�صبة للمراأة العاملة الأم، فطبيعة �صاعات

العمل الطويلة يف القطاع املايل وامل�صريف، وبالذات للمراأة القائد قد يتطلب منها الكثري من اجلهد للموازنة، وقد

جتاوزت بع�س البلدان هذا التحدي ب�صن جمموعة من التنظيمات والت�صريعات التي تتيح للمراأة العاملة العمل عن

بعد اأو العمل بنظام ال�صاعات املرنة، والذي يتطلب كما تعلمون ح�صراتكم تغطية عدد من ال�صاعات الأ�صبوعية

فيما يتعلق ب�صاأن التوا�صل الروتيني واليومي عن طريق و�صائل وتقنيات الت�صال التكنولوجية.

دور املراأة واأثرها على ال�صريفة الإ�صالمية

Page 114: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

114

اجلدير بالذكر، باأنه اإبان ا�صتغايل مع اأحد �صركات املحاماة الدولية وخالل املقابلة ا�صتغرب ال�صريك الداري

باأنني م�صتعدة لال�صتغال ل�صاعات عمل طويلة، واأبلغني باأنني قادرة على ال�صتغال معهم بنظام ال�صاعات املرنة،

تقديرا لوجود اأطفال �صغار حمتاجني للرعاية ! خا�صة بعد ارتباط العامل كله بو�صائل التقنيات احلديثة. وبرغم

عدم حاجتي ال�صخ�صية للح�صول على هذا المتياز، اإل اأنني مدركة باأن �صن ت�صريع مبنح الأمهات العامالت يف

بع�س الوظائف ويف بع�س الأحيان لل�صرورة مثل هذا المتياز، قد ي�صاهم برفع اأجواء الراحة النف�صية بني الأم

العاملة والأبناء لفرتة زمنية تنعك�س ب�صكل اإيجابي على الأداء يف بيئة العمل. ونعلم جميعا بوجود كفاءات ن�صائية

اآثرن البتعاد عن بيئة العمل برغم طموحاتهن وتفوقهن يف �صن مبكرة نظرا حلاجة التواجد مع الأبناء.

2( التحديات الثقافية:

على حكرا ظل الذي وامل�صريف، املايل القطاع يف براعة اأكر الرجل باأن طويل لوقت به امل�صلم من كان

الرجال ل�صنوات طويلة، فلغة الأرقام لي�صت لغة املراأة، كما اأن العمل امل�صريف يحتاج اإىل م�صتوى من ال�صرامة

واملو�صوعية ب�صكل عملي وحمتاج اإىل تنقل و�صفر والتحكم بالقرارات، ولكن هذه القاعدة اندثرت اليوم بعد اأن

متكنت املراأة من الإبداع يف معظم القطاعات وبخا�صة هذين القطاعني.

وملرات عدة ت�صرفت بح�صور بع�س املنتديات الثقافية واملوؤمترات، ووجدت بع�س ال�صيدات من جن�صيات خمتلفة،

التفوق بها برغم من امتالكهن لكل مقومات اإحاطتهن التي مت الثقافية النمطية ال�صورة منهكات يتحدثن عن

املهني وعن جدارة. فقوانني جمحفة وتوجه جمتمعي غري موؤيد ل�صعود املراأة ملراكز قيادية متميزة.

اأعلى �صلطة قيادية بها، بناتها بدعم من فعلمت كم نحن القطريات املهنيات حمظوظات، لأننا ننتمي لبالد تنعم

م�صغولة بتفعيل دورها، وتطوير مهاراتها، وحت�صني دخلها، وتوفري حياة كرمية لها. و�صور املراأة القائد اأ�صبح

من امل�صائل العتيادية التي مل يعد يخلو قطاع من وجود ب�صمة اإمراأة متميزة فيه.

ال�ضيدات وال�ضادة احل�ضور.. التجمع الكرمي،،

باأن الله ورعاه، ثاين حفظه اآل بن خليفة ال�صيخ حمد ال�صمو املفدى ح�صرة �صاحب البالد اأمري يقرر عندما

ال�صتثمار القادم �صيكون يف العن�صر الب�صري الوطني الذي ميثل القوة والذخرية لهذا املجتمع، و منح الفر�س

املتكافئة للرجال والن�صاء القطريني على حد �صواء، هي نظرة ثاقبة للنهو�س مب�صتوى اأبنائه مبا يرقى مل�صتوى

الأ�صعدة كافة على م�صتدامة وطنية تنمية اإىل وتطمح تخطط باأنها الر�صيدة القيادة تردد وعندما العاملية،

واتاحة املراأة والدعم لنخراط الت�صجيع اإىل املبا�صرة والدعوة والب�صرية، والقت�صادية والثقافية الجتماعية

الفر�س املنا�صبة لها يف املجتمع املهني،

وعندما حت�صد �صاحبة ال�صمو ال�صيخه موزا بنت نا�صر امل�صند حفظها الله ورعاها، كل الهمم لتطوير التعليم،

داعمة الفتيات وال�صيدات القطريات، متباهية بهن يف كافة املحافل وعلى جميع الأ�صعدة، و م�صجعة لهن ب�صكل

دور املراأة واأثرها على ال�صريفة الإ�صالمية

Page 115: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

11(

دائم وحثيث، لتقدمي اأف�صل التجارب املهنية يف �صوق العمل،

وعندما يوجه �صاحب ال�صمو ويل العهد الأمني ال�صيخ / متيم بن حمد بن خليفه اآل ثاين حفظه الله ورعاه كلمة

لكافة �صرائح املجتمع، �صمن وثيقة ا�صترياتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر 2011 ــ )201 ووثيقة روؤية قطر

الوطنية 2030م امل�صادق عليها مبوجب القرار الأمريي رقم )44( ل�صنة 2008م » موؤكدا �صموه باأنه على جميع

امل�صوؤولني والقطاع اخلا�س واملجتمع املدين واملواطنني كافة، اعتبار هذه الروؤية الوطنية تخ�س كال منهم، داعيا

اجلميع اإىل توظيف خرباتهم وبذل ق�صارى جهدهم من اأجل حتقيق اأهداف هذه الروؤية، ودفع م�صرية دولة قطر

التنموية نحو الأمام و�صول اإىل حتقيق م�صتقبل م�صرق لدولة قطر«.

هكذا كان توجه ونداء القيادة العليا، ن�صت�صفه يف منا�صبات عدة، ومل يبقى اإل اأن ت�صتجيب كافة املوؤ�ص�صات ممثله

يف ال�صادة �صناع القرار، لبد من تنفيذ النداء يف اأب�صط اأ�صكاله، وهو تقدمي �صور الدعم املختلفة لأبناء وبنات

ال�صيدات القطرية من الكفاءات العلمية واملهنية، والبحث والتنقيب عن الكفاءة هذا املجتمع اجلادين من ذوي

ومنحهن فر�صة امل�صاركة يف بناء هذه الروؤية.

3( التحديات املهنية:

اجلن�صيات اختالف على باملوؤهالت تعج اأ�صبحت �صوق يف الهائل الزحام هذا ملواكبة الذات تطوير اإن

والأديان واخللفيات الثقافية مل يعد خيارا، ومل يعد النفتاح ال�صوقي حتديا �صهال بالذات لإمراأة حتمل الكثري

اأن التميز املهني كان وليزال هاج�صا تطمح له الكثريمن املهنيات اإل من امل�صوؤوليات الجتماعية على عاتقها،

القطريات بكل اإ�صرار، هذا الطموح ا�صتغرق الكثري من الوقت، فبع�صهن حتملن �صغوط ال�صفر و�صنوات غربة

طويلة لك�صب العلوم واملعرفة، ومن اأخريات ا�صتغرق الكثري من اجلهد للموازنة بني �صاعات العمل الطويلة وتلبية

حاجات الأ�صرة، بغية ك�صب اخلربات فقط.

اأعلى املنحنى، وتعالت معه الهمم، ومن اأجواء مهنية هادئة عرفتها املراأة القطرية اإىل اأن بلغ هذا التحدي وما

اأجواء مهنية �صاخبة مليئة بحدية املناف�صة، جاءت لتح�صد ثمرة جمهوداتها ، فلم تعد جتد مقت�صى لعزلها يف

قائمة املحليات غريالقابلة للتجاوب مع تطور عجلة التنمية، اأو اأن ي�صار اإليها باأنها لي�صت �صوى حم�صلة رفاهية

جمتمع يدلل بناته، لت�صابق مبا و�صلت اإليه زميالتها وزمالئها غري املحليني وقد تتفوق عليهم يف اأحيان كثرية.

�صباق بات يوؤرق البع�س منهم فعكف على حتديها يف بالدها يف بع�س القطاعات.

فنجد بع�س من ال�صادة الداريني والتنفيذيني الغري حمليني يف بع�س قطاعات الأعمال وال�صتثمار، ممن منحتهم

هذه الأر�س الطيبة الثقة والمانة للم�صاركة بخرباتهم مع زميالتهن حتديدا القطريات، ممن مل يلقوا معهم �صوى

ال�صتهزاء باملهارات والمياء لهن يف كل منا�صبة اأو من غري منا�صبة باأنهن الأقل كفاءة، ومنعهن من امل�صاركة يف

م�صاريع تخ�س بالدهن وخرياتها.

دور املراأة واأثرها على ال�صريفة الإ�صالمية

Page 116: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

11(

هذا النموذج من الداريني موجود ومل يعد ي�صتهدف الن�صاء فح�صب، بل قد يتجاوز لي�صل لبع�س الإخوة الزمالء

ليكون متالحقة اإحباطات حماولت اأي�صا،من خمتلفة قطاعات يف ب�صمت يعانون ممن الوطنيني الرجال من

القرار امل�صحوب معه اإما ال�صتقالة اأو الر�صوخ والقبول باأن نكون يف اآخر ال�صف ومن املتفرجني بجدارة !

بهن ولكن تكت�س وتعج املوؤ�ص�صات املتميزات، فدهاليز هذه للقطريات املوؤ�ص�صات ح�صور بع�س فال جتد يف

احل�صور يكون لزمالء وزميالت غري حمليني رمبا اأقل خربة اأو مهارة اأو جدية.

4( التحديات الإدارية،،

اأبنائي، اأبنائنا، ولذلك ت�صبب هذا العتقاد خ�صارتي رهانا مع اأحد دائما نعتقد نحن الأباء باأننا اأ�صد ذكاء من

كلفني اإجباري متابعة مباراة لكرة القدم يف يوم تتويج الكاأ�س! يف البداية جل�صت على م�ص�س فل�صت اأعرف

عن كرة القدم �صوى الكرة وامللعب واجلمهور ! ومل اأفهم يف البداية دواعي ال�صراخ والت�صفيق الذي كان يعج

الغرفة حويل. بعد قليل بداأت اأوجه بع�س الأ�صئلة التي بدت �صطحية جدا لإبني، فا�صمحوا يل ح�صراتكم ذكرها

لكم !

كم عدد لعبي فريق كرة القدم ؟ رد ابني اأحدى ع�صر لعبا، وملاذا كل هذا العدد اأمل يكن يكفي وجود اثنني اأو

ثالثة من املهرة املهمني فقط، يرد ابني: كلهم مهمني ومت توزيعهم بحرفنة، فهذا العدد اجلماعي لي�س فائ�صا،

فهو يلبي جميع الحتياجات ملواجهة الفرق الأخرى. وهوؤلء الأحد ع�صر لعبا لواأ�صاب اأحدهم الهدف ماذا يفعل

األ يغارون من الهداف، رد ابني: كيف يغارون فكلهم ي�صعى لهدف واحد هو فوز فريقه، و لكل منهم البقية

اخت�صا�س وكل لعب جنم يف خطه، فالهداف ماكان لي�صدد الهدف لو مل يكن معه جمموعة من الهدافني املهره

الذين ميررون له الكرة بذكاء، وخط الدفاع لو مل يكن موؤمنا ملا متكن احلار�س من الت�صدي وحده، وهكذا..

اأف�صل اأف�صل من الالعبني، يرد ابني: هو اأنه اأن يتعر حتى يثبت اأم ياأمل وهل يفرح املدرب لنجاح الفريق

بجودة الفريق، فاذا مني الفريق بخ�صائر خ�صر هو جنوميته واإذا تفوق الفريق اأ�صبح من كبار النجوم. وماذا

عن الالعبني هل يفرحون اإذا اأخفق مدربهم ليحل اأحدهم حمله: يرد ابني: لي�س كر�صي املدرب هو الهدف، الكل

يود اأن ي�صل للكاأ�س. وكيف اتفق جميع الالعبني واملدرب واإدارة النادي على هذا الهدف الواحد، يرد ابني:

لأنهم تدربوا معا وعملوا معا وكافحوا معا، فربطتهم روح انتماء عالية، وامتدت روح النتماء هذه لت�صل اإىل

قلوبنا نحن اأي�صا. ملاذا تهتفون لأ�صخا�س لي�صمعونكم: لأننا فرحني وفخورين بهم لأن فوز النادي الذي ن�صجعه

بالكاأ�س و�صط كل الأندية الأخرى يعني تتويج لنا. وملاذا كل كبار ال�صخ�صيات والقيادات التي ح�صرت لتتويج

الكاأ�س اليوم: لأنهم فرحني باأبنائهم فخورين بانت�صاراتهم التي رفعت اأ�صم دولة قطر عاليا.

هكذا راأى ابن العا�صرة عاما فكرة الفريق الواحد والعمل اجلماعي والذي بدى باأنه ميثل واحدة من امل�صلمات

غري املحتاجة للمناق�صة، فكيف نرى فكرة الفريق نحن؟

دور املراأة واأثرها على ال�صريفة الإ�صالمية

Page 117: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

11(

اجلماعي والهدف اجلماعي العمل ثقافة ؟ ال�صعبة املعادله هذه من حتقيق قطاع متكن اأي براأي ح�صراتكم،

والنجاح اجلماعي والتتويج اجلماعي. هذا التالحم الريا�صي الذي تعلمونه، هل من املمكن اأن تاأخذ ال�صريفة

الإ�صالمية الريادة و�صط معظم القطاعات لتتوج نف�صها القطاع الأول يف جذب املهارات والكفاءات الوطنية �صمن

فريق عمل مميز.

هل من املمكن اأن جند جمل�س اإدارة اأو اإدارة تنفيذية عليا معنية بالكادر الب�صري الوطني كواحدة من الأهداف

الواجب حتقيقها �صنويا، بجانب زيادة الأرباح، هل من املمكن اأن ي�صغل املدير العام التنفيذي نف�صه، بالتنقيب

يف كوالي�س الدارات الو�صطى اأو يف ال�صوق عن هذه الكفاءات التي من املمكن تعظم الأرباح على املدى الق�صري

والبعيد والنظر لهم كاأحد الأ�صول املهمة يف املوؤ�ص�صة، وهل من املمكن اأن نوحد هدف فريق عمل واحد، ونعزز

روح النتماء بداخله جتاه الفريق واملوؤ�ص�صة ككل.

قراأت يف �صحيفة ال�صرق القطرية يوم الثالثاء املوافق ) دي�صمرب2010، حوار مت ن�صره مع �صعادة ال�صيد عبدالله

اأنذاك، ورئي�س الديوان الأمريي احلايل و نائب معايل رئي�س بن حمد العطية وزير الطاقة وال�صناعة ال�صابق

الوزارء: مطالبا �صعادته ب�صرورة تعزيز روح العمل اجلماعي يف موؤ�ص�صات الدولة وقال باأنه ليوؤمن »باملوظف

ال�صوبرمان » ! اأي النجم الوحيد.

وبالرغم من كل ما�صبق ذكره، من الدعوات التي تعالت من قبل القيادات العليا بالدولة، لدعم العمل اجلماعي

والعن�صر الوطني والن�صائي على وجه اخل�صو�س، اإل اأننا لنزال نرى يف بع�س املوؤ�ص�صات والأجهزة، مناذجا

لبع�س ال�صادة الداريني، واذ �صبق واأن تطرقنا ل�صراع بع�س العنا�صر غري الوطنية مع الوطنيني، هناك �صراع

بني الوطنيني اأنف�صهم، فنجد امل�صوؤول الذي يت�صدى لزميالته اأو زمالئه الوطنيني حت�صبا لالإبقاء على هذا املقعد

الداري، وليوؤكد باأنه النجم الوحيد القادر على البقاء، ونظرا لطبيعة املراأة القطرية وحتديدا يف التعاطي مع

التع�صف الداري وكبح طموحاتهن واتخاذ قرار اإثر هذا املكان الغري مهنية، فيبقى ترك التحديات مثل هذه

اجللو�س يف املنزل، هو اأف�صل اخليارات املحتملة بعيدا عن الدخول يف اأية م�صاجالت لتنا�صب خ�صو�صيتها، اأو

البقاء وخ�صارة مهنيتها التي ا�صتغرق وقتا لي�س بالق�صري ت�صكيلها بعد اأن اأ�صابهن ذهول مغلف ب�صمت اإداري،

باملهنية لهن م�صهودا كان من ومنهن املتفوقات، قوائم على كن من منهن باأن ح�صراتكم اأبلغ اأن ويوؤ�صفني

اخلالقة.

يف كتاب »التجارة الناجحة: مهارات متنوعة، ع�صرة مهرجني ليكونون �صريكا«: اأو�صح �صتيفن �صارج�س وريك

فري�صمن بوجود 249 قاعدة اأ�صا�صية لأ�صاليب اإدارية ناجحة، وقد ورد مبا مفاده: »باأن اأي جتارة ناجحة مثل

اأي �صريك حتتاج قدرا معينامن التنوع، ان�صاء فريق عمل ي�صم جميع النواع من املهارات، و املنا�صب والنا�س!

فاحلكمة اجلماعية هي ال�صبيل لالبداع، و�صرورة عدم اإبقاء اأي ع�صو دون م�صاركة �صمن الفريق، لرفع روح

العمل اجلماعي ومن ثم حتقيق امل�صلحة امل�صرتكة. كما راأى املوؤلفان ب�صرورة توجه امل�صوؤول الداري اىل توظيف

دور املراأة واأثرها على ال�صريفة الإ�صالمية

Page 118: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

118

اأ�صخا�س اأف�صل منه، ليتمكن هو من التفرغ ل�صوؤون الدارة«.

ولنا يف ر�صول الله �صلى الله عليه و�صلم قدوة فكلنا يعرف حديثه عليه ال�صالم: )املوؤمن للموؤمن كالبنيان ي�صد

بع�صه بع�صا(.

ويبقى طموح ت�صكيل الفريق الواحد قائما، اأمال اأن ت�صتجيب فئة متميزة من �صادة و�صيدات من �صانعي القرار

لتوجيهات قيادتنا الر�صيدة.

تو�ضيات،،

اقرتح تاأ�صي�س كيان حكومي يكون على غرار ديوان املحا�صبة املالية، يتبع مبا�صرة اأحد مكاتب قيادتنا الر�صيدة،

يكون من بني اأهدافه ومهامه، التدقيق على مو�صوع اأ�صباب ا�صتقالة الكوادر الوطنية من ذوي الكفاءات العلمية

هذه توزيع اإعادة والنظر يف واخلا�صة، احلكومية القطاعات لكافة املمثلة الأجهزة و املوؤ�ص�صات من واملهنية

الكفاءات على املوؤ�ص�صات املالية وغريها، عن طريق رفع التقارير والرت�صيحات املنا�صبة بهذه ال�صماء، ليتمكن

املجتمع من ال�صتفادة الكاملة لكافة الطاقات الوطنية وت�صجيعها.

على اأن يتم ت�صكيل جمموعة من الفرق الوطنية، ذات الخت�صا�صات املتنوعة، تهدف اإىل ربط خمتلف الكفاءات

املهنية مع بع�صها كال بح�صب القطاع، كاأن يتم ت�صكيل فرق عمل من حماميني وم�صرفيني وماليني وتنفيذيني

معنيني بح�صب حاجة القطاع، يتم تاأهيلهم ليكونوا على اأعلى م�صتوى مهني مطلوب، و اأن يتم �صن الت�صريع املالئم

تدعيما معهم، التعاون واخلا�س العام املحلي والقطاع الأجنبية ال�صركات واخلربات كافة على يفر�س الذي

لثقافة العمل اجلماعي. ومن ثم اإعادة توزيعهم على موؤ�ص�صات الدولة املتنوعة ولكن بخربات وفرية. ليتم معاملة

هذه الفرق متاما كبيوت اخلربة وال�صت�صارات.

طموحات واآمال،،

التنمية اآل ثاين املوقر، �صمن ا�صترياتيجية يقول معايل ال�صيد رئي�س الوزراء ال�صيخ حمد بن جا�صم بن جرب

الوطنية 2011 ــ )201 عن رحلة التنمية امل�صتدامة باأنها: »�صنبداأ رحلتنا معا الأمر الذي �صيتطلب عمال �صاق

وتفانيا من قبل كافة القطريني ل�صمان ا�صتغالل كامل امكاناتنا الوطنية«.

ومن هنا فاأنا اأطمح، قيام مبادرات جادة من قبل ال�صادة �صناع القرار يف جميع القطاعات، وحتديدا موؤ�ص�صات

ال�صريفة ال�صالمية، بالبدء بتاأهيل جمموعة من الكوادر الن�صائية الوطنية يف جمال ال�صريفة ال�صالمية لت�صلم

زمام القيادة على املدى الق�صري.

ال�صناعات واأف�صل اأهم عن حديثنا ليكون عقبات، اأو حتديات لت�صغلنا قادمه موؤمترات يف نقف اأن اأطمح

املناف�صة التي مت تقدميها لل�صوق امل�صريف، والنتاجية ذات الكفاءة العالية، واأهم النماذج الب�صرية التي �صاهمت

دور املراأة واأثرها على ال�صريفة الإ�صالمية

Page 119: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

119

باحداث نقالت نوعية يف عامل ال�صريفة.

اأطمح اأن نتعلم فن الت�صفيق اجلماعي للتفوق اجلماعي، لأف�صل الجنازات التي ت�صتدعي التكرمي، لفرق ت�صكلت

من اأبناء وبنات هذه الأر�س الطيبة متكنوا من الو�صول لتحقيق روؤية قطر امل�صتقبلية باذن الله.

يف اخلتام.. التجمع الكرمي،،

اإن حديثي اليوم عن دور املراأة مل يكن �صببه دعوتي لتن�صيب جميع الن�صاء مراكز قيادية ! فل�صت نا�صطة يف

دعوة هي واإمنا والإدارة، القيادة فن مهارة ميتلكن الن�صاء جميع لي�صت باأن مدركة املراأة، حلقوق جمعيات

لتن�صيب املراأة ذات الكفاءة العلمية واملهنية ب�صرط اأن تكون ممن جتيد فن اجللو�س على مقاعد تنفيذية بامتياز،

وهو �صرط ين�صرف اإىل اإخواننا من ال�صادة الرجال اي�صا، فكثريا ما نقابل من املتفوقني اأكادمييا ومهنيا املخفقني

يف فهم فنون الدارة والقيادة.

كما اأن مطالبتي بدعم املراأة يف القطاع احلكومي واخلا�س، و ر�صدي على �صبيل املثال ل احل�صر، للتحديات

املعلوم بع�صها حل�صراتكم، مل اأق�صد من خاللها �صوى التاأكيد، باأن املراأة العربية وامل�صلمة ب�صكل عام واملراأة

الوقارالذي يجب للحفاظ على �صياج العناء بالثقة والحرتام وت�صتحق منا كل ب�صكل خا�س، جديرة القطرية

قد م�صايقات اأية من عليها حفاظا الرائعة، لهويتنا املمثلة وتقاليدنا ال�صالمية بثقافتنا ممزوجا به، اإحاطتها

تعرت�صها مب�صاندة اأباء واإخوان كرام، ل�صنا نكن لهم �صوى كل عرفان وامتنان.

الرجال، ملواقع مناف�صتها البته ليعني ال�صالمية ال�صريفة جتربة خلو�س القطرية املراأه مبادرة باأن واأوؤكد

فالأبعاد وراء هذا اخلو�س هو رغبة حقيقية ل�صتيعاب العالقة التكاملية فيما بني عنا�صر املجتمع الواحد، حتقيقا

للغاية امل�صرتكة على م�صتوى جميع ال�صرائح ومل�صتقبل واعد باذن الله تعاىل.

�ضكر وعرفان باجلميل ،،

لكل التحديات التي واجهتني اأنا كال�صهم يف رمح، كلما �صددت للخلف انطلقت بقوة بف�صل الله ودعم اأ�صرتي

وجمتمعي لالأمام.. ولكل مراحل الف�صل والنجاح بحياتي املهنية، اأوؤكد باأن كل تق�صري اأو ف�صل اأن�صبه لنف�صي،

وكل جناح اأن�صبه لدعم جمموعه من الرموز بحياتي.

اأكرر �صكري على قبول م�صاركتي بهذه الورقة املتوا�صعة، متمنية اللتقاء بح�صراتكم يف اأعوام مقبلة وال�صريفة

ال�صالمية دائما يف ال�صدارة.

دور املراأة واأثرها على ال�صريفة الإ�صالمية

Page 120: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

120

Page 121: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

121

التحديات التي تواجه العاملني يف املوؤ�ض�ضات املالية الإ�ضالمية

اعداد الدكتور اأحمد عبدالله الكواري

مدير عام جمموعة املوارد الب�صرية ــ م�صرف قطر الإ�صالمي

التحديات التى تواجه العاملني فى املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 122: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

122

زيادة يتوقع فاإنه Working• Beyond• Borders بعنوان 2010 عام IBM موؤ�ص�صة ن�صرتها لدرا�صة اإ�صتنادا

القادمة. الثالث �صنوات الأو�صط يف العربى وال�صرق بن�صبة )1% يف دول اخلليج املاىل القطاع العاملني يف

مما يعترب حتديا كبريا لإدارة املوارد الب�صرية يف ا�صتقطاب واحلفاظ على الكفاءات يف قطاع املوؤ�ص�صات املالية

الذى يتمتع باملناف�صة العالية كما يتميز بالعر�س القليل من الكفاءات املحرتفة عالية الأداء وعلى النقي�س الكثري

من الطلب املتزايد يف نف�س الوقت. اإن اإدارات املوارد الب�صرية التقليدية يف املوؤ�ص�صات املالية حتمل بالفعل عبء

اأن كما املوؤ�ص�صة. ل�صرتاتيجة الناجح التطبيق ل�صمان املالئم الوقت املالئمة يف املهارات ذات املوارد اإيجاد

. مت حتديد ثالث ثغرات يف )1(

املوارد الب�صرية اأ�صبح يطلب منها الكثري لتربهن على تاثريها الإيجابى على العمل

:)2(

املمار�صات املعا�صرة للموارد الب�صرية كالتايل

التطور ال�ضريع ملهارات وقدرات القوى العاملة

تطوير قيادات امل�ضتقبل

تعزيز التعاون وم�ضاركة املعرفة

التحديات تركز ب�صكل رئي�صى على معاجلة الثغرة يف مهارات وقدرات القوى العاملة من خالل ال�صتثمار املتزايد

يف عملية التعليم والتطوير ومن خالل دمج التعليم املختلط. تقوم املوارد الب�صرية بقطاع ال�صريفة الإ�صالمية

للنقطة بالن�صبة اأما للموؤ�ص�صة. املختلفة امل�صتويات على القادة توفر ل�صمان بنف�صها القادة تطوير منهج ببناء

الثالثة، فاإن اإدارة املوارد الب�صرية تواجه حتديا ب�صبب غياب املنهج بالإ�صافة اىل نق�س املوارد.

اإن تطور اإدارة املوارد الب�صرية يف قطاع ال�صريفة الإ�صالمية مل يواكب تطور الأعمال ب�صبب ما مت من ا�صتثمار

وتركيز واهتمام. و�صوف يعيق ذلك التنمية امل�صتدامة للم�صارف الإ�صالمية وخطط تو�صعها يف امل�صتقبل.

الب�صرية. املوارد اإدارة تواجهها التى العقبات ت�صاعف الإ�صالمية ال�صريفة قطاع يواجهها التى امل�صاكل اإن

الإ�صالمية وخ�صو�صا بال�صريعة املتعلقة الوا�صحة التعليمات عدم وجود عن نتجتا الرئي�صيتان امل�صكلتان اإن

يف البالد غري الإ�صالمية بالإ�صافة اىل نق�س اخلرباء وذوى الخت�صا�س يف ال�صريفة الإ�صالمية. وباالتاىل

حتتاج اإدارة املوارد الب�صرية ــ من اإجل ا�صتقطاب واحلفاظ على الكفاءات ــ اأن تربح املناف�صة مع القطاع امل�صريف

التقليدي وبعد تدريب وتطوير الأفراد هناك حتدى يجب مواجهته األ وهو مواجهة امل�صارف املناف�صة ل�صمان

بقاء ال�صتثمار يف املوؤ�ص�صة.

. يف )3(

اأندون�صيا الإ�صالمية يف ال�صريفة انعكا�س ذلك بو�صوح على اأعاله هو اأف�صل مثال على ما ذكرنا اإن

John•Ingham’s•strategic•HCM•blog•Five•challenges•for•HR•profession•June 25، 2008 (((IBM، Working•beyond•borders –•Insights•from•the•global•chief•human•resources•study (((

UNCTAD•Islamic•banking•in•Indonesia•Geneva، April 2011 )3(

التحديات التى تواجه العاملني فى املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 123: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

123

درا�صة لالأمم املتحدة برز نق�س اإ�صهام املوارد الب�صرية بو�صوح. لأن عدد الأفرع الإ�صالمية زاد بن�صبة 44% يف

الفرتة من 2009 اىل 2010 ومل يواكب ذلك زيادة يف الكفاءات الب�صرية. لكي يتم مواجهة هذا التحدى يجب اأن

يكون هناك مناخ من م�صاركة املعرفة وثقافة تعليمية اأكر فاعلية بالإ�صافة اىل التعليم والتطوير مب�صاعدة اإدارة

املوارد الب�صرية. ت�صاعد هذه الثقافة املوظفني على ارتكاب اأخطاء للتعلم منها واغتنام الفر�س وجتريب وظائف

.)1(

جديدة يف املوؤ�ص�صة )التدوير الوظيفي(

)Muhammed•Khanfar)2بعنوان Will•colleges•fill•the•gap و�صح فيه اأن خريجى

ويف درا�صة اأخرى اأجراها

املراكز التعليمية ل يلبون متاما احتياجات املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية. يف نف�س الوقت تو�صح الإجتاهات احلاجة

اىل 0000) خريج لديهم خلفية قوية عن ال�صريفة الإ�صالمية بينما يتوقع اأن يكون املتوفر هو 10000 فقط.

Developing باجلامعة العربية بعمان عام 2004 بعنوانAhmed•Al•Ajlouni)3(

كما ذكرت درا�صة اأخرى اأجراها

Strategies•for•Islamic•Banks•to•Face•the•Future•Challenges•of•Financial•Globalization

للتدريب والتطوير الب�صرية املوارد املهارات والقدرات من خالل ا�صرتاجتية الثغرة يف اأنه ميكن معاجلة هذه

املعرفة لديهم والذين املوؤهلني املوظفني من الإ�صالمية املالية املوؤ�ص�صات احتياجات تلبية اىل تهدف والتى

الدينية املعارف لتمكينهم من املكثف التدريب الإ�صالمية. ويتم ذلك من خالل لل�صريعة القت�صادية باجلوانب

هو الأخرى الناحية ومن متخ�ص�صة. وادارات تدريبية مراكز اإن�صاء من خالل بذلك القيام واملهنية. وميكن

تكوين املوظفني لت�صورات ح�صنة عن العوملة املالية واأهميتها لإعداد انف�صهم عمليا وذهنيا للتوائم مع الفر�س

والتهديدات التى تواجهها املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية ونتائجها.

Competing•Successfully• in• I s بعنوان عام 2008 )Booz&co)4 يف

�صركة بها قامت اأخرى درا�صة ويف

lamic•Banking راأت ان من اكرب التحديات التى تواجه ال�صريفة الإ�صالمية هى ندرة الكفاءات وكيفية اإدارتها

وخ�صو�صا على م�صتوى هيئة الرقابة ال�صرعية. حيث راأت اأن الفرد يحتاج اإىل �صنني عديدة من الدرا�صة واخلربة

لكى ي�صبح عامل بال�صريعة مما اأدى اإىل قلة عدد علماء ال�صريعة كما اأن العديد منهم يعمل باأكر من هيئة للرقابة

ال�صرعية مما قد ينتج عنها تعار�س للم�صالح. من الناحية الأخرى فاإن ا�صتجابة املوؤ�ص�صات التعليمية للطلب على

الدورات التدريبية اخلا�صة بالتمويل الإ�صالمى �صوف ت�صاعد على تقليل الفجوة مبرور الوقت. ولكن على املدى

الق�صري فاإن نق�س الكفاءات �صي�صتمر ويحد من تطوير قطاع ال�صريفة الإ�صالمية.

Islamic••Ban s باحث اقت�صادى ببنك التنمية الإ�صالمى بعنوان Monzer•Alkahf)((

ويف درا�صة اأخرى اأجراها

Kim•Lamoureux 4•critical•challenges•facing•HR•leaders (((Mohamed•Khnifer•The•silent•generation، January 2011 (((

Al•Ajlouni، Ahmed•Amman•Arab•University•for•Graduate•Studies (((Booz&•Co•Competing•Successfully•in•Islamic•Banking (((

Monzer•Alkahf•Islamic•Banking•at•the•Threshold•of•the•Third•Millennium (((

التحديات التى تواجه العاملني فى املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 124: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

124

ing•at•the•Threshold•of•the•Third•Millennium يرى فيها اأن م�صكلة التطور ال�صريع لل�صريفة الإ�صالمية

ال�صريعة اأحكام فهم الأداء ويف عدم م�صكلة يف عنه ترتب التطورات مما بتلك املوظفني عنها عدم حلاق جنم

واملنتجات امل�صرفية الإ�صالمية املختلفة وخدماتها وبالتاىل عدم القدرة على �صرحها للعميل. وتعود هذه املك�صلة

اىل حداثة ال�صريفة الإ�صالمية وعدم ا�صتطاعة موظفيها جمع اخلربة واملعرفة الكافية ملواكبتها. الإ اأن الباحث

يرى اأن هذه امل�صكلة ت�صببت يف قلة الإبداع والبتكار يف املنتجات امل�صرفية الإ�صالمية مما اأدى عدم التجديد يف

اخلدمات املقدمة اىل العمالء.

Pro s عام 2004 بعنوان Zerrin•Shahin)1(

Yusuf•Karbhari و Kamal•Naser و ويف درا�صة اأخرى اأجراها

lems•&•Challenges•Facing•the•Islamic•Banking•System•in•the•West: The•Case•of•the•UK عن امل�صاكل

املهنية التدريبية الدورات نق�س فيها يرون بريطانيا، يف الإ�صالمية ال�صريفة قطاع تواجه التى والتحديات

اخلا�صة بال�صريفة الإ�صالمية نتج عنها موظفني غري موؤهلني. وت�صبب ذلك يف توظيف موظفني من البنوك التقليدية

كحل بديل مما اأدى اإىل �صعوبة ان�صجامهم مع ال�صريفة الإ�صالمية ب�صبب الفارق ال�صا�صع بني النظامني. كما

يرى الباحثون اأن ندرة املوظفني املوؤهلني �صاهم جزئيا يف بطء الإبداع يف منتجات واأدوات ال�صريفة الإ�صالمية.

التو�ضيات:

• متنا�ضب ب�ضكل الب�ضرية املوارد لإدارة ال�ضتثمار �ضناديق ــ التمويل من املزيد تخ�ضي�س

ملوائمة النمو احلاىل واملتوقع.

• م�ضاركة املعرفة واأف�ضل املمار�ضات من خالل جلنة عامة لإدارات ملوارد الب�ضرية باملوؤ�ض�ضات

املالية الإ�ضالمية.

• ال�ضتثمار يف الربامج ال�ضرتاتيجية اخلا�ضة بالتعليم والتطوير

• ال�ضتثمار يف برامج تطوير القادة لعداد قادة العقد القادم

• حتول املوارد الب�ضرية اىل تقدمي تدخالت ا�ضرتاتيجية بدل من القيام بالعمليات اليومية

• املعرفة على احل�ضول ل�ضمان املختلفة الإدارات مع اأكرث ات�ضال بدور الب�ضرية املوارد قيام

ونقلها.

Yusuf•Karbhar، Kamal•Naser ،Zerrin•Shahin•Problems &•Challenges•Facing•the•Islamic•Banking•System•in•the ((( West: The•Case•of•the•UK

التحديات التى تواجه العاملني فى املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 125: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

12(

References

• IBM,Workingbeyondborders–Insightsfromtheglobalchiefhumanresourcesstudypublishedin2010byIBMinstituteforBusinessValue

• UNCTADIslamicbankinginIndonesiabyRifkiISMAL.PaperpreparedfortheAnnualMeetingonTradeandDevelopment,UnitedNationsofConferencesonTradeandDevelopment,April6th8ــth,2011,Geneva,Switzerland.

• KimLamoureux4criticalchallengesfacingHRleaders،publishedbyBersin&AssociatesFebruary18,2010

• MohamedKhniferThesilentgeneration,January2011

• AlAjlouni,AhmedAmmanArabUniversityforGraduateStudies2004byMPRA

• Booz&CoCompetingSuccessfullyinIslamicBanking2008

• MonzerAlkahf،IslamicBankingattheThresholdoftheThirdMillenniumIRTIofIDB

• YusufKarbhar،KamalNaser،ZerrinShahinProblems&ChallengesFacingtheIslamicBankingSys-temintheWest:TheCaseoftheUK2004

التحديات التى تواجه العاملني فى املوؤ�ص�صات املالية الإ�صالمية

Page 126: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

12(

Page 127: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

12(

Proposed Alternatives to Provide Short-Term Liquidity to IFIs• Thelongerterm“Sukuk”couldbeusedasaliquiditytool/ instrumentif theyare

re-parcelled:

• LMC’sShortTermSukukProgramrepackageslongerinstrumentsintomonthlyma-turitycertificates

• Guaranteedmonthlyentryandexitdates

• Intra-monthentryandexitalsoavailable(nopenalties)

• Flexibilityofinvestmentamounts

• FullysecuredbyunderlyingSukukportfolio

• Monthlyreturns

Conclusion• Muchisstillneedtobedoneforaneffectivewayinsolvingtheliquidityissuesin

IFIs

• Thereisaneedofclosecooperationbetweencentralbanks

• Tobenefitfromtheexperienceoftheotherjurisdictionsmodel

Thank You

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 128: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

128

Proposed Actions• EstablishLegal&RegulatoryFramework issues andbetter clarification&under-

standingbyregulators

• TomakeitmandatoryforallmarketissueinmembercountriestocarryIIFMSharia’aendorsement.Anotherproposal

• UniformrulesamongstGCCregulators/centralbanksneeded

• ‘‘Real’’Murabahatrades:Developingviablealternativesbasedonotherunderlying“commodities”or“assets”(e.g.Malaysiahasdeveloped‘’true’’Murabahabasedonpalmoiltrading)

Proposed Alternatives to Provide Short-Term Liquidity to IFIs• Bankscouldhaveanagreementwithotherbanksformutualfinancingfacilitiesas

practicedbyconventionalbanks,butwithintheframeworkofprofit-losssharing

• Establishinganinter-bankcooperativearrangementtoextendreciprocalaccommo-dationtoeachotheronconditionthatthenetuseofthisfacilityiszerooveragivenperiod

• IFIscouldcreateacommonpoolatthecentralbanktoprovidemutualaccommoda-tion

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 129: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

129

Sukuk as a Liquidity Tool

• RegularissuanceofSovereign/‘AAA’Sukukmayofferagenuinealternativeforthetreasurymarket

• SalamSukuk

• shorttermSalamSukukissuedbyGovernmentsorquasiGovernmententities

• NottradeableasperShariahguidelinesof“monies”notbeingallowedtobetraded

• IjarahSukuk–Tradeable

• The1stpublicSukukwasofferedbytheBahrainMonetaryAgency(BMA)inAugust2001 forUS$ 100million. Followed by other sovereignSukuk (Malaysia,Qatar,Dubai,etc.)

• TheseareusuallyshorttermIjarahSukuk(6months-tradeable)

Structure Diagram of Short Term Ijarah Sukuk

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 130: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

130

What is Happening in Malaysia?

• Malaysia

• Malaysianscholarsacceptdebttrading

• ProgressiveinterpretationofShariahhaspermittedthecreationofdebtcertificates(notacceptableintheGCC)

• IslamicRepomarketisstillatan“embryonicstage”

• Nostandardisedagreementsorproducts

• TheInternationalIslamicLiquidityManagementCorp(IILM)

• basedinMalaysia

• establishedinOctober2010by12centralbanks(includingQCB)andtwomultilat-eralorganisations

• objective:toassistinstitutionsofferingIslamicfinancialservicesinaddressingtheirliquiditymanagement

• toenhancecross-borderflowsandalsoaspartofaninitiativetofacilitatethegrowingsignificanceoftheinternationaldimensionofIslamicfinanceanditsincreasedroleintheinternationalfinancialsystem

• willissueshort-termpapersininternationalreservecurrencieswithalikelymaturityofthreemonths

• DemandforShariah-compliantreposmaybelimiedtocurrentholdersofIslamic-bonds,accordingtoSJSMarkets.

• “SinceitislargelyaliquiditymanagementtoolfortheIslamicinterbanksystem

• TheIslamicrepos“frameworkisinplace,andwecanrollthisoutwithanyonewelike,”NationalBank’sPritchardsaid.“Wecouldeasilyseeonedealaday,quiteeas

• ily.Goingforwardinthefuture,beyondnextyear,thiscouldbeawellusedproduct

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 131: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

131

Taking the Repo Structure One Step Further?• Ifwefindawaytoenable‘netting’ofthecommodityMurabahaproducts,thenwe

willhavedevelopedawaytotradedebt(whichismostlyoutsideofMalaysiaviewedasnotpermissible)

• BUT:creatingasystemwherethecentralbankandIFIsaretradingbackandforthdebtsfromcommodityMurabahaseemsliketheworstpossiblewaytofindasolu-tion

Recent Developments – Interbank Islamic Repo • NationalBankofAbuDhabi(NBAD)andAbuDhabiIslamicBank(ADIB)

• ThefirstShariah-compliantrepurchaseagreementsbetweenGulfbanks

• Objective:toimproveaccesstoshorter-termfunds

• NBADandADIBsignedaone-weekIslamicrepocontractvaluedat$20mn(August2011)

• SetsanIslamicrepos“framework’’thatcanbeusedwithotherIFIs

Recent Developments – Interbank Islamic Repo• CharacteristicsoftheNBAD/ADIBRepo:

• usesaprofitrateratherthananinterestrate

• ADIB’s repurchase transaction involved the buying and selling ofMalaysian andAbuDhabigovernment-relatedIslamicbonds

• TheReposwillallowbankstoborrowfromeachotherfortermsofonedaytooneyear

• MurabahaagreementusesSukukascollateralforshort-termfunds,wherethebuyerandselleragreeonapriceandprofitrateforthesecurities

• This typeofRepo isanextra liquidityoption foraholderofSukuk,encouragingbankstobuyand‘’USE’’’Sukuk

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 132: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

132

Recent Developments – Repo with Islamic CDs as Collateral• IslamicRepothatacceptsShariah-compliantcertificatesofdepositascollateral

• CBUAECollateralisedMurabahaFacilityAgreement

• IntroducedinJune2011

• AEDonly

• MinimumamountofAED1,000,000

• Minimumtenorof1month,maximum3months

• CommodityMurabahabetweentheIFIandCBUAE(asthefinancinginstrument)

• CommodityMurabahawhereIFIisPurchaserofcommodities

• CDofcommodityMurabahawiththeCBUAEpledgedascollateralforPurchaser’sobligations(asthesecuritycollateralforthefinancing)

Recent Developments - Repo with Islamic CDs as Collateral• Howitworks?

• IfanIFIhassurpluscapital,itcanloanittothecentralbankbybuyinganIslamicCD,inwhichitbuysacommodityandsellsthatcommoditytothecentralbankandthecentralbankwillrepaythedebtatanagreeddate

• If theIslamicbankneeds liquiditybefore theCDmatures, itcanpledge thatdebtowedbythecentralbanktothecentralbankinexchangeforaloanstructuredasacommodityMurabaha.

UAE Repo facility – What Critics Say?• Theproductdoesnothingtoreallyhelptheindustrydevelopnewproducts

• Productsareonlyaccessibletoholdersofsecuritiesissuedbytherelevantmonetaryauthority

• TheironyisinusingthecollateralizedCommodityMurabaha:althoughittriestofindasolutiontoaproblem,itdoessobyfurtherentrenchingCommodityMurabahaintotheIslamicfinancialindustryby:

• NotonlydoesitusesthecollateralizedcommodityMurabahabetweentheIslamicbanksandthecentralbank,BUT

• UsesascollateralanIslamicCDwhichitselfisbasedoncommodityMurabahabe-tweenthecentralbankandanIslamicbank

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 133: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

133

Recent Developments - UAE Certificates of Deposit• CommodityMurabahaDepositMasterAgreement

• IntroducedinNovember2010

• ApprovedbyCBUAEShariahCoordinationCommitteeChairedbyDrHussainHa-

midHassan

• AED,USDandEUR,withtenorsof1weekto5years

• AuctionedthroughaproprietaryCBUAETreasuryPlatform

• EarlyRedemptionProcedure

• NotradingofCDsotherthanatparvalue

• AED12billionsoldinQ12011(againstanannualforecastofAED10billion)

UAE Certificates of Deposit – Overview• OverviewofCommodityMurabaha

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 134: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

134

Recent Developments• Structuredproducts

• The“rangeaccrual”productsbasedonWakala and/orCommodityMurabahaandWaad(Promise)

• Canbestructuredtoprovidecapitalprotectionormorerisky/unprotectedreturns

• CertificateofDeposits

• TheUAECentralBanklaunchedIslamiccertificatesofdeposittohelpIslamicbanksmanagetheirshort-termexcessliquidityneeds

• Repos(repurchaseagreement):whataboutShariah-compliantRepos?

• TheInternationalIslamicFinancialMarketpublishedaresearchpaperin2010pro-posingaRepostructurebasedonMurabaha

• Replicating the economic effects of a conventional repo is the least developedoftreasurytoolsbecausethemechanicsaredifficulttoreplicateinaShariahcompliantmanner

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 135: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

13(

Main Islamic Liquidity Tools – Wadiaa• ashort-termdepositproduct

• Thecustomerisguaranteedthereturnofcapitalandatitsdiscretionthebankmaychoosetogiveanyprofititmayhavemadeonthedeposittothecustomer

• Shariahlimitation:available toIslamicbanksorIslamicwindowswithsegregatedtreasurypools

Current situation• Nocrediblealternativetothecommodity-basedMurabahastructure

• RegulatorsareexpandingtherangeofproductsavailabletoIFIasmarketconditionsareforcingIFItokeepexcesscashwithcentralbanksorlockedintolonger-maturitySukuk

• Newstructuresarebeingdevelopedinthestructuredfinancemarket

• Effortstostandardisethedocumentation:e.g.InternationalIslamicFinancialMar-ket’sMasterAgreementforTreasuryPlacementdocuments

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 136: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

13(

Example of issues in Wakala• Wakala-baseddepositarrangementbetweenTheInvestmentDar(TID)(theagent)

andBlomDevelopmentsBank(Blom)(theprincipal)

• MatterwasbeforetheEnglishcourtsin2009

• TIDmadeargumentssayingtheWakalaagreementwasnotShariah-compliant

• The issues raisedweresufficient togiveTID the right toa full trialwhichwouldnot have been available had a straight debt structure been used (TID argued thattheagreementwasnotShariahcompliantthattherewasnoobligationtorefundthemoneytoBlom)

• Casewasresolvedamicably,TIDpayingBlomtheWakalaprincipalandtheagreedanticipatedprofits

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 137: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

13(

Commodity Murabaha / Tawarruq

Main Islamic Liquidity Tools – Wakala and Mudaraba• KeyissueswithWakalaandMudaraba:

Returnsarenotguaranteed(duetoShariahlimitations)but‘’anticipated’’

the“depositplacingentity”(theMuwakkilorRabalMaal)takesriskonitscapital,therisklieswiththe“depositplacingentity”and,subjecttonegligenceandfraud,the“deposittakingentity”isnotresponsibleforthelossofanyfunds

Fundscannotbegiventoaconventionalbankonanon-restrictedbasisunless thefundsweresegregatedfromtheconventionalbank’smainbusinessandonlyusedinitsShariahcompliantinvestments

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 138: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

138

Main Islamic Liquidity Tools - Commodity Murabaha Character-istics • CommodityMurabahaasashort-terminvestmentmechanismaddressessomeofthe

problemsofliquiditymanagementbuthasmanyshortcomings

• MainCharacteristics

Wellestablishedcommodityexchanges(e.g.LondonMetalExchange)

Shorttermliquiditytool

Lackofviableliquidalternatives

Relativelystandardiseddocumentationtemplates(e.g.IIFM)

Criticalmassofmarketparticipantsandeasytofindacceptable/highgradecounter-parties

Main Islamic Liquidity Tools - Commodity Murabaha Shortcom-ings• Nouniversalacceptance/understanding

• DifferentShariahinterpretationsandacceptance(e.g.the‘organized’natureofthesestructureswascriticisedbytheOICFiqhAcademy)

• Costs(suchascommoditysupplycharges)andrisks(suchascommoditysupplier’sinsolvencyrisks)arehigherthantheconventionalalternative

• Leadstoaninefficientuseoffundsduetoitslowreturns

• HabitualtendencyofmarketparticipantstomovetowardsMurabahabasedproducts

• Noconcertedcommitmenttodevelopmentofalternatives

• FlightofcapitaloutofIslamiccountries’economies

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 139: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

139

Main Causes of Liquidity Problems in the IFIs

Main Islamic Liquidity Tools• CommodityMurabaha

purchaseandsaleofShariah-compliantcommoditiesonspotbasisbutthepaymentofthesalepriceisdeferred

• Wakala(agency)andMudaraba(profitparticipation)

The“deposittakingentity”(theWakilorMudarib)actsasanagentorpartnerwithrespecttoeitherunrestrictedinvestmentsorrestrictedinvestment

• Wadiaa(deposit)

The“depositgivingentity” candepositamountswithabankwhichcanusesuchdepositsforitsgeneralShariahcompliantactivities.

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 140: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

140

Islamic Liquidity Facts• Themoneymarketisanimportantcomponentoftheliquiditymanagementframe-

work

• Mostavailableconventionalinstrumentsusedforliquiditymanagementareinterestbased

• Managingshort-termcashflowsatIslamicbanksandotherIslamicFinancialInstitu-tions(IFIs)isachallenge

• Thechallengesareinidentifyingappropriateliquiditymanagementtools

• Shariah-compliantproductsusedforplacingorborrowingshorttermfundsbyIFIsarelimited

• Centralbanksusually issueshort termcapitalmarket instruments toallowIFIs toplacetheirliquidity

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 141: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

141

Contents• IslamicLiquidityFacts

• MainCausesofLiquidityproblemsintheIFIs

• MainIslamicLiquidityTools

• Currentsituation

• RecentDevelopments

UAECertificateofDeposits

Repos

WhatCriticsSay?

TakingtheRepostructureonestepfurther

IslamicInterbankRepo

WhatisHappeninginMalaysia?

SukukasaLiquidityTool

• ProposedActions

• ProposedAlternativestoProvideShort-TermLiquiditytoIFIs

• Conclusion

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 142: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

142

Liquidity tools and the possibility of its

development in the Islamic banking sector

By ــ Allen MerhejHeadofLegal

TheFirstInvestorQ.S.C.C

2nd Islamic Finance Conference – Islamic banking: its present and aspiration

Doha - 10 October 2011

Liquidity tools and the possibility of its development in the Islamic banking sector

Page 143: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

143

Page 144: أبحاث مؤتمر-الدوحة-الثاني-للمال-الإسلامي-

144

In the Name of Allah the Most Gracious the Most Merciful