فض الاشتباك مع العلمانية .. حوار هادئ مع العلمانيين

13
فـضشـتـباك ا معـةعـلـمانـ ال[ .. حـوار هـادئ معنعلمان ال... ] ذ : مدحت القصراويستاف ا تأل

Upload: alshazlyweb

Post on 14-Jun-2015

311 views

Category:

Education


3 download

DESCRIPTION

فض الاشتباك مع العلمانية حوار هادئ مع العلمانيين ... تأليف الأستاذ: مدحت القصراوي

TRANSCRIPT

Page 1: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

العـلـمانــة مع االشـتـباك فـض

[ ... العلمانن مع هـادئ حـوار .. ]

تألف االستاذ : مدحت القصراوي

Page 2: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

... العلمانن مع ادئـه وارـح ] ةــمانـلـالع مع باكـتـاالش ضـف [

2

ونخدع ..ملتوة لهذا الدن المعاداة الو تناقض ..التصرح والوعدم ، دوراناللف وال من الكثرالعلمانون فضل

ومواقفهم بال تعقل وال وتدبر وال معرفة بخطور ما وراء األمر ..بعض شبابنا بما طرحون ، ورددون كلماتهم

باإللحاد .. ـعلى سبل اإلختبار ـتبجحون وأحانا

نحاول ف خطاب هادئ وخطوات متتابعة نقاشا سرعا .. نخاطب به العلمانن أنفسهم ، ونخاطب به شبابنا و

..أمام من لتوي ومن تبجح كلهما كون منطقنوجماهر أمتنا لعلموا حققة األمر .. ولنحاول أن ن

، واإلقرار بمقتضاته وتحدد مفهوم الدن ، وال بد من نقاشهما والمرور أو إنكاره واألمر دابر بن اإلقرار بالغب

علهما..

ونوضح ذلك ف نقاط حاكمة وسرعة ، تكف العاقل ، وإن كان لها تفصل ف مواضع أخرى ..

* * *

.. لنقاش ا مجاالتوبان إلثارة ل أن نناقش أحدا نطرح تساؤالت وقب

لجنة والنار حق؟واولقاء هللا حق ، ماذا لو كان اإلسالم حق ، : نسأل طائفة

ماذا لو كان هللا تعالى ال قبل دنا مجزءا وأنه تعالى ال قبل إال المنهج الشامل وتحكم دنه : لطائفة أخرىو

حاة ؟تعالى ف كل مناح ال

ماذا لو كانت التعبدات القابمة على أن الدن عالقة فردة بن العبد وربه مع رفض أحكام هذا : لطائفة ثالثةو

، ماذا لو كان هذا حبط التعبدات فأت العبد ربه تعالى بعمل أو الرضا بتبدلها بغرها الدن ف المجال العام

مردود حابط ال قبل؟

..قل أرأتم إن كان من عند هللا وكفرتم بهقوله تعالى من باب.. قبل النقاش مفروضة إنها تساؤالت

، ترتب علها صحة العالقة باهلل تعالى أو بطالنها ، وبالتال مصر العبد ف إنها أمور خطرة ومسابل مصرة

تقدم والقوة واالستقالل خلده ف اآلخرة ، كما ترتب علها مصر األمة ومصر المالن من البشر من حث ال

عدو الوالعدالة االجتماعة وغرها من االحتاجات ، أو الفقر والتخلف والتبعة كذلك .. ترتب علها الصمود أمام

فصال عن هذا االنعرق وانتصارات أمة أو اته ، ترتب علها االلتحام بتارخأو االنحناء أمامه والتبعة لتوجه

..بل والتنكر له التارخ

Page 3: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

... العلمانن مع ادئـه وارـح ] ةــمانـلـالع مع باكـتـاالش ضـف [

3

ولهذا ندعو الجمع لهذا النقاش بجدة تفكر وروة..

* * *

.. فال تملك نفسها وال ه من نطفة من ماء مهن ال تملك شباجعل نسل، وهو الذي طن من خلق هللا هذا اإلنسان لقد

ولم تخلق نفسها فضال عن غرها... ملكها .. فه لم تنشانه تملك ما تتوهم أ

العدم تحول بعض الناس إلى "خصم مبن" هلل رب العالمن ؟؟!ومن هذا الضعف و

فما ملك وحدد ماهة الرسالة تعالى هتدخلل عترض على هللا ورد أن رسم حدودا هذا الخصم المبن هو الذي

اإللهة ودور الرسول الموكل بها من عند هللا.

... فهل ف بنشرهاأم استهزاء بالرسالة والرسول المكل به..عن جهل فهل هذا ناشء عن انكار لوجود هللا تعالى أم

العلمانة جحود هلل ورسوله وكتابه ، أم جهل وهوى؟!!

* * *

هل هناك إقرار بوجود هللا تعالى أم هناك فأول األمر ، بل للحفاظ على المنطقة ، بدون اتهامبداة و

شك أو جحود لوجوده؟

كن هناك إقرار بوجود هللا تعالى فلبحث عن م، وإن لرتب على هذا اإلقرار فإن كان هناك إقرار فهناك ما ت

وعالج هذا الموقف وحسمه ..حققة األمر

فمن وفرها ؛التوافقات لقام الحاة البشرة هناك مبات اآلالف من فمن الموجد والمحدث؟ ؛ جود وأحداثهناك و

جب وبصمة واحدة ف كل المخلوقات ، فمن أوجدها؟بهذا النظام الدقق؟ هناك دقة متناهة وتوازن ع

فمن أوجد تلك الفطرة؟ هناك عناة ملحوظة بهذا ؛ هناك حاجة ملحة ف نفس كل مخلوق نحو هللا تعالى والتعبد له

فمن فعل هذا ومن قصده ؟ ؛ اش والمتاع ر له الر حدها األدنى فقط بل وف ر له إقامة الحاة ففلم توف المخلوق

فمن أعطفهم عله وهأهم لرعاته؟ ناك إعطاف من رعاه عله كاألبون ..وه

، ال أت أبدا بغر قوة قاهرة ومهمنة قاصدة لحدوث كل هذا ، وتوازن واطراد ، جران كل هذا بدقة وحكمة

ولحكمة تراد ..

Page 4: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

... العلمانن مع ادئـه وارـح ] ةــمانـلـالع مع باكـتـاالش ضـف [

4

.. فمن لم قر باهلل تعالى فهو مجنون أو مكابر

* * *

الى فثمة احتاج بشري نحوه ، واالحتاج البشري قابم من جهتن : جهة ربوبته وإصالحه من أقر بوجود هللا تع

..حبا وطاعة وتعظماللحاة ورعاته لهذا المخلوق ، وجهة طلب القلوب له تعالى

تلق ده للحاة ال كون عبثا فلس هناك عبث ف أي وجود أو مخلوق ، وبالتال فال بد من حكمة بالغة اكما أن إج

.باإلله الذي خلق وأوجد وبث حكمته ف كل شء

نتظم أمره وتنتظم الحاة كذلك معه. فلهذا المخلوق غاة من وجوده وال شك ، وبمعرفته لغاته، وعلى هذا

* * *

، هو من خلقه وأوجده موكوال الى االنسان وتجاربه وخبراته ، بل الذي حدد غاة وجوده لس تحدد هذه الغاات

..جعل القوانن الحاكمة لكل موجود وخلق الحاة وأوجدها ، و

ابر ارتباطات مخلوقاتها ، ، بل وضع ، القوانن الكلة للحاة وسعلم ذيال الذي حدد غاة وجود اإلنسان هو

قاء بال بذلك ممن له األزل بال ابتداء والوالغاة من وجودها ، و ، وماضها وحاضرها ومستقبلها ، وإالم تسر

انتهاء.

* * *

، واحتاجه الى هذا أعظم من احتاجه للطعام والشراب. وال راحة لإلنسان اال بمعرفة غاة وجوده لتنتظم حاته

ة فه بغاومن رحمة هللا تعالى أنه ال دعه جاهال ، فمن رحمته تعالى أنه خاطب هذا المخلوق ورسل اله من عر

كتبه تعالى. ن معهم فوله خطاب مضم رسل وجوده ، ولهذا فلله تعالى

وكالمه وأن هذا هو كتاب هللا الذي جاء به والشأن هنا ف معرفة صدق الرسول وأنه مبلغ عن هللا ، وصدق الكتاب

الرساالت والكتب الزمان للحاة وإال فسدت.، و ، وكالهما متالزمان فإذا ثبت أحدهما ثبت اآلخروشرعه وتكالفه

* * *

Page 5: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

... العلمانن مع ادئـه وارـح ] ةــمانـلـالع مع باكـتـاالش ضـف [

5

لنظر الى البشارات به وبمكان مولده ومهاجره وصفته وصفة أصحابه ، وما ف صدق الرسول من أراد أن علمف

لى الوم ..دي أهل الكتاب ازال هذا بأ

وسموها المعجز ، وة واألوامر والنواه والشرابع بقارنة بما جاء به األولون من جنس النولنظر الى ما جاء به م

العالم الى سمو وتوازن ما جاء به من عند ربه. ب ى اآلن ، ولم ص والمؤثر عالما ال

والى ما فعله ، وأنه أول مؤتمر وأول منزجر ، ولنظر الى شظف عشه وبحثه ولنظر الى ما أمر به ونهى عنه

وأول خابف. فكان أول راج ، تلك الت جاء بوعد هللا بها ووعده بها كذلك .. عن اآلخرة

مصادمة ما جاء به للشهوات واألهواء وإقامته للمصالح المطردة والعامة للفرد والجماعة ..ولنظر ف

ما أخفاه بعض أهل الكتاب ، وما جهلوه هم وغرهم من قصص نوح وعاد إخباره بوولنظر ف أخباره الماضة

آمن من أهل الكتاب به ولم عاند .شهادة من ولنظر الى وثمود وغرها ..

ونار ، وظهور الخوارج ف سبل هللا ، الى أخباره المستقبلة مثل بشارته بإنفاق كنوز كسرى وقصر ولنظر

والنساء الكاسات العارات ، ، كأذناب البقر ضربون بها أبشار الناس ساط ورجال بأدهم ، تخرج من قعر عدن

.. فتح القسطنطنة ب فالحكم الجبري ، وبشارته ،فالملك العضوض ، ة فالملك والرحم، والبشارة بالخالفة الراشدة

وحدث ، وهناك عشرات البشارات األخرى الت حدثت ، وهناك عشرات أخرى لم تحدث ر به النب كل هذا بش

.بعد

* * *

..وال بدمن أقر بهذا ورآه أقر بالكتاب الذي جاء به

البالغ والنظم ، ومن له نظر فه نفسه وإعجازه الكتاب نفسه حمل دلل صدقه .. ومن شك فه فلمع هذ فو

ة البان ال الفتقاد الكتاب لهذا اإلعجاز ..رك مثل هذا فإن أنكر فلجهله بمادة للبان علم هذا ، والجاهل ال دلومزا

بل ، ال تنضب ولم حصها أحد ، فثمة دقة متناهة ف ألفاظه وصوره ال تشبع منها العلماء رونها وما بعد وم

قف كل على جملة منها.

ولنظر الى إعجاز هذا الكتاب وما أخبر به من المستقبل ، كغلبة الروم وظهور االسالم وكفاة هللا لنبه المستهزبن

لبة اإلسالم شبا فشبا ، وهذا ما حدث ، وإلقاء الرعب ف قلب ا بغ، وأنه تعالى أت األرض نقصها من أطرافه

Page 6: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

... العلمانن مع ادئـه وارـح ] ةــمانـلـالع مع باكـتـاالش ضـف [

6

وهذا ما ، هر الحق وسكون هذا دلال على صدقه وسمحو الباطل وأن هذا دلل على بطالنه عدوه ، وأنه سظ

حدث وشهدته األرض ألكثر من ألف سنة حتى ترك أهله الشرط فتخلف المشروط ..

ولنظر فما أخبر به من الماض السحق لنوح وعاد وثمود وأصحاب الكهف وغر ذلك ..

صطدم به أبدا بل تؤكده وتشهد له ظهر من اكتشافات فال تالذي توافق كل وم مع ما نظر الى إعجازه العلم وول

ل الوقوف على التفاصومن أراد ، واأللفاظ الت جاءت فه ، للتعبرات أنها لتتوافق مع الصور البالغة ، حتى

.مكتوبة ف هذا اأسفارسجد ف

زع األعباء ووارث جاءت ف ثالث آات متوازنة مع توأما اإلعجاز التشرع فممتلء به ، وكف أن الم

االجتماعة ف المجتمع ومع بقة الضمانات االجتماعة ومسؤولات اإلنفاق ، وجاءت الموارث ف القانون

األمرك ف ثمانة مجلدات!

وجدت ما ؤكده ومن نظر ف آاته وجد بعضها ؤكد بعضا ال تناقض وال كذب ، بل كلما رأت حقا ف محل

ف محل آخر ، خبرا كان أو أمرا .. وهذه جملة تحتها تفصل..

* * *

ومن شك أو كذب بلقاء هللا تعالى فلنظر الى الحكمة المبثوثة ف الوجود كله ، جملته وتفاصله ، كف تكون

زاة لتتحقق الجدة والعدل ثم كون الهدف منه عبثا ؟ فال بد من وم للمجا، الحكمة المقصودة ه بناء الكون

والحكمة ..

فإن كانت الحكمة والحق ه ، هناك من موت ظالما وآخر مظلوما وهذا قاتل وذاك مقتول ، هذا عف وذاك فجر

قوام الحاة فكف ستوان ..

ت ولننظر ف جدة الحاة وقواننها وسننها وناموسها ، فالجدة ملحوظة وه الحق الذي به خلقت السماوا

كان اللعب والعبث منفا واألرض ، وقد نف هللا تعالى اللعب )وما خلقنا السماء واألرض وما بنهما العبن( ، فإن

ف الطرق تحمل األعباء ووكانت الحاة تسر من مالد ثم نمو متتال من طفل لشاب لشخ ، عن هللا تعالى

، فأن ثم موت ومض مبكرا أو بعد شخوخة ، الحاة وعمل ونفق على زوجة وولد ورب من خلفه ف هذه

ف قمة العمل الذي قوم به الشخص أثناء هذه الرحلة وف توجهه بتلك الرحلة الى ربه تكن الهدف والغاة إن لم

تلك الدنا وهذه اآلخرة؟!، تعالى من أجل تصدق ما وعد وإصالح الحاتن

Page 7: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

... العلمانن مع ادئـه وارـح ] ةــمانـلـالع مع باكـتـاالش ضـف [

7

ق الموت والحاة لبلوكم أكم أحسن عمال( ) إنا جعلنا ما على األرض زنة وهذا ما قرره تعالى مرارا )الذي خل

لبلوكم أحسن وكان عرشه على الماء لها لنبلوهم أهم أحسن عمال( )هو الذي خلق السماوات واألرض ف ستة أام

عمال( وغرها من اآلات.

سام فمن قدر على هذا قدر على تلك. ومن شك ف البعث الستحالة إعادة األجساد فلنظر الى بداءة األج

ولنظر ف إحاء األرض بالنبات كل لحظة فهو دلل دابم على البعث ، ولنظر ف خلق السماوات واألرض وه

..، ومن قدر على األعلى قدر على األدنى أكبر من خلق اإلنسان

إذا كان هناك إقرار بوجود هللا تعالى ومن ظن أن األعمال غر محصورة وأنها تتالشى وتنسى ونته أثرها ، ف

ضبوطة ومكتوبة مة ور، وبالتال فال ترك صغرة وال كبرة إال وه محصو د حق وج ، وخلقه فاهلل تعالى حق

.. على أصحابها

والذي خلق هذه الدار بقواننها قادر أن خلق دارا أخرى خالصة للنعم بقوانن تخصها ، وأخرى لعذاب من خالفه

.، بقوانن تخصها كذبه أو أعرض عنه أو رد أمره أو استخف بهأو

* * *

ا ، أهذا ، وأننا أمام حالة إنكار أو تكذب بالدن أو شك فه أو طعن ب ، فلصرح نظر ف هذا ثم كذب أو شك فمن

لت مسلمة ثم تناقش ف وبالتال فنحن أمام حالة غر إسالمة جب أن تعلن هذا ال أن تتبجح بأنها ما زا، ما كون

.، ثم استدعاء من شهد لها من علماء السوء على هواها تفاصل الدن

وبالتال فإعالن هذا والبحث ف دالبله ومناقشتها أشرف وأكرم وأكثر منطقة وعقالنة أو كما حلو لهم أن

فهذا ، اإلقرار باإلسالم ورفضه ( ، أما أننا مسلمون رغم أنف الجمع مع عدم LOGICطنطنوا بلغة أجنبة هذا )

ما ال عقل.

* * *

الدن إنه ترتب على هذا أن كون فالغب فأقر باهلل تعالى وصدق الرسالة والكتاب والوم اآلخر أما من أقر بهذا

أو هو أعظم األمور أهمة ألنه حدد العالقة باهلل تعالى وهو مناط الرضا أو السخط ، ومناط تحقق هدف الحاة

إهدارها.

Page 8: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

... العلمانن مع ادئـه وارـح ] ةــمانـلـالع مع باكـتـاالش ضـف [

8

فون أنفسهم هم الذن حددون لكهل من أنزله وخاطب به المكلفن ؟ أم الموالسؤال هنا من الذي حدد ماهة الدن ؟

!ما ال نبغ؟حدود ما سمحون له بالتدخل فه وهلل تعالى

هذا سؤال حاسم وحاكم ف األمر.

أنه إما جاحد ومكذب الدن وحدد دور )هللا( تعالى! حدود ومساحة وغالبا من جب بأن اإلنسان هو الذي حدد

.ة به سبحانه وتعالىبالغب وبوجود هللا تعالى الذي هو أظهر شء ، أو وصل من إغالق القلب الى درجة االستهان

* * *

، تلك الحاة الحاة للفرد والمجتمع ونظام ! وشكل ى هو الذي حدد ما هو الدن الذي أنزلهأما من أقر بأن هللا تعال

فلطلب معرفة الدن ممن أنزله سبحانه ، فمن أقر بهذا الت شرع الشرابع من أجلها وأرسل الرسل إلقامتها

وتعالى.

ضة الت نص هللا تعالى عن ر ومصدر هذه المعرفة أمران : نصوص الوحن )القرآن والسنة( والممارسة الم

ن أت بعدهم أن م رض هللا عنهم واشترط ف رضاه ع ، فقدوأصحابه رضاه عن أصحابها وهم رسول هللا

متبعا لهم بإحسان. كون على نهجهم

هم فما مارسوه فرقوا ف ممارستهم بن الجانب التشرع المراد إقامته وبن األشكال والنظم الت أخذوا فها و

رع ، فكان هذا نصا مهما وفتحا لمجال قامتهم الدققة بل والفابقة للشإبتطور عصرهم ، فدونوا الدواون مع

االجتهاد ف األشكال المحققة للمقصود ، مع إقامة والتزام الشرع المنزل.

* * *

أنه إما ترى أحكامه المنزلة وخطابه سبحانه وتعالى سبحانه والى المبلغ عنه ل هذا الدن نز وبالرجوع الى م

.. تلفةوالعالقات المخ معامالتال خطاب تعبدي أو ف

وإقامة المساجد إما خطاب فردي كأداء الصالة أو خطاب جماع كإقامة الصالة فهو وف الخطاب التعبدي

.. والمؤذنن والخطباء واحترام أوقاتها وحث الناس علها ومعاقبة المجاهر بتركها

لال ، واحترام الصالة واالجتماع على ،فطارا و جماع كاإلجتماع لرؤته صوما وإخطاب فردي كأداء الصام أ

.وقام الدولة بهذاحرمة نهاره وزجر من جاهر بالمخالفة ،

Page 9: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

... العلمانن مع ادئـه وارـح ] ةــمانـلـالع مع باكـتـاالش ضـف [

9

وتحدد من استوفى ن علها م الدولة بإقامتها وتعن القابمجماع بقا وأفردي كأداء الزكاة المفروضة ، خطاب

ا رسال المصدقن وجمعها وتفرقها ف مصارفها الشرعة .. وهكذشروط أوعتها وإ

ن تحملها عامالت فردة تحكمها ضمابر فقط ، بل ه قوانوف المعامالت وإقامة نظام المجتمع فه لست م

.. حكاموتوقظها وتعط الجدة لأل ضمابر وه تحمل الضمابر

ق إال من ال تتحقالوالدن أو أداء األمانة ، وإما عامة ر إما فردة كب ف المعامالت والعالقات المختلفة فاألحكام

عاادي بأحكامه ، وتقم النظام االجتمتقم النظام االقتصفتقم األحكام الشرعة عامة إقامة السلطة التخالل

وتقم النظام الساس بشروطه ومواصفاته وأحكامه ، وتقم وترعى الفن المنضبط والملتزم بأحكام هذا ، بأحكامه

من خالل جمال وروعة التصور الربان المنزل .. وتقوم بمناصفة الحقوق الدن والقابم عله والناظر لجمال الحاة

وتقوم برسالة هذا الدن وإصالها ونشر دعوته الى الخلق . .. تقم الحدودوبن الخلق وفق منهجه

* * *

ه إال أن حكم ثارره وال رى أحد حققته وآوه أنه ال عمل عمله وال قوم بدما من منهج إال ومن المنطق والبد

.. ومبادبه ونظامه ونظمها على وفق رؤتهالحاة

تناقض .. فاالسالم له أحكامه العامة والدولة ونظامه االقتصادي واالعتراف باالسالم مع التقنن بعدا عنه

المسلم ألخالقه وقمه وصبغته ، وله حراته وحقوقه الت قررها معاواالجتماع ، ونظامه الساس ومنظومته

ومع غر المسلم ..

أحكام هذا الدن ال ألن، امه كهذه طبعة أحكام هذا الدن فقبول جزء من أحكامه ورد جزء آخر هو رد لجملة أح

منها وه الجملة من أحكامه تعالى فضال عن جملة كبرة شءاالعتراض على رد أو تتبعض وال حق للعبد

الدن وحمل الناس عله والقضاء والمناصفة به بنهم تقدمه للبشرة وإقامة ج والمسؤولة عنلهذا المنه الحاكمة

.ونشره بن الخلق وتعلم الناس إاه

* * *

، خاصة ألحكامه ، لمصادمتها لشهواتهم ومولهم المرتبطة كن تبقى الكراهة لإلسالم قد نتف الشك والتكذب ، ل

م على هذا عدم رؤة الممارسة الحققة والصححة لإلسالم بل تمثله حالا بالحضارة الغربة المادة ، وقد ساعده

..والجهل واالستبداد ومحاربة اإلسالم نفسه وقمهدول ه عالمة على التخلف

Page 10: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

... العلمانن مع ادئـه وارـح ] ةــمانـلـالع مع باكـتـاالش ضـف [

10

وف حققة األمر نحن أمام استخفاف بالدن ومكانته ، وتحدد ما جب هلل تعالى وما ال جب ، وتحدد لحدود تدخل

ا، وإما رافضن أو كارهن أو مستخفن بهذ حاة من قوم إما أن كونوا ملحدن ، شاكن أو مكذبنالدن ف ال

. الدن وأحكامه وغباته

بن بان حققة اإلسالم والسع الى إقامته ، أصبحت الحركة اإلسالمة أمامهما الوم وسندان مطرقة هوهذ

بع ألساده الشواذ واإلباحن ف الغرب.ومقاومة هذا الطابور التا، وتعلمها ألهله

* * *

بدال من التلبس ، ولتقف األمة ولتقف ـال لتبجح بل لعالج هذا الخلل ـ من كان رافضا لإلسالم فلصرح بهذا

من أجل هذا قتلون أهله ، وادعاء أنهم مجتمعاتنا أمام هذه الحققة الصرحة بدال من ادعاء احترامه والخوف عله

شرف وأكرم ن الدن ! فصبح الرفض والتنحة أف مقابل من رفضو وأنصاره ألنهم ـ بزعمهم ـ تسترون بالدن

من العمل وخدمة هذا الدن وتقدم الحرة والروح وفلذات األكباد من أجله التهام هؤالء العلمانن للمسلمن

بالتستر بالدن !

* * *

مزد المعرفة ول ن عن سبل هللا بغونها عوجا ..دور الهود ، وال دور الصاد نحن ال ننسى دور الشاطن ، وال

ن تسر األمور ..فلنظر الناظر الى أ

اإلسالم والحرة والقوة وتنمة البالد والعدالة االجتماعة واالنعتاق من التبعة واحترام الهوة واالعتزاز بالذات كل

هذا اتجاه واحد ..

والتخلف والفقر والفساد وسطرة الدكتاتورة العسكرة والعمالة ع الكذب وااللتواء والتبعة رفض اإلسالم م

وثورات الجاع وانتحار المعوزن ، المتحالفة مع رجال األعمال الفاسدن ومع الطابفة البغضة والخطرة

..واالسالم .. كل هذا ف اتجاه آخر والرشوة والمحسوبة وفقدان االنتماء واالغتراب والحاء من االنتماء العرب

* * *

بل تقدمنا ، لم نعان مما تعان بالدهم فإن نشأة العلمانة ف بالدها الغربة لها ما بررها عندهم ، وهذا ال لزمنا ،

م لها ، وال صح إسقاط تجارب خاصة بأمجهل ذلك إن كنا نجهل ذلك أو بتعبر أصح ن دنا به الدنا ووس باإلسالم

ظروف خاصة ، لتطبق علنا ..

Page 11: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

... العلمانن مع ادئـه وارـح ] ةــمانـلـالع مع باكـتـاالش ضـف [

11

وترسخ قم ، رفضها وفه تأثر ، أمر خصهم ففه تأثر المسحةأحكام وشرابع وقوانن أوروبا والغرب

ة .. بل ه موال ظروفا عال است قما وال أحكاممزج من هذا وذاك .. قمهم وأحكامهم وظروفهم لفاالنحالل

محلة إقلمة خاصة.

قامته ، ننا والمعنة إلال الحدثة الخادمة لدكنولوجا واألشكالتوكامنا وتوجهاتنا ، ومن حقنا امتالك العلوم لنا أح

دنه وهوته ، ثم ف لكن جب قبلها أن نكون مسلمن كما أمر هللا ، تمثل إسالمنا ف قبول شرعه ومنهجه ، و

رأوا أنها ال تناقض وف حدود المجاالت الت ول هللا إطاره نقبل االنتاج البشري بنفس طرقة قبول أصحاب رس

ومارسوه معه وأقاموه. ما تلقوه عن رسول هللا

* * *

وال تقدم لها وال تنمة اال باستقرار هوتها .. ال استقرار لمجتمعاتنا

هو احترام هوة األمة شرفوالنظر الهم بتعال ، فاألكرم واأل المسلمنبدال من احتقار الهوة االسالمة واحتقار ف

سالمة الت قوم اال على استقرار الهوة اإل ، وإقامة النظام الساس واالجتماع على وفقها ، فهما الوعاء الذي ال

تحترم األوطان ، وتصبح األوطان فها أحد كتابب الهوة اإلسالمة وأحد رااتها .. وعندبذ نستطع أن نرى النمو

وتأخذ دورها ف التنمة ألن الهوة الحققة وه (تحضر)عندها )الغاببة الوم( أن الناس االقتصادي ، ذلك

االسالم تستدع حضور المجتمع بأكمله ، ومن ثم شارك ف التنمة ، وتأكد هذا بالعدالة االجتماعة .. وبغر هذا

االنتهاز والطبل والزمر. بباوال تحضر اال القلة الفاسدة وأر فستظل األغلبة عازفة ومهمشة ،

* * *

نا أوضاع علمانة بعدة عن هوة األمة ، فاعلم أنه ال بد من االستبداد ، ألنها ال مت كلما ابتعدنا عن هوتنا ، وحك

، إذ الناس تختار مع ما توافق مع دنها وهوتها وتارخها مهما شوهها لها أعداؤها بقاء لها مع حرة الناس

ال بد من االستبداد. ، وبالتال

ال بد من التبعة وال تتصور أن ستبد وطن شرف بل سستبد متعامل مع العدو ومندوب عنه ، فمع االستبداد

التبعة وهذه الحال ال تؤدي الى تنمة فالعدو فرض شروطه وحدد سقف التنمة لبال تخرج البالد من والعمالة.

من استمرار التخلف.فال بد للعدو ،

Page 12: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

... العلمانن مع ادئـه وارـح ] ةــمانـلـالع مع باكـتـاالش ضـف [

12

تختل القم وتهتز المعار والموازن ، وتأخر ، وف حال غاب الهوة وسطرة االستبداد والتبعة للغرب بقمه

.الفساد سطروعندبذ ، تقدم وطفوا الفاسدون ، ف حن الشرفاء

فقرا داد المهمشون وبالتال تفاقم الفقر وز العدالة االجتماعة وال عدالة التوزع .. ومع الفساد ال تسأل عن

ألن الجهل هو ، وتهمشا وتزداد البالد تخلفا ستلزم الجهل ، مما ؤهل إلعالم غب العقول أو احتراب أهل

.. وهو الببة الت تقبل التغب واالختراب األهل السابد والمسطر

ة وتابعة لما تمله علها ، وال وهذه ه الحال الت تستقر فها اسرابل .. حث بالد متخلفة ومختلفة ومحترب

استقرار إلسرابل اال بهذا .. كما ال همنة ألمركا اال على مثل تلك البالد..

أن مع الكان الصهون ، والقولوهذا فسر عالقة العلمانة باسرابل والغرب ومحاولتها المتكررة إلذابة الفوارق

أو القول أن مصر مع اسرابل مع أمركا ف خندق واحد ضد هاعلوالثناء ، اسرابل نموذج للدولة الدمقراطة

.اإلرهاب اإلسالم المزعوم

در محاربة وبهذا تعرف مص من اسرابل ومن أمركا لستمر، لماذا أخذ االنقالب جواز المرور تعلم وعندبذ

ومن رعاها.تلك العلمانة من تخدم الهوة اإلسالمة ، وتعرف

ارب هذا الدن ، ولن تجد وفا لمبادبه حارب هذا الدن ، ولن تجد وطنا حارب هذا الدن .. بل لن تجد شرفا ح

سترى أجراء ، ومتلونون ، ومتحولون ، وخامات ال ترقى الى المستوة البشري.

* * *

، وتحصل مصالح تحقق غاة وجودناحققتنا ، وطلب اآلخرة و ا نحو أنفسنا بنجاتها واتساقها معإن علنا واجب

الدنا واآلخرة كما ضمنها لنا خالق الدنا واآلخرة سبحانه.

كما أن علنا واجبا نحو البشرة ال أن نأخذ منهم فقط بل أن نحمل لهم دن هللا ومنهجه ، فلسنا متلقن فقط بل كما

ى ..نأخذ ما توافق مع دننا فمعنا ما نعطه للبشرة كذلك .. وهو بال شك أثمن وأغل

أهل الكتاب لستم على شء ، حتى تقموا التوراة ا قل من ذلك لن تحقق إال بإقامة ما أنزل تعالى باولكن ش

هو وما أنزل الكم من ربكم هذا ما أمر هللا به أهل كل كتاب ، وقوله واإلنجل وما أنزل الكم من ربكم

ورون بما أمر به أهل كل كتاب ، فلسنا على شء ، وال ، ونحن مأم الخطاب األخر على لسان وقلب محمد

..سبحانه صح منا أي ادعاء حتى إقامة ما أنزل

Page 13: فض الاشتباك مع العلمانية ..  حوار هادئ مع العلمانيين

... العلمانن مع ادئـه وارـح ] ةــمانـلـالع مع باكـتـاالش ضـف [

13

* * *

الى ربك ومبذ وقال تعالى نسان إنك كادح الى ربك كدحا فمالقهأها اإل معا ننتظر لقاء هللاإننا ج

.. هللا آلتمن كان رجو لقاء هللا فإن أجل ، وقال تعالى المساق

ومالبكة تسوق الناس الى حث أمر ، وداران للخلد ، وقد أعد تعالى ، فما أخبر عباده ، وما شددا وحسابا دققا

المل ك سبحانه ..

أعد وهللا الذي فطر اإلنسان بأمانه الطوال العراض وبشهواته الت تتعدد وتتجدد ، وأودع فه هواجس ومخاوف ،

حساب على األقوال واألعمال والمشاعر واالتجاهات .. أعد والموقف ، ودقة لمى المنهج والععل سبحانه جزاء

لهم ما بإغراق وإشباع وإطالق ، بل بما فاجا هذا المخلوق البشري ، دارا تلب تلك الرغبات الت ال تنته

.بما كانوا عملونفال تعلم نفس ما أخف لهم من قرة أعن جزاء شاءون فها ، ولدنا مزد

ل من حمم وتصلة جحمفنز فوق تصور ذلك المخلوق تجتمع فها المخاوف والشدابد ، كما أعد سبحانه دارا

والنزل هو ما أعد للضافة على وجه السرعة قبل الضافة نفسها.

اقتضت ذلك مشبة هللا تعالى لس هناك ف العقل ما وجب أن تكون الدنا على هذا النحو وتلك القوانن .. وإنما

وحكمته ، وبمشبته أضا وحكمته وإرادته وقوته فثمة دار أخرى وعالم آخر ..

قول البعض انظروا الى من حتضر ممن أشرف على الموت ، وانظر الى عننه ماذا تران وإالم تجه بصره ..

رد الى العلم فى ذلك العبد بعد قضاء امتحانه .. ل خالق ، له رسل ، قبض وتو أنه لس حدثا آلا ، بل هناكلتعلم

الخبر ، حاسبه على ما أنزل تعالى ال على ما حدد ذلك العبد وال أولبك العبد ، وال علمان وال الغرب وال أي

ء قصون علكم آات ونذرونكم لقا ألم أتكم رسل منكموقول لخلقه ومها ، بذ هللمواألمر ومدع .. بل

فحذار من مضلن ال ملكون نجاة .. فبهذا احتج تعالى وهذا هو ما أمر به وعلى هذا حاسب الناس ومكم هذا؟

نفوسهم وال أحدا من األتباع ..

بى من أبى .. إنه دنه وهو ناصره وهو غارس نبته من شاء من شاء ، وأن هللا أمره .. ولتم .. صدق هللا وكذبوا

تكفل أمرهم وكف به ولا ونصراالمؤمنن وراعهم وم

والحمد هلل رب العالمن..