بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

27
م ي ح ر ل ا ن م ح ر ل ه ا ل ل م ا س ب ه ي ل ما ل ا وراق الأ ه ص ور ب ي% ف ل م عا ت ل ا ه ي ه ق% ف ل واعد ا ف ل ا ب طة ب% ض% ب م رة; ظ% ن

Upload: samer-abou-zaghla-msc

Post on 23-Jun-2015

152 views

Category:

Economy & Finance


6 download

DESCRIPTION

تعتبر بورصة الأوراق المالية من أهم الأسواق العاملة ضمن المنظومة الإقتصادية للدول وخاصة الدول التي تتبنى الفكر الإقتصادي القائم على حرية الأسواق ونظرية العرض والطلب لتحديد الأسعار ، ولذلك فقد درج الإقتصاديين في هذه الدول على تسمية البورصة بقلب الإقتصاد ومرآته. وتحظى أسواق الأوراق المالية باهتمام بالغ في الدول المتقدمة والنامية على حدٍ سواء لما تقوم به هذه الأسواق من دور هام في حشد المدخرات الوطنية وتوجيهها في قنوات استثمارية تعمل على دعم الاقتصاد القومي لتلك الدول ، وتزيد من معدلات النمو والرفاهية مما يعود بالنفع على المجتمع بأسره. ولكن هل تتوافق تعاملات البورصة وخاصة على الأوراق المالية الرئيسية ، كالأسهم والسندات ، مع مبادئ الشريعة الإسلامية. يحاول هذا البحث الإجابة على هذا السؤال بخصوص بعض التعاملات الحاضرة التي تتم في البورصة على الأسهم والسندات من خلال تناول بعض القواعد الفقهية ذات الصلة ، لمحاولة الوصول إلى رأي في تلك التعاملات في إطار الشريعة الإسلامية الغراء.

TRANSCRIPT

Page 1: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

بسم الله الرحمن الرحيم

التعامل في بورصة األوراق المالية – نظرة

منضبطة بالقواعد الفقهية

Page 2: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

تعت�بر بورص�ة األوراق المالي�ة من أهم األس�واق العامل�ة ض�من المنظوم�ة اإلقتص�ادية لل�دول وخاص�ة ال�دول ال�تي تتب��نى الفك��ر اإلقتص��ادي الق��ائم على حري��ة األس��واق ونظري�ة الع�رض والطلب لتحدي�د األس�عار ، ول�ذلك فق�د

ن في ه�ذه ال�دول على تس�مية البورص�ة ودرج اإلقتص�اديبقلب اإلقتص����اد وم����رآته. وتحظى أس����واق األوراق المالي�ة باهتم�ام ب�الغ في ال�دول المتقدم�ة والنامي�ة على ح�دD س�واء لم�ا تق�وم ب�ه ه�ذه األس�واق من دور ه�ام في حش���د الم���دخرات الوطني���ة وتوجيهه���ا في قن���وات اس��تثمارية تعم��ل على دعم االقتص��اد الق��ومي لتل��ك ال�دول ، وتزي�د من مع�دالت النم�و والرفاهي�ة مم�ا يع�ود ب�النفع على المجتم�ع بأس�ره. ولكن ه�ل تتواف�ق تع�امالت البورص���ة وخاص���ة على األوراق المالي���ة الرئيس���ية ، كاألس�هم والس�ندات ، م�ع مب�ادئ الش�ريعة اإلس�المية. يح�اول ه�ذا البحث اإلجاب�ة على ه�ذا الس�ؤال بخص�وص بعض التع�امالت الحاض�رة ال�تي تتم في البورص�ة على األس���هم والس���ندات من خالل تن���اول بعض القواع���د الفقهي��ة ذات الص��لة ، لمحاول��ة الوص��ول إلى رأي في

تلك التعامالت في إطار الشريعة اإلسالمية الغراء.

مقــــــــــــــــــــدمة

Page 3: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

معنى سوق األوراق المالية )البورصة( :

هى المك���ان أو الوس���يلة ال���ذى يتم في���ه أو بموجب���هالتعام�ل على األوراق المالي�ة ال�تى تص�درها الش�ركات وغيره�ا مث�ل األس�هم والس�ندات والص�كوك االس�تثمارية وذل�ك تحت إش�راف الدول�ة وأجهزته�ا ومنه�ا هيئ�ة س�وق الم�ال ونحوه�ا. ويجب أن تك�ون س�وق األوراق المالي�ة ح��رة خالي��ة من الغش والك��ذب والت��دليس والغ��رر والجهال�ة واإلش�اعات والمق�امرة ، ويتح�دد فيه�ا الس�عر

.بشفافية عن طريق قوى العرض والطلب ويع��ود أص��ل كلم��ة بورص��ة إلى إس��م العائل��ة ف��ان در

البلجيكي��ة ال��تي ك��انت Van der Bürzen بورص��نتعم��ل في المج��ال البنكي وال��تي ك��ان فن��دقها بمدين��ة

مكان�ا اللتق�اء التج�ار المحل�يين في الق�رن Brugesب�روج الس��ادس عش��ر الميالدي ، حيث أص��بح رم��زا لس��وق

رؤوس األموال وبورصة للسلع

تعريف بالبورصة

Page 4: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

بورص��ة البض��ائع الحاض��رة مث��ل القطن والقمح

والحديد. بورص��ة عق��ود الص��فقات التجاري��ة للس��لع غ��ير

الحاضرة )العقود المستقبلية(..)بورص�ة تب�ادل العمالت األجنبي�ة )س�وق الفوركس بورص���ة المع���ادن النفس���ية كال���ذهب والم���اس

والبالتين..بورصة األوراق المالية كاألسهم والسندات

األنواع الرئيسية للبورصات

Page 5: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

تشجيع االستثمار وتوظيف األموال : } أوالإيجاد مصدر لتمويل الشركاتث : } انيا وجود سوق لألوراق المالية يعمل : } ثالثا

بكفاءة واستمرارية )تحديد السعر العادل )سعر التوازن : } رابعا

{ آلليات العرض والطلب لألوراق المالية وفقا سهولة االستثمار وإتاحة القدرة : } خامسا

على تقليل المخاطر عن طريق تنويع االستثمار

وأهميتهاوظائف البورصة

Page 6: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

عن صطلح المضاربة في اللغةم } مأخوذ من الضرب في األرض بحثا

الرزق، فقد قال تعالى "وآخرون يضربون في األرض يبتغون من فضل

.الله "

النشاط االستثماري الذي يكون فهيالمضاربة في البورصة أما

المستثمر بموجبه على استعداد لتحمل معدل عالي من المخاطر

وذلك فيما يتعلق بالتداول في بورصة األوراق المالية ، خاصة عندما

يتعلق األمر بالتنبؤ بمعدالت العائد المستقبلية في األجل القصير، وذلك

.على أمل تحقيق أرباح كبيرة وسريعة

بالبيع السريع التداول والشراء )المضاربة(

في البورصة

Page 7: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

ويمكن القول بأن المضاربة كنشاط استثماري مدروس في حد ذاته ال

{ ألسواق األوراق المالية ، بل على العكس فإن هذا يشكل ضررا

.النشاط يوفر السيولة المطلوبة للتعامل في تلك األسواق

ولكن تكمن الخطورة الحقيقية في المضاربات الوهمية والتي تهدف

إلى التالعب باألسعار أو تثبيتها عند مستوى معين ، عن طريق اإليحاء

للمستثمرين بوجود طلبات أو عروض وهمية بغية التأثير على السعر

.العادل للورقة المالية مما يضر بالمستثمر العادي بالسوق

بالبيع السريع التداول والشراء )المضاربة(

في البورصة

Page 8: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

واألسهم جمع سهم، تعريف األسهم في اللغة :

والسهم في اللغة العربية له عدة معان منها النصيب، همان ، بضم السين، ومنها العود الذي يكون وجمعه : الس�في طرفه نصل يرمي به عن القوس، وجمعه : السهام ،

ومنها : القدح الذي يقارع به، أو يلعب به في الميسر، ويقال : أسهم بينهم أي أقرع ، وساهمه ، أي باراه والعبه { ، جاء { ، أي نصيبا فغلبه ، وساهمه أي قاسمه وأخذ سهمافي المعجم الوسيط : ومنه شركة المساهمة. وقد ورد

من صورة 141لفظ السهم في القرآن الكريم في اآلية الصافات "فساهم فكان من المدحضين" ، "فساهم" أي

فقارع أهل الفلك "فكان من المدحضين" أي كان من المغلوبين في القرعة.

أما في االصطالح تعريف األسهم في اإلصطالح :{ يشترك فيمكن تعريفه على أنه عبارة عن وثيقة تمثل نصيبابه المساهم في رأس مال شركة معينة ، أو من جانب آخر

{ في رأس مال { أو نقديا { عينيا يمكن تعريفه على أنه حقا{ للتداول )يعني للبيع والشراء(. شركة معينة ، ويكون قابال

تعريف األســـــــــــهم

Page 9: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

السندات جمع تعريف السندات في اللغة :

سند والسند في اللغة هو ما يستند إليه : » هو سندي في الضيق« أو نوع من الثياب اليمنية المخططة ، أو ما قابلك من الجبل وعال عن

السفح ، أوأسانيد : الذين يروون الحديث ويسند إليهم ، أو أصل واحد يدل على انضمام الشيء �عتم�د� عليه من �ليه وي �د� إ �ن �ست إلى الشيء. كل� ما ي

�ن. حائطD وغيره ومنه قيل لص�ك� الد�يأما في تعريف السندات في اإلصطالح :

االصطالح فيمكن تعريفه على أنه عبارة عن وثائق متساوية القيمة وقابلة للتداول تصدرها الشركات

{ طويل أو متوسط أو قصير أو الدول ، وتمثل قرضااألجل )حسب عمر القرض( ، تتعهد بموجبه

الشركة أو الدولة المصدرة بسداد قيمته والفوائد المستحقة عليه في تواريخ محددة.

تعريف السندات

Page 10: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

األسه����������م السن���������دات

حام���ل الس���هم يعت���بر ش���ريك في

الشركة.

حامل السند يعتبر دائن للشركة.

حام��ل الس��هم يس��تحق األرب��اح إذا

ربحت الش����ركة، أم����ا إذا خس����رت

.} الشركة فإنه ال يستحق شيئا

حام�ل الس�ند ل�ه فائ�دة ثابت�ة في موع�د

مح���دد س���واء ربحت الش���ركة أو لم

تربح.

يح��ق لحام��ل الس��هم التص��ويت في

الجمعي�����ة العمومي�����ة للش�����ركة ،

ومحاس�����بة أعض�����اء مجلس اإلدارة

وعدم إبراء ذمتهم في حالة التقصير.

ال يح�ق لحام�ل الس�ند حض�ور الجمعي�ة

العمومي�ة للش�ركة أو محاس�بة أعض�اء

مجلس اإلدارة.

ال يح���ق لحام���ل الس���هم مطالب���ة

الش�ركة بقيم�ة الس�هم طالم�ا الش�ركة

باقية ولم تتم تصفيتها.

يح�ق لحام�ل الس�ند مطالب�ة الش�ركة

بقيم��ة الس��ند في الموع��د المح��دد

لسداد القرض.

ال تمثل األسهم دين على الشركة. تمثل السندات دين على الشركة.

الفرق بين األسهــــم والسنـــدات

Page 11: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

تعريف القواعد الفقهية

عرفها التفتازاني بأنها "حكم كلي ينطبق على جميع جزئياته ليتعرف على أحكامها منه"، كما

عرفها المقري بأنها "كل كلي أخص من األصول وسائر المعاني العقلية العامة وأعم من العقود } وجملة الضوابط الفقهية الخاصة". وهناك أيضا

تعريف أكثر معاصرة للدكتور محمد بكر اسماعيل والذي قال بأنها "قول موجز بليغ في

قضية كلية تندرج تحتها أكثر جزئياتها يتعرف من خاللها على أحكام ما ال ينحصر منها. بمعنى أن

الفروع التي تندرج تحتها في ازدياد مستمر حسب متطلبات العصر ، ومقتضيات الظروف

واألحوال ، بحيث تلبي حاجة الفقيه في التعرف بسهولة على حكم الله فيما جد ويجد من

الجزئيات المندرجة تحت القاعدة".

القواعد الفقهية الضابطة للتعامل في

البورصة

Page 12: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

ويقصد بهذه القاعدة أن صحة أعمال وتصرفات

المكلف سواء القولية أو الفعلية وقبولها يعتمد على سالمة النية، بمعنى أن األحكام والنتائج

الشرعية المترتبة على أفعال المكلف تختلف باختالف نية الشخص وغايته من القيام بتلك

األفعال أو التصرفات. و يقول ابن القيم: " النية روح العمل ، والعمل

تابع لها يصح بصحتها و يفسد بفسادها" . واألصل في هذه القاعدة قوله صلى الله عليه

وسلم "إنما األعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى" حديث متفق عليه.

قاعدة األمور بمقاصدها

Page 13: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

وحيث أن التعامل في البورصة يعتبر من التصرفات واألعمال التي يقوم بها

األشخاص بقصد االستثمار وتحقيق األرباح وكسب الرزق ، فتسري عليها هذه القاعدة الكلية الكبرى ، بحيث يجب على الشخص الذي يتعامل في سوق األوراق

المالية أن يقوم بتحديد النية والهدف والمقصد من أي معاملة تتم في البورصة قبل } إجراءها ، وأن تكون هذه النية صالحة وخالصة لله عز وجل ، والدليل على ذلك أيضا

�ه� ب �اد�ة� ر� �ع�ب ر�ك� ب �ش� � ي { و�ال �حا { ص�ال �ع�م�ل� ع�م�ال �ي �ه� ف�ل ب �ق�اء� ر� ج�و ل �ر� �ان� ي قوله عز وجل "ف�م�ن ك"} �ح�دا أ

ونرى أن يقوم الفرد باستحضار نيته الصالحة الصادقة قبل البدء في التعامل فيالبورصة ، مثل أن تكون النية هي كسب المال الحالل الطيب الذي يساعد اإلنسان { تجاه غير القادرين والمساكين من على الوفاء بإلتزاماته تجاه نفسه وأسرته وأيضا{ تحقيق مراد الله في خلقه ذوي القربى وغيرهم من المحتاجين في المجتمع ، أيضا

�ا �ح{ا ق�ال� ي �خ�اه�م� ص�ال �م�ود� أ �ل�ى ث باالستخالف في األرض وإعمارها حسب قوله تعالى "و�إر�ض�

� �م� م�ن� األ �ك أ �نش� ه� ه�و� أ �ر� �هD غ�ي �ل �م� م�ن� إ �ك �ه� م�ا ل �د�وا الل � اع�ب �ع�م�ر�ك�م�ق�و�م ف�يه�ا و�اس�ت�م� ف�يه�ا" أي : جعلكم ك �ع�م�ر� ت " "و�اس� �ي ق�ر�يب� م�ج�يب� ب �ن� ر� �ه� إ �ي �ل �وا إ �وب �م� ت وه� ث �غ�ف�ر� ت ف�اس�

.] فيها [ عمارا تعمرونها وتستغلونها

قاعدة األمور بمقاصدها

Page 14: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

تطبيق أحكام هذه القاعدة على } ويمكن أيضا

أعمال التداول والمضاربة في البورصة ، فإذا كانت نية المضارب نية صالحة مستقيمة محكومة باألخالق والسلوكيات اإلسالمية

القويمة وخالية من الغش و التدليس و الغرر والمقامرة و بث معلومات كاذبة وشائعات

ألكل أموال الناس بالباطل ، كما سبق اإلشارة إليه فنرى أن المضاربة في هذه

الحالة مباحة ، أما إذا كان القصد هو إيهام وتضليل باقي المتعاملين في السوق لتحقيق

ربح شخصي غير مشروع على حساب اآلخرين ، فنرى أن المضاربة في هذه الحالة

تكون غير مشروعة ويؤثم فاعلها.

قاعدة األمور بمقاصدها

Page 15: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

يقصد بهذه القاعدة أن األصل في األشياء أنه و

مباح االنتفاع منها في تحقيق الحاجات األصلية لإلنسان والمخلوقات و بطريقة مشروعة ما لم

يرد نص بالتحريم من الكتاب أو السنة أو اإلجماع.: ومن أدلة تلك القاعدة

وا� �ل �ذ�ين� ق�ت ر� ال قول الله تعالى : "ق�د� خ�س��ه� ق�ه�م� الل ز� م�وا م�ا ر� D و�ح�ر� �م �ر� ع�ل �غ�ي ف�ه{ا ب د�ه�م� س� و�ال�

� أ�د�ين". �وا م�ه�ت �ان �وا و�م�ا ك �ه� ق�د� ض�ل اء{ ع�ل�ى الل �ر� اف�ت

وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إنأعظم المسلمين في المسلمين جرما ، م�ن م على المسلمين ، سأل عن شيء لم يحر�

م من أجل مسألته". فح�ر�

قاعدة األصل في األشياء اإلباحة حتى يدل الدليل

على التحريم

Page 16: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

كما قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله

"واألصل في هذا أنه ال يحرم على الناس من المعامالت التي يحتاجون إليها إال ما دل الكتاب

والسنة على تحريمه ، كما ال يشرع لهم من العبادات التي يتقربون بها إلى الله إال ما دل

الكتاب والسنة على شرعه ، إذ الدين ما شرعه الله ، والحرام ما حرمه الله ، بخالف الذين ذمهم الله ، حيث حرموا من دين الله ما لم

يحرمه الله ، وأشركوا به ما لم ينزل به سلطانا ، وشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به

الله ، اللهم وفقنا لنجعل الحالل ما حللته ، والحرام ما حرمته ، والدين ما شرعته."

قاعدة األصل في األشياء اإلباحة حتى

يدل الدليل على التحريم

Page 17: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

ومن تطبيقات تلك القاعدة :

ألحكام } يجوز إصدار وبيع وشراء أسهم الشركات التي تتعامل وفقاالشريعة اإلسالمية )الشركات التي ال تتعامل في محرمات مثل

{ لما يحققه من منافع الخمر والميسر...الخ( ، بل يعتبر ذلك مندوباإقتصادية عامة ، كما يجوز التعامل على تلك األسهم بالبيع والشراء

في البورصة. أما بالنسبة ألسهم الشركات التي ال تتعامل في أعمال محرمة أو

مخالفة للشريعة اإلسالمية ، ولكنها تقترض من البنوك الربوية بفائدة ، فقد كيف الفقهاء هذه الشركات تحت بند اختالط الحالل بالحرام ، فمنهم من حرم التعامل في أسهم هذه الشركات وكان دليله حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "...من اتقى الشبهات

فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام..." كما استند فقهاء التحريم على القاعدة الفقهية التي

تقول "إذا اجتمع الحالل والحرام غلب الحرام" ومنهم من أجازها { إلى قاعدة "يغتفر في التوابع ما ال يغتفر في غيرها" ولكن استنادا

هذه اإلباحة تم تقييدها ببعض الشروط من جانب الفقهاء.

قاعدة األصل في األشياء اإلباحة حتى

يدل الدليل على التحريم

Page 18: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

أم�ا بالنس�بة للتعام�ل في الس�ندات فق�د اجتم�ع جمه�ور العلم�اء

على �ع��دم ج��وازه ، ح�يث أن ال�س��ند �يعت��بر عق��د ق��رض برب��ا { ب�ص�ريح اآلي�ات القرآني�ة وفائ�دة مح�د�دة وه�ذ�ا األم�ر �مح�رم ش�رعاوص�حيح ال�س�نة الن�بوي�ة� وبا�تف�اق جم�ه�ور الفقه�اء ، ق�ال ع�ز وج�ل �م� �نت �ن� ك ب��ا إ �ق�ي� م�ن� الر� ا ب وا م�� وا الل��ه� و�ذ�ر� �ق�� ا �ال��ذ�ين� آ�م�ن��وا ات� �ه�� ي

� "ي��ا� أ�ن� �ه� و�إ ول س�� ه� و�ر� ر�ب م�ن� الل�� �ح�� �وا ب ذ�ن

� أ و�ا ف�� �ف�ع��ل�� �م� ت� �ن� �ل إ *ف�� �ين� ؤ�م��ن م���ظلم�ون". وبالت�الي ون�� وال ت �م�� �ظ�ل �م� ال� ت �ك و�ال م��

� ء�و�س� أ �م� ر� �ك �م� ف�ل �ت �ب تفال يج�وز االس�تدالل به�ذه� القاع�دة إلب�اح�ة الس�ندات ، خاص�ة� أن هن��ا�ك اآلن ب��ديل م�تواف��ق م��ع ا�لش��ريعة االس��المية يس��مى

.بالصكوك االسالمية

قاعدة األصل في األشياء اإلباحة حتى يدل الدليل

على التحريم

Page 19: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

، تعتبر هذه القاعدة من القواعد الخمس الكلية الكبرى

ويندرج تحت هذه القاعدة مجموعة من القواعد الفقهية الفرعية مثل "التعيين بالعرف كالتعيين بالنص" ، و"الحقيقة

تترك بداللة العادة" ، و"الممتنع عادة كالممتنع حقيقة" ، { قاعدة و"المعروف بين التجار كالمشروط بينهم" ، وأخيرا

{" والتي تعني أنه إذا { كالمشروط شرطا "المعروف عرفااعتاد الناس أو تعارفوا على القيام بتصرف من التصرفات { وال يخالف نص صريح في وهذا التصرف غير محرم شرعاالتعاقد ، يعتبر هذا العرف واجب التنفيذ وكأنه شرط من

شروط التعاقد الواجب االلتزام بها. ويستدل الفقهاء على هذه القاعدة الكلية الكبرى بقوله

�ين�تعالى " �ج�اه�ل �ع�ر�ض� ع�ن� ال ف� و�أ �ع�ر� �ال م�ر� ب� �ع�ف�و� و�أ " ، خ�ذ� ال

آه� { حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "م�ا ر� وأيضا ."...... �ه� ح�س�ن� �د� الل ن {ا ف�ه�و� ع� ن �م�ون� ح�س� ل �م�س� ال

وقد عرف الفقهاء العادة أو العرف بأنه األمر الذي استقروحفظته النفوس فألفته واطمأنت إليه وال تنكره الفطر

السليمة وذلك بسبب االستعمال الشائع المتكرر لهذا األمر عن رغبة فيه وميل إليه.

قاعدة العـــــــــــادة حـــــكـــــــمــــــة Gم

Page 20: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

وقد اتفق األصوليين على اعتبار العرف والعادة واألخذ بهما في كثير من االستخدامات بشرط توافر الشروط

التالية : } { شرعيا أال تخالف العادة أو العرف المراد استعماله نصا

�عبترت عادة فاسدة. في الكتاب أو السنة ، وإال أ أن تكون العادة معمول بها بشكل مستمر في جميع

.} األحوال أو في أغلبها ، وال يتخلف العمل بها إال قليال بها ومعروفة } أن تكون العادة المراد الرجوع إليها معموال

عند إنشاء العمل المزمع عقده ، فال عبرة بالعادة التي { ال عبرة انقضى العمل بها قبل إنشاء التصرف ، وأيضا

بالعادة التي تنشأ بعد العقد ، وفي هذا قال ابن نجيم "ال عبرة بالعرف الطارئ".

، أال ينص العقد صراحة على استبعاد العرف أو العادةحيث ال عبرة بالداللة في مقابلة التصريح .

قاعدة العـــــــــــادة حـــــكـــــــمــــــة Gم

Page 21: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

ومن تطبيقات هذه القاعدة في مجال التعامل في

بورصة األوراق المالية ما يلي: أن يقوم العميل طالب } { والمسموح قانونا من الجائز شرعا

{ من الشراء بتقديم شيك بقيمة األوراق المطلوب شراءها بدالالسداد النقدي لثمن الشراء حيث يحل الشيك هنا محل النقد.

إذا نص نظام الشركة األساسي على أنها تقوم بإخراج زكاةاألسهم ، وجب على إدارتها إخراج الزكاة بصفة سنوية ، دون

حاجة لعرض األمر على المساهمين في الجمعية العمومية السنوية ، حتى لو كانوا مساهمين جدد حيث أن شراؤهم

ألسهم الشركة في البورصة يمثل موافقة ضمنية على النظام } األساسي ، وذلك يمكن أن يندرج تحت قاعدة المعروف عرفا

.} كالمشروط شرطا أما بالنسبة إلصدار األسهم لتكوين الشركات المساهمة

وتداولها في البورصة فقد ذ�كر "تحكيم العرف الصحيح المعتبر { ، حيث أن إصدار األسهم و تداولها { شرعيا الذي ال يعارض دليال{ تعارف الناس عليه، فينظبق عليه القاعدة الفقهية : غدا أمرا

."} { كالمشروط شرطا المعروف عرفا

قاعدة العـــــــــــادة حـــــكـــــــمــــــة Gم

Page 22: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

ومعناها : إذا تعارض دليالن أحدهما يقتضي التحريم واآلخر يقتضي

{ باإلحتياط اإلباحة ق�دم دليل التحريم على دليل اإلباحة عمال واألدلة على هذه القاعدة تشمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم

{ حديثه الشريف "الحالل بين "دع ما يريبك إلى ما ال يريبك" ، وأيضاوالحرام بين وبينهما أمور مشتبهات ال يعلمها كثير من الناس ، فمن

اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، أال وإن

لكل ملك حمى ، أال إن حمى الله محارمه" وبالنسبة لتطبيقات تلك القاعدة على التعامل في البورصة فقد سبق

وأشرنا أن بعض الفقهاء استندوا إلى هذه القاعدة لتحريم التعامل على أسهم الشركات التي ال تتعامل في أعمال محرمة أو مخالفة للشريعة

اإلسالمية ، ولكنها تقترض من البنوك الربوية بفائدة ، فقد كيف الفقهاء هذه الشركات تحت بند اختالط الحالل بالحرام.

قاعدة إذا اجتمع الحالل والحرام غلب الحرام

Page 23: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

وتعني هذه القاعدة أن الفعل الضار محرم في األصل ، وتترتب

عليه نتائجه في التعويض المالي والعقوبة عند حدوثه. كما أنها { بأي نوع من أنواعه ، ويشمل ذلك تعني تحريم الضرر مطلقا

وجوب دفعه قبل وقوعه ، ووجوب رفعه وإزالته في حالة وقوعه.

ض�ار�� � ت ومن أدلة تلك القاعدة في الكتاب قول الله تعالى "ال�د�ه�». �و�ل �ه� ب �ود� ل � م�و�ل �د�ه�ا و�ال �و�ل �د�ة� ب و�ال

ومن السنة النبوية الشريفة حديث الرسول صلى الله عليه{ حديثه وسلم "ال ضرر وال ضرار" وهو من جوامع الكلم ، وأيضا

الشريف "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام..." والذي ينص على عدم جواز قيام المسلم بإضرار أخيه المسلم

سواء في نفسه أو ماله أو عرضه. وتعتبر هذه القاعدة واحدة من أهم القواعد الفقهية الكلية

الكبرى وقد ذكر د. محمد عثمان شبير في أهمية هذه القاعدة مايلي : "إن قاعدة الضرر يزال من القواعد المهمة في الفقه

اإلسالمي إذ يبنى عليها كثير من أبواب الفقه. ولعلها تتضمن نصف الفقه ، فإن األحكام إما لجلب مصلحة أو لدفع مضرة.

ويدخل فيها ما يتعلق بالضروريات الخمس : وهي حفظ الدين والنفس والعقل والعرض )النسب( والمال.

قاعدة الضرر يزال "ال ضرر وال ضرار

Page 24: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

وبالنسبة لتطبيقات تلك القاعدة على التعامل

في البورصة فيمكن تقسيمها إلى فرعين : الفرع األول : قيام الجهات اإلدارية والرقابية

المختصة بوضع النظم والقواعد التي تعمل على منع الضرر قبل وقوعه.

الفرع الثاني : قيام الجهات اإلدارية والرقابيةالمختصة بوضع القوانين والنظم التي تعمل على

رفع الضرر بعد وقوعه.

قاعدة الضرر يزال "ال ضرر وال ضرار

Page 25: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

قبل البدء في التعامل في البورصة )أو بدء أي عمل بشكل عام( ، يجب

على اإلنسان المسلم استحضار سالمة القصد والنية في إطار من األخالق والسلوكيات اإلسالمية القويمة ، وفي سياج خال من الغش أو

التدليس أو الغرر والمقامرة أوسوء القصد من وراء بث المعلومات الكاذبة والشائعات ألكل أموال الناس بالباطل ، كي ال يكون كسبه من

.} { محرما التعامل في ما هو مباح، كسبا األصل في المعامالت التي تتم في بورصة األوراق المالية من بيع وشراء

{ يجوز إصدار لألوراق المالية غير المحرمة بذاتها ، اإلباحة والحل. فمثال{ ألحكام الشريعة اإلسالمية وبيع وشراء أسهم الشركات التي تتعامل وفقا)الشركات التي ال تتعامل في محرمات مثل الخمر والميسر...الخ( ، بل

{ لما يحققه من منافع إقتصادية عامة .يعتبر ذلك مندوبا

الخات�����مة

Page 26: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

بالنسبة ألسهم الشركات التي ال تتعامل في أعمال محرمة

أو مخالفة للشريعة اإلسالمية ، ولكنها تقترض من البنوك الربوية بفائدة ، فيمكن التعامل عليها ولكن ببعض الشروط مثل ، أال يتجاوز ما يتم تمويله من أنشطة الشركة بالتمويل

% في كثير من 20الربوي عن نسبة يسيرة ال تتجاوز األقوال ، وأن يتم تطهير العوائد واألرباح المتحصلة من هذه

الشركة. بالنسبة للتعامل في السندات فقد اجتمع جمهور العلماء

على عدم جوازه ، حيث أن السند يعتبر عقد قرض بربا { بصريح اآليات وفائدة محددة وهذا األمر محرم شرعاالقرآنية وصحيح السنة النبوية وباتفاق جمهور الفقهاء.

يجب على الجهات الرقابية واإلدارية المختصة سن القوانينوالنظم والقواعد التي تعمل على منع وتجريم التالعب

والغش واالحتكار والغرر والمقامرة ، أي منع الضرر قبل وقوعه ، باإلضافة إلى وضع منظومة عادلة لتعويض

المتعاملين في حالة وقوع أي أضرار عليهم نتيجة { ألحكام القوانين ، الممارسات الخاطئة والمجرمة وفقا

وذلك إلزالة الضرر في حالة وقوعه.

الخات�����مة

Page 27: بورصة الأوراق المالية - نظرة فقهية

{ يمكن لن�ا الق�ول بأنن�ا في حاج�ة إلى مزي�د من وختام�االب�حث والتط�وير والس�ير في طر�ي�ق بن�اء س�وق أوراق س�المية ، فلق�د مال�ي�ة ت�حت ل�واء أحك�ام الش�ريعة اإل�نتق��ال� من �مرحل��ة �ت�قلي��د� وأس��لمة ح��ا�ن� ال��وقت� لال�{ ،� إل�ى �مرحل��ة المنتج��ات الما�لي��ة� المو�ج��ودة ح�الي��اال�س��بق �في تط��وي�ر وابتك��ا�ر أد�وات ومن�تج��ات �ما�لي��ة ج�دي�دة� �متوافق�ة �م�ع أحك�ا�م الش�ري�عة �اإلس�المية ، مم�ا� ي�ؤ�د�ي إلى� تعز�ي�ز� �مس�توى� ثق�ة �ا�لمس�تثمرين� المس�لمين

.باالستث�مار في األدو�ات ا�لمالية� اإلسالمية

الخات�����مة