فلسفة الكونية و الخصوصية

3

Click here to load reader

Upload: achraf-frouja

Post on 10-Jul-2015

6.030 views

Category:

Technology


4 download

DESCRIPTION

الكونية و الخصوصية '' 1 ـ في دلالة الخصوصيّة: الخصوصيّة بما هي هويّة: 2 ـ في مخاطر النظرة الآحاديّة الخصوصيّة: 3 ـ في علاقة الخصوصيّة بالكونيّة: 4 ـ في مخاطر ادّعاء الكونيّ الكونيّة:

TRANSCRIPT

Page 1: فلسفة   الكونية و الخصوصية

مسألة الخصوصية و الكونية

سامي الملولياألستاذ: شعب علمية ۞ الخصوصية والكونية ۞

التفرد و التميز وهي جملة الصفات و الخصائص المادية و المعنوية التي تخص مجموعة بشرية الخصوصية تعني ۞ .تميزها عن بقية الخصوصياتلتكون عنوان اختالفها و

ما هو مشترك إنساني وهو مطلب فلسفي و إنساني، يحيل على مجموع القيم و المبادئ كالعدالة و حقوق الكونية تعني ۞الفضاء أو األفق المشترك الذي يحمل الصفات أو الخصائص المشتركة التي توحد اإلنسان و الحرية. لذلك عد الكوني

.البشر رغم تنوع و اختالف خصوصياتهم

:ـ في داللة الخصوصية: الخصوصية بما هي هوية 1

لمبدأ الهوية، فهاجس طياألرسال يعنينا هذا البحث في الداللة األنطولوجية للهوية أو العودة للتحديد المنطقي الهويــة:تفكيرنا ال ينخرط في البحث عن اإلنية، بل بالبحث عن الهوية بما هي الميزة الثابتة في المجموعة و التي تحيل على االنتماء الثقافي أو الحضاري و بالتالي فالذي يعنينا هو الهوية التي تتضمن كل ما هو مشترك بين أفراد المجتمع مثل

.لقيمالقواعد و ا

شارل تتحدد الهوية الثقافية من خالل االنتماء إلى تراث ثقافي و االلتزامات و الوعي بهذا االنتماء و االنخراط. وهو ما كانقد بينه من خالل القول أن الهوية تتحدد من خالل جملة االلتزامات كااللتزام الروحي األخالقي أو االنتماء إلى أمة تايلور

لننخرط في مساءلة أنتروبولوجية ترتكز على "من نحن ؟ " " إلى السؤال "من أنا ؟أو إلى تراث، وهو ما يحول السؤال د. فالسؤال "من أنا ؟" بما هو ليس السؤال عن هوية مدنية أو شخصية بل هو البحث عما هو مشترك داخل مجتمع واح

السؤال عن األنا في المجموعة و عن قدرتها على ترجمة انتمائها و التزاماتها، و الذي ال يكون إال إذا ما وعت الذات وقف وفق محددات الهوية التي ينتمي إليها. بالموقع الذي تحتله و الذي يمكنها من القدرة على إصدار األحكام و تبني م

هذا الموقع هو ما يمكن اإلنسان من تحديد عالقاته " : "أن أعرف من أكون يعني أن أعرف الموقع الذي أحتل تايلور يقولذلك يعني عدم و تقييم سلوكاته و تقرير المصالح و المباح ..الحالل و الحرام. و أن تفقد الذات القدرة على التموقع فإن

تجربة وهي " بأزمة الهوية تايلور إمكانها الحكم و بالتالي فقدانها ليقينها األخالقي و الروحي و الحضاري. وهو ما عبر عنهفأزمة الهوية هي حالة من الضياع وعدم معرفة الذات لذاتها و غياب موقف واضح من األحداث و "مؤلمة و مرعبة

.المواقف بل و من العالم

ـ في مخاطر النظرة اآلحادية الخصوصية: 2

وهو تصور يقول بالتفاضل بين الحضارات و "المركزية الثقافية" تقوم النظرة األحادية للخصوصية على تصور يقول بـفي اعتبار بتفوق ثقافة ما و اعتبارها مركزا و نموذجا و معيارا للحكم عن مدى تحضر الشعوب األخرى، وهو تصور يغالي

.الخصوصية التي ينتمي إليها صاحب التصور "مثال أعلى" لذلك هي تحيل لنزعة عنصرية

تماما فإن النظرة األحادية للخصوصية تقوم على التعصب الذي يؤدي إلى رفض المختلف و احتقار هويته و مقوماتها. الوثوقيةو التقدم. فالتعصب يحيل على در اليقين و الرقيهو انغالق على مقومات الخصوصية و اعتبارها مصفالتعصب

dogmatisme وهو مفهوم مشتق من dogme أي المعتقد وهو الفكرة أو الرأي الذي ال يقبل فيه صاحبه المراجعة أو إعادةعن فولتيير النظر. و يقوم التعصب على التسلط و انعدام التسامح و رفض االختالف مما يشرع للعنف و لعل ما يذكره

اطنيهم لمجرد اختالفهم عن مذهبهم الديني. ليلة القديس بارتيليمي خير دليل عن التعصب الذي يشرع لقتل الباريسيين لمو فاالنغالق على الخصوصية هو تشريع للعنف وتهديد للكوني اإلنساني مثل التعصب الديني أو التعصب العرقي

الجنس اآلري أرقى من األجناس األخرى أو اعتبار اليهود أنهم شعب هللا المحتار( ويمكن التمييز بين هتلر )اعتبار

Page 2: فلسفة   الكونية و الخصوصية

لديني والتعصب العرقي والتعصب الثقافي، ولكن يبقى التعصب منبع كل أشكال العنف والنزاعات العنصرية التعصب ا .والميل لرفض اآلخر ورفض الحوار واالنغالق والتقوقع ورفض االختالف والتشريع للهيمنة على اآلخرين

:ـ في عالقة الخصوصية بالكونية 3

بالكونية يمكن تناولها من زاويتين مختلفتين تتحدد األولى في القول بالخصوصية التي ال إن طرح مسألة عالقة الخصوصية "بحكمة العيش معا" تتعارض مع تأسيس كوني إنساني وهي أطروحة تفترض التسليم بالتسامح بين الخصوصيات و القول

و التنوع "تقريظه لالختالف " قد أسس له في ستروسكلود لفي وفي التشريع لحق الضيافة أو لما كان كانط كما بين ذلكهذه الفروقات ولودة " الحضاري حيث اعتبر االختالف ظاهرة مالزمة للبشرية بل هي تعبر عن اإلبداع و عن التكامل

اقات رغم تماما فإن االختالف ال ينفي وجود قواسم مشتركة بين الناس شأن العقل الذي يمتلك نفس الطمبدعة في الحقيقة" قد بينه من خالل مفهوم العقل الكوني و ذلك العتبار وحدة مالبرانش اختالف الخصوصيات وهو نفس الموقف الذي قد بينه

الحقائق العقلية واألخالقية مثل حاصل اثنين ضارب اثنين يساوي أربعة أو أن نفضل الصديق عن الكلب... تقريظ لنظرة األحادية للخصوصية و للتعصب و الدعاء امتالك مقومات ثقافية و حضارية االختالف هو في ذات الوقت نبذ ل

أرقى و أفضل من بقية الهويات و بالتالي ال مجال العتبار الحضارات المغايرة همجية و متوحشة. فالثقافات ال تعمل على يؤكد على ضرورة قبول االنفتاح ي ستروسكلود لف تحقيق التماثل بل كل نموذج يعمل على كشف خصائصه. تماما فإن

على الحضارات األخرى دون التفريط في مقومات الهوية بل و بضرورة اعتبار كل واحدة أنها تتميز بقدر من التفوق وهو بد ال"كلود ليفي سروس: ما يمنحها القدرة تحقيق قدر أوفر من اإلبداع و من تحقيق التميز عن بقية الحضارات. يقول

فتحقيق الكوني اإلنساني يفترض قدرا من التسامح ." للثقافة و أبنائها من التمسك بيقين أصالتهم و بتفوقهم على اآلخرينو اعترافا بالمغايرة الحضارية و الثقافية و تأصيل الحوار و التواصل مما يؤسس لنزعة إنسانية تودوروف كما بين ذلك

ميا بين الناس و الخصوصيات وفق تصور كوسموبوليتيكي يجعل العقل هو الذي يحكم اإلنسانية كونية ترسخ تعايشا سل .قد بينه حين قدم الفلسفة كبديل عن التعصب فولتير وهو ذات الموقف الذي كان

للكوني اإلنساني المنشود قد أكد على ضرورة المحافظة على التنوع بما أن تالقح األفكار و القيم يؤسس موران تماما فإن بين الهويات هو السبيل لإلبداع الذي يضمن حركية رغم واقع تعطل لقاء اإلنسان باإلنسان اليوم، فالحوار و االنفتاح

موران الثقافات و يبقيها حية على حد عبارة

:ـ في مخاطر ادعاء الكوني الكونية 4

مهددة لتأسيس كوني، سواء كانت في النظرة اآلحادية للخصوصية القائمة على التعصب في حين تتحدد الثانية كخصوصية و المفاضلة بين الهويات أو في ادعاء امتالك مقومات الكوني اإلنساني أو في اكتساح العولمة لمجاالت الكوني اإلنساني.

من خطورة الخلط بين الكوني بودريار ذيروهو ما يجعل الكوني يتحول إلى كوني هيمني وهو ما نلمس صداه في تحاإلنساني و العالمي أو العولمي و العولمة و بالتالي بيان خطورة العولمة التي ال تهدد الخصوصيات فقط بل إنها تهدد

لعولمة تحيل ينبه للتصاعد المطرد للعولمة مقابل تراجع الكوني، فإذا كانت ا بودريارف إن الكوني يهلك بالعولمي" الكوني: "على ما يتصل باالقتصادي و بكل ما هو ثورة تكنولوجية و اتصالية و تكرس ال جنسية رأس المال و انفتاح األسواق أمام

فلسفات كل البضائع... و إذا تعلق الكوني بالقيم اإلنسانية كالحرية و الديمقراطية و حقوق اإلنسان، و ما كانتالفروق واضحة بل هي فروق مدمرة للقيمي اإلنساني و تؤسس لقيم بديلة تقوم على البراغماتية و تنظر له.. فإن األنوار

النجاعة و الفاعلية وهو ما يؤدي إلى موت القيم و تدمير التنويعات الثقافية عالوة على كون هذا الموت قد يكون ناتجا عن المركزية إدماجها و صهرها في ثقافتها وهو ما يحيلنا ثانية علىاكتساح الحضارة الغربية للحضارات األخرى و العمل على

وهو موت طبيعي يتجسد في السعي لتحقيق التماثل يبن الثقافات و اندثار الخصوصيات: عالوة عن موت ثان وهو الثقافية .قضي على حضورها و تميزهاموت عنيف يتجسد في موت الثقافة الغربية التي تعتقد في فائض هوية تعممها على الغير فت

Page 3: فلسفة   الكونية و الخصوصية

ال تنتقض الخصوصيات أو التنوع في حين أن العولمة تدمر و تقضي على كلود لفي ستروس فالكونية كما بين ذلك .بودريار الخصوصيات كما بين ذلك

ين تعمم العولمة قيم لعل الفرق بين الكونية و العولمة يكمن في كون األولى هي ما يجمع الكثرة أو هي تعميم للقيم في حتدمر قيم الكوني بل هي تقوم بترويج قيم بديلة هي في الحقيقة تزييف للقيم الحقيقية و إلتيقا الوجود و لعل ما نلمسه راهنا في العراق أو أفغانستان ما يبين كيف تحولت الحرية إلى استعمار و هيمنة و استبداد و تحولت حقوق اإلنسان إلى انتهاك

.لإلنسان ذاته أو في تحول الديمقراطية إلى وصفات غربية تكرس حاالت االغتراب و االستبداد

قد كشف عنه في مماهاته و مماثلته بين الحضارة العالمية و الحضارة األروبية.. و ما كان قد هنجتون عالوة على ما كانبنشر قيم الحداثة على الشعوب األخرى وهو شعار مموه يماثل أرجعه لما يسميه لعب الرجل األبيض الذي تجلى في التزامه

الزيف الذي تقوم عليه العولمة، فما يقدمه الرجل األبيض هو ترويج لهوية تحمل فائضا أو هي تعتقد في احتوائها للكوني " عبيد الرجل األبيضهم " اإلنساني لذلك اعتبر البعض المتعصبين للحضارة العالمية مجرد مهاجرين بأفكارهم للغرب بل

لكن هذه العبودية تجسدت في تعصب ألفكار اآلخر و لخصوصيته وهو ما يكشف عن أزمة هوية