المعاملة...

41
أدب ال م عامل ةت اقاء الع وأثره في بنا نسانية منظور من قرآني د. عودة عبد عودة عبد1 1 الدين قسم أصول رئيسة الشريعة كلي ح الوطنيةلنجامعة ا جابلسʭ فلسط

Upload: -

Post on 18-Jul-2015

73 views

Category:

Presentations & Public Speaking


10 download

TRANSCRIPT

Page 1: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

نسانيةوأثره في بناء العالقات اإل ةعاملمأدب ال

قرآنيمن منظور

عودة عبد عودة عبد هللا. د1

فلسطني –انبلس –جامعة النجاح الوطنية –كلية الشريعة –رئيس قسم أصول الدين 1

Page 2: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

1

نسانيةأدب المعاملة وأثره في بناء العالقات اإل

من منظور قرآني

ملخص البحث نا ىل تكوين العالقات مع بين جنسه، ومن هإجينح ،بطبعه نسان مدني اإل

قر القرآن الكرمي املبادئ األساسية للعالقات اإلنسانية، وأصل ألدب فقد أعامال مهما يف بناء حياة اجتماعية األدب يعد التعامل مع اآلخرين، ألن

نسانية النظيفة صاحلة، قائمة على أساس العدل االجتماعي، والعالقات اإل .األحاسيساملبنية على التعاون والتناصر ومراعاة املشاعر و

Page 3: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

2

مقدمـة

أييت هذا البحث من منطلق الشعور ابحلاجة املاسة إىل إعادة بناء العالقات اإلنسانية جيايب إ، ومراعاة املشاعر واألحاسيس، ملا لذلك من دور على أساس من الثقة واالحرتام املتبادل

اق الكثري من احلواجز النفسية، والوصول يف توثيق عرى احملبة بني الناس، ويف القدرة على اخرت شكاالت والعقبات اليت تعرتض وذلك بغرض جتاوز الكثري من اإل. بسهولة إىل قلوب اآلخرين

.، وتشوش على العالقات القائمة بني الناسسبيل السعادة اإلنسانيةلى تلك ويعاجل البحث هذا املوضوع وفق وجهة النظر القرآنية، اليت كثريا ما ركزت ع

األسرة وانتهاء ابلعالقات على املستوى اإلنسان العام، يف كافة من ، بدءا انيةنسالروابط اإل .جوانب احلياة وجماالهتا

:وقد عاجل البحث هذا املوضوع يف اجتاهنيااللتزام أبدب التعامل مع علىصراحة التوجيهات القرآنية اليت حتث حتليل : األول

نسانية، وابلكيفية لقا إسالميا رفيعا، منوهة بدور ذلك يف بناء العالقات اإلاآلخرين ابعتباره خ .اليت ينبغي أن تكون عليها هذه العالقات

كذلالسجناء، و عموقف يوسف عليه السالم م هو ،منوذج تطبيقي الوقوف مع: الثانوكيف كان ،عهميف التعامل مالذي سلكه يوسف عليه السالم سلوب من خالل النظر يف األ

من جهة، وعلى حركة الدعوة بشكل عام من جهة على عالقته هبم مباشر لذلك انعكاس .أخرى

Page 4: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

3

المبحث األول

في ضوء القرآن الكريم لعالقات اإلنسانيةا

نسانيةمفهوم العالقات اإل: أولا

علهم يف على أساليب التعامل بني الناس وتفا« العالقات اإلنسانية»يطلق مصطلح اجملتمع الذي يعيشون فيه، يف شىت جوانب احلياة االجتماعية والثقافية والسياسية، ومرافقه العملية

وينطبق ذلك بطبيعة احلال على املؤسسة أو املنظمة اليت جتمع الناس يف . والتعليمية واألسريةنسانية تتعلق فالعالقات اإل .2شكل من أشكال التنظيم بغرض الوصول إىل هدف معني مشرتك

بتفاعل األفراد يف مجيع أنواع اجملاالت، ويشاهد هذا التفاعل بصفة عامة يف تنظيمات العمل، حيث يرتبط األفراد بنوع من البناء والنظام الشكلي يف سبيل حتقيق هدف معني من خالل

.3الرتابط واالنسجام والتعاون فيما بينهم

يف األفراددمج ": ة نظر علماء اإلدارة على أهناوينظر إىل العالقات اإلنسانية من وجهموقف العمل الذي يدفعهم إىل العمل سواي كجماعة منتجة متعاونة، مع ضمان احلصول على

وهدفها هو جعل األفراد منتجني متعاونني، من خالل . اإلشباع االقتصادي والنفسي واالجتماعيوعندما يتم حتقيق هذه . تنمية عالقاهتم وتوطيدهاامليول املشرتكة، واحلصول على اإلشباع عن طريق

.4"األهداف تربز اجلهود املوفقة للجماعة، حيث يعمل األفراد سواي بطريقة منتجة مشبعة

تطلق على تلك الروابط القائمة بني « العالقات اإلنسانية»وبعبارة أكثر وضوحا فإن األسرة، كالعالقة بني الزوجني، والعالقة بني الناس أفرادا ومجاعات، سواء كان ذلك على مستوى

اإلعالالم: ، حباث مطباوع ضامن كتااب«حنو مدخل إسالمي لتطوير وتنظيم العالقاات اإلنساانية»: عبد الشكور، حميي الدين: انظر 2 11، والاذي يمام أحباال اللقااء الثالاث للنادوة العاملياة للشاباب اإلساالمي، املنعقاد يف الارايض بتااري لعالقات اإلنسالانيةاإلسالمي وا

.123ها، ص1041، 2م، ط1791أكتوبر .11، ص(مكتبة وهبة)، العالقات اإلنسانية: مرسي، سيد عبد احلميد: انظر 3 .171، ص(ونبد)، علم النفس الجتماعي: أبو العال، دمحم 4

Page 5: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

0

اآلابء واألبناء، أو على مستوى اجملتمع على اتساعه، أو على مستوى االتصال اإلنسان والتفاهم .البشري بشكل عام، يف كافة جوانب احلياة وجماالهتا

عن هذه الروابط هو حديث ، بحثال اعن العالقات اإلنسانية يف هذ احلديثو هبا، وتوجيهات تتم، والطريقة اليت عاملةنية، من انحية أتثرها إجيااب وسلبا أبسلوب املاإلنسا

.اآلايت القرآنية يف هذا السياق

صور القرآين للعالقات اإلنسانيةتال: اثنياا

فاااال . اإلنساااان مااادن بطبعاااه، جيااانح إىل تكاااوين العالقاااات، وبنااااء الاااروابط ماااع باااين جنساااهوحني . طوعية، نوع من االنتحار الذايت حني تكونعزل عن يريه، ألن العزلة يستطيع أن يعيش مب

تكون ابلقوة والقسر، عقوبة صارمة تتخذ ضد نوع معني مان اجملارمني، أو عملياة قتال بطايء حاني .5تطبق على إنسان بريء

كاااام فاإلنسااااان بياااال بطبعااااه إىل والطااااة الناااااس والتعاماااال معهاااام، وهااااو حباجااااة إىل ذلااااك حبفااال بكاان لاااه االسااتغناء عاان اآلخاارين يف . املصاااا املشاارتكة، وحاجااة كاال إنسااان ألخيااه اإلنسااان

هذه احلقيقة اليت جاء هبا القرآن الكرمي وبني أبعادها، تنبه إليهاا عادد مان العلمااء .حتقيق مصاحلها صااادقها، ودقاااة ، وماااا تااازال األايم تثبااا لنااا6وعلاااى رأساااهم ابااان خلااادون يف القااارن الثاااامن ا جاااري

.وصفها للسلوك اإلنسانفقد بني لنا القرآن الكرمي أن النااس مهماا تعاددت أجناساهم وألاواهنم فاإن أابهام مجيعاا هاو

الا ﴿ :قال تعاىل. آدم عليه السالم ها نال لاال ا مي ا خا وا الوا ال نالفالسا وااةي لاقاكالم مي ا ي يا أايالهاا الناس اتالقوا رابكم الالالالالا لو ا زاوجا ي تاسا الالالا وااتالقالالالوا ا ا الالالال ايالالالااا وانيسا الالالالا سا الالالا ريجا هما نال الالالا واباالالالث مي الالالا ا عالاالالاليكم ها الالالاما للي ا ا سا ارةا بيالالالوي واا .7﴾راقييباا

.191، ص(مطابع ا دف)، م قضاي اإلعالم يف القرآ : الوند، رممان: انظر 5 .01، ص(م1790، 1دار القلم، ط: بريوت) ،اب لوو مقومة: خلدون، عبد الرمحن بن دمحم ابن: انظر 6 .1اآلية : سورة النساء 7

Page 6: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

1

فالقرآن يؤكاد وحادة أصال النااس وصالة القارم بيانهم، ابعتباارهم أخاوة ينحادرون مان أصال صل واملنش،، حريي به أن يقاود النااس إىل التعااون والتفااهم وااللتقااء فإن هذا التوحد يف األ. واحد

.على اخلري واحملبة

والناظر يف صيغ اخلطاب القرآن، جيد أهنا تؤكاد وحادة األصال اإلنساان، فكثاريا ماا تتكارر يغ النداء با رم هاذا ، مما يشري إىل أن هللا سبحانه كا﴾اي بين آدم﴿و ﴾اي أيها الناس﴿يف القرآن ص

اإلنسان وفمله على كثري من خلقه، معلنا بذلك مبدأ املساواة بني البشر، فاال فمال جلانس علاى ويرتقاي هباذا اإلنساان حاني يعلان أن أسااس الثاواب والعقااب . آخر ابعتبار اللون والعنصر والنش،ة

سالالالالراماكم عينالالالالوا ا ي للي أا ﴿: قااااال تعاااااىل. يرتكااااز علااااى النااااوااي واألعمااااال ال علااااى الظااااواهر واألشااااكالإن هللا عااااز وجاااال ال ينظاااار إىل صااااوركم وأمااااوالكم، ولكاااان إمنااااا ينظاااار إىل «: ملسو هيلع هللا ىلص، وقااااال ﴾أاتالقاالالالالاسم

.8»قلوبكم وأعمالكمولكان البشارية حاني تغياب عقو اا، وتطمااس ضامائرها، تتناساى هاذا املبادأ، وتمارب بكاال

حااىت وصاال األماار عنااد اليهااود إىل االعتقاااد . لعنصاارية البغيمااةهااذه القاايم عاارض احلااائط، فتنتشاار اوهكاااذا . أبهنااام شاااعب هللا املختاااار، وأن ياااريهم مااان النااااس ليساااوا إال عبيااادا خلقهااام هللا خلااادمتهم

انتشاارت الفكاارة العنصاارية املقيتااة بااني كثااري ماان الشااعوب واألماام، فجعلتهااا تتقاتاال علااى أساسااها، وحاادة أصاالها وصاالة القاارم فيمااا بينهااا، فكااان مااا كااان أن حلاا ويظلاام بعمااها بعمااا، متناسااية

.املصائب والفنت واالعتداءات هنا وهناك

وبعاااد أن باااني لناااا القااارآن وحااادة األصااال اإلنساااان، فإناااه يباااني لناااا يف ساااياق آخااار أن هاااذا هاو االتصاال األصل تفرع عنه الشعوب والقبائل واألمم، وأن ا دف من هذا التناوع باني النااس

الرا واأنااال واجاعالناالالاسم ﴿ : قااال تعااىل. والتفااهم والتعاارف فيماا بيانهم اسا الال لاقناالاسم مي ا الا النالاس للي يا أايالهابيا شعوبا واقالاباائيلا ليتالاعاارافوا للي أاسراماكم عينوا ا ي أاتالقااسم للي ا ا ا .9﴾عالييم

.137، ص2، ج14793، رقم (مؤسسة قرطبة: مصر)، املسنو: ابن حنبل، أبو عبد هللا أمحد بن حنبل الشيبان 8 .13اآلية : سورة احلجرات 9

Page 7: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

1

ليسااا التنااااحر -كماااا تااادل اآلياااة–يت جعااال هللا النااااسا ألجلهاااا شاااعواب وقبائااال فالغاياااة الااااخاتالف األلسانة واأللاوان، واخاتالف الطباائع واألخاالق، ،ماا، فالتعارف والاومموالتنازع، ولكنها

واختالف املواهب واالستعدادات، فتنوع ال يقتمي النازاع والشقاق، بل يقتمي التعاون للنهاوض فالناااس أخااوة يف اإلنسااانية، ألهناام ماان طينااة واحاادة، .تكاااليف، والوفاااء جبميااع احلاجاااتجبميااع ال

.10وتنوعهم إىل شعوب وقبائل ليس أمرا تتغري به حقيقة اإلنسانية يف اإلنسان

وإذا كااان القاارآن الكاارمي قااد اهااتم ببناااء العالقااات اإلنسااانية علااى املسااتوى اإلنسااان العااام، ياغفال عان أةياة بنااء هاذه العالقاات يف مساتوايهتا الداخلياة، بادءا ابلعالقاة فهو يف الوق نفسه مل

.القائمة بني الزوجني، مرورا ابألسرة واألقارب واجلريان حىت اجملتمع املسلمفعلاااى مساااتوى احليااااة الزوجياااة ماااثال، فاااإن الشاااعور ابالساااتقرار الاااذي جياااده كااال واحاااد مااان

لفاااة القائماااة بينهماااا، يعاااد حقاااال خصااابا لرتبياااة العالقاااات الااازوجني يف اآلخااار نتيجاااة اتصاااا ما واألتيالالوي أا ﴿ :اإلنساانية، وبيةاة مهيا،ة لتغذياة الصاالت االجتماعياة، وهاو ماا يصاوره قولاه تعااىل ال آيا وامي

الالالكم الالال أانفسي لاالالال ا لاكالالالم مي الالالناكم مالالالوا خا وارا االالال ا الالالا واجاعاالالاللا بالايال ها الالالا ليتاسالالالكنوا لليلايال اليالالاللا آ ةا أازوااجا تا ليقاالالالوما للي يفي يا .11﴾يالاتالافاكرو ا

مث تتسع دائرة العالقات األسرية يف اإلسالم لتشمل العالقاة القائماة علاى النساب والرضااع الال ا ﴿ :ويشااري إىل هااذا املعاا قولااه تعاااىل يف سااورة النساااء. واملصاااهرة مسالالم مي الالؤا آبا والا تانكيحالالوا ماالالا ناكاشاةا واماقتااالنيساا للي الاتكم *واساا سابييالا ل ماا قاو سالافا للينو ساا ا فااةي الوااتكم ةريمات عالااليكم أمها ا وابالاناالاتكم واأا

الالالاتكم وابالاناالالات ا الالاتكم وا الالاتكم الالالالي أارماالالعناكم واعام الالتي واأمها اخي وابالاناالالات ا الالوا ا ا الال ا الرماالالاعاةي واأا اتكم ميالآئيكم واأمهاات نيساآئيكم ال نيسا ئيبكم الالي يفي ةجالوريسم مي لالتم ييال وارابا ا لالتم ييال فااللي ت تاكونالوا ا ا الالالي ا

يي ا ي مي أاصالالابيك فاالا جنااحا عالايكم واةاالائيل أابالناائيكم ال ال تالا ا ا عالوا بالاال اللافا للي ا ا م واأا تاما للال ماالا قاالو سايماا ل لاكم مالا واراا واالمحصاناات مي ا النيساا لليل ماا مالاكات أاياانكم * ساا ا غافوراا رةي سيتاابا ا ي عالايكم واأةي

.3390، ص1، ج(م1791/ها1041، 11ط الشروق،دار : القاهرة/بريوت) ،ظالل القرآ يف: قطب، سيد: انظر 10 .21اآلية : سورة الروم 11

Page 8: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

9

غوا تالا عتم بيالوي بيامالوا اليكم أا تالابال الا اسالتامتالا ا فاما الافيحي الرا مسا ا غايال الني ه فاالآتون أجالوران فارييضاالةا والا اليكم مصي النال ميتم بيوي مي بالاعوي الفارييضاةي للي ا ا ساا ا عالييماا جنااحا عالايكم .12﴾ةاكييماا فييماا تالاراامايالط االجتماااعي األول الااذي يااؤمن وسااائل املعيشااة ألفااراده، كاناا األساارة تاعاااد الوساا وإذا"

–أن اجملتماع : وبرهنم على احلياة، ويشكلهم ليكونوا أعماء عااملني يف اجملتماع، صاار مان الثابا ال يماام أفاارادا فحسااب، ولكنااه يماام أفاارادا ومااا يتولااد عاان وجااودهم -الااذي ماان أشااكاله األساارة

.13"اتاالجتماعي من صالت وعالق

وعلاى مسااتوى العالقااات اإلنسااانية بااني األفااراد علااى اخااتالف أشااكا م يبقااى هااذا املفهااوم ي ي ﴿ :قااال تعاااىل. حاضاارا يف القاارآن الكاارمي لوااليالالوا لاا وابي الاليال ي وااعبالالووا ا ا والا تشالالريسوا بيالالوي شا الالا ا وابيالال لليةسا

ي واالا تااما واالماسااسي لانالبي اري القربا وااليالا بي بي الت ي القربا واالااري النبي واالصاةي البييلي واماالا مالاكا واابال ي السناات بالاعضهم أاوليياالا ﴿: وقال تعاىل .14﴾ساا ا متاالا فاخوراا أاياانكم للي ا ا لا ييب ما واالمؤمينو ا واالمؤمي

مر هاو ا عا ي المنكاري وايقييمو ا الصالاخا وايالؤتو ا الزسااخا وايطييعو ا ا ا واراسولاو بالاعضا يا لماعروفي وايالانال أولاليلا و ا بيهم ا للي ا ا عازييز ةاكييم يالار ا .15﴾سا

ةيااة للعالقااات اإلنسااانية، وإذا حتولنااا إىل نطاااق اجملتمااع املساالم، وجاادان أن القاارآن يعطااي أ

يعاالا والا تالافارقالوا ﴿ :قال تعاىل. وجيعلها أساس االجتماع وأصل العمران ابلي ا ي جاي موا بي سالروا وااعتاصي وااا قاللالوبيكم الفا بالاال ا فاال سنالتم أاعالوا الةا ا ي عالااليكم للي الوا نيعما تيالوي للي ال ا فااصالباحتم بينيعما الفاا ةفالراخا مي ا شا ا ا واسنالتم عالاال

تيوي الناري ا لاكم آيا ي ليلا يالبالا ا هاا سا نال اسم مي .16﴾لاعالكم تالاهتاوو ا فاانقاتنتفااااي "فاآلياااة تشااااري إىل أن التاااا،ليف بااااني القلااااوب نعمااااة رابنيااااة جااااديرة ابلتنويااااه، فبااااذلك

، وياذهب ى اخلالفاات، وماا يرتتاب عليهاا مان ياارات وحاروبتوار ااألحقاد، وتنمحي البغماء، وتاألن التااا،ليف باااني القلاااوب إمناااا هاااو احتااااد يف املشااااعر، وانساااجام يف . شااابح ا اااالك إىل ياااري رجعاااة

(.20 -22)اآلايت : النساء 12 .219، ص (م1791/ها1049الدار التونسية للنشر، : تونس)، قرآ الكرمياجملتمع اإلنساين يف ال: التومي، دمحم 13 .31اآلية : سورة النساء 14 .91اآلية : سورة التوبة 15 .143اآلية : سورة آل عمران 16

Page 9: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

9

الوجدان، وابعث على التماامن يف الساراء والماراء، فهاو إذن وحادة نفساية، أو فكرياة، أو عقلياة إن اجملتماع يف نظار : ومن هنا بكان القاول. جتماعية ال تنفصمأو روحية، ينش، عنها حتما وحدة ا

.17"القرآن أتليف بني القلوب، واحتاد يف املشاعر، وتاشارك يف الوجدان

يتباني ممااا سابق أن القاارآن الكارمي ياارى أن األخاالق اإلنسااانية ال بكان أن تاكتماال، إال ماان لعدل االجتماعي، والعالقات اإلنسانية النظيفاة خالل حياة اجتماعية صاحلة، قائمة على أساس ا

ابنيااة علااى التعااااون والتناصاار واملشااااركة واحملبااة ونكاااران الااذات، ومعتمااادة علااى عباااادة اخلااالق عاااز امل

.هوجل، واخلموع ملا تقتميه ربوبيتهااذا وابلنظاار يف التصااور القاارآن لتنميااة العالقااات اإلنسااانية، فااد أن الفلساافة القرآنيااة يف

:18اجملال بني على ثالثة أموراملسااا،لة األخالقياااة، ذلاااك أن اإللااازام واملساااؤولية واجلهاااد املباااذول لتقوياااة العالقاااات : األول

اإلنسااانية أو بناااء اجملتمااع املساالم، إمنااا هااو قيمااة أخالقيااة عليااا، علااى اإلنسااان املااؤمن أن يلتاازم هبااا، .ه املسؤولية وهذا الشرف الرفيعابعتباره إنساان واعيا جديرا بتحمل هذ

الة الارحم، وإطعاام الفقاري واملساكني، وتكارمي اليتايم، : الثان أن القرآن أكد يف حثه علاى صاالت اإلنساانية، أاكاد علاى أن هاذه لمتعاوأدب ال مع اآلخرين، ويريها من األمور الايت تنماي الص

.ا اإلنسان إىل هللا تعاىل، ويثاب عليهااألعمال إمنا هي أمور تاعبدية يتقرب هباال إىل مراحاال متقدمااة ماان الكمااال، فاا،راد : الثالااث أن القاارآن أراد لسنسااان املااؤمن أن ياص

بتثبيااا العالقاااات اإلنساااانية أن ياااربز مفهاااوم التكافااال االجتمااااعي، ومبااادأ احلااارص علاااى شااافافية .العالقة بني املسلمني خاصة وبني الناس عامة

.291، صاجملتمع اإلنساين يف القرآ : التومي، دمحم 17 (.231 -230)، ص ص2، ج(م1799/ها1049، 1، طدار الزهراء: بريوت)، االق القرآنية: األعرجي، زهري: انظر 18

Page 10: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

7

المبحث الثاني

في ضوء القرآن الكريم ةعاملمأدب ال

مفهوم ا ب وفضلو: أولا

أتدب الغالم يف كالمه مع أبيه أي : يقال. الظارف وحسن التناولهو األدب لغة

وسيا األدب أداب ألنه يوجه الناسا إىل احملامد وينهاهم .حتاشى الكالما اخلارج عن حدود األدب .19وأصل األدب الدعاء، ومنه قيل للطعام الذي يدعى إليه الناس مادعاة وما،دباة. قبائحعن ال

يدل على مع االجتماع فاألدب اجتماع خصال اخلري يف ومصطلح األدب كما يرى ابن القيم .20ومنه امل،دبة وهي الطعام الذي جيتمع عليه الناس. العبد

وواردا عن .21"عن معرفة ما يرتز به عن مجيع أنواع اخلط، عبارة"عارف اجلرجان األدب أبنه و .22عبد هللا بن املبارك أنه عرف األدب أبنه معرفة النفس ورعونتها، وجتنب تلك الرعونة

فعلم . وال بد هنا من التمييز بني األدب مبفهومه العام، وعلم األدب مبفهومه اخلاصبة مواقعه، وحتسني ألفاظه، وصيانته عن اللسان واخلطاب، وإصا إصالحعلم "األدب هو

.24"العام األدبشعبة من "فهذا املفهوم كما يقول ابن القيم هو .23"األخطاء واخلللهو األدب مبفهومه العام والذي أشران إليه أوال، وهو بحثال اواألدب الذي يعنينا يف هذ

األلفاظ يف حاالهتا اإلفرادية املختص ابجلانب اخللقي والسلوكي ال بدالالت اللسان ودالالت .والرتكيبية

الفاااريززآابدي، دمحم بااان . 241، ص1، ج(ت.ط، د.، ددار صاااادر:باااريوت) ،العالالالرب لسالالالا : ، دمحم بااان مكااارممنظاااور ابااان: انظااار 19 .31، ص1، ج(م1793/ ها1043دار الفكر، : بريوت)، القاموس احمليط: يعقوب

دار الكتااب : باريوت)دمحم حاماد الفقاي، : ، حتقياقموارج السالك: بكر أيوب الزرعي ابن القيم، أبو عبد هللا دمحم بن أيب: انظر 20 .391، ص2، ج(م1793/ها1373، 2العريب، ط

.27، ص(ها1041، 1دار الكتاب العريب، ط: بريوت)إبراهيم االبياري، : ، حتقيقالتعريفات: اجلرجان، علي بن دمحم بن علي 21 .119، ص1، ج(م1797، 1دار الرائد العريب، ط: بريوت)، عة أالق القرآ موسو : الشرابصي، أمحد: انظر 22 .391، ص2، جموارج السالك: ابن القيم 23 .املرجع السابق، نفس اجلزء والصفحة 24

Page 11: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

14

قواعد يف وابلنظر إىل أةية األدب وفمله يف اإلسالم، فإننا فد أن اإلسالم قد وضع الرتبية والتهذيب، ومبادئ للقيم والسلوك واألخالق، ليقيم عليها جمتمعا نقي السريرة، عف

فقاد روي عن النيب . ضوع األدب بشكل عامعينا اإلسالم مبو فقد .اللسان، ذا أدب وذوق رفيعه أفمل من «: أنه قال ملسو هيلع هللا ىلص أكرموا أوالدكم «: وأنه قال. 25»أدب حاسانما حناالا والد ولدا

.26»وأحسنوا أدهبمحنن إىل قليل من األدب أحوج : ويشري عبد هللا بن املبارك إىل حاجتنا إىل األدب بقوله

األدبوهو يتحدل عن موقع « الفروق»ويقول اإلمام القرايف يف كتابه .27ممنا إىل كثري من العلم يف الرتبة عليه من كثري من العمل، األدب قليلا واعلم أن : "من العمل وبيان أنه مقد خري

اجعل عملك ملحا : البنه وقال الرجل الصاا. ولذلك هلك إبليس وضاع أكثر عمله بقلة أدبهلكثرة جدواه أي ليكن استكثارك من األدب أكثر من استكثارك من العمل وأاداباك دقيقا .28"ونفاسة معناه

: وقيل. 29العلم، واألدب، والفقه، واالمانة: أربعة يسود هبا العبد: وقيل يف بيان فمل األدب .30ن كان فقريا من كاثارا أدبه شرفا وإن كان وضيعا، وسادا وإن كان يريبا، وكثرت احلاجة إليه وإ

وإن كان األدب خلقا عاما يتناول كثريا من التصرفات والسلوكيات، إال أنه أفمل ما شيء منا إىل ما الناس : "روي يف ذلك عن عبد امللك بن مروان أنه قال. يكون يف الكالم

البيان، ويتهاداون األدب أحوج منهم إىل إقامة ألسناتهم اليت هبا يتعاودون الكالم، ويتعاطاون

حممااود الطحااان، : ، حتقيااقالالالامع الالالق الالالراو وآ اب السالالامع: اخلطيااب البغاادادي ، أبااو بكاار أمحااد باان علااي باان باا 25 .131، ص1، ج(ها1043مكتبة املعارف، : ضالراي)

. 1211، ص2، ج3191، حاااديث رقااام 3، كتااااب اآلداب، ابب رقاام لسالالن ا: اباان ماجاااة: انظااار. رواه اباان ماجاااة والشااهاب 26 .397، ص1، ج111، رقم املسنو: الشهاب

.391، ص2، جموارج السالك: ابن القيم: انظر 27، مطبوع هبامشه هتذيب الفروق والقواعد السنية يف األسارار الفقهياة، الفروق: الصنهاجي القرايف، أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن 28 (.293_ 292)، ص ص 0، ج(عامل الكتب: بريوت)

.227، ص(م1771/ها1011، 1دار اجليل، ط: بريوت)أمحد دمحم شاكر، : ، حتقيقلباب اآ اب: ابن منقذ، األمري أسامة 29 .233املرجع السابق، ص 30

Page 12: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

11

احلكمة، ويستخرجون يوامض العلم من وابةها، وجيمعون ما تفرق منها، فإن الكالم قاض .31"حاجة الناس إىل مواده حاجتهم إىل مواد األيذية. يكم بني اخلصوم، وضياء جيلو الظلام

التصور القرآين ب التعامل مع اآري : اثنياا

اإلساالم أنااه ديان جتمااع وألفاة، ال دياانا عزلاة وفاارار مان تكاااليف احلياااة، ومل األصال يف دياان أيت القرآن ليدعو املسلمني إىل االنقطاع يف دير، أو العبادة يف صومعة، بعيدا عن مشاكل احلياة

فقاد بااني . بال إن نزعااة التعارف إىل الناااس واالخاتالط هباام أصايلة يف تعاااليم هاذا الاادين. ومتطلباهتاا: أن الفمل ملن خالط اآلخرين وتعرف علايهم ومل يتقوقاع علاى نفساه، وذلاك يف قولاه ملسو هيلع هللا ىلصالرسول

املااؤمن الااذي ااالط الناااس ويصاارب علااى أذاهاام، أفماال ماان املااؤمن الااذي ال ااالط الناااس وال « .32،33»يصرب على أذاهم

ومااااااااااااااااااااا املااااااااااااااااااااارء إال خاااااااااااااااااااااوانه

م كماااااااااا يقااااااااابض الكااااااااااف ابملعصااااااااا وال خاااااااااريا يف الكاااااااااف مقطوعاااااااااة

وال خااااااااريا يف الساااااااااعد األجااااااااذام

34

واحلقيقة أن أدب التعامل مع اآلخرين لاه مفهوم شاامل، يتساع اتسااع العالقاات اإلنساانية باني والااروابط الاايت جتمااع بااني الناااس كثاارية، فماان رابطااة الاادم، إىل رابطااة الفكاارة واملباادأ، ورابطااة . بااين البشاارالوظيفاااة، ورابطااة الصاااداقة والصاااحبة، ورابطااة اجلااانس والعااارق، والرابطااة التجارياااة واالقتصاااادية، العماال و

ولكان قاوة رابطاة العقيادة، ال تعاين أن أدب التعامال .ورابطة العقيدة اليت تعد من أقوى الاروابط وأمتنهااخاااارى ماااان يااااري مااااع اآلخاااارين ال ياااادور إال يف نطاقهااااا، وال يشاااامل التعاماااال مااااع أصااااحاب العقائااااد األ

.املسلمني، بل إن أدب التعامل يتسع ليشمل اإلنسانية كلها

(.227_ 229)، ص ص لباب اآ اب: ابن منقذ، األمري أسامة 31 .97، ص14، ج2، كتاب آداب القاضي، ابب رقم السن الكربى: البيهقي 32 .192، ص(م1779، 1دار هنمة مصر، ط: القاهرة)، ل املسلم: الغزايل، دمحم: انظر 33مثاارات األوراق يف "، وهبامشااه ملسالالتطرف يف سالالل فالال مسالالت رفا: األبشااهي، شااهاب الاادين دمحم باان أمحااد: البيتااان بغااري نساابة يف 34

، (م1712/هاا1391شاركة مكتباة ومطبعاة مصاطفى الباايب احللايب وأوالده، الطبعاة األخارية، : مصار)البان حجاة احلماوي، " احملاضارات .117، ص1ج

Page 13: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

12

فاإن . وال بد لنا يف هذا السياق من التفريق بني أدب التعامل مع اآلخرين وبني الوالء ام ولكان التااربن ماان أعااداء هللا ال يعااين . وهاذه ال تكااون إال بااني املساالمني 35الاوالء هااو احملبااة والنصاارة

.يف معاملتهم، أو أكل حقوقهم، أو سبهم والفحاش معهام يف القاول، أو عادم مالطفاتهماإلساءة أمااا التعاماال . هااو ساالوك الباااطن، واحملبااة القلبيااة، ومااا يرتتااب علااى ذلااك ماان نصاارة وإعانااة"الوالء فاا

واألول قااد حصاار علااى املساالمني، أمااا الثااان فهااو . احلساان فهااو ساالوك اجلااوارح والعالقااة الظاهريااةولعل ما ورد يف سورة املمتحنة، هو من أوضح اآلايت الايت يياز باني .36"سلمني ومع يريهممع امل

يالقاالالاتيلوسم يفي الالالويي ي واتا ل﴿ :الاوالء وبااني الارب وحساان التعاماال، يقاول تعاااىل يي ا تا عاالال ي الالال الاسم ا ها يالانالالالرونم وا يريجالالوسم ريسالالم أا تالابالا الال ييا الالطوامي ا تالقسي الالطي يي ا * لليلاالاليهيم للي ا ا ييالالب المقسي عاالال ي الالال الالاسم ا ها لليناالالا يالانال

راجالالوسم الال قاالالاتالالوسم يفي الالالويي ي واأا الالوائم فاولاليالاللا مي كم أا تالاوالالالونم واماالال يالاتالا الالرااجي روا عالاالال للي ريسالالم واظاالالانا نالالم ييا .37﴾اليمو ا ال

فقمية التعامل مع اآلخرين هي قمية ابلغة األةية واخلطورة، وقد جعل اإلسالم االلتزام ابلادين يف ومن منطلق هذه األةية، جاء القرآن الكرمي ليماع لناا .قسم كبري منه، متوقف على األدب وحسن املعاملة

. باره موضاوعا أساسايا مان موضاوعات هاذا الاديناملناهج القوبة واألسس السليمة للتعامل مع اآلخرين ابعتفقد أصل القرآن الكارمي ألدب التعامال ماع اآلخارين وأقاماه علاى جمموعاة مان القواعاد والفناون، الايت نمامن مان خال ااا نتاائج إجيابيااة وحسانة يف العالقااات اإلنسااانية، وهاذه القواعااد والفناون كثاارية ومتنوعاة، ولاايس ماان

ياري أن هنااك قاعادة قرآنياة تعاد أصاال تتفارع عناه كال قواعاد التعامال ماع اآلخارين، موضوعنا احلديث فيها، .، إذ ال فااح وال توفياق يف التعامال ماع اآلخارين دون هاذا األصال املتاني«حسان اخللاق»هذه القاعدة هي

لال ا ﴿: ومان هناا فقاد مادح هللا تعااىل نبياه هباذه الصافة، فقاال عناه ، ووصافته عائشاة 38﴾عا ياليما والليناللا لاعالال .39»كان خلقه القرآن«اهنع هللا يضر أبنه

: الارايض)، ميالو يف شالرح ستالاب التوةيالوتيسالا العزيالز اح: ابن عبد الوهاب، ساليمان بان عباد هللا بان دمحم: انظر مع الوالء يف 35 .301، ص(مكتبة الرايض احلديثة

.32، ص(م2444/ها1021، 3دار ابن حزم، ط: بريوت)، أمسل عليل نا: احلمادي، علي 36 (.7، 9)اآليتان : سورة املمتحنة 37 .0اآلية : سورة القلم 38 . 211، ص1، ج21911، ورقم 113، ص1، ج21301، ورقم 71، ص1، ج20101، رقم املسنو: انظر. رواه أمحد 39

Page 14: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

13

ويتحدل اإلمام الغازايل . فحسن اخللق أصل يف أدب التعامل، وتتفرع عنه سلوكيات كثريةعااان أهااام هاااذه السااالوكيات املرتتباااة علاااى حسااان اخللاااق، فيقاااول أبن مااان صااافات الشاااخص الاااذي

كثاري اإلصاالح، صادوق اللساان، قليال ،األذىري احليااء، قليال يكون كثا"يوصف حبسن اخللق أنه الكاالم، كثااري العماال، قلياال الزلاال، قلياال الفمااول، بااارا وصااوال، وقااورا صاابورا، شااكورا رضاايا، حليمااا ال رفيقااا، عفيفااا شاافيقا، ال لعاااان وال ساابااب، وال منامااا وال مغتااااب، وال عجااوال، وال حقااودا، وال ااي

وال حسودا، بشاشا هشاشا، يب يف هللا، ويبغض يف هللا، ويرضى يف هللا، ويغماب يف هللا، فهاذا . 40"هو حسن اخللق

إنكااام ال »: إىل أةياااة حسااان اخللاااق يف التعامااال ماااع اآلخااارين، فيقاااول ملسو هيلع هللا ىلصوينباااه املصاااطفى

اعونا النااسا أبماوالكم، ولكان يا اعهم مانكم باساط الوجاه وحسان اخللاقتاسا ويف هاذا احلاديث .41«ساكماة ابلغاة، فاإن اإلنساان مهماا بااذال مان املاال ال يظاى برضاى النااس، مث الشاريف عظااة انفعاة وحإن املاال لاايس يف مقادور كاال إنسااان، ولكان يف مقاادور كال واحااد أن يساان خلقاه، ويلااني جانبااه،

وهااذا األدب يف التعاماال مااع اآلخاارين، خااري معااني علااى تااذليل . ، ويبسااط وجهااهو فااض جناحااهصاااعوابت احليااااة، والفياااف آالمهاااا، ألناااه يبعاااث السااارور يف الااانفس، وباااه تطياااب املعاشااارة وتصااافو

.املعيشة

فالدين يف املنظور القرآن . كما يشري القرآن الكرمي إىل مبدأ مهم يف التعامل مع اآلخرينة وصياما يف جهة، وجالفة وجافااء يف التعامل مع الناس يف اجلهة األخرى، بل هو ليس صال

أا ﴿: قال تعاىل. وحداة متكاملة يرتبط فيها اجلانب اإلبان ابجلانب العاملي يف احلياة ليسا الربي الماشريقي واالماغريبي والاكي وجوناكم قيبالا تالوالوا ري واالماآلئيكاةي واالكيتاابي الربي ي ومي اآ ما آما ا بي ي وااليالا

تااما اوي القربا وااليالا ا واآتا الماالا عالا ةبيوي ا وايفي الريقاابي واالنبييي آئيلي ا وااب ا السبييلي واالس واالماسااسي

كتاب املغين عن األسفار يف األسفار يف الاريج ماا يف األحيااء مان األخباار لازين بذيله ،علوم الوي للةيا : أبو حامد دمحم بن دمحم الغزايل، 40 . 92، ص3، ج(م1771/ها1012، 1طدار احلديث، : القاهرة)أبو حفص سيد بن إبراهيم بن عمران، : العراقي، حتقيق الدين .212، ص1، ج029، ابب الرتييب من بلوغ املرام، حديث رقم املستورك: انظر. رواه احلاكم وصححه 41

Page 15: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

10

اا عااناووا الموفو ا الصالخا واآتا الزسااخا وا واأاقااما ا الباسي بيعاهوينيم للي واالصابيريي ا يفي الباساا والضرا واةييي ا قوا واأولاليلا نم المتالقو ا أولاليلا ال 42﴾صاوا

.

جانااب : فهاذه اآلياة تشااري إىل مالماح الشخصاية اإلسااالمية الايت ترتكاز علااى جاانبني اثنانيوجانااب املمارسااة يف الساالوك الااذايت ويف العالقااة مااع الناااس ومااع ،ان وأداء العباااداتالفكاار واإلباا

ااع يف اخلااري . املواقااف الصااعبة يف احلياااة الااذي يعااين التوس نلمااح ذلااك ماان خااالل حتديااد طبيعااة الاارب، ألناااه بثااال سااار الشخصاااية لااادى املاااؤمن يف آفااااق التصاااور 43واإلحساااان، كماااا ياااذكر أهااال اللغاااة

.فباإلبان والعمل تتكامل الشخصية وتنطلق. التعامل وميدان

األمثاااال األساااالوبهااااو وبصااااورة عامااااة فااااإن األساااالوب اإلسااااالمي يف التعاماااال مااااع الناااااس وال يااازال . واألحسااان، وهاااو األسااالوب الاااذي يعاااود ابنعكاساااات إجيابياااة علاااى العالقاااات اإلنساااانية

مية، شامة بني الناس وقدوة حسنة ام، يباه املسلم احلق امللتزم بدينه، احملافظ على أخالقه اإلسالاار لاااه كاال ماان جيالسااه الل قااه اداب اإلسااالم ومكااارم األخااالق جعاال منااه . كاال ماان الطااه، ويسا

.منوذجا حيا للشخصية االجتماعية الراقية املهذبة النقيةاألخااااالق ومااااا انتشااااار اإلسااااالم يف مجيااااع أحناااااء املعمااااورة إال دلياااال واضااااح علااااى انعكاااااس

اإلسالمية على العالقات يف اجملتمعاات اإلنساانية، حاىت إن الاذين دخلاوا يف هاذا الادين أتثارا هباذه يف كثاري مان –بال إن السايف . األخالق، يتجااوز عاددهم أضاعاف مان دخلاوه عان طرياق السايف

الم وساحااة مل يكاان إال إلزالااة العقبااات الاايت حتااول بااني الناااس وااللتقاااء مااع صاافاء اإلساا -األحيااانأخالقااه، ومااا أن تمااع احلاارب أوزارهااا، ويتعاماال املساالمون مااع أعاادائهم، وتنساااب العالقااات فيمااا بينهم، حىت تبهرهم عظمة هذا الدين، وسو أخالقه، فيتحولوا مان أعاداء حمااربني لسساالم وأهلاه،

.إىل مناصرين للحق مدافعني عنه

.199اآلية : سورة البقرة 42، دار املعرفاة: باريوت)دمحم سايد كايالن، : حتقياق ،القالرآ ألفالا مفالر ات: األصافهان، أباو القاسام احلساني بان دمحم الراياب: انظار 43 .04، ص (ت.ط، د.د

Page 16: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

11

المبحث الثالث

حفاظ على وحدة الصف وحل الفي عاملة ودورهمأدب ال

المشكالت االجتماعية

وسيلة مهماة مان وساائل توحياد الصاف اإلساالمي، ملاا يققاه مان لاف عاملةبثل أدب امل

.وملا يتمخض عنه من حل كثري من املشكالت االجتماعية. بني القلوب، وتناصر بني النفوس

الشملوأثره عل وةوخ الصف وتاي عاملةأ ب امل: أولا

اه القارآن الكارمي املااؤمنني إىل ضارورة ن قااد ، ألن الشايطايف بيانهم ةعاملاادب املأبلتازام االيوجفبساابب كلمااة قااد يتفاارق الشاامل فتحاال العااداوة والبغماااء، وبساابب . يسااتغل كاال كلمااة طائشااة

ليعيباالا ي يالاقولالوا واقالل ﴿ :قاال تعااىل. كلمة قد تتآلف قلوب فتحل املودة وتازول األحقااد والكراهياةهم للي الشيطاا ا ساا ا ليإلينساا ي الأاةسا للي الشيطاا ا يان التي نييا نالا .44﴾عاووا مبييناا زاغ بالايال

أمااار هللا تعااااىل يف هاااذه اآلياااة املاااؤمنني فيماااا بيااانهم خاصاااة، حبسااان األدب، : "قاااال القااارطيبوكوناااااوا عبااااااد هللا » ملسو هيلع هللا ىلصراح نزياااااات الشااااايطان، وقاااااد قاااااال وإالناااااة القاااااول، وخفاااااض اجلنااااااح، واطااااا

.46"45«إخواان لتكاااون مسااددة صااائبة، فااال نتفااوه ماان القاااول إال وأفعالنااا فاااأي أيمااران أبن نااتحكم أبقوالنااا

أبحسنه، لنسد بذلك على الشيطان مساالكه، ومننعاه مان التغلغال باني صافوفنا كماؤمنني متحاابني ابلكلمااة اخلشااانة األخااوةزغ بااني افالشاايطان يناا"ن، كااي ال يفسااد علينااا سااعادتنا وطم،نينتناااا متااوادي

.13اآلية : سورة اإلسراء 44: مسالم. 2213، ص1، ج1919، حاديث رقام 19، كتااب األدب، ابب رقام الامع الصالحيؤ: البخاري: انظر. متفق عليه 45

.1793، ص0، ج2117، حديث رقم 29، كاب الرب والصلة واآلداب، ابب رقم الامع الصحيؤدار : القااهرة)أمحاد عباد العلايم الاربدون، : حتقياق ،القالرآ ةكام الامع: بن أيب بكر بن فرح أبو عبد هللا دمحم بن أمحد القرطيب 46

.299، ص14، ج(ها1392، 2الشعب، ط

Page 17: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

11

. يتلوها، فإذا جو الود واحملبة والوفاق مشاوب ابخلاالف مث ابجلفاوة مث ابلعاداء السيئتفلا ، وابلرد .47"والكلمة الطيبة أتسو جراح القلوب، تندي جفافها، وجتمعها على الود الكرمي

والعااداوة بااني الشاايطان واإلنسااان مسااتحكمة، ألنااه ال يريااد صااالح اإلنسااان أصااال، وقااد

عالوا ﴿أخذ على نفساه العهاد ضاالل اإلنساان ماا اساتطاع إىل ذلاك سابيال اقال الا أاغالوايالتاألي قاالالا فابيماالالراا الا المسالالتاقييما الالم صي ي أايالالوييهيم *ئا الال بالاالال الالنالهم مي الالم واعاالال أاياالالاعييم واعاالال مااالالآئيليهيم والا تايالالو ث آتييالا لفيهي ا الال وامي

.48﴾أاساالارانم شااسيريي ا ولذا فال بد أن نكون على وعي اتم مبا يدق بنا مان أخطاار نساجتها املكائاد الشايطانية،

ل بشاكل حثياث مان وال باد مان العما. بغرض احلد من التواصل البناء وتفتي العالقات اإلنسانية .أجل وحدة الصف ومل الشمل

وحادهتا فتكاون أمااة واحادة، وإىل تواصالها فتكااون أسارة واحاادة، إىلولكاي تصال البشاارية "

أمار هللا جلا حكمتاه حبسان األدب ولااني القاول ومجيال الفعاال، ألنااه مجيال ياب اجلماال، طيااب إىل ذلاك ابلتجمال أبخاالق القارآن، وما علينا يف سابيل الفاوز مبحبتاه إال أن نساعى . يب الطيب

، ألن أعلى مستوى من مستوايت الكمال هو أن نتخلاق ملسو هيلع هللا ىلصوالتحلي بشمائل املصطفى العدانن .49"قوال وعمال حىت صار خلقه القرآن ملسو هيلع هللا ىلصأبخالق القرآن اليت جسدها الرسول الكرمي

، كاان ساببا يف جتمياع تعامله ماع اآلخارينيف ملسو هيلع هللا ىلصأدب الرسول ويبني لنا القرآن الكرمي أن

الال ا ﴿ :قاال تعاااىل. القلاوب وتوحيااد الصاافوف الالا را االالةا مي ا القالالالبي فابيما الالم والاالالو سنالالتا فا الالا غاليالالي ا ي لينالتا ئاولياللا ال ةا الم وا لانفاضوا مي غفير ئا هم وااسالتالا اا عازامالتا فاالاعف عاالنال امالري فااللي الاويرنم يفي ا الل عالاال ا ي للي ا ا شا فالاتالاواس

ا .50﴾ييب المتالاواسيلي

.2230، ص1، جيف ظالل القرآ : قطب، سيد 47 (.19، 11)اآليتان : سورة األعراف 48 .143، ص2، ج(ت.ط، د.، ددار الفكر: شقدم) ،الكرميم القرآ ومضات: قرآنية آيت: يازي صبحي آقبيق، 49 .117اآلية : سورة آل عمران 50

Page 18: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

19

أي ﴾يالايظا القالاب﴿: الغلايظ، واملاراد باه هاهناا يلايظ الكاالم، لقولاه بعاد ذلاك: والفظ "كاان هللا مجعهاام عليااك لااو كناا ا ساايئا الكااالم قاساايا القلااب علاايهم، ال نفمااوا عنااك وتركااوك، ول

.51"وأالنا جانبك م أتليفا لقلوهبمفاآلية الكربة تشري إىل الرمحاة الايت ألقاهاا هللا يف قلاب رساوله، وتااثين علاى أخالقاه الساامية اااعاهم وقيادتااه احلكيمااة، فعلااى الاااريم ماان عاادم اتفااااق أصااحابه معااه يف بعاااض املواقااف، إال أنااه واس

يم، ومل اااطبهم ابلقسااوة والشاادة باال ابللااني والرمحااة، ولااذلك اجتمعاا لقااه الكاارمي، وقلبااه الاارح .القلوب حول دعوته، وتوحدت حت قيادته

فليس من العسري إيراد املعارف وال بذل النصيحة، ولكن العسري الري أسلوب العرض يف لممان النتائج، فكم من نفوس أعرض عن كلمة احلق، ومل يكن إعراضها انشةا عن طعن

صحتها أو شك يف وضوحها بل إن السبب الذي أدى إىل نفورها، هو األسلوب الذي يلب احلقيقة ف .عليه اجلمود والفظاظة، وأنى عن الرفق واللني، فنفرت منه القلوب، وأعرض عنه

واحدة، باايدا أهنا تقع على لسان من يسيء التعبري عنها فينفر الناس منها، أو تقع على لسان :ويف ذلك يقول الشاعر. عظ حسن املوعظة، فيجمع القلوب حو اوا

يف زخرف القول تزييان لباطلاه

واحلق قد ياعرتيه ساوء تعبري دحاه تقول هذا جماج النحل يا

وإن ذامم ا تقل قيء الزانبيار

مدحا وذما وما جاوازتا وصفاهما

ظلماءا كالنور حسن البيان يري ال 52

فاملطلوب من الداعية أن يكون رحيما بعباد هللا، ألن الرتاحم باني النااس يشاد بعماهم إىل لااق بياانهم جااوا ماان األلفااة والاارتابط، وياازرع يف أعماااقهم ياارية علااى املصاالحة العامااة، ممااا بعااض، و ا

.إىل احلل السديدجيعلهم أهال للمشورة وإبداء الرأي يف سياسة األمة هبدف الوصول

.021، ص1، ج(ها1041ط، .ددار الفكر، : بريوت) ،الع يمالقرآ تفسا: ، أبو الفداء إساعيلابن كثري 51: حتقياق ،وأنبالا الزمالا يالا اع وفيالات: خلكان، أبو العباس أمحد بان دمحم بان أيب بكار ابن :انظر. األبيات البن اخلل البغدادي 52

.33، ص1، ج(م1719 ط،.د دار الثقافة،: بريوت)إحسان عباس،

Page 19: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

19

أدب املعاملااة، تتمثاال يف عاادم الاارد علااى الساايةة ويشااري القاارآن الكاارمي إىل قاعاادة مهمااة يف ، مبينااا أن ذلااك يااؤدي إىل مزيااد ماان توحيااد الصااف، ألنااه يقلااب العااداوة والبغماااء إىل ألفااة مبثلهاااالالناة وال وال﴿: قااال تعاااىل. وحمبااة الالييلاة تاسالالتاوي احاسا ناالالو ا الس ناالاللا وابالايال ي بالايال اا الالال الال فاالاللي الاليا أاةسا لالالتي ني فاالالع بي

انو خ سا اوا اييم عاوا .53﴾واليوينقلاااااب ا ياااااج إىل وداعاااااة، . يف الغالبيااااة الغالباااااة ماااان احلاااااالت وتاصاااادق هااااذه القاعااااادة"

يااة يف وجااه والغمااب إىل سااكينة، والتاابجح إىل حياااء علااى كلمااة طيبااة، ونااربة هادئااة، وبساامة حانولاو قوبال مبثال فعلاه ازداد هياجاا ويمابا وتبجحاا ومارودا، . هائج، ياضب متابجح مفلاوت الزماام

.54"وخلع حياءه هنائيا، وأفل زمامه، وأخذته العزة ابإلمث

وأثره يف ةل املشكالت الجتماعية عاملةأ ب امل: اثنياا

سافاهة مبثلهاا، خلاق كارمي يصافي القلاوب، وعدم الرد علاى ال تعامل مع اآلخرينإن أدب الفمماا ال شاك . ويزيل منها المغائن واألحقاد، وجيعلناا نتجااوز الكثاري مان املشاكالت االجتماعياة

فيااه أن القااول الساايئ ومااا يتبعااه ماان ردود أفعااال قااد ياادل مشاااكل ومماااعفات، يكااون ااا أسااوأ ن يف اإلصالح النفسي واالجتماعي لنفاوس النااس وهنا أييت دور مقابلة اإلساءة ابإلحسا. النتائج

ي العافالوا واأمالر ﴿ :وهاذا املانهج يف اإلصاالح االجتمااعي واضاح يف قولاه تعااىل. وطباائعهم ال لعالرفي بيا .55﴾واأاعريض عا ي الاانيلي

علام حاىت أسا،ل، مث ال أ: جربيال عنهاا، فقاال ملسو هيلع هللا ىلصروي أنه ملا نزل هذه اآلياة، سا،ل النايب .56إن ربك أيمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك: رجع فقال

.30اآلية : سورة فصل 53 (.3122_ 3121)، ص ص1، جيف ظالل القرآ : قطب، سيد 54 .177اآلية : سورة األعراف 55، 7، ج(ت.ط، د.، ددار الفكااار: باااريوت) ،القالالالرآ البيالالالا عالالال يويالالالل آ جالالالامع: الطاااربي، أباااو جعفااار دمحم بااان جريااار: انظااار 56، 1الااااارايض، مكتباااااة الرشاااااد، ط)مصاااااطفى مسااااالم دمحم، : ، حتقياااااقتفسالالالالالا الصالالالالالنعاين: الصااااانعان، عباااااد الااااارزاق بااااان ةاااااام. 111ص

.301، ص9، جالامع ةكام القرآ : القرطيب. 201، ص2،ج(ها1014

Page 20: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

17

واألماار ابملعااروف الااذي تتحاادل عنااه اآليااة الكربااة، قمااية مهمااة يف إصااالح اجملتمااع، ويف ومماا ال شاك فياه أن إصاالح الفارد . "حتقيق مبدأ التكافال االجتمااعي باني أفاراده يف أحسان صاورة

اخلطااوة األوىل يف إصااالح اجملتمااع، ألن اإلنسااان خليااة يف جسااد اجملتمااع البشااري، إذا فساادت هااو وال يكفاي أن يصالح اإلنسااان . أضارت باه وآملتاه، وإذا صالح محلا لاه األمال ابلصاحة والعافياة

نفساه، ألنااه مساؤول أيمااا عان إصااالح أسارته الصااغرية، وكاذلك عاان األسارة اإلنسااانية الايت يعاايش :ويف مع هذه اآلية قيل شعرا .57"انيهابني ظهر

خاااااااذ العفاااااااوا وأمااااااار بعااااااارف كماااااااا

أمااااااااارتا وأعااااااااارض عااااااااان اجلااااااااااهلني ولاااااااااااان يف الكااااااااااااالم لكاااااااااااال األانم

اان ذوي اجلاااه لااني فمستحساان م

58

ويبااني اإلماااام الشاااافعي بكلماااات بليغااة منظوماااة، كياااف أن العفاااو وعاادم الااارد علاااى السااايةة ب اإلنسااان الكثااري ماان العااداوات، األماار الااذي يسااهم يف حاال الكثااري ماان املشااكالت مبثلهااا، جيناا :يقول. االجتماعية

اااد اااا عفاااوت ومل أحقاااد علاااى أحا لام

اام العااداوات اان ها أراحاا نفسااي ميااااااااي عاااااااادوي عناااااااادا رنيتااااااااه إن أحا

ألدفااااااااعا الشاااااااار عااااااااين ابلتحيااااااااات

لسنسااااااان أبغمااااااه وأظهاااااار البشاااااارا

بااااااات ااااااى قلااااايب حما ك،ناااااه قاااااد حاشااااال اااااالطين ااااان خ ولساااا أاساااالام م

فكياافا أاساالام ماان أهاال العااداوات

النااااااااااااس داء وداء النااااااااااااس قاااااااااااارهبم

ااااااااااوادات 59ويف اعتااااااااازا م قاطاااااااااع امل

ابلكلمااة هااو اخلطااوة األوىل يف رأب وعلااى مسااتوى األساارة يبااني لنااا القاارآن الكاارمي، أن الااوعظ

.60﴾نشوزان فاعي ون واالالي تااافو ا ﴿: قال تعاىل. الصدع القائم بني الزوجني يف حال النشوز

.71، ص2، جآيت قرآنية: آقبيق، يازي 57دمحم حمياي : ، حتقياقزنر اآ اب ومثالر البالاب: القرياوان، أبو إسحاق إبراهيم بن علي احلصاري: انظر. بسيتالبيتان أليب الفتح ال 58

.029، ص2، ج(0دار اجليل، ط: بريوت)الدين عبد احلميد .19اميل يعقوب، ص: ، مجع وحتقيقالويوا : الشافعي 59 .30اآلية : سورة النساء 60

Page 21: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

24

ويكااون وعااظ الزوجاااة بتااذكريها مبااا أوجاااب هللا عليهااا ماان حسااان الصااحبة ومجياال العشااارة، اا لابقاا طويا ل األانة، يعاظ مارة ومارة ومارات، علاى فارتات متقارباة حبيث يكاون الازوج يف وعظاه كايسا

.61أو متباعدة حسب الظروف، فإن ذلك جدير أبن يلني من حدهتا ويردها إىل سبيل الرشادفاااإن الكلماااة الطيباااة أيلاااى عناااد الزوجاااة يف كثاااري مااان األحياااان مااان احللاااي الثماااني، والثاااوب

فكما أنه ال حياة للبادن باال . لمة هي يذاء الروحالفاخر اجلديد، ألن العاطفة اليت تبثها هذه الكوإن الساعادة كلهاا رمباا كانا يف كلماة فيهاا . طعام، فكذلك ال حياة للروح بال كالم حلو لطياف

إن الازوجني مان أشاد النااس حاجاة إىل سااع ، بال إن جماملة ومؤانسة يقو ا أحد الزوجني لصااحبهوإن أدب الكلمااة أساااس متااني تباا عليااه عالقااات . كاال واحااد منهمااا الكلمااة الطيبااة ماان صاااحبه

.62احلب واملودة والرمحة واإلنتاج والرتبية

وكثريات هن الزوجات اللوايت يستجنب اذا األسالوب املهاذب الرقياق، ولكان هنااك صانف آخااار ال جيااادي معهااان ذلاااك، فيتماااادين يف نشاااوزهن، فهاااؤالء ياتباااع معهااان الوساااائل األخااارى الااايت

عي واالالي تااافو ا ﴿ :اآليةذكرهتا واامريبون فااللي أا اعالناكم فاالالا نشوزان فاعي ون واانجرون يفي الماضااجيغوا عالايهي سابييالا .64ولكن بفهم ووعي وعدم جتاوز للحد .63﴾للي ا ا ساا ا عالييا سابيااا تالابال

لرجاال زوجتاااه حااىت تنشااز ليقااول ااا كلمااة طيبااة وملاااذا يهماال كاالي ماان ولكاان ملاااذا ينتظاار ا ألاايس الاازوجني هااذه الناحيااة إةاااال شااديدا، حبجااة زوال الكلفااة وقيااام االنسااجام الكاماال بينهمااا

هو أساس العالقة القائمة بني الزوجني عاملةاألجدر أن يكون أدب امل

ه حنو العشرة ابملعروف حاىت ماع حل املشكالت الزوجية، فإن ال ويف سبيل قرآن الكرمي يوجوعاشرون بملعروفي فال سرنتمون فعس أ تكرنوا شيلاا وجيعلا هللا فيو ااا ﴿: قال تعاىل. الكراهة

.104، ص(م1792/ها1043، 1ط: جدة)، وا عل ن ام اسرخ يف اإلسالمأم: صاا، سعاد إبراهيم: انظر 61، (م1799/هااااا1049، 2املكتااااب اإلسااااالمي، ط: بااااريوت)، ن الالالالرات يف اسالالالالرخ املسالالالاللمة: الصااااباغ، دمحم باااان لطفااااي: انظاااار 62 .104ص .30اآلية : سورة النساء 63_ 194)، ص ص 1، جالالامع ةكالام القالرآ : القارطيب: للوقوف على مزيد مان التفصايالت يف مفهاوم المارب وا جار انظار 64 ( .149_ 99)، ص ص (مكتبة القرآن: القاهرة)، املشاسل الزوجية وةلوئا: اخلش ، دمحم عثمان(. 190

Page 22: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

21

ك ال يفااار : "وأتكيااادا اااذا التوجياااه الكااارمي، وإيمااااحا ملعانياااه، فاااإن رساااول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قاااال .65﴾ساالالالااا أي ال يبغمها بغما شاديدا يدفعاه إىل . 66"مؤمن من مؤمنة، إن كره منها خلقا، رضي منها آخر

.فراقها، بل يتغاضى عن مساوئها، ملا فيها من حماسن أخرى

فقااد . مااع أزواجااه جيااد أهنااا كاناا مثااال املالطفااة واملؤانسااة ملسو هيلع هللا ىلصوالناااظر يف حياااة رسااول هللا وباااازحهن ويعمااار نفوساااهن ابلكلماااة احللاااوة، والنظااارة احلانياااة، والتصااارف الاااودود، كاااان يؤانساااهن

. ويتمل منهن أخطاءهناي »: فكاااااان علاااااى سااااابيل املثاااااال يتحباااااب إىل عائشاااااة اهنع هللا يضر برتقياااااق اسهاااااا فيناديهاااااا بقولاااااه .69«اي شقرياء»و 68«اي محرياء»و 67«عائش

مل يزل أبوك من أشد »: قال لصفية ملسو هيلع هللا ىلصفقد روي أنه . ر زوجاتهيرتم مشاع ملسو هيلع هللا ىلصكما كان والا تاالالزير واازيراخ ويزرا ﴿: اي رسااول هللا، إن هللا يقااول يف كتابااه: فقالاا . «يهااود يل عااداوة حااىت قتلااه هللا

.17اآلية : سورة النساء 65

، الصحيؤ. رواه مسلم 66

: فقلا : قالا . اي عاائش، هاذا جربيال يقارأ علياك الساالم»: ملسو هيلع هللا ىلصقاال رساول هللا : من ذلك ما رواه مسلم عان عائشاة اهنع هللا يضر قالا 67، 13، كتاااب فمااائل الصااحابة، ابب رقااام الالالامع الصالالحيؤ: مساالم: انظاار .«وهااو ياارى مااا ال أرى: قالاا . وعليااه السااالم ورمحااة هللا

. 1971، ص0، ج2009حديث رقم اي محارياء، أحتباني أن تنظاري إلايهم : دخال احلبشاة املساجد يلعباون، فقاال يل: " ومن ذلك ما رواه النسائي عن عائشة اهنع هللا يضر، قالا 68

. ومان قاو م يومةاذ أاب القاسام طيباا : قالا . نعم، فقام ابلبااب، وجةتاه فوضاع ذقاين علاى عاتقاه، ف،ساندت وجهاي إىل خاده: فقل وماايل : قالا . ال تعجال اي رساول هللا: حسبك، فقلا : تعجل، فقام يل، مث قالاي رسول هللا ال : فقل . حسبك ملسو هيلع هللا ىلصفقال رسول هللا

السالالن : نسااائي، أباو عباد الارمحن أمحااد بان شاعيبال: انظار .«حاب النظار إلايهم، ولكااين أحببا أن يبلاغ النسااءا مقامااه يل ومكاان مناه، كتااب عشارة (م1771/هاا1011، 1ب العلمياة، طدار الكتا: باريوت)عبد الغفار البنداري وسيد كساروي حسان، : ، حتقيقالكربى

.349، ص1، ج9711، حديث رقم 19النساء، ابب رقم أنااه ملااا تاازوج ماان صاافية، رأى عائشااة متنقبااة يف وسااط النساااء فعرفهااا، ف،دركهااا ف،خااذ بثوهبااا، ملسو هيلع هللا ىلصماان ذلااك مااا روي عاان الرسااول 69ال تقااويل »: ويف روايااة أن رسااول هللا أجاهبااا ملاا قالاا ذلااك بقولااه .ديااة بااني يهاودايترأياا يهو : اي شااقرياء، كيااف رأياا قالا : فقاال

شاااعيب األراننوط ودمحم : حتقياااق ،النالالالبال أعالالالالم سالالالا: أباااو عباااد هللا دمحم بااان أمحاااد بااان عثماااان الاااذهيب،: انظااار .«هاااذا فقاااد أسااالم . 239، ص231، ص2، ج(ها1013، 7مؤسسة الرسالة، ط: وتبري )العرقسوسي،

Page 23: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

22

راى على مشاعرها وذلك حفاظا . 71فلم يسمع النيب بعد ذلك ذاكرا أابها حبرف مما تكره. 70﴾أ .واحرتاما ألحاسيسها

بياا النبااوة كاناا تعرتضااه بعااض اخلالفااات فااإن ،بشاار وكااذلك زوجاتااه ملسو هيلع هللا ىلصالرسااول وألن يف كيفياة التعاماال القاادوة واألساوة احلساانةكاان ملسو هيلع هللا ىلص رسااولال إال أن . احلااني واحلاني واملناوشاات باني .مع هذه املشاكل ، ملسو هيلع هللا ىلصيساات،ذن علااى الناايب بكاارو أبااجاااء : ام أمحااد عاان النعمااان باان بشااري ، قااالروى اإلماا

رومااان ابنااة أم اي :فقااال ،لااه فاادخل ذنفاا، ملسو هيلع هللا ىلصرسااول هللا وهااي رافعااة صااوهتا علااى عائشااة فساامع فلماا :قاال. بيناه وبينهاا ملسو هيلع هللا ىلصالنايب فحاال: قاال ! ملسو هيلع هللا ىلصأترفعني صاوتك علاى رساول هللا _ وتناو ا_

. بااني الرجاال وبينااك لااأال تاارين أن قااد ح :يرتضاااها يقااول ااا ملسو هيلع هللا ىلصالناايب جعاال، أبااو بكاار خاارج :أباو بكار ه افقال ل ،ه فدخلال ف،ذن :قال .فاست،ذن عليه فوجده يماحكها أبو بكر مث جاء :قال

.72حربكما يف أشركان يف سلمكما كما أشركتمان ،اي رسول هللا

وال فااى مااا ااذا املاانهج اإلسااالمي يف احلااث علااى أدب املعاملااة بااني الاازوجني، ماان دور يصاابح اخلاااالف باااني فاعاال يف حااال الكثااري مااان املشااكالت الزوجياااة، فبهااذا النظاااام الاارابن الااادقيق

ا أمارا يالباا، ال يف حالاة تاوافر املاودة والرمحاة بينهماا فحساب، بال الزوجني حمصورا، والتعااون بينهما .ويف حالة ضعف هذه املودة وفتور احملبة والرمحة أيما

اخلالفات الزوجية، فإن ذلك دب املعاملة يف حل أا على دور ذا كان احلديث هنا منصب إو

دور عينااه يف جتاااوز الكثااري ماان املشااكالت ألدب املعاملااة الاا ذ إن إد مثااال، يكااون جماار ال يعاادو أن .االجتماعية بني كافة أطراف اجملتمع اإلنسان ال بني الزوجني فحسب

. 110اآلية : سورة األنعام 70 .132، ص9ج ،(ت.ط، د.، ددار صادر: بريوت) ،الكربى الطبقات: دمحم بن سعد بن منيع الزهري هللاسعد، أبو عبد ابن: انظر 71 .291، ص0، جاملسنو: أمحد بن حنبل 72

Page 24: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

23

المبحث الرابع

توجيهات قرآنية في الحث على أدب المعاملة

مع اآلخرين، ملث على االلتزام ابألدب يف التعاحتالقرآنية اليت تكثرية هي التوجيها

:ن نذكر بعما منها على سبيل املثال ال احلصروسنحاول فيما يلي أ

النهي ع فضول الكالم واخلوض يف البا ل. 1لى االبتعاد عن فمول الكالم وعدم اخلوض يف الباطل، وااللتزام عالقرآن الكرمي حث

ة هبذا التوجيه القرآن من ش،نه أن ياصب يف بناء جمتمع متماسك يبتعد فيه الناس عن الثرثر را يفي سااياا مي نواانم لليل ما أامارا ﴿ :ل تعاىلاق .واإلكثار من الكالم الذي ال حاجة إليه يال ا ل

قاةا اليلا بيصاوا ا الناسي واما يالافعال ابالتالاغاا مارمااتي ا ي فاساوفا نالؤتييوي أاجراا أاو ماعروفا أاو لليصالاحا بالاا ه املؤمنني إىل أن يكون كالمهم هادفا، فإن من ش،ن املسلم .73﴾عا ييما فهذه اآلية القرآنية توج

الواعي أال وض فيما ال يعنيه، وأال يكثر من الكالم املباح يري ا ادف والذي ال خري فيه، فإن .الوق أمثن من إضاعته يف فمول الكالم وهاذاره

ال تكثروا «: أنه قال ملسو هيلع هللا ىلصلقلب، فقد وارادا عن رسول هللا وكثرة الكالم تؤدي إىل قسوة االكالم بغري ذكر هللا، فإن كثرة الكالم بغري ذكر هللا قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من هللا القلب

وال شك أن قسوة القلب مع هللا تؤدي إىل قسوته مع الناس، مما يلقي بظالله . 74»القاسي .يةة على االتصال ابآلخرين، وعلى العالقات اإلنسانية بشكل عامالس

النهي ع السب والفحش يف القول. 2

للسب واللعن والفحش يف القول أضرار كثرية، ففيها إيذاء للمسبوب، وإيغار للصدور، والبغماء، وقاطع للعالقات واملودات، وزرع لبذور الفتنة والشقاق، وذلك ملا جتلبه من العداوة

وجتر ه من املنازعات واملشاحنات اليت قد تنتهي أبوخم العواقب وأسوأ النتائج، فتتفكك عرى

.110اآلية : سورة النساء 73 .149، ص0، ج2011، حديث رقم )11(الزهد، ابب ، كتابالسن : انظر. حسن يريب: رواه الرتمذي وقال 74

Page 25: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

20

احملبة، وتنقطع روابط األلفة، ويل الفساد حمل الصالح، واخلصام حمل الومم، فتسوء األحوال .وتمطرب األعمال

ل على العالقات اإلنسانية، جاء ونتيجة ذه اآل ر السيةة اليت يرتكها السباب وفحش القو ل ييب ﴿ :قال تعاىل. التوجيه القرآن ليحث على جتنب النطق ابأللفاظ البذيةة، والكلمات املبتذلة

لسوا ي مي ا القاولي لليل ما ظليما واساا ا ويف آية أخرى نص القرآن الكرمي .75﴾ا ساييعاا عالييماا ا الاهرا بييي ا ﴿: قال تعاىل. على أن إيذاء املؤمنني ابلقول السيئ دون وجه حق، يرتتب عليه إمث عظيم واال

ا واالمؤمينااتي و ا المؤميني .76﴾بيغااي ماا استاسابوا فالاقاوي اةتامالوا بالهتاا ا والليمثاا مبييناا يالؤ

احث عل الصمت وةس ي الستماع. 3من أةية كربى يف بناء ذلكع مهارة البد من إتقاهنا، ملا لوحسن االستما الصم

العالقات اإلنسانية بني األفراد واجلماعات، وهي وسيلة جمدية يف إجياد الفهم املتبادل بني الناس، .ومساعدهتم يف حل مشكالهتم، والتخفيف من آالمهم، وما يسون به من ضيق وحزن

يي ا ياستاميعو ا القاولا ﴿: قال تعاىل. الكرمي إىل ضرورة حسن االستماع وقد نبه القرآن الناو تبيعو ا أاةسا انم ا واأولاليلا نم أولوا ا فالايالا يي ا ناوا هو الرجل : قال ابن عباس .77﴾لباابي أولاليلا ال

. 78القبيح فال يتحدل بهيسمع احلسن والقبيح، فيتحدل ابحلسن وياانكاف عن إن اإلنصات عظيم الفائدة، فهو " :لوليام أوري ما ناص ه «فن التفاوض»جاء يف كتاب

يفتح لك انفذة لرتى ما يدور يف عقل الطرف اآلخر، كما جيعل الطرف اآلخر على استعداد أن تستمع إىل فلو أن الطرف اآلخر كان ياضبا أو قلقا، فلماذا ال حتاول . لسنصات إليك

وبكنك أن تشعره صغائك إليه . ال تقاطعه حىت لو شعرتا أنه وطئ، أو أنه يهينك. شكواهأو «نعم، نعم»: عن طريق تركيز نظرك عليه، أو هز رأسك من آن آلخر، أو ترديد عبارات مثل

يء آخر يريد أن وعندما ينتهي من حديثه، اس،اله هبدوء إن كان لديه ش «أان أفهم ما تقصده»

.109اآلية : سورة النساء 75 .19اآلية : سورة األحزاب 76 .19اآلية : سورة الزمر 77

.200، ص11، جالامع ةكام القرآ : القرطيب78

Page 26: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

21

من فملك استمر »: يميفه، وشجعه على أن يفمي إليك بكل ما يمايقه، أبن تقول لاه مثال ومبجرد أن تنص ملا يريد الطرف اآلخر أن يقوله، . «ماذا حدل بعد ذلك »أو «يف حديثك

ملشكلة، فغالبا ما سيؤدي ذلك إىل هتدئته، ليصبح أكثر تعقال وأكثر استجابة بش،ن حل اواستصدار القرار املطلوب، فليس من قبيل الصدفة أن أفمل احملاورين يالبا ما يستمعون أكثر مما

. 79"يتكلمونوال بد من اإلشارة هنا إىل أن براعة اإلنصات تكون ابألذن، وطرف العني، وحمور

. ل إيام الفهمابلرد قبالقلب، وإشراقة الوجه، وعدم االنشغال بتحمري الرد، وعدم االستعجال فإن كثريا من الناس فقون يف ترك أثر طيب يف نفوس من يقابلوهنم ألول مرة، ألهنم ال يصغون إليهم ابهتمام، إهنم يستمعون بنصف أذن، ويصرون ةهم فيما سيقولونه ملستمعهم، فإذا تكلم

.80لون املنص اجليد على املتكلم اجليداملستمع مل يلقوا لاه ابال، علما أبن أكثر الناس يفم كيف تكسب األصدقاء وتؤثر يف »يف كتابه القيم Dale Carnegieيقول دايل كارنيغي

إذا كن ا تريد أن ينفض الناس من حولك، ويسخروا منك عندما توليهم ظهرك، فهاك " :«الناسوإذا خاطارات لك فكرة بينما يريك .. اع تاكالم بغري انقط.. ال تعط أحدا فرصة احلديث : الوصفة

يتحدل فال تنتظر حىت يتم حديثه، فهو ليس ذكيا مثلك، فلماذا تميع وقتك يف االستماع إىل .81"حديثه السخيف اقتحم عليه احلديث، واعرتض يف منتصف كالمه

دب ومن حسن االستماع أنه إذا كان السامع عاملا بكالم املتحدل، فإنه ليس من األ

قال عطاء بن أيب .مقاطعته ومداخلته فيه، بغرض اإلظهار لآلخرين معرفة هذا احلديث والعلم به .82إن الشاب ليحدثين حبديث، ف،ستمع له ك،ن مل أسعه، ولقد سعته قبل أن يولد: رابح

(.19 -19)ص ، (م1770لعربية للنشر والتوزيع، الدار ا: القاهرة)نيفني عزاب، : ، ترمجةف التفاوض: أوري، وليام 79 .39، ص31، ص(م1777/ها1024، 1دار ابن حزم، ط: بريوت)، فنو احوار: دباس، دمحم: انظر 80 . 97، ص(ت.ط، د.، دمكتبة اخلافي: القاهرة) ،تكسب اصوقا وتؤثر يف الناس سيف: دايل كارنيغي، 81 .119، ص2، جاآ اب الشرعية واملنؤ املرعية: املقدسي، ابن مفلح 82

Page 27: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

21

ومن حسن األدب أيما، أنه إذا أشكل على املستمع شيء من كالم حمدثه، فإن عليه صرب حىت االنتهاء من احلديث، مث يستفهم منه أبدب ولطف ويهيد حاسان لالستفهام، وال أن ي

يقطع عليه كالمه، فإن ذلك ولي أبدب االستماع، إال إذا كان اجمللس جملس دراسة وتعل م، فإن ه املعلم، له حينةذ ش،ان آخر، ويسن فيه السؤال واملناقشة عند يام اجلملة أو املع الذي يشرح

من : قال احلكماء: قال ا يثم بن عادي. 83وينبغي أن تكون املناقشة فيه أبدب وكياسة . 84األخالق السيةة مغالبة الرجل على كالمه، واالعرتاض فيه لقطع حديثه

ومن األدب يف هذا السياق كذلك، أنه إذا سةل شخص عن شيء، فإنه ال يسن بغريه بل ينبغي أن ال يقول شيةا حىت يس،ل عنه، فإن ذلك أحفاظ لألدب وأرفع أن يبادر إىل اإلجابة،

إايك إذا سةل يريك أن تكونا أن ا اجمليب، ك،نكا : روي عن جماهد أن لقمان قال البنه .للمقامأصب ا ينيمة، أو ظفرت بعطية، فإنك إن فعل ا ذلك، أازراي ا ابملسؤول، وعانف السائل،

.85لل ا السفهاءا على سفاهة حلمك، وسوء أدبكودا

الصوت وعوم رفعو فضعل احث. 4خفض إىل ، الدعوة ع اآلخرينم دباألالقرآن الكرمي يف احلث على توجيهات من

ا فيما جاء على لسان لقمان احلكيم يف وصاايه لي هذا التوجيه جا ويظهر. الصوت وعدم رفعهاصوااتي لاصاوت احامياي و يفي ماشييلا وااقصي ﴿ :تعاىل قال .البنه .86﴾وااغضض مي صاوتيلا للي أانكارا ا

بسط لنفس أللمتكلم، و أوفرنه أيض الصوت امل،مور به، يف واحلكمة" :اآللوسي قال .87"هم ه وفاا السامع،هم ن النظر عن س بغض املخاطبني،خفض الصوت ينبغي مراعاته مع مجيع دبأو

فض القرآنالتوجيه هذا جاء لىوعاملكانة والش،ن، ذويمع نه يزداد أتكيدا أمكانتهم، يري و

. 11، ص(ها1013، 2اإلسالمية، ط البشائرلبنان، دار : بريوت)، م أ ب اإلسالم: يدة، عبد الفتاح أبو: انظر 83 . 117، ص2، جاآ اب الشرعية واملنؤ املرعية: املقدسي، ابن مفلح 84 .املرجع السابق، نفس اجلزء والصفحة 85 .17اآلية : سورة لقمان 86 .71، ص21، جينعاروح امل: اآللوسي 87

Page 28: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

29

يي ا آمانوا ل تالارفالاعوا أاصوااتاكم ﴿: تعاىل، الوارد يف قوله ملسو هيلع هللا ىلص النيبالصوت يف حمرة فالاوقا يا أايالهاا الروا لاو ي وال تاها الكم واأانتم ل تاشعرو ا صاوتي النبي كم ليبالاعضا أا تاباطا أاعما هري بالاعضي لقاولي ساجا .88﴾بي

رهاا واقل ئماا فاالا تالاقل ئماآ ﴿: وكذلك يف حمرة الوالدين كما يفهم من قوله تعاىل ها أفا والا تالانالفيض ٭قالاولا ساريياا لي مي ا الر اةي واقل ربي ار اهماا ساماا رابالياايني ئاماا جانااحا ال واا .89﴾صاغيااا

احلوار الذي جيري مع املعارضني يفا دوء وعدم رفع الصوت إىلحوج ما نكون أ ولعلنارفع الصوت ال فإن . ليه السامعإمما يتاج كثرأال يرفع الصوت أواملخالفني، فإنه يسن ابحملاور

قليل املممون، علىاألكثر احلاالت يكون صاحب الصوت أي حجة صاحبه قط، ويف و قي يعكس عقال الذيعلى عكس صاحب الصوت ا ادئ ،ضعيف احلجة، يسرت عجزه ابلصراخ

.وحجة وموضوعية منظما وفكرا متزان .90حدا قط فرفع صوتهأ انظريب أ ما سع : بو عثمان دمحم بن الشافعيأ قال ،و صياحأ املت،ن من يري صراخ ا ادئالصوت املعتدل ن أ ،وجد ابخلربة والتجربة وقدحفظ جلالل واأل ،عماقاأل إىل نفذواأل ،النفوس إىلدخل هو األ ،خفاتإو سرار إومن يري

.الكلمة ووقار املتكلم

القة الوجو وعوم العبوس عل احث. 5 إىلب من وسائل التقر مؤثرة الناس، ووسيلة إىلحبب من ألوان الت لوان طالقة الوجه تعد

فيض جانااةالا ﴿ :هذا السلوك إىل الكرميموجها رسوله تعاىل قال .اراهتمدوم خريناآل وااا كما . والرفق واحلنان ابإلحسان اإلبانأهل وعاملجانبك، ن ل تواضع م وأا أي 91﴾ليلمؤميني

قات واملذهبات رات واملفر والشدة ابعتبارها من املنف والقسوةوالغلظة ره سبحانه من الفظاظةحذ

.2اآلية : سورة احلجرات 88 (.20، 23)اآليتان : سورة اإلسراء 89 .90ص، (م1771، 1دار الفكر، ط: بريوت)، اسا هتيب: النووي، يىي بن شرف 90 .99اآلية : سورة احلجر 91

Page 29: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

29

ا القالبي لانفاضوا مي ةاوليلا ﴿: سبحانه، فقال اإلبانة ألخو القرآن وهنى .92﴾والاو سنتا فا ا غاليي تعاىلو العبوس يف وجه الشخص يف أثناء احلديث معه، فقد عاتب سبحانه عن الكرمي صراحة اعما *عاباسا واتالاوال ﴿ :تعاىل قال .يف وجه أحد الصحابة لعبوسهرسوله الكرمي واماا *أا جاا ه ا

يسراى أاو *يورييلا لاعالو يالازس * واماا عالايلا أال يالازس * فاانتا لاو تاصاوى *أاما ما ي استالاغنا *ياسر فالاتانفاعاو السيراخ *عانو تالالاه فاانتا *وانوا ياشا *واأاما ما جاا كا ياسعا .93﴾ساال للينالهاا تا

وسنته الشريفة، جيد مبا ال يدع جماال للشك، أنه كان ملسو هيلع هللا ىلصعلى سرية املصطفى لعواملط وما انطوى ،ق الرفيعل هذا اخل ألةية نظرا ف .املعاشرة وطالقة الوجه ومجيلاإلخاء حسنالقدوة يف أسباب جتمع القلوب، وإشاعة األلفة واحملبة أبرزوكونه من ،اجلليلة يف نفوس الناس اآل رعليه من

فقد .قيا املؤمنني بعمهم بعما يث على طالقة الوجه يف ل ملسو هيلع هللا ىلصوجدان النيب ،والوداد بني اإلخوان: وقال .94»طالق ه بوج أخاكى قا ل تاا املعروف شيةا ولو أن نا م ن را ق حتا ال«: ة والسالمعليه الصالقال .95»صدقةلك وجه أخيك يف مكتبس «

احث عل أ ا التحية ور ينا . 6

مة اليت عاملةقرآنية اليت حتث على أدب املالناظر يف التوجيهات ال ، جيد أهنا حتدد السلقرآن دوما على طبع اجملتمع املسلم هبا، أال وهي الدعوة إىل التمسك بكل وسيلة يرص املنهج ا

ولعل إفشاء السالم . من ش،هنا أن توثق عرى األخوة وتعزز عالقات املودة بني أفراد اجملتمعدائرة والتحية يعدان يف مقدمة تلك الوسائل اليت تتجلى مثارها يف تصفية القلوب، وتوسيع

لة بني عباد هللا، وهي ظاهرة يدركها كل من بارسها على صعيد التعارف بني الناس، وتوثيق الصوقد اختار هللا للمؤمنني أمجل معان التحية ليتبادلوها .اجملتمع، ويتدبر نتائجها اإلنسانية العجيبة

را باليوتيكم يي ا يا أايالهاا ال ﴿: قال تعاىل. فيما بينهم وجاعالاها كلمة السالم لوا باليوتا غايال آمانوا ل تاو

.117اآلية : سورة آل عمران 92 (.11 -1)اآلايت : سورة عبس 93 .2421، ص0، ج2121، حديث رقم 03، كتاب الرب والصلة واآلداب، ابب رقم الامع الصحيؤ: مسلم 94 .337، ص0، ج1711، حديث رقم 31، كتاب الرب والصلة، ابب رقم السن : الرتمذي 95

Page 30: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

27

اسرو ا ةات تاستانيسوا ر لكم لاعالكم تا يال ا اليكم ا لتم باليوتا ﴿: وقال. 96﴾واتساليموا عالا أانليها ا اا ا فاليكم عينوي ا ي م فاساليموا عالا أانفسي .97﴾بااراساةا اييباةا تاييةا مي

. وإذا كان اإلسالم قد حث علاى أداء التحياة، فهاو يف الوقا نفساه قاد حاث علاى ردهااوإن كان احلث على أدائهاا قاد جااء علاى وجاه الناادب، فاإن احلاث علاى ردهاا قاد جااء علاى وجاه

يالالوا بيا ﴿: قااال تعاااىل. الوجاوب يالالةا فاحا الالتم بيتاحي اا ةيييال الالي ا واللي الالا ا عالاالال سالاللي شا الالا للي ا ا سا الالا أاو ر ونا ها نال الال ا مي ةسايباا أمجع العلماء على أن االبتداء ابلسالم سنة مريب فيها، ورده فريمة، ": قال القرطيب. 98﴾ةاسي

. 99" «فحي وا أبحسن منها أو رد وها»: لقوله تعاىل النهالي ع النالجوى. 7

لسر الذي يكون بني اثنني أو أكثر، يف الاف وهتامس، بعيدا عن هي كالم ا: النجوىبنون دائما عن .100أساع الناس ويبني القرآن الكرمي أن النجوى من صفات املنافقني الذين جيا

:قال تعاىل. التصريح ارائهم ومعتقداهتم، ويعتادون على التناجي ابإلمث والعدوان ومعصية الرسوليي ا أاتا تالارا للي ﴿ ثي لا ال إلي نااجاو ا بي ياتي نالهوا عا ي النجواى ث يالاعو و ا ليماا نالهوا عانو وايالاتالا واالعوواا ي واماعصي

يالوكا بياا تا ياييلا اا جااموكا ةا بالناا ا الرسولي واللي ي هيم لاول يالعا بياا نالاقول ةاسبالهم بيوي ا وايالاقولو ا يفي أانفسيا نم ياصلاونالاهاا فابيلسا الماصي اا *جاها يي ا آمانوا للي ياتي يا أايالهاا ال ثي واالعوواا ي واماعصي إلي وا بي تم فاال تالاتالانااجا يال تالانااجا

وا ي الرسولي واتالانااجا ي واالتالقواى وااتالقوا ا ا ال لربي يي ا لليناا النجواى *لليلايوي تشارو ا بي مي ا الشيطاا ي ليياحز ا اللاا يال تالاواسلي المؤمينو ا آمانوا والايسا بيضاارينيم شا ي ا ي واعالا ا ي فالاليالا .101﴾لليل بيي

.29اآلية : سورة النور 96 .11اآلية : سورة النور 97 .91اآلية : سورة النساء 98 .279، ص1، جالامع ةكام القرآ : القرطيب 99

.923، ص9، ج(ت.ط، د.، دالعريب الفكردار : م.د) ،القرآين للقرآ التفسا: عبد الكرمي اخلطيب،: انظر100 (.14 -9)اآلايت : سورة اجملادلة 101

Page 31: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

34

ن، إذ إن حرص اإلسالم على مراعاة شعور اآلخري ويف النهي عن النجوى دليل علىالنجوى على هذه الصورة تؤدي إىل سوء الظن ابآلخرين وجرح مشاعرهم، ملا قد يوحيه هذا

.التصرف م أبهنم ليسوا أهال للمشورة أو الصحبة

النهي ع السخرية والتنابز بلقاب. 8رية على العالقات اإلنسانية، جيد أن سخوالتنابز ابأللقاب الناظر يف أثر السخرية

ام يسعى حثيثا يف الريب العالقات اإلنسانية، ويزيق األخوة اإلنسان من أخيه اإلنسان معول هداإلبانية شر ممزق، حيث يستعلي املرء مباله أو حسبه أو جاهه، مفاخرة ومباهاة وحتقريا لآلخرين،

لها أسلحة إبليس يمعها دون أن يدرك إمكانية تفوقهم عليه مبواصفات ال تتوافر فيه، وهذه ك .بني أيدي اخلالئق ليفرق بينهم، وليزرع العداوة والبغماء يف قلوهبم

ى هللا تعاىل املؤمنني عن السخرية من اآلخرين مهما كان صفاهتم وأوضاعهم، فلعل من وهناعتقد يف نفسه يسخار منه وينظر إليه نظرة احتقار واستخفاف، خري وأحب إىل هللا من الساخر الذي ي

يي ا آمانوا ل ياسخار قاوم مي قالاوما ﴿ :قال تعاىل. الكمال، ويرمي أخاه ابلنقص والعيب عاسا أا يا أايالهاا الايالراا هم وال نيساا مي نيساا عاسا أا ياك راا مينال ايال ه ياكونوا ساكم ول تالالميزوا أانف ﴿ :قال تعاىلو .102﴾مينال

ولاليلا نم ال اليمو ا القاابي بيلسا اليسم الفسوق بالاعوا اإليياا ي واما ت يالاتب فا .103﴾وال تالاناابالازوا بيفكيف يصح هذا التعبري ﴾وال تلمزوا أنفسكم﴿: قوله تعاىليف هذه اآلية ويستوقفنا

يف هذا التعبري القرآن تذكري للمؤمنني أبهنم وحدة إن علما أبن اإلنسان يلمز يريه ال نفسه ويف هذا إشارة إىل . متماسكة كنفس واحدة، فمن عاب يريه من املؤمنني، فك،منا يعيب نفسه

إهنا األخوة اليت جتعل من احلفاظ على حقوق . مستوى العالقة اليت جيب أن تسود بني املسلمني .األخ حفاظا على حقوق النفس

الكرمي يؤسس لقواعد اللياقة االجتماعية، واألدب النفسي للتعامل يف اجملتمع القرآنفاإلنسان، فاجملتمع الفاضل من وجهة النظر القرآنية، ال بد وأن يقوم على أسس من األدبيات

.11اآلية : سورة احلجرات 102 .11اآلية : سورة احلجرات 103

Page 32: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

31

كم العالقات السائدة بني أبنائه مز إنه اجملتمع الذي يرتفع أبنانه عن ا . الذوقية، اليت ينبغي أن حتا . واللمز والسخرية، ويكون األدب هو اخللق الذي يكم تعاملهم فيما بينهم

النهالي ع الغيبة والنميمالة. 9

قال . ، الغيبة والنميمةعاملة الجتناهبا ملنافاهتا أدب املمن األمور اليت وجه القرآن الكرمييي ا آمانوا اجتانيبوا ساايااا مي ﴿ :تعاىل وال تااسسوا وال يالاغتاب بالعضكم بالاعضاا ا ال ي للي بالاعضا ال ي لليث يا أايالهاا ال

تاا فاكارينتموه وااتالقوا ا ا للي ا ا تالاواب أاييب أاةاوسم أا يوي مايال ي سلا حاما أا يم يا وال تطيع ﴿: وقال .104﴾رةي .105﴾هاازا مشا بينامييما *ا سل ةاالفا مهي

عة، وبناء وا دف من هذه التوجيهات ، هو تنقية اجملتمع اإلسالمي من شوائب اخلسة والمالعالقات االجتماعية على أسس املودة واإلخاء والنصيحة، وشغل الوق ابإلجيابيات النافعة، وصون

لقلب أبدا عفيف اللسان، إذا رأى عورة ألخيه سرتها، وإذا األمة عن السلبيات املبددة، فاملؤمن طاهر ا :شاهد نقيصة أعرض عن نشرها، ونبهه سرا لسقالع عنها، كما قال الشاعر

إذا شة ا أن حتيا سليما من األذى

ودينكا موفور وعرضكا صاني فال ينطاق مناكا اللسان بسوأة

ن فللناس سوءات وللناس ألس

وعينكا إن أبدات إلياك ماساواي

لقوم فقل اي عني للناس أعني فعاشر نصاف وكان متاوددا

106وال تلقا إال ابليت هي أحسن

وذكر هذه األشياء اليت يعاب هبا اإلنسان يساعد على شيوعها، وهللا سبحانه ال يب وال فى ما ينش، من آ ر سيةة يف العالقات بني الناس . يف حياة الناس أن تشيع هذه السلبيات

نتيجة ساع هذه املعايب، وما يثار من ضغائن وأحقاد عندما ينقل هذا الكالم إىل الطرف ليمشخاص وكراماهتم وحرايهتم، وتعحول حرمات األوقد سعى اإلسالم إىل إقامة سياج . اآلخر

.مشاعرهم وضمائرهم يف أسلوب متفرد عجيبرون الناس كيف يطه

.12اآلية : سورة احلجرات 104 (.11، 14)اآليتان : سورة القلم 105 .113اميل يعقوب، ص: ، مجع وحتقيقالويوا : انظر. بيات منسوبة لسمام الشافعياأل 106

Page 33: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

32

المبحث الخامس

مع السجناء عليه السالم موقف يوسف

(نموذج تطبيقي)

دخل يوسف السجن بسبب التهمة اليت ألصق به زورا وهبتاان من قبال امرأة العزيز، وإن

. للشككان كل الدالئل والرباهني تشري إىل براءته وعفته مبا ال يدع جماال وأول ما يلف نظران يف سلوك يوسف داخل السجن، أنه مل جيعل من حياته خلف القمبان جماال لالستسالم إىل األفكار الذاتية اليت جيرت يف إطارها آالمه وأشواقه إىل آفاق احلرية،

الدعوة ومل ينشغل عن قميته األساسية، بل عمل على حتويل السجن إىل جمال حي من جماالتوهو سلوك يتذى به، خاصة يف أايمنا هذه اليت أصبح فيها السجن موئال ألصحاب . إىل هللا

.املبادئ واحلقوق

لقد كان يوسف يف سجنه حاسان السرية طيب السريرة، لني اجلانب مع السجناء، فكان نازلة رفيعة ومكانة علية يقوم على شؤوهنم ابملواساة وتقدمي النصح، فكان لاه بذلك يف نفوسهم م

ا بساقي امللك وخبازه املسجونني معه إىل أن يطلبا منه أتويل رنايةا . وكل تقدير واحرتام، مما حادافيوسف عليه السالم قد حاز ثقة السجينني، ولكنه مل يستثمرها لنفسه، ومل يتخذها سلما وى

دة التوحيد، ومارقاة للصعود ابألرواح ا ولو من داخل السجن ا أو ماطمع، وإمنا جعلها مادخال لعقيفما أن طالاب منه السجينان أتويل الرناي حىت انتهز هذه الفرصة . إىل آفاق علوية مطهرة رضية

قال . لنشر دعوته وبث عقيدته، مستفيدا يف ذلك من نعمة أتويل الرنى اليت أنعم هللا هبا عليه :تعاىل

الا ما ﴿ ج ا فالاتالاياا ا قاالا أاةاوهاآوا ا ر للييني عاو السي ا ر خاراا واقاالا اآ ل فالاوقا للييني أاراايني أاعصي أاراايني أا يناا بيتاوييليوي للي نالارااكا مي ا نو نالابيلال ر مي سل الطيال زاا يا بال ي ا راأسي ني تييكماا اعاا *المحسي م تالرزاقاانيوي لليل قاالا لا يا

ا اليكماا ميا عالماألي رابي للييني تالاراست نالابتكما تييكماا راخي بيتاوييليوي قالابلا أا يا ي آ ميلةا قالاوما ل يالؤمينو ا بي ي وانم بي

Page 34: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

33

ئيي لليبالراانييما والليسحا ا * نم ساافيرو ا اليلا مي وايالاعقوبا ماا ساا ا وااتالبالاعت ميلةا آبا لاناا أا نشريكا بي ي مي شاي ا ناا واعالا الناسي والاكي أاساالارا الناسي لا ياشكرو ا .107﴾فاضلي ا ي عالايال

:وياظهر األدب يف كالم يوسف عليه السالم من خالل عدة أمور، أةها

أ ب الستماع واإلصغا .1

كان هذا األدب واضحا يف استماع يوسف إىل رفيقيه يف السجن، وةا يعرضان عليه لقدفلم بتنع عن ذلك، ومل ياقفل أذنيه عن اإلصغاء ما، بل اعترب ذلك . رناةا ويطلبان إليه أتويلها

فرصة جيدة للدعوة، فلج، إىل زايدة ثقتهما بقدرته على الت،ويل، من خالل إعالمهما مبستواه لكبري الذي جيعلهما منجذبني إليه ومرتبطني به بشكل أكرب، ك،سلوب عملي من أساليب الت،ثري ا

.108النفسي عليهما، قبل أن يستغرق يف احلديث، ويدعوةا إىل عقيدته

أسلوب التشوي .2

طام،ان يوسف عليه السالم صاحبيه أبنه سيؤول ما رنايةا، ألن هللا قد منحه القدرة الدال على التبعيض، ليشري م أن " من"ونلحظ هنا أن يوسف استعمل حرف . على ذلك

ه هللا، وإمنا هو جزء يسري مما علمه، ويف ذلك تشويق م إىل أتويل الرنى ليس كل شيء علمه إايخاص عالماه معرفة ما لديه من علوم، وأن علماه علم لدن ليس فيه كاسب وال حتصيل، فهو علم

.109إايه رب ه جزاء جترده لعبادته وحده وتركه عبادة قوم ال يؤمنون ابأي واليوم اآلخر

ا ب مع هللا .3من األدب أن ينسب الفمل ألهله، وهكذا فعل يوسف عليه السالم، فهو مل يقل

ولكنه ينسب هذا لصاحبيه أبن أتويل الرناي علم من بنات أفكاره وأنه حصله بقدرته وذكائه، يدخل يوسف عليه السالم إىل قليب صاحبيه، "وبذلك . العلم إىل هللا سبحانه وتعاىل أداب معه

(.37 -31)اآلايت : سورة يوسف 107 .317ص، (م2441/ها1021، 1ط املالك،دار : بريوت) ،احوار يف القرآ : فمل هللا، دمحم حسني: انظر 108 .11، ص(م1779/ها1019، 1الزهراء، ط مكتبة: القاهرة) ،انبيا طاب: عبد الصمد عبد هللا دمحم،: انظر 109

Page 35: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

30

للدعوة إىل ربه األوحد، معلال أبن ما أدهشهما من علمه وانبهرا به من سلوكه إمنا هو هباة من لم الذي يؤول ما رنايةا عن ربه الذي رابه ف،حسن تربيته وعلمه من أتويل األحاديث، وهو الع

.110"طريقه

عوم مواجهة السجنا بعم عل الكفر والضالل .4

ها كالمه لصاحبيه يف السجن لل واهم إن تااراك ﴿: قال يوسف موج ملةا قااوم ال ياؤمنونا ابراة هم كاافرونا آلخ م، وهم أهل بي العزيز، وحاشية والقوم هنا هم الذين ترم يوسف بينه. ﴾اب

وهنا مالمح لطيف جدير ابلوقوف واملالحظة، . امللك، واملأل من القوم والشعب الذي يتبعهمين اطبهما حبقيقة معتقدةا ريم وهو أدب النبوة الذي يتجلى يف عدم مواجهة السجينني اللذا

ي ال يرجهما وال ينفرةا، وتلك كياسة وحكمة كوهنما على ملة القوم، وإمنا يواجه القوم عامة ك .111ولطافة وحسن مدخل ينبغي على الدعاة إىل هللا أن يتحل وا هبا يف دعوهتم ألهنا مريال النبوة

ونلحظ هنا أيما أن يوسف عليه السالم ذاكارا تااركاه مللة الكفر، مث أعقبه بذكر اتباعه

.112لتاخلية مقدمة على التحلية كما يقول اآللوسيلدين آابئه من األنبياء، ألن امث بمي يوسف عليه السالم يف بيان مالمح دعوته القائمة على التوحيد، كل ذلك يف

:مقدمة يطرحها بني يدي أتويله لرنييت صاحبيه، فيقولباي ﴿ و يا صااةي ر أامي ا الوااةي يال ا ب متالافاريقو ا ج ي أاأاربا مي ونيوي لليل ماا تالاعبوو ا * القاهار السي

تموناا أانتم ي أاساا سايال مسم ما أانزالا ا ياا مي سلطاا ا للي ي احكم لليل ي اليلا واآبا ه أامارا أال تالاعبووا لليل لليي .113﴾ اسي لا يالاعلامو الن الويي القاييم والاكي أاساالارا

:وهنا يظهر األدب يف كالم يوسف عليه السالم من خالل عدة أمور، أةها

.11املرجع السابق، ص 110 .املرجع السابق، نفس الصفحة: انظر 111، دار إحيااء الارتال العاريب: باريوت) ،والسالبع املاالاين الع اليماملعاين يف تفسا القالرآ روح: أبو الفمل حممود األلوسي،: انظر 112

.202، ص12، ج(ت.ط، د.د (.04، 37)آليتان ا: سورة يوسف 113

Page 36: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

31

أسلوب لفت النتباه .1فبعد املقدمة اليت هي، هبا يوسف عليه السالم صاحبيه يف السجن لسماع دعوته، يقف

املوضوعة " اي"يق النداء با معهم وقفة مت،نية، مسرتعيا انتباههما واهتمامهما لالستماع إليه بطر لنداء البعيد، طلبا إلقبا ما عليه بكل اهتمام وتركيز، مثريا فيهما دوافع التفكري املنطقي السليم : الذي يزن األمور مبيزان العقل والعدل والفطرة، وذلك عن طريق االستفهام التقريري يف قوله

ر أام الل ﴿ يا ب م تاافارقونا خا د القاهار أاأارابا .114﴾ الوااح "ي صاةب السج "التعبا بلف .2

ين تقدما إليه بطلب تفسري يلحظ هنا أن يوسف عليه السالم، ينادي السجينني اللذااي صاحيب يف السجن، إال : -كما يقول اآللوسي–واملع ". اي صاحيب السجن": الرناي بقوله

.115اي سارق الليلة: يف قو مأنه أضيف إىل الظرف توسعا، كما واختياره للفظ الدال على مع الصحبة، ليكون ذلك أدعى إىل قبول كالمه، فإن الصحبة تقتمي العالقة الوثيقة بني األطراف املشرتكة فيها، واليت يرتتب عليها أخذ كل طرف

.برأي اآلخر مدار األشجان ودار األحزان اليت ولعله إمنا انداةا بعنوان الصحبة يف: "قال اآللوسي

.116" تصفو فيها املودة وتتمحض النصيحة ليقبال عليه ويقبال مقالتهذ منهما صاحبني، وحتبب إليهما هبذه الصفة املؤنسة، ليدخل فيوسف عليه السالم اال

.من هذا املدخل إىل صلب الدعوة وجسم العقيدة عوخأسلوب التمهيو والطرح املوموعي يف الو .3

نلحظ يف اآليتني السابقتني أن يوسف عليه السالم ال يدعو صاحبيه إىل التوحيد بشكل أعبادة أرابب متعددين وتلفي : مباشر، وإمنا يعرض عليهما قمية موضوعية، فيتساءل مقاررا

.11، صطاب انبيا : دمحم، عبد هللا: انظر 114 .203، ص12، جروح املعاين: اآللوسي: انظر 115 .املرجع السابق، نفس اجلزء والصفحة 116

Page 37: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

31

د ابأللوهية، األهواء واملنازع، متبايين األجناس والطبائع خري ، أم عبادة هللا الواحد القهار املتفر .117بسلطانه هاملالك ذا الكون، املسري لاه واملتصرف فيه، والقاهر لا

ال شك أن الفطر السليمة ستختار اخليار الثان، فقد جاء السؤال إذا بصيغة االستفهام .التقريري

مع مث تدرج عليه السالم يف دعوته إىل التوحيد، فنفى أن تكون معبوداهتم تستحق أدىنمن معان األلوهية، فهي ال حقيقة ا يف الوجود إال أسانها، وما عبادة األصنام واألو ن إال

: وبعد هذا التدرج والتمهيد احلسن، صرح ابلدعوة إىل التوحيد بشكل واضح، فقال .حمض افرتاء﴿ كم إال لل ه إن احل وهذا األسلوب ياية يف األدب، ويالبا ما تكون . ﴾أامارا أاال تااعبدوا إال إاي

.النتيجة املرتتبة عليه إجيابية، ألنه يعمد إىل هتيةة الرتبة للزراعة قبل إلقاء البذرة فيها

وهكذا فقد كان يوسف عليه السالم صاحب سلوك طيب حممود، وأخالق كربة عالية، إان ناارااكا منا ﴿: وشهدا به حني قاالوأدب جم مع السجناء، وهو ما أقر به صاحباه

ننيا هذا السلوك الذي انعكس بشكل مباشر على عالقة يوسف عليه السالم مبن لقيه .﴾المحسما كان من ش،نه مع يوسف عليه ر بعد بمع سننييف السجن، األمر الذي جعل أحدةا يتذك

ه اخلرب اليقني، مث ما كان بعد ذلك من دد عنرناي امللك ليج لالسالم، فيعود إليه ليس،له عن أتويوالتمكني الذي صار له، األمر الذي أعطى ،هبا ظيا خروج يوسف من السجن واملكانة اليت حا

والسلطة، فكان لذلك األثر واسعة يف الدعوة إىل هللا، ألنه أصبح يف مركز القرار ليوسف حرية .كل عام من جهة أخرىالواضح على حياته من جهة، وعلى حركة الدعوة بش

:خاتمـة

:يف هناية هذا البحث نذكر أهم اخلالصات، وهي

. 19، صطاب انبيا : دمحم، عبد هللا: انظر 117

Page 38: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

39

والتعامل اإلنسان مدن بطبعه، جينح إىل تكوين العالقات، وبناء الروابط مع بين جنسه .1فال . إىل ذلك حبكم املصاا املشرتكة، وحاجة كل إنسان ألخيه اإلنسان معهم، وهو حباجة

.غناء عن اآلخرين يف حتقيق مصاحلهبكن لاه االستأقر القرآن الكرمي املبادئ األساسية للعالقات اإلنسانية، وأاصلا ألدب التعامل مع اآلخرين، .2

وأقامه على جمموعة من القواعد والفنون، اليت نممن من خال ا نتائج إجيابية وحسنة يف بناء يري أن هناك قاعدة قرآنية تعد أصال تتفرع العالقات، وهذه القواعد والفنون كثرية ومتنوعة،

، إذ ال فاح وال توفيق يف التعامل «حسن اخللق»عنه كل قواعد التعامل مع اآلخرين، هي .مع اآلخرين دون هذا األصل املتني

اجتماعياة أن األخالق اإلنساانية ال بكان أن تاكتمال، إال مان خاالل حيااة القرآن الكرمي يرى .3ابنيااااة علااااى صاااا

حلة، قائمااااة علاااى أساااااس العاااادل االجتمااااعي، والعالقااااات اإلنسااااانية النظيفاااة املالتعااااون والتناصااار واملشااااركة واحملباااة ونكاااران الاااذات، ومعتمااادة علاااى عباااادة اخلاااالق عاااز وجااال،

.هواخلموع ملا تقتميه ربوبيتوملا الشمل وحل عامال مهما يف احلفاظ على وحدة الصف عاملةامليف دب األيعد .0

فإن عدم الرد على السفاهة مبثلها، خلق كرمي يصفي القلوب ويزيل . املشكالت االجتماعية .منها المغائن واألحقاد، وجيعلنا نتجاوز الكثري من املشكالت

ق عرى األخوة توث ن حرص االسالم على الدعوة إىل التمسك بكل الوسائل اليت من ش،هنا أ .1ابلتوجيهات اليت حتث على األدب يف رآن الكرمي ييني الق ني الناس، ومن هنا فد أن واملودة ب

.التعامل مع اآلخرين

قائمة املراجع

Page 39: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

39

مثارات األوراق يف "، وهبامشاه املسالتطرف يف سالل فال مسالت رف: األبشهي، شاهاب الادين دمحم بان أمحاد .1مصااطفى البااايب احللاايب وأوالده، الطبعااة شااركة مكتبااة ومطبعااة : مصاار)الباان حجااة احلمااوي، " احملاضاارات (.م1712/ها1391األخرية،

إحسااان : حتقيااق ،وأنبالالا الزمالالا اعيالالا وفيالالات: خلكااان، أبااو العباااس أمحااد باان دمحم باان أيب بكاار اباان .2 .33، ص1، ج(م1719 ط،.د دار الثقافة،: بريوت)عباس،

دمحم حامااد الفقااي، : ، حتقيااقالسالالالك مالالوارج: اباان القاايم، أبااو عبااد هللا دمحم باان أيب بكاار أيااوب الزرعااي .3 (.م1793/ها1373، 2دار الكتاب العريب، ط: بريوت) (.مؤسسة قرطبة: مصر)، املسنو: ابن حنبل، أبو عبد هللا أمحد بن حنبل الشيبان .0 (.م1790، 1دار القلم، ط: بريوت) ،اب لوو مقومة: خلدون، عبد الرمحن بن دمحم ابن .1 (.ت.ط، د.، ددار صادر: بريوت) ،الكربى الطبقات: الزهري دمحم بن سعد هللاسعد، أبو عبد ابن .1: الرايض)، تيسا العزيز احميو يف شرح ستاب التوةيو: ابن عبد الوهاب، سليمان بن عبد هللا بن دمحم .9

(.مكتبة الرايض احلديثة (. ها1041 ط،.ددار الفكر، : بريوت) ،الع يمالقرآ تفسا: كثري، أبو الفداء إساعيل ابن .9: باريوت)دمحم فاؤاد عباد البااقي، : حتقياق ،ماجالةابال سالن : ماجاة، أباو عباد هللا دمحم بان يزياد القازويين ابان .7

(.ت.ط، د.، ددار الفكر (. ت.ط، د.، ددار صادر:بريوت) ،العرب لسا : ، دمحم بن مكرممنظور ابن .14، 1دار اجليااااال، ط: باااااريوت)أمحاااااد دمحم شااااااكر، : ، حتقياااااقلبالالالالالاب اآ اب: ابااااان منقاااااذ، األماااااري أساااااامة .11

(.م1771/ها1011 (.بدون)، علم النفس الجتماعي: أبو العال، دمحم .12

.(ها1013، 2اإلسالمية، ط البشائرلبنان، دار : بريوت)، م أ ب اإلسالم: يدة، عبد الفتاحو أب .13 (.م1799/ها1049، 1دار الزهراء، ط: بريوت)، االق القرآنية: األعرجي، زهري .10 (.ت.ط، د.، ددار الفكر: دمشق) ،الكرميم القرآ ومضات: قرآنية آيت: صبحي يازي آقبيق، .11دار إحيااء : باريوت) ،والسالبع املاالاين الع يماملعاين يف تفسا القرآ روح: أبو الفمل حممود األلوسي، .11

(.ت.ط، د.، دالرتال العريب

.(م1770شر والتوزيع، عربية للنالدار ال: القاهرة)نيفني عزاب، : ، ترمجةف التفاوض: أوري، وليام .19

Page 40: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

37

دار اباان : بااريوت)مصااطفى البغااا، : حتقيااق ،صالالحيؤالالالامع ال :البخاااري، أبااو عبااد هللا دمحم باان إساعياال .19 (.م1799/ها1049، 3اليمامة، ط/كثري

دمحم عباد القاادر : حتقياق ،الكالربى البيهقالي سالن : بن علي بن موساى أمحد بن احلسنيأبو بكر البيهقي، .17 (.م1770/ ها1010ط، .دمكتبة دار الباز، : كرمةمكة امل)عطا،

دار : بااريوت)أمحااد دمحم شاااكر وآخاارون، : حتقيااق ،الرتمالال سالالن : أبااو عيسااى دمحم باان عيسااى الرتمااذي، .24 (.ت.ط، د.، دإحياء الرتال العريب

.(م1791 /ها1049الدار التونسية للنشر، : تونس)، اجملتمع اإلنساين يف القرآ الكرمي: التومي، دمحم .21 (.ها1041، 1دار الكتاب العريب، ط: بريوت)إبراهيم االبياري، : ، حتقيقالتعريفات: اجلرجان، علي بن دمحم .22مصااطفى عبااد : حتقيااق ،الصالالحيح علالال املسالالتورك: أبااو عبااد هللا دمحم باان عبااد هللا النيسااابوري احلاااكم، .23

(.م1774/ها1011، 1دار الكتب العلمية، ط: بريوت)القادر عطا، (.م2444/ها1021، 3دار ابن حزم، ط: بريوت)، أمسل عليل نا: ، علياحلمادي .20 (.مكتبة القرآن: القاهرة)، املشاسل الزوجية وةلوئا: اخلش ، دمحم عثمان .21، الالالامع الالالالق الالالالراو وآ اب السالالالامع: اخلطيااب البغااادادي ، أبااو بكااار أمحااد بااان علاااي باان بااا .21

(.ها1043ف، مكتبة املعار : الرايض)حممود الطحان، : حتقيق

.(ت.ط، د.، دالعريب الفكردار : م.د) ،القرآين للقرآ التفسا: عبد الكرمي اخلطيب، .29

.(م1777/ها1024، 1حزم، طدار ابن : بريوت)، فنو احوار: دباس، دمحم .29شاااعيب األراننوط ودمحم : حتقياااق ،النالالالبال أعالالالالم سالالالا: أباااو عباااد هللا دمحم بااان أمحاااد بااان عثماااان الاااذهيب، .27

(.ها1013، 7مؤسسة الرسالة، ط: بريوت)ي، العرقسوسدمحم ساايد كاايالن، : حتقيااق ،القالالرآ ألفالالا مفالالر ات: األصاافهان، أبااو القاساام احلسااني باان دمحم الرايااب .34

(.ت.ط، د.، ددار املعرفة: بريوت) .اميل يعقوب: ، مجع وحتقيقالويوا : الشافعي .31 (.م1797، 1ائد العريب، طدار الر : بريوت)، موسوعة أالق القرآ : الشرابصي، أمحد .32محادي عباد اجملياد : حتقياق ،الشالهاب مسالنو: أبو عبد هللا دمحم بن ساالمة بان جعفار القمااعي الشهاب، .33

(.م1791/ها1049، 2مؤسسة الرسالة، ط: بريوت)السلفي، (.م1792/ها1043، 1ط: جدة)، أموا عل ن ام اسرخ يف اإلسالم: صاا، سعاد إبراهيم .30سرخ املسلمة: فيلط الصباغ، دمحم .31 (.م1799 /ها1049، 2املكتب اإلسالمي، ط: بريوت)، ن رات يف ا

Page 41: المعاملة وأثره_في_بناء_العلاقات_الإنسانية_من_منظور_قرآني

04

الارايض، مكتباة الرشاد، )مصاطفى مسالم دمحم، : ، حتقياقتفسا الصنعاين: الصنعان، عبد الرزاق بن ةام .31 (.ها1014، 1ط (.ت.ط، د.، ددار الفكر: بريوت) ،البيا جامع: الطربي، أبو جعفر دمحم بن جرير .39، حباث مطباوع ضامن «حناو مادخل إساالمي لتطاوير وتنظايم العالقاات اإلنساانية»: الشكور، حمياي الادين عبد .39

.ها1041، 2م، ط1791أكتوبر 11، الرايض، (اإلسالمي والعالقات اإلنسانية اإلعالم) كتاب: قاي، حتقياقالعرا الادينكتاب املغين عان األسافار لازين بذيله ،علوم الوي للةيا : أبو حامد دمحم الغزايل، .37

(. م1771/ها1012، 1طدار احلديث، : القاهرة)أبو حفص سيد بن إبراهيم بن عمران، (.م1779، 1دار هنمة مصر، ط: القاهرة)، ل املسلم: الغزايل، دمحم .04 (.م2441/ها1021، 1ط املالك،دار : بريوت) ،يف القرآ احوار: فمل هللا، دمحم حسني .01 (.م1793/ ها1043دار الفكر، : بريوت)، القاموس احمليط :الفريززآابدي، دمحم بن يعقوب .02 (.عامل الكتب: بريوت)، الفروق: الصنهاجي ايف، أمحد بن إدريسالقر .03أمحاد عباد العلايم : حتقيق ،القرآ ةكام الامع: أبو عبد هللا دمحم بن أمحد بن أيب بكر بن فرح القرطيب .00

(.ها1392، 2دار الشعب، ط: القاهرة)الربدون،

(.م1791/ها1041، 11ط الشروق،دار : القاهرة/بريوت) ،ظالل القرآ يف :سيد قطب، .01دمحم حمياي الاادين : ، حتقيااقزنالر اآ اب ومثالالر البالاب: القارياوان، أباو إسااحاق إباراهيم باان علاي احلصااري .01

(.0دار اجليل، ط: بريوت)، عبد احلميد

.(ت.ط، د.، دمكتبة اخلافي: قاهرةال) ،تكسب اصوقا وتؤثر يف الناس سيف: دايل كارنيغي، .09 (.مطابع ا دف)، م قضاي اإلعالم يف القرآ : الوند، رممان .09 (.م1779/ها1019، 1الزهراء، ط مكتبة: القاهرة) ،انبيا طاب: عبد الصمد عبد هللا دمحم، .07 (.مكتبة وهبة)، العالقات اإلنسانية: مرسي، سيد عبد احلميد .14دار : بااريوت)فااؤاد عبااد الباااقي، دمحم: حتقيااق ،صالالحيؤلالالامع الا: سااابوريمساالم باان احلجاااج الني مساالم، .11

(.ت.ط، د.، دإحياء الرتال العريبعباد الغفاار البناداري وسايد كساروي : ، حتقياقالسن الكالربى: النسائي، أبو عبد الرمحن أمحد بن شعيب .12

(.م1771/ها1011، 1دار الكتب العلمية، ط: بريوت)حسن،

.90ص، (م1771، 1دار الفكر، ط: بريوت)، اسا هتيب: النووي، يىي بن شرف .13