عرض المودودي لموقف الإمام أبي حنيفة من التغلب

19
1 تغلبيفة من الام أبي حنمدي لموقف ادو عرض المو م قدمةارهه فقرهيفه وسمة بسمن خرج على الطاعة لب والسمع وامتغلذه عن إمرة ال الشديدة ه أيامنام فيثر الك كيترا. هرا وصادر وأذلريين وف ميي وق ف قيويه ق أهلب، رغار المتغد عن اقر بما ورمتكلمون برذا واهتج ال مرموا باة ق أئممه..رفيوا أعلجراد وهصبوا اية وموا الشريلدين وأقالى وأمر ا تيا منخروج عليه أعظسد من اللمفا ااي كاهن وفي همر الدي ب فيمن هو قائصوا على أن هذايلماء ه أن ال ورغلمسلمين.يد الشورى لجود قوة تي بقائه، وبشرط عدم وذه اي هء الضزي هؤه فدات في وضع:جترا 1 ) علماهياثرا.مية واجتثسي الحركة استئصا ، يريد اً هوية وً يةلدين شري لٍ مياد2 ) وهرهب دون غيي الش ه أهر هرهيتب، وي نرّ الشيوعيين ليمكهدة وهيين والمبار با وضع يستظر.لشرفاء دون غيره ا وأهرن دون غيره المواطنو3 ) ائفير ط اريارتظراء باسع ج وضي واهيزالاليروز اهفصى مشنة علين سذ أربي منيم يحيي مسمة.مي ل تقسي4 ) ةلماديب المكاسب وان جاهاد متبدسدوا اييد ليلفاسمن ا اليسكر وا لفئة هيمطلب فئوي وضع جاء بواته ومقدراته. هذا الشيب وثر آخر، على هسابة من جاهب الرهيب5 ) وص فاسدين ولص رجاي أعمايضع جاء بتموي ووا امتلككر، ث مع خوهة اليسترامة ومقدرا سرقوا اوص.لصء ال يخدم أهداف هؤ بماا وعيريشكلو وناس عما يصلحربوا عقوي الم ليغيع ا6 ) مي.د وفساد إقليعوة من قوى استبدا ودتموي وضع جاء بتنسيق و7 ) و وم ميرالينة والتحران الصي مور دولر موا وأخذ ج وضع جاء بتنسيق كامايستئص تر اكيينمري عند ادو ليشفع لرلي خدمة ل منر يشاؤونمحو من وير غزة وسيناء وتركيمة في جزء من ا بقية.وبرا في كمة وشيذه اد وهذه البرية هدوا هلذين عا ا8 ) دافه في المنطقة.. ليخدم أه إشرافه مع الغرب وتحتي كامبرا وضع جاء بتنسيق مخا9 ) وضع جاء بحقدفراء سار اليدا يوم يظربه ومقدساته، وكصه وكتهصو وله، وبم وأهس شديد على ايئا فشيئا. شىا عل ماهقديدا برا شوده خط وج يشكسكري، الذيب اليهقموا برذا اف قاهدا تلك اق فلما تا.. إيب محوه يصايعمدو بليين لة والتمكم والمقدرات ووضع ادم والبس ا، ف اء أن يشى مصلحة في بقائه. أده توجده وهظاممسن ا م التخوي ب الليدموا لمية وتقسرة ادون الفك ايؤوا ي ا جون أهرمنقلبن ال وأعلم.س ا يمث وهظام كمرج هاكويته وهمعة ب فئللالحرا، ضا ومصيترب وهريودوا الشاد وعبدوا الاوا الدين وع قلما عادادد وأهق فاسنية وسياسية..ة دي شخصية وطائفيجاعةت والشحيا التض وهبي القن هب مان وتحم وإيميرى ذات وعة أخ فئ قاملمقابي ا لكن فذادي لرة والتصمي ا وعن أجة ما رخيصدها وبمتر الى ث ا تيرا هفسه بدما قلبسالة م وام هذا الخطر وعدم استلوقوف أما والباط ا فحاله..

Upload: -

Post on 31-Jul-2015

24 views

Category:

News & Politics


2 download

TRANSCRIPT

1

عرض المودودي لموقف اإلمام أبي حنيفة من التغلب

قدمةم

كثر الكالم في أيامنا الشديدة هذه عن إمرة المتغلب والسمع والطاعة لمن خرج على األمة بسيفه وسالالهه فقررهالا

وأذلرا وصادر هريترا.

أئمالة قالاموا بال مر واهتج المتكلمون برذا بما ورد عن اقرار المتغلب، رغال أهاله قالوي قيال فالي وقال ميالين وفالي

تيالى وأمر الدين وأقاموا الشريية وهصبوا الجراد ورفيوا أعالمه..

ورغ أن اليلماء هصوا على أن هذا فيمن هو قائ ب مر الدين وفي هاي كاه المفاسد من الخروج عليه أعظ من

بقائه، وبشرط عدم وجود قوة تييد الشورى للمسلمين.

الجترادات في وضع:ف هزي هؤالء الضالي هذه ا

مياٍد للدين شرييةً وهويةً، يريد استئصاي الحركة االسالمية واجتثاثرا. علماهي (1

ه أهرال هال الشاليب دون غيالره وهال (2 وضع يستظرر باإلباهيين والمالهدة والشيوعيين ليمّكنر ، وييتبالره

المواطنون دون غيره وأهر الشرفاء دون غيره .

مسالاليحي ييمالال منالالذ أربيالالين سالالنة علالالى مشالالروز اهفصالالالي واهيزالالالي وضالالع جالالاء باسالالتظرار اريالالر طالالائفي (3

تقسيمي لألمة.

وضع جاء بمطلب فئوي لفئة هي اليسكر واألمن الفاسالد ليييالدوا االسالتبداد مالن جاهالب والمكاسالب الماديالة (4

الرهيبة من جاهب آخر، على هساب هذا الشيب وثرواته ومقدراته.

سرقوا األمة ومقدراترا مع خوهة اليسالكر، ثال امتلكالوا وضع جاء بتموي رجاي أعماي فاسدين ولصوص (5

اإلعالم ليغيبوا عقوي الناس عما يصلحر ويشكلوا وعير بما يخدم أهداف هؤالء اللصوص.

وضع جاء بتنسيق وتموي ودعوة من قوى استبداد وفساد إقليمي. (6

االتر الستئصالاي وضع جاء بتنسيق كام وأخذ جالوا مالرور دولالي مالن الصالراينة والتحالال ميرال ومالو (7

جزء من األمة في غزة وسيناء وتركيير ومحو من يشاؤون منر خدمة لليدو ليشفع لر عند األمريكيين

الذين عادوا هرية هذه البالد وهذه األمة وشيوبرا في ك بقية.

وضع جاء بتنسيق مخابراتي كام مع الغرب وتح إشرافه ليخدم أهدافه في المنطقة.. (8

شديد على االسالم وأهله، وب وهصوصه وكتبه ومقدساته، وك يوم يظرر اليداء سافرا وضع جاء بحقد (9

شيئا فشيئا.

فلما تالق تلك األهداف قاموا برذا االهقالب اليسكري، الذي يشك وجالوده خطالرا شالديدا بال ماهقالا علالى

أن يشالاء ، فالال االسالم والبالد والمقدرات ووضع األمالة والتمكالين لليالدو ب عمالاي يصاليب محوهالا.. إال

توجد أدهى مصلحة في بقائه.

وأعلالالن المنقلبالالون أهرالال جالالاؤوا ييالالادون الفكالالرة االسالالالمية وتقالالدموا لليالالال بالالالتخوي مالالن االسالالالم وهظامالاله

وهويته كمرج هاك وهظام يمث االسالم.

فاسالد وأهقالاد قلما عادوا الدين وعالادوا الالبالد وعالادوا الشاليوب وهريترالا ومصالالحرا، ضاللل فئالة بال عالم

شخصية وطائفية دينية وسياسية..

لكن فالي المقابال قامال فئالة أخالرى ذات وعالي وإيمالان وتحمال مالن هبال القالي وهبال التضالحيات والشالجاعة

والبسالة مالا قالدم باله هفسالرا ا تيالالى ثال ألمترالا وبالدهالا رخيصالة مالن أجال وعالي األمالة والتصالدي لرالذا

فحاله..الباط والوقوف أمام هذا الخطر وعدم است

2

وهنا جاء دور من مثَلهر كمث الكلب إن تحم عليه يلرث أو تتركاله يلرالث، أولئالك دعالاة النالار مالن شاليو

السلطان وعلماء الضاللة وأفرا المخابرات وأصحاب الملفات..

وتحجج هؤالء بجوا إمرة المتغلب، ليقرروا هذا الباط الشديد ب واألشد خطورة من التتار الذين وقال

ر ابن تيمية وابن القي وابن كثير وغيره من علماء األمة لرفضر التزام الشريية.أمام

فوضيوا النصوص واليل في غير موضيه ولبّسالوا علالى النالاس أمالر ديالنر وكالاهوا أليوبالة فالي يالد إبلالي

يقرر بر الباط ويرلك بر الخلق ويمحو بر آثار االسالم وأعالمه.

ريون وصفوا هراك األمة الصامدة والرافضة لليلماهية والفساد واالسالتبداد ومن هؤالء من ه علماء أ ه

ومياداة الروية االسالمية، وصفوا هؤالء ب هر خوارج..

فلما بحثنا في أئمة الردى وجدها ألئمة األمة الذين لر قدم صدق فالي الالدين، مالن األعمالاي والمواقال التالي

وقد واجروا برا أهاسا قام بر من الظل واالستبداد مالا هالو أقال تقدموا برا، فكاه أثرا صالحا للت سي بر ،

بمئات ب آالف المرات مما قام بالمياصالرين مالن الال وفسالاد وصالياي علالى الالدين وخطالورة شالديدة علالى

االسالم وأهله..

ف ف ردها أن هقدم ما قام به هؤالء الكرام ـ ومنر من ينتح مذاهبر ممن ينسبون لأل هر الشري ـ لييالر

الناس هقيقة المواق وهقيقالة مالا قالام باله علمالاء األمالة فالي مواجرالة الظلال ورفالر مصالادرة هريالة النالاس

وكرامتر فضال عن دينر ..

وقد كتب األستاذ أبو األعلى المودودي رهمه في كتابه )الخالفة والملك( فصال مرمالا عالن اإلمالام أبالي

ي كالماله عالن النظالام السياسالي االسالالمي ومالمحاله هنيفة، النيمان بالن ثابال ، رهماله ورضالي عناله، فال

وأسسه، وجرده فيما واجه به ال خلفالاء بنالي اليبالاس فالي عرالده، وهال قالوم قالاموا بحمايالة االسالالم وهشالره

وأقاموا الشريية لكن كاه لر مظال واستئثار بالسلطة ما هقمه علالير رهماله ، وكاهال لاله جرالوده فالي

را ورجا أن تقوم برد األمالر الالى شالورى المساللمين.. فلال يالركن رهماله هذا ب ومساهدة جركات أم في

الى التغلب ويدافع عنه ك هه منزي من السماء رغ أهه مخال للنصالوص، ولال يقالره اليلمالاء إال علالى أهاله

هاي ضرورة فسحب.

زيال الغشالاوة، فرا هحن ذا هقدم لك هذا الفص في جرد أبي هنيفة رهمه ، راجالين مالن ربنالا تيالالى أن ي

برذا الجرد وبغيره ـ عن عيون أهلنا وأمتنا وأن هنطلق خطوات في سبي هصر هذه لثورة سييا الكتسالاب

الحريات وفتح الطريق أمام التمكين لرذا الدين اليظي والرسالة الخاتمة.. و تيالى من وراء القصد..

م مالالالك وموقفالاله وكالمالاله مالالع أبالالي جيفالالر تنويالاله: هالالتحفط فقالالم علالالى مالالا ذكالالره األسالالتاذ المالالودوي عالالن اإلمالالا

المنصور، ذلك أن لإلمام مالك مواقفه المشالرورة فالي عالدم إقالراره ببييتاله وأهرالا تمال تحال اإلكالراه، وقالد

أوذي رهمه في هذا، فألئمالة الرالدى ـ والحمالد ا ـ مالواقفر المشالرودة مالع علمرال ، ف مالامتر فالي اليلال

واليم ، والحمد ا رب اليالمين.

هب أبي هنيفة في الخالفة وما يتيلق برا من مسائ مذ

كان ألبي هنيفة في مضالمار السياسالة رأي مفصال شالم ـ تقريبالاً ـ كال منحالى مالن منالاهي الدولالة

وكان يختل عن آراء األئمة اآلخرين في بير األمور السياسية. وسنيرف على الصفحات التالية آراء

اإلمام في ك شق من شقوق المس لة.

مسألة الحاكمية:ـ 1

3

إن أوي مس لة جديرة بالبحث في أية هظرية عن )الدولة( هي مس لة الحاكمية ومن الذي تقر له

هذه النظرية بالحاكمية. ولقد كاه هظرية أبي هنيفة في الحاكمية هذه هي هف هظرية اإلسالم األساسية

ئبه وممثله وأن شريية ورسوله الميروفة ييني أن هو الحاك األصلي والرسوي مطاز بصفته ها

هي القاهون األعلى الذي ال يمكن اختيار أي سبي إ اءه سوى الطاعة واالتباز وألن أبا هنيفة كان فقيراً

ـ أو رج قاهون ـ هجده قد أوضح هذا بلغة القاهون والفقه ال بلغة عل السياسة وفنرا فيقوي:

جده فيه أخذت بسنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إني آخذ بكتاب هللا إذا وجدته فما لم أ)

واآلثار الصحاح عنه التي فشت في أيدي الثقات فإذا لم أجد في كتاب هللا وال سنة رسول هللا صلى هللا

عليه وسلم أخذت بقول أصحابه )يعني إجماعهم( فإن اختلفوا أخذت بقول من شئت وأدع قول من

غيرهم فإذا انتهى األمر إلى أناس اجتهدوا فلي أن أجتهد كما شئت ثم ال أخرج من قولهم إلى قول

. 1اجتهدوا(

يقوي ابن هزم:

جميع أصحاب أبي حنيفة مجمعون على أن مذهب أبي حنيفة أن ضعيف الحديث أولى عنده من )

.2القياس والرأي(

لحاكمية ويظرر من هذا أن أبا هنيفة كان يتخذ القرآن والسنة سلطة هرائية فكان مذهبه أن ا

القاهوهية ا ورسوله. ودائرة التشريع بالقياس والرأي ـ عنده ـ كاه قاصرة على ما لي فيه هك من

ورسوله والسبب في ترجيحه ألقواي صحابة الرسوي الفردية على غيرها من أقواي اآلخرين هو أن

في المس لة فبنى عليه قوله. الصحابي قد يكون على عل ب ن هناك هكماً للرسوي صلى عليه وسل

ومن أج هذا التزم أبو هنيفة ـ في المسائ التي اختلف فيرا آراء الصحابة ـ باختيار رأي أهده وال

يقضي برأي يخالفر كلر خشية أن يكون فيه خالف لسنة مجرولة. ولقد كان ـ بالطبع ـ يجترد في إقامة

اإلمام قد اتر ـ في هياته ـ بترجيح القياس على النص إال الرأي على أقرب األقواي إلى السنة. ومع أن

أهه هفى هذا فقاي:

كذب وهللا وافترى علينا من يقول عنا أننا نقدم القياس على النص وهل يحتاج بعد النص إلى )

.قياس(

وكتب إليه الخليفة المنصور ـ ذات مرة ـ يقوي سمينا أهك تقدم القياس على الحديث فرد عليه:

األمر كما بلغك يا أمير المؤمنين إنما أعمل أوالً بكتاب هللا ثم بسنة رسول هللا صلى هللا ليس)

عليه وسلم ثم بأقضية أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي هللا عنهم ثم بأقضية بقية الصحابة ثم

(.أقيس بعد ذلك إذا اختلفوا

.20، الذهبي ص 89ص 1، المكي مناقب اإلمام األعظم أبي حنيفة ج368ص 13الخطيب البغدادي تاريخ بغداد ج 1

.21الذهبي ص 2

4

ـ الطريقة الصحيحة النعقاد الخالفة:2

ـ في مس لة الخالفة ـ أن االستيالء على السلطة بالقوة ث أخذ البيية بيد ذلك يرى اإلمام أبو هنيفة

غصباً لي هو الصورة الشرعية الصحيحة الهيقاد الخالفة. والخالفة الصحيحة هي ما تقوم باجتماز

وشورى أه الرأي وقد قاي اإلمام رأيه هذا في موق دقيق ل يكن من ييلن فيه مث هذا الرأي يضمن

اء رأسه على كتفيه.بق

يروي ربيع بن يوه هاجب الخليفة المنصور أن المنصور دعا اإلمام مالك وابن أبي ذئب

كيف ترون هذا األمر الذي خولني هللا تعالى فيه من أمر هذه األمة هل أنا واإلمام أبا هنيفة وقاي لر : )

(لذلك أهل؟

تعالى()لو لم تكن أهالً لما والك هللا قاي اإلمام مالك:

وقاي ابن أبي ذئب: )ملك الدهيا يؤتيه تيالى من يشاء وملك اآلخرة يؤتيه تيالى لمن طلبه

ووفقه تيالى والتوفيق منك قريب إن أطي تيالى وإن عصيته فبييد وأن الخالفة تكون ب جماز

الحق ف ن س ل تيالى أه التقوى لمن وليرا وأه وأعواهك خارجون عن التوفيق عادلون عن

السالمة وتقرب إليه باألعماي الزاكية كان ذلك وإال ف ه المطلوب(.

قاي ث كنت أنا ومالك نجمع ثيابنا مخافة أن يقطر علينا من دمه(قاي اإلمام أبو هنيفة: )

نصحت نفسك المسترشد لدينه يكون بعيد الغضب إن أنت ( فقاي: ))ما تقول أنت؟ هنيفة ألبي المنصور

علمت أنك لم ترد هللا باجتماعنا فإنما أردت أن تعلم العامة أنا نقول فيك ما تهواه مخافة منك ولقد

وليت الخالفة وما اجتمع عليك اثنان من أهل الفتوى، والخالفة تكون باجتماع المؤمنين ومشورتهم

.ته بيعة أهل اليمن(فهذا أبو بكر الصديق رضي هللا عنه أمسك عن الحكم ستة أشهر حتى جاء

إن ف مره المنصور فاهصرفوا ث أمر لر بثالث بدر )أكياس من الماي( واتبير برا وقاي لحاجبه )

أبي ابن فقاي أخذها مالك كلها فادفعها له وأن أخذها ابن أبي ذئب أو أبو حنيفة فجئني برأسيهما(

)وهللا لو ضرب عنقي على أن أمس يفةهن أبو وقاي )ما أرضى بهذا المال له كيف أرضاه لنفسي( ذئب

)بهذه الصيانة أحقنوا :قاي بذلك المنصور عل فلما. له ف عطاه مالك كله فقبله منه درهماً ما فعلت(

.3دماءهم(

ـ شروط استحقاق الخالفة:3

ل تكن شروط استحقاق الخالفة هتى من أبي هنيفة مفصلة مثلما فصلرا المحققون فيما بيد

أمثاي الماوردي وابن خلدون ألن أكثرها كان مسلماً به في عصره مث شرط أن يكون المرء مسلماً

أبي رجالً هراً عالماً سلي الحواس والبدن وغيره. غير أن هناك أمرين كاها موضع بحث وجدي أيام

. وفي رواية الكردري هذه أمر لم أستطع فهمه إلى اآلن وهو أن أبا بكر 16ـ 15ص 2الكردري مناقب اإلمام األعظم ج 3 .الصديق امتنع عن الحكم ستة أشهر حتى مجيئ أهل اليمن لبيعته

5

هنيفة وكان إيضاهرما أمراً مطلوباً. األوي: ه يمكن أن يكون الظال والفاسق خليفة شرعياً أم ال؟

والثاهي: ه ال بد من أن يكون الخليفة قرشياً أم ال؟

إمامة الفاسق والظالم: (أ

فرماً سليماً. فاليصر الذي أوضح إن لرأي اإلمام فيما يتيلق باألمر األوي جاهبين ينبغي فرمرما

فيه اإلمام أبو هنيفة رأيه في هذه المس لة كان عصر صراز شديد بين هظريتين متطرفتين في اليال

اإلسالمي عامة واليراق خاصة. أهداهما تقوي ـ في شدة وصرامة ـ إن إمامة الظال والفاسق ال تجو

والثاهية تقوي إن الظال والفاسق إذا استولى على أبداً وال يصح للمسلمين أي عم جماعي في الرا.

مام البالد ب ي طريقة ف مامته وخالفته ـ بيد تسلطه واستيالئه ـ صحيحة تماماً. وقد قدم لنا اإلمام أبو

هنيفة هظرية وسطاً متوا هة بين هاتين هفصلرا كاآلتي:

يقوي أبو هنيفة في الفقه األكبر:

4ن المؤمنين جائزة()والصالة خلف كل بر وفاجر م

ويقوي اإلمام الطحاوي في شرح هذا المذهب في اليقيدة الطحاوية:

والحج والجهاد ماضيان مع أولي األمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة ال )

5يبطلها شيء وال ينقضها(

شرط ال بد منه للخالفة هذا الجاهب من هذه المس لة. والجاهب الثاهي أن اليدالة ـ عند أبي هنيفة ـ

فال يكون الظال أو الفاسق خليفة شرعياً أو قاضياً أو هاكماً أو مفتياً وإن صار كذلك ف مامته باطلة وال

تجب على الناس طاعته أما ه ستكون األعماي التي يقوم برا المسلمون في هياتر الجماعية على هحو

شرعية جائزة أم ال وه تنفيذ األهكام التي يصدرها شرعي تح هكمه ـ بيد استيالئه وتوليه ـ أعماالً

باليدي قضاة عينر هو بنفسه أم ال فرذا أمر آخر، وقد شرح اإلمام الحنفي أبو بكر الجصاص هذه

المس لة في )أهكام القرآن( شرهاً وافياً فقاي:

اس قبول قوله في )فال يجوز أن يكون الظالم نبياً وال خليفة لنبي وال قاضياً وال من يلزم الن

أمور الدين من مفت أو شاهد أو مخبر عن النبي صلى هللا عليه وسلم خبراً فقد أفادت اآلية )ال ينال

عهدي الظالمين( أن شرط جميع من كان في محل االئتمام به في أمر الدين العدالة والصالح. فثبت

من نصب نفسه في هذا المنصب وهو بداللة هذه األية بطالن إمامة الفاسق وأنه ال يكون خليفة وأن

فاسق لم يلزم الناس اتباعه وال طاعته وكذلك قال النبي صلى هللا عليه وسلم )ال طاعة لمخلوق في

.91مال علي القاري شرح الفقه األكبر ص 4

.322ابن أبي العز شرح الطحاوية ص 5

6

معصية الخالق( ودل أيضاً على أن الفاسق ال يكون حاكماً وأن أحكامه ال تنفذ إذا ولي الحكم وكذلك ال

.6ى هللا عليه وسلم وال فتياه إذا كان مفتياً(تقبل شهادته وال خبره إذا أخبر عن النبي صل

ث يصرح الجصاص بيد ذلك ب ن هذا هو مذهب اإلمام أبي هنيفة ث يذكر بالتفصي أن اترام أبي

هنيفة بتجويز إمامة الفاسق ال اقترف في هقه:

)ومن الناس من يظن أن مذهب أبي حنيفة تجويز إمامة الفاسق وخالفته.. فإنما جاء غلط من

غلط في ذلك إن لم يكن تعمد الكذب من جهة قوله وقول سائر من يعرف قوله من العراقيين أن

القاضي إذا كان عادالً في نفسه فولي القضاء من قبل إمام جائر أن أحكامه نافذة وقضاياه صحيحة

جويز وأن الصالة خلفهم جائزة مع كونهم فساق وهذا مذهب صحيح وال داللة فيه على أن من مذهبه ت

.7إمامة الفاسق(

مام غل )يعني استخدام إأيما وقد هق اإلمام الذهبي والموفق بن أهمد المكي قوي أبي هنيفة إن )

.8خزانة الدولة بطرق غير مشروعة( أو جار في حكمه بطلت إمامته ولم يجز حكمه(

والميتزلة ـ بين يتضح من تفحص هذه األقواي أن أبا هنيفة يفرق ـ على عك ما تقوي الخوارج

اإلمام )بالحق( واإلمام )بالفي ( إذ كان مذهب الخوارج والميتزلة ييط هظام الدولة والمجتمع المسل

كلية إذا ل يكن هناك إمام عادي صالح )ييني إمام بالحق(. فال هج وال جمية وال جماعة وال محاك وال

اً أم اجتماعياً ـ في غيابه على هحو شرعي قم فقّوم يت أي عم من أعماي المسلمين ـ دينياً كان أم سياسي

أبو هنيفة هذا االعوجاج هيث قاي إذا ل يتيسر وجود إمام بالحق ف ن هظام هياة المسلمين الجماعية

يمضي على هحو شرعي تح من هو إمام بالفي هتى ولو كاه إمامته غير شرعية.

المتطرفة في اإلرجاء وهتائجرا والتي كاه هداً لقد أهقذ أبو هنيفة المسلمين من هظرية المرجئة

مقابالً في وجه هظريات الخوارج والميتزلة وكان بير أه السنة ذاتر ييتقدوهرا ويقولون برا. لقد

كان هؤالء القوم ـ المرجئة ـ يخلطون بين اإلمام بالحق واإلمام بالفي ويقولون بجوا إمامة الفاسق ـ إذا

ـ كما لو كان إماماً بالحق. فكاه النتيجة الحتمية لرذا أن يقيد المسلمون مطمئنين كان إماماً بالفي

راضين بحكومة الحكام المستبدين الظالمين ذوي السلوك المشين والخلق الذمي ويتركون ـ ال محاولة

شدة تغييره ب هتى مجرد التفكير في ذلك وفي سبي تصحيح هذه الفكرة الخاطئة أعلن أبو هنيفة بك

وقوة وإصرار أن إمامة من ه كذلك باطلة بطالهاً قطيياً.

.80ص 1قرآن جأحكام ال 6

10. وقد أوضح شمس األئمة السرخسي في المبسوط مذهب أبي حنيفة هذا أيضًا، ج81ـ 80ص 1نفس المصدر السابق ج 7 .130ص

.100ص 2، المكي ج17الذهبي ص 8

7

شرط )القرشية( للخالفة: (ب

رأيه هذا ولي 9أما رأي أبي هنيفة في المس لة الثاهية فكان ضرورة أن يكون الخليفة من قريش

اإلسالمية ـ من وجرة هظر . وليس علة ذلك أن الخالفة 10السنة أه عليه يتفق رأي هو ب وهده

الشريية ـ هق دستوري لقبيلة واهدة من قبيلة قريش وإهما علته اروف ذلك اليصر هينما كان من

الال م للمسلمين أن يكون الخليفة قرشياً من أج بناء المجتمع وإقامته واستتبابه. ولقد وضح ابن خلدون

الدولة اإلسالمية وهماترا آهذاك وأن اتفاق اليرب هذا األمر إيضاهاً تاماً إذ رأي أن اليرب كاهوا عضد

ـ إذا كان ميسوراً ـ فرو بدرجة أكثر على خالفة قريش. وكاه اهتماالت النزاز واالختالف والتفرق

كبيرة في هالة استخالف رج من قبيلة أخرى فل يكن من الميقوي تيرير هظام الخالفة لمث هذا

الخالفة كاه ولو 12األئمة من قريش( عليه وسل ب ن يكون )، لرذا هصح الرسوي صلى 11الخطر

لغير القرشي شرعاً لما قاي سيدها عمر عند وفاته لو كان سال هياً لوليته )وسال هو عتيق تجو ال

هذا أن أوضح قريش في الخالفة تكون ب ن هصح هين هفسه وسل عليه صلى والرسوي 13هذيفة(

غير ل الخالفة تكون أن تلقائياً هذا من فينتج 14مخصوصة صفات أهلرا في بقي ما فيرا يبقى المنصب

قريش في هالة اهيدام هذه الصفات وهذا هو الفرق األصلي بين مذهب أبي هنيفة وجميع أه السنة

وبين مذهب الخوارج والميتزلة الذين أجا وا الخالفة لغير القرشي ب طالق ب لقد وصلوا إلى أبيد من

جيلوا غير القرشي أهق برا إذ كاه الديمقراطية شاغلر األوي ولو كاه هتيجترا التفرق هذا ف

واالختالف. أما أه السنة والجماعة فكان همر استحكام الدولة إلى جاهب الديمقراطية أيضاً.

ـ بيت المال:4

كان تصرف الخلفاء غير المشروز في الخزاهة الرسمية للدولة وتيدير على أمالك الناس من بين

الفياي التي كان الخلفاء يفيلوهرا في عصر أبي هنيفة وكان ييترض على ذلك اعتراضاً شديداً ألهه كان

مثلما ذكرها فيما سل يرى الظل في الحك والخياهة في بي الماي من األمور التي تبط إمامة اإلمام ـ

.192ص 2المسعودي ج 9

.340، البغدادي الفرق بين الفرق ص 106ص 1الشهرستاني الملل والنحل ج 10

.196ـ 195المقدمة ص 11

، مسند أبي داود حديث 421ص 4ج 183، 129ص 3، مسند أحمد ج97ـ 96، 93ص 13ابن حجر فتح الباري ج 12 .2133ـ 946رقم

.192ص 3الطبري ج 13

.95ص 13ابن حجر فتح الباري ج 14

8

هقالً عن الذهبي ـ كذلك ل يكن أبو هنيفة يبيح تملك الخليفة للردايا التي ترس إليه من الدوي األخرى ب

كاه ـ عنده ـ من هصيب خزاهة الشيب ال من هصيب الخليفة وأسرته فلوال أن الخليفة خليفة المسلمين

إليه هذه الردايا ألن الناس ال يردون من قيد في وأن صيته ذاز بسبب قوتر االجتماعية لما أهدي

. كذلك كان أبو هنيفة ييترض على ما ييطيه الخليفة من اليطايا والربات من بي الماي وما 15بيته

ينفق فيه من وجوه غير مشروعة وكان ذلك سبباً قوياً من األسباب التي جيلته يرفر قبوي عطايا

الخلفاء وهداياه إليه.

( ف جابه لم ال تقبل صلتيالخالف قائماً بينه وبين الخليفة المنصور س له المنصور: )وهين كان

ما وصلني أمير المؤمنين من ماله بشيء فرددته ولو وصلني بذلك لقبلته إنما وصلني أمير )

المؤمنين من بيت مال المسلمين وال حق لي في بيت مالهم إني لست ممن يقاتل من ورائهم فآخذ ما

.16مقاتل وليست من ولدانهم فآخذ ما يأخذ الولدان ولست من فقرائهم فآخذ ما يأخذ الفقراء(يأخذ ال

ث لما جلده المنصور ثالثين جلدة لرفضه تولي منصب القضاء واختضب ك جسمه بالدم المه

)يا أمير المؤمنين ماذا فعلت سللت على نفسك عمه عبد الصمد بن علي على ذلك لوماً شديداً وقاي له

أل بثالثين له وأمر المنصور فندم مائة ألف سيف فهذا فقيه أهل العراق هذا فقيه أهل المشرق(

)وعندهم شيء حالل؟ وعندهم برا فقاي وتصدق خذها له قي فرفضرا دره أل سوط ك مكان دره

.17يقبلرا أن وأبى شيء حالل(

أال يدفن في الجزء الذي اقتطيه ولما راه المتاعب تتياقب وتتوالى عليه في آخر عمره أوصى

)من يعذرني منك حياً المنصور من الناس غصباً لبناء بغداد فلما سمع المنصور بوصيته هذه صاح

.18وميتاً(

ـ تحرر السلطة القضائية من السلطة التنفيذية:5

أما عن رأيه في القضاء وسلطته فكان يرى ـ من أج تحقيق اليدالة ـ ال ضرورة تحرره من

ضغوط أو تدخالت السلطة التنفيذية فحسب ب ال بد وأن يكون في استطاعة القاضي تنفيذ هكمه في

وسلم رواه أبو حميد رضي اهلل عند قال . وهناك حديث عن الرسول صلى اهلل عليه98ص 1السرخسي شرح السير الكبير ج 15 أن النبي استعمل رجاًل من األزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي إلي فقال النبي ما بال الرجل

أيهدى إليه أم ال والذي نستعمله على العمل مما والنا اهلل فيقول هذا لكم وهذا أهدي إلي فهال جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر .نفسي بيده ال يأخذ منه شيئًا إال جاء يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرًا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاء تيعر ـ المترجم

.215ص 1المكي ج 16

.216ـ 215ص 1المكي ج 17

.180ص 2المكي ج 18

9

الخليفة هفسه إذا ما تيدى على هقوق الناس. لرذا عندما استيقن أبو هنيفة في آخر هياته أن الحكومة

ا أذنب )اإلمام( )وإذ ستقضي عليه جمع تالميذه وخطب فير فكان من جملة األمور الرامة التي قالرا:

.19ذنباً بينه وبين الناس أقامه عليه أقرب القضاة إليه(

وأعظ األسباب التي كاه وراء رفضه قبوي المناصب الحكومية ـ وخاصة القضاء ـ في دولة

بني أمية وبني اليباس أن القضاء في هكومتر لي هراً طليقاً من سطوة الخلفاء )السلطة التنفيذية( فل

نيفة يرى في ذلك المنصب استحالة تنفيذ األهكام على الخليفة فحسب وإهما كان يخشى كذلك يكن أبو ه

أن يجيلوا منه آلة للظل فيستصدروهه أهكاماً خاطئة ويتدخ الخليفة ب وأه قصره ورجاالته في

أهكامه وأقضيته.

هين أراد يزيد هجرية 130وأوي تجربة في ذلك وقي ألبي هنيفة كاه في عرد بني أمية عام

بن عمر بن هبيرة أن يكرهه على قبوي منصب من المناصب الحكومية وق أن كان طوفان التمرد

والثورة على بني أمية يجتاح اليراق وهو الطوفان الذي أطاح بيرشر في عامين اثنين وكان ابن هبيرة

أبي ليلى وداود بن أبي الرند وابن يريد جمع أكابر الفقراء واالستفادة من هفوذه وت ثيره ولرذا دعا ابن

شبرمة وغيره من الفقراء وواله أه المناصب ث دعا أبا هنيفة وقاي له جيل في يديك خات الدولة

ال ينفذ هك ما ل تمرره. وال يخرج من الخزاهة ماي ل تيتمده فرفر أبو هنيفة هذا فقيده وجلده وهدده

فق بنفسك واره هالك فنحن ال هرضى برذه الواائ وإهما قبلناها وتوعده فقاي له الفقراء اآلخرون ار

)لو أرادني أن أعد له أبواب مسجد واسط لم أدخل في ذلك جبراً واضطراراً فاقبلرا كما قبلناها فقاي لر

فكيف وهو يريد مني أن يكتب بضرب عنق رجل وأختم أنا على ذلك الكتاب فوهللا ال أدخل في ذلك

(.أبداً

عليه ابن هبيرة في هذا الش ن مناصب أخرى فرفضرا ف صدر قراره بتييينه قاضياً على فيرض

)ضربة لي في الدنيا أسهل علي من مقامع الكوفة وأقس إذا رفر أبو هنيفة ألجلدهه فقاي أبو هنيفة

على جلدة ثالثين أو عشرين هبيرة ابن جلده النراية وفي الحديد في اآلخرة وهللا ال فعلت ولو قتلني(

هنيفة وأبو جلدات عشر يوم ك في يضربه متوالية أيام عشرة ا أهه الروايات بير في وجاء رأسه

أال ناصح لهذا المحبوس أن يستأجلني فقاي ) سيموت هنيفة أبا أن له قالوا وأخيراً . برفضه متمسك

بلغ فلما وأنظر في ذلك(دعوني أستشير إخواني ) قاي هنيفة أبو ذلك بلغ فلما فأوجله فينظر في أمره(

.20أمية بني ملك اي أن إلى منرا يرجع ل هيث مكة إلى الكوفة فغادر أطلقه هبيرة ابن ذلك

ولما قام دولة بني اليباس راح المنصور يلح عليه في توليته منصب القضاء ويصر على ذلك

الزكية وأخاه إبراهي في خروجرما إصراراً بالغاً كما سبق أن ذكرها. وكان أبو هنيفة قد ساعد النف

.100ص 2المكي ج 19

.171، ابن عبد البر، االنتقاء ص 41ص 5، ابن خلكان ج24ـ 21ص 1المكي ج 20

10

على المنصور عالهية ف وغر ذلك صدر المنصور وكان ـ على هد قوي اإلمام الذهبي ـ )ال يصطلى له

غير أن اهتواء وتكبي مث هذا الرج المؤثر ل يكن سرالً عليه يسيراً. وكان المنصور ييل 21بنار(

ـ قلوب المسلمين تنفر وتشمئز من بني أمية وكي كي جي قت إمام من األئمة ـ الحسين بن علي

أطيح بيرشر ـ بسببه ـ في سرولة تامة لذلك كان ال يرى قت أبي هنيفة وإهما آثر تكبيله بسالس الماي

والذهب ث استخدامه في أغراضه وبرذه النية عرض عليه منصب القضاء مرات ومرات هتى أهه

باسية لكن أبا هنيفة ا مناً يحتاي ويتملص منه بشتى عرض عليه منصب قاضي قضاة الدولة الي

. فلما أصر المنصور على ذلك إصراراً كبيراً عدد له اإلمام أسباب رفضه فاعتذر له 22فنون الحي

ال يصلح للقضاء إال رجل يكون له نفس يحكم بها عليك وعلى ولدك ذات مرة اعتذاراً رقيقاً قاي فيه )

.23(أفارقك هتى هفسي إلي ترجع فما لتدعوهي إهك وقوادك وليس تلك النفس لي

وفي مرة أخرى اشتد الحديث بينرما فقاي له أبو هنيفة:

اتق هللا وال ترع في أمانتك إال من يخاف هللا وهللا ما أنا بمأمون الرضى فكيف أكون مأمون )

الخترت أن أغرق الغضب ولو اتجه الحكم عليك ثم تهددني على أن تغرقني في الفرات أو أزيل الحكم

.24ولك حاشية يحتاجون إلى من يكرمهم لك(

فلما ت كد المنصور ـ من هذا القوي ـ أن هذا الرج لن يسل مام هفسه ألصابع الذهب والفضة

توجه هيث تشاء اهتق منه اهتقاماً شديداً فضربه بالسياط وألقاه في السجن وآذاه في ر قه إيذاء شديداً ث

ث مات موتاً طبييياً على هد قوي البير أو مات مسموماً هسب قوي بير اعتقله في منزي هي

.25آخر

ـ حق حرية الرأي:6

هظي هرية الرأي ـ إلى جاهب هرية القضاء ـ في المجتمع المسل والدولة اإلسالمية ب همية

كبرى كذلك عند أبي هنيفة. وهي الحرية التي استخدم لرا القرآن والسنة اصطالح )األمر بالميروف

وقد يكون والنري عن المنكر( وقد يكون التيبير عن الرأي وإاراره ـ مجرد تيبير ـ غير مستساغ البتة

باعثاً للفتنة مثيراً لرا وقد يكون ضد األخالق واألماهة اإلهساهية مما ال يصبر عليه أو يطيقه أي قاهون

.30مناقب اإلمام ص 21

.178ـ 173ـ 73ص 2المكي ج 22

.215ص 1المكي ج 23

.320ص 13، الخطيب البغدادي ج170ص 2المكي ج 24

.310، اليافعي مرآة الجنان ص 46ص 5، ابن خلكان ج182ـ 174ـ 173ص 2المكي ج 25

11

لكن النري عن المنكر واألمر بالميروف هو تيبير عن الرأي بالمينى الصحيح وقد اختار اإلسالم له

صور التيبير عن الرأي ـ هقاً من هذا االصطالح ول يجي هذه الصورة بصفة خاصة ـ من بين سائر

هقوق الشيب فحسب ب فرضاً عليه كسائر الفروض. ولقد كان اإلمام أبو هنيفة يدرك أهمية هذا

)الحق( وهذا )الفرض( إدراكاً كبيراً إذ كان المسلمون في أيامه قد سلبوا هذا الحق وصاروا مترددين

جيلون الناس ـ بيقائده ـ يتجرأون على ارتكاب في )فرضيته( أيضاً. فالمرجئة ـ في جاهب ـ كاهوا ي

الذهوب والمياصي. والحشوية ـ في الجاهب اآلخر ـ كاهوا يقولون أن األمر بالميروف والنري عن

المنكر في وجه الحكومات فتنة. وفي الجاهب الثالث هكومات بني أمية وبني اليباس تقت في المسلمين ـ

على فسق األمراء وفجوره والمر وجوره . لك هذا هاوي أبو بقوترا وسلطاهرا ـ روح االعتراض

هنيفة ـ بقوله وعمله ـ إهياء هذه الروح وتوضيح هدودها ويذكر الجصاص أن أبا هنيفة أجاب إبراهي

الصائغ )أهد مشاهير الفقراء في خراسان( ـ هين س له ـ أن األمر بالميروف والنري عن المنكر فرض

أفضل ي الذي رواه عكرمة عن ابن عباس أن الرسوي صلى عليه وسل قاي )ث تال الحديث النبو

الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر

الخراساهي مسل أبا هرى خراسان إلى رجع فلما قوياً ت ثيراً إبراهي في هنيفة أبي قوي ف ثر فقتله(

اء بغير الحق وا الدم وإراقته المه عن جراراً ( م754 ـ هـ136 المتوفي) اليباسية الدولة مؤس

.26ينراه إلى أن قتله أبو مسل

م( جرر أبو هنيفة 763هجرية )موافق 145ولما خرج إبراهي بن عبد أخو النف الزكية عام

إبراهي يتقدم من البصرة بت ييده ومناصرته ضد المنصور وبينما كان المنصور في الكوفة كان جيش

صوبرا وا هظر التجوي في المدينة اللي كله ويروي فر بن الرذي تلميذ أبي هنيفة الميروف أن أبا

)وهللا ما هنيفة كان ـ في ذلك الوق الحرج الدقيق ـ يجرر ب فكاره في قوة وثبات هتى قل له ذات يوم

.27(أنت بمنته حتى توضع الحبال في أعناقنا

م( ثار أه الموص وكان المنصور قد أخذ علير عرداً قب 765هجرية )الموافق 149عام وفي

ذلك ـ هين ثاروا عليه ذات مرة ـ أن لو فيلوها مرة أخرى ه له دماؤه وأموالر فلما ثاروا عليه في

أموالر ودماؤه المرة الثاهية دعا المنصور أجلة الفقراء ـ وكان أبو هنيفة بينر ـ واستفتاه أتح له

فبما عاقبت وإن العفو أهل فأنت عفوت إن) هسب ما عاهدوه أم ال؟ فاستند الفقراء إلى المياهدة وقالوا

:عليه فرد )ما تقول أنت يا شيخ( المنصور له فقاي الجواب عن هنيفة أبو وسك (يستحقون

النفس ال يجري فيها البذل )إنهم شرطوا لك ما ال يملكونه ـ يعني دماءهم ـ فإنه قد تقرر أن

واإلباحة وشرطت عليهم ما ليس لك ألن دم المسلم ال يحل إال بإحدى معان ثالث. أرأيت إن أحلت

.81ص 1أحكام القرآن ج 26

.171ص 2، المكي ج330ص 13الخطيب ج 27

12

امرأة نفسها لرجل بغير نكاح أتحل له؟ وإذا قال رجل آلخر اقتلني أيحل له قتله؟ قال المنصور: ال.

قال: فكف يدك عن أهل الموصل فال تحل لك دماؤهم(.

)القول ما قلت انصرف رض المنصور عن هذا وأمره بالقيام فتفرقوا ث دعاه وهده وقاي له:فل ي

إلى بالدك وال تفت الناس بما هو شين على إمامك فتبسط يد الخوارج )يعني الثائرين( على

.28إمامك(

اً كان أبو هنيفة يمارس هرية الرأي هذه ضد المحاك أيضاً فكان إذا أصدرت إهدى المحاك هكم

خاطئاً جرر بما فيه من خط ألن اهترام القضاء عنده لي ميناه ترك المحاك وقضاترا يصدرون

.29أهكاماً غير صحيحة لقد منيوه ذات مرة من الفتيا ماهاً الرتكابه هذه )الجريمة(

ويذهب أبو هنيفة في هرية الرأي إلى أن من اعترض على الخالفة الشرعية وهكومترا الشرعية

اليادلة وسب إمام اليصر ب وجرر بقتله ف ن سجنه أو مياقبته ـ عنده ال تجو . ما ل ييتزم القيام بثورة

مسلحة ـ فيالً ـ أو بث الرعب واإلرهاب في البالد. ويستدي في هذا بما هدث مع سيدها علي رضي

)أعاهد هللا علناً وقاي أهده عنه هينما قبر رجاله على خمسة كاهوا يشتموهه في الكوفة ـ وهو خليفة ـ

ولم أفأقتله) :قاي )أتخلي عنه وقد عاهد هللا ليقتلنك( له رج قاي ب طالقر علي سيدها ف مر ألقتلنه(

.)فاشتمه إن شئت أو دعه(قاي )وإنه قد شتمك( قاي (يقتلني

الخوارج إذ كذلك يستدي أبو هنيفة ـ في أمر ميارضي الحكومة ـ بما أعلنه سيدها علي في ش ن

)لن نمنعكم مساجد هللا أن تذكروا فيها اسم هللا ولن نمنعكم الفيء مادات أيديكم مع أيدينا ولن قاي:

.30نقاتلكم حتى تقاتلونا(

ـ الخروج على الحكومة الظالمة:7

اررت في ذلك الوق مس لة هامة وهي: )إذا كان إمام المسلمين االماً فاسقاً فر تجو الثورة

وبين أه السنة أهفسر اختالفاً هوي هذه المس لة. فقال جماعة كبيرة من أه الحديث بجوا عليه؟

االعتراض على المه باللسان والنطق أمامه بالحق ولكن ال تجو الثورة عليه ولو أراق الدماء بغير

ال ليس ، لكن أبا هنيفة يقوي إن إمامة الظ31الحق وتيدى على هقوق الناس وارتكب فسقاً صريحاً

باطلة فحسب وإهما تجو الثورة عليه أيضاً ب وينبغي ذلك بشرط أن تكن ثورة هاجحة مفيدة ت تي

.129ص 10، السرخسي كتاب المبسوط ج 17ص 2، الكردري ج25ص 5ابن األثير ج 28

.351ص 13، الخطيب ج 153ـ 125، ابن عبد البر االنتقاء ص 166ـ 165ـ 160ص 1الكردري ج 29

.125ص 10السرخسي كتاب المبسوط ج 30

.125ص 2انظر األشعري مقاالت اإلسالميين ج 31

13

باليادي الصالح مكان الظال الفاسق وبشرط أن ال تكون هتيجترا مجرد تبديد القوى وضياز األهف

واألرواح. ويشرح أبو بكر الجصاص مذهب أبي هنيفة في هذا القوي:

ه مشروراً في قتاي الظلمة وأئمة الجور ولذلك قاي األو اعي اهتملنا أبا هنيفة على )وكان مذهب

ك شيء هتى جاءها بالسي ييني قتاي الظلمة فل هحتمله وكان من قوله وجوب األمر بالميروف

.32والنري عن المنكر فرض بالقوي ف ن ل يؤتمر له فبالسي (

يفة هفسه عن عبد بن المبارك، وكان ذلك وق وينق الجصاص في موضع آخر قوالً ألبي هن

أن بلغ أبو مسل الخراساهي ـ في عرد أوي خليفة عباسي ـ ش واً بييداً في الظل واليس . هينئذ جاء

إبراهي الصائغ فقيه خراسان إلى أبي هنيفة وهاقشه في األمر بالميروف والنري عن المنكر وقد ذكر

والتباهث ليبد بن المبارك فيما بيد على النحو التالي:أبو هنيفة هفسه هذا النقاش

فسألني عن األمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أن اتفقنا على أنه فريضة )قاي أبو هنيفة(: )

: المبارك ابن قاي من هللا تعالى فقال لي )يعني إبراهيم( مد يدك حتى أبايعك فأظلمت الدنيا بيني وبينه(

دعاني إلى حق من حقوق هللا فأمتنعت عليه وقلت له إن قام به رجل وحده قتل (:هنيفة أبو) قاي ولم()

ولم يصلح للناس أمر ولكن إن وجد عليه أعواناً صالحين ورجالً يرأس عليهم مأموناً على دين هللا ال

هذا له فأقول الملح الغريم تقاضي تقاضاني علي قدم كلما ذلك يقتضي وكان قاي )أبو هنيفة(: يحول.

وهذه فريضة ليست كسائر السماء من عليه عقدت حتى األنبياء أطاقته ما بواحد يصلح ال أمر

الفرائض ألن سائر الفرائض يقوم بها الرجل وحده وهذا متى أمر به الرجل وحده أشاط بدمه وعرض

ن يعرض نفسه للقتل فأخاف عليه أن يعين على قتل نفسه وإذا قتل الرجل لم يجترئ غيره أ

.33نفسه(

مذهب اإلمام في الخروج )الثورة(

يظرر هذا رأي أبي هنيفة المبدئي النظري في هذه المس لة غير أهنا ال هستطيع فر وجرة هظره

فرماً تاماً ما ل هق على سلوكه الذي سلكه ـ في الواقع ـ تجاه أه الثورات التي هب في عصره.

خروج زيد بن علي:

والثورة األولى هي ثورة يد بن علي والذي إليه تنسب الشيية الزيدية هفسرا وهو أخو اإلمام

محمد الباقر هفيد اإلمام الحسين. وكان أج علماء عصره فقيراً ورعاً صالحاً. وقد استفاد اإلمام أبو

لملك خالد بن م( هين عزي هشام بن عبد ا738هجرية ) 120هنيفة هفسه منه استفادة علمية وفي عام

عبد القسري من على اليراق وأجرى ميه تحقيقات ومساءالت واستدعى يداً من المدينة إلى الكوفة

ليدلي بشرادته في هذا األمر. وكاه هذه هي المرة األولى ـ منذ سنين ـ التي ي تي فيرا إلى الكوفة ـ

.81ص 1أحكام القرآن ج 32

.39ص 2أحكام القرآن ج 33

14

لروح ـ بمجيئه ـ في الحركة اليلوية مركز شيية علي ـ شخص جلي من آي سيدها علي. لرذا اهبيث ا

واهتشد الناس هوله ومن هاهية أخرى كان سكان اليراق يضيقون ذرعاً بظل بني أمية وقد عاشوا فيه

سنوات طويلة فكاهوا يريدون عموداً ييتمدون عليه في ثورتر فرأوا توفر وجود فقيه عال صالح من

ا له أن بالكوفة مائة أل رج يقفون إلى جواره وباييه البي اليلوي غنيمة ال بد من اقتناصرا ف كدو

على ذلك خمسة عشر ألفاً وكتبوا ـ بالفي ـ أسماءه في سجالت وصحائ وأثناء هذا كاه ترتيبات

هذه الثورة تت سراً عل برا الوالي األموي فلما عرف يد أن الحكومة علم ب مره فجر الثورة في

( قب موعدها المحدد فلما تقاب الفريقان تخلى شيية علي في الكوفة عنه م740هجرية ) 122صفر عام

.34فبقي ميه ـ وق الحرب ـ مائتان وثماهية عشر رجالً ال غير فقات إلى أن أصابه سر فجرح ومات

ساعد اإلمام أبو هنيفة يداً في خروجه هذا وأمده بالماي وكان ينصح الناس وي مره بالوقوف

عليه الرسوي أن بمينى 36بدر في وسل عليه صلى رسوي بخروج خروجه شبهو 35إلى جاهبه

ما ل يكن هناك شك في كوهه على الحق كذلك لي من شك في كون يد على الحق ك والسالم الصالة

)لو علمت أن الناس ال في خروجه هذا. لكنه لما جاءته رسالة يد يطلب فيرا اليون منه قاي لحاملرا:

يخذلونه ويقومون معه قيام صدق لكنت أتبعه وأجاهد معه من خالفه ألنه إمام حق ولكني أخاف أن

.37يخذلوه كما خذلوا أباه )سيدنا الحسين( لكني أعينه بمالي فيتقوى به على من خالفه(

ة هذا المسلك الذي سلكه أبو هنيفة إذن كان مطابقاً تماماً لما ذكره من الناهية النظرية في مس ل

الثورة على األئمة الظالمين فلقد كان ييرف تاريخ شيية علي في الكوفة وكان خبيراً بنفسيتر كما كاه

سيرتر التي درجوا عليرا منذ من سيدها علي واضحة ميروفة للناس أجميين هتى لقد هذر داود بن

أبو كان كذلك 38وجعلي )هفيد ابن اليباس( يداً من غدر أه الكوفة آهذاك وهاوي منيه من الخر

فيرا شيء منرا كما فلي األموية الدولة بقية أما وهدها الكوفة على قاصرة الحركة هذه أن ييل هنيفة

أهرا هركة لي لرا أي تنظي في مكان آخر تستطيع استمداد اليون منه وأهرا تكوه في الكوفة هفسرا

اإلطالق، لرذا هين هظر أبو هنيفة في مالمحرا في ستة أشرر ال أكثر وبالتالي ل تكن هاضجة على

الظاهرية كلرا ل يتوقع أن تحدث ثورة هاجحة عالوة على أن أهد أسباب قيود أبي هنيفة عن هذه

.505ـ 482ص 5الطبري ج 34

.81ص 1الجصاص ج 35

.260ص 1المكي ج 36

.260ص 1المكي ج 37

.491ـ 487ص 5الطبري ج 38

15

الحركة غالباً أهه هو هفسه ل يكن قد اتفق له من النفوذ والت ثير ما يجي اشتراكه فيرا مصدر قوة لرا إذ

هجرية ـ لي إال تلميذاً من تالميذ مدرسة أه الرأي التي يترأسرا 120كان أبو هنيفة وقترا ـ عام

هماد أستاذه. وهين خرج يد ل يكن مضى على اهيقاد إمامة هذه المدرسة ألبي هنيفة غير قرابة

عامين وهص عام ول يكن قد هاي بيد رتبة )فقيه أه المشرق( أو ت ثيراً وهفوذاً.

خروج النفس الزكية:

ثورة الثاهية فكاه ثورة محمد بن عبد الملقب بالنف الزكية وأخيه إبراهي وهما من أما ال

م( وق أن كان أبو هنيفة قد 763ـ 762هجرية ) 145أوالد الحسن بن علي وقد هدث ثورترما عام

وص إلى قمة الرسو وارتفاء المكاهة والت ثير.

أمية هتى لقد بايع النف الزكية المنصور هفسه كاه هركة هذين األخوين تتحرك منذ عرد بني

تخفى اليباسية الدولة قام فلما 39وأهاس كثيرون غيره مما كاهوا يريدون الثورة على الدولة األموية

والجزيرة خراسان في دعاتر وتفرق السر في دعوتر يبثون وراهوا ـ الدولة أعين عن ـ الناس هؤالء

ـ أيضاً الكوفة في كان كما مركزه الحجا الزكية النف وجي أفريقية وشماي واليمن وطبرستان والري

، وكان المنصور ييرف مدى 40ي على استيداد ألن تحمي اررهس أل مائة ـ األثير ابن رواية هسب

دعوتر ويخافر أشد الخوف إذ كاه دعوتر تضارز وتوا ي دعوة بني اليباس التي أسفرت عن قيام

وهذا ما جيله يتصدى لقميرا ودكرا عدة سنوات ويرتكب أقسى ألوان الين في سبي الدولة اليباسية

سحقرا والقضاء عليرا.

هجرية ترك المنصور بناء بغداد وذهب 145ولما خرج النف الزكية فيالً في رجب من عام

كة من جذورها إلى الكوفة فا عاً هلوعاً إذ كان يشك في بقاء دولته واستمرارها ما ل تس ص هذه الحر

وكثيراً ما كان يقوي ـ في هيرته وفقدان رشده ـ )و ال أدري ما أها فاع ( فكاه تترامى إليه أخبار

سقوط البصرة وفارس واألهوا وواسم والمدائن وغيرها ويخشى اهدالز الثورة من ك مكان فياش

عدته يتخذ وكان 41في مصالهشررين كاملين ال يغير لباسه وال ي وي إلى فراشه ويقضي ليله كله

هذه الحركة وقلب ألفلح يحالفه ل الحط كان ولو عج على الكوفة من ليفر ماهرين فرساهاً ويجرز

.42عرشه وأطاه بسلطان البي اليباسي

.156ـ 155ص 6الطبري ج 39

.18 ص 5الكامل ج 40

.تاريخ هذه الحركة وهو ما سقنا خالصته في هذه السطور 263حتى 155ص 6ذكر الكبري في ج 41

.299ص 1اليافعي ج 42

16

كان موق أبي هنيفة هذه المرة مختلفاً تمام االختالف عن موقفه في المرة السابقة. ولقد قلنا من

ذه الحركة عالهية هين كان المنصور في الكوفة يفرض هظر التجوي ك ليلة هتى كان قب إهه ساهد ه

تالميذ أبي هنيفة يخشون أن يقبر علير أجميين.

كان أبو هنيفة ينصح الناس ويحثر على مبايية ومساهدة إبراهي بن عبد أخي النف

لرج قاي لقد ب 44مرة سبيين أو خمسين النف الحج من أفض ميه الخروج ب ن وأفتى 43الزكية

إلبراهي بن عبد أخيك مساهدة ييني( مخرجك من إلي أهب أخيك مخرج) الفزاري اسحق أبو اسمه

. وقد هق لنا أبو بكر الجصاص والموفق المكي وابن البزا صاهب الفتاوى 45أفض من جرادك الكفار

وميناها الواضح الجلي أن الجراد لتخليص النظام البزا ية وه من أجلة الفقراء آراء أبي هنيفة هذه

الداخلي للمجتمع المسل من سطوة القيادة المنحرفة ـ عند أبي هنيفة ـ أفض من قتاي الكفار خارج

المجتمع المسل .

ولي أه وأخطر ما فيله أبو هنيفة في هذا الخروج هريه الحسن بن قحطبة ـ القائد األعلى

ثقاته ومشيريه ـ عن الذهاب لقتاي النف الزكية وأخيه وكان سي أبي قحطبة لجيوش المنصور وأعظ

وبطولته الحربية ـ إلى جاهب دهاء أبي مسل الخراساهي وهنكته السياسية ـ قد رفع قوائ دولة بني

اليباس وأقامرا فصار الحسن ـ بيد موت أبيه ـ قائداً في مكاهه فكان المنصور ييتمد عليه ويثق به أكثر

من غيره من القادة لكنه عاش في الكوفة وأهب أبا هنيفة وتيلق به تيلقاً كبيراً.

قاي ذات مرة ألبي هنيفة:

فهل لي (للمنصور خدمتي أثناء يدي على هدث الذي والجور الظل ييني) )عملي ال يخفى عليك

قتل مسلم وقتلك الخترت )نعم إذا علم هللا أنك نادم على ما فعلت ولو خيرت بين اإلمام قاي من توبة(

من أبي هنيفة سمع فلما قتلك على قتله وتجعل مع هللا عهداً على أن ال تعود فإن وفيت فهي توبتك(

عاهد على ذلك وتاب. ول تمر على هذا مدة وجيزة هتى هدث ثورة النف الزكية وأخيه إبراهي

)جاء أوان توبتك فإن وفيت بما عاهدت قاي لهف مره المنصور بالخروج لقتالرما فذكر ذلك ألبي هنيفة ف

خرى وقاي ألبي هنيفة لن أسير إلى هذا أ مرة توبته الحسن فجدد فأنت تائب وإال أخذت باألول واآلخر(

)ال أسير إلى هذا الوجه إن كان هلل تعالى ولو كان قتلي ث ذهب إلى المنصور، وقاي له في صراهة

ذلك من المنصور فغضب منه أوفر الحظ وإن كان معصية فحسبي(طاعة في سلطانك فيما فعلت فلي

إنا أنكرنا عقله منذ سنة وكأنه نصور ـ بيد ذلك ـ )للم الحسن أخو هميد فقاي عليه وقبر شديداً غضباً

.84ص 2، المكي ج 72ص 2الكردري ج 43

.83ص 2، المكي ج 71ص 2الكردري ج 44

.81ص 1الجصاص أحكام القرآن ج 45

17

)من يدخل عليه من وس لر ثقته أه ذلك بيد المنصور فدعا خلط عليه أنا أسير وأنا أحق بالفضل منه(

.46)إنه يتردد إلى اإلمام )أبي حنيفة( ( له قالوا هؤالء الفقهاء(

هذا الموق اليملي الذي وقفه أبو هنيفة كان منطقباً تماماً مع مبدئه وهظريته التي تقوي إن الثورة

إذا كان من المحتم أن تكون ثورة هاجحة صالحة فاالشتراك فيرا لي جائزاً مشروعاً فحسب ب هو

موق اإلمام مالك في هذا الش ن يختل عن موق أبي هنيفة وهين قاي فرض وواجب أيضاً ول يكن

له الناس ـ وق خروج النف الزكية ـ إن بيية المنصور في رقابنا فكي هخليرا وهساعد اآلن غيره

هذه وبسبب 47أفتى ببطالن البيية جبراً أو الحل كرهاً أو الطالق قرراً وبالتالي بطالن بيية اليباسيين

المدينة والي جلده ب ن فتواه عاقبة مالك وهاي الزكية النف جاهب إلى الناس من كثير اهض الفتوى

.48ليمان ومدت يده هتى خلي كتفهس بن جيفر اليباسي

ليس أبو حنيفة وحده:

ويخطئ من يحسب أن أبا هنيفة وهده ـ بين أه السنة ـ الذي رأى هذا الرأي في مس لة الثورة

رأيه الذي عبر عنه قوالً وفيالً كان بيينه رأي أكابر أه الدين في القرن األوي الرجري إهما الواقع أن

ف وي خطبة خطبرا أبو بكر الصديق رضي عنه بيد بييته قاي فيرا:

.49)أطيعوني ما أطعت هللا ورسوله فإذا عصيت هللا ورسوله فال طاعة لي عليكم(

ويقوي سيدها عمر رضي عنه:

.50بايع رجالً من غير مشورة من المسلمين فال يبايع هو وال الذي بايعه تغرة أن يقتال()من

وهين خرج الحسين على يزيد كان كثير من الصحابة أهياء وكاه جماعة فقراء التابيين

موجودة كلرا تقريباً وما رأينا قوالً لصحابي أو تابيي يقوي فيه إن الحسين ارتكب بخروجه هذا هراماً

مه أما من كاهوا ينروهه عن الخروج فكان رأير أن أه اليراق ال ييتمد علير وأهه لن يفلح في هر

خروجه ب سيضع هفسه في مح الخطر. وب لفاا أخرى كان رأير ـ جميياً ـ في هذه المس لة هو ما

.22ص 2الكردري ج 46

العباسيون عند أخذ البيعة يستحلفون الناس بطالق نسائهم إن هم نقضوا بيعتهم وذلك ذكر اإلمام مالك مسأله الحلف كان 47 .والطالق كرهًا إلى جانب مسألة البيعة

.191ص 3، ابن خلدون ج 84ص 10، ابن كثير ج 385ص 3، ابن خلكان ج 190ص 6الطبرى ج 48

.248ص 5والنهاية ج ، البداية 311ص 4ابن هشام ج 49

هذه ألفاظ رواية البخاري في كتاب المحاربين باب رجم الحبلى من الزنا. وقال عمر أيضًا في رواية أخرى )من دعى إلى إمارة 50 (. ونقل اإلمام أحمد كذلك قواًل لسيدنا عمر أن: )من بايع أميرًا 125ص 12من غير مشورة فال يحل له أن يقبل( )فتح الباري ج

.391حديث رقم 1غير مشروة المسلمين فال بيعة له وال بيعة للذي بايعه( مسند أحمد ج من

18

ه لكن ينبغي ـ قب أوضحه أبو هنيفة فيما بيد من أن الخروج على اإلمارة الفاسدة أمر مشروز في ذات

اإلقدام على هذه الخطوة ـ أن هتدبر األمر وهنظر ه هناك إمكان إلقامة هظام صالح بيد قلب النظام

المنحرف وتغييره أم ال. ولقد كان الحسين رضي عنه يحسب ـ بناء على رسائ أه الكوفة المتتالية

ورة هاجحة فخرج من المدينة لكن الصحابة الذين إليه ـ أهه وجد هماة مناصرين يستطيع بيوهر القيام بث

هروه عن ذلك كاهوا يرون ـ عك هذا ـ أن أه الكوفة ال ينبغي الثقة بر بيد الغدر الذي غدروه ـ من

قب ـ بوالده )سيدها علي( وب خيه )سيدها الحسن( فاالختالف الذي كان بين اإلمام الحسين وأولئك

وي التدبير والتخطيم ال هوي مشروعية الخروج وعدم مشروعيته.الصحابة إذن ـ كان اختالفاً ه

كذلك هين ثار عبد الرهمن بن األشيث على الدولة األموية في من والية الحجاج الظالمة وق

إلى جاهبه ـ آهذاك ـ أكابر الفقراء أمثاي سييد بن جبير والشيبي وابن أبي ليلى وأبي البختري ويذكر ابن

عسكرية من القراء )ييني اليلماء والفقراء( وقف ميه ول يق واهد من اليلماء الذين كثير أن فرقة

قيدوا عن القيام ميه إن خروجه هذا غير جائز. والخطب التي ألقاها هؤالء الفقراء أمام جيش ابن

األشيث تترج هظريتر ترجمة أمينة. قاي ابن أبي ليلى:

عمل به ومنكراً يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ )أيها المؤمنون إنه من رأى عدواناً ي

ومن أنكره بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة هللا هي العليا

وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ونور في قلبه اليقين فقاتلوا هؤالء المحلين

هلوا الحق فال يعرفونه وعملوا بالعدوان فال ينكرونه(.المحدثين المبتدعين الذين قد ج

وقاي الشيبي:

)يا أهل اإلسالم قاتلوهم وال يأخذكم حرج من قتالهم فوهللا ما أعلم قوماً على بسيط األرض

أعمل بظلم وال أجور منهم في الحكم فليكن بهم البدار(.

وقاي سييد بن جبير:

ويقين وعلى آثامهم قاتلوهم على جورهم في الحكم )قاتلوهم وال تأثموا من قتالهم بنية

.51وتجبرهم في الدين واستذاللهم الضعفاء وإماتتهم الصالة(

أما أكابر األمة الذين ل يقفوا مع ابن األشيث في خروجه على الحجاج ـ عك ما في أولئك

لشك ـ عك ما تقتضيه الفقراء ـ فل يقولوا إن هذا الخروج هرام في ذاته وإهما قالوا إهه ـ برذا ا

المصلحة ولذلك هين سئ الحسن البصري عن هذا قاي:

)إنه وهللا ما سلط هللا الحجاج عليكم إال عقوبة فال تعارضوا عقوبة هللا بالسيف ولكن عليكم

.52السكينة والتضرع(

.163ص 5الطبري ج 51

.135ص 9، البداية والنهاية ج 164ص 7طبقات ابن سعد ج 52

19

هنيفة كان هذا هو الرأي اليام أله الدين في القرن األوي الرجري وهو القرن الذي ولد فيه أبو

فكان رأيه عين رأير . ث بدأ يظرر فيما بيد ـ في آخر القرن الثاهي الرجري ـ ذلك الرأي الذي يسمى

اآلن )رأي جمرور أه السنة( ولي سبب ارور هذا الرأي اليثور على هصوص قطيية بش هه كاه

هبون مذهباً يخال النصوص خافية على أكابر القرن األوي أو أن أه القرن األوي ـ مياذ ـ كاهوا يذ

وإهما كان له ـ في الحقيقة ـ سببان: األوي أن الجبابرة ل يتركوا أي طريق مفتوح أمام التغيير بطرق

ديمقراطية سليمة والثاهي أن المحاوالت التي كاه تت إلهداث التغيير عن طريق السي أسفرت عن

.53قع صدور الخير عن هذا الطريق أيضاتلك النتائج المتوالية التي ل يبق بيد رؤيترا تو

القرآن سورة وكذلك تفهيم 320حتى 300ارجع ـ لمزيد من شرح هذه المسألة ـ إلى كتاب تفهيمات الجزء الثالث من ص 53 .الحجرات