بسم الله الرحمن الرحيم modeaa.doc · web viewوقال أبو يوسف...

Download بسم الله الرحمن الرحيم modeaa.doc · Web viewوقال أبو يوسف القاضي ما رأيت أعلم بتفسير الحديث من أبي حنيفة وقال

If you can't read please download the document

Upload: others

Post on 25-Dec-2019

4 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

بسم الله الرحمن الرحيم

الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية ابن أبي الوفا مكتبة مشكاة الإسلامية

الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد والعظمة والكبرياء لمن له الأسماء الحسنى. الحي الدائم الباقي الذي لا يبيد ولا يفنى. الخالق البارئ المصور الذي خلق فسوى. الرب العزيز الحكيم الذي أضحك وأبكى. القادر الجبار القهار الذي أمات وأحيا. المبدي المحيي المميت إليه المنتهى. "وأشهد" أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله في الأرض وإله في السماء شهادة أدخرها بها أطلب الفوز يوم اللقاء. وأشهد أن محمد عبده ورسوله المسمى بخير الأسماء. أحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب آخر الأنبياء. صلى الله عليه وعلى آله خصوصا أهل الكساء ورضا الله عن أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ والحسن آخر الخلفاء. ورضا الله عن بقية الصحابة وأزواجه وعميه العباس وحمزة سيد الشهداء. وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم طي السماء. يا رب وتغمد النعمان بعفوك وأجعل زلله في سعة رحمتك فقد كان يدعو في حياته بهذا الدعاء. يا رب وأنجز له ما وعد به أصحابه ومن تبعه وكان على مذهبه إلى يوم الجزاء. على ما روى عنه ذلك اللأئمة الثقاة من أصحابه النبلاء. يا رب وعبيدك ومسكينك جامع هذا الكتاب لا تجعله من الأشقياء. وأغفر له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات واجعلنا أجمعين من السعداء."وبعد" فقد قال الله العظيم في كتابه الكريم إلا بذكر الله تطمئن القلوب قال جماعة من السلف هو ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنما حصل لهم هذا الشرف من وجوه. "أعظمها" رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولهذا أختلف في حد الصحابي على ما عرف "الثاني" اكتسبوه من العلم " الثالث" حسن الأتباع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى غير ذلك من الوجوه. ولما كان ذلك كذلك فالتابعون مشاركون لهم في ذلك فكان ذكرهم تطمئن به القلوب. وكذلك من بعدهم ممن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وقد رأيت مقاصد العلماء مختلفة في ذكرهم. فمنهم من أفرد الصحابة بالجمع كأبي عمر أبي عبد البر وغيره. ومنهم من أفرد التابعين على طبقاتهم كالواقدي وغيره. ومنهم من أفرد الزهاد كأبي عبد الرحمن السلمي وغيره. وأرباب المذاهب المتبوعة كل منهم أفر أصحاب إمام ولم أرا أحدا تبع طبقات أصحابنا وهم أمم لا يحصون فقد ذكر في كتاب التعليم أنه روى عن أبي حنيفة رضي الله عنه ونقل مذهبه نحو من أربعة آلاف نفر. ولا بد من أن يكون لكل واحد منهم أصحاب وهلم جرا. وهذا السمعاني يقول أن يخبر أبي خزي من بخارى خلقا من أصحاب أبي حفص الكبير لا يحصون. وهذا في قربة من قرى بخارى وقال أيضا في ترجمة أبي حفص الكبير روى عنه خلق لا يحصون. وقال أيضا في ترجمة القدوري رحمه الله صنف المختصر المشهور قال فنفع الله به خلقا لا يحصون. وأبو نصر القاضي من أصحابنا يقال أنه لما أستشهد خلف بعده أربعين رجلا من أصحابه كل واحد منهم من أقران أبي منصور الماتريدي وأصحاب الأعالي الذين رووها عن أبي يوسف لا يحصون. ومن يحصى أيضا مشايخ ما وراء النهر. ومن يحصى أيضا علماء سمرقند من أصابنا فقد ذكر في البقية من أصحابنا ممن طاف البلاد أن بما كردين من بلاد سمرقند تربة يقال لها تربة المحمديين دفن فيها أكثر من أربع مائة نفس كل واحد منهم يقال له محمد صنف وأفتى وأخذ عنه الجم الغفير وزاد في غيره أن كل واحد منهم يسمى بمحمد بن محمد جميعهم أهل سمرقند بهذه التربة. "ولما مات" إمام الجليل صاحب الهداية حملوه إلى التربة وأرادوا دفنه بها فمنعوا من ذلك فدفن بالقرب منها ومقبرة الصدور معروفة بظاهر باب كلاباذ فيها أمم لا يحصون من الحنفية وكذلك مقبرة القضاة التسعة قريبة من بخارى فيها أمم لا يحصون واحدهم أو زيد الدبوسي وفي شوينز مقبرة تعرف بمقبرة أصحاب أبي حنيفة فيها خلق لا يحصون. ومن يحصى بيوت الدامتغانية والصاعدية فقد ذكر صاعد بن محمد أحمد أبو العلاء عماد الإسلام في كتاب الاعتقاد له عن عبد الملك بن أبي الشوارب أنه أشار إلى قصرهم العتيق بالبصرة وقال قد خرج من هذا الدار سبعون قاضيا على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه. وسيأتي في ترجمته أن شاء الله تعالى. وقد تولى القضاء أيضا من بيت قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني جماعة لا يحصون سترى منهم خلقا في هذا المجموع أن شاء الله تعالى. ورأيت مصنفا ضخما للهمداني من أصحابنا ّكر فيه أصحاب أبي عبد الله الدامغاني والإمام الصيمري الذين أخذوا عنها وبيت الصغارية بيت مشهور بالعلم والزدهد. وبيت التوجيه أيضا بيت مشهور فيهم كثرة علما وفضلا. وقال السمعاني في ترجمة النوحي نسبة إلى الجد. وذكر إسحاق بن محمد بن إبراهيم إلى أن قال وأخوته أهل بيت كلهم يقال لهم النوحي وهم علماء وفضلاء. وقال ابن خلكان في تأريخه في ترجمة المعز ابن باديس وكان مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه بأفريقية أظهر المذاهب. فحمل المعز المذكور جميع أهل المغرب على التمسك بمذهب مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه وحسم مادة الخلاف في المذاهب وأستمر الحال في ذلك إلى الآن. "قلت" وكانت ولادة المعز بالمنصورية من أعمال أفريقية سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة توفى بالقيروان سنة أربع وخمسين مائة وبيت الدامغانية فيهم كثرة علما وفضلا."وقد" طلبت العلم ونفسي متشوقة إلى جمع كتاب أذكر فيه طبقات أصحابنا فيمنعني من ذلك العجز عن الإحاطة ببعض هذا الجم الغفير وتبع الكتب المصنفة في ذلك فأول من حثني على ذلك قديما شيخنا العلامة قطب الدين عبد الكريم وأمدني بتواريخ وتعاليق وفوائد عزيزة من فوائد الإمام أبي العلاء البخاري وانتفعت به نفعا كثيرا في هذا الباب مما جمعه وأرشدني إليه. وكذلك شيخنا الإمام العلامة الحجة الأستاذ أبو الحسن السبكي وأمدني بكتب وفوائد كتأريخ نيسابور للحكم وغيره وتلقيت أشياء حسنة من فيه وأعظمهم علي منه في ذلك وأكثرهم لي مددا شيخنا الأوحد الأستاذ أبو الحسن علي المارديني وكنت في كل وقت أعرض عليه ما وقع لي من التراجم ويرشدني إلى أشياء حسنة. ثم خلفه في ذلك الخلف الصالح ولده الإمام جمال الدين قاضي قضاة الحنفية ومحدثها ورحمه الله ورحم سلفه ونفع بعلومه وبركته وأنا أسأل الله العظيم إتمام ما قصدته آمين."الفائدة الأولى" أن في ذكر تراجم العلماء فوائد نفسية ومهمات جليلة منها ما تقدم من البحث في قوله تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب."الفائدة الثانية" في معرفة مناقبهم وأحوالهم فنتأدب بآدابهم ونقتبس من محاسن آثارهم."الفائدة الثالثة" معرفة مراتبهم وإعصارهم فينزلون منازلهم ولا يقصر بالمعالي في الجلالة عن درجته ولا يرفع غيره من مرتبته وقد قال الله تعالى )وفوق كل ذي علم عليم( وثبت في صحيح مسلم ليليني منكم أولو الأحلام والنهي. وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن تنزل الناس منازلهم قال الحاكم أبو عبد الله هو حديث صحيح."والفائدة الرابعة" أنهم أئمتنا وأسلافنا كالوالدين لنا وأجدنا علينا في مصالح آخرتنا التي هي دار قرارنا وأنصح لنا فيما هو أعود علينا وأقبح أن نجهلهم وأن نهمل معرفتهم."والفائدة الخامسة" أن يكون العمل والترجيح بقول أعلمهم وأروعهم إذا تعارضت أقوالهم."الفائدة السادسة" بيان مصنفاتهم وما لها من الجلالة."وقد رتبت هذا" الكتاب على الحروف وكذلك في اسم الآباء والأجداد تيسيرا على كاشفه وأتبعته بكتاب في الكنى ثم بكتاب الذليل على الكنى ثم كتاب النساء ثم بكتاب في الأنساب ثم بكتاب في الألقاب ثم بكتاب فيمن عرف بابن فلان ثم ختمته بكتاب الجامع على عادة علماء المدينة أذكر فيه فوائد جمة ونفائس مهمة. وأقدم في أول كتابي هذا مقدمة تشمل على ثلاث أبواب كل باب يشتمل على فصول "الأول" في بيان عدد أسماء الله الحسنى. "الثاني" في بيان أسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وغير ذلك."الثالث" في الملتقط من مناقب أبي حنيفة رضي الله عنه -ثم أشرع بعد ذلك فيما قصدت وعلى الله توكلت وإليه أنيب وعليه اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وسميته "بالجواهر المضية في طبقات الحنفية"- وهذا حين الشروع فيما أردت تقديمه وبالله التوفيق.

المقدمة

وهي تشمل على ثلاثة أبواب الباب الأول في بيان عدد أسماء الله الحسنى وفيه فصول فصل "قال الله تعالى" )ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها( وقال الله تعالى )قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى( وقال الله تعالى )الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى( وقال الله تعالى )هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى( فهذه أربع آيات ذكر الله فيها أسماءه الحسنى.فصل "وقال" رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وفي رواية من حفظها وفي رواية مائة إلا واحدة. وفي رواية أن الله وتر يحب الوتر. وقال الترمذي حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة-هو الله الذي لا إله إلا هو-الرحمن-الرحيم-الملك-القوس-السلام-المؤمن-المهيمن-العزيز-الجبار-المتكبر-الخالق-البارئ-المصور-الغفار-القهار-الوهاب-الرزاق-الفتاح-العليم-القابض-الباسط-الخافض-الرافع-المعز-السميع-البصير-الحكم-العدل-اللطيف-الخبير-الحليم-العظيم-الغفور-الشكور-العلي-الكبير-الحفيظ-المقيت-الحسيب-الجليل-الكريم-الرقيب-المجيب-الواسع-الحكيم-الودود-المجيد-الباعث-الشهيد-الحق-الوكيل-القوي-المتين-الولي-الحميد-المحصي-المبدي-المحي-المميت-الحي-القيوم-الواجد-الماجد-الواحد-الأحد-الفرد-الصمد-القادر-المقتدر.المقدم-المؤخر-الأول-الآخر-الظاهر-الباطن-الوالي-المتعالي-البر-التواب-المنتقم-العفو-الرؤوف-مالك الملك-ذو الجلال والإكرام-المقسط-الجامع-الغني-المغني-المعطي-المانع-الضار-النافع-النور-الهادي-البديع-الباقي-الوارث-الرشيد-الصبور-."قال الترمذي" هذا حديث حسن غريب حدثنا به غير واحد عن صوان أن بن صالح ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح وهو ثقة عند أهل الحديث-وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلم في كثير سئ من الروايات ذكر الأسماء إلا في الحديث وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر فيه الأسماء وليس له إسناد صحيح والله تبارك وتعالى أعلم.فصل "قال" القرطبي قال علماءنا رحمهم الله تعالى لما قال الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها والدعاء بها قبل معرفتها بأعيانها محال وتحضيض الشرع على إحصائها وأمره بالدعاء بها وهو لم يبينها ولم يعينها من تكليف ما لا يطاق ولم يرد به الشرع فوجب تطلبها والوقوف عليها حتى ندعو بها.فصل قوله صلى الله عليه وآله وسلم "من أحصاها" أختلف العلماء فيه فقيل عدها وحفظها فتارة بالبحث والتفتيش فيكون ثوابه على هذا الإحصاء الجنة وتارة يكون إحصاؤها حفظها بعد أن وجدها محصاة قد أحصاها غيره ويشهد لهذا ما تقدم من قوله من حفظها. قال الأقليشي أبو العباس أحمد ولعله صلى الله عليه وآله وسلم وشرف وكرم في قوله من أحصاها وكل العلماء إلى إحصائها بالبحث والنظر ثم أشفق على أمته ويسر لهم فأحصاها لهم وأخرجها محصاة وقال من حفظها دخل الجنة. وقيل إحصاؤها الفهم لها والعلم بها. وقيل إحصاؤها أن ينزل كل اسم منها منزلته من غير تفريط.فصل

"قال القرطبي" واختلفوا هل أسماء الله عز وجل محصورة في التسعة والتسعين أم لا فذهب قوم منهم علي بن حزم إلى أن أسماءه محصورة في التسعة والتسعين. وذهب آخرون وهم الأكثرون أنه يجوز أن يكون له أسماء زائدة قالوا ومعنى ما أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التسعة والتسعين اسما إنما هو معنى الشرع لنا في الدعاء بها كما قال الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها وغيرها من الأسماء لم يشرع لنا الدعاء بها وهو الصحيح لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الشفاعة فأحمده بمحامد لا أقدر عليها إلا أن يلهمنيها الله عز وجل. رواه مسلم وروى أبو بكر قال علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الدعاء قال قل اللهم إني أسألك بمحمد نبيك وبإبراهيم خليلك وبموسى نجيك وبعيسى روحك وكلمتك وبتوراة موسى وبإنجيل عيسى وبزبور داود وبفرقان محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكل وحي أوحيته وقضاء قضيته وأسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم غيبك وأسألك باسمك المطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر وبعظمتك وكبريائك وبنور وجهك أن ترزقني القرآن والعلم وأن تخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري وتستعمل به جسدي بحولك وقوتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بك."وخرج" البيهقي وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أصاب مسلما قط حزن ولا هم فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل أسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلفك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن نجعل القرآن العظيم ربيع قلبي وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدل مكان همه فرجا قالوا يا رسول الله إلا تعلم هذه الكلمات قال بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن. وفي رواية بعد قوله وجلاء حزني قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما قالهن مهموم قط إلا أذهب الله همه وأبدله فرجا قالوا يا رسول الله لا نتعلمهن قال فتعلموهن وعلموهن. وذكر غير ذلك من الأحاديث."واحتجوا" أيضا بحديث أن للتسعة وتسعين اسما مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة. وحملوه على قضية واحدة لا قضيتين ويكون تمام الفائدة في خبر أن في قوله من أحصاها إلا في قوله تسعة وتسعين وهو كقول القائل أن لزيد ألف درهم أعدها للصدقة وقوله أن لعمرو مائة ثوب من زاره خلعها عليه وهذا لا يدل على أن ليس عنده من الدراهم إلا ألف درهم ولا من الثياب أكثر من مائة ثوب وإنما دلالته أن الذي أعده زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم وأن الذي أرصده عمرو من الثياب للخلع مائة ثوب. وأجاب الأولون فقالوا هو محمول على قضيتين "إحداهما" أن لله تسعة وتسعين اسما "والثانية" أن من أحصاها دخل الجنة.فصل في تسمية الله سبحانه وتعالى أسماءه الحسنى عدة أقوال. "قيل" لما فيها من العلو والتعظيم والتقديس والتطهير. "قيل" لما وع فيها من الثواب. "وقيل" لأنها حسنة في الإسماع والقلوب. "وقيل" لأنها تدل على توحيده وكرمه.فصل قال أبو بكر بن العربي قوله فأدعوه بها أي اطلبوا منه بأسمائه فيطلب بكل أسم ما يليق به نقول يا رحيم ارحمني يا حكيم أحكم لي يا رزاق ارزقني يا هادي أهدني يا فتاح أفتح لي يا تواب تب علي هكذا فإن دعوت بالاسم الأعظم قلت يا الله فهو متضمن لكل اسم ولا تقول يا رزاق أهدني إلا أن تريد يا رزاق ارزقني الخير. وهكذا رتب دعاءك تكن من المخلصين.فصل جاءت روايات كثيرة في تعديد أسماء الله الحسنى وفي بعضها أسماء بدل أسماء وفي بعضها زيادة. قال القرطبي وأما الأحاديث التي فيها عدد الأسماء فكلها مضطربة وأشبهها ما أخرجه محمد بن إسحاق بن خزيمة.فصل قال القرطبي لما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة. أردت أن يكون لي في هذا الإحصاء نصيب. وذكر بعضهم أنه من أراد الإحصاء فليقرأ القرآن من أوله إلى آخره فيستوفي الأسماء كلها في إضعاف التلاوة. قال الخطابي وذكر أبو عبد الله الزبيدي أنه أخرج الأسماء كلها من القرآن وذكر أنها ثلاثمائة وثلاثة عشر اسما وهي هذه مرتبة على حروف المعجم. "حرف الألف" الله-اللهم-إله-أحد-أول-آخر-ال في أحد وجوه -آيل-أعز-أعظم-أحكم-آجل-أقدر-أوسع-أكثر-أكبر-أكرم--أعلم-أقرب-أحسن-أصدق-أعلى-أهل التقوى-المغفرة-آمر-أبد-أمين."حرف الباء الموحدة" باق-باطن-بصير-بديع-باري-بريء-بر-بار-باسط-باعث-بالغ أمره-بادي-بدى-برهان "حرف التاء الفوقية" تواب-تام "حرف الثاء المثلثة" قال الأقليشي ولم يرد اسم مفتح بالثاء ولم يجيء ثابت في القرآن ولا في الأثر وأن كان يوصف الله تعالى به في معرض المدح فيقال الله ثابت سلطانه وثابت علمه وثابت قدمه إلى غير ذلك مما يستحق."حرف الجيم" جليل-جبار-جامع-جواد-جاعل-جميل-جابر "حرف الحاء المهملة" حكيم-حكم-حاكم-حاسب-حسيب-حليم-حنان-حفي-حافظ-حفيظ-حق "حرف الخاء المعجمة" خبير-خلاق-خافض-خليفة-خير-خفي "حرف الدال المهملة" دائم-دهر-ديان-دافع-داع "حرف الذال المعجمة" ذو الجلال والإكرام-ذو الفضل-ذو الطول-ذو المعارج-ذو العرش-ذو القوة-ذو الرحمة-ذو رحمة واسعة-ذو مغفرة-ذو عقلب-ذاري-ذات-وفي كتاب الترمذي يا ذا الحيل الشديد بالياء المعجمة بائنتين وهو الصحيح ومن رواه بالباء الموحدة فقد غلط والحيل هو القوة ومنه لا حول ولا قوة ولا حيل إلا بالله ولا احتيال."حرف الراء المهملة" رحمن-رحيم-رؤوف-رقيب-راشد-رشيد-رازق-رزاق-رافع-رفيع الدرجات-رب-رفيق-راض-راتق-رابع ثلاثة."حرف الزاي المعجمة" زكي- ذكره ابن برجان- زارع أم نحن الزارعون- ذكره ابن العربي."حرف الطاء المهملة" طاهر-طالب-طيب-طبيب."حرف الظاء المعجمة" ظاهر."حرف الكاف" كبير-كريم-كاف-كاشف-كاين-كثير-قال الأقليشي وليس في الصفات كامل وصفا لله تعالى في أثر ولورود كان معناه كمعنى تام فإن ذات الله تعالى وأفعاله تامة كاملة."حرف اللام" لطيف."حرف الميم" موجود-معهود-مذكور-منسئ-مصور-مكون-مخرج-موجد- مبدع-مبتدع-محدث- ملك-مليك-ملك الملوك-مالك الملك-مجيد-ماجد-متكبر-مقتدر-متعال- محصي-محيط-مؤمن-مهيمن-مقسط-مقيت-مبين-منير-مجيب-مستجيب-مناد-مناج-مغيث-منيع-ماي-معصي-مغني-مانع-معز-مذل-مقدم-مؤخر-مبدئ-معيد-محيي-مميت-منتقم-محسن-محسان-مفضل-منان-مولى-مستعان-مدبر-مريد-مكلم-متكلم-مبرم-منذر-مرسل-منزل-مهلك-معدم-معذب-مبغض-معاذ-مسعر-مبلي-مبتلى-ممتحن-متوف-مفن-مبق-مكرم-مطهر-مؤمل-موسع-ماهد-موهن-مقلب القلوب-مثبتها-مجري السحاب-مصرفها-مستهزئ-ماكر-مضل-متم نوره-مقبل-ممرض-منصح-مداوي-مجير-معلم-ميسر-مسهل-مسترزق-متكفل."حرف النون" نور-نافع-ناصر-نصير-ناظر-نظيف-نعم المولى ونعم النصير-ناه."حرف الصاد المهملة" صمد-صبور-صادق-صاحب."حرف الضاد المعجلة" ضار."حرف العين المهملة" عالم-علام-علي-عزيز-عدل-عفو-عظيم-عاصم-عدو-عامل-عادل."حرف الغين المعجمة" غافر-غفور-غفار-غالب-غيور-غضبان."حرف الفاء" فتاح-فاعل-فعال-فارج-فاكل-فاطر-فالق-فليق-فائق-فرد."حرف القاف" قادر-قدير-قوي-قيوم-قايم-قهر-قدوس-قابض-قريب-قديم-قاطن-قاض-قابل التوب."حرف السين المهملة" سامع-سميع-سلام-سيد-سريع الحساب-سريع العقاب-ساخر-ساخط-ستير-ستار-ساتر-سادس خمسة."حرف الشين المعجمة" شئ-شهيد-شاكر-شكور-شديد العقاب-شافي-شفيع."حرف الهاء"هاد-قال الأقليشي وليس في القرآن ولا في الأثر من أسماء الله الله تعالى اسم مفتتح بها غيرها وقد ذكر بعض العلماء في شرح الأسماء هو والهوى "قلت" قال القرطبي غفر الله له وفيه اسم رابع هازم الأحزاب."حرف الواو" واحد-واجد-واسع-وكيل-وال-ودود-وهاب-وارث-وتر-وفي-ولي."حرف اللام والألف" قال الأقليشي وليس في الأسماء اسم مفتتح بلام ألف. قلت. قال القرطبي غفر الله له فيه لا إله إلا هو."حرف الياء" وليس في الأسماء مفتتح بياء غير ما ذكره بعض العلماء في يس أنه من أسماء الله تعالى كسائر حروف التهجي وهي أربعة عشر حرفا. حا-را-طا-كاف-لام-ميم-نون-صاد-عين-قاف-سين-ها-يا.فصل   

"قال القاضي ابن عربي" وعندي أنه ليس لله تعالى اسم ولا صفة إلا وقد أطلع عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ابن الحضار وهذا عندي حسن قال والذي عليه جل العلماء أن ما وجب لله سبحانه لا يحيط به مخلوق ويدل عليه قوله تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر الآية-وقوله صلى الله عليه وآله وسلم سبحان الله عدد خلقه الحديث.

الباب الثاني

في نسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسمائه وغير ذلك وفيه فصول فصل أبو الأرامل. وأبو القاسم? وأبو إبراهيم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محمد وأحمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أبن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة أبن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. إلى هنا إجماع الأمة -وما وراءه فيه اختلاف واضطراب والمحققون ينكرونه قال النووي ومن أشهره عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بالنون والحاء المهملة أبن نابت بالنون أبن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن عليهما السلام بن تارح بالمثناة فوق وفتح الراء وهو آذر بن ناحور بالحاء المهملة أبن فالخ بالفاء واللام وبالمعجمة أبن عيبر بمهملة ثم مثناة تحت ساكنة ثم موحدة مفتوحة أبن شالخ بالمعجمتين واللام المفتوحة أبن أرفخشد بالراء والمعجمات وفتح الفاء والشين وإسكان الخاء أبن سام بن نوح بن لامك بفتح الميم وكسرها أبن متوشلخ بميم مفتوحة ثم مثناة مشددة مضمومة ثم واو ساكنة ثم شين معجمة ثم لام مفتوحتين ثم خاء معجمة ويقال متوشلخ أبن حنوخ بحاء مهملة ويقال معجمة ثم نون مضمومة ثم واو ثم خاء معجمة أبن برد بمثناة تحت مفتوحة ثم راء ساكنة أبن مهليل ويقال مهلايل? أبن قينين ويقال قينان بالقاف أبن يانش ويقال أنش ويقال أنوش بالنون والشين المعجمة أبن شيث بن آدم عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام وذكر أبو الحسن المسعودي وآخرون بين عدنان وإبراهيم نحو أربعين أبا وهذا أقرب فإن المدة بينهما طويلة جدا لكن في لفظها وضبطها اختلاف كثير. ومنها إن عدنان من نسل قيدار بن إسماعيل. قال وأما الحديث المشهور عن أبن عباس رضى الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال بعد عدنان كذب النسابون فهو ضعيف والأصح إنه من كلام أبن مسعود رضي الله عنه.فصل أما كنيته صلى الله عليه وآله وسلم بأبي الأرامل فقد ذكر الإمام أبو عبد الله سلام بن عبد الله الباهلي الأشبيلي في كتاب "الذخائر والأعلاق في آداب النفوس ومكارم الأخلاق" إن كنية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التوراة أبو الأرامل. وأما كنيته صلى الله عليه وآله وسلم بأبي القاسم فابنه القاسم قال أبو نعيم القاسم أبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكر ولده وبه يكنى. وأما كنيته بأبي إبراهيم فقد ذكر الحاكم حديثا من طريق أبن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعقيل عن الزهري عن أنس رضى الله عنه قال لما ولد إبراهيم أبن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتاه جبريل فقال السلام عليك يا أبا إبراهيم.فصل وأما أسماؤه فقد قال الإمام أبو بكر إن العربي في شرح الترمذي قال بعض الصوفية لله عز وجل وللنبي صلى الله عليه وآله وسلم ألف اسم فأما أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم أحصها إلا من جهة الورود الظاهرة بصفة الأسماء المبينة فوعيت منها جملة الحاضر منها سبعة وستون اسما ثم شاقها وسيأتي قريبا -وقال أبو الخطاب بن دحية في كتابه "المستوفي في أسماء المصطفى" صلى الله عليه وآله وسلم فإذا فحصنا عن جملتها من الكتب المتقدمة والقرآن العظيم والحديث النبوي وفت الثلاث مائة وكذلك صنف الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن التجيبي المعروف بالحوالي باللام نسبة إلى قرية من قرى مرسة "كتاب أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم" وذكرها تسعة وتسعين اسما. وذكر أبو الفرج بن الجوزي إن لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة وعشرين اسما. وذكر أبو عبد الله محمد بن علي بن عساكر لنبي الله صلى الله عليه وآله وسلم عشرين اسما.فصل  

وهذا سياق ما ذكره أبو بكر أبن العربي من أسمائه على ما تقدم فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم - المرسل- النبي- الأمي- الشهيد- المصدق- النور- المسلم- البشير- المبشر- النذير- المنذر- المبين- الأمين- العبد- الداعي- السراج- المنير- الإمام- الذكر- المذكر- الهادي- المهاجر- العامل- المبارك- الرحمة- الآمر- الناهي- الطيب- الكريم- المحلل- المحرم- الواضع- الرافع- المجير- خاتم النبيين- ثاني اثنين- منصور- اذن خير- مصطفى- أمين- مأمون- قاسم- نقيب- المزمل- المدثر- العلي- الحكيم- المؤمن- الرؤوف- الرحيم- الصاحب- الشفيع- المشفع- المتوكل- محمد- أحمد- الماحي الحاشر- المقفي- العاقب- نبي التوبة- نبي الرحمة- نبي الملحمة- عبد الله- وذكر أبو الفرج إن الجوزي إن لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة وعشرين اسما وذكر ما علمت عليه هكذا من الأسماء التي ذكرها أبن العربي وزاد أبن الجوزي قال والشاهد والضحوك- والقتال- والفاتح- والقيم."قال" أبن الجوزي هذه كلها أسماؤه ومعلوم إن بعضها صفات. قلت. وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى قال سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه أسماء منها ما حفظنا فقال أنا محمد- وأنا أحمد- والمقفي- ونبي التوبة- ونبي المرحمة- ونبي المقتله- فهذه ستة تقدم منها خمسة والسادس مما لم يتقدم نبي القتلة والله أعلم. وذكر الحميدي حديث أبي موسى في الجمع بين الصحيحين وذكر نبي الرحمة بدل نبي المرحمة وروى الترمذي من حديث حذيفة نحو حديث أبي موسى وقال فيه ونبي الملاحم. قلت. وفي هذه الرواية لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسماءه قال فإذا كان يوم القيامة لواء الحمد معي ولواء الحمد هي الراية التي يمسكها صاحب الجيش وفي كتاب الخصائص قال أبن مسعود سأل عبد الله بن سلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن لواء الحمد ما صفته فقال طوله مسيرة ألف سنة وست مائة سنة من ياقوتة حمراء وقصبته أو قال قبضته من فضة بيضاء وزجه من زمردة خضراء له ثلاث ذوايب ذوابة بالمشرق وذوابة بالمغرب وذوابة وسط الدنيا عليه مكتوب ثلاثة أسطر "الأول" بسم الله الرحمن الرحيم "والثاني" )الحمد لله رب العالمين(. "والثالث" لا اله إلا الله محمد رسول الله. طول كل سطر مسيرة ألف عام قال صدقت يا محمد قال أبن دحية "فإن قال قائل" كيف تدعون زيادة أسمائه صلى الله عليه وآله وسلم إلى ثلاث مائة. وفي الموطأ والصحيحين وغيرهما إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي خمسة أسماء "الجواب" أما قوله صلى الله عليه وآله وسلم إلى خمسة أسماء محمد واحمد والماحي والحاشر- والعاقب- لا تدل على الحصر وخصت هذه الخمسة بالذكر في وقت لمعنى ما أما لعلم السامع بما سواها فكأنه قال لي خمسة فاضلة معظمة أو شهرتها كأنه قال لي خمسة أسماء مشهورة أو لغير ذلك مما يحتمله اللفظ من المعاني وقال أبو العباس القرطبي خصت هذه الأسماء بالذكر لأنها هي الموجودة في الكتب المتقدمة واعرف عند الأمم السالفة قال ويحتمل أن يقال إنه في الوقت الذي أخبر به لم يكن أوحى إليه في ذلك الوقت غيرها.فصل "وأولاده" صلى الله عليه وآله وسلم الذكور ثلاثة هذا هو الصحيح. القاسم وبه كان يكنى وهو بكر أولاده. وعبد الله وهو الطيب والطاهر مات بمكة وهما من خديجة رضى الله عنها. وإبراهيم من مارية ما مات بالمدينة وكلهم ماتوا صغارا قبل استكمال مدة الرضاع. والبنات أربع من خديجة أيضا. زينب زوج أبي العاص أبن الربيع بن عبد شمس وهو أبن خالتها ماتت تحته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وفاطمة زوج علي رضي الله عنهما ماتت بعد أبيها بستة أشهر. وأم كلثوم. ورقية تزوجهما عثمان بن عفان رضي الله عنهم وماتتا تحته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تزوج أولا رقية فماتت فتزوج بأم كلثوم وأول من ولد له القاسم. ثم زينب ثم رقية. ثم فاطمة. ثم أم كلثوم. ثم عبد الله. ثم إبراهيم رضى الله عنهم.فصل وغزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسا وعشرين غزوة بنفسه وقيل سبعا وعشرين ولم يقاتل إلا في تسع بدر واحد والخندق وبني قريظة والمطلق وخيبر وفتح مكة وحنين والطائف.فصل  

وحج حجة الوداع بعد قدومه المدينة وأعتمر أربع عمر. عمرة حيث صده المشركون عن البيت والثانية حيث صالحوه من العام المقبل. وعمرة بالجعرانة وعمرة مع حجة الوداع وكلهن في ذي القعدة.فصل وبعوته وسراياه خمسون.فصل وكتابه صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة وأربعون أبينهم في غير هذا الموضع منهم الخلفاء الأربعة ومعاوية وزيد وكان ألزمهم بذلك وأخصهم.فصل وأمه أم محمد صلى الله عليه وآله وسلم آمنة كذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في منام رأيته بطريق مكة في سنة عشرين وسبع مائة قال لي صلى الله عليه وآله وسلم أمي أم محمد آمنة بهذا اللفظ "قلت" وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة وتوفى أبوه وأمه حامل به صلى الله عليه وآله وسلم وقيل غير ذلك ولم يبلغ أبوه من العمر إلا خمسا وعشرين ولم يرزق ولدا ذكر إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.فصل وأعمامه صلى الله عليه وآله وسلم عشرة الحارث وهو أكبرهم والزبير والمغيرة ولقبه حجل بتقديم الجيم على الحاء المهملة وقيل بالعكس ويقال له الغيداق أيضا وضرار- والمقوم- وأبو لهب واسمه عبد العزى- وتميم- وأبو طالب- والحمزة- والعباس- وهو أصغرهم ولم يسلم منهم سوى حمزة والعباس وقيل الأعمام أحد عشر فجعلوا الغيداق وحجلا اثنين.فصل "وعماته" صلى الله عليه وآله وسلم ست بلا خلاف وهن أميمة- وأم حكيم- وبرة- وعاتكة- وصفية- وأروى- واختلف في إسلامهما فذكر محمد بن سعد إنهما أسلمتا وهاجرتا إلى المدينة وقال آخرون لم يسلم منهن أحد إلا صفية رضي الله عنها.فصل أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم فوق العشرين منهم من دخل بهن "ومنهم من لم يدخل بهن" وقد ذكرهن سيخنا قطب الدين في شرح السيرة لعبد الغني وقال الدمياطي وأما من لم يدخل بهن ومن وهبت نفسها له ومن خطبها ولم يتفق تزويجها فثلاثون امرأة على اختلاف في بعضهن.وأول من تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خديجة ولم يتزوج أحد عليها حتى ماتت ثم تزوج ودة بنت زمعة ثم عائشة بنت أبي بكر ولم يتزوج بكرا غيرها. ثم حفصة بنت عمر. ثم أم حبيبة بنت أبي سفيان. ثم أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية. ثم زينب بنت جحش. ثم زينب بنت خزيمة. ثم جويرية بنت الحارث ثم صفية بنت حي. ثم ميمونة بنت الحارث وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين. هذا الترتيب ذكره عبد الغني وفي بعضه اختلاف فجملة من دخل بهن إحدى عشر وعقد على سبع ولم يدخل بهن مات منهن اثنتان في حياته خديجة وزينب بنت خزيمة وتوفي صلى الله عليه وآله وسلم عن تسع رضى الله عنهن وعن أصحابه أجمعين.فصل وسراريه أربع. ماوية القبطية. وريحانة بنت زيد- وقيل إنه تزوجها- وأخرى جميلة أصابها في السبي وأخرى وهبتها له زينب بنت جحش.فصل وموالي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحو السبعين وإماؤه نحو العشرة وهؤلاء لم يكونوا موجودين في وقت واحد بل كان مل بعض منهم في وقت.فصل مؤذنوه صلى الله عليه وآله وسلم أربعة. بلال وهو أول من أذن له- وأبن أم مكتوم- وأبو محذورة- وسعد القرظ- كان يؤذن له بقباء.فصل اتفق جمهور العلماء على إنه صلى الله عليه وآله وسلم ولد بمكة يوم الاثنين في شهر ربيع الأول من عام الفيل وذكر الزبير بن بكار إن مولده كان في شهر رمضان والقول الأول هو المشهور ثم اختلفوا في القدر الذي مضى من شهر ربيع الأول بولادته على أربع أقوال "فقيل" ليلتان و "قيل" عشر "وقيل" أثنتا عشر ليلة وهو الأشهر وأنتقل إلى الله وأختار ما عنده في يوم الاثنين حين أشتد الضحى لاثنتي عشر ليلة خلت من شهر ربيع الأول وقيل لثمان خلون منه سنة إحدى عشرة. ودفن ليلة الثلاثاء وقيل ليلة الأربعاء. "وأختلف" في مبلغ سنه صلى الله عليه وآله وسلم على ثلاثة أقوال ففي حديث أنس رضي الله عنه إنه توفي على رأس الستين وهو حديث صحيح متفق عليه. وفي حديث أبن عباس رضي الله عنهما إنه توفي على رأس ثلاث وستين أخرجه البخاري. والقول الثالث إنه توفي وهو أبن خمس وستين زاده مسلم والقول الثاني هو الأشهر وهو الصحيح في سني أبي بكر وعمر أيضا رضى الله عنهما.فصل  "روي في حديث" ضعيف مرفوع إن الأنبياء عليهم السلام مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا. الرسل منهم ثلاث مائة وثلاثة عشر أولهم آدم وآخرهم خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم رواه الآجري وأبو حاتم البستي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وفي رواية عن أبي ذر إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه يوم بدر أنتم عدد المرسلين وعلى عدد أصحاب طالوت حين جاوزوا النهر يعني ثلاث مائة وثلاثة عشر.فصل "قال الله تعالى" )فأصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل(. قال القرطبي في تفسيره قال أبن عباس رضي الله عنهما ذو العزم والصبر قال مجاهد هم خمسة نوح- وإبراهيم- وموسى- وعيسى- ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم وهم أصحاب الشرائع. وقال أبو العالية أولوا العزم نوح- وهود- وإبراهيم- فأمر الله نبيه عليه السلام أن يكون رابعهم. وقال السدي إنهم ستة إبراهيم- وموسى- وداود- وسليمان- وعيسى- ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين. وقيل نوح- وهود- وصالح- وشعيب- ولوط- وموسى- وهم المذكورون على النسق في سورة الأعراف والشعراء."وقال" مقاتل هم ستة نوح صبر على أذى قومه مدة- وإبراهيم صبر على النار- وإسحاق صبر على الذبح- ويعقوب صبر على فقد الولد- وذهاب البصر- ويوسف صبر على البير والسجن- وأيوب صبر على الضر. وقال أبن جريج إن منهم إسماعيل- ويعقوب- وأيوب- وبيس منهم يونس- ولا سليمان- ولا آدم. وقال الشعبي والكلبي ومجاهد أيضا هم الذين أمروا بالقتال فأظهروا المكاشفة وجاهدوا المفرة. وقيل هم نجباء الرسل المذكورون في سورة الأنعام وهم ثمانية عشر. إبراهيم- وإسحاق- ويعقوب- ونوح- وداود- وسليمان- وأيوب- ويوسف- وموسى- وهارون- وزكريا- ويحيى- وعيسى- وإلياس- وإسماعيل- واليسع- ويونس- ولوط عليهم السلام وأختاره الحسين بن الفضل بقوله تعالى في عقبه )أولئك الذين هدى الله فبهداهم أقتده(. وقال أبن عباس رضى الله عنهما وأيضا كل الرسل كانوا أولي العزم وأختاره علي بن مهدي الطبري قال وإنما دخلت من للتجنيس لا للتبعيض كما تقول اشتريت أردية من البزواكسية من الخزاي أصبر كما صبر الرسل."وقال" بعض العلماء أولو العزم اثنا عشر نبيا أرسلوا إلى بني إسرائيل بالشام فعصوهم فأوحى الله تعالى إلى الأنبياء أني مرسل عذابي على عصاة بني إسرائيل فشق ذلك على المرسلين فأوحى الله إليهم اختاروا لأنفسكم إن شئتم أنزلت بكم العذاب وأنجيت بني إسرائيل وإن شئتم نجيتم وأنزلت العذاب على بني إسرائيل فتشاوروا بينهم فأجتمع رأيهم على أن ينزل بهم العذاب وينجي الله بني إسرائيل فأنجى الله بني إسرائيل وأنزل بأولئك العذاب. وذلك إنه سلط عليهم ملوك الأرض. فمنهم من نشر بالمناشير. ومنهم من سلخ رأسه. ومنهم من حرق بالنار والله أعلم.قال الحسن أولو العزم "أربعة" إبراهيم- وموسى- وداود- وعيسى. "فأما إبراهيم" فقيل له )اسلم قال أسلمت لرب العالمين(. ثم أبتلى في ماله وولده ووطنه ونفسه فوجد صادقا وفيا في جميع ما ابتلي به. "وأما موسى" فعزمه حين قال له قومه )إنا لمدركون( فقال )كلا إن معي ربي سيهدين(. "وأما داود" فأخطأ خطيئة فنبه عليها فأقام يبكي أربعين سنة حتى نبت من دموعه شجرة فقعد تحت ظلها "وأما عيسى" فعزمه إنه لم يضع لبنة على لبنة وقال إنها معبرة فاعبروها ولا تعمروها وكان الله تعالى يقول لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم اصبر إن كنت صادقا فيما ابتليت به مثل صدق إبراهيم. واثقا بنصرة مولاك كمثل ثقة موسى. مهتما بما سلف من هفواتك مثل اهتمام داود. زاهدا في الدنيا مثل زهد عيسى. ثم قيل هي منسوخة بآية السيف وقيل هي محكمة والأظهر إنها منسوخة لأن السورة مكية. وذكر مقاتل إن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد فأمر الله تعالى رسوله أن يصبر على ما أصابه )كما صبر أولو العزم من الرسل( تسهيلا عليه وتثبيتا له والله أعلم.

الباب الثالث

في الملتقط من كتابي الكبير المسمى بالبستان في مناقب إمامنا النعمان رضي الله عنه وفيه فصول فصل "الإمام الأعظم" أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن كاوس بن هرمز بن مرزبان بن بهرام بن مهركز بن ماحين أبن حسينك بن أذر بود بن سروس بن نردمان بن بهرام أبن مهركز بن أردرباد بن ازرحود بن بردفيروز بن سيدوس أبن رفتاره بن ايتكرز بن كودبو بن كردبو بن سرواد بن وادين بن سيدوس بن تزد بن تحت بود بن شادان بن هرمز ديار بن خاتسا بن دينار بن كيار بن ددين بن سيدوس بن كودود بن ساسان الملك بن بابك الملك بن حاز الملك بن مهراس الملك بن ساسان الملك بن بهمن بن اسفنديار الملك بن كستاسب الملك أبن نهراس الملك بن كتمش الملك بن كي ياسين الملك بن كيابود الملك بن كيقباد الملك بن داد الملك بن ترجمام الملك بن برمان سود الملك بن منوجهر الكيان الملك وهو الفارس اليهود أبن يعقوب النبي صلى الله عليه وسلم أبن إسحاق إبن إبراهيم بن آزر وهو تارخ بن نافور بن سروع بن راغو بن فالخ بن عابر وهو هود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بن شالخ بن أرفحشد بن سام بن نوح النبي صلى الله عليه وسلم بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن مارد بن مهليل بن قينان أبن أنوش بن شيت بن آدم صلى الله عليه وسلم وعلى سائر الأنبياء أجمعين هكذا رأيت هذا النسب من أوله إلى آخره بخط الحافظ أبي إسحاق إبراهيم الصريفيني رحمه الله تعالى وقد تقدم ضبط بعض هذه الأسماء في نسب سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم.فصل في ذكر مولده ووفاته رحمه الله تعالى الصحيح إنه ولد سنة ثمانين وقيل إحدى وستين وقيل ثلاث وستين وأجمعوا على إنه مات سنة خمسين ومائة. واختلفوا في أي الشهود ومنها فقال يعقوب بن شيبة سمعت إبراهيم يحكي عن محمد بن عمر الواقدي قال مات أبو حنيفة وهو إبن سبعين سنة. وقال في شعبان سنة خمسين ومائة. وروى عن أبي حسان الحسن بن عثمان الزيادي قال وفي سنة خمسين ومائة مات أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه النعمان بن ثابت في رجب وهو ابن سبعين سنة. وقال يعقوب بن شيبة بن الصلت لم أرهم يختلفون وقال يشكون أن وفاة أبي حنيفة كانت في رجب ببغداد وقال في شعبان سنة خمسين ومائة. واختلفوا في أي الشهور منها فقال يعقوب بن شيبة سمعت إبراهيم بن هاشم يحكي عن محمد بن عمر الواقدي قال مات أبو حنيفة وهو إبن سبعين سنة. وقال في شعبان سنة خمسين ومائة. وروى عن أبي حسن الحسن بن عثمان الزيادي قال وفي سنة خمسين ومائة مات أبو حنيفة "رضي الله تعالى عنه" النعمان بن ثابت في رجب وهو ابن سبعين سنة. وقال يعقوب بن شيبة بن الصلت لم أراهم يختلفون أو قال يشكون أن وفاة أبي حنيفة كانت في رجب ببغداد وقالوا في شعبان سنة خمسين ومائة. وروى عن بشر بن الوليد قال سمعت أبا يوسف يقول مات أبو حنيفة في النصف من شوال سنة خمسين ومائة. أدعى بعضهم أنه سمع ثمانية من الصحابة رضي الله تعالى عنهم. وقد جمعهم غير واحد في جزء وروينا هذا الجزء عن بعض شيوخنا وقد جمعت أنا جزأ في بيان استحالة ذلك من بعضهم وهذا طريق الأنصاب.وذكرت في هذا الجزء من سمعه من الصحابة ومن رآه. "والذي سمعه" منهم رضي الله تعالى عنهم أجمعين عبد الله بن أنيس وعبد الله بن جزء الزبيدي وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله ومعقل بن يسار ووائلة بن الأسقع وعايشة بنت عجزد.وذكرت عن الخطيب أنه رآى أنس بن مالك ورددت قول من قاله أنه ما رآه وبينت بيانا شافيا والحمد لله. وسمع خلقا من التابعين كعطاء عن أبي رباح ونافع مولى أبن عمر وغيرهما وروى عنه الجم الغفير وقد تقدم في أول خطبة كتابي الجواهر هذا أنه روى عنه نحو أربعة آلاف نفس.فصل  "قال" مسعر بن كدام فيما رويناه عنه بالأسانيد من جعل أبا حنيفة بينه وبين الله إماما رجوت أن لا يخاف وأن لا يكون فرط في الاحتياط لنفسه. وروى الطحاوي بسنده عن عبد الله بن داود الخربي وسأله رجل فقال ما عيب الناس فيه على أبي حنيفة فقال والله ما أعلمهم عابوا عليه في شئ إلا أنه قال فأصاب وقالوا فأخطئوا. وقال يحيي بن آدم سمعت الحسن بن صالح يقول كان النعمان بن ثابت فيما نعلم متثبتا فيه إذا صح عنده الخبر عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" لم يعد إلى غيره. وقال أبو يوسف القاضي ما رأيت أعلم بتفسير الحديث من أبي حنيفة وقال يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول ما طلب أحد الفقه إلا وكان عيالا على أبي حنيفة-وقال الإمام مالك رضي الله عنه وقد سئل عنه رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجة. وكان الإمام أحمد بن حنبل كثيرا ما يذكره ويترحم عليه ويبكي في زمن محنته ويتسلى بضرب أبي حنيفة على القضاء وقال أبن البر في "كتاب الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء" أبي حنيفة ومالك والشافعي رضي الله عنهم مثل يحيي بن معين وعبد الله أبن أحمد الدورقي يسمع من أبي حنيفة فقال يحيي بن معين هو ثقة ما سمعت أحدا ضعفه هذا شعبة بن الحجاج يكتب إليه يحدث بأمره وشعبة قال وكذا على أبن المديني أثنى عليه. وقال أبن عبد البر أيضا في كتاب بيان جامع العلم وقيل ليحيي أبن معين يا أبا زكرياء يا أبو حنيفة كان صدق في الحديث قال نعم صدوق قال وقال سواء كان شعبة حسن الرأي في أبي حنيفة قلت. وشعبة أول من تكلم في الرجال وقال يزيد بن هارون أدركت ألف رجل وكتبت عن أكثرهم ما رأيت فيهم أفقه ولا أروع ولا أعلم من خمسة أولهم أبو حنيفة. وقال أبو يوسف كان أبو حنيفة رحمه الله تعالى يختم القرآن في كل ليلة في ركعة. وفي رواية ويكون ذلك وتر. قال أبن عبد البر وقال أبن المديني أبو حنيفة ثقة لا بأس به. قال أبن عبد البر الذين رووا عن أبي حنيفة ووثقوه وأثنوا عليه أكثر من الذين تكلموا فيه والذين تكلموا من أهل الحديث أكثر ما عابوا عليه الإغراق في الرأي والقياس قال وكان يقال يستدل على نباهة الرجل من الماضين بتباين الناس فيه. قالوا ألا ترى إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنه هلك فيه فئتان محب أفريا ومبغض أفرط. وقد جاء في الحديث إنه يهلك فيه رجلان محب مطر ومبغض مكثر. قال هذه صفة أهل النباهة ومن بلغ في الفضل والدين الغاية. قال أبن عبد البر قال أبو داود السجستاني إن أبا حنيفة كان إماما وإن مالكا كان إماما وإن الشافعي كان إماما وكلام الائمة بعضهم في بعض يجب أن لا يلتفت إليه ولا يبرج عليه فيمن صحت إمامته وعظمت غب العلم غايته. ولقد أكثر أبن عبد البر في تصانيفه ولا سيما في هذا الكتاب النقل عن هذه الأئمة بثنائهم على الإمام أبي حنيفة وكذا غيره من الأئمة المعتبرين من أهل الحديث والفقه وقد بسطت ذلك في كتابي الكبير. قال أبن عبد البر وأبو حنيفة أقعد الناس بحماد بن أبي سليمان.فصل  "أعلم" إن الإمام أبا حنيفة قد قبل قوله في الجرح والتعديل وتلقوه عنه علماء هذا الفن وعملوا به كتلقيهم عن الإمام أحمد والبخاري وأبن معين وأبن المديني وغيرهم من شيوخ الصنعة وهذا يدلك على عظمته وشأنه وسعة علمه وسيادته. فمن ذلك ما رواه الترمذي رحمه الله تعالى في كتاب العلل من الجامع الكبير حدثنا محمود بن غيلان عن جرير عن يحيى الحماني تسمعت أبا حنيفة يقول ما رأيت أكذب من جابر الجعفي ولا أفضل من عطاء بن أبي رباح. وروينا في المدخل لمعرفة دلائل النبوة للبيهقي الحافظ بسنده عن عبد الحميد الحماني سمعت أبا سعد الصنعاني وقام إلى أبي حنيفة فقال يا أبا حنيفة ما تقول في الأخذ عن الثوري فقال أكتب عنه فأنه ثقة ما خلا أحاديث أبي إسحاق عن الحارث وحديث جابر الحعفي. وقال أبو حنيفة طلق بن حبيب كان يرى القدر. وقال أبو حنيفة زيد بن عياش ضعيف. وقال سويد بن سعيد عن سفيان بن عيينة قال أول من أقعدني للحديث أبو حنيفة قدمت الكوفة فقال أبو حنيفة إن هذا أعلم للناس بحديث عمرو بن دينار فاجتمعوا علي فحدثتهم- وقال يعقوب بن شيبة قلت لعلي بن المديني كلام رقبة بن مصقلة الذي يحدثه سفيان بن عيينة عن أبي حنيفة قال يعقوب فعرفه علي بن المديني وقال لم أجده عندي. وقال أبو سليمان الجوزجاني سمعت حماد بن زيد يقول ما عرفنا كنية عمرو بن دينار إلا بأبي حنيفة كنا في المسجد الحرام وأبو حنيفة مع عمرو بن دينار فقلنا له يا أبا حنيفة كلمه يحدثنا فقال يا أبا محمد حدثهم ولم يقل يا عمرو "قلت" حماد بن زيد هذا لحد الأعلام روى له الأئمة الستة. قال أبن مهدي ما رأيت بالبصرة أفقه منه ولم أر أعلم بالسنة منه عاش إحدى وثمانين سنة و "توفى" في رمضان سنة تسع وسبعين ومائة ويأتي في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.وقال أبو حنيفة لعن الله عمرو بن عبيد فإنه فتح للناس بابا إلى علم الكلام. وقال أبو حنيفة قاتل الله جهم بن صفوان ومقاتل بن سليمان هذا أفرط في النفي وهذا أفرط في التشبيه. قال الطحاوي حدثنا سليمان بن شعيب حدثنا أبي قال أملأ علينا أبو يوسف قال قال أبو حنيفة لا ينبغي للرجل أن يحدث من الحديث إلا بما حفظه من يوم سمعه إلى يوم يحدث به "قلت" سمعت شيخنا العلامة الحجة زين الدين بن الكناني في درس الحديث بالقبة المنصورية وكان أحد سلاطين العلماء ينصر هذا القول. وسمعته يقول في هذا المجلس لا يحل لي أن أروي إلا قوله صلى الله عليه وآله وسلم أنا النبي لا كذب أنا أبن عبد المطلب فأني حفظته من حين سمعته إلى الآن "قلت" ولكن أكثر الناس على خلاف ذلك ولهذا قلت رواية أبي حنيفة لهذه العلة لا لعلة أخرى زعمها المتحملون عليه. وقال أبو عاصم سمعت أبا حنيفة يقول القراءة جائزة يعني عرض الكتب. قال سمعت أبن جريج يقول هي جائزة يعني عرض الكتب. قال وسمعت مالك بن أنس وسفيان وسألت أبا حنيفة عن الرجل يقرأ عليه الحديث يقول أخبرنا أو كلاما هذا معناه فقالوا لا بأس. وعن أبي عاصم أخبرني أبن جريج وأبن أبي ذيب وأبو حنيفة ومالك بن أنس والأوزاعي والثوري كلهم يقولون لا بأس إذا قرأت على العالم أن تقول أخبرنا. وقال أبو قطن فيما رواه الطحاوي قال لي أبو حنيفة أقرأ علي وقل حدثني وقال لي مالك أقرأ علي وقل حدثني. قال الطحاوي حدثنا روح بن الفرج أبا أبن بكير قال لما فرغنا من قراءة الموطأ على مالك قام إليه رجل فقال يا أبا عبد الله كيف تقول في هذا فقال أن شئت فقل حدثنا وأن شئت فقل أخبرنا قال واراه قال وأن شئت فقل سمعت. قال الطحاوي وممن قال بهذا أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد. وقال أبو حنيفة لم يصح عندي إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبس السراويل فأفتى به.وهذا حين الشروع فيما قصدت فبعون الله تعالى ابتدائي وبه استعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

بسم الله الرحمن الرحيم

حرف الألف

باب من اسمه إبراهيم

"إبراهيم" بن إبراهيم بن داود بن حازم الأسدي أسد خزيمة القضاعي والد قاضي القضاة شمس الدين محمد يأتي في بابه أن شاء الله تعالى وجده أحمد بن محمد يأتي أيضا وأبوه إبراهيم بن داود يأتي أن شاء الله تعالى أهل بيت علما وفضلا وكان إبراهيم بن محمد بن سليمان أبو إسحاق الفقيه الموصلي قال أبن عساكر أصله من عربة والده أبو العباس أحمد القاضي يأتي في بابه أن شاء الله تعالى سبحانه وهو والد أبي الفضل إسماعيل بن إبراهيم يأتي أيضا. وإبراهيم هذا من كبار أصحاب الإمام برهان الدين أبي الحسن علي بن أبي الحسن البلخي المشهور تفقه عليه وسمع منه الحديث ويأتي في بابه وكان معه بحلب. قال أبن عساكر وما أظنه روى شيئا وكذلك قال أبن العديم قالا واستنابه برهان الدين بمدرسة بعرى ثم ولي التدريس بالمدرسة الصادرية. قال أبن العديم وتولى قضاء الرهناء بعد فتحها من أيدي الإفرنج. وذكر أبن عساكر أن واده هو الذي نولى القضاء بها قال وتوفي يوم الأربعاء ثاني عشر ذي الحجة سنة ستين وخمسمائة ودفن بجبل قاسيون شهدت الصلاة عليه. والموصلي بفتح الميم وسكون الواو وكسر الصاد المهملة وفي آخرها اللام هذه النسبة إلى الموصل وهي من بلاد الجزيرة."إبراهيم" بن أحمد بن بركة الموصلي التقي له شرح المنظومة وله كذلك الهداية."إبراهيم" بن أحمد بن عقبة بن هبة الله بن عطاء بن ياسين بن زهير بن إسحاق البصراوي القاضي الملقب بالصدر يأتي والده أن شاء الله تعالى. درس إبراهيم بالمدرسة الركنية بجبل قاسيون وتولى التدريس بعده بها ولده محي الدين فقيه فرضى وله يأتي معرفة الجبر والمقابلة والدينار. موله في ربيع الآخر سنة تسع وستمائة ببصرى ذكره البرزالي وتفقه ببصرى على الطوري مدرس الأمينية لبصرى وولى قضاء حلب ثم عزل مدة طويلة ثم قدم إلى ديار مصر وتوصل إلى أن كتب تقييده بقضاء حلب فعاد به إلى دمشق فأقام به مدة فأدركته المنية قبل بلوغ قصده فتوفي يوم السبت حادي عشر رمضان ودفن يوم الأحد من سنة سبع وتسعين وستمائة رحمه الله تعالى. وذكره شيخنا فخر الدين في تاريخ مصر."إبراهيم" بن أحمد بن محمد بن حمويه أبن بندار بن مسلمة الفقيه البباري المقري سكن ذيبار -من أعمال قومس حدث ديبار عن أبي القاسم البهوي ويحيي بن صاعد في آخرين روى عنه ولده أبو أحمد محمد بن إبراهيم. ويأتي ذكره أبن النجار وأسند عنه حديثا واحدا عن عائشة رضى الله عنها مرفوعا متنه اللهم إجعلني من اللذين إذا احسنوا استذكروا وإذا أساءوا استغفروا."إبراهيم" بن احمد بن أبي الفرج بن أبي عبد الله بن الكريد الدمشقي أبو إسحاق المنعوت زين الدين. كان إماما بالمقصورة السندية الشرقية بجامع دمشق وتصدر بها بإقراء النحو. قال الذهبي وسمع منه المحدث عمر بن بدر الموصلي مسند أبي حنيفة رواية أبن البلخي. روى عنه المزي وأبن العطاء. وتوفى في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين بالمزة رحمه الله تعالى ومولده في شعبان سنة أربع وستمائة."إبراهيم" بن إسحاق بن إبراهيم المطرزي أبو إسحاق من أهل دامغان تفقه على علماء بخارى. ذكره أبو العلاء الفرضي في معجم شيوخه فقال كان شيخا فقيها عالما فاضلا زاهدا عابدا مدرسا مفتيا عارفا بأصول المذهب وفروعه ملازما بيته لا يخرج إلا إلى مسجده أو إلى الجامع وكان قد رحل إلى بخارى وتفقه بها ثم رجع إلى بلده ولم يزل يفتي ويدرس إلى أن توجهت العساكر الأحمدية إلى خراسان فعبروا على دامغان وكانوا أكثرها نصارى فعذبوا أهلها وعذب الشيخ في جملة من عذب وأصابته جراحات فهرب إلى بسطام فتوفى بها ودفن هناك في سنة اثنتين وثمانين وستمائة رحمه الله تعالى."إبراهيم" بن إسحاق بن أبي العنبس أبو إسحاق الزهري الكوفي القاضي روى عنه أبن أبي الدنيا وعامة الكوفيين وولى قضاء مدينة المنصور بعد أحمد أبن محمد بن سماعة في سنة ثلاث وخمسين ومائتين ويأتي أحمد هذا. قال الخطيب وكان ثقة حبرا فاضلا دينا صالحا وكان تقلد قضاء الكوفة. مات سنة سبع وسبعين ومائتين وبلغ ثلاثا وتشعين سنة وأراد الموفق منه أن يدفع إليه أموال اليتامى على سبيل القرض فأبى أن يدفعها فقال لا والله ولا حبة منها فصرفه عن الحكم في سنة أربع وخمسين ومائتين ورد إلى قضاء الكوفة.

"إبراهيم" بن أسد بن أحمد أبو العباس والد أحمد وجد نصر يأتي كل واحد منهما في بابه أهل بيت علماء فضلاء روى عنه أبن أبنه نصر بن أحمد بن إبراهيم."إبراهيم" بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوي أبو إسحاق الدمشقي المعروف بابن الدرجي وإسماعيل أبوه يأتي قريبا وكلاهما سمع منهم الحافظ الدمياطي وذكرهما في معجم شيوخه."إبراهيم" بن إسماعيل بن احمد بن إسحاق بن شيت بن نصر بن شيت بن الحكم بن أقلد بن أبان بن عقبة بن يزيد بن روبة بن جعابة بن وائل بن حزم بن دينار بن ضبيعة بن نمزار بن معد بن عدنان الأنصاري الوائلي أبو إسحاق الفقيه عرف بأبصار وأبنه حماد بن إبراهيم وأبوه إسماعيل بن إسحاق وجده أحمد كل منهم يأتي في بابه أهل بيت علماء وفضلاء شيخ قاضي خان تفقه على والده وغيره وتفقه عليه قاضي خان وسمع الآثار للطحاوي على والده وكتاب العالم والمتعلم لأبي حنيفة على أبي يعقوب السياري بقراءة والده والسير الكبير لمحمد علي أبي حفص البزاز وكتاب الكشف في مناقب أبي حنيفة تصنيف عبد الله أبن محمد بن يعقوب الحارثي على والده وكتاب الرد على أهل الأهواء تصنيف أبي عبد الله أبن أبي حفص الكبير. مولد إبراهيم هذا في حدود سنة ستين وأربعمائة نقله أبو سعيد في ذيله وقال كان من أهل بخارى موصوفا بالزهد والعلم وكان لا يخاف في الله لومة لائم. مات ببخارى في السادس والعشرين من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وخمسمائة رحمه الله تعالى وأشتغل عليه الجم الغفير."إبراهيم" بن إسماعيل المعروف والده بإسماعيل المتكلم صاحب كتاب الكافي يأتي إن شاء الله تعالى وهو إمام أبن إمام."إبراهيم" بن الجراح بن صبيح التميمي المازني الكوفي القاضي نزيل مصر. تفقه على قاضي القضاة أبي يوسف وسمع منه الحديث وكتب الأمالي عنه علي بن الجعد وغيره وروى عنه أحمد بن عبد المؤمن وأحمد بن عبد الله الكندي ذكره أبن يونس في تاريخ الغرباء فقال ولي قضاء مصر بعد إبراهيم بن إسحاق القاري سنة خمس ومائتين وكان أبو يوسف يقول له تأخذ المسألة من عندنا طرية وتردها مكحلة وعزل سنة إحدى عشر ومائتين وهو آخر من روى عن أبي يوسف قال أتيته أعوده فوجدته مغمى عليه فلما أفاق قال لي يا إبراهيم أيما أفضل في رمي الجمران يرميها الرجل راجلا أو راكبا فقلت راجلا فقال أخطأت فقلت راكبا فقال لي أخطأت ثم قال إماما كان يوقف عنده للدعاء فالأفضل أن يرميه راجلا وإماما كان لا يوقف عنده فالأفضل أن يرميه راكبا ثم قمت من عنده فما بلغت باب داره حتى سمعت الصراخ عليه وإذا هو قد مات. قال أبو عمرو الكندي حدثني القاسم بن خنيس وأبو سلمة قالا حدثنا عبد الرحمن بن عبد الحكم قال لم يكن إبراهيم بن الجراح بالمذموم في أول ولايته حتى قام عليه ابنه من العراق فتغير حاله وفسدت أحكامه. قال أبن يونس توفى بمصر في المحرم سنة سبع عشرة ومائتين وقيل مات بالرملة في السنة. ويأتي إبنه الحسن أن شاء الله تعالى."إبراهيم" بن الحسن الفقيه أبو الحسن العسري بفتح العين وسكون الزاي وكسر الراء نسبة إلى باب عزرة محلة كبيرة بنيسابور. سمع علي أبي سعيد عبد الرحمن بن الحسن وإبراهيم بن محمد النيسابوريين وسمع منه الحاكم. وذكره في تاريخ نيسابور وقال كان من فقهار أصحاب أبي حنيفة وذكره أبو سعد في أنسابه قال الحاكم توفى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة رحمه الله تعالى."إبراهيم" بن الحسين بن هارون أبو إسحاق السمرقندي الدقاق. ذكره أبو سعد الأدريسي في تاريخ سمرقند فقال كان من عباد الله الصالحين من أصحاب أبي حنيفة فاضلا في نفسه أنفق على أهل مذهبه جملة وأوقف عليهم ضياعات فاخرة. قال إلا أنه لم يكن يعلم رسوم الحديث والرواية رأيته يحدث بكتاب أبي عيسى الترمذي عن أبي علي الحافظ الؤلؤي من أصل كتاب لم يكن فيه سماع. مات سنة تسعين وثلاثمائة وبعد التسعين بقليل."إبراهيم" بن خيرخان بن مودود بن خيرخان سمع من أبي طاهر بركات الجوعي وحدث. مات بدمشق سنة خمس وأربعين وستمائة."إبراهيم" بن داد بن رملة أبو إسحاق التركي والد أبي العباس أحمد يأتي. تفقه عليه ولده أبو العباس وداد بدالين مهملتين بينهما الألف وهو اسم مشترك بين لسان الفارسية والتركية ومعناه العدل نقلا عن شيخنا شجاع الدين هبة الله التركستاني. إبراهيم" بن داد بن حازم والد إبراهيم المذكور قبله الإمام الملقب نجم الدين."إبراهيم" بن رستم أبو بكر المروزي أحد الأعلام تفقه على محمد بن الحسن وروى عن أبي عصبة نوح بن أبي مريم المروزي وأسد بن عمر والبجلي وهما ممن تفقها على أبي حنيفة رضي الله عنه. تفقه عليه الجمع الغفير. وسمع من مالك والثوري وشعبة وحماد بن سلمة وإسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد وغيرهم قدم بغداد غير مرة وحدث بها فروى عنه إمام أئمة الحديث أبو عبد الله أحمد أبن حنبل وأبو خيثمة زهير بن حرب قال الحاكم في تاريخ نيسابور قال الدارمي سألت يحيى بن معين عن إبراهيم بن رستم فقال ثقة. وقال أبن عدي منكر الحديث. ولما ذكر الذهبي في الميزان كلام أبن عدي فيه قال له عن الليث بن سعد ويعقوب القمي. وعنه الحسين بن الحسين المروزي ببلدته. ومحمد أبن عبد الرحمن السعدي وهو خراساني مروزي جليل وذكر عن الدارمي توثيقه وعرض عليه المأمون القضاء فأمتنع وأنصرف إلى منزله فتصدق بعشرة آلاف درهم. مات نيسابور قدمها حاجا وقد مرض بسرخس فبقى تسعة أيام وهو عليل ومات في اليوم العاشر وهو يوم الأربعاء لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائتين وصلى عليه الأمين محمد الطاهر ودخل قبره هو وبشر بن أبي الأزهر القاضي وإبراهيم بن شعيب وعلي بن الحسن بن الوليد ودفن بباب يعمر رحمه الله تعالى."إبراهيم" بن مسلم أبو إسحاق الشكاني بكسر الشين المعجمة وفتح الكاف وفي آخرها النون نسبة إلى شكان قرية من قرى بخارى في ظن السمعاني هذا هو الصحيح وقيل من قرى كش. قال السمعاني فقيه فاضل تفقه على أبي بكر محمد بن الفضل وروى الحديث عن أبي عبد الله الرازي وأبي محمد أحمد بن عبد الله المزني وغيرهما روى عنه السيد أبو بكر محمد بن علي الجعفري وأبو بكر محمد بن نصر الخطيب وكان يملي ببخارا ومات بعد سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة. قال أبو كامل النصيري سمعت أبا إسحاق الشكاني يقول قد كنا فرغنا من تعليق الفقه وكنا من أهل الصدر في مجلس الإمام أبي بكر محمد بن الفضل حين حمل الفقيه أبو جعفر الهندواني من بلخ فسرحنا الإمام إليه للمؤانسة وقال ذاكروه بالمشكلات حتى بستانس بكم الفقيه ولا تزيدوه وحشة الوحدة."إبراهيم" بن سليمان بن عبد الله أبو إسحاق التميمي الصرخدي الفقيه الخطيب بصرخد وأنشأ خطبا وله ترسل وشعر. مات بصرخد سنة سبع عشرة وستمائة وبلغ أربعا وخمسين سنة."إبراهيم" بن سليمان الحموي المنطقي الإمام رضي الدين الرومي. جاوز الثمانين كان عالما فاضلا وقرأ عليه جماعة من الفضلاء يعرف بالأبكري نسبة إلى بلدة صغيرة من قونية. مات بدمشق سنة اثنتين وثلاثين وسبع مائة في سادس وعشرين وقيل في خامس وعشرين من ربيع الأول ودفن بمقبرة الصوفية وكان شيخا متواضعا درس بالتيمازية ثم تركها لولده ثم درس بها بعد موت ولده وتفقه ببلاده ثم ورد بدمشق فتفقه عليه جماعة وشرح الجامع الكبير في ست مجلدات وله شرح المنظومة في مجلدين كان فقيها نحويا مفسرا منطقيا متدينا متواضعا وحج سبع مرات."إبراهيم" بن شعيب من طبقة بشر بن أبي الأزهر القاضي."إبراهيم" بن طهمان من علماء خراسان من أئمة الإسلام أقدم من أبن المبارك روى عن ثابت البناني. وعنه خلق ومات سنة بضع وستين ومائة. روى له الأئمة الستة. قال الذهبي ضعفه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وحده فقال ضعيف ومضطرب الحديث. وقال الدار قطني ثقة إنما تكاموا فيه للإرجاء قال أبو إسحاق الجوزجاني فاضل يرى بالأرجاء "قلت" فلا عبرة بقول مضعفه وكذلك أشار إلى تلبية السليماني فقال أنكروا عليه حديثه عن أبي الزبير عن جابر في رفع اليدين وحديثه عن شعبة عن قتادة عن أنس رفعت على سدرة المنتهى فإذا أربعة أنهار "قلت" لإنكاره في ذلك قال أحمد بن حنبل هو صحيح الحديث مقارب يرمي بالأرجاء قال وكان شديدا على الجهمية. وقال أحمد أبن سعيد بن أبي مريم حدثنا أبن معين قال ليس به بأس يكتب حديثه وروى عباس عن أبن معين ثقة. "إبراهيم" بن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن جعفر أبو السمح الننوخي المقري الفقيه رحل إلى أصبهان وسمع الحديث بها وبغيرها روى عن عبد الواحد أبن محمد الكفر طالي. روى عنه أبو عبد الله محمد بن يوسف بن المغيرة البخاري الكفر طالي. المحدث قال أبن عساكر في تاريخ دمشق اجتاز بها عند توجهه إلى بيت المقدس وكان زاهدا ورعا دينا حدثنا عنه أبو الطيب أحمد بن عبد العزيز المقسي إمام مسجد الرافقة وقال أبو المغيث منقذ في ذيله كان أبو السمح زاهدا ورعا فقيها على مذهب أبي حنيفة رضى الله عنه وذكره أبن النجار في تاريخه وقال كان شاعرا أديبا فاضلا قدم بغداد ومدح بها الإمام المقتدي بأمر الله ومدح خواجه بزرك فمن شعره فيه.

أهلا وسهلا بالـخـيال الـزاير

منح الوصال من الحبيب الهاجر

يا مرحبا بخيا له الـوافـي ويا

لهفي على ذاك الغزال الغـادر

أما الجفون فقد أرقت لهـواكـم

يا نائمين عن المغنى الساهـر

ذكره أبن النجار وغيره. مات سنة ثلاث وخمس مائة بشيزرده رحمه الله تعالى."إبراهيم" بن عبد الله بن عبد المنعم بن أمين الدولة الحلبي أبو إسحاق مولده تسع وستمائة ذكره البرزالي في معجم شيوخه وقال سمع من أبن خليل ودخل بغداد وسمع بها من الكاشغري ودرس بالحلاوية بحلب قال وكان شيخا حسنا فقيها على مذهب أبي حنيفة من بيت الرياسة والفقه مات بالقاهرة سنة إحدى وتسعين وستمائة وصلى عليه بجامع الحاكم ودفن بباب النصر رحمه الله تعالى."إبراهيم" بن أبي عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن يوسف أبو إسحاق الأنصاري الإسكندري الكاتب عرف بابن المطار. ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة وتأدب على أبي زكريا يحيى بن معطي النحوي جال في بلاد الهند واليمن والشام والعراق والروم. قال منصور بن سليم في تاريخ الإسكندرية مات سنة تسع وأربعين وستمائة فيما بلغني بالقاهرة رحمه الله تعالى. قال منصور ورأيته بالموصل وبغداد."إبراهيم" بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المنبجي الفقيه المنعوت بهاء الدين سمع منه أبو حفص عمر بن العديم. وذكره في تاريخه بحلب فقال شيخ حسن وقور فقيه من أصحاب أبي حنيفة ولى التدريس بالأتلكية بباب تراقلوا قام بها مدة ثم عاد إلى منبج في سنة إحدى وثلاثين وست مائة وتوفي في حدود الأربعين وست مائة رحمه الله تعالى."إبراهيم" بن عبد الرزاق بن أبي بكر بن رزق الله بن خلف الرسعني أبو إسحاق عرف بابن المحدث سمع بالموصل من والده الإمام عو الدين وتفقه عليه وكان فقيها عالما فاضلا. ذكره البرزالي في معجم شيوخه وقال كتبت عنه وفاق أبناء جنسه معرفة وذكاء وكان نبيها نبيلا فاضلا عالما متنسكا ورعا حسن الأخلاق وله منظوم ومنثور وشرح القدوري ولم يتمه وكتب الإنشاء بديوان الموصل أنشدني من شعره مثيرا في كل فن. مولده في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وست مائة بالموصل. وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وتسعين وستمائة بدمشق. ودفن بسفح قاسيون ويأتي أبوه عبد الرزاق في بابه."�