هذه وقفات عبارة عن محطات،

نستنشق فيها نسائم الرحمات، وننتهل من بستان شهر الخيرات،

نقطف الثمار واألزهار، ليتجلى ما فيها من فوائد وعبر وأسرار، عل3نا ننال رضا الله العزيز

الغفار، ونكون فيه من الفائزين بالجنة والمعتوقين من النار.

المحطة األولى: رمضان جامع األركان

سبحانه الله ميزهذا وتعالى

الفضيل، الشهرجمة بخصائص

عظيمة، وفوائدحقيقة تعكس

هذا وأهميةتتجلى الشهر،

خاللها منكثرة وتجتمعمع األجور،مضاعفة

وتنوع الحسناتإذ الطاعات،

أركان فيه تجتمع. الخمسة اإلسالم

شهر فرمضانيظهر التوحيد إذ

التسليم فيهالله ألحكام التام

وجل، عزالكامل واالنقيادما مع والخضوع،مشقة من فيها

النفسعلى لنظام وتغيير

اليومي، الحياةأصناف واجتناب

المباح الحاللأوقات في

معينة.

المحطة األولى: رمضان والصوم ال يقع فيه جامع األركان

-بمجرد العمل- الرياءالناقض لإلخالص،

ألنه ال يطلع عليه إال الله بخالف سائر

األعمال، قال ابن الجوزي: "جميع العبادات تظهر

بفعلها وقل3 أن يسلم ما يظهر من شوب

بخالف الصوم".

وإخالص األعمال لله هو أصل الدين وعليه مداره، وهو التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وأنزل من

أجله الكتب: }أ_ال_ ل[ل̂ه[ ال[صd{ ]الزمر الدfينd الeخ_

[.3من اآلية:

الرياءوالصوم ال يقع فيه -بمجرد العمل- الناقض لإلخالص، ألنه ال يطلع

عليه إال الله بخالف سائر األعمال، قال ابن

الجوزي: "جميع العبادات تظهر بفعلها وقل3 أن

يسلم ما يظهر من شوب بخالف الصوم".

المحطة األولى: رمضان جامع األركان

هي الركن الثاني من أركان اإلسالم، الصالة قيام الليلحيث يجتمع المسلمون في صالة

برمضان، لتقوية الصلة بالله عز وجل، لكن ال بد من التصديق بوعد الله وثوابه وتحقيق هذه العبادة، بما فيها من قراءة وخشوع ودعاء

وتضرع وحسن التجاء، مع ضرورة إخالص النية Fا لألجر والثواب بعيدFا عن وصدق الطوية، وطلب

مدح وثناء الناس، إذ يقول نبينا الكريم عليه Fا الصالة والسالم: »من قام رمضان إيمان

Fا غفر له ما تقدم من ذنبه« )أخرجه واحتسابمسلم(..

المحطة األولى: رمضان جامع األركان ، من حيث اإلنفاق والجودورمضان شهر

المفروض، إذ اعتاد كثير زكاة المالالصدقات أو من المسلمين إخراجها في هذا الشهر المبارك، لتوافق شرف الزمان وتتضاعف األجور ويحصل

التآلف والتكافل بين المسلمين.

صلى الله عليه وسلم أجود الناس، النبي»كان وأجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل،

وكان جبريل عليه السالم يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى

الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة« يقول عليه الصالة الحج)متفق عليه(، أما ركن

والسالم: »فإن عمرة في رمضان تقضي حجة (.البخاريمعي« )أخرجه

المحطة الثانية: رمضان فرصة ذهبية للتغيير

يكاد يكون مصطلح التغيير من أكثر المصطلحات ترديدxا وشيوعxا هذه األيام، واألنظار متجهة نحو

الظلمالقمة للمطالبة بتغيير والقهر واالستبداد والتسلط من

قبل الحكام، وهذا مطلب إذا انضبط بالشرع، ألن الله ليزع بالسلطان ما ال يزع بالقرآن، وصالح الحاكم فيه خير عظيم

على المحكومين، لكن أال نحتاج نحن إلى تغيير؟! فهال

استوقفتنا األحداث ولو لدقائق إلعادة النظر بعدة قضايا

سلوكية ومنهجية وأخالقية ومعامالتية وهكذا؟! سيما ونحن في شهر مليء بحوافز التغيير

مع انخفاض المثبطات والعوائق.

المحطة الثانية: رمضان ففي هذا الشهر فضائل عظيمة فرصة ذهبية للتغيير

تدعوك لتغيير نسق حياتك والروتين اليومي قبل ذلك، فأبواب الجنان تفتح،

النيران تغلق، وتصفد وأبواب الشياطين، وللصائم دعوة ال ترد، ومن قام وصام إيمانxا واحتسابxا،

، القدروإقبال باغي الخير، وليلة واإلقبال على تالوة القرآن،

والبذل واإلنفاق، والصبر على الطاعة وعن المعصية...

المحطة الثانية: رمضان النفس فرصة ذهبية للتغيير جماح لكبح المساعدة العوامل لذلك أضف

وسوسة وانعدام بالسوء، وتضييق الشيطاناألمارةعلى التغلب فإمكانية آدم، ابن دم في مجراه

ودافع كبير حافز بالسوء؛ األمارة والنفس الشيطانأي عن هنا السؤال لكن التغير، لتحقيق جدFا هام

! وربنا بالتغيير ويصرخ يلهث والجميع نبحث؟ تغيير : يقول وتعالى حkتjى} سبحانه l nقkوmم ب مkا oرp oغkي ي kال kهj الل jنn إ

} mمnه nسoفm kن nَأ ب مkا وا oرp oغkي :ي غير[ " 11الرعد] إذا وكذلك ،طاعة إلى فانتقلوا المعصية، من بَأنفسهم ما العباد

إلى الشقاء من فيه كانوا ما عليهم الله غير الله،.) ( " السعدي تفسير والرحمة والغبطة والسرور الخير

المحطة الثانية: رمضان فرصة ذهبية للتغيير

واألحالم واألماني باآلمال يكون ال فالتغييرالصادقة الصالحة بالنية إنما والدعاوى، واألوهام

الحقيقية، واإلرادة القوية والعزيمة الخالصة،النفس صالح فيه لما الدؤوب، الجاد والعمل

باإليمان واالرتقاء الله، طاعة على واالستقامةفي وقر ما حقيقته ألن المراتب، القلبألعلى

. األعمال وصدقتهالسفينة *** إن مسالكها تسلك ولم النجاة ترجو

اليبس على تجري ال

المحطة الثالثة: لعلكم تتقون

الصياممن أجلs وأظهر حnكم وآثاره العظام وفوائده الجسام؛

تحصيل التقوى وتحقيقها، وتدريب النفس المداومة عليها، فرمضان أقصر طريق للتقوى، التي جماعها )امتثال أوامر الله

واجتناب نواهيه(، وهي: "أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك

معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله" )تفسير ابن كثير(، كما قال طلق بن حبيب.

المحطة الثالثة: لعلكم الصيام تتقون آيات بداية في سبحانه قال لذلك

} {kونoقj kت ت mمo jك kعkل :ل اآلية] من وفي[ 183البقرة ،{ آخرها {kونoقj kت ي mمoهj kعkل :ل اآلية] من ،[ 187البقرة

ألصحاب وتعالى سبحانه الله جمع وقدواألخالق، والعبادة والعقيدة التوحيد التقوى؛

: سبحانه بقوله واحدة آية kنm} في أ jرn mب ال kسm kي ل jنnكk وkل nبnرmغkمm وkال nقnر mشkمm ال kلk قnب mمo وoجoوهkك }وا oوkل ت

nةk nك ئ kالkمm وkال nرnخk mاآل n kوmم mي وkال nهj nالل ب kنkمk آ mنkم jرn mب الذkوnي nهp ب oح عkلkى kالkمm ال kى kت وkآ kينp nي jب وkالن nابk nت mك وkال

nيلn ب jالس kنm وkاب kينn اك kسkمm وkال kامkى kت mي وkال kى ب mرoقm الkتkى وkآ kة kالjالص kامkقk وkأ nابkق pالر وkفnي kينn nل ائ jالسkو

عkاهkدoوا nذkا إ mمnهnدmهkعn ب kونoوفoمm وkال kاةk ك jالز nس

m kَأ mب ال kينnحkو nاء jرjالضkو nاء kسm kَأ mب ال فnي kينnرn وkالصjاب

} kونoقj mمoت ال oمoه kكn kِئ oول وkأ صkدkقoوا kينnذj ال kكn kِئ oول أ: سواها[ 177البقرة] بما كان بها، قام ومن ،

المتقون، الصادقون األبرار هم فهؤالء أقوم،الثالثة، األمور هذه على الله رتب ما علم وقد

( " تفسير واألخروي الدنيوي الثواب منالسعدي(.

المحطة الثالثة: لعلكم تتقون

الحالل تحري التقوى؛ عالمات أبرز ومنمرضاة على والحرص الحرام، واجتناب

صغيرة بكل ألوامره والتسليم اللهوالزهد، والورع واإلخالص وكبيرة،

والصبر الشبهات، مواطن عن واالبتعادوشكر بالقضاء، والرضا البالء، على

النعماء.: التقوى عن السلف مأثور ومن

: البصري التقوى" الحسن زالت ماالحالل من ا xكثير تركوا حتى بالمتقين

." الحرام مخافة : الثوري المتقين" سفيان سموا إنما

." يتقى ال ما اتقوا ألنهم : المبارك بن الله اتقى" عبد xرجال أن لو

يكن لم واحدxا، شيًئxا يتق ولم شيء مائة." المتقين من

: أعين بن عن" موسى تن̂زهوا المتقونفي يقعوا eأن مخافة الحالل من أشياء

[ " متقين الله فسماهم [.1الحرام،ويوطن رمضان في الله يتق لم فمن

! فمتى؟ ذلك على نفسه

المحطة الرابعة: خير الشهور وتجارة لن تبور التاجر الرابح الحاذق الذي يستثمر

موسم التجارة، بأفضل األرباح وأعظمها، ولما كان رمضان موسم

من مواسم الخيرات، وفعل الطاعات واجتناب المنهيات، كان

ا علينا استغالله أحسن xلزاماستغالل، واالستفادة منه لتحصيل األجر والثواب، وعدم تفويت هذه

الفرصة، ألنه سريع االنقضاء وشيك االنتهاء.

: "إنك شيخ لألحنف بن قيسقيل كبير، وإن الصيام يضعفك"، فقال:

[.2"إني أعده لسفر طويل" ]

المحطة الرابعة: خير الشهور وتجارة لن تبور

الحسن[ البصري وعن : "إ̂ن الل̂ه جعل_ شهر_ قال_

ا لخلقه xرمضان_ مضمارون فيهب طاعته[ dت_ب[ق eي_س

اته[، فسبق قوم� إلى مرض_وا، وتخل̂ف آخرون_ dففاز

فخابdوا، فالعج_ب من ك[ في اليوم[ الالع[ب[ ال̂ضاح[الذي يفوزd فيه المحسنون_

" ويخسرd فيه المبط[لdون_[3.]

المحطة الرابعة: خير الشهور وتجارة لن تبور

فرمضان موسم قد ال يعوض، وشهر لالستزادة من جميع

أنواع الخير، ألن النفوس تكون فيه مقبلة، واألجواء

إيمانية أكثر من غيرها، قال اإلمام الشافعي: "أحب للرجل

الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله

عليه الصالة والسالم ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم،

ولتشاغdل كثير منهم بالصوم [. 4والصالة عن مكاسبهم" ]

المحطة الخامسة: رمضان شهر العبادات ال

المأكوالت

كثير من المسلمين ينصب اهتمامهم باستقبال شهر

البركات والخيرات والعبادات؛ بأصناف المأكوالت

والمشروبات، حتى تستغرقهم وتصرفهم عن الطاعات

واالستزادة من الخيرات، مع أن ليست مجرد الحكمة من الصيام

ترك الطعام والشراب في النهار ليعوض ليالx بشكل مبالغ فيه، بل بعضهم ينتقم بطعام

وشراب الليل من صيام النهار، غير مكترثين ما يجره عليهم

من أضرار وكسل وسوء عاقبة.

المحطة الخامسة: رمضان شهر العبادات ال

المأكوالت

ال_ رd رضي الله ق_ عdم_[ي̂اكdمe عنه: " ا الن̂اسd إ _ي�ه_ أ

الeب[طeن_ة_ م[ن_ الط̂ع_ام[، و_ل_ة� ع_ن[ كeس_ ا م_ إ[ن̂ه_ ف_د_ة� س[ eفdال̂صالة[، م

م[، ث_ة� ل[ل̂سق_ fو_ر dد[، م س_ ل[لeج_ت_ع_ال_ى ك_ و_ أ_̂ن الل̂ه_ ت_ب_ار_ و_ ، بeر_ ال̂سم[ين_ يdبeغ[ضd الeح_د[ eص ل_ك[نe ع_ل_يeكdمe ب[الeق_ و_

_دeن_ى إ[ن̂هd أ ، ف_ eمdوت[ك dف[ي ق_بeع_دd م[ن_ أ ، و_ الح[ eم[ن_ اإل[صو_ى ع_ل_ى eأ_ق ، و_ ف[ ال̂سر_ eل_ن dن̂ه] إ ب_اد_ة[ الل̂ه[، و_ ع[ث_ر_ eْؤdت̂ى ي ل[ك_ ع_بeد� ح_ eي_ه

ت_هd ع_ل_ى د[ين[ه[ و_ eه [.5" ]ش_

المحطة الخامسة: رمضان شهر العبادات ال

المأكوالت

المحطة الخامسة: رمضان شهر العبادات ال

المأكوالت

يقول الزعيم اإلسالمي الهندي

( بعد أن شوكت علي)زار مصر في شهر

م، 1931رمضان عام ورأى موائدها الحافلة

إن بصنوف الطعام: "فتات موائد المصريين كفيل بأن يمأل بالدهم بالمساجد والمدارس

والمالجئ [.8" ]والمستشفيات

F Fوأخيرا وأخيراا أذكر نفسي والمسلمين جميعxا بكلمات جميلة xوأخير

في المقصود من الصيام ومنافعه وفوائده، البن القيم المقصود من الصيام حبس النفس عن يقول: "

الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها األبدية، ويكسر الجوع

والظمأ من حدتها وسورتها، ويذكرها بحال األكباد الجائعة من المساكين، وتضيق مجاري الشيطان من

العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب، وتحبس قوى األعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضرها في معاشها ومعادها، ويسكن كل عضو منها وكل قوة عن

جماحه وتلجم بلجامه، فهو لجام المتقين، وجنة [.9" ]المحاربين، ورياضة األبرار والمقربين

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا، ويسر لنا الطاعات والصالحات في شهر البركات.