الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

47
ة ف س ل ف ل ا ا ي ج و ل و ي د ي وا لام ع لا ا هام س ا ر ك ف ل ا ر ص عا م ل ا ي ف دراسة ل ئ وسا0 لام ع لا ا رف2 ش د.ا ور ص ن م : دمة ف م ا د ا ت ن كا ا ي ج و ل و ي د ي لا ا ي ه ي ع و ل ا ف ئ ا ز ل ا دع خ ن م ل ا ة ف ي ق ح ب اء، ي2 0 ش لا ا ا د وا ت نا0 ك ا ف0 س ن طا راب متS ن م رات ي ر ت ت ل ا ة ري ك ف ل ا ع ق وا ل د ف ي ق ي، ة ي ع ر2 ش ل ا ل ه ف ت ض ق ل ئ وسا لام ع لا ا ة2 ي ي خد ل ا ي عل ا؟ ي ج و ل و ي د ي لا ا ل ه ت م د ق ا ي ل ع ق وا ل ا ي ق ي ق ح ل ا ر ت غ ف ئ ز م ل ا ر ت غ و ؟S ج ل د و م ل ا اول يu تu ئ لا. ه هد ة0 الدراس ا ض ع يS ن م م ه ا ال0 م ع اS ن ي ر ك ف م ل اS ن ير0 ص عا م ل ا ي ت0 ل ا ج ض و يS ن ا لام ع لا ل ة ي ي ج و ل و ي د ي ا ة0 اص خ ل ا ة، 0 ي د ا د ي ع ي ها ج ا ي ي ا،ً ا 0 ي ج و ل و ن ك ي ولا ر2 ي و 0 ي ي عل رد 0 ج م ي ع و0 ل ا ار0 ك ق لا وا ورات0 ص ن ل وا ل ئ ر2 ي و 0 ي لك د0 ك ي عل دراك لا ا ي ت0 ع م . و ة 0 ي زو ل وا ا د0 ه ال 0 ف ي ي ا ات ي ل ا ف ي ي ر لت اS ن م ال ع ي2 شلا ا ي عل كة ل م م ه ف ل ا ى ل ا ال ع ي2 شلا ا ي عل كة ل م س ح ل ا دارك لا وا. ي س ح ل ا . ة دري ي سك لا ا عة ام ، ج دات لا ا ة ي كل، ة ف س ل ف ل مدرس ا) 1

Upload: ashraf-mansour

Post on 09-Feb-2016

61 views

Category:

Documents


5 download

DESCRIPTION

الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

TRANSCRIPT

Page 1: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

اإلعالم وأيديولوجيا الفلسفة

اإلعالم وسائل دراسة في المعاصر الفكر إسهام

منصور د.أشرف

مقدمة:

كانت وإذا األشياء، بحقيقة المنخدع الزائف الوعي هي األيديولوجيا كانت إذا

وس33ائل قضت فهل الشرعية، يفتقد لواقع الفكرية التبريرات من مترابطا نسقا

المزي33ف غ33ير الحقيقي الواق33ع لنا قدمت هل األيديولوجيا؟ على الحديثة اإلعالم

المفك33رين أعم33ال أهم من بعض33ا الدراس33ة ه33ذه ال. تتن33اول الم33ؤدلج؟ وغ33ير

إنتاجه33ا يعي33د إذ ب33ه، الخاص33ة أيديولوجيت33ه لإلعالم أن توض33ح ال33تي المعاص33رين

،P على ك33ذلك ي33ؤثر بل والتصورات واألفكار الوعي مجرد على يؤثر وال تكنولوجيا

ملك3ة على االش3تغال من ال3تزييف آلي3ات انتق3ال ه3ذا والرؤية. ومع3نى اإلدراك

الحسي. واإلدارك الحس ملكة على االشتغال إلى الفهم

وترصد بودريار، وجان ديبور وجاي بارت روالن أعمال على الدراسة وتركز

فلس33فة إلى وال33ذات الوعي فلسفة من اإلعالم وسائل لنقد حدث الذي التحول

التحليلي واإلط33ار المفاهيمي والجهاز المصطلحات وتغير والسيميولوجيا، اللغة

ال33دال نظري33ات إلى الزائف والوعي والتشيؤ االغتراب نظريات من اإلعالم لنقد

من المعاص33رة الفلسفة انتقال يمثل ما وهو والصورة، والرمز والعالمة والدلول

البنيوية. بعد ما إلى الهيجلية الماركسية

لإلعالم: األيديولوجي الدور – أوال

األيديولوجيا؟ انتهت (هل 1

. اإلسكندرية( جامعة اآلداب، كلية الفلسفة، مدرس

1

Page 2: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

الحقيقة لها؟ ازدهارا أم لأليديولوجيا اضمحالال اإلعالم تكنولوجيا عصر شهد هل

مك33ان له33ا يع33د ولم انتهت األي33ديولوجيا أن إلى ذهبوا قد المفكرين من كثيرا أن

ص33احب ب33ل داني33ال األم33ريكي االجتم33اع عالم هؤالء ومن التكنولوجيا، عصر في

وفرانس3يس الص3ناعة"، بع3د م3ا عص3ر "قدوم األيديولوجيا" وكتاب "نهاية كتاب

كت33اب ص33احب ليوت33ار فرانس33وا وج33ان الت33اريخ"، "نهاي33ة كتاب صاحب فوكوياما

األي33ديولوجيات عصر بنهاية قولهم هؤالء فيه يشترك الحداثة". فما بعد ما "وضع

في33ذهب وش33عارات؛ ومب33ادئ مث33ل أو أفكار طريق عن الناس تعبئ التي الكبرى

مثالي33ات من التح33ول إلى إلى أدى والتكنول33وجي العلمي التط33ور أن إلى ب33ل

(. وي33ذهب1) والتكنولوجي33ا للعلم األداتي العلمي المنط33ق إلى األي33ديولوجيات

ق33د وأي33ديولوجيات وم33ذاهب أفكار بين صراعا باعتباره التاريخ أن إلى فوكوياما

الب33اردة الح33رب في الغ33رب وانتص33ار الليبرالي33ة الديمقراطي33ة بانتص33ار انتهى

أن إلى ليوت33ار (. وي33ذهب2) الش33رقية أوروب33ا بلدان في الديمقراطية والتحوالت

يس33ميه لم33ا نهاية يشهد المجاالت جميع في المعاصر والمعرفي الفكري الوضع

(.3) لألي33ديولوجيات الخاص33ة تسميته وهي ،Metanarratives الكبرى بالسرديات

يتص33ف ال33ذي اإلعالم عصر بقدوم األيديولوجيا بانتهاء السائد االعتقاد عن ناهيك

للحدث. واللحظي الحرفي والنقل بالشفافية

والتكنولوجيا العلم أن إلى ذهبوا الذين المفكرين من أخرى مجموعة وهناك

فرانكف33ورت مدرس33ة فالس33فة وأب33رزهم الجدي33دة، األي33ديولوجيا هم33ا أص33بحا

العلم وفيلس33وف إيل33ول ج33اك الفرنس33ي والسياسة االجتماع وعالم وهابرماس

بال3دور قوم3ان أص3بحا والتكنولوجي3ا العلم أن إلى ه3ؤالء فييرابن3د. ي3ذهب ب3ول

ص33ور كاف33ة على الشرعية وإضفاء القائم الوضع تبرير في لأليديولوجيا التقليدي

عقالني33ة وهي األداتي33ة، العقالني33ة واس33تبدال والسياس33ية، االقتص33ادية الهيمن33ة

الموضوعية. والقيم األهداف بعقالنية الوسائل،

1 ) Daniel Bell, The Coming of Post-Industrial Society. (New York: Basic Books, 1973). 2 . . : والنشر،) للترجمة األهرام مؤسسة أمين أحمد حسين ترجمة التاريخ نهاية فوكوياما فرانسيس

1994 .3 . . : شرقيات،) دار حسان أحمد ترجمة الحداثي بعد ما الوضع ليوتار فرانسوا . 1994جان

2

Page 3: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

البعد وهو البحث، هذا عليه سيركز الذي وهو لأليديولوجيا آخر بعد هناك أن إال

وتق33ديم ال33وعي تزييف في األيديولوجيا وظيفة أي اإلبستيمولوجي، أو المعرفي

عن الدراس33ات معظم أن الواق33ع. والحقيق33ة عن ومحرف33ة مش33وهة ص33ورة

كلياني33ا خطاب33ا باعتباره33ا القس33مين: األي33ديولوجيا هذين إلى تنقسم األيديولوجيا

Universalistباعتباره33ا واألي33ديولوجيا عليه، الشرعية ويضفي القائم الوضع يبرر

آلية أو تبريريا خطابا كانت سواء األيديولوجيا أن شك الوعي. وال تزييف في آلية

من معين ش33كل على الن33اس تث33بيت أي واح33دة، أه33دافا تخ33دم لل33وعي مزيف33ة

ويتقبلونها. بها يقتنعون وجعلهم واالقتصادية االجتماعية العالقات

يعالجه33ا فه33و المعن33يين؛ بكال لألي33ديولوجيا معالجة ماركس أعمال في نجد

ولليبرالي33ة، الكالس33يكي، السياس33ي لالقتص33اد نق33ده في تبريريا خطابا باعتبارها

باعتباره3ا ويعالجها (؛4) المدني المجتمع ومؤسسات للدولة البورجوازي وللطابع

وتشيؤFetishism of Commodities السلع لصنمية نقده في الوعي لتزييف آلية

تحكمها سلع بين عالقات أنها على تظهر التيReification االجتماعية العالقات

اإلنس33انية اإلرادة خل33ف من الطبيعي33ة الق33وانين مث33ل تعم33ل اقتص33ادية ق33وانين

مقال33ه في لل33وعي تزييفا باعتبارها األيديولوجيا أيضا لوكاتش عالج الواعية. كما

الطبقي". وال33وعي "الت33اريخ كتاب33ه البروليتاري33ا" ض33من ووعي "التش33يؤ الشهير

وأنس33اقها البورجوازي33ة والمث33ل ب33القيم لالنخ33داع معرض33ة عن33ده فالبروليتاري33ا

يس3ميه االنخ33داع وه3ذا نفس3ها، البورجوازي33ة مث33ل تمام3ا واالقتص33ادية، الفكرية

Reified Consciousness المشيأ الوعي وFalse Consciousness الزائف بالوعي

(5 .)

وعي33ا باعتبارها أي الثاني، بمعناها األيديولوجيا مع الدراسة هذه وستتعامل

أن في التالي33ة الص33فحات في نعالجها التي األساسية الفكرة مشيئا. تتمثل زائفا

واتخاذه3ا لها، ازدهارا بل لأليديولوجيا اضمحالال يشهد لم اإلعالم تكنولوجيا عصر4 ) . : األول) الكتاب المال رأس ماركس . 1كارل للتأليف) العربية اليقظة دار الرأسمالي اإلنتاج تطور

دمشق والنشر، ص 1956والترجمة ،106 .5 ) Georg Lukacs: “Reification and the Consciousness of the Proletariat”, in History and Class Consciousness. Studies in Marxist Dialectics. Translated by Rodney Livingston (London: Merlin Press, 1971), pp. 83 ff.

3

Page 4: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

م33ا ه33و اآلن الح33ديث اإلعالم وأن قبل، من معروفة تكن لم جديدة وصورا معان

لأليديولوجيا. المعروفة التقليدية بالمهام يقوم

أفالطون: كهف إلى ( عودة2

أس33طورة تشبه المعاصرة الحياة على اإلعالم وسائل سيطرة أن الحقيقة

ع33الم في نظريت33ه شرح معرض في أفالطون كان أفالطون. فعندما عند الكهف

قص33ة ص33ورة في مثال ض33رب المحسوس33ات، ع33الم وبين بين33ه والف33رق المث33ل،

المحس33وس الع33الم في يعيش33ون الكه33ف. فال33ذين بأس33طورة بع33د فيما عرفت

أب33دا. وهم من33ه يخرج33وا ولم فيه وتربوا ولدوا كهف، في يعيشون أناسا يشبهون

إال ت33رى ال أنظ33ارهم أن بحيث الكه33ف داخ33ل تقي33دهم وأغالل بسالس33ل مقيدون

توج33د الكه33ف ه33ذا مخرج33ه. وخ33ارج رؤي33ة تستطيع وال للكهف الداخلي الحائط

م33دخل أم33ا ويج33يئون يروح33ون ال33ذين والن33اس والحيوان33ات األشجار مثل أشياء

يع33رف ال لكن الكهف؛ جدران على األشياء هذه ظالل الشمس الكهف. وتعكس

أش33ياء أنه33ا على إليه33ا ينظرون بل وأخيلة، ظالل مجرد يرونه ما أن الكهف أهل

الظالل. وال حقيق33ة يعرف33وا ولم أب33دا كهفهم من يخرجوا لم ألنهم وذلك حقيقية،

تنعكس ال33تي الحقيقي33ة األشياء ومعرفة الوراء إلى االلتفات من أغاللهم تمكنهم

ال33ذي الن33ور مص33در هي ال33تي الش33مس معرف33ة وال الكه33ف جدران على ظاللها

ه33و م33ا نعيش33ه الذي المحسوس عالمنا أن إلى أفالطون األخيلة. ويذهب يحدث

العقلي الع33الم المث33ل، ع33الم في الموج33ودة والحق33ائق للمث33ل وأخيل33ة ظالال إال

(. 6المحسوسات) على العالي

اإلعالم. فكما يخلقه الذي العالم على وداال جيدا مثاال الكهف أسطورة تشكل

في الن33اس يعتق33د زائفا وهميا عالما اإلعالم يخلق (،7أفالطون) كهف أونيل يفسر

تمام33ا أمامه33ا مقي33دين ويظل33ون اإلعالم وس33ائل حول الناس وصدقه. ويلتف حقيقته

تمام33ا الص33ور، س33وى لهم اإلعالم ينق33ل وال داخله، مقيدين الكهف أهل كان مثلما6 ) Plato, Republic. Books VI-X. Translated by Paul Shorey. (London: Harvard University Press, 1994), book VII, pp. 119-121. 7 ) John O’Neill, Plato’s Cave. Desire, Power, and the Specular Functions of the Media. (New Jercy: Ables Publishing Corp., 1991).

4

Page 5: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

يصفه الذي الكهف شكل أن األخيلة. والحقيقة إلى الكهف أهل ينظر كان مثلما

Cameraالمظلم33ة" "الغرف33ة األصلي اسمها يعني التي الكاميرا، يشبه أفالطون

Obscuraصغيرة، بفتحة ينتهي ضيق طويل ممر به أفالطون يصفه كما . فالكهف

ال مظلم كه33ف هي ك33ذلك والك33اميرا المم33ر؛ بهذا يشعرون ال الكهف أهل ويكاد

على اإلعالم وس33ائل سيطرة العدسة. إن هي صغيرة فتحة من إال الضوء يدخله

س33اكنيه. لوض33ع مم33اثال وض33عنا يجع33ل كما أفالطون، لكهف سجناء تجعلنا حياتنا

نفسه، الواقع أنها على تتخذ للواقع انعكاس مجرد هي التي المصنوعة فالصورة

الط33ابع الن33اس ي33درك الحقيقي. وال الواق33ع مصداقية تفوق مصداقية لها وتصبح

وبالت33الي عليهم، خافي33ة ص33نعها تقني33ات أن إذ الص33ورة، ثقاف33ة في االص33طناعي

الواق33ع عن ب33ديال الصورة تصبح طبيعي. وعندما أنه على مصطنع هو ما يأخذون

. Fetishism الصنمي الطابع اتخذت قد تكون محله وتحل

من يتمكن يعد لم المرء أن في الكهف ألسطورة المعاصرة الداللة وتتمثل

خالل من إال نفس33ه ه33و مجتمع33ه عن أو الخ33ارجي الع33الم عن ش33ئ أي معرف33ة

األح33داث طريقها. فحتى عن نقله تم إذا إال شيئا يصدق يعد ولم اإلعالم، وسائل

إال مص33داقية يعطيه3ا وال يستوعبها وال بها يحيط ال اإلنسان يعيشها التي الواقعية

بين33ه أو ومجتمع33ه الم33رء بين مباش33ر اتص33ال هناك يعد اإلعالم. فلم وسائل عبر

طري33ق عن متوس33طا ش33ئ بك33ل اتص33اله أصبح بل معاشة، حقيقية خبرات وبين

ظ33ل في إال تعم33ل وال انفص33ال، وس33ائل حقيقته33ا في هي التي االتصال، وسائل

االتصال. وحدها هي تصبح بحيث واقعي، حقيقي انفصال

أيديولوجيا: جهازا باعتباره ( اإلعالم3

نظرنا إذا أفضل نحو على اإلعالم به يقوم الذي األيديولوجي الدور فهم يمكن

Materialization لألي33ديولوجيا المادي التحول عملية زاوية من إليه of Ideology

األفك33ار مج33رد على تؤثر األيديولوجيا تعد العشرين. فلم القرن في حدثت التي

األشياء إلى النظر أسلوب على تؤثر اإلعالم تأثير تحت أصبحت بل والمعتقدات،

في الوحيدة األيديولوجيا أداة هو الثقافي-الفكري الخطاب يعد لم كما وإدراكها؛

5

Page 6: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

بالص3ور بل بالكلمات تنتشر تعد ولم مادية، أدواتها أصبحت بل واالنتشار، العمل

وأص33عب خف33اء أك33ثر جعلها لأليديولوجيا المادي التحول أن والعالمات. والحقيقة

ص33راحة حقيقتها عن تكشف وال أخرى، أشياء وراء تتخفى جعلها أي الرصد، في

األي33ديولوجيا، بنهاي33ة الق33ول ه33و حالي33ا اآلن. فالس33ائد عليه3ا التع33رف يص33عب إذ

أن إال الك33برى؛ والس33رديات والش33عارات الت33اريخ فلس33فات نهاي33ة من اس33تنتاجا

الرمز. والعالمة الصورة مستوى على عاملة تزال ال األيديولوجيا

ألتوس33ير نظرية فحصنا إذا لأليديولوجيا المادي التحول معنى فهم نستطيع

النظرية هذه . تثبتIdeological-State Apparatus األيديولوجية الدولة أجهزة في

الخطابي33ة الط33رق غ33ير األي33ديولوجيا لممارس33ة جدي33دة أخ33رى طرق33ا هن33اك أن

Discursiveمج33ال على تقتص33ر أن األي33ديولوجيا في ش33رطا الفكري33ة. فليس أو

ب33دور يق33وم أن يمكن معين33ا جه33ازا أو مؤسس33ة إن ب33ل والمعتق33دات، األفك33ار

ألتوس33ير واإلعالم. ويعلن )والمس33جد( والمدرس33ة الكنيس33ة مث33ل أي33ديولوجي

(. 8األيديولوجية) الدولة أجهزة إلى جدارة عن ينتمي اإلعالم أن صراحة

وه33و أي33ديولوجيا-مادي33ا دورا تم33ارس الدولة أجهزة أن إلى ألتوسير يذهب

Reproduction of the Relations ofاإلنتاج" عالقات إنتاج "تجديد في المساعدة

Production تت3وافر أن الوج3ود في الرأس3مالي النظ3ام يس3تمر كي يكفي . فال

نفس على النظ33ام ه33ذا يحاف33ظ أن أيض33ا يجب بل فقط، المادية اإلمكانات لديه

الم33أجور، والعم33ل الم33ال رأس بين العالق33ات الثروة،ونفس توزيع في الطريقة

عن األي33ديولوجي ب33دوره اإلعالم (. ويق33وم9والمعقولية) الشرعية عليها ويضفي

على المحافظ33ة على تس33اعد ال33تي والمعايير القيم مجموعة ونشر تأكيد طريق

القائمة. اإلنتاج عالقات

نفس33ه يق33دم أن علي33ه يجب، كم33ا بوظيفته أيديولوجي جهاز أي يقوم وكي

وي33ذهب المدرس33ة على ه33ذا كالمه ألتوسير وموضوعيا. ويطبق محايدا باعتباره

8 : : " " : كانغيليم) وجورج ألتوسير لويس في ، األيديولوجية الدولة وأجهزة األيديولوجيا ألتوسير لويس . . بيروت والنشر، للدراسات الجامعية المؤسسة القش سهيل وتقديم ترجمة الإنسانوية دراسات

. 84ص. 19819 : ص) السابق، المرجع . 89-88ألتوسير

6

Page 7: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

تأخ3ذ البورجوازي3ة. فالمدرس3ة الدول3ة في األول األي3ديولوجي الجه3از أنه3ا إلى

مكان33ا باعتباره33ا إال تظه33ر ال إذ ج33دا، عالي33ة بدرج33ة والموض33وعية الحيادية طابع

خ33ير الحقيق33ة في أنه33ا إال للمس33تقبل، وإع33دادهم النشء وتربي33ة العلم لتلقين

(.10الق33ائم) االجتم33اعي-الطبقي الس33لم على الص33غر منذ األفراد لترتيب وسيلة

الجه33از باعتباره33ا المدرس33ة مك33ان حاليا اتخذت قد اإلعالم وسائل أن والحقيقة

اإلعالم يتخ3ذه م3ا ه3و الزائف والموضوعي الحيادي فالطابع األول، األيديولوجي

ماكلوه33ان دراس33ة وأهمه33ا وأوله33ا أيض33ا، اإلعالمي33ة الدراس33ات عليه وتؤكد اآلن

Understandingاإلعالم" "فهم الش33هيرة Media( على ماكلوه33ان يؤك33د إذ (،11

خير أو ضار، أو نافع اإلعالم أن إلى الذهاب نستطيع ال إننا بقوله اإلعالم حيادية

األخالقية األحكام استبعاد علينا يجب هنا ومن وسيلة، مجرد ألنه وذلك شرير، أو

قول33ه في أيض33ا والموض33وعي الحيادي الطابع له. ويتضح دراستنا في والتقويمية

لإلعالم . فليسThe Media is the Message الرسالة هي اإلعالم وسائل أن الشهير

حي33ادي أن33ه على نفس33ه يقدم فقط. اإلعالم والتوصيل اإلعالم أي ذاته، غير رسالة

اإلعالمية. الدراسات تقدمه وكذلك وموضوعي،

في الموج33ودة الحقيقي33ة العالق33ات تقلب أنها األيديولوجيا وظائف أهم من

الوف33اق من33ه ب33دال وق33دمت علي33ه وعتمت ألغت33ه ص33راع هن33اك ك33ان ف33إذا الواقع؛

وإذا وليبرالي33ة، تعددي33ة أنه على قدمته طبقي تناقض هناك كان وإذا واالنسجام،

بالضبط؛ اإلعالم به يقوم ما والتنوع. وهذا التعدد هي قدمت شمولية هناك كانت

إذ تس33وده، الش33مولية أن حين في ومتن33وع متع33دد أن33ه على المجتمع يصور فهو

والص333حف اإلخباري333ة والتحليالت القن333وات في ظ333اهرا وتع333ددا تنوع333ا تق333دم

في ويق33دم واألفك33ار، النظ33رات في وح33دة يخفي التع33دد ه33ذا أن إال والمجالت،

للوعي. وتفتيتا تشتتا المقابل

االتصال: تكنولوجيا ظل في والمعلومات ( الوقائع4

ص) 10 السابق، . 96المرجع11) Marshal McLuhan, Understanding Media: The Extensions of Man. (New York: McGraw Hill, 1965).

7

Page 8: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

للسياس33ة بارع33ا نقديا تحليال إيلول جاك والسياسة االجتماع عالم لنا يقدم

لوس33ائل الجدي33د األي33ديولوجي ال33دور من33ه يت33بين اإلعالم عصر في العام والرأي

فيجب السياسات، تشكيل في وكبير أساسي دور العام للرأي كان اإلعالم. فإذا

والمعلوم33ات. ي33ذهب الوق33ائع أي تش33كله، التي العناصر تحليل البداية في علينا

المف33ترض والنق33اء بالحي33اد تتمت33ع ال الع33ام للرأي المشكلة الوقائع أن إلى إيلول

وال اإلعالم، وس33ائل قب33ل من معالجة عملية بعد إال وقائع تصبح ال فالواقائع فيها،

الواقع33ة، من يفهم33ه م33ا مع اتفقت إذا إال واقعة أنه على شيئا العام الرأي يتقبل

اإلعالم ص33نعهاStereotypes ج33اهزة وأنم33اطPatterns نم33اذج من لديه ما مع أي

العناص3ر نفسها هي اإلعالم ونقلها صنعها التي الوقائع تكون هنا (. ومن12نفسه)

ومعلوم33ات، وق33ائع تزيف ال األيديولوجيا. فاأليديولوجيا لشبكة المكونة والخيوط

البداية. منذ تشكيلهما على تعمل بل

الحديث. والمجتمع التقليدي المجتمع بين والمعلومات الوقائع إيلول يقارن

ال33تي المن33اطق عن أو األخ33رى القبائل من أخبارا قبيلته إلى ينقل الذي فالرجل

ي33ؤثرون ال أخ33رى مجتمعات عن أخبارا لمجتمعهم ينقلون الذين التجار أو زارها،

وال عنهم منفص33لة شذرات مجرد األخبار فهذه لنفسه؛ مجتمعهم ورؤية فهم في

ه33و ب33المجتمع المباش33ر االحتك33اك ويظ33ل االجتم33اعي، عالمهم من جزءا تشكل

وس33ائل لتق33دم ونتيج33ة الح33ديث المجتم33ع في لمعرفته. أم33ا األساسية الوسيلة

للع33الم رؤيت33ه يش33كل الذي هو ومعلومات أخبار من المرء يتلقاه ما فإن اإلعالم

ويتح33رك ويجيء ي33ذهب الم33رء أن من الرغم فيه. وعلى يعيش الذي ولمجتمعه

تمت ع33الم في يعيش فه33و مباش33رة، غ33ير بطريق33ة يخبره أنه إال كله العالم عبر

الحقيقي؛ بالع33الم مباش33رة ص33لة لدي33ه تع33د لم وبالتالي وتحريره، ترجمته إعادة

س33وف عيني33ه أم33ام تحدث وشاهدها بنفسه عاشها التي واألحداث الوقائع وحتى

التليفزي33ون، اإلذاع33ة، إعالمي33ة: الص33حف، وسائط طريق عن إليه تنقل أنها يرى

وغالب33ا بالفع33ل، عاشه لما وتحليال وتفسيرا وتعليقا وصفا يرى اإلنترنت. وسوف

12 ) Jacque Ellul, The Political Illusion. (New York: Alfred Knopf, 1967), p. 99.

8

Page 9: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

بخبرت33ه ت33أثره من أك33ثر الطريق33ة به33ذه توص33يله تم الذي الحدث عليه سيؤثر ما

(. 13اإلعالم) ينقلها التي الصورة أمام تصمد لن األخيرة فهذه الشخصية،

الصحيحة المعلومات توافر أن إلى إيلول يذهب الشائع االعتقاد عكس وعلى

فهن33اك ع3ام، رأي إلى وبالت33الي سياس33ية واقع3ة تش3كيل إلى بالضرورة يؤدي ال

ت33ؤد لم لكنه33ا والكافي33ة الص33حيحة المعلومات فيها للناس توافرت كثيرة حاالت

فيجب بروباجان33دا؛ أو دعاي33ة مسألة العام الرأي تشكيل عام. إن رأي ظهور إلى

�حم�ل أن ال33رأي يتش33كل ح33تى ورمزي33ة وانفعالي33ة عاطفي33ة بعناص33ر المعلومات ت

العام.

وصور. كلمات إلى ترجمته تمت ما بل الفعلية، األحداث هي الوقائع ليست

البس33يط الش33ارع فرج33ل أخرى؛ لدولة جيش بغزو ذلك على مثال إيلول ويضرب

رآه م33ا أن يدرك ال وهو مدينته، دخل جيشا إال يشاهد لم أمامه الحدث رأى الذي

وال ح3دثا، ب33ل واقع3ة يشاهد لم اإلعالم. فالرجل طريق عن إال لبالده أجنبي غزو

هي اإلعالم. فالواقعة طريق عن إال قائمة حقيقية واقعة إلى الحدث هذا يتحول

إدراك33ه من ال33نرء يتمكن كي علي33ه العمومي33ة ط33ابع إلض33فاء معالجت33ه تمت م33ا

كم33ا الجزئي33ات ال والكلي33ات العمومي33ات طري33ق عن يكون اإلدراك ألن مباشرة،

كث3يرين ألن3اس نقله تم ما أيضا وهي النفس؛ علم في الجشطالت نظرية تذهب

عليها أضفيت ما هي الواقعة أن هذا جماهيرية. ومعنى اتصال وسيلة طريق عن

به33ا ألحقت م33ا وهي الح33دث، ش33اهدوا من أعين في حاض33ر غ33ير خاص33ا تلوين33ا

ت33ترجم لم وإذا للجمه33ور؛ م33ادة تك33ون ح33تى ومش33اعر بمع33ان وحملت تحليالت

ه33ذه علهي33ا وأض33في والوس33ائل الط33رق به33ذه والمش33تتة المبع33ثرة األح33داث

عام. رأي وبناء لتشكيل عناصر تكون ولن وقائع تصبح لن الخصائص

م33روا أو واقعة شاهدوا أو معينة أحداثا عاشوا الذين هؤالء شهادات تعد لم

أن طالم33ا العام، للرأي مادة وتصبح الناس في تؤثر ألن صالحة حقيقية بخبرات

يق33وم ال33ذي ه33و أص33بح ألنه ذلك فيه، التأثير أو لإلعالم الوصول يملكون ال أولئك

13 ) Ibid, p. 114.

9

Page 10: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

خ33اص. ه33و م33ا وتعميم عام33ة، ووق33ائع أحداث إلى الفردية الخبرات تحويل بدور

ملك33ا ب33ل للجمه33ور، ملك33ا تع33د لمGeneralization التعميم على الق33درة فه33ذه

ب33أن األي33ديولوجي دوره33ا ممارسة اإلعالم وسائل تستطيع هنا (. ومن14لإلعالم)

مواق3ف عن والتعب3ير ذل3ك، في الحق لها ليس وخاصة جزئية معينة مصالح تعمم

الجميع. نظر ووجهات الكل مواقف أنها بحجة ومتحيزة جزئية نظر ووجهات

أنماط من لديه ما على يعتمد وتفسيرها وفهمها للوقائع المرء استقبال إن

ال ال33تي الوق33ائع يص33دق لن أن33ه بحيث (،15اإلعالم) ص33نعهاStereotypes ج33اهزة

أنماط مع تتعارض التي األحداث تلك إن بل تعارضها، أو األنماط هذه مع تتفق

(.16بس3رعة) ينساها وسوف عليه يذكر تأثير لها يكون لن واستقباله فهمه

األي33ديولوجي بال33دور المقص33ود هي إيل33ول عنه33ا يتح33دث ال33تي األنم33اط أن والحقيق33ة

خالل33ه من ن33درك ال33ذي اإلط33ار تشكل أنها األيديولوجيا وظائف أهم لإلعالم. فمن

م33ا ك33ل هي األنم33اط ه33ذه أن (. كم33ا17ومجتمعن33ا) أنفس33نا إلى ب33ه وننظ33ر العالم

يق3ول ذل3ك وفي غيره3ا، يمتل3ك وال األش3ياء على والحكم النظر في المرء يمتلكه

مج33ال من األخ33رى الوق33ائع ك33ل يط33رد اإلعالم ينقل33ه ال33ذي الح33دث إيل33ول: "إن

اإلعالم. طري33ق عن ج33اءه إذا إال ش33ئ أي يص33دق ال الم33رء إن بحيث (،18اإلدراك")

أهم والمعلوم33ات الوق33ائع الع33ام الرأي بها يفهم التي الجاهزة واألنماط فالنماذج

به3ا خاص3ا آخ3ر واقعا وتصنع الواقع هذا تشكل التي هي ألنها نفسه الواقع من

(. 19الحقيقي) الواقع من واقعية أكثر

لأليديولوجيا: التقليدية لآلليات والعودة اإلعالم – ثانيا

14) Ibid, pp. 96-98. 15 : ذلك) في راجع النظر، في الوجهة هذه نفس ميلز رايت األمريكي االجتماع لعالم

C. Wright Mills, The Power Elite. (New York: Oxford University Press, 1959), pp. 298-334 (passim). 16 ) Ibid, P. 100. 17 ) Ibid, P. 115.18 ) Ibid, P. 129.

بواقعية) 19 يتمتع اإلعالم وسائل تنقله الذي الواقع أن مالحظة في بودريار سبق قد إيلول أن الحقيقة" الواقع مصطلح بودريار له صاغ الذي المعنى عن بدقة إيلول عبر إذ نفسه، الحقيقي الواقع تفوق

. Hyperrealityالفائق"

10

Page 11: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

أيديولوجية، وظائف تتخذ كونها على الحديثة اإلعالم وسائل طابع يقتصر ال

الح33ديث اإلعالم لآليديولوجيا. يكشف التقليدية اآلليات نفس كذلك ترث هي بل

الممث33ل يش33كل إن33ه الق33ول نس33تطيع بحيث األي33ديولوجيا آليات لجميع عودة عن

اآللي33ات لهذه األساسية المالمح توضيح يلي فيما لها. وسنحاول الجديد والحامل

عنها. الحديث اإلعالم تعبير ومدى

والمدلول: الدال ( لعبة1

النقدية التيارات األيديولوجيا" في "نقد مبحث لدى األيديولوجيا مفهوم تمثل

ومدرس33ة الماركس33ية مث33ل العش33رين والق33رن عش33ر التاس33ع الق33رن أواخر في

أنها على إليها النظر في وريكور، مانهايم أمثال الثقافة نقاد وبعض فرانكفورت،

على العالق33ة ه33ذه إلى النظ33ر وتم (،20والموضوع) الذات بين العالقة يصيب تشويه

(. وتق33وم21ومف33اهيم) وتص33ورات أفك33ار بتوس33ط تتم إبستيمولوجية عالقة أنها

لمعرف33ة س33بيلنا هي ال33تي الوس33ائط ه33ذه تزيي33ف طريق عن بعملها األيديولوجيا

بالتمثي333ل تتعل333ق قض333ية األي333ديولوجيا ك333انت هن333ا وأنفس333نا. ومن الع333الم

Representation، للمدلول. الدال أو للشئ الفكرة تمثيل عملية في يحدث خطأ أي

مغتربة، تصبح وبذلك أيضا، الذات يصيب فهو الموضوع يصيب التشويه كان وإذا

(. األي33ديولوجيا22موض33وعها) مع وحقيقية أصيلة عالقة تحقيق على قادرة غير أي

األي33ديولوجيا لنق33د وس33يلة خ33ير وك33انت ال33وعي؛ يص33يب ش33ئ إذن التص33ور ه33ذا وفق

مح33ايث بنق33د ذل33ك ويتم التص33ور، أو الفك33رة على يج33ري ال33ذي التش33ويه توض33يح

Immanent Critique، ح33تى داخلها، من هذه التمثيل عملية سير يتبع الذي النقد أي

طري33ق عن ال33وعي تطه3ير من بن33وع ك33ذلك ويتم التش33ويه؛ عملية على يده يضع

أن ش33ك زي33ف. وال من أص33ابه مما الوعي لتخليصSelf-reflection الذات على االنعكاس

فهي هيجلي33ة-ماركس33ية، إبستيمولوجيا على يعتمد سوف لأليديولوجيا النقد هذا

20 ) Seyla Benhabib, Critique, Norm, and Utopia. A Study of the Foundations of Critical Theory. (Cambridge: Cambridge University Press, 1986), pp. 44 ff. 21 ) Paul Ricoeur, Lectures on Ideology and Utopia. (New York: Columbia University Press, 1986), pp. X-XV, 3-5. 22 ) David Hawks, Ideology. (London: Routledge, 1996), pp. 96-99.

11

Page 12: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

واالغ33تراب ال33ذاتي وال33وعي ال33وعي مث33ل مف33اهيم م33ع التعام33ل من تمكنه التي

الذات. على واالنعكاس والتشيؤ

نفس س33نجد الحديث التكنولوجي االتصال ظاهرة فحصنا إذا أننا والحقيقة

وتكتس33ب تتك33رر وم33دلول دال بين للعالقة تشويها باعتبارها األيديولوجيا وظيفة

داال أي بح33ذافيره، الواق3ع ه3و اإلعالم ينقل33ه ما أن المفترض جديدة. فمن أبعادا

المظه33ر ه33ذا أن ه33و يح33دث م33ا أن إال مدلول33ه؛ إلى مباش33رة يشير محايدا بريئا

ال3تي الص3ور أن أدران3ا اإلعالم. فما وأوهام خدع كل وراءه يخفي المحايد البرئ

حقيقي بواق33ع مباش33ر اتص33ال للم33رء يعد لم الحقيقي؟ الواقع هي اإلعالم ينقلها

وال لديه ما كل هو اإلعالم فواقع اإلعالم، ينقله الذي الواقع وبين بينه يقارن حتى

به. ويعترف يقبله أن إال يملك

تعبر اإلعالم وسائل تزال وال التقليدية األيديولوجيا تحتويه كانت آخر عنصر

ك33ل يختزل لكونه السوق اقتصاد ماركس نقد واالختزال. فقد التجريد وهو عنه،

Common واح333د مع333ادل إلى البش333ري النش333اط وك333ل اإلنس333انية العالق333ة

Denominatorأن على المال رأس يظهر هنا ومن المال؛ أو التبادلية القيمة وهو

عن مس33تقلة التط33ور في وق33وانين ب33ه خاص33ا ومنطق33ا المجتم33ع عن استقالال له

الوظيف33ة، بنفس يقوم أيضا الحديث (. اإلعالم23واإلنساني) االجتماعي مصدرها

إال مع33نى ش33ئ ألي يعد وال وعالمات، ومشاهد صور مجرد إلى شئ كل يرد فهو

عن نقل33ه تم إذا إال مصداقية خبر ألي يصبح وال الوسائل، بهذه عنه التعبير تم إذا

اجتم33اعي مع33نى أي ويلغى الشخصية الخبرة تلغى وبذلك الوسائل، هذه طريق

الحديثة. االتصال بقنوات يمر لم إذا حدث ألي إنساني أو

بل المباشر الحقيقي الواقع هو ليس اإلعالم ينقله الذي الواقع أن الحقيقة

الواق33ع من واقعي33ة أك33ثر يك33ون بحيث وتحري33ره معالجت33ه تمت آخ33ر واقع33ا

. يض33ربHyperreality الفائق الواقع بمصطلح بودريار عنه ويعبر (،24الحقيقي)

23 : ص) ذكره، سبق المال، رأس . 113-107ماركس24 ) Jean Baudrillard: “The Evil Demon of Images’, in Thomas Docherty (ed.), Postmodernism. A Reader. (Britain: Harvester, 1993), p. 194.

12

Page 13: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

بين للعالق33ة ح33دث ال33ذي االنقالب على المعاص33رة الس33ينما من مثال بودري33ار لنا

ال إذ الف33ائق، الواق33ع ه33ذا على مثل السينما أن إلى يذهب والمدلول. فهو الدال

بدوره يعد الذي للسيناريو التجسيد آخر. فهي لدال بل حقيقي لمدلول داال تمثل

لخ33برات داال تعد بل األخير المدلول األخرى هي الرواية وليست لرواية، تجسيدا

من فكث3ير ب3ذاتها، مغرم3ة أص3بحت الس3ينما أن ذلك من واألكثر عامة؛ وتجارب

)وق33د س33ابقين، ونج33وم أبط33ال ح33ول ي33دور هولي33وود في الس33ينمائية األعم33ال

حي33اة عن تق33دم التي المصرية: األعمال الدراما في اآلن الظاهرة هذه انتشرت

ألفالم إع33ادة عن عب33ارة الحديث33ة األفالم من القدامى( وكث33ير والممثلين النجوم

Remaking( 25 .) قديمة

( التصنيم: 2

العم3ل منتج3ات أح3د تح3ول أيض3ا وه3و صنم، إلى شئ تحويل هو التصنيم

يتحول بحيث البشري، والتحكم اإلنسانية اإلرادة عن مستقل شئ إلى اإلنساني

اإلنس33ان ي33دي بين من خ33رج م33ا علي33ه. فك33ل قي33د إلى بيدي33ه اإلنس33ان أنتج33ه ما

على الم33رء يقدر وال البشر في تتحكم خاصة وقوانين مستقلة حياة له وأصبحت

ط33بيعي، أن33ه على مص33نوع ه33و م33ا كل اتخاذ هو كذلك صنم. والصنم هو تغييرها

أش33ياء على ينطب33ق التوصيف وأزلي. هذا ثابت أنه على وزائل متغير هو ما وكل

إنتاج من ألنها صنم والصورة. السلعة السلعة المعاصرة حياتنا في أهمها كثيرة،

على تتخ33ذ ألنها صنم كذلك والصورة عليهم، وتسيطر عنهم تستقل لكنها البشر

وألنه33ا ط33بيعي، أن33ه على إلي33ه ينظ33ر مص33طنع ش33ئ وألنه33ا الحقيقي، الواقع أنها

من33ه، واقعي33ة وأك33ثر الحقيقي، الواق33ع عن ب33ديال ثاني33ا واقعا تشكل اآلن أصبحت

الوس33يط لكن33ه وواقعهم، البش33ر بين يتوسط أن المفترض الوسيط كذلك وألنها

محل33ه الفعلي والحلول األصل أنه على الوسيط واتخاذ األصل، مكان احتل الذي

بعينها. الصنمية هو

25 ) Ibid, p. 195.

13

Page 14: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

أن إلى خاص3ة، منه3ا والبص33رية اإلعالم، لتكنولوجي33ا المعاص3ر التطور أدى

حقيقي، واق33ع إلى نفسها هي تحولها إلى لواقع تمثيل مجرد من الصورة تحولت

أو الص33ورة ص33نمية مص33طلح الظ33اهرة ه33ذه على المفك33رين من كث33ير ويطل33ق

Fetishism of للسلع الصنمي الطابع عن تكلم من أول هو ماركس العالمة. ويعد

Commodities، أنتجه33ا ال33ذي البش33ري العم33ل عن الس33لع استقالل يعني والذي

للمنتجين، االجتم33اعي الواق33ع على ش33روطه يفرض بها خاص واقع إلى وتحولها

اإلنس3انية اإلرادة غيب3ة في له3ا الحاكم3ة الخاص3ة قوانينه3ا ب3ذلك للس3لع وتصبح

الس33لع تل33ك ق33وانين هي السوق قوانين الهادف. وتعد البشري والتحكم الواعية

حياتهم. وال في تتحكم وأصبحت االجتماعية، وعالقاتهم البشر عن استقلت التي

االجتماعي33ة اإلنت33اج عالق33ات نس33يان ويتم الموضوعي جانبها إال السلع من يظهر

أنتجتها. التي

الصورة: أ( صنمية

اآلن أما الرأسمالي، اإلنتاج تطور بداية في السائدة هي السلع صنمية كانت

في33ه ويوض33ح الجدي33د الوض33ع ه33ذا ديب33ور الس33لع. ويحل33ل محل الصور حلت فقد

إلى وتحوله33ا الس33لعة مس33توى على تعمل كانت التي القديمة الصنمية استمرار

تمثلت البورجوازي33ة األي33ديولوجيا هيمن33ة في مرحل33ة (. فأول26الصورة) مستوى

عملي33ة وعن نفس33ه عن الم33رء وتعب33ير التمل33ك مجرد إلى اإلنساني الوجود انحدار في

مرحل33ة المجتم33ع دخل فقد اآلن لسلع. أما تملكه صورة في لذاته تحقيقه

ظ33اهر. ش33كل في الملكية إثبات ضرورة في تتمثل التي تلك الهيمنة، في جديدة

وص33ور. والحاج33ة رم33وز ص33ورة في ويظه33ر نفسه عن يكشف أن يجب فالتملك

ك33انت ديب33ور: "إذا الوس33ائط. يق33ول نفس خالل من عنه33ا التعبير يتم أن يجب أيضا

اإلعالم بتوس33ط إال إش33باعها يمكن ال لعص33رنا االجتماعي33ة الحاج33ات جمي33ع

ال الناس بين االحتكاك صور وجميع المجتمع إدارة كانت وإذا االتصال، وتكنولوجيا

26 ) Guy Debord, Society of the Spectacle. (Canberra: Treason Press, 2002), p. 8.

14

Page 15: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

يمكن وال مهيمنة التكنولوجيا ألن فذلك الوسائط، هذه خالل من إال تتم أن يمكن

(27االتصال") عمليات لجميع ومحتكرة عنها الخروج

وللفلس33فة الحديث33ة المعرف33ة نظري33ة لمشروع نهاية اإلعالم تكنولوجيا تعد

تك33ون أن وه33و أساس33ي ه33دف حول يلتف الغربي الفكر كان ذاتها. فقد الغربية

ه33ذه كانت سواء بتمثيله، وجديرة المعنى عمق إلى اإلشارة على قادرة العالمة

عالم33ة أي مح33ل الص33ورة حلت فق33د اآلن نظرية. أم33ا أو فكرة أو تصورا العالمة

تح33ل أن على فائق33ة ق33درة الواقع. فللص33ور أو المعنى عن تعبر أن يمكن أخرى

المفه33وم. ف33إذا أو للتص33ور التمثيلي33ة الق33درة على تعلو بذلك وهي الواقع، محل

مقترب3ان تمثل3ه ال3ذي والواق3ع بالتمثي3ل القائمة العالمة أن يفترض التمثيل كان

ه33و ال33ذي الخ33داعي المثي33ل ف33إن للواق33ع، انعكاس33ا العالم33ة تك33ون بحيث للغاية

بأفض33ل الواق33ع تقدم الصور، بها تقوم التي العملية وهي ،Simulation المحاكاة

(. 28عليها) هو التي من أكثر واقعية بصورة تقدمه أي عليه، هو مما

الذي فإن الرأسمالي، للمجتمع األساسي الطابع هي السلع صنمية كانت وإذا

األك3بر المص3نم ه3و أص3بح فق3د نفس3ه، اإلعالم ه3و انتش3ارها على اآلن يس3اعد

Fetishizer، القيمة تحويل على يعمل الذي وهو خالله، من السلع على نتعرف إذ

(. 29رمزية) قيمة إلى ثم تبادلية قيمة إلى االستعمالية

ال33ذي أفالطون لكهف سجناء يجعلنا اإلعالم عصر أن كيف سبق فيما رأينا

الكه33ف بين التش33ابه والحظن33ا األش33ياء، وظالل وأخيل33ة بص33ور س33اكنوه ينخ33دع

م33اركس استخدمه شهيرا آخر مثاال كانت ذاتها الكاميرا أن والكاميرا. والحقيقة

لمج33رد ال وتزييفه33ا، األي33ديولوجيا عمل كيفية األلمانية" ليصف "األيديولوجيا في

قلب على تعم33ل األي33ديولوجيا أن إلى م33اركس ك33ذلك. ي33ذهب للرؤية بل الوعي

أفك33ار على مق33ام الواق33ع أن الن33اس يعتق33د بحيث عقب، على رأس33ا الواق33ع

والتص3ورات. وه3ذا األفك3ار ه3ذه تغي3ير بمج3رد يتم الواقع تغيير وأن وتصورات،27 ) Ibid, pp. 8-9. 28 ) Baudrillard, Symbolic Exchange and Death. Translated by Hamilton Grant. (London: Sage Publications, 1993), pp. 50-55. 29 ) O’Neill, op. cit., p. 184.

15

Page 16: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

من ه33و المقلوب الوضع هذا رأسه؛ على يقف الواقع أن لماركس بالنسبة يعني

Camera الك33اميرا تفعله ما تشبه ذلك في وهي (،30األيديولوجيا) عمل Obscura

األشياء. صورة تقلب التي

المزي3ف الت3أثير ب3ه يش3به كمث3ال م3اركس اس3تخدمها ال3تي الكاميرا لكن

في واض33حا يظه33ر م33ا وه33ذا للزيف؛ األول المنتج ذاتها هي أصبحت لأليديولوجيا

ال فهي بالش33فافية، تتص33ف الص33ورة أن إلى ب33ارت بارت. يذهب روالن دراسات

يخفيSignifier دال تص3ورها. إنه3ا ال3تي الموض3وعات إلى بل نفسها إلى تشير

لم الم33دلول وراء االختف33اء على الق33درة . وه33ذهSignified31 م33دلول وراء نفس33ه

ك33انت ما دائما إذ المسموعة، أو المكتوبة وللثقافة للكلمة قبل من متوفرة تكن

من الخط33اب. لكن مجال في والمدلول الدال بين بها ومعترف مالحظة مسافة هناك

ال بحيث داال باعتباره33ا تمام33ا تختفي أن دال مج33رد باعتبارها الصورة طبيعة

تص33وره وم33ا هي تص33به إذ تصوره، ما وبين بينها فاصلة مسافة هناك تعد

تق33دم فهي األي33ديولوجيا، خص33ائص ك33ل فيه33ا تتوافر بذلك سواء. والصورة

يرش33حها م33ا وهذا للواقع، انعكاس ومجرد ومباشرة بسيطة أنها على نفسها

وطبيع33ة عم33ل آلي33ات من كيفي33ا يغ33ير وال33ذي لألي33ديولوجيا الجدي33د الحام33ل لتك33ون

تزي33ف أص33بحت بل وحسب وعيا تزيف الصورة تعد لم إذ التقليدية؛ األيديولوجيا

الرؤي33ة يص33يب أص33بح ب33ل والتص33ورات األفك33ار يص33يب يع33د لم اإلدراك. فالزيف

أن قلن33ا السياق هذا في الكانطية اإلبستيمولوجيا لغة استخدام أردنا كذلك. وإذا

الحس. ملكة إلى الفهم ملكة من انتقلت األيديولوجيا

تغير الصورة أن إلى بارت يذهب المعاصرة الحياة على الصورة تأثير وحول

يأخ33ذ ح33تى الك33اميرا أم33ام الم33رء يق33ف أن بالفع33ل. فم33ا الحقيقي الواق33ع من

الص33ورة، اللتق33اط نفس33ه مهيئ33ا ونظرت33ه جس33ده ويكي33فpose ويثبت استعداده

نفسه من يجعل بذلك وهو ،scene مشهدا أو للتصوير موضوعا نفسه من ويجعل

30)Karl Marx and Frederick Engels, The German Ideology, in (www.marxists.org/archive/marx/works/1845/german-id)31 ) Roland Barthes, Camera Lucida: Reflections on Photography. Translated by Richard Howard. (New York: Noonday Press, 1982), P. 6.

16

Page 17: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

المس33توى على يح33دث ال33ذي الص33ورة. وه33ذا ل33ه تلتق33ط أن قب33ل ح33تى ص33ورة

الهيئ33ة الم33رء يتخ33ذ فمثلم33ا أك33بر؛ اجتم33اعي مس33توى على يح33دث الشخص33ي

أن33ه على نفس33ه ويكي33ف الهيئ33ة نفس كل33ه المجتم33ع يتخ33ذ للتص33وير، المناس33بة

يتعلم اإلعالم وس33ائل سيطرة (. فمع32اإلعالمي) التقديم أو للتصوير، موضوع

إعالميا. صورته لتقديم المناسبة الهيئة اتخاذ السواء على الشارع ورجل السياسي

أن قب33ل حتى صورة باعتباره تكييفه سبق واقع مع تتعامل فالصورة وبالتالي

الصورة. تلتقط

مص3طلح ذل3ك بع3د بودري3ار له وضع الذي المعنى على بارت عند نعثر كما

الكم33ال ه33و الصورة يميز ما أن إلى بارت يذهب . إذHyperreality الفائق الواقع

موض33وعي بشكل ومتقنا، مركزا كامال واقعا تقدم فهي ولذلك المتقنة، والصنعة

ع33دم والحي33اد الموض33وعية الحقيقي. وتع33ني الواق33ع من واقعي33ة وأك33ثر ومحايد

التش33كيلي الفن في نج33د مثلم33ا لفك تحتاج وشفرات رموز على الصورة اعتماد

(. كذلك33أكبر) اإليهام على الصورة قدرة يجعل مما مثال؛ الرسم فن أنواع وباقي

المحاك33اة وه33و بودري33ار عند ويتطور سيظهر الذي المفهوم على بارت عند نعثر

،Simulacrum الزائفة زائ33ف. نفس33ه ه33و لش33ئ بل حقيقي لشئ ال المحاكاة أي

Systeme de الموضة لنسق تحليله سياق في بارت عند المصطلح هذا ويظهر

la Modeأن يجب للمش33تري الحس33ابية الق33درة إعاق33ة تتم ب33ارت: "كي . يق33ول

زائف33ة محاك33اة تخل33ق أن الص33ور.. ويجب من حج33اب – الس33لع ح33ول حج33اب يرس33م

Simulacrumالمتغ33يرة الموض33ات من س33ريعا زمن33ا مستبدال الحقيقي، للموضوع

(.34المالبس(") فيه تستهلك )الذي البطئ بالزمن

االشتقاقية لألصول تحليله من بودريار لدى للصورة الصنمية الطبيعة تتضح

مص33طنعا أو مص33نوعا شيئا يعنيfacio لها الالتيني . فاألصلFetish صنم لكلمة

fabricated، وتعني facticiusتع33ني كم33ا ص33ناعي، ه33و بم33ا طبيعي هو ما محاكاة 32 ) Ibid, P.10. 33 ) Roland Barthes, Image, Music, Text. Translated by Stephen Heath. (New York: Noonday Press, 1978), P. 17. 34 ) Roland Barthes, The Fashion System. Translated by Mathew Ward and Richard Howard. (London: Jonathan Cape, 1983), pp. XI-XII.

17

Page 18: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

إلى المص33طلح والتجمي33ل. وانتق33ل ال33تزيين والبرتغالي33ة اإلسبانية في مشتقاتها

واس33تخدم عش33ر والتاس33ع عش33ر الث33امن القرنين في األنثروبولوجية الدراسات

لق3وى كرم3وز يتخ3ذونها وألش3ياء لألص3نام البدائي3ة القبائ3ل عب3ادة لوص3ف فيها

كب33ديل الف33رع اتخ33اذ الدراس33ات ه33ذه في يع33ني المص33طلح وأص33بح الطبيع33ة،

الرأس33مالي، المجتم33ع في السلع لوصف استخدمه فقد ماركس (. أما35لألصل)

عالق33اتهم على بالس33لع البشر عالقة طغت فقد بوضوح؛ الصنمي الطابع اتخذت إذ

األذه33ان عن وتغيب الس33لع، بتوسط يتم االجتماعي التفاعل وأصبح البعض، ببعضهم

االقتص33ادية الق33وانين إلى إال أحد يلتفت وال السلع تلك أنتجت التي االجتماعية العالقات

ص33ورة في االقتصادية القوانين (. واستقالل36ببعضها) السلع عالقة تحكم التي

عن الواض3ح االقتص3ادي التعب3ير هي والطلب الع3رض وق3وانين السوق بآليات يسمى ما

السلع. صنمية

االتصال: خالل من ب( االنفصال

ألن ذلك السلع، صنمية على طغت قد الصورة صنمية أن إلى بودريار يذهب

يع33د لم إذ (،37ذاتها) السلع ومعرفة العالم لمعرفة وسيلتنا هي أصبحت الصور

عن تح33دث االتص33ال أن33واع كل وكون أنفسنا؛ أو العالم وبين بيننا مباشر اتصال هناك

م33ا على الوس33يط وطغي33ان االتص33ال، أط33راف على طغى الوسيط أن يعني الصور طريق

بعينها. الصنمية هو المدلول، على الدال وطغيان بينه، يتوسط

أنه يوضح إذ المعاصر، لإلعالم تحليله في تراجيدي جانب عن بودريار يكشف

أنها إلى اإلعالم وسائل حول الشائع االعتقاد لالتصال. يذهب ال لالنفصال وسيلة

ليس33ت أنه33ا إال للش33فافية، وأداة والمعلوم33ات للرس33ائل ونق33ل اتص33ال وس33ائل

تبادلي33ة عالق33ة وه33و التفاع33ل شروط من أدنى حد وجود االتصال كذلك. يفترض

في كم33ا واالس33تقبال اإلرس33ال الطرف33ان يتب33ادل بحيث ومس33تقبل، مرس33ل بين35 ) Jean Baudrillard, “Fetishism and Ideology: The Semiological Reduction”, in For a Critique of the Political Economy of the Sign. Translated by Charles Levin. (St. Louis: Telos Press, 1981), pp. 90-91. 36 ) Karl Marx, Capital, Volume I. Translated by Ben Fowkes. (London: Penguin Books, 1990), pp. 163, ff. 37 ) Jean Baudrillard: “Fetishism and Ideology”, op. cit, P.93.

18

Page 19: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

مس33تقبلة تك33ون أن دون فقط مرسلة اإلعالم وسائل لكن شخصين؛ بين الحوار

اتص33ال عالق3ة نش3هد الحديث33ة اإلعالم وسائل ترسلها. فمع للتي مماثلة لرسائل

(. وليس38حقيقي33ة) اتصالية عالقة ليست فهي وبالتالي واحد، واتجاه واحد طرف ذات

لوس33ائل ثاني33ا طرف33ا يك33ون أن إلى ي33رقى مم33ا الجمه33ور باس33تجابة يسمى ما

تغذي33ة عن يق33ال وم33ا تفاعلي33ة، اتص33الية عالق33ة في حقيقي33ا ش33ريكا أو اإلعالم

لت3أثير قياس3ا إال ليس الجمهور من اإلعالم وسائل تستقبلهاfeedback مرتجعة

اختب33ار المس33مى األفع33ال ل33ردود الس33يكولوجي القي33اس ش33اكلة على عليهم اإلعالم

الواح33د وبع33ده اإلعالم في الصحيحة االتصالية الحالة توافر عدم بافلوف. وحول

طرف( ولل33رد من أكثر )بين للتبادل قابال الخطاب يكون أن بودريار: "يجب يقول

أو يق33اطع أن يمكن ال واالبتس33امات. فه33و النظ33رات مع عادة الحال هو كما عليه

(39توزيعه") يعاد أو يجمع

ينقل لكونه الشفافية وسيلة أنه إلى يذهب اإلعالم حول خاطئ آخر اعتقاد

على يخفي ألنه ذلك زائفة، أيضا اإلعالم شفافية الواقع. لكن في يحدث ما بدقة

الس33لطوية العوام33ل كل فيها تتدخل التي األخبار تحرير وطالق وسائل الجمهور

خ33ام م33ادة ليس الح33دث ألن ما، حدث نقل في الشفافية (. ليست40واأليديولوجية)

التحري33ر بع33د ينق33ل ب33ل خاما، باعتباره أبدا األصلية صورته على ينقل وال أبدا

أن يجب ب33ل الح33دث ش33فافية ليس33ت ألنها متوافرة ليست إذن والتلوين. الشفافية

إال الشاش33ة، على الواق33ع يرى الجمهور أن الحدث. صحيح نقل آليات شفافية تكون

هو الشاشة على نراه الذي ومونتاج. الواقع وتحرير إلخراج نتيجة هو يراه ما أن

وراءه. كم33ا الكامن33ة والمصالح صنعه آليات علينا تخفى مصنوع، تليفزيني واقع

العادي33ة س33لوكياتهم من يغ33يرون الن33اس يجع33ل ذات33ه ح33د في الك33اميرا حضور أن

وال الك3اميرا، فيه3ا تحض3ر مشاهد تصور إذن معها. الكاميرا أنفسهم ويكيفون

38 ) Jean Baudrillard: “Requiem for the Media”, in For a Critique of the Political Economy of the Sign, op. cit, pp. 169-172. 39 ) Ibid, P.170. 40 ) Ibid, P.177.

19

Page 20: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

الك33اميرا، حض33ور يش33هد واقع33ا تصور إنها أبدا؛ الكاميرا من خالية مشاهد تصور

شفافا. خاما واقعا يعد ال بحيث تصوره الذي الواقع من يغير نفسه الحضور وهذا

أصبحنا حتى نفسه الواقع ال الواقع إلى تحيل وسائط هو بنا يحيط ما كل إن

)referentialالوج33ود" من إحالي نمط في "نعيش التحلي33ل به33ذا وبودري33ار (،41

يع33د وللوجودية. لم هايدجر عند الحقيقي الوجود ألنطولوجيا خفيا نقدا يوجه

فق33ط. الحقيقي الواق33ع إلى يش33ير وس33ط في بل الحقيقي الواقع في يعيش أحد

وبم3ا األص3ل عن بالنس3خة يس3تعيض ب3أن رضي قد المعاصر اإلنسان أن والحقيقة

ألي نهاي33ة تع33د األص33ل على النس33خة الحقيقي. وس33يادة الواقع عن الواقع يحاكي

خفي33ة إش33ارة نج33د أخرى ومرة األصلي؛ الوجود ونحو األصل نحو تسعى فلسفة

ك33ان األص33لي،وإذا الوج33ود فلسفة هي األخير فلسفة ألن لهايدجر، بودريار من

في وج33ود أن33ه أس33اس علىDasein لل33دازاين األنطول33وجي تحليل33ه يب33ني هاي33دجر

إلى فق33ط يش33ير وس33ط في ب33ل الع33الم، في وج33ود اآلن هناك يعد فلم العالم،

أخلت الع3الم في الوج3ود به3ا يتمت3ع ك3ان ال3تي إلي3ه. فالمباش3رة ويحيل العالم

اإلحالي. والوجود لإلحالة مكانها

االستهالك: خدمة في ج( الصورة

القدرة أصبحت كما والمستهلك، السلعة بين الوسيط هي الصورة أصبحت

والس33وق االس33تهالكي االقتص33اد مقومات بين من صورة في السلعة تقديم على

على الق3ادرة هي الكب3يرة الش3ركة تنتجه3ا والتي المنافسة التنافسي. فالسلعة

صورة. في تظهر أن على القادرة المنافسة، على القادرة نفسها، عن اإلعالن

المحل. لفاترينة بتناوله االستهالكي المجتمع في الصورة دور بودريار يحلل

لع33رض وس33يلة كونه33ا مجرد من عمقا أكثر وظيفة عن تكشف العرض ففاترينة

الرأس33مالي المجتم33ع ي33دعيها التي الشفافية عن تعبير ظاهرها في فهي السلع؛

41 ) Jean Baudrillard, Symbolic Exchange and Death. Translated by Ian Hamilton Grant. (London: Sage Publications, 1993), P.62.

20

Page 21: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

دليال المش33اهد أمام الشئ ظهور أصبح معروض. لقد موجود هو فما نفسه؛ عن

seeing ت33ؤمن أن هو ترى فأن وجوده، على is believingاآلن الواق33ع . ويتح33ول

تعبير إلى باإلضافة . هذاscene مشهد شكل في استعراضيا ظهورا يكون أن إلى

هي فال وس33طا، مكان33ا تحت33ل إذ خاص؛ نوع من سوسيولوجي وضع عن الفاترينة

إلى وال للمح33ل الخ33اص المج33ال إلى منتمية هي ال خارجه؛ هي وال المحل داخل

والخ33اص. وفي الع33ام في33ه يلتقي ال33ذي الوسط ذلك للشارع. إنها العام المجال

the media is the الرسالة هو الوسيط أن الشهيرة ماكلوهان مقولة إلى إشارة

messageالس33لعة بين وس33يط مج33رد ليس33ت الفاترين33ة أن إلى بودري33ار ي33ذهب

المتن33اثرة الرغب33ات علىتجمي33ع يعم33ل مغناطيس33ي قطب هي ب33ل والمس33تهلك

تخل33ق أنه33ا عن ناهي33ك (،42االس33تهالك) مجتم33ع منط33ق في وص33بها واس33تقطابها

تستقطبها. أن قبل حتى البداية منذ الرغبات

ما هو تراه "ما وهو اإلعالنات في يستخدم أمريكيا تعبيرا بودريار يتناول كما

whatعليه" ستحصل you see is what you getإلقن33اع التعبير هذا . يستخدم

في علي33ه تع33رض ال33ذي بالش33كل الس33لعة على يحص33ل س33وف أن33ه المس33تهلك

هي أص33بحت الص33ورة أن إلى التعب33ير له33ذا تأمل33ه في بودري33ار الصورة. ويذهب

ص33ورتها، على بن33اء الس33لعة تطلب ف33أنت (؛43عليه) الحكم ومحك الواقع معيار

لم إذا خ33دعت أن33ك وتش33عر ص33ورتها، م33ع متفق33ة السلعة كانت إذا إرضاؤك ويتم

من واقعي33ة أك33ثر ثاني33ا واقع33ا الص33ورة أص33بحت الصورة. لقد مع السلعة تتفق

. Hyperreality فائقا واقعا الحقيقي، الواقع

هذا بودريار يتناول الصورة؟ ثقافة سيطرة ظل في اإلنسان وضع هو ما لكن

اإلنس33ان بين تمي33يز تناول33ه ويس33ود أعمال33ه، من متفرق33ة أم33اكن في الموض33وع

خالل من اآلخ33ر في ينعكس الذي هو المرآة الشاشة. اإلنسان واإلنسان المرآة

وتقاليع لموضات العارض فهو الشاشة اإلنسان أما المتبادل، والتواصل التفاعل

الثقاف33ة. له33ذه ع33رض شاش33ة فه33و االستهالك، ثقافة عن سلوكه في والكاشف42 ) Baudrillard, The Consumer Society: Myths and Structures. (London: Sage Publications, 1998), pp.166-167. 43 ) Ibid, P.124.

21

Page 22: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

شاش33ة. إنس33ان إلى مرآة إنسان كونه من اإلنسان تحول العشرون القرن شهد

وكي اإلنس33ان، ألخي33ه م33رآة ك33ان اإلعالم عص33ر قب33ل اإلنسان أن بينهما والفرق

في األن33ا مواجهة في حاضرا اآلخر هذا يكون أن يجب لآلخر مرآة اإلنسان يكون

م33ع والعكس. أم33ا اآلخ33ر على األن33ا أفع33ال تنعكس حيث متب33ادل، تفاع33ل عالقة

إلى نفس33ه اإلنسان ويتحول المباشرة التفاعلية العالقة فتغيب الشاشة اإلنسان

لموض33ات عارض33ا يص33بح حيث الشاش33ة، وه33و األعالم لعص33ر األساسي النموذج

تختفي (. وهن33ا44س33لفا) االستهالكي المجتمع له أعدها الحياة من وألنماط أزياء

ذلك إال يبقى وال واآلخر، األنا بين التفاعل تتضمن التي االنعكاسية المرآوية العالقة

role ألدوار والم33ؤدي الع33ارض اإلنس33ان performerالق33ائم ال س33لفا، مح33ددة

. action فعل أوpraxis بممارسة

الجمهور: وفردنة األفراد ( جمهرة3

Fragmentation التفت33نيت بعملي33تي يق33وم بأن33ه الرأس33مالي المجتمع يتسم

من ج33زء أن33ه هلى الف33رد يعام33ل الوقت. فهو نفس فيTotalization والتشميل

وب33ذلك األف33راد، من مجموع إال ليس أنه على الجمهور ويعامل منه، أكبر جمهور

منهم33ا؛ لك33ل المم33يزة الخ33واص على ويقض33ي بينهم33ا الواضحة الفروق يطمس

ممكن33ة وح33دة أو تراب33ط أي ويض33يع جمه33ور في بإلحاق33ه الف33رد فردي33ة ويض33يع

ه33ذه على ي33ده م33اركس وض33ع األف33راد. وق33د من حش33د إلى بتفتيت33ه للجمه33ور

إلى ي33ؤدي للعم33ل الرأسمالي االقتصادي. فالتقسيم جانبها في وحللها الظاهرة

يص33بح ال ال33تي الدرج33ة إلى الص33غر في متناهي33ة أج33زاء إلى العمل عملية تفتيت

فيها متحكما يعد وال الكلية اإلنتاج عملية في إسهامه لكيفية مدركا عندها العامل

تك33راره ج33راء من كفاءته وتقل إنسانيته وتضيع فيه، متحكمة تصبح التي هي بل

االقتص33ادية العملي33ة ه33ذه تلح33ق آخ33ر جانب آلية. وعلى بطريقة جزئية لعمليات

مج3رد العام3ل في3ه يك3ون الذي الرأسمالي اإلنتاج من وطاغ كلي بنظام العامل

مفتت3ة بأنها تتسم الرأسمالي النظام ظل في العمل (. فعملية45آلة) في ترس

44 ) Ibid, P.192.

22

Page 23: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

معه33ا، والعام33ل العم33ل عملي33ة تفتت ألنه33ا مفتت33ة ال33وقت؛ نفس في ومش33ملة

أن إلى باإلض3افة علي33ه. ه3ذا يس3يطر ش33امل بنظام العامل تلحق ألنها ومشملة

العم33ال يخضع (؛46السوق) في وفوضوي المصنع في شمولي الرأسمالي المجتمع

حال33ة في الس33وق وي33ترك العم33ل، في وق33اس ص33ارم وانض33باطي س33لطوي لنظ33ام

التلقائية. آللياته تركه حجة تحت كاملة فوضى

وخاصة الرأسمالي، للنظام المزدوجة الوظيفة نفس الحديث اإلعالم ورث

الجم3اهير. والتجاه3ات الع3ام لل33رأي مش3كال باعتب33اره أي جوانب33ه، أهم أح3د في

ال33وقت. نفس في ومشمال مجزءا يكون أن عليه يجب بذلك اإلعالم يقوم فلكي

ليست الوحيد فالفرد وحده؛ الجمهور على أو وحده الفرد على اإلعالم يشتغل ال

ليس الجمه33ور ألن وحده الجمهور على يشتغل وال لإلعالم، بالنسبة أهمية أي له

أن33ه على الف33رد يعام33ل اإلعالم أن أف33راد. أي من مكون هو بل بذاته، قائما كيانا

األف33راد. وه33ذا من مجموع33ة إال ليس أنه على الجمهور ويعامل جمهور من جزء

األف33راد م33ع ومش33ترك وقياسي شائع هو ما إال الفرد من يبرز ال اإلعالم أن يعني

ويلغي33ه. جانب33ا اإلعالم فينحيه ومختلفا متمايزا فردا يجعله ما أما (؛47اآلخرين)

علي33ه الع33ادي الط33ابع وإض33فاءIntegration الجماع33ة في الف33رد إدماج يتم وبذلك

Normalizationمقاومت33ه تض33عف جمهور من جزء أنه على الفرد يعامل . فعندما

الحقيقي والت33أثير الجمه33ور له33ذا تأثير ال أنه حين في عليه، الجمهور هذا لتأثير

الفاع33ل ه33و أن33ه حين في م33ؤثرا جمه33ورا هن33اك ب33أن ي33وهم ال33ذي اإلعالم تأثير هو

يك33ون أن يمكن أنه من الرغم على اإلذاعة مستمع أو التليفزيون الحقيقي. فمشاهد

يعطي33ه اإلعالم أن إال اس33تماعه، أو مش33اهدته أثن33اء بالفع33ل ومنع33زال وحي33دا

ه3و اإلحس3اس من3ه. ه3ذا أك3بر كل من جزء دائما وأنه وحده ليس بأنه اإلحساس

حقيقي. لجمهور أثر ال وآلياته لإلعالم أثر أكثر، ال إحساس مجرد

45 ) Marx: “Estranged Labor”, in The Economic and Philosophical Manuscripts, (www.marxists.org). 46 ) Marx, Capital, Volume 3. Translated by David Fernbach. (London: Penguin Books, 1991), pp. 365-366, 1020-1021. 47 ) Jacque Ellul, Propaganda. The Formation of Men’s Attitudes. Translated by Konrad Kellen and Jean Lerner. (New York: Alfred Knopf Press, 1966), pp.6-7.

23

Page 24: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

الخاص: وتعميم العام ( تخصيص4

س33مات أهم أح33د الس33واء على واليمين اليس33ار من الرأسمالية نقاد تناول

وطمس الخ33اص، والمج33ال الع33ام المجال بين الخلط وهي الرأسمالي المجتمع

على البطال33ة مث33ل مشكلة إلى ينظر المجتمع منهما. فهذا بكل الخاصة المالمح

وع3دم وكفاءت33ه الف3رد وم33واهب ق3درات في نقص عن ناتجة فردية مشكلة أنها

إلى بإرجاعه33ا يفس33رها وال العم33ل، س33وق احتياج33ات م33ع التكي33ف على قدرت33ه

وأزمات33ه الش33خص اض33طرابات إلى وينظ33ر (؛48والبنائي33ة) االقتص33ادية عوامله33ا

وتج33ارب خ3برات نتيج33ة أنه3ا على أي عنه3ا، األول المس3ئول أن33ه على النفس3ية

نتيج33ة أنها على يفسرها وال المجتمع، مع التكيف على قدرة وعدم مؤلمة فردية

إلى يحوله33ا العام33ة األس33باب ذات المحيط33ة. فالمش33كالت االجتماعي33ة البيئ33ة

ورؤي3ة خ3برة الرأس3مالي المجتم3ع يعمم اآلخ3ر الج3انب الخاص. وعلى المجال

عليه3ا؛ ويفرض3ها المجتم3ع طبقات باقي إلى البورجوازية وهي فيه واحدة طبقة

الع33ام والخ33ير والمس33اواة والع33دل الحق عن البورجوازية مفاهيم تتحول وبذلك

تخص ال أنها حين في اكلية الصالحية على الحصول نحو وتنزع عامة مفاهيم إلى

(؛49الطبق33ة) ه33ذه تط33ور من معينة لمرحلة إال صالحة وليست واحدة طبقة إال

تعميمها يتم البورجوازية بالرؤية الخاصة الجمال ومعايير الفنية األساليب وحتى

(. وب33ذلك50ب33إطالق) ذات33ه الفن مع33ايير هى تص33ير حتى كله المجتمع مستوى على

هي الس33ائدة األفكار وتصير الطبقات، باقي على وفكرها رؤيتها البورجوازية تفرض

السائدة. الطبقة أفكار

البورجوازي33ة. لألي33ديولوجيا التقليدية الوظيفة هذه نفس أيضا اإلعالم يتخذ

الس3رعة نتيجة وذلك واحدة، قرية سكان يجعلنا اإلعالم أن إلى ماكلوهان يذهب

48 . . : . دار) الجديدة والليبرالية الثالثة الصناعية الثورة في تأمالت الوسطى للطبقة وداعا زكي رمزي دالقاهرة العربي، ص 1997المستقبل ،27-28 .

49 ) Bhikhu Parikh, Marx’s Theory of Ideology. (London: Croom Helm, 1982), pp.36-38. راجع: النقطة هذه حول للمزيد( 50

Pierre Bourdieu, Distinction. A Social Critique of the Judgment of Taste. Translated by Richard Nice. (Cambridge: Harvard University Press, 1984); Bourdieu, The Field of Cultural Production. (New York: Columbia University Press, 1993)

24

Page 25: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

ووص33ولها اإلعالم وس33ائل النتش33ار ونتيجة والمعلومات، األخبار نقل بها يتم التي

على وعم3ل المس3افات وق3رب االتص3ال س3هل مم3ا األرض، على بقعة كل إلى

أن33ه إال إيجابي33ا، جانب33ا يع33د ه33ذا أن من ال33رغم والزم33ان. وعلى المكان انكماش

خط3اب ك3ل ط3ابع نفس يحم3ل ب3ذلك اإلعالم أن في يتمث3ل س3لبيا جانب3ا يخفي

يع33ني ه33ذا أن إال واح33دة، قري33ة إلى العالم يحول اإلعالم أن أيديولوجي. صحيح

بين والحض33ارية الثقافية والتمايزات االختالفات على قضى أنه الوقت نفس في

بالطبع. الغرب ثقافة هي واحدة ثقافة في إدماجها على ويعمل (،51الشعوب)

ذات33ه، وإثبات توكيد في المرء رغبة على اإلعالم يلعب اآلخر الجانب وعلى

واجتماعي33ة، سياس33ية أبع3اد ب33أي ارتباطه3ا عن اليومي33ة الحي33اة يبع3د ب33أن وذل3ك

تحقي3ق بإمكاني3ة متوهما الفرد ويجعل والشخصي؛ الخاص الطابع عليها ويضفي

اإلعالم يق33وم ال33وقت نفس وفي اس33تهالكية، موضوعات امتالك طريق عن ذاته

باعتباره33ا الثقاف33ة أي كك33ل، الثقاف33ة تض33منها وهويتهم تفردهم أن الناس بإقناع

المتواف3ق ه3و يك3ون ب3ذلك باالنتماء. والف3رد الشعور له يوفر للفرد حاويا إطارا

(. 52المعارض) أو معه المختلف ال القائم، النظام مع أي ثقافته، مع والمنسجم

ما إلى الهيجلية الماركسية من األيديولوجيا نقد – خاتمة

البنيوية: بعد

االعتم33اد من انتقل اإلعالم أليديولوجيا المعاصر النقد أن سبق مما الحظنا

الزائ33ف وال3وعي والتش3يؤ االغ33تراب مث33ل الوعي بفلسفة مرتبطة مفاهيم على

اللغ33ة بفلس33فة المرتبط33ة المف33اهيم من أخ33رى مجموع33ة على االعتم33اد إلى

والعالم3ة والم3دلول ال3دال مث3ل البنيوية بعد وما البنيوية واالتجاهات واللغويات

األي33ديولوجيا نق33د من انتق33اال يع33د االنتق33ال ه33ذا أن والرمز. والحقيق33ة والصورة

م3اركس ل3دى س3ائدا ك3ان وال3ذي هيجلية ماركسية ابستيمولوجيا على المستند

أخ33رى إبس33تيمولوجيا إلى ريك33ور، ب33ول وأخ33يرا فرانكفورت ومدرسة ولوكاتش

51 ) O’Neill, Op, cit, P.180. 52 ) Ibid, P.187.

25

Page 26: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

ديب33ور ج33اي أعالمه33ا أهم ومن البنيوي33ة، بع33د وما البنيوية اتجاهات على مستندة

غ33يرهم وآخ33رين الدراس33ة، هذه في تناولناهم الذين بودريار وجان بارت وروالن

في ح33دث آخ33ر تح33وال التح33ول هذا دريدا. ويوازي وجاك إيكو وإمبرتو فوكو مثل

Philosophy ال33ذات في فلسفة على يستند فكري نموذج من المعاصر الفكر of

the Subject، يع33رف م33ا وه33و اللغ33ة، في فلس33فة على يس33تند آخ33ر نموذج إلى

موضوع في مماثل تغيير إلى التحول هذا . أدىLinguistic Turn اللغوي بالتحول

نفس33ها اإلدراكية للعملية تزييف إلى للوعي تزييف من تحولت األيديولوجيا. فقد

ال3ذات بين المعرفي33ة العالقة على يجري التزييف يعد عنها. فلم اللغوي وللتعبير

والمدلول. الدال بين البنيوية العالقة على بل والموضوع

البنيوي33ة بع3د وم33ا البنيوي33ة االتجاه3ات أعم3ال بأن القول نستطيع هنا ومن

النق33د عن يختل33ف لألي33ديولوجيا جدي33دا نق33دا الس33يميولوجيا( تق33دم – )التفكيكية

ترج33ع تمام33ا مختلف33ة إبس33تيمولوجيا على ويستند التقليدي، الماركسي الهيجلي

العلم وهي الس33يميولوجيا أن إلى باإلض33افة اللغوي33ات. ه33ذا علم إلى بج33ذورها

من تمكنن33ا واع33دة إمكان33ات ذات وإيكو وبودريار بارت تطويره في أسهم الذي

اإلعالمي الوس33ط اعتباره33ا في تض33ع األي33ديولوجيا نق33د في جدي33دة نظرية وضع

الراهن. عصرنا في األيديولوجيا فيه تنتشر الذي

المراجع

األجنبية: المراجع – أوال

Barthes , Roland, Image, Music, Text. Translated by Stephen Heath. (New York:

Noonday Press, 1978)

Barthes, Roland, Camera Lucida: Reflections on Photography. Translated by Richard

Howard. (New York: Noonday Press, 1982)

26

Page 27: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

Barthes, Roland, The Fashion System. Translated by Mathew Ward and Richard

Howard. (London: Jonathan Cape, 1983)

Baudrillard, Jean, “Fetishism and Ideology: The Semiological Reduction”, in For a

Critique of the Political Economy of the Sign. Translated by Charles Levin. (St. Louis:

Telos Press, 1981)

Baudrillard, Jean: “The Evil Demon of Images’, in Thomas Docherty (ed.),

Postmodernism. A Reader. (Britain: Harvester, 1993)

Baudrillard, Symbolic Exchange and Death. Translated by Hamilton Grant. (London:

Sage Publications, 1993)

Baudrillard, The Consumer Society: Myths and Structures. (London: Sage Publications,

1998)

Bell, Daniel, The Coming of Post-Industrial Society. (New York: Basic Books, 1973)

Benhabib, Seyla, Critique, Norm, and Utopia. A Study of the Foundations of Critical

Theory. (Cambridge: Cambridge University Press, 1986)

Bourdieu, Pierre , Distinction. A Social Critique of the Judgment of Taste. Translated

by Richard Nice. (Cambridge: Harvard University Press, 1984)

Bourdieu, The Field of Cultural Production. (New York: Columbia University Press, 1993)

C. Wright Mills, The Power Elite. (New York: Oxford University Press, 1959)

Debord, Guy, Society of the Spectacle. (Canberra: Treason Press, 2002)

Ellul, Jacque The Political Illusion. (New York: Alfred Knopf, 1967)

Ellul, Jacque, Propaganda. The Formation of Men’s Attitudes. Translated by Konrad

Kellen and Jean Lerner. (New York: Alfred Knopf Press, 1966)

Hawks, David , Ideology. (London: Routledge, 1996)

Lukacs, Georg : “Reification and the Consciousness of the Proletariat”, in History and

Class Consciousness. Studies in Marxist Dialectics. Translated by Rodney Livingston

(London: Merlin Press, 1971)

Marx, Capital, Volume 3. Translated by David Fernbach. (London: Penguin Books,

1991)

Marx, Karl and Frederick Engels, The German Ideology, in (www.marxists.org/archive/marx/works/1845/german-id)

27

Page 28: الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام

Marx, Karl, Capital, Volume I. Translated by Ben Fowkes. (London: Penguin Books,

1990)

Marx: “Estranged Labor”, in The Economic and Philosophical Manuscripts,

(www.marxists.org)

McLuhan, Marshal Understanding Media: The Extensions of Man. (New York:

McGraw Hill, 1965)

O’Neill, John, Plato’s Cave. Desire, Power, and the Specular Functions of the Media .

(New Jercy: Ables Publishing Corp., 1991).

Parikh, Bhikhu, Marx’s Theory of Ideology. (London: Croom Helm, 1982)

Plato, Republic. Books VI-X. Translated by Paul Shorey. (London: Harvard University

Press, 1994)

Ricoeur, Paul, Lectures on Ideology and Utopia. (New York: Columbia University

Press, 1986)

العربية: إلى والمترجمة العربية المراجع – ثانيا

1994 شرقيات، حسان. دار أحمد الحداثي. ترجمة بعد ما ليوتار: الوضع فرانسوا جان .الجديدة. والليبرالية الثالثة الصناعية الثورة في الوسطى. تأمالت للطبقة زكي: وداعا رمزي

1997 القاهرة العربي، المستقبل دارللترجم33ة األه33رام أمين. مؤسس33ة أحم33د حس33ين التاريخ. ترجم33ة فوكوياما: نهاية فرانسيس

.1994 والنشر، العربي33ة اليقظة الرأسمالي. دار اإلنتاج ( تطور1) األول المال. الكتاب ماركس: رأس كارل

1956 دمشق والنشر، والترجمة للتأليفوج3ورج ألتوس3ير في: ل3ويس األيديولوجي3ة"، الدول3ة وأجه3زة ألتوسير: "األي3ديولوجيا لويس

للدراس33ات الجامعي33ة القش. المؤسسة سهيل وتقديم الإنسانوية. ترجمة كانغيليم: دراسات1981 بيروت والنشر،

28