-1-

اأمثــال العــربحكمة وبالغة واأدب

-2-

-3-

حممد مروان مراد

اأمثـال العـربحكمة وبالغة وأدب

اهليئة العامة السورية للكتاب - منشورات الطفلوزارة الثقافة - دمشق 2014م

-4-

-5-

املقـدمـــة..

املثل هو القول امل�أثور واملوجز، وهو اللفظ اجلميل والبليغ الن��س، وهو خال�شة جت�رب ل�شعوب منذ األ�شنة ال�ش�ئر على ي�شهل ر�شيقة، وعب�رات جذابة، ب�ألف�ظ �شيغت وقد القدم،

حفظه� فيتن�قله� الن��س جيال بعد جيل.واإ�ش�بة اللفظ، اإيج�ز خ�ش�ئ�س: اأربع املثل يف وجتتمع املعنى، وجم�ل الت�شبيه وجودة الكن�ية. وللعديد من الأمث�ل

حوادث م�شهورة، اأو حك�ي�ت طريفة.اأن لإدراكهم الأدبي، الوجه بهذا العرب اأجدادن� ا�شتهر هو الإيج�ز واأن كثريه، عن قليله اأغنى م� الكالم اأف�شل العربـي الأدبي تراثن� ف�إن وهكذا الأدبية، البالغة قمة التوجيه ح�فل ب�لأقوال احلكيمة املوجزة التي ا�شتملت علـى

والإر�ش�د، والأخبـ�ر واحلك�ي�ت والنوادر والكثري من احلكم.العربية جمموعة م�شتمدة وقد اخرتن� من كتب الأمث�ل من تراثن�، ومن جت�رب اأ�شالفن� والتي جتمع املعرفة واحلكمة والف�ش�ئل اخلري طريق على ونت�بع منه� لن�شتفيد واملتعة،

الإن�ش�نية.

-6-

-7-

الأمثال العربية... حكمة وبالغة واأدب

لكل اأمة يف العامل اأمثالها اخلا�صة، وهي خال�صة جتارب الآباء اإن�صانية رائعة، واملثل: �صورة والأجداد، تنطوي على حقائق وحكم اأخالق على دليل وهو لالأمة، الجتماعي الأدب �صور من جميلة النا�س وعاداتهم، وهو عبارة حمكمة يوؤيد بها املتكلم حديثه، يقول العرب: يجتمع يف املثل اأربعة ل جتتمع يف غريه من الكالم: اإيجاز

اللفظ، واإ�صابة املعنى، وجودة الكناية)1(، ونهاية البالغة)2(.* املثل يف اللغة: هو ال�صبيه، واملثل والقول ال�صائر، وقال ابن عبد ربه يف كتاب الأمثال العربية: »اإن الأمثال هي و�صي الكالم، وجوهر اللفظ، اأنقى من ال�صعر، واأ�صرف من اخلطابة، مل ي�صر �صيء �صريها

ول عم عمومها، حتى قيل: )اأ�صري من مثل(«.انت�صرت الأمثال العربية وا�صتقرت غ�ية الأمث�ل واأهدافه�: *

)1( الكناية: التعبري عن �صيء معي بلفظ غري �صريح يف الدللة عليه.)2( البالغة: الف�صاحة.

-8-

يف الذاكرة ب�صبب بالغتها واإيجازها، ويرجع تاأثري املثل يف احلياة وال�صلوك اإىل اأ�صلوبه املميز من حيث دقة التعبري، والت�صوير البليغ، ، كما اأن اتباع اأ�صلوب احلكاية مما يوؤكد اأن خري الكالم ما قل ودلواحلوار جعل من املثل حكاية يف كلمتي كقولهم: »ل تو�س حري�صا«، ولي�صت الأمثال م�صدر اإمتاع وت�صلية وح�صب بل هي قيمة اأخالقية الن�حية فمن الثقافية، والقيم الجتماعية العالقات فيها تتجلى ال�صمري فهو واملجتمع، الفرد على �صلطة للمثل فاإن الأخالقية املثل: كقول والتهذيب، وال�صالح اخلري على يح�س الذي اخلفي خوانا«، كنت ولو تخنه ل اأمنك »من اأو ال�صيطان« من »العجلة البيئة يف الفاعل دورها الأمثال اأكدت الجتم�عية الن�حية ومن الجتماعية، يقول املثل: العاقل خ�صيم نف�صه، اأي اأنه يحا�صب نف�صه ويقيم ت�صرفاته. ك�صكل من ممار�صة اجتماعية �صليمة، وقول املثل: »الكلمة احللوة �صدقة« ت�صري اإىل منهج يحب ال�صري وفقه يف تعاملنا

مع الآخرين..ولالأمث�ل وظيفة ترفيهية تزين الكالم وجتعله اأ�شبه ب�ملح�ورة

الطريفة..* تدوين املثل: الأمثلة قدمية يف احل�صارات، فقد جمع امل�صريون القدماء الأمثال قبل 2500 �صنة قبل امليالد، وعرف ال�صومريون دور الأمثال يف التوجيه والرتبية فجعلوها و�صيلة لتعليم اأبنائهم القواعد

ال�صلوكية ال�صليمة، وكتبوها يف األواحهم.

-9-

حيث اجلاهلي، الع�صر �صعراء ق�صائد يف الأمثال وعرفت الع�صر يف بالأمثال الهتمام وتبدى اللغوية، مقدرتهم اأو�صحت و�صلم«، عليه اهلل »�صلى الكرمي الر�صول اتبع حيث الإ�صالمي، اأ�صلوب الأمثال يف اأحاديثه ال�صريفة، وترديده احلكم املاأثورة، وبقي الهتمام بها طوال عهد اخللفاء الرا�صدين، كان »عمر بن اخلطاب« ر�صي اهلل عنه – يردد: علموا اأولدكم الفرو�صية والقوة، ورووهم ما

�صار من املثل، وما ح�صن من ال�صعر«..العبا�صي، حي العهد بالأمثال ظهرت يف البالغة العناية اأن اإل تنبه اللغويون والأدباء اإىل �صرورة حفظ تراث العرب من الأمثال

واحلكم، الذي ميثل الهوية القومية لأية اأمة.كتب يف و�صرحها الأمثال بجمع العرب اللغويي من كثري قام و»جممع ال�صبي، ل للمف�ص العرب« »اأمثال اأ�صهرها: من خا�صة الأمثال« للميداين، قد احتوى على اأكرث من �صتة اآلف مثل، وكتاب »جمهرة الأمثال« لأبي هالل الع�صكري، وكتاب الأمثال لأبي عبيدة

البغدادي، و»امل�صتق�صي يف الأمثال« للزخم�صري، وغريها)3(..

اأمثال العرب / حكمة وبالغة واأدب:

* ي�شم هذا الكت�ب جمموعة من )50( مثال من اأمث�ل العرب، املواقف واحلك�ي�ت الرتبوي، من خالل والتوجيه فيه� احلكمة

)1( اأعالم اللغة والنحو والأدب )اأ�صهر من األف يف الأمثال(

-10-

التي ك�نت حموره�، وقد اأدرجت على ترتيب احلروف الهج�ئية، كي ي�شهل على الق�رئ الو�شول اإليه�.

1( اأبخل من مادر:التاريخ و�صجل واجلود، بالكرم عهودهم طوال العرب عرف حكايات رائعة عن �صخاء العرب، واأ�صار لهم بالإعجاب والتقدير، ويتربمون النا�س، يزدريه مذموما، طبعا البخل كان وباملقابل بالبخيل، و�صربوا املثل بقولهم: اأبخل من مادر.. وهو رجل من قبيلة »هالل بن عامر بن �صع�صعة« يحكون عنه: اأنه �صقى يوما اإبله، وبقي ي�صرب اأن بخال اأ�صفل احلو�س، فخلطه بطي وعكره قليل يف ماء

منه بعده.

2( اأب�صر من زرقاء اليمامة:عا�صت قبيلة »ط�صم« يف منطقة اليمامة، جنوب اجلزيرة العربية وقد ا�صتهرت فيها »زرقاء« ابنة �صيخ القبيلة، بحدة الب�صر والقدرة على الروؤية من م�صرية ثالثة اأيام. ويحكى اأن »زرقاء« �صعدت يوما باأمر عجيب.. لتفاجاأ الأفق، واأر�صلت ب�صرها يف اإىل ربوة عالية، اأ�صداء فر�صان خلفها ومن بعيد، من تتحرك كثيفة اأ�صجار كانت ارتفعت ما و�صرعان القبيلة. م�صارب باجتاه ويتقدمون يتخفون �صيحات »زرقاء« عاليا: يا قوم.. هبوا اإىل �صالحكم، فاإن الأعداء

-11-

الرجال، لتنبيه كافيا الهتاف ذلك وكان اأيام... م�صافة على وا�صتعدادهم للدفاع عن اأر�صهم بقوة وثبات..

من فر�صانها انق�س القبيلة، اأر�س من الأعداء اقرتب حي اليمامة« »لزرقاء وكان وب�صالة، بجراأة لهم وت�صدوا خمائبهم

الف�صل الأول يف انت�صارهم وهزمية الأعداء.فيقولون: ب�صرها بحدة املثل العرب ت�صرب اليوم ذلك ومنذ

فالن »اأب�صر من زرقاء اليمامة«.

3( اأبلغ من ق�س بن �صاعدة:ونبغت الراأي.. و�صداد باحلكمة تاريخهم طوال العرب عرف و�صحر والف�صاحة بالبالغة ا�صتهروا الذين كوكبة من خطبائهم، يوما: بن مروان جل�صاءه امللك الأموي عبد �صاأل اخلليفة البيان.. من اأخطب النا�س، فاأطرقوا بغري جواب، فقال اخلليفة: اإنه ق�س بن

�صاعدة من »اإياد«.وكان »ق�س بن �صاعدة الإيادي« اأحكم حكماء العرب، واأعقل واأبلغ رب فيه املثل بالبالغة وف�صاحة اخلطاب، ومما روي من �صمع به، �صعن���ه اأنه كان يفد على قي�صر ال���روم، ف�صاأله يوما: ما اأف�صل العقل؟ فاأجاب: معرفة املرء بنف�صه، فقال: فما اأف�صل العلم؟ قال: وقوف املرء عند علمه، ف�صاأله من جديد: فما اأف�صل املروءة؟ قال ق�س: ا�صتبقاء املرء ماء وجهه، ف�صاأله: فما اأف�صل املال؟ فاأجاب: ما ق�صي به احلقوق.

-12-

4( اثنان ل ي�صبعان: طالب علم وطالب مال:قاله الإمام علي ر�صي اهلل عنه، وهو ي�صرب للذي ل يكف عن

حت�صيل العلم اأو املال.القرون عن ورثناها التي واحلكم الأمثال تاأملنا اإذا ونحن املا�صية جند اأن كثريا منها بعيد عن طبيعة احلياة يف هذا الع�صر، واأ�صباب ذلك كثرية فمنها ما كان مرتبطا بالبيئة التي ظهر فيها خمتلف يف لالإن�صانية بالن�صبة الوا�صح معناه له يكون فال املثل، عفا اجتماعية اأو خلقية مبفاهيم مرتبطا كان ما ومنها البيئات، عليها الزمن واأ�صبح غري ذي اأهمية، بعد زوال هذه القيم التي نبع منها وارتبط بها. ومنها ما كان قد ظهر يف ع�صر �صاع فيه النحراف فجاء منحرفا عن الق�صد. ومنها ما كان وليدا لظروف خا�صة مر الذي النعيم يتقبل مثل هذا اليوم واإل فمن منا قائل احلكمة بها

عرب عنه قول املتنبي:�شيم)1( النفو�س ف�إن جتد والظلم من

يـــــــظـــــــلـــــــم ل ـــــه ـــــعـــــل فـــــل ـــــــــة عـــــــــف ذا

فاملتنبي قد ترك لظروفه اخلا�صة واأطماعه اأن تلي عليه هذه احلكمة ومل يتجرد يف نظرته اإىل الأمور من اأهوائه.

)1( �صيم: اأخالق.

-13-

5( اأجود من حامت:من يقلب �صحائف التاريخ العربي، تده�صه ال�صفات الأخالقية ال�صفات هذه جملة ويف عهودهم، طوال العرب بها حتلى التي وعده به فافتخر العربي، نف�س عليه جبلت الذي الكرم ال�صامية: خلقا رفيعا، لقد انت�صرت حكايات الكرم التي عرفت النا�س بالأجواد لعون والندفاع اخلري، العطاء يف املثل �صربوا الذين امل�صهورين

الآخرين بر�صى وحمبة ووفاء.. ذكر التاريخ من الأجواد:اهلل« عبد بن »حامت وهو: الطائي« »حامت كان: هوؤلء واأ�صهر ال�صاعر املقدام، والكرمي الذي مل يعرف اأجود منه يف تاريخ العرب، اأ�صر واإن وهب، غنم واإن غلب، قاتل اإذا وكان عا�س يف اجلاهلية

ب ال�صبق.. عفا، واإذا �صابق حاز ق�صتروى عن جود »الطائي« حكايات كثرية، فقد كان ل ينام وجاره جوعان، ول ياأمن وي�صتقر وغريه يبيت يف العراء، ويحكى اأن قحطا)4( اأ�صاب القوم يف �صنة جمدبة، و�صرب النا�س اجلوع والفقر، وبات حامت نف�صه واأولده بال طعام، وفيما هو ذات يوم يفكر يف �صائقة

النا�س، اإذا ب�صوت يهتف من بعيد:- يا حامت، اأتيتك من عند �صبية جياع ومن لهم غريك؟

اأح�صري �صبيتك الهزال: امراأة هدها راأى وقد الطائي اأجاب فواهلل �صي�صبعون عندي..

)1( قحط: جفاف

-14-

-15-

�صاألت املراأة: كيف و�صبيانك جائعون يبكون؟... تب�صم حامت وهب اإىل فر�صه الأ�صيلة، فذبحها واأ�صعل النار اأكلوا و�صبعوا وراح ي�صوي ويوزع الطعام على ال�صغار والكبار حتى الذي اجلواد، الفار�س لهذا والثناء احلمد عبارات يرددون وهم اأ�صبح ا�صمه مرادفا لل�صخاء، ومثال ي�صرب لكل كرمي ي�صحي مبا

ميلك لي�صعد النا�س ويخفف �صائقة كل مع�صر وحمتاج.حي يف واعتزازهم النا�س تقدير حمط الكرمي يبقى هكذا

ينبذون البخيل وين�صرفون عنه ليعي�س وحيدا ممقوتا..

6( اأحلم من الأحنف:اعترب العرب احللم ف�صيلة �صامية يت�صف بها ذو العقل الراجح الأمور ويحاكم العفو، يحب مت�صامح فاحلليم ال�صديد)5(، والفكر بوعي وتدبر، يرتيث عند الغ�صب وي�صبط غيظه كي ل يكون ت�صرفه ال�صريع م�صيئا لالآخرين، فال تنفع الندامة بعده وقد �صرب العرب

املثل يف »الأحنف بن قي�س« فقيل: اأحلم من الأحنف..- هو »الأحنف بن قي�س« وا�صمه »�صخر« من بني تيم.

»حنف)6(« اأي م�صل، فعرف به، وقد ا�صتهر باحللم وعزة النف�س، »ومن الهيبة« تذهب املزاح »كرثة اأقواله: ومن والف�صل، واحلكمة

اأكرث من �صيء عرف به«.)1( ال�صديد: ال�صائب ال�صليم.

)2( حنف: اعوجاج الرجل اإىل داخل.

-16-

اأقولهن و»ال�صوؤدد كرم الأخالق وح�صن الفعل«، وقال: ثالث ما اأدخل ول به، اأح�صر ما بغري جلي�صي اأخلف »ل معترب: ليعترب اإل

نف�صي فيما ل مدخل يل فيه، ول اآتي ال�صلطان اأو ير�صل اإيل«.وقال له رجل: يا اأبا بحر، دلني على حممدة بغري مرزئة)7( قال: الداء اأدوى)9( اأن واعلم القبيح، عن والكف ال�صجيح)8(، »اخللق

الل�صان البذيء واخللق الرديء«.يعتذر، الرجل فاأتاه �صيئا، رجل الوايل م�صعبا عن رجل واأبلغ فقال الوايل: الذي بلغنيه ثقة، فقال الأحنف: كال اأيها الأمري، فاإن

الثقة ل يبلغ.و�صئل هل راأيت اأحلم منك؟ قال: نعم، وتعلمت منه احللم، قيل: ومن هو؟ قال: قي�س بن عا�صم املنقري، حيث ح�صرته يوما، وهو يحدثنا، فجاوؤوا بابن له قتيل، وابن عم له كتيف، فقالوا: اإن هذا قتل ابنك هذا، فلم يقطع حديثه، حتى اإذا فرغ من احلديث التفت

اإليهم فقال:»اأين ابني فالن؟ فجاءه: فقال: يا بني، قم اإىل ابن عمك فاأطلقه، واإىل اأخيك فادفنه، واإىل اأم القتيل فاأعطها ناقة فاإنها غريبة لعلها

ت�صلو عنه« ثم اتكاأ على �صقه الأي�صر واأن�صاأ يقول:

)1( مرزئة: نقي�صة.)2( ال�صجيع: اللي ال�صهل.

)3( اأدوى الداء: اأكرثه هالكا.

-17-

اأفـــن)2(»واإين امروؤ ل يعرتي خلقي )1( ول ـــده دن�ـــس يفن

والغ�شن ينبت حوله الغ�شن مـــن منقـــر مـــن بيـــت مكرمة بي�س الوجوه م�ش�قع)3(ل�شن خطبـــ�ء حـــن يقـــوم ق�ئلهـــمج�رهـــم لعيـــب يفطنـــون وهـــم حل�شـــن جـــواره فطـــن ل

7( اأحمق من هبنقه:من الفطن والذكي الإن�صانية، ال�صجايا)4( اأروع من الذكاء، على يقدم ول �صليما، حكما الأمور على للحكم عقله ي�صتخدم حتكمه الذي الأحمق، الذكي: وعك�س عواقبه، تدبر قبل ت�صرف ر، فال يتقن �صنعا ول يحرز جناحا، وقد قيل يف الغفلة وقلة التب�صاملثل العربي: »اأحمق من هبنقة« وهو يزيد بن ثروان من قبيلة قي�س، فاإين نف�صي، بها لأعرف فقال: ف�صئل عنها له حلية طويلة، كانت قالدته اأخوه فاأخذ نائما، مرة وكان نف�صي، عن اأخبل اأن اأخ�صى فلب�صها، فلما �صحا وراأى قالدته يف عنق اأخيه قال: يا اأخي اأنت اأنا، فمن اأنا؟ و�صل له مرة بعري، فراح ينادي: من وجد بعريي ورده فهو له، ف�صئل: مل تطلب اإذا؟ قال: فاأين حالوة الوجدان؟ ومن حكاياته

)1( يفنده: يكذبه.)2( اأفن: �صعف يف الراأي.

)3( م�صاقع: بلغاء.)4( ال�صجايا: ال�صفات.

-18-

اأنه حي كان يرعى غنمه، يرتك ال�صمان منها ترعى الع�صب، ويبعد الهزيلة، فلما �صئل عن ال�صبب قال: ل اأف�صد ما اأ�صلح اهلل ول اأ�صلح

ما اأف�صد اهلل.

8(اأخطب من �صحبان:اخلطابة فن راق من فنون الأدب العربي، وحتفل املوؤلفات الأدبية العربية بروائع اأجنزها املتقدمون يف هذا الباب املتميز، الذي يدل يف كان وقد حكيمة، وجتربة ف�صيحة، ولغة وا�صعة، ثقافة على مقدمة من ذاع �صيتهم يف هذا امليدان اخلطيب املخ�صرم »�صحبان بن وائل« الذي اأ�صلم زمن النبي الكرمي �صلى اهلل عليه و�صلم، وعا�س فرتة عند »معاوية بن اأبي �صفيان« بدم�صق، وقيل: اإنه كان يتوكاأ على

-19-

ع�صا اإذا خطب، ول يعيد كلمة، ول يتنحنح ول يتوقف، واعتمد يف خطبه على العبارات الق�صرية التي تت�صمن حكما �صاحلة لل�صيوع، وقد �صربت العرب املثل به فقيل: اأخطب من �صحبان، وذكر اأنه دخل على معاوية يوما وعنده خطباء القبائل، فلما راأوه خرجوا لعلمهم

بق�صورهم عنه فقال:اإذا قلت: اأما بعد، اأين خطيبها لقد علم احلي اليمانون اأنني

بها ت�صنع وما فقالوا: ع�صا، فطلب اخطب، معاوية: له فقال واأنت بح�صرة اأمري املوؤمني، فاأجاب: وما كان ي�صنع مو�صى بها، وهو يخاطب ربه؟ فاأعطوه ع�صا، فاأم�صك بها و�صرع يخطب من الظهر اإىل �صالة الع�صر ما تنحنح ول �صعل، ول توقف، فقال معاوية: اأنت

اأخطب العرب، فقال �صحبان:بل اأخطب الإن�س واجلن.و»�صحبان« هو اأول من قال: اأما بعد، واأول من توكاأ على ع�صا،

واأول من اآمن بالبعث من اجلاهلية.

9( اأخلف من عرقوب:ال�صجايا من بالعديد الإ�صالم قبل ما عهد منذ العرب ا�صتهر الكرمية، ودل ذلك على رفعة العربي، و�صمو نف�صه، ات�صف العربي بالوفاء بالوعد، وهي �صفة الإن�صان ال�صادق الويف، وملا جاء الإ�صالم �صائر بها يف للتحلي ودعا الراقية، الإن�صانية ال�صفة اأكد على هذه ث �صدق، املعامالت، يقول احلديث النبوي ال�صريف: »املوؤمن اإذا حد

-20-

املنحرف النا�س يف ولكن الأمانة« اأدى ائتمن واإذا وفى، وعد واإذا املتجرد من مكارم الأخالق، املخلف للوعد، الذي ي�صوف ومياطل حتى

يتحلل من وعده، وهو جدير باأن يحقره املجتمع، وينبذه النا�س...اأمثالهم: مواعيد عرقوب.. و»عرقوب« رجل من قال العرب يف فقراء العرب، جاء اإليه اأخوه يوما ي�صاأله العون: ويطلب زادا، فقال

عرقوب:- انظر يا اأخي.. اإذا اأطلعت)10( هذه النخلة فلك »طلعها« فلما اأطلعت فعال اأتاه على املوعد، فقال عرقوب: دعها حتى ت�صري بلحا.. فلما اأبلحت جاء اأخوه يف املوعد من جديد فقال عرقوب: دعها حتى »عرقوب«: له قال وهنا فاأتاه، زهرا النخلة و�صارت ت�صريزهرا«، دعها حتى ت�صري رطبا.. فلما اأرطبت، و�صل اأخوه يطلب العون فقال له على الفور: دعها حتى ت�صري ترا... و�صرب الأخ م�صطرا حتى اأ�صبح احلمل ترا.. فما كان من عرقوب اإل اأن �صعد النخلة ليال،

وجنى ثمارها، دون اأن يعطي اأخاه �صيئا..اإنها مواعيد عرقوب، وذهبت النا�س باحلكاية، فرددوا: و�صمع

العبارة مثال ي�صرب لكل من يخلف الوعد ول ينجزه..

مواعيـــد عرقـــوب اأخـــ�ه بيرثبوعـــدت وك�ن اخللـــف منـــك �شجية

)1( اأطلعت: ظهر ثمرها.

-21-

10( اأروغ من ثعلب:املراوغة عنه عرف اإذ بالثعلب، واخلداع املكر يف املثل رب �صوتروي احلكاية ثعلب« »اأروغ من فقيل: اإىل غايته، لي�صل واحليلة ا�صتلقى على ظهره ياأكله، اإىل �صيد اإذا جاع ومل ي�صل الثعلب اأن ونفخ بطنه، فتح�صبه الطيور ميتا، فما تلبث اأن حتط عليه – ليهب الرباغيث يف فروته ثعلبا كرثت اأن بعنقها«.. ويحكون هو ومي�صك و�صايقته، فحمل قطعة �صوف بفمه واأتى اإىل نهر واأدخل �صاقيه يف املاء، فانتقلت الرباغيث من رجليه اإىل اأعاله، وما زال يدخل ببدنه يف املاء حتى جتمعت الرباغيث كلها يف راأ�صه، فاأدخله يف املاء لتجتمع

الرباغيث يف ال�صوفة، فريميها ويثب اإىل ال�صفة ناجيا بنف�صه.

11( اأزكن من اإيا�س:يدله ووهبه عقال راجحا، تكوين، اأح�صن الإن�صان يف خلق اهلل من والزكن)11(الفطن املفيد، العمل اإىل وير�صده ال�صواب، على ي�صتخدم عقله ليتعرف اإىل بواطن الأمور، ويوجه فكره ليكت�صف ما ل يراه الآخرون، وقد ا�صتهر عدد كبري من اأعالم العرب بالذكاء،

و�صجل التاريخ حكاياتهم، ومن بينهم القا�صي اإيا�س..توىل زكنا، فائقا قا�صيا املزين مرة بن معاوية بن اإيا�س كان ق�صاء الب�صرة �صنة لعمر بن عبد العزيز ومن نوادره الكثرية التي

)1( الزكن: الفطنة.

-22-

عرف بها اأنه �صمع نباح كلب مل يره، فقال: هذا نباح كلب مربوط على �صفري بئر. وكان كما قال: �صاألوه عن ذلك فاأجاب: �صمعت عند نباحه دويا من مكان واحد، ثم �صمعت بعده �صدى يجيبه، فعلمت

اأنه عند بئر.وقيل: اإنه راأى اأثر اعتالف بعري، فقال هذا بعري اأعور، فنظروا

فكان كما قال وقد عرف لأنه وجد اعتالفه من جهة واحدة.النوى ويلقون ترا ياأكلون قوما راأى اأنه اأي�صا اأخباره ومن متفرقا، فراأى الذباب يجتمع يف مو�صع من التمر، ول يقرب مو�صعا الأمر املو�صع حية، فنظروا فوجدوا اإن يف هذا اإيا�س: فقال اآخر، كما قال، فقيل له: من اأين علمت؟ قال: راأيت الذباب ل يقرب هذا

املو�صع، فقلت: يجدن ريح �صم فقلت حية.والطريف اأنه نظر اإىل ديك ينقر ول يقرقر، فقال هذا هرم، لأن

ال�صاب اإذا وجد حبا نقره وقرقر لتجتمع الدجاج اإليه.وذكر عن اأحد اأحكامه، اأن رجلي احتكما اإليه يف مال فجحد)12(املطلوب اإليه املال، فقال للطالب: اأين دفعت اإليه املال، فقال: عند لعله املو�صع ذلك اإىل الذهاب منه فطلب كذا، مكان يف �صجرة فم�صى �صببا، له ح يو�ص اهلل ولعل املال هذا اأمر كان كيف يتذكر قد خ�صمك اأترى اإيا�س: قال �صاعة بعد اخل�صم، وحب�س الرجل بلغ مو�صع ال�صجرة؟ قال: ل بعد �صاعة، قال: قم يا عدو اهلل، اأنت

خائن، فاحتفظ به حتى اأقر ورد املال.)1( جحد: اأنكر.

-23-

يذكر اأن له ي�صتقم فلم �صعره يف اإيا�صا ال�صعراء بع�س وذكر بالزكن فو�صع مكانه الذكاء فقال:

ح�مت �شم�حة يف عمرو اإقدام

اإي��س ذك�ء يف اأحنف حلم يف

12( اأ�صواأ القول الإفراط:كرث من قوله: و�صلم عليه اهلل �صلى الكرمي النبي اأحاديث يف كالمه كرث �صقطه)13(، ومن كرث �صقطه كرث كذبه، وكرثت ذنوبه..

فكانت النار اأوىل به.قي�س: بن لالأحنف عنه اهلل ر�صي اخلطاب بن عمر وقال ا�صتخف به، ومن اأحنف من كرث �صحكه قلت هيبته، ومن مزح يا كرث كالمه كرث �صقطه، وقل حياوؤه، وقل ورعه، ومات قلبه. وهكذا

نرى اأن الإفراط مذموم يف كل �صيء.جاء يف الرتاث الأدبي العربي: خالل)14(اخلري لها مقادير فاإذا �صار املقدار جاوز فاإذا ح�صن فاحلياء ا�صتحالت، عنها خرجت عجزا، وال�صجاعة ح�صنة فاإذا جاوزت املقدار �صارت تهورا، والق�صد ح�صن فاإذا جاوز املقدار غدا بخال، وقالت احلكمة العربية: »اإمنا جعلت لك اأذنان ول�صان واحد ليكون ا�صتماعك �صعف كالمك« وقال

امروؤ القي�س:)1( ال�صقط: اخلطاأ والزلة.

)2( خالل: �صفات.

-24-

فلي�ـــس علـــى �شـــيء �شـــواه بخـــزان«»اإذا املرء مل يخزن عليه ل�ش�نه

13( اأ�صاأم من الب�صو�س:وال�صالم، الأمن ي�صودها ويبني حياة بجد ليعمل الإن�صان خلق ينظر من النا�س يف لكن والتفاوؤل، بالأمل مزودا اأحالمه ويحقق اإىل ما حوله من جمال وفرح من خالل منظار اأ�صود، فتكتئب روحه، على والإقبال التفاوؤل اإىل دعا احلنيف ديننا املخاوف.. وتتملكه احلياة بر�صى واطمئنان، ونهى عن الت�صاوؤم الذي يقود �صاحبه يف

طريق م�صدودة ملبدة بالظالم.�صرب العرب مثال للت�صاوؤم بقولهم: »اأ�صاأم من الب�صو�س« وتقول

احلكاية:مرة بن ج�صا�س وخالة التميمية، منقذ بنت هي »الب�صو�س« »كليب اأر�س يف ناقتها ترعى الب�صو�س كانت يوم وذات البكري.. وقتلها.. ب�صهم الناقة رمى اأن اإل منه كان فما التغلبي« وائل بن ف�صرخت الب�صو�س م�صتنجدة بج�صا�س فجاء وقتل »كليبا«، فاأغ�صب بي وا�صتعلت احلرب كليب.. ثاأر يطلب فقام »املهلهل« اأخوه ذلك وكانت متوا�صلة، �صنة اأربعي وا�صتمرت وتغلب، بكر القبيلتي: ال�صبب فيها »الب�صو�س« التي �صرب بها املثل يف ال�صوؤم، و�صار يقال:

فالن اأ�صاأم من الب�صو�س.

-25-

14( اأ�صر�س من الذئب:»اأ�صر�س من الذئب« واحد من اأمثلة عديدة قيلت يف الذئب كناية عن ال�صرا�صة والعدوانية و�صوء الطبع، وكانت العرب تقول: »اأظلم

من الذئب« و»م�صتودع الذئب اأظلم«، و»كافاأه مكافاأة الذئب«.الرب وهو حيوان »كلب باأنه: الذئب املحيط«)15( يعرف »حميط كثري اخلبث ذو غارات وخ�صومات وختل)16(�صديد قلما يخطئ يف وثبته، قيل و�صمي ذئبا لأنه يذهب ويجي، اأو لأنه اإذا طرد من وجه

جاء من وجه اآخر«.الذئب حكاية منها الذئب، ظلم عن كثرية حكايات وهناك واحلمل، وهي اأن ذئبا راأى حمال ي�صرب املاء من جدول، فقال له: اإنك تعكر علي املاء، فقال له: كيف اأعكر عليك واأنا يف هذا اجلانب ال�صنة يف املاء علي رت عك لقد له: قال الآخر؟ اجلانب يف واأنت املا�صية، فقال له: اأنا حمل �صغري ومل اأكن قد ولدت بعد يف ال�صنة املا�صية، قال له: اإذا فاأخوك اأو اأبوك هو الذي عكر علي املاء، وهجم

عليه واأكله.وقد وردت اأ�صعار كثرية و�صهرية يف و�صف الذئب والإ�صارة اإىل طبيعته، منها الأبيات التي تروي حكاية ذلك الإعرابي الذي وجد جرو ذئب فاأ�صفق عليه واأخذه معه وراح يربيه مع �صخاله ير�صع من

)1( حميط املحيط: قامو�س يف العربية للفريوزبادي.)2( ختل: مكر.

-26-

ال�صخلة)17(الأم، وعا�س على هذا احلال فلما �صب وكرب هجم عليها وافرت�صها، فقال فيه الإعرابي تلك الأبيات ال�صهرية:

»فر�شت �شويهتي وفجعت طفال

ونــــ�ــــشــــوانــــ� واأنـــــــــــت لــــهــــم ربـــيـــبطفل واأنــت ال�شخ�ل مع ن�ش�أت

ذيـــــب؟ اأبــــــــــ�ك اأن اأدراك فــــمــــ� �شوء طـــبـــ�ع الـــطـــبـــ�ع كــــ�ن فــلــيــ�ــس مبــ�ــشــلــح طـــبـــعـــ� اأديـــــــب« اإذا

15( اأطمع من اأ�صعب:القناعة من اأجمل ال�صفات الإن�صانية، والقنوع مبا كتب له من وعك�صه باحرتامهم، جدير اجلميع، من حمبوب احلياة، يف رزق ما كل على للح�صول ويلهث املغامن وراء ي�صعى الذي الطماع د ي�صتطيع اأن ي�صل اإليه بغري جهد، فيلقى الذم وال�صتنكار، وال�صرب »اأ�صعب« الطماع مثال فقالت العرب: اأطمع من وال�صخرية.. و�صاأ�صعب، وتذكر احلكاية اأن اأ�صعب �صئل يوما اإذا كان هناك اأحد اأطمع اللبان« اأم�صغ راآين لأنه اأميال اأربعة تبعني »نعم، كلب منه فقال:

ب. ومنه جاء قول احلريري: ل تكن كاأ�صعب فتتعب وتن�صوهو اأ�صعب بن جبري واأمه اأم اجللندح، كان اأبوه موىل18لعبد اهلل بن الزبري واأمه مولة اأ�صماء بنت اأبي بكر، ودخل يف خدمة عثمان بن عفان ر�صي اهلل عنهم، وكان ح�صن ال�صوت حا�صر النكتة اجتمعت

فيه كل �صفات املنكت املحرتف فاأهلته ل�صلوك التطفل.)1( ال�صخلة: �صغرية ال�صاة.

)2( املوىل: العبد.

-27-

طمعك من بلغ ما �صائل: �صاأله كثرية، نكات طمعه عن رويت اأن قدرت اإل يت�صاران جنازة يف اثني اإىل قط نظرت »ما فقال: امليت قد اأو�صى يل من ماله ب�صيء، وما اأدخل اأحد يده يف كمه اإل له: فقال طبقا يعمل بفخاري اأ�صعب ومر �صيئا، �صيعطيني ظننته اأن »ع�صى فقال: ذلك؟ ومل الفخاري: له فقال فيه. عت و�ص ليتك

يهدى اإيل فيه �صيء«.و�صلم وهم ر�صول اهلل �صلى اهلل عليه بع�س �صحابة فاجاأ وقد

-28-

تاأكلون؟ فاأزمعوا على التخل�س منه ياأكلون ال�صمك، ف�صاألهم ماذا »ل يقول: وهو الطبق على فانق�س م�صموما« �صمكا »ناأكل فقالوا:

حتلو احلياة لأحد بعد موت �صحابة ر�صول اهلل«.وخرج اأ�صعب من بيته يوما فوجد دينارا يف الطريق، فقيل له: يا اأ�صعب عليك اأن تعلن عنه كما يتطلب ال�صرع فا�صرتى بالدينار اإزارا وراح يعلن عن الإزار يف الطريق »من اأ�صاع هذا فليتقدم، فلم يتقدم

اأحد فعاد اإىل �صحبه وقال مل يظهر �صاحب الدينار«.

ومن احلكايات التي تواترت عنه اأن اأولد املدينة اجتمعوا حوله يغيظونه وي�صخرون منه فاأراد التخل�س منهم فقال لهم: اإن يف دار قوله يف فتاأمل عنه، فتفرقوا اإليه، فاذهبوا ووليمة عر�صا فالن

-29-

يجري فراح �صحيحا لالأولد قاله ما كان رمبا اأنه نف�صه فحدثته وراءهم.

ابنه كان ي�صرب اأن لوليمة فالحظ ابنه يوما مع اأ�صعب وذهب كثريا من املاء فلكزه موؤنبا وقال له: »ويحك اأمامك كل هذا الطعام وتالأ معدتك باملاء«. فقال له ابنه: »اإمنا اأ�صرب املاء بعد كل لقمة لأزيحها واأف�صح املجال للقمة اأخرى، تاأمل اأ�صعب يف ذلك فلكز ابنه

ثانية وقال )ويحك( تعرف هذا ومل تخربين به«.ورثه بدوره هو اأنه يظهر الطمع، حب ابنه اأ�صعب اأورث وكما اإنه وهب له غالم فجاء به اإىل بيته وخ�صي اأن عن اأمه، فقد قال: يقول لها اإنه هدية له فتموت فرحا، ف�صاألته عنه فقال: هو )غي(، فقالت: وما غي؟ فقال: لم، فقالت: وما لم؟ فقال: األف. فقالت: وما األف؟ فقال: ميم، قالت: وما ميم؟ فقال: وهب يل غالم، فغ�صي

عليها فرحا، فقال: ولو مل اأقطع احلروف ملاتت!.

16( اعقل وتوكل: منحنا اهلل تعاىل العقل، لنفكر كثريا قبل البدء باأي عمل.. اإن التفكري ال�صليم يقود اإىل الطريق ال�صحيح، ويجنب الإن�صان الوقوع

يف اخلطاأ، وقدميا رددت العرب املثل امل�صهور: اعقل وتوكل….وحكايته اأن اأعرابيا مر باإحدى املدن وهو يف طريق �صفره، وكان ودخل الطريق، يف ناقته الأعرابي فرتك لل�صالة.. ينادي املوؤذن

اإىل امل�صجد ليوؤدي الفري�صة، وقد راأى رجل امل�صهد فقال له:

-30-

- األ تخ�صى يا اأخي اأن ت�صرد ناقتك واأنت يف امل�صجد؟اأجاب الأعرابي: لقد تركتها متوكال على اهلل..

هز الرجل براأ�صه وعاد يقول: ا�صمع مني.. اربط ناقتك بجذع تلك ال�صجرة، ثم ادخل متوكال على اهلل.. اأما اأن ترتكها حرة وتغيب من خروجك عند جتدها لن ولعلك حكمة، ذلك يف فلي�س عنها،

امل�صجد..مل ي�صتمع الأعرابي لن�صح الرجل، وترك ناقته يف الطريق، ودخل لل�صالة، وما هي غري دقائق حتى �صردت الناقة وابتعدت غائبة عن الأنظار، خرج الأعرابي وراح يتلفت مينة و�صمال، ويبحث عن ناقته

هنا وهناك دون جدوى، ف�صرب كفا بكف وهو يقول باأ�صف:- ليتني عقلتها وتوكلت

اأمرا يعتزم من كل على النا�س يردده مثال العبارة و�صارت فيقولون له: اعقل وتوكل!..

17( اأعيا من باقل: تعد الفطنة والفرا�صة من ف�صائل ال�صخ�صية العربية، وقد عرف من اأذكياء العرب طائفة من النابهي احلكماء، ومنهم »اإيا�س بن رب املثل به يف الذكاء وح�صن احلكم على معاوية املزين« الذي �صالأمور، فقيل »اأزكن من اإيا�س« وباملقابل عد الغباء والتبلد الذهني

-31-

رب املثل يف العي، برجل من �صمات �صعف ال�صخ�صية والتخلف، ف�صمن قبيلة »ربيعة« بلغ يف حمقه حدا كبريا وحكيت عنه حكايات كثرية

رب به املثل فقيل: »اأعيا من باقل«. حتى �صاأنه ا�صرتى يوما ظبيا باأحد ع�صر درهما، ومن تلك احلكايات، ويف طريقه مر بقوم ف�صئل: بكم ا�صرتيت الظبي؟ فما كان منه اإل اأن مد كفيه واأخرج ل�صانه، يريد اأن يقول: اأحد ع�صر درهما، فاأفلت

الظبي من حتت اإبطه و�صرد بال رجعة!

18( اأكلت يوم اأكل الثور الأبي�س:د اأ�صد الأخطار، والتعاون اأ�صا�س �صلب يف الوحدة قوة منيعة ت�ص

بناء الوطن.�صفا واجهتهم حي اأعدائها على العربية اأمتنا تغلبت لقد تفرقت حي والتخلف ال�صعف اإىل �صارت فقد وبالعك�س واحدا، كلمتها وتبددت وحدتها، وقد ج�صد املثل العربي هذه ال�صورة فقيل:

»اأكلت يوم اأكل الثور الأبي�س«عن هذا املثل تروي احلكاية: اأنه كانت تعي�س يف اإحدى الغابات

ثالثة من الثريان: الأول لونه اأحمر والثاين اأ�صود والثالث اأبي�س.وكان يعي�س بالقرب منها اأ�صد مفرت�س، يفكر كلما اأح�س باجلوع تعي�س معا متعاونة اأنه كان يخ�صاها، لأنها كانت اإل يف افرتا�صها،

وكاأنها ثور واحد ل ثالثة!.

-32-

فكر الأ�صد يف طريقة لفرتا�س الثريان، وبعد انتظار اقرتب من الثورين الأحمر والأ�صود وانفرد بهما وقال مت�صنعا اللطف:

الأبي�س فلونه كثريا، ي�صرنا بيننا الأبي�س الثور وجود اإن -وت�صادقه حتبه ويجعلها اإليه الأخرى احليوانات يجذب اجلميل

وتبتعد عنا، فلو اأكلته لكان يف ذلك خري يل ولكم.فقال الثوران الأحمر والأ�صود: �صدقت.. كله واأرحنا منه!

الثور وطلب ليفرت�صه، ف�صرخ الأبي�س الثور الأ�صد على فهجم النجدة وامل�صاعدة من �صديقيه الثورين الآخرين، ولكنهما مل يلتفتا

اإليه ومل ينجداه.. واأكله الأ�صد.

-33-

ومرت الأيام، وجاع الأ�صد، فقرر اأن يفرت�س ثورا اآخر، فاقرتب من الثور الأحمر وانفرد به، مت�صنعا مزيدا من اللطف والأدب وقال له:

- اإن الثور الأ�صود يف�صد علينا املكان، فلونه الأ�صود قبيح، يخيف لأقبلت اآكله تركتني فلو عنا، تبتعد ويجعلها الأخرى، احليوانات

علينا تلك احليوانات وع�صنا جميعا معا يف هناء و�صرور.فوافقه الثور الأحمر على ما قال، وهجم الأ�صد على الثور الأ�صود وافرت�صه، وهو ينظر اإىل زميله الثور الأحمر، عله ينقذه ولكن الثور اأمرا لي�س يحدث ما وكاأن عنه، بعيدا بنظره م�صيحا كان الأحمر

يعنيه.

-34-

من وكان والأ�صد، الأحمر الثور �صوى املكان يف يبق مل وهكذا الطبيعي اأن يجوع الأ�صد من جديد، فنظر اإىل الثور الأحمر واقرتب

منه قائال:- الآن.. بعد اأن اأ�صبحت وحيدا اأيها الثور الأحمر.. �صاآكلك ولن

ت�صتطيع الفرار مني، ولن يحميك مني اأي ثور اآخر!حينئذ اأدرك الثور الأحمر اأن الأ�صد قد خدعه، فقال نادما وهو

بي اأنياب الأ�صد:- اأكلت يوم اأكل الثور الأبي�س!

19( األ من ي�صرتي �صهرا بنوم:قالوا: اإن اأول من قال هذا املثل ذو رعي احلمريي.

ل�صوء اأمره تفرقت عن ملكها ح�صان، وخالفت حمري اأن وذلك �صريته فيهم، ومالوا اإىل اأخيه عمرو، وحملوه على قتل اأخيه ح�صان الطاعة ح�صن ووعدوه امللك، يف بوه ورغ بذلك، عليه واأ�صاروا واملوؤازرة، فنهاه ذو رعي عن قتل اأخيه، وعلم اأنه اإن قتل اأخاه ندم اأ�صار الذي �صيعاقب واأنه اأموره، عليه وانتق�س النوم ونفر)19(عنه

عليه بذلك، ويعرف غ�صهم له.قال العواقب، وخ�صي منه ذلك يقبل ل اأنه رعي ذو راأى فلما �صعرا وكتبه يف �صحيفة وختم عليه بخامت عمرو وقال: هذه وديعة يل

)1( نفر منه:هجره.

-35-

عندك اإىل اأن اأطلبها منك، فاأخذها عمرو ودفعها اإىل خازنه واأمره قتل فلما عنها. ي�صاأل اأن اإىل بها والحتفاظ اإىل اخلزانة برفعها

اأخاه وجل�س مكانه يف امللك، منع منه النوم، و�صلط عليه ال�صهر.فلما ا�صتد ذلك عليه مل يدع باليمن طبيبا ول كاهنا ول منجما ول عرافا اإل جمعهم ثم اأخربهم بق�صته و�صكا اإليهم ما به. فقالوا اإل اأخاك اأو ذا رحم منه على نحو ما قتلت اأخاه له: ما قتل رجل على من اأقبل ذلك، له قالوا فلما النوم. منه ومنع ال�صهر اأ�صابه اأ�صار عليه بقتل اأخيه و�صاعده عليه فقتلهم حتى اأفناهم. فلما و�صل اإىل ذي رعي فقال له: اأيها امللك اإن يل عندك براءة مما تريد اأن يخرج اأن خازنك مر قال: واأمانك؟ براءتك وما قال: بي، ت�صنع التي ا�صتودعتكما يوم كذا وكذا! فاأمر خازنه فاأخرجها ال�صحيفة

فنظر اإىل خاته عليها ثم ف�صها فاإذا فيها:بنـــوم �شهـــرا ي�شـــرتي مـــن األ

عـــن قريـــر يبيـــت مـــن �شعيـــد وخ�نـــت غـــدرت حمـــري ف�أمـــ�

رعـــن لـــذي الإلـــه فمعـــذرة

ثم قال له: اأيها امللك، قد نهيتك عن قتل اأخيك وعلمت اأنك اإن فعلت ذلك اأ�صابك الذي قد اأ�صابك فكتبت هذين البيتي براءة يل عندك مما علمت اأنك �صت�صنع مبن اأ�صار عليك بقتل اأخيك، فقبل

ذلك منه وعفا عنه واأح�صن جائزته.وي�صرب هذا ملن غمط)20( النعمة وكره العافية.

)1( غمط: اأنكر.

-36-

20( اإن غدا لناظره قريب:بلوغ على معي وخري اأمانيهم، لتحقيق جاهدين النا�س يعمل وعدم وجه، اأف�صل على العمل اإجناز يف وال�صرب التاأين الهدف الت�صرع لتحقيق النتائج يف اأقرب فر�صة.. وقد �صرب العرب مثال

يف هذا املعنى، فقيل: اإن غدا لناظره قريب..يوما خرج احلرية، ملك املنذر« بن »النعمان اإن الرواة قال كانت خيمة اإىل جلاأ طريقه، و�صل ال�صحراء يف فتاه لل�صيد اآواه »حنظلة«، يدعى طيء من لرجل كانت بال�صحراء، من�صوبة واأكرمه وهو ليعرف اأنه امللك النعمان! وحي هم النعمان بالرحيل

قال للرجل:- يا اأخا طيء... اطلب ما ت�صاء فاأنا امللك النعمان

فقال الرجل: اأفعل اإن �صاء اهلل!فذهب اأحواله، و�صاءت نكبة الرجل واأ�صابت الأيام، ودارت اإىل النعمان، وت�صادف اأنه و�صل ق�صر النعمان يف يوم بوؤ�صه )اأي يف اليوم الذي يت�صاءم منه( ويقتل فيه اأول من ي�صادفه، فلما راآه

النعمان قال له: - اأفال جئتني يا طائي يف يوم غري هذا اليوم.فقال حنظلة الطائي: وما يف هذا اليوم يا مولي.. لقد قلت لك حي اأردتني اأن اأطلب ما اأ�صاء منك، اأفعل اإن �صاء اهلل، وها قد �صاء

اهلل اأن اآتيك واأطلب منك اليوم.

-37-

راأيت، ما اأول هذا، يومي يف راأيت لو واهلل - النعمان: فقال قابو�س ابني ما ترددت يف قتله، فهذا يوم بوؤ�صي! فاطلب ما �صاء لك

قبل اأن اأقتلك، فاأنت مقتول ل حمالة.فخاطب عظيم، هم واعرتاه امل�صري بهذا حنظلة فوجئ -

النعمان:اأودع اأهلي، واأوؤمنهم، ثم »اإذا كان ل بد من قتلي فاأجلني حتى

اأعود اإليك«..قال امللك: ل اأفعل هذا اإل اإذا �صمنك اأحد.

تلفت حنظلة حوله يبحث عمن ي�صمنه، وهنا اأ�صرع رجل يدعى: )قراد بن اأجدع(، وقال للملك: اأنا اأ�صمنه يا مولي.

اأجاب امللك: لديك مهلة عام واحد تعود بعده، واأمر له بخم�صمئة ناقة، توجه بها اإىل اأهله..

واحد يوم غري يبق ومل العام، مهلة وانتهت الأيام، دارت ..حي ا�صتدعى النعمان �صامن حنظلة، قراد بن اأجدع وقال له: اإن

�صاحبك الذي �صمنته مل يعد اإىل الآن، وما اأظنك اإل هالكا غدا.قال قراد: اإن غدا لناظره قريب يا مولي..

وحان اليوم ومل يظهر حلنظلة اأثر، فاأمر امللك بقتل قراد..اجلند تهياأ ال�صم�س غروب وقبيل ثقيلة النهار �صاعات ومرت لقتل الرجل، لكن يف اللحظة الأخرية ظهر �صبح يدنو مثريا الرمال، حنظلة به فاإذا القادم الفار�س نحو وتقدموا احل�صور فتجمع

الطائي، ده�س النا�س وارتفعت اأ�صواتهم: اإنه حنظلة.

-38-

�صاأل امللك النعمان حنظلة: ما الذي جعلك تعود بعد خال�صك من القتل؟

رد حنظلة: الوفاء بالوعد يا مولي..وكان �صمنته، كيف واأنت و�صاأله: قراد �صوب النعمان التفت

ميكن اأن تقتل مكانه؟اأجاب قراد: حتى ل يقال اإن اأهل املروءة ماتوا يا مولي.

اأكرم اأيهما اأدري ما واهلل قال: ثم قليال، وفكر النعمان تاأمل القتل امللك واألغى منهما.. وفاء اأقل اأكون ل وواهلل وفاء، واأكرث عن وعفا بها، عرف ذميمة عادة واأبطل كعادته، اليوم ذلك يف

الرجلي.

21( اأجنز حر ما وعد:نه�صل، بن ل�صخر الكندي املرار اآكل عمرو« بن »احلرث قاله ووعد. �صخر فقبل خم�صها، يعطيه اأن على غنيمة على دله وكان فظفروا بقومه عليهم فاأغار اليمن من اأنا�س على احلرث فدله وغنموا فلما ان�صرفوا قال له احلرث: اأجنز حر ما وعد. وما زال

�صخر بقومه حتى ا�صطرهم اإىل تقدمي خم�س الغنيمة للحرث.اإذا وعد ب�صيء فعل، واملعنى التحري�س للحر ي�صرب هذا املثل

على الإجناز.

-39-

22( اأندم من الك�صعي:يعد الإن�صان لكل عمل يعتزم القيام به، اأ�صباب النجاح: اخلطة لإجناز ومي�صي اهلل، على يتوكل ثم املعينة، والو�صائل ال�صليمة، يعرف فال يبلغها، نتيجة اأي عن ورا�س ب�صعيه �صعيد وهو عمله، عقبة اأول عند يتوقف من النا�س يف لكن �صبيال، قلبه اإىل الندم القائل: املثل فيه لي�صدق والإحباط الندامة يف ويغرق يواجهها،

»اأندم من الك�صعي«..وتقول احلكاية اإن »الك�صعي« جهز قو�صه و�صهامه، وتوجه لل�صيد يف البادية، وكمن يف ركن تلة يرتقب، وقد مر قبيل الليل قطيع من الإبل، فتهياأ له الرجل، واأخذ يرميها ب�صهامه واحدا بعد اآخر، وكان ناره، ويقدح ال�صخر لي�صرب يخرج ثم واحدة كل ال�صهم يخرتق اأخطاأ ومل ي�صد �صيئا، فما كان منه وقد اأنه وهو يظن يف كل مرة

ا�صتد غيظه اإل اأن ك�صر قو�صه وبات ليلته حزينا..... م�صت فرتة طلع الفجر بعدها، وتنبه »الك�صعي« لريى خم�صا من النوق �صرعى بجانب التل و�صهامه م�صرجة بدمائها، فندم على

ما �صنع بقو�صه، وع�س على اأ�صابعه وهو يردد:نف�شـــي اأن لـــو ندامـــة »ندمـــت

نف�شي لـــقـــتـــلـــت اإذا ـــنـــي تـــطـــ�وع

من اأندم »فالن فيقولون: مثال حكايته ذهبت وهكذا ...الك�صعي«.

-40-

23( اأوفى من ال�صموءل:الوفاء من ال�صجايا التي طبع عليها العرب ورويت ب�صاأنه حكايات عديدة وقيلت فيه اأمثال كثرية. من ذلك قولهم »وعد احلر دين« و

»املوؤمن اإذا عاهد وفى«.اإن من اأ�صهر الأمثلة القدمية قول العرب »اأوفى من ال�صموءل«،

وهو ال�صموءل بن حيان بن عادياء.رب املثل بوفائه فيعود اإىل ق�صته مع ال�صاعر امرئ اأما �صر �صالقي�س وهي اأن ال�صاعر ملا اأراد اللحاق بقي�صر طلبا للنجدة، اأودع دروعه وحاجياته عند ال�صموءل ثم رحل. وملا �صمع اأحد ملوك ال�صام ودائعه، بت�صليمه مطالبا ال�صموءل اإىل توجه القي�س، امرئ مبوت فامتنع ال�صموءل، وكان له ابن خارج احل�صن فاأم�صك به امللك ثم اأن امراأ القي�س �صاح بوالده قائال: »هذا ابنك يف يدي وقد علمت ابن عمي ومن ع�صريتي، واأنا اأحق مبرياثه، فاإن دفعت اإيل الدروع وقال لطلبه ي�صتجيب اأن ال�صموءل فاأبى ابنك«، ذبحت واإل فبها

»لي�س اإىل دفع الدروع �صبيل فا�صنع ما اأنت �صانع«.فذبح امللك ابن ال�صموءل وهو ينظر اإليه وانتظر ال�صموءل حتى جاء ورثة امرئ القي�س فدفع اإليهم دروعه، وكان ال�صموءل �صاعرا

فقال يف ذلك:اإين الكنـــدي بـــ�أدرع وفيـــت

وفــــيــــت اأقــــــــــــــوام خــــــــ�ن مــــــ� اإذا

-41-

م�شيت وقــــــــ�لــــــــوا اإنـــــــــــه كـــــنـــــز رغــــيــــب مـــــ� اأغــــــــــــــدر واهلل ول

وقد �صجل ال�صاعر الأع�صى ذلك الأمر يف اأ�صعار له قال فيها:كن ك�ل�شموءل اإذ ط�ف الهم�م به

جرار الليل ك�شواد جحفل)1( يف اأنــت بينهم� ــكــل فق�ل: غــدر وث

فـــ�خـــرت ومـــ� فــيــهــمــ� حـــظ ملخت�ر

فق�ل: ل اأ�شرتي ع�را مبكرمة

الع�ر على الدني� مكرمة ف�خت�ر

24( ت�صمع باملعيدي، خري من اأن تراه:حينما نريد اأن نحكم على �صخ�س معي، علينا اأول اأن نتعرف اإىل اأفكاره و�صفاته الأخالقية، ول نكتفي باحلكم عليه من خالل �صورته ومظهره اخلارجي.. وهذا هو ملخ�س املثل العربي املعروف: ت�صمع

باملعيدي، خري من اأن تراه..واملعيدي: اأعرابي حكيم، عرف بالف�صاحة والكرم والعطف على و�صدق والهمة النف�س وعزة والت�صامح، باحللم وات�صف الفقراء، العمل، لهذا ذاع �صيته بي العرب، وا�صتهرت �صفاته احلميدة، حتى

و�صل خربه اإىل امللك، فطلبه للتعرف عليه.و�صل »املعيدي« اإىل الق�صر، ومثل بي يدي امللك حمييا، فما كاد امللك ينظر اإليه، حتى بانت على وجهه عالمات ال�صتنكار وال�صجر.. لأن املعيدي برغم ما عرف من ف�صاحته وهمته، كان دميم الوجه،

)1( جحفل : اجلي�س الكبري .

-42-

منفر الطلعة، وهز امللك براأ�صه با�صتخفاف وقال: »ت�صمع باملعيدي خري من اأن تراه«.

ف�صارع الأعرابي يجيب ب�صجاعة: لي�س الرجل يا مولي مبنظره وو�صامته، ول بح�صن طلعته، واإمنا هو باأ�صغريه: قلبه ول�صانه..

العبارة جميلة، ونالت تقدير امللك، ولهذا بادر لالعتذار كانت بكلمات رقيقة، وقرب الأعرابي متخذا منه �صاحبا واأني�صا.

و�صارت عبارة »ت�صمع باملعيدي خري من اأن تراه« مثال يقال لكل �صخ�س له خمرب و�صمعة طيبة، ولي�س له مظهر يقربه اإىل النا�س.

25( جزاء �صنمار:والوفاء الآخرين، بجميل العرفان الأخالق مكارم اأ�صمى من ل�صنيعهم النبيل، عا�س العربي على مدى التاريخ حم�صنا ل يعرف من النا�س يف ولكن بالإح�صان.. الإح�صان ويبادل اجلميل، نكران املثل فيه في�صرب بالإ�صاءة، الإح�صان ويقابل للمعروف، يتنكر

فيقولون: جزاه جزاء �صنمار.وتقول حكاية املثل اأنه كان »النعمان بن املنذر« ملكا على »احلرية« اأعلن يوما عن م�صابقة لبناء ق�صر منيف، فتقدم يف العراق، وقد املهند�صون بعرو�صهم، وفاز من بينهم مهند�س رومي الأ�صل ا�صمه

»�صنمار«..

-43-

ا�صتغرق البناء �صنات، ويف النهاية تعاىل الق�صر �صاخما �صخما اأطلق عليه امللك ا�صم »اخلورنق«، وكان يوم الفتتاح منا�صبة عظيمة اأرجاء يف يطوف »النعمان« وراح والعلماء.. الأ�صراف اإليها دعي البناء تفا�صيل للملك �صرح الذي »�صنمار« املهند�س مع الق�صر

بفخر واعتزاز.باهرا عمال اأجنزت لقد اإعجابه: يبدي وهو »النعمان« قال اأعجوبة خارقة اإن يف الق�صر حقا. فامتالأ املهند�س زهوا واأجاب: يا مولي.. واأ�صار اإىل قالب من الآجر )الطوب( يف جدار الواجهة

الرئي�صية للق�صر، واأ�صاف:

-44-

- لو اأزيل هذا القالب من مكانه، انهار الق�صر كله دفعة واحدة.. �صاأل امللك: وهل يعرف اأحد غريك هذا ال�صر؟

�صعادة �صحكة واأطلق مولي، يا فقط واأنت اأنا املهند�س: قال كبرية..

هنا اأمر »النعمان« بقذف »�صنمار« من اأعلى البناء، فتهاوى اإىل الأر�س هالكا، وقال امللك يف �صره:

- الآن لن يكون يف العامل ق�صر مثيل للخورنق اأبدا..وذهب احلادث مثال فقالوا: »جزاء �صنمار«.. وهو ي�صرب لكل

من يتنكر للمعروف ويجزي بالإ�صاءة الإح�صان.

26(جزاء جمري اأم عامر:

فاإن الإ�صالم، باأخالق النا�س يعامل من هو ال�صادق املوؤمن جلوؤوا اإليه حماهم، واإن وقعوا ب�صيق اأجندهم، ولكن يف النا�س من

�صعف اإميانه، وغلب عليه طمعه، فخان اأمانته، وتنكر للمعروف.وقد حار، يوم يف ال�صيد اإىل خرجوا قوما اإن احلكاية: تقول عر�صت لهم »اأم عامر« وهي ال�صبع، فطردوها واأتعبتهم حتى جلاأت اإىل خباء اأعرابي فاحتمته فخرج عليهم الأعرابي وقال: ما �صاأنكم؟ ت�صلون ل بيده نف�صي والذي كال فقال: وطريدتنا، �صيدنا قالوا: اإىل هو وقام وتركوه، فرجعوا بيدي. و�صيفي قائما دمت ما اإليها

-45-

غنمه فحلبها واأ�صقاها ماء فقربه منها فاأقبلت تلغ)21(مرة يف هذا ومرة يف هذا حتى عا�صت وا�صرتاحت واأمنت على نف�صها، ولكن ما كاد الليل يخيم، ويخلد الأعرابي اإىل النوم حتى وثبت ال�صبع عليه

وبقرت بطنه و�صربت دمه وتركته وفرت هاربة.ح�صر ابن عم الأعرابي �صباحا فاإذا هو ممزق وم�صرج بدمه، فبحث عن مو�صع ال�صبع فلم يرها، فقال: غرميتي واهلل فاأخذ قو�صه

و�صهامه وحلق بها وما توقف حتى اأدركها فقتلها، وهو يردد:يالقي الذي لقى جمري اأم ع�مر»ومن ي�شنع املعروف يف غري اأهله

بقربه ا�شتج�رت حن له� الدرائر اأدام اللق�ح األــبــ�ن حم�س به�

تك�ملت مــ� اإذا حتى واأ�شمنه�

فــــــرتــــــه بــــ�أنــــيــــ�ب لـــهـــ� واأظــــــ�فــــــر

فقل لذوي املعروف هذا جزاء من

بدا ي�شنع املعروف يف غري �ش�كر«

27(اأ�صمع جعجعة ول اأرى طحنا:كبري، عمل اأداء على بعزمه اجلميع يوهم ممن النا�س ينفر اأن يتبي ثم زمنا، ويزمر له فيطبل م�صبوق، م�صروع غري واإجناز ذلك كله مل يكن غري �صجة فارغة لن تثمر �صيئا.. وقد اأ�صار املثل الرحى اأن اأي طحنا«.. اأرى ول »اأ�صمع جعجعة فقيل: اإليه العربي )حجارة الطاحون( الفارغة تدور، وتالأ الدنيا جعجعتها ول نرى

نتيجة ملا تطحنه..)1( تلغ: ت�صرب.

-46-

28( احلديث ذو �صجون)22(:التي امل�صهورة العرب اأمثال والأدب اللغة يف الباحثون جمع فجرت النا�س، حياة يف واأحداثا مواقف وخربة بعبارات �صورت ع وتتب لتعرب عن مواقف جديدة مماثلة، الأل�صنة الأمثال على تلك دوافعها، وا وحتر م�صادرها، يف الأمثال تلك حكايات الباحثون واحدة اأن حكاية الطريف ومن فيها، قيلت التي املنا�صبات وجلوا �صعيد؟« اأم »اأ�صعد اأولها واحدة دفعة اأمثال ثالثة على ا�صتملت

وثانيها »احلديث ذو �صجون، والثالث: »�صبق ال�صيف العذل«..بن اأد بن »�صبة وهو »م�صر« من اأعرابيا اأن احلكاية وتذكر الليل، اإبل ل�صبة حتت ابنان �صعد و�صعيد، فهربت طابخة« كان له فوجه ابنيه يف طلبها فتفرقا، فوجدها �صعد فردها، وم�صى �صعيد يف طلبها فلقيه احلارث بن كعب، وكان على الغالم بردان، ف�صاأله احلارث اإياهما فاأبى عليه، فقتله، واأخذ برديه، فكان �صبة اإذ اأم�صى مثال قوله فذهب �صعيد؟ اأم اأ�صعد قال: �صوادا الليل حتت فراأى

ي�صرب يف النجاح واخليبة.فيها فلقي »عكاظ« اإىل فو�صل حج اأن اإىل بذلك �صبة فمكث احلارث بن كعب، وراأى عليه بردي ابنه �صعيد، فعرفهما، فقال له: »هل اأنت خمربي ما هذان الربدان اللذان عليك؟« قال: »بلى، لقيت برديه واأخذت فاأبى علي فقتلته، اإياهما غالما وهما عليه ف�صاألته

)1( �صجون: اأمل وحزن.

-47-

هذين«. فقال �صبة: »ب�صيفك هذا؟« قال: »نعم«، فقال: »فاأعطنيه اأنظر اإليه فاإين اأظنه �صارما« فاأعطاه احلارث �صيفه، فلما اأخذه من يده هزه وقال: »احلديث ذو �صجون« ثم �صربه به حتى قتله، فقيل ة اأيف ال�صهر احلرام؟« فقال: »�صبق ال�صيف العذل« فهو له: »يا �صب

اأول من قال هذه الأمثال الثالثة. قال الفرزدق:ول ت�أمنن احلرب اإن ا�شتع�ره�

�شجون احلــديــث قـــ�ل: اإذ ك�شبة

ري: 29( خال لك اجلو فبي�صي و�صفي�صرب يف احلاجة عندما يتمكن منها �صاحبها فيظفر بال�صيء الذي يريده، وهذا املثل قاله »طرفة« ال�صاعر اجلاهلي يف معر�س فخا لها ن�صب كان )طائر( قنربة فيها يخاطب �صعرية اأبيات لي�صطادها فلم يفلح وملا رجع ثانية وجد القنابر يلقطن احلب وهن

يرتعن)23(�صاملات فقال مما قاله:قــــنــــرة مبعمر مـــــن لـــــك لــك اجلــو فبي�شي وا�شفري »يــــــ� خال

ري تنق اأن �ــشــئــت مـــ� ونـــقـــري

ف�أب�شري عنك الــ�ــشــيــ�د رحــل قــد

30( رب رمية من غري رام:ي�صعى النا�س جاهدين لتحقيق اأمانيهم، ويت�صابق اجلميع لبلوغ الأهداف املن�صودة يف احلياة، فيهم من يبلغ الهدف ويحقق النجاح

)1( يرتعن: يتجولن وينعمن.

-48-

وفيهم من يف�صل فيعود لل�صعي من جديد... وحتدث يف هذا ال�صياق اأن دون وينجح جهد، دون غاية اأحدهم يحقق قد اإذ مفارقات،

يخطط لها يف حي قد يخون احلظ اآخر بعد جهد جهيد.غري من رمية رب فقيل: املفارقة هذه عن العربي املثل عرب رام.. وعن حكاية هذا املثل قيل: اإن احلكم بن عبد يغوث من بني لي�صيدن يوم ذات اأق�صم زمانه، رماة اأمهر من كان الذي منقر، مهاة )بقرة وح�صية( ويذبحها لياأكل منها اأهله واأ�صحابه – واملهاة

الطليقة يف ال�صحراء يكون ا�صطيادها �صعبا.فيما يفلح مل ولكنه ال�صيد، اإىل وخرج و�صهامه قو�صه فحمل عزم عليه، ورجع مكتئبا وحزينا، وبات ليلته يف هم وغم.. وملا اأ�صبح اأ�صفا اإن مل ال�صباح خرج اإىل قومه وقال لهم: واهلل لأقتلن نف�صي اأ�صدها اليوم. فقال له اأخوه: هون على نف�صك واذبح مكانها ع�صرا اأظلم ل والعزى، والالت ل له: فقال نف�صك، تقتل ول الإبل، من قاعدة واأترك نافرة، ثم قال له ابنه: يا اأبت خذين معك اأ�صاعدك، فقال: وما يفيدين من خائف و�صعيف! ف�صحك الولد وقال: اإن مل

اأ�صدها واأذبحها، فاذبحني مكانها.وانطلقا يف ال�صحراء اإىل اأن ملحا مهاة على البعد، فتناول احلكم قو�صه و�صد �صهمه ورماها، ولكنه اأخطاأها.. وملحا بعدها مهاة اأخرى اأعطني اأبت يا اأي�صا، فقال البن: اأخطاأها فرماها احلكم، ولكنه

القو�س، فاأعطاه ورماها، فلم يخطئها.

-49-

فقال الأب: رب رمية من غري رام.اأحيانا، ي�صيب الذي للمخطئ ي�صرب مثال قاله ما و�صار

وللم�صيء الذي يح�صن اأحيانا.

31( رجع بخفي حنني:

�صامية اأهداف لبلوغ �صبورا جمدا احلياة يف الإن�صان ي�صعى حددها لنف�صه، ول بد له اأخريا اأن ي�صل ويقطف ثمرة جهده و�صعيه، لكن يف النا�س من يخطئ الت�صرف، ويرجع بعد طول م�صقة خائبا فقيل: رجع املثل يف هذا احلال، العرب وقد �صرب اليدين، �صفر

بخفي حني..

اإىل داره وهو مثل عربي قدمي ي�صرب ملن خاب يف �صعيه وعاد اإ�صكافيا اإن رجال املثل ق�صة طريفة تقول: كما خرج منها، ولهذا الأعراب، لأحد �صنعه من خفا يبيع اأن اأراد )حني( يدعى وزادت معار�صته حتى غ�صب الأعرابي على ثمن اخلف فاعرت�س كان وقد له، والكيد الأعرابي من ال�صخرية على و�صمم )حني(

يعرف الطريق التي ي�صلكها الأعرابي يف الذهاب والإياب.

و�صط يف اأحدهما و�صع خفان.. وبيده الطريق تلك فق�صد واختباأ الأول، اخلف من بعيدة م�صافة على الآخر وو�صع الطريق

)حني( يف مكان قريب.

-50-

وعندما مر الأعرابي راأى اخلف الأول وقال: ما اأ�صبه هذا اخلف بخف حني، هذا الرجل اللعي، وترك الأعرابي اخلف وا�صتمر يف �صريه حتى راأى اخلف الآخر، فندم على تركه للخف الأول، وعقل لعله يعرث الأول اإىل مكان اخلف واأخذ اخلف يف يده وذهب ناقته ناقة وامتطى خمبئه من حني ظهر وهنا باخلفي، وينعم عليه

الأعرابي مبا عليها من اأمتعة وانطلق بها م�صرعا.وملا عاد الأعرابي مل يجد ناقته فا�صطر اأن يذهب اإىل اأهله على اأتيت من �صفرك؟ فقال اإليهم �صاألوه مباذا قدميه.. وعندما و�صل يف ح�صرة )رجعت بخفي حني( و�صار هذا القول مثال ي�صرب ملن

يرجع خائبا من �صفره.

32( ال�صجاعة �صرب �صاعة:يعمل من فيهم اإليهم، املوكلة املهام اإجناز يف النا�س ينهمك عمال ويحقق الهدف، يبلغ حتى و�صرب، وعزمية وحما�س بداأب امل�صقة، ويتهيب املهمة، تثقله وفيهم من بالتقدير، متميزا جديرا و�صيلة، وباأهون �صكل، باأي اإجنازه يريد مت�صرعا، بالعمل فيقوم ونفاد �صرب، فال يح�صد غري ال�صتهجان، وقد خل�س املثل العربي

هذا املوقف فقيل: ال�صجاعة �صرب �صاعة..العب�صي، �صاأل عنرتة اأن رجال املثل، قيل اأ�صل حكاية هذا عن الفار�س العربي ال�صهري: كيف �صرت بطال يهابك كل فر�صان العرب

-51-

و�صجعانهم، فقال عنرتة: ال�صر يف ذلك اأنني اأ�صرب على املكاره اأكرث منهم، واأ�صمد يف وجه خ�صمي بدون تردد، فقال له: وكيف يكون كل وع�س ه. لتع�ص اإ�صبعي وخذ ه لأع�ص اإ�صبعك قال: هات ذلك؟ منهما اإ�صبع الآخر، ومل يلبث الرجل اأن �صاح من الأمل. وهنا قال حت اأنا من الأمل، لأنني عنرتة: اأراأيت.. لو اأنك �صربت قليال، ل�صتاأملت مثلك، ولكنني �صربت اأكرث منك... وال�صجاعة �صرب �صاعة!..

و�صار ما قاله عنرتة مثال ي�صرب يف معر�س احلث على ال�صرب واحتمال املكاره.

فيقال ال�صجاعة يف املثل به ي�صرب عنرتة اأن بالذكر وجدير )اأ�صجع من عنرتة(.

�س: 33( �صحيفة املتلمبن »طرفة ال�صاعر اأخته ابن مع وفد عربي �صاعر »املتلم�س« من وجعلهما فقربهما هند«، بن »عمرو احلرية ملك على العبد« خا�صته، وكانا ي�صحبانه اإىل ال�صيد، فاإذا خلد اإىل الراحة جل�صا

يف انتظاره، ومير وقت طويل قبل اأن ياأذن لهما بلقائه..امللك اإىل و�صلت فلما �صعرية.. باأبيات وهجاه »طرفة« ف�صجر واأنكما يف غ�صب وقرر اخلال�س من ال�صاعرين، فقال لهما: ل بد �صوق لأهلكما، فقال: نعم.. فما كان منه اإل اأن كتب لهما �صحيفتي وختمهما، وقال: اذهبا اإىل وايل البحرين، فقد اأمرته اأن يكرمكما

-52-

يف ومرا البحرين، اإىل متجهي فرحال بجوائز.. كما ويخ�صطريقهما ب�صيخ، فدفع له »املتلم�س« خطاب امللك ليقراأه له، فاإذا به الأمر بقتله، فما كان منه اإل اأن مزقه.. اأما »طرفة« فرف�س اأن يفتح مغلف ر�صالته ووا�صل رحلته اإىل البحرين، حيث �صلم واليها كتاب قيل يف وقد لأمره، تنفيذا »طرفة« بقتل الوايل وقام امللك عمرو، املثل العربي: »مثل �صحيفة املتلم�س« وي�صرب ملن ي�صعى بنف�صه اإىل

الهالك وال�صقاء..وراح ال�صاعر »امللتم�س« يردد بعد ذلك:

من مبلغ ال�شعراء عن اأخويهم

الأنف�س بـــــذاك فــتــ�ــشــدقــهــم نـــبـــ�أ

اأودى الذي علق ال�شحيفة منهم�

املتلم�س �ـــشـــرورهـــ� حــــــذار وجنــــ�

34( ال�صيف.. �صيعت اللنب..النتفاع اإىل ووجهنا حت�صى، ل كثرية نعما تعاىل اهلل وهبنا بها بحكمة وتعقل ودون تبذير، حتى ل نفقدها ونتح�صر عليها عند زوجته مع عا�س اأعرابيا اأن اجلميلة العرب ومن حكايات زوالها، يف نعمة وخري وفري.. ولكن ما لبث الزرع اأن جف يف ال�صيف، وقل تعودت الذي اخلري ذلك املراأة جتد ومل الرزق، و�صاق الع�صب، فارقت اأن لبثت وما ال�صكوى، واأكرثت باحلياة، ف�صجرت عليه،

زوجها عائدة اإىل اأهلها..

-53-

ومل يطل الوقت حتى كان ال�صتاء قد اأقبل من جديد، ومنا الزرع، غزيرا، لبنا تعطي والنوق النعاج وبداأت الوديان، يف املاء وجرى جوابه فكان اللنب، بع�س زوجها من تطلب الزوجة اأر�صلت وهنا اأنت �صيعته يف ال�صيف، فال تطلبيه فورا: »ال�صيف �صيعت اللنب« لكل من يجحد النا�س، يردده مثال العبارة واأ�صبحت ال�صتاء.. يف النعمة حي تكون يف يديه، فاإذا زالت عاد يطلبها ويتمنى اأن ميلكها

من جديد.

35( »عادت حليمة لعادتها القدمية«

يقال هذا املثل ملن يرتك طبعا اأو عادة كانت به، ثم يعود لها مرة اأخرى، ويعتقد اأن �صاحبة هذا املثل هي حليمة زوجة حامت الطائي الذي عرف بكرمه وا�صتهر ب�صخائه، وباملقابل عرفت هي ببخلها، فكانت اإذا اأرادت اإ�صافة �صمن اإىل الطبخ اأخذت امللعقة ترجتف يف يدها) كناية عن �صدة بخلها(، وكان هذا الطبع يزعج زوجها حامت، فاأراد اأن يعلمها الكرم فقال لها: اإن الأولي كانوا يقولون اإن املراأة كلما و�صعت ملعقة من ال�صمن يف حلة الطبخ زاد اهلل بعمرها يوما، فاأخذت حليمة تزيد مالعق ال�صمن يف الطبخ فاأ�صبح طعامها �صهيا الوحيد بابنها يفجعها اأن اهلل و�صاء ال�صخاء، على يدها وتعودت

-54-

الذي كانت حتبه حبا جما، حتى تنت املوت لنف�صها، ومل تعد راغبة ال�صمن و�صع تقلل من فاأخذت ولدها، بعد موت الطويل العمر يف يف الطبخ، حتى ينق�س عمرها وتوت، فقيل حينها: عادت حليمة

لعادتها القدمية.

36( على اأهلها جنت براق�س:كثريا ما يقدم املرء على عمل، تعود نتيجته بال�صرر عليه وعلى

اأهله..

-55-

وقد �صرب العرب املثل يف هذا الت�صرف، فقيل: على اأهلها جنت براق�س«، وتقول احلكاية اإن جماعة هربوا من اأعدائهم، وكانت لهم كلبة يقال لها: براق�س، وفيما هم مرحتلون ليال نبحت الكلبة، ف�صمع وا عليهم واأم�صكوا بهم، وبذلك جنت »براق�س« الأعداء نباحها، فكر

عليهم و�صارت مثال لل�صوؤم.

37( يف حي�س بي�س:من الأقوال ال�صائعة التي مل تذهب بي النا�س مثال وح�صب بل يعرف اأ�صبح حتى منها �صيته فاكت�صب بقائلها اأي�صا والت�صقت ا�صمه بها، القول الذائع، »يف حي�س بي�س« ويق�صد باملثل و�صف اأي الفوار�س اأبي ال�صاعر اإىل املثل اأو م�صطربة، ويرجع حالة متاأزمة وكان ال�صيفي، بابن اأي�صا واملعروف البغدادي، حممد بن �صعد هذا ال�صاعر قد خرج من بيته ف�صادف جمهرة من النا�س يف جلبة بي�س« حي�س يف للنا�س »ما مت�صائال: فقال وهيجان، وا�صطراب به الكلمات الت�صقت عارف، �صاعر من �صواه تتوقع ل و�صفا كان فن�صي النا�س البغدادي وابن ال�صيفي واأبا الفوار�س وراحوا ي�صمونه

بكل اإيجاز ودللة با�صم »حي�س بي�س«.وبكلمة والفرار، واملراوغة املغالبة بكلمة »حي�س« لغويا يق�صد احلاء بك�صر اإما �صيغ، بعدة املثل ويلفظ وال�صيق، ال�صدة »بي�س« والباءوك�صر ال�صاد اأو فتحها، واأما بفتح احلاء والباء وك�صر ال�صاد

اأو فتحها، وحا�س با�س اختالط ل حمي�س عنه.

-56-

ال�صيت ذائعة اأبيات وله ال�صعراء كبار من بي�س ويعد حي�س اإناء مبا فيه ين�صح« وهذا ذهب بع�صها مثال، كقول القائلي: »كل

من اأبيات بليغة يف الفخر، تقول:�شجية من� العفو فك�ن ملكن�

اأبطح بــ�لــدمــع �ــشــ�ل ملكتم فلم�

وط�مل� الأ�ـــشـــ�رى قتل ــلــتــم وحــل

عدون� على الأ�شرى منن ون�شفحبينن� الــتــفــ�وت هــذا فح�شبكم

ين�شح فـــيـــه بــــ�لــــذي اإنــــــــ�ء وكـــــل

38( قطعت جهيزة قول كل خطيب:فيه تختلف معي، مو�صوع حول النا�س بي احلوار يدور فيما حدا وي�صع اجلدال يح�صم مفاجئ خرب يتناهى النظر، وجهات القائل: العربي املثل فائدة، وي�صدق فيه بغري التوا�صل له، فيغدو

»قطعت جهيزة قول كل خطيب«..وتذكر احلكاية اأن رجال من اإحدى الع�صائر قتل رجال من ع�صرية اأخرى، فا�صطربت الأمور، و�صاد الغ�صب، وكاد الأمر اأن يتحول اإىل دعا الثانية القبيلة �صيخ اأن لول قا�صية، ومواجهة �صديد، �صراع الطرفي اإىل التعقل والهدوء والتفاو�س لإحقاق احلق واإبرام ال�صلح، القتيل، لأهل وا�صرت�صاء وجدال نقا�س يف اجلميع ا�صتغرق وفيما بالقاتل القتيل ظفر اأخ اأن واأعلنت »جهيزة« ت�صمى اأعرابية دخلت واأجهز عليه، ف�صرب اجلميع كفا بكف، وقال �صيخ القبيلة: »قطعت

جهيزة قول كل خطيب« اأي مل يبق اأي جمال للحديث والنقا�س..

-57-

39( كل فتاة باأبيها معجبة:يجتمع النا�س يف اأحاديثهم على تقييم الآخرين، وعر�س �صفاتهم املميزة، وحتديد منزلتهم يف املجتمع، ولكن الإن�صان بطبيعته يرى عن فيغ�س وال�صالح، اخلري يف الأعلى املثل واأقربائه اأهله يف املثل يف العرب �صربت وقد مفاخرا مباآثرهم، ويتباهى معايبهم،

ذلك فقالوا: كل فتاة باأبيها معجبة.من ف�صيحة وكانت ال�صعدي« علقمة بنت »العجفاء جل�صت -خ�صبة مع�صبة رو�صة يف قومها من ن�صوة مع اجلاهلية ف�صحاء اأي – اخلرود اإحداهن: قالت اأف�صل؟ الن�صاء اأي فقلن: مورفة، خريهن: »بل الأخرى: وقالت والولود«. والودود، احليية، العذراء »بل الثالثة: وقالت احلياء«، و�صدة الثناء، وطيب الغناء، ذات »بل الرابعة: وقالت املنوع«. غري النفوع اجلموع ال�صموع، خريهن قلن: ثم الوا�صعة، ل الرافعة، الوادعة لأهلها، اجلامعة خريهن فاأي الرجال اأف�صل؟ قالت اإحداهن: »خريهم احلظي الر�صي غري اخلطال ول التبال« - اأي لي�س بخيال ول حقودا – قالت الثانية: »بل

خريهم ال�صيد الكرمي – �صاحب احل�صب العميم، واملجد القدمي«.يغري احلرة، الذي ل الويف ال�صخي »بل خريهم الثالثة: وقالت ول يتخذ ال�صرة« عندئذ قالت الرابعة �صائحة: »واأبيكن، اإن يف اأبي

-58-

– – الفوز والفلج التالق، عند وال�صدق الأخالق، كرم : لنعتكنفاق. عند ال�صباق، ويحمده اأهل الر

باأبيها فتاة )كل ال�صعدي«: علقمة بنت »العجفاء قالت عندئذ معجبة( ف�صارت مثال.

40( ل تهرف مبا لتعرف:يف النا�س من ي�صارع اإىل احلكم على الآخرين دون تدقيق وتريث، ومن خالل تعامل اآين و�صطحي، وكثريا ما ي�صرفون باملديح والثناء قبل التعرف اإىل �صلوكهم، ونواياهم، فتكون العاقبة خذلنا وندامة،

ولكن بعد فوات الأوان.والهرف: تعرف« ل مبا تهرف »ل املثل: يف العرب قالت وقد

الإطناب يف املديح.قال من اأول عنه اهلل ر�صي بن اخلطاب« »عمر اخلليفة وكان املثل، اإذ قدم عليه رجل يف طلب، فقال عمر له: ل اأعرفك فائتني املدينة، م�صلمي من رجال واأح�صر الرجل فم�صى يعرفك، مبن واأ�صرف يف املديني يف حقه خريا، الرجل، فقال ف�صاأله عمر عن الثناء عليه، فعاد عمر ي�صاأله: هل عاملته؟ قال املديني: ل، فقال: اأ�صاحبته يف �صفر طويل؟ قال املديني: اللهم ل، فبادر عمر يقول: فال تهرف مبا ل تعرف.. اإنك ما عرفته، والتفت للرجل قائال: ائتني

مبن يعرفك حقا!.

-59-

41( ل يف العري ول يف النفري:اأول من قال العبارة »اأبو �صفيان بن حرب« زعيم بني اأمية، وذلك اأنه ملا اأقبل بعري قري�س، وكان ر�صول اهلل �صلى اهلل عليه و�صلم قد حتي ان�صرافها من ال�صام فندب امل�صلمي للخروج معه، واأقبل اأبو �صفيان حتى دنا من املدينة، وقد خاف خوفا �صديدا فقال ملجدي بن عمرو: هل اأح�ص�صت من اأحد من اأ�صحاب حممد؟ فقال: ما راأيت من اأحد اأنكره اإل راكبي اأتيا هذا املكان، واأ�صار له اإىل مكان عدي �صفيان اأبو فاأخذ و�صلم، عليه �صلى اهلل ر�صول اهلل عيني وب�صب�س اأبعارا من بعرييهما ففتها فاإذا فيها نوى، فقال: عالئف يرثب، هذه عيون حممد، ف�صرب وجوه عريه ف�صاحل)24(بها، وترك بدرا ي�صارا، ل من ال�صام يخربهم مبا يخافه وقد كان بعث اإىل قري�س حي ف�صفاأر�صل مكة، من قري�س فاأقبلت و�صلم، عليه اهلل �صلى النبي من اإليهم اأبو �صفيان يخربهم اأنه قد اأحرز العري، وياأمرهم بالرجوع، فاأبت قري�س اأن ترجع ورجعت بنو زهرة من ثنية اأجدى، عدلوا اإىل اأبو �صفيان، فقال: يا بني ال�صاحل من�صرفي اإىل مكة، ف�صادفهم زهرة »ل يف العري ول يف النفري«. قالوا: اأنت اأر�صلت اإىل قري�س اأن ترجع وم�صت قري�س اإىل بدر، فواقعهم ر�صول اهلل �صلى اهلل عليه امل�صركي من بدرا من ي�صهد ومل بهم، تعاىل فاأظفره اهلل و�صلم،

بني زهرة اأحد.)1( �صاحل بها: وجهها نحو ال�صاحل.

-60-

42( ل يلدغ املوؤمن من جحر مرتني:التعامل، و�صمو ال�صلوك رفعة يف الأمثلة العامل العرب اأعطى واأنكروا اخلداع واملكر، وحاربوا املخادع الذي ميعن يف ال�صر والأذى، وحر�صوا على نبذه واحلذر منه، وقد قيل يف ذلك: »ل يلدغ املوؤمن

من جحر مرتي«.قال النبي �صلى اهلل عليه و�صلم هذا املثل، وعن حكايته ذكر رواة يف امل�صركي على انت�صروا اأن بعد امل�صلمي اأن النبوية الأحاديث – ال�صاعر »اأبو عزة« واأ�صروا عددا كبريا منهم، طلب غزوة بدر، وهو اأحد امل�صركي – من النبي �صلى اهلل عليه و�صلم اأن يعفو عنه، اهلل �صلى النبي عليه فاأ�صفق عياله، وكرثة حاله فقر اإليه �صاكيا عليه و�صلم وعفا عنه بغري فداء على األ يعود اإىل قتال امل�صلمي مرة

اأخرى.ولكن الرجل عاد وا�صرتك مع الكفار وامل�صركي يف قتال امل�صلمي يف غزوة اأحد، ومرة اأخرى وقع اأ�صريا، فطلب من النبي �صلى اهلل ولكن بدر. يوم عنه عفا كما عنه ويعفو عليه مين اأن و�صلم عليه النبي �صلى اهلل عليه و�صلم رف�س طلبه، واأمر »عا�صم بن ثابت« اأن

ي�صرب عنقه بعدما قال له: ل يلدغ املوؤمن من جحر مرتي.اأن يريد ملن ي�صرب العرب، اأمثال مثال من القول و�صار ذلك

يخدع اإن�صانا يف اأمر خدعه فيه من قبل.

-61-

43( لذي احللم تقرع الع�صا:العرب، �صجايا اأرقى من اخلري اإىل وتوجيههم للنا�س الن�صح فتقوم جلزاء، انتظار ول من غري من لالأحبة الن�صيحة وتبذل تارة يكون والن�صح لل�صالح، وتهدي الزلل، وتتدارك اخلطاأ، بالقدوة، والكلمة الطيبة، وتارة باللفتة العابرة، وعند العرب كانت ه اإىل الأنفع والأ�صلح، »قرعت ح وينب تقرع الع�صا، فقالوا ملن ين�ص

له الع�صا« فذهبت العبارة مثال.تقول احلكاية اأن »عامر بن الظرب« اأحد حكام العرب، كان قد اأ�صن وخرف، و�صار يخطئ يف حكمه، فقال لقومه: اجعلوا يل اأمارة قدام بيته، ويجعل اأعود اإىل ال�صواب، وكان يجل�س اأنتبه بها حتى ابنه يف البيت ومعه ع�صا، فاإذا اأخطاأ قرع ابنه الع�صا فيتنبه ويرجع

اإىل ال�صواب.

44( لن يهلك امروؤ عرف قدره:

اأول من قال ذلك حكيم العرب »اأكثم بن �صيفي« يف و�صية كتب بها اإىل قبيلة طيء، كتب اإليهم:

اأو�صيكم بتقوى اهلل، و�صلة الرحم، وعليكم باخليل فاأكرموها، فاإنها ح�صون العرب، ول ت�صعوا رقاب الإبل يف غري حقها، فاإن فيها

-62-

ثمن الكرمية، ورقاء الدم، وباألبانها يتحف الكبري ويغذى ال�صغري، قدره، امروؤ عرف يهلك ولن لطحنت، الطحن كلفت الإبل اأن ولو األف رجل، ومن والعدم عدم العقل ل عدم املال، ولرجل خري من عتب على الدهر طالت معتبته، ومن ر�صي بالق�صمة طابت معي�صته، من خري املحبة مع واحلاجة اأملك، والعادة الهوى، الراأي واآفة البغ�س مع الغنى، والدنيا دول، فما كان لك اأتاك على �صعفك، وما كان عليك مل تدفعه بقوتك، واحل�صد داء لي�س له دواء، وقبل الرمي تالأ الكنائن)25(، الندامة مع ال�صفاهة، دعامة العقل احللم، خري التغرير)27(مفتاح حبا، غبا)26(يزدد يزر من ال�صرب، مغبة الأمور )28( البوؤ�س، من التواين والعجز نتجت الهلكة، لكل �صيء �صراوة، عيما وترك كلفت ما حفظ احلزم املنطق، عي من اأح�صن ال�صمت كفيت، كثري التن�صح يهجم على كثري الظنة، من اأحلف يف امل�صاألة واخلرق مين، الرفق احلرمان، ا�صتحق قدره فوق �صاأل من ثقل، �صوؤم، خري ال�صخاء ما وافق احلاجة، وخري العفو ما كان بعد القدرة،

فكانت تلك جمموعة اأمثال يف خطاب واحد.ي�صرب املثل للرجل يحط اأمره وي�صغر قدره.

)1( الكنائن: جمع كنانة )جعبة ال�صهام(..)2( غبا- زيادة يوم وانقطاع يوم..

)3( التغرير: اخلداع..)4( العي: العجز واجلهل.

-63-

ام؟ 45( ما وراءك يا ع�صملك عمرو« بن »احلارث ذلك قال من اأول اإن ل« »املف�ص قال ال�صيباين« حملم ابن »عوف ابنة جمال بلغه ملا اأنه وذلك كندة، وكمالها وقوة عقلها، دعا امراأة من كندة، يقال لها »ع�صام«، ذات عقل ول�صان واأدب وبيان، وقال لها: اذهبي حتى تعلمي يل علم ابنة

عوف.احلارث«، بنت »اأمامة وهي اأمها، اإىل انتهت حتى فم�صت فاأعلمتها ما قدمت له، فاأر�صلت اأمامة اإىل ابنتها وقالت: اأي بنية، اأرادت اإن �صيئا عنها ت�صرتي فال اإليك لتنظر اأتتك خالتك هذه

النظر من وجه اأو خلق، وناطقيها اإن ا�صتنطقتك.من فخرجت مثله، قط تر مل ما اإىل فنظرت اإليها فدخلت »ما لها: قال مقبلة راآها فلما احلارث اإىل انطلقت ثم عندها. ح املخ�س29عن الزبد، راأيت عرو�صا وراءك يا ع�صام؟« قالت: �صراأر�صلته اإن اخليل، كاأذناب حالك �صعر يزينها امل�صقولة، كاملراآة خلته ال�صال�صل، واإن م�صطته قلت: عناقيد جالها الوابل، اأي »املطر �صا على دا بفحم، تقو اخلفيف«، ولها حاجبان كاأمنا خطا بقلم، اأو �صومثل عي ظبية عبهرة30، بينهما اأنف كحد ال�صيف ال�صنيع؛ حفت به وجنتان كالأرجوان، يف بيا�س كاجلمان �صق فيه فم كاخلامت، لذيذ

)1( املخ�س: حركة اللنب..)2( عبهرة: وا�صعة.

-64-

املبت�صم، فيه ثنايا غر ذات اأ�صر، تقلب فيه ل�صان ذو ف�صاحة وبيان، بعقل وافر، وجواب حا�صر.

ب�صداقها، وبعث اإياه فزوجها اأبيها فخطبها اإىل امللك فاأر�صل زت فلما جاوؤوا ليحملوها اإىل زوجها، قالت لها اأمها: اأي بنية فجهتركت لذلك منك، ولكنها تذكرة اأدب اإن الو�صية لو تركت لف�صل للغافل ومعونة للعاقل، ولو اأن امراأة ا�صتغنت عن الزوج لغنى اأبويها، و�صدة حاجتهما اإليها كنت اأغنى النا�س عنه، ولكن الن�صاء للرجال خلقن، وخلفت الع�س الذي فيه درجت، اإىل وكر مل تعرفيه، وقرين مل تاألفيه، فاأ�صبح مبلكه عليك رقيبا ومليكا، فكوين له اأمة يكن لك

عبدا و�صيكا.يا بنية، احملي عني ع�صر خ�صال، تكن لك ذخرا وذكرا: ال�صحبة عينه، ملوقع والتعهد والطاعة، ال�صمع بح�صن واملعا�صرة بالقناعة، اأنفه، فال تقع عينه منك على قبيح، ول ي�صم منك والتفقد ملو�صع اإل اأطيب ريح، والكحل اأح�صن احل�صن، واملاء اأطيب الطيب املفقود، فاإن حرارة اجلو والهدوء عنه عند منامه، لوقت طعامه، والتعهد والرعاء وماله، ببيته والحتفاظ مغ�صبة، النوم وتنغي�س ملهبة، التقدير، ح�صن باملال الحتفاظ فاإن وعياله، وح�صمه نف�صه على والرعاء)31( على العيال واحل�صم جميل ح�صن التدبري، ول تف�صي له

)1( الرعاء: الرعاية.

-65-

�صرا، ول تع�صي له اأمرا، فاإنك اإن اأف�صيت �صره مل تاأمني غدره، واإن ع�صيت اأمره، اأوغرت)32( �صدره.

اإن كان اإن كان ترحا، والكتئاب عنده ثم اتقي مع ذلك الفرح التكدير، من والثانية التق�صري من الأوىل اخل�صلة فاإن فرحا، اإكراما، لك يكون ما اأ�صد يكن اإعظاما له تكوني ما اأ�صد وكوين واأ�صد ما تكوني له موافقة، يكن اأطول ما تكوني له مرافقة، واعلمي اأنك ل ت�صلي اإىل ما حتبي حتى توؤثري ر�صاه على ر�صاك، وهواه

على هواك، يف ما اأحببت وكرهت، واهلل يخري لك.امللوك له وولدت منه، موقعها فعظم اإليه، ف�صلمت فحملت،

ال�صبعة الذين ملكوا بعده اليمن.

46( املقادير ت�صري العي خطيبا:اإليه له وكانت العراق، وايل باجلهل عند احلجاج ف رجل و�صحاجة، فقال احلجاج يف نف�صه: لأختربنه. ف�صاأله حي دخل عليه،

اأع�صامي اأنت اأم عظامي؟.�صاروا الذين باآبائك تفتخر اأم بنف�صك، اأنت اأ�صرفت يريد

عظاما؟ فقال الرجل: »اأنا ع�صامي وعظامي«.

فقال احلجاج: »هذا اأف�صل النا�س، وق�صى حاجته وزاده، ومكث )1( اأوغرت: اأغرته باحلقد.

-66-

له: فقال النا�س، اأجهل الرجل اأن الوايل اكت�صف ثم مدة، عنده »ت�صدقني واإل قتلتك« فقال له: »قل ما بدا لك واأ�صدقك«.

قال: »كيف اأجبتني مبا اأجبت ملا �صاألتك عما �صاألت؟«اأن اأم عظامي، فخ�صيت اأع�صامي خري اأعلم قال له: »واهلل مل اأحدهما �صرين فاإن كليهما اأقول فقلت: فاأخطئ، اأحدهما اأقول

نفعني الآخر«.لف�صلي بنف�صي افتخر بكالمه، اأراد اأنه ظن احلجاج وكان العي ت�صري »املقادير ذلك: عند فقال احلجاج ل�صرفهم. وباآبائي

خطيبا« فذهبت مثال.

47( نف�س ع�صام �صودت ع�صاما:املثابر الذي ي�صع هدفا حلياته، النا�س ويفاخرون باملجد يعتز وباملقابل ون�صاطه، عزميته على معتمدا لبلوغه، باجتهاد ويعمل يزدري النا�س املهمل املتخاذل الذي يريد بلوغ غايته بغري �صعي اأو املجتهد �صمي وقد اآبائه، ووجاهة اأهله مكانة على معتمدا جهد، الناجح ع�صاميا لأنه يتكل على نف�صه، و�صمي املتقاع�س عظاميا لأنه يتعاظم بف�صل الآخرين، وقد جرى يف ذلك مثل عربي يقول: »نف�س ع�صام �صودت ع�صاما«، وتروي احلكاية اأنه كان للنعمان بن املنذر اأ�صهر ملوك احلرية يف العراق، حاجب معروف بالعزمية والف�صاحة »النعمان« بعد ملكا اأ�صبح اأنه نباهته، بلغ من وقد الراأي، و�صداد

رغم اأنه مل يكن من اأ�صرة عريقة، عظيمة اجلاه...

-67-

ويف ذلك قال ال�صاعر »النابغة الذبياين«:ع�ش�م� دت �ـــشـــو عــ�ــشــ�م نــفــ�ــس

وعــــلــــمــــتــــه الــــــكــــــر والإقــــــــدامــــــــ�

و�ــــــشــــــريتــــــه مـــــلـــــكـــــ� هــــمــــ�مــــ�

حــــتــــى عــــــال وجـــــــــــ�وز الأقــــــوامــــــ�

48( وافق �صن طبقة:متميزة، اإن�صانية عالقة وراء �صعيا ويتقاربون، النا�س يتعارف ويتحقق هذا الهدف حي يجد كل طرف لدى الطرف الآخر نظرة متماثلة لالأ�صياء، وفهما م�صرتكا لالأمور.. ي�صبح الطرفان عندها هذا يف املثل العرب �صربت وقد ومتوافقا.. متكامال واحدا كال

فقيل: »وافق �صن طبقة«.يدعى وعقالئهم، العرب دهاة من رجال اأن املثل، هذا واأ�صل مثلي امراأة اأجد حتى بالبالد لأطوفن واهلل يوم: ذات قال »�صن«

اأتزوجها!وبينما هو ي�صري، اإذا به ي�صادف رجال ف�صاأله: - اإىل اأين تذهب؟ فقال الرجل: اإىل مو�صع كذا.. وكان هو نف�س املو�صع الذي يق�صده

�صن، فا�صطحبا ووا�صال م�صريهما، ثم �صاأله:- اأحتملني اأم اأحملك؟ فرد الرجل: ما اأعجبك؟.. اأنا راكب واأنت راكب، فكيف اأحملك اأو حتملني؟! ف�صكت �صن، حتى اإذا مرا بزرع

د، �صاأل �صن: اأترى هذا الزرع اأكل اأم ل؟ فقال له الرجل: قد ح�ص

-68-

يا جاهل.. ترى نبتا حم�صودا، فتقول اأكل اأم ل؟ يق�صدانه، الذي املو�صع اإىل و�صال اإذا حتى �صن، ف�صكت النع�س هذا �صاحب اأترى - �صن: ف�صاأل جنازة، فيه ف�صادفتهما حي اأو ميت؟ فقال له الرجل: - ما راأيت اأجهل منك.. ترى اجلنازة فت�صاأل عن �صاحبها اأهو ميت اأم حي؟! ف�صكت �صن، واأراد اأن مي�صي اإىل معه اأن مي�صي واأ�صر اأبى الرجل ولكن ويفارقه، �صبيله حلال دخل ملا طبقة، تدعى بنت للرجل وكان معه، �صن فم�صى منزله، عن وحدثها جهله، اإليها ف�صكا �صيفه، عن �صاألته اأبوها، عليها

كالمه الغريب، فقالت:

-69-

- يا اأبت، ما هذا بجاهل، فقوله: اأحتملني اأم اأحملك، اأراد به: الزرع اأترى هذا اأحدثك، حتى نقطع الطريق، وقوله: اأو اأحتدثني اأكل اأم ل، اأراد به: هل باعه اأهله فاأكلوا بثمنه اأم ل. واأما قوله عن اجلنازة و�صوؤاله عن �صاحبها، فاأراد به: هل ترك امليت من يعقبه

فيحيا بذكره اأم مل يرتك اأحدا؟.فخرج الرجل من عند ابنته، وجل�س مع �صن، وحادثه �صاعة، ثم

قال له:- اأحتب اأن اأف�صر لك ما قد �صاألتني عنه اأثناء م�صريتنا؟.

هذا ما �صن: فقال الرجل. ره فف�ص ره!، ف�ص نعم.. �صن: فقال بكالمك.. فاأخربين عن �صاحبه.

طبقة، ابنته هي الغريب كالمه ر ف�ص من باأن الرجل فاأخربه فعرف �صن باأنه قد وجد املراأة التي على �صاكلته، فخطبها من اأبيها،

وتزوجها وحملها اإىل اأهله.وملا راأوها وعرفوا الق�صة، قالوا: وافق �صن طبقة، و�صار قولهم

مثالي�صرب لل�صيئي املتماثلي اأو املتفقي تام التفاق.

49( ويل لل�صجي من اخللي:

ال�صجي هو الرجل احلزين وامل�صغول بالهموم، واخللي هو عك�س املثل واملعنى وا�صح يف هذا ال�صجي، اأي من خال من هموم ذلك،

-70-

قول جاء ذلك ويف اخللي« من ال�صجي يلقى »ما اأحيانا ويقال ال�صاعر:

عجب� ويـــتـــيـــه �ـــشـــبـــ�بـــة اأذل

مــــن اخللي الـــ�ـــشـــجـــي ويــــــل فـــيـــ�

اأما اأ�صل هذا املثل القدمي في�صند اإىل »اأكثم بن �صيفي التميمي« ح�صب رواية املدائني، قال: اإنه ملا ظهر النبي �صلى اهلل عليه و�صلم لع ودعا النا�س اإىل الإ�صالم، بعث »اأكثم بن �صيفي« ابنه حبي�صا ليطعلى هذا الأمر ويخرب اأباه مبا وجد، ففعل واأتاه باخلرب، فجمع اأكثم

قومه من بني تيم وخاطبهم قائال:»يا بني تيم، ل حت�صبوين �صفيها فاإنه من ي�صمع يخل اأن ال�صفيه ت من دونه، اإن ابني �صافه هذا الرجل م�صافهة يوهن من فوقه ويثبياأمر فيه باملعروف وينهى عن املنكر، وياأخذ واأتاين بخربه وكتابه الأوثان اإىل توحيد اهلل تعاىل وخلع فيه مبحا�صن الأخالق، ويدعو اأن الف�صل يف وترك احللف بالنريان، وقد عرف ذوو الراأي منكم ما يدعو اإليه واأن الراأي ترك ما ينهى عنه، اإن اأحق النا�س مبعونة يكن فاإن اأنتم، اأمره وم�صاعدته على و�صلم عليه حممد �صلى اهلل الذي يدعو اإليه حقا فهو لكم دون النا�س، واإن يكن باطال كنتم اأحق اأ�صقف جنران يحدث النا�س بالكف عنه وبالت�صرت عليه، وقد كان ابنه و�صمى قبله، به يحدث جما�صع« بن »�صفيان وكان ب�صفته، حممدا، فكونوا يف اأمره اأول ول تكونوا اآخرا. ائتوا طائعي قبل اأن

-71-

لو و�صلم عليه اإليه حممد �صلى اهلل يدعو الذي اإن كارهي. تاأتوا مل يكن دينا كان يف اأخالق النا�س ح�صنا، اأطيعوين واتبعوا اأمري. اأ�صاأل لكم اأ�صياء ل تنزع منكم اأبدا واأ�صبحتم اأعز حي يف العرب، اإل اأمرا ل يجتبيه عزيز اأرى واأو�صعهم دارا، فاإين واأكرثهم عددا ذل، ول يلزمه ذليل اإل عز. اإن الأول مل يدع لالآخر �صيئا، وهذا اأمر له ما بعده، من �صبق اإليه غمر املعايل واقتدى به التايل، والعزمية

حزم، والختالف عجز«.وقال لل�صامعي نويرة« بن »مالك فتوجه كالمه من انتهى معرت�صا: »قد خرف �صيخكم، فاأجابه اأكثم قائال: »ويل لل�صجي من اخللي، ولهفي على اأمر مل اأ�صهده ومل ي�صعني« واأر�صلها بذلك مثال.

50( يداك اأوكتا وفوك نفخ:يقال: اأوكى راأ�س ال�صقاء )قربة املاء( اإذا �صده، اأ�صله اأن قوما ثم اأ�صقيتهم ينفخون فجعلوا البحر، من خليجا يعربوا اأن اأرادوا

يعربون عليها.فعمد رجل منهم فاأقل النفخ واأ�صعف الربط، فلما تو�صط املاء اأخذ الهواء يخرج من ال�صقاء حتى مل يبق فيه �صيء، وغ�صيه املوت، فنادى رجال من اأ�صحابه: يا فالن اإين قد هلكت. فقال: »ما ذنبي؟ يداك اأوكتا وفوك نفخ«. فذهب مثال يف التربوؤ مما كان ال�صبب يف

هالك اأو خ�صارة.

-72-

طائفة من اأمثال العرب

- املرء باأ�صغريه: الأ�صغران هما: القلب والل�صان، اأي حت�صن حال املرء اإن ح�صنا.

- ل تنه عن خلق وتاأتي مثله: اأي ل تاأمر برتك �صيء وتفعله.اإياك اأعني وا�صمعي يا جارة: ي�صرب ملن يتكلم بكالم ويريد به -

�صيئا غريه.وعدم الت�صرف يف لالعتدال ي�صرب اأو�صطها: الأمور خري -

التطرف.ويعينك يحبك الذي ال�صديق يعني اأمك: تلده مل لك اأخ رب -

ب�صدق..- ل توؤخر عمل اليوم اإىل غد: التاأجيل خ�صران، وهدر للوقت بغري

نفع.دقك، وتعني اأخوك احلقيقي هو من دقك، ل من �ص - اأخوك من �ص

ن�صحك ولي�س من جاراك ووافق هواك.

-73-

الن�صح يف ي�صرب الطريق: قبل والرفيق الدار، قبل اجلار -لالختيار ال�صحيح للجار والرفيق.

الفالح نتيجته �صادق وجد مثمر، عمل كل وجد: جد من -والنجاح.

والثقة املقدرة دليل القول يف الإيجاز ودل: قل ما الكالم خري -بالنف�س.

- الدال على اخلري كفاعله: من ير�صد اإىل اخلري له جزاء فاعله.- عند المتحان يكرم املرء اأو يهان: يعرف قدر املرء بعد الختبار.

* * *

-74-

اأ�صماء ت�صرب بها الأمثال

- ق�س بن �صاعدة، ي�صرب به املثل يف البالغة واخلطابة فيقال اأبلغ من ق�س.

- لقمان: ي�صرب به املثل يف احلكمة فيقال اأحكم من لقمان.- املعيدي: ي�صرب به املثل يف القبح فيقال ت�صمع باملعيدي خري من

اأن تراه.مواعيد فيقال املواعيد خلف يف املثل به ي�صرب عرقوب: -

عرقوب.بخفي رجع فيقال باخليبة الرجوع يف املثل به ي�صرب حني: -

حني.فيقال )اأعدى من العدو.. املثل يف �صرعة به ي�صرب ال�صنفرى: -

ال�صنفرى(.- اأ�صعب: ي�صرب به املثل يف الطمع فيقال اأطمع من اأ�صعب.

- ال�صموءل: ي�صرب به املثل يف الوفاء فيقال اأوفى من ال�صموءل.

-75-

- �صنمار: ي�صرب به املثل يف مقابلة الإح�صان بالإ�صاءة فيقال جزاء �صنمار.

- زرقاء اليمامة: ي�صرب بها املثل يف قوة الب�صر فيقال اأب�صر من زرقاء اليمامة.

من اأحلم فيقال احللم يف املثل به ي�صرب قي�س: بن الأحنف -الأحنف.

- الك�صعي: ي�صرب به املثل يف الندم فيقال اأندم من الك�صعي.- هبنقة: ي�صرب به املثل يف احلمق فيقال اأحمق من هبنقة.

- حامت الطائي: ي�صرب به املثل يف اجلود والكرم فيقال اأجود من حامت.

من اأف�صح فيقال الف�صاحة يف املثل به ي�صرب وائل: �صحبان -�صحبان وائل.

* * *

-76-

امل�صـــادر

– دار امليداين حممد بن اأحمد الف�صل – اأبو الأمثال جممع -اجليل – بريوت 1996.

– مركز امللك - معجم الأمثال العربية: خري الدين �صم�صي با�صا في�صل للدرا�صات الإ�صالمية الريا�س 1997.

- امل�صتق�صى يف اأمثال العرب – الزخم�صري – دار الكتب العلمية .1987 – بريوت

– – دار اجليل اإميل بديع يعقوب – د. اأمثال العرب - مو�صوعة بريوت 1995.

- ق�ص�س وحكايات الأمثال العربية – اأحمد عطيات – دار حمورابي للن�صر – عمان 2007.

- اأروع ما قيل يف الأمثال – د. يحيى �صامي – دار الفكر – بريوت .1995

- جواهر البيان العربي – حممد مروان مراد – دار ال�صرق للطباعة والن�صر – دم�صق 2007.

-77-

حممد مروان مراد

- باحث يف الأدب، اإعالمي و�صاعر.- مدر�س التاريخ يف ثانويات دم�صق – الكويت من 1955 – 1994.

- عمل يف ال�صحافة والإعالم – وبحوثه يف الأدب والتاريخ من�صورة يف ال�صحافة العربية.

- حما�صر يف املراكز الثقافية واملنتديات الجتماعية.البيان جواهر »من - ال�صعاب« تقهر »الرادة موؤلفاته: من -العربي« - »مبدعون يف ذاكرة الوطن« -»دم�صق... �صجل الإبداع على »�صياء - ال�صليبة« القلب جوهرة »القد�س... - الفكري«

الطريق«.- حاز جائزة ال�صعر العربي – الكويت 1982 – جائزة ق�صة الطفل

العربي- اأبو ظبي 1999.اجلمعية – الجتماعي املنتدى – العرب الكتاب احتاد ع�صو -اجلغرافية – النادي العربي – جمعية اأ�صدقاء دم�صق – الهالل

الأحمر العربي ال�صوري.

-78-

�صدر من �صل�صلة كتاب اأ�صامة ال�صهرياملؤلفاسم الكتابالرقمفايز فوق العادةحنن جزء من هذا الكون1حممد قرانيادمشق2ترمجة: فريوز نيوفاألشرعة احلمراء3ترمجة: قاسم طويرمملكة ماري4خمتارات من أسامة 5د. هشام احلالقالقدس ناقص6حسن باللالذرة7فايز فوق العادةالعلم يدهشنا 8أنطوانيت القسمملكة إيبال 9طه الزوزوالبيئة: الطبيعة واإلنسان10موسى ديب اخلوريقصة الكون واحلياة واإلنسان11عبد اهلل عبدربيع كاذب 12حممد املصريصفحات من تاريخ املوسيقا13ترمجة: أنطوانيت القساألمري السعيد14موسى ديب اخلوريقصة اخرتاع األرقام15د. غزوان زركليالصوت والزمن16هنادي زرقةحشرات يف بيتك وحديقتك17د. ريم منصور األطرشطريق احلرير18أويس الشريفاحلاسوب19

-79-

فلزات )سيليكون/كوارتز/حرير 20د. حممد عبودصناعي(

فايز فوق العادةالثقوب الكونية السوداء21موسى ديب اخلوريالفسيفساء 22د. تغريد شعبانفن النحت يف العصر القديم23د. حممد عبودالتلوث النفطي24هنادي زرقةاحملميات الطبيعية25خمتارات من حكايات إيسوب 26

حيوانات املروج والغابات 27حممد مروان مرادناقص

جهاد سالمة األشقرقصة الالسلكي28موسى ديب اخلوريأوغاريت 29د. تغريد شعبانممالك سورية القدمية30نزار مصطفى كحلةالتخدير واالنعاش عرب التاريخ31أنطوانيت القسأساطري يونانية32دلدار فلمزتاريخ الرسم33د. عبري عيسىالنفايات الصلبة 34حممد دنياالفينيقيون وأساطريهم35فليز فوق العادةالرياضيات علم وفن36د. سرياؤوس حممداجلراثيم والبيئة37ترمجة: د. نبيل احلفارحكايات األخوين غريم38حسن عز الدين باللالنانو وتطبيقاته39

-80-

حممد دنياغزو الفضاء40موسى ديب اخلوريعلى دروب القرى املنسية41حممد مروان مرادأعالم الكشف واالخرتاع42د. هشام احلالققرطاج 43حممد دنياأساطري من اليابان44فايز فوق العادةأوليات علم الفلك45هيسم جادو أبوسعيدنشوء احلياة46موسى ديب اخلورياملايا47أنطوانيت القسفراشات وأحالم48حممد مروان مرادالعلماء العرب رواد النهضة العربية49حسن عز الدين باللاهلندسة الوراثية وتطبيقاهتا50من حكايات ألف ليلة وليلة51د. بسام جاموسمملكة قطنا52حممد حسام الشاالتيتعرف على الرياضات اجلوية53جوان جانقصة املسرح54براعم الطفولة ترسم55ادريس مرادمن عامل األوركسرتا56أمحد عكيديمحاة مدينة أبي الفداء57د. هشام احلالقكيف حنل مشكالتنا58ترمجة: مرينا أوغالنيانالغيلم احملبوب59موسى ديب اخلوريطروادة من األسطورة إىل االستكشاف60