الدرس الرابع

111
ع ب را ل الدرس ا

Upload: prescott-peck

Post on 01-Jan-2016

39 views

Category:

Documents


0 download

DESCRIPTION

الدرس الرابع. دعوة إسحاق -عليه السلام -. - PowerPoint PPT Presentation

TRANSCRIPT

Page 1: الدرس الرابع

الرابع الدرس

Page 2: الدرس الرابع

-دعوة إسحاق -عليه السالم

مض�ى ح�ديثنا -في المحاض�رة الس�ابقة- عن ن�بي •الل�ه إس�ماعيل -علي�ه وعلى نبين�ا الص�الة والس�الم- وعرفن�ا أن إس�ماعيل ع�اش بمك�ة وفيه�ا ت�وفي، وأن�ه -ص��لى الل��ه علي��ه وعلى نبين��ا وس��لم- ك��انت ل��ه مواق�ف كث�يرة م�ع أبي�ه إب�راهيم -علي�ه الس�الم- وق�د ا من ه���ذه قAص? الق���رآن الك���ريم علين���ا طرف���>المواق��ف، من أهمه��ا: قص��ة ت��رك إب��راهيم البن��ه ا: ولزوج�ه ب�ذلك ال�وادي بغ�ير زرع، ومن ذل�ك أيض�>قص�ة بنائ�ه لل�بيت م�ع أبي�ه إب�راهيم، ودعائ�ه ب�القبول، ا: ج�رى معن�ا ذك�ر ودعائ�ه لذريت�ه من بع�ده، وأيض�>قص�ة ال�ذبيح إس�ماعيل -علي�ه وعلى نبين�ا الص�الة

.والسالم

Page 3: الدرس الرابع

ثم إن الت����اريخ أفادن����ا أن����ه لم يكن من ذري����ة •إس��ماعيل ن��بي إال نبين��ا -ص��لى الل��ه علي��ه وآل��ه وس�لم- انحص�رت النب�وة بع�د إب�راهيم -علي�ه الص�الة

هY }: والس�الم- في ذريت�ه، كم�ا ق�ال تع�الى A�ا ل A�نZ وAوAهAبAابA \ت� Zك Yو?ةA وAال [ب� \ه\ الن ?ت� Aا ف\ي ذYري Zن� AعZق�YوبA وAجAعAل حAقA وAي Z�س\ {إ

-: (. وق��ال -ج��ل وعال27العنكب��وت: من اآلي��ة: ){ Aف Y���وسY وبA وAي Aي���[ ZمAانA وAأ Aي ل Y���سAو AودYاوAه\ د ?ت���\ وAم\نZ ذYري

* Aين\ ن ZمYحZس��\ ز\ي ال Z��جA \كA ن ذAل A��كAو Aون Yار A��هAى و A��وسYمAو Aح\ين\ ال Zي�AاسA ك�Yلh م\نA الص�? \ل ى وAإ A�ع\يسAى وA AحZي Aر\ي�?ا وAي ك AزAوAا Zن ل Yال> فAض�? ا وAك Yوط�> YسA وAل ون Y�يAو Aع A�سA Zي مAاع\يلA وAال Z�س\ * وAإ

Aم\ين ZعAال (. 86، 85األنعام: ){عAلAى ال

Page 4: الدرس الرابع

النب�وة انحص�رت في ول�د إب�راهيم -علي�ه الص�الة •والس�الم- وذكرن�ا أن ال�ذي ج�اء من نس�ل إس�ماعيل ه�و نبين�ا -ص�لى الل�ه علي�ه وآل�ه وس�لم- وح�ده، وج�اء الش��طر الث��اني من ذري��ة إس��حاق، إذ ول��د ل��ه يعق�وب، ويعق�وب ه�و المس�مى ب�"إس�رائيل"، ومن

ذري�ة إس�رائيل المس�مى ب�"يعق�وب" ج�اء أنبي�اء ب�ني يوس��ف، وأي��وب، : إس��رائيل -عليهم الس��الم- وهم

وذو الكف�ل،وي�ونس، وموس�ى، وه�ارون، وإلي�اس، واليس���ع، وداود، وس���ليمان، وزكري���ا، ويح���يى، وعيس��ى -عليهم وعلى نبين��ا ص��لوات الل��ه تع��الى

. وتسليماته

Page 5: الدرس الرابع

Yرس���ل لغ���ير • ومن أنبي���اء ب���ني إس���رائيل مAن أ- اإلس��رائيليين: كي��ونس بن م��تى -علي��ه الس��الم

أرس��ل إلى أه��ل نين��وى، وهم ليس��وا من أبن��اء  يعق��وب؛ إال أن أغلب األنبي��اء بع��د يوس��ف -علي��ه الس�الم- بعث�وا إلى ب�ني إس�رائيل، ويب�دو أن أنبي�اء ا، فليس ل بعض��هم بعض��> ب��ني إس��رائيل ك��ان يكم��^أح�دهم نس�خ ش�ريعة من س�بقه، وإنم�ا ك�ان ي�أتي Yس�ي، بجدي�د يتمم رس�الة الل�ه لقوم�ه، يح�يي م�ا ن

\مAا جد . ويصحح ما حYرف، ويشرع ل

Page 6: الدرس الرابع

اقتض��ت حكم��ة الل��ه تع��الى بتت��ابع الرس��ل في ب��ني إس��رائيل؛ •إليق�ا�ظهم من �ج�ه�ة، و�إلب�را�ز ال�دع�و�ة اإلل�هي�ة� بينهم ب�ص�فائها وص�دقه�ا

. وأخالق�ها من جهة �أخرىقال ال�رازي في تفس�يره: وق�د دام الخل�ق على دين أوالد إس�حاق •

.أكثر من أربعة آالف سنةالق�رآن الك�ريم لم يع�رض م�ع أنبي�اء ب�ني إس�رائيل ج�وانب ال�دعوة •

ا؛ �وإنم�ا أب�ر�ز م�ع ك�ل �ن�بي� جا�نب�>ا م�عين�>ا يفي�د المجتم�ع والن�اس، ج�ميع�>وق�د �درج ال�مؤلف�ون �و�الك�اتب�ون ف�ي �دع�وات� الل�ه -�وهم �يكتب�ون عن �

-أن�بي�اء إس�رائيل-� �أن ي�كت�ف�وا ب�أهم�هم �كيو�س�ف ومو�س�ى وعيس�ىعل�ي�هم الص�الة وال�س�الم�- ولك�ن في �ه�ذ�ه ال�مق�رر �الدرا�س�ي نت�ن�اول ك�ل أ�نبي�اء� �ب�ني �إس�ر�ائ�يل ال�ذين� ورد ذك�ره�م� في �ك�ت�اب �الل�ه ت�ع�الى�؛� ح�ت�ى

ا� غير �مستفيض >ا يس�ير> .ولو �كان الحدي�ث عنه�م حدي�ث

Page 7: الدرس الرابع

وإذا أردن�ا أن نتح�دث عن ن�بي الل�ه إس�حاق ال�ذي •فإنن�ا نق�ول: - ج�اء من ذريت�ه يعق�وب -علي�ه الس�الم

إن إب�راهيم حين ت�زوج من ابن�ة عم�ه س�ارة واس�تقر ب���بيت المق���دس بع���د أن رحال من بل���ديهما إلى ح�وران إلى مص�ر، وق�د بل�غ س�ن إب�راهيم الخلي�ل ا وبلغت س�ارة التس�عين، ولم مائ�ة> وعش�رين عام�>تنجب لعقمه�ا، وأيس�ت من المحيض؛ فج�أة ج�اءت المالئك�ة إب�راهيم تبش�ره بول�د تل�ده س�ارة، وعن

ة� }: ه�ذه البش�ارة ق�ال الل�ه تع�الى A�م\ هY قAائ Y�تA أ AرZامAو AقAح Z��س\ اء\ إ AرAو Zم\نAو AقAح Z��س\ \إ AاهAا ب ن Zر Aش��? AتZ فAب ح\ك A��ضAف

AوبYقZعA (.71هود: ){ي

Page 8: الدرس الرابع

كانت س�ارة تق�وم بخدم�ة ض�يوف زوجه�ا وتس�مع •ح�ديثهم من وراء س�تر؛ فض�حكت تعجب�>ا من ه�ؤالء الض���يوف ال���ذين ال ي���أكلون وال يم���دون أي���ديهم ا بالبش��رى للطع��ام، و قي��ل: إنه��ا ض��حكت س��رور>ال�تي حملته�ا المالئك�ة له�ا؛ ألنه�ا علمت أنه�ا س�تنجب إس�حاق وس�تعيش ح�تى ت�رى ول�ده يعق�وب، وقي�ل: ض��حكت بمع��نى حاض��ت؛ ذل��ك أن من أس��ماء الحيض الض��حك، وكونه��ا حاض��ت ه��ذا ي��دل على تهيئه�ا واس�تعدادها للحم�ل ال�ذي ق�دره الل�ه -ع�ز

.وجل- بينها وبين إبراهيم -عليه الصالة والسالم

Page 9: الدرس الرابع

اص���طفى الل���ه تع���الى نبي���ه إس���حاق، وكلف���ه •بالرس�الة، واخت�اره ليس�ير على خطى أبي�ه إب�راهيم

الم� }-: -علي�ه الس�الم- كم�ا ق�ال -ج�ل من قائ�ل A�سAاه\يم AرZ�ب\ \ن�?هY م\نZ * عAلAى إ \ينA * إ ن ZمYحZس�\ ز\ي ال Z�جA \كA ن ك�AذAل

Aين\ ؤZم\ن Y��مZ ا ال A��اد\نA ب ا م\نA * ع\ \ي��� Aب حAقA ن Z��س\ \إ AاهY ب ن Zر Aش��? وAب Zم\نAو AقAح Z���س\ ه\ وAعAلAى إ Z���يA ا عAل A���نZ ك AارA \ح\ينA * وAب ال الص���?

\ين� ه\ مYب AفZس�\ \ن \م� ل ال A�ظAن� و ا مYحZس�\ A�ه\م\ ?ت الص�افات: ){ذYري109 -113.)

Page 10: الدرس الرابع

هداه الل���ه -ع���ز وج���ل- إلى الح���ق المس���تقيم •ا ي��دعو إلى الخ��ير، واخت��اره لنفس��ه وجعل��ه إمام��>ويه�دي إلى دين الح�ق، ووفق�ه إلقام�ة الص�الة وإيت�اء الزك��اة والعناي��ة بج��وانب العب��ادة الص��حيحة ال��تي تس�عده في ال�دنيا وت�ذكره ب�اآلخرة، وبالت�الي نص

على أن��ه من األخي���ار ال��ذين - الل��ه -ع��ز وج��لوAم\نZ }: اص��طفاهم الل��ه -تب��ارك وتع��الى- لقول��ه

ZمYاهA Zن دAي A��هAو ZمYاه A��نZ Aي Aب ت ZاجAو Zه\م\ وAان Z��خ\ \ه\مZ وAإ ات \ه\مZ وAذYري��? ائ A��آبAق\يم ت Z�سYاط� م Aر \لAى ص�\ (، وق�ال 87األنع�ام: اآلي�ة: ){إ

Yال� }: س�بحانه ة> وAك A�اف\لA وبA ن Y�قZعA حAقA وAي Z�س\ هY إ A�ا ل A�نZ وAوAهAبا A��ر\نZم

A \أ دYونA ب Z��هA ة> ي \م��? Aئ اهYمZ أ A��نZ \ح\ينA * وAجAعAل ال A��ا ص A��نZ جAعAل AاءA�يت\ الة\ وAإ ة\ الص�? A�امAق\ ات\ وAإ AرZ�ي AخZ لA ال Z�ف\ع Zه\مZ Aي \ل Zن�Aا إ ي AحZو

A وAأAد\ين\ Aا عAاب Aن Yوا ل Aان Aاة\ وAك ك (.73 ،72األنبياء: ){الز?

Page 11: الدرس الرابع

يص�ف نبين�ا -ص�لى الل�ه علي�ه وآل�ه س�لم- إس�حاق •الك�ريم ابن الك�ريم ابن الك�ريم: يوس�ف )): فيق�ول

، وق�د رزق إس�حاق -علي�ه ((بن يعق�وب بن إس�حاقالس�الم- بول�دين: هم�ا يعق�وب، وعيص�و، ويعق�وب ه�و المع��روف بإس��رائيل ومن��ه تناس��ل اإلس��رائيليون >ا، إال جميع�>ا؛ س�واء ك�انوا أنبي�اء أم ك�انوا أف�راد>ا وش�عبأنهم لم�ا يس�تمروا في بالد الش�ام؛ فق�د ألف�وا حي�اة البادي�ة والتنق�ل إلى أن ولي يوس�ف -علي�ه الس�الم-

.أمر الخزائن والمال في مصر

Page 12: الدرس الرابع

YمZ }: جاء أخوت�ه فع�رفهم وق�ال لهم• \ك AهZل أ \ي ب�\ ون Y�تZ وAأAع\ينAمZجA ل�Yوا }: (، وق�ال93يوس�ف: من اآلي�ة: ){ أ YخZاد

Aين\ هY آم\ن اءA الل��? A��ش Zن\ رA إ Z��يوس��ف: من اآلي��ة: ){م\ص99.)

هك�ذا ت�رك اإلس�رائيليون الش�ام ألص�حابها ونزل�وا •بمص����ر متمتعين بس����لطان يوس����ف ومكانت����ه، واس�تمروا على ذل�ك ح�تى هرب�وا منه�ا م�ع موس�ى -

ا ط��وال علي��ه الس��الم- إال أن إس��حاق ظ��ل مقيم��>حيات��ه في أرض الش��ام بقري��ة ح��برون، وح��برون ب��الفتح ثم الس��كون: هي اس��م قري��ة من ق��رى فلس��طين، وهي ال��تي دفن في��ه إب��راهيم وس��ارة ا الص�الة وإس�حاق ويعق�وب ويوس�ف -عليهم جميع�>

.والسالم- وهي مدينة الخليل الحالية

Page 13: الدرس الرابع

ا ط�وال حيات�ه في أرض الش�ام • إس�حاق ظ�ل مقيم�>بح��برون ال��تي هي من أرض كنع��ان، ثم إن��ه لقي رب�ه عن عم�ر� يبل�غ مائ�ة وثم�انين س�نة -كم�ا ذك�ر ذل�ك ابن كث�ير في كتاب�ه )البداي�ة والنهاي�ة(، وقي�ل: إن�ه دفن م�ع أبي�ه إب�راهيم -علي�ه الس�الم- في المغ�ارة

.التي دفن بها من قبلوبه�ذا نك�ون ق�د أتين�ا على قص�ة إس�حاق -علي�ه •

علي�ه وعلى -الس�الم- لننتق�ل منه�ا إلى قص�ة يعق�وبنبين�ا الص�الة والس�الم- وهي قص�ة تت�داخل م�ع قص�ة يوس�ف ابن�ه ال�ذي وق�ع ل�ه م�ا وق�ع وس�طر ذل�ك

>ا يتلى إلى يوم القيامة القرآن الكريم وحي

Page 14: الدرس الرابع

-دعوة يعقوب -عليه السالم

مض�ى معن�ا أن يعق�وب ه�و بش�رى الل�ه -ع�ز وج�ل- •إلب��راهيم حين جاءت��ه المالئك��ة؛ فبش��رته بإس��حاق

.ومن وراء إسحاق يعقوباش��تهر يعق��وب باس��م إس��رائيل، وإس��رائيل في •

رحم�ه الل�ه- -العربي�ة معناه�ا: عب�د الل�ه، وابن كث�يريخ�بر أن يعق�وب -علي�ه الس�الم- اختل�ف م�ع أخي�ه عيص��و، وعيص��و ه��ذا ه��و االبن الث��اني إلس��حاق؛ فاش�تكى يعق�وب إلى أم�ه وأبي�ه فنص�حاه ب�أن ي�ذهب إلى خال�ه بح�ران ويبقى عن�دهم م�دة وي�تزوج بإح�دى

.بناته

Page 15: الدرس الرابع

فلم��ا ق��دم على خال��ه بح��ران وج��د ل��ه ابن��تين؛ •فخطب الص���غرى لجماله���ا، واش���ترط خال���ه أن يمهره�ا رعي الغنم س�بع س�نين؛ فلم�ا أتمه�ا أنكح�ه خال�ه الك�برى؛ ألن من ع�ادتهم أال ت�تزوج الص�غرى قب���ل الك���برى، وق���ال ل���ه: إن أردت الص���غرى؛ ا. -وك�ان فاخ�دمني س�بع س�نوات أخ�ر لتتزوجه�ا أيض�>الجم�ع بين األخ�تين س�ائغ>ا في ملتهم- فلم�ا انتهت الم�دة الثاني�ة ت�زوج الص�غرى، ووهب خ�ال يعق�وب لك��ل من بنتي��ه جاري��ة؛ ف��دخل يعق��وب ب��البنتين والج�ارتين، ورزق�ه الل�ه منهن اث�ني عش�رة ول�د>ا، منهم يوس�ف ال�ذي ع�اش عم�ره في مص�ر بع�د أن ألق�اه أخوت�ه في الجب، وق�د ع�اد يعق�وب بزوجت�ه

.إلى ديار أبيه عند الكنعانيين

Page 16: الدرس الرابع

كل�ف الل�ه يعق�وب بالرس�الة وبعث�ه قوم�ه، وك�ان يوص�ي أبنائ�ه •\ي�ه\ }�: ب�دي�ن الل�ه �تع�ا�لى كم�ا �ق�ال �س�بحانه� Aن اه\يمY ب AرZ�ب\ ا إ A�ه\ ى ب وAوAص�?

? \ال Yن? إ وت Y��مA YمY ال��دينA فAال ت Aك� طAف�Aى ل Z��اص Aه \ن? الل��? \ي? إ Aن� ا ب A��ي Yوب Y��قZعA وAي\م�Yون ل ZسYم ZمY Zت Aن (.132البقرة: ){وAأ

يعق��وب -علي��ه الس��الم- ذك��ره الل��ه -ع��ز وج��ل- في غيرم��ا •موض�ع�؛ �لكن� �أك�ثر� م�ا �ذك�ر� �في ق�ص�ته اب�ن�ه يوس�ف� -عل�ي�ه الس�الم- حيث� حكى� ا�لل�ه -�ع�ز وج�ل- عن� حلم�ه �وص�بر�ه و�ت�وكل�ه على� الل�ه

ت�ب�ارك� وت�ع�الى- وك�ي�ف� قا�ب�ل �م�ا �و�ق�ع م�ن ك�ي�د أبنا�ئ�ه الب�ن�ه يو�س�ف -اءYوا عAلAى }-:� ج��ل من� قائ��ل -وألخي��ه بني��ا�مين؛ �كم��ا� ق��ال� A��جAو

Zر� ب A�صAا ف ر> Z�مA YمZ أ ك Y�سYنفA YمZ أ Aك و?لAتZ ل A�س Zل A�ب Aال A�ذ\ب� قA�ك � دAم� ه\ �ب�\ قAم�\يص�\

AونY�ص\فA Aع�AانY عAلAى مAا� ت ت ZسYمZ ?هY ال (.18يوسف: ){�جAم\يل� وAالل

Page 17: الدرس الرابع

وه��ذا ن��وع تنوي��ه بم��ا ك��ان علي��ه يعق��وب -علي��ه •الس��الم- من ص��فتي الحلم والص��بر الل��ذين بلغ��ا الغاي�ة في ه�ذه القص�ة -قص�ة يوس�ف- وم�ع ه�ذا ك�ان يتعام�ل معهم برف�ق وأن�اة، ويتعام�ل م�ع أخط�ائهم بمنهج النب�وة؛ فه�و يعلم م�ا في نفوس�هم وم�ا في طب��ائعهم من الغ��يرة؛ ول��ذا ت��راه يق��ول ليوس��ف حينم�ا أخ�بره برؤي�اه ال�تي ذك�ر ل�ه فيه�ا أن�ه رأى الش�مس والقم�ر م�ع الك�واكب األح�د عش�ر كلهم >ا بش�رفه وعل�و كعب�ه، يس�جدون ل�ه، وه�ذا ك�ان إي�ذان

:وبي�ان عظيم منزلت�ه على س�ائر أخوت�ه عن�دها ق�الAك\ي�دYوا } \كA فAي \خZوAت� AاكA عAلAى إ ؤZي� Yر ZصY�صZقA Aي? ال ت Yن Aا ب ق�AالA ي�

\ين� دYوh مYب A���ان\ ع A���نس\ \إل ZطAانA ل ي \ن? الش���? د>ا إ Z���يA كA ك A���ل} (.4يوسف: )

Page 18: الدرس الرابع

و?لAتZ }: ولم�ا ج�اءه بن�وه ب�القميص ال�ذي ل�Yوث بال�دم المك�ذوب• A�س ZلA�ب Aال A�قا ر> Z�م

A Yم�Z أ ك Y�سY�نفA YمZ أ Aك (، ولم�ا غ�اب عن�ه ابن�ه الث�اني 18يوس�ف: من اآلي�ة:� ){لوZح\ }:�ق�ال Aر Zوا م\ن Y�سA Zئ Aي Aخ\ي�ه\ وAال ت فA وAأ Y�وسY وا م\نZ ي Y�س?سA�حA وا �فAت Y�بAهZي? اذ\ Aن ا ب A�ي

ون Yاف\رA Zق�AوZمY الك� ? ال \ال ?ه\ إ وZح\ الل� Aر Z�م\ن YسA Zئ Aي ?ه�Y ال ي \ن� ?ه\ �إ (.87يوس�ف: اآلي�ة: ){الل�وس�وف ت�أتي معن�ا قص�ة يوس�ف -علي�ه الس�الم- م�ع موق�ف ن�بي الل�ه •

يع�ق�وب�،� وم�ا ك�ان من� ح�وار �بين�ه وبي�ن �أبن�ائ�ه�،� وم�ا ك�ا�ن من وص�ايا� ألبنائ�ه� حين �حض�رته �وفات�ه�؛ ف�إن�ه -ص�ل�ى� الل�ه علي�ه� وعل�ى نبين�ا وس�لم- حض�هم� على �

YمZ }�-: �ال�ت�مس�ك �بع�ب�ادة� �ال�ل�ه �ت�ع�ا�لى �و�ح�ده�، �كم�ا� �ق�ا�ل -�ج�ل� من� قائ�ل Yنت AمZ ك أYوا� ا�ل A�د\ي �ق Z�عA AعZب�YدYونA م�\نZ ب ا ت� A�ي�ه\ م\ Aن \ب� ا�لA ل A�ق Z�ذ\ و�ZتY �إ A�مZ وبA �ا�ل Y�قZ�عA ر�A ي A�ضAح Zذ\ ه�Aد�Aاء�A إ Y�ش Yه A�ل YنZحA د>ا� وAن� ا و�Aاح�\ Aه�> \ل حAق�A إ Z�س\ مAاع\يل�A وAإ Z�س\ ا�ه�\يم�A وAإ Aر Z�ب\ كA �إ Aا�ئ�\ هA آب A�ل\ ك�A �وAإ� A�هA \ل دY إ Y�بZ�عA ن�

\مYو�ن� ل� Z�سYا �وم�ات� �ب�أرض� 133البق�ر�ة�: ){م� >ا� م�ر�ض�ي (،� و�عن�د�ها� لقي �رب�ه �را�ض�يمص��ر� عن��د �ابن��ه� ي�و�س��ف، ث�م� نق��ل �جس��ده ب�ع��د� �ذ�ل��ك� ودفن� �م��ع �إس��حاق �

.وإبراهيم -عليهم جميع>ا السالم

Page 19: الدرس الرابع

وق�د ذك�ر المؤرخ�ون أن�ه لم�ا م�ات يعق�وب بكى •ا، وأم�ر يوس�ف من علي�ه أه�ل مص�ر س�بعين يوم�>طيب�ه ثم ذهب ب�ه أهل�ه في فلس�طين، ودفن�وه في

عليهم -المغ��ارة الكائن��ة بح��برون م��ع أبي��ه وج��ده.الصالة والسالم

وبه�ذا نك�ون ق�د أتين�ا على المهم من قص�ة يعق�وب •.-عليه السالم- لننتقل إلى قصة نبي الله يوسف

Page 20: الدرس الرابع

-دعوة يوسف -عليه السالم

Page 21: الدرس الرابع

إنن�ا م�ع الك�ريم ابن الك�ريم ابن الك�ريم، ذلكم ه�و •يوس�ف بن يعق�وب بن إس�حاق بن إب�راهيم -عليهم ا ص�لوات الل�ه وس�المه- فيوس�ف ن�بي وأب�وه جميع�>ا؛ فه��و من ن��بي وج��ده ن��بي، وأب��و ج��ده ن��بي أيض��>

.سلسلة كريمة مكرمةوعن أبي هري�رة -رض�ي الل�ه عن�ه- أن الن�بي -ص�لى •

الل�ه علي�ه وآل�ه وس�لم- س�ئل: من أك�رم الن�اس؟ ! ق�الوا: ليس عن ه�ذا نس�ألك ((أتق�اهم لل�ه)): ق�الف�أكرم الن�اس: يوس�ف ن�بي الل�ه، ابن ن�بي )): ق�ال

والح��ديث ((الل��ه، ابن ن��بي الل��ه، ابن خلي��ل الل��ه.متفق عليه

Page 22: الدرس الرابع

وأي ك���ريم أك���رم ممن ح���از -م���ع كون���ه ابن ثالث���ة أنبي���اء •م�ترا�س��لين�- ش��ر�ف ا�لنب��وة�، وحس��ن الص��ور�ة، �وع�لم الر�ؤي��ا،� ورئاس��ة ال��د�نيا�، وحي�اط��ة �الرعاي��ا في �ا�لقح��ط و�ا�لبالء�، ك��ان�

علي��ه الس��الم- وه��و� �عل�ى خ��زائن� �األرض �ال� يش��بع�،� -يو�س��ف�".�ويقول�: "أخاف أن أشبع �فأنسى ا�لجياع

وك�ان ج�ود يوس�ف وكرم�ه ج�ود فت�وه، ج�ود ص�بر على ش�هوات •النفس�، وص�بر عن المع�ص�ية، وه�و ج�و�د س�ادا�ت الرج�ال، ك�ان

اكA }: ا�لض�حا�ك -رحم�ه ا�لل�ه ت�ع�الى- �يق�ول في �قول�ه �تع�الى AرA�ن�?ا ن\ إA�ين\ ن Zم�YحZس�\ ( ق�ال: ك�ان إحس�ان 36يوس�ف: من �اآلي�ة�: )�{م\نA ال

يوس�ف -عل�ي�ه الص�الة وا�لس�الم-: أن� ك�ل من م�رض في� الس�جن .قام� عليه،� وكل م�ن احت�اج وسع ع�ليه". هذا �هو يوسف

Page 23: الدرس الرابع

ويوس�ف كلم�ة عربي�ة يرج�ع أص�لها إلى الح�زن واألس�ف، وه�و اس�م� يتناس�ب م�ع •حي�ات�ه� ال�تي� أم�ت�ألت ب�الم�حن �والفتن� وال�مش�اق، وج�اءت قص�ت�ه -عل�ي�ه الس�الم- مفص�لة

.ف�ي سورة باسمه هي سو�رة يوس�فوالقص�ة في ه�ذه الس�ورة تتح�دث عن�ه، وعن مول�ده ونش�أته، وحيات�ه وأخالق�ه، •

ا على� ا في مص�ر ووالي�> ا� أو وزي�ر> ومو�قف�ه �من� إخو�ت�ه، �وه�ك�ذا ح�تى �تنتهي� ب�ه� عزي�ز>.خزائ�نها وم�عه ق�ومه إلى أن� تحضر�ه وفاته؛ ف�مات وهو ابن مائة وعشر سنين

وقب�ل أن ن�دخل إلى قص�ة يوس�ف -علي�ه الس�الم- ال ب�د أن نش�ير إش�ارة إلى تل�ك •ZتY }: �ال�رؤ�ي�ا ا�ل�تي� ر�آه�ا� وا�ل�تي اب�ت�Yدئ�ت ب�ه� قص�ت�ه Aي� أ Aني ر\ Aت\ إ Aب \ي�ه\ ي�Aا أ Aب فY أل Y�وسY ا�لA ي A�ق Zذ\ إ

اج\د\ي�ن A�ل\ي س Z�مYهY Zت ي�A أ A�ر Aر A�مAقZ مZسA و�Aا�ل Aب�>ا وAالش�? AوZك� رA �ك� A�شAع� Aد A�حA ،� �رأى (4يوس�ف: اآلي�ة: ){أ

ا -وه�ذه � يوس�ف� -علي�ه� ال�س�الم- �وه�و ص�غ�ي�ر قب�ل� أ�ن ي�ح�تلم� ك�أن� أ�ح�د عش�ر�ة� كوكب�>أش�ا�ر�ة إلى� بقي�ة� إخو�ت�ه- ك�م�ا �رأى ا�ل�ش�مس �و�ال�قم�ر -وهم�ا� أش�ا�ر�ة �إل�ى أ�ب�وي�ه- �ق�د س�ج�د�وا ل�ه� �فها�ل�ه� ذل�ك؛� ف�لم�ا� اس�تي�ق�ظ قص�ها عل�ي أ�بي�ه؛ �ف�ع�رف أ�ب�وه �أن�ه س�ينا�ل ه�ذه� خ�رة�؛ ب�حيث ي�خض�ع �ل�ه أب�وه ا�ل�منز�ل�ة ال�عال�ي�ة، �و�ه�ذ�ه ا�لر�فع�ة� ا�لعظيم�ة في� ال�دني�ا �وا�آل�وإخو�ت�ه �ف�ي�ه�ا؛ ف�أمر�ه� �بكتمانه�ا �وأال� يقص�ها ع�لى إ�خوت�ه؛� كي� �ال يح�س�دو�ه،� ويب�غ�وا ل�ه�

.الغوائل �ويكي�دوه� بأنوا�ع الحي�ل وا�لمكر

Page 24: الدرس الرابع

وإذا أردن�ا أن ننتق�ل إلى التعري�ف ب�المجتمع ال�ذي •ع��اش في��ه يوس��ف؛ فإنن��ا نق��ول: إن��ه لم��ا ت��زوج يعق��وب -علي��ه الس��الم- ببن��تي خال��ه وجاريتيهم��ا، ورزق�ه الل�ه -ع�ز وج�ل- ع�دد>ا من األبن�اء، ومن ه�ؤالء يوس��ف، وك��ان من زوجت��ه راحي��ل، ال��تي وافته��ا منيته�ا بع�د والدة يوس�ف بم�دة وج�يزة، وتط�ورت األح�دث م�ع يوس�ف؛ فألق�اه إخوت�ه في الجب، إلى أن أخرجت��ه إح��دى القواف��ل التجاري��ة من الجب، وباعت�ه لعزي�ز مص�ر، وقض�ي حيات�ه في مص�ر إلى لقي رب�ه، وك�انت مص�ر في ه�ذا ال�وقت تحت حكم الرع�اة ال�ذين عاص�روا إب�راهيم وإس�ماعيل وإس�حاق

عليهم الس�الم- والرع�اة يس�مون ح�اكمهم -ويعق�وببالمل��ك أو العزي��ز، وك��ان المص��ريون يس��مون

.حاكمهم بالفرعون -كما هو معروف

Page 25: الدرس الرابع

والرع�اة هم الهكس�وس، وك�انت م�دة حكمهم في •مص�ر أك�ثر من ق�رن ونص�ف، ومن ح�ديث الق�رآن عنهم خالل ذك�ره قص�ة يوس�ف -علي�ه الس�الم- نلمح بعض خص�ائص ذل�ك المجتم�ع؛ ف�المجتمع المص�ري في وقته�ا مجتم�ع غ�ير موح�د، ال يع�رف الل�ه على

علي���ه -وج���ه الحقيق���ة؛ ول���ذلك لم يكن يوس���فالس���الم- على دينهم، وه���ذا مفه���وم� من قول���ه

� ال }: ألص��حابه في الس��جن وZم A��ق Aة ZتY م\ل��? ك Aر A��ني ت\ إ YتZعA ?ب ونA * وAات Yاف\ر A�ك ZمYة\ ه Aاآلخ\ر ه\ وAهYمZ ب�\ \الل�? ونA ب Y�م\نZؤY ي

Aوب Y�قZعA حAقA وAي Z�س\ اه\يمA وAإ Aر Z�ب\ \ي إ ائ A�آب Aة يوس�ف: ){م\ل�?37 ،38.)

Page 26: الدرس الرابع

>ا عن دين الل��ه • ا ال يع��رف ش��يئ وه��و مجتم��ع أيض��>ال�ذي نق�ل إليهم من ج�يرانهم، وبخاص�ة أن الحك�ام لم�ا يكون�وا من الفراعن�ة م�دعي اإللوهي�ة؛ ول�ذلك ترك��وا الديان��ة المص��رية القديم��ة وبحث��وا عن دين آخ�ر؛ فأخ�ذوا من ج�يرانهم بع�د م�ا عن�دهم، وه�و ق�در�

.ال يفيد في دين الله تعالى: وه�ذا ي�درك من قول�ه تع�الى حكاي�ة عن النس�وة•{ ZتAد A��تZعA Zه\ن? وAأ Aي \ل لAتZ إ A��س Zر

A ر\ه\ن? أ Z��كAم\ م\عAتZ ب A��ا س Aم��? فAلالAت\ A��قAا و< كين ZهYن? س��\ دAة� م\ن ل? وAاح��\ Y��ك ZتA > وAآت أ A��ك? AهYن? مYت لAهYن? د\ي Z��يA هY وAقAط?عZنA أ A��ن ZرA Zب ك

A هY أ A��نZ Aي أ Aا ر Aم��? Zه\ن? فAل Aي جZ عAل Yر Z��اخك� A��لAم ? \ال ذAا إ A��ه Zن\ ا إ ر> A��شA ذAا ب A��ا ه A��ه\ م \ل��? اشA ل A��ح AنZلYقAو

Aر\يم� (.31يوسف: اآلية: ){ك

Page 27: الدرس الرابع

فهن يع�رفن الل�ه ويع�رفن المالئك�ة كم�ا يظه�ر ه�ذا •\ن�?ك\ }: من ق�ول العزي�ز المرأت�ه \ك\ إ Zب ذAن AغZف\ر\ي ل�\ ت Z�اسAو

Aين\ اط\ئ A���خZ Yنت\ م\نA ال (؛ 29يوس���ف: من اآلي���ة: ){كفه��ذا مجتم��ع يع��رف االس��تغفار والتوب��ة، وام��رأة

\ينA}: العزي�ز تق�ول \ن ائ A�خZ دA ال Z�يA د\ي ك Z�هA هA ال ي Aن? الل�? {وAأ(، وهي تع�رف أن اله�ادي 52يوس�ف: من اآلي�ة: )

.هو الله، وأن كيد الخائن إلى خسار� وتباب�

Page 28: الدرس الرابع

ساعدت ه�ذه اللمح�ات يوس�ف -علي�ه الس�الم- في •نش�ر دع�وة الل�ه، وتم�يز المجتم�ع المص�ري بنظ�ام سياس�ي متق�دم، ففي ال�وقت ال�ذي ع�اش ج�يرانهم في ب�داوة؛ نج�دهم يعرف��ون نظ�ام المل�ك ووالي�ة العه��د، وال��وزارات، وال��دواوين العدي��د؛ ب��ل ت��ولى يوس��ف -علي�ه الس��الم- بع��د خروج�ه من الس�جن والي��ة األم��وال واألق��وات، والخ��زائن، وم��ا يتعل��ق ب��األرزاق والم��ؤن، وك��ان يوزعه��ا على المص��ريين وعلى أه�ل البق�اع المج�اورة، وق�د وق�ع ه�ذا إلخ�وة يوس���ف حين أت���وا إلى مص���ر من أرض كنع���ان

.للحصول على القوت -كما قص القرآن الكريم

Page 29: الدرس الرابع

وق��د تم��يز المجتم��ع المص��ري بالس��بق العلمي •وبالمدني�ة الراقي�ة؛ حيث ع�ني أه�ل ه�ذا المجتم�ع بتعب�ير ال�رؤى، وق�د وق�ع في س�ورة يوس�ف ع�دد� من ال��رؤى وذYك��رت له��ا تعب��يرات، فيوس��ف -علي��ه Yه في الس�جن والمل�ك ك�ل الس�الم- ي�ري وأص�حابه�ؤالء ك�انت لهم رؤى وك�انت له�ا إش�ارات، وق�د

�ا بما دلت عليه Yفيد عملي .تحققت إشاراتها واستثم إن المجتم�ع ك�ان ل�ه تل�ك المدني�ة؛ حيث ك�ان •

للنس��وة اجتماع��ات وك��ان لهن آراء, وك��ان لهن س�لوك م�دني متق�دم في الطع�ام والش�راب، كم�ا ه�و مفه�وم� من لق�اء النس�وة ب�امرأة العزي�ز، وإع�داد

.الموائد العامرة، وتقديم السكاكين ليأكلن بها

Page 30: الدرس الرابع

وع�اش يوس�ف في ه�ذا العص�ر؛ فاس�تفاد بإيجابيات�ه، ونج�اه الل�ه •تع�الى وحف�ظ�ه من �س�لبيات�ه، ث�م إن�ه اب�تلي فص�بر؛ فمكن الل�ه ل�ه

\ن�?كA }�: كم�ا ق�ال -ج�ل من �قائ�ل- بع�د خر�وج�ه� من �الس�جن الA إ A�قAم�\ين� Aا مAك\ي�ن� أ Zن� AدAي Aو�ZمA ل� Zي (.54ي�وسف: من اآلية: ){ال

ولم�ا ج�اء بن�و إس�رائيل إلى مص�ر تع�اونوا م�ع الهكس�وس، ولم •ا على ين��دمج�وا في المج�تم��ع المص��ري، وك��ا�نوا لل�رع��اة عون��>م��ور م��رة ال�مص��ريين؛ و�ل��ذلك ل�م��ا اس��ترد ال�فراعن��ة ز�م��ام األ�أخ���رى في� األس���ر�ة ا�ل�ثام�ن���ة ع�ش���ر�ة؛� أخ���ذو�ا في �مقاوم���ة� اإلس��رائيليين �ود�ي��ا�نتهم،� �وتمكن��وا م�ن ط��ردهم من م�ص��ر في زمن� �موس�ى� -علي�ه ا�لس�الم... ه�ذا� ه�و �الم�ج�تم�ع ا�ل�ذي ع�اش في�ه�

.عليه الس�الم- ح�تى لق�ي ربه -يو�سف

Page 31: الدرس الرابع

ويوس��ف -علي��ه الس��الم- كم��ا ذكرن��ا، ه��و االبن •ويوس�ف -علي�ه الث�اني عش�ر إلخوت�ه األح�د عش�ر،

ك�ان من راحي�ل، وراحي�ل أنجبت ولي�دين: - الس�الميوس��ف، وبني��امين، ه��ذا هم��ا الول��دان الش��قيقان الل�ذان رزق بهم يعق�وب من راحي�ل، ت�رتيب يوس�ف

.بينهم الثاني عشروق�د تم�يز من�ذ ص�غره بس�عة العق�ل وس�المة الخAل�Zق، •

ا وك�ان مح�ل حب أبي�ه لنجابت�ه وص�غره، وك�ان أيض�>حس�ن الخل�ق، وك�ان أب�وه يحب�ه لم�ا وق�ع من فق�ده ألم�ه، ومم�ا زاد من حب أبي�ه البن�ه تل�ك الرؤي�ا ال�تي رآه�ا الغالم الح�دث يوس�ف -علي�ه الس�الم- وال�تي

.قصها عليه أبيه، والتي ذكرنا خبرها قبل قليل

Page 32: الدرس الرابع

كم�ا ك�ان يوس�ف -علي�ه الس�الم- على الغاي�ة من الجم�ال، •ي�ذكر� الس�ه�يلي أن�ه� ك�ان عل�ى ا�لنص�ف من حس�ن� آدم؛ ألن آدم بل�غ نه�اي�ة ال�حس�ن، و�ج�اء ف�ي �بعض ال�رواي�ا�ت: �أن أه�ل مص�ر أص�ابهم� الج�ف�اف ف�ي عص�ر يو�س�ف؛ �ف�ك�انوا� ين�س�ون ج�وعهم ب�ا�لنظر �إلى ي�وس�ف تل�ذذ�>ا ب�جمال�ه �وحس�ن�ه، يق�ول الن�بي -ص�لى

رأي�ت� يوس��ف� ليل��ة �أس��ري� �بي ف�ي ))�-: �الل��ه عل�ي��ه وس��لم�الس��ماء ا�ل�راب�ع��ة، فقي��ل: كي��ف� ر�أيت��ه؟� فق��ا�ل: ك��ا�لقمر �ليل��ة

.((البدرا كم�ا ق�ال -• تم�يز يوس�ف -علي�ه الس�الم- بالرش�د والفهم أيض�>

\كA }-: ج�ل� من� قائ�ل� ا وAك�AذAل Zم�> ل ا وAع\ Zم�> Zن�AاهY حYك Aي د�?هY آت� Y�شA Aل�Aغ�A أ ا ب Aم�? وAلA�ين\ ن ZمYحZس\ AجZز�\ي ال (.22يوسف: ){ن

Page 33: الدرس الرابع

وع�اش -علي�ه الس�الم- م�ع فتن ومحن ح�تى تحققت رؤي�اه، وم�ات بعدئ�ذ •ب�أرض مص�ر �ودفن ب�ه�ا، ثم �نق�ل� جثمان�ه إلى فلس�طين في زمن موس�ى -علي�ه

.السالميدل على ه��ذا م��ا رواه أحم��د في مس��نده: عن أبي موس��ى األش��عري: أن •

بعض� الص�حا�بة س�أ�ل رس�ول� الل�ه -ص�لى� الل�ه� علي�ه وس�لم- ع�ن عج�وز ب�ن�ي إن موس�ى حين أ�راد أ�ن يس�ي�ر ))-�:� إس�ر�ائيل�، �فق�ال� �-علي�ه ال�ص�الة والس�الم

ب�ب�ني �إس�رائي�ل� ض�ل ع�ن�ه ال�ط�ري�ق؛� فق�ا�ل لب�ني �إس�رائ�يل: �م�ا ه�ذ�ا؟ ق�ال ل�ه ا علم�ا�ؤهم:� �إن يوس�ف -ع�ل�ي�ه ا�ل�س�الم�- �ح�ين ح�ض�ر�ه �الم�و�ت؛ أخ�ذ ع�ل�ين�ا موث�ق�>من� �ال�ل�ه إ�ال� نخ�ر�ج �من �أ�ر�ض� مص�ر� �ح�تى� �ن�نق�ل� �ع�ظا�م�ه� �معن�ا.� فق�ال �م�وس�ى: أ�يك�م ي�د�ري� �أي�ن �ق�ب�ر يو�س�ف�؟ ق�ا�ل�وا: �م�ا ع�لم� �أ�ح�د �ق�ب�ره أ�ال ع�ج�وز� ب�ني �إس�ر�ا�ئيل؛� ف�أ�ر�س�لو�ا� إ�لي�ه�ا� و�أ�ت�وا ب�ه�ا وس�أل�وه�ا� عن �ق�بر� يوس�ف�؛ �ف�انطل�ق�ت �به�م �إ�لى بح�ي�رة فيه�ا� م�اء،� �ف�أم�ر�ت�ه�م� أن� �يجف�ف�و�ا �ماء�ه�ا؛� �فل�م�ا� جف�فوه�ا ح�ف�رو�ا �به�ا� وا�س�تخرجو�ا منه�ا ع�ظ�ام يوس�ف؛� ف�لم�ا� �أق�ل�و�ه مع�هم� �من� �أرض� م�ص�ر؛ إ�ذ �الطر�ي�ق �مث�ل ض�و�ء�

.وه�ذ�ا ف�ي )م�س�ند اإلمام أ�حمد(�، وا�لحد�يث� صحح�ه الهيثم�ي وغيره �((ا�لنها�ر

Page 34: الدرس الرابع

وننتق�ل إلى م�ا ك�ان بين يوس�ف وإخوت�ه؛ فق�د قص الق�رآن الك�ريم •AحAب[ }: أحا�س�يس إخ�و�ة� يوس�ف� ح�ين ق�ا�ل وهY أ Y�خA فY وAأ� Y�وسY Aي Yوا �ل ال� A�ق Zذ\ إ

\ين� الل� مYب A�ف\ي� ضA ا� ل A�انA Aب \ن? أ Aة� إ ب� Z�صYع Y�نZحA ا وAن ا م\ن�? A�ين\ بA \لAى� أ� يو�س�ف: ){إ

(�،� لق�د� أنس�اه�م� الش�يطا�ن� أن ا�لحب �الق�ل�ب�ي عط�اء إلهي ال �يملك�ه 8نس�ان، و�أن الع�د�ل العقل�ي و�الم�اد�ي ه�و ال�ذي يملك�ه ا�إلنس�ا�ن اإل�

.وهو �الذي يؤ�اخذ على تقص�يره فيهAة�}: ثم إنهم ق�الوا• ب Z�صYع YنZحA أي: والح�ال أنن�ا جماع�ة ذوو ع�دد، {وAن

ن�ق�در� عل�ى ال�نف�ع وا�ل�ض�رر بخ�الف �الص�غير�ين� -أي يوس�ف وبن�ي�امين- ثم �إ�نهم عقب��وا عل�ى ه��ذا� �بتخطئ��ة �أبيهم وب�إخ�راج��ه عن الص��وا�ب

\ين�}�: حين� ق�الوا ل� م�Yب ال� A�ف\ي ضA ا ل� A�انA Aب \ن? أ (؛ 8يوس�ف: من ا�آلي�ة: ){إ�!.فكيف� �لهم أن يح�تلوا هذه ا�لمك�انة �الت�ي احتل�ها ي�وسف وأخو�ه�؟

Page 35: الدرس الرابع

جاء االق�تراح بقت�ل يوس�ف، ولم يكن مس�لم>ا لدي�ه، لم�اذا؟ ألن القت�ل •جر�يم��ة، وهم ي��أنف�ون من �أن يباش��ر�وا بأنفس��هم تل��ك الجريم��ة، والخ�الص منه�ا �أم�ر� �ص�عب، وفع�له�ا ال يلي�ق به�م؛ و�له�ذا ك�ان االق�تراح

ا}: �ا�لث��اني ه��و �األق��رب إ�لى القب��ول �حين �ق��الوا ض��> ZرA وهY أ Y��ح AرZاط}

(، �أي: �ارم�وه في� ص�حر�اء قاح�ل�ة؛ لي�م�وت بعي�د>ا 9يو�س�ف: �م�ن اآلي�ة: ).عنهم، إ�ما بالجوع �أو بالعط�ش أو بافتر�اس الوحوش الضارية له

ا ب��ه يبع��د • ثم إنهم وج��دوا واح��د>ا توس��ط في ال��رأي، واق��تراح رأي��>يوس�ف عن� أبيه�م، وف�ي ن�فس ال�وقت ي�عيش ه�و �وإ�خوت�ه� في س�عة �

من أم�ر�ه�م، وال يفض�ى �االق�ت�راح� إ�ال قت�ل يو�س�ف، أو �إزه�ا�ق حي�ات�ه؛ �ل�ذا Yل�Yوا }-:� �ق�ال �تع�الى -ح�كاي�ة عن �ق�ائ�ل ه�ذا� �الق�ول AقZت ZهYمZ ال ت ق�AالA �قAائ�\ل� م\ن

ZمY Yنت \نZ ك� ة\ إ Aار? ي AعZضY الس��? هY ب Z��ق\طA Zت Aل ZجYب ي� ة\ ا�ل A��ابA وهY ف\ي غAي Y��قZ Aل فA وAأ� Y��وسY يAين\ ل (.10يوسف: �من اآلية�: ){فAاع\

Page 36: الدرس الرابع

فم�ا ك�ان منهم إال أن طلب�وا من أبيهم أن يرس�ل يوس�ف معهم لل�رعي •وال�عم�ل، وأن �يخ�رج معهم�؛ فلم يوا�ف�ق على طلبهم لص�غر س�نه؛ ف�ذكروا ل�ه أن�ه ل�ن يعم�ل، وأن�ه س�يخرج� ل�يرت�ع ويعلب� -كم�ا قص ذل�ك الق�رآن- وليت��نز�ه وليس��تأن�س بأمث�ال��ه من الص��غار؛� ف��بين لهم أن��ه ال يص��بر على ا �ه�و يخ�ا�ف علي�ه �من ال�ذ�ئب ف�ر�ا�ق ال�ص�غي�ر، وب�أ�ن بع�ده� ي�حزن�ه،� وأي�ض�>

.لصغ�ره وال�برية مألى �بالذئاب�ولم�ا يكن ي�دYر بخل�د ن�بي الل�ه يعق�وب أن يق�ع منهم م�ا وق�ع، ويب�دو أن�ه •

أ�عط�اه�م الحج�ة وال�تك�أة �ال�تي تحج�ج�وا به�ا� ليقو�ل�وا أكل�ه ال�ذئب ونحن عن�ه ا }: غ�افل�ون، ه�ك�ذا ج�رى� الح�وا�ر بي�نهم وبين أب�يهم مAن�?

Z Aأ كA ال ت A�ا ل A�ا م A�انA Aب ا أ A�ي Yه A�ا ل \ن�? ZعAبZ وAإ Aل ت�AعZ وAي ZرA د>ا� ي A�ا غA�نA�عAم YهZ ل س�\ Zر

A حYونA *� أ� Aاص�\ Aن هY �ل A�ا ل \ن�? فA �وAإ Y�وسY ع�AلAى ي YبZ هY ال�ذئ A�لY Zك Aأ AنZ �ي افY أ A�خA ه\ وAأ� Yو�ا ب�\ ذZهAب A�ت ZنA \ي �أ Yن ن Y�ز Z�حA Aي \ني �ل الA إ A�ق �* Aو�نYاف�\ظ A�حA ل

AونYاف\ل A��غ Y�ه Z��نAع ZمY Zت Aن� \ذ>ا� *� و�Aأ ا إ \ن��? Aة� إ� ب Z��صYع YنZحA ZبY وAن� هY �ال��ذئ A��لA Aك \نZ أ Aئ Yوا �ل ال A��قون Yر AخAاس\ (.14-� 12يوسف�: من اآلية: ){ل�

Page 37: الدرس الرابع

أخ�ذوا يوس�ف معهم، ذهب�وا ب�ه إلى ب�ئر يرت�اده الس�يارة من التج�ار •لل�ت�زود بالم�اء، �ثم عز�م�وا على ت�نفي�ذ م�ا ات�فق�وا علي�ه؛ ف�ألقوه في

فحمل�ه� ووض�عه �في ج�انب - �ه�ذا �الج�ب�، ون�ز�ل �جبري�ل �-ع�لي�ه� الس�الم�من �ا�لب�ئر؛ �بحيث �ال يص�ل �إل�ي�ه �ال�م�اء، �وب�ش�ر�ه ب�الفرج �وعل�و �الش�أن، �

و�أن�ه س�ينجو، وأ�ن ا�لل�ه� س�يجم�عه� بأ�بي�ه �وإخ�و�ت�ه �بع�دما أن ي�مكن ل�ه مZر\ه\م�Z }�: في �األرض�، وف�ي ه�ذا� �يق�ول� تع�الى

A \أ ?هYم�Z ب� Aن Aبئ Yن Aت Zه\ ل Aي� \ل Aا� إ Zن� ي AحZوA وAأ�

Aون YرYع ZشA (.15يوسف: من �اآلية: ){هAذAا� وAه�YمZ ال يماذا فعل�وا؟ ج�اءوا إلى أبيهم بقميص�ه ال�ذي خلع�وه، ثم لطخ�وا •

الق�ميص ببعض ا�ل�دم، وج�اءوا إلي�ه �ليقول�و�ا ل�ه: إن ال�ذئب ق�د أكل�ه، وح��ا�ولوا إخ�ف��اء �ه��ذا الج��ر�م ب��أن� ج��اءو�ا مت��أ�خرين ليال> على غ��ير ع�ادتهم�،� وبا�ل�بك�ا�ء الح�ار� على ف�راق أ�خيهم، �وب�ا�لقمي�ص ال�ذي� ل�وث

.ب�الدم الكاذب

Page 38: الدرس الرابع

يعق��وب لم��ا يص��دقهم في مق��التهم، لم��اذا؟ ألن��ه •رأى من الق�رائن واألح�وال م�ا يؤك�د ك�ذبهم، ومن الق�رائن رؤي�ا يوس�ف -علي�ه الس�الم- وهي رؤي�ا ح�ق تؤك��د أن��ه ال يم��وت هك��ذا، ثم إنهم أخ��ذوا يوس��ف ليلعب؛ فكي��ف ي��ذهبوا ليلعب��وا ويتركون��ه، ثم إنهم زعم��وا أن ال��ذئب أكل��ه، وال��ذئب ال يأك��ل ض��حيته كله�ا؛ ب�ل يأخ�ذ أبعاض�ها ويكتفي بقط�ع منه�ا، ثم إن�ه ل�و ك�ان ق�د أكل�ه؛ فلربم�ا بقي من يوس�ف ش�يء ي�أتون ب�ه إلى أبيهم، ثم إن القميص ك�ان س�ليم>ا لم ا، ك�ان القميص س�ليم>ا ا ولم يكن مقطع�> يكن ممزق�>

.إال أن عليه دم

Page 39: الدرس الرابع

وق��ال بعض العلم��اء: إن ه��ذا ال��دم ك��انت في��ه •إش�ارة وأم�ارة إلى أن�ه ليس ب�دم بش�ري؛ وإنم�ا ه�و دم كبش أو ض���أن� أو نح���و ه���ذا، ثم إنهم ك���ذبوا

ؤZم\ن� }: أنفس�هم أم�ام أبيهم حين ق�الوا Y�م\ ZتA ب Aن ا أ A�مAوAاد\ق\ين A��ا ص Yن��? وZ ك A��لAا و A��نA (، 17يوس��ف: من اآلي��ة: ){ل

وعن�دها ق�ال يعق�وب -علي�ه الس�الم- بع�د أن س�لم >ا مت�وكال> على الل�ه ا محتس�ب لZ }: أم�ره لل�ه ص�ابر> A�ب

Yه Zر� جAم\ي��ل� وAالل��? ب A��صAا ف ر> Z��مA YمZ أ ك Y��سYنفA YمZ أ Aك و?لAتZ ل A��س

AونYف Aص�\ ا ت A�ى مAلAع YانAعA ت Z�سYمZ يوس�ف: من اآلي�ة: ){ال18 .)

Page 40: الدرس الرابع

ننتق�ل إلى يوس�ف -علي�ه الس�الم- في الجب وق�د ج�اءت قواف�ل •ا�لتج�ار وأ�ن�اخت ب�إبله�ا �بج�انب الب�ئر، �وأرس�لوا� س�اقيهم لي�نزع لهم الم�ا�ء؛ فل�م�ا أدلى �ال�وارد دل�وه� تعل�ق ي�وس�ف بالحب�ل، وش�ده ال�وارد

..�. فل�ما رآه �استبشر� وقال�: هذا غ�الما من • عرف التج�ار ب�األمر فكتم�وا خ�بر العث�ور علي�ه، وجعل�وه بعض�>

د الش�ام إلى مص�ر، ثم إنهم ب�اعوا بض�اع�تهم ال�تي أحض�رو�ها من بال�ن�ه لم�ا �يق�ف �علي�ه� بثمن� ن�بي الل�ه� يوس�ف� بثم�ن� رخيص، لم�اذ�ا؟ أل�ا، �و�لم �يهتم�و�ا بش�أنه م�خاف�ة ظه�و�ر ؛ �فلم يتكلف�وا� في�ه ثمن�> < أص�ال�قو�م�ه و�أ�ن� يس�ترجعو�ه منه�م، و�م�ن ال�ذ�ي اش�ترا�ه؟� اش�ترا�ه �عز�ي�ز مص�ر� ال�ذ�ي ق�ا�م ع�ل�ى ت�رب�يت�ه وك�ا�ن� �م�ا� ك�ا�ن�؛ ح�تى ت�و�ل� يو�س�ف �-

م�- أ�مر ال�خز�ائن ل�ت�ميزه� با�ل�حفظ �والع�قل وسعة� النظر . علي�ه ا�لسال�

Page 41: الدرس الرابع

ثم ننتق�ل إلى يوس�ف وه�و في بيت عزي�ز مص�ر: •ا من الجب، ذهب�وا ب�ه إلى أخ�ذ التج�ار يوس�ف ص�غير>مص���ر، ب���اعوه بثمن زهي���د، ثم إن الل���ه -تب���ارك وتع�الى- آوي يوس�ف في بيت العزي�ز، ولم يكن ل�ه ول�د؛ فأخ�ذ يوس�ف -علي�ه الس�الم- يعيش في ه�ذا

ZوAاهY عAس�Aى }: ال�بيت، وق�ال العزي�ز لزوجت�ه Zر\م\ي مAث� ك�A أ

ذAهY وAل�Aد>ا ?خ�\ Aت وZ نA Aا أ AنفAعAن� AنZ ي (، 21يوس�ف: من اآلي�ة: ){أ

فب�دل الل�ه -ع�ز وج�ل- يوس�ف ب�الجب قص�ر المل�ك؛ ليتمت��ع ب��ه في��ه بك��رم المنزل��ة، وطيب الطع��ام، وحس����ن الملبس، واالطالع على أم����ور الن����اس وأح��وال المع��اش؛ وليتعلم م��ا يعرف��ه أمثال��ه من

. أبناء الملوك واألمراء

Page 42: الدرس الرابع

كانت أمني�ة العزي�ز من تب�ني يوس�ف: أن يس�اعده •في مهام�ه، أو أن يتخ�ذه ول�د>ا يئ�ول إلي�ه األم�ر من بع�ده، رحبت ام�رأة العزي�ز به�ذا الص�غير، وع�نيت بتربيت��ه وبتعليم��ه، وس��رعان م��ا أحب��ه ك��ل من عاش�ره من خ�دم القص�ر؛ لم�ا ك�ان يتمت�ع ب�ه من

. جمال الخلقة والخلقوق�د ت�أثرت زوج�ة العزي�ز بيوس�ف وتعل�ق قلبه�ا ب�ه، •

وش�غفت بالحي�اة مع�ه؛ فك�انت ت�تزين أمام�ه وتب�دي مفاتنه�ا وتظه�ر محاس�نها ليتلفت إليه�ا؛ لكن�ه ك�ان

>ا بعفة وطهارة وخلق كريم ... مستمسك

Page 43: الدرس الرابع

انتقلت ام��رأة العزي��ز من مرحل��ة التع��ريض إلى التص��ريح، ومن •مرحل�ة� اإلخف�اء إلى� اإلظه�ا�ر� واإلب�دا�ء، �وأع�دت الع�دة لتن�ال �من �يوس�ف �

ث�م و�ا�لح�را�م�، ق�ال -ج�ل من م�ا� تر�ي�د وم�ا �ت�ش�تهي و�م�ا تبغ�ي من اإل�وAابA }-:�قا�ئ��ل Z��بA ?قAت�\ األ ه\ وAغAل AفZس��\ ا عAن�Z ن A��ه\ Zت Aي وA ف\ي� �ب Y��ي ه\ ?ت هY ال� Z��تAدAاو A�رAو

AكAل AتZ (. 23يوسف: من ا�آلية: ){وAقAال�AتZ هAيلم يت�أثر يوس�ف به�ذه المغري�ات؛ وإنم�ا ت�ذكر رب�ه فاس�تعاذ ب�ه من ك�ل •

س�وء� وش�ر، �وت�ذكر �فض�ل� العز�ي�ز ال�ذي أك�ر�م مث�واه، فق�ال له�ا من بي}:� ف�وره Aر� Yن�?ه\ اذ�A الل�?ه\ إ A�عA�م AالA�يع�ني العزي�ز -{ق -{ Yن�?ه\ نA مAث�ZوAايA إ A�سZحA أ

AونYم\ \ح�Y �الظ�?ا�ل YفZل (:� أ�ع�وذ ب�الل�ه� مع�اذ>ا� مم�ا 23يوس�ف: من ا�آلي�ة�: )�{�ال يدعو�ت�ني إلي�ه، �وزوج�ك ه�و س�يدي وربي ا�ل�ذي أكرم�ني ورب�ان�ي؛ فكي�ف

وفي االس�تجابة ل�ك ظلم� ! �أخون�ه ف�ي أهل�ه �وأجب�ي�ك إلى �م�ا تري�دين؟. و�عدو�ان� على حق �الله وح�ق النا�س، وال ي�فلح الظالم بخير� أبدا

Page 44: الدرس الرابع

وق�ع األم�ر على ام�رأة العزي�ز وق�ع الص�اعقة: كي�ف •يفع�ل ه�ذا وه�و في بيته�ا، وه�و ش�اب أع�زب، يعيش تحت س��يف العبودي��ة، ويج��د نفس��ه أم��ام أم��يرة ش�ابة جميل�ة تتهي�أ له�ا وتع�د المك�ان، وتطلب من�ه أن يس�تجيب لطلبه�ا، وه�و بم�أمن أن ينال�ه أح�د� بس�وء، وه�ا هي تك�رر الطلب م�رة بع�د م�رة؟! فم�ا يك�ون من يوس�ف -علي�ه الس�الم- إال أن يخ�رج من عن�دها مس��رع>ا، وهي تالحقه��ا تج��ري وراءه وتلح��ق ب��ه؛

>ا من الب�اب . فتقط�ع ثياب�ه من دب�ر؛ حين أدركت�ه قريب�

Page 45: الدرس الرابع

فلم�ا اس�تبقا الب�اب: أي تس�ابقا نح�و ب�اب القص�ر أو •ب��اب الغرف��ة؛ ه��و يه��رب وهي تطلب، ه��و يخ��رج

: لله�رب وهي تالحق�ه للطلب، كم�ا ق�ال الل�ه تع�الىهY م\نZ دYب�Yر�} A�م\يصAق Zد?تA�قAو AابA�بZ AقAا ال Aب ت Z�اسAيوس�ف: ){و

( أي: ش�قت قميص�ه من خل�ف، ألنه�ا 25من اآلي�ة: . كانت تالحقه

Page 46: الدرس الرابع

اب\}• A�بZ دAى ال A�ا لAهAيد A�ا س A�يAفZ Aل يوس�ف: من اآلي�ة: ){وAأا عن�د ب�اب القص�ر، وق�د 25 ( أي: وج�دا العزي�ز واقف�>

حض��ر في غ��ير أوان��ه حض��وره، وبمه��ارة فائق��ه أدارت األم��ر بش��كل عجيب وقلبت األم��ر بش��كل

ا ا وال�بريء متهم�> : غ�ريب؛ فأص�بح الظ�الم مظلوم�>{ ZنA ? أ \ال وء>ا إ Y��س Aك AهZل��\ \أ ادA ب Aر

A اءY مAنZ أ Aز A��ا ج A��م ZتAال A��ق\يم Aل ذAاب� أ A��ع Zو

A جAنA أ Z��سY ( 25يوس��ف: من اآلي��ة: ){يم��ا ج��زاؤه إال أن يس��جن أو يض��رب ض��رب : أي

ا، لم�اذا؟ ألن�ه أراد أهل�ك بس�وء؛ فق�ال ا وجيع�> مؤلم�>AفZس�\ي}-: يوس�ف -علي�ه الس�الم \ي عAنZ ن Zن اوAدAت Aر Aه\ي}

>ا له�ا 26يوس�ف: من اآلي�ة: ) ( أي: ق�ال يوس�ف مك�ذبي��دفع عن نفس��ه ه��ذه التهم��ة: هي ال��تي دعت��ني

. مقارفة الفاحشة ال أنا الذي أراد بها السوء

Page 47: الدرس الرابع

\ه�Aا}: ثم إن الل�ه -ع�ز وج�ل- ق�ال• هZلA اه\د� م\نZ أ A�ش Aه\د A�شAيوس�ف: من ){و

( م�ا ه�و ه�ذا الش�ا�هد؟ ومن �ه�و �ه�ذا� الش�اهد؟ ق�ال ابن 26اآلي�ة: �> �ف�ي الم�ه�د انط�ق�ه ال�ل�ه، �وك�ان اب�ن خاله�ا�، وكون�ه ع�ب�ا�س: ك�ان طفال�م�ن أ�هله�ا �أوجب ل�لح�ج�ة ع�لي�ه�ا و�أ�وث�ق ل�براءة �يوس�ف،� وأ�نفى �لل�تهم�ة�

. التي� ألصقت به� من غير حق �وال بر�هانوA م\نA }: قال الش��اهد• Y��هAو ZتAقAد A��صAل� ف Y��بYق Zد? م\ن Y��ق Yه Y��م\يصAق Aان A��ك Zن\ إ

Aم\ن Aو Y���هAو ZتA ذAب A���كA�ر� ف Y���بYد Zد? م\ن Y���ق Yه Y���م\يصAق A�ان A���ك Zن\ \ينA �* وAإ اذ\ب A���كZ الAاد\ق\ي�ن ( نظ�ر ا�لمل�ك �إلى الق�ميص؛� فلم�ا �رآه 27يوس�ف�: اآلي�ة: �){الص�?

ق�Yد? من د�ب�ر� عل�م ا�لحق�يق�ة وت�أك�د من ص�دق �يوس�ف� �ومن برا�ءت�ه؛ فق�ال د? م\نZ }: �ليوس�ف� �ولز�وجت�ه� م�ا ح�ك�اه ا�ل�ل�ه تع�ا�لى Y�ق Yه A�م\ي�صAى �قA أ Aا ر Aم�? ف�Aل

Yن? �ع�Aظ\يم� Aي�Zد�Aك \ن? ك Yن? �إ Aي�Zد\ك \ن�?هY م\نZ �ك ا�لA إ A�ر�� قY�بYا �* دAذ A�ه ZنAع Zر\ضZ�عA فY أ Y�وسY يAين\ \ئ ZخAاط� Yنت\ م\نA ال� ?ك\ �ك \ن� \ك\ إ Zب \ذAن AغZف\ر\ي ل ت ZاسA(. 29، 28يوسف: �){و

Page 48: الدرس الرابع

Yن? }: هك�ذا يجلي الق�رآن ه�ذه الحقيق�ة• Zد\ك Aي� ?هY م\نZ ك \ن� إYن? عAظ\يم� دAك Z���يA \ن? ك ؛ فهي اللباق���ة في مواجه���ة {إ

الح�ادث ال�ذي يث�ير ال�دم في الع�روق، وه�و التلط�ف في مجابه�ة الس�يدة بنس�بة األم�ر إلى الجنس كل�ه فيم�ا يش�به الثن�اء؛ فإن�ه ال يس�وء الم�رأة أن يق�ال

Yن? عAظ\يم�}: له��ا دAك Z��يA \ن? ك ؛ فه��و دالل��ة في حس��ها {إعلى أنه�ا أن�ثى كامل�ة مس�توفية لمق�درة األن�ثى على

. الكيد العظيمAع�Zر\ضZ عAنZ }: والتفات�ة إلى يوس�ف ال�بريء• فY أ Y�وسY ي

ذAا A�( أي: أهمل�ه وال تع�ره 29يوس�ف: من اآلي�ة: ){ها وال تتح�دث ب�ه، وه�ذا ه�و المهم: المحافظ�ة اهتمام�>على الظ��واهر في تل��ك المجتمع��ات الخاوي��ة، في

. تلك الجاهلية، قبل ألف السنين

Page 49: الدرس الرابع

ثم عظ���ة إلى الم���رأة ال���تي راودت الف���تى عن •نفس��ه، وض��بطت متلبس��ة بمس��اورته وتمزي��ق

Yنت\ م\نA }: قميص���ه ك\ ك \ن���? \ك\ إ Zب ذAن AغZف\ر\ي ل���\ ت Z���اسAوAين\ ZخAاط\ئ (. 29يوسف: من اآلية: ){ال

هذا ح�ال ه�ذه الطبق�ة األرس�تقراطية من رج�ال •الحاش�ية في ك�ل جاهلي�ة، وفي ه�ذا إش�ارة إلى أن العزي��ز ك��ان قلي��ل الغ��يرة؛ حيث لم��ا ينتقم ممن أرادت خيانت�ه وت�دنيس فراش�ه ب�اإلثم والفج�ور، ق�ال ؛ أو أن��ه ابن كث��ير: ك��ان زوج��ه لين العريك��ة س��هال>

. عذرها ألنها رأت ما ال صبر لها عنه

Page 50: الدرس الرابع

وش�اع ه�ذا الخ�بر في المدين�ة، ومض�ت األم�ور في •طريقه�ا؛ فهك�ذا تمض�ي األم�ور في القص�ور؛ ولكن >ا، وفيه�ا خ�دم وحش�م، وم�ا يج�ري في للقص�ور ج�درانا، وبخاص��ة في القص��ور ال يمكن أن يظ��ل مس��تور>ه�ذا الوس�ط األرس�تقراطي ال�ذي ليس نس�ائه من هم إال الح���ديث عم���ا يج���ري في محيطهن، وإال ت��دول ه��ذه الفض��ائح ولوكه��ا على األلس��ن في المج�الس والس�هرات والزي�ارات؛ وله�ذا حكي الل�ه

ZعAز\ي�ز\ }: تع��الى AةY ال أ Aر Z�ة\ ام A�د\ينAمZ وAة� ف\ي ال Z��س\ الA ن A��قAواه�Aا ف\ي AرA Aن ?ا ل \ن� �ا إ ب� Yا حAهAفAغ A�ش ZدA�ه\ ق AفZس�\ Aاه�Aا عAنZ ن او\دY فAت AرY ت�

\ين (. 30يوسف: ){ضAالل� مYب

Page 51: الدرس الرابع

حكي الق�رآن الك�ريم قص�تها م�ع أولئ�ك النس�وة الالئي م�ا ف�تئن •يتح�دثن ع�ن ش�غفها بح�ب يوس�ف؛ �فق�امت وأع�دت �الع�دة لتقط�ع

ن�AهY وAقAط?عZنA }ه�ذ�ه ا�أللس�نة؛ فج�معت �أول�ئ�ك �النس�وة، � ZرA Zب� كA AهY أ Zن� ي

A أ� Aا ر Aم�? ف�Aلر\يم� A�ك� ك A�لAم� ? \ال ذAا إ A�ه Zن\ ا� إ ر> A�شA ذ�Aا ب A�ا ه A�ه\ �م \ل�? ا�شA ل A�ح AنZ AهYن? و�AقYل د\ي Z�يA {�أ

?ذ\ي }: (، ع�ن�دها أب�دت �ع�ذر�ها �قائل�ة�31يوس�ف: من اآلي�ة�: )� Yن? ال� \ك� ف�Aذ�Aل�ا A�م Zل A�عZ�فA AمZ ي \نZ ل Aئ مA وAل� A�صZعA ت ZاسAه\ ف AفZس�\ هY عAن�Z �ن اوAدت�[ Aر Zد A�قA \ي ف\ي�ه\ وAل ?ن Yن YمZت ل�

>ا م\نA �الص?اغ\ر\ين Yون Aك� Aي Aن�? وAل ن Aج ZسY Aي هY �ل YرY�(. 32: يوسف�: اآلية ){آمب }: رأى يوس��ف نفس��ه في ه��ذا الموق��ف مستض��عف>ا فق��ال• Aر

ه\ Z�يA \ل \ي إ� Aن دZعYون A�ا ي Aي? م\م�? \ل AحAب[ إ (: 33م�ن اآلي�ة: : يوس�ف){ ال�س�جZنY أإن �ا�لس�جن ع�افي�ة� با�لنس�بة ل�لوق�و�ع في ال�ف�احش�ة؛� فه�و� يس�أل �الل�ه� -

ا نظيف�>ا- عز وج�ل . أن ي�صرف عنه كيد �النسو�ة؛ ل�يبقى ط�اهر>

Page 52: الدرس الرابع

وبع��دما ظه��رت ب��راءة يوس��ف؛ رأى العزي��ز أن •يس�جنه م�دة ليقط�ع القائل�ة، ليقط�ع ألس�نة الن�اس؛ ليتص�ور الن�اس به�ذا الفع�ل من العزي�ز أن يوس�ف م�دان، وأن يوس�ف أودع الس�جن بع�د أن أدين في التهم��ة ال��تي ألص��قت ب��ه، والتقى يوس��ف -علي��ه الس�الم- في الس�جن بص�نوف من الن�اس، تعام�ل معهم بخلق��ه وطهارت��ه، واش���تهر بينهم باألمان��ة وص�دق الح�ديث وحس�ن الس�مت، وك�ثرة العب�ادة، وظه�ر علم�ه في تعب�ير ال�رؤى، وظه�ر إحس�انه إلى المس��جونين بعي��ادة مرض��اهم والقي��ام بحاج��اتهم؛ ف��أحبوه وأخ��ذوا برأي��ه ومش��ورته، وه��ذا ش��أن الداعي�ة: حين تح�ل ب�ه نقم�ة؛ يحوله�ا -ب�إذن الل�ه، ع�ز وج�ل- إلى نعم�ة، وحين تح�ل بس�احته محن�ة؛ يحوله�ا بفض�ل الل�ه -ع�ز وج�ل- وبفض�ل م�ا يق�وم ب�ه من

. دعوة إلى الله إلى منحة

Page 53: الدرس الرابع

عن�دها دخ�ل الس�جن فتي�ان: أح�دهما: س�اقي المل�ك، والث�اني: خب�ازه؛ •[ه\م�ا بم�حاول�ة دس ا�لس�م للمل�ك� في طعام�ه وش�رابه، ولم�ا لقي�ا ألنه�م�ا اتيوس�ف تعار�ف�ا علي�ه و�تعلق�ا ب�ه كس�ائ�ر ال�ن�زالء،� ثم إن كال� منهم�ا رأى منام�>ا

.� وجاء �إلى ي�وسف ليؤ�وله� لهأو?لA يوس�ف له�ذين ال�نزيلين لك�ل واح�د منهم�ا رؤي�اه؛ لكن�ه م�ا ت�رك •

الف�رص�ة لتف�وت؛� فإ�ن�ه جع�ل ي�ح�دث ا�لجمي�ع ع�ن دي�ن�ه ودين آبائ�ه ال�ذي يق�وم على ا�لتوحي�د و�على إبط�ال ا�لش�رك�، ال�ذ�ي يق�وم على عب�ادة الل�ه تع�الى �وح�ده؛ ألن�ه� ال يل�ي�ق بعا�ق�ل أن� يعب�د آله�ة يتخ�ذها من حج�ر أو ش�جر

ونA }�: �أ�و� مع�دن أ�و غ�ي�ر ذ�لك.�.. وله�ذ�ا ق�ال Y�م\نZؤY � ال ي وZم� A�ق Aة Zت�Y م\ل�? ك� Aر A�ني� ت\ إAون Yاف�\ر A�ك ZمY�ة\ ه Aاآلخ�\ر ه�\ وAهYمZ �ب�\ \ا�لل�? حAقA * �ب Z�س\ اه\يمA وAإ Aر Z�ب\ \ي� إ ائ A�آب Aة AعZتY م\ل�? ?ب وAات

Aا Zن� Aي ء� ذAل�\ك�A م\نZ فAض�Zل\ الل�?ه\ عAل Z�ي A�ش Zالل�?ه\ م\ن\ ر�\كA ب Z�شY AنZ ن Aا� �أ Aن� AانA ل Aع�Zق�Yوب�A م�Aا ك� وAيAو�ن YرY ك ZشA ?اس\ ال ي AرA الن Zث ك

A Aك\ن? أ ?اس�\ و�Aل (. 38، 37ي�وسف: ){وAع�Aل�Aى الن

Page 54: الدرس الرابع

أخ�ذ يوس�ف يس�رد أدل�ة التوحي�د ويبط�ل الش�رك بجمي�ع ص�وره، ويق�ارن •ونA }:� مقار�ن�ة �س�هلة واض�حة حين يق�ول Y�رقAفA ب�Aاب� مYت Zر

A Aأ Aي\ الس�جZن\ أ اح\ب A�ا صA�يYمYوهAا Zت م?ي A�اء> سAم Z�س

A ? أ \ال ه\ إ دYونA �م\نZ دYون�\ Y�بZعA ا ت A�م * Yار ZقAه�? دY ال Zو�Aاح�\ هY ال AمY �الل�? ر� أ� Z�ي AخYدYوا AعZب� ? ت Aال� م�AرA أ

A ?ه\ أ \ل� ? ل \ال ZمY إ� ZحYك \ن\ ال لZطAان� �إ Y�س Zا� م\نA�ه\ ?هY ب لA ال�ل� A�ن�زA Yم�Z م�Aا أ AاؤYك YمZ وAآب� Zت Aن أو�ن Y��مA AعZل اس�\ �ال �ي رA ا�لن��? A��ثZ Aك Aك\ن? أ Zق�AيمY وAل ك�A ال��دين�Y ال اهY ذAل��\ \ي�? ? إ \ال� يوس��ف:� م�ن ){إ

ال�ل�ه �و�ح�ده �ه�و� ص�احب� ال�س�ل�ط�ا�ن، وه�و� ص�احب� الق�د�رة (�: 40 ،�39اآلتي�ا�ن:� وال�بره�ان،� وا�ل�براهي�ن �كث�يرة تش�ه�د لو�حد�ان�ي�ة ا�ل�ل�ه �-ع�ز� �و�ج�ل-� �بينم�ا آله�ة �الق�و�م �هي� من ا�خت�راع�اتهم؛� ب�ل هي �م�ن �أك�اذيب�ه�م وأض�اليله�م، وع�ليهم أن ي�علم�و�ا �أ�ن القض�اء� �وا�لتص�رف �و�الحكم بي�د �ا�لل�ه ت�ع�الى�،� وأن �الم�ل�ك ك�ل�ه ل�ل�ه يف�ع�ل� م�ا� يش�اء� و�يقض�ي� م�ا� ير�ي�د، �و�عليه�م� أن� يعم�ل�وا ب�ض�رورة� الت�الزم بين �لوهي�ة� وت�وحي�د ال�ر�بوبي�ة،� و�ذل�ك� �يق�ض�ي� بت�وج�ه �ال�عب�د لل�ه� با�لعب�ادة � توحي�د� األ�>ا � ن�ه �الن�افع� �الض�ار�، ول�يس �لآلله�ة الم�زعوم�ة ش�يئ وا�لرج�اء إ�لى �ال�ل�ه وح�ده�؛ أل�

!. من ذل�ك �أبد�>ا؛ فكي�ف ت�كو�ن �آل�هة مع �الله� -ت�بار�ك� و�تعالى�؟

Page 55: الدرس الرابع

>ا أن ال�دين ال�ذي يع�رفهم ب�ه ه�و ال�دين الح�ق وه�و • وب�ذلك ختم دعوت�ه مبين�ا�ل�ص�ر�اط �ا�لمس�تقيم� الخ�الي �ع�ن الع�وج،� �وه�و ال�د�ين �ال�ذي ي�س�عد ص�احبه

خرة . ويكتب �له الخ�ير ف�ي الدن�يا وف�ي اآل�ويظه��ر أن يوس��ف -علي��ه الس��الم- ك��ان يعم��ل في الس��جن بج��د في •

دعو�ت�ه؛ و�ل�ذلك رأين�ا تح�و�ل المجتم�ع إل�ى دين يوس�ف -علي�ه الس�الم- وي�دل ع�لى �ذل�ك ق�ول ام�رأة �ال�عزي�ز �ق�بي�ل خ�ر�و�ج يوس�ف م�ن الس�ج�ن -ك�م�ا

دA }-:� �حك�ا�ه ا�لل�ه� Z�يA د\ي� ك Z�هA هA ال� ي Aن? الل�? Zب\ وAأ ZغAي ال هY �ب�\ Z�ن YخA AمZ �أ Aني �ل AمA �أ AعZل \ي� كA �ل ذ�Aل�\A�ي�ن\ \ن� ا�ئ A�خZ بي * �ال Aر Aح\م Aا ر A�م ? \ال وء\ إ� \ا�لس�[ ة� ب Aار Aم�? ?فZسA أل� \ن? الن ي إ AفZس�\ Yب�Aرئ�Y �ن ا� �أ A�مAو

ح\يم Aور� ر Y�فAبي غ Aن�? ر\ ؛ ف�ه�ذه ا�ل�م�ر�أة بع�د� أن ك�ا�نت (�53 �،52يو�س�ف�: ){إآ�ثم�ة ج�ان�ي�ة� إذا� �به�ا تس�ي�ر مؤ�من�ة؛ ت�ص�ور ال�ل�ه� بص�ف�اته؛� �فه�و ال�ذ�ي ي�ه�دي، وه�و ال�رح�من، �و�ه�و الغف�و�ر �ال�ر�حيم، �وه�ذه� ص�فا�ت� يق�ر به�ا �ا�لمؤ�من�ون ا ف�ي س�ج�ن�ه عل�ى د�ع�وة الن�اس �في با�لل�ه؛� ف�ه�ذا ي�د�ل عل�ى �أن� ليوس�ف أث�ر>

. هذه المدينة

Page 56: الدرس الرابع

ويوس��ف -علي��ه الس��الم- بع��د أن ع��رض على •أص�حابه دعوت�ه، وع�بر لهم�ا الرؤي�ا، ودلهم�ا على م�ا تش�ير إلي�ه، ودع�اهم إلى توحي�د الل�ه -ع�ز وج�ل- ق�ال

: يوس��ف للف��تى ال��ذي ظن أن��ه ن��اج� من الم��وت{Aب�ك Aر AدZ�ن \ي ع\ ن ZرY�كZ( أي: 42يوس�ف: من اآلي�ة: ){اذ

عن�د المل�ك، وحدث�ه عن ب�راءتي عس�ى أن يت�ذكر ا ب�اإلفراج ع�ني؛ لكن المل�ك لم�ا يت�ذكر ويص�در ق�رر>والف�تى الن�اجي لم ي�ذكر؛ فلبث يوس�ف ب�أمر الل�ه -: ع�ز وج�ل- في الس�جن بض�ع س�نين؛ ق�ال تع�الى

{ Aب�ك Aر AدZ�ن \ي ع\ ن ZرY�كZا اذ A�مYهZ Aن�?هY ن�Aاج� م\ن \ل�?ذ\ي ظAن? أ الA ل A�قAو Aع Z�ض\ \ثA ف\ي الس�جZن\ ب Aب ب�ه\ فAل Aر AرZ�ذ\ك YانAطZ ي اهY الش�? A�نسA فAأ

Aين\ ن (. 42يوسف: ){س\

Page 57: الدرس الرابع

ثم إن الل�ه -تب�ارك وتع�الى- أذن ب�إخراج يوس�ف -•علي�ه الس�الم- من س�جنه لحكم�ة بالغ�ة؛ ف�أجرى الل�ه >ا في خروج�ه - >ا لتك�ون س�بب -تب�ارك وتع�الى- أح�داث

علي���ه الس���الم- من س���جنه وانتقال���ه من ح���ال االستض���عاف إلى التمكين، ومن ح���ال البالء في الش�دة والبأس�اء إلى االبتالء بالنعم�ة والرخ�اء؛ ل�يرى أن ه�ؤالء األنبي�اء ال يت�أثرون ح�ال بالئهم بض�راء أو بالئهم بنعم�اء؛ وإنم�ا هم م�ع الش�كر والص�بر في ك�ل

... حال من األحوال

Page 58: الدرس الرابع

-يوس�ف -علي�ه الس�الم- م�ع المل�ك

\ثA - تح�دثنا في المحاض�رة الس�ابقة أن يوس�ف -علي�ه الس�الم• Aب ل\ثA}في �الس�جن� بض�ع س�نين، و�ا�لض�مير� في� �قول�ه Aب يوس�ف: )�{فAل

( �عائ�د على �يوس�ف، حي�ث �ش�اء� رب�ه أن� ي�علم�ه� كي�ف �42من ا�آلي�ة: س�با�ب كل�ه�ا�، و�كي�ف �يستم�س�ك بس�ب�ب ال�ل�ه تع�ا�لى وح�ده، يقط�ع� األ�AمZ �يجع�ل� قض�اء �حاجت�ه ع�ل�ى ي�د عب�د�،� وال س�بب ير�تب�ط ب�عب�د،� فAل�و�ك�ان �ه�ذا �من اص�طف�ائ�ه �وإك�را�مه�. �إن� عب�ا�د ا�ل�ل�ه ا�لمخلص�ين ينبغ�ي أ�ن� ي�خل�ص�و�ا� لل�ه� تع�ال�ى، و�أ�ن ي�د�عوا� �ل�ل�ه� -�ع�ز� �وج�ل-� وح�د�ه� قي�ا�دهم، و�أ�ن� ي�ت�ركو�ا� لل�ه� -ع�ز �و�ج�ل- �أ�ن� ي�و�ج�ه� خYط�اه�م�، وحي�ن� يعج�زو�ن �

م�ر �عن �ا�خ�تي�ار �ه�ذ�ا �الس�ل�و�ك،� يت�فض�ل بض�ع�ف�هم ال�بش�ري� في أ�ول� األ�ال�ل��ه تع��الى �ع�ليه�م �ف�يحم�ل�ه�م ع�ل�ي��ه�؛� ح��تى� يعرف��وه�،� �ويت��ذ�وقوه�، ا� �و�حب��ا وش�و�ق>ا، �فيتم� �ع�ليه�م فض�ل�ه وي�ل�ت�زم�وه �بع�د� ذل�ك�؛ �طاع�ة�> �ورض�>

. بهذا كله، جل في عYاله

Page 59: الدرس الرابع

ولم��ا أراد الل��ه تع��الى الف��رج ليوس��ف -علي��ه •الس��الم- وأراد أن يخرج��ه، هي��أ األس��باب ل��ذلك، ى الل��ه -ع��ز وج��ل- مل��ك مص��ر رؤي��ا عجيب��ة Aف��أرأفزعت�ه، فجم�ع الس�حرة والكهن�ة، وجم�ع المنجمين وأخ�برهم بم�ا رأى في منام�ه، وس�ألهم عن تأوي�ل ا أن ي��أتوا ه��ذه الرؤي��ا العجيب��ة، ف��أعجزهم جميع��>بش�يء مقن�ع في تأويله�ا، وه�ذه الرؤي�ا قص الل�ه -

ZمAل�\كY }: ع�ز وج�ل- خبره�ا في كتاب�ه، فق�ال الA ال A�قAواف� A�ع� ع\جZ ب A�ن? سYهY Yل ك

Z أ A�ان� يAم ات� س�\ Aر A�قA ZعA ب ب A�ى س AرA \ني أ إ

ZمAأل ا ال A�ه] يA ا أ A�ات� ي A�س\ Aاب رA ي A�خY ر� وAأ Z�ضYالت� خY Zب ن Y�س AعZ ب A�سAو

Aون Yر Y���بZعA ا ت A���يZؤ \لر[ YمZ ل Yنت \نZ ك اي إ A���يZؤ Yي ف\ي ر\ ون Y���تZفA {أ(. 43يوسف: )

Page 60: الدرس الرابع

قال ابن كث�ير -رحم�ه الل�ه-: ق�ال أه�ل الكت�اب: رأى كأن�ه على حاف�ة •نه�ر، وك�أن�ه ق�د خ�ر�ج من�ه س�بع ب�ق�را�ت س�مان، �فجع�لن ي�رتعن في روض�ة هن�ا�ك، ف�خ�رجت س�بع ه�ز�ا�ل ض�عاف م�ن ذ�ل�ك ا�لن�ه�ر، ف�ر�تعن �معهن، ثم ا�، ث�م ن�ام ف�رأى س�بع م\لZنA �عليه�ن ف�أك�لنهن، ف�اس�تيقظ ا�لرج�ل م�ذعور>س��نبالت� خض��ر� في قص��بة� واح��دة،� وإذ�ا �س��بع أخ��ر د�ق��اق يا�بس��ات�، ا، �ف��ذ�هب إ�لى �أرب��اب� التأو�ي��ل في بالده، ف��أكل�نهن�، �فاس��تيقظ م��ذ�ع�ور>م، �أي: �أخالط م�ض�طربة لي�س�ت رؤي�ا �كامل�ة� فق�الو�ا: إ�نه�ا أض�غاث� أح�ال�

\م\ين}:� �ت�حتم��ل التأ�وي��ل، وله��ذا ق��ال�وا ال A��ع\ \ ب AحZالم و\ي��ل\ األZ Aأ \ت Aح�ZنY ب ا ن A��مAو}

ا }�: عن�د ذ�ل�ك� ادك�ر ال�ذي ن�س�ي(�. 44يو�س�ف:� من اآلي�ة: �) A�جA وAق�AالA ا�ل�?ذ\ي نة م�?

Y د�A أ� Z�عA ر�A ب A�د?ك\ ا و�Aا A�مYهZ (. أي: ب�ع�د م�دة من �45يوس�ف: من ا�آلي�ة: ){م\نلYو�ن}: �الزم��ان� وه�ي ب�ض��ع س��نين�، ق��ال س��\ Zر

A ه\ فAأ و\يل��\Z Aأ \ت Yم�Z ب Yك Aبئ Yن ا أ A��نA {أ�

؟ إلى ي�وسف �-عليه� السالم�45يو�سف: �من اآلية: �) ZنA�إلى م .) .

Page 61: الدرس الرابع

لYون}: قال ابن عب�اس: "لم يكن الس�جن في المدين�ة، وله�ذا ق�ال• س�\ ZرA ثم ". {فAأ

إن �الس��ي�اق �الق��رآني ي�خ�برن��ا أنهم� أع��دو�ا ل��ه �الع��دة�، و�أرس��لوه إلى �يوس��ف ف�ي : س�ج�نه،� وس�هلوا ل�ه �مقا�بل�ت�ه،� وج�اء ال�س�اقي إ�لى يو�س�ف، و�طلب من�ه� متل�طف�>ا ق�ائال>

ا� الص�ديق}� A�ه] يA فY أ Y�و�سY ي�ة: �){�ي (. �ن�اداه باس�مه العلم�، وبالص�فة 46يوس�ف:� من اآل�

ال��ت�ي �ع��رف ب�ه��ا �ب�ين ك��ل� �من ع�ام�ل��ه، وهي ا�ل�ص��دق، ثم ط�ل�ب من��ه تعب��ير �رؤي��ا �ف�ه �أن � �-الم�ل�ك، وق�ص�ها عل�ي�ه� بال�تفص�يل�، ف�فس�رها� �ل�ه يو�س�ف ع�ل�ي�ه الس�الم-� �وعر?

ت ال�س�بع �الخض�ر ع�ب�ارة� �عن س�بع �س�نوا�ت الب�ق�رات� ا�لس�ب�ع �الس�مان� �والس�ن�بال�ا، وأن >ا�، وقAمZح�>ا وف�ير> ا �طيب� متص�ل�ة ي�عمل�ون ف�يه�ا بج�د و�اجته�اد، �و�يرز�ق�ون� خالله�ا ثم�ر>Yص��اب علي�ه�م أن� ي�أخ��ذوا �م��ا يك�في�ه�م، وأن �ي��دخرو�ا ال�ب��اقي �في� س��نبله�؛ ح��تى ال� ي�ل س�بع �س�نوات �تعق�ب الس�بع� األولى،� حيث� فيه�ا تج�دب بال�س�وس، ل�ينفعه�م خال�األرض�، وينق�ط�ع الم�ط�ر،� ويش�تد �األم�ر �على ال�ن�اس، في�أ�كلوا �مم�ا ادخ�ر لهم� في ول�ى، �ث�م ب�ع��د ذل��ك �ت��أتي س��نة �يعم خير�ه��ا، ويت�ن��وع ثمره��ا، ا�لس��نوات ا�لس��بع األ�ويف�يض� ما�ؤه�ا، �ويك�ث�ر نت�اج �ال�ز�رع وال�ض�رع في�ه�ا، �فيع�ودون إلى� م�ا ك�ا�نوا علي�ه� من س�الف العه�د، �لكن ا�ألم�ر يحت�اج إلى �إدارة حكي�م�ة، وتعام�ل دقي�ق، ورعاي�ة ط�وال

. هذه المدة

Page 62: الدرس الرابع

قال الزمخش�ري: ت�أو?ل -علي�ه الس�الم- البق�رات •الس��مان والس��نبالت الخض��ر بس��نين مخاص��يب، والعج�اف واليابس�ات بس�نين مجدب�ة، ثم بش�رهم >ا كث�يرA الخ�ير، ب�أن الع�ام الث�امن يجيء مبارك�>ا خص�يب

. غزير النعم، قال: وذلك من جهة الوحي

Page 63: الدرس الرابع

فلم�ا بل�غ المل�ك ه�ذا التأوي�ل طلب أن يقاب�ل يوس�ف، كم�ا ق�ال الل�ه •\لAى }�: تع�ا�لى عZ إ ج�\ Zار Aال A�ق Yول Y�س اءAهY الر? A�ا� ج Aم�? ه\ �فAل \ي ب�\ ون Y�تZ كY ائ ZمAل�\ الA ا�ل A�قAو

د\ه\ن? Z�يA \ك بي ب Aن? ر\ AهYن? إ د\ي Z�يA \ي قAط?عZنA أ ?ت وAة\ ا�لال Z�النس Y�ال A�ا ب A�م YهZ لA أ Z�اسAف Aب�ك A�ر

\ي�م� م- أن �يخ�رج من 50يوس�ف: � ){ع�Aل (. لم� يقب�ل �يوس�ف �-علي�ه الس�ال�Yعلن� الجمي�ع� براء�ت�ه، و�ح�تى يع�ر�ف �الجم�ع� براءت�ه؛ ليعيش س�جنه؛� ح�تى يمعه�م نظي�ف�A الس�م�عة،� ط�اهر�A �الي�د و�ال�ذ�يل �كم�ا ك�ان� -علي�ه الس�الم�-

ا }: أحض�ر� �المل�ك� ا�لنس�وة� وأحض�ر معه�ن �زوج�ة �ال�عزي�ز،� ثم س�أله�ن A�مه\ Z�يA ا عAل A�نZم\ ا عAل A�ه\ م \ل�? اشA ل A�ح A�نZلYه\ ق AفZس�\ فA ع�AنZ �ن Y�وسY [ن? ي� ا�وAدت Aر� Zذ\ Yن? إ Yك خAطZب

وء� Y�س� Z( ش�هاد�ة النس�و�ة ي�علن? في�ه�ا ب�راءة 51ي�وس�ف�: من �اآلي�ة: �){م\نيوس�ف� من أي� س�وء�،� أم�ا ز�و�ج�ة ا�لع�زي�ز فق�د �ا�ع�ترفت أم�ام الجمي�ع �ا، أظه�ر الل�ه ف�ي�ه �الح�ق،� وأب�ان� في�ه� ب�راءة يو�س�ف�، ا� تفص�يلي اعت�راف�>وأق��رت ب��ذن�بها، وت��ابت� إلى ربه��ا، وعللت س��بب اعترافه��ا المفص��ل

: بأمور

Page 64: الدرس الرابع

أم�ا األم�ر األول: فهي أنه�ا تخ�اف من عقوب�ة الل�ه •تع�الى إن ك�ذبت علي�ه؛ ألن الحق�ائق ال�تي ت�ؤمن به�ا

. أن الله ال يهدي كيد الخائنينواألم�ر الث�اني: أنه�ا أظه�رت ض�عف نفس�ها، وبينت •

أن النفس أم���ارة بالس���وء، وهي ب���ذلك اإلعالن ت���ردع النفس وتؤدبه���ا، وتوجهه���ا نح���و األخالق

. الفاضلة؛ لتكون متمتعة برحمة اللهواألم��ر الث��الث: أنه��ا تطم��ع بتوبته��ا، وتطم��ع في •

ع�ز وج�ل- وفي رحمت�ه؛ ألن�ه تع�الى -غف�ران الل�هة� }: غف�ور رحيم Aار Aم�? ?فZسA أل \ن? الن ي إ AفZس�\ Yب�AرئY ن ا أ A�مAو

ح\يم� Aور� ر Y���فAبي غ Aن? ر\ بي إ Aر Aح\م Aا ر A���م ? \ال وء\ إ \الس���[ {ب(. 53يوسف: )

Page 65: الدرس الرابع

ويب�دو أن المل�ك -وك�ذا زوج�ة العزي�ز- ق�د دخالA في دين يوس�ف •على نح�و� م�ا ذك�رت� هي� قب�ل� ذل�ك، وك�م�ا ي�ظه�ر من األلف�اظ ال�تي ال �ينط��ق� �به�ا إال �مو�ح�د� يع�رف �الل�ه� ت�ع�الى�، �وبع�د� ظه�و�ر ب�راءة �

يوس�ف -ع�ل�ي�ه ال�س�الم�- ج�اء�ه ا�لرس�و�ل� وأ�خرج�ه �من �الس�جن� إلى ع�الم� �الحر�ي�ة �الو�اس�عة �بع�د� ه�ذا� االع�تراف� من� ه�ؤالء� النس�وة وم�ن زوج�ة �العزي�ز�، و�إق�رارهن� �الوا�ض�ح �ل�براءت�ه� -علي�ه الس�الم�- أرس�ل� > �من ق�بل�ه�؛ ل�يح�ض�ر يو�س�ف، لم�اذا�؟ ل�غاي�ة ا�لمل�ك م�رة> أ�خ�رى رس�وال�

الA �}: ح�ددها� �حين كل�ف� رجال�ه� �باإلتي�ان� ب�ه� �كم�ا �ق�ا�ل ت�ع�الى� A�قAوي Aف�Zس�\ \ن هY ل Z�ل\صZخA ت� Zس

A \ي ب�\ه\ �أ Zت�Yو�ن ZمAل�\كY ائ (. 54يوس�ف: من� اآلي�ة: ){ا�ل�ول�،� لم�ا رأى ف�ي�ه من أي: �يري�د أ�ن يجعل�ه �م�ستش�ار�ه، ووزي�ر�ه األ�ال�نجاب�ة، �ول�مس في�ه� من ح�س�ن التخط�ي�ط واإلد�ارة، وس�مو الخل�ق

. والطهار�ة، وشدة �اإلخالص وا�ألمانة

Page 66: الدرس الرابع

هY }: جاء يوس�ف إلى المل�ك وجلس مع�ه• A�م? Aل ا ك Aم�? فAلAم\ين� Aا مAك\ين� أ Zن دAي A�ل AمZو A�يZ كA ال \ن�? الA إ A�يوس�ف: من ){ ق

( كلم�ه في م�اذا؟ كلم�ه في ك�ل ش�أن 54اآلي�ة: مهم في السياس�ة، االقتص�اد، التج�ارة، الزراع�ة، في التم���وين، في األخالق، كلم���ه ف���أعجب ب���ه

Aا مAك\ين� }: المل�ك، فأص��در ق��راره Zن دAي A�ل AمZو A�يZ كA ال \ن�? إAم\ين� أي: ل�ك من المكان�ة العالي�ة الراقي�ة، وأنت {أ

مح����ل الثق����ة واألمان����ة على أس����رار الحYكم والسياس����ة، وإدارة ش����ئون الن����اس وحي����اتهم

. ومعاشهم

Page 67: الدرس الرابع

لكن يوس�ف -علي�ه الس�الم- طلب عمال> مح�دد>ا واض�ح>ا يق�در علي�ه، فه�و •م�ان��ة، ع�ليم ب�ش��ئون �الحي��اة و�ال��دين،� ول��ذا ق��ال ي�وس��ف : حا�ف��ظ لأل�

\يم�} \ني حAف\ي��ظ� ع�Aل ر�Zض\ �إA \ن\ األ ا�ئ Aز A��ى خAلAي ع\ Zن ي�وس��ف: من ا�آلي��ة: ){ا�جZعAل�

(�. س�أ�ل �يوس�ف �-علي�ه الس�الم- �والي�ة الخ�ز�ائن واإلش�راف �عل�يه�ا؛ 55لي�د�خر ف�ي ه�ذه �الس�ن�وات ا�لطيب�ا�ت� م�ا ي�كفي� للس�ن�و�ات ا�لعج�اف ا�ل�تي أخ��ب�ر�هم �بش��أن�ها� �في تأ�وي��ل� �الر�ؤي��ا، ولي�ت�ص��رف� ب��األح�وط �وا�ألص��لح ?نA ل�ه في مص�ر، وو�ض�عه رش�د،� وق�د �أراد� الل�ه� ليوس�ف �ذل�ك، ف�AمAك واأل�عل�ى� خ�زا�ئ�ن األر�ض لي�ك�ون مقص�د� الن�ا�س �وقت الج�د�ب، ي�طلب�ون من�ه، و�يع�طيهم، و�ي��دع�وهم إلى ا�لل��ه� -�تب��ارك و�تع��ا�لى- وي�تمك�ن ي�وس��ف من� دع�وت�ه بتمكين الل�ه ل�ه ف�ي� ه�ذه ا�ألرض،� فال� �يمكن� أن نتص�ور� أن يوس�ف ن�ه� لم �يتركه�ا� وه�و� في �أ�حل�ك األوق�ات وف�ي أص�عب ت�رك� أ�م�ر ا�ل�د�عوة؛� أل�>ا ?ن� ال�ظ�ر�وف، �و�ه�و في �غي�اهب ا�ل�س�جون، �فكي�ف يت�ر�كه�ا �بع�د� أن �ص�ار مYمAك

ذا سلطان وجAاه؟

Page 68: الدرس الرابع

وقب�ل أن نغ�ادر ه�ذه النقط�ة، ال ب�د أن ن�ذكر ثن�اء •ص�لى الل�ه علي�ه وآل�ه وس�لم- على يوس�ف -نبين�ا

ي�رحم الل�ه )): حين ق�ال كم�ا في ح�ديث أبي هري�رةا لق�د ك�ان ي�أوي إلى ركن ش�ديد، ول�و لبثت لوط�>في الس��جن م��ا لبث يوس��ف ثم أت��اني ال��داعي،

ق�ال الحاف�ظ ابن حج�ر: أي: ألس�رعت . ((ألجبت�ها ق��دمت A��مA اإلجاب��ة في الخ��روج من الس��جن، ولطلب ال�براءة، فوص�فه بش�دة الص�بر حيث لم يب�ادر ب��الخروج، وإنم��ا قال��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- تواض�ع>ا، والتواض�ع ال يح�ط مرتب�ة الكب�ير، ب�ل يزي�ده

.رفعة> وجالال>

Page 69: الدرس الرابع

يوس�ف -علي�ه الس�الم- وب�ني إسرائيل

بع�د أن خ�رج يوس�ف من الس�جن ص�ار مح�ل ثق�ة الملك. وبين ابن كث�ير: أن ه�ذا •Yطف�ير Yس�م?ى �الري�ان ب�ن الولي�د، �وأن وز�ي�ره األول ه�و "أ ال�ذي اش�ترى " المل�ك ك�ان ي

يوس�ف ورب�اه، وه�و زوج مAن راودة يوس�ف -علي�ه الس�الم- عن نفس�ه، أراد يوس�ف أن� يص�لح� الن�اس �في مع�اش�هم، �وفي أدي�انهم، فطلب من المل�ك أن يولي�ه الخ�زائن، فاس�تحس�ن ا�لمل�ك �م�ا طلب، وع�ز�ل "أطف�ير"، �وولى يوس�ف مكان�ه، وبع�دها هل�ك "أ�طف�ير" �بم�دة وج�يزة�، ف�زو?ج ال�مل�ك يوس�ف زوج�ة العزي�ز، فلم�ا دخ�ل به�ا ق�ال له�ا: \ي، ف�إني كنت YمZن Aل ا �مم�ا ك�نت تري�دين، ف�ق�الت: �أيه�ا الص�ديق، ال ت "أليس ذ�ل�ك خ�ير>ا�م�رأة جميل�ة، ناعم�ة في مYل�ك ودن�ي�ا، وك�ان ص�احبي ال ي�أتي النس�اء، وكنت كم�ا جعل�ك الل�ه� في حس�نك وهي�أت�ك ع�لى م�ا �رأيت ورأى �النس�وة". ولم�ا تزوجه�ا -علي�ه الس�الم- �وج�دها ع�ذراء، �فول�د�ت ل�ه� أو�الد>ا�، وق�د اش�تهر يوس�ف بالع�دل، واإلنص�اف، والص�دق، �وإع�ان�ة الض�عفاء، فأح�ب�ه الجم�ي�ع، ويق�ا�ل: إن المل�ك آمن ب�دعوة يوس�ف، ?مA األم�ر ل�ه، فص�ار� ك�ل ش�يء في� مص�ر تحت� حكم�ه يتب�وأ منه�ا حيث يش�اء، ل A�وس

. والم�لك راض� �عنه

Page 70: الدرس الرابع

ا • ومم�ا ي�دل على أن�ه -علي�ه الس�الم- ص�ار متمكن�>في ك�ل ج�وانب الحي�اة في مص�ر، أن�ه تعام�ل م�ع دوا علي�ه تع�امال> منف�رد>ا، لم يرج�ع AرAإخوت�ه حين ول�رئيس مع��ه في محاكم��ة أخي��ه، أو في مناقش��ة

. إخوته، أو في إحضار أهله جميع>ا إلى مصرا س�لطان يوس�ف -• يروي الفض�ل بن عي�اض مص�ور>

كم�ا أخ�رج ذل�ك ابن كث�ير، ورواه في - علي�ه الس�المتفس���يره: أن ام���رأة العزي���ز وقفت على ظه���ر الطري�ق ح�تى م�ر يوس�ف بس�لطانه، فق�الت: الحم�د ا بطاعت�ه، وجع�ل لل�ه ال�ذي جع�ل الض�عفاء ملوك�>

ا بمعصيته . الملوك صغار>

Page 71: الدرس الرابع

دZب والقح�ط، ف�ورد الن�اس على يوس�ف • A�مض�ت الس�نوات األولى، وج�اء الجم�ن �س�ائر �ا�ألق�اليم،� �يمت�ارو�ن �ألنفس�ه�م وع�ي�الهم،� فك�ان ال يعطي الرج�ل م- �ال� يش�ب�ع نفس�ه، وال� أك�ث�ر� �من �ح�م�ل ب�ع�ير� ف�ي� �الس�ن�ة، �وك�ان� -عل�ي�ه الس�ال�ي�أ�ك�ل �ه�و �وا�لم�ل�ك� �و�الجن�ود� �إال� أ�ك�ل�ة�> واح�دة�>،� �في �وس�ط� �الن�ه�ار ح�تى �يتك�ا�ف�أ �ا�لج�مي�ع،� ك�ان ي�و�س�ف� -�ع�ل�ي�ه� الس�الم�- �ر�حم�ة�> �من� الل�ه �عل�ى أه�ل م�ص�ر وعلى �ا، �يعيش��و�ن في م�Aن ج��اور�هم�، وك��ا�ن� أبن��ا�ء� �يعق��وب �-ع�لي��ه� �ا�ل�س��الم�-� أ�عرا�ب��>ا� �ن�زل ا�ل�قح�ط� �ب�الن�ا�س ح�ل� Aم�? البا�د�ي�ة،� ويت�نق�ل�و�ن� حيث �ا�لع�ش�ب� �وال�م�ا�ء�، �فلال�ج�د�ب �ب�ب�ني �إس�ر�ائ�يل�،� ول�ذ�لك� ج�ا�ء �أب�ن�ا�ء� ي�عق�وب ي�م�ت�ارون� م�ن م�ص�ر أ�ي:� ي�ط�ل�ب�ون� ال�م�ي�ر�ة، و�ك�ا�ن� م�ا� ك�ا�ن بي�ن� �ي�وس�ف -عل�ي�ه �ا�لس�الم�- و�إ�خ�وت�ه عل�ى� م�ر إ�ل�ى� أن�ه أ�عط�اه�م قم�يص�ه،� ى� األ� A�ن�ح�و� م�ا� �ذك�ر ال�ق�ر�آ�ن ال�ك�ر�يم،� �ح�تى �أف�ض

\ي }: و�ق�ا�ل� له�م Zت�Yون ا وAأ ير> Aص�\ Zت\ ب Aأ \ي ي� بA ه\ أ Z�جAى وA�لAع Yو�هYقZ Aل� \ق�Aم\يص�\ي� ه�AذAا �ف�Aأ اذZهAب�Yو�ا ب

Aع\ينAمZجA YمZ أ \ك AهZل \أ (. 93يوسف: ){ب

Page 72: الدرس الرابع

وق�د مض�ى الس�ياق الق�رآني بخ�بر أن يعق�وب -علي�ه الس�الم- ق�د ك�ف? بص�ره؛ لك�ثرة •ا ي�ذكرهما، �فلم�ا غ�ادرت الق�افل�ة م�ا �بكى ع�ل�ى ف�را�ق �ي�وس�ف و�ب�ني�امين�،� وك�ا�ن د�ائم�>و�م�عه�ا ذل�ك القم�يص �أرض �م�ص�ر، ه�اج�ت ري�ح حمل�ت رائح�ة القميص إ�لى يعق�وب، أو �

\ن�ي }: إ�ن �الل�ه -ت�ب�ا�رك وتع�الى-� �أوحى إ�لي�ه أن س�ا�عة الل�قي�ا ق�ريب�ة، فق�ا�ل لمن مع�ه إ

\ د\يم A�قZ \كA ال� الل A�ف\ي� ضA \ن�?كA ل Aالل�?ه\ إ� Yوا� ت YفAن�دYون\ ق�Aال AنZ �ت فA ل�Aو�Zال أ Y�وسY دY ر�\يحA ي Aج�\ يوس�ف: من ){أل�فA ن�ب�ي الل�ه� يعق�وب� ر�يح ي�وس�ف وش�عر ب�ه، ل�كن�ه� لم يقط�ع ح�تى 95 -�94اآلي�ة:� � AرA�ع .�)

ال �يت�هم م�ن �ب�ني�ه �وقوم�ه ب�ال�جر�ي وراء األم�ان�ي و�األحالم. وج�اء حام�ل �القميص فأل�ق�اه خ�وة يوس�ف ا، و�ه�ن�ا ق�ال� إل� AعZلAم�Y م\نA الل�?ه\ }: على �وجه�ه�،� فارت�د ب�ص�ير�> \ني أ YمZ إ Aك Aق�YلZ ل AمZ أ� Aل أ

A�ونY�مA AعZل ا ال �ت A�ق�ط في أي�ديه�م، وطلب�وا من أبيهم 96يوس�ف�: �من اآلي�ة�: � ){م Y�عن�دها س� .)أ�ن �يغف�ر �لهم، �و�اع�ترف�وا بخطئهم،� فس�ا�محهم� �وأخ�برهم �بأن�ه س�يدعو �الل�ه� تع�الى لهم، �

ا }-: وأن�ه سيس�تغف�ر ل�هم� الغف�ور ال�رح�يم �-س�بحان�ه وتع�الى� A�نA AغZف\ر�Z ل ت Z�ا اس A�انA Aب ا أ� A�وا يY ال� A�ق

Yح\يم الر? Y�ورYفAغZ ال AوYه� Yه? \ن إ� بي Aر Z�مY Aك ل Yف\رZغA ت ZسA أ AفZو Aس AالAق� *� Aين\ خAاط\ئ ?ا Yن� ك ?ا \ن إ Aا Aن� Yوب {ذ�Yن�

(. 98-97يوسف: )

Page 73: الدرس الرابع

ا إلى مص�ر م�ع أبيهم يعق�وب، وك�ان ع�دد اإلس�رائيليين وقته�ا يق�ترب • وج�اءوا جميع�>. م�ن أربعم�ائة رجل وامرأ�ة عا�شوا بمصر مكرمي�ن

ا، ورحل��وا بهم من بالد • وي��ذكر ابن كث��ير: أن إخ��وة يوس��ف حمل��وا أهلهم جميع��>كنع�ا�ن قاص�دين� �أرض مص�ر، فلم�ا ع�لم� �يوس�ف �ب�اقتر�ابهم خ�رج لتلقيه�م، وأم�ر ال�مل�ك أم�را�ءه وأك�ا�بر �ا�لن�اس ب�ال�خ�روج �م�ع يوس�ف؛ ل�تلقي ن�بي ال�ل�ه يعق�و�ب -عل�ي�ه الس�الم- و�تلقي� أهل�ه �مع�ه، ويق�ا�ل:� إ�ن� المل�ك �خ�رج� بنفس�ه م�ع� يوس�ف ل�ل�ترحيب

ل�Yوا }-: ب�ال�ركب الق�ا�دم�، �ولم�ا� وص�لو�ا إ�لى ا�لبل�دة� ق�ال �لهم يو�س�ف -ع�لي�ه الس�الم YخZاد

A�ين\ هY آم�\ن� اءA ا�لل��? A��ش Zن\ رA إ Z��ي��ة: ){م�\ص وع��اش اإلس��را�ئيليون في (. 99ي�وس��ف: من اآل�عA }: م�ص�ر مت�مت�عي�ن بق�وة� �الس�لط�ان، �وع�زة يو�س�ف -ع�ل�ي�ه ال�س�الم- ق�ال ت�ع�الى A�ف AرAو

� Zد A�ق Y�لZ�بAق Zاي م\نA�يZؤ Yر� Yو�\ي�لZ Aأ ذAا �ت A�ت\ هA Aب� ا�لA ي�Aا أ� A�قAج?د>ا و Y�س YهA�وا �ل ر[ A�خAش\ �وZر A�عZ AوAي�Zه\ �عAلAى� ال ب�

A أ Zو\ م�\نZ�دA�بZ YمZ م\نA ا�ل \ك اءA ب A�جAن\ وZالس�ج Aي م�\ن\ ن Aج Aر Z�خA \ذZ أ \ي إ ن�A ب A�سZحA دZ أ� A�قAا �و بي حAق�� Aا �ر A�هA جAع�Aل� Yيم\ ZعAل وA ال Y�ه Yن�?ه\ اءY إ A�شA ا ي A�م\ Aط\ي�ف� ل بي ل Aن? ر\ \ي إ وAت Z�خ\ ZنA إ Aي \ي وAب Zن Aي� ZطAانY ب ي غA ال�ش�? AزA�ن ZنA د\ أ Z�عA ب

Yك\يمAحZ (.100يوسف: ){ال

Page 74: الدرس الرابع

�ه ���ف -علي���ة يوس���ة من قص���الم دعوي��مع-السالم

هذه القص��ة العظيم��ة الجليل��ة ال��تي اس��توعبت •س�ورة من س�ور الق�رآن الك�ريم، ق�ال الل�ه -تب�ارك

وZل\ي }: وتع�الى- عنه�اY ة� أل AرZ�ب ه\مZ ع\ دZ ك�AانA ف\ي قAصAص�\ A�قA ل

ذ\ي د\يقA ال�? Z�صA Aك\نZ ت ى وAل AرA�تZفY >ا ي د\يث A�ح AانA�ا ك A�اب\ مA�بZ Aل األ � وZم A�ق\ ة> ل A�مZح AرAد>ى و Y�هAء� وZي A�ل شY�ك Aيل AفZص�\ AدAي�Zه\ وAت ZنA ي Aي ب

AونY YؤZم\ن (. 111يوسف: ){يفA أولA وقف��ة� م��ع • وفي ه��ذه القص��ة يجب أن نق��\

التربي�ة، كي�ف ك�ان للتربي�ة أثره�ا في نفس يوس�ف -: -عليه السالم

Page 75: الدرس الرابع

ال ش�ك أن ال�ذي نش�أ في بيت النب�وة، وتعل�ق ب�ه قلب أبي�ه وبخاص�ة •بع�دما �أ�در�ك م�ا �س�يك�و�ن �علي�ه ش�أن�ه م�ن منزل�ة �ديني�ة وا�جتماع�ي�ة، ا، �ويوج�ه�ه �ن�ح�و م�ع�ا�لي� األم�و�ر ومك�ارم ا�ألخالق�، � و�ك�ان ي�هتم �ب�ه� �كث�ير�>

كA �}: وي�ع�ر�ف�ه �ب�الل�ه �تع�ا�ل�ى�، �و�له�ذ�ا ق�ال� ل�ه Y�لمAعY ب�[كA وAي� Aر A�ي�ك\ Aب ت ZجA \كA ي وAك�AذAلا A�م�?هA ت

A ا أ A�مA وبA ك Y�قZعA Aي�Zك�A وAعAلAى آل�\ ي \عZمAت�AهY عAل \م[ �ن� Yت اد�\يث\ وAي� A�حA و\ي�ل\ �ا�ألZ Aأ م\نZ �ت

\يم� حAك\يم� ?كA عAل ب� Aن? ر\ حAقA إ� Z�س\ اه\يمA وAإ AرZ \ب� ZلY إ� Zك�A م\نZ قAب� AوAي� ب�A يوس�ف: ){عAلAى أ

6 .)ونحن نلمس في ه�ذه القص�ة أن األب ح�ذ?رA ابن�ه من أس�باب الض�رر، •

ZطAانA }: فق�ا�ل ي \ن? الش�? Zد>ا إ Aي� Aك\ي�دYوا ل�AكA ك \كA فAي� \خZو�Aت� AاكA عAلAى إ ؤ�Zي� Yر ZصY�صZقA ال ت

\ين�� ان\ ع�AدYوh �مYب A�نس\ \إل� وه�ذا أ�م�ر ل�ه �أهم�يت�ه ف�ي (. 5: ي�وس�ف: من اآلي�ة ){لباء �أن يولو�ا ه�ذا الج�انب� �العن�اي�ة� الخاصة . ا�لترب�ية، وعلى اآل�

Page 76: الدرس الرابع

كم�ا رأين�ا ن�بي الل�ه يعق�وب ي�دعو ول�ده إلى االس�تقامة في الخل�ق •والس�لوك، عس�ى أن ي�خت�اره �الل�ه، و�أن يوفق�ه� الكتس�اب المع�ارف وال�عل�وم، وق�د د�ع�ا يعق�و�ب -علي�ه� الس�الم- �يوس�ف إ�لى ذل�ك ق�ائال> ل�ه�: إن� �ال�ل�ه س�ب�حان�ه �كم�ا أرا�ك� مس�تقبل�ك�، ق�ادر عل�ى اص�طفائك ه يعق�وب -علي�ه و�اختي�ارك و�تعل�يم�ك وإتم�ام نعمت�ه �علي�ك، وق�د وج�?الس�الم�- يوس�ف الص�غ�ير إلى الل�ه، وبي�ن ل�ه أن� الل�ه كم�ا أراه الرؤي�ا الص�ال�حة،� ف�إن�ه ي�ديم �خ�ير�ه وف�ض�له ع�لي�ه� ب�الع�ل�م و�الطاع�ة والنب�وة، ل� ل�ه�، ف�ت�ف�وق �يوس�ف ف�ي� العل�وم وبخا�ص�ة� في وق�د� ت�م ل�ه م�ا ع�م�\تأو�ي�ل� الرؤي�ا�، �و�تنظيم� �أم�ور ا�لمع�اش،� وإ�قام�ة� الع�دل، و�االل�ت�زام

. بالصد�ق� واألما�ن�ة، وا�لمحاف�ظ�ة ع�لى ح�ق ا�ل�له وحق� النا�س

Page 77: الدرس الرابع

ومن دروس ال��دعوة في ه��ذه القص��ة المبارك��ة، م��ا ينبغي أن •تك�ون علي�ه أ�خالق ا�لرس�ول الداعي�ة، م�ا ينب�غي أ�ن تك�ون علي�ه أخالق ك�ل دا�عي�ة، ل�ق�د تم�يز ي�وس�ف -ع�لي�ه ا�لس�الم- به�ذا الخل�ق الك�ريم، و�تل�ك ا�لطه�ارة �والعف�ة �ال�تي �رأين�اه ي�ومA أن راودت�ه ال�تي ه�و ف�ي بيته�ا ع�ن نف�س�ه، وهي�أت ن�فس�ها له�ا، وك�ررت �ذل�ك مع�ه، و�ب�ذلت ك�ل م�ا أمكنه�ا�، ورغم� أن�ه ش�اب ل�ه� طاقت�ه وقوت�ه، لم يض�عف أم�ا�م س�ي�دة تم�يزت ب�الج�م�ال وال�ج�اه، وإنم�ا الزم الطه�ارة وا�لعف�ة، ب�ل ووعظ�ه�ا وأو�ق�ظ فيه�ا �وازع �العق�ل وال�دين، وه�و

\ن�?هY ال }: يق�ول �له�ا �م�ا� حك�ا�ه ا�لل�ه ن�A مAث�ZوAاي�A إ A�سZحA بي �أ Aر Yن�?ه\ مAع�Aاذ�A الل�?ه�\ إ

AونYم\ \حY �الظ?ال� YفZل� (. 23يو�سف: من اآلي�ة: ){ي

Page 78: الدرس الرابع

ا بمراع�اة ح�ق • فه�و -علي�ه الس�الم- يس�تعين باالس�تعاذة بالل�ه واللجئ إلي�ه، ويس�تعين أيض�>ال�رب إن أر�اد ب�ه �الل�ه، أو� ح�ق الس�ي�د إن� أرا�د ب�ه ذل�ك ال�زوج، والس�بب الث�الث: ه�و أن�ه ا� يقتض�ي ع�دم اإلس�اء�ة لص�احبه، والس�بب األخ�ير: ه�و أن حق�ائق يع�ترف بال�فض�ل ا�عتراف�>ال�وج�ود البش�ري تؤك�د أن ا�لمعت�دي ع�لى ح�ق غ�ير�ه، يب�وء ب�اإلثم والخYس�ران، وه�ذا واق�ع ال محال�ة.� وهك�ذا �واج�ه يوس�ف �دواعي �الغواي�ة ال�تي ك�انت من الم�رأة، وهي الم�راودة، ب�واب، �والتهي�ؤ �بدواعي�ه� إلى ا�لعف�ة، وهي خ�وف الل�ه تع�الى والمحافظ�ة على وتغل�ي�ق األ�>ا بطهارت�ه بع�د أن رض �س�يده ال�ذ�ي أ�كرم�ه، و�مخاف�ةA الخس�ران و�الب�وار، وظ�ل متمس�ك ع�\اج�تمعت ا�لنس�وة واش�تركن م�ع زوج�ة� العز�ي�ز في الم�راودة، وهددن�ه بالس�جن واله�وان

ل، �عن�ده�ا ق�ال ه\}: واإلذال� Z�يA \ل \ي إ Aن دZعYون A�ا ي Aي? م\م�? \ل AحAب[ إ جZن�Y أ ب الس�^ Aيوس�ف: من اآلي�ة: ){ر33 Aا، وأن� الخل��وة ا مس��تهتر> (. �وفي �ه��ذ�ا ت��ذكير؛ ألن اختالط� الرج��ال �با�لنس��اء ا�ختالط��>

ب�ا�ألجنب�ي�ة� م�ن أك�بر عوا�م�ل� الفس�ا�د� ونش�ر� الف�احش�ة، و�له�ذا� ك�ان ن�بين�ا �-ص�لى �الل�ه� علي�ه وآل�ه ا، �فيق�ول إي�اكم وال�دخو�لA على� النس�اء، فق�ال رج�ل� )): وس�لم-� ينه�ى� عن ذل�ك� نهي�>ا �قاطع�>

Yا�لحمو �الموت وسل�م- ال�ح�AمZو�؟ �قال�- �ص�لى �الله �علي�ه� نصار:� �أف�رأي�ت� ا�أل� : يع�ني. ((من� . أقا�رب الز�وج هم� بمثابة� الموت

Page 79: الدرس الرابع

رص الداعي�ة على دعوت�ه في ك�ل ح�ال، في ك�ل • ومن المع�الم المهم�ة: ح�\Aم? به�ذا اإلنس�ان. ع�اش يوس�ف في Aل� زم�ان�، ف�ي ك�ل مك�ا�ن، ف�ي ك�ل ظ�رف� أا�لس�ج�ن �م�دة،� وم�ع ذ�ل�ك ل�م ينس�A أن�ه� ص�احب� �عقي�دة �ص�حيح�ة، وأن علي�ه أن يوص��لها �للن��ا�س؛� ليؤ�م�ن��وا به��ا، �وأ�ن ي�تحول��وا إلى ا�الل��تزام بتع�اليمه��ا، ه��ذا

ا �م�ع دع�وت�ه�، ي�ق�ول مAاء> }: م�س�ل�ك ا�ل�داعي�ة دا�ئم�> Z�سA ? أ \ال ه\ �إ AعZب�YدYو�نA م\نZ دYون�\ ا ت� A�م

ه\ \ل�? ? ل \ال ZمY إ ZحYك \ن\ ال لZطAان� إ� Y�س Zا� م\ن A�ه\ هY ب لA الل�? A�ن�زA ا أ A�م ZمY اؤYك A�آبAو ZمY Zت Aن Yم�YوهAا أ Zت م�?ي A�س

A�ونYمA AعZل ال �ي ?اس\ الن AرA Zث� كA أ Aك\ن? وAل YيمAقZ ال� Yال�دين Aل\كA�ذ Yاه? \ي إ ? \ال� Yد�Yوا �إ AعZب ت� ? ال�

A أ AرAمA {أ�(. إ�ن مع�رف�ت�ه� ب�الل�ه أس�لمت�ه �لق�در�ت�ه -�س�بح�انه وت�ع�الى-� ف�ا�لحك�م 40يوس�ف�: �)

كل�ه� �ل�ه، و�ع�لى ا�إلن�س�ان� أن يستس�لم لج�الل�ه، والح�كم� وال�تش�ري�ع كل�ه لل�ه ا �أن يق�و�م� غ�يره �ب�ه�ذ�ا األم�ر س�و�اء �ك�ان� ف�رد>ا� �أو � فق�ط، �وال �ي�ج�وز م�طل�ق�>. ج�ماعة�>؛ حت�ى ال �يك�ون لل�ه -عز� وج�ل- شر�يك �ف�ي� أل�و�هيت�ه� وعب�وديته لخ�لقه

Page 80: الدرس الرابع

ا، ف�إن ه�ذه القص�ة تق�دم منهجي�ة عالي�ة في ال�دعوة إلى • وأخ�ير>: الله تعالى تقوم على أمرين

األم�ر األول: الت�درج في الوص�ول إلى الغاي�ة، والت�درج يختل�ف •عن ا�لمج��اراة،� ذل��ك أن ا�لتغي��ير ا�لكلي ال يت�م دفع��ة> واح��دة>، و�ل��ذلك ي��رى علم��اء �الت�ربي��ة ض��رو�رة� الت��د�رج� ،ب��ل� ي��رون� من خص�ائص �الت�رب�ي�ة الص�حي�حة أ�نه�ا� تق�ع� متدر�ج�ة في التعليم، و�في ل� �اإلنس�ان على� ا�لت�غي�ير� م�ع ت�ق�د�يم الس�هل ع�لى الص�ع�ب، Z�مAحو�له�ذا ك�انت ال�دع�وة� النا�ش�ئة ت�ق�دم �الس�ه�ل� من قض�اياها عل�ى غيره�ا�، �وتنتق�ل� �من ا�لب�داهي�ا�ت والمس�لم�ا�ت إل�ى� م�ا يحت�اج �إلى

. دلي�ل وبرهان�، اتبع يوسف هذ�ا مع مAن�Z التقAى بهم

Page 81: الدرس الرابع

• AضAوق�د اش�تملت قص�ته على نم�اذج له�ذا الت�درج، فه�و -علي�ه الس�الم- حين ع�رAا، أخ�ذ ي�دخل إلى قلبيهم�ا م�دخال> \م�Aا رأي� ا ل Aا م�ن�ه تفس�ي�ر> Aا وطلب� أي� Aعلي�ه� ص�احب�اه م�ا را،� �حيث ب�دأ بتأ�ك�ي�د� الثق�ة� في عل�م�ه، وأخ�ذ� ينبئه�م�ا بالطع�ام ا �مت�در�ج> ا رف�يق�> ل�طيف�>ال�ذي �س�يأت�ي�هما �قب�ل إ�تيان�ه�، �وبع�دم�ا بين �لهم أن� ه�ذا العلم� ج�اءه من ر�ب�ه ال�ذي يع�ب�ده� �وي�ؤمن� �ب�ه، و�با�لض�ر�ورة� سيتس�اءل� ص�احبا�ه�: م�ا� �دين�ه؟ و�م�ا رب�ه؟ فه�و عل�ى ا�ل�ف��ور يوض��ح �لهم��ا أ�ن��ه لي�س �عل�ى دين الن��اس، إ�ن د�ين الن��اس باط��ل،� هم خ�ر�، �أم�ا �د�ين�ه ف�ه�و� د�ين إب�را�ه�يم وإس�حاق� - يكف�ر�ون� �بالل�ه و�ال ي�ؤم�ن�ون �ب�ا�لي�وم �اآل�

Aي\ الس�جZن\ �}: علي�هم�ا الس�الم�-� وه�و� �دين يق�وم� على� �ا�لتو�ح�ي�د ا�ل�خ�الص� �لل�ه ب� اح\ A�ا �صA�ي

Yه�?ارAقZ دY ال ZوAاح�\ \ الل�?هY ال مA Zر� أ ي� Aخ AونY�رقA�فA Aاب�� مYت ب� Zر

A Aأ ي�خ�اطب في�هم�ا ه�ذا (. 39ي�وس�ف: ){أال�ع�ق�ل� الرا�ش�د،� وه�ذ�ه �ا�لعا�طف�ة �ا�لجAي�اش�ة، ويس�أ�له�ما الس�ؤ�ال ال�ذ�ي �ال يحت�اج� إلى ن�ه أ�ج�اب عن�ه ف�ي� حد�ي�ث�ه �ال�ذ�ي �س�ب�ق�ه� مباش�رة>A، وإن�م�ا ي�قص�د �بالس�ؤال � ج�وا�ب؛ أل�

. أن� ي�فكروا ف�ي ع�قيدته�م،� وأن� �يعودوا �إل�ى فطرت�هم، �وأن يتجاوبوا� مع أصالتها

Page 82: الدرس الرابع

ل� • A�مAواألم�ر الث�اني: أن القص�ة وس�يلة من وس�ائل ال�دعوة الفعال�ة، القص�ة عف�ن�ي م�تكام�ل� يق�ص�د ب�ه� ا�لت�أثي�ر في� �الق�ارئ و�المس�ت�م�ع بع�دما� ينج�ذب إل�ى أ�ح��داث�ه�ا وشخو�ص��ها، �وقص��ة ي�وس��ف� -�علي��ه� ال�س��الم�- ن�م��وذج ك�ام��ل للقص��ة� ا من ا ك�ب�ير> ال�قرآني�ة�، حي�ث� تض�م ال�قص�ةY �ث�روة> �من� ال�حق�ائ�ق والمع�ارف، وق�در>يح�اءا�ت� والتو�جي�ه�ات، و�ت�نوع�>ا واس�ع>ا في� �األدل�ة وا�ل�براهين ال�تي تثب�ت حق�ائق اإل�ا�ل�دين،� إن مج�ر�د ت�ذكر� يو�س�ف� -علي�ه ا�لس�الم-� يجع�ل العق�ل ي�س�بح في الص�و�رة ا على >ا أخ�رى، ووال�ي�> > �ت�ارة>، و�س�جين من أو�له�ا� إلى �آخره�ا�، وه�و يتص�ور�ه طف�الخ�زا�ئن األرض� � ثال�ث�ة، وه�و بي�ن �إخوت�ه وأه�ل�ه،� وه�و م�ع النس�وة،� وه�و م�ع ا�لمل�ك. �إ�ن� ال�قص��ة ت�جم��ع ك�اف�ة� ا�لعناص�ر� ب�حي�ويا�ته��ا ونش��اطات�ها،� فهي� تص��و�ر الم�ك�ان� م�ع� تنوع�ه و�تغ�يره ت�ار�ة�> في �الج�Yب�، وأ�خ�رى� في ال�س�جن�، وثال�ث�ة في الق�ص�ر و�ا�لع�ر�ش، و�ه�ك�ذا� قص�ة� م�ؤث�رة� ت�ح�م�ل مع�ا�ني� كث�يرة�>، وإ�ش�ارا�ت� بل�يغ�ة،� �

. كانت هذه ال�قصة م�ن أفعل وسا�ئل الت�أثير �في �نفوس المدعوين وما تزال

Page 83: الدرس الرابع

إن على ال�دعاة أن يس�تفيدوا بقص�ص الق�رآن الك�ريم : من ناحيتين

األولى: أن يستش��هدوا بمق��اطعA من القص��ة في •دع�وتهم الن�اس، كمقط�ع العف�ة في حي�اة يوس�ف؛ ألن ه�ذا االستش�هاد يع�د دليال> عملي��ا عاش�ه الن�اس في ع��الم الواق��ع، ول��ذا فه��و بعي��د عن الخي��ال

. واألحالموالج�انب الث�اني: أن يس�تفيدوا بالقص�ة القرآني�ة •

كرم�ز يس�اعد على توض�يح الم�راد ومعالج�ة الواق�ع، من غ�ير حساس�ية أو تج�ريح؛ ألن ربطه�ا ب�القرآن

ا لمبدأ مقرر شرع>ا . الكريم يعد إبراز>

Page 84: الدرس الرابع

والقص��ة القرآني��ة حين تخ��رج من ج��و الق��رآن •الك�ريم يك�ون له�ا من الس�حر وق�وة الت�أثير وس�رعة التص�ديق، م�ا ليس لغيره�ا من كالم الن�اس، وه�ذه القص���ة العظيم���ة مألى بالتوجيه���ات المع���برة، وال��دروس المفي��دة، وعلى ال��دعاة أن يس��تفيدوا من منهجيته��ا، وأن يس��لكوا مس��لكها في ال��دعوة

. والتوجيهوبه���ذا نك���ون ق���د أتين���ا على المهم من رك���ائز •

ال�دعوة، ومعالمه�ا في قص�ة يوس�ف -علي�ه الس�الم- وفي دعوت����ه ال����تي انتف����ع به����ا المص����ريون

.واإلسرائيليون مع>ا وعلى حد سواء

Page 85: الدرس الرابع

-دع�وة ن�بي الل�ه أي�وب -علي�ه السالم

إن أي�وب -علي�ه الس�الم- من ذري�ة إب�راهيم، فه�و أي�وب بن م�وص •اح� بن إس��حاق، يق��ول ال�ل��ه تع��ال�ى Aر Aبن� ز :{ AودYاوAه\ د ?ت��\ وAم\نZ ذYري

Aون YارA�هAى و A�و�سYمAو Aف Y�وسY Aي�[وبA وAي ZمAانA وAأ Aي ل Y�سAاألنع�ام: من اآلي�ة: ){و\لAى }:(. و�أي��وب ن��بي أ�وحى ال�ل��ه إلي��ه؛ لق��ول ا�لل��ه84 ا إ A��نZ ي AحZ�و

A وAأى A��ع\يسAاط\ وA ب Z��سA وبA وAاأل Y��قZعA حAقA وAي Z��س\ مAاع\يلA وAإ Z��س\ اه\يمA وAإ Aر Z��ب\ إ

Aي�[وبA (. وأ�ي�وب �يق�ا�ل: إن�ه ا�س�م ع�ربي 163الن�س�اء: من �اآلي�ة: ){وAأ. أو عبري�، وهو بمعنى: �األوبة و�العودة إلى ا�لله -عز وجل�

تزوج أي�وب ابن�ة عم�ه وقي�ل: إن اس�مها رحم�ة بنت يوس�ف بن •ران، وقي�ل: إن زوج�ه A�يعق�وب، وك�ان� مبعث�ه� -علي�ه �الس�الم�- بح

Aا بن�ت يعقوب، �وقيل \ي . لي�ا بنت منشى� بن يعقوب: هي� ل

Page 86: الدرس الرابع

: وق�د أخبرن�ا الل�ه -ع�ز وج�ل- عن قص�ته في موض�عين من كتابه

\ذZ }: الموض�ع األول: في س�ورة األنبي�اء في قول�ه تع�الى• Aي�[وبA إ وAأ

Aاح\م\ين حAمY �ال�ر? ZرA ZتA �أ Aن ر[ وAأ \ي الض�[ ن Aني مAس�? ب�?ه�Y أ Aى رAادA�ا * نA Zن ب AجA ت Z�اسAف

ة> A�مZح Aر� ZمYهAعAم ZمYهA Zل هY �وAم\ث A�لZهA اهY �أ A�نZ Aي ر� و�Aآ�ت Y�ض Zه\ م�\ن ا� ب�\ A�ا �مA فZن A�شA هY �فAك A�ل

Aد\ين\ ZعAاب \ل ى� ل AرZ Aا وAذ\ك Zد\ن ن (. 84-83األنبياء: ){م�\نZ ع\رZ }: والموض��ع الث��اني: في س��ورة ص، في قول��ه تع��الى• Y��كZاذAو

YصZب� وAعAذAاب� \ن AانY ب Zط� ي \ي الش? ن Aني� مAس? ?هY �أ ب Aى رAادA \ذZ �ن [وبA إ Aي Aا أ ZدAن� عAب� * Yه A�لZ�هA هY أ A�ا� �ل A�نZ اب�� *� وAو�AهAب� Aر A�شA�ار\د� وA�ل� ب A�سA ذ�Aا مYغZت� A�ه Aل�\كZ�ر\ج\ YضZ ب ك Zا�ر

اب\ A�بZ Aل وZل\ي األY ى أل Aر Z�ذ\كAا و ة> م\ن�? A�مZح Aر� ZمYهAعA�م ZمYهA Zل� د\كA * وAم\ث A�ي\ ذZ ب Y�خAو

Yه \ن�? دY إ Z�بAعZ \ع�ZمA ال ا ن \ر> اب A�ص YاهA دZن� A�جAا و \ن�? AثZ إ AحZن ه�\ وAال ت ر�\بZ ب�\ Z�اضAا ف< غZث ض�\

و?اب�A (. 44-41ص�: ){أ�

Page 87: الدرس الرابع

Aعم�ة من • أي�وب -علي�ه الس�الم- كم�ا تح�دث عن�ه الق�رآن ك�ان في نالعيش، �وك��ان أح��د األغن�ي��اء ا�ألنبي��اء �كم��ا ورد ف�ي بعض المص��ادر، وك�انت ك�ذا زوج�ه ال�تي� آمنت ب�ه وبد�عوت�ه، �وق�د ال�تزم -علي�ه الس�الم- Yلي بتغ��ير الح��ال�، مق��ا�م العبو�د�ي��ة، وأس��ل�م� أم��ر�ه �لل��ه ت�ع��الى،� واب�ت�ء، �وق�د فص�ب�ر، و�ك�ا�ن ك�ث�ي�ر� ال�تس�بيح� لل�ه� �رغ�م �م�ا �ك�ان ف�ي�ه �من ال�بال�ا، �ك�ان ف�يه�ا عظ�ي�م اس�ت�مر �أي�و�ب ف�ي د�عو�ت�ه ل�ل�ن�اس �س�بع�ين� ع�ا�م�>ي�ت�ام، ي�ك�رم ال�ض�يف ا با�لمس�اك�ين،� يكف�ل� األر�ام�ل� واأل� ا�لتق�وى رح�يم�>و�ين�ص�ح ب�ال�ح�ق� ف�ي رف�ق ول�ين�، و�من رفق�ه بق�وم�ه و�ش�دة� تق�و�اه،� أن�ه � Aك�ا�ن �يم�ر ب�ال�ر�جلي�ن �يت�ن�ازع�ان، ف�يرجع� إ�لى� �بي�ت�ه ي�ك�ف�ر عنهم�ا؛ كر�اه�ي�ة

ا ال�له �إال �في حق، وم�خافةA أن ي�كبهما ال�له في النار� Aأن� ي�ذكر .

Page 88: الدرس الرابع

ع�ز وج�ل- -اس�تمر أي�وب في دعوت�ه إلى الل�ه ح�تى بع�د أن ابتاله الل�ه•في� جس�ده ب�أ�نواع� من �البالء، �فرفض�ه الن�اس إال� ام�رأته.� ذات ي�وم ب�ع�د �أ�ن� ن�ز�ل� ب�ه ذل�ك �ال�بالء�،� ففق�د� ما�ل�ه �و�أ�هل�ه� �وو�ل�ده،� �ول�م �يب�ق�A م�ع�ه إ�ال� ز�وج�ه،� و�أص�ي�ب �ب�ع�د ذل�ك� في� �بد�ن�ه� ح�ت�ى ل�م �يب�ق�A �ف�ي جس�د�ه ع�ض�و س��ل�يم،� و�ق��د �ع��ا�ش أ�ي��و�ب -�عل�ي��ه �ا�ل�س��الم-� ف�ي ا�لبالء م��دة> �طويل��ة>، ث � ا�خ�تل�ف� الع�ل�م�ا�ء ف�ي �ت�ح�دي�دها�،� أق�ل�ه�ا� ف�ي� أق�و�ال�هم:� أ�ن�ه ع�ا�ش �ثال�

س�ني�ن، �وأ�كث�ره�ا� أن�ه� �ع�اش� ثم�ا�ني �ع�ش�رة� �س�ن�ة>. �و�ق�د �ق�اب�ل �أي�و�ب ه�ذ�ا ء� �بالص�بر �و�االست�س�الم� �لل�ه ت�ع�ال�ى �ع�بود�ي�ة�> �و�خ�ض�وع>ا�،� ق�ا�ل�ت �ل�ه ا�ل�ب�ال�ج� �عن�ك�،� فق�ا�ل �ل�ه�ا:� �لق�د �ع�ش�ت ز�و�ج�ت�ه:� �ي�ا �أ�ي�وب،� �ل�و د�ع�وت �ر�ب�ك� ل�ف�ر?

ء س�بعي�ن سنة>؟ ! س�ب�عين �س�نة�> �ص�حيح�>ا، �ف�ه�ل قل�ي�ل أ�ن� أص�ب�ر على� ا�لبال�

Page 89: الدرس الرابع

وكم�ا اختل�ف العلم�اء في تحدي�د م�دة البالء، اختلف�وا في ص�وره وأنواع�ه، •وبخاص�ة� م�ا ك�ا�ن �في �بدن�ه،� وي�ذهبو�ن� في� �ذل�ك إلى آرا�ء كث�يرة، أوص�ل�ها الق�رط�بي �إلى �خمس�ة عش�ر ص�ورة>A، �وال�ذي يب�دو� �أن ا�لل�ه تع�الى� ابت�لى

Yض�رب بصبره ا�لمثل . أيوب،� فصبر حتى �صار �يا، • ا منف�ر> وك�ان مم�ا ابتلي ب�ه الم�رض، ولكن ه�ذا الم�رض ال يك�ون مرض�>

ا في� شخص�ه�،� فه�و رس�و�ل� مك�ل�ف ب�دعوة� الن�اس�، و�ل�و وال� يل�ح�ق� ب�ه� نق�ص�>ك�ان� ب�ه ن�قص ذ�ا�تي أو� �م�ر�ض منف�ر، �الع�ت�ذر� �الن�ا�س ب�ه �عن�د ال�ل�ه، وله�ذ�ا ال ي�س�وغ �أن �يق�ا�ل: إن�ه �ك�ا�ن مر�يض�>ا م�رض�>ا �ينف�ر� �الن�اس� من�ه،� ول�ذا فه�و م�رض Yوص�ف� �إال� �بأن�ه يس�ب�ب ض�عف>ا� ع�ام�>ا، �أو ي�منع�ه ال�ع�افي�ة ف�ي� بدن�ه ال� ي�م�كن أن� ي>ا� ألح�د� �من ا�لخ�لق.� وا�البتالء �متحق�ق في ح�ق� �أي�وب من� غ�ير� أن� �يك�ون �م�ؤذي�

. -�عليه� السالم�- بهذ�ا ال�مرض� �الشد�ي�د الذي� �طال ع�ليه،� عليه �السالم�

Page 90: الدرس الرابع

Yلقي في مك�ان، • وعلي�ه، فإن�ه م�ا قي�ل من أن أي�وب -علي�ه الس�الم- أوع��زل ع�ن الن��اس، �أو� إن��ه امت�أل� جس��د�ه با�ل��دود، أو تق�يح جس��ده، أو Yص�ان عن�ه� أنبي�ا�ء عب�ثت ال�د�واب �به.�.. إ�لى� �آ�خ�ر �ه�ذ�ا، فه�ذا م�م�ا �ينبغي� أ�ن تYص�ان� �عن�ه �ر�س�ل �ا�ل�ل�ه �ال�ذين� ه�م �ع�ن�د �الل�ه� �بمنزل�ة، �لكن�ه� ك�ان ال�ل�ه�، �و�أن �ي�

. في �ب�الء يض�عف بدنه، �و�يذهب �بعاف�ي�ته و�قدرت�ه،� هذا ال�ذي ي�تقررانص�رف الن�اس عن أي�وب فلم يب�ق مع�ه إال زوجت�ه، اس�تمرت تخدم�ه •

وتس�ا�عده، �وتعم�ل ل�دى� الن�ا�س؛ لتنف�ق ع�لي�ه� من أجره�ا، واس�تمرت ا من �انتق�ال م�رض �زوجه�ا عل�ى� ذ�ل�ك ح�تى� انص�ر�ف� الن�اس� ع�نه�ا؛� خ�وف�>ح�دى بن�ات األش�راف دت� إلى� إح�دى �ض�فيرتي�ها� فباع�ته�ا� إل� إل�ي�هم�، فعم�\ب�طع��ام �طي�ب وف��ير�، ثم ب��ا�عت الض��فير�ة �ال�ثاني��ة وأنفق�ت ثمنه��ا �على

. أيوب وأطعمته

Page 91: الدرس الرابع

وم�رة أخ�رى يجب علين�ا أن نؤك�د، أن م�ا ج�اء من •اإلس�رائيليات الض�عيفة ال�تي تخ�الف م�ا ج�اء في الق����رآن وص����حيح الس����نة المطه����رة، هي من الرواي��ات ال��تي يجب إطراحه��ا، وال يج��وز النظ��ر

. إليها أو االعتماد عليها

Page 92: الدرس الرابع

وأص�ح م�ا ورد في قص�ة أي�وب -علي�ه الس�الم- م�ا أخرج�ه ابن أبي ح�اتم، وابن •ج�ريج� وص�ححه، واب�ن حب�ان، وال�ح�اكم، �من طري�ق ن�افع بن يزي�د، عن عقي�ل، عن� الزه�ري،� عن أنس: أن� أي�وب ابتلي، �فلبث في بالئ�ه ثالث عش�رة س�نة>، فرف�ض�ه الق�ريب �والبعي�د إال رجالن� من إخوان�ه، فكان�Aا يغ�دوان إلي�ه ويروح�ان، فA عن�ه ه�ذا ا، وإال لكYش�\ ا �عظيم�> فق�ال أح�دهما �لآلخ�ر: لق�د أذ�نب أي�وب ذ�نب�>

ا �الل�ه حينئ�ذ�، فخ�رج لحاجت�ه، : البالء�، ف�ذكره اآلخ�ر ألي�وب �-يع�ني A�عAفح�زن-� ودYضZ }: وأمس�ك�ت امرأ�ت�ه بي�ده، فلم�ا �ف�رغ أ�بط�أت علي�ه�، ف�أوحى الل�هY إلي�ه أن ك Zار

ك \ر�\جZل�\ (.� وض�رب برجل�ه األرض، فنبعت عين فاغتس�ل 42ص: من اآلي�ة�: ){بمنه�ا�، فرج�ع ص�حيح�>ا، فج�اءت امرأ�ت�ه فلم� تعرف�ه�، فس�ألته عن أي�وب، فق�ال:

للق�مح، واآلخ�ر: للش�عير، فبعث الل�ه : إن�ي أن�ا ه�و�، وك�ان �ل�ه أن�درا�ن؛ أ�ح�دهماحابة> ف��أفرغت في أن��در القمح ال��ذهب ح��تى ف��اض، وفي أن��در الش��عير A��س

. الفضة حتى ف�اض

Page 93: الدرس الرابع

وأم��ا م��ا ذك��ره بعض المفس��رين من مح��اوالت •عدي��دة إلبليس م��ع أي��وب، منه��ا: أن الل��ه كلم إبليس، وأن�ه مكن ل�ه في الس�ماء الس�ابعة، أو أن إبليس ج�اء إلى أي�وب، فوس�وس ل�ه وأخ�بره ب�أن زوجت��ه بغت بم��ال أنفقت��ه علي��ه، فت��ألم وأقس��م ليض��ربنها مائ��ةA س��وط، فلم��ا جاءت��ه س��ألها عن مص��در الم��ال ال��ذي ت��أتي ب��ه، فكش��فت ل��ه عن رأس�ها وأخبرت�ه بأنه�ا ب�اعت ض�فيرتيها؛ لتنف�ق ثمنه�ا وتطعم�ه منه�ا، فه�ذا كل�ه مم�ا ال دلي�لA علي�ه، وكث�ير من ه�ذه الرواي�ات ال يتص�ور وقوعه�ا في ح�ق أنبي�اء

. الله تعالى ورسله

Page 94: الدرس الرابع

ق? له�ا، • Aعلى ك�ل ح�ال ت�ألم أي�وب -علي�ه الس�الم- لح�ال زوجت�ه حينم�ا رأى رأس�ها ورفس�أ�ل� الل�ه �أ�ن يك�ش�ف ع�ن�ه الض�ر واألذى�؛ ر�حم�ة> �ب�زوجت�ه�، فلم�ا تم� األج�ل ا�ل�ذي ق�در�ه

\ذZ }: الل�ه�، و�ا�تج�ه �أي�وب �إلى ر�ب�ه،� وس�أله ك�ش�ف ا�لض�ر،� ق�ال� م�ا حك�اه ا�لل�ه عن�ه Aي�[وبA �إ وAأ

Aاح�\م\ين حAمY ال�ر? ZرA ZتA أ Aن� \ي� الض�[ر[ وAأ ن Aني مAس�? ?هY أ ب� A�ى رA�ادA Aا }-: وق�ال -ج�ل من� قائ�ل {ن� ZدAن Yر�Z عAب� وAاذZك�

Yص�Zب� وAع�AذAاب� \ن ZطAان�Y �ب ي \ي الش�? ن Aني مAس�? ب�?هY أ Aى رAادA�ن Zذ\ Aي�[وبA إ� و�الم�راد �بالنص�ب� الض�ر ال�ذ�ي . {أ�أص�ا�به �ف�ي ب�دن�ه، وال�م�راد� با�لع�ذا�ب الض�ر ا�ل�ذي أ�ص�ا�به ف�ي� م�ال�ه و�ول�ده، و�قي�ل�: �الن�ص�ب ا،� �كالوس�وس�ة وا�لش�ك، �وأم�ا ا�لع�ذ�اب فه�و� الب�الء ا ك�ان �أو� م�عنوي�� ء م�ا�دي�� ه�و� �الش�ر وا�لب�ال�وا�ل�ش�ر ال�م�ادي فق�ط�، وا�س�ت�جا�ب ا�لل�ه تع�ال�ى ألي�وبA -ع�ل�ي�ه ا�لس�الم-� �ف�انفر�جت� �غYمت�ه�،

اب�}: و�تن�فست كربته�، �وذ�هب ب�الؤ�ه،� �وقال� الل�ه له Aر AشAار\د� وA AسAل� ب \ر�\جZل\كA هAذAا مYغZت� Yض�Z �ب ك Z�ا�ر} علي�ه �ا�لس�الم- -(�. أ�م�ر�ه- س�بح�انه �وتع�ا�لى-� أن ي�ض�رب ا�ألرض �بر�جل�ه، فض�رب�ها42ص�:� )

ض�ر�ب�ة>،� فنب�ع�ت ع�ين�،� ف�أ�مر�ه� ا�لل�ه� أن يغت�س�ل م�ن�ه�ا ف�اغ�تس�ل�، ف�ذهب ج�مي�ع �م�ا ك�ان ف�ي ذى،� ثم أم��ر�ه �ف�ض��ر�ب ا�ألر�ض في �مك��ا�ن آ�خ��ر�، ف�نبعت� من��ه عي�ن� أخ��ر�ى،� ب�د�ن��ه �من� �األ�

. وأمره أن� يش�رب من�ها، فل�م�ا شرب� ذه�ب جمي�ع� ما� كا�ن ف�ي باطنه من� ال�سوء�

Page 95: الدرس الرابع

وتك�املت العافي�ة ظ�اهرة> وباطن�ة> بع�دما اغتس�ل •من عين، وش�رب من األخ�رى، وكاف�أه الل�ه تع�الى على ص��بره الجمي��ل، ب��أن أع��اد ل��ه أهل��ه ومثلهم

AهYمZ }: مع��ه، كم��ا ق��ال تع��الى Zل هY وAم\ث A��لZهA هY أ A��ا ل A��نZ وAوAهAب

Aاب\ Zب Aل وZل\ي األY ى أل AرZ ?ا وAذ\ك حZمAة> م\ن Aر ZمYهAعAم} .

Page 96: الدرس الرابع

وللعلم�اء في إع�ادة أهل�ه ل�ه أق�وال متع�ددة؛ منه�ا: أن الل�ه أحي�اهم •بأعي�ان�هم، و�ينس�ب ه�ذا� الق�ول إلى� اب�ن عب�اس�، وابن مس�عود، ومجاه�د -رض�ي ال�ل�ه عنهم- وا�لق�ول الث�ان�ي: أن� الل�ه� خ�يره بين إحض�ارهم ب�ذواتهم ؤتى� ل�ه بأمث�الهم، فاخت�ار بق�اءهم في Y�أو ت�ركهم ف�ي الجن�ة على أن ي

أن�ه أوتي أج�رهم في : الج�ن�ة، وإ�حض�ار أمث�اله�م ل�ه في ال�دن�يا، والث�الثا�آلخ��رة،� وأعطي� أمث��الهم ف�ي ال��د�نيا. وم��ع اآلراء الثالث��ة فق��د أوتي بأمث�الهم، �وض�اعف �الل�ه ل�ه� في نعم�ه، �ومن عجي�ب ق�در الل�ه أن زوجت�ه لم�ا جاءت�ه بع�د� أن اغتس�ل، وأ�لبس�ه الل�ه �حYل�ة> من الجن�ة، لم تعرف�ه، فق�الت ل�ه: ي�ا عب�د �الل�ه�، أين ذهب ه�ذا المبت�لى ال�ذي ك�ان ه�ا هن�ا؟ ا، �فق�ال� له�ا: �ف�إن�ي أن�ا ف�وا�لل�ه� م�ا رأيت� ر�جال> أش�ب�ه ب�ه م�ن�ك �إ�ذ ك�ان ص�ح�ي�ح>

. هو�، وأعا�د ال�له لزوجته� شبابها،� وأنج�بت له� عدد>ا من األوالد

Page 97: الدرس الرابع

\قAس�مه ال�ذي حل�ف ليض�ربنها، فق�د علم�ه الل�ه تع�الى م�ا ي�بر ب�ه في • وأم�ا بالنس�بة ل>ا }: ه�ذا� �القس�م م�ن� غ�ير �أن �يؤذي�ه�ا؛ �رح�م�ة> �به�ا� و�ب�ه، �ق�ال �تع�الى� غZث \ي�Aد\كA ض�\ ذZ ب Y�خAو

Z�ثA ن Z�حA ر\بZ ب�\ه\ وAال� ت Z�اضA�ف�أخ�ذ ب�ي�ده ح�زم�ة �من الح�ش�يش األخض�ر اللين �به�ا مائ�ة {فAر? �قس�مه ول�م يؤذ\ ز�وجته . عود� صغ�ير، �وضربها �به م�رة�> و�اح�دة> خ�فيفة>، و�بذلك ب�

وهك�ذا انتهت محن�ة أي�وب بع�ودة م�ا ك�ان في�ه من خ�ير، وبمض�اعفة الل�ه -ع�ز •>ا إليه. وفي البخ�اري من ح�ديث أبي ا ل�ه، و�إحس�ان و�ج�ل- ل�ه ا�لعط�اء؛ ت�كريم�>

ب�ينم�ا أي�وب يغتس�ل عري�ان�>ا، )): هري�رة�،� أن� ا�لن�بي �-�ص�لى ا�لل�ه �علي�ه �وس�لم�- ق�الر? ع�لي�ه رج�ل ج�ر�اد �من� ذ�هب، �فجع�ل �يح�ثي� �في ثوب�ه�، فن�اداه� رب�ه: ي�ا أي�وب، A�خ

. ((أ�لم أ�كن أ�غن�ي�تك �عم�ا ترى�؟ قا�ل: �بلى ي�ا رب، و�ل�كن ال� غنى لي� عن بر�كتكف�ن�زل علي�ه �ال�ذهب �ف�ي ش�كل �جماع�ات� ا�لج�ر�اد، �فأخ�ذ يجمعه�ا، ويلتق�طه�ا في� ثو�ب�ه، �فلم�ا� س�أله �الل�ه ع�ن ع�طا�ئ�ه إ�ي�اه�، �أق�ر� ل�ه -�علي�ه �الس�الم-� بأ�ن�ه أ�غن�اه، ل�كن�ه

. مع ذل�ك ال يستغني عن �الزيادة في رح�مة الل�ه وبركته وإنعامه

Page 98: الدرس الرابع

وهك�ذا ع�اش أي�وب في النعم ال�وافرة وخ�يرات •الل�ه الكث�يرة ح�تى لقي رب�ه عن عم�ر يزي�د على ا، فص�لى الل�ه علي�ه وعلى نبين�ا وآل�ه تس�عين عام�>

. وسلم

Page 99: الدرس الرابع

ثم ننتق�ل إلى الرك�ائز والمع�الم األساس�ية في ال�دعوة إلى . الل�ه م�ن� وحي قص�ة أي�وب، �علي�ه� وع�لى نبين�ا ال�ص�الة �والسالم

ال ش���ك أن من أهم ال���دروس ال���تي ينبغي أن •يأخ�ذها ال�دعاة من ه�ذه القص�ة: هي عاقب�ة الص�بر، فال ش�ك أن ن�بي الل�ه أي�وب ابتاله الل�ه تع�الى في ا، ح�تى قص خ�بره علين�ا في ه�ذا الب�اب بالء> عظيم�>كتاب�ه، ثم إن�ه حYم�دت عاقب�ة الص�بر، ف�إن عاقب�ة

. الصبر محمودة وال شك

Page 100: الدرس الرابع

ولق�د رأين�ا أي�وب -علي�ه الس�الم- يبتلى في نفس�ه ومال�ه وأهل�ه وول�ده، فال •يج�زع�، ويظ�ل� على �حس�ن الظن ب�الل�ه -ع�ز وج�ل- و�على جمي�ل الص�بر م�دة> >ا بق�ض�اء الل�ه تع�الى و�ق�دره�، وال�دعاة أح�وج الن�اس إلى الص�بر؛ طويل�ة>، ر�اض�يا م�ا يتمكن األع�داء ألنه�م هم ال�ذين يج�ا�بهون أ�ع�داء� الل�ه �في األرض�، وكث�ير>من�هم، وح�ينئ�ذ� يك�ون� الص�بر مالذهم و�م�أواهم�، والل�ه -تب�ارك وتع�الى- يوج�ه

وس�لم وآل�ه علي�ه� -ص�لى� �الل�ه� فيق�ول� �لنبي�ه ا�لعزي�ز،� ف�ي �كتاب�ه ه�ذا -: إ�ل�ى ا} A�هZ Aي \رZ عAل� Aب ط� Z�ا�صAالة\ �و \ا�لص�? AهZل�AكA ب رZ أ� Y�م

Z (. فه�و اص�طبار 132ط�ه:� من �اآلي�ة�: ){وAأا� أقس�م Aم�? ع�ل�ى� ه�ذ�ه ال�دعوة�، وم�ا� يق�ع� �ف�يه�ا�،� وه�ذ�ا �أ�ي�وب �-�ع�لي�ه� الس�الم-� لعل�ى� �أن يض�ر�ب ز�و�جت�ه �ما�ئ�ة�A س�وط�، ع�ل?م�ه ال�ل�ه أن �ي�بر� بقس�م�ه و�ال ي�ؤ�ذي ا �معه�ا�، ولم� �ي�أمر� �الل�ه� ت�ع�الى� أي�وب� ا �رقي�ق�> زو�جت�ه�؛ لي�تعلم� �كي�ف يك�ون� رف�يق�>ب�تر�ك الض�رب ب�ا�لكلي�ة، لي�علم� أ�ن� من �ح�ق �ال�ز�و�ج� أن ي�ؤ�د�ب زوج�ه� في ح�دود�

. الر�فق وا�لمودة� والرحم�ة

Page 101: الدرس الرابع

ا: الثق�ة المطلق�ة في الل�ه -تب�ارك وتع�الى- والداعي�ة أح�وج الن�اس • ومن ال�دروس أيض�>إل�ى ه�ذا، �إن الثق�ة في �الل�ه� تمأل �القلب ق�و�ة، وال�دعاة إلى الل�ه -ع�ز وج�ل- يواجه�ون

ا، ول�ذا لم يكن - م�ا ي�واجه�ون و�هم يحتس�بون في �ه�ذا عن�د� الل�ه -تب�ارك� وتع�الى أج�ر>ع�جيب �عن�د العق�الء �م�ا ن�راه� من أنبي�اء �الل�ه تع�الى وهم يس�تمرون في ال�دعوة إلى الل�ه�، بال أتب�ا�ع وبال� أنص�ار� من الن�اس، فق�د� م�ر معن�ا في قص�ة أي�وب أن�ه رفض�ه الن�اس جميع�>ا إال �رجالن م�ع زو�ج�ه،� فك�ان ه�ذان �يختلف�ا�ن إلى أي�وب وي�ذهبان إلي�ه، ويس�معان من�ه، وأي�وب -�علي�ه الس�الم�- يض�رب المث�ل� األعلى في الثق�ة المطلق�ة بالل�ه -ع�ز ا يش�فيه، فلم�ا أراد الل�ه ل�ه وج�ل�- لم ي�ذهب إ�لى ط�بيب ي�عالج�ه،� ول�م يلت�مس طريق�>: إ�ني مس�ني الض�ر. يع�ني: ين�ادي رب�ه -ع�ز ال�نج�اة� والش�فاء، �أخ�ذه �إلي�ه فن�اداه ق�ائال>وج�ل�- أن�ه� مس�ه� الض�ر، وأ�ن الل�ه- ت�ب�ارك �وتع�الى- ه�و أرحم ال�راحمين بعب�ارة رقيق�ة وإش�ارة رف�يق�ة إلى� حال�ه،� حينئ�ذ� ج�اءه� األم�ر �من الل�ه -ع�ز وج�ل- باالغتس�ال في الم�اء ال�ذي� نب�AعA ل�ه بع�د أن� ض�رب األرض بقد�م�ه، �وأع�ا�د ل�ه م�ا أخ�ذ من�ه، وزاده ف�وق ذل�ك

. من أ�هل ومال، �ومثل ذلك �من ثواب الله -عز �وجل- كثير� وكثير

Page 102: الدرس الرابع

ومن ال�دروس ال�تي تس�تفاد من ه�ذه القص�ة: أن�ه •ال ب��د من األخ��ذ باألس��باب المش��روعة، فلم يكن بعي�د>ا على الل�ه تع�الى أن يش�في أي�وب بال عم�ل وال دع�اء، ولكن الل�ه تع�الى أم�ره أن يض�رب األرض بقدم�ه؛ لينب�ع الم�اء، فيغتس�ل من�ه وليش�رب، وب�ذلك ي�زول م�ا ببدن�ه وباطن�ه من األذى، أم�ره الل�ه تع�الى ب�ذلك؛ ليعلمA الن�اس من بع�ده أن األم�ور إنم�ا تج�ري وف�ق أق�دار الل�ه، واألق�دار ترتب�ط باألس�باب ال�تي يق�وم به�ا الن�اس ح�تى ال يتكل�وا، والن�بي -ص�لى الل�ه

ي�ا عب�اد الل�ه، ت�داووا، ف�إن )): علي�ه وآل�ه وس�لم- ق�ال. ((الله لم يضع داء> إال وضAعA له شفاء>

Page 103: الدرس الرابع

-: ومن األخ�ذ باألس�باب ق�ول الل�ه تع�الى لنبي�ه -ص�لى الل�ه علي�ه وآل�ه وسلم•\ي�ن} ZمYؤ�Zم\ن ال ر\ه\ و�Aب�\ Z�صA \ن دAكA �ب Aي�? ذ\ي� أ� وA ال�? Y�(.� والن�بي -62األنف�ال: من �اآلي�ة: ){ه

في د�عوت�ه آخ�ذ� ب�األس�باب �في ك�ل وقت وع�لى - ص�لى� �الل�ه �علي�ه و�آل�ه و�س�لمس�با�ب ومراع�اة ا�لواق�ع� أن يله�ج اللس�انY بال�دعاء، : ك�ل ح�ال،� وم�ن �ا�ألخ�ذ� باأل�

ف�إن �ا�ل�دعاء �من� ه�ذه �األس�ب�اب� ال�تي ي�عج�ل ا�لل�ه تع�الى به�ا النص�ر�، وي�رف�ع ال�ل��ه� تع��ا�لى �به��ا �الض��را�ء�، و�يح��ول� ب�ه��ا �ال�بأس��اء�. ف�ال��دعا�ء الخ��ا�ل�ص عب��ادة� �م�ر. س�باب �ال�ت�ي �يتح�و�ل� به�ا �الح�ال،� و�يتغ�ير �به�ا األ� حق�ي�قي�ة، و�ه�و من �أ�ق�ر�ب األ�ول�ه�ذ�ا ا�ل�د�عاةY إ�لى ا�لل�ه تع�ا�لى أح�و�جY �الن�ا�س� �إل�ى ه�ذا �الس�بيل،� وعليهم �أ�ن يلج�ئ�وا �إلى �الل�ه� �في الس�ر�اء والض�را�ء؛ لي�د�وم� ل�هم الع�ط�اء،� ول�يتحق�ق ل�هم ال�نص�ر، �وليت�مكن�و�ا� من نش�ر� �دين ال�ل�ه�، �ول�يبق�وا �م�ع� العافي�ة إل�ى أن� يص�ل�وا

. إلى� مب�تغ�اهم م�ن دع�وتهم� بين �الن�اس �وعند ا�لله ت�بارك وت�عالى

Page 104: الدرس الرابع

به�ذا نك�ون ق�د أتين�ا على المهم من ه�ذه ال�دروس •ال�تي يس�تفيدها ال�دعاة إلى الل�ه -ع�ز وج�ل- من

. قصة أيوب، عليه وعلى نبينا الصالة والسالموبه��ذا نك��ون ق��د انتهين��ا من المحاض��رة الثامن��ة •

تب�ارك وتع�الى- أن ينفعن�ا وإي�اكم بم�ا -نس�أل الل�هفي ه��ذا القAص��ص النب��وي المب��ارك من الرك��ائز، والمع�الم األساس�ية، واألص�ول النبوي�ة في ال�دعوة إلى -ع�ز وج�ل- وآخ�ر دعوان�ا أن الحم�د لل�ه رب

العالمين

Page 105: الدرس الرابع

-دعوة ذي الكفل -عليه السالم

دA ذك�ر ن�بي الل�ه ذي الكف�ل في آي�تين من كت�اب الل�ه تع�الى في • AرAومAاع\يلA }:� و"ص"، يق��ول� الل��ه تع��الى" س��ور�تي "�األنبي��اء� Z��س\ وAإ

Aر\ين\ اب لh م\نA الص��? Y��ل\ ك Z��ك\فZ \دZر�\يسA �وAذAا� �ال نبي��اء: اآلي��ة: � ){وAإ� (.85األ�ار\} A��ي ZخA لh م\نA األ Y��كAل�\ و Z��ك\فZ عA وAذAا ال A��سA Zي مAاع\يلA وAا�ل Z��س\ رZ إ Y��كZاذAص: ){ و

(. 48اآلية: والظ�اهر من ذك�ره -علي�ه الس�الم- في الق�رآن بالثن�اء واإلك�رام، •

م�ع �كو�ن�ه ورد� ا�س�مه مق�رون�>ا� �بأس�ماء� �ثل�ة من أ�نبي�اء �الل�ه� تع�الى بال خالف، كإس�ماعيل وإد�ريس� وا�ل�يس�ع�، �ه�ذا� كل�ه ي�دل �على أن�ه م�ن أن�ب�ي�اء ال�ل�ه ت�ع�الى، �وه�ذا ه�و الم�ش�هو�ر. وإن ورد �عن بعض العلم�ا�ء أن� ذا ا�لكف�ل� ليس �ن�بي��ا،� ولكن�ه ع�ب�د ص�الح�، ت�كف�ل� بب�ني قوم�ه ب�أن يكفي�هم أم���ره�م، في�قض���ي لهم ح���اجته�م، وي�حكم �ب�ينهم بالع���دل

. وبال�حق، �ففع�ل ذلك، ف�سمي �بذي ال�كفل�

Page 106: الدرس الرابع

اه، وقي�ل: ألن�ه تحم�ل • وقي�ل: إنم�ا س�مي ك�ذلك؛ ألن�ه تكف�ل ب�أمر� فوف�?ا، وينس�ب ض�عف� غ�يره �في ال�عم�ل�، وث�واب�ه ض�عف ث�و�اب غ�يره �أيض�>

. ه�ذا ا�لرأي �لمجاهد،� وقAتادة�وي�ذهب آخ�رون منهم ش�يخ اإلس�الم ابن تيمي�ة -رحم�ه الل�ه- وغ�يره: •

إلى� أن ذ�ا الك�ف�ل ن�بي من األنبي�اء،� وق�د اس�تدلوا ب�أن الكف�ل اس�م مفي��د و�معن��اه:� الن�ص��يب، وس��ماه الل��ه ب��ذ�لك عل�ى س��بيل التعظيم واإلك��رام، ف��و�جب أن �يك��ون ال�كف��ل� ه��و كف��ل ا�لث��واب أي: نص��يب الث�واب؛ ألن ا�لل�ه تع�الى جع�ل ع�مل�ه ض�عف� عم�ل غ�يره، وجع�ل ث�واب عم�ل�ه ض�ع�ف ث�واب غ�ير�ه، وك�ا�ن في زمان�ه أ�نبي�ا�ء، وه�ذا ي�رجح كون�ه من� األن�بي�ا�ء؛ ألن�ه �ال يج�وز �أن �يك�ون ث�و�اب الرج�ل الص�الح -إن قلن�ا ب�ع�دم �ثب�وت �نبوت�ه- �أفض�ل من ث�و�اب الن�بي مهم�ا ك�ان العم�ل ال�ذي

Yلف به .�ك�

Page 107: الدرس الرابع

ثم إن الل�ه -تب�ارك وتع�الى- ك�رم اس�مه كم�ا ق�دمنا، وذك�ره م�ع إس�ماعيل •ا ملقب�ة -وإد�ريس،� وه�ؤ�الء كم�ا قلن�ا- أ�نبي�اء، ف�ه�و ن�ب�ي مثلهم، والس�ورة أيض�>

. بسور�ة األن�بيا�ء، فكل مAن ذكر�ه الله �-عز وجل�- فيها فهو نبييذكر الترم�ذي: أن ذا الكف�ل من أنبي�اء ب�ني إس�رائيل، وب�رغم أن اآلي�ات لم •

تف�ص�ل في ح�ركت�ه بال�دعو�ة، إال أن� األوص�اف ال�تي أوردته�ا الس�ورة عن�ه -علي�ه الس�الم- �ت�دل عل�ى مالمح� دع�وت�ه. �وق�د رو�ى� ابن� جري�ر، وا�بن ح�اتم، �وابن أبي > على ح�ا�تم، عن� م�جاه�د أن�ه �ق�ال�: لم�ا ك�بر ال�ي�س�ع �ق�ال�: ل�و� أن�ي اس�ت�خلفت رجال�الن�اس يعم�ل �عل�يهم في� �حي�اتي؛ ح�تى أ�نظ�ر� كي�ف يعم�ل�، فج�م�ع ال�ن�اس، ف�ق�ال: مAن� �يتقب�ل� ل�ي بثالث أ�س�تخلفه:� يص�وم ا�ل�نه�ار، وي�ق�وم الل�ي�ل، وال يغض�ب؟ �ق�ال: فق�ام رج�ل تز�دري�ه ا�لعين�،� فق�ال�: �أن�ا، فق�ال: �أنتA ت�ص�وم ا�لنه�ار وتق�وم� اللي�ل وال� �تغض�ب�؟ �ق�ال:� نع�م�، ق�ا�ل�: ف�رده�م� ذل�ك� الي�وم�، وق�ا�ل �مثله�ا� الي�و�مA �اآلخ�ر�، Aت الن�اس، و�ق�ام� ذل�ك �الر�ج�ل�، �فق�ال: �أ�ن�ا، �فاس�تخل�فه، ف�س�م�اه ا�لل�ه تع�الى فس�ك�ن�ه �تكل�ف ب�أمر��، ف�وف�?ى ب�ه،� �وه�ذا� �ذك�ره ابن� �كث�ير �في )ا�لب�داي�ة ذا� ا�لكف�ل؛� �أل�

(.والنهاية

Page 108: الدرس الرابع

فمن وف?ى لل�ه وفى الل�ه ل�ه، وألبس�ه رداءA عمل�ه، والج�زاء من •جنس �العم�ل، ومن غلAب� عل�ي�ه م�ا و�فى �ب�ه� س�م�اه� الل�ه تع�ا�لى ب�ه؛ �

ج�ل� ه�ذ�ا ج�ع�ل ا�لل�ه �-�ع�ز و�ج�ل- اس�م�ه ذ�ا ا�لك�ف�ل، �و�جعل�ه قرآن�>ا� وأل�YتلAى�، ف�أ�ي�[ ش�رف� �وأ�ي ج�زاء �ف�وق ه�ذ�ا؟ ه�ذا ج�زاء ا�لمتهج�دين، ي�

.� و�الصائم�ين، والمق�سطين �في ح�كمهمإذا أردن�ا أن نت�بين مالمح دع�وة ذي الكف�ل -علي�ه الس�الم- فإنه�ا •

كم�ا� �هي ظ�اهر�ة� مم�ا� قص�ها� �الل�ه تع�ال�ى �أن�ه� تك�ف�ل بم�ا عه�د� إلي�ه، وو�فى �بك�ل� �م�ا �ك�ل�ف ب�ه�، و�ذل�ك د�لي�ل على� قي�ام�ه� ب�أ�م�ر ال�دعوة Aع\ثY Yل�ف �به�ا، والقض�ية� ال�تي� ب و�ال�بالغ�؛� ألن�ه�ا �موض�وع �ر�س�ال�ته ال�ت�ي �كله�ا�،� وك�ا�ن� -ع�لي�ه �ا�لس�الم- يت�ك�ف�ل� ل�ك�ل �إ�نس�ان� �بحاج�ت�ه، ف�قص�ده أص�ح�اب� ا�لح�اج�ا�ت،� �و�به�ذا �س�هYل �أمام�ه� �االتص�ال� ب�هم،� �وس�ه�ل أمام�ه

.� أن يد�عوهم إ�لى ال�له تعالى

Page 109: الدرس الرابع

ثم إن ذا الكف����ل -علي����ه الس����الم- ك����ان من •الص��ابرين، وهي ص��فة أساس��ية في نبوت��ه، فبه��ا ي�ؤدي ح�ق الل�ه تع�الى وح�ق الن�اس، ويتحم�ل م�ا يعارض�ه وم�ا يعادي�ه، ويتحم�ل م�ا يوج�ه إلى شخص�ه ، أو لدعوت�ه، أو نح�و ذل�ك، الك�ريم؛ لكون�ه رس�وال>وه�و أيض�>ا من األخي�ار، وخيري�ة الرس�ول دائم�>ا تك�ون لنفس�ه وللن�اس، فه�و يحم�ل خيري�ة في ذات�ه، يحم�ل خيري�ة في دني�ه، يحم�ل خيري�ة في عقيدت�ه، يحم�ل خيري�ة في ش�ريعته وعبادت�ه، يحم�ل خيري�ة للن�اس بنص�حه وإرش�اده، يح�اول إص�الح حي�اتهم، ويح�اول إص���الح آخ���رتهم، يبص���رهم بم���ا يجب لهم على

.الله، وبما يجب عليهم لله تعالى

Page 110: الدرس الرابع

هذه المالمح مس�تفادة من الص�فات ال�ذي ذكرن�ا. •وأم�ا بي�ان الوق�ائع ال�تي ت�دل عليه�ا، فه�ذا مم�ا لم ينت��ه إلي��ه علمن��ا، ولم يتكلم علي��ه المفس��رون والمؤرخ�ون، وك�ل م�ا فص�ل في�ه فال دلي�لA علي�ه، ول�ذلك ك�ان االكتف�اء بم�ا ورد في كت�اب الل�ه أولى

من الدخول فيما ال تحمد عقباه

Page 111: الدرس الرابع