الخائفون من الإسلام

28

Upload: noor

Post on 07-Mar-2016

249 views

Category:

Documents


16 download

DESCRIPTION

 

TRANSCRIPT

Page 1: الخائفون من الإسلام

٠

Page 2: الخائفون من الإسلام

١

، ويرتل السكينة على املؤمنني، احلمد هللا الذي يقذف الرعب يف قلوب الكافرين .ونستنصره على الطغاة واملستكربين، ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، حنمده ونستعينه

ومن يضلل فال ، من يهد اهللا فال مضل له.ت أعمالناوسيئا، ونعوذ باهللا من شرور أنفسنا .ومن يذل فال معز له، ومن ينصر فال غالب له، هادي له

وأتباعه ، وصحابته اخلريين، وعلى آله الطاهرين، ونصلي ونسلم على رسول اهللا : وبعد .وجنده يف كل زمان ومكان إىل يوم الدين

ومن كان يف شك من .لقد غدت أمتنا يف هذه األيام يف أمس احلاجة إىل التغيري، فلينظر إىل أحوالنا السياسية واالجتماعية واالقتصادية والفكرية والعسكرية، هذه احلقيقة .ن أخرىاو مجاعة دو، أو قوم دون قوم، ال يقتصر فيها على بلد دون بلد، نظرة شاملة

ويكفيين أن أشري إىل ، فليس هذا مقامه، ولست حباجة إىل تفصيل القول يف هذه األحوالوالتبعية السياسية واالقتصادية والفكرية واملوازين ، التمزق السياسي الذي يسود أمتنا

والثمار املرة اليت قطفناها من وراء ذلك .املقلوبة اليت غدونا حنكمها يف حياتنا االجتماعيةويف اية املطاف وقوع حتت أرجل كالب البشرية فما ، ظلم وفساد وضنك حياة: كله

ومزيد من ، ومزيد من الضعف والتأخر، وإال فمزيد من الضياع! أحوجنا إىل التغيري .التبعية واهلزمية

وال ، الذين ترعروا على الفساد واإلفساد، وإا حلقيقة ال جيادل فيها إال الطفيليون .وعلى أشالء األمة املمزقة، ون احلياة إال يف ظالل اهلزميةيستطيع

ويركبوا املوجة اليت ، وحىت ال نتيح الفرصة ألعداء أمتنا أن يصطادوا يف املاء العكر وحنو، فيوجهوا الركب الظمآن إىل اخلالص حنو السراب، أحدثتها هذه احلاجة إىل التغيريومترغت يف أوحاهلا دهرا ، اليت حفروها هلاواملستنقعات، الشباك اليت نصبوها ألمتنا

ووعي ، ال بد لنا من رؤية واضحة، نعم حىت ال نقع يف فخاخهم مرة أخرى، طويالإننا حباجة إىل رؤية : وما يدبر هلا من املكر واخلداع ، ملا حياك ألمتنا من املؤمرات، شامل

السالح الفعال الذي وتدلنا على.واخلائن واملخلص، تكشف لنا عن العدو والصديق

Page 3: الخائفون من الإسلام

٢

وتعرفنا على األصيل الذي يريد اخلري .واسترداد الكرامة واألوطان، نستطيع به رد العدوان، والسعادة والنجاة يف تلك اآلخرة، ألمته ويأخذ يدها إىل القوة والعزة يف هذه الدنيا

، ة الطاغيةوربطها بأذيال األمم املستكرب، وعلى العميل الغادر الذي يبتغي إذالل أمته .مقابل عرض من احلياة الدنيا

على ، ونتخذ، إننا حباجة إىل هذه الرؤية الواضحة لنحدد مسارنا حنو اخلالص .مواقفنا من الناس واألحداث، ضوئها

كان اختيار هذا املوضوع اخلطري – أيها اإلخوة واألخوات –من هذا املنطلق

:الذي سنتحدث عنه يف هذه الليلة املباركة

من هم ؟ وما أصنافهم وطوائفهم ؟ ؛اخلائفون من اإلسالموما العالقة بينهم والرابطة التي جتمعهم ؟ ملاذا يخافون من اإلسالم ويخشون صحوة املسلمني إلى درجة تصل إلى حد اجلنون ؟ وكيف ميكرون بأمة اإلسالم ؟ وما غاياتهم وأهدافهم من

وراء هذا املكر ؟

قبل أن أبدأ باإلجابة على هذه األسئلة أجدين مدفوعا إلظهار األمل واألسف

إن الدين : الذين خدعوا مبقولة األعداء ، املضللني من أمتنااملغفلني واحلسرة على بعض الذي كان وما ، وعمموها حىت مشلوا ا اإلسالم.أفيون الشعوب وسبب تأخرها وضعفها

!!!فيقفون منه موقف الصد والعداء ، ألمتنازال املنقذ الوحيد

:إننا نسأل من بقي عنده من هؤالء ذرة من إخالص أو غرية ومنذ مىت حيرص أعداء ! منذ مىت أصبح العدو خيشى علينا أن نتخدر أو نتأخر ؟

، ومنذ مىت أصبح العدو منقذا لنا من أسباب الضعف! أمتنا على صحتنا وصحوتنا ؟ !منذ مىت ؟! لى أسباب القوة واملنعة ؟ودليال لنا ع

Page 4: الخائفون من الإسلام

٣

وغذوها بعد ذلك ، إن الذين تظاهروا على زرع دولة العدوان يف بالد اإلسالم

م الذين لقنوا أولئك املضللني ه، باملال والرجال من كفار الغرب والشرق على السواء وواهللا لو كنا على دين يبعث على التأخر والضعف أليدونا وشجعونا .تلك املقولة املاكرة

.عليه وحاربوا اخلارجني عليه كما حياربون الدعاة إىل اإلسالم يف هذه األيام

وفريق .الغربيني منهم والشرقيني، فريق الكافرين: م فريقان إن الذين خيشون اإلسال

وبني .ويعيشون بني أظهرنا، وحيسبون عليها، املنافقني وعباد اهلوى ممن ينتسبون إىل أمتنا، كتلك الصالت اليت تقوم بني التاجر والسمسار، وعالقات وثيقة، الفريقني صالت كثرية

.وأساسها الربح املتبادل للطرفني

باحلديث عن الفريق األول ؛ ألنه يف تقديري كاألصل – إن شاء اهللا –وسنبدأ

وأساليبه يف ، منه يأخذ ويستقي ويستوحي خوفه من اإلسالم، والنبع بالنسبة للفريق الثاين :فنقول واهللا املستعان ، تدمري املسلمني

ار الشرق والغرب خيافون من دين اإلسالم يقتضي إن فهم السر الذي جيعل كف

وخططهم لتحقيق هذه ، إلقاء الضوء على حقيقة الكفر وأهداف الكافرين يف األرض :األهداف

وعدم اخلشية ، هو الكفر باهللا عز وجل، إن هؤالء األعداء جيمعهم وصف واحدا األساس صاغوا وعلى هذ.وعدم االعتراف بربوبيته على اخللق وألوهيته عليهم، منه

والنتيجة احلتمية ملثل هذه العقيدة هي .وتصورام عن احلياة، فلسفام عن الوجودوحماولة السيطرة عليهم وإخضاعهم وتذليلهم ، واالستكبار على العباد، الطغيان يف األرض

وتسخريهم ؛ ألن الكفر والطغيان توأمان ؛ وهلذا السبب وصف اهللا تعاىل يف كتابه الكرمي يف عشرات – وهو جماوزة احلد –الكفار بوصف االستكبار والعلو يف األرض والطغيان

Page 5: الخائفون من الإسلام

٤

فقال ، ووصف املؤمنني الفائزين باآلخرة بعدم العلو والفساد يف األرض، اآليات الكرميات﴾ ض وال فساداتلك الدار الآخرة نجعلها للذين ال يريدون علوا في الأر ﴿سبحانه وتعاىل

وهي التفسري الصادق جلميع حروب أهل اجلاهلية ومكرهم ، فهذه قاعدة ال تتخلف، )١( .ببعضهم وباملؤمنني

أملانيا فوق : يف املاضي القريب هو ، وإذا كان الشعار الذي رفعته أملانيا النازية: سواء كانوا شرقيني أو غربيني ، غيت األرض اليومفإن هذا اهلدف ال يفارق طوا، اجلميع

وكـل دولة كافرة ال حتسب ، وروسيا كذلك، فأمريكا تسعى لتكون فوق اجلميع .خلالقها حسابا

، ومجيع مكرهم ومؤامرام، والكفار يسخرون هلذا اهلدف مجيع طاقام وقدرام

وكان ، وإخضاعهم هلم، ترمي إىل تذليل شعوب األرض، وما زالت، نت سياستهمفكا غري أم اصطدموا بواقع املقاومة .معظم اعتمادهم يف قرون مضت على قوم العسكرية

مما كلفهم تكاليف كثرية جدا مقابل انتصارات غري ، العنيفة يف بالد اإلسالم خاصةوسيلة لتذليل شعوب الشرق املسلمة هي انتزاع فدلتهم جتارم على أن خري ، حامسة

.والقضاء على منابع القوة يف أبنائها، السالح منهاومن هذه النتيجة بنوا سياسام اجلديدة على ضرورة تطبيع مجيع العناصر املؤثرة يف

ويف طريقهم غلى ذلك كان ال بد من حتقيق .وانتزاع روح املقاومة منها، األمة اإلسالمية مرحلية يف إجياد نوعيات خاصة ذات مواصفات معينة من األمم واحلكام وأنظمة أهداف

.احلكم والشعوب

ومزقا من الدويالت ، وبناء على هذا املكر كان ال بد من إجياد امة مقطعة األوصال

وكان ال بد من إهلاء كل مزقة ، ريال جتمعها رابطة أو عالقة هلا وزن أو تأث، والشعوبحبيث ال جتتمع اثنتان منها على هدف واحد له قيمة ، بأماين خاصة وأهداف صغرية

ومن . وكان ال بد من القضاء على مجيع الروابط احلقيقية اليت تؤلف بني القلوب.حقيقية .٨٣اآلية : القصص )١(

Page 6: الخائفون من الإسلام

٥

جتمع إن الوحدة اإلسالمية (:يقول القس سيمون ، هنا كان خوفهم من وحدة املسلمنيومن أجل ذلك .. .وتساعد على التملص من السيطرة األوروبية، آمال الشعوب اإلسالمية

ويقول املبشر لورنس براون ، )جيب أن حنول بالتبشري اجتاه املسلمني عن الوحدة اإلسالميةاما ، إذا احتد املسلمون يف امرباطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العامل وخطرا( :

جيب أن يبقى العرب واملسلمون متفرقني ، فإم حينئذ بال وزن وال تأثري، وا متفرقنيإذا بق "اإلسالم والغرب واملستقبل " ويقول أرنولد توينيب يف كتابه ، )ليبقوا بال قوة وال تأثري

.)٢( )ظحسابنا أن النائم قد يستيق لكن جيب أن نضع يف، إن الوحدة اإلسالمية نائمة(

اليت ، قوال والتحذيرات تفسر لنا صنيع املستعمرين يف بالد اإلسالمولعل هذه األوقطعوها ، حيث مزقوا أوصاهلا، وقعت حتت سيطرم بعد هزمية األتراك يف احلرب العاملية

وجعلوا لكل واحدة منها مشكلة خاصة تتلهى ا عن اهلدف ، إىل عشرات الدويالت .السامي

ألم يعلمون أن ، بنصيب األسد، كر والكيدمن هذا امل، ولقد خصوا أمة العربيقول مورو ، كما يعتقدون حبق، فهي مفتاح األمة اإلسالمية، عزة العرب تعين اإلسالم

لقد ثبت تارخييا أن قوة العرب تعين قوة اإلسالم " (العامل العريب املعاصر " بريجر يف كتابه .)٣( )مفليدمروا ليدمروا بتدمريهم اإلسال

وقطعوا أمتنا العربية إىل دويالت خمتلفة املقاصد ، ملوا ذه الوصية احلاقدةولقد عجعلوا هلا رابطة واهية ، وضرارا على الوحدة احلقيقية، وذرا للرماد يف العيون.والغاياتتعميقا لروح ، وزرعوا فيها بذرة الفشل من أول األمر، "جامعة الدول العربية " مسوها

.عرب من الوحدة أو التالقياليأس يف قلوب الكانت املرحلة ، وبعد أن استطاع الكفار متزيق األمة اإلسالمية بقوم العسكريةفكان ال بد من ، التالية تقتضي ترتيب األمور الستمرار هذا الوضع الذي أحدثوه يف أمتنا

، خرامرتبطة بسياسام أوال وآ، متضاربة الوسائل واألهداف، إقامة أنظمة دكتاتورية، بعضها تبع للشرق، فكان ما كان بعد ذلك من تقسيم هذه النظم إىل تقدمية ورجعية

وضمنوا والءهم ، واختاروا حلراستها حكاما صنعوهم على أعينهم، وبعضها تبع للغرب، ليخمدوا كل معارضة ملسرية الذل، وأشاروا عليهم بالدكتاتورية والتسلط، وتبعيتهم

.وتعيد لألمة قوا وعزا، تصحح املسار، م كل صحوة خريةوليكونوا حجر عثرة أمادمروا اإلسالم وأبيدوا : قادة الغرب يقولون "انظر هذه األقوال يف كتاب جالل العامل )٢(

دار العربيـة للطباعـة ، طبع بريوت ٧٣ص يف كتابه املذكور وانظر قول توينيب . "أهله . تعريب الدكتور نبيل صبحي ،والنشر والتوزيع

.انظر كتاب جالل العامل املشار إليه )٣(

Page 7: الخائفون من الإسلام

٦

إذا أعطي املسلمون (مسيث. ك.اخلبري بشؤون الباكستان و، يقول املستشرق األمريكيفإن اإلسالم ينتصر يف هذه ، وعاشوا يف ظل أنظمة دميقراطية، احلرية يف العامل اإلسالمي

وينصح ، )بني الشعوب اإلسالمية ودينهاولة وبالدكتاتوريات وحدها ميكن احليل.البالددكتاتوريات ، رئيس حترير جملة التامي احلكومة األمريكية أن تنشئ يف البالد اإلسالمية

عسكرية للحيلولة دون عودة اإلسالم للسيطرة على األمة اإلسالمية وبالتايل االنتصار على ا أن يوصوا طواغيتهم بإعطاء إال أن منظري املكر والكيد ألمتنا مل ينسو.العرب وحضارته

.)٤(الشعوب فترات راحة ؛ إذ يعلمون أن طول القهر يولد االنفجار

وأما الشعوب ، ذلك هو النوع الذي خططوا إلخراجه من أنظمة احلكم واحلكام

قق هلم مقصدهم يف السيطرة فقد أرادوا هلا صياغة خاصة حت، اليت يعتربوا مكمن اخلطروتقتلع منهم مجيع احلواجز الفكرية ، وتفقدهم روح املقاومة، وتسلس هلم قيادها، عليها

وتضخم فيهم روح االستهالك ، والنفسية اليت تصدهم عن قبول الضيم والذل واالستعبادوجتردهم ، وختدرهم، وتزرع فيهم بذور اليأس والقنوط، ومسومهم القاتلة، ملنتجام اخلبيثة

.وتلهيهم باألماين الصغار عن الغايات الكبار، من أي سالح فعالأرادوا هلم صياغة أحسن وصف هلا ما جاء على لسان صموئيل زومير رئيس

:فقد قال هلم ، مجعيات التبشري يف إحدى املؤمترات خماطبا املبشرين احلاضرين ا يف البالد احملمدية ليست يف إن مهمة التبشري اليت ندبتكم دول املسيحية للقيام(

إن مهمتكم أن خترجوا املسلم .فإن هذا شرف ال يستحقونه، إدخال املسلمني يف املسيحية .ليصبح خملوقا ال صلة تربطه باألخالق اليت تعتمد عليها األمم يف حياا، من اإلسالم

لقد هيأمت مجيع .وبعملكم هذا تكونون طليعة الفتح االستعماري يف املمالك اإلسالميةوهو إخراج املسلم ، العقول يف املمالك اإلسالمية لقبول السري يف الطريق الذي سعيتم له

جيال ال يهتم ، إننا ال نريد أن تعدوا جيال مطابقا ملا أراده له االستعمار.من اإلسالم، ويسعى للحصول على الشهوات بأي أسلوب، وحيب الراحة والكسل، بعظائم األمور

وإذا مجع املال ، إن تعلم فللحصول على الشهوات، وتصبح الشهوات هدفه يف احلياةوجيود بكل شيء يف سبيل ، فللشهوات وإذا تبوأ أمسى املراكز ففي سبيل الشهوات

.نفسه )٤(

Page 8: الخائفون من الإسلام

٧

)إنكم إن فعلتم ذلك كانت مهمتكم تتم على أكمل الوجوه: أيها املبشرون .الشهوات)٥(.

وهي خطة ال يستطيعون تنفيذها إال .تلك هي خطة األعداء لتطبيع أمتنا وتطويعهاوكل منهج من مناهجه يفوت عليهم ، يف غيبة اإلسالم ؛ ألن كل مبدأ من مبادئ اإلسالم

. ومن هنا يبدأ رعبهم من هذا الدين.صيالجناح تلك اخلطة مجلو وتفلقد عرفوا أن اإلسالم هو اجلدار الصلب الذي يقف أمام خطتهم تلك ويعطل

.عرفوا ذلك من خالل جتربة ودراسة، عليهم مسريم حنو حتقيق سيطرم على العاملمنذ ظهوره وانتشاره إىل ، أما التجربة فهي تلك اليت خاضوها مع جند اإلسالم

، ولقد دلتهم على أن اإلسالم كان دائما وراء كل مقاومة وثورة ومعارضة.نا هذايومفربز هلم اإلسالم يف شخص ، وجدوها يوم حاولوا السيطرة على أمتنا يف احلروب الصليبية

.وأرغمهم على التراجع الذليل، صالح الدين األيويب

جز املنيع الذي بناه اإلسالم فاصطدموا باحلا، عرفوها يوم حاول التتار اجتياح ديارنا .يف أمثال قطز وبيربس

فاضطروا ألهون الشرين ، عرفوها يف اهلند يوم أثار عليهم املسلمون ثائرة اجلهاد .عليهم وهو حتجيم املد اإلسالمي يف بقاع حمددة غمروها قبل خروجهم منها .ينعرفوها يف أفغانستان يوم اضطر اإلنكليز للتراجع أمام ضربات ااهد .عرفوها يف ثورة اجلزائر عندما قادها املشتاقون إىل الشهادة واجلهاد

ويف عز الدين القسام الذي أشعل ، وعمر املختار، عرفوها يف عبد القادر اجلزائري .يومها روح اجلهاد يف أبناء البالد

.ويف صور باهر والفالوجة، عرفوها يف جند اهللا الذين جربوهم على ضفاف القناة

دار اإلرشاد للطباعـة ،٢٧٦ القسم األول ص " جذور البالء "عبد اهللا التل : انظر )٥( ص " قادة الغرب يقولون "لعامل وجالل ا . م ١٩٧١/ هـ ١٣٩٠ الطبعة األوىل ،والنشر . م ١٩٧٥/ هـ ١٣٩٥ الطبعة الثانية ،٥٢

Page 9: الخائفون من الإسلام

٨

عرفوا هذه احلقيقة املرة على قلوم يف كل مرة برز هلم احلاملون لراية اإلسالم لقد .بصدق وحق

هذه هي التجربة اليت دلتهم على أنه حيثما وجد اإلسالم كان مكمن اخلطر عليهم فكانت هذه ، وكانت التكاليف الكثرية والفشل الذريع، وكان التعويق على خمططام

وتفسري ، فكان ال بد هلم من معرفة التفاصيل، من تلك التجاربنتيجة جمملة خرجوا ايقوم ا عمالؤهم من مبشرين ، هذه الظاهرة من خالل دراسة شاملة وافية لإلسالم

، من تعاون ثقايف وبعثات دراسية، اندسوا بيننا حتت أمساء كثرية، ومستشرقني وخمابراتاألمساء اليت يراد ا التعمية وغري ذلك من ، وخرباء ومشاريع وشركات وسفارات

.والتضليل

، وعوامل البناء فيه، وعرفوا النوعية اليت خيرجها هذا الدين، فدرسوا اإلسالمفتأكدت لديهم النتيجة اليت خرجوا ا من جتارم ، وعناصر القوة يف عقائده ومناهجه

وحتقيق الفوقية على أهل ، وأيقنوا أن تقدمهم حنو السيطرة على العامل، املريرة مع املسلمني .وغيبة جند اإلسالم، مرهون بغيبة اإلسالم، األرض

وغذاء ال تفسده ، ذلك أم وجدوا يف هذا الدين سياجا ال ختترقه مكائدهم، خيهموقالعا عزيزة على مدافعهم وصوار، وأتراسا ال ختترقها سيوفهم ورماحهم، مسومهم

!فكيف ال خيافون منه وحيسبون له كل احلساب ؟

وهم ، ليسهل عليهم اجتياحها وتذليلها، لقد عرفتم النوعية اليت يريدوا من األممحدة إن هذه أمتكم أمة وا ﴿قال عنها را، ألنه يصنع أمة واحدة، خيافون من اإلسالم، وأخالق واحدة، وعقائد واحدة، أمة ذات أهداف واحدة.)٦(﴾ وأنا ربكم فاعبدون

فاإلسالم ال يقبل تعداد احلكام ، وزعيم واحد، ولغة واحدة، وأحكام واحدة، وقيم واحدة .وال تقسيم األرض اإلسالمية إىل دويالت، واخللفاء

فيفعل فيها كما فعل يف قبائل ، مة اليت مزقوهاإم خيافون أن يعود اإلسالم إىل األحيث كانت يف مثل ما حنن فيه من الفرقة ، العرب قبل أربعة عشر قرنا من الزمان

.٩٢اآلية : األنبياء )٦(

Page 10: الخائفون من الإسلام

٩

وعلى ، فلما أقبلت على را، وكانت وحدا تعد من املستحيالت، واالختالف والتبعيةفصاح ، ه الصالة والسالمعلي، وحممد حامل القرآن، ومن اهللا عليها بالقرآن، دين اإلسالم

، وغسلوا جباههم، فوثب الساجدون للالت والعزى ومناة، اهللا أكرب وال إله إال اهللا: م ووضعوها على األرض تعظيما خلالق الالت ، ونظفوها من رجس اخلضوع لغري اهللا

ودعوا غريهم إىل ، يعظمون إهلا واحدا، وساروا مجيعا على درب واحد، والعزى ومناة، فاستجابوا، من فرس وروم وترك، من عباد النار وعباد اهلوى وعباد العباد: مسرية اخلري

فهم خيافون من اإلسالم .وأصبحوا مجيعا بنعمة اهللا وفضله إخوانا، وانضموا إىل إخوامأن يصنع مثل تلك األمة اليت بسطت سلطان العدل على معظم بقاع األرض يف ذلك

.الزمان

ألنه ينفث يف روع أبنائها حكاما ، إم خيافون من األمة اليت يصنعها اإلسالم

وحيليها ، كبارا وصغارا روح القيادة واألستاذية على العامل كله، رجاال ونساء، وحمكومني وحماربة الظلم مؤهالت العدل: جبميع املؤهالت اليت متكنها من استالم هذا املنصب

كنتم ﴿حيث قال هلا، حيث يعلمون حق العلم وصية اهللا هلذه األمة، واجلرائم، والفسادوقال ، )٧(﴾ خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله

م في الأرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن الذين إن مكناه ﴿هلا .)٨(﴾ المنكر ولله عاقبة الأمور

، وهم بعد هذا خيافون من اإلسالم ؛ ألنه يقيم على األرض نظام احلكم الربايناملتحرر من أية تبعية ألي نظام من صنع البشر ؛ ألنه نظام رب ، خلالفة اإلسالميةنظام اوال ، فهو نظام يفوت عليهم أي جناح ملؤامرام، القائم بنفسه املرته عن التبعية، البشر

.بل يقف باملرصاد ملكرهم وكيدهم، يرضى أن يشاركهم فيها

ا وذاك خيافون من القادة الذين يصنعهم دين اهللا لقيادة األمة املسلم حيث وبعد هذ

إعدادا ، وإمنا أعدهم اإلسالم، ال تنطبق عليهم املواصفات احملددة يف خطتهم املاكرة

.١١٠اآلية : آل عمران )٧( .٤١اآلية : احلج )٨(

Page 11: الخائفون من الإسلام

١٠

ال يصدرون إال عن ، قادة أولياء هلم– كما علمتم – إم يريدون .معاكسا ملا يريدون من الشطرنج حيركوا كما يشاءون وهم يلعبون لعبة حجارة، إشارام وإحياءام الذين يسمعون قول اهللا عز وجل، واإلسالم يصنع القادة األحرار.السيطرة على العامل

هم يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتول﴿مهمن هفإن كمفتصدهم هذه اخلشية ، فيخشون أن حيشروا مع الطواغيت يف جهنم، )٩(﴾ من

.عن الدخول يف أي والء غري الوالء هللا ورسوله واملؤمنني

أم يريدون حكاما متسلطني على – أيها اإلخوة واألخوات –ولقد علمتم مثل أولئك احلكام الذين مساهم ، بغض والقطيعةليس بينهم وبينها إال الكره وال، شعوم

حيث قال، "شرار األئمة " الرسول عليه الصالة والسالم ) شرار أئمتكم الذين إم يريدون هذا النوع من احلكام .)١٠( )...وتعلنوم ويلعنونكم، تبغضوم ويبغضونكم

واالرتباط ، امالذين ال جيدون ضمانا ملراكزهم ومكاسبهم سوى االرمتاء يف أحضوحكاما أمناء على مقدرات ، فيخافون من الدين الذي يصنع قادة مؤمنني.بسياستهم

حكاما ال يرون هلم دعما إال عند ، املسلمني ومقدسام وأعراضهم وأمواهلم وأنفسهمخيار " مثل أولئك احلكام الذين مساهم الرسول عليه الصالة والسالم ، مث املؤمنني، اهللاخيار أئمتكم الذين حتبوم وحيبونكم وتصلون عليهم ويصلون (:حيث قال ، "مة األئ

.)١١( )عليكمإم خيشون من اإلسالم ألنه يصنع قادة يرى الواحد منهم أنه مسؤول أمام اهللا عن

وهم يريدون حكاما يشعرون باملسؤولية جتاههم ال جتاه ، شاة تعثر لم لم يسو هلا الطريق .جلاهللا عز و

.٥١: اآلية : املائدة )٩( ـ ،أخرجه مسلم )١٠( الطبعة املصرية ،٢٤٥ ص ١٢ انظر صحيح مسلم بشرح النووي ج. ـ ،مسلم أخرجه )١١( الطبعة املصرية ،٢٤٥ ص ١٢ انظر صحيح مسلم بشرح النووي ج.

Page 12: الخائفون من الإسلام

١١

ولكن أشد ما يرعبهم منه هو نوعية ، ذلك بعض ما خييفهم من دين اهللا عز وجل

، الشعوب اليت يربيها هذا الدين ؛ ذلك أنه يريب شعوبا حمصنة ضد خمططام ومؤامرام أن تسلم قيادها وتعطي والءها لغري اهللا ورسوله ترفض، والشهوانية، وشباكهم الفكرية

وال لعمالئهم ، وال لبضاعتهم املعهرة، ال مكـان عندها ألفكارهم املضللة، واملؤمنني .اخلونة

مث يشتد رعبهم وهلعهم من منهج اإلسالم يف بناء الشخصية اجلهادية للفرد واألمة .على السواء

ومنهجه يف تربية األجيال وكيف ، هذا الديننعم إم خيافون من عقيدة اجلهاد يف ! وباب احلياة الطيبة الكرمية يف عرقه االستشهاد ؟، ال خيافون من دين ذروة سنامه اجلهاد

، وال تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ﴿:يقول تعاىل ني بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف فرح

.)١٢(﴾ عليهم وال هم يحزنون، وكيف ال خيافون من دين ال حيمله حبق إنسان إال عقد صفقة مع رب العباد

إن الله ﴿ ليفوز برضى اهللا وجنة عرضها السموات واألرضيتنازل فيها عن روحه ومالهاشترى من المؤمنني أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون

ل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والأنجيظيمالع زالفو وه ذلكبه و متعايالذي ب عكمي١٣(﴾ بب(.

وكيف ال خياف املشركون من دين يأمر أتباعه بقتال املشركني ومالحقتهم ذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركني فإ ﴿:فيقول هلم ، وحصارهم والتضييق عليهم

.)١٤(﴾ حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصدوكيف ال خياف اليهود والنصارى من دين يأمر جنده مبقاتلتهم حىت يعطوا اجلزية

لذين ال يؤمنون بالله وال باليوم الآخر وال يحرمون ما حرم قاتلوا ا ﴿عن يد وهم صاغرون مهد وي نة عيطوا الجزعى يتح ابوا الكتأوت الذين من قالح ون ديندينال يو ولهسرو الله

.)١٥(﴾ صاغرون .١٧٠، ١٦٩: اآليتان : آل عمران )١٢(

.١١١اآلية : التوبة )١٣( .٥اآلية : التوبة )١٤( .٢٩اآلية : التوبة )١٥(

Page 13: الخائفون من الإسلام

١٢

اإلسالم من دين حيرر أتباعه من العبودية لزينة الدنيا وكيف ال خياف أعداء يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم ﴿فيناديهم، ومن جاذبية األرض وأثقاهلا، وشهواا

من الآخرة فما متاع الحياة انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا .)١٦(﴾ الدنيا في الآخرة إلا قليل

ومن اخلوف على ، وكيف ال خيافون من عقيدة حترر أهلها من اخلوف من املوتحيث تنفث يف ، وحتطم مجيع احلواجز النفسية اليت تثبط اإلنسان عن اإلقدام، الرزق

أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في ﴿د اهللا عز وجلروعهم أن األجل والرزق بيفورب السماء والأرض إنه لحق ، وفي السماء رزقكم وما توعدون ﴿)١٧(﴾ بروج مشيدة

.)١٨(﴾ مثل ما أنكم تنطقوندين يلقن أتباعه أن التويل يوم الزحف كبرية من أكرب الكبائر وكيف ال خيافون من

يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا ﴿تغضب اهللا وتزج أصحاا يف نار جهنماربالأد ملوهوف، فال ترحتإلا م هربئذ دموي لهموي نماء وب زا إلى فئة فقديحتم ال أوا لقت

صريالم بئسو منهج اهأومالله و ب منض١٩(﴾ بغ(. وكيف ال خيافون من دين يطهر أهله من اليأس والقنوط وميأل قلوم بالثقة والرجاء

﴿الأع متأنوا ونزحال توا وهنال تومننيؤم متن إن كنم ﴿)٢٠(﴾ لواء القوتغوا في ابهنال تو .)٢١(﴾ إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما ال يرجون

م مطمعا وال يترك بينه، ويرص صفوفهم، وكيف ال خيافون من دين يوحد أتباعهويعترب مواالة العدو كفرا ، ويأمرهم بقطع الوالء لكل كافر، لطامع وال منفذا لعدو

ال تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون ﴿يستوجب غضب اهللا واخللود يف جهنمأو ماءهوا آبكان لوو ولهسرو الله ادح نممهتشريع أو مهانوإخ أو ماءهن٢٢(﴾ أب(.

ويشحن ، وكيف ال خيافون من رسول يعلم جنده أن اجلنة حتت ظالل السيوفمن مات ومل يغز (م قلوم بالشوق إىل اجلهاد واحلقد على الكفر والظلم واملنكر فيقول هل

.٣٨اآلية : التوبة )١٦( .٧٨اآلية : النساء )١٧( .٢٣، ٢٢اآليتان : الذاريات )١٨( .١٦، ١٥اآليتان : األنفال )١٩( .١٣٩اآلية : آل عمران )٢٠( .١٠٤اآلية : النساء )٢١( .٢٢اآلية : اادلة )٢٢(

Page 14: الخائفون من الإسلام

١٣

من رأى منكم منكرا ( ويقول)٢٣( )ومل حتدثه نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق .)٢٤( )فليغريه بيده فإن مل يستطع فبلسانه فإن مل يستطع فبقلبه وذلك أضعف اإلميان

وكيف ال خيافون من اإلسالم وهو يامر أتباعه باالستعداد التام لقتال أعداء اهللا عتم من قوة ومن وأعدوا لهم ما استط ﴿وأخذ احلذر واحليطة منهم طن فيناديهم، والعباد

مهلمعي الله مهونلمعال ت ونهمد من رينآخو كمودعالله و ودون به عهبرل تياط الخرب ﴾ .)٢٦(﴾ يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ﴿:ويقول هلم ، )٢٥(

الم منه وهو خيرج نوعيات من املقاتلني دعاؤهم يف وكيف ال خياف أعداء اإلس الذي كان >أمثال عبد اهللا بن جحش ، صلوام طلب االستشهاد يف سبيل رب العباد

مث يبقروا ، فيقتلوين، اللهم إين أقسم عليك أن ألقى العدو غدا: يقسم على ربه فيقول فرب اهللا قسمه ، فيك يا رب:مب ذاك ؟ فأقول : مث تسألين ، بطين وجيدعوا أنفي وآذاين

.)٢٧(وشوهد آخر النهار وأنفه وأذناه معلقان يف خيط وكيف ال خيافون من دين خيرج أناسا يتنافسون على القتال أمثال سعد بن خيثمة

، وكان ال بد أن يقيم أحدمها، وأبيه خيثمة يتنازعان على اخلروج للقتال يف سبيل اهللا، وخترج القرعة لالبن، فيقترعان، و كان غري اجلنة آلثرتك بهواهللا ل: فيقول االبن ألبيه

.)٢٨(فيذهب إىل املعركة ويقتل يف سبيل اهللا وكيف ال خيافون من دين يصنع رجاال ال يعرفون البكاء إال من خشية اهللا أو أسفا

عرضت على : على فوات فرصة اجلهاد واالستشهاد أمثال عبد اهللا بن عمر الذي يقول فما أتت علي ليلة قط مثلها من السهر واحلزن ، اهللا يوم بدر فاستصغرين ومل يقبلينرسول

فحمدت اهللا ، فلما كان العام املقبل عرضت عليه فقبلين.والبكاء إذا مل يقبلين رسول اهللاـ : انظر ،رواه مسلم وأبو داود والنسائي )٢٣( ١٣صحيح مسلم بـشرح النـووي جـ

ـ ، ٥٦ص م ١٩٦٨/ هــ ١٣٨٨ الطبعة الثالثـة ،٣٣٠ ص ٢والترغيب والترهيب ج .مبصر مطبعة مصطفى البايب احلليب

صحيح مـسلم بـشرح : انظر ،رواه مسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه وأمحد )٢٤(ـ ـ ، ٢٢ ص ٢النووي ج نـشر ١٨ ص ٩وصحيح الترمذي بشرح ابن العريب املالكي ج

ـ ، دار العلم للجميع ١٣٨٥مطبعة مصطفى البايب احللـيب ، ٤٦٦ ص ١ودليل الفاحلني ج . م ١٩٦٦/ هـ

. ٦٠اآلية : األنفال )٢٥( .٧١اآلية : النساء )٢٦( ١٣٩١حتقيق نزيه محاد طبع بريوت ، ٧٤، ٧٣ اجلهاد ص ،عبد اهللا بن املبارك : انظر )٢٧(

ـ ،والكاند هلوي . م ١٩٧١/ هـ ، دار النصر للطباعـة ،٢٢٥ ص ١ حياة الصحابة ج . م ١٩٦٩/ هـ ١٣٨٩القاهرة

.٥٢٩ ص١ حياة الصحابة جـ ،الكاند هويل )٢٨(

Page 15: الخائفون من الإسلام

١٤

وال على الذين إذا ما أتوك ﴿ وأمثال أولئك الذين قال عنهم اهللا تعاىل.)٢٩(على ذلك تحملهم قلت ال أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ل

.)٣٠(﴾ ينفقونوكيف ال خيافون من دين يريب نساء ال يرين غاية للحمل والوالدة والتربية أكرم

أمثال أم حارثة اليت قتل ابنها حارثة يف غزوة ، ات اجلهادمن تقدمي فلذات األكباد لساح، أخربين عن ولدي، يا رسول اهللا: وتقول فتأيت إىل رسول اهللا، بدر بسهم طائش

وإن مل يكن شهيدا اجتهدت ، أشهيد هو ؟ فإن كان شهيدا فرحت به واحتسبته عند ريب .)٣١(ى فيخربها الرسول أنه يف الفردوس األعل، عليه بالبكاء

، ممن مل يعرف التاريخ هلم نظريا، وكيف ال خيافون من دين يصنع الفداء والفدائينيفتستعصي ، أمثال الرباء بن مالك الذي كان يقود جمموعة من اجلند يف إحدى املعارك

، ضعوا أتراسكم بعضها إىل جانب بعض: فيقول جلنده ، عليهم قلعة من قالع العدوفيفعلون ، يب دفعة رجل واحد أفتح لكم احلصن بعون اهللا تعاىلواجعلوين فوقها وادفعوا

، ويقتل منهم أكثر من عشرين رجال، فيرتل على رؤوس أعداء اهللا كالصاعقة، كما أمرهم وهذا معاذ بن عمرو بن .ويفتح الرباء القلعة وينتصر املؤمنون، ويفر الباقون فزعا مما رأوا

أبو احلكم ال خيلص : مسعت القوم يقولون : ول اجلموح يصف جهاده يف معركة بدر يقفضربته ضربة ، فلما أمكنين محلت عليه، فصمدت حنوه، فلما مسعته جعلته من شأين، إليه

فتعلقت جبلدة ، فطرح يدي، وضربين ابنه عكرمة على عاتقي، أطنت قدمه بنصف ساقهآذتين وضعت فلما ، وإين ألسحبها خلفي، من جنيب وأجهضت ولقد قاتلت عامة يومي

.)٣٢( ﴾ مث متطيت عليها حىت طرحتها، عليها قدميمصلتة على الكافرين هوايتهم ، وكيف ال خيافون من دين يصنع رجاال سيوفا

ما من (ل أمثال خالد بن الوليد الذي كان يقو، مالحقة الظاملني ونزال الطغاة واملستكربينأو أبشر بغالم أحب إيل من ليلة شديدة الربد كثرية ، ليلة يهدى إيل عروس أنا هلا حمب

.)٣٣( )اجلليد أصبح فيها عدو اهللا

.٤٦١ ص١جـ" حياة الصحابة "الكاند هويل: انظر ،ن عساكرأخرجه اب )٢٩( .٩٢اآلية : التوبة )٣٠(ـ ،أخرجه البخاري )٣١( ١٣٤٨ الطبعة البهيـة املـصرية ، ٢١، ٢٠ ص ١ فتح الباري ج

.٧٢هـ وانظر اجلهاد البن املبارك صـ ،ابن هشام : انظر )٣٢( مطابع شـركة اإلعالنـات ،٢٧٦،، ٢٧٥ ص ٢ سرية النيب ج . هـ ١٣٨٢ القاهرة سنة ،لشرقيا .٩١ص" اجلهاد "عبد اهللا بن املبارك )٣٣(

Page 16: الخائفون من الإسلام

١٥

وكيف ال خيافون من دين يبين أمة ال ترى ألحد فيها فضال على اآلخر إال باجلهاد حىت تكون ، فتروج فيها بضاعة اجلهاد، فتقدم ااهدين على القاعدين، والعمل الصاحلحضر اناس : وامليدان الذي يتسابق فيه املؤمنون ، راحبة يف الدنيا واآلخرةهي التجارة ال

، وأبو سفيان بن حرب والشيوخ من قريش، وفيهم سهيل بن عمرو، >باب عمر ما رأيت : فقال أبو سفيان ، كصهيب وبالل وعمار، فجعل يأذن ألهل بدر، فخرج آذنه

فيقول سهيل بن ، جلوس ال يلتفت إليناوحنن، كاليوم قط ؛ أن يؤذن هلؤالء العبيد قبلنافإن كنتم غضابا فاغضبوا ، إين واهللا قد أرى الذي يف وجوهكم: عمرو ألشراف قريش

إن هؤالء القوم قد سبقوكم مبا ، فأسرعوا وأبطأمت، لقد دعي القوم ودعيتم، على أنفسكمفالزموه عسى اهللا عز فانظروا هذا اجلهاد ، وال سبيل لكم واهللا إال ما سبقوكم إليه، ترون

.)٣٤(مث قام ونفض ثوبه وحلق بااهدين ، وجل أن يرزقكم اجلهاد والشهادةكيف ال خياف أعداء أمتنا من اإلسالم وهذا منهجه فـي تربية األجيال وصناعة

.األبطال

ء ذلك الرعب الشديد الذي بعد هذا البيان الذي كشف لنا عن السر الكامن ورا

ينتاب كفار الشرق والغرب من اإلسالم نستطيع أن نفهم جيدا تلك النداءات الكثرية اليت وعودته إىل حياة ، أطلقها وما زال يطلقها قادة الغرب والشرق حمذرين من اإلسالم

:واليت أرى من الفائدة أن أذكر بعضها يف هذا املقام ، املسلمنيدبلوماسيا ، الزعيم الشيوعي الكويب، صح ا الدكتور كاسترووأبدأ بنصيحة ن

ويف جملة ، الكوبية" جراما " كما جاء يف جريدة ، أنفق معه ساعتني من الزمان، إسرائيليا فقد قال كاسترو لذلك الدبلوماسي الصهيوين، كربى االت الكوبية، كوباسوشاليستا

ألن ، اء الفلسطيين تتخذ طابعا إسالمياجيب على إسرائيل أن ال تترك حركات الفد(

" حياة الـصحابة "الكاند هلوي : انظر ،رواه ابن عبد الرب يف االستيعاب واحلاكم )٣٤( ـ " عيون األخبار "وقريب منه عند ابن قتيبة الدينوري ، ٤٦٣ ص ١جـ ١ الد األول ج املؤسسة املصرية العامة للتـأليف والطباعـة ،لكتب طبعة مصورة عن طبعة دار ا ،٨٥ص

نقال عن ابن اجلوزي يف سـرية ٢٠٥، ٢٠٤وانظر الطنطاويني علي وناجي ص ، والنشر مطابع دار الفكـر ، م ١٩٥٩ هـ ١٣٧٩الطبعة األوىل ، عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنه

.بدمشق

Page 17: الخائفون من الإسلام

١٦

اكتساب هذه احلركات هذا الطابع العقائدي سيجعل منها شعلة من احلماس الذي هو .مألوف يف اتمعات اإلسالمية

مما جيعل من ، وأن هذا احلماس الديين العريب سيستقطب مجاعات إسالمية أخرىرائيل أن تسعى جلعل كل دولة عربية وعلى إس.املستحيل على إسرائيل أن تصون كياا

يف جوارها دولة اشتراكية اجلذور فإن منتهى املطاف ألية حركة مقاومة عربية ذات طابع .)٣٥( )اشتراكي هو التعايش السلمي االشتراكي العريب مع االشتراكية اإلسرائيلية

ما يف فإا تعلم منذ زمن ، والواقع أن هذه النصيحة مل تكن جديدة على إسرائيل والبن غوريون حتذير معروف من اإلسالم قبل .اإلسالم من اخلطر على كياا ووجودها

)دإن أخشى ما خنشاه أن يظهر يف العامل العريب حممد جدي (فقد قال، هذه النصيحة بسنني)٣٦(.

فقد كانت هلا جتربة ، وإسرائيل تعرف جيدا النوعية من الرجال اليت يصنعها اإلسالمولوال اخليانات املعروفة آنذاك لكان احلال ، وغريها من احلروب، ١٩٤٨رب معهم يف ح

.خمتلفاوهذا كاالهان رئيس وزراء بريطانيا السابق يديل بتخوفه من عقيدة اإلسالم للمذيع

حيث كانت اإلذاعة الربيطانية قد أجرت يف العام املاضي مقابلة مع الرئيس ، الربيطاين، ع عن أهم املوضوعات اليت ستبحث يف مؤمتر جوايد لوب الرباعياملذكور سأله فيها املذي

إن : واستطرد قائال للمذيع ، إن من بني تلك املوضوعات موضوع إيران(: فقال كاالهان إن هذه اجلذور جتعلنا نتناول حبث حالة تركيا ، مشكلة إيران ذات جذور عميقة

فأجابه ، مزيدا من اإليضاحوباكستان والشرق األوسط فطلب املذيع إىل كاالهان :باختصار

ولكين كنصراين ، رمبا كان من الصعب عليك أن تفهم ما يدور يف هذه املناطقيشعر ا ويعرفها متاما ، إنه هناك عقيدة معادية لنا يف هذه البالد: خملص أقول لك .) هو ما سنبحثه يف املؤمتروهذا، النصارى املخلصون

ال الربيطانية اليهودية حتذر من يقظة الشباب اإلسالمية وهذه جملة جويش كرو نيكاجلهاد يف سبيل " فتقول يف مقال افتتاحي بعنوان ، وخباصة يف اجلامعات العربية واإلسالمية

إن خرباء االستراتيجية السياسية الغربيني سوف يثبتون قصر نظرهم السياسي " : اإلسالم توجهها األكادمييات واجلامعات القوية يف العامل إذا ما جتاهلوا النداءات املتزايدة اليت

ليق يف صحيفة احليـاة نقله حممد حممود الصواف عن مقال الكاتب السياسي عمر ح )٣٥( ،٢٠٣ – ٢٠٣ ص "معركة اإلسالم أو وقعائعنا يف فلسطني بني األمس واليوم " ،اللبنانية

. م ١٩٦٩/ هـ ١٣٨٩الطبعة األوىل . "قادة الغرب يقولون" انظر كتاب جالل العامل )٣٦(

Page 18: الخائفون من الإسلام

١٧

اإلسالمي من أجل إعادة النظر يف املنافع املزعومة للتدين والعودة إىل التعاليم األساسية من ال العامل الغريب وال االحتاد السوفيايت يستطيعان أن يرقبا : ومضت الة تقول .. .اإلسالم

ة لعامل إسالمي لو أسيء توجيهه فإنه يستطيع أن هادئي البال هذه اليقظة وهذه النهض .)٣٧(يزعزع استقرار جزء كبري من العامل

يقول أحد : ويف مدارسهم يزرعون اخلوف والرعب يف قلوب أبنائهم من اإلسالم :الكتاب املسلمني

زرا يف مقر عملها يف مدرسة ، زرت زميلة أمريكية كانت تدرس معي يف اجلامعةد اليت تفتح أبواا صبيحة كل أحد لتلقني الطالب االبتدائيني أصول من مدارس األح .ففعلت، وطلبت منها أن ترتب يل زييارة إىل أحد الفصول الدراسية، النصرانية وتعاليمها

، مل أمسع شيئا عن الدين املسيحي، ولقد فوجئت مبا مسعت من املدرسة يف ذلك الفصل، وتشويهه وتبديل حقائقه، ف الطلبة من اإلسالموإمنا كان الدرس كله يدور حول ختوي

وملا عدت إىل زميليت وكانت .وبث الرعب يف قلوب الطلبة من املسلمني املتوحشني، وعن سبب ذلك كله، سألتها عن هول ما مسعت يف الفصل، املديرة املسؤولة عن املدرسة

أنفسنا ذه الطريقة وإذا مل حنم ، إن اإلسالم دين زاحف، أقول لك بكل صراحة: فقالت .)٣٨(ويهدد مستقبلنا يف بالدنا ، وأصبح يهددنا، لزحف علينا

أن أعداءنا يرون أن – أيها اإلخوة واألخوات – تبني لكم )٣٩(وهذه أقوال أخرى

:اخلطر الوحيد الذي يهدد خمططام كامن يف اإلسالم وحده لكننا بعد االختبار مل ، ةكان قادتنا خيوفوننا بشعوب خمتلف: يقول لورانس بروان كانوا خيوفوننا باخلطر اليهودي واخلطر الياباين واخلطر ، جند مربرا لتلك املخاوف

وأما ، والبالشفة الشيوعيني حلفاؤنا، لكنه تبني لنا أن اليهود هم أصدقاؤنا، البلشفين اخلطر لكننا وجدنا أ.اليابانييون فإن هناك دوال دميقراطية كبرية تتكفل مبقاومتهم

ويف حيويته ، ويف قدرته على التوسع واإلخضاع، احلقيقي علينا موجود يف اإلسالم .املدهشة

ديه للعرب عامة ، "العامل العريب املعاصر " وهذا قول ملوروبريجر يف كتاب إن اخلوف من العرب واهتمامنا باألمة (يقول هذا الكاتب، ولدول البترول خاصة

١٩٧٩ / ١٢ / ٤ تاريخ ٤١٣٠، ٤١٢٩العددين : انظر صحيفة الدستور األردنية )٣٧( . م ١٩٧٩ / ١٢ / ٥م و

طبـع ، ١٩٣ص " املخططات االستعمارية ملكافحة اإلسالم "حممد حممود الصواف )٣٨( م١٩٦٥دار الثقافة مبكة املكرمة سنة

." قادة الغرب يقولون "جتد هذه األقوال يف كتاب جالل العامل )٣٩(

Page 19: الخائفون من الإسلام

١٨

جيب حماربة .بل بسبب اإلسالم، وجود البترول بغزارة عند العربالعربية ليس ناجتا عناإلسالم للحيلولة دون وحدة العرب اليت تؤدي إىل قوم ؛ ألن قوة العرب تتصاحب

.) مع قوة اإلسالم وعزته وانتشارهدائما

، رم معناوال بد هنا من اإلشارة إىل اللعبة املاكرة اليت يستعملها أعداؤنا يف ح، وتصغري الكبري وتكبري الصغري يف أعينا، وهي لعبة اهلدف الكبري واألهداف الصغرية

وإمهال اهلدف ، ليكون االهتمام كله موجها للحفاظ على األهداف الصغرية املكربة هكذا فعلوا معنا عندما .وتكون النتيجة ضياع الكبري والصغري مجيعا، احلقيقي املصغر

القومية واالشتراكية والناصرية والكتب البيضاء واخلضراء واملواثيق والبترول اخترعوا لنا نبين سياستنا ونوجه قوانا وطاقاتنا من ، واملياه الدافئة وغري ذلك مما جعلوه أهدافا لنا

، ضرارا ومضاربة على اهلدف الكبري الذي خيشون أن نتنبه إليه يف يوم من األيام، أجلهاوهو اإلسالم بكل ما فيه من ، حلقيقي والتقدم احلقيقي واحلرية احلقيقيةوهو مصدر القوة ا .عناصر القوة واملنعة

إن من " : االستعمار الفرنسي يف أفريقيا السوداء " يقول فيليب فونداسي يف كتابه وأن ، وأن تنتهج سياسة عدائية لإلسالم، الضروري لفرنسا أن تقاوم اإلسالم يف هذا العامل

باثولوجيا " ويقول املستشرق الفرنسي كيمون يف كتابه .ى األقل إيقاف انتشارهحتاول علواحلكم على الباقني باألشغال ، وأعتقد أن من الواجب إبادة مخس املسلمني" : " اإلسالم ."ووضع حممد وجثته يف متحف اللوفر ، وتدمري الكعبة، الشاقة

قد الذي مل ينقطع ومل يضعف يف قلوب الكفار جتاه اإلسالم إن كل هذا العداء واحل

منذ ظهوره إىل يومنا هذا يأيت مصدقا هلدى ربنا املتضمن الرؤية الصادقة الدقيقة حلقيقة تلك الرؤية اليت ترتل ا الوحي على أفضل اخللق .الكفر والكفار ونواياهم جتاه املسلمني

يتحركوا على ، هلا إىل األعداء واألحداثلينظر املؤمنون من خال، يف أصدق كتابقول : منها ، وذلك يف كثري من اآليات البينات، أساسها يف مقابلة املكر والكيد واخلداع

وقوله ، )٤٠(﴾ وال يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ﴿اهللا عز وجلثري من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إميانكم كفارا حسدا من ود ك ﴿:تبارك وتعاىل

.٢١٧اآلية : البقرة )٤٠(

Page 20: الخائفون من الإسلام

١٩

قالح مله نيبا تد معب من فسهمد أنوقوله تعاىل ، )٤١(﴾ عن:﴿ ودهالي كنى عضرت لنوهملت بعتى تتى حارصال النووا ﴿:وقوله أيضا ، )٤٢(﴾ ما كفرون كمكفرت وا لودو

ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون ﴿:وقوله ، )٤٣(﴾ فتكونون سواءما يود الذين ﴿وقوله، )٤٤(﴾ موالله أعلم بأعدائك، الضاللة ويريدون أن تضلوا السبيل

كمبر ر منيخ من كمليل عزنأن ي ركنيشال الماب ول الكتأه وا من٤٥(﴾ كفر(.

م من الكفار أعداء اإلسال: تلك هي أسباب اخلوف من اإلسالم عند الفريق األول فماذا تنتظر من عدوك إال املكر ، وأمرهم ال يبعث على العجب، شرقيني كانوا أو غربيني

.والعدوانأناس ، ويناصبونه العداء، ولكن العجب من اناس آخرين خيشون من اإلسالم

!!!وحيسبون علينا ، ينتسبون إليناوينقبضون كلما ،العجب من أولئك الذين تشمئز نفوسهم كلما ذكر اهللا ودينه

ورجوعها إىل را ، ونسوءهم األمة اإلسالمية، رأوا بذرة اإلسالم تنمو يف قلوب املسملني !!!يف الوقت الذي يرفعون فيه شعارات الوطنية والقومية والوحدة واحلرية

، دين اجلهاد والصمود، العجب من أولئك الذين يالحقون الدعاة إىل اإلسالم !! الوقت الذي يرفعون فيه رايات الصمود والتصدي واملقاومة والتصدي يف

ويزجون م يف ، وينكلون م، العجب من أولئك الذين يالحقون العلماء املؤمنني !!السجون يف الوقت الذي يرفعون رايات العلم واإلميان

وحيبون أن ، واملبادئ الغربية، العجب من أولئك الذين يروجون لألفكار املستوردة !!وهم يرفعون رايات التحرر واإلصالح ، احشة يف أوطام وأمتهمتشيع الف

!!العجب من أولئك الذين يعادون اإلسالم من أصحاب األمساء اإلسالمية والعربية فلماذا خياف هذا الفريق من ، إذا عرف السبب بطل العجب، ولكنه كما يقولون

اإلسالم ؟ وملاذا يقفون منه موقف األعداء ؟

.١٠٩اآلية : البقرة )٤١( .١٢٠اآلية : البقرة )٤٢( .٨٩اآلية : النساء )٤٣( .٤٥، ٤٤اآليتان : النساء )٤٤( .١٠٥اآلية : البقرة )٤٥(

Page 21: الخائفون من الإسلام

٢٠

إن اجلواب على هذا السؤال يقتضينا أن نفهم العالقة القائمة بني هذا الفريق وهذا يقتضي أن نسحضر يف أذهاننا ما تقدم ذكره عن اخلطة املاكرة اليت ، والفريق األول

وجتريدها من سالحها الفعال ، واسترتاف قوا، وتذليلها، لتطبيعها، اختذها أعداء أمتنا .الموهو اإلس

إن تلك اخلطة املاكرة كانت تقتضي أن جيند هلا عناصر داخلية حتمل لواء ذلك وتوجه الشعوب ، التطبيع والتذليل حتت أمساء ورايات وشعارات مقبولة وغري منفرة

، اإلسالمية وجهة تلتقي يف آخر املطاف مع أهداف العدو الكافر اليت أشرنا إليها سابقا فماذا فعلوا إلجياد هذه .عوب الضعيفة اليت تقبل التبعية والذيليةواليت تتلخص يف إجياد الش

العناصر الرائدة يف عملية التطبيع والتذليل ؟: لقد علم املاكرون أن لإلسالم خطا بينا ومنهجا واضحا يف توجيه احلياة اإلنسانية

الطهارة والعفة خطا مبناه على، االجتماعية والسياسية واالقتصادية والفكرية والسلوكية فكان األصل الذي بنوا عليه خطتهم .والكرامة واحترام العنصر اإلنساين يف اإلنسان

حبيث ترتبط ، املاكرة أن حيشروا عناصر من أمتنا يف اخلط املعاكس هلذا اخلط اإلسالميان نعم ك.مصاحلهم الذاتية واألنانية بأمور تقع يف دائرة التحرمي من وجهة النظر اإلسالمية

وكان ال بد من إيصال هذه ، ال بد هلم من إجياد فئات تعترب اإلسالم خطرا على مكاسبهالتبذل قصارى ، وحقنها بأمصال اخلوف من اإلسالم، العناصر إىل مراكز القوة والتوجيه

.جهدها يف التصدي لإلسالم والدعاة إليهوالتخنث ، لفجوروالعهر وا، لقد عرف املاكرون أن اإلسالم عدو للظلم والتسلط

، واالحتكار والربا، واجلنب والرذيلة، والترف والسرف، والشهوات، واهلوى، وامليوعة، وعرفوا فيم اإلسالم وموازينه.والتجسس على األمة، والوالء لألعداء، والغش واخلداع

، وعرفوا من هم الذين ينخفضون يف ميزانه، ولألفعال واألقوال، ومقاييسه للرجال والنساء فكان ال بد هلم من رفع أناس خيفضهم .ويهملون يف اعتباره، حيتقرون يف مقياسهو

وإثراء مجاعات بأساليب حيرمها ، وإشهار فئات على حساب قيم اإلسالم، اإلسالمحىت يصبح لكل إنسان ، وإهلاء بقية الشعوب بالشهوات احملرمة يف عرف اإلسالم، اإلسالم

.وخيافه عليها، ومصلحة شهوات يكرهه من أجلها، من أمتنا مع اإلسالم قضية أنانيةمن شرقها ، ولقد أتيحت هلم الفرصة الذهبية يوم وقعت بالد املسلمني يف قبضتهم

وانفردت كل دولة من دول ، وتقامسوها كما يتقاسم األكلة قصعة الثريد، إىل غراوتطبع ، ة املاكرةتطبق عليه تلك اخلط، الشرق والغرب الكافرين جبزء من أجزاء الفريسة

.أهله وفقا هلا

Page 22: الخائفون من الإسلام

٢١

من طالب ، ووجدوا بغيتهم يف كثري من املافقني وضعاف اإلميان ومرضى القلوبوعقدوا معهم صفقة ، احلكم واجلاه والسلطان والشهرة واملال والشهوات واملتع وامللذات

والشرف والفضيلة واألعراض، على حساب اإلسالم والعزة والكرامة، العار والدمار .واألوطان

وتركوا ، ومل خيرج الكفار من ديار املسلمني حىت أرسوا قواعد مكرهم فيهايلهثون وراء الشهوات اليت رحبوها من ، وراءهم أصنافا من املتسلطني واملتنفذين واملؤثرين

فأخذوا شعوم مبناهج ، ألنه حيرمهم منها، وخيافون من اإلسالم، وراء تلك الصفقة الذليلةوعاملوهم بنفس اخلطة ، وأحكام وتشريعات تبعدهم عن اإلسالم وختيفهم منهوأساليب

فأغرقوهم يف مستنقع الرذيلة الذي ال يكون وال يتضخم وال ، اليت تعلموها من أسيادهم .تتكاثر جراثيمه وتترعرع إال يف غيبة اإلسالم

افون من وهكذا مل خيرج الكفار من ديارنا حىت تركوا وراءهم فريقا من احلكام خيوهم يريدون والء ، اإلسالم ؛ ألم يعلمون أن اإلسالم جيعل والء الشعوب هللا تعاىل

، الشعوب خالصا هلم ألن الشعوب هي املعقود عليه يف الصفقة اليت عقدوها مع أوليائهمواإلسالم حيرض املعقود عليه على االنعتاق من ، وتنفيذ العقد مرهون بالقدرة على التسليم

!فكيف ال خياف السمسار من اإلسالم ؟، لسمسارقبضة ا

وكيف ال خياف حكام تعهدوا بتذليل شعوم وتطبيعهم على معصية اخلالق من وأن أفضل اجلهاد كلمة حق عند ! دين يلقن أهله أن ال طاعة ملخلوق يف معصية اخلالق ؟

!سلطان جائر ؟ا إىل احلكم يف غيبة اإلسالم من دين ال يعترف وكيف ال خياف حكام قفزو

!حباكم مل يبايعه املسلمون بإرادم واختيارهم ؟وكيف ال خياف حكام ال مقام هلم إال على أشالء أمة ممزقة من دين يرفض التمزق

!وتعدد احلكام ؟ومل خيرج الكفار من ديار اإلسالم حىت تركوا وراءهم فريقا من التجار خيافون من

وكيف ال .ألن التجارة اليت يرحبون منها هي جتارة احملرمات يف شرع اإلسالم، اإلسالم، وهم على اخلبائث ترعرعوا، وهو حيرم التجارة جبميع اخلبائث، خيافون من اإلسالم

!ومألوا جيوم وبنوكهم ؟، وأسسوا بنيام: باجلاهلية ومل خيرج الكفار من ديارنا حىت تركوا وراءهم فئات من املنتفعني

وخمرجني ، ومؤلفني، ومطربني ومطربات، وممثلني وممثالت، صحفيني وشعراء وكتاب

Page 23: الخائفون من الإسلام

٢٢

ومل يشتهروا إال على ، وكلهم ال يطيقون اإلسالم ؛ ألم يف حقيقتهم جتار إفساد وفساد .حساب األخالق واألعراض

على وكيف ال خيافون من اإلسالم الذي يسقطهم من عليائهم اليت صعدوا إليهاوجيعلهم من سقط املتاع ال يلتفت ، ويلجم ألسنتهم وأقالمهم، رفات الشرف واملروءة

إم ! إليهم وال تسمع أصوام وال ينظر إىل صورهم على الشاشات الكبرية والصغرية ؟يعلمون أم ال يتكاثرون وال يشتهرون وال يربزون إال يف جمتمع جاهلي بعيد عن

.من اإلسالمولذلك خيافون ، اإلسالم

:مث جعلت بعد ذلك مجيع وسائل التأثري يف أيدي هؤالء اخلائفني من اإلسالم والصحف واالت واإلذاعة والتلفزيون ، وسائل التربية والتثقيف، وسائل اإلعالم

، ول الناس وقلوموكل وسيلة ميكن بوساطتها الوصول إىل عق، ودور النشر ودور اللهو وكان ال بد .نريد شعوبا هذه مواصفاا، لقد استلمتم الثمن فسلموا املبيع: وقيل هلم

ألا ، هلؤالء السماسرة أن ينطلقوا يف تعاملهم مع الشعوب من منطلق اخلوف من اإلسالم، يادهموفيها اخلطر الشديد إذا انتبهت للعبتهم ولعبة أس، هي املستهلك الوحيد لبضائعهم

وتشويهه ، وختويفها من اإلسالم، فتسابقوا يف تطبيعها حسب املواصفات املطلوبةوكان كل ، وإغراقها بالشهوات أفعاال وكالما وصورا وألعابا وغري ذلك، والتشكيك فيه

وكانت حصيلة هذه العمل اخلبيث فئات وقطعانا ، ذلك بالتعاون مع أجهزة العدو الكافر :ن عودة اإلسالم من الناس ختاف م

واجنرفوا يف تيار االحنالل ، كان منها أوالد وبنات فتح هلم باب الفساد واإلفسادأو رقصة ، وصارت حيام أغنية مائعة أو قصة داعرة، الذي صنعته أجهزة أولئك اخلبثاء فهؤالء وال شك خيافون من .ميارسوا خفية أو عالنية، فاجرة أو حلظة جنس مسعورة

إذ لو عاد ملا ، سالم ؛ ألم يعلمون أم خيتلسون هذه الشهوات يف غيبة اإلسالمعودة اإلوهم يريدوا ألم خمدورون من كثرة ما ربت ، أتاح هلم هذه القذارات اليت يعيشون فيها

فتضخمت عندهم هذه الغرائز حىت عادوا ، على غرائزهم احليوانية بوسائل اون الكثريةحىت وإن علموا ما فيها ، وال جيدون مفرا من االستجابة إىل دواعيها ،ال يسيطرون عليها

.من الدمار واهلالك عليهم وعلى أمتهموكان من حصيلة تلك التربية املاكرة اليت توىل أمرها الفائزون بنصيب األسد من

م ال يعلمون من اإلسال، مستنقع اجلاهلية طائفة أخرى من الناس لبسوا لباس الثقافة والعلموحجر عثرة يف سبيل ، وأنه تأخر واحنطاط ورجعية، إال ما لقنوا من الشبهات حوله

Page 24: الخائفون من الإسلام

٢٣

الشبهات مع تلك الشهوات اليت أغرقوهم ا لزرع اخلوف يف فتعاونت هذه، التقدم .قلوب هذه الطبقة من عودة اإلسالم إىل احلياة

بل ، يف لعبة اخلوف من اإلسالم كل احلرصوأما املرأة فقد حرصوا على إدخاهلا

فال بد من ، ألم وجدوا فيها القاسم املشترك جلميع أبعاد تلك اللعبة، أولوها عناية خاصةفإم ، وألم يعلمون أا أول النبع الذي يشرب منه األجيال، ختويفها من اإلسالم أيضا

فإا األم ، تمع كله ذه اللوثةإن لوثوها باخلوف من اإلسالم ضمنوا بعد ذلك تلويث ا وكم اشتكى املبشرون يف مؤمترام من فشل خمططام يف .اليت يتربى على يديها األجيال

وإرضاعها لبان ، إفساد األمة اإلسالمية بسبب صالبة املرأة املسلمة ومتسكها باإلسالموجعلوها ، قضية مع اإلسالمفاخترعوا هلا ، فكان ال بد من اصطيادها أيضا، الدين ألطفاهلا

التحرر من الستر : فيها مدعية واإلسالم مدعى عليه وهي قضية التحرر واملساواة لتقع آخر األمر يف ، واهلروب من الوظيفة الشريفة يف تربية األجيال، واألخالق والطهارة

، خالقوخرترة األ، ويستعملوها طعما فعاال يف تدييث اتمعات، ويسترقوها، شباكهموطمس معاين الشرف ، وإلغاء العيب، وإشاعة الفاحشة وفضح املستور، وحتطيم القيم

وال ، وال يركن زوج إىل زوجته، كيال يعرف ابن أباه، والعرض والعار واحلرام واحلالل فتنقلب اتمعات إىل حياة القطيع الذي ال .وال يبقى كيان األسرة، يسلم لزوجة زوجها

.والفرار أمام ذئاب البشرية وطواغيت األرضيعرف إال األكل وذه التمثيلية املاكرة استطاعوا أن يصطادوا فريقا من نساء قومنا فألبسوهن ثوب

وصرن من ألد األعداء ملبادئ ، حىت صدقن أنفسهن، البطولة والريادة يف حترير املرأةفالتحقن بذلك ، لةخشية أن يرتع عن رؤوسهن شارات البطو، اإلسالم وأخالقه وأحكامه

.القطيع اهلارب بشهواته اخلائف من اإلسالم

وأرجو .وهذه هي أسباب خوفها من هذا الدين، هذا هو سر اخلائفني من اإلسالم

يف أذهان الكثريين من أبناء أمتنا أن أكون بذلك البيان قد أجبت عن أسئلة كثرية تدور :مثل هذه األسئلة

Page 25: الخائفون من الإسلام

٢٤

ملاذا تتعرض األمة إلسالمية يف هذه األيام هلجمات مسعورة يشترك فيها مجيع أعداء اإلسالم يف الشرق والغرب على السواء ؟

وملاذا تزداد هذه اهلجمات شراسة كلما ظهرت يف بالد اإلسالم صحوة إسالمية لعنيفة لالجتاه اإلسالمي يف كل مكان ؟وملاذا تكال الضربات ا

واملبادئ املتناقضة على هذا املوقف العدائي من ، وملاذا يتفق أصحاب الشعارات اإلسالم والدعاة إليه ؟

وملاذا تضرب احلركات اإلسالمية كلما أراد العدو تنفيذ مؤامرة من مؤامراته يف ديار املسلمني ؟

سالمية املؤثرة باإلعدامات واالغتياالت وملاذا تصفى القيادات والشخصيات اإلوحيال بينهم وبني وسائل ، وملاذا يبعد املسلمون الصادقون عن كل مركز من مراكز القوة

بينما دى هذه الوسائل واملراكز ألصحاب االجتاهات املعادية لإلسالم ، التوجيه واإلعالم ؟

اإلميان والعقيدة ؟وملاذا حيذر األعداء أن تتعانق القوة العسكرية مع قوة وملاذا خصت بالد اإلسالم باملؤامرات واملشاكل ؟

وملاذا تشار الشبهات حول اإلسالم ومبادئه ومناهجه وعقائده وأحكامه ؟وملاذا االهتمام املنقطع النظري الذي أواله أعداء اإلسالم للبقاع اليت يقطنها

ها دائما حتت جماهرهم وأغرقوها وجعلو، حىت غمروها باملبشرين واملستشرقني، املسلمون بعمالئهم وخمابرام ؟

وملاذا تلك احلمالت الشعواء اليت تشنها صحافة الغرب والشرق على اإلسالم والدعاة إليه وملاذا تغزو بالد املسلمني باألفكار واملبادئ والنظريات املعادية لإلسالم جنبا

وتدعم املمارسات ، األخالق والقيمإىل جنب مع املؤسسات اليت تسهم يف القضاء على املسترتفة لطاقام ؟، الشهوانية احملطمة لقوى الشباب

وعند اهللا مكرهم وإن كان ﴿ – أيها اإلخوة واألخوات –مكرهم ذلك هو

.﴾وقد مكر الذين من قبلهم فأتى اهللا بنيام من القواعد﴿، ﴾مكرهم لتزول منه اجلبالفقاتلوا أولياء ﴿ ،﴾زب الشيطان هم اخلاسرونأال إن ح، أولئك حزب الشيطان﴿

.﴾إن كيد الشيطان كان ضعيفا، الشيطانوإمنا األرض هللا يورثها ، ولكنهم ليسوا هم احملكمني يف األرض، ذلك هو مكرهم

.من يشاء من عبادهوما أضعف بنيام ، وما أضعف كيد هؤالء مهما كانت دقتهم يف التخطيط واملكر

.﴾وإن الذين حيادون اهللا ورسوله أولئك يف األذلني﴿، م حيادون اهللا أل.ألنه ال أساس له

Page 26: الخائفون من الإسلام

٢٥

فعاد إىل اإلسالم ويف ، وإين ألرى مكر اهللا باملاكرين يف الشباب الذي أيقظه ربهويف الشهداء الذين ، النساء املسلمات اللوايت أبني التجيش يف جيش الشيطان وحزبه

وما بعد الشهادة إال النصر يف ، ض اإلسالميسقطون على ساحات اجلهاد يف بقاع من أروسيعلم الذيني ظلموا أي منقلب ، وعندها سيفرح املؤمنون بنصر اهللا، الدنيا واآلخرة

.ينقلبون

Page 27: الخائفون من الإسلام

٢٦

• • • • • • • • • • • • • • • • •

Page 28: الخائفون من الإسلام

٢٧

اهلجرة إىل اهللا بتجريد التوحيد، والرباءة من الشرك والتنديد، واهلجرة دعوة اىل • . إىل رسوله صلى اهللا عليه وسلم بتجريد املتابعة له

دعوة إىل إظهار التوحيد، بإعالن أوثق عرى اإلميان، والصدع مبلة اخلليلني حممد •

ء الرباءة من الشرك وإبراهيم عليهما السالم، وإظهار مواالة التوحيد وأهله ، وإبدا . وأهله

دعوة إىل حتقيق التوحيد جبهاد الطواغيت كل الطواغيت باللسان والسنان، •

إلخراج العباد من عبادة العباد إىل عبادة رب العباد، ومن جور املناهج والقوانني . واألديان إىل عدل ونور اإلسالم

ية علماء احلكومات، دعوة إىل طلب العلم الشرعي من معينه الصايف، وكسر صنم •

... بنبذ تقليد األحبار والرهبان الذين أفسدوا الدين ، ولبسوا على املسلمني

دعوة إىل البصرية يف الواقع، وإىل استبانة سبيل ارمني، كل ارمني على •

بيلي أدعو إىل اهللا على بصرية أنا ومن اتبعين قل هذه ساختالف مللهم وحنلهم .وسبحان اهللا وما أنا من املشركني

دعوة إىل اإلعداد اجلاد على كافة األصعدة للجهاد يف سبيل اهللا، والسعي يف قتال •

الطواغيت وأنصارهم واليهود وأحالفهم لتحرير املسلمني وديارهم من قيد أسرهم . واحتالهلم

بركب الطائفة الظاهرة القائمة بدين اهللا، الذين ال يضرهم من ودعوة إىل اللحاق •

. خالفهم وال من خذهلم حىت يأيت أمر اهللا

منبر التوحيد واجلهادwww.alsunnah.info www.tawhed.ws www.almaqdese.com