زاد حامل الدعوة

163
1 الرحمف الرحيـ بسـ ا اد التقوىإف خير الز وتزودوا ف ا م أ ر ح ي خ و ل ى آل ف ط ح اص ين ذ ال ه اد ب ى ع ل ع م س و و ل ل د ح م ح ا ل ق ون ك ر ح ش ي95 ن م م ك ل ل نز أ و ض ح ر ح ا و ات او م الس ق ل خ ح ن م أ و ا ب ن ح ت نب أ اء ف اء م م الس وا ت نب ن ت أ ح م ك ل ان ا ك م ة ج ح ه ب ات ذ ق ائ د ح ون ل د ح ع ي م ح و ق ح م ى ح ل ب و ل ال ع م و ل إ ا أ ى ر ج ش06 ض ح ر ح ا ل ع ن ج م أ ن ح ي ر ح ح الحب ح ب ل ع ج و ي اس و ا ر ل ع ج ا و ار ه ح ن ا أ خ ل ع ج ا و ار ر ق ل إ ا أ ز اج ح ون م ل ح ع ي ح م ى ر ث ح ك أ ح ل ب و ل ال ع م و06 يب ن م أ و ل إ أ ض ح ر حء ا ا ف ل خ ح م ك ل ع ح و وء الس ف حش ك ي و اه ع ا د ذ إ ر ط ح ض الحم ون ر ك ذ ا ت م ي ل ق و ل ال ع م06 ر الحب ات م ل ظ ح م يك د ح ه ن ي م أ ر ح ح الحب و ا ع ت و ل ال ع م و ل إ أ و ت ح ر ح ي د ي ح ا ب ر ح ش ب اح ي الر ل س ح ر ن ي م و ون ك ر ح ش ا ي م ع و ل ال06 ن م م ك ق ز ح ر ن ي م و ه يد ع ي ق ح ل ح ا أ د ح ب ن ي م أ ان ى ح ر وا ب ات ى ح ل ق و ل ال ع م و ل إ أ ض ح ر ح ا اء و م الس ق اد ص ح م نت ن ك إ ح م ك06 م:نمان[ 9 - 64 ]

Upload: abdulnaser-fakhaydah

Post on 09-Mar-2016

379 views

Category:

Documents


30 download

DESCRIPTION

زاد حامل الدعوة لتقوية النفسية الاسلامية

TRANSCRIPT

1

بسـ اهلل الرحمف الرحيـ

وتزودوا فإف خير الزاد التقوى

ا ر أم طفى آللو خي ح د للو وسلم على عباده الذين اصح مح قل الحركون ن 95يشح ض وأنزل لكم م رح ماوات والح نح خلق الس أم

نا بو ماء ماء فأنبت ح ا كان لكمح أن تنبتوا الس جة م حدائق ذات ب هحدلون م ي عح ع اللو بلح ىمح ق وح ض 06شجرىا أإلو م رح ن جعل الح أم

ريحن الحبحح ق رارا وجعل خللا أن حهارا وجعل لا رواسي وجعل ب يحلمون حاجزا أإل ث رىمح ل ي عح يب 06و مع اللو بلح أكح ن ي أم

ض أإلو رح وء ويحعلكمح خلفاء الح شف الس طر إذا دعاه ويكح الحمضحرون ا تذك ع اللو قليل م ديكمح ف ظلمات الحب ر 06م ن ي هح أم

ر ع اللو ت عال والحبحح تو أإلو م يديح رحح را ب يح ومن ي رحسل الرياح بشحركون ا يشح ن 06اللو عم زقكم م لحق ث يعيده ومن ي رح ن ي بحدأ الح أم

ع اللو قلح ىاتوا ب رحىان ض أإلو م رح ماء والح كمح إن كنتمح صادقي الس06

[9-64]اننمم:

2

يا أهلل...يا أهلل...يا أهلللـ يكف ما كاف مني عف استيانة بحقؾ، وال جيبل بو، وال إنكارا إلطبلعؾ، وال استيانة بوعيدؾ، إنما كاف مف غمبة اليوى، وضعؼ القوة عف مقاومة مرض

وحسف ظف بؾ، ورجاء لكرمؾ، الشيوة، وطمعا في مغفرتؾ، واتكاال عمى عفوؾ،وطمعا في سعة حممؾ ورحمتؾ، وغرني بؾ الغرور والنفس األمارة بالسوء، وسترؾ المرخي عمي، وأعانني جيمي، وال سبيؿ الى االعتصاـ منؾ إال بؾ، وال معونة عمى طاعتؾ إال بتوفيقؾ، ألميـ ال براءة لي مف ذنب فأعتذر، وال قوة لي فأنتصر،

نما ىو محض حقيقة، ومحض جنايتي، ولكنني م ذنب مستغفر، ألميـ ال عذر لي وا أسألؾ فعؿ الخيرات وترؾ المنكرات وحب المساكيف وأف تغفر لي وترحمني واف

مف يحبؾ وعمبل ب ؾ وح ب اردت بقوـ فتنة فاقبضني إليؾ غير مفتوف، أسألؾ ح ؾ.يقربني إلى حب

صيتي بيدؾ، ماض لؾ بغناؾ وفقري...نا رحمتني، أسأأسألؾ بعزتؾ وذلي... أالفي حكمؾ، عدؿ في قضاؤؾ، عبيدؾ سواي كثير، وليس لي سيد سواؾ، وال ممجأ وال منجا منؾ إال إليؾ، أسألؾ مسألة المسكيف، وأبتيؿ إليؾ ابتياؿ الخاضع الذليؿ،

ـ إل يؾ أنفو، أدعوؾ دعاء الخائؼ الضرير، سؤاؿ مف خضعت لؾ رقبتو، ورغبدئ يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا م وفاضت لؾ عيناه، وذؿ لؾ قمبو،

يا معيد، يا فعاال لما يريد، أسألؾ بنور وجهؾ الذي مأل أركاف عرشؾ، وأسألؾ رت بها عمى جميع خمقؾ، وأسألؾ برحمتؾ التي وسعت كؿ شيء، بقدرتؾ التي قد

ا.يا مغيث أغثننا، يا مغيث أغث ،اال إله إال أنت، يا مغيث أغثنأسألؾ يا ربنا أف تعاممنا بما أنت أىمو، وأف ال تعاممنا بما نحف أىمو، أنت أىؿ التقوى وأىؿ المغفرة، ألميـ ألؼ عمى طاعتؾ قموبنا، ووحد في سبيمؾ صفنا، وأنزؿ

لنا السكينة عمينا، وأورثنا االرض نتبوأ منيا حيث نشاء، آتنا مف لدنؾ رحمة وىيئ مف أمرنا رشدا، واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحميف.

اج النبوة وبنصر عزيز راشدة عمى مني الميـ بمطفؾ وبرحمتؾ إئذف لنا بخبلفة

3

عز فيو أىؿ طاعتؾ ويذؿ فيو أىؿ معصيتؾ، الميـ بعزتؾ وسيؼ نقمتؾ مؤزر ي مؤمنيف. أنصرنا عمى أعدائنا واشؼ صدور قـو

ى المرسميف والحمد هلل رب العالميف.وسبلـ عم .- ابو محمد -عصمت الحموري

سم اهلل الرحمن الرحيمبقػػاؿس سػػمعت -رضػػي اهلل عنػػو-عػػف أميػػر المػػؤمنيف أبػػي حفػػص عمػػر بػػف الخطػػابنمػا لكػؿ »رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وعمى آلػو وسػمـ يقػوؿس إنمػا اععمػاؿ بالنيػات واا

لػى ا ورسػوله فهجرتػه إلػى ا ورسػوله ومػف ما نوى فمػف كانػت رجرتػه إ امرئ متفػؽ (. «كانت رجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى مػا رػاجر إليػه

.)عميو

الميػػـ تقبػػؿ ىػػذا العمػػؿ خالصػػا لوجيػػؾ الكػػريـ وانفػػع بػػو المسػػمميف وحممػػة دعوتػػؾ يػػا ـ آميف. كري

الكذب.الميـ طير قموبنا مف النفاؽ و ألسنتنا مف الميـ طيرأعيننا مف الخيانة وأعمالنا مف الرياء.

واجعمنا مع الصادقيف. الميـ آميف.

4

إرداء

.هإلى كؿ مسمـ غيور عمى دين .إلى كؿ مسمـ غيور عمى عرضه وأرضه

إلػػى كػػؿ مػػف أحػػب ا ورضػػي بػػه ربػػا ويسػػرو أف يمقػػى ا ورػػو عنػػه .راض

عميػه وعمػى هلػه وسػمـ ويطمػع أف النبي صمى ا يحبإلى كؿ مسمـ .يحشر تحت لوائه يـو القيامة

حممػػة الػػدعوة ايسػػسمية السػػتئناؼ الحيػػاة إلػػى حممػػة لػػواء التغييػػر، دولػػة ، دولػػة العػػز والجػػاو والسػػمطاف ؛ايسػػسمية يقامػػة دولػػة الخسفػػة

.الجهاد والفتح واعمافبتغػاء إ بمػدومػف اؿ واعرػؿ والولػد، ورػاجرى بالنفس والمػح إلى مف ض

عزاز دينه في اعرض. مرضاة ا ، وااإلػػػى مػػػف اتخػػػذ العمػػػؿ يعػػػزاز ديػػػف ا فػػػي اعرض قضػػػية مصػػػيرية،

.اتستحؽ إتخاذ إجراء الحياة أو الموت في سبيمهإلػػى كػػؿ مػػف كػػاف لػػه فضػػؿ عمػػيك بنصػػح أو تػػذكير أقػػدـ رػػذو الشػػموع

.حشتهالتكوف عونا عمى ظممة الطريؽ وأنسا لو

5

مقدمةالحمد هلل رب العالميف معز المؤمنيف ومذؿ الكػافريف ولػو بعػد حػيف، الػرحمف الػرحيـ مالػؾ يػػـو الػػديف، والصػػبلة والسػبلـ عمػػى خيػػر الخمػػؽ أجمعػيف، قػػدوة العػػامميف وعػػزاء

ال يػػزاؿ ا يغػػرس فػػي رػػذا الػػديف غرسػػا يسػػتعممه »الصػػابريف المحتسػػبيف القائػػؿس .)أخرجو ابف ماجة ( .«ديفإلى يوـ ال

عػػػزاز دينػػػو يػػػاكـ مػػػف الغػػػراس المثمػػػرة التػػػي يسػػػتعمميا اهلل فػػػي طاعتػػػو وا جعمنػػػا اهلل وا قامػػػة دولػػػة خبلفػػػة المسػػػمميف الراشػػػدة الثانيػػػة عمػػػى منيػػػاج النبػػػوة التػػػي فييػػػا حكمػػػو وا

وتطبيؽ شريعة نبيو صمى اهلل عميو وعمى آلو وسمـ.ـ والنبػوة ثػـ يقػوؿ ما كاف لب»يقوؿ ربنا عز وجؿس شر أف يؤتيه ا الكتػاب والحكػ

موف الكتاب م لمناس كونوا عبادا لي مف دوف ا ولكف كونوا ربانييف بما كنتـ تع [. 97سآؿ عمراف ] «وبما كنتـ تدرسوف

جػػرت سػػنة اهلل فػػي التغييػػر عمػػى أيػػدي األنبيػػاء الكػػراـ عمػػييـ السػػبلـ أف يرسػػموا إلػػى أقػػػػػواميـ، يػػػػػدعونيـ إلػػػػػى التوحيػػػػػد وخمػػػػػع كػػػػػؿ أشػػػػػكاؿ الشػػػػػرؾ والكفػػػػػر، وكػػػػػاف نبينػػػػػا ـ األنبيػػػاء والمرسػػػميف، المصػػػطفى األسػػػوة عميػػػو أفضػػػؿ الصػػػبلة وأزكػػػى التسػػػميـ خػػػات

مػػػف سػػػبقو مػػػف األنبيػػػاء بػػػدعوة النػػػاس إلػػػى التوحيػػػد وطالػػػب أتباعػػػو بػػػؿ نة مػػػؿ بسػػػفع وأعػػػػدىـ ليكونػػػػوا ربػػػػانييف، وكمػػػػا قػػػػاؿ صػػػػاغيـ صػػػػمى اهلل عميػػػػو وعمػػػػى آلػػػػو وسػػػػمـ

ـ اهلل أي عػػػالميف بػػػالحبلؿ والحػػػراـ، ربػػػانييفس (كاالمػػػاـ القرطبػػػي)المفسػػػروف رحميػػػروف أمػتيـ مػف آمريف بالمعروؼ نػاىيف عػف المنكػر، يعممػوف مػا يجػري حػوليـ ويحػذ

أي خطر يحدؽ بيـ، " والربانى الػذي يجمػع إلػى العمػـ البصػر بالسياسػة مػأخوذ مػفقػػػػوؿ العػػػػرب رب أمػػػػر النػػػػاس يربػػػػو إذا أصػػػػمحو وقػػػػاـ بػػػػو فيػػػػو راب وربػػػػاني. قالػػػػو النحػػاس". فالخطػػاب بمعنػػػى كونػػوا سياسػػػييف، وىكػػذا ينطبػػؽ وصػػػؼ سياسػػييف عمػػػى وصؼ ربانييف، إذ أف الذي يسوس الرعيػة ىػو الػذي يأمرىػا وينياىػا ويرعػى شػؤونيا

ر أمتو منيا. حذ لما فيو خيرىا ويحيط بما حوليا مف أخطار في

6

سياسػػية ربانيػػة كػػاف أفرادرػػا فقػػاـ صػػمى ا عميػػه وعمػػى هلػػه وسػػمـ ب عػػداد كتمػػة رضي ا تعالى عنهـ مصاحؼ تسػير عمػى اعرض، صػقؿ شخصػياتهـ بايسػسـ،

تفكػػر وتخطػػط وتقػػيس األمػػور بمقيػػاس اإلسػػبلـ، فكانػػت عقميػػاتهـ عقميػػات إسػػسمية بغض ، ترضػػػى برضػػػى ا حػػػب وتػػػإسػػػسمية ت وكانػػػت نفسػػػياتهـ نفسػػػيات ، فكػػػانوا خيػػػر أمػػػة أخرجػػػت لمنػػػاس، يػػػأمروف بػػػالمعروؼ وتغضػػػب لمػػػا يغضػػػب ا

وينيػػوف عػػف المنكػػر ويؤمنػػوف بػػاهلل. وعمػػى أكتػػافيـ قامػػت دولػػة اإلسػػبلـ األولػػى وقػػد يـ رضػػي تعاىػدىا ىػؤالء الكػراـ بعػػد النبػي صػمى اهلل عميػػو وعمػى آلػو وسػػمـ ومػف تػبع

الحػػبلؿ والحػراـ، وغايػػة ومقيػػاس أعمػالهـاهلل عػنيـ يسوسػوف النػػاس بػالقرآف والسػنة ـ اإلسػبلـ لمنػاس ىػي الػدعوة والجيػاد، غاياتيـ رضػواف اهلل عػز وجػؿ، وطريقػة حمميػحتى استمرت ىذه الدولة ما يقارب أربعة عشر قرنا مف الزماف إلى أف تآمر عمييػا

لغػاء نظػاـ خبلفتيػا عػاـ الكفار وقػاموا بيػدميا موا بتقسػيـ ببلدىػا فيمػا وقػا ـ.4791وا متصاص خيراتيا واستعباد أىميا وال حوؿ وال قوة إال باهلل العمي العظيـ.بينيـ، إل

الراشدة الثانية واليوـ نحف عمى أبواب إقامة دولة الخسفة ايسسمية عمى منهاج النبوة إف شاء ا .

ى بيف لنا كيؼ يكوف أتباع األنبياء، يكونوف ربانييف، وسػيرة نبينػا واهلل سبحانو وتعال صػػمى اهلل عميػػو وعمػػى آلػػو وسػػمـ بينػػت كيػػؼ كػػاف الصػػحابة الكػػراـ ربػػانييف، وعمػػى أكتػػػافيـ قامػػػت الدولػػػة اإلسػػػبلمية األولػػػى، وكػػػي نكػػػوف أىػػػبل لتنػػػزؿ النصػػػر وأىػػػبل

ـ إعػػػداد الصػػػحابة إلقامػػػة دولػػػة الخبلفػػػة الراشػػػدة الثانيػػػة، عمينػػػ ا إعػػػداد أنفسػػػنا كمػػػا تػػػرضػػواف اهلل عمػػييـ، الػػذيف كػػانوا أىػػبل إلقامػػة الدولػػة اإلسػػبلمية األولػػى، فكػػاف لزامػػا

نػػا فكريػػا باإلسػػبلـ، كمػػا عممنػػا ت م عمينػػا أف نكػػوف سياسػػييف، بمعنػػى أف نرعػػى شػػؤوف أ عػػى شػػؤونيـ المصػػطفى صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ، ونسػػعى إليجػػاد الدولػػة التػػي تر

عمميا.وبمػػػا أننػػػا عمػػػى طريػػػؽ المصػػػطفى صػػػمى اهلل عميػػػو وعمػػػى آلػػػو وسػػػمـ سػػػائروف بػػػدءا

7

سػػتبلـ الحكػػـ وتطبيػػؽ اإلسػػبلـ إف شػػاء بإ بػػالتثقيؼ المركػػز ومػػرورا بالتفاعػػؿ وانتيػػاء اهلل، فكنا دوما بحاجة إلى زاد عمى الطريؽ، وما نزاؿ.

ـ في ىذا الزاد ليذا كمو اقتطفت لكـ ىذه األزىا ر مف بساتيف الدعوة، عسى أف تػساىعيننػػا عمػػى بمػػوغ الغايػػة بتوفيػػؽ اهلل ومناػػو، سػػائبل المػػولى عػػز وجػػؿ التوفيػػؽ الكػػريـ وت

والسداد والقبوؿ، إنو سميع قريب مجيب.

محبة ا عز وجؿ

8

بقوـ يحبهـ فسوؼ يأتي ا ف يرتد منكـ عف دينه يا أيها الذيف ءامنوا م » ويحبونه أذلة عمى المؤمنيف أعزكة عمى الكافريف يجاردوف في سبيؿ ا وال

[41]المائدةس.«يخافوف لومة الئـأنفع المحبة عمى اإلطبلؽ وأوجبيا، وأعبلىا، محبة مف جبمت القموب عمى محبتو،

لذي تألو القموب بالمحبة، واإلجبلؿ، وفطرت الخميقة عمى تألييو، فإف اإللو ىو اوالتعظيـ، والذؿ لو، والخضوع، والتعبد، والعبادة ال تصمح إال لو وحده، والعبادةس

ىي كماؿ الحب مع كماؿ الخضوع والذؿ.واهلل تعالى يحب مف جميع الوجوه، وما سواه إنما يحب تبعا لمحبتو، وقد دؿ عمى

نو جميع كتبو المنزلة، ودعوة الرسؿ، وفطرتو التي فطر عباده وجوب محبتو سبحاعمييا، وما ركاب فييـ مف العقوؿ، وما أسبغ عمييـ مف النعـ؛ فإف القموب مفطورة

حساف منو، وما ة عمى محبة مف أنعـ عمييا وأحسف إلييا، فكيؼ بمف كؿ اإلمجبول ؿ تعالىسبخمقو جميعيـ مف نعمة فمنو وحده ال شريؾ لو كما قا

.[45]النحؿ «وما بكـ مف نعمة فمف ا ...» ؛ فعطاؤه ومنعو، ومعافاتو وتعالى إلى عبده يدعوه إلى محبتووكؿ ما منو سبحانو

حسانو حياؤه، وبره ورحمتو، وا ماتتو وا وابتبلؤه، وقبضو وبسطو، وعدلو وفضمو، وا غاثة وستره، وعفوه وحممو، وصبره عمى عبده، جابتو لدعائو، وكشؼ كربو وا وا

ليفتو، وتفريج كربتو مف غير حاجة منو إليو، بؿ مع غناه التاـ عنو مف جميع فمو أف مخموقا أسدى لمخموؽ ذلؾ داع لمقموب إلى تأليهه ومحبته، كؿالوجوه؛

فكيؼ ال يحب العبد بكؿ قمبه أدنى شيء مف ذلؾ لـ يممؾ قمبو مف محبتو، مف يحسف إليه عمى الدواـ بعدد اعنفاس ، ويسعى بكؿ ما أوتي مف وجوارحه

قوة إلى طاعته ونيؿ رضوانه سبحانه؟!.نا إليو صاعد، يتحبب إلينا بنعمو وىو غني عنا ونتبغض إليو فخيره إلينا نازؿ وشر

نعامو عمينا يصدنا ع بالمعاصي، ف معصيتو، ونحف الفقراء إليو، فبل إحسانو وبره وا وال معصيتنا ولؤمنا يقطع إحساف ربنا سبحانو عنا.

9

أخي حامؿ الدعوة...كؿ مف تعاممو مف الخمؽ إف لـ يربح عميؾ لـ يعاممؾ، وال بد لو مف نوع مف أنواع الربح، وربؾ سبحانو وتعالى إنما يعاممؾ لتربح أنت، أعظـ

سبعمائة ضعؼ، إلى أضعاؼ كثيرة، الربح وأعبله؛ فالدرىـ عنده بعشرة أمثالو إلى والسيئة بواحدة وىي أسرع شيء عنده محوا.

لديو، فيو أجود الكرماء، أعطى عبده –بؿ مطالب الخمؽ كميـ جميعا –فمطالبؾ مو، يشكر القميؿ مف العمؿ وينمايو، ويغفر الكثير مف قبؿ أف يسألو فوؽ ما يؤما

مف في السماوات واألرض كؿ يوـ ىو في شأف، ال يشغمو الزلؿ ويمحوه، يسألو سمع عف سمع، وال تغماطو كثرة المسائؿ.

وال يتبرـ بإلحاح الممحيف في الدعاء، ويحب أف يسأؿ ويغضب إف لـ يسأؿ، ويستحيي مف عبده حيث ال يستحيي العبد منو، ويستره حيث ال يستر نفسو،

حسانو وأياديو إلى كرامتو ويرحمو حيث ال يرحـ نفسو، ودعاه سبحانو بنعمو وا ورضوانو فأبى، فأرسؿ رسمو إلرشاده وبعث إليو معيـ عيده، ثـ نزؿ إليو سبحانو

بنفسو، وقاؿس

)رواه البخاري( «، وذلك كل ليله أعطيه، من يستغفرني فأغفر لهمن يسألني ف» ، وال يجيب الدعوات ويقيؿ قموب مف ال يأتي بالحسنات إال ىولوكيؼ ال تحب ا

العثرات، ويغفر الخطيئات، ويستر العورات، ويكشؼ الكربات، ويغيث الميفات، وينيؿ الطمبات سواه.

وأنصر مف ، وأحؽ مف حمد،فيو أحؽ مف ذكر وأحؽ مف شكر، وأحؽ مف عبد

، وأرحـ مف استرحـ، ود مف سئؿ، وأوسع مف أعطىابتغي، وأرأؼ مف ممؾ، وأج، أرحـ بعبده مف جىء إليو، وأكفى مف توكؿ عميووأكـر مف قصد، وأعز مف الت

التي عمييا طعامو وشرابو بتوبة التائب مف الفاقد لراحمتو ، وأشد فرحا لدىاالوالدة بو شريؾ لو و الفرد ـ وجدىا، و ىو الممؾ الفي أرض الميمكة إذا يئس مف الحياة ث

يعصى إال بعممو، يطاع إال بإذنو، و لف كؿ شيء ىالؾ إال وجيو, لف ال ند لو

11

, و يعصى فيعفو و يغفر و حقو أضيع, عمتو أ طيع ، و بتوفيقو و نيطاع فيشكرفيو أقرب شييد, و أجؿ حفيظ, وأوفى بالعيد وأعدؿ قائـ بالقسط، حاؿ دوف

والسر لنواصي, وكتب اآلثار, ونسخ اآلجاؿ, فالقموب لو مفضية,النفوس, وأخذ بالنور , وكؿ أحد إليو مميوؼ, وعنت الوجوه عنده عبلنية, والغيب لديو مكشوؼ

متناع مثمو ودلت الفطر واألدلة كميا عمى إدراؾ كنيو, وجيو, وعجزت العقوؿ عف إوصمحت السماوات,و وشبيو, وأشرقت لنور وجيو الظممات, واستنارت لو األرض

يرفع إليو عمؿ الميؿ قبؿ ال يناـ و ال ينبغي لو أف يناـ عميو جميع المخموقات,النيار, وعمؿ النيار قبؿ الميؿ, سبحانو وبحمده تبارؾ اسمو وتعالى جده وال إلو

غيره., وليس لمقمب لذة وال نعيـ ؿ ىي حياة القموب, وغذاء األرواحومحبة اهلل عز و ج

ذا فقدىا القمب كاف ألمو أعظـ مف ألـ العيف إذا فقدت و ال فبلح والحياة إال بيا، وا إذا خبل مف محبة فاطره -بؿ فساد القمب نورىا، أو األذف إذا فقدت سمعيا،

ليو الحؽ مر ال , وىذا األمف فساد البدف إذا خبل مف الروح أعظـ -وبارئو وا .و ما لجرح بميت إيبلـيصدؽ بو إال مف فيو حياة,

, متسػبب إلػى رضػوانو بكػؿ سػبيؿ قاؿ بعضيـ س "المحب طائر القمب, كثير الذكر

يقدر عمييا مف الوسائؿ و النوافؿ دأبا وشوقا ". وأنشد بعضيـس

وكف لربؾ ذا حب لتخدمو إف المحبيف لؤلحباب خداـ

تعودوا حبك ا و طاعته , ف ف ليـ س" وأوصت امرأة مف السمؼ أوالدىا فقالت

, ف ف عرض لهـ الممعوف اعة فاستوحشت جوارحهـ مف غيرراالمتقيف ألفوا بالطبمعصية مرت المعصية بهـ محتشمة فهـ لها منكروف "

11

و أنشد ابف المبارؾ س

تعصى اإللو و أنت تزعـ حبو ىذا لعمري في القياس شنيع ألطػعتو إف المحب لمػف يحب مطيع لو كاف حبؾ صادقا

عمى الدنيا اآلخرة إيثار

12

والقنػػػاطير والبنػػػيفء امػػػف النسػػػ الشػػػهوات ب يػػػف لمنػػػاس حػػػز " :ربنػػػا عزوجػػػؿ قػػػاؿ الحيػػوة متػػع ذلػؾ والحػػرث واعنعػػاـ المسػومة والخيػػؿ والفضػػة المقنطػرة مػػف الػذرب

ربهػـ عنػدمذيف اتقػوا ـ ل مف ذلك ـ بخير ك ئ * قؿ أؤنب المئاب عندو حسف الدنيا وا وا مػف ا ضػواف ور مطهػرة خالػديف فيهػا وأزواج ها اعنهػار تجري مف تحت جنت * النػار ا عػذاب ا وقنػا إننا ءامنػا فػاغفر لنػا ذنوبنػ*الذيف يقولوف ربن بالعباد بصير

"الصادقيف والقانتيف والمنفقيف والمستغفريف باعسحارالصابريف و . (49-41سعمراف)آؿ

نسػػتطيع إال أف نفػػرح بمػػا زينتػػو لنػػا ، الميػػـ الس الميػػـ إنػػا رضػػي اهلل عنػػو عمػػر قػػاؿ في حقو. ننفقوإني أسألؾ أف

حػب إليػه مػف أماؿ وارثه أيكـصمى اهلل عميو وآلو وسمـ س" النبيعبد اهلل قاؿ قاؿ قػاؿ: فػ ف مالػه مػا قػدـ ،حػب إليػهأرسوؿ ا مػا مػف أحػد إال مالػه ياماله؟ قالوا

.)البخاري( ( أخروماؿ وارثه ما اهلل عنػػو فػػدعا بشػػراب بػػف أرقػػـ قػػاؿس كنػػا مػػع أبػػي بكػػر الصػػديؽ رضػػي زيػػد عػػف

فسػػكتوا ومػػا أصػػحابووبكػػى حتػػى أبكػػى بكػػى أدنػػاه مػػف فيػػو فممػػافػػأتي بمػػاء وعسػػؿ عينيػػو مسػػحسػػكت، ثػػـ عػػاد فبكػػى حتػػى ظنػػوا أنيػػـ لػػف يقػػدروا عمػػى مسػػألتو. قػػاؿ ثػػـ

وآلػػو عميػػوفقػػالوا يػػا خميفػػة رسػػوؿ اهلل مػػا أبكػػاؾ قػػاؿ كنػػت مػػع رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل ما الػذي تػدفع اهللفقمت يا رسوؿ أحدا، ف نفسو شيئا ولـ أر معووسمـ فرأيتو يدفع عفقالػت: إف رجعػتعنػي ثػـ الدنيا مثمت لي فقمت لهػا إليػؾ رذو "عف نفسؾ قاؿس

(الحاكـ في المستدرؾ رواه). "بعدؾمف منيأفمت مني فمف يفمت عميػو وسػمـ اهلل قتادة بف النعماف رضي اهلل عنو قاؿس قاؿ رسوؿ اهلل صػمى عف" فػػػي الحػػػاكـ) "المػػػاءيحمػػػي أحػػػدكـ مريضػػػه كمػػػاأحػػػب ا عبػػػدا حمػػػاو الػػػدنيا إذا

.(المستدرؾ

13

مػا لػي ولمػدنيا س" اهلل رضي اهلل عنو أف النبي صمى اهلل عميػو وسػمـ قػاؿ عبد عفومػا لمػدنيا ولػي والػػذي نفسػي بيػدو مػػا مثمػي ومثػؿ الػدنيا إال كراكػػب سػار فػي يػػوـ

) ابف حباف ( . ؼ فاستظؿ تحت شجرة ساعة مف نهار ثـ راح وتركه"صائ قػػػاؿس يػػػا معشػػػر الوفػػاة حضػػػرتوعبيػػد أف أبػػػا مالػػػؾ األشػػعري لمػػػا بػػػف شػػػريح عػػف

عميػػو وسػػمـ اهللغ الشػػاىد مػػنكـ الغائػػب إنػػي سػػمعت رسػػوؿ اهلل صػػمى بمػػاألشػػعرييف لي المستدرؾ فيالحاكـ رواه "ة اآلخرةرة الدنيا حمو وم ،رة اآلخرةحموة الدنيا م "يقوؿس

بشػر"سقػاؿأبي بف كعب رضي اهلل عنػو قػاؿسأف النبػي صػمى اهلل عميػو وسػمـ عف

عمػػؿ رػذو اعمػػة بالسػػناء والرفعػة والنصػػرة والتمكػػيف فػػي اعرض ومػف عمػػؿ مػػنهـ (الحاكـ رواه) . "اآلخرة لمدنيا لـ يكف له في اعخرة نصيب

اهلل عميػو صػمىأنتـ أكثر صػبلة وأكثػر صػياما مػف أصػحاب محمػد عبد اهللس قاؿ

وأرغػب مػنكـ الػدنياأزرػد مػنكـ فػي كػانوا قػاؿ وسمـ وىـ كانوا خيرا منكـ قالوا وبػـ . (الحاكـ في المستدرؾ رواه)في اآلخرة .

أرغػب فيمػا كػاف قػطعمرو بف العاص يقوؿ عمى المنبرس واهلل ما رأيت قوما كاف

يزىػػد فييػػا وكػػاف الػػدنيامػػنكـ ترغبػػوف فػػي فيػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ يزىػػد رسػػو إال والػذي عميػو أكثػر الػدىرواهلل ما مر برسػوؿ اهلل صػمى اهلل عميػو وسػمـ ثػبلث مػف

انحاكم رواه مف الذي لو.

س" يقػػوؿوسػػمـ سػػمعت النبػػي صػػمى اهلل عميػػو سقػػاؿ بػػف سػػعد السػػاعدي سػػيؿ عػػفدكـ مف الجنة خير مف الدنيا وما عميها والروحػة يروحهػا العبػد سوط أحوموضع

فػػػي سػػػبيؿ ا أو الغػػػدوة خيػػػر مػػػف . )البخاري( " هاالدنيا وما عمي

14

عميػو وسػمـ اهللؿ اهلل صػمى يمػا قاؿساخػذ رسػو عف عبداهلل بف عمػر رضػي اهلل عن . )البخاري( "في الدنيا كانؾ غريب أو عابر سبيؿ كفبمنكبي فقاؿس"

ذا أصػػبحت إذا أمسػػيت فػػس تنتظػػر الصػػباحابػػف عمػػر يقػػوؿس وكػاف تنتظػػر فػػسواا

".المساء وخذ مف صحتؾ لمرضؾ ومف حياتؾ لموتؾ

وا مػا الػدنيا فػي قاؿ النبي صػمى اهلل عميػو وسػمـ س قاؿالمستورد بف شداد عف . ()مسمـ" في اليـ فمينظر بـ يرجع صبعهإ حدكـأاالخرة اال مثؿ ما يجعؿ

مقبمػػة، ولكػػػؿ اآلخػػرةارتحمػػػت الػػدنيا مػػدبرة وارتحمػػػت سوقػػاؿ عمػػي بػػػف أبػػي طالػػبنيا، فػاف اليػوـ الػد أبنػاءبناء اآلخػرة، وال تكونػوا مػف أفكونوا مف واحدة منيما بنػوف ، وغدا حساب وال عمؿ.عمؿ وال حساب

وسػػػمـ عميػػػو أبػػػي موسػػػى األشػػػعري رضػػػي اهلل عنػػػوسأف رسػػػوؿ اهلل صػػػمى اهلل عػػػففػتثروا مػا يبقػى بػدنياوأحػب دنيػاو أضػر بتخرتػه ومػف أحػب أخرتػه أضػر مف:)قاؿ

(المستدرؾالحاكـ في رواه )( .عمى ما يفنى

ياكـ ممف يستمعوف القوؿ فيتبعوف أحسنه جعمنا ا واا

ايخسص

(.469،)األنعاـ «قؿ إف صستي ونسكي ومحياي ومماتي رب العالميف »ف قبوؿ األعمػاؿ ال يػتـ ؿ ىو في مقدمة األعماؿ القمبية إلعمؿ مف أعماؿ القموب ب

15

إال بو.وتصفيتو مف كؿ شوب ذاتي إرادة وجه ا تعالى بالعمؿو المقصود باإلخبلص

أو دنيوي فبل ينبعث العمؿ إال هلل تعالى وال يمازج عمؿ المرء ما يشوبو مف مة لمنفس، الظاىرة أو الخفية، وأساس إخبلص العمؿس تجريد النية فيو الرغبات العاج هلل عز و جؿ.

ىو والمؤمف الحؽوالمراد بالنية إنبعاث إرادة اإلنساف لتحقيؽ غرض مطموب لو، الذي غمب باعث الديف في قمبو باعث اليوى و انتصرت حوافز اآلخرة عمى حوافز

وجعؿ عمى ما عند الناس فجعؿ قولو ونيتو وعممو الدنيا وآثر ما عند اهلل تعالى رب العالميف. صبلتو ونسكو ومحياه ومماتو

واإلخبلص بيذا المعنى ثمرة مف ثمرات التوحيد الكامػؿ هلل تبػارؾ وتعػالى، الػذي ىػو يػاؾ نسػتعيف»إفراد اهلل عز وجؿ بالعبادة واالستعانة ، والػذي [4]الفاتحػة «إيػاؾ نعبػد واا

يناجي بو المسمـ ربو في صمواتو كؿ يـو ما ال يقؿ عف سبع عشرة مرة.وبيذا اإلخبلص يكوف اإلنساف المؤمف عبػدا هلل حقػا، ال عبػدا ليػواه وال عبػدا ألىػواء غيره، ال عبدا لدنياه وال عبدا لػدنيا غيػره، ويكػوف كمػا أمػر اهلل سػبحانو رسػولو الكػريـ

لػػه وبػػذلؾ يػػاي وممػػاتي رب العػػالميف ال شػػريؾ قػػؿ إف صػػستي ونسػػكي ومح » [.469.465،األنعاـ] «أمرت وأنا أوؿ المسمميف

خالصػػة رب العػػالميفوىػذا يعنػي أف تجعػػؿ ركوعػؾ وسػػجودؾ وعبادتػؾ ودعوتػػؾ تمػػوت بػػؿ وأف تكػػوف حياتػػؾ هلل بػػأف توقػػؼ نفسػػؾ ألمػػر اهلل وأف تحيػػى لئلسػػبلـ وأف

خضػػػػاع رقػػػػاب النػػػػاس أجمعػػػػيف هلل رب فػػػػي سػػػػبيؿ إعبلئػػػػو وتمكينػػػػو فػػػػي االرض وا ف أخذت شيئا مف الدنيا فإنما ىو زاد يسير ليعينؾ في سفرؾ لآلخرة، ال العالميف، وا

أف تكوف الدنيا أكبر ىمؾ أو مبمغا لعممؾ.ال فعميػػػؾ أخػػػي حامػػػؿ الػػػدعوة أف تخمػػػص عممػػػؾ فػػػي الػػػدعوة هلل رب العػػػالميف وأف تتطمع الى مكاسب دنيوية زائمة أو الى حطاـ فاف ولساف حالؾ يجب أف يكوفس

إف أجري ـ عميه مف أجر أسألك ما » [499]الشعراء «العالميف إال عمى رب

16

كافػػػأة بػػػؿ يريػػػد م يرة والفحامػػػؿ الػػػدعوة ال يطمػػػب منصػػػبا وال مكانػػػة وال منزلػػػة وال شػػػوف عممو مقبوال عند مميؾ مقتػدر، متابعػا فػي أعمالػو بعممو وجو الواحد األحد وأف يك

كميا المصطفى األسوة صمى اهلل عميو وعمى آلو وسمـ.

بعض ما يعينؾ عمى ايخسص

اإلكثػار مػف الصػدقة الخفيػػة، حيػث ال تعمػـ شػماؿ ؾ مػػا أنفقػت يمينػؾ، فالصػػدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.

17

نؾ اغتسالؾ ووضوءؾ وصبلتؾ كما وردت عف رسوؿ اهلل صمىاهلل عميو وآلو إتقامستحضرا ،وسمـ بأركانيا وسننيا وأنت في الخموة)دوف أف يراؾ أحد مف البشر(

إذا توضأ العبد المؤمف فتمضمض خرجت »:قوؿ النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـخطايا مف أنفه، ف ذا غسػؿ وجهه خرجت خرجت ال الخطايا مف فيه، ف ذا استنثر

الخطػايا مػف وجهه حتى تخرج مف تحت أشفار عينيه، ف ذا غسػؿ يديه خرجت الخطايا مف يديه حتى تخرج مف تحت أظفار يديه، ف ذا مسح برأسه خرجت

الخطايا مف رأسه حتى تخرج مف أذنيه، ف ذا غسؿ رجميهفار رجميه، ثـ كاف مشيه الى خرجت الخطايا مف رجميه حتى تخرج مف تحت أظ

.)رواه النسائي( « المسجد وصسته نافمة له والناس نياـ وأف تكثر مف االستغفار ) وؽ ت ما قبؿ الفجر (صبلتؾ في األسػحار

، وقاؿ (41)الذاريات«وباعسحار رـ يستغفروف»فيو مفتاح لكؿ خير، قاؿ تعالىس مخرجا لـز االستغفار جعؿ ا له مف كؿ ضيؽ مف»صمى اهلل عميو وآلو وسمـس

مغتنما بذلؾ وقت ،)رواه ابو داوود( «ومف كؿ رـ فرجا، ورزقه مف حيث اليحتسبيتنزؿ ربنا »عنو المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس النزوؿ اإلليي الذي أخبرنا

سماء الدنيا حيف يبقى ثمث إلى ال )أي: نزوال يميؽ بجسله( كؿ ليمة تبارؾ وتعالىالميؿ اآلخريقوؿ:مف يدعوني فأستجيب له، مف يسألني فأعطيه، مف يستغفرني

.)رواه البخاري( «فأغفر له فقػػػد قػػػاؿ فػػػي فضػػػميا صػػػمى اهلل عميػػػو وآلػػػو صػػػسة الضػػػحىاحػػػرص أخػػػي عمػػػى ،

( صػػػدقة، فكػػػؿ أيسمفصػػػؿ مػػػف مفاصػػػؿ العظػػػـيصػػػبح عمػػػى كػػػؿ سػػػسمى )»:وسػػػمـدقة، وكؿ تحميدة صدقة، وكؿ تهميمة صدقة، وكؿ تكبيرة صػدقة، وأمػر تسبيحة ص

بمعروؼ صدقة، ونهي عف المنكر صدقة، ويجزئ مػف ذلػؾ، ركعتػاف يركعهمػا مػف »س عف ربو عز وجؿ أنو قاؿويقوؿ صمى اهلل عميو وآلو وسمـ )رواه مسمـ(، «الضحى

الثقات(. )« فيؾ هخروالنهار أك ؿ أوك ع ركعات لي أرب يا بف هدـ صؿ فالمصػػػػطفى صػػػػمى اهلل عميػػػػو وآلػػػػو وسػػػػمـ ،أكثػػػػػػػػػر مػػػػػػػػػف االسػػػػػػػػػتغفار والتوبػػػػػػػػػة

18

كػػاف يسػػتغفر اهلل ويتػػوب إليػػو فػػي اليػػـو أكثػػر مػػف سػػبعيف مػػرة. واعمػػـ أف التائػػب مػػف الذنب كمف ال ذنب لو.

احرص عمى اإلكثار مف الصبلة عمى رسوؿ اهلل صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ، فيػوفأثناء سػفرؾ رواه مسمـ(، )« مف صمى عميك صسة صمى ا عميه بها عشرا »ائؿس الق

ومشػػيؾ اجعػػؿ لسػػانؾ رطبػػا بػػذكر اهلل والصػػبلة عمػػى رسػػوؿ اهلل دوف أف يشػػعر بػػؾ أحػػػػػد، ودوف أف تخبػػػػػر أحػػػػػدا بػػػػػذلؾ، وصػػػػػبلة اهلل عميػػػػػؾ تعنػػػػػي أف يغمػػػػػرؾ سػػػػػبحانو

لؾ، بػؿ ومػف منػا يسػتغني عػف ذلػؾ، الميػـ صػؿا عمػى برحماتو، ومف منا ال يفتقػر لػذسيدنا محمد وعمى آلو وصحبو وسػمـ تسػميما كثيػرا، طيبػا مباركػا فيػو، عػدد مػا أحػاط بػػو عممػػؾ وخػػط بػػو قممػػؾ وأحصػػاه كتابػػؾ، كممػػا ذكػػرؾ الػػذاكروف وغفػػؿ عػػف ذكػػرؾ

الغافموف . كؿ ىذا يعينؾ عمى اإلخبلص، واهلل الموفؽ.

ف وساوس الشيطافإحذر مفقد يقوؿ لؾ الشيطاف)أترؾ ىذا العمؿ فيو ليس هلل...(، كف أقوى منو وامض في

عممؾ وأكثر مف التضرع إلى اهلل ليأخذ بيدؾ لما يحبو ويرضاه واستعف عمى الشيطاف بكثرة النوافؿ الخفية كما تذاكرنا مف قبؿ وحيف يوسوس لؾ الشيطاف

يس هلل واجيو بقوة قائبل لوس)مف الذي يعمـ بفعؿ كذا لتترؾ العمؿ بحجة أنو لوكذا !! مستحضرا األعماؿ الخفية الكثيرة التي قدمتيا وال يدري عنيا أحد إال اهلل( واستعذ باهلل منو وامض بقوة لما يحبو اهلل مف األعماؿ مستعصما باهلل مف شياطيف

بفضمو ورحمتو. ، واهلل معؾ وكافيؾ وحافظؾ اينس والجف إذا خرج الرجؿ مف باب " سأف النبي صمى اهلل عميو وسمـ قاؿعف أبي ىريرة

موكسف به ف ذا قاؿ بسـ ا ، قاال رديت بيته أو مف باب دارو كاف معه ممكاف

19

ذا ذا قاؿ توكمت عمى ا قاال كفيت قاؿ ال حوؿ وال قوة إال با ، قاال وقيت واا وااناو فيقوالف ماذا تريداف مف رجؿ قد ردي وكفي قاؿ فيمقاو قري

.(رواه الترمذي( "ووقي؟!!!!! الشيطاف: إنؾ تحفظ القرهف كي تري أخي حامؿ الدعوة قد يوسوس لؾ

ي ذلؾ عمؿ لغير أخاؾ الذي تقرأ عميه أنؾ حافظ، فاعفضؿ أف تترؾ الحفظ عف فالدعوة وتدريس الناس وكسبهـ لمدعوة مف إنؾ تعمؿ في حمؿ :ا ، أو يقوؿ لؾ

أجؿ الحزب، وليس لوجه ا ............ أستعذ با مف الشيطاف الرجيـ، واصرخ به متحديا:

ورؿ ارتبطت أصس بأخي الذي أقرأ عميه القرهف لشئ مف حطاـ الدنيا، أـ كاف ذلؾ ...ليعينني عمى طاعة ا !!!!! فيخسأ الشيطاف....

ورؿ ارتبطت أصس بالدعوة إال يعزاز ديف ا وليعينني إخواني عمى طاعة ا وليضبطوا سموكي كي نفوز بعز الداريف إف شاءا !!!!!.

الشػػيطاف منػػؾ ضػػعفا فيحرفػػؾ عػػف الطريػػؽ واسػػتعف بػػا عميػػه ب شػػغاؿ ال تػػر

ؿ المػػه وخاصػػته، أرػػؿ القػػرهف، وتػػذككر وقتػػؾ بالطاعػػة ومسزمػػة حممػػة الػػدعوة، وأرػػأنمػا يأكػػؿ الػػذئب مػػف الغػػنـ، ألقاصػػية، ومػػف يتوكػػؿ عمػػى ا فهػػو حسػػبه، إف ا

بالغ أمرو. التىكل

و ىو صدؽ اعتماد القمب عمى اهلل عزوجػؿ فػي اسػتجبلب المصػالح ودفػع المضػار ا يجعػػؿ لػػه مخرجػػا * ومػػف يتػػؽ »فػػي أمػػور الػػدنيا واآلخػػرة، قػػاؿ اهلل عزوجػػؿ س

سب ومف يتوككؿ عمى ا فهو حسبه ( 5-9)الطبلؽ «ويرزقه مف حيث ال يحت

21

فمف حقؽ التقوى والتوكؿ ، اكتفى بذلؾ في مصالح دينو ودنياه، وعف عمر بف لو أنكـ كنتـ :» عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ قاؿ رضي اهلل عنوالخطاب

« رزؽ الطير تغدو خماصا وتروح بطاناحؽ توكمه لرزقكـ كما ي ف عمى ا توكمو .) رواه الترمذي(

قاؿ أبو حاتـ الرازي س ىذا الحديث أصؿ في التوكؿ و إنو مف أعظـ األسػباب التػي يستجمب بيا الرزؽ.

وقػػػاؿ سػػػعيد بػػػف جبيػػػر س "التوكػػػؿ جمػػػاع اإليمػػػاف" وتحقيػػػؽ التوكػػػؿ ال ينػػػافي األخػػػذ قدر اهلل سبحانو وتعػالى المقػدرات بيػا، وجػرت سػنتو فػي خمقػو بػذلؾ، باألسباب التي

فػػػإف اهلل تعػػػالى أمػػػر بتعػػػاطي األسػػػباب، مػػػع أمػػػره بالتوكػػػؿ، فالسػػػعي فػػػي األسػػػباب بالجوارح طاعة هلل، والتوكؿ بالقمب عميو إيماف بو .

(94اء س) النس «...اآليةيا أيها الذيف ءامنوا خذوا حذركـ »قاؿ تعالى س نة،قاؿ سيؿ س " مف طعف في الحركػة يعنػي فػي السػعي والكسػب فقػد طعػف فػي السػ

فالتوكؿ حاؿ النبي صمى اهلل عميو ومف طعف في التوكؿ فقد طعف في اإليماف " ، سنتو. والكسب سنتو فمف عمؿ عمى حالو فبل يتركف وسمـ ،

إال عممػػو، وتوكػػؿ توكػػؿ عمػػؿ عمػػؿ رجػػؿ ال ينجيػػوقػػاؿ يوسػػؼ بػػف أسػػباطس " يقػػاؿ إ رجؿ ال يصيبو إالما كتب لو".

وأطيعػػوا ا وأطيعػػػوا ويقػػوؿ ذو القػػوة والجبػػروت ومالػػؾ مفػػاتيح كػػػؿ شػػئ سػػبحانوس" ال إلػه إال رػو وعمػى ا المبػيف. ا نا الػبسغ ـ ف نما عمى رسول الرسوؿ ف ف توليت . (49)التغابفس" فميتوكؿ المؤمنوفعوة نأخػػذ باألسػػباب التػػي عممنػػػا إياىػػا ربنػػا أنيػػا تػػؤدي إلػػى النتػػػائج فػػنحف حممػػة الػػد

المرجػػوة ونحػػف قبػػؿ األخػػذ باألسػػباب وأثنػػاء األخػػذ باألسػػباب وبعػػدىا متوكمػػوف عمػػى رب األسباب سبحانو وتعالى موقنوف أنو سبحانو ىػو الػذي خمػؽ فسػوى وقػدر فيػدى

ليو الرجعى. وأنو سبحانو بيده ممكوت كؿ شئ وا

21

ػػؿ، وتػػذكر أف خطػػاب النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ إقػػ رأ أخػػي حامػػؿ الػػدعوة وتأم خطاب ألمتو، وتيقف أنو بالتقوى والتوكؿ، تكفى وتيدى وتحفظ، بمطؼ اهللس

)االحزاب(

49

46

4

4 )االحزاب(

عميػو توكمنػا وىػو رب ا القوي المتيف العزيز الجبار المنػتقـ ال إلػه إال رػوحسبنا

العرش العظيـ.

22

أسماء ا وصفاته

ر نفػس نظػمنػوا اتقػوا ا ولت يػا أيهػا الػذيف ه :"يقوؿ الحؽ سبحانو في سػورة الحشػر

سػػوا ا بمػػا تعممػػوف. وال تكونػػوا كالػػذيف ن مػػا قػػدمت لغػػد واتقػػوا ا إف ا خبيػػر الجنػػة النػػار وأصػػحاب فأنسػػارـ أنفسػػهـ أولئػػؾ رػػـ الفاسػػقوف.ال يسػػتوي أصػػحاب

خاشػػػعا ه لرأيتػػػ رػػػـ الفػػػائزوف. لػػػو أنزلنػػػا رػػػذا القػػػرهف عمػػػى جبػػػؿ الجنػػػة أصػػػحاب ها لمنػػاس لعمهػػـ يتفكػػروف. رػػو ا نضػػرب ا وتمػػؾ اعمثػػاؿ مػػف خشػػية عا تصػػد م

الػذي ال إلػه رو الرحمف الػرحيـ. رػو ا والشهادة الغيب الذي ال إله إال رو عالـ سػبحاف ا المتكبػر الجبػار العزيػز المهيمف المؤمف القدوس السسـ إال رو الممؾ

مػا لػه سػنى يسػبح الح لػه اعسػماء المصػور البػارئ لخالؽ ا عما يشركوف. رو ا (.24-18)لحشر الحكيـ" واعرض ورو العزيز في السماوات

حفظ أسماء اهلل الحسػنى، وأحصػيا، فمػف أحصػاىا دخػؿ الجنػة، إأخي حامؿ الدعوة مػف سػما، مائػة إال واحػدا، إف تسػعة وتسػعيف إ»قاؿ صمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـس

]القرطبي[.[ )أحصاىاس عدىا وحفظيا(متفؽ عميو].«أحصارا دخؿ الجنة حػػػرص أخػػػي عمػػػى فيػػػـ ووعػػػي وحفػػػظ أسػػػماء اهلل الحسػػػنى وصػػػفاتو العمػػػى، وأف إ

يحتضنيا قمبؾ لتكوف لؾ زادا وسندا. .فعندما تعرؼ أنؾ عبد هلل الواحد القيار فمف تقمؽ مف قير جبابرة األرض تدرؾ أف اهلل ىو األكبر، يصغر في عينؾ كؿ كبير مف البشر.وعندما ازؾ بػػػاهلل وبدينػػػو ال يضػػػاىيو أي عتػػػز تعػػػرؼ أف اهلل ىػػػو العزيػػػز فيكػػػوف إ وعنػػػدما عتزاز.إ ػػدع بػػأمر اهلل خشػػية قطػػع وعنػػدما تعػػرؼ أف اهلل ىػػو الػػرزاؽ فإنػػؾ لػػف تتػػردد بالص

ميػػو وسػػمـ قػػاؿ لممػػؤمنيف بمكػػة حػػيف بػػي صػػمى اهلل عاألرزاؽ، روى ابػػف عبػػاس أف الن

23

خرجػوا إلػػى المدينػة وىػاجروا وال تجػاوروا الظممػػة قػالوا لػيس لنػا بيػػا آذاىػـ المشػركوف أوكأيف مف دابة ال تحمػؿ رزقهػا » دار وال عقار وال مف يطعمنا وال مف يسقينا فنزلت

ياكـ ورو السميع العميـ ( .66بي العنكبوتس)تفسير القرط «ا يرزقها واا وعندما تتيقف أف األجؿ بيد اهلل وحده، فإنؾ لف تقمؽ بتيديدات األنظمة البوليسػية

مف حولؾ. وعنػػػدما تعمػػػـ أف اهلل ىػػػو النػػػافع، وأنػػػو ىػػػو الضػػػار سػػػبحانو. وأنػػػو إف أراد اهلل بػػػؾ

ء دوف أف تحسب حسابا رحمة فبل راد لفضمو، فذلؾ يعطيؾ القوة والثقة لمبذؿ والعطاف تػػرؾ السػػنة دفعػػا لػػؤلذى، وسػػوس الشػػيطاف لػػؾسأترؾ الفػػرض أو أ ألقػػزاـ البشػػر. وا

، ويعينػػػؾ الحػػػؽ سػػػب حانو عمػػػى التمسػػػؾ فيقينػػػؾ ىػػػذا سػػػيرد تمػػػؾ الوسوسػػػة بقػػػوة وحػػػزـوبكػػػؿ مػػػا يحػػػب متػػػوكبل عميػػػو مسػػػتجيرا بػػػو مػػػف شػػػياطيف اإلنػػػس بػػػالفروض والسػػػنف حافظا وىو أرحـ الراحميف. والجف، واهلل خير

وعندما تتيقف أنو الصمد، الغني عمػف سػواه المحتػاج إليػو مػا عػداه، فمػف تتمسػكف، وعنػػدما تسػػجد بػػيف يديػػو سػػائبل متػػذلبل فػػإف وتتػػذلؿ ألحػػد بسػػؤاؿ سػػوى وجيػػو الكػػريـ

ذلؾ يزيدؾ رفعة وقوة وعزا وشموخا. ي أنو الذي بيده الممؾ فإنؾ تدرؾ أف بيده ممؾ السػماوات واألرض فػوعندما تعمـ

مورىمػػا كيفمػػا يشػػاء، بيػػده الممػػؾ يعػػز مػػف يشػػاء الػػدنيا و اآلخػػرة فيػػو يتصػػرؼ فػػي ألى زواؿ، ويعز اهلل عباده ويبدؿ األياـ اء، فبل تدـو الدولة لمكافر وىي إويذؿ مف يش

إلعزازىـ بعد ذؿ. المميػػت فإنػػػؾ ال تيػػأس مػػػف إعػػراض المعرضػػػيف عػػػف وعنػػدما تعمػػػـ أنػػو المحيػػػي و

دعػػوة اهلل، فيػػو المحيػػي الػػذي أحيػػى قمػػب عمػػر بػػف الخطػػاب بعػػد اف اسػػتيأس النػػاس مػػف إيمانػػو، وىػػو المميػػت الػػذي أمػػات فرعػػوف ويميػػت أمثالػػو ميمػػا طغػػوا فػػي الػػببلد

وأكثروا فييا الفساد.

24

لى ا تعرؼ إ

بو نوعافسإعمـ يرحمؾ اهلل أف معرفة العبد لر ، وىي معرفة اإلقرار بو والتصديؽ واإليماف وىي عامة لممؤمنيف. معرفة عامة

ليه، واعنس به، تقتضي ميؿ القمب إلى ا بالكمية، واالنقطاع إ، ومعرفة خاصة، وىذه المعرفة الخاصة ىي التي يدور والطمأنينة بذكرو، والحياء منه، والهيبة له

أحباؤه، فيحرص عمييا حممة الدعوة الجادوف اليادفوف، لتكوف حوليا أولياء اهلل و خير زاد وخير ذخر عمى الطريؽ ييتدوف بيا ويدعوف الناس إلييا، يقوؿ المصطفى

]أخرجو «لى ا في الرخاء يعرفؾ في الشدةتعرؼ إ»صمى اهلل عميو وآلو وسمـس في اهلل وحفظ حدوده وراعى حقوقو وىذا يعني أف العبد إذا اتقى الحاكـ في المستدرؾ[،

لى اهلل ويصير بينو وبيف ربو معرفة خاصة فيعرفو حاؿ الرخاء، فإنو بذلؾ يتعرؼ إربو بالشدائد؛ فعندما سبح يونس عميو السبلـ ربو في ظممة بطف الحوت وظممة

، قالت له إال أنت سبحانؾ إني كنت مف الظالميفال إالبحر وظممة الميؿ قائبلس ، فقاؿ ربنا عز وجؿ بعدىا في حقو : صوت معروؼ مف عبد معروؼمبلئكةال

[.11]األنبياء «ونجيناو مف الغـ وكذلؾ ننجي المؤمنيف »: وحقنا مف بعده

الحياء مف ا

مػػا أعظػػـ أجػػر ىػػؤالء الػػذيف يبػػالغوف فػػي حفظيػػـ هلل تعػػالى، مػػؤل حػػب اهلل أوامػػره، ووقفػػوا عنػػد حػػدوده، و انتيػػوا عػػف معاصػػيو، ومخافتػػو تعػػالى قمػػوبيـ، فػػامتثموا

وسارعوا في أداء ما افترضو عمييـ، وأكثروا مما ندبو إلػييـ تقربػا منػو، وحبػا لػو، بػؿ ترفعوا عف كثيػر مػف مػا أباحػو ليػـ طمعػا بقربػو واألنػس بػو، فكػاف طبيعيػا أف يعػدىـ

25

ربيـ عز وجؿ بقولوس، رػذا مػا توعػدوف لكػؿ أواب حفػيظ، مػف خشػي لممتقيف غير بعيػد وأزلفت الجنة »

(.54ؽس) «الرحمف بالغيب وجاء بقمب منيب صػػػمى اهلل عميػػػو وآلػػػو وسػػػمـهلل بػػػف مسػػػعود قػػػاؿ قػػػاؿ رسػػػوؿ اهلل عػػػف عبػػػد ا:« ..

اسػػتحيوا مػػف ا حػػؽ الحيػػاء قػػاؿ قمنػػا يػػا رسػػوؿ ا إنػػا نسػػتحيي والحمػػد قػػاؿ الحياء أف تحفػظ الػرأس ومػا وعػى والػبطف ليس ذاؾ ولكف االستحياء مف ا حؽ

وما حوى ولتذكر الموت والبمى ومف أراد اآلخرة ترؾ زينة الدنيا فمف فعؿ ذلػؾ فقػد وحفظ الػرأس ومػا وعػى يكػوف بحفػظ مػا رواه الترمذي(،)« استحيا مف ا حؽ الحياء

وجػؿ، فيو مف الحواس مف سمع وبصر ولساف، فبل تتحرؾ إال فيما يرضي ربنا عز مػف أو فكريػامػف خمػر أو مخػدرات يفسػدو ماديػاويكوف كذلؾ بحفظ العقػؿ ممػا قػد مػػف االنشػػغاؿ بػػالمغو مػػف القػػوؿ واألغػػاني أو ذرنيػػامفػاىيـ كفريػػو أو مفػػاىيـ مضػػممة

وتوافو األمور.حفظ البطف ومػا حػوى يكػوف بػأف ال نأكػؿ وال نشػرب إال حػبلال طيبػا ونتجنػب الحػراـ

عػػف الحػػراـ كػػي ال يقػػر فػػي األرحػػاـ إال حػػبلال، قػػاؿ صػػمى اهلل ويكػػوف بحفػػظ الفػػروج مف يضمف لي مػا بػيف لحييػه ومػا بػيف رجميػه أضػمف لػه الجنكػة »:عميو وآلو وسمـ

)ما بيف لحييوس لسانو(. متفؽ عميو . «

تػي يجعمػؾ تحسػف العمػؿ خاصػة وأنػت تعػرؼ بأنػؾ تبعػث عمػى الييػأة ال ذكر المػوتتموت عمييا، فاحرص أخػي حامػؿ الػدعوة أال تكػوف إال فػي طاعػة وأف ال ينظػر اهلل

ف وت يا أيها الذيف همنػوا اتقػوا ا حػؽ تقاتػه وال تمػ »إليؾ إال وأنت في ما يرضػيو (469آؿ عمراف ) .«إال وأنتـ مسمموف

مػف أمتػي ثػـ ععممػف أقوامػا »:أنو قاؿسمـ صمى اهلل عميو و اف عف النبي عف ثوب يأتوف يـو القيامة بحسنات أمثاؿ جبػاؿ تهامػة بيضػا فيجعمهػا ا عػز وجػؿ ربػاء منثػػورا قػػاؿ ثوبػػاف يػػا رسػػوؿ ا صػػفهـ لنػػا جمهػػـ لنػػا أف ال نكػػوف مػػنهـ ونحػػف ال

26

نعمـ قاؿ أما إنهـ إخػوانكـ ومػف جمػدتكـ ويأخػذوف مػف الميػؿ كمػا تأخػذوف ولكػنهـ .)سنن ابن ماجة(« نتهكورا أقواـ إذا خموا بمحاـر ا ا

فالحياء الحياء يا حامؿ الدعوة يا حبيب وال تجعؿ اهلل سبحانو آخر الناظريف إليؾ، .واعبده كأنؾ تراه، فإف لـ تكف تراه فإنو يراؾ

المسيح الدجاؿ

عنيا وىي مف أوائؿ المياجريف فيما يرويو قيس رضي اهلل تعالى حدثت فاطمة بنت

اهلل صمى تسسمعت نداء المنادي، منادي رسوؿ ا االماـ مسمـ رحمو اهلل، قالعنيجامعة، فخرجت إلى المسجد فصميت مع اهلل عميو وسمـ ينادي الصبلة

27

رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ ، فكنت في صؼ النساء التي تمي ظيور القـو لمنبر وىو يضحؾ فمما قضى رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ صبلتو جمس عمى ا

ـ جمعتكـ. قالواس اهلل ورسولو أعمـ، فقاؿ ليمـز كؿ إنساف مصبله ثـ قاؿس أتدروف لقاؿ إني واهلل ما جمعتكـ لرغبة وال لرىبة ولكف جمعتكـ ألف تميما الداري كاف رجبل نصرانيا فجاء فبايع وأسمـ وحدثني حديثا وافؽ الذي كنت أحدثكـ عف مسيح الدجاؿ

ركب في سفينة بحرية مع ثبلثيف رجبل مف لخـ وجذاـ فمعب بيـ الموج حدثني أنو شيرا في البحر ثـ أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فدخموا الجزيرة فمقيتيـ دابة أىمب كثير الشعر ال يدروف ما قبمو مف دبره مف كثرة الشعر فقالوا

لجساسة قالت أييا القـو انطمقوا إلى . قالوا وما اأنا الجساسةويمؾ ما أنت فقالت ىذا الرجؿ في الدير فإنو إلى خبركـ باألشواؽ. قاؿس لما سمت لنا رجبل فرقنا منيا أف تكوف شيطانة. قاؿ فانطمقنا سراعا حتى دخمنا الدير فإذا فيو أعظـ إنساف رأيناه

بالحديد قمناس قط خمقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقو ما بيف ركبتيو إلى كعبيو ويمؾ ما أنت قاؿ قد قدرتـ عمى خبري فأخبروني ما أنتـ قالوا نحف أناس مف العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حيف اغتمـ، فمعب بنا الموج شيرا ثـ أرفأنا إلى جزيرتؾ ىذه فجمسنا في أقربيا فدخمنا الجزيرة فمقيتنا دابة أىمب كثير

بمو مف دبره مف كثرة الشعر، فقمنا ويمؾ ما أنت فقالت أنا الشعر ال يدري ما ق الجساسة قمنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى ىذا الرجؿ في الدير فإنو إلى خبركـ

أخبروني باألشواؽ فأقبمنا إليؾ سراعا وفزعنا منيا ولـ نأمف أف تكوف شيطانة فقاؿ ـ عف نخميا ىؿ يثمر قمنا لو قمنا عف أي شأنيا تستخبر قاؿ أسألك عف نخؿ بيساف

قمنا عف أي عف بحيرة الطبريةقاؿ أخبروني يوشؾ أف ال تثمر نعـ. قاؿ أما إنو إف ماءىا يوشؾ أف شأنيا تستخبر قاؿ ىؿ فييا ماء قالوا ىي كثيرة الماء قاؿ أما

قالوا عف أي شأنيا تستخبر قاؿ ىؿ في العيف عيف زغرقاؿ أخبروني عف يذىبع أىميا بماء العيف قمنا لو نعـ ىي كثيرة الماء وأىميا يزرعوف مف ماء وىؿ يزر

ما فعؿ قالوا قد خرج مف مكة ونزؿ عف نبي األمييفمائيا .قاؿ أخبروني

28

يثرب قاؿ أقاتمو العرب قمنا نعـ. قاؿ كيؼ صنع بيـ فأخبرناه أنو قد ظير عمى نعـ. قاؿ أما إف ذاؾ خير مف يميو مف العرب وأطاعوه. قاؿ ليـ قد كاف ذلؾ قمنا

ني مخبركـ عنى إني ني أوشؾ أف يؤذف لي في ليـ أف يطيعوه وا أنا المسيح وا إال مكة الخروج فأخرج فأسير في األرض فبل أدع قرية إال ىبطتيا في أربعيف

وطيبة فيما محرمتاف عمي كمتاىما كمما أردت أف أدخؿ واحدة أو واحدا منيما ف عمى كؿ نقب منيا مبلئكة سيؼ صمتا يصدني عنيا استقبمني ممؾ بيده ال وا

قالت قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ وطعف بمخصرتو في المنبر يحرسونيا أال ىؿ كنت حدثتكـ ذلؾ فقاؿ الناس ىذه طيبة ىذه طيبة ىذه طيبة يعني المدينة

لمدينة ومكة نعـ. فإنو أعجبني حديث تميـ أنو وافؽ الذي كنت أحدثكـ عنو وعف اأال أنو في بحر الشاـ أو بحر اليمف ال بؿ مف قبؿ المشرؽ ما ىو مف قبؿ المشرؽ

رؽ قالت فحفظت ىذا مف رسوؿ ما ىو مف قبؿ المشرؽ ما ىو وأومأ بيده إلى المش . )رواه مسمـ(صمى اهلل عميو وسمـ. اهلل

ياكـ مفأعاذنا اهلل ولى مف سورة األيات األفتنة المسيح الدجاؿ، وحفظ عشر وا الكيؼ تعيننا عمى ذلؾ كما أخبرنا الصادؽ المصدوؽ صمى اهلل عميو وآلو وسمـ.

القبر

باألحاديث -غير الجاـز -ىو أوؿ منازؿ اآلخرة وآخر منازؿ الدنيا، التصديؽالصحيحة، التي يروييا العدوؿ الكراـ عف أمثاليـ، عف أمثاليـ، عف رسوؿ اهلل

، التصديؽ بيا واجب والعمؿ وسمـ، والتي تتعمؽ بيذا الموضوع صمى اهلل عميو وآلونكارىا حراـ، يفسؽ فاعمو. بمقتضاىا مستحب مندوب وا

أف ييودية دخمت عمييا فذكرت عذاب القبر فقالت ليا عف عائشة رضي اهلل عنيا

29

عف اب القبر فسألت عائشة رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ أعاذؾ اهلل مف عذقالت عائشة رضي اهلل عنيا فما (البخاري)نعـ عذاب القبر حؽ" فقاؿس" عذاب القبر

صمى صبلة إال تعوذ مف عذاب القبر. رأيت رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ بعد يـ أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وعف أنس بف مالؾ رضي اهلل عنو أنو حدث

نه ليسمع قرع إف العبد إذا وضع في قبرو وتولى عنه قاؿس"وسمـ أصحابه وااصمى ا ما كنت تقوؿ في رذا الرجؿ لمحمد نعالهـ أتاو ممكاف فيقعدانه فيقوالف

عميه وسمـ فأما المؤمف فيقوؿ أشهد أنه عبد ا ورسوله فيقاؿ له انظر إلى قاؿ قتادة وذكر مقعدؾ مف النار قد أبدلؾ ا به مقعدا مف الجنة فيرارما جميعا

وأما المنافؽ والكافر فيقاؿ له ثـ رجع إلى حديث أنس قاؿح في قبرو أنه يفس لناما كنت تقوؿ في رذا الرجؿ فيقوؿ ال أدري كنت أقوؿ ما يقوؿ الناس فيقاؿ ال

. )البخاري(ضرب بمطارؽ مف حديد.. " يت وي م وال ت ت ي ر د ا مف جهنـ استعيذوا ب عف أبي ىريرة قاؿ قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ س"

الدجاؿ استعيذوا استعيذوا با مف عذاب القبر استعيذوا با مف فتنة المسيح . )البخاري(والممات" با مف فتنة المحيا

ذ مف أ ربع في كؿ صبلة، وقبؿ -وعنو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ أنو كاف يتعوالنار ومف فتنة ف عذابالمهـ إني أعوذ بؾ مف عذاب القبر ومس"-التسميـ . )البخاري(" والممات ومف فتنة المسيح الدجاؿالمحيا

الميػػػزاف

ف »يقوؿ ا سبحانه: ـ نفس شيئا واا ونضع الموازيف القسط ليوـ القيامة فس تظم

. (19)االنبياءس« نا حاسبيف كاف مثقاؿ حبكة مف خردؿ أتينا بها وكفى ب

ويقوؿ عز مف قائؿس

31

ومف خفت *والوزف يومئذ الحؽ فمف ثقمت موازينه فأولئؾ رـ المفمحوف » ( .1)االعراؼس «موازينه فأولئؾ الذيف خسروا أنفسهـ بما كانوا يظمموف

ويقوؿ سبحانوسـ المفم » ومف خفكت موازينه فأولئؾ الكذيف * حوف فمف ثقمت موازينه فأولئؾ ر

ـ خالدوف ـ في جهنك ـ فيها * خسروا أنفسه ـ النكار ور تمفح وجوره ( .469)المؤمنوفس«كالحوف

يوضع الميزاف »عف سمماف رضي اهلل عنو عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ قاؿ ا رب لمف فمو وزف فيه السموات واعرض لوسعت فتػقوؿ المسئكة : يامة يوـ القي

لمف شئت مف خمقي فيقػولوف سبحانؾ ما عبدناؾ حؽ يزف رذا؟ فيقوؿ ا : )رواه الحاكـ( . « عبادتؾ

: ذكرت النار فبكيت فقاؿ رسوؿ ا صمى ا وعف عائشة رضي اهلل عنيا قالتقمت ذكرت النار فبكيت فهؿ تذكروف أرميكـ يوـ ما يبكيؾ ؟ »عميه وسمـ :

القيامة؟ فقاؿ : أما في ثسثة مواطف فس يذكر أحد أحدا: عند الميزاف حتى يعمـ أيخؼ ميزانه أـ يثقؿ؟ وعند تطاير الصحؼ حتى يعمـ أيف يقع كتابه في يمينه أـ في شماله أـ وراء ظهرو؟ وعند الصراط إذا وضع بيف ظهري جهنـ حتى

وعند الصراط إذا وضع بيف ظهري جهنـ حافتاو »وفي رواية الحاكـ قاؿ: «زيجو كسليب كثيرة وحسؾ كثيرة يحبسف ا بها مف يشاء مف خمقه حتى يعمـ أينجو أـ

)رواه أبو داود( «ال ؟

ثـ يجاء يوـ القيامة س" صمى اهلل عميو وسمـ وعف أنس قاؿ قاؿ رسوؿ اهلل

يدي ا عز وجؿ فيقوؿ ا عز وجؿ لمسئكته بصحؼ مختمة فتنصب بيف

31

ألقوا رذا وأقبموا رذا فتقوؿ المسئكة وعزتؾ ما رأينا إال خيرا فيقوؿ ورو أعمـ إف

)الدارقطني( "رذا كاف لغيري وال أقبؿ اليوـ مف العمؿ إال ما كاف ابتغي به وجهي

.

ياؾ أخي ممف ثقمت موازينو فيو في عيشة راضية وممف يخمص جعمنا اهلل وا العمؿ لوجيو الكريـ ليثبت األجر في الميزاف وندخؿ الجنة بعفو مف اهلل وسبلـ

وصمى اهلل عمى نبينا.

الحػػػوض

حدثنا سعيد بف عفير قاؿ حدثني بف وىب عف يونس قاؿ بف شياب حدثني أنس ضي إف قدر حو »بف مالؾ رضي اهلل عنو أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ قاؿ

ف فيو مف األباريؽ كعدد نجـو السماء ثـ »، «كما بيف أيمة وصنعاء مف اليمف وا قمت ما ىذا يا بنير حافتاه قباب الدر المجوؼبينما أنا أسير في الجنة إذا أنا

»، «طينو أو طيبو مسؾ أذفرجبريؿ قاؿ ىذا الكوثر الذي أعطاؾ ربؾ فإذا و أطيب مف المسؾ وكيزانو كنجوـ مسيرة شير ماؤه أبيض مف المبف وريححوضي

. )رواىـ البخاري( « السماء مف شرب منيا فبل يظمأ أبدا

32

دخؿ ستكوف بعدي أمراء مف اهلل عميو وآلو وسمـ أنو قاؿس" ىوعف رسوؿ اهلل صم

وأعانهـ عمى ظممهـ فميس مني ولست منه وليس يرد عميهـ فصدقهـ بكذبهـ

ولـ يعنهـ عمى ظممهـ صدقهـ بكذبهـ ومف لـ يدخؿ عميهـ ولـ ي عمي الحوض

. )سنف النسائي( "فهو مني وأنا منه وسيرد عمي الحوض

ياكـ ممف يرد الحوض عمى النبي صمى ا عميه وهله وسمـ وممف جعمنا ا واا .يشرب مف يدو الشريفة شربة ماء ال نظمأ بعدرا أبدا. المهـ هميف

له وسمـتباعه صمى ا عميه وهاا ب النبي و ح

:يقوؿ ربنا عز وجؿ [.54]آؿ عمراف «ـذنوبك فاتبعوني يحببكـ ا ويغفر لكـ حبوف ا ـ ت نت ؿ إف ك ق »ال يػػؤمف أحػػدكـ حتػػى أكػػوف أحػػب »ويقػػوؿ المصػػطفى صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـس

) رواه البخاري ومسمـ(. «إليه مف والدو وولدو والناس أجمعيفاهلل صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ مكػػاـر األخػػبلؽ والشػػجاعة والكػػـر لقػػد اجتمػػع لرسػػوؿ

فمف رآه بديية ىابو ومف خالطو معرفة أحبو، ولقػد بمػغ الرسػالة ونصػح األمػة وجمػع الكممػػػة وأقػػػاـ الدولػػػة وفػػػتح مػػػع صػػػحابتو الكػػػراـ القمػػػوب والعقػػػوؿ بػػػدعوتيـ وأخبلقيػػػـ

لػى عبػادة رب س مػف عبػادة العبػاد إليخرجػوا النػا وسموكيـ كما فتحوا الببلد بجيػادىـ العباد.

33

فسنتو وسيرتو وصفاتو صمى اهلل عميو وآلػو وسػمـ نبػراس لنػا لنتصػؼ بصػفاتو صػمى اهلل عميػو وآلػػو وسػػمـ ونسػػتف بسػػنتو ونسػػير عمػػى نيجػػو فػػي إعػػزاز الػػديف. فػػافتح أخػػي

وسػمـ عيوف عقمؾ وأصغ بآذاف قمبؾ لما كػاف عميػو المصػطفى صػمى اهلل عميػو وآلػو ياؾ تحت لوائو يـو القيامة. لتحسف التأسي واالتصاؼ بما كاف عميو، حشرنا اهلل وا

كاف خمقػو القػرآف يسػخط لسػخط اهلل ويرضػى لرضػاه، ال ينػتقـ لنفسػو، وال يغضػبليا إال أف تنتيػؾ حرمػات اهلل فيغضػب هلل. وكػاف صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ أصػدؽ

وألينيـ عريكة، و أكرميـ عشرة، وأشد حياءا مف العػذراء الناس ليجة، وأوفاىـ ذمة،في خدرىا، خافض الطرؼ، أكثر نظره التفكير، ولـ يكف فاحشا وال لعانا، وال يجػزي السيئة بالسيئة، ولكف يعفو ويصفح، مف سألو حاجة لـ يػرده إال بيػا أو بميسػور مػف

حتػػى يتعػػدى الحػػؽ فيقطعػػو القػػوؿ، لػػيس بفػػظ وال غمػػيظ، ال يقطػػع عمػػى أحػػد حديثػػو بنيي أو قياـ، ال يكذب قائبل، وال يحقد عميو وال يستحمؼ عمى يميف.

وكاف صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يحفظ جاره ويكـر ضيفو وال يمضػي لػو وقػت فػيويكره التشاـؤ وما خيار بيف أمريف إال يحب التفاؤؿ، أو فيما البد منهغير عمؿ هلل

.اختار أيسرىما م ا لـ يكف إثما، يحب إغاثة المميوؼ و نصرة المظمـو وكػػاف صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ يحػػب أصػػحابو ويشػػاورىـ ويتفقػػدىـ فمػػف مػػرض

عػػػاده، ومػػػف غػػػاب دعػػػاه، ومػػػف مػػػات دعػػػا لػػػو، يقبػػػؿ معػػػذرة المعتػػػذر إليػػػو، والقػػػوي والضعيؼ عنده في الحؽ سواء.

ذا انتيػػى إأكثػػر النػػاكػػاف صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ لػػى قػػـو جمػػس س تواضػػعا، وا حيػػث ينتيػػي بػػو المجمػػس ويػػأمر بػػذلؾ ويعطػػي كػػبل مػػف جمسػػائو نصػػيبو، وال يحسػػب ذا جمس اليػو أحػدىـ لػـ يقػـ حتػى يقػـو الػذي جمػس إليػو جميسو أف أحدا أكـر منو، وا

إال أف يستعجمو أمر فيستأذنو. كيف ويجالسػػػيـ، كػػػاف صػػػمى اهلل عميػػػو وآلػػػو وسػػػمـ يعػػػود المػػػريض، ويحػػػب المسػػػا

ف قمػت ،ويشيد جنائزىـ، وال يحقر فقيرا لفقره، وال يياب ممكا لممكو، ويعظـ النعمة وا ال تركه ، إف اشػتهاو أكمػه فما عاب طعاما قط .واا

34

حػػج صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ عمػػى رحػػؿ رث )مقعػػد بػػاؿ لمبعيػػر( وعميػػو قطيفػػة "ـ حجػػة ال ريػػاء فيهػػا وال سػػمعةألمهػػ)كسػػاء( ال يسػػاوي أربعػػة دراىػػـ وكػػاف يقػػوؿس"

)صححو ابف ماجة( . ،وكػػاف صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ ال يتميػػز عمػػى أصػػحابو فػػي ممػػبس أو مجمػػس

يدخؿ أعرابي فيقوؿ أيكـ محمد .

أخي حامؿ الدعوة التحقرفك مف السنف شيئا.....!!!!!!!! ال تحقرف استخداـ السواؾ.

حية وحؼ الشارب.ال تحقرف إعفاء الم ال تحقرف دخوؿ الخبلء بقدمؾ اليسرى.

ال تحقرف لبس العمامة وأحكاـ المسح عمييا.ؿ. ال تحقرف التيامف في كؿ شأف، حتى في التنعؿ والترج

ال تحقرف ذكر اهلل عند استيقاظؾ مف النـو ففي ذلؾ خير كثير.

ف كنت غيػر قػادر عمػى تطبيػؽ شػئ م نيػا، فجػدد العػـز عمػى تطبيقيػا والقيػاـ وا بيا جميعا إضافة إلى الفروض والنوافؿ التي تقـو بيا فكمما تقربػت هلل بالنوافػؿ أكثػر ف ف سػألتو أعطػاؾ وا كمما ازددت منو محبة فيكوف سبحانو سػمعؾ وبصػرؾ ويػدؾ وا

استعذتو أعاذؾ واهلل الموفؽ واعتبر مما يميس

35

الصديؽ رضي اهلل عنو الخبلفة كممػو بعػض الصػحابة رضػي عندما ولي أبوبكراهلل عنيـ في بعث أسامة متذرعيف أف المسػمميف بحاجتػو داخػؿ المدينػة فكػاف جػواب

س) لػػػػف أحػػػػؿ لػػػػواء عقػػػػده رسػػػػوؿ اهلل بيديػػػػو أوأطيعػػػػو حيػػػػا الصػػػػدايؽ رضػػػػي اهلل عنػػػػو (.وأعصيو ميتا !!!!!

اختبػػأ عنػػد ابػػف ىػػانئ، ] فػػي خمػػؽ القػػرهف حمػػد رحمػػو اهللعنػػدما افتػػتف االمػػاـ أمكث عنده ثبلثا، ثـ سأؿ ابف ىانئ أف يبحث لػو عػف مػأوى فقػاؿ ابػف ىػانئ ال أجػد

لو ابحػث لػي عػف لؾ مأوى أكثر أمنا مف ىذا المكاف، فأصر اإلماـ رحمو اهلل وقاؿقػػاؿ لػػوس يػػا إمػػاـ الفائػػدة ، فوجػػد لػػو مػػأوى، وبعػػد أف انتقػػؿ ىنػػاؾ مػػأوى ولػػؾ الفائػػدة) عندما ىاجر النبي صمى اهلل عميو وآلو وسػمـ اختبػأ فػي غػار ثػور فقاؿ رحمو اهللسؿ (. أوأطيعو في الرخاء وال أطيعو في الشدة !!!!ثبلثا ثـ تحو

صمى عميؾ اهلل يا عمـ اليدى ما ىبت النسائـ، وناحت عمى األيؾ الحمائـ، عدد ما كممػػا ذكػػرؾ أحصػػاه كتابػػو، وصػػؿا عميػػو يػػا ربػػي بػػو عممػػو، وخػػط بػػو قممػػو، و أحػػاط

الػػذاكروف وغفػػؿ عػػف ذكػػرؾ الغػػافموف، ألميػػـ ارزقنػػا حبػػو وحسػػف إتباعػػو، واسػػتحقاؽ س إني ليػـ باألشػواؽ، آمنػوا بػي ولػـ يرونػي، اد مف قاؿ في حقيـأخوتو لنكوف في عد

يػػاي يتبعػػوف، واجعمنػػا يػػا ربنػػا أىػػبل إلقامػػة دولػػة الخبلفػػة الثانيػػة عمػػى إيػػاي يريػػدوف وا نيجو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ.

36

تحؿك يا حامؿ الدعوة بنفسية المجارد في سبيؿ ا حامػػؿ الػػدعوة يرفػػع لػػواء التغييػػر؛ تغييػػر الواقػػع ليصػػير وفػػؽ مػػا يحبػػو اهلل سػػبحانو،

شػػأنو فػػي ذلػؾ شػػأف المجاىػػد ووفػؽ مػػا رسػمو المصػػطفى صػػمى اهلل عميػو وآلػػو وسػمـ في سبيؿ اهلل الساعي إلى تغيير وجو األرض لما يحبو اهلل ويرضاه.

السػػاعة يف يػػدي بعثػػت بػػ »نا يتمثػػؿ فػػي قولػػو صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـسشػػعاربالسػػيؼ حتػػى يعبػػد المػػه تعػػالى وحػػدو ال شػػريؾ لػػه وجعػػؿ رزقػػي تحػػت ظػػؿ رمحػػي

غار عمى مف .) رواه أحمد (« خالؼ أمريوجعؿ الذؿ والصك عبلقتنػػػا بالكفػػػار، كػػػؿ الكفػػػار؛ الييػػػود والنصػػػارى وغيػػػرىـ تتمثػػػؿ فػػػي قػػػوؿ العزيػػػز

قؿ رؿ تربصػوف بنػا إال إحػدى الحسػنييف ونحػف نتػربص بكػـ أف »الحكيـ سبحانوس .[49]التوبة «يصيبكـ ا بعذاب مف عندو أو بأيدينا فتربصوا إنا معكـ متربصوف

وقاتمورـ حتى ال تكوف فتنة ويكوف الديف ف ف انتهوا فس »سوقولو سبحانو . [475]البقرة «عدواف إال عمى الظالميف

37

وقاتموا المشركيف كافة كما يقاتمونكـ كافة واعمموا أف ا مع »وقولو سبحانوس . [56]التوبة «المتقيف ما تخمفت عف لوال أف أشؽ عمى أمتي:» كاف صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يقوؿ

سرية ولكف ال أجد حمولة وال أجد ما أحممهـ عميه ويشؽ عمي أف يتخمفوا عني . ]رواه البخاري[«ولوددت أني قاتمت في سبيؿ ا فقتمت ثـ أحييت ثـ قتمت ثـ أحييت

الحياة أو الموت حياؿ قضية إيجاد ا عميه وهله وسمـ يتخذ إجراء كاف صمىعزازو واهلل لو »بقوله صمى ا عميه وهله وسمـ: -امة الدولةقبؿ إق–الديف واا

وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري عمى أف أترؾ ىذا األمر حتى يظيره واتخذ صمى ا عميه وهله وسمـ نفس )السيرة النبوية(،« اهلل أو أىمؾ فيو ما تركتو

فما تظف قريش »:بقوله ورو في طريقه لمحديبية -بعد إقامة الدولة –ايجراء «فواهلل ال أزاؿ أجاىد عمى الذي بعثني اهلل بو حتى يظيره اهلل أو تنفرد ىذه السالفة

. )السيرة النبوية( وعند نقض قريش لمعيد مع رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ جاء أبو سفياف

و وآلو الى عمر بف الخطاب رضي اهلل عنو ليشفع لو عند رسوؿ اهلل صمى اهلل عميأنا أشفع لكـ إلى رسوؿ ا صمى ا عميه وسمـ!! فوا لو لـ :» وسمـ، فقاؿ لو

. )والذر النمؿ الصغير()السيرة النبوية(، «أجد إال الذكرك لجاردتكـ به نطمع أف نكوف مثؿ مف قاؿ عنو النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يـو خيبر«

يحب ا ورسوله ويحبه ا ورسولهفتح عمى يديه ثـ ععطيف الراية غدا رجس ي فبات الناس ليمتهـ أيهـ يعطي فغدوا كمهـ يرجونه فقاؿ أيف عمي فقيؿ يشتكي عينيه فبصؽ في عينيه ودعا له فبرأ كأف لـ يكف به وجع فأعطاو فقاؿ أقاتمهـ

ايسسـ حتى يكونوا مثمنا فقاؿ انفذ عمى رسمؾ حتى تنزؿ بساحتهـ ثـ ادعهـ إلىوأخبررـ بما يجب عميهـ فوا عف يهدي ا بؾ رجس خير لؾ مف أف يكوف لؾ

. ]رواه البخاري[ «حمر النكعـ

38

الحظ أخي شوؽ الصحابة وصدقهـعػػػػػف أنػػػػػس رضػػػػػي اهلل عنػػػػػو قػػػػػاؿس انطمػػػػػؽ رسػػػػػوؿ اهلل وأصػػػػػحابو حتػػػػػى سػػػػػبقوا

ال » عميػػو وسػػمـ س المشػػركيف إلػػى بػػدر وجػػاء المشػػركوف، فقػػاؿ رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلليقدمف أحد منكـ إلى شيء حتى أكوف أنا دونه، فػدنا المشػركوف، فقػاؿ صػمى ا

عميػر بػف الحمػاـ:، فقػاؿ إلى جنة عرضها السماوات واعرض؟ عميه وسمـ: قوموااؿ فقػػ يػػا رسػػوؿ ا جنػػة عرضػػها السػػماوات واعرض ؟ قػػاؿ: نعػػـ، قػػاؿ: بػػ بػػ !

قػاؿ ال يػا رسػوؿ : ما يحممػؾ عمػى قولػؾ بػ بػ ؟ـرسوؿ ا صمى ا عميه وسما إال رجػػاء أف أكػػوف مػػف أرمهػػا، قػػاؿ ف نػػؾ مػػف أرمهػػا، فػػأخرج تمػػرات مػػف قرنػػه

)والقرفس ىو جعبة النشاب(. (أخرجو مسمـ)«فجعؿ يأكؿ منهف ثـ قاتمهـ حتى قتؿأنػػس بػف النضػػر رضػػي اهلل عنػػو غػػاب عمػػي »وعػف أنػػس رضػػي اهلل عنػػو قػاؿس

ليػػريف اهلل مػػا –بػػدر فقػػاؿس يػػا رسػػوؿ اهلل لػػئف أشػػيدني اهلل قتػػاؿ المشػػركيف عػػف قتػػاؿ يعني المشركيف ثـ تقدـ فاسػتقبمو سػعد بػف –أصنع . فمما كاف يـو أحد صنع ىؤالء

معاذ فقاؿ يا سعد بف معاذ، الجنة ورب النضر إني أجد ريحيػا مػف دوف أحػد، فقػاؿ قاؿ أنس فوجدنا بو بضػعا أفعؿ فعمو(، )أي أفسعد فما استطعت يا رسوؿ اهلل ما صنع

. (متفؽ عميو) «وثمانيف ضربة بالسيؼ أو طعنة برمح أو رمية بسيـجاء إلى النبي صمى رجبل مف األعراب وعف شداد بف الياد رضي اهلل عنو أف

أىاجر معؾ، فأوصى بو النبي صمى اهلل »اهلل عميو وسمـ فآمف بو واتبعو، ثـ قاؿس ض أصحابو، فمما كانت غزاة غنـ النبي صمى اهلل عميو وسمـ شيئا عميو وسمـ بع

فقسـ وقسـ لو، فأعطى أصحابو ما قسـ لو، وكاف يرعى ظيرىـ )أيس إبميـ(، فمما جاء دفعوه إليو فقاؿس ما ىذا قالواس قسـ قسـ لؾ النبي صمى اهلل عميو وسمـ ،

ا ىذا قاؿ قسمتو لؾ، قاؿس فأخذه فجاء بو إلى النبي صمى اهلل عميو وسمـ فقاؿس مبسيـ –وأشار إلى حمقو – ولكف اتبعتؾ عمى أف أرمى رهناما عمى ىذا اتبعتؾ،

فأموت فأدخؿ الجنة، فقاؿ إف تصدؽ اهلل يصدقؾ، فمبثوا قميبل ثـ نيضوا في قتاؿ

39

العدو، فأتي بو النبي صمى اهلل عميو وسمـ يحمؿ قد أصابو سيـ حيث أشار فقاؿ أخرجو [«صدؽ ا فصدقهقالواس نعـ، قاؿس هلل عميو وسمـ س أىو ىو النبي صمى ا

.]النسائي

نسأؿ اهلل أف نصدقو فيصدقنا وأف يأذف بتغيير حالنا لما يحبو ويرضاه، الميـ آميف.

المشفؽ عمى رعيته صػفات الراعيتحؿك يا حامؿ الدعوة ببكرالناس، وىو مريض، فأمر مف أخرج ابف عساكر عف عاصـ قاؿس جمع أبو

يحممو إلى المنبر، فكانت آخر خطبة خطب بيا، فحمد اهلل، وأثنى عميو، ثـ قاؿس احذروا الدنيا، وال تثقوا بها؛ ف نها غرارة. وهثػروا اآلخرة عمى الدنيا يا أييا الناس، »

ف ىذا األمر الذي ىو فأحػبورا أممؾ ، فبحب كؿ واحدة منيما تبغض األخرى. وا فس يحممه إال أفضمكـ مقدرة، وأممككـ بنا، ال يصمح آخره إال بما صمح بو أولو،

لنفسه، وأشدكـ في حاؿ الشدة، وأسمسكـ في حاؿ الميف، وأعممكـ برأي ذوي الرأي، ال يتشاغؿ بما ال يعنيه، وال يحزف بما ال ينػزؿ به، وال يستحيي مف

ى اعمواؿ، وال يخوف بشيء منها حدة التعمـ، وال يتحير عند البديهة، قوي عم . « بعدواف وال يقصر، يرصد لما رو هت، عتادو مف الحذر والطاعة

إف »وأخرج ابف عساكر كذلؾ، أف عمر بف الخطاب قاؿ في صفات الخميفةس رذا اعمر ال يحممه إال الميف في غير ضعؼ، والقوي في غير عنؼ، والجواد في

وال يطيؽ رذا اعمر إال رجؿ ال يصانع، وال ر بخؿ،...غير سرؼ، والممسؾ في غي، وال ]ال يشبو فعمو الرياء[يضارع .«يتبع المطامع،...

41

القمبف في الجسد ذا فسدت فسد الجسد )أال واا مضغة إذا صمحت صمح الجسد كمه واا

)رواه مسمـ( كمه أال وري القمب( ـ لمقمب، وأسباب لمرضو وىبلكو.اعمـ أخي حامؿ الدعوة اف المعاصي كميا سمو

:قاؿ ابف مبارؾ رأيت الذنوب تميت القموب وقد يورث الذؿ إدمانيا وترؾ الذنوب حياة القموب وخير لنفسؾ عصيانيا

41

فمف أراد سبلمة قمبو وحياتو فعميو بتخميص قمبو مف آثار تمؾ السمـو ثـ بالمحافظةذا تناوؿ شيئا مف ذلؾ خطأ، سارع إلى محوهعم يو بعدـ تعاطي سمـو جديدة وا

الطاعات.بالتوبة واالستغفار واإلكثار مف ، الكبلـ، وفضوؿ النظر، وفضوؿ الطعاـوسمـو القمب الرئيسية أربعةس فضوؿ

وفضوؿ المخالطة، وىي أشير ىذه السمـو انتشارا وأشدىا تأثيرا في حياة القمب. خي شيئا منيا لتعييا وتتجنبيا إف شاء اهللسوىاؾ أ

فضوؿ الكسـ -1فالحمػػد هلل الػػذي أحسػػف خمػػؽ االنسػػاف وعدلػػو، وأليمػػو كثػػرة الكػػبلـ فيمػػا ال نفػػع فيػػوس

، وأمػده بمسػاف يتػرجـ بػو مو، وعممو البياف فقدمو بو وفضمونور اإليماف فزينو بو وجم ـ اهلل العظيمػة ولطػائؼ صػنعو الغريبػة، فإنػو عما حواه القمب وعقمو، فالمسػاف مػف نعػ

صغير حجمو عظيـ طاعتو وجرمو، إذ ال يستبيف الكفر واإليماف إال بشػيادة المسػاف وىما غاية الطاعة والعصػياف، ومػف أطمػؽ عذبػة المسػاف وأىممػو مرخػي العنػاف سػمؾ بػػػو الشػػػيطاف فػػػي كػػػؿ ميػػػداف، وسػػػاقو إلػػػى شػػػفا جػػػرؼ ىػػػار إلػػػى أف يضػػػطره إلػػػى

وار.وال يكب الناس في النار عمى مناخرىـ إال حصائد ألسػنتيـ، عػف معػاذ رضػي البورػػؿ يكػػب النػػاس فػػي النػػار »اهلل عنػػو عػػف النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ قػػاؿ س

. )رواه الترمذي( « إال حصائد ألسنتهـ –أو قاؿ : عمى مناخررـ –عمى وجورهـ رع بقولو زاء الكبلـ المحـر وعقوباتو فإف اإلنساف يز س جوالمراد بحصائد األلسنةثـ يحصد يـو القيامة ما زرع، فمف زرع خيرا مف قوؿ ،وعممو الحسنات والسيئات

أو عمؿ حصد الكرامة، ومف زرع شرا مف قوؿ أو عمؿ حصد الندامة. وقد وردت األخبار الكثيرة في التحذير مف آفات المساف وبياف خطره.

(41)ؽس «ما يمفظ مف قوؿ إال لديه رقيب عتيد »و تعالىفمف ذلؾ قول

قمت يا رسوؿ اهلل ما أخوؼ ما تخػاؼ عمػي »وعف سفياف بف عبد اهلل الثقفي قاؿ س . )رواه ابف ماجو( «رذا وأخذ بمسانهقاؿس

42

قمػػت يػػا رسػػوؿ اهلل مػػا النجػػاة قػػاؿ س »س ف عقبػػة بػػف عػػامر رضػػي اهلل عنػػو قػػاؿوعػػ .)رواه الترمذي( «...يؾ لسانؾأمسؾ عم

مػػف كػػاف يػػؤمف بػػا واليػػـو اآلخػػر فميقػػؿ خيػػرا أو »وقػػاؿ صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ س وىو مف جوامع كممو صمى اهلل عميو وسمـ فػالكبلـ إمػا أف ، )رواه البخػاري( «ليصمت

مػػػػا أف يكػػػػوف غيػػػػر ذلػػػػؾ فيكػػػػوف مػػػػأمورا يكػػػػوف خيػػػػرا فيكػػػػوف العبػػػػد مػػػػأمورا بقولػػػػو، وا الصمت عنو.ب

»وعف أبي ىريرة رضي اهلل عنو أنػو سػمع رسػوؿ اهلل صػمى اهلل عميػو وسػمـ يقػوؿ س إف العبػد ليػػتكمـ بالكممػة مػػا يتبػيف فيهػػا يػزؿ بهػػا فػي النػػار أبعػد مػػا بػيف المشػػرؽ

. )رواه البخاري( « والمغربس واهلل الػػذي ال إلػػو إال ىػػو لػػي )س رضػػي اهلل عنػػو قػػاؿ –وعػػف عبػػد اهلل بػػف مسػػعود

.(شيء أحوج إلى طوؿ سجف مف لساني كاف يقوؿس" يا لساف قؿ خيرا تغنـ، واسكت عف شر مف قبؿ أف تندـ". و

وعػػف الحسػػػف البصػػػري قػػاؿس كػػػانوا يقولػػػوف إف لسػػاف المػػػؤمف وراء قمبػػػو فػػػإذا أراد أف ف لسػػاف المنػػافؽ أمػػاـ قمبػػو، فػػإذا ىػػـ بشػػيء يػػتكمـ بشػػيء تػػدبره بقمبػػو ثػػـ أمضػػاه، وا

انو ولػػـ يتػػدبره بقمبػػو، فػػإف قمػػت س فيػػذا الفضػػؿ الكبيػػر لمصػػمت مػػا سػػببو أمضػػاه بمسػػفاعمـ أف سببو كثرة آفات المساف مف الخطأ والكذب والغيبة والنميمة والفحش والمراء وتزكيػػػػػة الػػػػػنفس والخػػػػػوض فػػػػػي الباطػػػػػؿ والخصػػػػػومة والفضػػػػػوؿ والتحريػػػػػؼ والزيػػػػػادة

يػػذاء الخمػػؽ وىتػػػؾ العػػورات فيػػذه آفػػات كث يػػػرة ، فمػػذلؾ عظمػػت فضػػػيمة والنقصػػاف وا والعبػػادة، والسػػبلمة مػػف تبعػػات القػػوؿ والػػذكر الصػػمت، ودواـ الوقػػار، والفػػراغ لمفكػػر

مػػا يمفػػظ مػػف قػػوؿ إال لديػػه »فػػي الػػدنيا، ومػػف حسػػابو فػػي اآلخػػرة فقػػد قػػاؿ تعػػالى س . (41)ؽس «رقيب عتيد

فضوؿ النظر -2

43

لػػػى الشػػػيء بمػػػ فضػػػوؿ النظػػػرس طبلؽ النظرا ؿء العػػػيف، والنظػػػر إلػػػى مػػػا ال يحػػػؿ ىػػػوا النظر إليػو وىػو عمػى العكػس مػف غػض البصػر، والغػضس ىػو الػنقص وقػد أمػر اهلل

ـ ذلػؾ أزكػى »عزوجؿ بو فقاؿس ـ ويحفظػوا فػروجه وا مػف أبصػارر قؿ لممؤمنيف يغضـ إفك المكه خبير بما يصنعوف ( 56)النور س « ..له

عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ س –رضي اهلل عنو –وعف أبي ىريرة

كتب عمى ابف هدـ نصيبه مف الزنػا فهػو مػدرؾ ذلػؾ ال محالػه، العينػاف زنارمػا » االسػػػتماع، والمسػػػاف زنػػػاو الكػػػسـ، واليػػػد زنارػػػا الػػػبطش، النظػػػر، واعذنػػػاف زنارمػػػا)رواه «ويصػػدؽ ذلػػؾ الفػػرج أو يكذبػػه والقمػػب يهػػوى ويتمنػػىوالرجػػؿ زنارػػا الخطػػى،

مسمـ(.لت رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـسعف س سػػأقػػاؿ –رضػػي اهلل عنػػو -وعػػف جريػػر

)رواه مسمـ(. «اصرؼ بصرؾ» سالنظر الفجأة فقاؿوفضػػػوؿ النظػػػر يػػػدعو إلػػػى االستحسػػػاف، ووقػػػوع صػػػورة المنظػػػور فػػػي قمػػػب النػػػاظر،

فيحدث أنواعا مف الفساد في قمب العبد منيا س ة سػػيـ مسػػمـو مػػف سػػياـ إبمػػيس، فمػػف غػػض بصػػره هلل أورثػػو حػػبلوة يجػػدىا أف النظػػر

في قمبو إلى يـو يمقاه.ومنيا س دخوؿ الشيطاف مع النظرة، فإنو ينفذ معيا أسرع مف نفوذ اليواء في المكػاف الخالي، ليزيف صورة المنظور، ويجعميا صنما يعكػؼ عميػو القمػب، ثػـ يعػده ويمينػو،

ر الشػيوات ويمقػي حطػب المعاصػي التػي لػـ يكػف يتوصػؿ إلييػا ويوقد عمى القمػب نػا بدوف تمؾ الصورة.

ومنيػاس أنػو يشػغؿ القمػب، وينسػيو مصػػالحو، ويحػوؿ بينػو وبينيػا، فينفػرط عميػو أمػػره، وال تطع مػف أغفمنػا قمبػه عػف ذكرنػا »س ي اتباع اليوى والغفمة، قاؿ اهلل تعالىويقع ف

( 91س الكيؼ) «و فرطا واتكبع رواو وكاف أمر طبلؽ البصر يوجب ىذه .األمور الثبلثة وا

44

ذا خربػت العػيف وفسػدت خػرب س بيف العيف والقمب منفذ وطريؽ، فػإقاؿ أطباء القموبالقمػػب وفسػػد وصػػار كالمزبمػػة التػػي ىػػي محػػؿ النجاسػػات والقػػاذورات واألوسػػاخ، فػػبل نمػػا يصػػمح لسػػكف معرفػػة اهلل ومحبتػػو، واإلنابػػة إليػػو، واألنػػس بػػو، والسػػرور بقربػػو، وا

يسكف فيو أضداد ذلؾ.طػػػبلؽ البصػػػػر معصػػػػية هلل عزوجػػػؿ لقولػػػػو تعػػػػالىس ػػػػوا مػػػػف قػػػػؿ لممػػػػؤم »وا نيف يغض

ـ إفك المكػػػػه خبيػػػػر بمػػػػا يصػػػػنعوف ـ ذلػػػػؾ أزكػػػػى لهػػػػ ـ ويحفظػػػػوا فػػػػروجه « أبصػػػػارر (56) النور سفػي اآلخػرة إال بامتثػاؿ لػو جػاةوال ن د في الدنيا إال بامتثاؿ أمػر اهلل،ع د مف س ع وما س

.أوامر اهلل عز وجؿ طبلؽ البصر كذلؾ يمبس القمب ظممػة، كمػا أف غػض البصػر هلل عػز وجػؿ يمبسػو وا

واألرض مثػػػؿ نػػػوره اهلل نػػػور السػػػموات »نػػػورا، وقػػػد ذكػػػر اهلل عػػػز وجػػػؿ آ يػػػة النػػػورس .(56)النور س «كمشكوة فييا مصباح

«قؿ لممؤمنيف يغضوا مف أبصاررـ . . . »عز وجؿ س بعد قولو ، و إذا استنار القمب ، أقبمت وفود الخيػرات إليػو مػف كػؿ ناحيػة ، كمػا أنػو إذا أظمػـ

أقبمت سحائب الببلء و الشر عميو مف كؿ مكاف.و إطبلؽ البصػر كػذلؾ يعمػي القمػب عػف التمييػز بػيف الحػؽ و الباطػؿ ، و السػنة و

ز و جؿ يورثو فراسة صادقة يميز بيا.دعة، و غضو هلل ع البقاؿ أحد الصالحيفس "مف عمر ظاىره باتباع السنة، وباطنو بدواـ المراقبة، وغػض

، وكؼ عف الشبيات، واغتذى بالحبلؿ لـ تخطىء لو فراسة". بصره عف المحاـر نور بصيرتو. والجزاء مف جنس العمؿ، فمف غض بصره عف محاـر اهلل، أطمؽ اهلل

فضوؿ الطعاـ -3

قمة الطعاـ توجب رقة القمب، وقوة الفيـ، وانكسار النفس، وضعؼ اليوى والغضب، وكثرة الطعاـ توجب ضد ذلؾ.

45

مػا »رب قاؿس سمعت رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ يقوؿس عف المقداـ بف معد يكمأل ابف هدـ وعاءا شرا مف بطنه، بحسب ابف هدـ لقيمات يقمػف صػمبه، فػ ف كػاف

. )رواه الترمذي( «ال محالة فثمث لطعامه، وثمث لشرابه، وثمث لنفسهوفضوؿ الطعاـ داع إلى أنواع كثيرة مف الشر، فإنػو يحػرؾ الجػوارح إلػى المعاصػي، ويثقميا عف الطاعات والعبادات، وحسبؾ بيذيف شػرا، فكػـ مػف معصػية جمبيػا الشػبع وفضػػوؿ الطعػػاـ، وكػػـ مػػف طاعػػة حػػاؿ دونيػػا، فمػػف وقػػى شػػر بطنػػو فقػػد وقػػي شػػرا

الشيطاف أعظـ ما يتحكـ في اإلنساف إذا مؤل بطنو مف الطعاـ، وليذا جاء عظيما، و في بعض اآلثارس إذا امتؤلت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت األعضػاء

عف العبادة. مجػرى الػدـ" إف الشيطاف يجري مف اينسػاف اهلل عميو وآلو وسمـ قاؿس" وعنو صمى

إف كيد الشيطاف ووسوستو تجػري فػي اإلنسػاف حيػث يجػري منػو الػدـ مػف . )البخاري(عروقػػػو والشػػػيطاف إنمػػػا يسػػػتحوذ عمػػػى النفػػػوس وينفػػػث وساوسػػػو فػػػي قمػػػوب األخيػػػار

منػػو فعبلجػػو سػػد المجػػاري بواسػػطة الػػنفس األمػػارة بالسػػوء ومركبيػػا الػػدـ ومنشػػأ قواىػػابالجوع والصػـو ألنػو يقمػع اليػوى والشػيوات التػي ىػي أسػمحة الشػيطاف. قػاؿ إبػراىيـ بف أدىـ س " مف ضبط بطنو ضبط دينو، ومف ممؾ جوعػو ممػؾ األخػبلؽ الصػالحة،

ف معصية اهلل بعيدة مف الجائع قريبة مف الشبعاف". وا فضوؿ المخالطة: -4

لجالب لكؿ شر، وكـ سمبت المخالطة والمعاشرة مػف نعمػة، وكػـ ىي الداء العضاؿ ازرعت مف عػداوة، وكػـ غرسػت فػي القمػب مػف حػزازات تػزوؿ الجبػاؿ الراسػيات وىػي نمػا ينبغػي لمعبػد في القموب ال تزوؿ، ففي فضوؿ المخالطة خسػارة الػدنيا واآلخػرة، وا

ربعة أقساـ متػى خمػط أحػد أف يأخذ مف المخالطة بقدر الحاجة، ويجعؿ الناس فييا أ بينيا دخؿ عميو الشر س األقساـ باآلخر ولـ يميز

46

مػػف مخالطتػػو كالغػػذاء ال يسػػتغنى عنػػو فػػي اليػػـو والميمػػة، فػػإذا أخػػذ حاجتػػو :أحػػدرمامنػػو تػػرؾ الخمطػػة، ثػػـ إذا احتػػاج إليػػو خالطػػو، ىكػػذا عمػػى الػػدواـ، وىػػـ العممػػاء بػػاهلل

ره ومكايد عػدوه، وأمػراض القمػوب وأدويتيػا الناصػحوف هلل ولكتابػو ولرسػولو صػمى وأم اهلل عميو وسمـ ولخمقو فيذا الضرب في مخالطتيـ الربح كؿ الربح.

مػػف مخالطتػو كالػػدواء، يحتػػاج إليػػو عنػد المػػرض، فمػػا دمػػت صػػحيحا : لقسػػـ الثػػانياطتيـ فػي مصػمحة المعػاش فبل حاجة لؾ في خمطتػو، وىػـ مػف ال يسػتغنى عػف مخػال

ومػػػا تحتاجػػػو مػػػف أنػػػواع المعػػػامبلت واالستشػػػارة ونحوىػػػا، وىػػػؤالء تقتصػػػر مخػػػالطتيـ عمى قدر الحاجة.

وىػػػـ مػػػف مخػػػالطتيـ، كالػػػداء عمػػػى اخػػػتبلؼ مراتبػػػو وأنواعػػػو وقوتػػػو القسػػػـ الثالػػػث :

وضػػعفو، فمػػنيـ مػػف مخالطتػػو كالػػداء العضػػاؿ والمػػرض المػػزمف، وىػػو مػػف ال تػػربح نا وال دنيا، ومع ذلؾ فبل بد أف تخسر عميػو الػديف والػدنيا أو أحػدىما، ومػنيـ عميو دي

الػػػذي ال يحسػػػف أف يػػػتكمـ فيفيػػػدؾ، وال يحسػػػف أف ينصػػػت فيسػػػتفيد منػػػؾ، وال يعػػػرؼ نفسو فيضعيا في منزلتيا، بؿ إذا تكمـ فكبلمو كالعصي تنػزؿ عمػى قمػوب السػامعيف

فيػػو كممػػا تحػػدث ويظػػف أنػػو مسػػؾ مػػع إعجابػػو بكبلمػػو وفرحػػو بػػو، فيػػو يحػػدث مػػف ذا سكت فأثقؿ مف نصؼ الرحا العظيمة التي ال يطػاؽ حمميػا يطيب بو المجمس، وا

وال جرىا عمى األرض، فاىجر أمثاؿ ىؤالء يرحمؾ اهلل. مػػػف فػػػي مخالطتػػػو اليػػػبلؾ كمػػػو، وىػػػـ أىػػػؿ اليػػػوى والمعاصػػػي فيػػػي القسػػػـ الرابػػػع :

ف فعػؿ بمنزلة أكؿ السـ، وىذا الضرب ال ي نبغي لمعاقػؿ أف يجالسػيـ أو يخػالطيـ، وا القػوؿ المشػيور ] وشػر االصػحاب فالموت لقمبػو أو المػرض، وينطبػؽ عمػى ىػؤالء

ذا لـ تذكره ال يذكرؾ[ ، بؿ قد يحدث لؾ مػف الممييػات لـ يعنؾ مف إذا ذكرت اهلل وا يرحمؾ اهلل. ما يصدؾ عف ذكر اهلل إلى حد الوقوع في المعاصي فالحذر الحذر

47

فػػإذا عافيػػت قمبػػؾ مػػف ىػػذه السػػمـو ومؤلتػػو بنػػور القػػرآف والسػػنة النبويػػة المطيػػرة فػػإف ىذا النػور ال يمبػث أف يفػيض عمػى الجػوارح فػإف أقػدمت اليػد أو القػدـ أو غيرىػا إلػى المعصػػػية فػػػالنور القمبػػػي النػػػاتج عػػػف المفػػػاىيـ الفكريػػػة الربانيػػػة المػػػزروع فػػػي أعمػػػاؽ

ارح بالمرصػػاد ويمنعيػػا مػػف المعاصػػي فيصػػدؽ فػػي صػػاحب ىػػذا قؼ لمجػػو القمػػب سػػيالقمب قوؿ الحسػف رضػي اهلل عنػوس لػيس اإليمػاف بػالتحمي وال بػالتمني ولكػف مػا وقػر

في القمب وصدقو العمؿ أو وظير عمى الجوارح.

الزاد اليوميفػػي إف أعمػػى درجػػة وأسػػمى حالػػة يكػػوف فييػػا المسػػمـ حػػيف يكػػوف عمػػى صػػمتو بخالقػػو

عبادة أو عمؿ واجب أو القياـ بمندوب، وكمما أداـ العبد صمتو بربو كمما ازداد خيرا صار االصؿ في المسمـ أف اليدع لحظة مف حياتو تفوتػو وازداد مف اهلل قربا، وليذا

فػالعمر واحػد، والػزمف الػذي يمػر ، دوف أف يفعؿ فييا واجبا أو يؤدي قربة مػف القػربكػي س فطػػف أف يشػغؿ وقتػو أو بعػض وقتػو بحػػراـ أو فػبل ينبغػي عمػى ال يعػود،

فعؿ مكروه أو تشاغؿ عف واجػب أومنػدوب أو إفػراط فػي مبػاح، ىكػذا المسػمـ وىكػذا !!.، فكيؼ بحامؿ الدعوةعممو وواجبو واغتنامو لوقتو

ي قػد أما القياـ بالواجبات، وتػرؾ المحرمػات فيػي ال تفػي بمػؿء وقػت المسػمـ، وبالتػالتنقطػػػع صػػػمتو بربػػػو، ولػػػو قمػػػيبل، فميشػػػغؿ الوقػػػت بمػػػا نػػػدب اليػػػو الشػػػرع مػػػف عبػػػادات

، فالمسػػمـ إذا فكػػر فػػي خمػػؽ اهلل تحركػػت مشػػاعره وقويػػت نفسػػيتوونوافػػؿ وتتطوعػػات، وقػػػد روي عػػػف رسػػػوؿ اهلل صػػػمى اهلل عميػػػو وآلػػػو وسػػػمـ أنػػػو كػػػاف صػػػمتو فكػػػرا وتػػػدبرا،

48

ونطقو ذكرا.

التفكر وفي إبداعو سػبحانو فػي خمقػو دواـ التفكر في جميؿ خمؽ ا ص أخي عمى إحر

آؿ 474] «ربنا ما خمقت رػذا بػاطس سػبحانؾ فقنػا عػذاب النػار»:ولساف حالؾ يقػوؿ .عمراف[

فذلؾ يزيد إيمانػؾ وقربػؾ مػف اهلل تعػالى ويثبػت عقيػدتؾ ويزيػدىا رسػوخا، كػأف تراقػب وسػػبح »:اهلل سػػبحانو يقػػوؿفػػ بيح والتحميػػد، الشػػروؽ والغػػروب ويسػػبقو ويرافقػػو التسػػ

بحمػػػػد ربػػػػؾ قبػػػػؿ طمػػػػوع الشػػػػمس وقبػػػػؿ الغػػػػروب ومػػػػف الميػػػػؿ فسػػػػبحه وأدبػػػػار وكػػػػأف تتفكػػػػر فػػػي أحػػػػواؿ األزىػػػػار والطيػػػػور المحيطػػػػة بػػػػؾ وفػػػػي ، 41] ؽ:«السػػػػجود

أحوالؾ وأطوارؾ بيف النـو واليقظة والصحة والمرض واف تتفكػر فػي وظػائؼ الػرئتيف وفػي اعرض هيػات لممػوقنيف » عدة وما إلى ذلؾ، يقػوؿ ربنػا عػز وجػؿسوالكميتيف والم

الذاريات[. 94] «وفي أنفسكـ أفس تبصروف فػػأيقف أف ليػػذه «وعسمػػات وبػػالنجـ رػػـ يهتػػدوف»:قػػرأ أحػػدىـ قػػوؿ اهلل عػػز وجػػؿ

ويرقبيػػا مسػػبحا اهلل متفكػػرا فييػػا االنجػػـو فوائػػد ال يعمميػػا إال اهلل فقػػرر أف يمتفػػت إلييػػس رأيت أف ىػذه النجػـو إنمػا ىػي زينػة ليػذه السػماء تزيػدىا إف أظمػـ الميػؿ جمػاال يقوؿ

وسػػحرا وتتعمػػؽ بيػػا الػػنفس محمقػػة مسػػبحة خالقيػػا وتػػذكرت أف ىػػذه النجػػـو إنمػػا ىػػي عمػػوكو وشػػموخهسػياـ ترمػػى بيػػا مػػردة الشػػياطيف، فعممػػت مػػف وقفتػػي ىػػذه مػػف الػػنجـ

محافظػػا عمػػى ، ثقتػػه بنفسػػهت فػػي لمعانػػو وأنػػو ال يرضػػى الػػدوف وال يقبػػؿ بػػو، رأيػػف بدا بعيدا صغيرا إال أنو يعمـ أف لو دور في اليداية والزينة والثبػات موقعه ، وأنو وا

والدفاع عف بوابة السماء. وجزى اهلل عنا كؿ خير مف قاؿس

ها العميػاء تبغػي مسمماػػإن ؽ في الخير وارقاو خطى ػفارت

49

فارجراعوحاؿ واصعد في السما ى ػاف عمجاد اعلأنػت عنو واثقػػيف كونػػوا نجػػـو ىػػذه األرض، اعمروىػػا باإليمػػاف وتحركػػوا ... يػػا حممػػة الػػدعوةف كنػتـ قمػة أو ضػعفاء، إعػزاز ديػنكـواعمموا عمػى بربكـ وبدعوتكـ ، واعممػوا أنكػـ وا

حولػو الحيػارى ويقبػؿ الػذي يمتػؼ لمعاف إخسصكـ و بريػؽ معػدنكـ يظػؿ النػورفػإف عميو التػائيوف، وسػتظموف فػي تواضػعكـ نجومػا عاليػة ال يضػيرىا عتمػة ليػؿ أو شػدة

، إنما أنتـ مصابيح ردى ومفاتيح خيػر وحػراس عقيػدة وأتبػاع محمػد اعسػوةظممةوحممة لواء التغيير، لواء الخسفػة الراشػدة الثانيػة عمػى صمى اهلل عميو وآلو وسػمـ،

بوة.منهاج الن

ذكر ا يجعمؾ في معية اهلل عز وجؿ فيػو القائػؿ سػبحانو فػي الحػديث ايكثار مف الذكر

إذا »ويقػوؿس، ]رواه أحمػد[«أنا مع عبدي إذا رػو ذكرنػي وتحركػت بػي شػفتاو»القدسػي ذا ذكرني في مأل ذكرته في مػأل خيػر مػف المػأل ذكرني عبدي خاليا ذكرته خاليا، واا

]البخاري[. «ذكرني فيه الذي

أف تكثػػر مػػف الػػذكر فػػي كػػؿ أحوالػػؾ ليبقػػى قمبػػؾ متصػػبل فعميػػؾ أخػػي حامػػؿ الػػدعوة ، فاذكره كما ورد عف نبينا صمى اهلل عميو وآلو وسمـ حيف تقػوـ مػف النػوـ واذكػره باهلل

واذكػره قبػؿ عند دخوؿ الخبلء والخروج منو واذكره عند خمع المبلبػس وارتػداء غيرىػا الوضػػوء وبعػػده واذكػػره بعػػد الطعػػاـ والفػػراغ منػػو واذكػػره قبػػؿ الخػػروج مػػف البيػػت وعنػػد عودتػػؾ واذكػػره عنػػد ركوبػػؾ أي وسػػيمة نقػػؿ، كػػؿ ذلػػؾ حسػػب مػػا ورد عنػػو صػػمى اهلل

فػػذلؾ يػػديـ صػػمتؾ بػػا سػػبحانه وبالتػػالي يػػديـ عميػػو وآلػػو وسػػمـ فػػي كػػؿ األحػػواؿ،

51

فيثمر فػي قمبػؾ حبػه ، ـله سبحانه جاعس إياو أوؿ الناظريف إليؾ ال هخررمراقبتؾ والحيػػاء منػػه سػػبحانه والهيبػػة لػػه، فتكػػوف مػػف المحسػػنيف بفضػػمه عميػػؾ، فتنػػأى

له. بنفسؾ عف معصيته إجسال له وتقـو بكؿ ما أمر به حبا وكرامة

ليؾ أخي رذا الخير: واا

)ابػف تيميػة ؿ السمؾ إذا أخرج مف الماء"وف حامقمب كالماء لمسمؾ، فكيؼ يك"الذكر ل، وكتب ابف القيـ رحمو اهللس أف الذكر قوت القمب والروح، فإذا فقده صػار رحمو اهلل(

بمنزلػة الجسػـ إذا حيػؿ بينػو وبػيف قوتػػو.ومنيا إنػو يطػرد الشػيطاف، ويقمعػو، ويكسػػره،و الفػػرح والسػػرور ويجمػػب لػػ ويرضػػي الػػرحمف عزوجػػؿ، ويزيػػؿ اليػػـ والغػػـ عػػف القمػػب،

والبسػػػط، وينورلػػػو القمػػػب والوجػػػو، ويكسػػػو الػػػذاكر الييبػػػة والحػػػبلوة والنضػػػارة، ويورثػػػو محبػػة اهلل عزوجػػؿ، وتقػػواه، واإلنابػػة إليػػو، وكػػذلؾ يػػورث العبػػد ذكػػر اهلل عزوجػػؿ كمػػا

.(449)البقرة س «فاذكروني أذكركـ »قاؿ تعالى س فا، ويػورث جػبلء القمػب وحدىا لكفى بيػا فضػبل وشػر ولو لـ يكف في الذكر إال ىذه

، ويحػػط الخطايػػا، ورغػػـ أنػػو مػػف أيسػػر العبػػادات، فالعطػػاء والفضػػؿ الػػذي مػػف الغفمػػة رتب عميو لـ يرتب عمى غيره مف األعماؿ.

مف »عف أبي ىريرة _رضي اهلل عنو_ أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو و سمـ قاؿ س , ورػو عمػى كػؿ شػيء له الممػؾ و لػه الحمػد ،دو ال شريؾ لهال إله إال ا وحقاؿ

ائػة حسػنة , و و كتبت له م ,ـ مائة مرة كانت له عدؿ عشر رقابقدير . في اليو , ولـ ا مف الشيطاف يومه ذلؾ حتى يمسى, و كانت له حرز محيت عنه مائة سيئة

مسػػمـ و )رواه البخػػاري و «يػػأت أحػػد بأفضػػؿ ممػػا جػػاء بػػه إال رجػػؿ عمػػؿ أكثػػر منػػه الترمذي(

مػػػف قػػػاؿ سػػػبحاف ا و »و عػػػف جػػػابر عػػػف النبػػػي صػػػمى اهلل عميػػػو و سػػػمـ قػػػاؿ س ) رواه الترمذي و ابف حباف و الحاكـ ( «بحمدو غرست له نخمة في الجنة

51

" ألف أسػباح اهلل تعػالى تسػبيحات أحػب إلػي مػف و قاؿ ابف مسعود رضي اهلل عنو ساهلل عز و جؿ"، و الذكر دواء لقسوة القموب ؛ كمػا أف أنفؽ عددىـ دنانير في سبيؿ

و قاؿ ".أذبه بالذكرقاؿ رجؿ لمحسف س يا أبا سعيد س أشكو إليؾ قسوة قمبي , قاؿ س"وذكػػػر النػػػاس داء". قػػػاؿ رجػػػؿ لسػػػمماف س أي األعمػػػاؿ ,مكحػػػوؿس " ذكػػػر اهلل شػػػفاء

أفضؿ فقاؿ س أما تقرأ القرآف "و لذكر اهلل أكبر"مثػؿ الػذي يػذكر ربػه و »بي موسى عػف النبػي صػمى اهلل عميػو و سػمـ قػاؿ سو عف أ

)رواه البخاري و مسمـ( «الذي ال يذكر ربه مثؿ الحي و الميت, و سػػػبب الشػػتغاؿ العبػػػد عػػف الكػػػبلـ ر تكثيػػر لشػػػيود العبػػد يػػػـو القيامػػةو دواـ الػػذك

, فمػػف لسػػاف الغؿ مػػف الغيبػػة و النميمػػة و غيػػر ذلػػؾ, فإمػػا لسػػاف ذاكػػر و إمػػا الباطػػفتح لػو بػاب الػذكر فقػد فػتح لػو بػاب الػدخوؿ عمػى اهلل عػز وجػؿ, فميتطيػر و ليػدخؿ

, و ف وجد ربو عز و جؿ وجػد كػؿ شػيء, فإبو عز و جؿ, يجد عنده ما يريدعمى ر إف فاتو ربو عز و جؿ فاتو كؿ شيء.

دحػو, و الثنػاء عميػو وم ,و لمذكر أنواعس منياس ذكر أسماء اهلل عػز و جػؿ, و صػفاتوو منيا س الخبر عػف "،ال إله إال ا , و " الحمد , و " " سبحاف ا س "بيا, نحو

اهلل عػػػز و جػػػؿ بأحكػػػاـ أسػػػمائو و صػػػفاتو , نحػػػو س اهلل عػػػز و جػػػؿ يسػػػمع أصػػػوات كػػأف تقػػوؿ س إف اهلل عػػز و : ذكػػر اعمػػر و النهػػيعبػػاده و يػػرى حركػػاتيـ , و منيػػا

بكذا , و نيى عف كذا. جؿ أمرس تبلوة القرآف , و حانو و تعالى ذكر آآلئو و إحسانو, و أفضؿ الذكرو مف ذكره سب

يا أيهػا »ذلؾ لتضمنو ألدوية القمب و عبلجو مف جميع األمراض , قاؿ اهلل تعػالى سدور بكـ و شفتء لما في الص اس قد جتءتكـ مكوعظة مف رك (49)يونسس«الفك

ؿ مػػػػػػػػف القػػػػػػػػرءاف مػػػػػػػػا رػػػػػػػػو شػػػػػػػػفتء و رحمػػػػػػػػة »سو قػػػػػػػػاؿ اهلل تعػػػػػػػػالى و ننػػػػػػػػز .(19اإلسراءس)«لممؤمنيف

والقػػرهف شػفاء لمنػوعيف, ففيػػه , ب تجمعيػا أمػراض الشػبيات والشػيواتوأمػراض القمػ

52

الشػبه البينات و البػراريف القطعيػة مػا يبػيف الحػؽ مػف الباطػؿ فتػزوؿ أمػراضمف . ي, والتصور, وايدراؾ, بحيث يرى اعشياء عمى ما رالمفسدة لمعمـ

فمف درس القرآف وخالط قمبو؛ أبصرالحؽ والباطؿ وميز بينيما, كما يميز بعينيو بيف شفاؤو لمشهوات فذلؾ بما فيػه مػف الحكمػة والموعظػة الحسػنة؛ الميؿ والنيار. وأما

.بالتزريد في الدنيا, والترغيب في اآلخرةأال بػػػػػذكر ا تطمػػػػػئف »بالجممػػػػػة فػػػػػأنفع شػػػػػيء لمعبػػػػػد ىػػػػػو ذكػػػػػر اهلل عػػػػػز وجػػػػػؿس و

(91)الرعدس«القموب و أفضؿ الذكر تبلوة كتاب اهلل عز و جؿ.

ػا إفك »قاؿ اهلل تعػالى س ػسة وأنفقػوا ممك ـ الكػذيف يتمػوف كتػاب المكػه وأقػاموا الصك رزقنػارـ ويزيػدرـ مػف فضػمه إنكػه ليوفيهـ (29) را وعسنية يرجوف تجارة لكف تبور س أجورر

(56-97)فاطر س «غفور شكور الدعاء

في السراء والضراء، في الحؿ والسفر، في والمسمـ يدعو ربه ويكثر مف الدعاءفػ ني قريػب أجيػب دعػوة »:المػرض، واهلل سػبحانو يقػوؿالميؿ والنيار، فػي الصػحة و

.[416]البقرة «الداع إذا دعاف ، ثػـ تػبل الدعاء رو العبادة »وعف النعماف بف بشير قاؿس قاؿ صمى اهلل عميو وسمـس

وقػػػاؿ ربكػػػـ ادعػػػوني أسػػػتجب لكػػػـ، إف الػػػذيف يسػػػتكبروف عػػػف عبػػػادتي »اآليػػػةس لترمذيرواه ا «[66]غافر «سيدخموف جهنـ داخريف

كثار الدعاء والتذلؿ إلى اهلل بو يرفعؾ ويقربؾ، فكمما تذلمت إلى العزيز سبحانو وااحيث يكوف المرء أقرب ما أعزؾ بدينو وبقربو منؾ، فأكثر مف الدعاء في السجود

عف أبي يكوف إلى اهلل وعقب الصموات؛ بعد التسبيح والتحميد والتكبير والتيميؿ، فأقرب ما »وسمـ قاؿ س وآلو رضي المو عنو أف رسوؿ المو صمى اهلل عميو ىريرة

53

. رواه مسمـ «يكوف العبد مف رباو وىو ساجد ، فأكثروا الدعاء

وسمـ س وآلو عميو قيؿ لرسوؿ المو صمى اهلل قاؿسوعف أبي أمامة رضي المو عنو موات المكتوبات اآلخر،جوؼ الميؿ » قاؿسأي الدعاء أسمع رواه «ودبر الص

.الترمذي

أكثر مف دعاء طمب ألح في الدعاء وتخشع فيو فإف اهلل يحب العبد المحوح.لدـ، والقموب بيف إصبعيف مف أصابع التثبيت فالشيطاف يجري في ابف آدـ مجرى ا

أكثر الرحمف يقمبيا كيؼ يشاء، فعف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ أنو كاف .[رواه الترمذي ] «يا مقمب القموب ثبات قمبي عمى دينؾ »دعائو س

دايؽ رضي المو عنو ، أنو قاؿ لرسوؿ المو صمى اهلل عميو وعف أبي بكر الصا المكهـك إني ظممت نفسيعمامني دعاء أدعو بو في صبلتي ، قاؿ س قؿ س »وسمـ س

ظمما كثيرا ، وال يغفر الذنوب إالك أنت، فاغفر لي مغفرة مف عندؾ ، وارحمني ، . متفؽ عميو « نت الغفور الركحيـإنكؾ أ

فابػػػػدأه بحمػػػػد اهلل والثنػػػػاء عميػػػػو، تعمػػػػـ آداب الػػػػدعاء كػػػػي يكػػػػوف أقػػػػرب لئلجابػػػػة ،والصػػبلة والسػػبلـ عمػػى رسػػولو الكػػريـ وآلػػو الكػػراـ، وفػػي وسػػطو صػػؿ عمػػى الرسػػوؿ

مطعمؾ طيبت الكريـ واختـ الدعاء بآميف والصبلة عمى الرسوؿ الكريـ، وال تنس أف وممبسؾ كي تكوف مجاب الدعوة، وال تكف كالذي يطيؿ السفر، أشػعث أغبػر، يرفػع يديػػػو إلػػػى السػػػماء داعيػػػا يػػػارب يػػػارب وممبسػػػو حػػػراـ ومشػػػربو حػػػراـ وغػػػذاي بػػػالحراـ

فأنى يستجاب لو!!!..

الرجاء و ، دائػػـ الشػػوؽ إلػػى لقائػػوبفضػػمه وبرحمتػػه والمسػػمـ قػػوي الرجػػاء بربػػه واثػػؽ بػػه

والنظػػػر إلػػػى وجيػػػو الكػػػريـ، يستشػػػعر معيتػػػو، وأنػػػو ييديػػػو ويسػػػداده حتػػػى يكػػػوف أىػػػبل

54

»:لجنتو بفضمو سبحانو وتوفيفو. قاؿ صمى اهلل عميو وآلو وسمـ فيمػا يرويػو عػف ربػوقاؿ ا تعالى: يا ابف هدـ إنػؾ مػا دعػوتني ورجػوتني غفػرت لػؾ عمػى مػا كػاف وال

ذي[.]رواه الترم «أبالي...أحػػدكـ إال ورػػو يحسػػف فال يمػػوت »:ويقػػوؿ المصػػطفى صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ

]رواه مسمـ[. «الظف با عز وجؿف يػػردؾ »ويقػػوؿ ربنػػا عػػز وجػػؿس ف يمسسػػؾ ا بضػػر فػػس كاشػػؼ لػػه إال رػػو، واا واا

«بخيػػر فػػس رادك لفضػػمه، يصػػيب بػػه مػػف يشػػاء مػػف عبػػادو ورػػو الغفػػور الػػرحيـ [469]يونس

ستعاذةاي وىما مف العبادات التي تقوي واالستعانة به والمسمـ يكثر مف االستعاذة با ،

النفس وتدنييا مف رضى اهلل سبحانو وقد كاف صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يكثر مف ورد عنو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ أنو مف كثير مف الشرور والمواقؼ فقد التعوذ

بؾ مف الهـ والحزف وأعوذ بؾ مف العجز والكسؿ :) ألمهـ إني أعوذ كاف يقوؿوأعوذ بؾ مف الجبف والبخؿ وأعوذ بؾ مف غمبة الديف وقهر الرجاؿ المهـ إني

(.أعوذ بؾ مف الكفر والفقر وأعوذ بؾ مف عذاب القبراستعيذوا با مف ؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ س"عف أبي ىريرة قاؿ قاؿ رسو و

ف عذاب القبر استعيذوا با مف فتنة المسيح الدجاؿ جهنـ استعيذوا با م . )البخاري(والممات" المحيا استعيذوا با مف فتنة

55

ايستغفار والتوبة وة، فػػػإف اهلل سػػػبحانو وتعػػػالى خيػػػر زاد لممسػػػمـ ولحامػػػؿ الػػػدع واالسػػػتغفار والتوبػػػة

سػػتغفروا لػػذنوبهـ والػػذيف إذا فعمػػوا فاحشػػة أو ظممػػوا أنفسػػهـ ذكػػروا ا فا»س يقػػوؿ [ .454]آؿ عمراف «ومف يغفر الذنوب إال ا

ومػا فييػا، وقػاؿ أبػو ىريػرةس قاؿ ابف مسعودس ىذه اآلية خير ألىؿ الذنوب مف الػدنيا ستغفر اهلل وأتوب إليو كؿ يـو ألؼ مرة.إني أل

سيد االستغفار أف تقوؿ ألمهـ أنػت »:وعف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ أنو قػاؿاسػتطعت أعػوذ ربي ال إله إال أنت خمقتني وأنا عبدؾ وأنا عمى عهػدؾ ووعػدؾ مػا

صػنعت أبػوء لػؾ بنعمتػؾ عمػي وأبػوء لػؾ بػذنبي فػاغفر لػي ف نػه ال بؾ مف شر ماقاؿ ومف قالها مف النهار موقنا بها فمات مف يومه قبؿ أف ، يغفر الذنوب إال أنت

ورػو مػوقف بهػا فمػات قبػؿ أف يمسي فهو مف أرؿ الجنػة ومػف قالهػا مػف الميػؿ .]رواه البخاري[ «يصبح فهو مف أرؿ الجنة

إف »قػػػػاؿسريػػػػرة رضػػػػي اهلل عنػػػػو أف رسػػػػوؿ اهلل صػػػػمى اهلل عميػػػػو وسػػػػمـ وعػػػػف أبػػػػي ىالمؤمف إذا أذنب كانت نكتة سوداء فػي قمبػه فػ ف تػاب ونػزع واسػتغفر صػقؿ قمبػه

بؿ راف عمى قمػوبهـ مػا كػانوا ف ف زاد زادت فذلؾ الراف الذي ذكرو ا في كتابه كس ) رواو ابف ماجة(.«يكسبوف

، قػػاؿ طػػوبى لمػػف وجػػد فػػي صػػحيفته إسػػتغفارا كثيػػراس وقالػػت أـ المػػؤمنيف عائشػػةقتػػػادهس إف ىػػػذا القػػػرآف يػػػدلكـ عمػػػى دائكػػػـ ودوائكػػػـ فأمػػػا داؤكػػػـ فالػػػذنوب وأمػػػا دواؤكػػػـ

.فاالستغفار ثـ يستغفر، ذنوبو، ثـ يعود...ل قيؿ لمحسفس أال يستحيي أحدنا مف ربو فيستغفر

ثـ يعود، فقاؿس ود الشيطاف لو ظفر منكـ بيذه فبل تمموا مف االستغفار، وقاؿ أيضاس أكثروا مف االستغفار في بيوتكـ، وعمى موائدكـ، وفي طرقكـ، وفي أسواقكـ،

56

، ف نكـ ما تدروف متى تنزؿ المغفرة.وفي مجالسكـ أينما كنتـ

الصبر

إنمػا يػوفكى الصػابروف »:وأي عبادة ويكفي أف أذكار بقولو تعػالى ،الصبر عبادة ( 46)الزمر.«أجررـ بغير حساب [.416]آؿ عمراف «وا يحب الصابريف»:ويقوؿ جؿ مف قائؿ

عمػػػى طاعػػػة اهلل فميصػػػبرس الثبلثػػػة فميحػػػرص حامػػػؿ الػػػدعوة عمػػػى الصػػػبر بأنواعػػػهويقػػوؿ المصػػطفى و سػػبحانو.سػػبحانو، وليصػػبر عػػف معاصػػيو، وليصػػبر عمػػى قضػػائ

ومػػػف يتصػػػبر يصػػػبرو ا ، ومػػػا »:صػػػمى اهلل عميػػػو وسػػػمـ حاثػػػا ومرغبػػػا فػػػي الصػػػبر ]متفؽ عميو[. «أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع مف الصبر

صسة الجماعة وخصوصا صبلة الفجر فالمصطفى المحافظة عمى صسة الجماعة في المسجد

صػسة الرجػؿ فػي جماعػة تزيػد عمػى صػسته فػي »وؿس صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يقػبيته وصسته في سوقه بضػعا وعشػريف درجػة وذلػؾ أف أحػدرـ إذا توضػأ فأحسػف الوضوء ثـ أتى المسجد ال ينهزو إال الصػسة، ال يريػد إال الصػسة، فمػـ يخػط خطػوة إال رفػػع لػػه بهػػا درجػػة، وحػػطك عنػػه بهػػا خطيئػػة حتػػى يػػدخؿ المسػػجد، فػػ ذا دخػػؿ

مسػػجد كػػاف فػػي الصػػسة مػػا كانػػت الصػػسة رػػي تحبسػػه والمسئكػػة يصػػموف عمػػى الأحدكـ ما داـ في مجمسه الػذي صػمى فيػه يقولػوف المهػـ ارحمػه، المهػـ اغفػر لػه،

.رواه مسمـ «المهـ تب عميه، ما لـ يؤذ فيه، ما لـ يحدث فيهة عمى إف أثقؿ الصس »عف أبي ىريرة قاؿ قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـس

المنافقيف صسة العشاء وصسة الفجر ولو يعمموف ما فيها عتورما ولو حبوا ولقد رجس فيصمي بالناس ثـ أنطمؽ معي رممت أف همر بالصسة فتقاـ ثـ همر

57

برجاؿ معهـ حـز حطب إلى قـو ال يشهدوف الصسة فأحرؽ عميهـ بيوتهـ و مف خير مف رؤية المسمميف (، باإلضافة إلى ما تحصم )صحيح ابف حباف«بالنار

ومشاركتيـ فرحة الطاعة ومف االطمئناف عمى أحواؿ إخوانؾ ومف تعمـ كممة خير مكتوبة أو مسموعة، فالخير كؿ الخير في صبلة الجماعة في المسجد.

بيو عف جده عمي بف أبي طالب قاؿ دخؿ عمي رسوؿ عف عمي بف حسيف عف أفاطمة مف الميؿ فأيقظنا لمصبلة ثـ رجع إلى بيتو وعمى مى اهلل عميو وسمـ اهلل ص

قاؿ قوما فصميا، فصمى ىويا مف الميؿ فمـ يسمع لنا حسا فرجع إلينا فأيقظنا فقاؿفجمست وأنا أعرؾ عيني وأقوؿ إنا واهلل ما نصمي إال ما كتب اهلل لنا إنما أنفسنا بيد

-صمى اهلل عميو وسمـ وىو يقوؿثنا، قاؿ فولى رسوؿ اهلل ثنا بعاهلل فإف شاء أف يبعما نصمي إال ما كتب ا لنا وكاف اينساف أكثر شيء -ويضرب بيده عمى فخذه

ىذا في شأف قياـ الميؿ المندوب، فكيؼ إذا كانت الغفمة عف )سنف النسائي(." جدال .-ال سمح اهلل –الصبلة المكتوبة

إحياء لسنة -في المساجد– ممة الدعوة، حيث يدعى لهافالصسة الصسة يا ح نبينا صمى اهلل عميو وآلو وسمـ وقياما بفرض الكفاية كي ال تبرأ منا ذمة اهلل.

عػف عبػػد اهلل بػػف مسػعود رضػػي اهلل عنػػو قػاؿس) مػػف سػػره أف يمقػى اهلل غػػدا مسػػمما يكـ صػػمى اهلل ، فػػإف اهلل شػػرع لنبػػفميحػػافظ عمػػى رػػؤالء الصػػموات حيػػث ينػػادى بهػػف

نهػف مػف سػنف الهػدىعميو وآلو وسمـ سنف اليػدى، ، ولػو أنكػـ صػميتـ فػي بيػوتكـ وااكما يصمي ىذا المتخمؼ في بيتو، لتركتـ سنة نبيكـ صمى اهلل عميو وآلو وسػمـ، ولػو تػػركتـ سػػنة نبػػيكـ صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ لضػػممتـ، ومػػا مػػف رجػػؿ يطيػػر فيحسػػف

إال كتػب ا لػه بكػؿ خطػوة يخطورػا مػف ىػذه المسػاجد الطيور ثـ يعمد إلػى مسػجد ولقػػد رأيتنػػا ومػػا يتخمػػؼ عنيػػا إال حسػػنة ويرفعػػه بهػػا درجػػة ويحػػط عنػػه بهػػا سػػيئة،

ولقد كاف الرجؿ يؤتى بػه يهػادى بػيف الػرجميف حتػى يقػاـ فػي منافؽ معمـو النفػاؽ، .رواه مسمـ (.الصؼ

58

ـ القيامػة بمسػاجد الػدنيا كأنهػا يػأتي ا يػو »:ويقوؿ صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـنجػػب بػػيض قوائمهػػا مػػف العنبػػر وأعناقهػػا مػػف الزعفػػراف ورؤوسػػها مػػف المسػػؾ وأزمتها مف الزبرجد اعخضر وقوامها والمؤذنوف فيهػا يقودونهػا وأئمتهػا يسػوقونها وعماررػػػا متعمقػػػوف بهػػػا فتجػػػوز عرصػػػات القيامػػػة كػػػالبرؽ الخػػػاطؼ فيقػػػوؿ أرػػػؿ

قربػوف أو أنبيػاء مرسػموف فينػادى مػا رػؤالء بمسئكػػة وال الموقػؼ رػؤالء مسئكػة مصػمى ا «أنبياء ولكنهـ أرؿ المساجد والمحافظوف عمى الصموات مف أمة محمد

. )رواو القرطبي عف أنس( عميه وهله وسمـ

صسة الجمعة التبكير لصبلة الجمعة ىو مػف أعظػـ مػا حػث عميػو المصػطفى صػمى اهلل عميػو

مػػف غسػػؿ يػػوـ الجمعػػة واغتسػػؿ ثػػـ بكػػر وابتكػػر ومشػػى فػػدنا »فيقػػوؿس وآلػػو وسػػمـبكػػؿ خطػػوة يخطورػػا عمػػؿ سػػنة صػػيامها واسػػتمع وأنصػػت ولػػـ يمػػغ كتػػب ا لػػه

. )صحيح ابف حباف( «وقيامهامف اغتسػؿ يػوـ الجمعػة فأحسػف غسػمه ولػبس »ويقوؿ صمى اهلل عميو وآلو وسػمـس

غفػػر لػػه مػػا بينػػه وبػػيف الجمعػػة ه مػػف صػػالح ثيابػػه ومػػس مػػف طيػػب بيتػػه أو درنػػ .)صحيح ابف حباف( «اعخرى وزيادة ثسثة أياـ مف التي بعدرا

عمى ىذا الفرض العظيـ ومندوباتػو وتجنػب مكروىاتػو التػي يغفػؿ عنيػا احرص أخي كالمعػػب بالحصػػى أو السػػجاد أثنػػاء الخطبػػة أو تشػػبيؾ اعصػػابع أوايتكػػاء النػػاس

كجمسة بني إسرائيؿ. عمى اليديف أو إحديهما

59

يكػاؾ إيػاؾ أف تنشػغؿ بحػديث جػانبي أثنػاء الخطبػة أو تتصػفح مجمػة أو صػػحيفة وااواصػػبر امتثػػاال عمػػر رسػػوؿ ا صػػمى ا عميػػه وهلػػه وسػػمـ لتػػذىب عنػػؾ الممػػؿ

باينصات ولؾ اعجر العظيـ. ذات غػداة احتػبس عنػا رسػوؿ ا صػمى ا عميػه وسػمـ »: قػاؿ معػاذ بػف جبػؿ

عػػف صػػسة الصػػبح حتػػى كػػدنا نترايػػا عػػيف الشػػمس فخػػرج سػػريعا فثػػوب بالصػػسة فصػػمى رسػػوؿ ا صػػمى ا عميػػه وهلػػه وسػػمـ وتجػػوز فػػي صػػسته فممػػا سػػمـ دعػػا بصوته، قاؿ لنا: عمى مصافكـ كما انػتـ، ثػـ انفتػؿ إلينػا وقػاؿ: أمػا إنػي سػأحدثكـ

ضأت وصميت ما قدر لي، فنعست ما حبسني عنكـ الغداة، إني قمت مف الميؿ فتو فػػ ذا أنػػا بربػػي تبػػارؾ وتعػػالى فػػي أحسػػف صػػورة، فقػػاؿ: يػػا فػػي صػػستي فاسػػتثقمت

؟ قمت: ال أدري، قالهػا ثسثػا، فيـ يختصـ المأل اععمىقمت: لبيؾ ربي، قاؿ: محمدفرأيته وضع كفه بيف كتفي حتى وجدت برد أناممػه بػيف ثػديي فتجمػى لػي كػؿ قاؿ:

: يا محمد. قمػت: لبيػؾ ربػي، قػاؿ: فػيـ يختصػـ المػأل االعمػى؟ فقاؿ شيء وعرفت.:مشػي االقػداـ الػى الحسػنات، والجمػوس فػي قمت: في الكفارات. قاؿ: ما رف؟ قمت

سباغ الوضوء حػيف الكريهػات، قػاؿ: فػيـ؟، قمػت: إطعػاـ المساجد بعد الصموات، وااالمهػـ إنػي أسػألؾ ؿ: قػاؿ: سػؿ. قػ الطعاـ وليف الكسـ والصسة بالميؿ والناس نياـ،

ذا أردت فعػػؿ الخيػػرات وتػػرؾ المنكػػرات وحػػب المسػػاكيف وأف تغفػػر لػػي وترحمنػػي واا فتنة قـو فتوفني غير مفتوف أسألؾ حبؾ وحب مف يحبؾ وحػب عمػؿ يقربنػي الػى

رواه .«ا.قػػاؿ رسػػوؿ ا صػػمى ا عميػػه وسػػمـ: إنهػػا حػػؽ فادرسػػورا ثػػـ تعممػػووحبؾ .الترمذي بسند صحيح

والخوؼ منه عبادة، وذكر ا عبادة، التفكيراعتبر الشرع ممة الدعوةركذا يا حفي وايحسافعبادة، والدعاءعبادة واالستعانة به واالستغاثة بهعبادة، ورجاءو

ف ذا في الصياـ والصبلة عبادة والصبر والنوافؿأداء العبادات والتكاليؼ عبادة ـ صمتؾ أف تكوف الناحية الر أردت أخي حامؿ الدعوة وحية لديؾ قوية فياضة فأد

بالرضا والطمأنينة دراؾ لتحس ذلؾ باي وقوؿ وعمؿ، وسير كؿ با في فكر

61

، كف في حالة ياـ والمحف والخطوب التي نعيشها وتمفنا لفا شديدافي حالكات اع طاعة هلل دوما، إعمؿ بعد الفروض وترؾ المحرمات، سائر الطاعات والـز العبادة

، واذكر أقواال وردت في كؿ حاؿ، في حاؿ الكرب وحيف السفر واجبها ونافمتهاوالوداع وىبوب الريح وعيادة المريض وعند الخوؼ وىذا رسولنا صمى اهلل عميو وآلو وسمـ وقدوتنا كاف يقـو الميؿ حتى تتوـر قدماه فقيؿ لوس أما قد غفر اهلل لؾ ما

)رواه مسمـ(. (.أكوف عبدا شكوراأفس تقدـ مف ذنبؾ وما تأخر فقاؿس) بعد ، فنحف حممة الدعوة أولى المسمميف بأف نكثر مف المندوبات والطاعات

ونحف أحوج الناس الى زيادة مذخورنا الروحي والتزود ، استيفاء الواجباتبالتقوى وقد سرنا بحمؿ الدعوة في طريقها الشاؽ الشائؾ، ونذرنا أنفسنا لخدمة

مؿ عمى إنهاضها، ونحف ندرؾ وعورة الطريؽ ووطأة االعداء ديننا وأمتنا والعوليس لنا قدرة عمى الصمود ومواصمة السير إال بقوة نفسياتنا وبالقياـ بما يقربنا مف ا ربنا وخالقنا، فيجب أف تجتمع فينا سمات العابديف المتبتميف إلى جانب

لنكوف بحؽ كصحابة صفات المفكريف السياسييف فنجمع بيف السياسة والعبادة، ادا في الميؿ وفرسانا وقادة في النهار لنكوف كما قاؿ ا رسوؿ ا عب

(449)التوبة.«التائبوف العابدوف الحامدوف...وبشر المؤمنيف»سبحانه:ذخػػرا وقػد كػػاف السػػمؼ الصػػالح يكثػػروف مػػف النوافػؿ ويرجػػوف مػػف اهلل أف يكػػوف ذلػػؾ

يؽ لتحقيؽ الغايات بتوفيؽ اهلل.لطر ليـ عند مميكيـ وعونا ليـ عمى ا ى عمرو رضي اهلل عنو فتح مصر كتب إل عمى عمر بف الخطابمما أبطأ ف

أما بعد فقد عجبت إلبطائكـ عف فتح مصر تقاتمونيـ بف العاص رضي اهلل عنو " ف اهلل تعالى منذ سنيف وما ذاؾ إال لما أحدثتـ وأحببتـ مف الدنيا ما أحب عدوكـ وا

أربعة نفر ) الزبير بف وما إال بصدؽ نياتيـ وقد كنت وجيت إليؾال ينصر قالمقداد بف األسود، عبادة بف الصامت، ومسممة بف مخمد ( وأعممتؾ أف العواـ،

ـ، غيرى ر رىـ ما غي الرجؿ منيـ مقاـ ألؼ رجؿ عمى ما أعرؼ إال أف يكوف غي بيـ في ؿ عدوىـ ورغا ضيـ عمى قتاح ب الناس و فإذا أتاؾ كتابي ىذا فاخط

61

ر الناس أف يكونوا ليـ وأم ،ـ أولئؾ األربعة في صدور الناسوقدا ،الصبر والنيةتنزؿ فيها ف نها ساعة وليكف ذلؾ عند الزواؿ يـو الجمعة ،رجؿ واحد صدمة

". وليعج الناس إلى ا وليسألوو النصر عمى عدورـالرحمة ووقت ايجابة، اب جمع الناس وقرأه عمييـ ثـ دعا أولئؾ النفر فقدميـ أماـ فمما أتى عمرا الكت

الناس وأمر الناس أف يتطيروا ويصموا ركعتيف ثـ يرغبوا إلى اهلل ويسألوه النصر ففتح اهلل عمييـ.

ـ ندب 4145أيار سنة 91ىػ، 949جمادى األولى سنة 47في يـو االثنيف وتقربا إلى ا ، وتزكية لنفوسهـ يـو لصياـ ذلؾ ال السمطاف محمد الفاتح جندو

استعدادا لمهجـو النهائي الذي قرر أف يشنه في اليـو التالي عمى القسطنطينية،وما أف أذنت شمس يـو االثنيف بالمغيب وأدى المجاىدوف صبلة المغرب، أقبموا

ثـ دعا السمطاف مجمس حربو، وقادة جيشو إلى االجتماع األخير يتناولوف إفطارىـ،، وخطب فييـ خطبة، جاء فييا ما يميسق بؿ بدء اليجـو

" إذا أعاننا اهلل عز وجؿ ففتح عمينا القسطنطينية فسيتحقؽ فينا حديث رسوؿ اهلل وسيكوف مػف حظنػا مػا صمى اهلل عميو وعمى آلو وسمـ ومعجزة مف معجزاتو العظاـ،

ير والتشػػريؼ، تضػػمنو حػػديث رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وعمػػى آلػػو وسػػمـ مػػف التقػػدفأبمغوا أبناءنا العساكر فردا فردا أف الظفر العظيـ الذي سنحرزه سػيزيد اإلسػبلـ قػدرا

ويجػب عمػى كػؿ جنػدي أف يجعػؿ تعػاليـ شػريعتنا نصػب عيػه، فػس يصػدر وشرفا، وليتجنبػوا الكنػائس والمعابػد، وال يمسػوىا ،عف أي واحد منهـ ما ينافي رذو التعاليـ

قساوس والضعفاء والعجزة الذيف ال يقاتموف ".بأذى، وليدعوا الوحيف تنزؿ نصر اهلل عػز وجػؿ كػاف أوؿ عمػؿ بػدأ بػو السػمطاف محمػد الفػاتح أف

خػػر سػػاجدا عمػػػى األرض شػػكرا هلل عمػػى مػػػا أفػػاء عمػػى المسػػػمميف مػػف نصػػر مػػػؤزر وثػػػب العديػػػد مػػػنهـ إلػػػى أعػػػالي مبػػػيف، ومػػػا كػػػاد العثمػػػانيوف يػػػدخموف المدينػػػة حتػػػى

يزيمػػوف الرايػػات البيزنطيػػة مػػف فوقهػػا ويرفعػػوف مكانهػػا الرايػػات ايسػػسمية اعسػػوارالعشػػػػػػػرات مػػػػػػػف المجارػػػػػػػديف يرفعػػػػػػػوف كػػػػػاف العثمانيػػػػػة، وفػػػػػي تمػػػػػؾ األثنػػػػػاء

62

، ولمػػا بمػػغ الفػػػاتح منتصػػؼ المدينػػػة، أصػػواتهـ بػػػاعذاف مػػف فػػػوؽ أسػػوار المدينػػػةلتفػػػتحف »مػػػة توقػػػؼ عػػػف المسػػػير وقػػػرأ بمغػػػة عربيػػػة فصػػػحى البشػػػارة النبويػػػة الكري .«القسطنطينية، فمنعـ اعمير أميررا، ولنعـ الجيش ذلؾ الجيش

المهػػـ بعزتػػؾ وفضػػمؾ وفقنػػا لفػػتح روميكػػة كمػػا فتحػػت القسػػطنطينبة وأف نرفػػع رايػػة العقاب خفكاقة فوؽ الفاتيكاف خمؼ القائػد الفعمػي لجػيش اعمػة ايسػسمية الخميفػة

كر الصديؽ في رذا الزماف المهـ هميف.الراشد الثاني صنو أبي ب

كتاب ا ..النور المبيفوتعيػػده وتػػدبر معانيػػو قػػراءة القػػرهف الكػػريـمػػف أولػػى أولوياتػػؾ، أخػػي حامػػؿ الػػدعوة

وربػػػط مػػػا فيػػػو بحياتػػػؾ اليوميػػػة ليظيػػػر فػػػي سػػػموكؾ وأخبلقػػػؾ قبػػػؿ أف يظيػػػر عمػػػى ولكػػػػف مػػػػا وقػػػػر فػػػػي القمػػػػب و صػػػػدقتو ال بػػػػالتمنياإليمػػػػاف بػػػػالتحمي و لسػػػػانؾ، فمػػػػيس

الجوارح.وكتاب مبيف يهدي به ا مف اتبع رضوانه سبؿ السػسـ نور ـ مف ا قد جاءك »

(46المائدة .)«ويخرجهـ مف الظممات الى النور ب ذنه ويهديهـ الى صراط مستقيـ فأقبؿ مف مأدبتو ما استطعت، أخي حامؿ الدعوة...تذكر أف ىذا القرآف مأدبة اهلل

إف ىذا القراف حبؿ اهلل المتيف وىو النور المبيف والشفاء الناجع، عصمة لمف تمسؾ بو ونجاة لمف اتبعو ال يعوج فيقوـ وال يزيغ فيستعتب وال تنقضي عجائبو وال يخمؽ

ؼ عشر حسنات.عف كثرة الرد فاتمو فإف اهلل يأجرؾ عمى تبلوتو بكؿ حر فاسمعيا بآذاف «يا أييا الذيف آمنوا»تذكر أخي أنؾ المخاطب بكؿ آية تفتتح بػ

قمبؾ وعقمؾ لتعييا وتجعميا سجية لؾ وسموكا. تذكر أخي أنؾ مطالب بكؿ آية يخاطب بيا النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ ما

ف لـ يكف بإمكانؾ تطبيؽ ما تأمرؾ بو لغياب خميفة المسمميف لـ تكف خاصة بو، وا

63

الذي يطبؽ اإلسبلـ فاجعؿ ذلؾ حافزا جديدا لؾ لمضاعفة الجهود ييجاد الخميفة ويحيي كتاب اهلل وسنة رسولو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ في كؿ نواحي الحياة.

صػمى لمػا أنػزؿ اهلل عػز وجػؿ عمػى نبيػو عف ابف عباس رضػي اهلل عنيمػا قػاؿستبلىػػا رسػػوؿ اهلل «يػػا أيهػػا الػػذيف همنػػوا قػػوا أنفسػػكـ وأرمػػيكـ نػػارا »مـ اهلل عميػػو وسػػ

، صػمى اهلل عميػو وسػمـ فخػرك فتػى مغشػيا عميػهعمػى أصػحابو ذات ليمػة أو قػاؿ يػـويا فتى قؿ ال فوضع النبي صمى اهلل عميو وسمـ يده عمى فؤاده فإذا ىو يتحرؾ فقػاؿ

ؿ أصػحابو يػا رسػػوؿ اهلل أمػف بيننػا فقػاؿ رسػػوؿ فقػاإلػه إال ا فقالهػا فبشػرو بالجنػػة ذلػػؾ لمػػف خػػاؼ مقػػامي »أمػػا سػػمعتـ قػػوؿ ا عػػز وجػػؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ

أخرجو الحاكـ .«وخاؼ وعيد سوسمـ قاؿ رضي اهلل عنو عف النبي صمى اهلل عميو أبي سعيد الخدري وعف«

ألتي أعطيته أفضؿ ما مس مف شغمه القرهف وذكري عف وتعالىسيقوؿ اهلل سبحانو الكسـ كفضؿ ا وفضؿ كسـ ا سبحانه وتعالى عمى سائر السائميف،أعطي

. [الترمذي رواه ] « تعالى عمى خمقه إف »سقاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ : رضي اهلل عنيما قاؿ ابف عباس وعف

. [يالترمذ رواه] « القرهف كالبيت الخرب الذي ليس في جوفه شئ مف وعف عبد اهلل بف عمرو بػف العػاص رضػي اهلل عنيمػا عػف النبػي صػمى اهلل عميػو

فػ ف ورتػؿ كمػا كنػت ترتػؿ فػي الػدنيا يقػاؿ لصػاحب القػرهف اقػرأ وارتػؽ »سقػاؿ وسمـ .[ أبو داود رواه] «منزلتؾ عند هخر هية تقرؤرا

اهلل عميػػو عػػف عائشػػة أـ المػػؤمنيف رضػػي اهلل عنيػػا قالػػتس قػػاؿ رسػػوؿ اهلل صػػمىالمارر بالقرهف مػع السػفرة الكػراـ البػررة والػذي يقػرأو ورػو شػاؽ عميػه لػه »وسمـ س

. ]رواه مسمـ[ «أجراف اثنافس عنو أف رسػوؿ اهلل صػمى اهلل عميػو وسػمـ قػاؿ وعف معاذ بف أنس رضي اهلل«

مػف فيه ألبس ا والديه تاجا يػوـ القيامػة ضػوؤو أحسػف مف قرأ القرهف وعمؿ بما

64

. [أبو داود رواه] « اظنكـ بالذي عمؿ بهذ ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما رضي اهلل الصحابة، والتابعيف ، وكاف كثر منيايينبغي أف يحافظ عمى تبلوتو و

يـ عف بعض أبي داود ابف ، فروىدات مختمفة في قدر ما يختموف فيوعنيـ ليـ عاواحدة، وعف بعضيـ في يريف ختمةرضي اهلل عنيـ أنيـ كانوا يختموف في كؿ ش

سبع ، وعف األكثريف في كؿ كؿ شير ختمة، وعف بعضيـ في كؿ عشر لياؿ ختمة، فمف الذيف كانوا يختموف ختمة في وختـ بعضيـ في كؿ يوـ وليمة ختمة، لياؿ

و سعيد بف جبير و الداري تميـ رضي اهلل عنو و عثماف بف عفاف الميؿ واليـو .خريف وآ الشافعي و مجاىد

رضي اهلل عنو عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ أبي موسى األشعري ثبت عف في تعاردوا رذا القرهف ، فوالذي نفس محمد بيدو لهو أشد تفمتا مف ايبؿ »سقاؿ

[ .البخاري رواه] «عقمها

إنما مثؿ »ساهلل عميو وسمـ قاؿ رضي اهلل عنيما أف رسوؿ اهلل صمى ابف عمر وعف ف أطمقها إف )أي بالع قاؿ(ةملقرهف كمثؿ ايبؿ المعقصا حب ا عارد عميها أمسكها واا

.مسمـ رواه «ذربت

إف رذا القرهف نزؿ »روي عف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ أنو قاؿس . ]رواه الترمذي[ « ابحزف ف ذا قرأتموو فابكوا ف ف لـ تبكوا فتباكو

؛ قمػت اقرأ عمػيصمى اهلل عميو وسػمـ لي النبي قاؿ :عف عبد اهلل بف مسعود قاؿفقػػرأت سػػورة النسػػاء حتػػى أتيػػت إلػػى نعػػـ يػػا رسػػوؿ اهلل أقػػرأ عميػػؾ وعميػػؾ أنػػزؿ، قػػاؿ

قػاؿ «فكيؼ إذا جئنا مف كؿ أمة بشػهيد وجئنػا بػؾ عمػى رػؤالء شػهيدا»ىذه اآليػة

65

. ]رواه البخاري[ فإذا عيناه تذرفاف؛ فالتفت إليو حسبؾ اآلف

صمى اهلل عميو هلل عنو قاؿس ثـ رأيت رسوؿ اهلل د اهلل بف الشخير رضي اعف عب ]ابف حباف[. المرجؿ يصمي وفي صدرو أزيز كأزيزوسمـ

س قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـرضي اهلل عنو قاؿ بف الخطاب عمر عف:« مف ناـ عف حزبه مف الميؿ أو عف شيء منه فقرأو ما بيف صسة الفجر وصسة

مسمـ رواه «الظهر كتب له كأنه قرأو مف الميؿ

وىو نصؼ الجزء، )الحظ أخي حفظؾ ربي ورعاؾ، كيؼ أف قراءة الحزب مف القرآف، يعتبر عند المسمميف مف البديييات، (والقرآف مكوف مف ثبلثيف جزءا، أي مف ستيف حزبا

القسـ مف الزاد، بؿ أف النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ يشير إلى أنو مف فاتو ىذاتأمؿ يستطيع أف يعوضو مف اليـو التالي قبؿ الظير فيحصؿ عمى نفس الثواب...

واندـ عمى ما فات وافتح صفحة جديدة مع ا ومع كتاب ا .

ال دار لممػػرء بػػعػػد المػوت يػسػكػنػيا إال التي كػػاف قػػػبػػؿ المػػوت يبنييا فػػإف بػنػاىا بػخػير طػػاب مػسػكػنػو

ف بػػنػاىا بػػشػر خػػاب بػانػييا وا النػػفػس تػرغػػب في الدنػيػا وقد عػممػت فػػييػا تػػرؾ مػا فػيػيا دأف الػزىػ

دمػػت مجتيػدا فػاغػػرس أصػوؿ التػقى مػا واعػػمـ بأنػػؾ بػػعد المػػوت القػػييا

علي بن أيب طالب رضي اهلل عنو

66

:ولحامؿ القرهف يا حامؿ الدعوة هداب ينبغي أف تحرص عميها، ومنها

.أف يكوف عمى أكمؿ األحواؿ وأكـر الشمائؿ .مقرآفعف كؿ ما نيى القرآف عنو إجبلال ل أف يرفع نفسو

عمى الجبابرة والجفاة ا النفس مترفع أف يكوف مصونا عف دنيء اإلكتساب شريؼ .والمساكيف ، متواضعا لمصالحيف وأىؿ الخيرمف أىؿ الدنيا

. أف يكوف متخشعا ذا سكينة ووقار

: يا معشر القراء ارفعوا عنو أنو قاؿ وقد جاء عف عمر بف الخطاب رضي اهلل .ال تكونوا عياال عمى الناس كـ الطريؽ فاستبقوا الخيراترؤوسكـ فقد وضح ل

عرؼ ينبغي لحامؿ القرهف أف ي اهلل عنو قاؿ س رضي عبد اهلل بف مسعود وعفرحوف، زنه إذا الناس يف، وبح فطروفالناس م ، وبنهارو إذاالناس نائموف ابميمه إذ

بخشوعه إذا الناس ، و الناس يخوضوف ته إذام ، وبص وببكائه إذا الناس يضحكوف . يختالوف

إف مف كاف قبمكـ رأوا القرهف رضي اهلل عنيما قاؿ س الحسف بف عمي وعف . تفقدونها في النهارييتدبرونها بالميؿ و رسائؿ مف ربهـ فكانوا

67

لحامؿ القرهف أال تكوف له حاجة إلى أحد ينبغيقاؿ س الفضيؿ بف عياض وعف سـ ال حامؿ القرهف حامؿ راية ايسضا قاؿ س وعنو أي ،ف دونهـمف الخمفاء فم

، وال يمغو مع مف يمغو ف يسهووال يسهو مع م ،ينبغي أف يمهو مع مف يمهو . تعظيما لحؽ القرهف

ليؾ أخي بعض والتي أولى التي يميز بيا القرآف المسمـ الحؽ أمهات الفضائؿوا سالناس باالتصاؼ بها حممة الدعوة

ـ قبؿ المشرؽ والمغرب ولكفك البرك مف همف لي » :قال تعانى س البرك أف تولوا وجورك

بالمكه واليوـ اآلخر والمسئكػة والكتػاب والنكبيػيف وهتػى المػاؿ عمػى حبػه ذوي القربػى كػاة واليتامى والمساكيف ػسة وهتػى الزك ـ الصك وابف السكبيؿ والسكائميف وفي الرقاب وأقػا

ركاء وحػيف البػأس أولئػؾ ابريف في البأساء والضك ـ إذا عاردوا والصك والموفوف بعهدرـ المتكق (.499 )البقرة « وف الكذيف صدقوا وأولئؾ ر

.إيتاء الزكاة المفروضة واإلكثار مف الصدقات النافمة .إقاـ الصبلة، والوفاء بالعيود والمواعيد .الصبر في البأساء والضراء .)الصدؽ)فإنو ييدي إلى البر والبر ييدي الى الجنة ؿ(.التقوى)وىي مخافة الجميؿ والعمؿ بالتنزيؿ واإلعداد ليـو الرحي

ـ »: قػػاؿ تعػػالى ذا تميػػت عمػػيه ـ واا إنكمػػا المؤمنػػوف الكػػذيف إذا ذكػػر المكػػه وجمػػت قمػػوبهـ يتوككموف) ا وعمى ربه ـ إيماف ـ 2هياته زادته ػا رزقنػار ػسة وممك (الكذيف يقيمػوف الصك

68

ـ ومغفرة ورزؽ كػريـ)3ينفقوف) ـ درجات عند ربه ـ المؤمنوف حقا له «(4(أولئؾ ر (1-9)األنفاؿ

ـ مػف بهيمػة »س قاؿ تعالى ـ المكػه عمػى مػا رزقهػ ة جعمنػا منسػكا ليػذكروا اسػ ولكؿ أمكـ إله واحد فمه أسمموا وبشر المخبتيف)اعنعاـ ف ل (الكذيف إذا ذكػر المكػه وجمػت 34هك

ـ ينفقػوف ػا رزقنػار سة وممك ـ والمقيمي الصك ابريف عمى ما أصابه ـ والصك «(35)قموبه (.54-51)الحج

ة مشػػػػفقة عطشػػػػى، تتمقػػػػؼ كػػػػبلـ اهلل كمػػػػا تتمقػػػػؼ األرض قمػػػػوب المػػػػؤمنيف خاشػػػػعالعطشى الماء فتيتز تمؾ القموب وتتشػرب كػبلـ اهلل سػبحانو فيزيػدىـ إيمانػا وخشػوعا

قباال. وا ،عمى ربيـ يتوكموف)يمقوف كػؿ حمميػـ عمػى اهلل وال يثقػوف وال يتػأمموف إال برحمتػو

األسباب ودوف أي تعارض(.وذلؾ في كؿ األحواؿ؛ قبؿ وأثناء وبعد األخذ ب

المكه نور السكماوات واعرض مثؿ نورو كمشكاة فيها مصباح المصػباح »سقاؿ تعػالى في زجاجة الزجاجة كأنكها كوكب دري يوقد مف شػجرة مباركػة زيتونػة ال شػرقيكة وال ـ تمسسه نار نور عمى نػور يهػدي المكػه لنػورو مػف غربيكة يكاد زيتها يضيء ولو ل

( ( فػي بيػوت أذف المكػه 35يشاء ويضرب المكه اعمثاؿ لمنكاس والمكػه بكػؿ شػيء عمػيــ 36فيهػػا اسػػمه يسػػبح لػػه فيهػػا بالغػػدو واآلصػػاؿ) أف ترفػػع ويػػذكر (رجػػاؿ ال تمهػػيه

كػاة يخػافوف يومػا تتقمكػب فيػه يتػاء الزك ػسة واا قػاـ الصك تجارة وال بيػع عػف ذكػر المكػه وااـ مػػف فضػػمه والمكػػه (ليجػػزيهـ 37القمػػوب واعبصػػار) المكػػه أحسػػف مػػا عممػػوا ويزيػػدر

(.51-54) النور « (38يرزؽ مف يشاء بغير حساب) عنواف المسمميف ىو بيوت اهلل، فبل تميييـ أمواليـ وال أوالدىـ عف الصبلة في

الصبلة، مشفقوف وجموف بيوت اهلل، وىـ دائموف عمى الذكر مواظبوف عمى إقامة مف يـو القيامة وما يشممو مف أىواؿ.

69

يمفت اهلل سبحانو أنظار المؤمنيف إلى وجوب لزـو بيوت اهلل وأنو سبحانو يعدىـأف يجزييـ أجزؿ الثواب وزيادة ويطمئنيـ أنو ىو الرزاؽ سبحانو فبل يسمحوا لمتجارة

واألمواؿ أف تميييـ عف الذكر وعف الصبلة.دا وقياما »: الىقاؿ تع ـ سجك والكذيف يقولػوف ربكنػا اصػرؼ عنكػا (64)والكذيف يبيتوف لربه

ـ إفك عػذابها كػاف غرامػػا والكػػذيف إذا (66)إنكهػا سػاءت مسػتقرا ومقامػا(65)عػذاب جهػنكـ يسرفوا ول والكذيف ال يدعوف مع المكه إلهػا (67)ـ يقتروا وكاف بيف ذلؾ قواماأنفقوا ل

ـ المكػه إالك بػالحؽ وال يزنػوف ومػف يفعػؿ ذلػؾ يمػؽ هخر وال يقتمػوف الػنكفس الكتػي حػركإالك مػف تػاب وهمػف (69)يػوـ القيامػة ويخمػد فيػه مهانػايضاعؼ لػه العػذاب (68)أثاما

ـ حسػػػنات وكػػػاف المكػػػه غفػػػورا وعمػػػؿ عمػػػس صػػػالحا فأولئػػػؾ يبػػػدؿ المكػػػه سػػػيئاتهوالكػذيف ال يشػهدوف (71)متابا ومف تاب وعمؿ صالحا ف نكه يتوب إلى المكه (96)رحيما

وا كراما وا بالمكغو مر ذا مر ور واا وا عميهػا (72)الز ـ يخر ـ ل والكذيف إذا ذكروا بتيات ربهيكاتنػػا قػػركة أعػػيف والكػػذيف يقولػػوف ربكنػػا رػػب لنػػا مػػف أزواجنػػا و (73)صػػما وعميانػػا ذر

أولئػػؾ يجػػزوف الغرفػػة بمػػا صػػبروا ويمقكػػوف فيهػػا تحيكػػة (74)واجعمنػػا لممتكقػػيف إمامػػا (.96-61الفرقاف) ( « 76)خالديف فيها حسنت مستقرا ومقاما(75)وسسما تسػػبوف إلػػى اهلل الػػرحمف سػػبحانو فيتصػػفوف بالرحمػػة عنػػد تعػػامميـ مػػع المسػػمموف ين

عبػػاده، يقتصػػدوف فػػي مشػػييـ دوف كبػػر ودوف رعونػػة، يتعػػامموف مػػع الجيمػػة بصػػبر وأناة وعفو.

لػػػيميـ عػػػامر بالطاعػػػة سػػػجودا وقيامػػػا مشػػػفقيف مػػػف عػػػذاب النػػػار، داعػػػيف متبتمػػػيف ليصرؼ اهلل عنيـ عذابيا.

ينفقوف أي شئ في الحراـ، واليقتروف فبل يبخموف عمػى أنفسػيـ وال ال يسرفوف فبل عمػػى أىمػػييـ وال عمػػى المسػػمميف، قػػدوتيـ فػػي ذلػػؾ المصػػطفى صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو

وسمـ الذي كاف ينفؽ إنفاؽ مف ال يخشى الفقر. ال يعبػػػدوف أحػػػدا سػػػوى اهلل سػػػبحانو فػػػبل يسػػػتجيروف بأصػػػناـ البشػػػر، وال يعترفػػػوف

غير شرعة اهلل عز وجؿ. بشرعة

71

ال يقتموف أحدا بغير وجو حؽ، وال يقربوف الزنػا، وال مقدماتػو مشػفقيف مػف العػذاب الشديد. باب التوبة دائما مفتوح، والتائب مف الذنب كمف ال ذنػب لػو، ويحػدثوف لكػؿ ذنػب

توبة راجيف مف اهلل القبوؿ والمغفرة والسداد. يحرمػػوا مػػف ريػػح الجنػػة، وعنػػدما يمػػروف بمجػػالس ال يشػػيدوف عمػػى كػػذب كػػي ال

الميػػو والرفػػث ال يمكثػػوف بػػؿ يعجمػػوف بمغػػادرة تمػػؾ المجػػالس، فالقمػػب المعمػػؽ بػػاهلل ال يجد وقتا لميو ويترفع عف كثيػر مػف المباحػات إبتغػاء تزكيػة نفسػو واإلرتقػاء بيػا نحػو

منزلة المتقيف. تبيػػة متفكػػرة، مػػا أف تمػػر بآيػػة مكتوبػػة إحساسػػيـ مرىػػؼ قمػػوبيـ وأذىػػانيـ دائمػػا من

في كتاب اهلل الكػريـ أو آيػة منظػورة فػي ىػذا الكػوف الفسػيح إال ويمعنػوف النظػر فييػا ليزدادوا إيمانا وقربا مف اهلل حبيبيـ وخالقيـ.

حريصوف عمى أزواجيـ وذريتيـ يتقربػوف إلػى اهلل بالػدعاء وبكػؿ مػا مػف شػأنو أفطػػونيـ بالرعايػػة والتوجيػػو كػػي يسػػتقيـ أمػػرىـ ويصػػبروف عمػػى ينجػػييـ مػػف النػػار فيحي

فيسػتحقوف جنػات النعػيـ بفضػؿ مػف أحيانػا والترىيب ، غالبا الترغيب ذلؾ مستخدميف اهلل ونعمة.

يحرصوف عمى أف يكونوا مف المتقيف بؿ يدعوف اهلل أف يمكنيـ مف قيادة المتقػيف .بالخدمة والنصح والرعاية والنيوض بأمر اهلل

.يحرصوف عمى الصبر بكؿ أنواعو؛ عمى الطاعة وعف المعصية وعمى الببلء ػػػػا صػػػػبروا وكػػػػانوا بتياتنػػػػا »: قػػػػاؿ تعػػػػالى ػػػػة يهػػػػدوف بأمرنػػػػا لمك ـ أئمك وجعمنػػػػا مػػػػنه

(. 91) السجدة « (24)يوقنوف

دعاء سجود التسوة: شػػػؽ سػػػمعو وبصػػػره، بحولػػػو وقوتػػػو، فتبػػػارؾ اهلل )سػػػجد وجيػػػي لمػػػذي خمقػػػو وصػػػوره،

71

أحسف الخالقيف( .

الصحبةإف مف عباد ا أناسا ما رـ بأنبياء وال شهداء، يغبطهـ اعنبيػاء والشػهداء يػـو )

: رػـ قػوـ ، قالواس يا رسوؿ اهلل، تخبرنا مف ىػـ ، قػاؿالقيامة بمكانهـ مف ا تعالىـ بيػنهـ وال أمػواؿ يتعاطونهػا، فػوا إف وجػورهـ تحابوا بروح ا ، عمى غيػر أرحػا

نهـ عمى نور، ال يخافوف إذا خاؼ الناس، وال يحزنػوف إذا حػزف النػاس. لنور، واا]رواه أبػو (. «أال إف أوليػاء ا ال خػوؼ عمػيهـ وال رػـ يحزنػوف »:وقرأ ىػذه اآليػة

داود[.آلػو وسػمـ أف ال تصػاحب منػا النبػي صػمى اهلل عميػو و اختر صحبتؾ واحرص كمػا عم

إال مؤمنػػا وال يأكػػؿ طعامػػؾ إال تقػػي. فػػاحرص عمػػى صػػحبة حممػػة الػػدعوة وأىػػؿ اهلل وخاصػػػػتو أىػػػػػؿ القػػػػػرآف وأىػػػػػؿ المسػػػػػاجد وابتعػػػػػد عػػػػػف رفقػػػػػاء السػػػػػوء ورفقػػػػػاء اإلفػػػػػراط

وجػػػؿ بالمباحػػػات، فػػػالمرء عمػػػى ديػػػف خميمػػػو فمينظػػػر أحػػػدكـ مػػػف يخالػػػؿ، والحػػػؽ عػػػز [.69]الزخرؼ «اعخسء يومئذ بعضهـ لبعض عدو إال المتقيف»يقوؿس فػي ىػذه المحطػة أف تصػؿ مػف قطعػؾ وأف تعفػو عمػف ظممػؾ وأف أخػياحرص

ف كػػػػاف أخػػػػوؾ تحسػػػػف إلػػػػى مػػػػف أسػػػػاء إليػػػػؾ وأف تعاتػػػػب أخػػػػاؾ باإلحسػػػػاف إليػػػػو، وا عذار محتاال.لؤلخطاء مكثرا فكف أنت لؤل

وتػذكر أف المػػؤمف مػػرآة المػؤمف، والػػديف النصػػيحة، وال يػؤمف أحػػدكـ حتػػى يحػػبألخيػػو مػػا يحػػب لنفسػػو، فػػإف أحزنػػؾ شػػيء مػػف أخيػػؾ فصػػارحو بػػذلؾ مباشػػرة ليػػزوؿ اإلشػكاؿ وتصػػفو المحبػػة، وال تبػػؽ فػػي قمبػػؾ شػحناء عمػػى أخيػػؾ واعػػؼ عنػػو وأحسػػف

والكػػػاظميف الغػػػيظ والعػػػافيف عػػػف النػػػاس وا يحػػػب »يقػػػوؿ اهلل عػػػز وجػػػؿس إليػػػو. [451 ]آؿ عمراف. «المحسنيف

72

وال تبيتف ليمة وفي قمبؾ غؿ عمى مسمـ، وقؿ كما عممنا العمماءس ) الميـ إنيال يدخؿ الجنة غفرت ما بيني وبيف الناس فاغفر لي ما بيني وبينؾ(، وتذكر أنو

مف كاف في قمبو ذرة غؿ. احفظ سر أخيؾ وال تبح بو ألحد وال تحدث نفسؾ بو، فحفظ األسػرار مػف األمانػة

التي أوجبيا اهلل تعالى..ال تكثر مف المزاح مع إخوانؾ فيذىب بياء األخوة خوانػػؾ خاصػػة، يقػػوؿ عػػز لمخاطبػػة النػػاس ع خيػػر األلفػػاظ وأحسػػنيااختػػر امػػة وا

اإلسػراء[. 45.]«قؿ لعبادي يقولوا التي ري أحسػف إف الشػيطاف ينػزغ بيػنهـ »وجؿس رػػـ جمػػاع مػػف وكػػف ممػػف وصػػفيـ النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ بقولػػوس ..

ـ كمػا ينتقػي هكػؿ أطايب الكسنتقوف فينوازع القبائؿ يجتمعوف عمى ذكر ا تعالى . )الطبراني(<< الثمر أطايبه

واحذر يا حبيب مف التمادي باأللفاظ النابية، أو السوقية قائبل)ما ىو إحناأصحاب، أو ما ىو ما في أحد غريب، أو ماىو ما أحد شايؼ...( كؿ ىذه األمور عبارة عف مداخؿ لمشيطاف حتى يستدرج حامؿ الدعوة ليخوض مع الخائضيف،

أضعاؼ ، فاحرص أخي عمى تيذيب وتنقية سريرتؾ أضعاؼ طبع غمب التطبعفال، وما مف امرئ أسر سريرة إال أظيرىا اهلل عمى ما تفعؿ في تيذيب وتنقية عبلنيتؾ

.ت لسانو.الميـ اجعؿ سريرتنا خيرا مف عبلنيتنا واجعؿ ظاىرنا صالحا فمتاجتػو عمػى مصػمحتؾ و حاجتػؾ أحب ألخيؾ ما تحب لنفسؾ بؿ آثػر مصػمحتو وحا

حتػػى تتشػػبو باألنصػػار و إيثػػارىـ لمميػػاجريف عمػػى أنفسػػيـ رضػػي اهلل عػػنيـ أجمعػػيف [.7 الحشر ] «بهـ خصاصةو يؤثروف عمى أنفسهـ و لو كاف »

،لسانؾ ال تذكر بو عورة امرئ فكمؾ عورات ولمناس ألسف. بدؿ ذلؾ استر أخاؾتره اهلل يـو القيامة، ونؽا لسانؾ مف الغيبة والنميمة، فمف ستر مسمما في الدنيا س

واجعؿ مكاف ذلؾ نصحا وتذكيرا، وليكف شعارؾ مع إخوانؾ ]ىيا بنا نؤمف ساعة[،

73

مف كاف »س قاؿ وعف أبي ىريرة رضي المو عنو عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ «وـ اآلخر فميقؿ خيرا، أو ليصمت يؤمف بالمو والي

.متفؽ عميو

وىذا الحديث صريح في أنو ينبغي أف ال يتكمـ إال إذا كاف الكبلـ خيرا ، وىو الذي ومتى شؾ في ظيور المصمحة ، فبل يتكمـ . ظيرت مصمحتو ،

وعف أبي موسى رضي المو عنو قاؿ س قمت يا رسوؿ المو أي المسمميف أفضؿ ـ المسمموف مف لسانو ويده »قاؿ س ]متفؽ عميو[. «مف سم

مف يضمف لي »اؿ س قاؿ رسوؿ المو صمى اهلل عميو وسمـ س وعف سيؿ بف سعد ق ]متفؽ عميو [ . «ما بيف لحييو وما بيف رجميو أضمف لو الجنة

س وعف أبي ىريرة رضي المو عنو أنو سمع النبي صمى اهلل عميو وسمـ يقوؿ ا بيف المشرؽ » ـ بالكممة ما يتبيف فييا يزؿ بيا إلى النار أبعد مم إف العبد ليتكم

متفؽ عميو . «والمغرب ـ ال .« يتبيف » ومعنى س يتفكر أنيا خير أ

ـ بالكممة مف رضواف »ـ قاؿ س وعنو عف النبي صمى اهلل عميو وسم إف العبد ليتكمـ بالكممة مف ف العبد ليتكم المو تعالى ما يمقي ليا باال يرفعو المو بيا درجات ، وا

].رواه البخاري[ «سخط المو تعالى ال يمقي ليا باال ييوي بيا في جينـ

وعف ابف عمر رضي المو عنيما قاؿ س قاؿ رسوؿ المو صمى اهلل عميو وسمـ سال تكثروا الكبلـ بغير ذكر المو ، فإف كثرة الكبلـ بغير ذكر المو تعالى قسوة »

ف أبعد الن ]رواه الترمذي[. «اس مف المو القمب القاسي لمقمب ، وا

74

وعف عقبة بف عامر رضي المو عنو قاؿ س قمت يا رسوؿ المو ما النجاة قاؿ س الترمذي وقاؿ س رواه «أمسؾ عميؾ لسانؾ ، وليسعؾ بيتؾ ، وابؾ عمى خطيئتؾ »

حسف حديث

وعف أبي سعيد الخدريا رضي المو عنو عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ قاؿ س إذا أصبح ابف آدـ ، فإف األعضاء كميا تكفار الماساف ، تقوؿ س اتاؽ المو فينا ، »

ف اعوججت اعوججنا فإنما نحف بؾ س فإف استقمت استقمن ]رواه الترمذي[ «ا وا تذؿ وتخضع لو . أي« س تكفار الماساف » معنى

وعف معاذ رضي المو عنو قاؿ س قمت يا رسوؿ المو أخبرني بعمؿ يدخمني الجنة ، نو ليسير عمى مف يسره لقد سألت عف ع (ويباعدني عف النار قاؿ س ظيـ ، وا

كاة ، بلة ، وتؤتي الز ـ الص المو تعالى عميو س تعبد المو ال تشرؾ بو شيئا ، وتقيـ قاؿ س أال أدلؾ عمى »وتصوـ رمضاف وتحج البيت إف استطعت إليو سبيبل، ث

دقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار ، أبواب وـ جنة . ،الص الخير الصـ تبل س «وصبلة الرجؿ مف جوؼ الميؿ ـ عف المضاجع »ث حتى «تتجافى جنوبي

ـ قاؿس [ 46] السجدة س «يعمموف »بمغ ؾ برأس األمر ، وعموده ، أال أخبر ». ثرأس األمر اإلسبلـ ، وعموده »قمت س بمى يا رسوؿ المو س قاؿ س «وذروة سنامو

بلة . وذروة سنامو الجياد ـ قاؿ س «الص قمت س «أال أخبرؾ بػمبلؾ ذلؾ كمو »ثنا «كؼ عميؾ ىذا »خذ بمسانو قاؿ س بمى يا رسوؿ المو . فأ قمتس يا رسوؿ المو وا

ـ بو فقاؿ س ثكمتؾ أمؾ ، وىؿ يكب الناس في النار عمى لمؤاخذوف بما نتكمـ .ح رواه الترمذي وقاؿس حديث حسف صحي)وجوىيـ إال حصائد ألسنتي

ف زؿ احفظ أخاؾ في حضرتو وغيبتو مف كؿ سوء، وال تسمع غيبتو مف أحد، وا عف أبي ىريرة رضي المو عنو ،لسانؾ فاستغفر لو عسى أف يكوف ذلؾ كفارة غيبتوقالوا س المو «أتدروف ما الغيبة »قاؿ س وسمـ أف رسوؿ المو صمى اهلل عميو

75

ـ . قاؿ س «ذكرؾ أخاؾ بما يكره »ورسولو أعم

إف كاف فيو ما تقوؿ فقد اغتبتو »قيؿ س أفرأيت إف كاف في أخي ما أقوؿ قاؿ س ـ يكف فيو ما تقوؿ فقد بيتو ف ل . ]رواه مسمـ[ «، وا

مف رد عف »داء رضي المو عنو عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ قاؿسوعف أبي الدر ]رواه الترمذي وقاؿ حديث حسف [ «عرض أخيو، رد المو عف وجيو النار يوـ القيامة

ـ النبي صمى اهلل عنو وعف عتباف بف مالؾ رضي المو عميو قاؿ س قافقاؿ رجؿس ذلؾ منافؽ ال يحب «أيف مالؾ بف الدخشـ »يصماي فقاؿ س وسمـ

ال تقؿ ذلؾ ، أال تراه قد قاؿ س »المو ورسولو ، فقاؿ النبي صمى اهلل عميو وسمـ س ـ عمى النار مف قاؿ س ال إلو إال ال إلو إال المو يريد بذلؾ وجو المو ، وا ف المو قد حر

.]متفؽ عميو[ «المو يبتغي بذلؾ وجو المو

ة توبتو. قاؿ س قاؿ وعف كعب بف مالؾ رضي المو عنو في حديثو الطويؿ في قص «ما فعؿ كعب بف مالؾ »قوـ بتبوؾسالنبي صمى اهلل عميو وسمـ وىو جالس في ال

فقاؿ رجؿ مف بني سممة س يا رسوؿ المو حبسو برداه ، والنظر في عطفيو . فقاؿ لو معاذ بف جبؿ رضي المو عنو س بئس ما قمت ، والمو يا رسوؿ المو ما عممنا عميو

(عميو متفؽ) صمى اهلل عميو وسمـ. المو رسوؿ فسكتإال خيرا، . جانباه ، وىو إشارة إلى إعجابو بنفسو «عطفاه »

عف ابف مسعود رضي المو عنو قاؿ س قاؿ رسوؿ المو صمى اهلل عميو وسمـ سو ـ وأنا ال يبمغني أحد مف أصحابي عف أحد » شيئا ، ف ني أحب أف أخرج إليك

در ـ الصك . ]رواه أبو داود والترمذي[ « سمي

76

وقد نيى اهلل سبحانو وتعالى عف الخوض في أعراض المسمميف دوف بينة واضحة لوال إذ سمعتموو ظف المؤمنوف والمؤمنات بأنفسهـ خيرا »مقبولة شرعا؛ فقاؿس

.(49)النورس « فؾ مبيفوقالوا رذا إ

إذ تمقونه بألسنتكـ وتقولوف بأفواركـ ما ليس لكـ به عمـ وتحسبونه رينا »وق ال: . ولوال إذ سمعتموو قمتـ ما يكوف لنا أف نتكمـ بهذا (15)ورو عند ا عظيـ

«(16)سبحانؾ رذا بهتاف عظيـ

أليـ في الدنيا إف الذيف يحبوف أف تشيع الفاحشة في الذيف آمنوا ليـ عذاب»وقاؿ (.47)النور «واآلخرة واهلل يعمـ وأنتـ ال تعمموف

) واهلل يقاؿ فاحرص أخي أال تتكمـ إال بخير وال تسمع إال خيرا، وتجنب قوؿ العواـأف فبلف والعياذ باهلل يفعؿ كذا وكذا، دوف وجود بينات أو شيود، ولنتذكر قوؿ

«المرء كذبا أف يحدث بكؿ ما سمعكفى ب»المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس )رواه مسمـ( .

ذا أقبػػػػؿ فػػػػبش فػػػػي وجيػػػػو وأفسػػػػح لػػػػو فػػػػي تو، وا إذا عطػػػػس أخػػػػوؾ وحمػػػػد اهلل فشػػػػماذا مػات ذا استنصػحؾ فانصػح لػو، وا ذا دعػاؾ فأجبػو، وا ذا مرض فعده وا المجمس، وا

نػػدما تػػدعو ألخيػػؾ يوكػػؿ بػػؾ ممػػؾ عنػػد رأسػػؾ فشػػيعو، وادع لػػو فػػي ظيػػر الغيػػب، فع يقوؿس آميف ولؾ بمثؿ.

حؽ المسمـ عمػى المسػمـ سػت: »فعف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ أنو قػاؿس

ذا عطػس ذا استنصػحؾ فانصػح لػه، واا ذا دعػاؾ فأجبػه، واا إذا لقيته فسمـ عميػه، وااذا ذا مرض فعدو، واا ته، واا ] رواه مسمـ[..«مات فاتبعه وحمد ا فشم

77

دعػػػػوة المػػػػرء المسػػػػمـ عخيػػػػه بظهػػػػر الغيػػػػب »ويقػػػػوؿ صػػػػمى اهلل عميػػػػو وآلػػػػو وسػػػػمـسمسػػتجابة، عنػػد رأسػػه ممػػؾ موكػػؿ، كممػػا دعػػا عخيػػه بخيػػر قػػاؿ الممػػؾ الموكػػؿ بػػه:

]رواه مسمـ[..«هميف، ولؾ بمثؿ احػػػػرص أخػػػػي عمػػػػى لػػػػيف الجانػػػػب وصػػػػفاء السػػػػريرة وطبلقػػػػة الوجػػػػو والتبسػػػػط فػػػػي

ال تحقػػػرف مػػػف »الحػػػديث، فعػػػف رسػػػوؿ اهلل صػػػمى اهلل عميػػػو وآلػػػو وسػػػمـ أنػػػو قػػػاؿ سفػبش فػي وجػو أخيػؾ ] رواه مسػمـ[. .«المعروؼ شيئا ولو أف تمقػى أخػاؾ بوجػه طميػؽ

كرامؾ .عند رؤيتو وافسح لو في المجمس، وأحطو بعطفؾ ومحبتؾ وا «ف يػػػؾ انصػػػر أخػػػاؾ ظالمػػػا أو مظمومػػػا، إف يػػػؾ ظالمػػػا فػػػارددو عػػػف ظممػػػه، واا

]رواه مسمـ[. .«مظموما فانصرو

ممػف سػبقنا باإليمػاف، انقمػب أحػدىما عػف االسػتقامة، فقيػؿ ألخيػوس حكي عف أخويف:إنه أحوج إلي اآلف أكثر مف أي وقت مضى، إذ وقع فػي أال تقطعو وتيجره . فقاؿ

لػػى مػػا كػػاف عثرتػػه، أف هخػػذ بيػػدو وأتمطػػؼ لػػه فػػي المعاتبػػة، وأدعػػو لػػه بػػالعودة إعميه. ف ف زؿك أخوؾ فكف عونا له عمى الطاعة، ناصحا، صابرا، مصابرا، وال تعػف

الشيطاف عميه فيوردو النار. شارؾ أخاؾ في أفراحو وأتراحو، وكف أوؿ مف يينئو فيما يفرحو، وكف أوؿ مف

يواسيو في مصابو، فالمؤمف لممؤمف كالبنياف يشد بعضو بعضا. دخػاؿ السػرور عمػى احرص أخ ي عمى إعالة أخيػؾ ومسػاعدتو وقضػاء حاجاتػو وا

أحب الناس الى ا تعػالى أنفعهػـ لمنػاس، »نفسو، يقوؿ صمى اهلل عميو وآلو وسػمـس

78

وأحب اععماؿ الى ا عز وجؿ سرور يدخمه عمى مسػمـ، أو يكشػؼ عنػه كربػة، حاجػة أحػب أو يقضي عنه دينػا، أو تطػرد عنػه جوعػا، وعف أمشػي مػع أخػي فػي

يعني مسجد المدينة.رواه الطبراني..«الي أف أعتكؼ في رذا المسجد شهرا عند وداعؾ أخاؾ أكثر مف الدعاء والوصية، فقد كاف النبي صمى اهلل عميػو وآلػو

دؾ المه التقػوى وغفػر »وسمـ عند وداع المسمـ يقوؿ لػوس في حفظ ا وفي كنفه، زوكهؾ لمخير أي يت، أو أينما توجكهت لؾ ذنبؾ ووجك . )رواه الدارمي( «نما توخك

.فباإلضافة إلى الثواب، فإف ذلؾ يدخؿ األنس والبيجة إلى نفس أخيؾ إذا أسدى إليػؾ أخػوؾ معروفػا، فػأجزؿ لػو الثنػاء كمػا عممنػا المصػطفى صػمى اهلل

عمػػػار، بعػػػز عمػػػى ذلػػػؾ أدعيػػػة البشػػػر مػػػف مثؿ)دايمػػػة، ـعميػػػو وآلػػػو وسػػػمـ، وال تقػػػدا اإلسبلـ، يخمؼ، أو ما شابو ذلؾ(، واستبدؿ بػذلؾ مػا ورد عنػو صػمى اهلل عميػو وآلػو ـ اهلل مػػف أطعمنػػا وسػػقا اهلل مػػف سػػقانا، أو الميػػـ اسػػؽ مػػف سػػقانا وسػػمـ مػػف مثػػؿسأطع

عػػف وأطعػػـ مػػف أطعمنػػا، أو مػػا شػػابيو ممػػا ورد عنػػو صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ، و مف »س رضي المو عنيما قاؿ س قاؿ رسوؿ المو صمى اهلل عميو وسمـ أسامة بف زيد

رواه [. «صػنع إليػو معػػروؼ ، فقػاؿ لفاعمػو س جػػزاؾ المػو خيػرا ، فقػػد أبمػغ فػي الثنػػاء ]الترمذي

و النفي، أو كثرة اععباءالمبتميف بالسجف، أأكثر مف الدعاء إلخوانؾ، خاصة ، »عف أبي الدرداء رضي المو عنو أف رسوؿ المو صمى اهلل عميو وسمـ كػاف يقػوؿ س ف

دعوة المرء المسمـ عخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ممؾ موككؿ كمكمػا دعػا . ]مسمـ رواه[ ،« الموككؿ به : هميف ، ولؾ بمثؿ اؿ الممؾ عخيه بخير ق

79

ػػد التواضػػع وامقػػت الكبػػر وخفػػض الجنػػاح لممسػػمميف حتػػى يصػػبح سػػجية لػػؾ، تعمكواحرص عمػى الػتخمص منػو بتػذكر الػدار اآلخػرة وتػذكر حقيقػة اإلنسػاف، وأف مػا بػؾ

صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ، فيمػا يرويػو عػف اهلل مف نعمة فمف اهلل، يقوؿ المصطفى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمف نازعني واحدا منهما قذفته في »سبحانو وتعالىس

]رواه مسمـ[. «رالنا

ورحـ اهلل القائؿسعجبت لمف يتكبػر وأولػو نطفػة مػذرة وآخػره جيفػة قػذرة وىػو بػيف ىػذه األمعػاء(، والقائؿسيػا ابػف آدـ، كيػؼ تتكبػر وقػد خرجػت وتمؾ يحمػؿ العػذرة)محتويات

مف مجرى البوؿ مرتيف، فمف تواضع لمناس أحبو الناس ومػف تواضػع هلل رفعػو، رفػع اهلل درجاتػػػػػؾ، وأثقػػػػػؿ موازينػػػػػؾ، وثبتػػػػػؾ عمػػػػػى دينػػػػػو وفػػػػػي خدمػػػػػة دعوتػػػػػو وخػػػػػتـ لػػػػػؾ

بخير....الميـ آميف.

81

الوالء والبراء

ال تجد قوما يؤمنوف بالمكه واليوـ اآلخر يوادوف مػف حػادك المكػه ورسػوله ولػو » سقال تعانى

يمػاف وأ ـ اي ـ أولئؾ كتػب فػي قمػوبه ـ أو عشيرته ـ أو إخوانه ـ أو أبناءر ـ كانوا هباءر يكػدرـ ورضػوا بروح ـ جنكات تجري مف تحتها اعنهار خالديف فيها رضي المكه عػنه منه ويدخمه

ـ المفمحوف ( 99)المجادلة « عنه أولئؾ حزب المكه أال إفك حزب المكه ر

والمػػػػؤازرة ال تكػػػػوف إال ورسػػػػوله المحبػػػػة والمػػػػودة والمناصػػػػرة فػػػػالوالء بمعنػػػػى وىذا الوالء بما يشمؿ مف محبة ومودة ومناصرة ىػو حػراـ والمؤمنيف عمى الوجوب،

وجػػوده بػػيف المسػػمميف وغيػػرىـ مػػف الكفػػار؛ الييػػود والنصػػارى والمجػػوس والرأسػػمالييف واالشتراكييف وأمثاليـ.

خاذىـ أعوانا وأنصارا، لقد حـر اهلل تعالى عمى المسمميف مواالة الكافريف، بات

واتخاذىـ سندا وأصدقاء، كما حـر عمييـ سبحانو أف يستعينوا بالكافريف أو يمتجئوا إلييـ وحـر عمييـ أف يظاىروا الكافريف عمى المؤمنيف أو يدلوىـ عمى عوراتيـ،

وتعالى مف يفعؿ ذلؾ بالخزي في الدنيا والعذاب في اآلخرة، فتوعد سبحانهال »: سخط اهلل وفي اآلخرة مقت وعذاب مف اهلل أكبر قاؿ تعالى فيستحؽ في الدنيا

يتكخذ المؤمنوف الكافريف أولياء مف دوف المؤمنيف ومف يفعؿ ذلؾ فميس مف المكه ـ المكه ـ تقاة ويحذرك لى المكه المصير في شيء إالك أف تتكقوا منه آؿ ) «نفسه واا

( 91عمراف

81

نماذج حية لموالء والبراءأخرج أبو نعيـ في الحمية، عف ابف شوذب، قاؿس جعؿ أبو أبي عبيدة بف الجراح يتصدى البنو يـو بدر، فجعؿ أبو عبيدة يحيد عنو، فمما أكثر، قصده أبو عبيدة

ال تجد قوما يؤمنوف بالمكه «يو ىذه اآلية، حيف قتؿ أباهس فقتمو، فأنزؿ اهلل تعالى فـ أو ـ أو أبناءر واليوـ اآلخر يوادوف مف حادك المكه ورسوله ولو كانوا هباءر

ي ـ اي ـ أولئؾ كتب في قموبه ـ أو عشيرته ـ إخوانه نه ويدخمه ماف وأيكدرـ بروح مـ ورضوا عنه أولئؾ جنكات تجري مف تحتها اعنهار خالديف فيها رضي المكه عنه

ـ المفمحوف [.99]المجادلة »حزب المكه أال إفك حزب المكه رشيبة، عف أيوب، قاؿس قاؿ عبد الرحمف بف أبي بكر رضي اهلل أخرج ابف أبي -

عنؾ. فقاؿ أبو بكرس لكني لو رأيتؾ ما عنيما ألبي بكرس رأيتؾ يـو أحد، فصدفت صدفت عنؾ.

صمى اهلل عميو وآلو وسمـأخرج ابف إسحاؽ، عف نبيو بف وىب... أف رسوؿ اهلل -. قاؿس وكاف «استوصوا بهـ خيرا »حيف أقبؿ باألسارى، فرقيـ بيف أصحابو، وقاؿس

أبو عزيز بف عمير، أخو مصعب،.. في األسارى. قاؿ أبو عزيزس فمر بي أخي مصعب بف عمير، ورجؿ مف األنصار يأسرني، فقاؿس شد يدؾ بو، فإف أمو ذات متاع، لعميا تفديو منؾ!... قاؿ لو أبو عزيزس يا أخي، ىذه وصاتؾ بي ! فقاؿ لو

...ونؾإنه أخي دمصعبس وأخرج ابف سعد عف الزىري، قاؿس لما قدـ أبو سفياف ابف حرب المدينة، جاء -

، وىو يريد غزو مكة، فكممو أف يزيد في صمى اهلل عميو وآلو وسمـإلى رسوؿ اهلل ، فقاـ، فدخؿ صمى اهلل عميو وآلو وسمـىدنة الحديبية، فمـ يقبؿ عميو رسوؿ اهلل

صمى اهلل عنيا، فمما ذىب ليجمس عمى فراش النبيعمى ابنتو أـ حبيبة رضي اهلل عنو رغبت بيذا الفراش عني، أـ بي ، طوتو دونو، فقاؿس يا بنية، أ عميو وسمـ

82

جس. فقاؿس ، وأنت امرؤ ن صمى اهلل عميو وآلو وسمـفقالتس بؿ ىو فراش رسوؿ اهلل ية، لقد أصابؾ بعدي شر.يا بن ة، وغيره مف أىؿ العمـ بالمغازي، أف عمر بف ذكر ابف ىشاـ، عف أبي عبيد -

الخطاب قاؿ لسعيد بف العاصس إني أراؾ كأف في نفسؾ شيئا، أراؾ تظف أني قتمت أباؾ، إني لو قتمتو لـ أعتذر إليؾ مف قتمو، ولكني قتمت خالي العاص بف ىشاـ بف

ت د (، فح المغيرة، فأما أبوؾ فإني مررت بو، وىو يبحث بحث الثور بروقو )بقرنوعمو عمي فقتمو. كذا في البداية. وزاد في االستيعاب واإلصابةس عنو، وقصد لو ابف

عمى الحؽ، وكاف عمى الباطؿ؛ فأعجبو و، لكنت قاؿ لو سعيد بف العاصس لو قتمت قولو .

الميـ اجعمنا ممف يحب فيؾ ومف أجمؾ وممف يبغض فيؾ ومف أجمؾ واستخدمنا يا

جعمنا مشاعؿ نور لمبشرية نارا تحرؽ كؿ مف يغضبؾ أو يعتدي ربنا في طاعتؾ وا عمى حرماتؾ الميـ آميف.

83

ايبتسء.....

نسأؿ اهلل العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الديف والدنيا واآلخرة يقوؿ المصطفى ذا لقيتموو ال تتمنوا لقاء العدو وسموا ا العافية »صمى اهلل عميو وآلو وسمـس واا

. )أخرجو الحاكـ( «فاصبروا واعمموا أف الجنة تحت ظسؿ السيوؼ ومما يعيف عمى ذلؾس

ما حصؿ مع نبي اهلل إبراىيـ عميو السبلـ، عندما جمع الكفار لو الحطب وقذفوهفييا بعد إضراـ النار كاف لساف حالو ولساف قمبو ولسانو يقوؿ) حسبي اهلل ونعـ

.النار عميو بردا وسبلماالوكيؿ( فكانت عندما ترؾ سيدنا إبراىيـ عميو السبلـ السيدة ىاجر وابنيا الرضيع عمييما السبلـ

في مكاف قفر ال ناس فيو وال ماء وال كؤل، سألتو المرأة المؤمنة الكريمةسيا إبراىيـ! ف لآهلل أمرؾ بيذا)أف تتركنا في ىذا المكاف وبيذه الظروؼ(، قاؿ س نعـ.قالتس

.يضيعنا ا فإف كنت أخي عمى بينة مما تعمؿ أنو ابتغاء مرضػاة اهلل ووفػؽ أوامػره سػبحانو، فػبل تمتفت لشئ حسبؾ اهلل ونعـ الوكيؿ، اجعميا عمػى لسػانؾ وقمبػؾ وسػمـ أمػرؾ إلػى اهلل

؛ يكفيػؾ األعػداء ويكفػي فسػيكفيكهـ ا ولف يضيعؾ سبحانو ولف يضيع مف تعػوؿ، بفضمو ورحمتو. أىمؾ المؤونة

الجػػب بػػةعنػػدما ابتمػػي سػػيدنا يوسػػؼ عميػػو السػػبلـ باإللقػػاء صػػغيرا وحيػػدا فػػي غيا البػارد المظمػـ، لػـ يكػف ذلػؾ لػبغض مػف اهلل عميػو، وعنػدما سػجف بضػع )البئر العميػؽ(

سػنيف لػػـ يكػػف ذلػػؾ لغضػب مػػف اهلل عميػػو بػػؿ كػػاف عنػد اهلل مػػف المصػػطفيف وكػػؿ مػػا فػي السػوؽ وفػي السػجف ظػاىره شػر ولكػف نيايػة المطػاؼ كػاف ،بئػرجرى معو في ال

خيرا لو وألبويو وإلخوانو وأىؿ بمده.فميما جرى معؾ أخػي فػإف عاقبتػو حتمػا خيػر مػا دمػت صػابرا محتسػبا راضػيا بػأمر

84

اهلل وما داـ قمبؾ متعمقا بما عند اهلل وبمقاء األحبة محمد وصحبو وغيػر متعمػؽ بيػذه بأمواليا وال بمفاتنيا، فمسوؼ يعطيؾ ربؾ فترضى، والعاقبة لمتقوى.ئمة ال الزا الفانية عندما ابتمي سيدنا أيوب عميو السبلـ استحيا أف يدعو اهلل ليذىب ما فيو، فصبر

عمى قضاء اهلل وصبر وصبر، وبعد أف ىجره األىؿ والولد إال زوجتو عمييا ـ الراحميفربا إن»السبلـ، دعا اهلل متأدابا خاشعا فكشؼ «ي مسني الضر وأنت أرح

اهلل ما بو مف ضر، فأكثر أخي مف ىذا الدعاء وعمى اهلل التكبلف. عندما ابتمي سيدنا يونس عميو السبلـ وابتمعو الحوت كاف لساف حالو ولسانو

و فنجاه اهلل ووعد سبحان «ال إلو إال أنت سبحانؾ إني كنت مف الظالميف »يقوؿس بأف ينجي المؤمنيف.

فبل تغفؿ أخي عف ىذا الدعاء وأمثالو وأكثر منو في الرخاء يكوف لؾ رصيدا في اآلخرة وزادا عند الببلء ال قدر اهلل.

تنس اإلستغفار فيو مفتاح لكؿ خير.وال روى مسمـ في صحيحو أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وعمى آلو وسمـ قاؿ: لقموب كالحصير عودا عودا، فأي قمب أشربها نكت فيه تعرض الفتف عمى ا »

نكتة سوداء، وأي قمب أنكررا نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير عمى قمبيف: واآلخر أسود عمى أبيض مثؿ الصفا فس تضيرو فتنة ما دامت السماوات واعرض،

.«مربادا ال يعرؼ معروفا وال ينكر منكراسء مػػا روي عػػف ايمػػاـ جعفػػر الصػػادؽ قولػػه: " االبػػت ويمخػػص كػػؿ مػػا ذكرحػػاؿ

عجبت لمف ابتمي بأربع كيؼ ينسى أربعا:"حسػػبنا ا ونعػػـ الوكيػػؿ " عجبػػت لمػػف ابتمػػي بػػالخوؼ كيػػؼ ينسػػى أف يقػػوؿ -

ـ الكػذيف »: وقػد قػاؿ اهلل تعػالى ـ النكػاس إفك النكػاس قػد جمعػوا لكػ فاخشػورـ قػاؿ لهػ

ـ إيمانا وقالوا حسبنا المه ونعـ ف مف المه وفضػؿ بنعمة فانقمبوا (173) الوكيؿ زادرـ سػػوء واتكبعػػوا ـ يمسسػػه هؿ ) « (471) المػػه والمػػه ذو فضػػؿ عظػػيـ رضػػواف لكػػ

.(عمراف

85

مسػني الضػر وأنػت أرحػـ »ينسػى أف يقػوؿ عجبت لمف ابتمي بالمرض كيؼ - ػر وأنػت وأيػوب »وقد قاؿ ا تعالى: «الراحميف إذ نػادى ربكػه أنػي مسكػني الض

عه فكشفنا له فاستجبنا (83) الركاحميف أرحـ ـ ما به مف ضر وهتيناو أرمه ومثمهـ مك .اعنبياء « (11) مف عندنا وذكرى لمعابديف رحمة ال اله إال أنت سبحانؾ إني » وعجبت لمف ابتمي بالغـ كيؼ ينسى أف يقوؿ -

إذ ذكرب مغاضبا فظفك أف لكف النوف وذا»وقد قاؿ ا تعالى: «كنت مف الظالميف الظكالميف أف الك إله إالك أنت سبحانؾ إني كنت مف الظممات نادى فينكقدر عميه ف

يناو له فاستجبنا (87) ـ وكذلؾ ننجي المؤمنيف ونجك .(اعنبياء) « (88) مف الغفوض أمري إلى ا وأ » وعجبت لمف ابتمي بمكر الناس كيؼ ينسى أف يقوؿ -

ض فستذكروف »وقد قاؿ ا تعالى: «إف ا بصير بالعباد ـ وأفو ما أقوؿ لك

ما مكروا وحاؽ بتؿ سيئات المكه فوقاو (44) المكه بصير بالعباد إفك أمري إلى المكه

.)غافر( « (54) فرعوف سوء العذاب

86

عذى والشدائدا عمى رسوؿ ا صمى ا عميه وسمـ صبر

أوذيت في ا لقد»اهلل عنو قاؿ قاؿ رسوؿ اهللس رضيأحمد عف أنس أخرج

وما يخاؼ أحد، ولقد أتت عمي ثسثوف مف بيف ا ما يؤذى أحد، وأخفت في و

.«ال ما يواري إبط بسؿكبد إ ذويـو وليمة وما لي ولبسؿ ما يأكمه

ا عميه وسمـ صمى رسوؿ ا رأيت»األزدي قاؿس منبتالطبراني عف وأخرج

: يا أيها الناس: قولوا ال إله إال ا تفمحوا. فمنهـ مف يقوؿفي الجارمية ورو

حثا عميه التراب ومنهـ مف سبه حتى انتصؼ النهار. مفتفؿ في وجهه، ومنهـ

فغسؿ وجهه ويديه وقاؿ: -قدح كبير أي -عميه جارية بعس مف ماء فأقبمت

رذو قالوا زينب بنت مفيا بنية ال تخشي عمى أبيؾ غيمة وال ذلة. فقمت

. قاؿ الييثمي وفيو منبت بف مدرؾ ولـ أعرفو «ا عميه وسمـ صمى رسوؿ ا

رجالو ثقات. وبقية

ضربوا رسوؿ ا لقد»بف مالؾ رضي اهلل عنو قاؿس أنسأبو يعمى عف وأخرج

غشي عميه فقاـ أبو بكر رضي ا عنه فجعؿ ينادي حتى وسمـا عميه صمى

أتقتموف رجس أف يقوؿ ربي المكه /واػػفقال ؟ مف رذا فقالوا [82]غافر

«وأقبموا عمى أبي بكر وفتركو وأخرجو أيضا البزار وزادس . المجنوفأبو بكر

النبوة عف عروة بف الزبير رضي اهلل عنيما عندما عمد دالئؿأبو نعيـ في وأخرج

87

ثقيؼ يرجو أف يؤوه وينصروه إلى أف قاؿس إلى وسمـ عميها صمىرسوؿ اهلل له صفيف عمى وقعدوا ا عميه وسمـ صمى ا برسوؿيستهزئوف واجتمعوا»

الحجارة فجعؿ ال يرفع رجمه وال يضعها إال رضخورا هـيدبأيطريقه، فأخذوا ويسخروف. فمما خمص مف صفيهـ وقدماو يستهزئوفبالحجارة ورـ في ذلؾ

.ودعا دعاءه المعروؼ «...كرومهـتسيسف الدماء عمد إلى حائط مف

عبد ا بف حذافة السهمي

ى وبػايع المسػمموف ابػا بكػر لما انتقؿ الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ إلػى الرفيػؽ األعمػخميفػػػػة وقامػػػػت حػػػػروب الػػػػردة حمػػػػؿ عبػػػػد اهلل بػػػػف حذافػػػػة سػػػػيفو وخػػػػرج فػػػػي مقدمػػػػة المجاىػديف فػي سػػبيؿ اهلل ولػـ يػػدع سػيفو حتػى عػػاد المرتػدوف والشػػاردوف إلػى حظيػػرة

اإلسبلـ . حذافػة مػدافعا عػف رايػة اإلسػبلـ فكػاف مػع الجيػوش الغازيػة فػػي ثػـ خػرج عبػد اهلل بػف

و خػرج عبػد اهلل بػف سبيؿ اهلل إلى الشاـ، فتوجو مع الجيش الذي سار إلى قيسارية،حذافة ومعو ثمانوف مف المسػمميف فػي سػرية يتحسػس أخبػار الػرـو ، فوقػع ىػو ومػف

بخمر ووضػع -طمخمو -معو في األسر وحبسو ممؾ الرـو في بيت فيو ماء ممزوجلو لحـ الخنزيػر ، ولكػف عبػد اهلل بػف حذافػة ظػؿ ثبلثػة أيػاـ لػـ يػذؽ طعامػا وال شػرابا

فأخرجو ممؾ الرـو مف محبسو خشية موتو وسألوس لماذا لـ تأكؿ ولـ وتشرب -

قاؿ عبد اهلل بف حذافةسإذا كاف اهلل عز وجػؿ أحػؿ لحػـ الخنزيػر وشػرب الخمػر ألننػي مضػطر، ولكػف لػـ - كف ألشمتكـ بديف اإلسبلـ.أ

يا ليا مف شجاعة وقوة إيماف..

88

قداـ أراد أف يختبره فػي ،اهلل بف حذافة مف شجاعة وفروسية ولما رأى ما كاف لعبد وا إيمانػػو وأراد أف يسػػتميمو إليػػو لعمػػو يظفػػر منػػو بشػػىء ويعػػرؼ أخبػػار المسػػمميف فقػػاؿ

لو سر أشركؾ في ممكي . - تنص

ذافة سفقاؿ عبد اهلل بف ح واهلل ال أعود لمكفر والضبلؿ أبدا. -

فأمر ممؾ الرـو بو أف يصمب عمى خشػبة ثػـ أعطػى أوامػره لػبعض جنػوده أف يرمػوا عبد اهلل بف حذافة بالسياـ بشرط أف ال يصػيبوه بػأذى ولكػف ليمقمػوا الرعػب فػي قمبػو،

ياـ تنيػاؿ ولكف عبد اهلل بػف حذافػة لػـ يتسػمؿ الخػوؼ أو الجػزع إلػى فػؤاده حتػى والسػ حولو، فأنزؿ مف عمى الخشبة...

وعػػاد طاغيػػة الػػرـو يفكػػر فػػي وسػػيمة تمقػػى الرعػػب فػػي أقسػػى قمػػوب الرجػػاؿ، وىػػداه فصػبوا فييػا زيتػا –القػدر الكبيػرة مػف النحػاس –تفكيره الشيطاني إلى البقرة النحاسػية

جػاءوا وأوقدوا تحتيا نارا حتػى غمػى الزيػت فصػار ميبل..وأمػر برجػؿ مػف المسػمميف فس برجؿ مف األسرى فقاؿ طاغية الرـو

ألقوا بو في البقرة النحاسية. -فمما ألقى باألسير في القدر خرجت عظامو كشجرة جرداء، فوضع بقية األسرى

أيدييـ عمى وجوىيـ، ونظر ممؾ الرـو نحو عبد اهلل بف حذافة وكأنو يقوؿ لو سما أف ألقي بؾ في ىذه ا لبقرة كما ألقيت بصاحبؾ.ما رأيؾ إما أف تتنصر وا

فبكى عبد اهلل بف حذافة .وظػػف ممػػػؾ الػػرـو أف مػػػا حػػدث لصػػػاحب عبػػد اهلل بػػػف حذافػػة قػػػد فػػت عضػػػده وأالف عزمو و كسر صػبلبتو وأف مقاومتػو قػد انيػارت وأنػو أوشػؾ أف يسػتجيب لرغبتػو ومػا

س يريده ، فقاؿ رجؿ مف الرـو لقد جزع وبكى. -

فة فػي ليجػة فرد عميو عبد اهلل بف حذا الواثؽ المؤمف المطمئفس

89

ال واهلل ال تظنوا أني بكيت جزعا مما تريدوف أف تصنعوا بي. - فتساءؿ ممؾ الرـو س

لماذا بكيت إذا - قاؿ عبد اهلل بف حذافةس

بكيػت ألف لػيس لػي إال نفػس واحػدة يفعػؿ بيػا ىػذا فػي سػبيؿ اهلل، كنػت أتمنػػى أف - تكوف لي مائة نفس تمقى ىكذا.

اد إعجاب ممؾ الػرـو بػو وأراد أف يطمػؽ سػراحو، ولكنػو لػـ يكػف يفعػؿ ىػذا قبػؿ أف فز ينػاؿ مػػف كبريػاء ىػػذا المجاىػد الشػػجاع المعتػز بإسػػبلمو المتفػاني فػػي سػبيؿ اهلل فقػػاؿ

لوس قباؿ رأسي وأطمؽ سراحؾ . -

فقاؿ عبد اهلل بف حذافةس ما أفعؿ -

س فقاؿ ممؾ الرـو مؾ ممكي.تنصر وأزوجؾ ابنتي وأقاس -

ثـ أشار طاغية الرـو فقدمت فتاة رائعة الجماؿ خضراء العينيف ذىبية الشعر تمناىا ولكػػف عبػػد اهلل بػػف حذافػػة أشػػاح بوجػػو لػػيغض بصػػره أكػػابر الػػرـو ولػػـ يظفػػروا بيػػا،

وقاؿس ما أفعؿ -

فعاد ممؾ الرـو يقوؿس قباؿ رأسي . -

فقاؿ عبد اهلل بف حذافة س سراح أصحابي مف المسمميف أؽ بؿ رأسؾ وتطمؽ -

س فقاؿ ممؾ الرـو نعـ. -

91

، فأطمؽ سراحو وسراح الباقيف مف أصحابو. فقبؿ عبد اهلل بف حذافة رأس ممؾ الرـوولما قدـ عبد اهلل بف حذافة وأصحابو عمى أمير المؤمنيف عمر بف الخطػاب أخبػروه

د اهلل بػػف حذافػػة وقػػاؿ لػػو بمػػا فعػػؿ عبػػد اهلل بػػف حذافػػة...فقاـ الفػػاروؽ وقبػػؿ رأس عبػػ خيرا.

نقؿ عف إحدى األخوات حاممة دعوة في بمد أعجميس كانت حػامبل عنػدما اعتقمػت بتيمػة العمػؿ مػع حػزب محظػور يعمػؿ عمػى قمػب نظػاـ قامػػػة دولػػػة خبلفػػػة إسػػػبلمية، فوضػػػعت مولودىػػػا فػػػي السػػػجف، أخػػػذ الحكػػػـ ىنػػػاؾ وا

معانػػػا فػػي تعػػذيبيا ومحاولػػة لثنييػػا عػػف طريقيػػػا، رضػػيعيا وأبعػػد عنيػػا، وبعػػد أيػػاـ و ا وضعوا سماعة الياتؼ عمى أذنيػا وبالمقابػؿ كػاف صػوت رضػيعيا مسػتغيثا ليرضػع مف ثدييا، فأغريت بضميا إلى ابنيا إف ىي تخمت عػف حزبيػا وأنكرتػو........فكاف

الجوابسالحػزب وال تركػت الػدعوة لو أف يبني مائة نفس وخرجت نفسا نفسا ما تركت رػذا

إلى إعزاز ديف ا في اعرض ب قامة دولة الخسفة ايسسمية. إلعتقالو بعد في بمد عربي أف المخابرات جاءت نقؿ عف أحد األخوة حامؿ دعوة

منتصؼ الميؿ فأجمس فػي غرفػة الضػيوؼ وأمػر الجنػود بتفتػيش البيػت قبػؿ إعتقالػو، بط المسػػؤوؿ عػػف الحممػػة، رافعػػا قدميػػو عمػػى الطاولػػة فػػي فجمػػس الشػػاب مقابػػؿ الضػػا

مواجيػػة الضػػابط، فقػػاؿ الضػػابطسأىكذا يجمػػس المسػػمـ المػػؤدب أمػػاـ ضػػيوفو!! فقػػاؿ يػػػػػػأتي بمثػػػػػػؿ ىػػػػػػذا الوقػػػػػػت إال ىؿ أنػػػػػػتـ ضػػػػػػيوؼ!! ال يػػػػػػدخؿ دخػػػػػػولكـ وال الشػػػػػػابسو

وىػػدوءس الشػػاب بثقػػة يحمػػؼ ألفعمػػف وأفعمػػف، فقػػاؿ المصػػوص.فأخذ الضػػابط يتوعػػد و يكػػوف أصػػعب مػػف أخػػؼ عػػذاب ميمػػا فعمػػت أو سػػتفعؿ فػػإف ذلػػؾ لػػف عمػػى رسػػمؾ ف

جمرتػػػاف سػػػينزلو بػػػؾ الجبػػػار يػػػوـ القيامػػػة. فاستفسرالضػػػابط متيكامػػػا فأجابػػػو الشػػػابس مػف حػديث متفػؽ عميػو[، فكػف مػع .]توضعاف عمى أخمص قدميؾ فيغمي منهما دماغؾ

. اهلل وال تباؿ عزوجل الرضا بقضاء هللا

91

لمعبد فيما يكره درجتاف س درجة الرضى، ودرجة الصبر، فالرضا فضؿ مندوب إليو، والصبر واجب عمى المؤمف حتـ.

وأىػؿ الرضػػا تػػارة يبلحظػوف حكمػػة المبتمػػي وخيرتػو لعبػػده فػػي الػببلء وأنػػو غيػػر مػػتيـ شػاىدة في قضػائو، وتػارة يبلحظػوف عظمػة المبتمػي وجبللػو وكمالػو فيسػتغرقوف فػي م

ذلؾ حتى ال يشعروف باأللـ، وىذا يصؿ إليػو خػواص أىػؿ اهلل وخاصػتو، حتػى ربمػا تمذذوا بما أصابيـ لمبلحظتيـ صدوره مف حبيبيـ.

وتمنى زواؿ ذلؾ، وكؼ –مع وجود األلـ –الصبر حبس النفس وكفيا عف السخط الجوارح عف العمؿ بمقتضى الجزع.وأما الرضىس

ضػي اهلل عنػو س " إف اهلل تعػالى بقسػطو وعممػو جعػؿ الػروح والفػرح قاؿ ابف مسعود ر ـ والحػزف فػي الشػؾ والسػخط"، وقػاؿ عمقمػة فػي قولػو في اليقػيف والرضػا، وجعػؿ اليػ

تعالى س (44)التغابف س «ومف يؤمف با يهد قمبه »

النبػي وقػاؿ ىي المصيبة تصيب الرجؿ فيعمـ أنيػا مػف عنػد اهلل فيسػمـ ليػا ويرضػى،ذاؽ حػػػبلوة اإليمػػاف مػػف رضػػى بػػػاهلل ربػػا وباإلسػػبلـ دينػػػا »صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ س

)رواه والترمذي(. «ومحمد رسوال مػػف قػػاؿ حػػيف يسػػمع النػػداء رضػػيت بػػاهلل ربػػا »وقػػاؿ النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ س

)رواه مسمـ(. «وباإلسبلـ دينا ومحمد رسوال غفرت ذنوبوإلى عدي بف حاتـ كئيبػا، فقػاؿ س مػا –رضي اهلل عنو –ب ونظر عمي بف أبي طال

بنػػائي وفقئػػت عينػػي، فقػػاؿ س يػػا نػػا ، فقػػاؿ س مػػا يمنعنػػي وقػػد قتػػؿ ألػػي أراؾ كئيبػػا حزيعػػدي مػػف رضػػي بقضػػاء اهلل جػػرى عميػػو وكػػاف لػػو أجػػر ،ومػػف لػػـ يػػرض بقضػػاء اهلل

جرى عميو وحبط عممو. لعمؿ لتغيير الواقع لما يرضي ا .فالرضى الرضى عباد ا ، والعمؿ ا

الثقافة الحزبية

92

وىي المادة الفكرية الشرعية التي جعمت العقيدة اإلسبلمية أساس كؿ فكر فييا، وتجمع وتكتؿ وتحزب عمييا مجموعة مف الناس فصاروا حزبا إسبلميا سياسيا عمى

ـ التي تحيي ديف اهلل أساس اإلسبلـ يعمؿ إلحياء ديف اهلل بإقامة دولة اإلسبلبتطبيقو في كؿ مناحي الحياة اإلجتماعية والسياسية والعسكرية وغيرىا مستبشريف

مف جاءو الموت ورو يطمب العمـ »:بقوؿ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـ «ليحيي به االسسـ فبينه وبيف اعنبياء درجة واحدة في الجنة

)رواه الدارمي( بوعي والزاد الشيري الفكري الثقافي والسياسي الذي يمدنا بو العامموف فيذا الزاد األس

فػي كػؿ -يػا حامػؿ الػدعوة-إلقامة الدولة اإلسبلمية، يعتبر األساس الذي تستند إليػوويجعمػؾ عمػى بينػة منيػا تتحػدى العقيدة ايسسمية العظيمػة حياتؾ، فإنو يصقؿ لؾ ـ بأسره فيي العقيدة الوحيدة في العالـ التي تقنع العقػؿ وتوافػؽ الفطػرة باعتقادىا العال

و تمؤل القمب طمأنينة وىذا الزاد ىو الذي يبمور لؾ أفكار اإلسبلـ وأحكامو و ينقييا مػػف شػػوائب االشػػتراكية والرأسػػمالية والحريػػات والديمقراطيػػة ويعينػػؾ عمػػى فيػػـ طريػػؽ

مى اهلل عميػػػو وآلػػػو وسػػػمـ ويضػػػبط عممػػػؾ ليكػػػوف عمػػػبل التغييػػػر عمػػػى نيػػػج النبػػػي صػػػ جماعيا سياسيا حزبيا ينتج دولة بإذف اهلل.

ـ بالغداة والعشي يريدوف وجهه وال تعد » واصبر نفسؾ مع الذيف يدعوف ربهـ تريد زينة الحياة الدنيا وال ت طع مف أغفمنا قمبه عف ذكرنا واتبع رواو عيناؾ عنه

[.91]انكهف «وكاف أمرو فرطا

،يتسػػػػاءؿ النػػػػاس عػػػػف مػػػػدى أىميػػػػة دراسػػػػة معنػػػػى الفكػػػػر، والتفكيػػػػر، والنيضػػػػةوالمجتمػػع، والػػروح، والعقػػؿ، واالشػػتراكية، والرأسمالية...ويسػػأؿ أحيانػػا الػػدارس الجديػػد

السنة... !مستنكرا، أال يكفينا دراسة القرآف و احرص أخي عمى إيضاح ذلؾ لو، مذكرا إياه أف القرآف والسنة ىما عمى رأس

93

ثقافتنا بؿ ىما أساسيا، وكؿ ما ندرسو إف ىو إال خدمة لفيـ القرآف والسنة وتفعيؿ في معالجة -لمف تـ تضميمو مف ىذه األمة الكريمة -ليما كي تظير نجاعتيمامعنى العقؿ والقمب والفكر والتفكير، كؿ ذلؾ يعيف في جميع مشاكؿ الحياة، وفيـ

فيـ آلية إدراؾ القرآف والسنة الفيـ الصحيح بعد طوؿ انقطاع المسمميف عف الفيـ النقي لئلسبلـ، وفيـ معنى المجتمع والنيضة يساعد حممة الدعوة عمى حسف

لصحيح، وفيـ تشخيص الواقع وبالتالي حسف معالجتو باإلسبلـ بعد فيمو الفيـ ااإلشتراكية والرأسمالية يساعد حممة الدعوة عمى حسف تشخيص عدوىـ وثقافتو الفاسدة المفسدة وبالتالي حسف معالجتيا بؿ إستئصاليا مف جذورىا بالعقؿ والشرع وبالعمؿ عمى إفنائيا بحمؿ دعوة اإلسبلـ بالجياد إلى شعوبيا ومعتنقييا بإذف اهلل،

الشرعي والسياسي في مشورة ربعي بف عامر لقائده سعد بف الحظ أىمية التثقيؼأبي وقاص في آخر ىذا الكتيب، والحظ أىمية التثقيؼ المركز الشرعي والسياسي في خطاب جعفر رضي اهلل عنو مع النجاشي، وخطاب حاطب رضي اهلل عنو مع

المقوقس في نياية ىذا الكتيب. ة يتأكػد أف دور الثقافػة الحزبيػة ىػو خدمػة القػرآف والذي يطػالع كتػب الثقافػة اإلسػبلمي

حياؤىمػػا فػػػي الحيػػاة السياسػػية واالقتصػػػادية وسػػائر شػػػؤوف والسػػنة النبويػػة المطيػػػرة وا الحياة مؤكدة أف ديف اهلل صالح لمتطبيؽ في كؿ زمػاف ومكػاف ميمػا تغيػر الزمػاف أو

خضػػػاع الوقػػػائع ال جديػػػدة لمشػػػرع ىػػػي المكػػػاف، وتغييػػػر الواقػػػع ليتناسػػػب مػػػع الشػػػرع، وا وظيفة المسمميف الدائمية مف لدف النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ وىو قدوة العامميف لتغييػر الواقػػع لمػا يحبػػو اهلل ويرضػاه إلػػى يومنػا ىػػذا، وحتػى قيػػاـ السػاعة إف شػػاء اهلل

«إف ا ال يغيػػػر مػػػا بقػػػوـ حتػػػى يغيػػػروا مػػػا بأنفسػػػهـ»بعػػػز عزيػػػز أو بػػػذؿ ذليػػػؿ . ( 459)طوس «والعاقبة لمتقوى»، (44دس)الرع بشاروا وال تنفاػروا يساػروا وال تعساػروا»يقوؿ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس»

. )رواه مسمـ(

دائما أف نزرع األمؿ في نفوس أبناء –نحف حممة الدعوة -فيجب عمينا

94

ا عمى استعادة مجدىا وعودتيا دولة كبرى األمة، وأف نركزعندىا أنيا قادرة ذاتي رسـ سياسة العالـ والتأثير في يحسب ليا كؿ حساب في الميزاف الدولي وفي

عمى ضرب مصالح الدوؿ الكبرىسأمريكا، أحداثو، كما نركز عندىا أنيا قادرة ذاتيا اذا ما روسيا، بريطانيا، وفرنسا، وعمى التخمص مف سيطرة ونفوذ ىذه الدوؿ عمييا

.العزيمة الصادقة وايرادة القوية والقيادة الواعية المخمصةوجدت عند األمة ف مػػا قػػاـ بػػو أبنػػاء األمػػة مػػف أعمػػاؿ تشػػبو األسػػاطير فػػي لبنػػاف وأفغانسػػتاف، فػػي وا فمسػػطيف والعػػراؽ وصػػمودىـ امػػاـ أعتػػى قػػوى وأمضػػى أسػػمحة فػػي العػػالـ، رغػػـ قمػػة

يانػة، ليػوخير دليػؿ عمػى أف األمػة قػادرة كػؿ القػدرة العدة والخبرة، ورغـ التخاذؿ والخعمػى أف تضػػرب الػػدوؿ الكبػرى، بػػؿ وأف تضػػرب مصػػالحيا فػي بػػبلد المسػػمميف وفػػي

وىيمنتيػػا، كمػػا أنيػػا قػػادرة غيػػر ببلدىػػـ، وقػػادرة عمػػى الػػتخمص مػػف نفػػوذ ىػػذه الػػدوؿزالتػو مػف الوجػود بػػإذف اهلل عمػى الػتخمص مػف إخػواف القػردة والخنػػازير ودؾا كيػانيـ وا

تعالى.كما يجب عمينا أف نبعد عف كؿ أسموب يغرس في األمة روح اليأس واإلستسبلـ، وتوىيف العزائـ، وخصوصا عند إعطاء التحميؿ السياسي والرأي السياسي، فمثبل

خطاب األمة لمداللة عمى في إندحارالكافر)االسرائيمي( مف جنوب لبناف يبرزمف ورؽ لـ يحتمؿ الضربات الموجعة افر وكيؼ أنو نمر ضعؼ وىشاشة العدو الك

وفي المكاف مف المسمميف في الجنوب عمى قمة عدتيـ وعتادىـ، وعند المزـوتعرض لمرأي السياسي في بحث وبياف مف وراء ىؤالء والزماف المناسبيف ي

لح مف وكيؼ المخمصيف مف يسماحيـ ما المكاسب السياسية التي حقاقت ولصاأنو غير مقبوؿ إستبداؿ طاغوت ماروني كافر ليسود األرض بطاغوت )اسرائيمي( كافر، فممة الكفر واحدة، فيجب الحذر كؿ الحذر ىنا في التفريؽ بيف التحميبلت عطاء الرأي السياسي مف جية وبيف وجوب إعطائو بالشكؿ واألسموب السياسية وا

األمة، بؿ يعطى بالشكؿ واألسموب الذي يحرؾ فييا الذي ال يوىف مف عزيمة والعطاء، والشكؿ الذي يوجد عندىا لى البذؿ الحافز إلى اإلستشياد وا

95

لى العزة واألصالة في الدنيا مما يدفعيا ألف الشوؽ إلى الجنة ونعيميا في اآلخرة، وا عؿ اليداية تحطـ القيود والسدود لنعود دولة كبرى تتسنـ ذرى المجد وتحمؿ مش

والنور إلى العالـ أجمع بعز عزيز أو بذؿ ذليؿ. كما أنو يجب التفريؽ بيف عيشنا الطبيعي في األمة وفرحنػا بفرحيػا وألمنػا بألميػا

ومشػػػاركتنا ألفرادىػػػا الفػػػرح والحػػػزف كعمػػػؿ رعػػػوي قيػػػادي وبػػػيف اختبلفنػػػا معيػػػا أفػػػرادا ع مبليػػيف المسػػمميف عمػػى صػػعيد واحػػد وجماعػػات فػػي بعػػض الجزئيػػات؛ فمػػثبل إجتمػػا

فػػي الحػػج يػػثمج صػػدورنا رغػػـ أف الحػػج اليقػػيـ الدولػػة، فيػػو رصػػيد لؤلمػػة يقربيػػا مػػف النصػػر، ومنظػػر المسػػمميف وىػػـ آمػػيف المسػػجد األقصػػى األسػػير يفػػرح القمػػب رغػػـ أف ذاؾ ال يحػػػػرره وال يقػػػػيـ دولػػػػة اإلسػػػػبلـ، والضػػػػػربات الموجعػػػػة التػػػػي يتمقاىػػػػا الكػػػػػافر

ر أو الشيشػاف تفػرح قموبنػا وتزيػدنا دعػاء يلمستعمر في فمسطيف أو العراؽ، في كشماليؤالء الكراـ بالتثبيت والسػداد رغػـ أف جيػادىـ المبػارؾ ال يقػيـ دولػة اإلسػبلـ، فػرغـ فيمنػػػا لمػػػرارة الواقػػػع واسػػػتغبلؿ الكػػػافر لػػػبعض المخمصػػػيف لضػػػعؼ وعػػػييـ الشػػػرعي

بيف بالبقػػاء قػػرب ىػػؤالء المسػػمميف وحػػوليـ ننصػػح ليػػـ، والسياسػػي نجػػد أنفسػػنا مطػػالنػػذكرىـ، نواسػػييـ، نحسػػف إلػػييـ ميمػػا أسػػاؤوا إلينػػا نعػػاتبيـ باإلحسػػاف إلػػييـ وننتظػػر أوبػػػتيـ فيػػػـ مػػػف األمػػػة وىػػػـ عػػػدة الغػػػد وسػػػيكوف جػػػيش األمػػػة الكريمػػػة جيشػػػيـ كمػػػا

واخفػػػض ..»ئػػؿسػػتكوف دولػػػة اإلسػػػبلـ التػػػي سػػنقيميا دولػػػتيـ وصػػػدؽ اهلل العظػػػيـ القا . (11)الحجرس «جناحؾ لممؤمنيف

ولنتذكر دوما قوؿ النبي صمى ا عميه وهله وسمـ

96

)متفؽ عميه( «تنفروا..ادعوا الناس وبشروا وال »

)رواو مسمـ( «فهو أرمكهـ اذا قاؿ الرجؿ رمؾ الناس»

الطاعة

عمييا حامؿ الدعوة بشكؿ الطاعة خمؽ رفيع وسجية يتمتع بيا المسمـ، ويحرص إنما كاف قوؿ المؤمنيف إذا دعوا إلى »خاص، يقوؿ الحؽ سبحانو في كتابو الكريـ

ـ بينهـ أف يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئؾ رـ المفمحوف «ا ورسوله ليحك . (44)النورس يا أيها الذيف همنوا أطيعوا ا وأطيعوا »يقوؿ اهلل عز وجؿ في كتابو الكريـس . (47)النساء «لرسوؿ وأولي اعمر منكـ..ا

.فطاعة اهلل سبحانو وتعالى مطمقة - صمى اهلل عميو وآلو وسمـ مطمقة .وطاعة رسوؿ اهلل -

ولكف طاعة أولي األمر) الممثميف الشرعييف الحقيقييف لؤلمة اإلسبلمية أو -

الكتاب والسنة . مى أمر جامع( مقيدة بأمرىـ بما فيلجماعة معينة ع مف أطاعني فقد أطاع ا ومف »يقوؿ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـسو

عصاني فقد عصى ا ومف يطع اعمير فقد أطاعني ومف يعص اعمير فقد نما ايماـ جنة يقاتؿ مف ورائه ويتقى به ف ف أمر بتقوى ا وعدؿ ف ف عصاني واا

ف قاؿ بغيرو ف ف عميه منه . البخاري()رواه «له بذلؾ أجرا واا "انه ال إسسـ اال بجماعة وال وعف عمر بف الخطاب رضي اهلل تعالى عنو قاؿس

ة له جماعة اال ب مارة وال إمارة إال بطاعة فمف سودو قومه عمى الفقه كاف حيا )سنف الدارمي( "فقه كاف رسكا له ولهـولهـ ومف سودو قومه عمى غير

بعث جيشا وأمر عمييـ رجبل فأوقد نارا سمـ و صمى اهلل عميو ثـ أف رسوؿ اهلل

97

نا منيا، فذكر ذلؾ وقاؿ ادخموىا فأراد ناس أف يدخموىا وقاؿ اآلخروف إنا قد فرر لمذيف أرادوا أف يدخمورا لو دخمتمورا لـ فقاؿ لرسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ

في معصية تزالوا فيها إلى يـو القيامة وقاؿ لآلخريف قوال حسنا وقاؿ:ال طاعة )رواه مسمـ( .ا إنما الطاعة في المعروؼ

بؿ وتعممنا الواعيةوىكذا االسبلـ يعممنا الطاعة، وىكذا الدعوة تعممنا الطاعة ،وأف نكوف دوما مستعديف لنكوف قادة فاعميف عند أف نسمع ونطيع كأتباع وجنود،

ليد رضي اهلل عنو وىو ، أنظر أخي حامؿ الدعوة إلى خالد بف الو الحاجة لذلؾيصوؿ ويجوؿ في أرض المعركة؛ يرتب الميمنة والميسرة، يأمر ىذا وينيى ذاؾ لما فيو مصمحة المعركة كقائد، ومباشرة إلتـز أمر أمير المؤمنيف عمر بف الخطاب لما أمره بالتنحي عف قيادة الجيش ألبي عبيدة عامر بف الجراح رضي اهلل عنو، وحتى

الباب في وجو الشيطاف الذي يوسوس في مثؿ ىذه المواقؼ قاؿ مقولتو يغمؽ نما نقاتؿ مف أجؿ رب عمر"المشيورةس فكاف لساف "إنا ال نقاتؿ مف أجؿ عمر وا إسمع »إلتزاما بقوؿ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس سمعا وطاعةحالو...

ف ا كموا مالؾ وضربوا وأطع في عسرؾ ويسرؾ ومنشطؾ ومكرىؾ وأثرة عميؾ وا . وال تنس أخي حامؿ الدعوة كبلـ )صحيح ابف حباف( «إال أف يكوف معصيةظيرؾ

المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـ فعف أبي ىريرة عف النبي صمى اهلل عميو ف لـ وسمـ قاؿس" تعس عبد الدينار وعبد الدررـ وعبد الخميصة إف أعطي رضي واا

ذا ش اف فرسه في يؾ فس انتقش طوبى لعبد هخذ بعنيعط سخط تعس وانتكس وااف سبيؿ ا أشعث رأسه مغبرة قدماو إف كاف في الحراسة كاف في الحراسة واا

ف شفع لـ يشفع " كاف في الساقة كاف في الساقة إف استأذف لـ يؤذف له واا . فاليجرة هلل وكف حيثما طمب منؾ وأجرؾ العظيـ عمى اهلل.)البخاري(

لي ؾ أخي نموذجا آخر، حيف بعث رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ عمرو وا بف العاص أميرا عمى جيش وكاف تحت إمرتو ابو بكر الصديؽ وعمر بف الخطاب اهلل عنيـ أجمعيف، فراقب أخي كيؼ وابو عبيدة عامر بف الجراح رضي

98

وبعد ذلؾ لو وكيؼ يذعنوف -سبلـ وىو حديث عيد باإل –يتصرؼ أميرىـ عف »إلى رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ فيقره عمى ثبلثة قراراتوس يشكونه

عمرو بف العاص ثـ أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ بعثو في ذات السبلسؿ فكمموا أبا بكر فكممو في ذلؾ فقاؿ ال يوقد أحد أف يوقدوا نارا فمنعيـفسألو اصحابو

فمما فأرادوا أف يتبعوىـ فمنعيـال قذفتو فييا قاؿ فمقوا العدو فيزموىـ منيـ نارا إانصرؼ ذلؾ الجيش ذكروا لمنبي صمى اهلل عميو وسمـ وشكوه إليو فقاؿ يا رسوؿ اهلل إني كرىت أف آذف ليـ أف يوقدوا نارا فيرى عدوىـ قمتيـ وكرىت أف يتبعوىـ

)صحيح «رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ أمرهفيكوف ليـ مدد فيعطفوا عمييـ فحمد . ابف حباف(

وعف عمرو بف العاص قاؿ ثـ احتممت في ليمة باردة وانا في غزوة ذاتالصبح فذكر فتيممت ثـ صميت بأصحابي السبلسؿ فأشفقت إف اغتسمت أف أىمؾ

فأخبرتو ذلؾ لمنبي صمى اهلل عميو وسمـ فقاؿ ياعمرو صميت بأصحابؾ وأنت جنب بالذي منعني مف االغتساؿ فقمت إني سمعت اهلل عز وجؿ يقوؿ وال تقتموا أنفسكـ إف اهلل كاف بكـ رحيما فضحؾ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ ولـ يقؿ لي

.)سنف الدارقطني(شيئا

فالطاعة الطاعة يا أتبػاع النبػي صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ والطاعػة الطاعػة يػا قػادة مػػػػة إلعػػػػزاز ديػػػػف اهلل فػػػػي األرض إجعموىػػػػا سػػػػجية لكػػػػـ قبػػػػؿ الدولػػػػة وبعػػػػد الدولػػػػة األ

نػػػػه مػػػػف يتػػػػؽ ويصػػػػبر فػػػػ ف ا ال يضػػػػيع أجػػػػر »متػػػػذكريف قػػػػوؿ اهلل سػػػػبحانوس وااومتػذكريف مػا روي عػف عبػد الػرحمف بػف عمػرو السػممي أنػو (،76)يوسػؼس«المحسنيف

صػػمى اهلل عميػػو وسػػمـ موعظػػة سػػمع العربػػاض بػػف سػػارية يقػػوؿ ثػػـ وعظنػػا رسػػوؿ اهللذرفػػت منيػػا العيػػوف ووجمػػت منيػػا القمػػوب فقمنػػا يػػا رسػػوؿ اهلل إف ىػػذه لموعظػػة مػػودع

قد تركتكـ عمى البيضػاء ليمهػا كنهاررػا ال يزيػغ عنهػا بعػدي »فماذا تعيد إلينا قاؿسإال رالؾ مف يعش منكـ فسيرى اختسفا كثيػرا فعمػيكـ بمػا عػرفتـ مػف سػنتي وسػنة

99

ف عبػػػدا الخمفػػػاء الراشػػػديف المهػػػدييف عضػػػوا عميهػػػا بالنواجػػػذ وعمػػػيكـ بالطاعػػػة واا .)سنف ابف ماجة ( «حيثما قيد انقادف نما المؤمف كالجمؿ اعنؼ حبشيا

القراءة والمطالعة أكثػػػر أخػػػي مػػػف الثقافػػػة اإلسػػػبلمية المتمثمػػػة فػػػي فيػػػـ تفسػػػير القػػػرآف وشػػػرح السػػػنة

وأصػػػػولو وسػػػػيرة النبػػػػي صػػػػمى اهلل عميػػػػو وآلػػػػو وسػػػػمـ وسػػػػيرة النبويػػػػة المطيػػػػرة والفقػػػػو الصحابة الكراـ مف بعده.

فبفيـ أحاديث النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ تتعمـ كيؼ تعالج كؿ أمػور حياتػؾالشخصػػية واالجتماعيػػة واالقتصػػادية والسياسػػػية والدعويػػة فأحاديثػػو صػػمى اهلل عميػػػو

ؿ المختمفػػة تكػػوف أمامػػؾ لتسػػتنير بيػػا بفضػػؿ وآلػػو وسػػمـ نمػػاذج حيػػة لمعالجػػة المشػػاك مف اهلل ونعمة.

دخمت عمى رسػوؿ اهلل صػمى اهلل »روي عف عمر بف الخطاب رضي اهلل عنو قولوسذا الحصػػػير قػػػد أثػػػر فػػػي عميػػػو وآلػػػو وسػػػمـ فجمسػػػت فػػػإذا عميػػػو إزاره ولػػػيس غيػػػر، وا ذا إىػػػػػػػاب معمؽ...فابتػػػػػػػدرت ذا بقبضػػػػػػػة مػػػػػػػف شػػػػػػػعير نحػػػػػػػو الصػػػػػػػاع...وا جنبػػػػػػػو...وا

يناي...فقػاؿ صػمى اهلل عميػو وآلػػو وسػمـس مػا يبكيػػؾ يػا ابػف الخطػػاب فقمػتس يػا نبػػي عاهلل...وما لي ال أبكي وىذا الحصير قد أثر في جنبؾ، وىذه خزانتؾ ال أرى فييا إال مػػا أرى...وذاؾ كسػػرى وقيصػػر فػػي الثمػػار وأنػػت نبػػي اهلل وصػػفوتو، فقػػاؿ صػػمى اهلل

«ترضػػى أف تكػػوف لنػػا اآلخػػرة وليػػـ الػػدنيا ..عميػػو وآلػػو وسػػمـس يػػا ابػػف الخطػػاب أمػػا . )رواه مسمـ(

وبالفقػػػػو تضػػػػبط طيػػػػارت ؾ وصػػػػبلتؾ وأعمالػػػػؾ ومعامبلتػػػػؾ كػػػػي تكػػػػوف صػػػػائبة صحيحة عمى منياج النبي وىديو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ.

111

ـ سػػػنف الفطػػػرة واحػػػرص عمػػى إحيائيػػػا فػػػي زمػػػف قػػد أماتيػػػا النػػػاس، فيػػػي سػػػنف تعمػػييـ السػػبلـ وحػػث عمييػػا نبينػػا صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ، فيػػي شػػرع لنػػا األنبيػػاء عمػػ

ونحف نحمؿ لػواء التغييػر عمػى سػننيـ ونحف حممة الدعوة أولى الناس بهذو السنف وعمى طريقتو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ.

ونتػػػؼ )حمػػػؽ العانػػػة( كاإلسػػػتحداد سػػػنف الفطػػػرةإحػػػرص أخػػػي عمػػػى البػػػاطف مػػػف، واحػػرص أخػػي عمػػى الظػػاىر منيػػا كتقمػػيـ األظػػافر وقػػص الشػػارب إزالػػة شػػعره()اإلبػػط

رخاء المحية، واعمـ أنو ومف أحيا سنتي فقد أحبني ومف أحبنػي كػاف معػي ..»:وا . )سنف الترمذي( «في الجنة

ودراسة سيرة الصحابة رضي اهلل عنيـ يعينؾ عمى فيـ الديف كما فيموه وعمىطبقوه وحمموه فتكوف لؾ خير مؤنس عمى الطريؽ وخير قدوة أف تطبقو وتحممو كما

مف أحبيـ فبحبى »بعد رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ، فيو القائؿ في حقيـس أحبيـ ومف ابغضيـ فببغضى ابغضيـ ومف آذاىـ فقد آذانى ومف آذانى فقد آذى

)صحيح ابف «متي.... وأصحابي أمنة أ»، ويقوؿس«اهلل ومف آذى اهلل يوشؾ أف يأخذهرضي اهلل عنو، يترؾ أىمو وبمده، مصعب بف عميرفيذا مصعب الخير، حباف(.

وحياتو الرغيدة في مكة، ممبيا أمر رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ إلى ما انتدبو إليو في المدينة المنورة متحديا شظؼ العيش والغربة فييا دائبا عمى االتصاؿ

عيا إلقامة الدولة اإلسبلمية.بأىميا حتى يييئ مجتمرضي اهلل تعالى عنو يتخمى عف جميع أموالو لقريش، مقابؿ صهيب الروميوىذا

ومف الناس مف يشري »:تركو أف يمحؽ بدار اليجره، فينزؿ في حقو قولو تعالى [.969]البقرة «نفسه ابتغاء مرضات ا ، وا رؤوؼ بالعباد

الى عنو، تصمبو قريش وتقطع أوصالو وىو حي، رضي اهلل تع خبيب بف عديوىذا وبعدما بدأت الرماح تػنوشو، والسيوؼ تػنيش لحمو، إقترب منو أحد زعماء قريش

-ال غير-فسألوس أتحب أف محمدا مكانؾ، وأنت سميـ معافى في أىمؾ ، فينا في قاتميوس واهلل ما أحب أني في أىمي انتفض خبيب كاإلعصار وصاح

111

عافية الدنيا ونعيميا، ويصاب رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ وولدي، و معي بشوكة...

عمػػى فيػػـ احػػرص عمػػى قػػراءة ثقافػػة الحػػزب القرآنيػػة النبويػػة السياسػػية التػػي تعينػػؾتقانػػو لموصػػوؿ إلػػى الغايػػة المنشػػػودة بػػإذف اهلل فيتحقػػؽ فيػػؾ قػػوؿ اهلل عػػػز الطريػػؽ وا

ف اتبعنػي وسػبحاف ا أنػا ومػ ى بصػيرة قػؿ رػذو سػبيمي أدعػو إلػى ا عمػ »وجؿ [461]يوسؼ «وما أنا مف المشركيف

يكػوف العمػػؿ أقػرب إلػى القبػػوؿ عنػد اهلل تعػالى وتكػػوف فبػالفهـ الشػرعي وبػػايخسص الغاية أقرب لمتحقيؽ بتوفيؽ اهلل ومناو.

كؿ ذلؾ أدرسو بقصد الفيـ والتطبيؽ وحممو لآلخريف عمى نيج اإلسبلـ فينضر ا امرءا سمع »صمى اهلل عمى قائدنا وأسوتنا وعمى آلو وسمـ القائؿسالدرس ف

منا حديثا فبمغه غيرو فرب حامؿ فقه إلى مف رو أفقه منه ورب حامؿ فقه ليس بفقيه، ثسث ال يغؿ عميهف قمب مسمـ إخسص العمؿ ومناصحة والة اعمر

ت الدنيا نيته فرؽ ا ولزـو الجماعة ف ف دعوتهـ تحيط مف ورائهـ ومف كانعميه أمرو وجعؿ فقرو بيف عينيه ولـ يأته مف الدنيا إال ما كتب له ومف كانت

)موارد « اآلخرة نيته جمع ا أمرو وجعؿ غناو في قمبه وأتته الدنيا وري راغمة .الظمآف(

ساحرص أخي مف خسؿ قراءتؾ ودراستؾ عمى

يا لتكوف عمى ىيأة صبلة الرسوؿ اإلماـ ضامف أف تتقف الصبلة وأركانيا وشروطواغفر لممؤذنيف ، فذلؾ يكوف أقرب والمؤذف مؤتمف الميـ أرشد األئمة

112

إف الصسة »لمخشوع وأدعى لمقبوؿ وأقوى في شحذ اليمـ وضبط غوائؿ النفس [.14 العنكبوت ] «تنهى عف الفحشاء والمنكر

أف تتقف األذاف واإلقامة وحفظ ألفاظيما الشرعية وسنف أدائيما، وكف احرص

حريصا عمى تحصيؿ أجرىما كمما تسنح لؾ الفرصة، وكف جاىزا عند الحاجة ايماـ ضامف والمؤذف مؤتمف المهـ أرشد "إليؾ، قاؿ صمى اهلل عميو وآلو وسمـس

ر أخي ي()رواه الترمذ" اعئمة واغفر لممؤذنيف أنو ومف يعظاـ شعائر اهلل . وتذؾكؿ مف يسمعو مف فإنو مف تقوى القموب، وأنو ما مف مؤذاف يؤذاف إال ويشيد لو

و بشر.شجر أو حجر أ

حػػرص عمػػى تجويػػد القػػرآف بمعرفػػة المخػػارج والحػػروؼ وأمػػاكف الوقػػوؼ، فػػالقراءة إ

ـ المغػة العربيػة ولػؾ فػي قصػة الصحيحة وحدىا تصمح ألف تكوف دعوة عند مػف يفيػالمػارر » إسبلـ عمر بف الخطاب رضػي اهلل عنػو بعػد سػماع سػورة طػو، خيػر عبػرة

. )رواه مسمـ( «بالقرهف مع السفرة الكراـ البررة...

حػػرص أخػػي عمػػى زيػػارة المكتبػػة العامػػة أسػػبوعيا لتجمػػع منيػػا الخيػػراتإ

الجديػػدة التػػي تعينػػؾ عػػؿ الطريػػؽ وعمػػى إثػػراء مكتبتػػؾ الخاصػػة، واحػػرص عمى اقتناء األشرطة الصوتية ففييا الخير الكثير.

تتبكع أخبار المسمميف وأحوالهـ

احػػػرص عمػػػى تتبػػػع أخبػػػار المسػػػمميف فػػػي كػػػؿا مكػػػاف باعتبػػػارىـ أخػػػوة لػػػؾ وأخػػػوات ولى عمييػػػا الكػػػافر بشػػػكؿ مباشػػػر وغيػػػر يعيشػػػوف عمػػػى أراضػػػي المسػػػمميف التػػػي اسػػػت

بوقػػائعيـ عامػػة وحزبيػػة خاصػػة ثقافػػة إسػػسمية مباشػػر، محػػاوال ربػػط مػػا درسػػتو مػػف

113

بمػػا فيػػو رضػػا اهلل عػػز وجػػؿ وراحػػة وتفػػريج لكػػروب عسجػػا جػػذريا المختمفػػة لعبلجيػػا ذلػػؾ كمػػو المسػػمميف، ال تنظػػر بعػػيف الصػػحفي أو المحمػػؿ السياسػػي، بػػؿ أنظػػر إلػػى

السياسػػػي الراعػػػي ؛ بعػػػيف المسػػػمـ المفكػػػر صػػػمى اهلل عميػػػو وآلػػػو وسػػػمـبعػػػيف النبػػػي ، المشػػػفؽ عمػػػى حالهػػػا، السػػػارر عمػػػى راحتهػػػا المسػػػؤوؿ عػػػف األمػػػة الػػػرؤوؼ بيػػػا

نقاذرػػا ممػػا رػػي فيػػه ، متمػػثبل قػػوؿ اهلل عػػز وجػػؿ فػػي قػػدوتؾ صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وااـ حػػػريص عمػػػيكـ لقػػػد جػػػا »وسػػػمـ ـ عزيػػػز عميػػػه مػػػا عنػػػت ـ رسػػػوؿ مػػػف أنفسػػػك ءك

[. 491 التوبة ] «بالمؤمنيف رؤوؼ رحيـ لساف حالؾ في ذلؾ يقوؿس

ف بكى مسمـ في الصيف أبكاني إذا اشتػكى مسمـ في اليند أرقني وا ـ نرجستي في الجزيرة تاريػخي وعنوانيو ومصر ريحانتي والشا عمى كؿ باغ ومػأفػوف وخواف وفي العراؽ أكػؼ المجد ترفعني فيستػريح إلى شػدوي وألحاني ويسمع اليمف المحػبوب أغنيػتي في حبة القمب أرعػاه ويرعاني ويسكػف المسػجد األقصى وقبتو

وأستػريح إلػى ذكرى خراساف ي وىػي نائيةأرى بخػارى ببلديماف شػريػعة المػو لمػت شمػمػنا ـ إحساف وا وبنت لنػا معػال

المهـ عجؿ بالخسفة الراشدة الثانية لتجمع شممنا وتعزز وحدتنا عمى كتاب ربنا

وسنة نبينا صمى ا عميه وهله وسمـ.

وال تجػػزع واجعػػؿ ذلػػؾ كمػػو وقػػودا يزيػػد مػػا تسػػمع أو تشػػاىد فػػبل تفػػزعوء إف ىالػػؾ سػػػػػعمة العقائديػػػة عنػػػدؾ لتتولػػػد طاقػػػةجبارة دافعػػػة تزيػػػدىا إلػػػى رصػػػيدؾ وىػػػج وقػػػوة الشومذخورؾ األصمي لتعينؾ عمى المضيا قدما إلعزازالديف ومبايعة مف بػو يتقػى ومػف

مواؿ واألرض واألعراض وما ذلؾ عمى اهلل بعزيز.ورائو يقاتؿ، فيحفظ األ

114

لتبمػػوفك فػػي أمػػوالكـ وأنفسػػكـ ولتسػػمعفك مػػف الػػذيف »وتػذكر أخػػي قػػوؿ اهلل سػبحانوسف تصػبروا وتتقػوا فػ ف ذلػؾ أوتوا الكتاب مف قبمكـ ومف الػذيف أشػركوا أذى كثيػرا واا

. (416)آؿ عمرافس «مف عـز اعموروقػد مكػروا مكػررـ وعنػد ا مكػررـ »:يؾ كيدىـ فتذكر قولو عز وجؿو إف كبر عم

ف كػػاف مكػػررـ لتػػزوؿ منػػه الجبػػاؿ. فػػس تحسػػبفك المػػه مخمػػؼ وعػػدو رسػػمه إف ا واا ( .16) ابراىيـس. «عزيز ذو انتقاـ

ف وسػػػوس لػػػؾ شػػػػياطيف اإلنػػػس والجػػػػاف ىػػػا قػػػػد زاد اليػػػـ والغػػػػـ وطالػػػت الطريػػػػؽ، وا فأضػؼ الػػى كتػػاب اهلل عػػز وجػؿ الػػذي يثباػػت فػػؤادؾ، سػنة نبياػػو صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسمـ وانظر كيؼ ابتمي فصبر وثبت وعمؿ ووصؿ الميؿ بالنيار حتى جاءه النصػر

وكذلؾ ننصر المؤمنيف إضافة لكؿ ذلؾ أصغ بأـ أذنؾ إلى ىذه المعانيس

ج أبشر بخير فػ ف الفػارج ا يا صاحب الهـ إف الهـك منفر اليأس يقطع أحيانػا بصػاحبه ال تيأسفك فػ فك الكػافػي ا ا يحدث بعدالعسػر ميسػرة ال تجزعفك فػ فك الصػانع ا

البموى رو ا ذا بميت فثؽ با وارض بػه إف الذي يكشؼإ وا مػالؾ غير ا مػف أحد فحسػبؾ ا في كػؿ لؾ ا

نماذج لحمؿ الدعوة

فػي إف الوظيفػة اعولػى لحامػؿ الػدعوة أف يغشػى النػاس فػي أمػاكف تجمعػاتهـ عيػػـ أينمػػا المسػػاجد، فػػي المػػدارس، فػػي الجامعػػات، وفػػي األفػػراح واألتػػراح، ويكػػوف م

. في غير مواقع الشبهاتوجدوا مف مقاىي وأماكف ليو مختمط بالمحـرمع الناس يأمرىـ بالمعروؼ، كؿ الطبيعي العيش حامؿ الدعوة عمى يداوـ

115

المعػػػروؼ، وينيػػػاىـ عػػػف المنكػػػر، كػػػؿ المنكػػػر، مختػػػارا فػػػي كػػػؿ األحػػػواؿ األسػػػموب )وىذا يكوف في حاالت نادرة(.ترىيب أو )وىذا ىو األغمب(المناسب مف ترغيب

ويضػػميا )إف كانػػت جػػاىزة(حامػػؿ الػػدعوة بػػيف النػػاس ليخػػرج بأحسػػف الػػدرر يغػػوص إلػػى جسػػـ الحػػزب كػػي يسػػاىـ فػػي العمػػؿ لمتغييػػر بجػػودة شخصػػيتو وتميزىػػا، فػػإف لػػـ

-فعميػو الطبيعػي()وىذا ىػو الوضػع يجد عماال جاىزيف وخدما لؤلمة يحمموف معو الدعوةحينيا أف يشمر عف ساعديو أكثر وأكثر، ويعمؿ في األمة عمػؿ -أي حامؿ الدعوة

، ودوف إشػعار بكؿ لطػؼ ورفػؽالطبيب الحاذؽ الذي يشخص الحالة التي بيف يديو نػػػو مػػػف تعاممػػػو أنػػػو مػػػريض، ودوف أف تخبػػػره بأنػػػؾ طبيػػػب كػػػي ال تحصػػػؿ بينػػػؾ وبي

وحشة أو جفوة، أو يشعر باستعبلء مف جيتؾ فيرفض استقباؿ الدواء منؾ ولػو كػاف قرآنا يتمى.

خدمتػػػه وأنػػػؾ حػػػريص عمػػػى فكػػػؿ الوقػػػت عميػػػؾ أف تشػػػعر مػػػف تعاممػػػو أنػػػؾ فػػػي كما كاف ىـ النبي صػمى اهلل -حقيقة -، وأنو ىذا ىو ىمؾ سعادته في الدنيا واآلخرة

سػعادرـ بالطاعػة فػي الػدنيا وبالجنػة فػي وآلو وسػمـ، عميو إنقاذ الناس مف النػار واا اآلخرة.

أخي حامؿ الدعوة... طبيب القموب والعقوؿ... احرص عمى مراعاة ما يمي أثناء تشخيصؾ لمحالة التي بيف يديؾس

ثػر تػأثيرا حرص أخػي أف يسػبؽ لسػاف حالػؾ لسػانؾ إلػى النػاس، فمسػاف الحػاؿ أكإفػػي النػػاس مػػف لسػػػاف المقػػاؿ مػػع أنػػػو ال غنػػى عػػف لسػػػاف المقػػاؿ لئليضػػاح والشػػػرح

. ـ واإلقناع، فبل تػنو عف خمؽ وتأتي مثمو عار عميؾ إف فعمت عظي

116

عار عميؾ إذا فعمت عظيـ ال تنه عف خمؽ وتأتي مثػمه

نت حكيـ ف ذا انتهت عنه فأ وابدأ بنفسؾ فانهها عف غيها بالقوؿ منؾ وينفع التعميـ فهناؾ تقبؿ إف وعظت ويقتدى

وتذكر قوؿ المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـ سيجػػاء بالركجػػؿ يػػوـ القيامػػة فيمقػػى فػػي النكػػار فتنػػدلؽ أقتابػػه فػػي النكػػار فيػػدور كمػػا »

حػػاو فيجتمػػع أرػػؿ النكػػار عميػػه فيقولػػوف أي فػػسف مػػا شػػأنؾ ألػػيس يػػدور الحمػػار بر ـ بػػالمعروؼ وال هتيػػه كنػػت تأمرنػػا بػػالمعروؼ وتنهانػػا عػػف المنكػػر قػػاؿ كنػػت همػػرك

ـ عف المنكر وهتيه .«وأنهاك. وتػػذكر تػػردد الصػػػحابة اؿ مػػف أمػػر النػػاس بػػالخير ولػػػـ يفعػػؿ مػػا أمػػرىـ بػػوفيػػذا حػػ

رضواف اهلل عمييـ في الحديبية في تنفيذ أمر رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ فعندما صالح المشركوف المسمميف عمى شروط معينة ومنيا أف يرجع المسمموف مف

([974/ 5س]زاد المعادابف القيـعاميـ ىذا عف مكة ويحجوا في عاميـ المقبؿ.قاؿ قوموا »: فمما فرغ مف قضية الكتاب، قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ

، فمما لـ، ثـ احمقوا فوا ما قاـ منهـ رجؿ واحد حتى قاؿ ذلؾ ثسث مراتفانحروا، فقالت أـ سممة س منو الناس ، فذكر ليا ما لقييقـ منيـ أحد، دخؿ عمى أـ سممة

يا رسوؿ اهلل س أتحب ذلؾ اخرج ثـ ال تكمـ أحدا منيـ كممة حتى تنحر بدنؾ ، فقاـ ، فخرج ، فمـ يكمـ أحدا منهـ حتى فعؿ ذلؾ : نحر وتدعو حالقؾ فيحمقؾ ،

بدنه ، ودعا حالقه فحمقه ، فمما رأى الناس ذلؾ ، قاموا فنحروا ، وجعؿ بعضهـ )رواه احمد(. «يحمؽ بعضا لنا جميا كيؼ أف الصحابة تأخروا عف تنفيذ قولو صمى اهلل عميو وآلو وىنا يتضح

وسمـ ، ولكف لما رأوا أنو بادر إلى ذلؾ قبميـ ، تبعوه ولـ يتخمؼ منيـ أحد . خاطػػب القمػػوب وىػػي مقبمػػة، ال تفػػرض نفسػػؾ عمػػى اآلخػػريف بحػػديثؾ، والتػػتقحـ

117

األنسػب تقحمػا، بػؿ إفػرض نفسػؾ مجالسيـ، وال تقحـ المواضيع التي تراىا أنت ىػيعمػػييـ بأدبػػؾ، وخفػػض جناحػػؾ لممػػؤمنيف، وحسػػف عرضػػؾ لمموضػػوع، برفػػؽ وحكمػػة

تتناسب مع نوعية المخاطبيف. أنػػزؿ النػػاس منػػازليـ وانتػػؽ ألفاظػػؾ بدقػػػة كػػي تنقػػؿ مػػا تريػػد لممخاطػػػب دوف أف

يجػػب أف تراعػػي معػػو يحمػػؿ كبلمػػؾ عمػػى غيػػر معنػػاه، فالعػػالـ مػػثبل أو كبيػػر السػػف منتيػػى األدب والصػػوت المػػنخفض فػػذلؾ أدعػػى أف يسػػتمع إليػػؾ ويسػػتجيب لنصػػحؾ

إف مػػػف »فػػي حػػاؿ مخالفتػػو مستحضػػرا قػػوؿ المصػػػطفى صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـس، وقولػػػو صػػػمى اهلل عميػػػو وآلػػػػو )رواه ابػػػو داوود( «إجػػػبلؿ اهلل إكػػػراـ ذي الشػػػيبة المسػػػمـ

بالمقابػؿ عنػدما )رواه الترمػذي(. «كفضػمي عمػى أدنػاكـفضؿ العػالـ عمػى العابػد »وسمـسيكػػػوف المخاطػػػب عاميػػػا أو أميػػػا، فيجػػػب حينيػػػا أف تتحمػػػى بمنتيػػػى التواضػػػع واألنػػػاة

واإلشفاؽ ناقبل الفكرة بكؿ األساليب البلزمة دوف ممؿ أو ضجر، وىكذا دواليؾ .خداـ بعض عبارات احرص عمى بناء جسر مف المودة مع مف تخاطبو باست

شفاقؾ غير الكاذبة وغير المتكمفةالمجاممة ، والتي تشعره بحرصؾ عمى سعادتو وا عمى ضنؾ عيشو بعيدا عف نور الطاعة، مظيرا القواسـ المشتركة بينكما لتقترب إلى قمبو وتفتحو بؿ وتخترقو بمطؼ قبؿ أف تخاطب عقمو فذلؾ يكوف أدعى ألف

ف اختمفتما فيما تطرح عميو يبقى جسر المحبة واأللفة ىذا موجودا يستجي ب لؾ، وا فيمكنؾ مف إعادة طرح موضوعؾ عميو في مناسبة أخرى يكوف ىو أقرب فييا

لئلجابة. مف عرؼ النصوص وعمميا ولـ ف ،الواقع فيـو الفيـ الشرعيضرورة الجمع بيف

ء ولكف ال يعرؼ المرض ومف عرؼ كاف كمف عنده دوا يعرؼ الواقع حؽ المعرفة المرض وليس عنده دواء. ؼالواقع وليس لو عمـ بالنصوص كاف كمف يعر

مػػواطف ) ودوف اسػتخداـ عمميػػة التحقيػؽ باألسػئمة واألجوبػػة المقمقػة(تفحػص بمطػؼ وحكمػػةف دواء يأخػذ معاناة ومشاكؿ مف تتعامؿ معػو كػي تحسػف بعػدىا إمػداده بمػا يحتػاج مػ

ليؾ األمثمةس بيده لما يحبو اهلل ويرضاه، وا

118

قػد يكػػوف مػف تتعامػػؿ معػو يحمػػؿ عقميػة اشػػتراكية أو رأسػمالية، عميػػؾ أف تخػػوضعمميػػة فكريػػة تبمػػور مػػف خبلليػػا حقيقػػة التفكيػػر -بعػػد إيجػػاد جسػػر المجاممػػة -معػػو

ف مقتنعػا بصػدؽ مػا تقػوؿ، ثػـ تخػوض والعقؿ ومطابقػة مػا تطػرح مػع الواقػع كػي يكػو ) أي فػي كػؿ معو طريؽ اإليماف بعد أف تقػوده إلػى التفكػر فػي الكػوف واإلنسػاف والحيػاة

، لتصػػؿ معػػو إلػػى حقيقػػة التوحيػػد ونبػػوة النبػػي محمػػد صػػمى مػػا يمكػػف أف يقػػع تحػػت حسػػو(الثبلثػػػة عنػػػده، وابػػػف اهلل عميػػػو وآلػػػو وسػػػمـ وأف القػػػرآف كػػػبلـ اهلل. رسػػػخ ىػػػذه األركػػػاف

ـ مػػػف خمػػػؽ ورػػػو المطيػػػؼ »عمييػػػا وجػػػوب التمقػػػي مػػػف اهلل المطيػػػؼ الخبيػػػر أال يعمػػػ /الممؾ[41]. «الخبير

فيترتػػب عمػػى ذلػػؾ وجػػوب أخػػذ النظػػاـ المرسػػؿ مػػف عنػػده سػػبحانو سػػواء عػػف طريػػؽ اف بربػػػو وبنفسػػو وبػػػاآلخريف، القػػرآف أو السػػنة، فيػػػو خيػػر نظػػػاـ لتنظػػيـ عبلقػػػة اإلنسػػ

مػػػذكرا إيػػػاه بػػػالفرؽ الشاسػػػع لوظيفػػػة العقػػػؿ فػػػي مواضػػػيع العقيػػػدة مػػػف حيػػػث اإلثبػػػات والنفػػػي ووظيفتػػػو فػػػي الشػػػريعة مػػػف حيػػػث تشػػػخيص الواقػػػع والتمقػػػي المطمػػػؽ لمشػػػريعة

بأحكاميا المختمفة.لقياـ بكؿ مػا وبهذا نأخذ بيدو لسلتزاـ بالديف والحرص عمى رضواف ا عز وجؿ با

قامػػة دولػػة خسفػػة أمػػر بػػه سػػبحانه وعمػػى رأس ذلػػؾ كمػػه العمػػؿ يعػػزاز الػػديف واا المسمميف.

ـ فػي جمسػات إ ـ كؿ ما ذكر فػي جمسػة واحػدة، بػؿ يجػب أف يػت حرص أخي أال يت

وؽ متتابعػػة متقاربػػة، كػػي يأخػػذ الشػػخص وقتػػو فػػي التفكيػػر واالمتثػػاؿ ألمػػر اهلل، ويتػػذالفػػرؽ بػػيف مػػا كػػاف فيػػو مػػف ظممػػات وبػػيف مػػا قػػدـ إليػػو مػػف نػػور، ويػػزداد تعمقػػا بيػػذا

ستمرار.يف برفؽ كي يستطيع الثبات وايأعنه عمى أف يوغؿ في رذا الدالخير. المهـ إنا نسألؾ الهدى والسداد.

ؿ تجػػاذب أطػػراؼ ، فمػػف خػػبلمشػػاكؿ اجتماعيػػةقػػد يكػػوف مػػف تتصػػؿ معػػو عنػػدهيجػػػػب أف تحػػػػػاوؿ مسػػػػاعدتو بمػػػػػا تحصػػػػػؿ الحػػديث معػػو وقربػػػؾ منػػو يمكػػف بػػػؿ

119

حكػاـ حػوؿ حسػف العشػرة مػع الزوجػة وحسػف التعامػؿ عندؾ مػف آيػات وأحاديػث وأوىدي النبي صمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ فػي ذلػؾ، فيػو القائػؿ صػمى اهلل عميػو معها،

، وقػػد كػػاف صػػمى اهلل عميػػو « ـ خيػػركـ عرمػػه، وأنػػا خيػػركـ عرمػػيخيػػرك »وآلػو وسػػمـسوآلػػػو وسػػػمـ فػػػي خدمػػػة أىػػػؿ بيتػػػو وكػػػاف يخصػػػؼ نعمػػػو ويخػػػيط ثوبػػػو ويػػػداعب أىمػػػو ف ويمػػازحيـ إلدخػػاؿ البيجػػة الػػى نفوسػػيـ حتػػى إذا مػػا نػػودي الػػى الصػػبلة تػػركيـ. وا

أحسػػف األسػػاليب فػػي حػػاوؿ توجييػػو إلػػى المشػػكمة تتعمػػؽ بػػاعوالد ومعػػاممتهـكانػػت ذلػؾ رابطػا ذلػػؾ كمػو باألحكػاـ الشػػرعية وىػدي النبػي صػػمى اهلل عميػو وآلػو وسػػمـ،فمف كاف لو صبيا فميتصابى لو، وقد قطع صمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ خطبػة الجمعػة مػرة ليحمػػؿ أحػػد أحفػػاده عمػػى يػػده بعػػد أف جػػاء الػػى المسػػجد سػػائرا عمػػى الرمػػاؿ السػػاخنة

، ويػػربط ذلػػؾ كمػػو ى ا عميػػه وهلػػه وسػػمـ وعػػاد الػػى اسػػتئناؼ الخطبػػةفحممػػه صػػمأيضا بغياب الدولة اإلسبلمية التي بوجودىا يزيد الوعي الشرعي مػف خػبلؿ اإلعػبلـ ، فتقػػؿ الفجػػوة بػػيف أعضػػاء األسػػرة الواحػػدة، مبلحظػػا أىميػػة ووجػػوب العمػػؿ والتعمػػيـ

إلعادتيا.

فعميؾ أف تمفت نظره لذلؾ مذكرا إيػاه بػأف يمبس الذرب تتعامؿ معو قد يكوف مف ،المؤمف مرآة المؤمف وأف الديف النصيحة، وذكره بقصة الرجؿ الذي كاف يمبس خاتما

يعمػػد » مػػف ذىػػب فنزعػػو النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ مػػف يػػده وطرحػػو قػػائبلس ف كػاف «مف النار فيجعمها في يػدو أحدرـ إلى جمرة متوشػحا قػسدة أو يمػبس . وا

، ذكػره بقػوؿ النبػي صػمى اهلل عميػو وآلػو سوارا أو قاصا شػعرو بمػا فيػه تشػبه لمكفػارلعػػػػف ا المتشػػػػبهيف مػػػػف الرجػػػػاؿ بالنسػػػػاء، والمتشػػػػبهات مػػػػف النسػػػػاء »وسػػػمـس . متػذكرا «مف تشبه بقػوـ حشػر معهػـ» . وقولو صمى اهلل عميو وآلو وسمـس«بالرجاؿ

ال تكثر النصح عخيؾ فتقمقه، ادعه وعممه برفؽ.أنو في المقاء الواحدس

مدنيػػػة خاصػػػة تػػػاجرا يتػػػاجر بأشػػػكاؿ -يػػػا حامػػػؿ الػػػدعوة -قػػػد يكػػػوف مػػػف تخدمػػػومفػػت نظػػره لكػػؿ ، فعميػػؾ أف ت عبػػراجأو ا (الخػػرزة الزرقػػاء)أو كالصػػمباف أو التماثيػػؿ

ف كػػاف يػػدري فتحثػػو -األغمػػب ال يػػدري، وا عمػػػػػػػػى -محػػػػػػػػـر يتػػػػػػػػاجر بػػػػػػػػو وىػػػػػػػػو

111

عمى ترؾ ذلؾ العمؿ ابتغاء مرضاة اهلل والنجاة مف النار. عميػػػؾ أف تحسػػػف بالربػػػا أو الغػػػش أو االحتكػػػاروقػػػد يكػػػوف ىػػػذا التػػػاجر يتعامػػػؿ ،

تبعا لطبيعة الشػخص وصؼ الدواء لو مف القرآف والسنة، إما بالترىيب أو الترغيب، الػػػذي تخاطبػػػو، وأعنػػػو بكػػػؿ مػػػا تسػػػتطيع ليتػػػرؾ تمػػػؾ المحرمػػػات ابتغػػػاء مرضػػػاة اهلل،

التي بدورىا تمنػع وجػود كػؿ تمػؾ الدولة ايسسمية واربط ذلؾ بضرورة العمؿ إلقامة المنكرات وتحؽ الحؽ وتبطؿ الباطؿ وتنشر أجواء الطيارة والعدؿ والنور.

ؾ اجعػػؿ لسػػاف حالػػؾ يسػػبقؾ إلػػى مػػف تتعامػػؿ معػػو، مسترشػػدا عنػػد شػػرائؾ أو بيعػػالمسػػمـ سػػمح إذا بػػاع سػػمح إذا »ىػػدي النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ القائػػؿس

.«ما كاف الرفؽ في شيء إال زانه ». وقولو صمى اهلل عميو وآلو وسمـس «اشترى

تػػذكر أف يهـ،، فاصػػبر عمػػيهـ وعػػاتبهـ بايحسػػاف إلػػقػػد تمقػػى أذى مػػف جيرانػػؾمػا زاؿ جبريػؿ يوصػيني بالجػار حتػى ظننػت »النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ قػاؿس

أحسػػف معاممػػة جيرانػػؾ ابتغػػاء اعجػػر والثػػواب، موجػػدا بػػذلؾ أرضػػا . «أنػػه سػػيورثه خصبة لستصاؿ بهـ ودعوتهـ لمعمؿ يعزاز الديف فيما بعد.

فعميػػؾ أف ير فػػي الصػػسةعنػػدو تقصػػ -يػػا حامػػؿ الػػدعوة -قػػد يكػػوف مػػف تخدمػػو ،تعمػػد أف تصػػحبه إلػػى تػذكره بأىميتيػػا، وبػػاآلخرة وبػػالوقوؼ بػيف يػػدي اهلل عػػز وجػػؿ.

وألكثػػر مػػف مػػرة كػػي تعينػػو عمػػى االلتػػزاـ بيػػا، وعميػػؾ أف تعينػػو عمػػى إتقػػاف المسػػجدشروطيا وأركانيا وتحصيؿ أسباب الخشوع فييا كي تكوف خير زاد يومي لو، ودومػا

يػػة وجػػود الراعػػي الػػذي يعيننػػا عمػػى إقامػػة الصػػبلة، وال يسػػمح ألحػػد تػػربط ذلػػؾ بأىمبتركيا، ويزيؿ العوائػؽ والحػواجز التػي تحػوؿ دوف شػد الرحػاؿ إلػى المسػاجد الثبلثػة، ويوحد الببلد والعباد، وتربط ذلػؾ بوجػوب العمػؿ إليجػاده مػف بػاب القاعػدة الشػرعيةس

. وىكذا...ما ال يتـ الواجب إال به فهو واجب

و ينصػح ىنػا بتقميػؿ االحتكػاؾ بالنسػاء الػى مف النساءد يكوف مف تتعامؿ معو ق(الحػػد االدنػػى الممكػػف( سػػواء كػػف أقػػارب أو ذوات أرحػػاـ أو زبػػائف تجػػارة أو طالبػػات بيػػف قػػدر اإلمكػػاف و أثنػػاء ذلػػؾ ال بػػد مػػف عمـ، فيحػرص عمػى تقميػؿ االحتكػاؾ

111

ا سبحانه وتعػالى و مػف ضػمف وجوب االنقياد لكؿ ما أمر به لفت أنظارىف إلى ذلؾ المباس الشرعي.

سػػتجد كثيػػرات مػػنيف يمبسػػف الخمػػار )غطػػاء الػػرأس( دوف أف يمبسػػف الجمبػػاب مػػع أف كمييمػػػا فػػػرض أو تجػػػدىف يصػػػميف ويصػػػمف وال يرتػػػديف المبػػػاس الشػػػرعي، فعميػػػؾ أف

مػف و وربط ذلؾ بغياب الدولة وفسػاد اععػراؼ واعذواؽ والبيئػةتمفت أنظارىف لذلؾ ورذا كمه ال يكوف بيف حممة الدعوة ثـ اغتنـ الفرصة في الدعوة إلى العمؿ لمتغييػر

، بػؿ يفضػؿ أف يكػوف بػيف الكبػار والبنػات والنسػاء صغار السف أو الشباب و البناترحػـ ا امػرءا جػب كي ال يكوف مدعاة ألية شبية لحامؿ الدعوة مف ىنا أو ىناؾ )

الريبة عف نفسه(. -يا حامؿ الدعوة-الناس الذيف نتعامؿ معيـ ونخدميـ فعميؾ أخي ىذه نماذج مف

أف ت شخص كؿ حالة بشكؿ منفرد وأف تحسف التودد و بناء جسور المحبو دوف أقوؿ والحظأي تكمؼ، ودوف تممؽ أو كذب مع اآلخريف قبؿ بدء التوجيو والنصح

عميو وآلو وسمـ يقوؿ فالمصطفى صمى اهلل أقوؿ التوبيخ والنقدوال التوجيه والنصح «إف ا عز وجؿ لـ يبعثني معنفا ولكف بعثني معمما ميسرا »

. ]أخرجو أحمد[

يػػا عائشػػة إف ا رفيػػؽ يحػػب الرفػػؽ ويعطػػي »ويقػػوؿ صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـس ]مسمـ[ «رفؽ ما ال يعطي عمى العنؼ وما ال يعطي عمى ما سواوعمى ال

بصػدؽ لهجتػؾ وحرصػؾ عميػه لنيػؿ رضػواف واإلنساف الذي تخاطبو عندما يشػعر

مف الذي يشعر أنؾ ا وخوفؾ عميه مف النار، فذلؾ يكوف أدعى أف يستجيب لؾ األخير سػينفر منػؾ و والػذـ واالسػتيزاء فػ ختتكمؼ الكبلـ، وفقط توجو النقد لو والتػوبي

ينتظر لحظة صمتؾ أو خروجؾ مف المكاف وينظػر اليػؾ أنػؾ مسػتعؿ عميػو متكبػر، ال شيء. -في نظره–مغرور وتظف أنؾ شيئا وأنت

ال تنس أخي أنني أتكمـ عف عواـ الناس والذيف ي شكموف القاعػدة العريضػة مػف

112

خيػػر فقػػؿ لػػو قػػوال لينػػا لعمػػو األمػػة، أمػػا المتنفػػذوف مػػنيـ؛ فمػػف تمػػتمس فيػػو شػػيئا مػػف عراضػػو، إسػػتعبلءه وظممػػو، فػػأعرض عنػػو يػػذكر أو يخشػػى، وأمػػا إف عرفػػت كبػػره وا وقػػػؿ لػػػو فػػػي نفسػػػو قػػػوال بميغػػػا، وال تتػػػردد البتػػػة بالصػػػدع بكممػػػة الحػػػؽ أمامػػػو، يقػػػوؿ

النػاس اف يػتكمـ س مهابػة اال ال يمػنعف رجػ» المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـس (.احمد) «إذا عممه اال اف أفضؿ الجهاد كممة حؽ عند سمطاف جائر بالحؽ

فعمػػى حامػػؿ الػػدعوة أف يتػػذكر أنػػه خػػادـ لألمػػة وظيفتػػه أف يعمػػؿ فيهػػا ومعهػػا

ويحػاوؿ جاىػدا أف يكسػب مػف صػفوفيا ليرتقي بها ويأخذ بيػدرا لعػز الػدنيا واآلخػرةإف لػػـ –لػػؾ، وفػػي أسػػوأ األحػػواؿ مػػف يعمػػؿ معػػو إلقامػػة دولػػة الخبلفػػة أو يؤيػػده فػػي ذ

أف ال يعػػادي ويعرقػػؿ، و كػػؿ ذلػػؾ يػػتـ بػػإذف اهلل بحسػػف سػػموكؾ يػػا -يعمػػؿ ولػػـ يؤيػػد أخي و حسف عرضؾ لئلسبلـ فكرا وسموكا ودعوة.

نور عمى نور سماـ عمى مف تعرؼ ومف ال تعرؼ مف المسمميف فقد قاؿ صمى اهلل عميو وآلو

]مسمـ[.«مى شئ إذا فعمتموو تحاببتـ، أفشوا السسـ بينكـأوال أدلكـ ع »وسمـس «أدـ .]رواه مسمـ[.«ال تحقرف مف المعروؼ شيئا ولو أف تمقى أخاؾ بوجه طميؽ

التبسـ في وجو إخوانؾ فتبسمؾ في وجو أخيؾ صدقو يوجد المحبة، ويدخؿ السرور، ويبث التفاؤؿ و األمؿ فيمف تتعامؿ معو.

« موطأ مالؾ[ «الغؿ، وتهادوا تحابوا وتذرب الشحناءتصافحوا يذرب[

ىكذا يقوؿ نبينا صمى اهلل عميو وآلو وسمـ فصافح المسمميف عند رؤيتيـ وخصوصا مػػف تشػػعر أنػػو قػػد يكػػوف بينػػؾ و بينػػو أي سػػوء تفػػاىـ أو شػػحناء فالمصػػافحة تػػذىب

113

نػػا الغػػؿ و تنػػزؿ عميػػؾ تسػػعيف رحمػػة وعمػػى مػػف تسػػمـ عميػػو عشػػرة رحمػػات كمػػا أخبر المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسػمـ وال يفتػرؽ المسػمماف المتصػافحاف اال وقػد غفػر

ليما بفضؿ مف اهلل ورحمة.

.شارؾ الناس في أفراحيا وأتراحيا وحاوؿ أف تكوف مع الناس حيث يكونوف بحاجتؾ أويجمػػب لػػؾ الريبػػة؛ كػػأف تسػػير فػػي الطريػػؽ ابتعػػد أخػػي عػػف كػػؿ مػػا قػػد يشػػيف

، أو أف تنقػػػػؿ -لغيػػػر حاجػػػػة المػػػرض -زوجتػػػؾ، أو كفػػػػؾ فػػػي كفيػػػػا وذراعػػػؾ بػػػػذراعوأنت تجمسيا بقربؾ حتى ولو كانت -مكشوفة الرأس -بمركبتؾ الخاصة امرأة سافرة

اختػػؾ او اقػػرب النػػاس إليػػؾ، تجنػػب ذلػػؾ يػػا حامػػؿ الػػدعوة فػػاآلخروف ينظػػروف إلييػػا تؾ، رحـ اهلل امرءا جب الريبة عف نفسو.أنيا زوجتؾ أو خاص

اختػػر لياتفػػؾ الجػػواؿ رنينػػا يميػػؽ بػػؾ؛ ال أف يكػػوف مػػف المعزوفػػات، أو مػػا يشػػير ألغاني الساقطيف والساقطات، فأنت حامؿ دعوة ولست رجؿ دعاية لمثؿ ىؤالء.

ة شعرؾ، فإنو مف حسف السمت الذي أمر بو احرص أخي عمى ىندامؾ وقص، والسمت الصالحإف اليدي الصالح، »وسمـ بقولوسنبينا صمى اهلل عميو وآلو

، فاحذر مف أف )رواه احمد( «واالقتصاد جزء مف خمسة وعشريف جزءا مف النبوةوا بنجـو الفف والرياضة، حفظؾ ربي تشابو أحدا مف الكفار أو الساقطيف، ممف يسم

ف الصحابة األبرار ورعاؾ، وسدد عمى الخير خطاؾ، وحشرؾ مع مف تحب م والتابعيف األخيار ومف سار عمى دربيـ وتحمى بسيماىـ الى يـو الديف .

عميؾ بالنصح لكؿ مسمـ مسترشدا باألمثمة المذكورة آنفا، متذكرا قولو تعالىس والعصػػر إف اينسػػاف لفػػي خسػػر، إال الػػذيف همنػػوا وعممػػوا الصػػالحات، وتواصػػوا »

.«بالحؽ، وتواصوا بالصبر

والمسػرحيات واألغػاني وكػؿ مػا مػف رجراف المسمسست التمفزيونيػةاحرص عمىفالقمب والعقؿ إناءاف، وكػؿ إنػاء بمػا فيػو أف يفسد عقمؾ وقمبؾ وذوقؾ وطبعؾشأنو

ينضػػح، فػػاحرص عمػػى أف تمػػؤل قمبػػؾ وعقمػػؾ بقػػوؿ اهلل سػػبحانو وتعػػالى وقػػوؿ رسػػوؿ الكػػراـ والعممػػاء والفقيػػاء، فعنػػدما الصػػحابة اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ وأقػواؿ

114

تػػػدعو النػػػاس يكػػػوف كبلمػػػؾ مػػػف ىػػػذا النبػػػع الكػػػريـ، بالمقابػػػؿ فانػػػو عنػػػدما تنيػػػؿ مػػػف المضػػػمؿ فػػػاف إنػػػاء عقمػػػؾ سينضػػػح بقػػػوؿ الممثػػػؿ وسػػػائؿ الميػػػو المػػػنظـ، المػػػاجف

الفبلنػي، فبػدؿ حمػؿ الػدعوة الفسني وستعالج المسألة المعينػة حسػب رأي المطػربهػة اس ورعاية شؤونيـ باإلسبلـ لمن تصبح حامؿ دعاية لسغاني والمسمسست الموجك

فمثػػػػؿ ىػػػػذه المسمسػػػػبلت واألغػػػػاني تثيػػػػر فينػػػػا الخػػػػواطر - ال سػػػػمح اهلل -والمضػػػػممةيبػػذرىا فػػي القمػػوب فػػإف وجػػدت أرضػػا خصػػبة ورػػي بمثابػػة بػػذور لمشػػيطافالمختمفػة

رادات ومػف ثػـ الػى دوافػع بقبولؾ ليا فسيسقييا الشيطاف لتنمو وتتحوؿ الى رغبػات وا عراضػػػؾ عػػػف ىػػػذه تػػػدفعؾ الػػػى المعاصػػػي والغفمػػػة، فمقاومتػػػؾ أخػػػي حامػػػؿ الػػػدعوة وا المبلىي وىي خواطر أيسر عميؾ بكثير مف مقاومتيا واإلعراض عنيا بعد أف تكوف إرادات وشػػػيوات ودوافػػػع، واهلل خيػػػر حافظػػػا وىػػػو أرحػػػـ الػػػراحميف، يقػػػوؿ المصػػػطفى

ال يكوف الرجؿ مػف المتقػيف حتػى يػدع مػا ال بػأس بػه »ميو وآلو وسمـسصمى اهلل ع ]رواه الترمذي[..«مخافة مما به بأس

عنػػد فرحػػؾ إحػػذر أخػػي حامػػؿ الػػدعوة مػػف اليبػػوط إلػػى مسػػتوى السػػوقة والتػػافييفأو مػػا شػػابو ذلػػؾ، فمػػيكف فرحػػؾ شػػرعيا يتناسػػب مػػع مػػا تحمػػؿ مػػف بنجػػاح أو زواج

ة الػػدنيا، وعػػف معنػى السػػعادة الحقيقػػي، وعػف كػػوف صػػبلتؾ أفكػار ومفػػاىيـ عػػف الحيػافاحػذر كػؿ الحػذر مػف كونػؾ مسػمما فػي ونسكؾ ومحياؾ ومماتػؾ هلل رب العػالميف،

فكرؾ ودنيويا أروائيا في مشاعرؾ، فتراؾ في حاؿ الفرح تغنػي وتتمايػؿ عمػى أنغػاـ يقاع المجرميف والمجرمات أدوات لمغرب يخاطبوف الذيف ىـ مسماموف ومسمامات، واا

جونيا لتحويؿ أبناء وبناتبكؿ مظاىرىا و غريزة النوع أمة محمد صمى اهلل عميػو يؤجاوآلو وسمـ إلى قطعاف بييمية تائيػة ىميػا لقػاء المحبوبػة، تقبيميػا وعناقيػا، فػاإلختبلء

د نفسػو ويجاىػدىا مجاىػد ـ السقوط فػي الياويػة، ومػف لػـ يعػوا ة حثيثػة عمػى بيا ومف ثالترفػػع عػػف مثػػؿ ىػػذه األغػػاني واألشػػرطة عمػػى مػػدى طويػػؿ فإنػػو سػػيجد مشػػاعره عنػػد

فنفسػػػؾ يػػػا حامػػػؿ الػػػدعوة..يا -ال قػػػدر اهلل -الفػػػرح تتحػػػرؾ مػػػع تمػػػؾ المخزيػػػات مؾ بالنػػار يػػـو القيامػػة، ونفسػػؾ..يا فسػػتمجا إف لػػػػػػػػـ تمجميػػػػػػػػا بطاعػػػػػػػػة حبيػػػػػػػػب..

115

.فطمه شبك عمى حب الركضاعحبيب كالطفؿ الرضيع إف لـ تولكف حتى في ترويحؾ عػف نفسػؾ عميػؾ ال يعني ذلؾ أبدا أف ال ترواح عف نفسؾ،

، أف تكوف مميكزا كالشامة بيف الناس مصباحا يستضيئوف به في بحر كؿ الظمماتولػػؾ األجػػر العظػػيـ فػػي زمػػف الغربػػة أف تحيػػي قػػوؿ رسػػوؿ اهلل صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو

«ال يؤمف أحدكـ حتى يكوف رواو تبعا لما جئت به»وسمـس ]أخرجو النووي بإسناد صحيح[.

بالسر دوف العمفال تكثر النصح ألخيؾ فتقمقو، وكف معو متمطفا ناصحا لو

و عمى ىواه والشيطاف، متذكرا قوؿ اإلماـ الشافعي معينا لو عمى الطاعة حربا مع رحمو اهللس

تعمدني بنصحؾ في انفرادي وجنػبني النصيػحة في الجماعة فاف النصػح بػيف النػاس نوع مف التوبي ال ابػغي سماعه

ا لـ تعط طػػػاعةفاف خالفػتني وعصيت قولي فس تػجزع إذ

إف واجيتؾ صعوبات وأذى مف الناس ومف أىمؾ ومف تدعوىـ فكف كالشجريرميو الناس بالحجر فيرمييـ بالثمر وليكف في ذلؾ قدوتؾ الرسوؿ صمى اهلل عميو وآلو وسمـ، فما فعمو أىؿ الطائؼ بو مف ضربو و شتمو و طرده فمع ذلؾ قاؿ

وعندما تمكف مف رقاب أىؿ مكة الذيف آذوه «فالمهـ اغفر لقومي ف نهـ ال يعممو»ذربوا فأنتـ إ»وصحابتو وأخرجوه مف دياره قاؿ ليـ صمى اهلل عميو وآلو وسمـس

مف كظـ غيظا ورو يقدر أف » ، وتذكر قولو صمى اهلل عميو وآلو وسمـ»الطمقاء

116

ينفذو دعاو ا عمى رءوس الخسئؽ يـو القيامة ، حتى يخيرو في أي الحور . )رواه الترمذي(« عيف شاءال

، صمى اهلل عميو وآلو وسمـ وحممة الدعوه حري بيـ أف يترسموا خطى النبي األسوةفي التحمي باألخبلؽ الفاضمة واألدب الرفيع، وىي مف أنجع الوسائؿ في الدعوه، حيث أف لساف الحاؿ يغني عف المقاؿ و حسف الخمؽ يعمؿ بالنفس ما ال تعممو

» ائح والدروس، ومف ىنا نفيـ سر قولو صمى اهلل عميو وآلو وسمـعشرات النص . ) أخرجو أبو داود( « مامف شيء في الميزاف أثقؿ مف حسف الخمؽ

«إف الرجؿ ليدرؾ بحسف خمقه درجات قائـ الميؿ، وصائـ النهار»وقولوس

.))أخرجو أبو داود شاعة المحبة بيف فحسف الخمؽ سجية تعمؿ عمى أسر القموب، واستمالة النفوس، وا

أفراد المجتمع. وحممة الدعوه ىـ أولى الناس بيذه الميمة . : يا وليكف عمر بف ذر رحمو اهلل مؤنسا لؾ عمى الطريؽ، فعندما شتمو رجؿ قاؿ لو

فينػػا وابػؽ لمصػمح موضػعا ف نػا ال نكػافىء مػف عصػى ا ي شػتمنا رػذا ال تفػرط فػ ) حمية اعولياء (.. بأكثر مف أف نطيع ا فيه

أف تعفػػو عمػػف ظممػػؾ وأف تصػػؿ مػػف قطعػػؾ واف ال تنػػتقـ لنفسػػؾ وحػػاوؿ دائمػػاوازىػد فػي الػدنيا يحبػؾ اهلل وازىػد بمػا فػي أيػدي تحسف لآلخريف رغػـ إسػاءتهـ إليػؾ

لناس.الناس يحبؾ ا فالخطاب مع المسمميف يختمؼ المناسب، الخطابحرص أخي عمى أسموب إ

إنما المؤمنوف »، فميما اختمفت مع المسمميف، تذكرسعف الخطاب مع الكفارواخفض »، [41]المائدة «عمى المؤمنيف أعزة عمى الكافريف ةأذل»، [46]الحجرات «إخوة

الذي يخالفؾ الرأي يستند إلى شبية و إف كاف المسمـ [،11]الحجر «جناحؾ لممؤمنيفشفاؽدليؿ فعميؾ محاججتو باألدلة وبصوت منخفض مع إبقاء وبمطؼ ورحمة واا

الصمة قائمة حتى ولو لـ تتـ القناعة، شعارنا في ذلؾ منيج عممائنا الكراـ رحميـ

117

خطأ يحتمؿ الصواب. فنتعاوف فيما اهللس رأينا صواب يحتمؿ الخطأ ورأي غيرنا يو ويعذر بعضنا بعضا فيما اختمفنا فيو.تفقنا عمإ

إف كػػاف المخاطػػب عالمػػا أو أميػػرا أو صػػاحب صػػبلحية ففػػوؽ كػػؿ مػػا ذكػػر يجػػبيرفػع »مع مف كػرميـ اهلل تعػالى عمػى سػائر النػاس أدب الطاعة في الخطابمراعاة

]المجادلة[. «ا الذيف ءامنوا منكـ والذيف أوتوا العمـ درجات خطاب القيادات السياسية المتآمرة الحاقدة فتمؾ تجابو بتحد أما خطاب الكافر و

قدوتنا في ذلؾ وسفور يميؽ بالمقاـ لتحطيـ فكرة الكفر وكشؼ المؤامرات، المصطفى صمى اهلل عميو وآلو وسمـ الذي خاطب صناديد قريش بقولو تعالىس

ـ أنت » ـ وما تعبدوف مف دوف ا حصب جهن ، وقولو [71] المؤمنوف«ـ لها واردوفإنك «ويؿ لممطففيف» وقولو تعالىسالقمـ[،46]«والتطع كؿ حسؼ مهيف»تعالىس

وىكذا نستعمؿ األسموب المناسب في المكاف والزماف المناسبيف. [،4المطففيف ] س مف ((447العمـ وفضمو . )ص)مختصر جامع بياف يقوؿ ابف عبد البر في كتابو

، ولـ يفيـ، فإف ، ومف لـ ينصؼ لـ يؼ ىـبركة العمـ وهدابه اينصاؼ فيهبؾ، وينصحؾ، فاقبؿ المراجعة، أخطأت أخي في مسألة أو رأي وجاء مف يصوا

منا إياىا خير قبؿ مف أخيؾ كما تحب أف يقبؿ منؾ والرجوع عف الخطأ فضيمة عم وأ فمنتأمؿ معاس ؽ محمد صمى اهلل عميو وآلو وسمـ، وأصحابو الكراـ؛ الخم

المدينة، وىـ عف أبي رافع بف خديج قاؿس قدـ النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـقالوا س كنا نصنعو . ) ما تصنعوف (يؤبروف النخؿ. يقولوف يمقحوف النخؿ. فقاؿس تركوه. فنفضت أو فنقصت. قاؿ فذكروا قاؿ س ) لعمكـ لو لـ تفعموا كاف خيرا لكـ ( ف

ذا أمرتكـ »ذلؾ لو فقاؿس إنما أنا بشر إذا أمرتكـ بشيء مف دينكـ فخذوا به، واا .مسمـ( )رواه « بشيء مف رأي ف نما أنا بشر

مف سياؽ الحديث يتضح لنا بشرية النبي صمى اهلل عميو وآلو وسمـ، وأنو يخضع

118

اف والخطأ في غير التشريع. أما في مقاـ لؤلحواؿ التي تعتري البشر مف النسيوتعالوا بنا لننظر إلى صحابة رسوؿ اهلل صمى التشريع فبل يجوز عميو ذلؾ أبدا،

لنرى كيؼ ترسموا خطى نبييـ عميو أفضؿ الصبلة والتسميـ اهلل عميو وآلو وسمـ فمف ذلؾ س

اهلل عميو ما رواه مسروؽ قاؿ س ركب عمر بف الخطاب منبر رسوؿ اهلل صمىثـ قاؿس أييا الناس ما إكثاركـ في صداؽ النساء وقد كاف رسوؿ اهلل وآلو وسمـ

وأصحابو والصدقات فيما بينيـ أربعمائة درىـ. فما دوف صمى اهلل عميو وآلو وسمـذلؾ. ولو كاف اإلكثار في ذلؾ تقوى عند اهلل أو كرامة لـ تسبقوىـ إلييا . فؤلعرفف

ؽ امرأة عمى أربعمائة درىـ. قاؿس ثـ نزؿ فاعترضتو امرأة مف ما زاد رجؿ في صداقريش فقالت س يا أمير المؤمنيف نييت الناس أف يزيدوا في مير النساء عمى

أربعمائة درىـ ، قاؿس نعـ. فقالت أما سمعت اهلل يقوؿس فقاؿ المهـ غفرا، كؿ الناس أفقه مف عمر. ثـاآلية قاؿس «وءاتيتـ إحدارف قنطارا »

إني كنت نهيتكـ أف تزيدوا النساء في رجع فركب المنبر فقاؿ: أيها الناس)تفسير ابف صدقاتهف عمى أربعمائة دررـ فمف شاء أف يعطي مف ماله ما أحب

كثير(.

عف محمد بف كعب القرظي قاؿس سأؿ رجؿ عميا بف أبي طالب عف مسألة فقاؿفقاؿ عمي رضي ف، ولكف كذا كذا ، فييا، فقاؿ الرجؿس ليس كذلؾ يا أمير المؤمني

مختصر جامع بياف العمـ وفضمو )ا عنه: أصبت وأخطأت وفوؽ كؿ ذي عمـ عميـ. اهلل أكبر انظر أخي إلى أصحاب محمد، كيؼ يضربوف (496البف عبد البر ) ص

أروع األمثمة في الشجاعة، واإلنصاؼ، ولو كاف عمى حساب النفس، وىذا واهلل عزا ورفعة، وال ينقص مف قدره شيئا، ومف ظف غير ذلؾ فقد حاد عف ليزيد المرء

جادة الصواب .

في الدعوة وتحبط عممؾ سير ال ؾتفسد عمي ثبلثة أمورمف إحذر يا حامؿ الدعوة

119

ف كنت فييا س وتنتيي بؾ خارج الصفوؼ وا س فيحرفؾ ، تنسى أنؾ خادـ هلل ولمدعوة ولمناسحب الرئاسة والمركزية والمكانةأولها

الشيطاف عف غايتؾ الحقيقية مف قرب هلل سبحانو إلى مطمب سفمي زائؿ المكايدة والمعاندة وحب البروز والظيور عمى اآلخريف.: ثانيهانما مجاممة وحب ثناء وتبجيؿالعمؿ ببل نية وال قصد: ثالثها . ، وا

س عنؽ صاحبؾ قطعت

ويحؾ » يمدح رجبل في وجيو قاؿسوسمـ رجبل لما سمع رسوؿ اهلل صمى اهلل عميويخاؼ عمييـ مف المدح وكثرة الثناء فحممة الدعوة )رواه مسمـ(«قطعت عنؽ صاحبؾ

، المديح ةباالطراء وكثر إخوانكـ فسدوا قموبعيف الزىو، فبل ت جب وم فإنو مادة الع . واستغفروا ليـ اهلل بظير الغيب وادعوا ليـ بالسداد

ومداومة التذلؿ إلى اهلل، وحمده سبحانو عمى فضمو وتوفيقو التقصيراالعتراؼ ب ،وأف أنفسنا أال نزكي وذلؾ بونسبة كؿ خير إليو، واإلشفاؽ مف عذابو وسرعة حسابو

والصحيح.. واإلكثارمف اؿ)أنا..وفي رأيي..، وأرى..عماؿ باأل المفاخرة عف نبتعدمالة الرأس...( م ، ومرض ت ف ى تصيب االخبلصم ح ه كميافيذع نفخة الصدر، وا

، وطمب األجر مف اهلل تعالى ينافي الصدؽ والتسميع عداد األعماؿوالياالت وت فترفع أخي حامؿ الدعوة عف كؿ ىذا، واجعمو ذخرا لؾ في اليـو القريب يوـ ال ينفع

.ماؿ وال بنوف إال مف أتى اهلل بقمب سميـ ولوال فضؿ » ، ذاكريف ومستذكريف قولو تعالىسرؼ بالتقصيرتنا وأف نعيـ أنفسوأف نت

« ا عميكـ ورحمته ما زكى منكـ مف أحد أبدا ولكف ا يزكي مف يشاء، نبذؿ ونجاىد. (59النجـ)«س تزكوا أنفسكـ رو أعمـ بمف اتقىف »:، وقولو (94النور)

ونقوؿس نؤلؼاضر و ب ونحنكتب ونخط ، ندعو ونسعى ونقوؿس مذنبوف نحف

121

لو نادى مناد يوـ ، ولنذكر مقولة عمر بف الخطاب رضي اهلل عنوس روف نحفمقصا وىو الذي قاؿ في القيامة كؿ الناس في الجنة أال واحدا لخشيت أف يكوف عمر

نو قاؿ سمعت رسوؿ اهلل حقو صموات اهلل عميو، عف عقبة بف عامر رضي اهلل ع «. لو كاف بعدي نبي لكاف عمر بف الخطاب. »صمى اهلل عميو وسمـ يقوؿس )لمستدرؾ عمى الصحيحيف( س .

صمى اهلل عميو وآلو وسمـ، وهلل الفضؿ العصمة لرسوؿ اهلل ، و الكماؿ هلل وحده األحدفك ربؾ لذو فضؿ عمى النا» والمنة، ومنو التوفيؽ والسداد، كثررـ ال س ولكفك أواا

يا ربا حتى ترضى ولؾ الحمد عمى الرضى ولؾ فمؾ الحمد (،95)النمؿ «يشكروف .الحمد عمى حمدنا إياؾ

إلى حامست الدعوة

سػبلـ الفاضػمة اشػتيرت صػحابيات وتابعيػات ونسػاء فقييػات عالمػػات فػي عصػور اإل وأديبػػات وشػػاعرات حممػػف لػػواء الػػدعوة والعمػػـ، وانطمقػػف ينشػػرنو فػػي أرجػػاء المعمػػورة

سػػبلـ السػػاطعة، وكفانػػا وا أقمػػارا و شموسػػا فػػي سػػماء اإلكػػانفػػانتفع بعمميػػف الكثيػػر، فأـ المؤمنيف خديجػة رضػي ا تعػالى فخرا أف يكوف عمى رأس ىؤالء الكريمات أمنا

، عنػػدما جاءىػػا حبيبنػػا وقػػدوتنا صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ مرتجفػػا وجػػد عنػػدىا عنهػػاأىػػػبل ليقرئيػػػا اهلل الصػػػدر الػػػدافئ، فآمنػػػت بػػػو وكانػػػت خيػػػر سػػػند لػػػو ومعػػػيف، فكانػػػت

سػػبحانو السػػبلـ عمػػى لسػػاف رسػػولو األمػػيف جبريػػؿ عميػػو السػػبلـ ويبشػػرىا بقصػػر مػػف القصب في الجنة، ال صخب فيو وال نصب، وكفانػا فخػرا أف تكػوف أمنػا أـ المػؤمنيف عائشػػػة بنػػػت الصػػػديؽ رضػػػي اهلل عنيمػػػا التػػػي قػػػاؿ فػػػي حقيػػػا صػػػمى اهلل عميػػػو وآلػػػو

وقد فعمت جزاىا اهلل عنا خيػر الجػزاء، «صؼ دينكـ عف رذو الحميراءخذوا ن»وسمـس

121

فػػروت عنػػو صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ الكثيػػر الكثيػػر مػػف األحاديػػث وعممتنػػا الكثيػػر الكثير مف شؤوف حياتنا الخاصة والعامة.

يا أخت أسماء ذات النطاقيف تذكري ما بذلتو تمػؾ الكريمػة مػف جيػد لتخػدـ صػاحب ـ الػػػدعوة صػػػمى اهلل عميػػػو وآلػػػو وسػػػمـ وصػػػاحبو الكػػػريـ رضػػػي اهلل عنػػػو وحػػػاولي تقػػػدي

بعػػض مػػا قػػدمت لتحشػػري معيػػا بفضػػؿ اهلل وتوفيقػػو، يػػا حفيػػدة أـ حبيبػػة أـ المػػؤمنيف رضي اهلل تعالى عنيا تذكري كيؼ طوت فراش رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسػمـ

، حػػاولي التمتػػع بمفاصػػمتيا فػػي الػػوالء كػػي ال يجمػػس عميػػو أبوىػػا بنجاسػػة كفػػره آنػػذاؾحتى ولو ألقػرب النػاس بالػدـ فنعػادي مػف عػادى اهلل وال نخشػى فػي اهلل لومػة الئـ.يػا حفيدة سمية اصبري عمى الحػؽ صػبر تمػؾ الكريمػة التػي أبػت أف تسػب النبػي صػمى

لقػاء ذلػؾ اهلل عميو وآلو وسمـ وأصرت عمى التوحيد واإلنتماء ودفعت حياتيا رخيصػة لتمقى اهلل وىو عنيا راض.

إال ورأيت أـ عمارة تقاتؿ دونػي، –في أحد –إحرصي يا أمة اهلل أف تحشري مع رة فكانػػت ترسػػا تتمقػػػى بجسػػميا السػػػياـ والرمػػاح عػػف النبػػػي صػػمى اهلل عميػػػو وآلػػو وسػػػمـ

عػالى عنيػا التػي بايعػت أـ عمػارة نسػيبة المازنيػة رضػي اهلل تحتى يظير اهلل دينو بعػالنبػي صػمى اهلل عميػو وآلػو وسػمـ عمػى القتػػاؿ والنصػرة فصػدقت ووفػت حتػى قػاؿ فػػي

ز المسمميف وذؿا الكافريف.حقيا صمى اهلل عميو وآلو وسمـسما التفت يمنة وال يسواستكماال لحمؿ الدعوة الكريمة عمى نهج المصطفى صمى ا عميه وهلػه وسػمـ نقػػدـ لألخػػت المسػػممة حاممػػة الػػدعوة لمحػػات يسػػيرة فيمػػا يجػػب أف تكػػوف عميػػه ،

ولتكػػوف عمػػى نيػػج ىػػؤالء الكريمػػات البلئػػي سػػبقنيا صػػانعة لتػػنجح دعوتهػػا الػػى ا لمرجاؿ أما وربة بيت، حاممة لمدعوة، آمرة بالمعروؼ ناىية عف المنكر، دائمة العمؿ

كما يحب ربنا ويرضى.والعطاء إلعزاز ديف اهلل في األرض حاممة الدعوة ستأتمؼ مع البعيدة، وتربي القريبة، وتداوي القموب،قاؿ الشاعرس

حرص عمى حفظ القموب مف اعذى فرجوعها بعػد التنافر يصعبإإف القػموب إذا تنػػافر ودرػػا مثؿ الزجاج كسررا ال يشعب

122

اطفة األـ الداعية الراعية سيمكنؾ ذلؾ اف بالكممة الطيبة، باالبتسامة الصادقة وبع شاءاهلل. حاممة الػدعوة س إذا قرعػت فقيػرة بابيػا ذكرتيػا بفقرىػا إلػى اهلل عػز وجػؿ، فأحسػنت

«يا أيها الناس أنػتـ الفقػراء إلػى ا وا رػو الغنػي الحميػد»إلييا، قاؿ اهلل تعالىس واب الصدقة ولو بشؽ تمرة.، فبل تنير سائبل وال تبخؿ عمى نفسيا بث.[44]فاطر

سنشد »حاممة الدعوة س تعمـ أنيا بأخواتيا، فاف لـ تكف بيف فمف تكوف بغيرىفسفدوما تتفقد أحواليف، تصؿ مف [.، 54]القصص «عضدؾ بأخيؾ ونجعؿ لكـ سمطانا

ذا عرضت ليا غيبة أو قطعيا وتعفو عمف ظمميا وتحسف إلى مف أساء إلييا وا وتعاونت معيف عمى البر والتقوى، فتغير بعظـ إثـ ذلؾمعيا نميمة ذكرت مف

ثـ. موضوع الحديث، لتصرؼ األذىاف عما فيو معصية وا

حاممػة الػػدعوة س ال تنتظػر المػػدح فػي عمميػػا مػف أحػػد، إنمػا تنظػػر فػي عمميػػا ىػػؿيصػػػمح لآلخػػػرة أـ ال يصػػػمح فيػػػي دائمػػػا تصػػػوب و ترتقػػػي إلػػػى األفضػػػؿ، وتحسػػػف

يػػا دوف أف تنتظػػر أي مقابػػؿ دنيػػوي وىػػي دائمػػا متطمعػػة طامعػػة فيمػػا لجاراتيػػا وأقاربعند اهلل تبارؾ وتعالى، تتحيف الفرصة المناسبة لػدعوة اآلخػريف إلػى اسػتئناؼ الحيػاة

اإلسبلمية بإقامة دولة الخبلفة الراشدة الثانية بإذف اهلل.

ر كػػػرات، و قػػػد حاممػػػة الػػػدعوة س إذا رأت أختػػػا مفتونػػػة ال تسػػػخر منيػػػا، فػػػاف لمقػػػدال تظيػػر الشػػماتة بأخيػػؾ فيعافيػػو اهلل و »منػػا النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ أف عم

وبػػدؿ ذلػػؾ تحمػػد اهلل عمػػى العافيػػة و تػػدعو ألختيػػا المسػػممة ]مسػػند الشػػامييف[، «يبتميػػؾ بالشفاء.

حاممػػة الػػدعوة س تجعػػؿ مػػف بيتيػػا مشػػغبل صػػغيرا تنفػػع بػػو الػػدعوة والمحتػػاجيف كػػأـيمػػػػا، مػػػػا وتعم سػػػػاكيف)زينب( رضػػػػي اهلل عنيػػػػا، و بيتيػػػػا دائمػػػػا عػػػػامر بالطاعػػػػة تعم الم

وترعى بنات حممة الدعوة الذيف أوقفوا وقتيـ كمو لمدعوة، و العمؿ إلعزاز ىذا الديف بعيدا عف األىؿ والبيت.

.

123

حاممة الدعوة س تعطػي حػؽ زوجيػا فػي التبتػؿ والتػزيف والتبعػؿ، فػذلؾ يعػدؿ أجػرمجاىد في سبيؿ اهلل كما ال تنسى حؽ دعوتيا حتػى تكػوف مػف صػويحبات خديجػة ال

رضي اهلل عنيا.

س مصباح خير وىدى في دروب التػائييف، تعػيف ىػذه عمػى النائبػات حاممة الدعوةو تضمد جراح تمؾ، و تشد عضد سائر أخواتيا العامبلت لمثبات عمى طريػؽ إقامػة

حكـ اهلل في األرض.

س تعمػػـ أف منياجيػػا حبػػر عمػػى ورؽ إف لػػـ تحيػػو بروحيػػا و حسػػيا ةحاممػػة الػػدعو وصدقيا وسموكيا و جيدىا المتواصؿ، لتكوف قرآنا يسير عمى األرض.

س ال تيػػدأ مػػف التفكيػػر فػػي ابتكػػار أسػػاليب جديػػدة فػػي الػػدعوة تنفػػع حاممػػة الػػدعوةى منيػػاج المسػػمميف و تعػػيف الػػدعاة عمػػى المضػػي قػػدما نحػػو خبلفػػة راشػػدة ثانيػػة عمػػ

[469]األنعػػاـ «قػؿ إف صػستي و نسػػكي و محيػاي و ممػاتي رب العػالميف»النبػوةمتذكرة أبا بكر الصديؽ رضي اهلل عنو، فعندما منعػوه مػف الصػبلة وقػراءة القػرآف إال

طفػػػاؿ فػػي بيتػػو ابتنػػى مسػػجدا فيػػػو وأخػػذ يرفػػع صػػوتو بػػػالقراءة ممػػا جعػػؿ النسػػاء واأل آف فكاف أسموبا رائعا.ينقذفوف عميو لسماع القر

ذا غضبت مف أحد فإنيا تدعو لو حاممة الدعوة س لسانيا دائـ الذكر واالستغفار وا باليدى والمغفرة والرضا والسداد وال تدعو عمى أبنائيا أو أبناء المسمميف وال تشتـ

هلل عميو عف جابر رضي المو عنو قاؿس قاؿ رسوؿ المو صمى اأحدا وال تسبو، فال تدعوا عمى أنفسكـ، وال تدعوا عمى أوالدكـ، وال تدعوا عمى أموالكـ، ال »وسمـس

]رواه مسمـ [« توافقوا مف المكه ساعة يسأؿ فيها عطاء، فيستجيب لكـ

:بزخػػارؼ الػػدنيا، قػػاؿ تطيػػب حياتيػػا باإليمػػاف والعمػػؿ الصػػالح ال حاممػػة الػػدعوةمػػف عمػػؿ صػػالحا مػػف ذكػػر أو أنثػػى ورػػو مػػؤمف فمنحيينػػه حيػػاة طيبػػة »تعػػالىس

[.79]النحؿ «ولنجزينهـ أجررـ بأحسف ما كانوا يعمموف

124

ف نامت عمى الحريػر والػذىب. حاممة الدعوة س تكوف دائما عمى تأىب لمقاء اهلل وا .[995]البقرة «بشر المؤمنيفواتقوا ا واعمموا أنكـ مسقوو و »قاؿ تعالىس

س ال تأسؼ عمى ما فات، وال تفرح بما ىو آت مف متاع الدنيا، ولو حاممة الدعوةلكػػي ال »أعطيػػت ممػػؾ سػػميماف لػػـ يشػػغميا عػػف دعػػوة اهلل طرفػػة عػػيف. قػػاؿ تعػػالىس ]الحديػد «تأسوا عمى مػا فػاتكـ وال تفرحػوا بمػا هتػاكـ وا ال يحػب كػؿ مختػاؿ فخػور

95].

س تسأؿ اهلل دائما الثبات عمى اإليمػاف، ال ترجػو غيػر اهلل وال تخػاؼ حاممة الدعوةسػػػػتئناؼ الحيػػػػاة اإلسػػػػبلمية عمػػػػى اهلل وراضػػػػية بقضػػػػائو، ماضػػػػية إلإال اهلل، متوكمػػػػة

بإيجاد دولة الخبلفة ال تخشى في اهلل لومة الئـ.

يػف وعمػـ، فيػي مشػعؿ س أوالدىا مؤدبوف دعاة قدوة، تربوا في بيػت دحاممة الدعوةػػػو نػػػور تيتػػػدي بػػػو األميػػػات فػػػي تربيػػػة أبنػػػائيف فػػػي ديػػػاجير ظممػػػات اإلعػػػبلـ الموج

ومناىج التعميـ المضمامة كما أنيا مشعؿ نور ليف كزوجة وكصديقة وحاممة دعوة. س تصػػػبر عمػػػى الػػػدعوة إلػػػى اهلل، واألمػػػر بػػػالمعروؼ والنيػػػي عػػػف حاممػػػة الػػػدعوة

يوب أخواتيا، وال تتعجػؿ وال تظػف بأحػد الكمػاؿ، بػؿ المنكر، وتصبر عمى إصبلح ع تنصح بمطؼ وتتابع باىتماـ وال تيمؿ.

ستبتعػػد عػػف كػػؿ مػػا قػػد يسػػيئ إلييػػا أو إلػػى دعوتيػػا وتترفػػع عػػف حاممػػة الػػدعوة الكثير مف المباحات لترتقي بنفسيا إلى منزلة المتقيف.

بالمواصفات الشرعية، واحذري أف احرصي يا أمة اهلل عمى اختيار جمبابؾ ليكوفال يكػوف زينػػة فػي نفسػػو، وتجنبػي األلػػواف التػي تمفػػت النظػر كػػي ال تػأثمي، احرصػػي عمػػػػى تغطيػػػػة القػػػػدميف فكثيػػػػر مػػػػف النػػػػاس ال يتنبيػػػػوف إلػػػػى أنيمػػػػا مػػػػف العػػػػورة، وفػػػػي مبلبسػػؾ فػػي الحيػػاة الخاصػػة احرصػػي عمػػى اف يتػػوفر فػػي لباسػػؾ مػػا يعكػػس حيػػاءؾ

اعاة نظر اهلل إليؾ ولو أنؾ بيف محارمػؾ، حفظػؾ ربػي ورعػاؾ وأعانػؾ وحشمتؾ ومر عمى حممؾ في زمف الغربة وجزاؾ اهلل خير الجزاء وسدد عمى الحؽ خطاؾ.

125

أخي حامؿ الدعوة ...انتي تعينك عهى انرجىع INTERNETإليؾ بعض المواقع عمى شبكة المعمومات الدولية

تىىو و انمالىىا ق و قاعىىاق اننالىىا و انتىىي تتعهىىة عحمىىم انىىهعى عهىىى ىى وجىىو و إنىىى انك

تزودك عأخبار انم همي عامة و خبار انهعى خاصة في جميع نحاء انعانم:tahrir.org-ut-www.hizb

sa.orgaq-www.al

www.alokab.com

voice.org-www.alummah

www.alwaie.org

www.khilafah.com

ؿ الدعوة...أخي الحبيب حامتتعرؼ عمييا وتستخدميا فػي فيػـ وتحميػؿ خارطة سياسية لمعالـاحرص عمى اقتناء

األخبػػػار التػػػي تجػػػري وتتجػػػدد يوميػػػا، متػػػذكرا أف وظيفتػػػؾ حمػػػؿ الػػػدعوة لمعػػػالـ كافػػػة، سػػيبمغ رػػذا الػػديف مػػا بمػػغ الميػػؿ و »لتحقيػػؽ نبػػوءة النبػػي صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ

مد(.)رواو اح «النهار

126

خسصة مواقؼ حامؿ الدعوة

موقؼ حامؿ الدعوة اععماؿ يقولا دائما ويعمل حبقها وياىد ف سبيلها الشهادة

يصلي الفرائض ويتطوع بالنوافل وحيافظ عليها الصلة يصوم رمضان ويتطوع بصيام النوافل دائما الصوم

ةيزكي مالو ويتصدق بالسر والعلني الزكاة حيج الفريضة ويتطوع كلما استطاع ذلك الج

صابرا على البلء واملصائب شاكرا هلل حمتسبا عليو الصرب يكظم غيظو ويعفو ويصفح ول حيقد على أحد اللم

يستحيي من اهلل ومن الناس بالسر والعلنية الياء صادق مع اهلل ومع الناس فيحافظ على عهده ووعده الصدق

صادق بقولو ل حيلف ل كاذبا ول صادقا لشهادةأداء ا حسن اللق متواضع لي اجلانب ل يؤذي أحدا حسن اللق

كرمي سخي يكرم مجيع الناس ول خيشي الفقر الكرم والسخاءيعمل املعروف مع مجيع الناس ويأمر بذلك دائما، وإن مل يكونوا أىل المر باملعروف

لذلك، فهو أىلو.

127

ينهى عن املنكر دائما ويغضب دمن يعملو وينهى عن ذلك بلسانو ويده لنهي عن املنكرا وقلبو.

يوف بوعده وعهده وحيافظ على ذلك. الوفاء بالعهد يسعى لنصرة املظلوم دائما ويقف جبانبو. نصرة املظلوم

.يث امللهوف ويسعى ملساعدتو دائما يغ إغاثة امللهوف ىن ويساعد احملتاجي دائما.يشفع بالس الشفاعة

يشكر صاحب املعروف دائما وحيفظ لو وده وعهده مراعيا أحكام الشكر على املعروف الولء الشرعي.

متواضع ىي لي اجلانب ول يتكرب على أحد متذكرا أن النعم كلها من اهلل. التواضع ل يغضب إل هلل ول حيقد على مسلم. الغضب

اعي المانة وحيافظ عليها يرعى حقوقها.ير المانة طاىر الثياب واجلسم واملكان ودائما على طهارة كاملة. النظافة

يغض بصره دائما ول ينظر للمحرمات مطلقا،بل يرتفع عن النظر ملا غض البصر خيدش الياء

يؤدي السلم على اجلميع ويرد التحية بأحسن منها. أداء السلم يقوم بالواجب بدون مراءاة ويراقب اهلل بعملو، ويتقنو ابتغاء وجو اهلل. لواجبالقيام با

حيافظ على مسعتو ومسعة غريه ول يذكر أحدا بسوء. احملافظة على السمعة حيرتم الكبري ويرحم الصغري ول حيتقر أحدا. احرتام الكبري

ديشي متواضعا ول يصعر خده للناس. املشي ف الطريق ل يؤذي أحدا ويصفح عن مجيع من آذاه من املسلمي. الذىكف

يتقن عملو ويؤديو على أكمل وجو ويراقب اهلل فيو. إتقان عملول يذكر أحدا بسوء ول يتكلم إل خبري ول يسمح هبا لحد ف جملسو النميمة

ويعرض عنها. ل يسمح هبا لحد ف جملسو ويعرض عنها. الغيبة

يتكلم إل بالصدق دائما.ل الكذب

128

ل ينافق ول يسمع من املنافقي ومستقيم دائما. النفاق ل يسب ول يشتم أحدا، معرض عن اجلاىلي. السب والشتم

ل يتكرب على أحد ول يستهزئ بأحد متواضع مع كل املسلمي. التكرب حدا بعملو.ل يعمل لرياه الناس بل لرياه اهلل فقط دون أن يقصد أ الرياء

بارا بوالديو ويسعى دائما إلسعادىم وكسب رضاىم. الرب بالوالدين يتفقدىم دائما ويساعدىم وحيافظ عليهم ويرعى مصالهم. الرب بالقرباء

يؤدي حقوقها ويلزمها الجاب وعدم التربج. الزوجة لة.يتعهدىم وحيسن تربيتهم ويعدىم ليكونوا رجال دعوة ورجال دو الولد

ل يؤذيهم مطلقا ويتعهدىم بالسؤال والزيارة دائما. معاملة اجلريان يتعهدىم ويتفقدىم ويواسيهم ويسأل عنهم دائما. اليتامى واملساكي

يتذكر املوت دائما ومستعد لو حماسبا نفسو على الصغرية والكبرية تذكر املوت استعدادا لذلك.

ره ويستمع إليو دائما.يقرأ القرآن ويتدب قراءة القرآن يدعو لنفسو ولوالديو وللمسلمي وعودة خليفتهم و سلطاهنم ف الرض. الدعاء

دائم الستغفار لنفسو ولوالديو وجلميع املسلمي. الستغفار كثري الصلة على النيب ف مجيع الوقات الصلة على النيب

الوقات و يعل لكل ذنب دائم التوبة والندم على ما فاتو ف مجيع التوبة توبة، ل يصر على معصية.

خياف اهلل ف السر والعلنية مراقبا اهلل ف مجيع أعمالو. الوف من اهلل دائم التوكل على اهلل ف مجيع أعمالو قبل و أثناء و بعد الخذ بالسباب. التوكل على اهلل

دائم الذكر بقلبو ولسانو بعملو ومعاملتو. ذكر اهلل يعمل الري مع مجيع الناس ويأمر بذلك. العمل الصاحل

نذر نفسو للجهاد ف سبيل اهلل ليجاىد دبالو ونفسو ويعمل إلياد اجلهاد القائد الفعلي جليش المة اإلسلمية)الليفة(.

129

ينهل من الثقافة اإلسلمية ما يلزمو حمبا للعلم والعلماء والفقهاء موقرا العلم والعلماءىم رافعا شأهنم منزل الناس منازلم مراعيا أدب اللف عند إيا

نصحهم وخمالفتهم.

مواقؼ مف نور... سرية عاصـ بف ثابت رضي ا عنه

بعػث رسػوؿ الماػو صػمى اهلل عميػو وسػمـ عشػرة عف أبي ىريرة، رضي المو عنو، قاؿس، رضػي المػو عنػو، فػانطمقوا رىط عينا سرية، و أمر عمييـ عاصـ بف ثابت األنصاري

س بنػػوا ـ ػػة، ذكػػروا لحػػيا مػػف ىػػذيؿ يقػػاؿ ليػػ حتػػى إذا كػػانوا باليػػداة، بػػيف عسػػفاف ومكػوا آثػار ـ لحياف، فنفروا ليـ بقريب مف مائػة رجػؿ راـ فاقتص ـ عاصػ ػا أحػس بيػ ، فمم ـ ى

ـ ولكػػـ ، فقػػالوا انزلػوا، فػػأعطوا بأيػديك ـ القػوـ ؤأصػحابو، لجػأوا إلػػى موضػع، فأحػػاط بيػ، أمكا أنا فس العيد والميثاؽ أف ال نقتؿ منكـ أحدا، فقاؿ عاصـ بف ثابت: أيها القوـ

ـك أخبػر عنكػا نبيكػؾ صػمى ا عميػه وسػمكـ. ذمػة كػافر أنزؿ عمى ـ بالنبػؿ المهػ فرمػوىـ خبيػػب، وزيػػد بػػف ـ ثبلثػػة نفػػر عمػػى العيػػد والميثػػاؽ، مػػني فقتمػػوا عاصػػما، ونػػزؿ إلػػيي

ا استمكنوا ـ بيا، قاؿ الرجؿ الدثنة ورجؿ آخر، فمم ، فربطوى ـ أطمقوا أوتار قسيايـ منيؿ الغدر والمكه ال أصحبكـالثالػثس وه إفك لي بهؤالء أسوة، يريد القتمػى ، رذا أوك ، فجػر

، فقتموه، وانطمقوا بخبيب، وزيد بف ـ الدثنػة، حتػى باعوىمػا وعالجوه، فأبي أف يصحبيبمكة بعد وقعة بػدر، فابتػاع بنػو الحػارث ابػف عػامر بػف نوفػؿ بػف عبػد منػاؼ خبيبػا،

131

وكاف خبيب ىو قتؿ الحارث يوـ بدر، فمبث خبيػب عنػدىـ أسػيرا حتػى أجمعػوا عمػى فأعارتػو، فػدرج بنػي ليػا ار مف بعض بنات الحػارث موسػى يسػتحد بهػافاستعقتمػو،

وىػػي غافمػػػة حتػػى أتػػػاه، فوجدتػػو مجمسػػػو عمػػػى فخػػذه والموسػػػى بيػػده ، ففزعػػػت فزعػػػة ألفعػؿ ذلػؾ، قالػت س والمػو مػا رأيػت عرفيا خبيب ، فقاؿ س أتخشيف أف أقتمو ما كنت

نكػه فوالمكه لقد وجدته يوما يأكؿ قطفا مف أسيرا خيرا مف خبيب ، عنػب فػي يػدو، وااػا وكانػت تقػوؿس إنػو لػرزؽ رزقػو المػو خبيبػا ،لموثؽ بالحديد وما بمككػة مػف ثمػرة ، فمم

، قػػاؿ ليػػـ خبيػػبس دعػػوني أصػػمي ركعتػػيف ، خرجػػوا بػػو مػػف الحػػرـ ليقتمػػوه فػػي الحػػؿاـك فتركوو ، فركع ركعتيف، فقاؿ : والمكػه لػوال أف تحسػبوا أفك مػابي جػزع لػزدت : المكهػ

ـ بددا ، وال ـ عددا ، واقتمه . تبؽ منهـ أحدا أحصه

وقاؿس

عمى أيا جنب كاف لمو مصرعي فمست أبالي حيف أقتؿ مسمما

ف يشأ يبارؾ عمى أوصاؿ شمو ممزع وذلؾ في ذات اإللو وا

ػسة وكػاف خبيػب رػو سػفك لكػؿ مسػمـ قتػؿ صػب يعنػي النبػي صػػمى اهلل وأخبػررا الصكـ ، وبعػػث نػػاس مػػف قػػريش إلػػى عاصػػـ بػػف وسػػمـ.عميػػو أصػػحابو يػػوـ أصػػيبوا خبػػرى

ثابػػػػت حػػػػيف حػػػػداثوا أنػػػػو قتػػػػؿ أف يؤتػػػػوا بشػػػػيء منػػػػو يعػػػػرؼ . وكػػػػاف قتػػػػؿ رجػػػػبل مػػػػف ، ـ ـ يقػدروا المكه لعاصـ مثؿ الظمكة مػف الػدكبر، فحمتػه مػف رسػمهـ فبعث عظمائي ، فمػ

. (رواه البخاري ) أف يقطعوا منو شيئا.

ـ بػد » قولو س اليداة س موضػع ، والظمػة س السػحاب ، والػدبر س النحػؿ . وقولػو س بكسػر البػاء « دا اقػتميـ حصصػا منقسػمة لكػؿا واحػد وفتحيا ، قاؿ ىػو جمػع بػدة بكسػر البػاء ، وىػو النصػيب ، ومعنػاه اقتميػػ

قيف في القتؿ واحدا بعد واحد مف التبديد . ـ نصيب ، ومف فتح ، قاؿ س معناه س متفرا مني

131

ا حبيبسالحظ ي .)ال يأمف المؤمف الكافر)أما أنا فبل أنزؿ عمى ذمة كافر نبيؾ(. االعبلقة قوية ومباشرة مع اهلل سبحانو)الميـ أخبر عن .)ال يمدغ المؤمف مف جحر واحد مرتيف)ىذا أوؿ الغدر الحرص عمى السنة رغـ اإلقباؿ عمى القتؿ)فاستعار..االستحدادس ىػو حمػؽ العانػة

سنف الفطرة كما مر معنا(.وىو مف اهلل لطيػػؼ بعبػػاده يػػرزؽ مػػف يشػػاء وىػػو القػػوي العزيز)كػػاف يأكػػؿ العنػػب رغػػـ أنػػو

مكبؿ(. كف مع اهلل وال تباؿ. .)اجعؿ آخر عيدؾ في الدنيا الصبلة)دعوني أصمي مػػا ممػػات يغػػيظ اصػدع بػػالحؽ ولػػو كنػت تقتػػؿ وتقطػػع، فإمػا حيػػاة تسػػر الصػديؽ وا

ولست أبالي حيف أقتؿ مسمما(..)العدا احفظ اهلل يحفظؾ )أرسؿ اهلل جندا مف جنوده ليحفظوا جسـ عاصـ ممف أرادوا أف

والنحؿ.يمثاموا بو( الدبر

132

حاطب بف أبي بمتعة رضي ا عنه ر يوـ بد

لما سمع حاطب بف أبي بمتعػة منػادي النبػي عميػو الصػبلة و السػبلـ يقوؿسىػذه عيػر قريش فييا أمواليـ فاخرجوا إلييا لعؿ اهلل أف ينفمكموىا.

أجاب حاطب و خرج بسيفو، و لمػا التقػى الجمعػاف عنػد بػدر، أبمػى حاطػب بػف أبػي بمتعة ببلء حسنا .

يوـ أحد ثبػػػت حاطػػػب بػػػف أبػػػي بمتعػػػة بجانػػػب الرسػػػوؿ صػػػمى اهلل عميػػػو و سػػػمـ حػػػيف انكشػػػؼ النػػاس و راح ىػػو و بعػػض الصػػحابة يػػذودوف عنػػو و قػػد عاىػػدوه صػػمى اهلل عميػػو و

سمـ عمى الموت .ء عبػػد لحاطػػب و جػػا و شػػيد حاطػػب بػػف أبػػي بمتعػػة غػػزوة الخنػػدؽ و صػػمح الحديبيػػة

بف ابي بمتعة يشكو حاطبا فقاؿس يا نبي اهلل ليدخمف حاطب النار. -

فقاؿ الصادؽ المصدوؽ صمى اهلل عميو وسمـس )رواه مسمـ( «كذبت ال يدخمنيا، إنو شيد بدرا والحديبية »-

رسوؿ رسػوؿ ا صػمى ا عميػه وسمـ إلى المقوقس صاحب مصر.

133

لـ -صمح الحديبية -قريشا عمى السمـاهلل عميو وسمـ د رسوؿ اهلل صمى بعد أف عاىيػػركف إلػػى الدعػػة واليػػدوء لقػػد أمػػره اهلل عػػز وجػػؿ أف يبمػػغ الرسػػالة..فبعث أبػػو القاسػػـ صػػػمى اهلل عميػػػو وسػػػمـ إلػػػى ممػػػوؾ األرض وحكاميػػػا فأرسػػػؿ إلػػػى قيصػػػر، وكسػػػرى،

والنجاشي.

مصر قاؿ س ولما أراد خاتـ النبييف صمى اهلل عميو وسمـ أف يبعث إلى أييا الناس أيكـ ينطمؽ بكتابي ىذا إلى صاحب مصر وأجره عمى اهلل -

فوثب إليو حاطب بف أبي بمتعة وقاؿ س أنا يا رسوؿ اهلل . -

فقاؿ عميو الصبلة والسبلـس بارؾ اهلل فيؾ يا حاطب. -

رسػػػوؿ اهلل صػػػمى اهلل عميػػػو وسػػمـ وشػػػد عمػػػى راحمتػػػو وسػػػار إلػػػى أخػػذ حاطػػػب كتػػػاب مصر، كاف يعرؼ الطريؽ إلييا فقد خرج لمتجارة إلى مصر أكثر مف مرة.

كػػاف عمػػى مصػػر جػػريج بػػف مينػػاء، كػػاف مصػػريا ولكنػػو كػػاف يحكػػـ مصػػر مػػف قبػػؿ ، وكانػػػت االسػػػكندرية مقػػػر ضػػػرائب ثػػػـ يحمميػػػا إلػػػى القسػػػطنطينيةىرقػػػؿ يجمػػػع لػػػو ال

حكمو. قدـ حاطب بف أبي بمتعو كتاب رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ إلى المقوقس فقرأهس

بسـ اهلل الرحمف الرحيـ مف محمد بف عبد اهلل إلى المقوقس عظيـ القبط، سبلـ عمى مف اتبع اليدى ...

أما بعدرؾ مػػرتيف، فػػإف توليػػت فإنمػػا فػػإني أدعػػوؾ بدعايػػة اإلسػػبلـ، أسػػمـ تسػػمـ يؤتػػؾ اهلل أجػػ

ثـ القبط ،ميؾ إع

ـ أالك نعبػد إالك المػه وال نشػر » ؾ قؿ يا أرؿ الكتاب تعالوا إلى كممػة سػواء بيننػا وبيػنكػػػف دوف المػػػه فػػػ ف تولكػػػوا فقولػػػوا أربابػػػا م بػػػه شػػػيئا وال يتكخػػػذ بعضػػػنا بعضػػػا

134

.(61)آؿ عمراف س «دوا بأنكا مسمموف اشه

التفت المقوقس إلى حاطب بف أبي بمتعة وسألوسمػا منعػػو إف كػػاف نبيػػا أف يػػدعو عمػػى مػػف خالفػو مػػف قومػػو وأخرجػػوه مػػف بمػػده إلػػى -

غيرىا

ستحساناسميناء قولو لما رأى مف الحاضريف إ، فأعاد جريج بف وصمت حاطبا أف يػػدعو عمػػى مػػف خالفػو مػػف قومػػو وأخرجػػوه مػػف بمػػده إلػػى مػا منعػػو اف كػػاف نبيػػ -

غيرىا أف يسمط عمييـ قاؿ حاطب بف أبي بمتعةس

ألست تشيد أف عيسى بف مريـ رسوؿ اهلل - قاؿ الموقسس

بمى - قاؿ حاطب بف أبي بمتعةس

فمالو حيث أراد قومو صمبو لـ يدع عمييـ حتى رفعو اهلل إليو - اعجابا وقاؿس فيز المقوقس رأسو

أحسنت أنت حكيـ جاء مف عند حكيـ. - فقاؿ حاطب بف أبي بمتعةس

انو كاف قبمؾ رجؿ يزعـ أنو الرب األعمى فأخػذه اهلل نكػاؿ اآلخػرة واألولػى، فػانتقـ - بو ثـ انتقـ منو فاعتبر بغيرؾ وال يعتبر غيرؾ بؾ.

135

ئيؿ فنجػا كمػيـ اهلل إنو يقصد فرعوف عندما خػرج وراء موسػى عميػو السػبلـ وبنػي إسػرا وبنو اسرائيؿ وغرؽ فرعوف ومف معو.

نظر المقوقس إلى حاطب في دىشة وبدت في عيوف الموجوديف تسػاؤالتس مػف أيػف لذلؾ العربي مثؿ ىذا العمـ

واستطرد حاطب سف ىذا النبػي دعػا النػاس فكػاف أشػدىـ عميػو قػريش وأعػداىـ لػو ييػود وأقػربيـ إ -

ولعمػػري مػػا بشػػارة صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ( النصػػارى)الذيف آمنػػوا بنبوتػػوموسى بعيسى عمييما السبلـ اال كبشارة عيسى بمحمػد صػمى اهلل عميػو وسػمـ

، وما دعاؤنا إياؾ إلى القرآف إال كدعائؾ أىؿ التوراة إلى اإلنجيؿ. مزىػػود فيػػو وال نػػي نظػػرت فػػي أمػػر ىػػذا النبػػي فرأيتػػو ال يػػأمر بقس س إفقػػاؿ المقػػو

، ووجػػدت بالسػػاحر الضػػاؿ وال الكػػاىف الكػػذاب، ولػػـ أجػػده رغػػوب عنػػوينيػػى عػػف م ، وسأنظر. واالخبار بالنجوى –الغائب المستور –معو آلة النبوة بإخراج الخبء بسػػـ اهلل الػػرحمف الػػرحيـ سلمحمػػد بػػف عبػػد اهلل مػػف سوكتػػب المقػػوقس كتابػػا جػػاء فيػػو

المقوقس عظيـ القبط سبلـ عميؾ أما بعد...ابػػؾ وفيمػػت مػػا ذكػػرت فيػػو ومػػا تػػدعو إليػػو، وقػػد عممػػت أف نبيػػا قػػد بقػػي فقػد قػػرأت كت

وقػد كنػت أظػف أنػو يخػرج مػف الشػاـ، وقػد أكرمػت رسػولؾ وبعثػت لػؾ بجػاريتيف ليمػا مكاف في القبط عظيـ وبثياب وأىديت إليؾ بغمة لتركبيا والسبلـ عميؾ.

) عف كتاب سفراء الرسوؿ بتصرؼ(.

الحظ أخي يا حامؿ الدعوة أىمية التحمي بالحكمة. الحظ أىمية الثقافة المركزة.

الحظ أىمية قراءة القرآف، وعيو، وحفظو.

136

الحظ أخي حسف التأتي وأسموب الخطاب. معمـ الناس الخير وعمى آلو وصحبو وسمـ تسميما كثيرا. وصمى اهلل عمى

دؽ كعب بف مالؾ رضي ا عنهص تخمؼ كعب رضي اهلل عنو مع ىبلؿ بف أمية والمرارة بف الربيع رضي اهلل عنيما عف الغزو مع رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وآلو وسمـ غزوة تبوؾ، ولما عاد مف الغزو رىـ اعتذر إليو مف اعتذر مف األعراب فقبؿ منيـ واستغفر ليـ إال ىؤالء الثبلثة أخصمى اهلل عميو وآلو وسمـ حتى نزؿ فييـ قرآف، وىاكـ القصة يروييا كعب رضي

اهلل عنوس

. وغزا رسوؿ المو تمؾ الغزوة حيف طابت الثامار والظابلؿ , وأنا ….قاؿ كعب سـ والمسمموف معو, وطفقت إلييما أصعر. فتجيز رسوؿ المو صمى المو عميو وس م

ـ أقض ـ غدوت فرجعت ول ـ أقض مف جيازي شيئا, ث , فم ـ أغدو لكي أتجيز معيـ يزؿ ذلؾ يتمادى حتى أسرعوا وتفارط الغزو, وىممت أف أرتح , شيئا. فم ـ ؿ فأدركي

ـ يقدر ذلؾ لي, فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج النبي فيا ليتني فعمت, فمـ يحزنني أناي ال أرى لي أسوة إال رجبل مغموصا عميو في صمى المو عميو وسم

ـ يذكرني رسوؿ المو صمى المو عميو النافاؽ أو عفاء. ول ف عذر المو مف الض رجبل مموسمـ حتى بمغ تبوؾ, فقاؿ وىو جالس في القوـ بتبوؾس " ما فعؿ كعب بف مالؾ

وؿ المو حبسو برداه والنظر في عطفيو. فسكت " فقاؿ رجؿ مف بني سممة س يا رس رسوؿ المو صمى المو عميو وسمـ فبينا ىو عمى ذلؾ رأى رجبل مبيضا يزوؿ بو

س " كف أب ا خيثمة " فإذا ىو أبو السراب, فقاؿ رسوؿ المو صمى المو عميو وسمـخيثمة األنصاري, وىو الذي تصدؽ بصاع التمر, فممزه المنافقوف. قاؿ كعبس فمما

137

و قافبل مف تبوؾ حضر ـ قد توج ني ىماي, بمغني أف رسوؿ المو صمى المو عميو وسمـ أخرج مف سخطو غدا وأستعيف عمى ذلؾ بكؿا ذي فطفقت أتذكر الكذب وأقوؿ ب

ا قيؿس إف رسوؿ المو صمى المو عميو وسمـ قد أظؿ قادما زاح رأي مف أىمي. فمم, حتى عرفت أناي لف أنجو منو بشيء أبدا, فأجمعت صدقو. وأصبح عناي الباطؿ

ـ مف سفر بدأ بالمسجد فركع رسوؿ المو صمى المو عميو وسمـ قادما, وكاف إذا قدـ جمس لمناس ; ا فعؿ ذلؾ جاءه المخمافوف, فطفقوا يعتذروف إليو فيو ركعتيف ث فمم

ـ رسوؿ المو صمى المو عميو ويحمفوف لو, وكانوا بضعة وثمانيف رجبل, فقبؿ مني , ـ ـ واستغفر لي ـ وبايعي ا وسمـ عبلنيتي ووكؿ سرائرىـ إلى المو; حتى جئت, فممـ قاؿ ـ تبسـ المغضب, ث فجئت أمشي حتى جمست بيف يديو " تعاؿ ! "سممت تبس

ـ تكف قد ابتعت ظيرؾ " قاؿس قمت يا رسوؿ المو إناي , فقاؿ ليس " ما خمفؾ, ألوالمو لو جمست عند غيرؾ مف أىؿ الدنيا لرأيت أناي سأخرج مف سخطو بعذر! لقد أعطيت جدال, ولكناي والمو لقد عممت لئف حدثتؾ اليوـ حديث كذب ترضى بو عناي

, ولئف حدثتؾ حديث صدؽ تجد عمي فيو إناي ألرجو ل يوشكف المو أف يسخطؾ عميفيو عفو المو; والمو ما كاف في عذر, والمو ما كنت قط أقوى وال أيسر مناي حيف

ـ حتى تخمفت عنؾ! فقاؿ رسوؿ ال ا ىذا فقد صدؽ , ق س " أم مو صمى المو عميو وسمـيقضي المو فيؾ! " فقمت, وثار رجاؿ مف بني سممة, فاتبعوني وقالواس والمو ما

كوف اعتذرت إلى رسوؿ المو صمى عممناؾ أذنبت ذنبا قبؿ ىذا, لقد عجزت أف ال ت ـ بما اعتذر بو المتخمافوف, فقد كاف كافيؾ ذنبؾ استغفار رسوؿ المو المو عميو وسم

تى أردت أف أرجع إلى صمى المو عميو وسمـ لؾ. قاؿس فوالمو ما زالوا يؤنابونني, ح ـ س ىؿ لقي ىذا ـ قمت لي ـ فأكذاب نفسي. قاؿس ث رسوؿ المو صمى المو عميو وسم

ـ لقيو معؾ رجبلف قاال مثؿ ما قمت وقيؿ ليما مثؿ ما قيؿ معي أحد قالواس نعبيع العامري وىبلؿ بف أمية الواقفي. ل ؾ. قاؿس قمت مف ىما قالواس مرارة بف الر

فييما أسوة . قاؿس فمضيت حيف ليقاؿس فذكروا لي رجميف صالحيف قد شيدا بدرا ـ المسمميف عف صمى المو عميو وسم مو ذكروىما لي. ونيى رسوؿ ال

138

الثبلثة مف بيف مف تخمؼ عنو, قاؿس فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى نحفكبلمنا ثنا عمى ذلؾ خمسيف تنكرت لي في نفسي األرض فما ىي باألرض التي أعرؼ, فمب

ا أنا فكنت أشب القوـ ليمة. فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتيما يبكياف, وأمبلة وأطوؼ في األسواؽ وال يكمامني أحد, وآت , فكنت أخرج وأشيد الص ي وأجمدىـ

بلة , فأقوؿ ـ فأسماـ عميو وىو في مجمسو بعد الص رسوؿ المو صمى المو عميو وسمـ أصماي معو وأسارقو النظر, فإذا في ـ ال ث نفسي ىؿ حرؾ شفتيو بردا السبلـ أ

ذا التفت نحوه أعرض عناي. حتى إذا طاؿ ذلؾ أقبمت عمى صبلت ي نظر إلي وا عمي مف جفوة المسمميف, مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وىو ابف عماي

, فسممت عميو, فوالم يا أبا قتادة أنشدؾ سو ما رد عمي السبلـ, فقمتوأحب الناس إليبالمو ىؿ تعمـ أناي أحب المو ورسولو فسكت, قاؿس فعدت فناشدتو فسكت, فعدت

ليت حتى تسورت الجدار. فناشدتو فقاؿس المو ورسولو أعمـ ! ففاضت عيناي, وتو ـ بالطعاـ مفبين ف قد ا أنا أمشي في سوؽ المدينة, إذا بنبطي مف نبط أىؿ الشاـ مم

ف لو يبيعو بالمدينة, يقوؿس مف يدؿ عمى كعب بف مالؾ قاؿ س فطفؽ الناس يشيرو ا بعد حتى جاءني, فدفع إلي كتابا مف ممؾ غساف وكنت كاتبا, فقرأتو فإذا فيوس أم

ـ يجعمؾ المو بدار ىواف وال مضيعة, فالحؽ فإنو قد بمغنا أف صاحبؾ قد جفاؾ, ولؾ! قاؿس فقمت حيف قرأتوس وىذا أيضا مف الببلء. فتأممت بو التنور فسجرتو بنا نواس

بو. حتى إذا مضت أربعوف مف الخمسيف واستمبث الوحي إذا رسوؿ رسوؿ المو ـ يأتيني ـ يأمرؾ أف صمى المو عميو وسم فقاؿس إف رسوؿ المو صمى المو عميو وسم

ـ ماذا أفعؿ قاؿس ال بؿ اعتزليا فبل تقربيا! تعتزؿ امرأتؾ, قاؿس فقمتس أطماقيا أمرأتيس الحقي بأىمؾ تكوني عندىـ قاؿس وأرسؿ إلى صاحبي بذلؾ, قاؿس فقمت ال

حتى يقضي المو في ىذا األمر! قاؿس فجاءت امرأة ىبلؿ رسوؿ المو صمى المو ـ فقالتس يا رسوؿ المو إف ىبلؿ بف أمية شيخ ضائع ليس لو خا فيؿ دـعميو وسم

تكره أف أخدمو فقاؿس " ال, ولكف ال يقربنؾ " قالتس فقمتس إنو والمو ما بو حركة كاف مف أمره ما كاف إلى يومو ىذا! قاؿس إلى شيء, ووالمو ما زاؿ يبكي منذ

139

ىميس لو استأذنت رسوؿ المو صمى المو عميو وسمـ في امرأتؾ فقد فقاؿ لي بعض أ أذف المرأة ىبلؿ أف تخدمو! قاؿس فقمت ال أستأذف فييا رسوؿ المو صمى المو عميو

, وما يدريني ماذا يقوؿ ل ـ ي إذا استأذنتو فييا وأنا رجؿ شاب. فمبثت بعد ذلؾ وسمعشر لياؿ, فكمؿ لنا خمسوف ليمة مف حيف نيى رسوؿ المو صمى المو عميو وسمـ

ـ صميت صبلة الفجر صباح خمسيف ليمة عمى ظير بيت مف عف كبلمنا . قاؿ س ثا أنا جالس عمى الحاؿ التي ذكر المو عنا قد ضاقت عمي نفسي م بيوتنا, فبين

وضاقت عمى األرض بما رحبت, سمعت صوت صارخ أوفى عمى جبؿ سمع يقوؿ كعب بف مالؾ أبشر! قاؿس فخررت ساجدا, وعرفت أف قد جاء بأعمى صوتوس يا

ـ بتوبة المو عمينا حيف صمى فرج . قاؿس وأذف رسوؿ المو صمى المو عميو وسمؿ صاحبي مبشاروف, وركض رجؿ صبلة الفجر, فذىب الناس يبشاروننا, فذىب قب

وت أسرع مف الفرس. ـ قبمي وأوفى الجبؿ, وكاف الص إلي فرسا, وسعى ساع مف أسما جاءني الذي سمعت صوتو يبشارني نزعت لو ثوب بشارتو, إياه ب ماي, فكسوتيافمم

والمو ما أممؾ غيرىما يومئذ, واستعرت ثوبيف فمبستيما. وانطمقت أتأمـ رسوؿ المو , فتمقاني الناس ـ ؾ فوجا فوجا يينائوني بالتوبة, ويقولوفس لتين صمى المو عميو وسم

توبة المو عميؾ! حتى دخمت المسجد, فإذا رسوؿ المو صمى المو عميو وسمـ جالس ـ إلي طمحة بف عبيد المو ييروؿ حتى صافحني في المسجد حولو الناس, فقا

ـ رج قاؿس فكاف كعب ال ينساىا لطمحة -ؿ مف المياجريف غيرهوىنأني, والمو ما قاـ قاؿ وىو يبرؽ سقاؿ كعب - ا سممت عمى رسوؿ المو صمى المو عميو وسم فمم

" فقمتس أمف لدتؾ أمؾ!أبشر بخير يوـ مرك عميؾ منذ و وجيو مف السرورس "ـ مف عند المو قاؿس " ال بؿ مف عند المو " . وكاف رسوؿ عندؾ يا رسوؿ المو, أالمو صمى المو عميو وسمـ إذا سر استنار وجيو حتى كأف وجو قطعة قمر, وكنا

ا جمست بيف يديو قمتس يا رسوؿ المو إف مف توبتي أف ن عرؼ ذلؾ منو. قاؿس فممـ أنخمع لى رسولو فقاؿ رسوؿ المو صمى المو عميو وسم مف مالي صدقة إلى المو وا

" قاؿس فقمتس فإناي أمسؾ سيمي الذي خير لؾ ! " أمسؾ بعض مالؾ فيو

141

ف مف توبتي أف ال دؽ, وا بخيبر. وقمتس يا رسوؿ المو إف المو إنما أنجاني بالصاا مف المسمميف ابتبله المو في أحداث إال صدقا ما بقيت! قاؿ س فوالمو ما عممت أحد

ا ابتبلني, بلة والسبلـ أحسف مم صدؽ الحديث منذ ذكرت ذلؾ لرسوؿ المو عميو الصـ إلى يومي ىذا والمو ما تعمدت كذبة منذ قمت ذلؾ لرسوؿ المو صمى المو عميو وس م

ناي أرجو أف يحفظني المو فيما بقي. قاؿس فأنزؿ الموس لقد تكاب ا عمى النكبي », وا وب والمهاجريف واعنصار الكذيف اتكبعوو في ساعة العسرة مف بعد ما كاد يزيغ قم

ـ رؤوؼ ركحيـ ـ إنكه به ـك تاب عميه ـ ث نه وعمى الثكسثة الكذيف خمفوا (117)فريؽ مـ وظنوا أف الك ـ أنفسه ـ اعرض بما رحبت وضاقت عميه حتكى إذا ضاقت عميه

ـ ممجأ مف المه إ ـ ليتوبوا إفك المه رو التكوكاب الركحي ـك تاب عميه يا (118)الك إليه ثادقيف . (119-117 التوبة ) "(119)أيها الكذيف همنوا اتكقوا المه وكونوا مع الصك

ـ المو عمي مف نعمة قط بعد أف ىداني لئلسبلـ أعظـ في قاؿ كعب س والمو ما أنعـ أف ال أكوف كذبتو فأىمؾ كما نفسي مف صدقي رسوؿ المو صمى المو عميو وسم

»الوحي شر ما قاؿ ألحدس بوه, فإف المو قاؿ لمذيف كذبوا حيف أنزؿ ىمؾ الذيف كذ ـ رجس ـ إنكه ـ فأعرضوا عنه ـ لتعرضوا عنه ـ إليه ـ إذا انقمبت سيحمفوف بالمكه لك

ـ جهنكـ جزاء بما كانوا يكسبوف عف ال يرضى »إلى قولوس (74س)التوبة« ومأوارقاؿ كعبس خمفنا أييا الثبلثة عف أمر أولئؾ الذيف (74 )التوبةس « الفاسقيف القوـ

, ـ ـ واستغفر لي ـ توبتيـ حيف حمفوا لو , فبايعي قبؿ رسوؿ المو صمى المو عميو وسمـ أمرنا حتى قضى المو فيو , فبذلؾ قاؿ المو س وأرجأ رس وؿ المو صمى المو عميو وسم

ا خمفنا عف الغزو إنما ىو «وعمى الثبلثة الذيف خمافوا » وليس الذي ذكر المو ممرجاؤ ف حمؼ لو واعتذر إليو , فقبؿ منيـ تخميفو إيانا وا )تفسير القرطبي(.. ه أمرنا عم

الطاعػػة، ضػػياع اعجػػر، بػػؿ والوقػػوع الحػػظ أخػػي كيػػؼ يػػورث التػػردد فػػي تعجيػػؿ ايثـ، والحظ بعد ذلؾ ثمرة الصدؽ، والصبر، والطاعة.ب

مى الشػيطاف مػف معػاودة إغرائػه في التنور كي يغمؽ الباب ع الحظ سجرو لمكتاب

141

وابتسئه. الحظ الطاعة بمختمؼ مستوياتها، مف قبؿ المسمميف.جعمنػػا ا مػػف الػػذيف يسػػتمعوف القػػوؿ، فيتبعػػوف أحسػػنه وصػػمى ا عمػػى النبػػي

اعسوة وعمى هله وصحبه وسمـ. سعد بف أبي وقاص ورجاله

ىرثمة وحذيفة بف محسف أرسؿ سعد إلى المغيرة وبسر بف أبي رىـ وعرفجة بفوربعي بف عامر وقرفة بف أبي زاىر التيمي الوائمي ومذعور بف عدي العجمي والمضارب بف يزيد وسعيد بف مرة وىما مف بني عجؿ أيضا وكاف سعيد مف دىاة

نتبع ما تأمرنا به العرب فقاؿ ليـ سعدس إني مرسمكـ إلى ىؤالء فما عندكـ قالوا أمر لـ يكف منؾ فيه شيء نظرنا أمثؿ ما ينبغي وأنفعه وننتهي إليه ف ذا جاء اذىبوا فتييئوا فقاؿ ربعي بف عامر قاؿ سعدس ىذا فعؿ الحزمةلمناس فكممنارـ به

إف األعاجـ ليـ آراء وأدب ومتى نأتيـ جميعا يروف أنا قد احتفمنا ليـ، فبل تزدىـ ربعي بف عامرفخرج عمى رجؿ، فمالئوه جميعا عمى ذلؾ فقاؿس فسرحني، فسرحو،

الفرس في القادسية( عسكره، فقالوا لو ضع سبلحؾ .فقاؿس ليدخؿ عمى رستـ)قائد ال إني لـ آتكـ فأضع سبلحي بأمركـ أنتـ دعوتموني فإف أحببتـ أف آتيكـ كما أريد وا

ئذنوا لو ىؿ ىو إال رجؿ، فأقبؿ يتوكأ عمى رمحو وزجو قاؿ إفأخبروا رستما ف رجعتالخطو ويزج النمارؽ والبسط فما ترؾ ليـ نمرقة وال بساطا إال أفسده نصؿ يقارب

وجمس عمى األرض وتركيا متيتكة مخرقة، فمما دنا مف رستـ تعمؽ بو الحرس، فقالوا ما حممؾ عمى ىذا قاؿ أنا ال نستحب القعود عمى وركز رمحو في البساط

وجاء بنا لنخرج مف شاء مف اهلل ابتعثنا زينتكـ، فقاؿ لو رستـ ما جاء بكـ فقاؿس عبادة العباد إلى عبادة اهلل تعالى ومف ضيؽ الدنيا إلى سعة اآلخرة ومف جور األدياف إلى عدؿ اإلسبلـ فأرسمنا بدينو إلى خمقو لندعوىـ إليو فمف قبمو قبمنا ذلؾ منو ورجعنا عنو وتركناه وأرضو يمييا دوننا ومف أبى قاتمناه أبدا حتى نفضي إلى

اهلل قاؿ وما موعود اهلل قاؿ الجنة لمف مات عمى قتاؿ مف أبى والظفر لمف موعود

142

رستـ قد سمعنا مقالتكـ فيؿ لكـ أف تؤخروا ىذا األمر حتى ننظر فيو بقي قاؿوتنظروا قاؿس نعـ. كـ أحب إليؾ أيـو أـ يوماف قاؿ ال، بؿ حتى نكاتب أىؿ رأينا

اهلل وعمؿ بو أئمتنا أال نمكف األعداء مف إف مما سف لنا رسوؿ ورؤساء قومنا فقاؿس فنحف مترددوف عنكـ ثبلثا فانظر في بداتنا وال نؤجميـ عند اإللتقاء أكثر مف ثبلثالجزاء اختر اإلسبلـ وندعؾ وأرضؾ أو أمرؾ واختر واحدة مف ثبلث بعد األجؿ

ف كنت عف نصرنا غنيا فنقبؿ ونكؼ عنؾ ف كنت إليو محتاجا تركناؾواا منو وا ولسنا نبدؤؾ فيما بيننا وبيف اليـو الرابع إال أف أو المنابذة في اليـو الرابعنعناؾ م

ولكف تبدأنا. أنا كفيؿ لؾ بذلؾ عمى جميع مف ترى. قاؿ أسيدىـ أنت قاؿ ال، فخمص المسمميف فيما بينيـ كالجسد بعضيـ مف بعض يجير أدناىـ عمى اعبلىـ

أعز ؿ سمعتـ كبلما قط أوضح نصرا والرستـ برؤساء أىؿ فارس فقاؿ ما تروف ىمف كبلـ ىذا الرجؿ قالوا معاذ اهلل أف تميؿ إلى شيء مف ىذا وتدع دينؾ ليذا

ولكف انظروا إلى الكمب، أما ترى إلى ثيابو ! فقاؿ ويحكـ ال تنظروا إلى الثياب ا إف العرب تستخؼ بالمباس والمأكؿ ويصونوف األحساب ليسو الرأي والكبلـ والسيرة

مثمكـ في المباس وال يروف فيو ما تروف، فمما كاف الغد بعثوا أف ابعث إلينا ذلؾ فأقبؿ في زي المغيرة الزىيد، حتى إذا حذيفة بف محصفالرجؿ فبعث إلييـ سعد

كاف عمى أدنى البساط قيؿ لو أنزؿ. قاؿس ذلؾ لو جئتكـ في حاجتي فقولوا لممككـ ف قاؿ لو، لـ آتو ألو حاجة أـ لي فإف قاؿ لي فقد كذ ب ورجعت عنو وتركتكـ، وا

إال عمى ما أحب فقاؿ دعوه فجاء حتى وقؼ عميو، ورستـ عمى سريره. فقاؿ لو انزؿ. قاؿ ال أفعؿ فمما أبى سألو ما بالؾ جئت ولـ يجئ صاحبنا باألمس قاؿ إف

ؿ اهلل أميرنا يحب أف يعدؿ بيننا في الشدة والرخاء فيذه نوبتي. قاؿ ما جاء بكـ قاعز وجؿ مف عمينا بدينو وأرانا آياتو حتى عرفناه وكنا لو منكريف ثـ أمرنا بدعاء الناس إلى واحدة مف ثبلث؛ فأييا أجابوا إليو قبمناهس اإلسبلـ وننصرؼ عنكـ أو الجزاء ونمنعكـ إف احتجتـ إلى ذلؾ أو المنابذة فقاؿس أو الموادعة إلى يـو فقاؿ عنده إال ذلؾ رده وأقبؿ عمى أصحابو مما لـ يجد نعـ ثبلثا مف أمس. ف

143

جاءنا األوؿ باألمس فغمبنا عمى أرضنا وحقر ما فقاؿس ويمكـ أال تروف ما أرى نعظـ وأقاـ فرسو عمى زبرجنا وربطو بو فيو في يمف الطائر ذىب بأرضنا وما فييا

يقـو عمى إلييـ مع فضؿ عقمو وجاءنا ىذا اليـو فوقؼ عمينا فيو في يمف الطائر سفراده أصحابو الكبلـ حتى أغضبوه وأغضبيـ فمما كاف مف الغد أرضنا دوننا،

أرسؿس ابعثوا إلينا رجبل فبعثوا إليو المغيرة بف شعبة، قالوا فمما جاء إلى القنطرة يعبرىا إلى أىؿ فارس حبسوه واستأذنوا رستما في إجازتو فأذف في ذلؾ فأقبؿ

في األمس لـ يغيروا شيئا مف شارتيـ تقوية لتياونيـ، المغيرة والقـو في زييـ كما اليصؿ إلى صاحبيـ عمييـ التيجاف والثياب المنسوجة بالذىب وبسطيـ عمى غموة

، وجاء المغيرة ولو أربع ضفائر يمشي حتى جمس معو عمى حتى يمشي عميياـ وال أرى سريره وشارتو فوثبوا إليو فنتروه وأنزلوه فقاؿس إنو كانت تبمغنا عنكـ أحبل

قوما أسفو منكـ،إنا معشر العرب سواء، ال يستعبد بعضنا بعضا إال أف يكوف محاربا لصاحبو ولـ آتكـ ولكنكـ دعوتموني وليس ينبغي لكـ إذا أرسمتـ إلي أف تمنعوني مف الجموس حيث أردت، وما أكممكـ إال وأنا جالس معو، اليـو عممت

ىذه السيرة وال عمى ىذه العقوؿ فقالت السفمة أنكـ مغموبوف وأف ممكا ال يقـو عمى اء منا يزاؿ خولنا والضعف صدؽ واهلل العربي وقالت الدىاقيف واهلل لقد رمى بكبلـ ال

ينا ما كاف أحمقيـ حيف يصغروف أمر ىذه األمة فمازحو ينزعوف إليو قاتؿ اهلل أولا اليوافؽ الممؾ رستـ ليمحو ما صنع بو فقاؿ لو يا عربي إف الحاشية قد تصنع م

فيتراخى عنيا مخافة أف يكسرىا عما ينبغي مف ذلؾ واألمر عمى ما تحب مف الوفاء وقبوؿ الحؽ وليس ما صنعوا بضائرؾ وال ناقصؾ عندنا فاجمس حيث شئت فأجمسو معو ثـ قاؿ ما ىذه المغازؿ التي معؾ يعني السياـ قاؿ ما ضر الجمرة أف

لو رستـ تكمـ أو أتكمـ فقاؿ المغيرةس أنت الذي ال تكوف طويمة ثـ رماىـ ثـ قاؿ بعثت إلينا فتكمـ فأقاـ الترجماف بينيما وتكمـ رستـ فحمد قومو وعظـ الممؾ والمممكة وقاؿ لـ نزؿ متمكنيف في الببلد ظاىريف عمى األعداء أشرافا في األمـ ليس ألحد

روف وسمطاننا ننصر عمى الناس وال ينص مف المموؾ مثؿ عزنا وشرفنا

144

عمينا إال اليـو أو اليوميف أو الشير أو الشيريف ألجؿ الذنوب فإذا انتقـ اهلل منا فرضي رد إلينا عزنا ثـ إنو لـ تكف في الناس أمة أصغر عندنا أمرا منكـ كنتـ أىؿ قشؼ ومعيشة سيئة ال نراكـ شيئا وال نعدكـ وكنتـ إذا قحطت أرضكـ وأصابتكـ

فنأمر لكـ بشيء مف التمر والشعير ثـ نردكـ وقد السنة استعنتـ بناحية أرضنافأنا آمر الجهد في بسدكـعممت أنو لـ يحممكـ عمى ما صنعتـ إال ما أصابكـ مف

ألميركـ بكسوة وبغؿ وألؼ درىـ وآمر لكؿ واحد منكـ بوقر مف تمر وبثوبيف د اهلل فحمس فتكمـ المغيرةوتنصرفوف عنا فإني لست أشتيي أف أقتمكـ وال آسركـ

وأثنى عميو ثـ قاؿ إف اهلل سبحانو خالؽ كؿ شيء ورازقو يرفع مف يشاء ويضع مف يشاء فمف صنع شيئا فإف اهلل تبارؾ اسمو وتعالى ىو يصنعو والذي صنعو وأما الذي ذكرت بو نفسؾ وأىؿ ببلدؾ مف الظيور عمى األعداء والتمكيف في الببلد

ننكره والمو صنعو لكـ ووضعو فيكـ وىو وعظـ السمطاف في الدنيا فنحف نعرفو واللو دونكـ، وأما ما ذكرت فينا مف سوء الحاؿ وضيؽ المعيشة واختبلؼ القموب فنحف نعرفو واهلل ابتبلنا بذلؾ وصيرنا إليو والدنيا دوؿ ولـ يزؿ أىؿ شدائدىا يتوقعوف الرخاء حتى يصيروا إليو وأىؿ رخائيا يتوقعوف الشدة حتى تنزؿ بيـ

يصيروا إلييا ولو كنتـ فيما آتاكـ اهلل دوننا أىؿ شكر لكاف شكركـ يقصر عما و أوتيتـ وألسممكـ ضعؼ الشكر إلى تغير الحاؿ، ولو كنا فيما ابتمينا بو أىؿ كفر كاف عظيـ ما تتابع عمينا مستجمبا مف اهلل رحمة يرفو بيا عنا ولكف الشأف غير ما

ا رسوال فكذبو مكذبوف وصدقو منا آخروف تذىبوف إليو؛ إف اهلل تعالى بعث فينوأظير اهلل دعوتو وأعز دينو عمى كره ممف كذبو وحاده حتى دخموا في اإلسبلـ طوعا وكرىا فأمرنا أف ندعوا مف خالفنا إلى ديننا فمف أباه قاتمناه وذكر نحو ما تقدـ

فكف لنا ت مف الكبلـ في األحاديث المتقدمة مف دعائو إلى اإلسبلـ وقاؿ لو فإف أبيال السيؼ إف أبيتتؤدي الجزية عف عبدا ، فنخر رستـ عند ذلؾ يد وأنت صاغر واا

نخرة واستشاط غضبا ثـ حمؼ بالشمس ال يرتفع لكـ الضحى غدا حتى أقتمكـ رستـ بأشراؼ فارس فقاؿ أيف ىؤالء منكـ أجمعيف فانصرؼ المغيرة وخمص

145

وسمكوا جاكـ ثـ جاءكـ ىذا فمـ يختمفوا ما بعد ىذا ألـ يأتكـ األوالف فجسراكـ واستخر لئف كاف ىؤالء واهلل الرجاؿ صادقيف أو كاذبيف واهلل طريقا واحدا ولزموا أمرا واحدا

ف كانوا بمغ مف رأييـ وصونيـ أمرىـ أف ال يختمفوا ما قـو أبمغ فيما أرادوا منيـ، وا ـ أنكـ تصغوف إلى صادقيف ما يقـو ليؤالء شيء فمجوا وتجمدوا فقاؿ واهلل إني ألعم

ف ىذا منكـ رياء فازدادوا لجاجا . ما أقوؿ لكـ وا وفي بعض الروايات أف مما قاؿ المغيرة لرستـ وقد توعد المسمميف بأنيـ مقتولوف

ىو الذي نتمنى أف المقتوؿ منا صائر في الجنة واليارب في النار ولمباقي قاؿس رستـ ارجع إلى أصحابؾ ، قاؿ الصابر الظفر بحديث صادؽ ووعد ال خمؼ لو

س وأنت واستعدوا لمحرب فميس بيننا وبينكـ صمح ولنفقأف عينؾ غدا.فقاؿ المغيرةف ما قمت لي ليسرني لوال أف أجاىدكـ بعد اليـو لسرني ستقتؿ غدا إف شاء اهلل وا

. ورجع المغيرة فتعجبوا مف قولو فقاؿ رستـ ما أظف ىذا الممؾ إال أف تذىبا جميعاف أجمؿ بنا أال يكوف ىؤالء أصبر منا ولقد وعدوا وعدا ليموتف أو قد انقضى وأ

ليدركنو ولقد حذروا وخوفوا مف الفرار خوفا ال يأتونو وقد رأيت ليمتي ىذه كأف القوس التي في السماء خرت وكأف الحيتاف خرجف مف البحر وأف ىؤالء القـو

سوؿ اهلل والثبلثة الخمفاء(عف كتاب االكتفاء بما تضمنو مف مغازي ر سيظيروف عميكـ .) الحظ أخي الطاعة والوالء والحكمة عند رجاؿ الدولة والسياسة والعسكر

المسمميف، الربانييف. المقبوؿ مف المرفوض، الحظ أىمية التثقيؼ الشرعي والسياسي في معرفة

ومعرفة الخصـ وطبائعو، وأعرافو، إلحساف التصرؼ معو فيما يخدـ الدعوة. أخي العزة والشموخ والثقة عند المسمـ إذا فاوض.الحظ .الحظ اإلنتماء ووحدة الفكر والشعور وأثرىا عمى المخاطب .الحظ أخي ثبتؾ اهلل اليقيف، والطرح السافر المتحدي

ثبتنا ا عمى دينه وألحقنا بهؤالء الكراـ بفضمه وأجرى عزة ايسسـ والمسمميف العز عمى أيدينا وفي ظؿ دولة والجاو والسمطاف.المهـ هميف.

146

المهـ إف زرع الباطؿ قد نما وحاف حصادو فقيض له يدا مف الحؽ حاصدة يا رب العالميف.

عبد لـ تجعؿ له مف حبؾ إلهي عميت عيف ال تراؾ عميها رقيبا، وخسرت صفقة نصيبا..

بيف يديؾ، المهـ انصرنا بؾ إلهي رذا حالنا ال يخفى عميؾ، ورذا ضعفنا ظارر لؾ، واجمع بيننا وبينؾ، وحؿ بيننا وبيف غيرؾ يا أرحـ الراحميف.

المهـ مف أراد بالمسمميف خيرا، فوفقه لكؿ خير، ومف أراد بهـ شرا فخذو أخذ قتدر ف نهـ ال يعجزونؾ يا رب العالميف. ـ عزيز

معهجعفر بف أبي طالب ومف

لمنجاشي قاؿ ابف اسحاؽ أرسمتيما قريش حديث أـ سممة عف الرسوليف المذيف

147

حدثني محمد بف مسمـ الزىري عف ابي بكر بف عبد الرحمف بف الحارث بف ىشاـ المخزومي عف أـ سممة بنت ابي أمية بف المغيرة زوج رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو

خير جار النجاشي؛ أمنا عمى ديننا وسمـ قالتس لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بياوعبدنا اهلل تعالى ال نؤذى وال نسمع شيئا نكرىو، فمما بمغ ذلؾ قريشا ائتمروا بينيـ أف يبعثوا الى النجاشي فينا رجميف منيـ جمديف واف ييدوا لمنجاشي ىدايا مما

ثيرا عجب ما يأتيو منيا اآلدـ فجمعوا لو أدما كيستظرؼ مف متاع مكة وكاف مف أولـ يتركوا مف بطارقتو بطريقا إال أىدوا لو ىدية، ثـ بعثوا بذلؾ عبد اهلل بف ابي ربيعة وعمرو ابف العاص وأمروىما بأمرىـ وقالوا ليما ادفعا الى كؿ بطريؽ ىديتو

لى النجاشي ىداياه ثـ سبله أف يسمميـ إليكما داما إقبؿ أف تكمما النجاشي فييـ ثـ ق الت فخرجا حتى قدما عمى النجاشي ونحف عنده بخير دار عند قبؿ أف يكمميـ، ق

خير جار، فمـ يبؽ مف بطارقتو بطريؽ إال دفعا إليو ىديتو قبؿ أف يكمما النجاشي لى بمد الممؾ منا غمماف سفياء فارقوا ديف قاال لكؿ بطريؽ منيـ أنو قد ضوى إو

أنتـ وقد بعثنا الى ف والقوميـ ولـ يدخمو في دينكـ وجاءوا بديف مبتدع ال نعرفو نحشراؼ قوميـ ليردىـ إلييـ، فإذا كممنا الممؾ فأشيروا عميو بأف يسمميـ الممؾ فييـ أ

إلينا وال يكمميـ فإف قوميـ أعمى بيـ عينا وأعمـ بما عابوا عمييـ فقالوا ليما نعـ ثـ مؾ إنو قد أنيما قدما ىداياىما الى النجاشي فقبميا منيما ثـ كمماه فقاال لو أييا الم

ضوى الى بمدؾ منا غمماف سفياء فارقوا ديف قوميـ ولـ يدخموا في دينؾ وجاءوا بديف ابتدعوه ال نعرفو نحف وال أنت وقد بعثنا إليؾ فييـ أشراؼ قوميـ مف آبائيـ وأعماميـ لتردىـ إلييـ فيـ أعمى بيـ عينا وأعمـ بما عابوا عمييـ وعاتبوىـ فيو

ف بف أبي ربيعة وعمرو ابف العاص مف أالى عبداهلل قالتس ولـ يكف شيء أبغض عمى بيـ ولو صدقا أييا الممؾ، قوميـ أيسمع كبلميـ النجاشي قاؿ فقالت بطارقتو حفميرداىـ إلى ببلدىـ وقوميـ، قالت عينا وأعمـ بما عابوا عمييـ فأسمميـ إلييما،

وال يكاد؛ قـو جاوروني ونزلوا فغضب النجاشي ثـ قاؿسالواهلل إذف ال أسمميـ إلييماحتى أدعوىـ فأسأليـ عما يقوؿ ىذاف في ببلدي واختاروني عمى مف سواي

148

ف كانوا عمى غير يقوالف أسممتيـ إلييما ورددتيـ إ أمرىـ فإف كانوا كما لى قوميـ وا حسنت جوارىـ ما جاوروني .وأذلؾ منعتيـ منيما

أبي طالب رضي اهلل عنو الحديث(؛فمما أرسؿ إلييـ النجاشي، تصدر جعفر بف )قالتس فقاؿ لو النجاشي ىؿ معؾ مما جاء بو عف اهلل مف شيء قالت فقاؿ لو جعفر نعـ. فقاؿ لو النجاشي فاقرأه عمي قالت فقرأ عميو صدرا مف كييعص. قالت فبكى واهلل النجاشي حتى اخضمت لحيتو وبكت أساقفتو حتى أخضموا مصاحفيـ

اء بو عيسى ليخرج مف مييـ، ثـ قاؿ النجاشي إف ىذا والذي جحيف سمعوا ما تبل ع ، انطمقا، فبل واهلل ال أسمميـ إليكما وال يكادوف.مشكاة واحدة

قالت فمما خرجا مف عنده قاؿ عمرو بف العاص واهلل آلتينو غدا عنيـ بما اس استأصؿ بو خضراءىـ. قاؿ فقاؿ لو عبداهلل بف أبي ربعية وكاف أتقى الرجميف فين

ف كانوا قد خالفونا، قاؿ واهلل ألخبرنو أنيـ يزعموف أف التفعؿ فإف ليـ أرحاما وا عيسى ابف مريـ عبد. قاؿ ثـ غدا عميو مف الغد فقاؿ أييا الممؾ إنيـ يقولوف في عيسى ابف مريـ قوال عظيما فأرسؿ إلييـ فسميـ عما يقولوف فيو قالت فأرسؿ إلييـ

قاؿ بعضهـ لبعض ماذا نا مثميا قط فاجتمع القـو ثـ ليسأليـ عنو قالت ولـ ينزؿ بتقولوف في عيسى ابف مريـ إذا سألكـ عنه قالوا نقوؿ وا ما قاؿ ا وما جاءنا

قالت فمما دخموا عميو قاؿ ليـ ماذا تقولوف في به نبينا كائنا في ذلؾ ما رو كائفجاءنا بو نبينا عيسى ابف مريـ قالت فقاؿ جعفر بف ابي طالب نقوؿ فيو الذي

صمى اهلل عميو وسمـ ىو عبداهلل ورسولو وروحو وكممتو ألقاىا الى مريـ العذارء البتوؿ قاؿ فضرب النجاشي بيده الى األرض فأخذ منيا عودا ثـ قاؿ واهلل ما عدا

ما قاؿ عيسى ابف مريـ ما قمت ىذا العود قالت فتناخرت بطارقتو حولو حيف قاؿف نخرتـ واهلل س اآلمنوف، مف سبكـ غـر . إفقاؿس وا ذىبوا فأنتـ شيـو بأرضي والشيـو

ثـ قاؿ مف سبكـ غـر ثـ قاؿ مف سبكـ غـر ما أحب أف لي دبرا مف ذىب واني آذيت رجبل منكـ، والدبر بمساف الحبشة الجبؿ، ردوا عمييما ىداياىما فبل حاجة لي

ذ الرشوة فيو وما حيف رد عمي ممكي فآخ بيا فواهلل ما اخذ اهلل مف الرشوة

149

أطاع الناس في فأطيعيـ فيو قالت فخرجا مف عنده مقبوحيف مردودا عمييما ما سيرة ابف اسحؽ(جاءا بو وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار .)

.الثبات واليقيف والوعي مفاتيح لمنجاة، وا خير حافظا ورو أرحـ الراحميف

قصة ذات الشكاؿ

ـ مف ال » ـ مف قضى نحبه ومنه مؤمنيف رجاؿ صدقوا ما عاردوا المكه عميه فمنه

151

«مف ينتظر وما بدكلوا تبديس

إجبلال لتمؾ المرأة ذات الشكاؿ ذه قصة مف قصص سمؼ األمة نسطرىاىلعز االسبلـ والمسمميف، الميـ ففييا العبرة لكؿ مف في قمبو ذرة مف شوؽ وحنيف

عجؿ لنا بنصرؾ الذي وعدت.

حكاية أبي قدامة مع المرأة التي ظفرت شعرىا شكاال لمفرس في سبيؿ المػو حكاية مشيورة حكاىا جماعة منيـ أحمد بف الجوزي الدمشقي رحمو المػو في كتابو

مػو صمى اهلل أنو كاف بمدينة رسوؿ ال المسمى بسوؽ العروس وأنس النفوس فحكىسعميو وسمـ رجؿ يقاؿ لو أبو قدامة الشامي، وكاف قد حبب المػو إليو الجياد في ، فجمس يوما في مسجد رسوؿ المػو صمى اهلل عميو سبيؿ المػو والغزو إلى ببلد الرـو

أصحابو، فقالوا لوس يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيت في وسمـ يتحدث مع الجياد فقاؿ أبو قدامةس

نعـ إني دخمت في بعض السنيف الرقة أطمب جمبل أشتريو ليحمؿ السبلح، فبينما أنا يوما جالس إذ دخمت عمي امرأة فقالتس يا أبا قدامة سمعتؾ وأنت تحدث عف الجياد وتحث عميو وقد رزقت مف الشعر ما لـ يرزقو غيري مف النساء، وقد

لتراب كي ال ينظر إليو أحد، وقد قصعتو وأصمحت منو شكاال لمفرس وعفرتو باأحببت أف تأخذه معؾ فإذا صرت في ببلد الكفار وجالت األبطاؿ ورميت النباؿ ال فادفعو إلى مف يػحػتػاج إليو وجردت السيوؼ وشػرعػت األسػنػة، فإف احتجت إليو وا بة ليحضر شعري ويصيبو الغبار في سبيؿ المػو، فأنا امرأة أرممة كاف لي زوج وعص

كميـ قتموا في سبيؿ المػو ولو كاف عمي جياد لجاىدت.

خمؼ لي غسما مف عمـ يا أبا قدامة أف زوجي لما قتؿ وناولتني الشكاؿ. وقالتس إ

151

أحسف الشباب، وقد تعمـ القرهف والفروسية والرمي عمى القوس ورو قواـ بالميؿ ضيعة خمفيا لو وىو غائب في العمر خمس عشرة سنةصواـ بالنهار، وله مف

أبوه، فمعمو يقدـ قبؿ مسيرؾ فأوجيو معؾ ىدية إلى المػو عز وجؿ وأنا أسألؾ بحرمة اإلسبلـ، ال تحرمني ما طمبت مف الثواب.

فأخذت الشكاؿ منيا فإذا ىو مظفور مف شعرىا. فقالتس ألقو في بعض رحالؾ وأنا ومعي أصحابي، فمما أنظر إليو ليطمئف قمبي. فطرحتو في رحمي وخرجت مف الرقة

س يا أبا قدامة مػؾ إذا بفػارس ييػتػؼ مػف ورائيصرنا عند حصف مسػممػػة بػف عبػدالمقؼ عمي قميبل يرحمؾ المػو، فوقفت وقمت ألصحابي تقدموا أنتـ حتى أنظر مف ذا أنا بفارس قد دنا مني وعانقني وقاؿس الحمد لمػو الذي لـ يحرمني صحبتؾ ىذا، وا

ئبا.ولـ يردني خا

ف لـ قمت لمصبي أسفر لي عف وجيؾ، فإف كاف يمـز مثمؾ غزو أمرتؾ بالمسير، وا وعميو آثار كأنو القمر ليمة البدررددتؾ، فأسفر عف وجيو فإذا بو غبلـ يمزمؾ غزو

قاؿس ال بؿ أنا خارج معؾ أطمب ثأر والدي ألنو النعمة. قمت لمصبيس ألؾ والد كما رزؽ أبي. ادةفمعؿ المػو يرزقني الشياستشيد

ال فأقـ قمت لمصبيس ألؾ والدة قاؿس نعـ. قمتس اذىب إلييا فاستأذنيا فإف أذنت وا عندىا فإف طاعتؾ ليا أفضؿ مف الجياد، ألف الجنة تحت ظبلؿ السيوؼ وتحت

س أنا ابف صاحبة قدامة أما تعرفني قمت س ال. قاؿأقداـ األميات. قاؿس يا أبا نسيت وصية أمي صاحبة الشكاؿ، وأنا إف شاء المػو الشييد الوديعة، ما أسرع ما

، ف ني حافظ لكتاب سألتؾ بالمػو ال تحرمني الغزو معؾ في سبيؿ المػو، ابف الشييدالمػه عارؼ بسنة رسوؿ المػه صمى ا عميه وسمـ، عارؼ بالفروسية والرمي وما

ف أمي قد أفس تحقرني لصغر سني ،خمفت ورائي أفرس مني قسمت عمي أف ال ، وا : يا بني إذا لقيت وقالت أرجع الكفار فس تولهـ الدبر ورب نفسؾ لمػه

152

واطمب مجاورة المػو تعالى ومجاورة أبيؾ مع إخوانؾ الصالحيف في الجنة، فإذا رزقؾ المػو الشيادة فاشفع في فإنو قد بمغني أف الشييد يشفع في سبعيف مف أىمو

إلهي ضمتني إلى صدرىا ورفعت رأسيا إلى السماء وقالتس وسبعيف مف جيرانو، ثـ وموالي رذا ولدي وريحانة قمبي وثمرة فؤادي سممته إليؾ فقربه مف وسيدي أبيه.

سنو وجماؿ شبابو فمػمػا سػمػعػت كػبلـ الغػبلـ بكػيػت بكاءا شديدا أسفا عمى ح

عنو. فقاؿس يا عـ مـ بكاؤؾ إف كنت ورحمة لقمب والدته وتعجبا مف صبرراقمتس لـ أبؾ تبكي لصغر سني فإف المػو يعذب مف ىو أصغر مني إذا عصاه.

لصغر سنؾ ولكف أبكي لقمب والدتؾ كيؼ تكوف بعدؾ.

يفتر مف ذكر المػو تعالى، وسرنا ونزلنا تمؾ الميمة. فمما كاف الغداة رحمنا والغبلـ الفػتػأمػمػتػو فإذا ىػو أفػرس منا إذا ركب وخادمنا إذا نزلنا منزال، وصػار كمما سرنا يقوى

عزمو ويزداد نشاطو ويصفو قمبو وتظير عبلمات الفرح عميو.

فمـ نزؿ سائريف حتى أشرفنا عمى ديار المشركيف عند غروب الشمس، فنزلنا فجمس طعاما إلفطارنا وكنا صياما، فغمبو النعاس فناـ نومة طويمة فبينما الغبلـ يطبخ لنا

ىو نائـ إذ تبسـ في نومو فقمت ألصحابي أال تروف إلى ضحؾ ىذا الغبلـ في نومو، فمما استيقظ قمتس حبيبي رأيتؾ الساعة ضاحكا مبتسما في منامؾ، قاؿس

في روضة ني رأيت رؤيا فأعجبتني وأضحكتني. قمتس ما ىي. قاؿس رأيت كأخضراء أنيقة فبينما أنا أجوؿ فييا إذ رأيت قصرا مف فضة شرفو مف الدر ذا جواري يرفعف الستور وجوىيف والجواىر، وأبوابو مف الذىب وستوره مرخية، وا كاألقمار فمما رأينني قمف ليس مرحبا بؾ فأردت أف أمد يدي إلى إحداىف فقالتس ال

يقوؿ لبعض ىذا زوج المرضية، وقمف لي تقدـ لؾ، ثـ سمعت بعضيف تعجؿ ما آف

153

يرحمؾ المػو، فتقدمت أمامي فإذا في أعمى القصر غرفة مف الذىب األحمر عمييا سرير مف الزبرجد األخضر قوامو مف الفضة البيضاء عميو جارية وجييا كأنو الشمس لوال أف المػو ثبت عمي بصري لذىب وذىب عقمي مف حسف الغرفة وبياء

فمما رأتني الجارية قالتس مرحبا وأىبل وسيبل يا ولي المػو وحبيبو، أنت لي .الجاريةال تعجؿ، فإنؾ بعيد مف وأنا لؾ، فأردت أف أضميا إلى صدري فقالتس ميبل،

ف الميعاد بيني وبينؾ غدا بعد صبلة الظير فأبشر. الخنا، وا

تنا متعجبيف مف مناـ قاؿ أبو قدامة س قمت لو حبيبي رأيت خيرا، وخيرا يكوف. ثـ بينادي س يا خيؿ المػو اركبي الغبلـ، فمما أصبحنا تبادرنا فركبنا خيولنا فإذا المنادي

وبالجنة أبشري، انفروا خفافا وثقاال وجاىدوا.

ذا جيش الكفر قد أقبؿ كالجراد المنتشر، فكاف -خذلو المػو -فما كاف إال ساعة، وا بدد شمميـ وفرؽ جمعيـ وغاص في وسطيـ، فقتؿ أوؿ مف حمؿ منا فييـ الغبلـ ف

منيـ رجاال وجندؿ أبطاال، فمما رأيتو كذلؾ لحقتو فأخذت بعناف فرسو وقمت س يا حبيبي ارجع فأنت صبي وال تعرؼ خدع الحرب. فقاؿ س يا عـ ألـ تسمع قوؿ المػو

، أتريد «اعدباريا أيها الذيف همنوا إذا لقيتـ الذيف كفروا زحفا فس تولورـ »تعالى س أف أدخؿ النار فبينما ىو يكممني إذ حمؿ عمينا المشركوف حممة رجؿ واحد، حالوا

بيني وبيف الغبلـ ومنعوني منو واشتغؿ كؿ واحد منا بنفسو.

القتمى ال يحصوف عددا وقتؿ خمؽ كثير مف المسمميف، فمما افترؽ الجمعاف إذتسيؿ عمى األرض ووجوىيـ ال تعرؼ فجعمت أجوؿ بفرسي بيف القتمى ودماؤىـ

ذا أنا بالغبلـ بيف سنابؾ مف كثرة الغبار والدماء، فبينما أنا أجوؿ بيف القتمى وا الخيؿ قد عبله التراب وىو يتقمب في دمو ويقوؿ س يا معشر المسمميف، بالمػو ابعثوا

فمـ أعرؼ وجهه لكثرة لي عمي أبا قدامة فأقبمت عميو عندما سمعت صياحو

154

س أنا أبو قدامة. لدماء والغبار ودوس الدواب فقمتا

قاؿ س يا عـ صدقت الرؤيا ورب الكعبة أنا ابف صاحبة الشكاؿ، فعندىا رميت بنفسي عميو فقبمت بيف عينيو ومسحت التراب والدـ عف محاسنو وقمت س يا حبيبي

ال تمسح مثمؾ ال ينسى، فقاؿ س .ال تنس عمؾ أبا قدامة في شفاعتؾ يـو القيامةيا عـ رذو . وجيي بثوبؾ ثوبي أحؽ بو مف ثوبؾ، دعو يا عـ ألقى المػو تعالى بو

الحوراء التي وصفتها لؾ قائمة عمى رأسي تنتظر خروج روحي وتقوؿ لي عجؿ ، بالمػو يا عـ إف ردؾ المػو سالما فتحمؿ ثيابي ىذه المضمخة إليؾ فأنا مشتاقة

الحزينة وتسمميا إلييا لتعمـ أني لـ أضيع وصيتيا بالدـ لوالدتي المسكينة الثكبلء إف المػه قد قبؿ ولـ أجبف عند لقاء المشركيف، واقرأ مني السبلـ عمييا، وقؿ ليا

، ولي يا عـ أخت صغيرة ليا مف العمر عشر سنيف كنت كمما أرديتها الهدية التيذا خرجت تكوف آخر مف يودعني عند م خرجي، وقد دخمت استقبمتني تسمـ عمي، وا

قالت لي بالمػو يا أخي ال تبط عنا، فإذا لقيتيا فاقرأ عمييا مني السبلـ وقؿ ليا يقوؿ ، ثـ تبسـ وقاؿ أشيد أف ال إلو إال المػه خميفتي عميؾ إلى يـو القيامةلؾ أخوؾس

المػو وحده ال شريؾ لو صدؽ وعده وأشيد أف محمدا عبده ورسولو ىذا ما وعدنا و وصدؽ المػو ورسولو، ثـ خرجت روحو فكفناه في ثيابو ووريناه رضي المػو ورسول

المػو عنو وعنا بو.

فمما رجعنا مف غزوتنا تمؾ ودخمنا الرقة لـ تكف لي ىمة إال دار أـ الغبلـ، فإذا جارية تشبو الغبلـ في حسنو وجمالو وىي قائمة بالباب وتقوؿ لكؿ مف مر بياس يا

الغزو، فتقوؿ أما رجع معكـ أخي فيقولوف ال نعرفو، عـ مف أيف جئت فيقوؿ مف قالتس أما فمما سمعتيا تقدمت إلييا فقالت ليس يا عـ مف أيف جئت قمت مف الغزو

رجع معكـ أخي ثـ بكت وقالت ما أبالي، يرجعوف وأخي لـ يرجع فغمبتني العػبرة، ثـ ب، فسمعت المرأة قمت ليا يا جارية قولي لصاحبة البيت إف أبا قدامة عمى البا

155

كبلمي فخرجت وتغير لونيا. فسممت عمييا فردت السبلـ وقالت أمبشرا جئت أـ . قالتس إف كاف ولدي رجع بيني لي البشارة مف التعزية رحمؾ المػهمعزيا. قمتس

ف كاف قتؿ في سبيؿ المػو فأنت مبشر. فقمتس أبشري فقد قبمت سالما فأنت معز، وا الحمد لمػو الذي جعمو ذخيرة يـو القيامة، قمت فما فعمت . فبكت وقالتسرديتؾ

الجارية أخت الغبلـ. قالت س ىي التي تكممؾ الساعة فتقدمت إلييا فقمت ليا إف أخاؾ يسمـ عميؾ ويقوؿ لؾ س المػو خميفتي عميؾ إلى يـو القيامة، فصرخت ووقعت

تعجبت مف ذلؾ ثـ عمى وجييا مغشيا عمييا، فحركتيا بعد ساعة، فإذا ىي ميتة فسممت ثياب الغبلـ التي كانت معي ألمو وودعتيا وانصرفت حزينا عمى الغبلـ

والجارية ومتعجبا مف صبر أميما.

قاؿ المؤلؼ وقد ذكر الحافظ العبلمة أبو المظفر بف الجوزي أنو حيف بمغتو ىذه تقدـ ذلؾ في الحكاية جمع عنده مف الشػعػور ما ظػفػره فكػاف منو ثبلثػمائة شكاؿ و

الباب الرابع والمػو الموفؽ لمصواب.

الميـ احشرنا مع ابف صاحبة الشكاؿ ، وأرنا يوما كيـو بدر يا رب السماوات .واألرض

…ختاما

ـ باإلسػػػبلـ، وعػػػيش لػػػو، وبالتػػػالي فػػػإف حامػػػؿ إف حمػػػؿ الػػػدعوة أوال وأخيػػػرا ىػػػو التػػػزاة، ورؤيػتيـ لػو دعػوة، فػااللتزاـ الكامػػؿ الػدعوة ىػو إسػبلـ متحػرؾ، صػمتو بالنػػاس دعػو

باإلسبلـ، والتأسي بالرسوؿ الكريـ في كؿ ما ورد عنو، واإلقتػداء بػو صػمى اهلل عميػو

156

فس بد أف تظهر شفافية الدعوة، ونقاؤرػا، وآلو وسمـ ىو مف أولويات حمؿ الػدعوة، ؿ الداعيػة وصفاء حممها، ومستوارا مف النضػج والعمػؽ، واسػتنارة فكررػا مػف خػس

، بمجرد عيشو بيف الناس، وقبػؿ أف يخػاطبيـ بالػدعوة، فيعػرؼ ألوؿ وىمػة أنػو نفسه ذو مواصفات خاصة.

، وتكثيػػػركـ لسػػػواد الصػػػؼ أحبتػػػي حممػػػة الػػػدعوة.....إف ثبػػػاتكـ عمػػػى رػػػذا اعمػػػروتحممكػـ اعذى المعادي لمكفر، الواعي عمى حاؿ األمة، المتممس لطريػؽ النيضػة،

، مف سنوات أعماركـ، ومػف نقػص فػي أمػوالكـ، وتفػريط بتجػارتكـ، قػد سبيؿ ذلؾفي أثػػار غػػيظ عػػدوكـ، ولكػػـ فػػي ذلػػؾ عنػػد اهلل جزيػػؿ العطػػاء، فػػإنكـ ال تطػػأوف موطئػػا

ف عيشػكـ الطبيعػي يغيظ الكفار، وال تقطعوف واديا إال كتب لكـ بػو عمػؿ صػالح، وااليػػػا أو محػػػذريف، مبشػػػريف ليػػػا أو منػػػذريف، مخػػػاطبيف إياىػػػا، ناصػػػحيف فػػػي أمػػػتكـ

سػػػماعكـ لمقػػـو مػػػا يكرىػػوف غػػاظتكـ لمكفػػرة وعمبلئيػػػـ وجنػػود عمبلئيػػـ، وا مػػػراعيف وا إف الفرؽ في حساسية وشفافية خطاب اعمة وشػدة وحػـز خطػاب صػؼ اععػداء،ف تحممنػػا األذى فػػي سػػ بيؿ ىػػذا كمػػو لتػػأس بسػػيرة نبينػػا صػػمى اهلل عميػػو وآلػػو وسػػمـ، وا

يحقؽ لنػا الػدرجات العمػى فػي الجنػة إف شػاء ا ، لنجػاور صػحب رسػوؿ ا ذلؾ صمى ا عميه وهلػه وسػمـ فيهػا، وننػاؿ الجنػة دوف حسػاب برحمػة منػه سػبحانه،

المتفضؿ المناف.أبػو وقد مر الصحابة الكػراـ رضػي اهلل عػنيـ بمثػؿ ىػذا الػدور الػذي نحيػاه، فيػا ىػو

:) لقد كنػا وا نقاسػي أحػواال تشػيب عنو يصؼ حاليـ فيو فيقػوؿ رضي اهلل عبيدةالنواصي، وأرواال تزيؿ الرواسي، خائضيف غماررا، راكبػيف تياررػا، نشػرب صػابها، ونشرح عبابها، واعنوؼ تعطػس عمينػا بػالكبر، والصػدور تسػتعر بػالغيظ، والشػفار

مسػػاء صػػػباحا، .....، تشػػحذ بػػالمكر، ال نرجػػػوا عنػػد الصػػباح مسػػػاء، وال عنػػد الفػػػػػػػاديف رسػػػػػػػوؿ ا صػػػػػػػمى ا عميػػػػػػػه وهلػػػػػػػه وسػػػػػػػمـ بالمػػػػػػػاؿ واعـ والخػػػػػػػاؿ

(...آمنوا...حمموا الدعوة...أوذوا...صبروا وثبتوا...منيـ مف قضى نحبو ومنيـ والعـصػػابرا محتسػػبا واثقػػػا حتػػى أتػػى نصػػػر اهلل مػػػػػف انتظػػػػػر دوف أف يبػػػػػدؿ...عامبل

157

ف واألمػػف مػػف بعػػد الظمػػـ والمبلحقػػة والتضػػييؽ، ولػػف تجػػد فكػػاف اإلسػػتخبلؼ والتمكػػيلسنة اهلل تبديبل ولف تجػد لسػنة اهلل تحػويبل، واهلل غالػب عمػى أمػره ولكػف أكثػر النػاس

ال يعمموف.ـ مػف قضػى »سقال تعىانى مػف المػؤمنيف رجػاؿ صػدقوا مػا عارػدوا المكػه عميػه فمػنه

ـ مف ينتظر وما بدكلوا تبديس) نحبه ـ ويعػذب 23ومنه ادقيف بصدقه (ليجزي المكه الصكـ إفك المكػه كػاف غفػورا رحيمػا) -95) الح زاب « (24المنافقيف إف شاء أو يتوب عميه

91 .)

يا حممة الدعوة.....حػػػاؿ مػػػف اختػػػرتـ دربيػػػـ، وسػػػمكتـ صػػػراطيـ مػػػف الػػػذيف أنعػػػـ اهلل عمػػػييـ ممػػػف ىػػػذا

سػػبقوكـ، الػػذيف جعمػػوا الجنػػة مطمبػػا، ورضػػواف اهلل غايػػة، فيػػبل تصػػبروف عمػػى األذى ا يأتكـ مثؿ الذيف خمػوا مػف قػبمكـ مسػتيـ كما صبروا، أـ حسبتـ أف تدخموا الجنة ولم

أال إف وؿ والذيف أمنػوا معػو متػى نصػر اهلل، البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقوؿ الرس .نصر ا قريب

المهـ ارزقنا الصدؽ وايخسص والثبات في النية والقوؿ والعمؿ.

كيػػػؼ ال يتحمػػػؿ جنػػػد اإلسػػػبلـ وحممػػػة لػػػواء الخبلفػػػة مػػػا يبلقػػػوف وىػػػـ يقػػػرأوف القػػػرآف

ـ، واهلل يبشػػػػرىـ بثػػػػواب الػػػػدنيا وحسػػػػف ثػػػػواب اآلخػػػػرة، والمبلئكػػػػة تحفيػػػػـ فػػػػي مجالسػػػػيسػػبحانو وتعػػالى قػػد تكفػػؿ بتثبيػػتيـ بػػالقوؿ الثابػػت فػػي الحيػػاة الػػدنيا وفػػي اآلخػػرة، فػػبل تقيمػػػوا وزنػػػا لكػػػؿ مػػػا سػػػوى اهلل، وال تعبئػػػوا بعػػػدوكـ وقػػػد بعػػػتـ األمػػػواؿ واألنفػػػس بجنػػػة

عرضيا السماوات واألرض أعدت لممتقيف.

158

ـ الجنكػػة إفك المكػػه اشػػترى مػػف المػػؤمني » : قػػاؿ تعػػالى ـ بػػأفك لهػػ ـ وأمػػواله ف أنفسػػهنجيػػؿ يقػػاتموف فػػي سػػبيؿ المكػػه فيقتمػػوف ويقتمػػوف وعػػدا عميػػه حقػػا فػػي التكػػوراة واي

ـ الكػػ ـ بػػه وذلػػؾ رػػو والقػرهف ومػػف أوفػػى بعهػدو مػػف المكػػه فاستبشػروا ببػػيعك ذي بػايعتـ) (التكػػائبوف العابػػدوف الحامػػدوف السكػػائحوف الركاكعػػوف السكػػاجدوف 111الفػوز العظػػي

اآلمػػػػروف بػػػػالمعروؼ والنكػػػػاروف عػػػػف المنكػػػػر والحػػػػافظوف لحػػػػدود المكػػػػه وبشػػػػر (. 449-444) التوبة «(112نيف)المؤم

يا حممة الدعوة.....اشػػػحذوا ىممكػػػـ وشػػػماروا عػػػف سػػػواعدكـ لتقفػػػوا مػػػف الػػػنظـ الحاكمػػػة الظالمػػػة الباغيػػػة البالية الميترئة موقػؼ النػد القػوي طالمػا وضػح لكػـ أف اهلل سػبحانو وتعػالى قػد تكفػؿ

طػػػػوا ظيػػػػور الخيػػػػؿ لنصػػػػرة أتبػػػػاع الحػػػػؽ، بحفظكػػػػـ ومػػػػؤازرتكـ، وأف جنػػػػد اهلل قػػػػد امتومبلئكػػػة اهلل تتنػػػزؿ عمػػػييـ مطمئنػػػيف ليػػػـ أف ال تخػػػافوا مػػػف عػػػدوكـ وال تحزنػػػوا لمػػػا أصابكـ ومسكـ، وال تحزنوا لما فاتكـ، لقد آف األواف أف نتطمع إلى الفردوس األعمػى

ض ويجعميػػـ فػػي الجنػػة، وسػػيمف اهلل سػػبحانو وتعػػالى عمػػى الػػذيف استضػػعفوا فػػي األر

159

أئمة ويجعميـ الوارثيف.ف الذيف قالوا ربنا ا ثػـ اسػتقاموا تتنػزؿ عمػيهـ المسئكػة اال تخػافوا وال تحزنػوا إ»

وابشروا بالجنة التي كنػتـ توعػدوف . نحػف اوليػاؤكـ فػي الحيػاة الػدنيا وفػي االخػرة (.56)فصمت« ولكـ فيها ما تشتهي انفسكـ ولكـ فيها ما تدعوف

حمػػؿ دعػػوتكـ عمػػى بركػػة اهلل، قػػودوا أمػػتكـ إلػػى اليػػدى والرشػػاد واسػػتميموا سػػيروا فػػي مف اهلل العوف والسداد، وتيقنػوا أنػو سػبحانو ناصػركـ ومػؤازركـ واهلل معكػـ ولػف يتػركـ

أعمالكـ. والسبلـ عميكـ ورحمة اهلل وبركاتو.

الحموري عوني عصمتأخوكـ

خوانو وأحبابو وختـ ليـ بخير ولمف لو فضؿ عميو غفر اهلل لو ولوالديو وا .الميـ آميف

ليبمغف رذا اعمر ما بمغ الميؿ والنهار وال يترؾ ا بيت مدر وال »

«وبر إال أدخمه ا رذا الديف بعز عزيز أو بذؿ ذليؿ رواه أحمد

فهرس المىضىعات

آية اإلفتتاح ....................................... 4 مناجاة ....................................... 9 تصويب النية ....................................... 5 إىداء ....................................... 1 مقدمة ....................................... 4

161

محبة اهلل عز وجؿ ....................................... 1 إيثار اآلخرة عمى الدنيا ....................................... 49 اإلخبلص ....................................... 44 بعض ما يعينؾ عمى اإلخبلص ....................................... 49 احذروا مف الوسوسة ....................................... 41 التوكؿ ....................................... 96 اسماء اهلل وصفاتو ....................................... 99 تعرؼ الى اهلل ....................................... 91 الحياء مف اهلل ....................................... 94 المسيح الدجاؿ ....................................... 99 القبر ....................................... 97 الميزاف ....................................... 56 الحوض ....................................... 59تباعوحب ال ....................................... 55 نبي وا ال تحقرف مف السنف شيئا ....................................... 54 التحمي بنفسية المجاىد ....................................... 59 شوؽ الصحابة وصدقيـ ....................................... 51 حمي بصفات الراعيالت ....................................... 16 القمب ....................................... 14 سمـو القمب ....................................... 14 الزاد اليومي ....................................... 11 التفكر ....................................... 11 ذكر اهلل عمى كؿ حاؿ ....................................... 46

161

دعاء الرحمف ....................................... 45 الرجاء ....................................... 41 االستعاذة ....................................... 44 لتوبةاالستغفار وا ....................................... 44 الصبر ....................................... 46 صبلة الجماعة خير زاد ....................................... 49 التبكير لصبلة الجمعة ....................................... 47 دعاء نفيس ....................................... 47 مف سيرة عمر ....................................... 64 مف سيرة محمد الفاتح ....................................... 69 كتاب اهلل الكريـ ....................................... 65 قضاء ما فات مف قراءة القراف ....................................... 64 كاف خمقو القراف ....................................... 61 دعاء سجود التبلوة ....................................... 94 الصحبة واىميتيا ....................................... 99 نصائح خاصة لمصاحب ....................................... 94 حؽ المسمـ عمى المسمـ ست ....................................... 99 ال تتخؿ عف أخيؾ في المحنة ....................................... 91 الوالء والبراء ....................................... 14 نماذج حية ....................................... 19 اإلبتبلء ....................................... 11 صبر النبي صمى اهلل عميو وسمـ ....................................... 19 عبد اهلل بف حذافة ....................................... 11

162

نماذج معاصرة ....................................... 74 الرضا بقضاء اهلل عزوجؿ ....................................... 79 الثقافة الحزبية ....................................... 75 بشروا وال تنفروا ....................................... 76 الطاعة ....................................... 79 المطالعةالقراءة و ....................................... 466 سنف الفطرة ....................................... 464 دراستنا متميزة ....................................... 469 تتبع أخبار المسمميف وأحواليـ ....................................... 461 المسمميفوحدة ....................................... 461 نماذج عممية لحمؿ الدعوة ....................................... 466 نصائح ذىبية لحممة الدعوة ....................................... 469 نور عمى نور ....................................... 441 أخي عما يشيفابتعد ....................................... 441 خطر المسمسبلت واألغاني ....................................... 444حامؿ الدعوة متميز حتى في ....................................... 446

فرحو ادب الخطاب ....................................... 441 اإلنصاؼ والنزاىة ....................................... 447 إلىحامبلت الدعوة ....................................... 499 تحذير لمكريمات ....................................... 496 مواقع ينصح بزيارتيا ....................................... 499 مواقؼ حامؿ الدعوة خبلصة ....................................... 491

163

مواقؼ مف نور ....................................... 454 سرية عاصـ بف ثابت ....................................... 454 حاطب بف أبي بمتعة ....................................... 451

ب بف مالؾكع ....................................... 451 سعد بف أبي وقاص ....................................... 415 جعفر بف أبي طالب ومف معو ....................................... 417 قصة ذات الشكاؿ ...................................... 449 ختاما ....................................... 441