سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

46
ر عي ب ل ى ا عل دل ت رة ع ب ل ا ولة ق م ول ح لاحدة م ل ا سطة# ف س مد ح ع ا ب) ب د.ر

Upload: -

Post on 12-Apr-2016

219 views

Category:

Documents


0 download

DESCRIPTION

سفسطة الملاحدة حول مقولة- البعرة تدل على البعير

TRANSCRIPT

Page 1: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

سفسطة المالحدة حول مقولة البعرة تدلعلى البعيرد.ربيع أحمد

Page 2: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

الحمد لله رب العالمين ، والصالة والسالم على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من

أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

فق33د انتش33ر في عص33رنا م33رض اإللح33اد ، وه33و أح33د األم33راض الفكري33ة الفتاك33ة إذ يفت3ك باإليم33ان و يعمي الح33واس عن أدل33ة وج33ود الخ33الق ال33رحمن ،و تج33د المريض يجادل في البديهيات و يجم33ع بين النقيض33ين ويفرق بين المتماثلين ،ويجع33ل من الظن علم33ا و من

العلم جهال و من الحق باطال و من الباطل حقا .

ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين واالسترسال في الوساوس الكفري33ة والسماع والقراءة لشبهات أهل اإللحاد دون أن يك33ون

لدى اإلنسان علم شرعي مؤصل .

م33ا هي إال أق33وال بال دلي33لوش33بهات أه33ل اإللح33اد ،ورغم ضعفها و بطالنها إال أنه33اوادعاءات بال مستند

ق33د ت33ؤثر في بعض المس33لمين لقل33ة العلم وازدي33اد الجه33ل بال33دين ول33ذلك ك33ان الب33د من كش33ف ش33بهات ومغالطات ودعاوي أهل اإللحاد ش33بهة تل33و األخ33رى و مغالطة تل33و المغالط33ة ودع33وى تل33و ال33دعوى ح33تى ال

ينخدع أحد بكالمهم وشبههم .

Page 3: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

وفي ه33ذا المق33ال س33نتناول ب33إذن الل33ه ال33رد على سفسطة المالحدة حول مقولة األع33رابي ال33ذي س33ئل بم عرفت ربك؟ فقال البعرة تدل على البع33ير، واألث33ر يدل على المسير، ليل داج، ونه33ار س33اج، وس33ماء ذات

.1أبراج، أفال تدل على الصانع الخبير

يعل33ق أح33دهم على مقول33ة : البع33رة ت33دل على البع33ير 1مليئة بالمغالطات المنطقية ... فيقول : " أنها

-المش333كلة األولى تكمن في ض333رب مث333ال بمقي333اس خاطئ حيث أنه عن33دما يق33ول البع33رة ت33دل على البع33ير فالرد على ذلك ه33و أي بع33ير؟؟ الج33اموس أم البق33ر أمالم33333333333333333333333اعز أم الجم33333333333333333333333ل الخ...

فلم33اذا ه33و الل33ه؟ لم ليس و ه33ذا ينطب33ق على الك33ونفيش33333نو أو أودين أو زي33333وس أو اه33333ووا م33333ازدا؟؟

.... - المش333كلة الثاني333ة هي االعتم333اد على الخ333برات2

السابقة بمعنى إننا نع33رف ش33كل البع33رة من الخ33برات الس33ابقة و نعلم كي33ف يتم تكوينه33ا ل33ذا عن33دما نراه33ا يساعدنا دماغنا على إمدادنا بمعلومة سابقة تمكننا من التعرف على الجسم الموجود أمامنا و اآلن تأملوا معي ذلك األعرابي الذي وجد البعرة و أثر الس33ير.تخيل33وا ل33و انه رأى حفرة على شكل مثلث...ماذا ك33ان س33يقول؟؟

.1/163البيان والتبيين للجاحظ - 1

Page 4: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

البع3333رة ت3333دل على البع3333ير و الحف3333رة تل3333ك ت3333دل ألن333ه ؛على..........????????????? ببس333اطة لن يعلم

ليست لديه خبرات سابقة تمكنه من التعرف عليه . - االستنتاج على جه33ل يع33د من أك33بر المش33اكل ال33تي3

تواجه المتدين بشكل عام فهو يقول البع33رة ت33دل على البعير ...و هذا الكون ال اعرف من أين ج33اء إذن...الل33هخلق333333ه..ه333333ذه مغالط333333ة منطقي333333ة أخ333333رى

- سذاجة الطرح..فقد ساوى األعرابي الكون بما في33ه4 ببعرة و بعير و المثاالن مقياسهما مختلف تمام33ا و ق33د اوض33333333333333333حنا ذل33333333333333333ك س33333333333333333ابقا

... الس3333ؤال األزلي من خل3333ق الل3333ه؟؟ ... و في-5 الحقيق33ة ه33ذا ليس ه33و الس33ؤال الص33حيح ب33ل الس33ؤال الصحيح هو....كيف جاء الله...اخ33برني بالطريق3ة ال3تي ج33اء به33ا و س33أفهم و أك33ف عن س33ؤالك ألني حينه33ا س33أقوم بتط33بيق الفك33رة على ك33ل م33ا س33بق .. عن33دما أس33ألك كي33ف جئت إلى ال33دنيا؟ س33تقول بالتك33اثر هن33ا سأتوقف عن السؤال فورا و افهم أن تلك هي طريقة اإلنجاب و أطبقها على أبوك و جدك و س33اللتك ...دعن33ا نرتب أفكارنا )كيف جاء الكون يا ملحد؟؟ جاء باالنفجار العظيم,,,و كي3ف ج33اءت الم33ادة ال33تي س3ببت االنفج3ار العظيم؟؟ ال اعلم ما زلنا نكتشف....هاه33ا أج33ل دع33ني أخبرك إذن أن الله هو الذي جاء بها...إذن و كي33ف ج33اء

"الله؟؟؟

Page 5: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

مقولة : البعرة ت3دل على البع3يرويقول ملحد آخر عن تعرض إهانة بالغة للذات اإللهية التي يحاولون: " أنها

إثب33ات وجوده33ا، فال الك33ون بع33رة وال الل33ه بع33ير ...إن مقولة ) البعرة تدل على البعير( تس33تند في حقيقته33ا على معرفة سابقة للبع33ير وإنتاجه33ا للبع33رة، وه33و م33ا يجع33ل الب33دوي يف33رق بين بع33رة البع33ير وروث بقي33ة البهائم األخ33رى. وه33ذه الفك33رة البس33يطة تنس33ف من األساس أي استدالل منطقي ق33ائم لالستش33هاد به33ذه المقولة في مسألة غاي33ة في التعقي33د كمس33ألة نش33وء الك33ون ووج33ود إل33ه له33ذا الك33ون، ه33ذا إض33افة إلى أن عملية إنتاج البعرة ليست عملية واعية، في حين إنتاج الكون تفترض إرادة ووعيا يلصقها المؤمنون بآلهتهم، وهذا األمر يجعل االستدالل بهذه المقولة غير مقب33ول منطقي333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333333ا.

ولنأخذ مث33اال على س33ذاجة ه33ذه المقول33ة لنفهم منه33ا استحالة االعتماد عليها في االستدالل بوجود الله بهذا المنطق. فإذا وجد أحدنا مادة كريه3ة الرائح33ة ب3القرب من ضفة نه33ر، فإن33ه ق33د يخمن أن تك33ون ه33ذه الم33ادة روثا لحيوان م33ا، ولكن33ه من المس33تحيل أن يج33زم لمن يع33ود ه33ذا ال33روث؛ إال أن يك33ون على معرف33ة س33ابقة. ولكن س33كان المن33اطق النهري33ة يعرف33ون مثال أن ه33ذا الروث روث تمساح، ألنهم على معرفة بشكل ورائح33ة روث التمس333اح، وعن333دها يمكنهم أن يقول333وا إن روث التمساح يدل على وج33ود التمس33اح، أو أن وج33ود بيض الس33لحفاة ي33دل على وج33ود الس33لحفاة، ولكن هنال33ك اش333تراط واح333د واجب اإلمك333ان أال وه333و )المعرف333ة السابقة(، فكي33ف يف33رق الس33كان األص33ليون بين روث التمس33اح وروث ف33رس النه33ر؟ وبين بيض الس33لحفاة

Page 6: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

وبيض الزقزاق؟ وهل للمؤمنين معرفة س33ابقة بالل33ه، تجعلهم يقول33ون إن )الك33ون ي33دل على وج33ود الل33ه(؟ الواقع يقول إن ال أحد يمتلك ه33ذه المعرف33ة الس33ابقة

 على اإلطالق.

إن مقول333ة )البع333رة ت333دل على البع333ير( تمت إع333ادة ص33ياغتها بطريق33ة رياض33ية وفق33ا للتغي33رات المعرفي33ة المتقدم33ة في ت33اريخ حرك33ة اإلنس33ان، وتمث33ل فيم33ا يس3مى بمب3دأ )الس33ببية( أو العلي3ة، وهي تقض33ي ب33أن لكل موجود موجد بالضرورة، ولكن من غرائب العقلية الدينية أنه يرفض تطبيق هذا المبدأ بكلياته، بحيث يتم اس33تثناء اإلل33ه من ه33ذا المب33دأ عن33دما نط33رح الس33ؤال المنطقي: إذا كانت البعرة تدل على البعير، فعلى من يدل البعير؟ وبالت33الي فعلى من ي33دل الل33ه؟ والس33ؤال بص33يغة أق33ل ح33دة )من أوج33د الل33ه؟( وتك33ون اإلجاب33ة الصادمة للعقل هو أن الل33ه ه33و الش33يء الوحي33د ال33ذي وجد من غير موجد! والمؤمنون متص33الحون تمام33ا م33ع

هذا االنقطاع المنطقي لهذا المبدأ العام "

يس33تخدم المت33دين مث33ال الس33اعةويقول ملحد آخر : " والبعرة لالستدالل على مسبب، ويشبه الخنفساء مثال بالساعة، فهذه أيضا معقدة التركيب ولها نظام دقي33ق

وهدف، وهو التكاثر والبقاء.

ولكن هناك مغالطة ض33خمة وخ33داع مش33ين لل33ذات في هذا التشبيه. وهو أننا نعرف تمام المعرفة أن الس33اعة مصنوعة وله33ا مس33بب، فق33د ش33اهدنا )أي بعض33نا( من ركبه33ا، وكي33ف ركبه33ا، وكي33ف ص33نعت قطعه33ا، وكي33ف

Page 7: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

جاءت ومن أين جاءت. وكذلك نعرف أن البعرة س33ببها البعير، فقد شاهدناه وهو يتبرزها. ولكن لم يشاهد أو يش33عر أو يتحس33س أح33د من33ا ب33أي كي33ان، ميت33افيزيقي بالخصوص، وهو يصنع الخنفساء أو الطير أو القطة أو

اإلنسان أو أي كائن طبيعي آخر ".

عن33دما ت33دل البع33رة على البع33يرويقول ملحد آخ33ر : " فهذا البعير نعرفه وقد رأيناه من قبل ، ولكن ل33و أتى شخص غريب ولم ير من قب33ل أي بع33ير في حيات33ه من قب33ل أو ح33تى س33مع عن33ه وه33ذا الش33خص ق33د أتى إلى الص33حراء وق33د رأى ب33راز البع33ير ألول م33رة.. فه33ل سيتمكن هذا الشخص من االستدالل على البعير ال33ذي لم يراه من قبل ! ، ب33الطبع لم يتمكن من معرف33ة من هو صاحب هذا البراز أبدا م33ا لم ي33ر ص33احبه ) البع33ير ( بأم عينه وهو يتبرز أمام عينيه ! وكذلك األم33ر ينطب33ق على الساعة أو أي آل33ة معق33دة عن33دما يراه33ا رجال من سكان األدغال ألول مرة في حياته فإنه سوف ينس33ب تلك الساعة إلى الجن أو األشباح أو أي آلهة قد س33مع عنه33ا أو عب33دها ! دون أن يخط33ر على بال33ه بأنه33ا من صناعة البشر مثل33ه ! ولكن33ه أك33ثر تط33ورا وتعلم33ا من33ه بأش33واط كث33يرة ج33دا ! بحيث ل33و بقيت تل33ك الس33اعة بحوزة ذلك الرجل ساكن األدغ33ال م33دى حيات33ه كله33ا ! فلم يهتدي ابدا من هو صاحبها الحقيقي وكيف نشأت ! ولو كان ه33ذا الرج33ل من أذكى رج33ال قوم33ه ! وه33ذا األم333ر أيض333ا ينطب333ق على اإلنس333ان الم333ؤمن ب333رب السموات واألرض !! عندما ي3رى حجم الك3ون الم3ذهل وتعقيد جميع الكائنات الحي33ة.. فأن33ه س33وف يق33ع وق33د وقع بالفعل في نفس الخطأ ال33ذي وق33ع ب33ه ال33رجالن االفتراض33يان كم33ا أس33لفت في المث33الين الس33ابقين

Page 8: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

عندما نسب كل ما رآه إلى ربه الوهمي ) الل33ه ( ! ولم يستوعب عقله أبدا أن يك33ون ك33ل م33ا ي33راه ه33و نتيج33ة طبيعية بحت33ة والكائن33ات الحي33ة مهم33ا بلغت من تعقي33د فهي ال تحتاج إلى أي رب على اإلطالق لينش33ئها وهي تنشأ حيث الظروف المناسبة لنشأتها ! وه33ذا الش33يء ق33د تم إثبات33ه تباع33ا عن طري33ق أجي33ال من العلم33اء

" .والباحثين العباقرة

عدم تعيين الفاعل على وجه التحديد ال يستلزم عدموجود الفاعل

من البديهيات أن حدوث أي فعل يستلزم وج33ود فاع33ل له فحدوث الكتابة يستلزم وجود ك3اتب ،وح3دوث البن3اء يس33تلزم وج33ود ب33ان ،وح33دوث الض33رب يس33تلزم وج33ود ضارب ،وحدوث السرقة يستلزم وجود س33ارق وح33دوث

القتل يستلزم وجود قاتل .

والجزم بوجود فاعل للفعل ال يعني القدرة على تعيين فاعل الفعل دون الحاجة ألدل33ة وب33راهين تفي33د ذل33ك إذ تعيين فاعل الفعل يحت33اج ألدل33ة وب33راهين تفي33د تع33يين ذل33ك الفاع33ل دون غ33يره ،فح33دوث جريم33ة م33ا يس3تلزم وجود مرتكب له33ا أم33ا معرف33ة م33رتكب الجريم33ة بعين33ه وتحدي33ده دون غ33يره فيحت33اج ألدل33ة وب33راهين تفي33د ذلك ،وحدوث كتابة على ورقة يستلزم وجود كاتب له33ا

Page 9: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

أم33ا معرف33ة ك33اتب الورق33ة بعين33ه وتحدي33ده دون غ33يره فيحتاج ألدلة وبراهين تفيد ذلك ،ورسم منظ33ر ط33بيعي خالب يستلزم وجود رسام مبدع أم33ا معرف33ة من رس33م هذا المنظر الطبيعي بعينه وتحديده دون غيره فيحت33اج

ألدلة وبراهين تفيد ذلك.

وهذا الكون ال33ذي نعيش في33ه ل33ه لحظ33ة بداي33ة ولحظ33ة تكوين ولحظة إنشاء ،وهذا يستلزم وجود مبدئ ومكون و منشئ له ،وه33و اإلل33ه الخ33الق ،ومعرف33ة من ه33و ه33ذا اإلله الخالق وتعيين33ه يحت33اج ألدل33ة وب33راهين تفي33د ذل33ك ،وهذه األدلة والبراهين البد أن تك3ون موج33ودة ظ33اهرة واضحة إذ ال يعقل أن من خلق هذا الكون به33ذا اإلب33داع وهذا التناسق وهذا الجمال وهذا النظام و هذا االتساع ال يضع للناس أدلة تدل علي33ه و تع33رف الن33اس ب33ه ،وإذا كان من اخترع شيئا من األشياء يبين للناس أنه مخترع ذلك الشيء بل ويغضب إذا نسب االختراع لغيره فكيف بمن أبدع السموات و األرض ،وخل33ق ه33ذا الجم33ال على

غير مثال ؟!!

البعرة تدل على البع33يرمقولة وال يصح االعتراض على بأنه33ا لم ت33بين من الفاع33ل على وج33ه التحدي33د ؛ ألن تعيين الفاعل على وجه التحديد يحت33اج ألدل33ة وب33راهين تفيد التحديد والتعيين ،وال يلزم من عدم تعيين الفاعل على وجه التحديد ع33دم وج33ود الفاع33ل أي ع33دم تع33يين

Page 10: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

ال ينفي وجود الفاعل بمع33نى أن االختالف فيالفاعل تع33يين و تحدي33د الفاع33ل ال يمن33ع من اإلق33رار بوج33ود

الفاعل .

ومنطق هؤالء المالحدة هداهم الله أن مادام يوجد عدة احتم33االت للبع33ير فال يص33ح أن يق33ال البع33رة ت33دل على البع333ير م333ع أن اإلق333رار بوج333ود بع333ير بع333ر البع333رة شيء ،وتحديد من ذل33ك البع33ير ال33ذي بع33ر ه33ذه البع33رة شيء آخر ، وعدم معرفتي بالبعير ال33ذي بع33ر البع33رة ال

يمنع من إقراري بوجود بعير بعر البعرة .

يوج33د ع33دةومنطق المالحدة في نشأة الكون أن مادام احتماالت لمنشئ الك33ون فال يص33ح أن يق33ال أن للك33ون منش333ئ م333ع أن اإلق333رار بوج333ود منش333ئ للك333ون شيء ،وتعيين ذل33ك المنش33ئ على وج33ه التحدي33د ش33يء آخر ،وعلى التسليم الجدلي تنزال مع المالح33دة أني ال أع33رف من منش33ئ الك33ون على وج33ه التحدي33د فه33ذا ال

ينفي أن للكون منشئ .

البعرة تدل على البعير مقولة بديهية مقولة

البعرة تدل على البعير مقولة بديهي33ة أوض33حإن مقولة من أن توضح وهي مثل الكتابة تدل على كاتب ،والبناء

Page 11: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

في تصورهايدل على بان ،وهذه معارف أولية ال تحتاج أي علمأو معرف33ة س33ابقةأو التصديق بها إلى اكتساب

ليس موقوف33ا علىالبعرة تدل على البعيراإلنسان بأن كقولنا الكل أك33برللبعير وإنتاجها للبعرةسابقة معرفة

والخط3333ان ،النقيض3333ان ال يجتمع3333انمن الج3333زء ،و .المتوازيان ال يتقابالن

وبمجرد أن يرى اإلنسان بعرة يدرك أن لها س33بب وله33ا محدث ولها فاعل حتى وإن كانت أول بع33رة يراه33ا في حياته كما أن اإلنسان إذا رأى كتابة يدرك أن لها س33بب ولها محدث ولها فاعل حتى وإن كانت أول كتابة يراها

في حياته .

وبمج33رد أن ي33درك اإلنس33ان أن ش33يء من األش33ياء أث33ر يعلم أن س33ببه م33ؤثر ، وبمج33رد أن ي33درك اإلنس33ان أن ش33يء من األش33ياء فع33ل يعلم أن س33ببه فاع33ل ،وه33ذا العلم ال يحتاج إلى رؤي33ة س33ابقة للم33ؤثر أو الفاع33ل ،و عليه فالعلم بأن البعرة سببها البعير ال يحتاج إلى رؤية سابقة لبعير يبعر كي يعلم بأن للبعرة باعر ، وهو مث33ل العلم بأن الكتابة سببها كاتب ،وال يحتاج اإلنسان لرؤية سابقة إلنسان يكتب كي يعلم بأن للكتابة كاتب ،ومث33ل العلم بأن البناء س33ببه ب33ان ،وال يحت33اج اإلنس33ان لرؤي33ة سابقة إلنس33ان يب33ني كي يعلم ب33أن للبن33اء ب33ان ،ومث33ل العلم ب33أن الض33رب س33ببه ض33ارب ،وال يحت33اج اإلنس33ان

Page 12: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

لرؤي33ة س33ابقة إلنس33ان يض33رب كي يعلم ب33أن للض33رب ضارب ،ول33و رأى إنس33ان كرس33يا ألول م33رة علم أن ل33ه

صانع ،وال يحتاج ذلك لرؤية نجار يصنع الكرسي .

وهذا الكون الذي نعيش فيه له لحظة تكوين و إنشاء ووجد بعد أن لم يكن موجودا ،وهذا يستلزم وجود

مكون و منشئ و موجد له ،وهو اإلله الخالق ،والعلم بذلك ال يحتاج إلى رؤية سابقة لإلله ،وهو يكون الكون

،و إذا كان أصغر شيء مصنوع فيوينشئه و يوجده الكون لم نر صانعه يستحيل أن يكون بال صانع فكيف

يصح أن يقال هذا الكون بأكمله بال خالق ألننا لم نرالخالق وهو يخلق الكون ؟!!!

عدم تصور فاعل الفعل ال يستلزم عدم تعقل وجودهو عدم تصور السبب ال يستلزم عدم تعقل وجوده

إن اإلق33رار بوج33ود فاع33ل للفع33ل ،وتعق33ل وج33وده ال يستلزم تصور ذلك الفاعل ،وعدم تص33ور فاع33ل الفع33ل ال يستلزم عدم تعقل وج33وده بمع33نى آخ33ر ع33دم تص33ور السبب ال يستلزم عدم تعقل وجوده وال ينفي وج33وده، 2و معنى التصور استحضار ص33ورة الش33يء في ال33ذهن

،و قد يطرق ب33اب3أو حصول صورة الشيء في العقل بيتي طارقا فأجزم أن هناك طارقا بالب33اب وأعق33ل أن

45- انظر المعجم الفلسفي لمجمع اللغة العربية ص 2281- المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا ص 3

Page 13: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

هناك طارق33ا بالب33اب لكن ال أدري من ه33ذا الط33ارق وال أتصور من هذا الطارق قد يكون إنسانا ق33د يك33ون رجال قد يكون امرأة قد يكون طفال قد يكون قطة قد يك33ون كلبا ،وعليه فعدم تصوري للطارق الذي بالباب ال ينفي تعقلي بوج33ود ط33ارق بالب33اب ،وال ينفي وج33ود ط33ارق

بالباب .

و األجس3333ام تس3333قط على األرض بفع3333ل الجاذبي3333ة األرض ،ونحن نعقل وجود الجاذبية ،ولكنن33ا ال نس33تطيع تص33ور ه33ذه الجاذبي33ة األرض33ية رغم وجوده33ا ،وع33دم

تصورنا لهذه الجاذبية األرضية ال ينفي وجودها .

والمغن33اطيس يج33ذب الم33واد المص33نوعة من الحدي33د ، والك333333وبلت ، والنيك333333ل ، والك333333روم والمنجن333333يز والج3333333ادولينيوم وغيره3333333ا بفع3333333ل الظ3333333اهرة المغناطيس33333ية ،ونحن نعق33333ل وج33333ود الظ33333اهرة المغناطيسية ،ولكننا ال نس33تطيع تص33ور ه33ذه الظ33اهرة المغناطيس333ية رغم وجوده333ا ،وع333دم تص333ورنا له333ذه

الظاهرة المغناطيسية ال ينفي وجودها .

وبالعقل يدرك اإلنس33ان األش33ياء و يم33يز بين الحس33ن و القبيح و الخير والشر ،ونحن نعقل وجود العق33ل ولكنن33ا

Page 14: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

ال نستطيع تصور هذا العقل رغم وجوده ،وعدم تصورناللعقل ال ينفي وجوده .

ل يقول الشعراوي – رحم33ه الل33ه - : ) وف33رق بين التعق والتصور، والذي أتعب الفالس33فة أنهم خلط33وا بينهم33ا، فالتعق333ل أن أنظ333ر في آي333ات الك333ون، وأرى أن له333ا موجدا، أما التصور فب33أن أتص33ور ه33ذا الموج33د: ش33كله، اس33مه، ص33فاته. . إلخ وه33ذه ال تت33أتى بالعق33ل، إنم33ا

بالرسول الذي يأتي من قبل اإلله الموجد. وسبق أن ضربنا مثال - ولله تعالى المثل األعلى - قلنا: لو أننا نجلس في مك33ان مغل33ق، وط33رق الب33اب ط33ارق، فكلنا يتف33ق على أن طارق33ا بالب33اب ال خالف في ه33ذه، لكن نختلف في تصوره، فواحد يتصور أنه رج33ل، وآخ33ر يق33ول: طف33ل، وآخ33ر يتص33وره ام33رأة، وواح33د يتص33وره

بشيرا، وآخر يتصوره نذيرا. . إلخ.ل، واختلفن33ا في التص33ور، ولكي إذن: اتفقن33ا في التعق تع33رف من الط33ارق فعلين33ا أن نق33ول: من الط33ارق ؟ ليعلن ه33و عن نفس33ه ويخبرن33ا من ه33و؟ ولم33اذا ج33اء؟

وينهي لنا في هذا الخالف. كذلك الحق - تبارك وتعالى - هو الذي يخبرنا عن

نفسه، لكن كيف يتم ذلك؟ من خالل رسول من البشر يستطيع أن يتجلى الله عليه بالخطاب، بأن يكون معدا

ي هذا الخطاب، ال أن يخاطب كل الناس. لتلق وقد مثلنا لذلك أيضا )بلمبة( الكهرباء الصغيرة أو

)الراديو( الذي ال يتحمل التيار المباشر، بل يحتاج إلى )ترانس( أو منظم يعطيه الكهرباء على قدره وإال حرق، فحتى في الماديات ال بد من قوي يستقبل

ليعطي الضعيف.

Page 15: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

والحق سبحانه يعد من خلقه من يتلقى عنه، ويبلغ الناس، فيكلم الله المالئكة، والمالئكة تكلم الرسل من

.4البشر (

قول المؤمنين بوجود خالق للكون مبني على علموليس على جهل

إن قول المؤمنين بوجود خالق للكون قول مب33ني على علم ،وليس قوال مبنيا على جهل ، والكون نفسه وجد بعد أن لم يكن موج33ودا ،وأح33دث بع33د أن لم يكن حادث33ا فالب33د أن يك33ون ل33ه موج33د ومح33دث ،وعن33دنا أربع33ة احتماالت لوجود الكون فإما أن يك33ون الك33ون ق33د وج33د ص33دفة أو يك33ون الك33ون ق33د أوج33د نفس33ه بنفس33ه أو

الطبيعة أوجدته أو هناك خالق خلقه .

واالحتمال األول مرفوض ؛ ألن الصدفة ليس33ت بش33يء الص333دفة ليس333تح333تى تس333تطيع أن توج333د ش333يئا ،و

فاعلة ،ولكنها صفة للفعل الصادر من الفاعل ،والفعل ،ومعنى أن الفعل حدث ص33دفة أيال يوجد بدون فاعل

الفع33ل ح33دث دون قص33د وت33رتيب مس33بق من الفاع33ل ووص33ف كيفي33ة ح33دوث الفع33ل ال ينفي وج33ود فاع33ل له ،وعندما نسمع أن أثرا من اآلثار الفرعونية اكتش33ف

19/11692- تفسير الشعراوي 4

Page 16: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

ص33دفة ال نفهم من ذل33ك أن األث33ر ليس ل33ه مكتش33ف ،وعندما نس33مع أن أح33د الق33وانين الفيزيائي33ة اكتش33ف5

ص33333دفة ال نفهم من ذل33333ك أن الق33333انون ليس ل33333ه ،وعن33دما نس33مع أن ش33يئا من األش33ياء اخ33ترع6مكتشف

صدفة ال نفهم من ذلك أن هذا الشيء ليس له مخ33ترع7.

واالحتمال الثاني مرفوض ؛ ألن الكون لم يكن موجودا قب33ل أن يوج33د فكي33ف يوج33د ش33يئا وه33و غ33ير موج33ود

يملك أس33بابه يملكه وال ال وفاقد الشيء إذا كانأصال ، ال يعطيه ؟ ، والق33ول ب33أن الك33ون أوج33د نفس3ه بنفس3ه

يلزم منه وجود الكون قبل وجوده ، و هذا محال .

الطبيعة ق33د تع33ني ذواتواالحتمال الثالث مرفوض إذ األشياء المادية المحسوسة الموجودة في الكون حولنا

ص33فات األش33ياء ،وق33د تع33ني من جماد وحيوان ونب33ات الموج33ودة في الك33ون من حرك33ة وس33كون, وح33رارة

مجم33وعتعني وقد وبرودة, وليونة ويبوسة, وغير ذلك الس333نن و الق333وانين المتحكم333ة في ظ333واهر الع333الم

، ومن ذلك اكتشاف أهالي أحد- يوجد الكثير من المقابر الفرعونية التي اكتشفت صدفة 5 قرى أشمون المنوفية مصر بالصدفة مدخل مقبرة فرعونية إثناء إجراء حفائر لتشييد مسجد وقاموا بإبالغ مسئولي المجلس األعلى لآلثار الذين أوفدوا لجنة فنية وأثرية متخصصة وتبين

لهم أنه من االكتشافات األثرية المهمة ويعود إلي العصر الفرعوني المتأخر للدولة. الفرعونية القديمة

- يوجد الكثير من القوانين الفيزيائية التي اكتشفت صدفة ،ومن ذلك اكتشاف 6أرشميدس لقانون الطفو ،واكتشاف نيوتن للجاذبية .

- من األشياء التي اخترعت عن طريق الصدفة اختراع هانز ليبرش للنظارة الطبية ،و 7اختراع جون واكر ألعواد الثقاب واختراع ليبارون سبنسر للميكروويف

Page 17: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

المش33اهد المحس33وس الس33ارية على جمي33ع موجودات33ه األشياء المادي33ة المحسوس33ةذوات فإن عني بالطبيعة

الموجودة في الكون حولن33ا من جم33اد وحي33وان ونب33ات فه33ذا مقتض33اه أن الك33ون ق33د أوج33د نفس33ه بنفس33ه و

،ومن المعل33وم أنالك33ون عل33ة لنفس33ه وه33ذا فاس33د الشيء ال يخلق شيئا أرقى من33ه، فالطبيع33ة من س33ماء وأرض ونج33وم وش33موس وأقم33ار وغ33ير ذل33ك ال تمل33ك عقال وال سمعا وال بصرا، فكي33ف تخل33ق إنس33انا س33ميعا

فه33ذاوإن عني بالطبيعة صفات األشياء عليما بصيرا ! التفسير أفسد من التفسير الس33ابق ؛ ألن33ه إذا عج33زت ذات األشياء عن إيجاد نفسها فعج33ز ص33فاتها من ب33اب أولى ،وإن ع33ني بالطبيع33ة الق33وانين ال33تي تتحكم في الكون فهذا باطل ؛ ألن القوانين تحت33اج لمن يس3نها و

،و ال يمكن لق333وانين الطبيع333ة أن تنتج ش333يئايقننها للوجود ،وال يمكن لق33وانين الطبيع33ة أن تنتج ح33دثا من األحداث بل غاية قوانين الطبيع33ة وص33ف العالق33ة بين أحداث معينة بعدما أوج33دتها األس33باب ،ومن يعتق33د أن الق33وانين تس33تطيع أن تس33بب ش33يئا من األش33ياء كمن يعتق33د أن الق33وانين الحس33ابية يمكن أن توج33د م33اال ،و كمن يعتقد أن القوانين التي تعمل بها الس33يارة يمكن أن تخلق السيارة أو تس33ير الس33يارة دون الحاج33ة لمن

يقودها و هذا قول في غاية السخف والسقوط .

Page 18: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

و إذا بطلت االحتماالت الثالثة تعين أن يكون االحتمال الرابع ،وهو وجود خالق للكون هو الصحيح لفساد ما

ينقضه .

و إن قال المالحدة قول المؤمنين كل حادث يحتاج إلى محدث قول بال دليل و ال سبيل للبرهنة عليه و مهما جمع من أدلة من العالم فإنها ال تكفي للوصول إلى

الكلية الستحالة اختبار كل الحوادث و معرفة هل هي محتاجة إلى محدث أو ال فالجواب هذه سفسطة ال

مقولة الحادث ال بد له منأثارة عليها من علم إذ محدث من البديهيات .

البدهيات هي حقائق ضرورية ال تحتاج إلى برهان،و أي أنها تفرض نفسها على الذهن بحيث ال يحتاج إلى برهان إلثباتها ويجمع العقالء على صحتها واعتمادها كأصول ضرورية الزمة ، و هي تعتبر أسسا و قواعد

أولية ومقاييس تبنى عليها باقي األفكار، وبراهينإلثبات صدق غيرها من األفكار .

و مقولة كل حادث البد له من محدث هي كمقولة كل كتابة البد لها من كاتب و لو رأي شخص كتابة فقال

البد لها من كاتب فاعترض عليه آخر قائال : ) أثبت لي أن هذه الكتابة تحتاج لكاتب و هل اختبرت كل الكتابات

Page 19: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

لتعرف هل تحتاج إلى كاتب أم ال ( لعده الناسمجنونا .

و مقولة كل حادث البد له من محدث بديهية مستغنية أن يذب عنها يستدل بها و ال يستدل لها فالسؤال عن

كالتصديق بأن النار حارة فهذاإثباتها يعتبر خطأ فادح التصديق ال يحتاج إلى إثبات و جمع األدلة عليه من كل

.العالم

و إني أسأل عن شخص يفكر في وجود جهاز دقيق الحجم معقد التركيب محكم الوظائف وجد بال موجد ما حكمه عند العقالء و أيهما أعظم في الحكم هذا الجهاز الدقيق أم هذه خلية اإلنسان الحية ،وهي دقيقة الحجم

معقدة التركيب محكمة الوظائف أضف إلى ذلك أنها تنمو و تتكاثر و تتنفس و تتغذى و تقوم بعمليات

تعجز عن محاكاتها أكبر المصانع في العالم ، وحيوية األعجب من هذا أن المواد الميتة خارج الخلية

كالكربوهيدرات و البروتينات عندما تعبر غشاء الخلية و يسمح لها باالندماج مع مكونات الخلية وعضياتها

تتحول هذه المواد من مواد ميتة ال حياة فيها إلى ؟!!عضيات حية تتغذى ، وتتنفس

Page 20: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

والكون الذي نعيش فيه محكوم بقوانين ال يحيد عنها فالبد أن،والينفك عنها فهي مفروضة عليه فرضا

و سنها وفرضها و عندنا ثالث يكون لها من قننها احتماالت لمن سن هذه القوانين إما أن يكون الكون

نفسه هو الذي سن هذه القوانين أو القوانين نفسهاأو شيء آخر خارج عن الكون .

و االحتمال األول مرفوض إذ يلزم منه وجود الكونقبل وجوده .

و االحتمال الثاني مرفوض ؛ ألنه تصوير للقوانين على أنها فاعلة محركة ،و القوانين مجرد وصف

يتكرر تحت نفس الظروفسلوك لظاهرة في الكون .

و االحتماالن السابقان باطالن فتعين االحتمال الثالث لفس33اد م33ا ينقض33ه ،وه33و أن يك33ون من س33ن ق33وانين الكون شيء خارج عن الكون فهذا إثبات لشيء خ33ارج

عن الكون ،وهو اإلله الخالق .

و نجد هذا الك33ون ال33ذي نعيش في33ه في غاي33ة االنتظ33ام فتجد المط33ر ال يس33تطيع أن يمتن33ع عن األرض فتنع33دم

األرض ال تستطيع أن تمتنع عن ،و الحياة ويهلك الناس

Page 21: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

و ما رأينا يوما تعط33ل الش33مس أو س33قوطإنبات الزرع نجم من السماء على األرض و غير ذل33ك من األم33ور ،و كل هذا يدل على وجود خ33الق ق33دير يحف33ظ نظ33ام ه33ذا

إن في﴿ قال تعالى :فالبد للتنظيم من منظم ،الكون ماوات واألرض واختالف الليل والنهار والفل33ك خلق الس التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله مناء فأحي33ا ب33ه األرض بع33د موته33ا وبث فيه33ا ماء من م السر بين خ حاب المس33 ي33اح والس33 ريف الر من ك33ل دآبة وتص33

ماء واألرض آليات لقوم يعقلون [ 164 البقرة : ]﴾ السمس ينبغي لها أن ت33درك القم33ر﴿ ، وقال تعالى : ال الش

إذا كان العقل يحي33ل انتظ33امو ﴾وال الليل سابق النهار عمل مصنع من المصانع دون منظم لهذا المصنع فكيف

بهذا الكون الشاسع ؟!

االستدالل بدليل النظام قائم علىو إن قال المالحدة التشابه بين الكائنات الطبيعية و المصنوعات البشرية

فألننا شاهدنا أن جميع المصنوعات البشرية ال تخلو من صانع ، فال بد أن يكون للكون المنظم من صانع

هذا التشابه بمجرده ال يكفي لسحب و تعدية ، و خالق حكم أحدهما إلى اآلخر الختالفهما ، فإن مصنوعات

البشر موجودات صناعية ، بينما الكون موجود .طبيعي

Page 22: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

و الجواب أن العقل المدقق في حقيقة النظم و المتتبع لعلته ، سيحكم فورا بأن مصدر النظام هو

خالق حكيم عالم قد أوجد األجزاء المختلفة كما وكيفا ، ورتبها ونسقها بحيث يمكن أن تتفاعل في ما

بينها ، وتتعاون لتحقيق الهدف المطلوب والغاية المقصودة من إيجادها وهذا الحكم الذي يصدر عن العقل ال يستند إلى شيء سوى إلى ماهية النظام

وطبيعته الرافضة للتحقق بال فاعل عالم ومدبر، وال يستند إلى التشابه ، وال إلى التجربة كما زعموا

فبرهان النظم قائم على إدراك الحس بوجود النظام في الكون بمالحظة العقل للنظم و التناسق و

االنضباط بين أجزاء الوجود أي مالحظة نفس ماهية النظام من دون تنظيرها بشيء ، فيحكم بما هو هو،

من دون دخالة ألية تجربة و مشابهة ، بأن موجد النظمال محالة يكون موجودا حكيما قديرا .

و بره33ان النظ33ام ق33ائم أيض33ا على البديه33ة العقلي33ة القاضية بأن النظام ال يك33ون إال من منظم ذي إرادة و قدرة وحكمة و ما ذكروه من أن ه33ذا مص33نوع ، و ه33ذا طبيعي ال يلغي وج33ود النظ33ام في كليهم33ا ، و ال يلغي

البديهة العقلية القاضية بوجود منظم للكون .

و الفارق الذي ذكروه بين األحداث التي تكون في الطبيعة و التي يفعلها االنسان غير مؤثر إذ ال فارق

Page 23: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

بين األحداث التي تكون في الطبيعة و التي يفعلهااالنسان من حيث السبب و العلة .

ال يمكن الحكم على الكون أنهو إن قال المالحدة منتظم فهل لدينا كون آخر يمكن مقارنته بهذا الكون

و الجواب الحتى يمكننا القول بأن كوننا منظم يشترط في القول بأن الكون منتظم وجود كون آخر

يقارن بكوننا ، فوصف أي شيء بصفة ال يستلزم وجود مماثل له لكي يوصف و الشيء يوصف عن طريق رؤيته بالبصر أو اإلحساس به عن طريق

الحواس األخرى أو رؤية الشبيه بالبصر أو اإلحساسبالشبيه عن طريق الحواس األخرى .

و لعل المالحدة خلطوا بين وصف الشيء و مقارنة الشيء بغيره فالمقارنة تحتاج وجود شيء آخر يقارن

بالشيء مثل فالن جميل هذا وصف و عند مقارنة فالن بغيره تقول فالن أجمل من فالن و هذا الشيء

منظم و هذا الشيء أكثر نظاما من هذا الشيء .

و إن قال المالحدة لو كان هناك كيان صمم هذا النظام فهذا يعني أن هذا الكيان بنفس الفرض هو

محكم ومعقد أكثر من الكون فمن أين أتى هذا الكيان ؟ و الجواب أن القول بوجود منظم للكون ال

يفرض وجود سبب لهذا المنظم ؛ ألن الذي نظم الكون

Page 24: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

و ال يصح أنهو الخالق و الخالق ليس كالمخلوق الذي على الحادث يقاس القديم األزلي الذي ال أول له

له أول و هل يوجد لله شبيه حتى نشبه الله به و اللهشبيه .ليس له

و إن قال المالحدة ال يصح أن يقال أن الكون منظم لوجود الفوضى في الكون و الجواب هذه الظواهر

ال تلغي وجود نظام فيالتي يدعون أنها فوضوية الكون فكم يوجد في الكون من أشياء منظمة منسقة

حتى أبهرت علماء الفيزياء و األحياء و الكيمياء والفلك و الجولوجيا و غيرهم .

و الفوضى تستلزم عدم وجود أنظمة و قوانين تحكم و إمكان استنتاج قوانين عامةهذه الظواهر الفوضوية

تحكم هذه األمور يدل على انتظامها و ليس على عدم انتظامها ، و ال يوجد شيء في الكون في الغالب ال

يخضع لقوانين ،و ما لم يتم معرفة قوانينه فهذا لقصور العلم في الوقت الحالي و مع مرور الزمن

سيكشف لنا العلم وجود نظام لهذه الظواهر .

، وو ما دامت الفوضى تخضع لقوانين فليست فوضى لكن نظام مرتب لم يتم الكشف عن ماهيته

Page 25: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

الحقيقية ، و هل وجود ظواهر فوضوية في الكونكما يدعون ينفى وجود موجد لها ؟!!

و النظام هو السائد في الكون بدليل إمكان العلماء من وضع قوانين للظواهر الفيزيائية و الطبيعية فلو

كانت الفوضى هي السائدة لما تمكن العلماء من وضعقوانين تحكم الكون .

ووجود الكائنات الحية دليل على وجود خ33الق حي وهب ،و من يق33ول منالحياة لها فالحياة ال تأتي إال من حي

؛المالحدة: " نشأة الحياة ليست دليال على وجود خالق ألنه33ا نش33أت ص33دفة ع33بر سلس33لة طويل33ة من التط33ور الكيميائي ما قبل الحيوي استمر لماليين السنين ابتداء من الكيميائيات البسيطة مرورا بالجزيئ33ات المتع33ددة و الجزيئ33ات المتع33ددة الناس33خة ذاتي33ا داخل33ة ب33دورات تحفيزية وص33وال إلى كائن3ات م3ا قب3ل بكتيري33ة وأخ3يرا

كالم ال يصحفالجواب هذا ال " وصوال إلى بكتريا بسيطة على التس33ليم،و ينم عن الجه33ل بمفه33وم الص33دفة إذ

نتيج33ةالجدلي تنزال مع المالحدة أن الحياة نشأة صدفة فهذا ال ينفي وجود خالق للحياةسلسلة من التفاعالت

؛ ألن الصدفة ليست فاعلة ،ولكنها صفة للفعل الصادرمن الفاعل ،والفعل ال يوجد بدون فاعل .

Page 26: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

وعلى التس33ليم الج33دلي أن المالح33دة ق33دموا اآللي33ة الصحيحة لنشأة الحي33اة فهم تكلم33وا عن كيفي33ة نش33أة

ومن ال333ذينش333أة الحي333اة ، و ليس لم333اذا الحي333اة أنشأها ؟ ، ومن الذي جعلها تنشأ به33ذه الطريق33ة ؟ إذ

،و العلم يبحث عن الفع33333333ل ،و ال يبحث عن الفاعل.يبحث عن الحدث ،و ال يبحث عن الحادث

نتيج333ة سلس33لة منو ل33و ك333انت الحي33اة ق33د نش33أت موجد للمواد التي تتفاع33ل ،فالبد من وجود التفاعالت

والبد من وجود من أعطى هذه المواد القابلية للتفاعل ،وه33ذه السلس33لة من التف33اعالت له33ا ش33روط معين33ة للحدوث فتحت33اج إلى من يه33يئ له33ا الش33روط المعين33ة لحدوثها ،وهذه السلسلة من التفاعالت تحت33اج إلى من

يحافظ عليها كي تعطي نتائجها . ولو كانت الحياة قد تطورت من مادة غير حية فمن

الذي طور هذه المادة ؟ إذ أي تطور البد له من مطور ، و إن قيل المادة هي التي طورت نفسها عبر ماليين

السنين ،فالجواب هذا الكالم يستلزم أن األدنى يتطور بنفسه إلى األعلى ،و التطور الذاتي إلى األكمل دون

تدبير حكيم عليم قدير خالق، أمر مستحيل عقال، إذ الناقص ال ينتج الكامل في خطة ثابتة ، وهو بمثابة

،و يلزم من هذا الكالم قبول تحول8إنتاج العدم للوجود

331- كواشف زيوف للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني ص 8

Page 27: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

الناقص إلى الكامل بنفسه، وهذا نظير وجود الشيء.9من العدم الكلي المحض

ومن ي33دعي من المالح33دة أن ت33وافر الظ33روف لنش33أة الحياة أدى لنشأة الحياة دون الحاجة لمس33بب ف33دعواه في غاية السخف والسقوط ،وه33و كمن يق33ول ت33وافر الظروف لحدوث الجريمة أدي لحدوث الجريمة ،وعلي33ه

فليس للجريمة مرتكب .

وقد عرفنا خالق الك33ون بنفس33ه وبأس33مائه وبص33فاته و من خالل رس33له يحب33ه و بم33ا يك33رهبخلق33ه للك33ون وبما

وأنبي3ائه المؤيدين بالمعجزات وأخبرنا أنه الله ،وأخبرنا و ل33و ك33ان هن33اك خ33الق غ33ير الل33هأنه هو ال33ذي خلقن333ا

ألدعى الخلق ، و لم يدع أحد غير الله لنفسه الخل33ق إال خذله الله في الدنيا و افتضح أم33ره ، أم33ا الل33ه س33بحانه فقد ق33ال أن33ه الخ33الق لك33ل ش33يء عن طري33ق رس33له و

ه33ل من خ33الق ﴿ :أنبيائه و لم ينازعه أح33د ق33ال تع33الى ماء واألرض ال إله إال هو فأنىغير الله يرزقكم من الس

،3﴾ ] فاطر : تؤفكون 3] أال ل33ه الخل33ق﴿وقال تعالى: ،54 ]األع33راف: ﴾ واألم33ر تب33ارك الله رب الع33المين 3]

وهو على كل شيء الله خالق كل شيء ﴿وقال تعالى: ب﴿ و ق33ال تع33الى : [62 ]الزم33ر: ﴾ وكي33ل ق33ل من ر

ماوات واألرض ق33ل الل33ه ق33ل أفاتخ33ذتم من دون33ه الس33

446- كواشف زيوف للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني ص 9

Page 28: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

را ق33ل ه33ل هم نفع33ا وال ض33 أولي33اء ال يملك33ون ألنفس33توي الظلم33ات ير أم ه33ل تس33 توي األعمى والبص33 يس33ابه ه فتش33 ركاء خلق33وا كخلق33 والنور أم جعل33وا لل33ه ش33يء وه33و الواح33د الخل33ق عليهم ق33ل الل33ه خ33الق ك33ل ش33

ار [16الرعد : ] ﴾القه

البعرة تدل على البعير من باب ضرب المثل مقولة

األع33رابي البع33رة ت33دل على البع33ير ك33انت علىإن قول سبيل ضرب المثل والقياس ليتضح قوله ،ويزداد الكالم

بالمثل وضوحا كما قيل بالمثال يتضح المقال .

ولسان حال األعربي يقول إذا ك33انت البع33رة ت33دل على فاعله33ا ،وهي أق33ل ش33أنا من وج33ود اللي33ل والنه33ار والسماء والنجوم فمن باب أولي وج33ود اللي33ل والنه33ار والس33ماء والنج33وم والك33ون بأكمل33ه ي33دل على وج33ود

فاعله ،وهو اإلله الخالق .

وإذا كان أثر السير يدل على فاعله ،وهو أقل ش33أنا من وجود الليل والنه33ار والس33ماء والنج33وم فمن ب33اب أولي وجود الليل والنه3ار والس3ماء والنج3وم والك3ون بأكمل3ه

ق33ال تع33الى :يدل على وجود فاعله ،وهو اإلل33ه الخ33القماوات واألرض واختالف اللي3333ل﴿ إن في خل3333ق الس3333

Page 29: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

ع الناس والنهار والفلك التي تجري في البح33ر بم33ا ينف33اء فأحي33ا ب33ه األرض بع33د ماء من م وما أنزل الله من السحاب ياح والس33 موتها وبث فيها من كل دآبة وتصريف الرماء واألرض آلي33ات لق33وم يعقل33ون ر بين الس33 خ ﴾المس33

[ 164 البقرة : ]

واإلنس33ان حين ينظ33ر في الك33ون وفي آيات33ه ال ب33د أن، فما ك33ان له33ا أن يصل من خاللها إلى الخالق عز وجلن ينكرون تتأتى وحدها، ثم إنه لم يدعها أحد لنفسه مم وجود الله، وقلنا: إن أتفه األشياء ال33تي نراه33ا ال يمكن أن توجد هكذا بدون ص33انع، فمثال الك33وب ال33ذي نش33رب

فيه، هل رأينا مثال شجرة تطرح لنا أكوابا ؟

إذن: ال بد أن لها صانعا فكر في الحاجة إليها، فص33نعها بعد أن كان اإلنسان يشرب الماء عبا، أو نزح33ا ب33الكفن وم33ا توص33لنا إلى ه33ذا الك33وب الرقي3ق النظي33ف إال بع33د بحث العلماء في عناصر الوجود، أيها يمكن أن يعطيني هذه الزجاجة الشفافة، فوجدوا أنه33ا تص33نع من الرم33ل بعد صهره تحت درجة حرارة عالية، فه33ذا الك33وب ال33ذي يمكن أن نستغني عنه أخذ منا خبرة وقدرة وعلما . إلخ فما بالك بالشمس التي تنير الكون كله من33ذ خل33ق الل33ه هذا الكون دون أن تكل أو تمل أو تتخلف يوم33ا واح33دا، وهي ال تحتاج إلى صيانة وال إلى قطع33ة غي33ار، أليس33ت ج33ديرة ب33أن نس33أل عمن خلقه33ا وأب33دعها على ه33ذه

.10الصورة، خاصة وانها فوق قدرتنا وال تنالها إمكاناتنا

19/11691- تفسير الشعراوي 10

Page 30: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

إهانة للذاتالبعرة تدل على البعير مقولة وليس في اإللهية ،وال تشبيه الكون ببعرة أو تشبيه الخالق ببعير

؛ ألن المقولة أتت علىكما يزعم المالحدة هداهم الله سبيل ضرب المثل ،وتشبيه حال أمر بحال أمر

.وتنبيه الذهن على قياس النظير على النظيرآخر ،

والعربي يضرب مثال لسوء الجزاء بقوله : جزاه جزاء سنمار ،وكان سنمار بناء مجيدا من الروم فبنى

ا نظر إليه الخورنق للنعمان بن امرئ القيس فلم النعمان استحسنه وكره أن يعمل مثله لغيره فألقاه من

قال النعمان لسنمار: ما رأيت مثل11أعاله فخر ميتا هذا البناء قط. فقال له سنمار: إني أعلم موضع آجرة

لو زالت لسقط القصر كله. فقال النعمان أيعرفها أحد غيرك. قال: ال. قال: ألدعنها وما يعرفها أحد.وأمر به

،وعندما يقال هذا المثل على12قفذف من أعلى القصر شخص ال يقصد بذلك تشبيه هذا الشخص بسنمار ،ولكن

تشبيه حاله بحال سنمار .

والع33ربي يض33رب مثال لمن يرج33ع بالخيب33ة بقول33ه رج33عي حنين و حنين هو اسم إسكاف من أهل الح33يرة،، بخف

س33اومه أع33رابي بخفين ولم يش33ترهما، فغاظ33ه ذل33ك وعلق أح33د الخفين في طريق33ه، وتق33دم فط33رح اآلخ33ر وكمن له، وجاء األعرابي فرأى أحد الخفين فق33ال: م33ا أش33به ه33ذا بخ33ف ح33نين، ل33و ك33ان مع33ه آخ33ر الش33تريته. فتقدم فرأى الخف الثاني مطروحا في الطريق ف33نزل

1/305- جمهرة األمثال للعسكري 117/460 - الحيوان للجاحظ 12

Page 31: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

وعقل بعيره ورجع إلى االول، فذهب اإلسكاف براحلته فك33ان ه33ذا مثال يض33رب13وج33اء إلى الحي بخفي ح33نين

. وعن33دما يق33ال ه33ذا المث33ل على14عند الرج33وع بالخيبة شخص ال يقصد ب33ذلك تش33بيه ه33ذا الش33خص ب33األعرابيي ح33نين ،ولكن تش33بيه حال33ه بح33ال ال33ذي رج33ع بخف

األعرابي .

والعربي يضرب مثال لما يكتفي بمنظره عن تعرف حاله 16 منادي33ا و،أص33له أن ض33يفا أن33اخ15بقول33ه كفى برغائها

ال الرج33ل م33ا ه33ذا بفناء رجل فجعلت راحلته ترغ33و فق33غاء أضيف أن33اخ بن33ا فلم يعرفن33ا مكان33ه فق33دم ق33راه الر

يف كفى برغائها مناديا قال أب33و عبي33د: ه33ذا17فقال الضاء الحاج33ة قب33ل مئل مشهور عند العرب يضرب في قض33 س33ؤلها، ويض33رب أيض33ا للرج33ل تحت33اج إلى نص33رته أو معونته فال يحضرك، ويعتل بأن33ه لم يعلم، ويض33رب لمنل من يس33تأذن ل33ك يق33ف بب33اب الرج33ل فيق33ال: أرس33 ويقول: كفى بعلمه بوقوفي ببابه مس33تأذنا لي، أي ق33د

.18علم بمكاني فلو أراد أذن لي

ومما يؤكد عدم قصد األعرابي األهانة للذات اإللهية أنه لم يذكر البعرة تدل على البعير وحدها بل اتبعها بقوله

وأثر السير يدل على المسير ، ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، أفال تدل على الصانع الخبير فلما

تغافل المالحدة عن باقي كالم األعرابي ؟!!

5/2106- الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري 13 274- اللباب في قواعد اللغة وآالت األدب لمحمد علي السراج ص 14

- الرغاء صوت األبل 15 - أناخ بالمكان أقام بالمكان واستقر162/151- جمهرة األمثال للعسكري 172/142- مجمع األمثال ألبي الفضل الميداني النيسابوري 18

Page 32: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

بطالن سؤال من خلق الله ؟ وكيف جاء الله ؟ومنأوجد الله ؟

إن العقل السليم يبط33ل س33ؤال من خل33ق الل33ه أو كي33ف ج33اء الل33ه ؟ أو من أوج33د الل33ه ؟، إذ ك33ون الل33ه خالق33ا يستلزم أال يك33ون مخلوق33ا ،وعلي33ه فال يص33ح س33ؤال من خل33ق الل33ه أو كي33ف ج33اء الل33ه ؟ أو من أوج33د الل33ه ؟ ، واألصل في الخالق الوجود إذ لو كان األصل في3ه الع3دم

ال33ذي ال يملك33ه، واللما أوجد الكون ؛ ألن فاق33د الش33يء ال يعطي33ه ، و إذا ك33ان األص33ل فييمل33ك س33ببا إلعطائه

الخالق الوجود فال يص33ح أن نس33أل عن س33بب وج33وده أوكيف جاء .

الخلق يفتقرون إلى خالق ، و لو كان الخالق يفتقرو إلى غيره ،وهكذا للزم التسلسل في الفاعلين إلى ما ال نهاية و بالتالي ال يوجد خالق للخلق ، و الخلق فعل

و الفعل ال بد أن يكون له فاعال ،و عدم وجود خالقللخلق يستلزم أال يوجد فاعل للفعل وهذا باطل .

و سؤال السائل : من خلق الله ؟ يساوي سؤال : ما الذي سبق الشيء الذي ال شيء قبله ؟ و يساوي

سؤال : ما بداية الشيء الذي ال بداية له ؟ ويساوى سؤال : ما بداية وجود الشيء الذي ال بداية لوجوده ؟

.

Page 33: سفسطة الملاحدة حول مقولة البعرة تدل على البعير

الذى بنعمته تتم الصالحاتو الحمد للههذا