أسئلة المالحدة حول الغايةاإلجابة على من الخلق

د.ربيع أحمد

الحمد لله رب العالمين ، والصالة والسالم على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم

بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

فقد انتشر في عصرنا م66رض اإللح66اد ، وه66و أح66د األم66راض الفكرية الفتاكة إذ يفتك باإليمان و يعمي الحواس عن أدل66ة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يج66ادل في الب66ديهيات و يجمع بين النقيضين ويف66رق بين المتم66اثلين ،ويجع66ل من الظن علما و من العلم جهال و من الحق باطال و من الباطل

حقا .

ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين واالسترسال في الوساوس الكفرية

والسماع والقراءة لشبهات أهل اإللحاد دون أن يكون لدىاإلنسان علم شرعي مؤصل .

ما هي إال أقوال بال دليل وادعاءات بالوشبهات أهل اإللحاد ،ورغم ضعفها و بطالنها إال أنه66ا ق66د ت66ؤثر في بعضمستند

المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان الب66د من كشف شبهات ومغالط66ات ودع66اوي أه6ل اإللح6اد ش66بهة تلو األخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تلو الدعوى حتى

ال ينخدع أحد بكالمهم وشبههم .

و في ه66ذا المق66ال س66نتناول ب66إذن الل66ه ال66رد على أس66ئلة المالح66دة والالدين66يين ح66ول الغاي66ة من الخل66ق ،وهي في

الحقيقة ليست أسئلة بل شبه في صورة أسئلة .

أسئلة المالحدة حول الغاية من الخلق

يقول المالحدة أنتم أيه6ا المس6لمون عن66دما نس6ألكم لم6اذا خلق الله البشر ؟ تجيب66ون خلقن66ا الل66ه لنعب66ده ، و الس66ؤال

وم66ا ال66ذيلكم أيها المؤمن66ون : ه66ل يحت66اج الل66ه لعبادتن66ا ؟ ،وإذا كانت عبادتن66ا ال تفي66د الل66هسيستفيده من عبادتنا له ؟

وإذا كان خلقنا لعبادته فلم66اذا  فهل خلقنا ليعبث بنا ؟شيئا يعبده بعض الناس ال كل الناس ، ولماذا لم يجعلنا كلنا نعبده

؟ ولماذا لم يستأذن منا قبل أن يخلقنا ؟

دأب المالحدة والالدينيين سوء األدب مع رب العالمين

دأب المالحدة في كل زمان ومكان سوء األدب مع الله ،و االعتراض على أحكامه و أفعاله فيقول الواحد منهم

معترضا – وإن كان ال يؤمن بالله أصال - لماذا خلقني الله ؟ ويكلم أحدهم الله – عز وجل - متبجحا : لماذا خلقتني يا

الله ؟ لماذا تريد مني أن أعبدك أتحتاج عبادتي ؟ لماذا لم تستأذن مني قبل أن تخلقني ؟ إن كنت تحبنا فلماذا لم

تخلقنا كلنا صالحين نؤمن بك ؟ لماذا لم تدخلنا الجنة دون المرور بالدنيا ؟ إلى غير ذلك من التجاوزات وسوء األدب :

﴿hمiوhي jهjت hضiب hق kيعا lم hج jض iرh iاألhو lهlرiد hق mق hح hهmوا الل jرhد hا ق hوَ م

ا mمhى عhالhعhت hو jهhان hحiب jس lهlين lمhيlب oاتmي lوiطhم jاتhماو mالسhو lة hامhي lقiال hونjكlر iشj(67الزمر : ﴾ ) ي .

وكيف لمخلوق ال يساوي في الكون شيئا أن يعترض على أن يعترض على ؟!! كيف لهملك الكون و ملك الملوك

ملك اللهتصرف الله في الكون و الخلق خلق الله و الكون

أhلjونh ﴿ قال تعالى :؟!! iسjي iمjهhو jلhع iفhا ي mمhع jلhأ iسjي hال ﴾ ( .23) األنبياء :

بما شاء وكيف شاءوإذا كان ألي مالك التصرف فيما يملكه بما شاء وكيفو إذا كان لصاحب المال التصرف في ماله  ،

بما شاء،وإذا كان للسيد حرية التصرف في عبده شاء فأي نوع من العقول هؤالء المالحدة يعترضون وكيف شاء

قال على فعل الله في ملكه و فعل الله في عبيده ؟! تhنزlعj تعالى : hاء و hشhن تhم hكiل jمiي الlت iؤjت lكiل jمiال hكlال hم mم jهmالل lل jق ﴿

yزlعjت hاء و hشhن تmمlم hكiل jمiالjرiي hخiال hكlدhيlاء ب hشhن تhم yلlذjت hاء و hشhن تhم ( oيرlد hق zء iي hل} شjك hىhلhع hكmنl (.26آل عمران : ﴾إ

لماذا خلقنا الله ؟

بين الحق سبحانه و تعالى الغاية الكبرى التي من أجلها خلقlنسh إlالm﴿ قال سبحانه :الجن و اإلنس ف iاإلhو mن lجiال jت iقhل hا خ hمhو

lونjدjبiعhيl( ،و إذا كان الله هو الخالق فله56) الذاريات : ﴾ ل هو الخالق فهو المستحق بالعبادةالحق أن يjعبhد إذا كان الله

﴿، و نحن نعبد الله ؛ ألنه خلقنا وأمرنا أن نعبده قال تعالى : الmذlينh مlن hو iمjك hقhل hي خlذmال jمjكmب hر iواjدjبiاع jاسmا الن hهyيh يhا أ

iمjكlلiب hق hون jقmتhت iمjكmلhعh(21 ) البقرة : ﴾ ل

ومما ينبغي علينا معرفته أن اإلنسان أصبح كائنا حيا موجودا بعد أن لم يكن له وجود وال حياة ، و خلق اإلنسان بعد أن لم يكن شيئا ووهب الحياة له ما هو إال فضل و جود وكرم من

الله لإلنسان ،و نعمة الوجود و نعمة الحياة ال تقدر بثمن ،واإلنسان ال يتمتع فقط بنعمة الوجود والحياة بل

يتمتع أيضا بنعمة الصحة و نعمة السمع و نعمة البصر و نعمة التذوق و نعمة اللمس و نعمة الكالم و نعمة الحركة إلى غير

ذلك من النعم التي يتمتع اإلنسان بها .

و إذا كان من فعل لك معروفا له حق أن يشكر ، و أن تذكر معروفه وتكسبه المقالة الحسنة فهل الخالق واهب النعم لإلنسان ال يستحق منا الشكر و التقدير واالعتراف بفضله

وجوده وكرمه ؟!!

،ونحن لو عبدنا الله طيلة حياتنا وعبادتنا لله من شكرنا له بكل هذه النعمما وفيناه حق نعمة واحدة وهبنا إياها فكيف

إlنi﴿الكثيرة التي ال تعد و ال تحصى ؟!! قال تعالى : hوا وyدjعhت ا hوه jصiحjت hال lهmالل hة hمiعlن oيم lح hر oور jفhغhل hهmالل mنl( 18النحل : ﴾ )إ

وعبادة الله في حد ذاتها نعمة عظيمة و خير كبير إذ العب66ادة ، وما يحبه الله عب66ارة1اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه

عن أوامر يحب أن تفعل و ن66واهي يحب أن تجتنب ،وال ي66أمر الل66ه إال بك66ل مع66روف ، وال ينهي إال عن ك66ل منك66ر ،وفع66ل المعروف ،و ترك المنكر فيه الخير و الصالح لن66ا ولمجتمعن66ا والسعادة لنا و لمجتمعنا ،و كأن الله خلقن66ا لننعم بعبادت66ه و

ننعم بشرعه .

وإذا عبدنا الله حق عبادت66ه س66عدنا في ال66دنيا و فزن66ا بالجن66ةjنiثhى وi أ

hأ zر h66كhذ iنlم kحاlال h66ص hل l66مhع iنhفي اآلخرة قال تعالى : م﴿

lن h66سiحhأlب iمjه hر i66جhأ iم jهmنhي lز i66جhنhل hو kةhي}بhط kاةhي hح jهmنhيlي iحjنhل hف oنlمiؤ jم hو jهhو hون j66ل hمiعhوا يjان h66ا ك h66و ق66ال تع66الى : (97)النح66ل:﴾م، ﴿hينlذ m66ال hو

ا h66يهlف iمjه lة m66ن hجiال jاب hح i66صhأ hكl666ئhولjأ lات hحlال m66الص iوا j66ل lمhعhو iوا j66ن hآم الlدjون hه﴿و قال تعالى : ( ، 82 ) البقرة : ﴾ خmالل iعlطjي iنhمhو

10/149- مجموع الفتاوى البن تيمية 1

رlي iجhات تmن hج jله lخiدjوله ي jس hرhو iنlار م h6هiنh iا األ h6ته iحhا ت h6يهlف hينlد l6ال hخ وiز الiعhظlيم h66فiال hكlلhذ hالنس66اء : و ( ﴾13mو ق66ال تع66الى : إن ) ﴿

iمjه hالhو iم lهiيhلhع oفiو h66خ hال hوا فjام hقhت i66اس mمjث jه m66ا اللhنyب hوا رjال hق hينlذmال انjوا h6ا ك h66مlب kاء hز h6ا ج h6يهlف hينlد l6ال hخ lة m66ن hجiال jاب hح iص

hأ hكlئ�hولjأ hونjن hز iحhي لjونh ) األحقاف : hمiعh14 - 13﴾ي ) .

و االلتزام بشرع الله و عبادته سبحانه يؤدي إلى السعادة في الدنيا ،ويترتب على االلتزام بشرع الله و عبادته الفوز و

السعادة في اآلخرة ،و كأن الله خلقنا لننعم بطاعته في وكأنفي اآلخرة بجنته أطعناه في الدنيا – الدنيا و ننعم– إذا

الله خلقنا كي نعيش في سعادة في الدنيا بالتزام شرعه و كي نعيش في سعادة في اآلخرة بالعيش في الجنة إذا

.التزمنا شرعه في الدنيا

.

لماذا يريد الله منا بيان خطأ اعتراض الملحد على الله قائال : أن نعبده أيحتاج عبادتنا ؟

لماذا تريد مني يا الله أنإن من يعترض على الله قائال كالعبد الذي يعترض على سيده أمرهأعبدك أتحتاج عبادتي ؟

بشيء فقال له : سيدي لماذا تريد مني أن أفعل ما تأمرني به أتحتاج ذلك ؟ و هذا خطأ ،ووجه الخطأ في ذلك أن العبد

ليس له أن يسأل هذا السؤال ؛ ألنه عبد لسيده ،وهل يعقل أن يحاكم العبد سيده ؟!! ونحن عبيد لله فكيف لنا أن

نحاكمه ؟!! هذه واحدة .

و األمر اآلخر : هذا السؤال نفسه مبني على مغالطة أن كل أمر يأمر به السيد عبده يحتاجه السيد من العبد ،وهذا ليس

صحيحا فقد يكون األمر اختبارا من السيد لعبده ،وقد يكون األمر تشريفا للعبد بفعل شيء جدير أن يفعله ، وقد يكون

األمر لمحبة السيد أن يرى امتثال عبده له وطاعته له ، وقد يأمر السيد عبده بشيء إذا فعله رفع منزلته عنده و أفاض

عليه بعطايا عظيمة ، ولله المثل األعلى .

و الله – عز وجل - خلقنا لنعبده ،و في عبادته سبحانه صالحنا و سعادتنا في الدارين دار الدنيا ودار اآلخرة فنحن

الذين نحتاج عبادته ،ونحن من ننتفع بعبادته فأمره لنا قتادة وبالعبادة من حبه لنا ،ومن فضله وكرمه علينا قال

غيره من السلف : » إنm الله سبحانه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، وال نهاهم عنه بخالk منه ، بل أمرهم

.2بما فيه صالحهم، ونهاهم عما فيه فسادهم «

و الله – عز وجل - خلقنا لنعبده باختيارنا تشريفا لنا و تمييزالنا عن كثير من خلقه سبحانه .

و الله – عز وجل - خلقنا لنعبده ؛ ألنه يحب أن يرى امتثالنا و طاعتنا له سبحانه ،وإذا طلب منك ملك من ملوك الدنيا فعل

شيئا يحب أن تفعله فهل ستتأخر عن ذلك ،وتقول لماذا تطلبه مني ؟!! وإذا طلب منك رئيس من رؤساء الدول فعل

255قاعدة في المحبة البن تيمية ص - 2

شيئا يحب أن تفعله فهل ستتأخر عن ذلك،وتقول لماذا تطلبه مني ؟!! وإذا طلب منك أحد الوزراء فعل شيئا يحب

أن تفعله فهل ستتأخر عن ذلك،وتقول لماذا تطلبهمني ؟!!.

و الله – عز وجل - خلقنا لنعبده باختيارنا لينعم علينا في اآلخرة - إذا عبدناه وحده وأطعناه - بالسعادة األبدية ،وذلك

كرم منه و فضل .

وكون الله هو الخالق فهذا يقطع بعدم احتياجه لغيره فكيف ندعي أنه يحتاج عبادتنا ،وهو اليحتاج لغيره ؟!!

kو الله – عز وجل - ما كلف المكلفين ليجر� إلى نفسه منفعة ة ؛ ألنه تعالى غني على اإلطالق mع عن نفسه مضرhفiدhأو لي

فيمتنع في حقه جر المنفعة ودفع المضرة، ألنه واجب الوجود لذاته وواجب الودود لذاته في جميع صفاته يكون

غنياh على اإلطالق و أيضاk فالقادر على خلق السموات

واألرض والشمس والقمر والنجوم والعرش والكرسي� والعناصر األربعة والمواليد الثالثة ممتنع أن ينتفع بصالةيiدz« وصيامl »عhمiرzو« وأن يستضر بعدم صالة هذا وعدم hز«

.3صيام ذلك

و األعمال الصالحة التي يعملها اإلنسان إنما تنفع صاحبها، وكذلك األعمال السيئة ال تضر إال صاحبها، وأما الله تعالى

فغني عن العالمين فالخلق هم المستفيدون من الطاعة16/477- اللباب في تفسير الكتاب 3

k﴿ والمتضررون من المعصية قال تعالى : الlحا hص hلlمhع iنhم lيدlبhعiلlل zم mالhظlب hكyب hا ر hمhا و hهiيhلhع hف hاء hس

hأ iنhمhو lه lس iفhنlل hفصلت :﴾ ) ف 46)

hنتjمi وhمhن فlي﴿ وقال تعالى : i أ وا jر jفiكhن تlى إ hوسjم hال hقhو oيد lم hي� حlنhغhل hالل�ه mنlإ hف kيعا lم hج lض iر

h( أي : إن8 ) إبراهيم : ﴾األ تكفروا بالله أنتم وجميع أهل األرض فلن تضروا الله شيئkا;

فإن الله لغني عن خلقه, مستحق للحمد والثناء, محمود في .4كل حال

ا﴿ و قال تعالى : hمhو lاتhاو hم mي السlا ف hم lل�هlل mنlإ hف iوا jر jفiكhن تlإ يداk ) النساء : lم hح kي�اlنhغ jالل�ه hانhكhو lض iر

hي األlأي : إن131﴾ف ) تجحدوا وحدانية الله تعالى وشرعه فإنه سبحانه غني عنكم;

ألن له جميع ما في السموات واألرض. وكان الله غني�اk عن .5خلقه, حميدkا في صفاته وأفعاله

وفي الحديث القدسي قال الله - عز وجل - : » يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي

فتنفعوني يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي

شيئاk يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاk. يا

عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم و جنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم مسألته؛ ما

- التفسير الميسر 4- التفسير الميسر 5

نقص ذلك مما عندي إال كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر»6.

لماذا لم تستأذن مني يا بيان خطأ اعتراض الملحد على الله قائال : الله قبل أن تخلقني ؟

لماذا لم تستأذن مني يا الل66هإن من يعترض على الله قائال : كالعب66د ال6ذي يع6ترض على س66يد اش66تراهقب66ل أن تخلق6ني ؟

و ه6ذا لماذا لم تستأذن مني قب6ل أن تش6تريني ؟فقال له : خطأ ، ووجه الخطأ في ذلك أن العبد ليس له أن يس66أل ه66ذا

ال اختي66ار ل66ه م66ع اختي66ار س66ي�ده ممل66وك الس66ؤال ؛ ألن66ه عب66د. ومالكه

لماذا لم تستأذن مني يا اللهو من يعترض على الله قائال : أمه قائال : لماذا الذي يعترض على كاالبنقبل أن تخلقني ؟

لم تستأذنيني يا أمي قبل أن تلديني ؟ وال يخفي ما في هذااالعتراض من السخف والغلط .

والشك أن الوجود بعد العدم خير ، ووجود اإلنسان في هذا الكون وتمتعه بالحياة خير ،وفعل الخير ال يحتاج استئذان أرأيت أما تستأذن رضيعها لتغذيه ؟�! أرأيت أبا يستأذن ابنه ،كي يربيه ؟! أرأيت شخصا يستأذن شخصا كي ينقذه ؟!! أرأيت غنيا يستأذن فقيرا كي يعطيه ماال ؟!! ولله المثل

2577رواه مسلم في كتاب البر والصلة رقم - 6

األعلى فقد خلق اإلنسان في هذه الحياة الدنيا وجعله كائنا بعد أن لم يكن ،وبدل من أن يشكره اإلنسان على خلقه له

يتبجح قائال هل استأذنتني يا الله قبل أن تخلقني ؟! منطقمعكوس .

و من يق66ول إذا ك66ان وج66ود اإلنس66ان في ال66دنيا عب66ارة عن امتحان من الله لإلنس66ان ،و أن66ا لم أواف66ق على دخ66ول ه66ذا

من الع66دل إقح66امي في امتح66ان لم أواف66قاالمتحان فليس يق66ال ل66ه اعتراض66ك ال يص66ح ف66أنت عب66د لل66ه ،و الس66يد عليه

يتصرف في مملوكه بما شاء .

و هذه الحي66اة ال66دنيا مزرع66ة لآلخ66رة فمن عم66ل ص66الحا في الحياة الدنيا كان الجزاء جنة عرضها السموات واألرض فهذا االمتح66ان من أج66ل ج66ائزة ك66برى لمن نجح في االختب66ار أال وهي دخول الجنة ،ومن رش66ح للف66وز بج66ائزة كب66يرة مقاب66ل اجتياز اختبار الشك أن66ه س66يقبل االختب66ار ،والن66اس تتس66ارع في المسابقات من أجل الفوز فكيف بالجن66ة أال تس66تحق أن نتسارع من أجلها ؟ وه66ذه ال66دنيا امتح66ان ي66بين من يس66تحق

دخول الجنة و من ال يستحق .

الرد على سؤال المالحدة : لماذا لم يخلق الله كلالبشر صالحين ؟

يتس66ائل المالح66دة في دهش66ة إذ ك66ان الل66ه يحبن66ا ،ويحب أن نعبده فلما لم يخلقنا كلنا ط66ائعين ص66الحين ؟! والج66واب أن الله هو مالك البش66ر ،والمال66ك يتص66رف في ملك66ه بم66ا ش66اء

أhلjونh قال تعالى :وكيف شاء iسjي iمjهhو jلhع iفhا ي mمhع jلhأ iسjي hال ﴾ ﴿ كh ﴿ ( ،وقال تعالى :23) األنبياء : hار h66بhت jر i66مh iاأل hو jقiل hخiال jهhل hالhأ

hينlمhالhعiال yب hر jهm(.54) األعراف : ﴾الل

واإلنسان حر في اختيار طريق الخير و طري66ق الش66ر ،و ح66ر اختي66ارفي اختيار طريق الن66ور و طري66ق الظالم ،و ح66ر في

دhيiنhاهj﴿طريق اإليم66ان وطري66ق الكف66ر ق66ال تع66الى : h66ا ه m66نl إا kور j66فhا ك m66مlإ hا و kرlاك h66ا ش m66مlإ hيلlب m(3) اإلنس66ان : ﴾ الس ،وق66ال

ب}كjمi﴿تعالى : mن رlم yق hحiال lل jقhو hاء h66ن شhمhن وlمiؤ j66يiل hف hاء hن شhم hف

iر jفiكhيiل h29﴾ ) الكهف : فhك y66ب hر hاء h66ش iو h66ل hو ق66ال تع66الى : و، ) ﴿ تmى hح hاس m66الن jهlر i66كjت hتiنhأ h66فhأ kيع66ا lم hج iم jهyلjك lض iر

hي األlف iنhم hنhآلم نlينh )ي66ونس : lمiؤ j66وا م j66ونjكhو م66ادام اإلنس66ان ح66را99﴾ي، )

فاختياره قد يكون حجة له أو حجة عليه .

. وقد اقتضت حكم66ة الل66ه أن يك66ون اإلنس66ان ح66ر اإلرادة غ66ير

حكيم في أفعال66ه فك66لمجبر على اإليمان أو الكف66ر ،و الل66ه ﴿فعل يفعله له حكمة عرفناها أو لم نعرفها قال تع66الى : و

كlيمo ) النساء : اآلية hح oيمlلhع j26﴾الل�هhو j66هhو قال تعالى : و) ﴿ يرj ) األنع6ام : l66ب hخiال jيمlك hحiال hو j6هhو lهlادhب lع hقiو hف jر lاه hقiو18﴾ال )

كlيمj )العم66ران : hحiال jي66زlزhعiال hو j66هhل hه ﴾ق66ال تع66الى : وَ إlنm الل�66 ﴿ 62. )

وحرية اختيار اإلنسان ميزة قد ميزه الله بها عن كثير من المخلوقات فليس اإلنسان كالحيوان أو الجماد بل اإلنسان

يطيع الله باختياره ،ومن يعترض على عدم جعل الناس جميعا طائعين مؤمنين هو في الحقيقة يعترض على جعل

اإلنسان مخيرا ال مسيرا هو في الحقيقة يعترض علىالميزة التي تميز بها اإلنسان عن الحيوان و عن الجماد .

و لو جعل الله جميع الناس طائعين صالحين عابدين له لربماُظjن أنه يحتاج لعبادتهم .

وبوج66ود الطاع66ة والمعص66ية يح66دث الت66دافع بين الخ66ير و الشر ،ويحدث التدافع بين الح66ق والباط66ل ،ويح66دث الت66دافع بين الكف666ر واإليم666ان ،و تظه666ر حالوة الطاع666ة و م666رارة المعص66666ية ،و تظه66666ر حالوة التوب66666ة وم66666رارة التم66666رد والعصيان ،ولوال قبح المعصية ما عرف حسن الطاعة ،ول6وال وجود العصاة ما عرف نعمة الهداية ،ولوال اقتراف المعاصي

وبضده666ا الض6د يظه6ر حس6نه الض6دما عرف نعمة التوبة ،و ء .تتم6يز األش6يا

إذا كانت عبادتنا ال تفيد الله الرد على سؤال المالحدة : فهل خلقنا ليعبث بنا ؟ شيئا

إذا كانت عبادتنا ال تفيد اللهيتسائل المالحدة في دهشة ، وهذا السؤال مبني على فهل خلقنا ليعبث بنا ؟شيئا

مغالطة مبناها أننا مادمنا ال ندرك الحكمة من أمر الله لنا بالعبادة فال حكمة و األمر عبث ، و هذا الكالم غير صحيح إذ

كثير من األمور ال ندرك حكمتها ،وكوننا ال ندرك حكمتها ليس معناه أال يوجد حكمة إذ علمنا قاصر ،وليس معنى عدم

العلم العدم .

والواحد منا قد ال يدرك الحكمة من فعل شخص شيئا من األشياء ،وهو مثله في البشرية و مع ذلك ال يستطيع أن

يقول أال حكمة في فعله فكيف لو كان عبقريا من العباقرة أو عالما من العلماء ؟!! ،وكيف لو كان الفاعل هو خالق

العباقرة و العلماء وجميع البشر ؟!

والواحد منا يتعفف من أن يفعل شيئا عبثا ،ويستنكر علىمن يفعل شيئا بال هدف فكيف ننسب ذلك للخالق ؟!!

فه66ل وسؤال المالحدة : إذا كانت عبادتنا ال تفيد الله ش66يئا مبني على مغالطة مبناها أن الفعل ال66ذي خلقنا ليعبث بنا ؟

ال يستفيد الشخص من فعلlه فعلjه عبث ،وهذا غير ص66حيح إذ قد يفعل الش66خص ش66يئا ال يس66تفيد من66ه ،وال ينتف66ع ب66ه ب66ل ليفيد غيره و لينتفع به غيره فقد يفعل الواحد منا شيئا من قبيل الكرم و الجود والفضل أو من قبيل حب الخير للن66اس

وحب الخير للغير .

و الله قد أنعم علينا بالوجود و الحياة فضال منه وجودا ،وهل يص66ح جع66ل فع66ل الك66ريم الج66واد من قبي66ل العبث وع66دم

الغائية ؟!! و من حب الله لنا أن خلقنا و أمرنا بعبادته وه66ل يصح جعل الفعل الدال على المحب66ة من قبي66ل العبث وع66دم

الغائية ؟!!!.

الرد على سؤال المالحدة : لماذا لم تدخلنا يا الله الجنة دونالمرور بالدنيا ؟

يقول المالحدة أنتم أيها المؤمنون تزعم66ون أن الل66ه خلقن66ا لننعم في اآلخرة بالجنة فلماذا لم يدخلنا الجنة دون الم66رور بالدنيا ؟ والجواب أن الله هو مالك البشر ،والمالك يتص66رف

ا ق66ال تع66الى :في ملكه بما شاء وكيف ش66اء m66مhع jلhأ i66سjي hال ﴿ hونjلhأ iسjي iمjهhو jلhع iفh( ،وقال تعالى :23 ) األنبياء : ﴾ي ﴿ jهhل hالhأ

hينlمhالhعiال yب hر jهmالل hك hارhبhت jر iمh iاأل hو jقiل hخi(.54) األعراف : ﴾ال

حكيم في أفعاله فكل فعل يفعله له حكمة عرفناها أوو الله كlيمo ) النس66اء : hح oيمlلhع jه ﴾لم نعرفه66ا ق66ال تع66الى : و الل�66 ﴿

و26hاآلي6ة j6هhو lهlاد h66ب lع hقiو h6ف jر lاه h66قiال hو j66هhو ق6ال تع6الى : و) ﴿ بlيرj ) األنعام : hخiال jيمlك hحi18﴾الhه ﴿( و قال تع66الى : وَ إlنm الل�66

كlيمj )العمران : hحiال jيزlزhعiال hو jهh62﴾ل. )

وقد جعل الله الدنيا دار اختبار للبشر تبين من يستحق دخول الجنة منهم ممن ال يستحق ،وتبين المؤمن من الكافر ،وتبين

مما هو معلوم لله قبل ُظهوره فيالصالح من الطالح فيكون علم شهادة بعد أن كان علم غيبالحاضر و الواقع

مi﴿قال تعالى : jهyيh ا لlنhبiلjوhهjمi أ hهmل kةhينlز lض iرh iى األhلhا ع hا مhنiلhع hا جmنl إ

kالhمhع jن hسiحhوقال تعالى: (7الكهف : ﴾ )أ ﴿hتiوhمiال hقhل hي خlذmال jور jفhغiال jيزlزhعiال hو jهhو kالhمhع jن hسiحhأ iمjكyيh يhاةh لlيhبiلjوhكjمi أ hحiال hو﴾

نlينh عhلhى﴿( وقال تعالى: 2) الملك: lمiؤ jمiال hرhذhيlل jالله hانhا ك mم jالله hانhا ك hمhو lي}بmالط hنlم hيثlب hخiال hيز lمhي hىmت hح lهiيhلhع iمjنتh ا أ hم

jاء hشhن يhم lهlل jس yن رlي مlبhت iجhي hالله mنlكhل hو lبiيhغiى الhلhع iمjكhعlلiطjيlل oيمlظhع oر iجhأ iمjكhل hف iوا jقmتhت hو iواjن lمiؤjن تlإ hو lهlل jس jرhو lاللهlب i نjوا lآم hف ﴾

اءj اللmهj ﴿( ، و قال تعالى : 179) آل عمران: hشhي iوhل hو hكlلhذ تlلjوا فlي jق hينlذmال hو zضiعhبlم بjك hضiعhب hوjلiبhن ل}يlكhل hو iم jهiن lم hر hصhنت hال

مi ) محمد: jهhال hمiعhأ mل lضjن يhل hف lهmالل lيلlب hوقال تعالى :4﴾س ، ) ﴿iا أم mمhل hو hةmن hجiوا الjل jخiدhن تhأ iمjتiب lس hح lمhلiعhي hينlذmال jهmوا اللjد hاه hج

iمjنك lم hمhلiعhي hو hينlرlاب m(142) آل عمران: ﴾ الص..

وليس من العدل التس6وية بين الص6الح والط6الح ، وليس منالhى العدل التس66وية بين الم66ؤمن ب66ه و الك66افر ب66ه h66عhت hال h66ق:

ا لكم كhي66فh تحكم66ون h66س66لمين ك66المجرمين مjمiأفنجع66ل ال ﴾ ﴿ – 35القلم : ) 36) الhى h66عhت hال h6و ق ، :kن66ا lمiؤ jم hان h6ن كhم hفhأ ﴿

hونjوhت iسhي mال kقا lاس hف hانhن كhمh(18السجدة : ) ﴾ك

وإذا كان الواحد منا ال يرضى أن تساوي المدرس66ة أو الكلي66ة بين الط66الب ال66ذي ي66ذاكر و ال66ذي ال ي66ذاكر ،و ال يرض66ى أن تس66اوي المدرس66ة أو الكلي66ة بين الط66الب الن66اجح النبي66ه والطالب الفاشل الكس66ول فكي66ف بالخ66الق الع66ادل ال66ذي ال يظلم مثقال ذرة أنعتقد أنه يساوي بين المؤمن والك66افر أو

يساوي بين الطائع والعاصي يوم القيامة ؟!!

الذى بنعمته تتم الصالحات و الحمد للههذا