الاب متى المسكين شرح انجيل متى - المقابلات الست بين...

16

Upload: ibrahimia-church-ftriends

Post on 17-Jan-2017

213 views

Category:

Education


8 download

TRANSCRIPT

Page 1: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح
Page 2: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

اإلنجيل

بحسب القديس متى

دراسة وتفسير وشرح

األب متى المسكين

المقابالت الست بين الناموس والمسيح

]متى 48-21:5[

ا أنا ف » 22و5 ن كل من أقول لكم: إ قد سمعتم أنه قيل للقدماء: ال تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم. وأم

ع، رقا، يكون مستوجب المجم : يغضب على أخيه باطال يكون مستوجب الحكم، ومن قال ألخيه

«.ومن قال: يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم

» ال تقتل « الكالم هنا عن الوصية السادسة: ل المسيح في 12:21، 13:20وعن عقابها القتل )خر (. وهنا يتدخ

ل وعلته األولى صميم الوصية ليكشف منابعها األولى. فالغضب هو علة القتل األولى، والمسيح يكشف سبب القت

ف ويحصر كشوينهي عنها. فالغضب هو الذي يستوجب الحكم وليس القتل، ولكن إذ يستحيل على المحق ق أن ي

يد هللا. وهللا علة الغضب أصبح الحكم فيها يكون عند من يكشف الضمائر والقلوب، وبالتالي يكون الحكم هنا ب

ل كل األحكام على االبن ليدين فيها » ألن اآلب ال يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة لالبن «حو (. 22:5)يو

ئ على الصليب ويأخذ عليها حكم اللعنة والموت ف في جسدهواالبن تجسد لكي يحمل كل خطايا اإلنسان يبر

را. وهكذا يكون المسيح قد استوفى أحكام خطايا اإلنسان جميعا، وأهم ءا ومبر اإلنسان ثم يقوم بذات الجسد مبر

عمل عمله المسيح - بعد استيفاء دينونة الخطية وإلغاء حكم الموت عليها - أنه أعطى اإلنسان بالقيامة من

يح األموات طبيعة جديدة مرفوعا عنها سلطان الخطية وحكم الموت األبدي وممنوحة حياة أبدية بواسطة المس

ه وهب وفيه. فأصبح عمل المسيح اآلن أن يبني اإلنسان الجديد على أساس وصايا التوعية من الخطية، ألن

ون قد أهمل ن األموات. وهكذا يكون من يغضب يكاإلنسان الجديد نعمة الغلبة على سلطان الخطية بالقيامة من بي

عمل النعمة ورفض الحياة األبدية. وهذا هو معنى من غضب على أخيه باطال - بالرغم مما عمله المسيح -

Page 3: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

اب يكون مستوجب الحكم، والحكم هنا عدم ميراث الحياة األبدية أي الحرمان من الملكوت، األمر الذي هو العق

األقسى.

لديان الوحيد، ا إن المسيح بصفته المخل ص من الخطية والموت ومعطي النعمة والحياة األبدية، وبصفته وبذلك ف

ا أنا فأق ول لكم. هذا يكون قد سحب حق التشريع والعقاب معا من الناموس! لذلك يقول اآلن قيل لكم في القديم أم

ن أجل حياتنا لإلنسان بموته من أجل خطايانا وقيامته م القول التشريعي الجديد يقوم على أساس الفداء الذي أكمله

الجديدة وإعطائنا خلقة جديدة بالروح.

Principiis obstaوبهذا العمل الجبار سلمنا المسيح الحساسية الشديدة من نحو الخطية في أصولها األولى

= أي مقاومة البدايات، لكي ال تعمل في حياتنا الجديدة، فأعطى وصية أن ال يتعدى اإلنسان على أخيه ويقول

رقا “له: Raca ي وفي أصولها األرامية األولى تعني يا صاحب العقل المقفل، وإال يكون مستحقا الحكم أ”

المسيح الرفض من هللا، أو يقول له يا أحمق فيكون مستحقا أن يلقى في جهنم أي يحرم من هللا. وهكذا يعالج

ي إلى القتل، وهو في الحقيقة يعالجها بالنعمة وليس باألصول األولى أو ب البتر كالناموس دايات الخطية التي تؤد

ألنه قد أعطى النعمة التي تنقذ من الموت ومن الفساد، وتوحي لإلنسان بالتوبة فينجو.

ا الموبذلك نرى أن يختص سيح فالناموس يختص باألعمال الظاهرة في نهايتها كالقتل، ويعالجها بالقتل. أم

لجديد وطبعا هذا الوضع ا بالحركات األولى في الضمير ليعالجها بالنعمة ويفتح أمامها مجال التوبة للنجاة.

سقوط األولى صار بسبب تجسد ابن هللا وأخذه طبيعة اإلنسان خلوا من خطية، وبدأ بهذه الطبيعة يعالج أسباب ال

ا أنا فأويرفع عنها قصورها بتشديد النعمة وعمل الر قول!! وح القدس. فحق له إزاء حكم الناموس أن يقول: أم

عة وموت على الصليب وقيامة بقوة ومجد لحساب اإلنسان! ليس من فراغ بل بعد آالم مرو

التطبيق لرفع حساسية الضمير:

قدام خيك شيا عليك، فاترك هناك قربانك فإن قدمت قربانك إلى المذبح، وهناك تذكرت أن أل » 24و23:5

م قربانك ال اصطلح مع أخيك، وحينذ تعال وقد «.المذبح، واذهب أو

ل المسيح نا يتحو هنا المثل يأتي للمخاطب المفرد ليحصر التعليم الشخصي في أضيق حدوده لتنبيه الضمير. وه

لى هيئة من الحض على عدم الغضب باطال إلى المحبة الواعية مع توقير هللا ومخافته. حيث تظهر المحبة هنا ع

حبة أيضا، ويتذكر مصالحة قلبية. ويبدأ المثل بإنسان تقدم إلى هللا بقربان شكر ينم عن توقير هللا وعن مخافة وم

ل المسيح ويوحي لإلنسان أن ق وهو واقف قبالة المذبح أنه أخطأ في حق ربانه المحبة من نحو أخيه. هنا يتدخ

م نفس المحبة والمصالحة مع أخيه أوال وحينئذ يقبل هللا قربا نه من يديه. سيكون غير مقبول إن لم يذهب ويقد

ع أخيه م ضمير اإلنسان لكي تزداد حساسيته من جهة المحبة والمصالحة وهنا يشعل هللا مصباح النعمة داخل

وصية اإلنسان على نفس مستوى إحساس اإلنسان بمحبة هللا وإرادة المصالحة معه سواء بسواء، وهي نفس ال »

)مت 22: » تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ... والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك

مها المسيح في صيغة عملية ملزمة من جهة الضمير نحو اآلخر. وهنا يكشف المسيح الوجه 37-39(، يقد

الروحي العالي للوصية في مفهوم العهد الجديد.

د ضرورة الحل السريع للمصالحة والسالم مع الغير حتى ولو أخر القربان. ولكن يعود المسيح ويؤك

Page 4: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

سل مك يسل مك الخصم إلى القاضي، وي كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق، لال » 26و25:5

جن. الحقأقول لك: ال تخرج من هناك حتى توفي ا ، فتلقى في الس لفلس القاضي إلى الشرطي

«.األخير!

بل لمخاطب هو المسئول عن الذهاب للمصالحة ق( السالفتين، فهناك كان ا24و23الوضع تغير عن واقع اآليتين )

يحي الذي أن يوفي قربانه على مذبح هللا. هنا نجد الخصم يتخذ إجراء الشكوى الرسمية ويفوز بحكم ضد المس

م. ويبدو أن المخاصمة سديده. وهكذا تختص بتخليص دين تأخر عن تعليه أن يسعى لتخليص ذمته قبل أن يغر

م تحتالمسيحي ة إيفاء ديون اإلنسانيحض المسيح على سرع وطأة حتى ال يقف أمام المحاكم والقضاة ويغر

م رغما عنه. القانون، وإال يهان اإلنسان ويغر

ا الفلس األخير فهو يساوي بالتقدير المالي واحد على أربعة وستين من الدينار، والدينار يكافئ أجرة عامل في أم

قرشا. رة جنيهات، لذلك فالفلس يساوي حوالي خمسة عشراليوم أي يساوي اآلن عش

، وهو يرى ولكن المسيح ليس مشغوال بديون الناس وال المحاكم والسجن، ولكن شغله الشاغل هو حياتنا األبدية

أن القاضي هو صاحب الدينونة والسجن هو جهنم. والمرجو من القارئ أن يعود إلى )مت 18: 30-35( ليجد

الذي ينتهي بالقول: نفس التصوير ه زالتهفهكذا أبي السماوي يفعل بكم إن لم تتركوا من قلوبكم كل واحد ألخي «

م » ض على التسامح القلبي من اآلن لئال نغر وسواء هنا في )25:5و26( أو في )30:18-35( فالمسيح يحر

منا على عدم مسامحتنا وصفحن ا عن زالت اآلخرين.غرامة مميتة إن تركنا ديوننا الروحية وصم

ي حد فانظر أيها القارئ السعيد إلى أ”. ال تقتل“هذا يشرح به المسيح عن قضائه من جهة الوصية السادسة

لها المسيح وعمق وكشف عن الوجه الروحي السليم لمنع القتل وحتى العداوة والبغضة! وكشف عن حو

تى ال ص ذمة الضمير من ديون المحبة والسالم حالضرورة القصوى للسعي بغاية السرعة دون إبطاء لتخلي

» ال تغرب الشمس على غيظكم «تبيت الخصومة أو المقاطعة في القلب: (. علما بأن المسيح سيعالج 26:4)أف

ا اآلن وبصدد حالة ما إذا رفض األخ الذي ذهبت إليه مسرعا للمصالحة فلم يقبل ذلك في )15:18-17(. أم

ية عنه.ها المسيح من الوضع الظاهري إلى مشكلة قلب وضمير يتحتم رفع المسئولالوصية السادسة فرفع

المقابلة الثانية: الوصية السابعة: الزنا:

ا أنا فأقول لكم: إن كل من ينظر إلى ام » 28و27:5 يها، ليشته رأة قد سمعتم أنه قيل للقدماء: ال تزن. وأم

«.فقد زنى بها في قلبه

فإن الناموس وهنا أيضا في الوصية السابعة في الناموس تظهر نفس قضية الوصية السادسة بالنسبة للقتل،

اقشوا العقوبة ولم طرحها للمعلمين ليكشفوا للشعب عن كيفية تالفي الزنا، ولكن خطأ الكتبة والناموسيين أنهم ن

ية، ويرفع الخطية ا وسيلة تالفي الخطية. وهنا يدخل المسيح مباشرة ليصلح هذا التقصير في معالجة الوصيناقشو

عين التي تنظر من قضية زنا تم بالفعل، إلى قضية شهوة أرسلها الشيطان في القلب يمكن تالفيها، معتبرا أن ال

بدأ عنها الزنا، فجعلها المسيح القاعدة التي يهي النافذة المفتوحة على الخطية وهي المسئولة عن حركة خطية

الحساب. فكل من نظر إلى امرأة ليشتهيها في قلبه فيحسب أنه أكمل الفعل.

ال من العين إلى وال يقصد المسيح النظر بحد ذاته، ولكنه يهدف نحو القصد من النظر. وهنا ينتقل المسيح في الح

النزوات لعين بل تكمن في القلب المحسوب أنه قاعدة الشهوات والقلب والضمير، حيث الشهوة ال تكمن في ا

Page 5: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

ي الحال! والمرأة والرغبات النفسية. فالشهوة تعب ر عن نفسها تعبيرا فاضحا في نظر العين، وال يغيب كشفها ف

د رة قأول من يكتشف مدى فسق الرجل من نظراته. والناموس أعطى بعد ذلك لهذا المدخل في الزنا وصية عاش

ماره وال ال تشته بيت قريبك، ال تشته امرأة قريبك وال عبده وال أمته وال ثوره وال ح «تصلح أن تكون حاكمة:

» شيئا مما لقريبك (. ولكن التقصير الحادث في الناموس هو من جهة 21و20:5(، وأعادها في )تث 17:20)خر

الفعل الخارجي. التعامل مع هذه الوصية بسبب االنتهاء من الدينونة بمقتضى

انية في فالذي عمله المسيح هنا هو أنه دخل إلى القلب باعتباره المسئول عن الحواس والعواطف وكل حركة شهو

س ألن من القلب تخرج أفكار شريرة قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف، هذه هي التي ت اإلنسان: نج

» اإلنسان ... ك بالغضب ولم يضب(. والمسيح رأى في خط20و19:15)مت ط، ية القتل أنها شهوة قلب تحر

ورأى في الزنا كذلك حركة شهوة في قلب غير منضبط تغذ يها العينان.

مدا إليقاظ ولكن الجديد في اكتشاف عمل الشهوة الذي يدين صاحبها أنها ليست الشهوة الطبيعية بل المثارة ع

علي في ة تعد على عرض بالنظر عن عمد تساوي العمد الففهنا عملي «.ليشتهيها»الخطية بالنظر إلى امرأة

ي في هذا، فهنا ليست الطبيعة هي المسئولة بعد بل اإلرادة المنحرفة غير الخ اضعة وال الزنا، وال عذر للمتعد

إليها لى من نظرمنضبطة. فهنا العقوبة تقع على اإلنسان تماما كعقوبة الزنا الفعلي. لذلك قال المسيح تعقيبا ع

في قلبه فقد زنا بها «» لكي يشتهيها «بقوله: « ا في القلب، فوجبت أي أن الشهوة أكملت مشوارها اإلرادي سر

ا العقوبة فينبغي أن تقع على العقوبة. ألن شرط العقوبة أن يكون فعل اإلرادة الواعية قد تم عن وعي ومعرفة. أم

قاضي بل من إلنسان ليشتهي. وهنا امتنعت أن تكون العقوبة من قبل الالعين العاثرة ألن بدون العين ال ينظر ا

سؤال اآلية قبل اإلنسان نفسه ألنه يكون هو المسئول عن توقيع هذه العقوبة على نفسه، كيف؟ ترد على هذا ال

القادمة.

ال يلقى ، ألنه خير لك أن يهلك أحد أعضاك و فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك » 30و29:5

هلك لك أن ي جسدك كله في جهنم. وإن كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها وألقها عنك، ألنه خير

«.كله في جهنم أحد أعضاك وال يلقى جسدك

وغيرتها ضد أي نفسية راقية، فهو يرفع من حماس النفس” سيكلوجية“هنا في الحقيقة يلجأ المسيح إلى عملية

ين، ولكن العين العاثرة إلى درجة القلع، وهناك بعض حاالت تم فيها هذا األمر. ولكن ليس المطلوب أن نقلع الع

مل بشبه شديد نحو هذه العين، وحينئذ تكون الدرجة الثانية أن نعزلها عن العأن نقف موقف البغضة والعداء ال

نسهر على حكم بالموت على العين، وبمعنى واقعي نحرمها من هذا السلوك المشين ونصبح مراقبين لهذه العين و

)أي » عهدا قطعت لعيني فكيف أتطلع في عذراء «ضبطها حتى ال توقع الجسد كله في الخطية والهالك:

هذا يعلم هذا (. ولكن في مفهومنا للعهد الجديد نعلم أن هذا ال يكفي، وهللا يعلم هذا، والمسيح نفسه الذي قال1:31

مسيح للذين أيضا. لذلك وبقوة مستمدة منه من فيض بركات الفداء والخالص وهبة الروح القدس والنعمة يعطي ال

وفينا يعزمون على هذا االنضباط قوة ونعمة تصنع لنا أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة )المسيح «

ر » والروح( التي تعمل فينا )أف 20:3(. وعلى هذا المنوال فيما يختص باليد اليمنى. وأيضا في )7:18-9( يكر

ق. متى هذا الكالم بعينه.

ة وكل لحسم في مواجهة الخطيونفهم من هذا أن فكر المسيح يتجه بحماس شديد إلى استخدام اإلرادة والحزم وا

ة. فإن كان حركاتها في الجسد، إذ يلزم المقاومة القاطعة السريعة لكل حركة ميل مفتعلة أو طبيعية نحو الخطي

ق، أ و إن كان كتاب ما هو الذي يجذب الفكر نحو الخطية فيجب أن يلقى بعيدا في الحال، وإن كانت صورة تمز

Page 6: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

ق أو مكالمة توقف في الحال، عالقة توقف، وعدا يلغى، طعاما يرفع. هذا منشريطا يحرق، أو خطابا يمز

قها عقل، ويعينها جهتنا، وهو كفيل بكل المقاييس االختبارية أن تقابله عملية إنقاذ سريع من الروح القدس ال يصد

» أقمع جسدي وأستعبده «حركة تقديس للقلب واألعضاء والجسد: (.27:9كو 1)

كونون لي لك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب وال تمسوا نجسا فأقبلكم وأكون لكم أبا وأنتم تلذ «+

» بنين وبنات. يقول الرب القادر على كل شيء. (18و17: 6كو 2)

ن )الديان( وال تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس ال يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري م «+

قدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم.الذي ي « (28:10)مت

دوا هللا في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي هلل. «+ » ألنكم قد اشتريتم بثمن فمج (20:6كو 1)

عة: المقابلة الثالثة: تتبع الوصية الساب

الطالق

(18:16، لو 12و11:10، مر 9:19)مت

ا أنا فأقول لكم: إن من طلق امرأته إال لعلة وقيل: من طلق امر » 32و31:5 أته فليعطها كتاب طالق. وأم

ج مطلقة فإنه يزني نى يجعلها تزني، ومن يتزو «.الز

ع إلى الزواج والطالق أكثر من العهد القديم، راج إن التشدد الحادث في العهد الجديد بواسطة المسيح في أمر

سيح حينما انفتاح الملكوت والحياة مع هللا. فدخلت عالقة الرجل بالمرأة وضع الخلقة األول كما تمسك بذلك الم

سئل:

بوه. فأجاب وقال لهم: بماذا أوصاكم موسى؟ فقالوا: موسى «+ ن هل يحل للرجل أن يطل ق امرأته؟ ليجر أذ

ية، ولكن أن يكتب كتاب طالق فتطلق. فأجاب يسوع وقال لهم: من أجل قساوة قلوبكم كتب لكم هذه الوص

ون من بدء الخليقة ذكرا وأنثى خلقهما هللا، من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويك

قه إنسان. عه هللا ال يفر )مر 10: 2-9(» االثنان جسدا واحدا، إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذي جم

Page 7: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

وت والنسل ونقول: إنه بانفتاح الملكوت أصبحت الكنيسة تمارس سر الزيجة بين الرجل والمرأة لحساب الملك

لملكوت الخارج منهما. ومن هذا المنطلق لم تعد الزيجة للمتعة، وال على مستوى العالم، بل على مستوى ميراث ا

ي بالروح القدس بين الرجل والمروالحياة األبدي أة على ة. ومضمون سر الزيجة المسيحي، هو حدوث اتحاد سر

لروح أساس اتحادهما معا في جسد المسيح، فهذا هو الذي جمعهما إلى واحد. بمعنى أنه بصالة الكنيسة وطلب ا

ي بالروح القدس في جسد ا ن أن تحدث لمسيح، ألنه ال يمكالقدس ليحل ويبارك على اتحادهما يحدث االتحاد السر

ي يصبح وحدة في الكنيسة بدون الروح القدس وبدون جسد المسيح. فلو علمنا أن الكنيسة تمث ل جسد المسي ح السر

أ من كيان الكنيسة التي هي جسد المسيح. اتحادهما إلى جسد واحد جزءا ال يتجز

ر أن اتحاد الرجل والمرأة بسر ا للرجل والمرأة، الزيجة، بواسطة الكنيسة، ينشئ كيانا جديدفاآلن ينبغي أن نتصو

زوج الزيجة. هذا الكيان الجديد هو مقدس أمام هللا، يمتلكه ال” أنا“المرأة، هو ” أنا“الرجل، و” أنا“كيانا متحدا من

اة هما في حيوهو مصدر قوتهما وسعادتوالزوجة والمسيح، وهو أعلى من كيان الرجل وكيان المرأة منفردين،

صاية للمرأة وحدها، بل ملكا لهما معا باتفاق وتحت و الزيجة الجديدة، وكما قلنا إنه ليس ملكا للرجل وحده وال

!! المسيح وبركة وقوة الروح القدس صاحب السر

ماه وقدساه، تقدسا به وصار ضمين خالصهما معا وقد ا معا استهموطالما حافظ عليه كل من الرجل والمرأة، وكر

لهما لدخول ا لملكوت ولحساب الملكوت، ولكن ال يدخالن الملكوت بهذه الوحدة المقدسة بسر الزيجة، ولكنها تؤه

د ثنائيات كل بكماله المسيحي، حيث هناك تصير الوحدة الكاملة الفردية مع المسيح، ألن في الملكوت ال توج

زيجية، بل وحدة من الكل في المسيح.

لمسيح كعنصر حاد الرجل بالمرأة لتكوين الكيان الزيجي الجديد المتحد بالمسيح والروح القدس، يدخل فيه اهنا ات

سها لحساب اآلب. والغاية الكبرى من سر الزيجة وخلق هذا الك ل بوجوده عجز الخليقة ويقد يان أساسي يكم

اتها، عينها من النسل، ألنه هو وجودها وحي الجديد من الرجل والمرأة واتحادهما بالمسيح، هو النسل. فالكنيسة

ن هيكل الكنيسة. فهم الكنيسة األعظ ل من الزيجات المقدسة، هو األعضاء التي تكو م هو النسل فالنسل المتحص

سة خالصه الذي إذا تربى وعاش تحت مظلة الزيجة المقدسة المتحدة بالمسيح والمؤازرة بروح هللا، تضمن الكني

نوا أعضاء في الملكوت. وواضح اآلن أن سر الزيجة ينتهي بالملكوت للرجل والمرأة والنسل.ليكو

ر أن يحدث طالق؟ فاآلن، كيف نطيق بعد هذا البناء لهيكل الكنيسة ولحساب الملكوت، ونتصو

Page 8: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

ي الجديد الذي نشأ من اتحاد الرجل والمرأة بسر الز ور الروح يجة وحضأال يكون هذا بمثابة تقطيع الكيان السر

القدس، واالتحاد بجسم المسيح؟

ي إلى الملكوت؟ ثم أال يكون هذا هدما لجسم الكنيسة، وقطعا للطريق أمام الرجل والمرأة والنسل المؤد

د أن سر الزيجة وما ينشأ منه باتحاد الرجل والمرأة ليكونا جسدا واحدا في المسيح بك يان جديد، لذلك نعود ونؤك

ر بناء الكنيسة. وليس هذا تصورا أو عقيدة أو افتراضا، بل واقع حي يغار عليه المسيح.هو عنص

هم الطالق، وهذا فالكنيسة التي تتهاون في تسهيل الطالق، إنما تهدم نفسها وتقضي على مستقبل الذين سهلت ل

يكاد يكون غلقا لباب الملكوت في وجوههم.

الده بالنسبة دد في ذلك، فاألمر يخص ه وهو يغار على جسده وعلى مستقبل أولذلك إذا قرأنا وسمعنا المسيح يتش

للملكوت الذي كلفه دمه.

ا تحديد خطية الزنا أنها تفسخ هذا العقد أو هذا السر، فألن الذي وثق السر هو الروح القدس، ويستح يل أن أم

لب على الزيجة يمده بالمشورة والمعونة للتغ يجتمع الروح القدس والزنا. فالروح القدس يظل ساهرا على سر

د أن تحدث خطي قاء ذاتها ة الزنا ينسحب الروح القدس من السر وتنفك الوحدة من تلصعاب الحياة، ولكن بمجر

ان عنيفة حتى بدون طالق. فالطالق هنا إنما يأتي تحصيل حاصل، فخطية الزنا تحسب أنها ضربة من الشيط

هة لقداسة السر وعمل الروح القدس. لذلك أصبحت الكنيسة ملزمة أن تجري الطالق بكل حزن وأسى ، موج

جرح نفسها وتقطع جسدها بيدها.وكأنها ت

الروح ولكن إن أحس الزوج والزوجة بهذه الخطورة التي تبلغ حد الجريمة في حق الشريك واألوالد والمسيح و

مسيح القادر القدس، واستطاع المخطئ أن يعترف ويتذلل ويطلب الغفران، فالغفران هنا ال يمنع على أساس دم ال

ن الموت!!أن يقد س بعد نجاسة ويحيي م

أنا يا امرأة أين هم أولئك المشتكون عليك؟ أما دانك أحد؟ فقالت: ال أحد يا سيد. فقال لها يسوع: وال «+

، اذهبي وال تخطئي أيضا. » أدينك (11و10: 8)يو

تهما عالق ولكن بعد هذا نقول: إنه يلزم جدا للزوجين أن يدركا حقيقة سر الزيجة على هذا األساس حتى تتقدس

معا بالوعي الروحي لقيمة هذا السر العميق والضارب جذوره في ملكوت هللا.

Page 9: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

ي بين الرجل والمرأة في سر الزيجة، ينشأ كيان زيجي جديد من ي، أن من االتحاد السر ة أخرى نوع ومر

وأعظم تا جديدة أقوىاالثنين، فائق على كيان كل منهما بمفرده. فذات الرجل، وذات المرأة، أنشأا باتحادهما ذا

ا من كل منهما، هي مصدر حبهما الشديد ومصدر عطفهما على بعض. وهي بمثابة مجال جديد جاذب لكل منهم

عاشا معا نحو اآلخر، هذا يحس ه من نجح في تكريم حياته الزوجية، فلو انفتح وعي كل منهما على هذه الحقيقة و

أن يخون أحدهما اآلخر.في ظلها، يصعب جدا، بل ويكون من المستحيل

د الكنيسة على سمو هذا السر العميق والفائق، ألن في إدراك هذه الحقائق تتقد س الوحدة، لذلك نتمنى أن تشد

وتثمر لحساب الكنيسة والمسيح.

المقابلة الرابعة: وصية الحلفان

ا أنا فأقول لكم: ال تح لفوا أقسامك. وأم ب 33:5-37 »أيضا سمعتم أنه قيل للقدماء: ال تحنث ، بل أوف للر

دينة ألنها م البتة، ال بالسماء ألنها كرسي هللا، وال باألرض ألنها موطئ قدميه، وال بأورشليم

ل ليكن تحلف برأسك، ألنك ال تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء. ب الملك العظيم. وال

ير ر «.كالمكم: نعم نعم، ال ال. وما زاد على ذلك فهو من الش

ر وبتأكيد عن عدم ا ، ال 7:20لنطق أو الحلف باسم هللا باطال في )خر األمر هنا هو أمر الناموس المتكر

( ولو أنه يقول: 21:23، تث 2:30(، وعن االلتزام بإيفاء النذور أمام هللا في )عد 12:19 ال تحلف باسم الرب «

» أوف للرب أقسامك « » إلهك باطال أن ولكن الجذر األصلي المنحدر منه هذا التساهل في القسم باسم هللا هو

فتخر اليهودي بأن له إلها عظيما يعبده:ي

» يفتخر كل من يحلف به. «+ (11:63)مز

» الرب إلهك تتقي وإياه تعبد وباسمه تحلف. «+ (13:6)تث

» الرب إلهك تتقي وإياه تعبد وبه تلتصق وباسمه تحلف. هو فخرك. «+ (21و20:10)تث

ر الحلف، ليصير حلفا أو قسما عن ح ق وليس باطال، والذي يحلف باطال يجازى.ثم تطو

يسيين إلى أن من يحلف ولكن ليس باسم الرب فلو كان ر الحلف أو القسم في تعاليم الفر كاذبا أو حانثا فهو ثم تطو

عديم األهمية. وهكذا هروبا من االلتزام بعدم القسم باطال بدأ الشعب يحلف

Page 10: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

م. وبدأ كل والمذبح وذهب الهيكل. وطالما لم يحلف باسم هللا إن هو حنث ال يبالسماء واألرض وأورشليم والهي غر

مون الحلفان إلى واجب التنفيذ وإلى جائز التنفيذ وإلى عديم االلتزام: الربيون يقس

، ولكن من حلف بذهب ال «+ زم! هيكل يلتويل لكم أيها القادة العميان القائلون: من حلف بالهيكل فليس بشيء

يء أيها الجهال والعميان، أيما أعظم: ألذهب أم الهيكل الذي يقد س الذهب؟ ومن حلف بالمذبح فليس بش

يقد س ولكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم! أيها الجهال والعميان أيما أعظم القربان أم المذبح الذي

الساكن فيه، ليه، ومن حلف بالهيكل فقد حلف به وبالقربان؟ فإن من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما ع

)مت 23: 16-22(» ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش هللا والجالس عليه!

وهنا تضاربت األقوال والنظريات والفتاوي وتاه الشعب وراء حكماء إسرائيل.

ضمن هنا جاء المسيح واجتث هذه األصول والفروع جميعا، وأمر أن ال يحلف اإلنس اسم ان البتة. ألن ذلك يعر

ض اإلنسان للعقوبة إذا كان هناك حنث. غير أنه قد جاءت االستثناءات في الع هد القديم من هللا لالستهانة، أو يعر

قبل هللا نفسه ألن هللا ثبت وعده بقسم:

فلذلك إذ أراد هللا أن يظهر أكثر كثيرا لورثة الموعد عدم تغيير قضاه )1( توسط بقسم )2( حتى بأمرين «+

])1(+)2([ عديمي التغيير ال يمكن أن هللا يكذب فيهما )القضاء والقسم( تكون لنا تعزية قوية نحن الذين

» التجأنا لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا. (18و17: 6)عب

» أقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى األبد على رتبة ملكي صادق. «+ (4:110)مز

.طعت عهدا مع مختاري. حلفت لداود عبدي إلى الدهر أثب ت نسلك وأبني إلى دور فدور كرسيكق «+ )مز »

(4و3: 89

أين مراحمك األول يا رب التي «وهكذا حلف الرب لداود حتى يمكن أن نثق في وعده ونسائله عن هذا الحلف:

» حلفت بها لداود بأمانتك. (49:89)مز

على حلفان رئيس الكهنة تكريما السم هللا الحي: كذلك فقد أجاب المسيح ا يسوع فكان ساكتا فأجاب رئيس « وأم

أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن هللا؟ قال له يسوع: أنت قلت. أستحلفك باهلل الحيالكهنة وقال له: « : 26)مت

(64و63

. وأضاف أن يكون كالمنا نعم نعم، ال ال من أجل هذا وضع المسيح الحد الفاصل في المعامالت بين الناس جميعا

أن مازاد على ذلك يكون من الشرير.

Page 11: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

نفسالمقابلة الخامسة: االنتقام للنفس بال (30و29:6)لو

، ب ل من لطم ك على ا أنا فأقول لكم: ال تقاوموا الشر . وأم 38:5-42 »سمعتم أنه قيل: عين بعين وسن بسن

د ل له اآلخر أيضا. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الر ك األيمن فحو خد . اء أيضا

رك ميال واحدا فاذهب معه اثنين. من سألك فأعطه، ومن أ راد أن يقترض منك فال ومن سخ

«.ترده

ثل طويلة كما جاءت في سفر الخروج: إن قائمة اإلساءات المردود عليها بالم

كي وجرحا وإن حصلت أذية تعطى نفسا بنفس وعينا بعين وسنا بسن ويدا بيد ورجال برجل وكيا ب «+

ا برض. )خر 23:21-25(» بجرح ورض

د على هذه القائمة سفر الالويين:ويزي

طني. إني أنا كما أحدث عيبا في اإلنسان كذلك يحدث فيه ... ومن قتل إنسانا يقتل ... الغريب يكون كالو «+

)ال 20:24-22(» الرب إلهكم.

ع االنتقام السر ل شيء ي. بل ككانت هذه هي أحكام المحكمة المدنية عند القدامى الغريب كالوطني حتى ال يشج

يقام بمحكمة ويحكم فيها بحسب الناموس.

وأكملها بالقول الذهبي: «ال تقاوموا الشر»فجاء المسيح يقول: » أحبوا أعداءكم « (. 27:6، لو 44:5)مت

وهكذا أنهى المسيح على روح الشر جملة وتفصيال.

ا قال: »ولم ل له اآلخر أيضا شر أعطى النموذج المعان بالروح كيف نقابل ال «من لطمك على خدك األيمن فحو

ة واحدة. ف بروح المحبة فكرا وعمال وضميرا، ليسود السالم ويوقف مسلسل الشر مر وكيف نتصر

ب ال تنتقموا ألنفسكم أيها األحباء، بل أعطوا مكانا للغض «وقد شرحها بولس الرسول في رسالة رومية هكذا:

. ال فإن جاع عدوك فأطعمه. وإن عطش فاسقه ..توب: لي النقمة أنا أجازي يقول الرب. )غضب هللا(، ألنه مك

)رو 12: 19-21(» يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير.

« «:ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا

ه الرداء ثوبك )الخارجي( فاخلع لهنا الخصام خصام محكمة بدعوى قضائية، فمن أراد أن يخاصمك بحكم ليأخذ

)الداخلي(. علما بأن الثوب الداخلي هو الذي يستر جسم الفقير أثناء النوم وال يحل

Page 12: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

ي غطاؤه. هو ثوبه لجلده، فإن ارتهنت ثوب صاحبك فإلى غروب الشمس ترده له ألنه وحده «االستيالء عليه:

ف.ماذا ينام، فيكون إذا صرخ إلي أني أسمع ألني رؤو « (27و26 :22)خر

وهكذا نحتمل تغريم الجسد وال نكسر وصية المحبة.

من كذلك تسخير الميل الثاني: هو قبول عنف الطاغي في السخرة وال نظهر روح المرارة والتذمر والحقد ل

قلبنا ا حتى يصيريطغي ويسخرنا لحسابه. فبالمحبة نسير الميل الثاني وال نسمح لروح الغضب أن ينزل إلى حلقن

ينبوع حب يفيض هللا عليه سالما وراحة.

بالكيل وإن سألك سائل مساعدة أو عطية فال تدعي الصمم أو الفقر أو قسوة القلب، أعط بسخاء وال تعي ر ألن

عد أيام الذي تكيل به يكال لك وزيادة. ولكن بروح المحبة تعطي، وعطاء المحبة منظور عند هللا ومردود ولو ب

» اليوم كله يترأف ويقرض ونسله للبركة. «كثيرة: (26:37)مز

سالمقابلة السادسة: خالصة بقية النامو (36-32و28و27:6)لو

ا أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم. ب اركوا ك. وأم 43:5-48 »سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدو

كونوا أبناء نيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا ألجل الذين يسيون إليكم ويطردونكم، لكي ت الع

الحين، ويمطر على األ رار ب أبيكم الذي في السموات، فإنه يشرق شمسه على األشرار والص

ن ذلك؟ يفعلووالظالمين. ألنه إن أحببتم الذين يحبونكم، فأي أجر لكم؟ أليس العشارون أيضا

ا؟ فكونوا ا يفعلون هكذ وإن سلمتم على إخوتكم فقط، فأي فضل تصنعون؟ أليس العشارون أيض

«.أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل

» تبغض عدوك «في الحقيقة بالبحث لم نجد الجزء الثاني من هذه الوصية ون فهي من تعليم الربيين الذين يفت

ة في سفر الالويين هكذا: للشعب فتاوي هي تعليم الناس. فالوصية الرسمي ك، ال تنتقم وال تحقد على أبناء شعب «

» بل تحب قريبك كنفسك. أنا الرب ضع (. وبهذه اإلضافة انحرف مفهوم الناموس، ففي اآلية السابقة ي18:19)ال

ممي. لي والعدو األ ، ولكن بتعليم الربيين صار الفصل شديدا بين القريب اإلسرائي”المحبة عوض النقمة“الناموس

ليهودي وهكذا انطبع في قلوب الشعب محبة اليهودي وبغضة األممي، وانحصر معنى القريب بالضرورة في ا

ناموس فقط. وهكذا بالشرح الخاطئ للناموس أقام اليهود حائطا مسدودا بينهم وبين األمم، بل وبين حافظي ال

» الذي ال يعرف الناموس «والشعب الملعون ق بفعل عشارون وخطاة و مساكين األرض. وفي هذا الجو الممز

الشرح الخاطئ

Page 13: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

لسموات هو للناموس جاء المسيح وبدأ يعمل ويعل م ليفيض حب هللا بال مانع على الجميع، ألن أباكم الذي في ا

خطاها. كامل يشرق شمسه على األشرار والصالحين ويمطر على األبرار والظالمين، ويعبر على الحواجز ويت

ف اليهودي من هووهكذ ا أراد أن يعر ا بدا المسيح الذي جاء يعمل عمل الكامل السماوي وكأنه يضل األمة، ولم

كل قريبه ظهر في مثل المسيح أنه السامري أو بالحري كل إنسان يحتاج إلى مساعدة. وهكذا لزمت المحبة ل

بهم الشرح الخاطئ للناموس ا فإن لخاطئ أعداء لليهود وهم ليسوا أعداء ألحد.الناس وخاصة األعداء الذين نص

دو صحت المساعدة للعدو إن هو وقع في ضيقة، أو إطعامه إن جاع فقد صحت له المحبة، ولكن ال مساعدة الع

إذا صادفت ثور عدوك أو حماره «الذي في ضيقة وال محبته هي ضد الناموس، وفضل الناموس في هذا سابق:

أن تحل معه فالبد. إذا رأيت حمار مبغضك واقعا تحت حمله وعدلت عن حله شاردا ترده إليه « : 23)خر

(. فإن كان هذا هو إحساس الناموس من جهة العدو، فقد جاء تعقيب المسيح على ذلك بدرجة صاعدة 5و4 »

» أحبوا أعداءكم ا أحبنا أوال وكن وإال كيف يدعوهم للخالص؟ أو كيف يخلصوا هم؟! ألن الذي دعانا للخالص

أعداء!!

ك القلب أيضا بالبركة لالعنين والصالة من أ جل المسيئين. ولكن المسيح أيضا ال يقف عند محبة األعداء بل يحر

ا المحبة فهي وهل توجد وسيلة لإلنهاء على العداوة واألعداء إال إما الحرب أو المحبة؟ والحرب تزيدها لهيبا، أم

ارة ونصرة بال حرب.كسب بال خس

«:أحبوا أعداءكم»

ق بين ، والزوجة ومحبة اإلرادة. فمحبة العاطفة هي التي يحب بها الرجل زوجته محبة العاطفة،يلزم جدا أن نفر

ا محبة هللا فهي تطالب بكل القلب والنفس والفكر، فهي محبة كاملة كلية بكل اإلرادة. فإذا رجلها، واألم ولدها، أم

دست نفسنا وتقدس قت فعال محبة هللا من كل الكيان: قلبا ونفسا وفكرا وإرادة، تقدس كياننا وتقدس قلبنا وتقتحق

ا تتقدس هذه كلها يصبح اإلنسان أسير محبة هللا، تفيض فيه المحب ة نحو اآلخرين بال فكرنا وتقدست إرادتنا، فلم

ر في محبة األعداء أو المباركة عليهم وعلى الذين يلعنونن جهد. هذا ينبغي أن يكون أوال قبل ا أو الصالة أن نفك

س للدنيا أو ا لمال أو من أجل الذين يسيئون إلينا. ألن محبة األعداء ال تفيض من قلب غاش نجس أو قلب مكر

انا إن كنا ن لقلب. فمحبة تبعه من كل االشهوات. فمحبة األعداء يلزم أن تفيض، كما تفيض من قلب هللا علينا مج

حقيقية التي ال األعداء هي عالمة شاهدة أننا ال نتبع أنفسنا أو هوى قلوبنا، بل نتبع الذي من عنده تفيض المحبة ال

تنظر إلى الوجوه أو المنفعة أو العاطفة. فاإلنسان يحب عدوه وال يحس أنه

Page 14: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

ي دينا: من هللا أخذ ومن هللا ل عليه بل يؤد يعطي.متفض

«:باركوا العنيكم»

خطايانا في لكي نبارك الذي يلعننا يلزم أوال أن نكون شركاء ذاك الذي قبل اللعنة على الصليب من أجلنا حامال

ققنا من معنى جسده على الخشبة، فإن كنا قد قبلنا بفرح دعوة المسيح أن نحمل صليبنا ونتبعه وقد فهمنا وتح

له المسيح هو صليب الالذي نحمله، يمك” صليبنا“ لها ن أن نبارك الذي يلعننا. ألن الصليب الذي تحم لعنة التي تحم

ركة آالمه ألجلنا، فإن كن ا قد آمنا به حقـا أنه مات حامال خطايانا ولعنتنا، ونحن دخلنا معه بالحق والصدق في ش

الناس بفرح تحمل أخطاء وخطايا ولعنات وصليبه ولعنته وموته ثم قيامته، ألصبحت لنا قوة ال يدانيها قوة في

نا الجديدة بالروح حاسبين أنفسنا شركاء الذي حمل خطايانا ولعنتنا على الصليب وأهدانا قيامته فقبلنا فيه خلقت

خرين!والحياة األبدية، وصارت صناعتنا أن نمارس شركتنا هذه معه في ذات آالم الصليب واللعنة من أجل اآل

فاضت علينا غ وال من قوة وتقوى فينا نبارك الذين يلعنوننا، بل من نفس بركة المسيح التيإذن، ليس من فرا

انة وشجاعة ونحن خطاة أعداء. إذن بركتنا لألعداء هي فائض قوة ونعمة الصليب تنفتح على الذين يحملونه بأم

لخدمة اآلخرين. فكما بوركنا ونحن أعداء نبارك أعداءنا.

«:أحسنوا إلى مبغضيكم»

كروا ارتفعوا عملية اإلحسان للذين يبغضوننا هي صناعة الذين غلبوا بغضة العالم، عاشوا أوال تحت ذلها ثم إذ ش

نوا ضد آثارها في النفس والقلب، وذهبوا فرحين كلما كال لهم العالم من سخطه و اضطهاده فوق مرارتها وتحص

من ا مع مبغضيهم وكأنهم يمارسون تدريبا لنوال مزيدوإذالله فإزدادوا قوة وسالما. واستطاعوا أن يتعاملو

نا نحسن النعمة والقوة والسالم. وكلما زاد المبغضون بغضة لنا زدنا إحسانا عليهم، ألننا لسنا بعد من خزائن بر

» يبغضونني بال سبب «إليهم بل من فيض نعمة هللا الذي قال: (، 19:35)مز ا هم فذهبوا فرحين من أما « م وأم

» المجمع ألنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه. (41:5)أع

«:صلوا ألجل الذين يسيون إليكم ويطردونكم»

ا جميال بأن لو علمنا أن الذين يسيئون إلينا ويطردوننا إنما يعملون دون أن يدروا لخالصنا لرددنا جميلهم علين

ل لهم طريق خالصهم. ألن المنطق الروحي يقول إنصل ي من أجلهم أن يفتح هللا لهم سر معرفته وي نهم عندما سه

يضطهدوننا ويسيئون إلينا ويطردوننا إنما يعملون ذلك فينا ال

Page 15: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

كشف لهم سر لكرههم لنا ولكن لكرههم للمصلوب من أجلنا ولصليبه الذي بقي عثرة لهم، والعيب عيبنا ألننا لم ن

ون به إلينا وما قيقة هدف كراهيتهم. ثم إذ علمنا وتيقنا أن ما يسيئمحبة الصليب والمصلوب. إذن، فلسنا في الح

. فإن صلينا يؤول إليه طردهم لنا، هو تأمين عبورنا في هذا العالم وهو لمنفعتنا ألصبحنا مديونين لهم بخالصنا

.ليزداد خالصنا بخالصهم من أجلهم فهم مستحقون لذلك

«:اتلكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السمو»

أبيه ننال كل إن إعطاء المسيح هذه الوصايا المذهلة لنا هو سبب ثقته المسبقة أننا أوالد هللا، ومن عالقتنا به وباهلل

كملنا هذه الوصايا نعمة وقوة تؤهلنا للقيام بهذه الوصية. ثم يعود المسيح بنوع من التعقيب البديع ويقول: إننا إذا أ

ة ماوي. وهكذا من ينبوع اآلب السماوي الذي يفيض محبة ونعمة وبركة وقونكون بالفعل أوالد اآلب الس

ه وحبه وصالحا يعطينا االبن حق الطلب واألخذ معا بال مانع، لكي نعود ونصب في هذا الينبوع ثمرات نعمت

ن له وصالحه. أليس هذا عجبا: من قلبه نأخذ وفي يديه نعطي! ال ليس في هذا عجب ألن اآلب اشتهى أن يكو

أوالد يعطيهم فيفرح بعطيته لهم، ويعود يتلقى منهم تسبيحهم فيبتهج قلبه بهم:

بيسوع نا للتبني اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين وبال لوم قدامه في المحبة، إذ سبق فعين «+

ة مشيته، لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب. )أف 4:1-6(» المسيح لنفسه، حسب مسر

ألنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم ...،»

وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون ...،

«:فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل

مات والوصايا العالية لكي يرفعنا فوق آدميتنا مستوى لينتبه القارئ جدا، فالمسيح بعد أن أعطى هذه المقد

عالقتنا المنحطة التي زادها المعل مون الكذبة انحطاطا بشرحهم لكالم هللا وناموسه شرحا أساءوا به إلى هللا وإلى

به فأسأنا إلى أنفسنا وإلى إخوتنا وإلى أعدائنا - ولكن ليس هللا كذلك وال نحن؛ نقول بعد أن استطاع أن يسحب

من جهتنا، يعود اطئة ويوقفنا على صخر القدير لنبني أنفسنا على صالح مشيئة هللامن تحت أرجلنا التعاليم الخ

نجد أنفسنا وقد هنا ويرفعنا خلسة فوق مستوى آدميتنا لننسى أن آدم أبونا إلى لحظة ونتطلع إلى أبينا السماوي، ل

سماء الفرح دودين إليه. نمت إلىوهبنا التبني له، فننظر إلى أسفل ونجد األرض قد تباعدت عنا وكدنا نكون مش

أكثر مما نمت إلى أرض الشقاء.

Page 16: الاب متى المسكين  شرح انجيل متى - المقابلات الست بين الناموس والمسيح

ستوى العشارين وكأني بالمسيح يستعلن لنا فجأة جبلتنا الجديدة السماوية، ويقول لنا انظروا هل أنتم بعد على م

فات أبيكم س من صوالخطاة، أما اخترتكم ألبي السماوي بنين وبنات، فإن كنتم أبناء وبنات اآلب السماوي أفلي

تسل مون تأخذون لتعيشوا؟ أو كيف تحبون بعضكم بعضا وحسب واآلب السماوي يحب الظالمين واألبرار؟ أو

ا لينتفع ب ها دائما على بعضكم البعض وحسب وأبوكم السماوي يعطي شمسه ومطره وسالمه لألرض طر

من األب وي الكامل في حبه وفي كل شيء، وليس أقلاألشرار واألبرار جميعا. ال ال ال أنتم أبناء أبيكم السما

!يكون األوالد

محبة كاملة للجميع من كل القلب وسالم لكل نفس بال تمييز.