أهل الدين و أتباع التدين

20
لسلة سد إيمانك كيف تجدع التدينلدين و أتبا أهل الشاميمي التهاذ الستا ا1

Upload: chamithami

Post on 17-Feb-2017

241 views

Category:

Education


5 download

TRANSCRIPT

Page 1: أهل الدين و أتباع التدين

سلسلة كيف تجدد إيمانك

أهل الدين و أتباع التدين

الستاذ التهامي الشامي

1

Page 2: أهل الدين و أتباع التدين

بسم الله الرحمن الرحيم

محتويات الكتاب

العناص : الصفحة 3الدقدمة 5 ـ 4الفيصل بي الدين والتدين ككل الهوية 8 ـ 6فطرة الدين وتش11 ـ 9أنسنة اللسل م

12عدقلنة اللسل م 15 ـ 13لسلطة الدين وتسلط التدين 18 ـ 16دين الولسطية وتدين التطرف 20 ـ 19 التطرف جس عبوهر للهرهاب

2

Page 3: أهل الدين و أتباع التدين

الدقدمة

ل يمكن فهم الظاهرة الهرهابية إل بوضعها ف ي لسياقها العال ي ، ونعن بذلك التوصيف الدقيقككم للتحول ت الكب ى الت أحدثها نظا م العولة ، الذي لسنته المبيالية والصهيونية بغية التح

والسيطرة والهيمنة على'' الدقرية القتصادية ''، ولم يدقتص نظامها فدقط على البعد الال يككنها من كد ذلك إلى بعد حيوي ثدقاف ي لغزو الفكر ومسخ الهوية ، وهذا ما م والقتصادي ، بل تعاا إلى نمط حياة الهيمنة الطلدقة على كافة الاجال ت الحيوية ، فتحولت العولة من كونها نظام

كيوء" النسان عن طريق العدقلنية اللستهلكية ، حيث أصبحت اليشياء تتحكم فيه كب ب ف ي"تش تسكدها ، فتحول من الناحية الذاتية والوضوعية الى يشخص لسلب عن طريق قواني ل يستطيع هراا وهكذا تاجرد من إنسانيته وه ي اللساس الوضوع ي للشعوهر الذات ي بالتغتاب ، وأصبح جزء

خاضعا للدقواني اللية . وبحكم النفوذ السياس والضغط القتصادي ، والتغلغل العلومات ي والعلم ي فرضت إيديولوجيتها

ففرقة لتسود ، لذا كرس النعة النانية وتطمس الروح الاجماعية ، وتؤجج الفتنة وتزهرع ال فتك الت اا كد ت له اللواز م التدقنية ليصبح أكث فتك كلقة '' أي الهرهاب ، وأع هيأ ت البيئة اللمئمة ' 'للفوض الخكلقة ـ عص الهرهاب ـ اا لم يسبق لهما مثيل فى التاهريخ ، فأمس العالم يعيش الفوض الخ وأيشد دماهر

الت ترت ب عنها تمزيق نسيج الاجتمع البشي ، تغي أن عواصف الهرهاب الهوجاء الدمرة أصابتالعالم اللسلم ي أكث من تغيه ، لذا إهرتأيت أن أتطرق ف ي هذه الدهرالسة إلى الهرهاب الصادهر عنالسلمي ، وأنا براء من إلصاق هذه التهمة باللسل م ، ولكن بما أنن مسلم فواقع المة هو الذي

اا لاجسامة آثاهره الدمرة . يشغلن الن أكث من تغيه ، نظركض تغيها ، والواقع الدام ي يشهد كض بالمة أكث مما ي إن الهرهاب الصادهر من بعض السلمي ي

فأعط ي للغي الذهريعة ، للتهاجم عليه بكل الصيغ الشينة كوهت صوهرة اللسل م و فيش بذلك ، حيث كفر الناس منه ، و تاجعله دامئما ف ي قفص التها م ، قال تعالى :'' إن الذين فرقوا فتن الدقادحة الت قد

دينهم وكانوا يشيعا لست منهم ف ي شء ، إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون '' ـ159ـ النعا م

3

Page 4: أهل الدين و أتباع التدين

الفيصل بي الدين والتدين

العلقة بي الدين والتدين ف ي الاجتمع اللسلم ي مشويشة بسب ب إهرتباك دللة الفهومي ، الناتج عنتشوه الدهراك البستمولوج ي ، مما أد ى إلى إعتباهر الدين موهروث إجتماع ي يتاجسد ف ي العبادا توالشعامئر الشكلية ، لياجد التدين نفسه أما م واقع متناقض يدقود إلى لسلوكيا ت خاطئة ، تنعكساا على مفهو م الدين ، لذا نحن ف ي أمس الحاجة إلى فهم الدين بطريدقة مختلفة عن التلدقينا ت لسلبي

ت ت أوهرد ت المة الهالك ، بسب ب تمييع الفاهيم والتنطع والتعريفا ت الوهروثة ، الت تثي إيشكالالفكري .

اا ، قال تعالى : إن الدين عند الله هو اللسل م ، وهو جوهر العدقيدة ومرتكز الفطرة ، ولدقد نزل خالص ـ3'' أل لله الدين الخالص'' ـ الزمر

اا ، قال تعالى : '' ولدقد يسنا الدقرآن للذكر فهل من مدكر '' ـ الدقمر كس ـ43ونزل مياا ، قال تعالى : '' إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون '' ـ الحاجر ـ9ونزل محفوظ

كتباعية تسليمية من طرف والتدين هو التأثي الذي يحدثه التشيع الله ي ، بحيث ياجد له قابلية إاا اا وإمتهان اا ، أو إفراط اا وإلتام التدين ، ويفض ف ي النهاية إلى تحدقيق متطلبا ت العدقيدة إما تطبيدق

وبالتال ي يتفاو ت الناس ف ي اللتا م والتطبيق لتطلبا ت هذه العدقيدة من خلل مفهو م التدين .والراد من ثنامئية الدين والتدين هو ثنامئية النظرية والماهرلسة ، أي توضيح العلقة بي الحكا م والتعاليم اللهية وتطبيدقها الواقع ي ، قال تعالى : ''وما أومروا إل ليعبدوا الله مخلصي له الدين

ـ 5حنفاء '' ـ البينة ونستنتج من هذا الطرح بأن الدين هو نظا م علقة ، وإتصال بي النسان والنسان والنسان

والله ، وهو مطلق ثابت ل يتغي كنص مدقدس . والتدين هو فهمنا وتأويلنا للنص ، وكيفيةاا بالرة . اا وليس ثابت مماهرلستنا للتعاليم والحكا م ، وبالتال ي فهو ليس مدقدلس

وتعود إهرهاصا ت التدين الولى إلى زمن هرلسول الله صلى الله عليه ولسلم ، حيث كان السلمونتذ هو الوح ي أو السنة النبوية ، وبدق ي يلاجأون ف ي معرفة أموهر دينهم إليه ، وكان مصدهر الحكا م وقتئالحال على ذلك إلى أن إلتحق بالرفيق العلى ، فأصبحوا يسألون الخلفاء خاصة والصحابة عامة

4

Page 5: أهل الدين و أتباع التدين

لنهم كانوا أقرب الناس إليه وأعرفهم بأحكا م الدين ، دون أن يتمذهبوا بدقول واحد بعينه . ففرقة والتفرقة وبعد تول ي عثمان هرض الله عنه الخلفة إنطلدقت بداية الفتنة الكب ى ، وكانت بداية ال

بي السلمي ، فأحدثت شوخ عميدقة ف ي النظومة الفكرية فظهر ت الشيعة بطوامئفها ، كما ظهرالخواهرج الذين قاموا بمحاهربة عل ي هرض الله عنه فى معركة النهروان ، ثم أفتوا بتكفيه ووجوب

هاجرية ، فانطلدقت40 هرمضان عا م 18قتله ، وبالفعل ناجح عبد الرحمن بن ملاجم ف ي قتله يو م كق قضايا الفكر الجتماع ي والقتصادي بداية جدلية الدين والسيالسة ، وأثي ت ف ي ذلك الاجدل أد

اا ، وبدأ يتعمق الاجدل الفدقه ي السياس ، فظهر الخلف التمثل اا وتشعب وأكث مشكل ت الحكم تعدقيدف ي تباين الهراء والصالح ، وما يهمنا إلستخلصه من هذا الخلف هو أنه كان النطلق الحدقيدق ي

الول لظهوهر النتماءا ت الطامئفية والذهبية ، الت أد ت إلى إنشطاهر الصفوة الفكرية كنتياجة حتميةلبداية التعص ب الدين ف ي التاهريخ اللسلم ي ، واختلفت الذاه ب بإختلف أصحابها ف ي مناهج

–الجتهاد واللستنباط ، ومرد ذلك إلى الخلفا ت السيالسية والفكرية الصولية والفدقهية الت –

كعبت بسب ب إختلفا ت كثية ف ي الفروع والصول بسب ب الهاترا ت ، الت حدثت بي السلمي ، ثم تشوقعت بي أهل الحديث وأهل الرأي ، فبدأ ت هروح التعص ب تدب ف ي النفوس ، وأجاجته التغراض

كعال وهراء دعم ككا م دوهر ف فح السيالسية والرآهرب الدنيوية ، فأصبح لكل مذه ب أتباعه وأنصاهره ، وكان للكعاظ السلطان ، لتكون لهم الكانة السامية عند الناس بإعتباهرهم أمئمة ف ي الدين ، وليصفوا فو

النظاهر عن وعاظ المة ، مما أد ى إلى إبتعاد الفدقهاء عن الواقع العيش ، وإنشغالهم بالدقضاياكما عن كي الدين من حالته الصفة إ اا ، وتغ اا وأصبح مألسوي كزم الهامشية ، فازداد الصاع الذهب تأزيغ وهو ى أو عن جهالة ولسفاهة ، أو لوالة أتغراض طامئفية ومذهبية لتحدقيق مرآهرب دنيوية ، مما

أد ى إلى الغلو أي الفراط ف ي التفاعل مع الدين ، لسواء ف ي الاجال العدقامئدي أو الفكري . ومن الؤلسف أن بعض الفدقهاء إتخذوا الجتهاد كمطية لضفاء الشعية على الحمولة البشية ، الت

اا وه ي منه عراء ، اا ديني اا ، مكتسية لبولس اا ألسالسي قال تعالى : '' ولأضيفت إلى الدين لتصبح مصدهرتدقولوا لا تصف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرا م لتفتوا على الله الكذب ، إن الذين يفتون على

ـ116الله الكذب ل يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم '' ـ النحل

5

Page 6: أهل الدين و أتباع التدين

ككل الهوية فطرة الدين وتش

اا عند النسان ، يشأن بدقية الحالسيس والشاعر إن الرتغبة ف ي التدين ه ي إحساس يظهر فطرياا اا من الفطرة وهراجع اا نابع النسانية الفطرية الخر ى ، لذا الدقرآن الكريم يعتب الشعوهر الدين أمر

إليها ، قال تعالى : '' فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله الت فطر الناس عليها ل تبديل لخلق الله ـ30ذلك الدين الدقيم ولكن أكث الناس ل يعلمون'' ـ الرو م

ان ، يوجـد بعـد ودة فـ ي النس ة الثلث الوج اد الغرامئزي ه إضـافة للبع ولدقـد أثبـت علمـاء النفـس أنتغرامئزي هرابع :

ـ تغريزة ح ب اللستطلع : تدفع الفكر النسان ي إلى البحث ، وإلستطلع السامئل والشــاكل والســع ي1لكتشاف الاجهول ت ، وفك الرموز وإلستكناه الحدقامئق ، وف ي ظلها نشأ ت العلو م .

ـ تغريزة ح ب الخي : ه ي منشأ ظهوهر الخلق عند النسان ، ومعتمد الفضامئل والساجايا النسانية2والصفا ت السلوكية التعالية .

كت ماجال ت3 ـ تغريزة ح ب الاجمال : ه ي منشأ الرقة والتأنق ، ولسب ب ظهوهر العمال الفنية ف ي يشالحياة .

كين4 اا إلى معرفة ماوهراء الطبيعة ، وبالتال ي فهو يميل إلى التد كين : النسان يناجذب عفوي ـ تغريزة التدلدهراك الدقوة الحاكمة ف ي هذا الكون الذي يعيش ضمنه .

كب عنها بنوع تدين ، يتألسس على فيع ككل جدلية وجودية أزلية ، لنه حاجة بشية إن الدين يشاا ، يتصف بصفا ت الكمال والدقدهرة الطلدقة ، و جملة من التعليما ت النظريةاليمان بأن لهذا الكون خالدق

اليمان ، الذي هو النواة التالت تحدد صفا ت تلك الدقوة اللهية ، وقواعد عملية ترلسم طريق تتألسس عليها ماهية النسان والوجود بحس ب التصوهر الدين ، الذي هو حالة إعتدقادية تاجعل

اا لرضاة الله ، أي العبود عن طريق الطاعة والندقياد ، بحيث ل يستطيع أنالرء يتخذه منهاجفثل عليا أخر ى بإعتباهرها الحدقيدقة فم يعيش بدون إيمان وتدقديس ، فإن لم يؤمن بدين معي فسيؤمن ب

سكلسع آفاق نظرته للحياة ، بدل اعا ليمانه ليو كتخذ منها موضو التيه ف ي سادي ب الدقلقاللسمى ، ويكدد ، لذا فعلماء النفس ياجمعون على أن اليمان الدين قادهر على أن كتى منها الشك والت الذي يتأ

6

Page 7: أهل الدين و أتباع التدين

يصهر ف ي بوتدقته كل الذاتيا ت والنانيا ت ، بحيث يدفع التدين إلى أن يبذل مساع ي قد تتعاهرض معكد م فتضف ي على البادئ طابع الدقدلسية ، فيدقـ ميولته الطبيعة ، لن الدقوة اليمانية وحدها قادهرة أن

التدين التضحيا ت برض تا م وبشكل طبيع ي . تتشكل الهوية الدينية للفرد ف ي الاجتمع التدين كحالة نفسية ، وقد يختلف أفراد الاجتمعوهكذا تبدأ

الواحد ف ي تمثل هذه الهوية الدينية ، بمدقداهر فهمهم وإدهراكهم لنظومة الدين ، فيختلفون ف ي مماهرلسةككل الهوية الدينية لد ى التدين الطدقوس والشعامئر والعبادا ت بمدقداهر إختلف الفهم والدهراك ، فتتشبفضل عامل النضج الذات ي وعامل البيئة الجتماعية ، وبعد اليمان الفطري الدقبل ي يبدأ النتماء

الدين الذي يتبلوهر داخل الطاهر السي ، عن أب ي هريرة هرض الله عنه أنه قال : قال هرلسول اللهصلى الله عليه ولسلم : ''ما من مولود إل يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصانه ويماجسانه ،

كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟ ثم يدقول أبو هريرة واقرؤوا إن يشئتم ''فطرة الله الت فطر الناس عليها ل تبديل لخلق الله '' ـ هرواه البخاهري ـ

فنش ت ف ي صحيفة "الديل ي تلغراف" ف ي عددها الصادهر ف ي 16ولدقد أيشاهر ت إحد ى الدهرالسا ت الت ،حيث أكد الدكتوهر " جستون باهريت" الباحث بمركز النثوبولوجيا والعدقل باجامعة2009حزيران

ممت سكم فص أكسفوهرد ببيطانيا : '' إن الطفال يولدون مؤمني بالله ، ولسب ب إيمانهم أن أدمغتهم بطريدقة تاجعلهم يؤمنون ''

وكما أكد كذلك الدكتوهر "بروس هود" البيطان ي : '' إن اليمان بالله ينبع من برماجة معينة ف ياا من نشاط كهربامئ ي عدقول البش منذ الولدة ، وأن البش مبماجون للتمتع بشعوهر هروحان ي ، إنطلق

ف ي مناطق معينة ف ي الدماغ " كبله من تغي أن يع ي تفاصيل هذا إن الطفل يتدقبل النتماء الدين الختاهر له من قبل والديه ، ويتدق

النتماء ومدلولته ، وبدون معرفة وإدهراك الحق بمفهومه التعدقل ي ، بحيث يتمثل له الحق والصوابببساطة ف ي أفعال وأقوال الوالدين ، ثم يتطوهر هذا النتماء وينمو لد ى الطفل فيتاجاوز دامئرة

ككل عنده الهوية الدينية من خلل السة ، فيشعر بالنتماء إلى جماعة لها نفس العدقيدة ، فتتشالعلقة مع الخر ، فيبدأ ف ي إكتشاف ما ياجمعه بالخر وما يميه عنه ، ومن خلل هذا الشعوهر

اا بالنتماء الشتك ، الذي يندقله من طوهر '' الدين الفطري '' إلى طوهر '' الدين الواع ي ”يحمل وعي

7

Page 8: أهل الدين و أتباع التدين

اء على تاهريخه الذات ي اا ذا معن يعتمده بنا اا لخصامئص إنتمامئه ، وياجعل لها مساهر الذي ياجعله مدهركوالسي والنفس والثدقاف ي ... ، وهكذا ينتدقل الفرد من معرفة أنه ''صاح ب دين'' إلى النخراط ف ي

، والطالبة بأن يعامل على هذا اللساس لصياتغة هويته الدينية الذاتية ، من خلل ”دامئرة '' التديني

كيفية مماهرلسته للدين الذي يستدقر ف ي وعيه وإدهراكه ، وف ي هذه الرحلة تظهر الفواهرق ف ي الخطابوالماهرلسة الت تتاجسد ف ي ظاهرة التدين ، فيعب كل متدين عن إنتمامئه من خلل التصوهر العتدقادي

ف ي التطبيدقا ت الرتبطة به .

8

Page 9: أهل الدين و أتباع التدين

أنسنة السل�م

ـ28قال تعالى : '' وما أهرلسلناك إل كافة للناس بشيا ونذيرا ولكن أكث الناس ل يعلمون '' ـ لسبأ إن دين اللسل م ليس ماجموعة منظمة من العتدقدا ت والطدقوس ، تتكز حول إله/ معبود خاص

اا اا ملح بالسلمي ، بل هو منظومة فكرية تمنح الناس كافة نظاما للتكيف وهدفا للعبادة ، وحافزاا للستعادة الوحدة والتوازن النفس والفكري ، بوالسطة تكوين صوهرة يشاملة للوجود لتكون مرجع

يستعي به النسان ، للحصول على التوافق والنساجا م ف ي حياته بفضل الدقيم العدقامئدية الت تدقودهكدد له النتياجة الدقبلة لتصفاته ف ي واقعه إلى التحكم ف ي نزواته ، ومن خلل ال يمان الذي يح

اا للمنهج الربان ي الذي السيكولوج ي ، ونتياجة لذلك فإنه يتمكن من السيطرة وتوجيه لسلوكه ، طبدقيريشده ويهديه إلى أفضل مبادئ السلوك ، الت توصيله إلى تحدقيق الذا ت عن طريق الفهم والتميي

بي الخي والش .واللسل م بإعتباهره دينا ومنظومة فكرية تعتب أنسنة الدين حدقيدقة لسيكولوجية ، تنشد لسعادةكعال ، ومن ثم فإنه يركز على إثبا ت أهمية كرامة النسان وطمأنينة النسان بألسلوب يشامل وف

اا كد م أبعد أثر اا للحياة ونظاما يدق كعالة ، بإعتباهر اللسل م ألسلوب لتكون نظرته الدهراكية للحياة فبالنسبة لهؤلء الذين يدقبلون أو يرفضون هرلسالته ، قال تعالى : ''ولدقد كرمنا بن آد م وحملناهم ف ي

الب والبحر وهرزقناهم من الطيبا ت وفضلناهم على كثي ممن خلدقنا تفضيل '' ـ70ـ الساء

ال أي إنسانيته ، فمن أي عرق سكصل ف ي الية للنسان مبدأ الكرامة الدمية أو فيؤ إن الحق لسبحانه إنحدهر ، ومن أي دين أوعدقيدة إنتمى فهو آدم ي له كرامته الذاتية ، ولدقد فس اللوس البغدادي قوله

كرهم وفاجرهم ذوي كرامة ، أي شف تعالى: '' ولدقد كرمنا بن آد م '' فدقال : '' جعلناهم قاطبة بومحالسن جمة ل يحيط بها نطاق الحص '' ، وبالضافة إلى التكريم البدأي فالنسان له أفضليته ـ13ليصبح أكر م عن طريق اللستعداد والسع ي ، قال تعالى:'' إن أكرمكم عند الله أتدقاكم''ـ الحاجرا ت رر م لنها عدل عن الصفة الاجاهرية أكر م وأتدقى هما صيغت تفضيل ، وصفة أكر م ه ي أفضل من مك

'' إلسم مفعول'' الذي يطلق بظاهر الحال ، أما صفة أكر م ل تطلق إل بعد الخبة والعاينة .

9

Page 10: أهل الدين و أتباع التدين

والسبيل لنيل هذه النلة '' أكر م'' ه ي التدقو ى ، وه ي عباهرة عن ملكة نفسانية تصكد النفس عنالوقوع ف ي العاص والحاهر م وتحملها على الطاعا ت ، وه ي معياهر التفاضل وشط الدقبول ف ي

ـ27اللسل م ، قال تعالى:'' إنما يتدقبل الله من التدقي ''ـ الامئدة إن الهدف الوظيف ي لنسنة الدين هو أن يدهرك النسان قيمة نعمة الكرامة ، ليتمكن من التويض

والسيطرة على تغرامئزه لتحدقيق ذاته ، الت تتفق مع طبيعة حدقيدقة الدين وتشكل الشخصية العياهريةاا لدقدهراته العدقلية والنفسية ليستمر ف ي السمو والرق ي النسان ي ، ولدقد اا متايد وهذا يتطل ب منه فهم

كده إلى إعتناق النسان لفكاهر تتضمن لحظ الحللون النفسيون بأن إحتدقاهر الذا ت وهدهر الكرامة ، مراا بأهمية اا زامئف سلطة ، تتكه ليولته ونزواته وإختياهرته الشخصية ، الت تمنحه يدقين كيم تدقييمية مغا ق'' حرية الفرد ''، وهنا يكمن الخطر بسب ب التكي فدقط على الشاعر والنوا ت ، لنها تغي قادهرة أن تريشده ف ي لسعيه ، فه ي ليست أدوا ت ملمئمة للدهراك والعرفة لتحدقيق الكرامة ، فالتشيع النسان ي

سكصل لنظرية اا ، عكس التشيع الربان ي فهو منه عن العبثية ، ومؤ مهما عظم يشأنه لسيبدقى ناقصالنسنة للتأثي ف ي ماجر ى النمو السيكولوج ي للنسان ، لنه لسبحانه يرعى النسان بألسلوب ياجعلهيرتدق ي من حالة بعد أخر ى حت يصل إلى هدفه من الكمال ، ذلك الهدف التمي الذي يشح بطريدقة

يشاملة علقة الله بالنسان ، التاجلية ف ي هرحمته الت ولسعت كل شء ، وعلقة النسان باللهاا من خلل العبادة ، قال تعالى :'' إن اا فكري التاجلية ف ي العبودية كسلوك ، يمنح التدين تمالسك

ـ45الصلة تنه ي عن الفحشاء والنكر ولذكر الله أكب '' ـ العنكبو ت عندما نتحدث عن العبادة فإننا نعن كيفية لسلوك الشخص ، وليس ثمة مبالغة أن ندقول إن

سكدد لسما ت يشخصية النسان ، لن من الفروض أن تستخرج من التدين أفضل ما العبادة ه ي الت تحككنه من الحساس الستمر بالتوازن والتوافق الفكري والنفس ، لن الله لسبحانه تغن به ، بحيث تم

عن العالي ، فهو ل يريد للنسان لسو ى أن يحدقق كرامته ، ويتفاد ى إحتمال ت الفساد والفساد ومن ثم فإن النسان هو الستفيد من العبودية والعبادة ، قال تعالى : " فمن اهتد ى فإنما يهتدي

ـ15لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها " ـ الساء ككد على هذا من خلل تل جوهري ف ي الحكا م الشعية ، وأ إن دين اللسل م ير ى بأن النسان هوأص

كرهره العدقل ي من قيود لهو ت التدقليد والتبعية ، قال كث على تح مركزيته داخل النسق الدقرآن ي ، وح

10

Page 11: أهل الدين و أتباع التدين

اا '' ـ الامئدة ـ 3تعالى : '' اليو م أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمت وهرضيت لكم اللسل م دينونعمة اللسل م تتاجلى ف ي إحياء هروح النسان وعدقله ، بعدما أعلنت الاجاهلية الاجهلء موته الدقيم يكما تتاجلى ف ي الدعوة إلى تحرهره من فساد التصوهرا ت ، والعوامئد الباطلة للسمو بالوجود الحيات ي

اا كبر معان ي النسق الدقرآن ي ، الذي يستهدف تكوين الشخصية النسانية ، وإعطامئهاإنطلق من تدسكبر أن مدقاصد الدين جاء ت للسعاد النسان وتكريمه وليس كرامتها وقيمتها العليا ، حيث يتبي للمتدكذهر الحق لسبحانه من خضوع الـشع لهواء النسان وملذاته لنه لتهميشه والتدقليل من قدهره ، لذا حإن فعل فمرآله إلى الضياع والفساد ، قال تعالى: "ولو إتبع الحق أهواءهم لفسد ت السموا ت والهرض

ـ 18ومن فيهن" ـ الؤمنون ومن مظاهر النسنة ف ي اللسل م كذلك الهتما م بالفطرة النسانية وه ي هراجعة إلى الاجبلة ، لذا

فاجميع أصول وقواعد الشع تنفاجر من ينبوع معن الفطرة ، قال تعالى : '' ويريد الله أن يخفف ـ لدقد شع الله التخفيف لعلمه الزل ي بماهية النسان28عنكم وخلق النسان ضعيفا '' ـ النساء

اا على خلق علقة متوازنة وتوافدقية بي النسان ، وبي إحتياجاته اا قادهر اا هرباني فاجعل له منهاجكيوء كينونته أوتحويله إلى حيوان لذامئذي . فالنعة الفطرية ف ي الدقرآن تعد من متـش الحياتية دون

كيت مدقاصد الشيعة ، قال تعالى :'' فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة فبن توابث الشيعة ، ومن خللها الله الت فطر الناس عليها ، ل تبديل لخلق الله ذلك الدين الدقيم ولكن أكث الناس ل يعلمون ''

ـ 30ـ الرو م كي تعاهرض وهذا الصل الفطري ل ينبغ ي أن يغي ب ف ي كل تشيعا ت اللسل م بأصولها وفروعها ، وأ

بي مطال ب النسان وماجاء ف ي الشيعة فمرجعه إلى إنحراف الفطرة ، أو إنحراف التأويلللشيعة ، لذا فأعظم أوصاف النسان الت تدقو م عليها مدقاصد الشيعة ه ي الفطرة ، وبالتال ي

فالكثي من اليا ت الدقرآنية تبي الصفا ت الاجبلية للنسان : هلوع ـ جزوع ـ يؤوس ـ كفوهر ـ كنودظلو م ـ عاجول … ، والنسان إذا تغل ب عليه اليمان إضمحلت هذه الصفا ت الخالفة للنسانية .

11

Page 12: أهل الدين و أتباع التدين

عدقلنة السل�م

لدهراك مفهو م عدقلنة اللسل م يستلز م طرح لسؤال محوهري : هل الهدف من دين اللسل م هو خدمةفوجد النسان لخدمة الدين ؟النسان ، أ م

اة ، حت ل يتحرك التدين من اة وشيع فيفهم اللسل م عدقيد العدقلنة ه ي التفكي بعمق من أجل أن موقع الاجهل أو من موقع الغفلة ، بل ياج ب أن ينطلق من موقع العلم والعرفة والخبة . فالعدقل إذا

انساجم مع الدين قبل به وإن لم ينساجم هرفضه ، لن العلقة بي الدين والعدقل علقة توافدقية وليستكعال ف ي بناء وخدمة النسان . تنافرية ، وبالتال ي فكلهما يساهمان بشكل ف

والعلو م من الدين بالضوهرة هو أنه مدقدس وثابت وقطع ي ، والتدين هو تاجربة إنسانية تغي مدقدلسةلنها مبنية على فهم بشي تغي معصو م فيها ، وهذا يؤدي إلى وجود أفها م مختلفة للدين ومنهاجيا ت

كم تنيلها على الواقع ، وبالتال ي نحن أما م أنماط من التدين أخذ ت بناصية الناس إلى متعددة ، يتنواح متباعدة ومصامئر متناقضة ، مما جعل من الدين ولسيلة مؤدية إلى ما هو ندقيض له .

إن الراد من التدين هو إلتا م التدين بتعاليم الدين الخالص ، وتدقديمها ف ي صوهرة متكاملة ويشموليةاا له ف ي السلوكا ت والعامل ت والعبادا ت ، ول يصح إطلق صفة متدين إل على من وجعلها مرجعكدقل ي ، لن المر كوهر الشمول ي لفهو م الدين ، وهذا اللتا م ياج ب أن يرتبط بالتصوهر التع إلت م بالتص

الدين بضوهرة إعمال العدقل يؤكد بأن بالنظر العدقل ي ، هو السبيل لعدقلنة التدين وتدين العدقل ، يدقولعبد الله العروي ف ي كتابه '' مفهو م العدقل'' :" اللسل م هو الدين الذي ينته ي إليه وبه العدقل".اا ف ي مدقا م فهم الدين ، بسب ب عد م اا معكولس الهتما مومن الؤلسف والحزن أن التدين السامئد يسي لسي

بالبعاد النسانية ف ي تعاليم الدين وتشيعاته ، والتكي عليها وتاجليتها للناس لجلء الغبشالذي يحاج ب الاجوهر الصيل للدين ، لخلق علقة ترابطية بي النعة النسانية ف ي الدين ، وبي

اا من تفعيل البعد الفكري الستند إلى أن العدقلنة ف ي التدين من أجل خدمة النسانية جمعاء ، إنطلقالنسان صاح ب عدقل وإهرادة ، قال تعالى : '' إن ف ي خلق السماوا ت والهرض وإختلف الليل والنهاهر

ليا ت لول ي اللباب . الذين يذكرون الله قياما وقعودا ، وعلى جنوبهم ويتفكرون ف ي خلق السماوا ت ـ191 ـ 190والهرض ، هربنا ما خلدقت هذا باطل لسبحانك فدقنا عذاب الناهر '' ـ آل عمران

12

Page 13: أهل الدين و أتباع التدين

لل ط الغلو سلطة الدين وتس

لسلطة الدين : تعن ف ي طبيعتها وجود علقة أمرية بي الخالق والخلوق ، ل يسودها الجباهروالكراه ، أو إلستخدا م الدقوة لينصاع النسان للوامر اللهية ، بل تستمد مصداقيتها من قدهرة

النسان على تأمل الحق وتدبره لسواء ف ي الكون النظوهر أو الكون السطوهر ، قال تعالى :'' فاعتبوا ـ2ـ الحش يا أول ي البصاهر ''

راجة الدامغة والبهان الساطع ، قال تعالى: '' قل فح اا الحق لسبحانه يستمد لسلطته من لسلطان ال إذ ـ والحاجة البالغة الراد بها كل م الله الذي149فلله الحاجة البالغة فلو يشاء لهداكم أجمعي ''ـ النعا م

كي زيغ عنه لسيؤدي ل أنزله على هرلسله لهداية الناس كافة على ، وحاجته الخاتمة ه ي الدقـرآن ، و أمحالة إلى الفوض والفساد ، فل ينتظم حال ول يستدقر قراهر للبشية جمعاء ، ول يمكن إلستدقامة

أمرها وإعتداله إل بسلطة الدقرآن ، النه عن العبثية والنفعية والكيدية ، لنه حاجة الله على الخلقأجمعي ، لذا وج ب أن يرجع إليها كل من يماهرس وظيفة السلطة ، وأن يستمد علمه وكفاءته وخبتهونزاهته وإلستدقامته وحكمته من الدين ، وهولء هم أهل الدين ، قال تعالى : '' والرالسخون ف ي العلم

ـ7يدقولون آمنا به كل من عند هربنا وما يذكر إل أولو اللباب ''ـ آل عمران قال تعالى: '' يا أهل الكتاب ل تغلوا ف ي دينكم ول تدقولوا على الله إل الحق ''تسل ط الغلو :

ـ 171ـ النساء التسلط هو النفوذ والهيمنة والسيطرة والدقدهرة على التأثي ، عن طريق إلستخدا م الدقوة لسواء كانت

مادية أو معنوية .والغلو هو التنطع والبتداع ف ي الماهرلسا ت والعدقامئد والفكاهر ، أي الزيادة على ما شعه الله

كد التزان ، والبتعاد عن الولسطية والعتدال وهما هروح اللسل م ، عن عبد الله بن والخروج عن حفهلك التنطعون '' قالها ثل ت مرا ت . مسعود قال : قال هرلسول الله صلى الله عليه ولسلم : ''

ـ هرواه مسلم ـ والدعاء عليهم بالهلك دللة على ذ م ما هم فيه من حال التشدد ، الناتج عن كثةكيبة ، والبالغة ف ي التدقيق والتفريع إلى دهرجة الخروج عن أمر الشع ، مما السؤال عن أموهر مغ

يؤدي إلى الشدقة الزامئدة ، والشيعة لم تأمر إل بما فيه يس ولسماحة ، ونهت عن التشدد ف ي الدين

13

Page 14: أهل الدين و أتباع التدين

ـ185قال تعالى: '' يريد الله بكم اليس ول يريد بكم العس ''ـ البدقرةإن فتاو ى الغلو الت أحدثها الفدقهاء وأقحموها ف ي التدين ، أد ت إلى فصل النصوص الدينية عن

لسياقاتها ، مما أكسبها قوة تدميية إلستحدثت صوهر من العبادا ت واللزاما ت ما أنزل الله بهما منلسلطان ، وه ي ل تكاد تحص بعدد ، عن أب ي هريرة هرض الله عنه قال : قال هرلسول الله صلى الله

عليه ولسلم : '' إن الدين يس ولن يشاد الدين أحد إل تغلبه ، فسددوا وقاهربوا وأبشوا والستعينوابالغدوة والروحة وشء من الدلاجة '' ـ هرواه البخاهري ـ

والغلو ل يمكن التخلص من أوزاهره إل بإعادة الصداقية للخطاب الدين ، وتندقيته من الشوامئ بالعالدقة به ، وإعطاء التدين بعده التوافدق ي ليحصل توافق ف ي الوع ي الاجماع ي بي مفهوم ي الدين

اا ، يثي الشكوك حول قيم اا مهيمن كو ف ي التدين ويصبح واقع والتدين ، لن بدون توافق لسيسود الغلكل محلها الدقيم ، الت تنساجم مع الصالح الشخصية والفئوية ، وتنالس ب العدو قبل الدين الخالص لتح

الصديق . فالغلو هو ف ي واقعه تسلط بشي ، إكتس ب شعيته بفضل جهود فدقهاء التسلط ، الذيناا أقو ى ممايستمدون مكانتهم من إهرادة وإكراها ت الحاكم الستبد ، ولدقد اا مستعصي أوجدوا واقع

اا اا قدلسي كدقدة بالغة التعدقيد ، لن '' التدين '' يعطيه طابع كوهر ، وزحزحتة أو تفكيكه عملية مع نتصاا لدقدالسة الدين الخالص ، بسب ب إنعدا م الدقدهرة على التميي بي الدين والتدين ، فهو ير ى مساوي

فأما الذين ف ي قلوبهم زيغبأنهما وجهان لعملة واحدة ، وهؤلء هم أتباع التدين ، قال تعالى : '' ـ 7فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله وما يعلم تأويله إل الله '' ـ آل عمران

اا ، ليسيطروا وويتحكموا ف ي كلط كيون لسلطة الدين تس ال يص اا قلي إن الذين يشتون بسلطة الدين ثمن التعاليم والشامئع ، وندقلها من فضامئها الله ي إلىهرقاب أتباع التدين ، بوالسطة تحريف وتشويه

اا للمذاه ب ، وهكذا إنتش ت النرآويل فضامئها النسان ي ، فيفتون الكذب على الله وهرلسوله إنتصاهركلبة ، وهراجت الحاديث الضعيفة والوضوعة بي الناس ، واتسعت حلدقا ت الحواهرا ت والتفالسي الؤ

فؤول إلى لساجال دين عرق ي ومذهب ، يعرقل التواصل ويؤلسس لقصاء الخر ، ويكرس الهراء مت الت كول تسكلط الغلو إلى لسلطة ملزمة تلدق ي بظللها على ماجمل الحياةالفالسدة والحكا م الباطلة ، فيتح

فتطل هرؤوس الفت الذهبية ، فيختلط فيه الثابت بالتحول كظف كمبهر لللستبداد ، خاصة عندما فتو وإلى دهرجة أصبحت فيها فتاو ى الغلو مساوية وموازية للحكا م الربانية ، فظهر ت أيشباه ديانا ت

14

Page 15: أهل الدين و أتباع التدين

تؤازهرها الفرق الذهبية وتذوذ عن حماها وأنزلتها منلة التدقديس ، فالستعص على التدين فكسدق بالعلقة بي الدين والتدين من جهة ، وبي السلطة والتسلط من جهة أخر ى ، قال اللتباس الح

اا كل حزب بما لديهم فرحون'' ـ الؤمنون ـ 43تعالى: ''فتدقطعوا أمرهم بينهم زبرإن تسلط الغلو أد ى إلى تدقليص لسلطة الدين ، فانتش ت البدع السلوكية والعتدقادية عن طريق

قنوا ت مغرضة ، مرتبطة بكهنو ت الفرق الذهبية وبأيشكالها الوظيفية ، أكث من إهرتباطها بالدين ذاتهكل مكانه نصوص وضعية كتست طابع الدقدالسة وأصبح لها تأثي جاجر ، لتح سح الذي تعرض إلى ال

تسكلط ي ، وحينها صاهر ت السلطة الدينية ذا ت مرجعية مزدوجة ، متكونة من مستو ى علوي مدقدسومستو ى لسفل ي تغي مدقدس ، والستو ى الول يمثله توجيها ت وتكليفا ت الحق لسبحانه ، أما الستو ى

الثان ي فتمثله مرجعيا ت الفرق الذهبية ، الت اقتبست من الدين الخالص ما يتماش مع أطروحتهافأولت ثم أنزلت تدين موازي للدين ، وهكذا صاهر ت كل فرقة تلعن أختها ، وتنعتها بالضلل والحياد

عن الدين ، وتدع ي لذهبها العصمة والصواب ، قال تعالى : '' إن الذين فرقوا دينهم وكانوا يشيعا ـ 159لست منهم ف ي شء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون '' ـ النعا م

اا إن واقع الحال يؤكد بأن للتدين لسلطته النافذة ، بسب ب تأثيه الذي لبس العدقول لسواء كان نزيهفلسلبت منه إهرادته اا ، لن التدين اا وأبلغ لسلطان اا ، وهو ف ي حالته الثانية أكث تأثي أ م كان منحرف

الحرة البنية على ألساس الهلية التكليفية ، لينساق مع الدقطيع ويكرس التبعية والخنوع والخضوعكلط '' الفدقيه ''، وكان من نتامئج ذلك ظهوهر أنموذج ''التدين الدقهوهر'' الستل ب ، الذي ضاعت لتس

كرامته الت منحها له الدين الخالص ، بفعل نه ب مباش من طرف لسلطة متسلطة ألساس مرجعيتها ـ 31التدين ل الدين ، قال تعالى:'' اتخذوا أحباهرهم وهرهبانهم أهربابا من دون الله ''ـ التوبة

معن الية أي أطاعوا فدقاءهم فالستحلوا ما أحلوا وحرموا ما حرموا ، لنهم أنزلوهم منلة الحقلسبحانه ، قال عبد الله بن الباهرك : '' وهل بدل الدين إل اللوك وأحباهر لسوء وهرهبانها ''

إن تسلط الغلو قامئم على لسلطة الدين ، والفصل بينهما واج ب عند التدقييم والندقد ، والخلط بينهماأد ى إلى تشويه صوهرة الدين الخالص بسب ب الاجهل أو لسوء الفهم ، مما كان له مرآل ت أض تاا إهرتدقى عليه اللحدة للطعن ف ي مصداقيته بالنسان ف ي تواصله مع الدين ، وجسد ت مرتكز

فوصموا اللسل م بأيشنع النعو ت لنهم وقعوا ف ي عملية خلط جاهل مغرض بي الدين وبي التدين.

15

Page 16: أهل الدين و أتباع التدين

دين الوسطية وتدين التطرف

كري متواصل بغية كتسم بالعتدال تغايته تحدقيق التوازن ف ي الحياة ، وتح الولسطية : منهج فكري يالتوصل للصواب ف ي التوجها ت ، والختياهرا ت والواقف السلوكية ، قال تعالى : '' وكذلك جعلناكم

اا ''ـ لبدقرة اا لتكونوا يشهداء على الناس ويكون الرلسول عليكم يشهيد ـ 143أمة ولسط والشاهد الدقبول عند الله هو الذي يشهد بعلم وصدق فيخب بالحق ، قال تعالى : '' إل من يشهد

ـ 86بالحق وهم يعلمون '' ـ الزخرف إن ولسطية الدين يشاملة لاجميع جوان ب الحياة ، تتاجلى ف ي يسه ولسماحته على كافة الصعدة ، لذا

مراء من النحراف لسواء الاجانح إلى الغلو ، أو الاجانح إلى التدقصي ، فهو دين العتدال مب فاللسل م بمفهومه الوالسع ، قال تعالى : '' ول تاجعل يدك مغلولة إلى عندقك ، ول تبسطها كل البسط فتدقعد

ـ29ملوما محسوهرا '' ـ الساء كدهر صفاء وندقاء جوهر اا لنه ك ت م ف ي اللسل م ، وهو أيشد خطر مل هد لدقد كان التطرف وما زال معو

اسا يعب عليه التطرفون لنسف كيان المة ، لدقد هرو ى البخاهري ف ي الصحيح العدقيدة ، وأصبح جبسنده إلى حذيفة بن اليمان هرض الله عنه أنه قال : '' كان الناس يسألون هرلسول الله صلى اللهسهركن، فدقلت : يا هرلسول الله إنا كنا ف ي فيد عليه ولسلم عن الخي ، وكنت ألسأله عن الش مخافة أن

جاهلية وش فاجاءنا الله بهذا الخي ، فهل بعد هذا الخي من ش؟ قال: نعم ، قلت : وهل بعد ذلكسرف منهم م م يهدون بغي هدي ي ، تع فنه ؟ قال: قو مخ مد من ، قلت : وما مخ مد الش من خي؟ قال : نعم وفيه ممن أجابهم إليها قذفوه سكر ، قلت : فهل بعد ذلك الخي من ش؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم فتن و

ستنا ، ويتكلمون بألسنتنا ، قلت : فما تأمرن ي مد سجل فيها ، قلت : يا هرلسول الله صفهم لنا ؟ قال : هم من إن أدهركن ذلك؟ قال: تلز م جماعة السلمي وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ول إما م ؟ قال:

مكك الو ت وأنت على ذلك '' . سهر فيد رض بأصل يشاجرة حت مع مت فاعتل تلك الفرق كلها ، ولو أن إن عد م اللتا م بالولسطية على مستو ى الشاعر والفكاهر والسلوكيا ت ، يؤدي إلى التطرف أياا ، وهو موقف إنفعال ي إقصامئ ي يظهر من خلل كدد اا متش تاجاوز حد العتدال وإتخاذ الفرد موقف

مماهرلسا ت ومواقف متمتة ، ينطوي عليها إحتدقاهر الخر وعد م العتاف بحدقوقه وإنسانيته ، وله

16

Page 17: أهل الدين و أتباع التدين

كد قيم خلفيا ت ثدقافية لساهمت ف ي تشكيل صوهرة قاتمة عن دين اللسل م ، بسب ب تسلطه الذي هومباديء الدين الخالص ، مما أد ى إلى إنتشاهر ثدقافة التكفي والتفسيق ، والتبديع والقصاء بوتية

تصاعدية تدعو إلى الحية والرهبة ، بدل ثدقافة التعايش والتساكن وإحتا م الخر ، وهكذا صنع كلاا بالحدقد والسخط والكراهية ، وأوهم نفسه بأنه يمثل الحق وأن اا ملغم اا ناهري مذه ب لنفسه لسياج

تغيه يمثل الباطل ، ول توجد عنده منطدقة ولسطى بي الوضعي ، عن أبن عباس هرض الله عنهماقال : قال هرلسول الله صلى الله عليه ولسلم : '' يا أيها الناس إياكم والغلو ف ي الدين ، فإنه أهلك من

كان قبلكم الغلو ف ي الدين " ـ هرواه ابن ماجة وصححه اللبان ي ـاا فكر يؤدي بمعتندقه إلى التشدد ف ي مواقفه وألفاظه ولسلوكه ، ويدعو إلى إقصاء والتطرف هو ألسالس

كل حواهر يسعى للتواصل بالفكر والوع ي والثدقافة البناءة ، وهكذا أصبح '' الدين '' مصدهر هرع بكرد ذلك إلى لسيالسة اللستبداد ، وندهرك ذلك من خلل وخوف بعد أن كان هرمز المن والحياة ، وم

اء من حدقبة '' الفتنة الكب ى'' ، حيث لم تعد النظومة الفكرية متمالسكة قراءة التاهريخ اللسلم ي إبتداكرلست التباع الساذج والتدقليد كما كانت من قبل ، لنها دخلت ف ي دامئرة الجتهاد الكيدي ، وك

العمى ، مما أد ى إلى إنزياح خطي إلى دهرجة أصبح كل فريق يدع ي أنه'' الفرقة الناجية ''، التتمثل الدين الخاالص وه ي وحدها معنية بالخلص ، وهكذا هيمن كل م الفدقهاء على عدقول التديني

وأصبح ل يدقل قدلسية عن كل م الله لسبحانه ، فتشابك الذات ي مع الوضوع ي والحال أن الدين واحداا ، قال تعالى : '' قل إن الذين يفتون على الله الكذب ل اا كبي لن مصدهره الواحد الحد تعالى علو

ـ69يفلحون ، متاع ف ي الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيدقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ''ـ يونس اا كونية ل إختلف عليها ، وإنما الهتما م بالفروع والهوامش إن أصول الدين ومدقاصده تعكس قيم

كرض على التعص ب وإذكاء الناعا ت ، وإطالة أمد الخلف والشدقاق كوة الخلف ، وح هو الذي ولسع همما أد ى إلى ترلسيخ التطرف ، الذي ما هو ف ي واقع المر إل هوس بأفكاهر مغلوطة ، يعتندقها التديناا بأنه قد إمتلك الحدقيدقة الطلدقة الت تدقوده إلى اا بأنها تمثل الدين الخالص ، ومعتدقد كهم عن جهالة متو

الخلص ، وبالتال ي فل يمكن ان يدقبل بأي إختلف ف ي ماجال عدقيدته ، لن قبوله بالختلف يعنتخليه عن الحدقيدقة الطلدقة ، أو مساواتها بالخطأ والنحراف والزندقة ، فإذا كان السلف الصالح قداا من واقعه السياس والجتماع ي والثدقاف ي ، أل يحق لنا اليو م إعادة اجتهد لصياتغة الحكا م إنطلق

17

Page 18: أهل الدين و أتباع التدين

اا عن التشدد ، وعن فتح باب الجتهاد ، والتعامل مع نصوص الدقرآن والنظر ف ي مسامئله بعيدالولسامئط من شوح وتفالسي مذهبية لدقاصد الدقرآن ، حت نتمكن من النظر ف ي قضايا العص

الحديث بألسلوب تعدقـل ي ، دون الخروج عن مدقاصد الشيعة للحد من إلستفحال التطرف ، هذا الداءالعضال الذي أصاب المة اللسلمية ف ي صميمها ، فشل أهركانها وإلستنف قدهراتها ، وما أعدق ب ذلك

من تمزق وفوض وتدمي وخراب .عن ثوبان هرض الله عنه قال : قال هرلسول الله صلى الله عليه ولسلم : '' يويشك أن تداعى عليكمالمم من كل أفق ، كما تداعى الكلة على قصعتها ، قال قلنا : يا هرلسول الله أمن قلة بنا يومئذ ؟

قال : أنتم يومئذ كثي ، ولكن تكونون تغثاء كغثاء السيل ، ينتع الهابة من قلوب عدوكم ، وياجعلف ي قلوبكم الوهن ، قال قلنا : وما الوهن ؟ قال : ح ب الحياة وكراهية الو ت'' ـ هرواه أحمد ـ

والتطرف ف ي وقتنا الراهن له خمسة أبعاد :ـ البعد الول : يتمثل ف ي دهرجة العنف الدقاتل الغي السبوق ، الذي يماهرلسه السلمون بعضهم ضد

كلوا الدماء العصومة والموال الصونة وأباحوا بعض ، حيث لم يستثنوا ل بش ول حاجر ، لدقد إلستحالعراض والذما م .

ـ البعد الثان ي : يتمثل ف ي إنتشاهر العنف الدقاتل ، الذي يشمل هرقعة والسعة من البلد العربيةكدهر الله . واللسلمية ، والريشح للتصعيد ليشمل مناطق أخر ى ل ق

ـ البعد الثالث : يتمثل ف ي إلستمراهر الناعا ت ، الت تضعف كل عوامل الناعة الذاتية ، ف ي مواجهةالتحديا ت والطماع والؤامرا ت الداخلية والخاهرجية .

ـ البعد الرابع : يتمثل ف ي السيل العاهر م من فتاو ى التشديد والتكفي ، والتضليل والتفسيق والتبديعودعو ى الاجهاد بغي ضوابطه ، وزهرع الضغامئن والحدقاد وتأجبج ناهر الفتنة بي أتباع وأنصاهر

الذاه ب ، وهذا البعد الخي هو الذي يغذي البعاد الثلثة السالفة الذكر ، حيث ل تلوح له نهاية ف يالفق .

ـ البعد الخامس : يتمثل ف ي تشويه صوهرة اللسل م ، ووصفه بنعو ت بشيعة على الصعيد العال يدين إهرهاب . فيوصف باجرأة تغي مسبوقة ف ي التاهريخ العاص بأنه ”حيث أصبح “

18

Page 19: أهل الدين و أتباع التدين

التطرف جس عبوهر إلى الهرهاب

إن إقصاء اليا ت الت تعتب النسانية أمة واحدة ، أد ى إلى تحول التطرف من دامئرة العتدقادوالشعوهر النفس إلى دامئرة الماهرلسة والسلوك الجتماع ي ، وأصبح التطرف هو أحد ألسباب الهرهاب

اا زيغ وميل عن لسواء السبيل ، وهو عكس وليس هو الهرهاب نفسه ، فالتطرف كما ذكرنا لسابدقالتولسط والعتدال ، وكما يعن كذلك الغلو أي ماجاوزة الحدود واليل عن الدقصد ، وهو نتاج

ماجموعة من العتدقدا ت والفكاهر التعنتية التاجاوزة للحق والصواب ، الرتبطة بما هو فكري باللساسكتسم بالندفاع وعد م ضبط النفس وتتاجلى بوضوح ل تغبش فيه من خلل كافة صوهر السلوك ، الـم

والدقسوة والغلظة ف ي العاملة والتشدد ف ي الرأي ، مما يؤدي إلى الخروج عن الولسطية والبتعاد عنالعتدال الفكري ، الذي يعتب السلمي أمة واحدة ، قال تعالى : '' إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا

ـ92هربكم فاعبدون ـ النبياءوالهرهاب هو عندما تتحول العتدقدا ت والفكاهر إلى لسلوكيا ت مادية عنيفة ف ي مواجهة الاجتمع أو

الدولة ، وهذا يبي بأن التطرف يرتبط بالفكر والهرهاب يرتبط بالفعل ، ويمكن الدقول بأن التطرفهو مدقدمة الهرهاب ، وبالتال ي فطرق علج التطرف تختلف عن مواجهة الهرهاب والتعامل معه .

والدقضاء على التطرف يتطل ب : كي ب أول : إحتواء التطرف الذهب الدقامئم على''الفرقة الناجية''، الت تهمش باق ي الفرق الخر ى ، وتغ

كرس نظرية التنوع الفدقه ي وتدقحمه ف ي بوثدقة الختلف الصاع ي بدل الختلف التلف ي ، وتكالزاحة و تحص النطق والتفكي النساجم مع ذاته ف ي منظومتها العرفية فدقط ، وتدقود إلى التعص بوالتطرف على ألساس أن الذه ب الذي تعتندقه هو جوهر الدين ، وهذا ما أد ى إلى تطرف تدين أعمىأقص قيم ومباديء الدين الخالص ، الت تثي حياة السلم وتصون كرامته بغض النظر عن إنتمامئه

الذهب .ثانيا : إلستبداد النظم السيالسية ، وإنسداد الفاق العرفية والبداعية ، وهيمنة ثدقافة التسليم بالظلم

والرض بغياب العدل والحرية .ثالثا : الفدقر والاجهل وهما يمثلن الشكلة اللسالسية الت أد ت إلى تفاقمه ، وإنتشاهره كما ينتش

19

Page 20: أهل الدين و أتباع التدين

اللهي ب ف ي الهشيم .هرابعا : العناجهة المبيالية والغطرلسة الصهيونية ، والرجعية العربية وهوان المة .

كل هذه اللسباب حاضة بنس ب متفاوتة ، وعاملة على تفريخ التطرف والهرهاب ، والقتصاهر علىكد ف ي حياة الظاهرة ، ويدقوي هذه السلبية الدقيتة الت أقحمت المة ف ي العالاجة المنية له قد يم

فتود ى بها إلى الهلك الاحق نسأل الله السلم والسلمة ، لذا ياج ب أن يكون بوثدقة الضياع ، ولسوف النطلق الول لواجهة الهرهاب هو ندقد الذا ت ، والرجوع إلى الدين الخالص النه من يشوامئ ب

التدين ، قال تعالى : ''الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم ياجعل له عوجا . قيما لينذهر بألسا ـ2 ـ 1يشديدا من لدنه ، ويبش الؤمني الذين يعملون الصالحا ت أن لهم أجرا حسنا '' ـ الكهف

فقتل تحت هراية سك ي قال : قال هرلسول الله صلى الله عليه ولسلم: '' من سل ماج مب جل عن جندب بن عبد الله امة '' ـ هرواه مسلم ـ مة جاهلي مل جت سدق مف تة يدعو عصبية ، أو ينص عصبية ري سكم سع

انتهى بعون الله وحمده

20