© civile_icpc.docx · web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني...

33
ساد: ف ل ا ة ح ف ومكا ي ب ر مغ ل ا ي ب مد ل ع ا م ت ج م ل ا ات ي ع م ج ل ا ة م حكا ز ي ر غ ت و ح ن ة ي1 ب ر مغ ل ا كة ل م م ل ا ح ل ي ئ

Upload: others

Post on 11-Jan-2020

0 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

المجتمع المدني المغربيومكافحة الفساد:

نحو تعزيز حكامة الجمعيات

الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة - الطابق الثالث الرباط/B -–جناحHigh Techحي الرياض- شارع النخيل عمارة -

المغرب73 16 71 37 05׃ الفاكس 60/ 50 86 57 37 05׃الهاتف

المملكةالمغربية

الحكومة رئيس

Page 2: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

- المجتمع المدني وتحديات المصداقية:1 - إرهاصOOات انخOOراط المجتمOOع المOOدني المغOOربي في2

محاربة الرشوة- نظرة على جهود المغرب في مجال محاربة الرشوة3 - إحداث الهيئة المركزية واإلشراك الكامOOل لفعاليOOات4

من المجتمع المدني في القرار - دور المجتمOOع المOOدني في اسOOتقاللية القOOرار داخOOل5

الهيئة - المجتمOOOع المOOOدني دعامOOOة الهيئOOOة في صOOOيغتها6

الدستورية- دور المجتمع المدني المغربي في محاربة الرشوة7- أوجه التعاون بين الهيئة الوطنية والمجتمع المدني8- توصيات لتعزيز حكامة المجتمع المدني9

توطئة2

Page 3: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

ب��الرغم من أن للممارس��ات المدني��ة والعم��ل التط��وعي ج��ذورا عميقة في تاريخ اإلنسانية، فما من شك في أن المجتم��ع الم��دني بالمفاهيم المتعارف عليه��ا الي��وم ج��اء في س��ياق ع��رف في��ه دور

الدولة المركزية في النهوض بالشأن العام تراجعا مؤكدا. إن ه��ذا ال��تراجع ق��د يك��ون ناتج��ا عن ع��دة عوام��ل متفرق��ة أو متزامنة. لكن سواء كان هذا التراجع نتيجة تطور الفكر السياس��ي واالقتص��ادي بش��أن دور الدول��ة بحيث أفس��حت المج��ال إلش��راك فاعلين من خارج أجهزتها في تدبير الش��أن الع��ام، أو ك��ان نتيج��ة لضغط المجتمع نفس��ه والنتفاض��اته من أج��ل المطالب��ة ب��الحقوق المختلفة، هناك حقيقة جلية تتمث��ل في أن منظم��ات عدي��دة ع��بر العالم، غ��ير حكومي��ة قائم��ة باألس��اس على التط��وع وتس��تبعد أي ممارسات ربحية، تشتغل بشكل مكثف بالموازاة مع العمل ال��ذي تقوم به الدولة ومؤسساتها الدستورية، وأضحت ف��اعال أساس��يا ال يمكن االستغناء عنه إم��ا في مج��ال تق��ديم األفك��ار والمقترح��ات، وإما لممارسة الضغط المنظم و"الق��انوني" للمطالب��ة بإص��الحات

سياسية أو اقتصادية أو غيرها. بالمقاب��ل، ال يخل��و عم��ل المجتم��ع الم��دني من الم��د والج��زر في مواجهة تحديات عديدة من أجل إثبات دوره وفرض مساهمته في الحياة العام��ة. وفي ه��ذا اإلط��ار تح��اول ه��ذه الورق��ة رص��د بعض الج��وانب المحيط��ة بعم��ل المجتم��ع الم��دني في مج��ال مكافح��ة الفساد، وأيضا تقديم بعض المقترحات الهادفة لتعزي��ز أدواره في ظل المستجدات الدس�تورية ال�تي ارتقت ب�ه إلى فاع��ل أساس�ي

في صياغة ومراقبة وتتبع السياسات العمومية. يشتغل المجتمع المدني في مج��االت ع��دة، ق��د تك��ون ذات ط��ابع محلي أو جهوي أو وط��ني، وانطالق��ا من طبيع��ة الهيئ��ة المركزي��ة للوقاية من الرشوة واختصاصاتها ستركز ه��ذه الورق��ة أك��ثر على عم��ل المجتم��ع الم��دني المهتم بمكافح��ة الفس��اد بش��كل ع��ام والوقوف عند األدوار التي يق��وم به��ا في ه��ذا المج��ال، لكن قب��ل ذل��ك س��تعرض ه��ذه المس��اهمة لبعض التح��ديات ال��تي تواج��ه

المجتمع المدني، وقد تكون عائقا أمام فعاليته.3

Page 4: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

- المجتمع المدني وتحديات المصداقية:1

يواج��ه المجتم��ع الم��دني ع��دة تح��ديات، تتعل��ق على الخص��وص بضعف التمويل وقلة مص��ادره، وأيض��ا باس��تقالل منظمات��ه س��واء عن الدولة أو عن األحزاب السياسية أو عن المجموعات الم��ؤثرة

مهما كانت طبيعتها. وهناك صلة وثيقة بين التمويل واالستقاللية، بحيث يواجه المجتمع الم��دني خط��ر االنح��راف عن أهداف��ه ومبادئ��ه لفائ��دة إمالءات الجهات الممولة، ويذكي هذا الوضع موجة من الشكوك المتزايدة حول مصداقية عمل منظمات المجتم��ع الم��دني، وم��دى إخالص��ها في الدفاع عن قيم المواطنة خاصة عن��دما تك��ون ه��ذه القيم في حالة ص��دام م��ع توجه��ات الجه��ات المانح��ة س��واء ك��ان أجنبي��ة أو وطنية. كما أن هذا الوضع قد يكون مصدر ت��أجيج للمزاي��دات ض��د المجتمع المدني بهدف تقزيم دوره وإظه��ار منظمات��ه في ص��ورة

مجموعات تدافع عن مصالحها فقط. له��ذا فعن��دما تب��دو األح��زاب السياس��ية، خاص��ة في البل��دان ذات التقاليد الديمقراطية الضعيفة، ع��اجزة عن تجمي��ل وج��ه الس�لطة القائمة، تلجأ هذه األخيرة إلى إح��داث هي��آت مدني��ة تابع��ة أو إلى تمكين هي���آت موج���ودة من مص���ادر وف���يرة للتموي���ل من أج���ل

استعمالها في تسويق صورتها. كما يواجه المجتمع المدني تحديا آخر يتمثل في مي��ل الن��اس إلى البحث عن مصالح ذاتية، وخلق المنافذ الالزمة لتحقيق ذلك. وه��و ما يمكن بشكل ما أن يفسر تنامي إحداث الجمعيات والمنظم��ات غير الحكومية التي يظل الكثير منها مج��رد منظم��ات على ال��ورق دون فعالي��ة ت��ذكر، ويك��ون اله��دف منه��ا في الغ��الب إلى مص��ادر

المال وجني الثروات.

- إرهاصOOات انخOOراط المجتمOOع المOOدني المغOOربي في2محاربة الرشوة

4

Page 5: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

لم يكن الوعي المجتمعي بخطورة الفساد على الحياة االجتماعية بالقدر الذي يوجد عليه في الوقت الراهن. ومع أن الفس��اد واح��د من المظاهر التي تشكل جزءا من الممارسات اليومي��ة لم يس��لم منها أي مجتمع فإنه يختلف باختالف المجتمعات وباختالف نظرتها إلى جمل���ة من األم���ور فك���ل ذل���ك رهين بالع���ادات وبالتقالي���د،

وبمكونات الثقافة السائدة بشكل عام. وإذا كان المجتمع الدولي قد انتبه إلى خطورة الفساد على جه��ود التنمية في العالم، فابتكر الوسائل واألس��باب لمنع��ه، مم��ا س��اعد على جع��ل الظ��اهرة ض��من االنش��غاالت األساس��ية للسياس��يين والفاعلين االقتصاديين وفي المجتمع المدني وللمواط��نين بش��كل

المغارب��ة بالظ��اهرة واقتن��اعهمع��ام، ف��إن من إرهاص��ات وعي بضرورة التصدي لها ظهور فاعلين جمع��ويين جعل��وا من مكافح��ة الفساد قضية أساسية ومفصلية من أجل تحقيق التنمي��ة والعدال��ة

االجتماعية. في هذا السياق كان لتأسيس الجمعية المغربية لمحارب��ة الرش��وة

ب���الغ األث���ر في ال���دفع بمناهض���ة الفس���اد إلى1996في ين���اير الواجهة، وقد تزامن هذا الح�دث م��ع بعض االنف�راج ال�ذي عرفت��ه البالد في تل��ك الف��ترة وذل��ك في عالق��ة الدول��ة بحق��وق اإلنس��ان

وحرية الرأي والتعبير.

- نظرة على جهود المغرب في مجال محاربة الرشوة3

في سياق انخراط المغرب في الدينامية الدولية لمكافحة الفساد، بفضل المجتمع المدني، تم القيام بالعديد من المب��ادرات الرامي��ة إلى الحد من استفحال الظاهرة. ومنذ أواخر س��نوات التس��عينات

باتت درجة الوعي بخطورة الفساد متنامية. وبغض النظ���ر عن النت���ائج ال���تي تحققت ح���تى اآلن، فق���د راكم المغ��رب الكث��ير من اإلج��راءات ال��تي اس��تهدفت تقليص الفس��اد، خاص��ة في القطاع��ات العمومي��ة. وال ب��أس من الت��ذكير في ه��ذا

هذه المب��ادرات عقب مجيء حكوم��ة التن��اوب س��نةاإلطار ببعض .علما أنه إلى حدود هذا التاريخ ظلت محارب��ة الرش��وة إم��ا1998

5

Page 6: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

ش��عارا في الحمالت االنتخابي��ة أو موس��ميا ومناس��باتيا كم��ا ه��و ، ولحمل��ة التطه��ير1972الشأن بالنسبة لمحاكم��ة ال��وزراء س��نة

.1996سنة لقد دفع االنشغال بظاهرة الرش��وة وآلي��ات مكافحته�ا في البداي��ة

،1999إلى إحداث اللجن��ة الوطني��ة لتخلي��ق الحي��اة العام��ة س��نة مكونة من ممثلين عن المقاوالت والمجتمع المدني وع��دة ادارات وشخصيات. وكان الهدف منه��ا ال��ترويج لعم��ل الدول��ة في مج��ال

تخليق الحياة العامة ومحاربة الرشوة. وخالل ثالث أو أربع سنوات من العمل، قدمت هذه اللجنة حصيلة أش��ارت في ذل��ك ال��وقت إلى اتخ��اذ إج��راءات تأديبي��ة في ح��ق "

شخص��ا من بينهم قض��اة وموظف��ون ومحلف��ون وم��ترجمون879 منهم الى القضاء".105وموثقون وعدول، أحيل

إلى أن "م��ا2002كما أشارت نفس الحصيلة التي قدمت س��نة 2001 وع��ام1998أحيل على محكمة العدل الخاصة ما بين ع��ام

يع��ادل ع��دد الملف��ات المحال��ة على تل��ك المحكم��ة خالل العش��ر ملفا". 211سنوات السابقة بما يقارب

ويذكر أنه خالل هذه الفترة تحديدا تفجرت تل��ك الملف��ات الك��برى التي أصبحت حديث ال��رأي الع��ام الوط��ني مث��ل الق��رض الفالحي والبنك الوط��ني لإلنم��اء االقتص��ادي والص��ندوق الوط��ني للض��مان االجتماعي والقرض العقاري والس��ياحي، وه��ذا بغض النظ��ر عم��ا

آلت إليه. بع��د ه��ذا ت��والت المب��ادرات في اتج��اه تعزي��ز الترس��انة القانوني��ة والمؤسس��اتية الوطني��ة المتعلق��ة بمكافح��ة الفس��اد، ومن ذل��ك

على اتفاقية األمم المتحدة لمكافح��ة الفس��اد2003التوقيع سنة التي تشكل اإلط��ار الم��رجعي األساس��ي دولي��ا في ه��ذا المج��ال، وتعديل بعض مقتضيات القانون الجنائي المغ��ربي في ه��ذا الب��اب

، وتب��ني برن��امج حك��ومي للوقاي��ة من الرش��وة س��نة2004س��نة تضمن مجموعة من اإلجراءات والتدابير منها إحداث الهيئة2005

بمقتض��ى مرس��وم2007المركزي��ة للوقاي��ة من الرش��وة س��نة ، وإص��دار2010للوزير األول، ثم تحيين البرنامج الحك��ومي س��نة

ق��انون لحماي��ة الش��هود، باإلض��افة إلى مجموع��ة من الق��وانين6

Page 7: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

األخرى ذات العالقة من قريب أو بعيد بظاهرة الفساد وصوال إلى المقتضيات الدستورية الجديدة التي كرست مبادئ الديموقراطية التشاركية، والحكام��ة ورب�ط المس�ؤولية بالمحاس�بة ونص�ت على إحداث عدد من المؤسس��ات ال��تي ستس��هر على ض��مان التنزي��ل األمثل لهذه المبادئ، ومن ذلك االرتقاء بالهيئ��ة المركزي��ة للوقاي��ة من الرشوة إلى مؤسسة دستوريها مع توسيع صالحياتها ومجاالت

.تدخلها

- إحداث الهيئة المركزية واإلشراك الكامOOل لفعاليOOات4من المجتمع المدني في القرار

أحدثت الهيئ��ة المركزي��ة للوقاي��ة من الرش��وة بمقتض��ى مرس��وم ، في إطار تنفي��ذ مقتض��يات2007 مارس 13للوزير األول بتاريخ

المادة السادسة من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد، كم��ا ك��ان ذل��ك اس��تجابة لمط��الب المجتم��ع الم��دني بإح��داث وكال��ة مستقلة لمكافحة الفساد على غرار عدد من التجارب في العالم. وقد أوكل هذا المرسوم للهيئة مجموعة من المهام تتعلق أساس��ا

ب: - اقتراح التوجهات الكبرى لسياسة الوقاية من الرشوة وال س��يما فيما يتعلق بالتعاون بين القطاع العام والقطاع الخ��اص لمكافح��ة

الرشوة؛ - اقتراح التدابير الرامية إلى تحسيس الرأي العام وتنظيم حمالتإعالمي���������������������ة له���������������������ذا الغ���������������������رض؛ - المساهمة بتعاون م��ع اإلدارات والمنظم��ات المعني��ة، في تنمي��ة

التعاون الدولي في مجال الوقاية من الرشوة؛ - تتبع وتقييم الت��دابير المتخ��ذة لتنفي��ذ سياس��ة الحكوم��ة في ه��ذا المج���ال وتوجي���ه توص���يات إلى اإلدارات والهيئ���ات العمومي���ة والمق��اوالت الخاص��ة وإلى ك��ل مت��دخل في سياس��ة الوقاي��ة منالرش�������������������������������������������������������������������������������وة؛ - إب��داء بعض اآلراء ح��ول الت��دابير الممكن اتخاذه��ا للوقاي��ة منالرش�������������������������������������������������������������������������������وة؛

7

Page 8: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

- جمع كل المعلومات المرتبطة بظ��اهرة الرش��وة وت��دبير قاع��دةالمعطي��������������������ات المتعلق��������������������ة به��������������������ا؛ - إخبار السلطة القضائية المختصة بجميع األفع��ال ال��تي تبل��غ إلى علمها بمناسبة مزاولة مهامها والتي تعتبره��ا أفع��اال من ش��أنها أن

تشكل رشوة يعاقب عليها القانون. وبالمقارن��ة م��ع هيئ��ات مكافح��ة الفس��اد على الص��عيد ال��دولي، وب��الرغم من أن المه��ام الموكول��ة إلى الهيئ��ة المركزي��ة مه��ام استش��ارية في الغ��الب، وبعض��ها فض��فاض وغ��ير واض��ح بم��ا في��ه الكفاية، فقد انفردت الهيئة في تركيبتها بإعطاء فعاليات المجتم��ع المدني مكانة أساس��ية في مسلس��ل اتخ��اذ الق��رار داخ��ل الجم��ع

عضوا فضال عن الرئيس. 44العام المكون من ( من3فباإلض���افة إلى ممث���ل عن الجمعي���ات األك���ثر تم���ثيال )

الجمعي��ات العامل��ة في مج��ال الوقاي��ة من الرش��وة، تض��م الهيئ��ة بمقتضى مرسوم اإلحداث ثالثة عش��ر عض��وا يعينهم ال��وزير األول

على الشكل التالي: - ستة أعضاء من المجتم��ع الم��دني يخت��ارون باعتب��ار عملهم في مج��������������������ال مكافح��������������������ة الرش��������������������وة؛

- ثالثة أعضاء يختارون من بين أعضاء الجمعي��ات ال��تي تعم��ل فيمج������������������ال الوقاي������������������ة من الرش������������������وة؛ - أربعة أعضاء يختارون من بين األس��اتذة الب��احثين المش��هود لهم

بالكفاءة في مجال مكافحة الرشوة. هكذا، وفي إطار مراعاة التوازن وضمان استقاللية الق��رار، يمث��ل

(، وه��و تقريب��ا نفس17المجتمع المدنى أك��ثر من ثلث األعض��اء ) (، بينما يتوزع ب��اقي األعض��اء16عدد ممثلي القطاعات الوزارية )

بين الجمعيات والهيئات المهنية والنقابات. بهذا الشكل لم يكن إش��راك المجتم��ع الم��دني في تركيب��ة الهيئ��ة إش��راكا ش��كليا أو جزئي��ا، ب��ل ك��ان إش��راكا ك�امال ليس فق��ط في إعداد السياسات والقرارات المتعلقة بإنجاز مهام الهيئة ب��ل أيض��ا في تنفيذها من خالل ض��مان وج��ود ممثلين عن المجتم��ع الم��دني

في اللجنة التنفيذية المنبثقة عن الجمع العام.

8

Page 9: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

- دور المجتمOOع المOOدني في اسOOتقاللية القOOرار داخOOل5الهيئة

من هذا المنطلق، شكل حضور المجتمع المدني بنس��بة الثلث في تركيب��ة الهيئ��ة إح��دى الض��مانات األساس��ية لالس��تقالل ال��وظيفي للهيئة، بالرغم من االرتباط بالوزارة المالية في ما يتعل��ق بص��رف الميزانية نتيجة التأويل الذي أعطت��ه مص��الح وزارة المالي��ة لص��فة اآلمر بالصرف التي منحها مرسوم اإلح��داث ل��رئيس الهيئ��ة. ومن

تجليات هذا االستقالل الوظيفي نذكر:- التدبير اليومي لسير عمل الهيئة بمنأى عن أي تدخل أو توجيه

- انتقاء وتوظيف الكفاءات القادرة على النهوض بمهام الهيئة - النقاش الحر داخل الجمع العام واللجنة التنفيذية

- اتخاذ القرارات داخ��ل أجه��زة الهيئ��ة دون الرج��وع إلى الهيئ��اتالتي يمثلها األعضاء

- إص�دار تقري�رين وع�دة وث�ائق موض�وعاتية بع�د التواف�ق حوله�اداخل األجهزة التقريرية

- موضوعية هذه التق��ارير وجرأته��ا في تش��خيص مختل��ف مظ��اهرالفساد في المغرب، بشهادة مختلف الفاعلين.

واعتبارا لذلك، تمثل الهيئة المركزي��ة للوقاي��ة من الرش��وة تجرب��ة فري��دة بين التج��ارب الدولي��ة المتعلق��ة بإح��داث هيئ��ات لمكافح��ة الفساد، ب��الرغم من ع��دم توفره��ا على ص��الحيات أو مه��ام تخص زج��ر الفس��اد وإنف��اذ الق��انون، حيث جعلت المجتم��ع الم��دني في قلب مكافح��ة الفس��اد، باإلض��افة إلى أدواره التقليدي��ة المتعلق��ة

بالمرافعة والتوعية وتقييم اإلجراءات المتخذة. م��ا يع��زز أهمي��ة دور المجتم��ع الم��دني داخ��ل األجه��زة التقريري��ة للهيئة المركزي��ة للوقاي��ة من الرش��وة أن مع��ايير اختي��ار األعض��اء اتجهت نحو شخص�يات مش�هود له�ا عمله�ا ونض�الها وكفاءته�ا في مجال مكافح��ة الرش��وة، وهي في الغ��الب شخص��يات فاعل��ة في منظمات المجتمع المدني التي راكمت تجربة كب��يرة. وق��د س��اهم ذل����ك في ث����راء المناقش����ات ودينامي����ة األفك����ار بحيث أعطى

9

Page 10: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

المص�داقية الالزم��ة بش�كل خ��اص لمهم��ة الهيئ��ة كق��وة اقتراحي��ةوكآلية للتقييم.

- المجتمOOOع المOOOدني دعامOOOة الهيئOOOة في صOOOيغتها6الدستورية

على أهمية دور المجتمع الم��دني، وك��ان2011أكد دستور يوليوز هذا التأكيد تحص��يال لم��ا راكمت��ه منظمات��ه وجمعيات��ه من نض��االت واجتهادات في مختلف المج��االت، ورغب��ة في إعطائه��ا دورا أك��بر من خالل إشراكها في إع��داد السياس��ات العمومي��ة وتمكينه��ا من

أدوار جديدة تتعلق بالرقابة والتقييم. من دستور فاتح يوليوز على أنه "12في هذا اإلطار ينص الفصل

تُساهم الجمعيات المهتمة بقضايا الشأن الع��ام، والمنظم��ات غ��ير الحكومية، في إطار الديمقراطية التش��اركية، في إع��داد ق��رارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخب�ة والس�لطات العمومي�ة، وك�ذا في تفعيلها وتقييمها"، مع اإلش��ارة إلى أن ه��ذه المش��اركة س��يتم

تحديد شروطها وكيفياتها بقانون. وحيث إن الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة رصدت في تقييمها لحصيلة أربع سنوات من عمله��ا بع��دا إيجابي��ا لتمثيليته��ا المتنوع��ة والمتوازن��ة معت��برة إياه��ا عام��ل إث��راء وض��مانة من ض��مانات اس��تقاللية الهيئ��ة، عم��دت في مش��روع الق��انون ال��ذي أعدت��ه للمالءم��ة م��ع المقتض��يات الجدي��دة ال��تي ارتقت به��ا إلى هيئ��ة

،2011 من دستور يوليوز 167 و 36دستورية بمقتضى الفصلين إلى اإلبقاء على تمثيلية وازنة للمجتمع المدني.

يجدر التأكيد على أن تقديم مشاريع الق��وانين هي من الص��الحيات الدستورية للحكوم��ة، مم��ا يجع��ل مب��ادرة الهيئ��ة في ه��ذا االط��ار رهينة بالتأويل الحكومي لمقتض��يات الدس��تور وبالتص��ور المتعل��ق

بآليات تنزيلها. واعتبارا للمكانة التي أوالها الدستور للمجتمع الم��دني وحث��ه على إشراك منظمات في مسلسل اتخاذ الق��رار وص��ياغة السياس��ات، نرى أن اللجنة الوطنية للح��وار ح��ول المجتم��ع الم��دني كآلي��ة من

10

Page 11: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

اآللي��ات التش��اركية للتنزي��ل م��دعوة لتعزي��ز مكتس��بات الهيئ��ة المركزي��ة للوقاي��ة من الرش��وة في م��ا يتعل��ق بإش��راك المجتم��ع المدني، وذلك بأن تقدم تجربة الهيئة باعتباره��ا نموذج��ا لإلش��راك الكامل الن��اجح، وبالت��الي أن تض��ع ض��من مقترحاته��ا اإلبق��اء على تمثيلية المجتمع المدني المعني بمكافح��ة الفس��اد داخ��ل األجه��زة

التقريرية للهيئة الوطنية للنزاهة المرتقبة.

- دور المجتمع المدني المغربي في محاربة الرشوة7

ال تختلف أدوار المجتمع المدني، مهم��ا ك��انت مج��االت عمل��ه بم��ا في ذلك مكافح��ة الفس��اد. ويمث��ل دعم المجتم��ع للدول��ة وأجه��زة مكافح��ة الفس��اد واح��دة من الرك��ائز األساس��ية لنج��اح سياس��ات مكافح��ة الفس��اد، ب��ل إن إش��راك المجتم��ع الم��دني في ص��ياغة السياسات المتعلق��ة به��ذا ال��ورش يمكن اعتب��اره مقياس��ا لإلرادة

الفعلية في مكافحة الفساد. في هذا اإلط��ار، للمجتم��ع الم��دني ولعم��وم المواط��نين أدوار في إس��ناد رغب��ة الدول��ة وإرادته��ا في مكافح��ة الفس��اد، وهي أدوار تتراوح بين العمل التحسيسي والتوعوي اعتبارا لم��ا يكتس��يه ه��ذا الجانب من أهمية في تغيير نظرة الناس إلى الظاهرة وفي تغي��ير العقليات التي درجت على التس��امح م��ع بعض مظ��اهره، والعم��ل ال��ترافعي ال��ذي ي��ذهب أبع��د من التحس��يس لمطالب��ة الس��لطات باتخاذ اإلجراءات الضرورية والفعالة لمحاصرة الفس��اد، من خالل سن قوانين وإنشاء مؤسسات متخصصة لذلك، ووضع حد لإلفالت من المتابع��ات والعق��اب وغ��ير ذل��ك. ثم العم��ل التش��اركي أو المشاركة المباشرة في تدبير الشأن العام، وذلك بالمساهمة في إعداد وصياغة ومراقبة تنفيذ السياسات العمومي��ة وتقييمه�ا، وه��و

ما تنص عليه المقتضيات الدستورية الجديدة. في هذا اإلطار، يقوم المجتمع الم��دني، حس��ب التج��ارب الدولي��ة المتعلق��ة بمكافح��ة الفس��اد، ب��أدوار عدي��دة ال يمكن اإلحاط��ة به��ا بشكل شامل، لكن هذا ال يمنع من اإلش��ارة إلى أهم ه��ذه األدوار

تتمثل في:11

Page 12: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

- إسناد وتعزيز اإلرادة السياسية لمكافحة الفساد- نشر وترسيخ قيم النزاهة والشفافية في عملها،

- رفع الوعي بموضوع الفساد ومحاربته - مساءلة البرلمان حول حاالت الفس��اد باعتب��اره أح��د مرجعياته��ا

االنتخابية )البرامج االنتخابية لألحزاب(. - المساهمة في تطوير أدوات الرقابة على الحكومة،

- المساهمة في تقوية سيادة القانون. - تعزي��ز المس��اءلة والش��فافية والمحاس��بة في أجه��زة الدول��ة

والقطاع العام، - بن��اء التحالف��ات الموض��وعية لمناهض��ة الفس��اد وإش��اعة مب��ادئ

الشفافية والنزاهة.- مطالبة الحكومات بنشر المعلومات حول قضايا الفساد

- الضغط من أجل إعداد وتنفيذ مخططات وبرامج العمل الرامي��ةإلى مكافحة الفساد

- المشاركة في صياغة التشريعات والقوانين والسياسات العام��ةوحماية الحقوق خاصة في ما يتصل بالفساد

- مس��اعدة البرلم��ان في الرقاب��ة ورص��د انتهاك��ات وتج��اوزاتالسلطة التنفيذية

- أوجه التعاون بين الهيئة الوطنية والمجتمع المدني8

تنطلق األدبيات الدولية المتعلقة بمكافحة الفساد، بش��كل ملح، من أن المقاربة الناجعة للحد من الظاهرة ال يمكن أن تكون إال شمولية، وأن��ه ال يمكن ألي مت��دخل أن يق��وم به��ذه المهم��ة بش��كل منف��رد. وه��و م��ا يقتض�ي أن تتظ�افر جه�ود الجمي��ع في إط�ار من التكام��ل الق�ائم على تحديد المسؤوليات وتقاسمها. في ه��ذا الس��ياق ال ب��د من إيج��اد س��بل التع��اون والعم��ل المش��ترك بين الف��اعلين والمت��دخلين جميع��ا أو بين

بعضهم على األقل. وإذا ك��انت الهيئ��ة في ص��يغتها الحالي��ة تض��م في عض��ويتها ممثلين عن المجتمع المدني يشاركون بشكل مباشر في اتخ��اذ الق��رارات وص��ياغة

12

Page 13: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

برامج عمل الهيئة، ف��إن ه��ذا ال يمن��ع من العم��ل على إيج��اد إمكاني��اتللعمل التشاركي الذي يمكن أن يتخذ أوجها عديدة من بينها:

- أنش��طة التوعي��ة: تنس��يق حمالت للتوعي��ة وإنج��از وتنفي��ذ ب��رامج1مشتركة للتوعية

- القي��ام بالدراس��ات الميداني��ة واس��تطالعات ال��رأي ال��تي تهم واق��ع2الفساد

- تنظيم ن��دوات وورش��ات فكري��ة ودورات تدريبي��ة لتنمي��ة الكف��اءات3والخبرات في مجال مكافحة الفساد

وذلك في إطار صيغ المشاركة المجتمعية المتعارف عليها على الصعيد الدولي، والتي تش��مل أرب��ع مس��تويات تمث��ل في الواق��ع درج��ة إدم��اج المجتمع المدني في التدبير العمومي، وكلما كانت ه�ذه الدرج�ة عالي�ة كلما ارتفعت أيضا درجة شفافية التدبير بما يعتبر ض��مانة من ض��مانات نج��اح السياس��ات أو الق��رارات المتخ��ذة. تتمث��ل المس��تويات األربعة

للمشاركة في:األساسية االكتفاء بوضع كل المعلومات رهن إشارة المجتمع الم��دني- اإلخبار:

حتى يتم من القيام بدوره. طلب رأي المجتمع المدني في مشروع تق��رر إنج��ازهاالستشارة:-��

من قبل اإلدارة العمومية. مناقشة وحوار مع المجتمع المدني في أف��ق اتخ��اذ ق��رارالتشاور: -��

متوافق بشأنه. إشراك المجتمع المدني منذ البداية في اإلع��داداإلشراك الكامل:-��

وفي اتخاذ القرار النهائي كينه منمتتوقف فعالية األنشطة التي يقوم بها المجتمع المدني على ت

المعلومات الضرورية المتعلقة بالشأن العام. وهو ما يقتض��ي اإلس��راع بإخراج القانون المتعلقة بالحق في الوصول إلى المعلومات في صيغة تستجيب لمتطلبات الشفافية وللمطالب الذي ما عبرت عنه��ا مختل��ف

الفعاليات المجتمعية. وتشمل المعلومات التي يحتاج إليه��ا المجتم��ع الم��دني للقي��ام ب��أدواره

في ما يتعلق بمكافحة الفساد عددا من المجاالت من بينها:- القوانين واألنظمة اإلدارية1- مساطر الولوج إلى الخدمات2

13

Page 14: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

- المعلومات المتعلقة بسير المؤسسات العمومية ووظائفها3- الوثائق المتعلقة بالمشاريع التي تبرمجها اإلدارات العمومية4 - األج��ور والمكاف��آت ال��تي يحص��ل عليه��ا الموظف��ون في مناص��ب5

المسؤوليات العليا- األرقام والوثائق المتعلقة بإعداد ميزانية الدولية6- معايير التوظيف في أسالك الوظيفة العمومية7 - الئحة للمشاريع المنتظر إنجازها من طرف اإلدارات العمومي��ة )م��ا8

يسمى بالبرنامج التوقعي(- القرارات والسياسات التي تهم المجتمع أو فئات عريضة منه9

- توصيات لتعزيز حكامة المجتمع المدني:9

الحديث عن حكامة الجمعيات هو بالض��رورة ح��ديث عن الفعالي��ة التنظيمية وأيضا عن حسن تدبير وعقلنة الموارد المالية ال��تي يتم الحصول عليها سواء من مانحين عموم��يين أو خ��واص وطن��يين أو

أجانب. وما من شك في أن الحكامة تتضمن جوانب أخرى ال تقل أهمي��ة، من شأنها أن تساهم تحقي��ق م��ا تمت اإلش��ارة إلي��ه قبل��ه. يتعل��ق األمر بالطرق التي يتم اختيارها لتدبير العم��ل داخ��ل الجمعي��ة من قبي��ل كيفي��ات الت��داول على مناص��ب التس��يير وت��أمين ن��وع من الديموقراطي��ة الداخلي��ة، وأن��واع الهياك��ل المس��يرة بم��ا في ذل��ك لجان مراقبة صرف الميزاني��ات المرص��ودة المش��كلة من أعض��اء من خارج الهيئة المسيرة وأيضا جهات التدقيق والمحاسبة التابعة لإلدارات العمومية عندما يتعلق األمر بال��دعم المحص��ل علي��ه من

المال العام. ومن شأن تبني واتباع مبادئ الحكامة الجيدة داخل الجمعيات، أن يض��من النه��وض ب��األدوار الجدي��دة المنوط��ة به��ا وبك��ل مكون��ات المجتم��ع الم��دني في األدبي��ات الحديث��ة المتعلق��ة به��ذا الفاع��ل األساسي، فهي أوال تمكن الجمعي��ات من كس��ب ثق��ة المواط��نين مما يض��من التف��افهم ح��ول مش��اريعها والمس��اهمة فيه��ا وتيس��ير س��بل نجاحه��ا، كم��ا س��تمكنها من ثق��ة الم��انحين، عموم��يين أو

14

Page 15: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

خواص، مما سيضمن من جهة أخ��رى اس��تمراريتها الفع��ل وت��وفرموارد مالية قارة أو شبه قارة لتنفيذ مخططاتها وتحقيق أهدافها. وإذا كان ثمة ما ينبغي اإلشارة إليه، فهو أن أية مقتضيات مقترحة في هذا المجال، ال بد عن��د تطبيقه��ا من األخ��ذ في االعتب��ار بعض األبعاد المرتبطة على سبيل المثال بحجم الجمعية وعدد أعض��ائها وكذلك حجم ميزانيتها السنوية، وذلك حتى ال تؤثر االجراءات التي يتم اتخاذها عن تطور العمل المدني والجمعوي من خالل التضييق على الجمعيات الصغيرة ال��تي تش��تغل بإمكاني��ات بس��يطة وبع��دد

محدود من األعضاء.

- حكامة الجمعيات1.1 تتأسس الحكامة الجي��دة، بش��كل ع��ام، على جمل��ة من المب��ادئ. وهي مبادئ مطلقة تهم جمي��ع المج��االت، وب��دونها يظ��ل المج��ال مفتوح��ا لالختالالت المختلف��ة من قبي��ل س��وء الت��دبير واختالس األم��وال وأحيان��ا التعس��ف في اس��تعمال الس��لطة )مهم��ا ك��انت

طبيعتها(. ويمكن إيجاز المبادئ المذكورة، كما تضمنتها تقارير سابقة للهيئة

المركزية للوقاية من الرشوة في أربعة كبرى، أكدت عليهامقتضيات الدستور.

- الديمقراطية1- الشفافية 2- المشاركة واإلشراك 3- المساءلة4

وقبل تقديم توص��يات لتعزي��ز الحكام��ة في العم��ل الجمع��وي، من المفي��د الوق��وف عن��د ع��دد من المقتض��يات القانوني��ة ال��تي تهم باألساس التمويل العمومي للجمعيات أو ما يصطلح عليه بالدعم، وأيضا عند تلك التي تؤطر التموي��ل األجن��بي للجمعي��ات الوطني��ة. واختيار الوقوف أكثر عند الموارد المالي��ة للجمعي��ات المتأتي��ة من المال العام نابع من كونه العنصر األك��ثر إث��ارة للج��دل، ولالس��تياء أحيانا، في األوساط الجمعوية بداعي عدم وضوح المع��ايير وع��دم مراعاة اإلنصاف في صرف هذا الدعم في الوقت الذي تحتل فيه األم��ور التنظيمي��ة ال��تي س��بقت اإلش��ارة إليه��ا درج��ة أدنى في

االنشغاالت المرتبطة بالحكامة. 15

Page 16: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

تختلف أنواع وط��رق ال��دعم ال��ذي تقدم��ه اإلدارات والمؤسس��ات المنتخبة والمؤسسات العمومية لمنظم��ات المجتم��ع الم��دني بين

ما هو نقدي، وعيني وأحيانا لوجيستي لتنظيم بعض األنشطة. في ه��ذا اإلط��ار، يتض��من الظه��ير المتعل��ق بتنظيم ح��ق تأس��يس الجمعيات مقتضيات تحدد مصادر تمويل الجمعيات، خاصة ما ورد

من��ه. فباإلض��افة إلى واجب��ات انخ��راط األعض��اء6في الفص��ل وإعانات القطاع الخاص ينص هذا الفص��ل على مص��درين حي��ويين لتمويل الجمعيات هما "اإلعانات العمومي��ة" و"المس��اعدات ال��تي

يمكن أن تتلقاها من جهات أجنبية أو منظمات دولية". باإلضافة إلى ذلك، يمكن للجمعيات المعترف له��ا بص��فة المنفع��ة العامة أن تقوم بالتماس اإلحسان العمومي مرة واحدة، وفقا لم�ا

المتعل��ق بالتم��اس004.71هو منص��وص علي��ه في الق��انون رقم اإلحسان العمومي.

هكذا، فإض��افة إلى الم��وارد المالي��ة المنص��وص عليه��ا في ظه��ير ، يخول ه��ذا الق��انون للجمعي��ات ذات النف��ع الع��ام إمكاني��ة1958

جمع األموال عن طريق "طلب يوج��ه إلى العم��وم للحص��ول على أم��وال أو أش��ياء أو منتوج��ات تق��دم كال أو بعض��ا لفائ��دة مش��روع خ��يري أو هيئ��ة أو أف��راد". وق��د ح��دد الق��انون الم��ذكور وس��ائل الحصول على هذه األموال باإلشارة إلى "االلتماسات واالكتتاب��ات وبيع الشارات والحفالت والس��هرات الراقص��ة واألس��واق الخيري��ة

والفرجات والحفالت الموسيقية".ْ��دَ أن ه��ذا التموي��ل لم تترك��ه مقتض��يات ظه��ير ب��دون1958بي

مك��رر32 و32التنصيص على ضبطه ومراقبته. فقد نص الفص��ل مرتين على إلزام الجمعيات ال��تي تتلقى إعان��ات عمومي��ة بش��كل دوري بتق��ديم ميزانيته��ا وحس��اباتها للجه��ات ال��تي تمنحه��ا تل��ك اإلعان��ات وك��ذلك بإمس��اك دف��اتر الحس��ابات ال��تي تح��ددها وزارة االقتص��اد والمالي��ة وتخوي��ل مفتش��ي ه��ذه األخ��يرة بمراقب��ة تل��ك

الحسابات. كما أن المرسوم المتعلق بمنح صفة المنفعة العام��ة، ب��الرغم من أنه يفتح المجال أمام الجمعيات للحصول على موارد، فإن��ه وض��ع جمل��ة من الش��روط ال��تي تح��دد أوج��ه وكيفي��ة ص��رف األم��وال المتحصل عليه��ا. في ه��ذا اإلط��ار، تم تقيي��د طلب الحص��ول على

هذه الصفة، من بين شروط أخرى، ب: - مس��ك محاس��بة تس��مح بإع��داد ق��وائم تركيبي��ة تعكس ص��ورة1

صادقة عن ذمة الجمعية ووضعيتها المالية ونتائجها16

Page 17: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

- اح��ترام االل��تزام بتق��ديم المعلوم��ات المطلوب��ة والخض��وع2للمراقبة اإلدارية

- ضمان المشاركة الفعلية لكل األعضاء في تدبير الجمعية3 أكثر من ذلك فإن االعتراف بصفة المنفع�ة العام��ة يتم "بمرس�وميحدد القيمة القصوى للممتلكات التي يمكن للجمعية أن تملكها". وفي إط��ار تعزي��ز اإلج��راءات المتعلق��ة بش��فافية الت��دبير الم��الي للجمعي��ات، يمكن الت��ذكير في ه��ذا الس��ياق بم��ا تض��منته مدون��ة

المتعلق��ة بمراقب��ة91 و90 و 89المح��اكم المالي��ة في مواده��ا استخدام األموال ال��تي يتم جمعه��ا عن طري��ق التم��اس اإلحس��ان العم��ومي، وتل��زم مقتض��يات ه��ذه الم��واد الجمعي��ات المعني��ة بالمراقبة بتقديم "الحسابات المتعلقة باستخدام الم��وارد ال��تي تم

جمعها". تتم ه��ذه المراقب��ة ال��تي تك��ون بن��اء على طلب يوجه��ه رئيس الحكومة إلى المجلس األعلى للحسابات، من طرف رئيس إحدى

الغرف يقوم رئيس المجلس بتعيينه. من هنا، يمكن التأكيد على أن الترس�انة القانوني��ة المغربي��ة ت��وفر مجموعة هامة من المقتضيات الكفيلة بمنع التجاوزات التي يمكن أن تشوب تدبير الجمعيات، خاصة في الجانب المالي ال��ذي ع��ادة ما يكون مثار جدل. ومن ش��أن تط��بيق المقتض��يات الم��ذكورة أن

يغني عن أي إجراءات إضافية. لكن الواقع، في ظل االهتمام المتزايد بحماية المال العام، يفرض باإلضافة إلى تعزي��ز الترس��انة الج��اري به��ا العم��ل، تك��ثيف آلي��ات المراقبة، دون أن يع��ني ذل��ك تقيي��د الحري��ات المكفول�ة دس��توريا خاصة م��ا يتعل��ق منه��ا بتأس��يس الجمعي��ات، أو قانوني��ا خاص��ة م��ا

يتعلق منها بالحصول على التمويل والدعم. ، قب��ل أن يتم إص��دار نص خ��اص ب��األحزاب1958وإذا كان ظه��ير

السياس���ية، ق���د جم���ع في بعض مقتض���ياته بين ه���ذه األخ���يرة والجمعيات كمنظمات مدنية، وأمام تش��ابه بعض أوج��ه االختالالت في مجال الحكامة )عدم شفافية الت��دبير الم��الي، غي��اب الت��داول الفعلي على مناصب القرار...( ال��تي يمكن أن تش�وب الممارس��ة الحزبية أو الجمعوية، فإن الباب يبقى مفتوحا أمام إمكانية تطبيق بعض األحكام المتعلقة بحكامة األحزاب السياس��ية على جمعي��ات

المجتمع المدني. من شأن تعزيز الحكامة داخل الجمعيات، من خالل الح��رص على تط���بيق المب���ادئ العام���ة له���ذه األخ���يرة، ومن خالل االمتث���ال

17

Page 18: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

للمقتضيات القانونية في ه�ذا المج�ال، أن يق�وي ثق��ة المواط�نين في المجتمع المدني كفاعل أساسي ومؤثر في صياغة السياسات العمومي��ة وتنفي��ذها وتقييمه��ا، وفق��ا لألدوار الدس��تورية الجدي��دة

المنوطة به.

التوصيات:- 2.1

في ما يلي بعض المقترحات حول حكام��ة الجمعي��ات ال��تي تظ��ل أفك��ارا عام��ة مس��تمدة في الغ��الب من الممارس��ات والتج��ارب الدولي��ة وأيض��ا من بعض األدبي��ات ال��تي تن��اولت الموض��وع، وهي أفك��ار تعتق��د الهيئ��ة المركزي��ة للوقاي��ة من الرش��وة أنه��ا قابل��ة للتطبيق، ومن شأنها ض��مان مزي��د من فعالي��ة العم��ل الجمع��وي، على أن يكون ذلك مع مراعاة المرون�ة في ص�ياغتها في مش�اريع القوانين المنتظرة، ألن اله��دف األساس��ي س��واء من المقتض��يات الدستورية أو من ه�ذا النق�اش المتعل�ق بتنزي�ل تل�ك المقتض�يات يظل هو تطوير منظمات المجتمع المدني والرف�ع من ع�ددها بم�ا

يؤهلها لتكون إحدى الركائز الضرورية لتقدم وتنمية المجتمع:

الحرص على احترام المقتضيات القانونية المتعلق��ة بمراقب��ة.1األموال العمومية خاصة ما يتعلق منها بالجمعيات

في حال��ة امتالك الجمعي��ة ألي ممتلك��ات، ينبغي العم��ل على.2 تقييمه��ا وتس��جيلها باس��مها، م��ع الفص��ل بين ماليته��ا ومالي��ة

األشخاص المسيرين لها، ح��تى دون أن يق��وم المجلس األعلى للحس��ابات بعملي��ات.3

االفتحاص، تعمد الجمعية إلى تقديم حس��اباتها الس��نوية إلي��هونشرها إذا أمكن،

نشر مبالغ الدعم التي تكون الجمعية ق��د حص��لت عليه��ا م��ع.4تحديد الجهات الداعمة وحجم الدعم الذي قدمته كل جهة.

أن يتم التموي��ل العم��ومي على أس��اس مش��اريع وفي إط��ار.5 اتفاقي��ات، وه��ذا س��يحفز منظم��ات المجتم��ع الم��دني على

االجتهاد وتكثيف العمل من أجل المصلحة العامة.

18

Page 19: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

وضع ح�دود واض�حة بين العم�ل التط�وعي والعم��ل الم��أجور.6 داخل الجمعي��ات، ه��ذا س��يحد من حص��ول أعض��اء الجمعي��ة، مسيرين أو غير مسيرين، من تعويضات دون وجه حق أو من غ���ير س���ند في الق���وانين الج���اري به���ا العم���ل المتعلق���ة

بالجمعيات. صياغة دليل عملي للممارس��ات الجي��دة في مج��ال الحكام��ة.7

خاص بالجمعيات، يضم مختلف التدابير المتعارف عليها دوليافي هذا المجال.

تحديد مدة واليات المكتب المس��ير، أو ال��رئيس على األق��ل،.8 على األكثر في واليتين أو ثالث��ة من س��نتين لض��مان الت��داول على اتخ��اذ الق��رار داخ��ل الجمعي��ة، وض��مان تجدي��د ال��دماء

واألفكار. إتاحة المعلومات المتعلقة بمشاريع الجمعية ومب��الغ التموي��ل.9

ومصادرها لجميع األعضاء ألن من ش��أن ش��فافية مماثل��ة أنتحد من فرص ارتكاب أفعال الفساد.

باإلضافة إلى تمكين األعضاء من المعلومات المتعلقة بمالي��ة.10 الجمعي��ة، يبقى ض��روريا االس��تعانة بخب��ير حس��ابات محل��ف للس��هر على الت��دقيق والض��بط مم��ا يع��زز س��معة الجمعي��ة

ومصداقيتها، مع مراعاة حجم الجمعية وميزانيتها. نشر التقرير المالي الذي يقدم ألعضاء الجمعية خالل الجم��ع.11

العام. فرض التزام الجمعيات بعق��د جموعه��ا العام��ة وف��ق مواعي��د.12

محددة واحترام مدة االنتداب، مع تسهيل وتبسيط اإلجراءاتاإلدارية المتعلقة بتجديد المكتب.

ض��مان وج��ود س��لطة مض��ادة في م��ا يتعل��ق بص��رف مالي��ة.13 الجمعية، فباإلضافة إلى توقيعين في أي التزام أو نفق��ة، من المفترض وجود آلية للمراقبة الداخلية )مجلس إداري، لجن��ة للمحاسبة من األعضاء(، خاصة عندما يتعلق األم��ر بجمعي��ات

كبيرة تتلقى دعما كبيرا من المال العام.

19

Page 20: © civile_icpc.docx · Web viewبالمقابل، لا يخلو عمل المجتمع المدني من المد والجزر في مواجهة تحديات عديدة من أجل

إعداد ميثاق للسلوك، باإلضافة إلى القانون الداخلي، يتضمن.14 عددا من االلتزامات األخالقي��ة ال��تي على األعض��اء احترامه��ا

خالل عملهم في الجمعية. مراع���اة مقارب���ة الن���وع في تش���كيل األجه���زة المس���يرة.15

للجمعيات. فص��ل واض��ح "للس��لط" والمه��ام بين أجه��زة الجمعي��ة في.16

الحال الذي تتعدد فيه هذه األجه��زة )الجم��ع الع��ام، المجلساإلداري، المكتب، اللجان المختلفة...(.

إقرار تخصص الجمعيات في مجال محدد ضمانا لحسن س��ير.17العمل ولوضوح األهداف وبالتالي صرف الموارد المالية.

20