كتاب آداب المريدينأبو النجيب ضياء الدين السهروردي

رضي الله عنه

ف!ه!ر!س!3..........................................................................................مذهب الصوفية في أصل االعتقاد.1

5..............................................................................................القول في الفقر والغنى: فصل.2

6.........................................................................................................الفقر غير التصوف: فصل.3

9..............................................................................الكالم على فروع الدين وأحكامه: فصل.4

10..............................................................في ذكر أقاويلهم في التصوف وآدابهم: فصل.5

11...............................................................................................في ذكر أحكام المذهب: فصل.6

12..................................................................................................أخالقهم أجل الخصال: فصل.7

13.....................................................................مقام العبد بين يدي الله في عباداته: فصل.8

14............................................................................................األحوال معامالت القلوب: فصل.9

15.........................................................في ذكر اختالف المسالك والمقصود واحد: فصل.10

15..............................والمقاصد مختلفة الختالف حال القاصدين ومقامات السالكين.11

16..............................................................................في ذكر قولهم في فضل العلم: فصل.12

17................................................................................في ذكر آدابهم في محاوراتهم: فصل.13

18...............................................................................في ذكر آدابهم في حال البداية: فصل.14

21....................................................................االجتهاد في معرفة النفس وأخالقها: فصل.15

22...............................................................بعضا بعضهم صحبة في آدابهم ذكر في: فصل.16

23................................................................مصاحبة الجنس ومن يستفيد منه خيرا: فصل.17

28....................................................................في ذكر آدابهم في األسفار وفضلها: فصل.18

30.......................................................................................في ذكر آدابهم في اللباس: فصل.19

31..........................................................................................في ذكر آدابهم في األكل: فصل.20

33.......................................................أكثر الناس شبعا أكثرهم جوعا يوم القيامة: فصل.21

34...........................................................................................في ذكر آدابهم في النوم: فصل.22

35.......................................................................................في ذكر آدابهم في السماع: فصل.23

38.......................................................................................في ذكر آدابهم في التزويج: فصل.24

39......................................................................................في ذكر آدابهم في السؤال: فصل.25

40.............................................................................في ذكر آدابهم في حال المرض: فصل.26

41...............................................................................في ذكر آدابهم في حال الموت: فصل.27

43........................................................................................في ذكر آدابهم وقت البالء: فصل.28

45.......................................................................................في ذكر آدابهم في الرخص: فصل.29

م!ذ!ه!ب! ا!ل!ص!و!ف!ي!ة! ف!ي! أ!ص!ل! ا!ال!ع!ت!ق!ا!د!. فنبدأ أوال بذكر مذهبهم في أصل االعتقاد

أجمعوا على أن الله تعالى واحد ال شريك له، وال ضد له وال شبيه له وال ند له،. موصوف بما وصف به نفسه، مسمي بما سمي به نفسه

وال هو بجوهر. ليس بجسم، فإن الجسم ما كان مؤلفا، والمؤلف يحتاج إلي مؤلف فإن الجوهر ما كان متحيزا، والرب تعالى ليس بمتحيز، بل هو خالق كل متحيز

. وحيز وال هو بعرض، فإن العرض ال يبقي زمانين، والرب سبحانه واجب البقاء ال اجتماع

له وال افتراق له وال أبعاض له، وال يزعجه ذكر، وال يلحقه فكر، وال تحققه العبارات، وال تعينه اإلشارات، وال تحيط به األفكار، وال تدركه األبصار، وكل شيء

وكل شيء عنده بمقدار، وال يقال كونه بل يقال وجوده، ألنه ليس كل موجود كائنا وكل كائن فهو موجود وكل ما تصور في الوهم أو حواه في الفهم فالله تعالى

. بخالفه كيف ؟ فقد احتجت عن: متى؟ فقد سبق الوقت كونه، وأن قلت: فإن قلت

أين ؟ فقد تقدم المكان وجوده عله كل شيء صنعه وال: الوصف ذاته، وأن قلت احتجب عن العقول كما احتجت. عله لصنعه، ليس بذاته تكييف، وال لفعله تكليف

عن األبصار، ألن العقل على مثله يدل والعقل آلة العبودية ال لإلشارة إلى الربوبية ليست ذاته كالذوات وال صفاته كالصفات وليس معنى العلم في وصفه نفى

. الجهل وال القدرة نفى العجز وصح عن النبي صلى الله عليه. وأجمعوا على إثبات ما ذكره الله تعالى في كتابه

وسلم في أخباره من ذكر الوجه واليد والنفس والسمع والبصر من غير تمثيل وال من 11اآلية (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))تعطيل كما قال جل اسمه

.سورة الشورى إن سألت عن ذاته فليس كمثله شيء وأن: وسئل بعضهم عن الله تعالى فقال

وأن سألت. سألت عن صفاته فهو أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد عن اسمه فهو الذي ال إله إال هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم وإن

. سألت عن فعله فكل يوم هو في شأن االستواء: وقولهم في االستواء ما قاله مالك بن أنس حين سئل عن ذلك فقال

. معلوم والكيف غير معقول وإليمان به واجب والسؤال عنه بدعة. وكذلك مذهبهم في النزول

. وأجمعوا على أن القراَن كالم الله وانه غير مخلوق مكتوب في مصاحفنا متلو بألسنتنا محفوظ في صدورنا من غير تعرض للكتابة وال

. للتالوة ألن لم ترد بذلك وأجمعوا على جواز رؤية الله تعالى في الجنة باألبصار وإنما نفى الله اإلدراك

والنبي صلى الله عليه. باألبصار ألن ذلك يوجب كيفية وإحاطة وليس كذلك الرؤية وسلم شبه النظر بالنظر ال المنظور بالمنظور إليه في قوله صلى الله عليه وسلم

إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر ال تضامون في))(( رؤيته

وأجمعوا على اإليمان واإلقرار بجملة ما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابهوجاءت به الروايات

عن النبي صلى الله عليه وسلم من الجنة والنار واللوح والقلم والحوض والشفاعة والصراط والميزان والصور والعذاب القبر وسؤال منكر ونكير وإخراج

قوم من النار بشفاعة الشافعين والبعث بعد الموت وأن الجنة والنار خلقتا للبقاء وأن أهلهما فيهما مخلدون ومنعمون ومعذبون غير أهل الكبائر من المؤمنين

. فإنهم في النار ال يخلدون وأجمعوا على أن الله سبحانه وتعالى خالق ألفعال عباده كما أنه خالق ألعمالهم

.من سورة الصافات 96االية(( والله خلقكم وما تعملون))كما قال الله تعالى وأن الشرك والمعاصي كلها بقضاء وقدر من.وأن الخلق كلهم يموتون بآجالهم

149آية (( قل فلله الحجة البالغة))غير أن يكون ألحد على الله حجه قال تعالى من سورة األنعام

. وال يرضى لعباده الكفر والمعاصي والرضا غير اإلرادة ويرون الصالة خلف كل بر وفاجر وال يشهدون ألحد من أهل القبلة بالجنة لخير

. أتى به وال يشهدون عليه بالنار لكبيرة أتى بها ويرون الخالفة في قريش ليس ألحد منازعتهم فيها وال يرون الخروج على الوالة

ويؤمنون بالكتب المنزلة واألنبياء والمرسلين وأنهم أفضل البشر.وأن كانوا ظلمة. وأن محمداً أفضلهم من بعدهم وأن الله ختم به األنبياء

وأن أفضل البشر من بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم تمام العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، ثم القرن الذي بعث فيه

. رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم العلماء العاملون، ثم أنفعهم للناس واختلفوا في تفضيل المالئكة على– وأجمعوا على تفضيل الرسل على المالئكة

. المؤمنين، والمفروض أن بين ا لمالئكة تفاضال كما أن بين المؤمنين تفاضال وأجمعوا على أن طلب الحالل فريضة، وأن األرض ال تخلوا من الحالل، آلن الله

سبحانه وتعالي طالب العباد بطلب الحالل، ولم يطالبهم إال بما يمكن أنه يكثر في. موضع ويقل في موضع، فان ظاهره جميال فال يتهم في ماله ومكسبه

وأجمعوا على أن كمال اإليمان اإلقرار باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل باألركان، من ترك العمل فهو كافر، ومن ترك التصديق فهو منافق ومن ترك العمل فهو

وأن الناس يتفاضلون في اإليمان، وأن. فاسق، ومن ترك اإلتباع فهو مبتدع المعرفة بالقلب ال تنفع ما لم يتكلم بكلمتي الشهادة، إال أن يكون له عذر يثبت

. بالشرع ويرون االستثناء في اإليمان من غير شك على سبيل التأكيد والمتابعة، آلن اآلمر

أن أردت ما يحقن به دمي وتحل: مغيب، سئل الحسن البصري أمؤمن حقا ؟ قال به ذبيحتي ومنا كحتي فأنا مؤمن حقا، وأن أردت ما أدخل به الجنان وأنجو به من

النيران ويرضي به الرحمن فأنا مؤمن إن شاء الله وقد استثني الله تعالى في من سورة 27آية (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين)كتابه في قوله

. الفتح وليس هناك شك أراد بذلك تأديبا لعباده: سئل بعضهم عن هذا االستثناء من الله تعالى فقال

وتنبيها لهم على أن الحق إذا أستثني مع كمال علمه فال يجوز ألحد الحكم من غير في أهل المقابر: استثناء لقصور علمه، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال

ولم يكن شاكا في الموت واللحوق(( وأنا إن شاء الله عن قريب بكم الحقون)). بهم فصح أن االستثناء قد يكون بغير شك

وأجمعوا على إباحة الكسب والتجارات والصناعات على سبيل التعاون على البر والتقوى، من غير أن يري ذلك سببا الستجالب الرزق وأن آخر الكسب للمرء

.السؤال، وال تحل المسألة لغني وال لذي مروة سوي

ف!ص!ل!:! ا!ل!ق!و!ل! ف!ي! ا!ل!ف!ق!ر! و!ا!ل!غ!ن!ى!

وأجمعوا على أن الفقر أفضل من الغنى إذا كان مقرونا بالرضي، ولذلك أختاره النبي صلى الله عليه وسلم وأشار عليه جبريل بذلك حين عرضت عليه مفاتيح

خزائن األرض على أال ينقص له مما عند الله جناح بعوضه، وأشار إليه جبريل صلى أريد أن أجوع يوما وأشبع يوما فإذا جعت))أن تواضع فقال : الله عليه وسلم

سنن الترمذي وبذلك يحتج من يرد ما((تضرعت إليك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك اللهم أحيني مسكينا،))وقول النبي صلى الله عليه وسلم . يعرض عليه من الدنيا

وأمره الله تعالى بالصبر معهم" وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين، واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يردون )فقال تعالى

من سورة الكهف، فإن احتج محتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم 28آية (وجههمسند اإلمام احمد (( اليد العليا خير من اليد السفلي))

اليد العليا: قيل له(( اليد العليا هي المعطية واليد السفلي هي السائلة))وقال تنال الفضيلة بإخراج ما فيها واليد السفلي تنالها المنقصة بحصول الشيء فيها

وفي تفضيل السخاء والعطاء دليل على فضل الفقر بأنه لو كان ملك الشيء محمودا لكان تركه بالعطاء مذموما، فمن يفضل الغني لإلنفاق والعطاء على

الفقر كان كمن فضل المعصية على الطاعة، لفضل التوبة وإنما فضل التوبة لترك المعاصي المذمومة، كذلك فضل اإلنفاق إنما هو إلخراج المال الملهي عن الله عز

.وجل

ف!ص!ل!:! ا!ل!ف!ق!ر! غ!ي!ر! ا!ل!ت!ص!و!ف!

الفقير غير التصوف، بل نهايته بدايته، وكذلك الزهد غير الفقر، وليس الفقر عندهم الفاقة والعدم فحسب بل الفقر المحمود الثقة بالله تعالى والرضا بما

. قسم والصوفي غير المالمتي فإن المالمتي هو الذي ال يظهر خيرا وال يضمر شرا

. والصوفي هو الذي ال يشتغل بالخلق وال يلتفت إلي قبولهم وال إلي ردهم وأجمعوا على أن ترك االشتغال بالمكاسب والصناعات والتفرغ للطاعات أجل

وأفضل لمن ترك االهتمام بطلب الرزق واتكل على مضمون الحق إال أن يستوي عنده الخلوة والجلوة والمخالطة والعزلة ويصير مشاهدا للقدرة في كل حالة وقال بعضهم ال تكونوا بالرزق مهتمين فتكونوا للرازق متهمين وبضمانة غير

:وقيل آلخر. لو كان من أين لفني: من أين تأكل ؟ فقال: واثقين وقيل لبعضهممن أين تأكل ؟ فقال سل من يطعمني من أين يطعمني؟

وأجمعوا على أن أفعال العباد ليست بسبب للسعادة وال للشقاوة، لقول النبي السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في))صلى الله عليه وسلم

((. بطن أمه وأن الثواب فضله، والعقاب عدله والرضي والسخط نعتان قديمان ال يتغيران

بأفعال العباد، فمن رضي عنه استعمله بعمل أهل الجنة، ومن سخط عليه. استعمله بعمل أهل النار

ويرون الرضا بالقضاء والصبر على البالء والشكر على النعماء واجبا على كل أحد وأن الخوف والرجاء زمامان للعبد يمنعانه عن سوء األدب، وكل قلب خال منهما

فهو خراب، وأن اآلمر والنهي وأحكام العبودية الزمة للعبد مادام عاقال غير أنه إذا وأن البشرية ال تزول.صفا قلبه مع الله تسقط عنه كلفة التكاليف ال نفس وجوبها

. عن أحد ولو تربع في الفضاء غير أنها تضعف تارة وتقوي أخري والحرية من رق النفس جائزة في حق الصديقين والصفات المذمومة تفني من

. العارفين وتخمد في حق المريدين وأن العبد يتنقل في األحوال حتى يصير إلى نعت الروحانيين فتطوي له األرض

. ويمشي على الماء ويغيب عن األبصار. وأن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى اإليمان

. وأن األمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجب على من أمكنه بما أمكنه وأجمعوا على إثبات كرامات األولياء وجوزوها في عصر النبي صلى الله عليه

. وسلم وفي غير عصره ونبوة األنبياء لم تثبت بالمعجزة، ولكن بإرسال الله تعالى إياهم والفرق بين

. المعجزة والكرامة أن النبي يجب عليه إظهار المعجزة والتحدي بها والولي يجب عليه أن يكتم الكرامة إال أن يظهرها الله تعالى عليه وإنما يظهر

. للخلق ما كان الله ثابتا. وأنكروا المراء في الدين وندبوا إلي االشتغال بما لهم وعليهم

وأجمعوا على إباحة لبس سائر األنواع من الثياب، إال ما حرمت الشريعة لبسه على الرجال، وهو ما كان أكثره إبريسما ويرون االقتصار على األدرن من الثياب

ما قل وكفي))والخلقان، والمرقعات أفضل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم . الجامع الصغير للسيوطي(( خير مما كثر وألهي

وألنه من الدنيا التي حاللها حساب وحرامها عقاب، ولقوله صلى الله عليه وسلم. من ترك ثوب جمال وهو قادر على لبسه كساه الله من حلل الكرامة يوم))

المستدرك للحاكم ((القيامة أنها أقل مئونة وأقل تخرقا، وأبقي على: ويختارون لبس المرقعات لمعان منها

صاحبها وأقرب إلى التواضع وأصبر على الكد وتدفع الحر والقر وال مطمع فيها ألحد من أهل الشر وتمنع عن الفساد والكبر، روي عن عائشة رضي الله عنها أنها

أمرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ال أطرح درعا حتى))قالت (( أرقعه

رأيت رسول الله صلى: وعن أبن عمر رضي الله تعالى عنهما في حديث ذكره قال الله عليه وسلم يرقع ثوبه ورأيت أبو بكر رضي الله عنه يتخلل بالعباءة، ورأيت

كان أحب األلوان: وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال. عمر يرقع جبته برقاع الجامع)إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضرة وثياب أهل الجنة خضر

( الصغير خير ثيابكم))قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعنه رضي الله عنه قال

. معناه أجمل ثيابكم وألقيها بسائر الناس( السنن الكبرى للنسائي(()البياض وأجمعوا على استحباب تسحين الصوت بالقرآن ما لم يخل بالمعني، لقوله صلى

ولقوله عليه( المستدرك للحاكم(()زينوا القرآن بأصواتكم))الله عليه وسلم الجامع الصغير)إن لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن ))السالم

. ويكرهون القراءة باأللحان المقطعة( للسيوطي وأما القصائد واألشعار فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشعر

فالحسن منه ما كان من المواعظ والحكم(( هو كالم فحسنه حسن وقبيحة قبيح)) وذكر آالء الله تعالى ونعمائه، ونعت الصالحين وصفة المتقين فسماعه مستحب،

وما كان من ذكر األطالل والمنازل واآلالم واألمم فسماعة مباح، وما كان من هجو وسخف فسماعه حرام، وما كان من وصف الخدود والقدود والشعور، وما يوافق

الطباع والنفوس فسماعه مكروه، إال لعالم رباني يميز بين الطبع والشهوة واإللهام والوسوسة قد أمات نفسه بالرياضات والمجاهدات، وخمدت بشريته

الذين يستمعون)وفنيت حظوظه وبقيت حقوقه وهو كما قال الله سبحانه وتعالي من سورة الزمر 18آية (()القول فيتبعون أحسنه

وعالمة من هذه صفته أن يستوي عنده المدح والقدح والعطاء والمنع، والجفاء مستحب آلهل الحقائق، مباح: والوفاء، سئل بعض المشايخ عن السماع فقال

آلهل النسك والورع مكروه ألصحاب النفوس والحظوظ وسئل الجنيد عنه فقال كل ما يجمع العبد بين يدي

. فهو مباح: الله تعالي، ثم قال آلن الصوت. وأما سماع الصوت الحسن والنغمة الطيبة فهو حظ الروح وهو مباح

((يزيد في ا لخلق ما يشاء))الطيب في ذاته محمود، وقيل في تفسير قوله تعالى إن الصوت: وقال بعضهم. هو الصوت الحسن الطيب: قيل( من سورة فاطر 1اية)

. الطيب ال يدخل في القلب شيئا ولكنه يحرك ما في القلب ثم إن أهل السماع يتفاوتون في حال سماعهم فمنهم من يغلب عليه في حال

سماعه الخوف أو الخزن أو الشوق فيؤديه ذلك إلي البكاء واألنين والشهقة وتمزيق الثياب والغيبة واالضطراب ومنهم من يغلب عليه الرجاء والفرح

واالستبشار فيؤديه إلى الطرب والرقص والتصفيق كما روي عن داود عليه السالم أتينا النبي: أنه استقبل السكنية بالرقص وروي عن على رضي الله عنه أنه قال

((أشبهت خلقي وخلقي))صلى الله عليه وسلم أنا وزيد وجعفر فقال لجعفر أنت مني))وقال لي . أنت أخونا وموالنا فحجل))فحجل فرحا بقوله وقال لزيد

وقال أبو عبيده الحجل أن يرفع رجال ويقفز على األخرى، وقد. فحجلت(( وأنا منك. يكون ذلك بالرجلين، إال أنه قفز وليس بمشي

وقد يحدث للمستمع في حال سماعه شوق إلى ما يذكر فيثب من مكانه فعل من يريد الذهاب إلى محبوبه وإذا علم أن ال سبيل إليه كرر الوثوب مرارا ويدور دورنا

متتابعا وقد يكون ذلك عن تردد يظهر في حال خالل السماع بين الجسد والروح وذلك آلن الجسد سفلي خلق من التراب والروح روحانية علوية خلقت من ا لفرح

فالروح تعلو إلى عالمها والجسد ينزل إلى محله إلى أن يقع السكون وقد يكون ذلك منهم على سبيل الفرح والتفسح والتطايب في حال السماع وليس بمحظور

. إال أنه ليس من صفات المحققين سر الصادق في: وحكي عن أبي عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري أنه قال

العلم بالله والوفاء بما هو عليه وجمع الهمة والمكان الذي يسمع: السماع ثالثة فيه يحتاج إلى طيب الروائح وحضور الوقار وعدم األضداد ورؤية من يتلهي ومن

. يبتسم على المحبة، والخوف، والرجاء والحركة في السماع على ثالثة: ويسمع على ثالثة

الطرب والوجد والخوف فالطرب له ثالث عالمات الرقص والتصفيق والفرح: أنواع الغيبة واالصطالم والصرخات والخوف له ثالث عالمات: والوجد له ثالث عالمات

.البكاء واللطم والزفرات

ف!ص!ل!:! ا!ل!ك!ال!م! ع!ل!ى! ف!ر!و!ع! ا!ل!د!ي!ن! و!أ!ح!ك!ا!م!ه!

وأما فروع الدين وأحكامه فقد أجمعوا على وجوب تعلم ما ال يسع جهله من أحكام إذا تجرد العلم: الشريعة، وما يحل وما يحرم ليكون العمل موافقا للعلم، فقد قيل

وقال صلى الله عليه. عن ا لعمل كان عقيما، وإذا خال العمل عن العلم كان سقيما. سنن ابن ماجة( طلب العلم فريضة على كل مسلم: )وسلم

واختاروا من المذاهب مذهب السلف فقهاء أصحاب الحديث وال ينكرون االختالف ((اختالف العلماء رحمة))بين العلماء في الفروع، لقوله صلى الله عليه وسلم

وسئل بعضهم عن العلماء الذين اختالفهم رحمة من هم ؟ فقال المعتصمون بكتاب الله تعالي، المجاهدون في متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم

أصحاب الحديث، والفقهاء وعلماء: وهم ثالثة أصناف. المقتدرون بالصحابة. الصوفية

فأما أصحاب الحديث فإنهم تعلقوا بظاهر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)وهو أساس الدين لقوله تعالى

من سورة الحشر 7أية . واشتغلوا بسماعه ونقله وتدبره وتمييز صحيحة من سقيمه وهم حراس الدين

بما خصوا به– وأما الفقهاء فإنهم فضلوا على أصحاب الحديث بعد قبول علمهم من الفهم واالستنباط في فقه الحديث والتعمق بدقيق النظر في ترتيب األحكام

وحدود الدين والتمييز بين الناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيد والمجمل. والمفسر والخاص والعام والمحكم والمتشابه فهم حكام الدين أعالمه

وأما الصوفية فاتفقوا مع الطائفتين في معانيهم ورسومهم إذا كان ذلك مجانبا التباع الهوى ومنوطا باالقتداء، فمن لم يحط من الصوفية علما بما أحاطوا به

يرجعون فيه إليهم في أحكام الشرع وحدود الدين، فإذا اجمعوا فهم على إجماعهم، وإذا اختلفوا أخذ الصوفية باألحسن واألولي وليس من مذهبهم طلب

وأحوال شريفة,ثم إنهم خصوا بعد ذلك بعلوم عالية . التأويالت وركوب الشهوات وتكلموا في علوم المعامالت وغيوب الحركات والسكنات وشريف المقامات، وذلك

مثل التوبة، والزهد، والورع والصبر والرضا والتوكل والمحبة والخوف والرجاء والمشاهدة والطمأنينة واليقين والقناعة والصدق واإلخالص، والشكر، والذكر،

والفكر، والمراقبة واالعتبار والوجل والتعظيم، واإلجالل، والندم والحياء والجمع والتفرقة والفناء والبقاء ومعرفة النفس ومجاهدتها ورياضاتها، ودقائق الرياء،

ولهم أيضا مستنبطات. والشهوة الخفية، والشرك الخفي، وكيفية الخالص منها من علوم مشكلة على الفقهاء وذلك مثل العوارض والعوائق وحقائق األذكار

وتجريد التوحيد ومنازل التفريد وخبايات السر وتالشي المحدث إذا قوبل بالقديم، فهم. وغيوب األحوال، وجمع المتفرقات، واإلعراض عن األغراض، بترك االعتراض

مخصوصون بالوقوف على المشكل من ذلك بالمنازلة والمباشرة والهجوم ببذل المهج حتى طالبوا من ادعي حاال منها بدالئلها وتكلموا في صحيحها وسقيمها

. فهم حماة الدين وأعيانه وأنصاره وأعوانه ثم إن كل من أشكل عليه شيء من العلوم الثالثة فعليه أن يرجع فيه إلى أئمتها،

فمن أشكل عليه شيء من علوم الحديث ومعرفة الرجال يرجع فيه إلى أئمة الحديث ال إلى الفقهاء ومن أشكل عليه شيء من دقائق الفقه يرجع إلى أئمة

الفقهاء، ومن أشكل عليه شيء من علوم األحوال والرياضات ودقائق الورع

ومقامات المتوكلين يرجع فيه إلى أئمة الصوفية ال إلى غيرهم، فمن فعل غير. ذلك فقد اخطأ الطريق وسلك المضيق

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! أ!ق!ا!و!ي!ل!ه!م! ف!ي! ا!ل!ت!ص!و!ف! و!آ!د!ا!ب!ه!م!

اختلفت أجوبة المشايخ في التصوف الختالف األحوال فكل أجاب على حسب حاله أو على قدر ما يحتمل مقام السائل فإن كان مريدا أجيب على ظاهر المذهب من حيث المعامالت وإن كان متوسطا أجيب من حيث األحوال، وإن كان عارفا أجيب

. من حيث الحقيقة إن أول التصوف علم وأوسطه عمل وآخره موهبة فالعلم: وأظهر ما قال بعضهم

. يكشف عن المراد والعمل يعين على الطلب والموهبة تبلغ غاية اآلمل مريد طالب، ومتوسط سائر، ومنته واصل فالمريد: وأهله على ثالث طبقات

صاحب وقت، والمتوسط صاحب حال، والمنتهي صاحب نفس وأفضل األشياء فالمريد متعوب في طلب المراد والمتوسط مطالب بآداب. عندهم عد األنفاس

المنازل وهو صاحب تلوين، ألنه يرتقي من حال إلى حال وهو في الزيادة والمنتهي الواصل محمول قد جاوز المقامات، وهو في محل التمكين ال تغيره

األحوال وال تؤثر فيه األهوال، كما قيل عن زليخا لما كانت صاحبه تمكين في شأن يوسف لم تؤثر فيها رؤية يوسف كما أثرت في الالتي قطعن أيديهن وإن كانت

أتم في حبه منهن فمقام المريد المجاهدات والمكابدات وتجرع المرارات ومجانبة المحظوظ وما للنفس فيه متعه ومقام المتوسط ركوب األهوال في طلب المراد

ومراعاة الصدق في األحوال واستعمال اآلداب في المقامات ومقام المنتهي الصحو والتمكين وإجابة الحق من حيث دعاه قد استوي في حالة الشدة والرخاء

كسهرة قد فنيت حظوظه: كجوعه، ونومه: والمنع والعطاء والجفاء والوفاء، أكله وبقيت حقوقه، ظاهرة مع الخلق وباطنة مع الحق، وكل ذلك منقول من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أوله كان متخليا في غار حراء ثم صار مع

الخلق، وال فرق عنده بين ا لخلوة والجلوة وكذلك أصحاب الصفة صاروا في حالة. التمكين أمراء وزراء، فإن المخالطة ال تؤثر فيهم

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! أ!ح!ك!ا!م! ا!ل!م!ذ!ه!ب!

ثم إن للمذهب ظاهرا وباطنا فظاهره استعمال األدب مع الخلق، وباطنة منازلة األحوال والمقامات مع الحق، أال تري إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لما

(لو خشع قلبه لخشعت جوارحه)نظر إلى المصلي وهو يعبث في صالته قال .الجامع الصغير

. أدبت أصحابك آداب السالطين: ولما قال الجنيد ألبي حفص الحداد رحمهما الله ال يا أبا القاسم، ولكن حسن األدب في الظاهر عنوان حسن األدب في: قال

حسن األدب ترجمان العقل ومراعاة األدب فيما: الباطن وقال السري رحمه الله بينهم مقدم على غيره، أال تري كيف مدح الله تعالى أهله وشرف محلهم بقوله

إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم))تعالىمن سورة الحجرات 3اية(( للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم

وقال أبو عبد الله بن خفيف قال لي رويم يا بني اجعل علمك ملحا وأدبك دقيقا وقيل التصوف كله أدب لكل وقت أدب ولكل حال أدب ولكل مقام أدب فمن لزم األدب بلغ مبلغ الرجال، ومن حرم األدب فهو بعيد من حيث يظن القرب ومردود

من لم: من حرم األدب حرم جميع الخيرات وقيل:من حيث يرجو القبول وقيل أدب النفس أن تعرفها الخير وتحثها عليه وتعرفها الشر: يتأدب للوقت مقت وقيل

األدب سند الفقراء وزين األغنياء والناس في األدب على: وتزجرها عنه وقيل أهل الدنيا، وأهل الدين، وأهل الخصوصية من أهل الدين، فأما أهل: ثالث طبقات

. الدنيا فأكثر آدابهم فيها الفصاحة والبالغة، وحفظ العلوم، وأخبار الملوك وأشعار العرب وأما أهل الدين فأكثر

آدابهم مع العلوم رياضة النفوس وتأديب الجوارح وتهذيب الطباع وحفظ الحدود وترك الشهوات واجتناب الشبهات والمسارعة إلى الخيرات وأما أهل الخصوصية

. من أهل الدين فآدابهم حفظ القلوب ومراعاة األسرار واستواء السر والعالنية والمريدون يتفاضلون بالعمل والمتوسطون باألدب والعارفون بالهمة وقيل الهمة

ما يبعثك من نفسك على طلب المعالي وقيمة كل امرئ همته سئل أبو بكر الواسطي عن مالك بن دينار وداود الطائي ومحمد ابن واسع وأمثالهم من العباد

القوم ما خرجوا من نفوسهم إال إلى نفوسهم تركوا النعيم الفاني للنعيم: فقال. الباقي إلى خالق الفناء والبقاء

.من سورة البقرة 273آية ( ال يسألون الناس إلحاقا)وسئل الجنيد عن قوله تعالى تمنعهم علو هممهم عن رفع حوائجهم إال إلى موالهم وقال الحصري في:فقال أذا زفرت جهنم زفرة فالكل يقول نفسي نفسي اآلجل واألدنى إال محمدا: حكاية

. أمتي أمتي: صلى الله عليه وسلم يرجع إلى حد الشفاعة فيقول فال يبقي ألحد نفس بال علة فتقول ربي ربي، ليعلم أن محل الحوادث ال يخلو من

. العلل

ف!ص!ل!:! أ!خ!ال!ق!ه!م! أ!ج!ل! ا!ل!خ!ص!ا!ل!

:سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت خذ العفو وأمر بالعرف)قال الله تعالى ( مسند اإلمام احمد)كان خلقه القرآن

وقال صلى الله عليه وسلم( من سورة األعراف 199آية ( )وأعرض عن الجاهلين بلي قال: أال أخبركم بأحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ؟ قالوا))

وقال صلى الله عليه(( أحاسنكم أخالقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وقال أبو( الجامع الصغير(( )سوء الخلق شؤم، وشراركم أسوؤكم أخالقا))وسلم

. بكر الكتاني التصوف خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف الحلم والتواضع والنصيحة، والشفقة واالحتمال، والموافقة،: ومن أخالقهم

واإلحسان، والمداراة، واإليثار، والخدمة، واأللفة، والبشاشة، والكرم، والفتوة، وبذل الجاه والمروءة، والمودة، والجود، والتودد، والعفو، والصفح والسخاء،

والسكينة والوقار، والدعاء، والثناء،.والوفاء، والحياء، والتلطف، والبشر، والطالقة وحسن الظن وتصغير النفس، وتوقير األخوان، وتبجيل المشايخ، والترحم على

وسئل. الصغير والكبير، واستصغار ما منه واستعظام ما منه واستعظام ما إليه أدناه االحتمال وترك المكافأة والرحمة: سهل بن عبد الله عن حسن الخلق فقال

. للظالم والدعاء له هذه أخالق المتصوفين ال ما قاله وارتكبه المتشبهون، فإنهم سموا الطمع زيادة

وسوء األدب إخالصا، والخروج عن الحق شطحا، والتلذذ بالمذموم طيبة، واتباع الهوى ابتالء، والرجوع إلى الدنيا وصوال وسوء الخلق صولة والبخل نكادة وبذاءة

اللسان مالمة وما كان هذا طريق القوم وحكي عن أبي يزيد البسطامي أنه قال لبعض أصحابه قم بنا إلى هذا الذي أشهر

فقصداه فوجداه خارجا من داره إلى المسجد فنظر أبو يزيد إليه. نفسه بالزهد هذا ليس بمأمون على أدب من: وقد رمي نخامة إلى جانب القبلة فقال لصاحبه

آداب الشريعة فكيف يكون مأمونا على ما يدعيه من مقامات األولياء، فرجع ولم. يسلم عليه

ف!ص!ل!:! م!ق!ا!م! ا!ل!ع!ب!د! ب!ي!ن! ي!د!ي! ا!ل!ل!ه! ف!ي! ع!ب!ا!د!ا!ت!ه!

وما منا)أما المقامات فإنها مقام العبد بين يدي الله في عباداته، قال الله تعالى وهو خروج: وأولها االنتباه( من سورة الصافات 164آية (( )إال له مقام معلوم

وهي الرجوع إلى الله تعالى من بعد الذهاب مع: العبد من حد الغفلة، ثم التوبة .وهي الرجوع من الغفلة إلى الذكر: دوام الندامة وكثرة االستغفار، ثم اإلنابة

الرغبة، وقيل التوبة في الظاهر واإلنابة في: التوبة الرهبة، واإلنابة: وقيل وهي تفقد: وهو ترك ما اشتبه عليه، ثم محاسبة النفس: الباطن، ثم الورع

زيادتها من نقصانها وما لها وعليها، ثم اإلرادة وهي استدامة الكد، وترك الراحة، :وهو ترك الحالل من الدنيا، والعزوف عنها وعن شهواتها، ثم الفقر: ثم الزهد

وهو استواء السر: وهو عدم االمتالك وتخليه القلب مما خلت عنه اليد، ثم الصدق وهو آخر. وهو حمل النفس على المكارة وتجرع المرارات: واإلعالن، ثم التصبر

وهو التلذذ بالبلوى، ثم: وهو ترك الشكوى، ثم الرضا: مقامات المريدين، ثم الصبر وهو: وهو إخراج الخلق من معاملة الحق، ثم التوكل على الله تعالي: اإلخالص

. االعتماد عليه بإزالة الطمع عما سواه

ف!ص!ل!:! ا!أل!ح!و!ا!ل! م!ع!ا!م!ال!ت! ا!ل!ق!ل!و!ب!

وأما األحوال فإنها معامالت القلوب وهي ما يحل بها من صفاء األذكار قال وهي النظر بصفاء: الحال نازلة تنزل بالقلب وال تدوم، فمن ذلك المراقبة: الجنيد

وهو جمع الهمم بين يدي الله تعالى بالغيبة عما: اليقين إلى المغيبات ثم القرب وهي موافقة المحبوب في محبوبة ومكروهه ثم الرجاء وهو: سواه، ثم المحبة

وهو مطالعة القلوب بسطوات الله تعالى: تصديق الحق فيما وعد، ثم الخوف وهو حفظ القلب عن االنبساط، وذلك آلن القرب يقتضي هذه: ونقماته، ثم الحياء

األحوال فمنهم من ينظر في حال قربة إلى عظمة الله تعالى وهيبته فيغلب عليه الخوف والحياء، ومنهم من ينظر إلى لطف الله تعالى وقديم إحسانه فيغلب على

:قلبه المحبة والرجاء ثم الشوق وهو هيمان القلب عند ذكر المحبوب ثم األنس وهي: وهو السكون إلى الله تعالى واالستعانة به في جميع األمور ثم الطمأنينة

السكون تحت مجاري األقدار، ثم المشاهدة وهي فصل بين رؤية اليقين ورؤية اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه))العيان، لقوله صلى الله عليه وسلم

وهو آخر األحوال ثم تكون فواتح ولوائح ومنائح تجفو العبادة عنها قال(( يراك(.من سورة إبراهيم 34اية(()وأن تعدوا نعمت الله ال تحصوها))تعالى

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! ا!خ!ت!ال!ف! ا!ل!م!س!ا!ل!ك! و!ا!ل!م!ق!ص!و!د! و!ا!ح!د! و!ا!ل!م!ق!ا!ص!د! م!خ!ت!ل!ف!ة! ال!خ!ت!ال!ف! ح!ا!ل! ا!ل!ق!ا!ص!د!ي!ن! و!م!ق!ا!م!ا!ت!

ا!ل!س!ا!ل!ك!ي!ن!

فمنهم من سلك طريق العبادة وال زم الماء والمحراب، واشتغل بكثرة الذكر أولئك الذين هداهم)والنوافل وواظب على األوراد، وهي أسلم الطرق قال تعالى

( من سورة الزمر 18آية ( )الله وأولئك هم أولو األلباب ومنهم من سلك طريق الرياضات والمكابدات وقهر النفس في المخالفات وهي

من 54آية ( )أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا: )أفضل الطرق قال تعالى( سورة القصص

ومنهم من سلك طريق الخلوة والعزلة طلبا للسالمة من المخالطة وهي أصح( من سورة الشورى 41آية ( )فأولئك ما عليهم من سبيل)الطرق

ومن سلك طريق السياحة واألسفار واالغتراب عن البلدان وخمول الذكر وهي أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن: )أوضح الطرق قال تعالى

( من سورة األحقاف 16آية ( )سيئاتهم ومنهم من سلك طريق الخدمة وبذل الجاه لإلخوان وإدخال السرور عليهم وهي

من سورة 75آية ( )أولئك يجزون الغرفة بما صبروا: )أشرف الطرق قال تعالى(. الفرقان

. ومنهم من سلك طريق المجاهدات وركوب األهوال ومباشرة األحوال ومنهم من سلك طريق إسقاط الجاه عند الخلق وقلة االلتفات إليهم وترك

االشتغال بخيرهم وشرهم وآخرون اعترفوا)ومنهم من سلك طريق العجز واالنكسار كما قال الله تعالى

من 102آية ( )بذنوبهم خلطوا عمال صالحا وأخر سيئا عسى الله أن يتوب عليه( سورة التوبة

ومنهم من سلك طريق التعلم والمساءلة ومجالسة العلماء وسماع األخبار وحفظ العلوم وكل طريق يحتاج فيه إلى موفق ودليل يأخذ به فيه ليسلم من الحيرة

والفتنة قيل لبعضهم إن فالنا قد رجع فقال أراه رجع إال لوحشة الطريق من قلة. سالكيها

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! ق!و!ل!ه!م! ف!ي! ف!ض!ل! ا!ل!ع!ل!م!

آية(( )شهد الله أنه ال إله إال هو والمالئكة وأولو العلم قائما بالقسط))قال الله بدأ بنفسه وثنى بمالئكة وثلث بأهل العلم وقال رسول( من سورة آل عمران 18

وقال عليه( صحيح البخاري(( )العلماء ورثة األنبياء: ))الله صلى الله عليه وسلم العلم روح: وقيل((. فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم رجال: ))السالم

العلم حاكم والعمل محكوم: وقيل. العلم أصل والعمل فرع: وقيل. والعمل جسد وقد فضل الجمهور من مشايخنا العلم على المعرفة وعلى العقل ألن الله. عليه

.تعالى يوصف بالعلم وألن العلم حاكم على العقل وال حكم للعقل على العلم وقيل لبعض. ال ينفع العلم إال بالعقل وكذلك العقل ال ينفع إال بالعلم: وقيل

اآلداب صورة:وقيل. إذا كان العقل أنقص: متى يكون اآلداب أضر ؟ قال: الحكماء ومن فضل العلم أن الهدهد مع قلة خطره أجاب. عقلك فحسن عقلك كيف شئت

:سليمان صلى الله عليه وسلم مع علو مرتبه بصولة العلم وقوته في قوله. مع قلة االكتراث بتهديده ووعيده(( أحطت بما لم تحط به))

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! م!ح!ا!و!ر!ا!ت!ه!م!

وهو أن يقصد بكالمه النصح واإلرشاد وطلب النجاة وما يعود نفعه على الكل وال أمرنا معاشر))يكلم الناس إال على قدر عقولهم قال النبي صلى الله عليه وسلم

وال يتكلم في مسألة ال يسأل عنها وإذا(( األنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم :قيل حكى عن الجنيد رحمه الله أنه قيل له. سئل عنها أجاب على قدر السائل

يسألك السائل عن مسألة فتجيبه ثم يسألك أخر عن تلك المسألة فتجيبه بجواب وال. وإذا سأل ال يسأل إال عن مقامه.على قدر السائل يكون الجواب: أخر ؟ فقال

يجوز ذلك قال رسول الله صلى الله عليه: يتكلم فيما ال يبلغه استعماله وقد قيل وال يبذل( ابن ماجه في سننه(( )رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه))وسلم

العلم إال ألهله وقيل ابذل العلم ألهله ولغير أهله فالعلم أمنع جانباً من أن يصل إلى غير أهله وال يتكلم بين يدي من هو أعلم منه سئل ابن المبارك مسألة بحضرة

ال يحسن هذا العلم: وقال بعضهم. أنا أتكلم عند األستاذين: سفيان الثوري فقال .من لم ينتفع بسكوته لم ينتفع بكلمه: وقيل. إال لمن عن وجده وينطق عن فعله

ومن اآلداب أال يتكلم في العلم قبل أوانه فيتولد عنه أفات تقطعه عن الفوائد ويحذر أن يطلب الجاه والمنزلة عند الناس والحكام الدنيا فيكون ممن ال ينفعه

وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من علم ال ينفع وقال. الله تعالى بعلمه من طلب العلم ليمارى به العلماء أو يجارى به السفهاء أو))صلى الله عليه وسلم

ويجتهد في( الجامع الصغير)ليصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار كل من سمع شيئاً من علوم القوم فعمل به: فقد قيل. استعمال ما سمعه ويعلمه

صار ذلك حكمة في قلبه وينتفع به السامعون له وكل من سمع ولم يعلم به كان الكالم إذا خرج من القلب وقع على: ذلك حكاية يحفظها أياما ثم ينساها وقيل

حكى الشبلي أن رويما قال للجنيد. القلب وإذا خرج من اللسان لم يجاوز األذنين أنا أنادى على العامة: كم تنادى على الله بين يدي العامة ؟ فقال: رحمهما الله

قوم أفنوا أسرارهم بالحظوظ وأبصارهم باللحظ أنى: بين يدي الله تعالى فقال ألنهم: لم ال تتكلم على إخوانك ؟ فقال: وقيل للنوري. لهم إلى ذكر الله سبيل

إن: فقال. الله: وقد حكى الشبلي أنه قال في مجلس الجنيد. في سفر الوحشة وسأل أبو بكر الشبلي. كنت حاضراً فهو ترك الحرمة وأن كنت غائباً فالغيبة حرام

بينك وبين أكابر الناس عشرة أالف مقام أولها محو ما: الجنيد مسألة فقال له. بدأت به

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! ح!ا!ل! ا!ل!ب!د!ا!ي!ة!

أن يقصد إلى شيخ من أهل زمانه– بعد االنتباه من غفلته – أول ما يلزم المريد مؤتمن على دينه معروف بالنصح واألمانة، عارف بالطريق فيسلم نفسه لخدمته،

ثم يلزم الشيخ أن يعرفه كيفية الرجوع. ويعتقد ترك مخالفته، ويكون الصدق حالته إلى سيده ويدله على الطريق ويسهل عليه سلوكها ويعلمه شرائع إسالم مما له

وعليه وأولي األشياء به تصفية المطعم والمشرب والملبس ألنه بذلك يجد الزيادة طلب الحالل فريضة بعد))قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . في حالة طلب الحالل فريضة على كل، وترك الحالل فريضة على: وقال بعضهم(( الفريضة

هذه الطائفة إال على حد الضرورة ثم قضاء ما ضيع من الفرائض ثم رد المظالم رد دانق من حرام يعدل عند الله))على أهلها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم

وما كان عليه من ضرب وجرح وقطع فالقصاص، وما كان من غيبة(( سبعين حجة ونميمة أو شتيمة فاالستحالل واالستغفار لصاحبها ثم معرفة النفس وتأديبها

انهماك في الشهوات وامتناع من الطاعات فيروضها: بالرياضات، ولها صفتان وهي فطم النفس عن مألوفاتها، وحملها على خالف أهويتها،: بالمجاهدات

ومنعها من الشهوات ويأخذها بالمكابدات وتجرع المرارت، بكثرة األوراد، واستدامة الصوم والنوافل من الصلوات، مع الندم على المخالفات ونقلها عن

قبيح العادات ويجتهد أن يتعوض عن النوم سهرا، وعن الشبع جوعا وعن الرفاهية بؤسا فيكون حينئذ من جملة التائبين المختصين بمحبة الله تعالى قال الله تعالى

وقال النبي صلى الله عليه( من سورة البقرة 222آية (( )إن الله يحب التوابين) ويكون من الذين يبدل الله سيئاتهم( الجامع الصغير(( )التائب حبيب الله))وسلم

ليتمنى أقوام))حسنات روي أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الذين يبدل الله: أنهم أكثروا من السيئات قيل من هم يا رسول الله ؟ قال

ويكون من جملة المختصين بدعوة حملة( رواه البخاري ومسلم( )سيئاتهم حسنات وذلك هو))إلى قوله (( فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك: )العرش لقوله تعالي

فلقد عظم أقدارهم إذ جعل العرش( من سورة غافر 7.8.9آية (( )الفوز العظيم. داعين لهم، لمثل هذا فليعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

وتوبوا إلى الله جميعا أيها)والتوبة فرض على جميع المؤمنين لقولة تعالى ومن لم يتب فأولئك هم)وقوله عز وجل ( من سورة النور 31آية ( )المؤمنون قال بعض المشايخ غفلتك عن التوبة( من سورة الحجرات 11آية ( )الظالمون

لذنب ارتكبته اشد من ارتكابه ومن اخترمته المنية قبل التوبة فأمره إلى الله من سورة 6آية ( )وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم)تعالى قال تعالى

اآلية ووقتها باق ما لم تبلغ الروح الحلقوم، أو يأتي غلق باب التوبة فحينئذ( الرعد ال ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ثم يالزم

قال الله. الورع في جميع أحواله، ويعلم أن الله تعالى محاسبه على االستقصاء من 47آية (( )وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين: ))تعالي

فإذا صح له مقام التوبة والروع وشرع في مقام الزهد فقد آن له( سورة األنبياء لبس المرقعة إن رغب فيها فيراع ما يلزمه في لبسها لئال يصير هجينا أو يخرج مبهرجا، وقد وهت هذه القاعدة وارتفع التمييز وانحل النظام ووقع الرضا من

جنبة األتباع لآلرقاق، ومن جنبة المتبوعين باألتباع ومن ذلك ينتشر الفساد ويظهر

العناد فملبس المرقعة يجب أن يكون قد أدب نفسه باآلداب، وراضها بالمجاهدات والمكابدات وتحمل المشاق وتجرع المرارات ويكون قد جاوز المقامات وتأدب

بالمشايخ الذين يصلحون لالقتداء وصحب رجال الصدق وعرف أحكام الدين وحدوده وأصول المذهب وفروعه ومن لم يكن بهذه الصفة فحرام عليه التصدي

من لم يتأدب برؤية عيوب أفعاله ورعونات نفسه والعمل: للمشيخة واإلرادة وقيل في إزالتها بجهده لم يجز االقتداء به، ثم يأخذ نفسه بالمجاهدات ويتفقد زيادتها من نقصانها وما لها وعليها ويعرض حاله على شيخه فيما يعرض له وعليه يفي

ليس بلبيب من لم يصف ما به إلى الطبيب حكي عن الشيخ: كل وقت فقد قيل كل مريد ال يصح له في اليوم والليلة كذا: أبي محمد بن سلمه رحمه الله قال

مسألة فإنه ما سلك الطريق، وحكي أن جماعه من المريدين حضروا عند الشبلي: فوجدهم في غفلة ال يذكرون مسألة فأنشد

كفي حزنا بالواله الصب أن يرى منازل من يهوي معطلة قفرا

ثم يطالب نفسه بمنازل المقامات على ترتيبها وال ينتقل من مقام إال بعد تصحيح آدابه وال يشتغل بالزهد إال بعد الفراغ من الورع وما أشبة ذلك إلى أن تصير

. المعامالت إلى القلوب وقال. العمل بحركات القلوب أشرف من العمل بحركات الجوارح: وقال بعضهم

لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل األرض لرجح))النبي صلى الله عليه وسلم ما فاق أبو بكر))وقال صلى الله عليه وسلم ( كنز العمال للمتقى الهندي(( )بهم

ولهذا ظهر من حاله بعد وفاة(( بكثرة الصالة والصيام ولكن بشيء وقر في قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يظهر من حال غيره حين صعد المنبر

من كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا قد مات: فحمد الله وأثني عليه، ثم قال وقاتل أهل الردة حتى حفظ. ومن كان يعبد رب محمد فإن رب محمد حي ال يموت

أذا صارت المعامالت إلى القلوب استراحت: اإلسالم، وقال بعض المشايخ فحينئذ يشتغل بعمارة الباطن ومباشرة األحوال ومراعاة األسرار وعد. الجوارح

. األنفس، كما قيل عبادة الفقير نفي الخواطر وليحذر كل الحذر أن يفسد بدايته بقول المثنين ومدح المادحين بل يرجع إلى ما

ليس سماع األلفاظ كمشاهدة األلحاظ ويعود نفسه: يعرف من نفسه، كما قيل كل مريد ال يعود: قال الجنيد رحمة الله. صيام النهار وقيا الليل وخدمة األخوان

نفسه صيام النهار وقيام الليل فكأنه تمني ما ال يصلح له ثم يراعي أن ينفق أوقاته في شرب من الخير، فإن الوقت إذا فات ال يدرك قال النبي صلى الله عليه

مرمة لمعاش، أو تزود: ال ينبغي للعاقل أن يكون شاخصا إال في ثالث))وسلم وقال على رضي الله عنه ينبغي للمؤمن أن يكون(( لمعاد، أو لذة في غير محرم

ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه،: له أربع ساعات من النهار وساعة يأتي فيها العلماء الذين يبصرونه بأمر الله وينصحونه، وساعة يخلي بين

. نفسه ولذاتها فيما يحل ويجمل فاتني شيء: مالك ؟ قال: دخلت على الجنيد وهو مهتم فقلت له: قال الجريري

وقال بعضهم من سبق: أعده قال كيف وهي أوقات معدودة: من وردي فقلت له بخطوة ال يدرك إذا كان صادقا والمريد يجب أال يخلو ظاهره من األوراد وباطنة من اإلرادات إلى أن ترد عليه الواردات فحينئذ يكون من الواردات ال مع األوراد وال مع

ما تعمل بها ؟ قال أعد: اإلرادات ورأى بعض المشايخ سبحه في يد مريد فقال عليك بعد السيئات ال بعد التسبيحات وينبغي أن يغتنم خدمة: فقال. التسبيحات

ما: اإلخوان ويقدمها على النوافل فقد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم فارغا في أهله، إما أن يخصف نعال لمسكين

أقمت عند الجنيد مدة: حكي عن أبي عمرو الزجاجي أنه قال. أو يخيط ثوبا ألرملة

مديدة فما رآني قط إال وأنا مشتغل بنوع من العبادة فما كلمني حتى كان يوما من األيام خال للوضع من ا لجماعة فقمت ونزعت ثيابي وكنست الموضع ونظفته

ورششته وغسلت موضع الطهارة فرجع الشيخ ورأى على أثر الغبار فدعاني. أحسنت هكذا عليك بها عليك بها ثالثا: ورحب بي ودعا لي وقال

ويكره للمريد مفارقة أستاذه قبل انفتاح عين قلبه، عليه أن يصبر تحت أمره من لم يتأدب بأوامر الشيوخ وتأدبهم فال: ونهيه في خدمته قال بعض المشايخ

عالمة المريد السمع والطاعة للدليل وترك التبصر: يتأدب بكتاب وال سنة وقيل أذا رأيت المريد قائما مع الشهوات طالبا: وقال بعض المشايخ. عند الطبيب

لحظوظ النفس فاعلم أنه كذاب وإذا رأيت المتوسط غافال عن حفظ قلبه ومراعاة أحواله فأعلم أنه كذاب وإذا رأيت من يشير إلى معرفة وميز بين المدح

والذم والقبول والردة فاعلم أنه كذاب وقال الجنيد لوال العالمات الدعي كل فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن))إنسان سلوك الطريقة قال الله تعالى

ويجب أن يعلم انه ال يصح له حال وال مقام وال( من سورة محمد 30آية (( )القول عبادة إال باإلخالص وهو تصفيتها عن رؤية الخلق فقد روي عن ا لنبي صلى الله

أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل: يقول الله تعالى))عليه وسلم أنه قال وقال بعضهم كل حق(( لي عمال أشرك فيه معي غيري فأنا بريء منه ومن عمله

وال. شارك الباطل فقد خرج من قسمة الحق إلى قسمة الباطل فإن الحق غيور بأس بما يظهر من أحواله وعابداته من غير قصد له في إظهاره وال يصح له اإلخالص إال بمعرفة مقادير الخلق وضعفهم وقلة نفعهم وضرهم كما وصفة

لم تعبد ما ال يسمع وال يبصر وال يغني عنك)الخليل عليه السالم في قوله تعالى ال يجد أحدكم))وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من سورة مريم 42آية ( )شيئا

(حالوة اإليمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطاة لم يكن ليصيبه إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط))وقال النبي صلى الله عليه وسلم

الله تعالى وأن تحمدهم على رزق الله تعالى وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن (قال الله تعالي(( رزق الله ال يجره إليك حرص حريص وال يدفعه عنك كراهة كاره

آية(.)وإن يمسسك الله بضر فال كاشف له إال هو وإن يردك بخير فال راد لفضله)(.من سورة يونس 107

ف!ص!ل!:! ا!ال!ج!ت!ه!ا!د! ف!ي! م!ع!ر!ف!ة! ا!ل!ن!ف!س! و!أ!خ!ال!ق!ه!ا!

ويجتهد في مراعاة نفسه ومعرفة أخالقها، فإنها األمارة بالسوء وال يغفل عنها وأن تناهي في المعرفة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان مراعيا لها ومستعيذا

ما أنا ونفسي إال: بالله من شرها وكان على بن أبي طالب رضي الله عنه يقول كراعي غنم كلما ضمها من جانب انتشرت من جانب انتشرت من جانب وقال أبو

بكر الوراق النفس مرائية على جميع األحوال منافقة في أكثر األحوال مشركة في بعض األحوال وقال الواسطي النفس صنم والنظر إليها شرك والنظر فيها

مثلها في إبداء الحسن وإخفاء القبيح مثل الجمرة لونها حسن وإنها: عباده وقيل لتحرق وإن عوقبت تشوقت للتوبة وتمنت األوبة وإن عوفيت ركبت هواها

وإذا أنعمنا على اإلنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه)وأعرضت قال الله تعالى مثل النفس مثل ماء: وقيل( من سورة فصلت 51آية ( )الشر فذو دعاء عريض

ويعلم أنها طلبت أن تكون. واقف صاف إن حركته تبين ما تحته من الحمأة والنتن لله ضدا في دعواها في مطالبتها وذلك أن الله تعالى طالب عباده بالثناء عليه

والمدح له فطلبت النفس ذلك وطالب الله العباد أال يخالفوا أمره ونهيه وطلبت النفس ذلك وطالبهم أن يكون هو المرغوب إليه والمرهوب منه وطلبت النفس

النفس لطيفة مودوعة في هذا القالب وهي محل األخالق المحمودة،: ذلك وقيل الروح: كما أن البصر محل الرؤية واألذن محل السمع واألنف محل الشم وقيل

معدن الخير والنفس معدن الشر والعقل جيش الروح والهوى جيش النفس والتوفيق من الله مدد الروح والخذالن مدد النفس والقلب في أغلب

وأمر بان غيه. أمر بان رشده فيجب متابعته:ويعلم أن جملة األمور ثالثة.الجيشين وأمر مشتبه فيجب مشاركته إلى أن يتبين الرشد من الغي من. فيجب مجانبته

إذا عرض لك أمران شككت في خيرهما: وقيل. جهة العلم أو من جهة العقل فانظر في أبعدهما من هواك فإنه خيرهما وعلى المريد أن يجتهد في تبديل أخالق النفس كالكبر والبخل والحرص واآلمل والحدة والحسد والرياء والمراء

والمنازعة الغيبة والتحريش وسوء الظن والوقاحة وغيرها من األخالق الذميمة. بضدها من األخالق الحميدة وبالله التوفيق

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! ص!ح!ب!ة! ب!ع!ض!ه!م! ب!ع!ض!ا!

: قيلوحدة اإلنسان خير من جليس السوء عندهوجليس الخير خير من جلوس المرء وحده

المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من))قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على))وقال صلى الله عليه وسلم (( يخالل

((أذاهم خير من المؤمن الذي ال يخالطهم وال يصبر على أذاهم وفي الكل خير وسئل أبو حفص(( ال خير فيمن ال يألف وال يؤلف))وقال صلى الله عليه وسلم

حفظ حرمات: النيسابوري عن أحكام الفقر وآداب الفقراء في الصحبة فقال المشايخ وحسن العشرة مع األخوان والنصيحة لألصاغر وترك صحبة من ليس من

.طبقتهم ومالزمة اإليثار ومجانبة االدخار والمعاونة في أمر الدنيا والدين

ف!ص!ل!:! م!ص!ا!ح!ب!ة! ا!ل!ج!ن!س! و!م!ن! ي!س!ت!ف!ي!د! م!ن!ه! خ!ي!ر!ا!

أولى الناس: ومن آدابهم أن يصحب الجنس ومن يستفيد منه خبرا وقال بعضهم وال)بالصحبة من يوافقك في اعتقادك وتحتشمه في مجالستك قال الله تعالى

وال يصحب من يخالفه( من سورة أل عمران 73آية ( )تؤمنوا إال لمن تبع دينكم في مذهبه وإن كان قريبا منه، أال تري نوحا صلى الله عليه وسلم لما قال إن ابني

(من سورة هود 45آية ( )إنه ليس من أهلك)كيف أجيب بقوله تعالى ( من أهلي ال تجد قوما)لما نزل قوله تعالى : وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

من سورة 22آية ( )يؤمنون بالله واليوم اآلخر يوادون من حاد الله ورسوله بل يصحب من يثق بدينه" اللهم ال تجعل لفاجر عندي يدا فيحبه قلبي( "المجادلة

. وأمانته ومذهبة وورعه في ظاهره وباطنه ومن آدابهم القيام بخدمة اإلخوان واألصحاب ورفع المؤن عنهم واحتمال آذاهم وترك اإلنكار عليهم إال فيما يخالف الشرع ويعرف لكل واحد قدره على مرتبته

قال سفيان بن عيينة من جهل أقدار الرجال فهو بقدر نفسه أجهل وقال ال يستخف بأقدار الرجال إال من ال قدر له ويهدي إلى صاحبه عيوبه ويدله على ما

((المؤمن مرآة المؤمن))فيه صالحه وجماله قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال عمر رضي الله عنه رحم الله امرأ أهدي إلي عيوبي ومن آدابهم أن( التاج)

يصحب كل أحد على قدر حاله وما يليق به فالصحبة مع المشايخ والكبراء باالحترام. والخدمة والتوقير والقيام بأشغالهم

والصحبة مع األقران بالبشر واالنبساط والموافقة وبذل المعروف واإلحسان والكون معهم على حكم الوقت حكي أن أبا العباس بن عطاء مد رجليه بين يدي

أذا صحت المودة: أصحابه فقال ترك األدب بين يدي أهل األدب أدب وقال الجنيد سقطت شروط األدب وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان عنده أبو بكر

وعمر رضي الله عنه فدخل عثمان رضي الله عنه فغطي جسمه وسوي ثيابه فحشمة(( أال أستحي ممن تستحي منه المالئكة))وجلس فسئل عن ذلك فقال

عثمان رضي الله عنه وإن عظمت فالحالة التي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهما أصفي وال يداهنهم فيما يخالف المذهب فقد قال رويم مازالت

الصوفية بخير ما تنافروا فإذا اصطلحوا هلكوا ويخضع عند الحق ويقابله بالقبول وروي أن عمر رضي الله عنه أمر بقلع ميزاب كان في دار العباس بن عبد

قلعت ما كان النبي: المطلب إلى الطريق بين الصفا والمروة فقال له العباس إذا ال يرده إلى مكانه غير يدك وال: صلى الله عليه وسلم وضعه بيده ؟ فقال له

. يكون لك سلم غير عاتق عمر فأقام على عاتقه ورده إلى مكانه والصحبة مع األصاغر بالشفقة واإلرشاد والتأديب، والحمل على ما يوجبه حكم

المذهب ويدلهم على ما فيه صالحهم ال على ما فيه مرادهم وعلي ما يفيدهم ال على ما يحبونه وزجرهم عما ال يعنيهم أال تري أن الله تعالى ذم الربانيين واألحبار

لوال ينهاهم الربانيون واألحبار)حين تركوا زجر قومهم عن المنكر بقوله تعالى . من سورة المائدة 63اآلية ( عن قولهم اآلثم وأكلهم السحت

والصحبة مع األستاذ باتباع أمره ونهيه وهي من حيث الحقيقة خدمة ال صحبه قيل آلبي منصور المغربي كم صحبت أبا عثمان ؟ قال خدمته ال صحبته والقيام بخدمة

أستاذه واجب والصبر تحت حكمه وترك مخالفته ظاهرا وباطنا وقبول قوله

والرجوع إليه في جميع ما يعرض له والتعظيم لحرمته ومجانبة اإلنكار عليه سرا آية()فال وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)وجهرا، قال الله تعالى

الشيخ في قومه كالنبي في أمته سال بعض أصحاب: وقيل( من سورة النساء 65 الجنيد مسألة من الجنيد فأجاب الجنيد فعارضه في ذلك فقال وإن لم تؤمنوا لي

فاعتزلون ويكون في صحبته كالصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم في تأدبهم من سورة 1آية ( )ال تقدموا بين يدي الله ورسوله)بآداب القرآن قال الله تعالى

من سورة 2اية( )ال ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)وقال تعالى ( الحجرات 63آية ()ال تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا)وقال تعالى ( الحجرات

وقال بعض المشايخ من لم يعظم حرمه من تأدب به حرم بركة( من سورة النور. ذلك األدب وقيل من قال ألستاذه لم ؟ ال يفلح أبدا

والصحبة مع خادمة بالتلطف والدعاء وترك اإلنكار عليه في ما يبدو منه، قال أنس بن مالك رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما

قهرني وال نهرني وال قال لشيء فعلته لم فعلته وال لشيء لم أفعله لم ما فعلته((. يا أبا األذنين))وربما كان يخرج معي ويقول

والصحبة مع الغرباء بالبشاشة والبشر وطالقة الوجه وحسن األدب ورؤية فضلهم حيث أكرموه وخصوه من بين أقرانه بالنزول عليه واإللمام به ثم يبذل المجهود

في خدمتهم وإكرامهم والكون عند مرادهم والصبر على أحكامهم ويقد مدح الله من 72آية ( )والذين آووا ونصروا)تعالى الذين يحبون من هاجر إليهم فقال تعالى

من 72آية ( أولئك بعضهم أولياء بعض)وقال سبحانه وتعالي ( سورة األنفالسورة األنفال

والصحبة مع الجهال بجميل الصبر وحسن الخلق والمداراة واالحتمال والنظر إليهم بعين الرحمة ورؤية نعمة الله عليه حيث لم يقمه مقامهم وإن واجهوه بما

يكره يحلم عنهم وال يجيبهم بأكثر مما أجاب به األنبياء قومهم حين نسبوا إلى من سورة 61آية ( يا قوم ليس بي ضاللة)الضاللة والسفاهة والجهالة قال تعالى

من سورة 67آية ( )ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين)األعراف (من سورة الفرقان 63آية ( )وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سالما( )األعراف

( من سورة القصص 55آية ( )سالم عليكم ال نبتغي الجاهلين) قل للذين آمنوا يغفروا)ومن كان جهلة أقوي كان الحلم عنه أولي قال الله تعالى

وإن تصبروا)وقال تعالى ( من سورة الجاثية 14آية ( )للذين ال يرجون أيام الله.من سورة أل عمران 186آية ( )وتتقوا فإن ذلك من عزم األمور

وشتم رجل الشعبي فأفحش، فقال له الشعبي إن كنت صادقا فغفر الله لي وإن والصحبة مع األهل والولد بحسن الشفقة عليهم. كنت كاذبا فغفر الله لك

آية( )قوا أنفسكم وأهليكم نارا)ومداراتهم وتأديبهم وحثهم على الطاعة قال الله في التفسير أي أدبوهم وعلموهم وقوهم بذلك من النار( من سورة التحريم 6

آية( )فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)ومع اآلهل خاصة على حكم الله تعالى واإلنفاق عليهم من ا لحالل بالمعروف وتكره صحبة( من سورة البقرة 229

األحداث لما فيها من اآلفات ومن ابتلي بذلك وصحبهم على شرط السالمة وحفظ قلبه وجوارحه عنهم وحملهم على الرياضات والتأدب ومجانبة االنبساط قال بعض

المشايخ رغبة الصغار في صحبة الكبار توفيق وفطنه ورغبة الكبار في صحبة. الصغار خذالن وحمق

والصحبة مع اإلخوة بكل ما يقدر عليه من الموافقة وترك المخالفة إال فيما ال. يجوز في الشرع ومجانبة الحقد والحسد ولزوم ما يسلم به بعضهم من بعض

والصحبة مع السلطان بالسمع والطاعة إال في معصية الله أو مخالفة سنة قال من سورة 59اية( )أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي اآلمر منكم)الله تعالى

( النساء

ثم الدعاء له واإلمساك عما فيه من قدح، روي عن الحسن أنه قيل له مات الحجاج. فقال رحم الله امرءا عرف زمانه وحفظ لسانه وداري سلطانه

وأما الدخول عليهم فمن كان عادال فهو من السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم ال ظل إال ظله والنظر إليه عبادة ومن كان ظالما فالعبد عنه واجب إال

لمضطر إليه أو لناصح ومنكر عليه إذا علم من غالب حاله أنه يسلم عند القرب منه لئن: وحكي أن بعض الخلفاء أراد زيارة بشر الحافي فبلغ ذلك بشرا الحافي فقال

وقال بعض المشايخ من. ذكرني بعد هذا ألخرجن من جواره ببغداد فأمسك عنه شارك السلطان في عز الدنيا شاركه في ذل اآلخرة وقيل تقرب األشرار إلى

األخيار صالح الطائفتين وتقرب األخيار إلى األشرار فتنه الطائفتين ومن اضطر إلى الدخول عليهم دعا لهم بالصالح وذكرهم وعظم وأنكر حسب طاقته ومن

المشايخ من تقرب إليهم لطلب مصالح الناس وروي عن زيد بن أسلم أنه قال كان نبي من األنبياء يأخذ بركاب الملك يتألفه بذلك لقضاء حوائج الناس وقال ابن

عطاء آلن يرائي الرجل سنين ليكتسب جاها يعيش فيه مؤمنا أنجي له من أن يخلص العمل لنجاة نفسه والصحبة مع الكافة كصحبة أبي ضمضم روي عن ا لنبي

أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم كان إذا أصبح))صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم إني قد وهبت نفسي وعرضي لك اللهم إني قد تصدقت: وأمسي يقول

قال أبو عبد(( بعرضي على عبادك فمن شتمني ال أشتمه ومن ظلمني ال أظلمه الله بن خفيف دخلت مكة وقصدت أبا عمرو الزجاجي فسلمت عليه وجلست عنده

أتعني بهذا كله ابن خفيف ؟ قال: وجري كالم فأخذ في تمزيقي فلما أكثر قلت له بلي قلت تركته بشيراز فتبسم وقال شاه بن الشجاع من نظر إلى الخلق بيمينه طالت خصومته معهم ومن نظر إلى الخلق بعينه الحق عذرهم فيما هم فيه وقل

. اشتغاله بهم إن السمع والبصر والفؤاد)ثم على كل جارحة أدب تختص هي به قال الله تعالى

قال بعض المشايخ حسن( من سورة اإلسراء 36آية ( )كل أولئك كان عنه مسئوال. األدب مع الله أال تتحرك جارحة من جوارحك في غير رضاء الله تعالي

فأدب اللسان أن يكون رطبا بذكر الله عز وجل أبدا وبذكر اإلخوان بالخير والدعاء لهم وبذل النصيحة والوعظ وال يكلمهم بما يكرهون وال يغتاب وال ينم وال يشتم وال يخوض فيما ال يعنيه وإذا كان في جماعة تكلم معهم ما داموا يتكلمون فيما

ويتكلم في كل مكان بما يوافق. يعنيهم فإذا أخذوا فيما ال يعنيهم تركهم وأمسك خلق الله اللسان ترجماناَ للقلب ومفتاحاً: لكل مقام مقال وقيل: الحال فقد قيل

ويلزم. إذا طلبت صالح قلبك فاستعن عليه بحفظ لسانك: وقيل. للخير والشر وهل))الصمت فإنه ستر للجاهل وزين للعاقل قال النبي صلى الله عليه وسلم

((. يكب الناس في النار على مناخرهم إال حصائد ألسنتهم: كما قيل. وآداب السمع أال يسمع إلى الفحش والخنا والغيبة والنميمة وكل منكر

أحب الفتى ينفى الفواحش سمعه كأن به عن كل فاحشة وقرا

بل يستمع إلى الذكر والوعظ والحكمة وما يعود عليه بالفائدة دنيا ودنيا ويحسن. اإلصغاء إلى من يكلمه

وأدب البصر الغض عن المحارم وعن عيوب الناس واإلخوان والمنكرات من سورة 19آية (( )يعلم خائنة األعين تخفى الصدور))والمحرمات ألن الله يقول

.من غض طرفه تم ظرفه: وقيل. من طاوع طرفه تابع حتفه:وقد قيل( غافر من كثرت لحظاته دامت حسراته ويكون نظره باالعتبار واالستدالل على: وقيل

قدرة الله تعالى وعظمته وجميل صنعه عارياً من حظوظ النفس األمارة بالسوء نظرت إلى شخص نظرة شهوة فرأيت في المنام قائالً: حكى عن بعضهم أنه قال

الدنيا دارى والخالئق فيها عبيدي وإمائي فمن نظر إلى واحد منهم بغير: يقول لي

فانتبهت واَليت على نفسي أن ال أنظر إلى شخص بعد ذلك إال. حق فقد خانني رأيت في الطواف: وحكا عن أبى يعقوب النهرجوري أنه قال. على حد األمانة

اعلم أنى: ما هذا الدعاء ؟ فقال: أعوذ بك منك فقلت: إنساناً بفرد عين وهو يقول مجاور منذ خمسين سنة فرأيت يوماً شخصاً فاستحسنته فإذا لطمة وقعت على

لحظة بلطمة ولو زدت: أه فقيل: عيني فسالت عيني هناك على خدي فقلت إياك أن: ))وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلى صلى الله عليه وسلم.لزدناك

(. المغنى عن حمل األسفار((.)تتبع النظرة النظرة فأن األولى لك والثانية عليك وأدب القلب مراعاة األحوال السنية المحمودة ونفى الخواطر الردية المذمومة

ويتفكرون في خلق))والتفكير في آالء الله ونعمائه وعجائب خلقه قال الله وقال رسول الله صلى الله( من سورة آل عمران 191آية (()السموات واألرض

ومن أدب القلب حسن الظن بالله(( تفكر ساعة خير من عبادة سنة))عليه وسلم تعالى وبجميع المسلمين وتطهيره من الغل والغش والحسد والخيانة وسوء

إن السمع والبصر والفؤاد كل))العقيدة فأنها من جنايات القلب قال الله تعالى وقال النبي صلى الله عليه( من سورة اإلسراء 36آية ()أولئك كان عنه مسئوال

أال إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح بصالحها سائر الجسد وإذا فسدت))وسلم وقال سري بن( صحيح مسلم(()فسد بفسادها سائر الجسد أال وهي القلب

المغلس السقطي القلوب ثالثة، قلب كالجبل ال يحركه شيء وقلب كالنخلة أصلها. ثابت والريح تميل بها يمينا وشماال وقلب كالريشة يذهب مع كل ريح لوال يثبت

. وأدب اليدين البسط بالبر واإلحسان وخدمة اإلخوان وأال يستعين بها على معصية وأدب الرجلين السعي بهما في صالح نفسه وإخوانه وأال يمشي في األرض مرحا

وال يختال وال يتبختر وال يزهو إنها مما تبغضه إلى الله تعالى وال يستعين بهما. على المعاصي

ثم إن أول الصحبة معرفة ثم مودة ثم ألفه ثم عشرة ثم محبة ثم صحبة ثم أخوة. وقيل غذاء النفوس في العشرة

وغذاء القلوب في الصحبة والصحبة ال تكون إال باتفاق البواطن قال الله تعالى( من سورة الحشر 14آية (.)تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)في صفة المنافقين

والصحبة إذا صحت شرائطها فإنها أجل األحوال أال تري أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أجل الناس علما وفقها وعبادة وزهدا وتوكال ورضا فلم ينسبوا إلى

شيء من ذلك غير الصحبة التي هي أعالها ومن آدابهم أال يجري في حديثهم هذا لي وهذا لك ولو كان كذا لم يكن كذا ولعل وعسي ولم فعلت ولم ال تفعل وما يجري مجراها فإنها من أخالق العوام قال إبراهيم ابن شيبان كنا ال نصحب من

يقول فعلي وال تجري بينهم اإلعارة واالستعارة وقال بعضهم الصوفي سال يعير وال يستعير وال تجري بينهم المخاصمة وال المجادلة وال االزدراء وال المزاحمة

والمغالبة والغيبة والوقيعة والنقيصة واالستهزاء بل يكون كل أحسد منهم للكبير. كالولد وللنظير كاألخ وللصغير كالوالد ولألستاذين كالمملوك

ومن آدابهم أذا اجتمعوا أن يقدموا احدهم ليكون مرجعهم إليه واعتمادهم عليه ويكون أرجحهم عقال ثم أعالهم همة ثم أعالهم حاال ثم أعلمهم بالمذهب ثم

ليؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن)أسنهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استووا فأفقههم في الدين فإن استووا فأشرفهم فإن ساووا فأستهم فإن

وكان صلى الله عليه وسلم يقدم أهل بدر على غيرهم( استووا فأقدمهم هجرة روي أنه كان جالسا في صفة ضيقة فجاء قوم من البدريين فلم يجدوا موضعا

يجلسون فيه فأقام النبي صلى الله عليه وسلم من لم يكن من أهل بدر من ذلك وإذا قيل انشزوا)المجلس فجلسوا مكانهم فاشتد عليهم فأنزل الله تعالى

ثم أحسنهم خلقا ثم أقدمهم هجرة ثم( من سورة المجادلة 11آية ( )فانشزوا أتمهم أدبا ثم أسبقهم بلقاء المشايخ حكي أن على بن بندار الصيرفي ورد على

أبي عبد الله بن خفيف زائرا له من نيسابور فتماشيا فقال له أبو عبد الله تقدم.بأنك لقيت الجنيد وما لقيته: فقال بأي عذر ؟ قال

ويخدمهم أصدقهم نية وشفقة وأحلمهم وأقواهم قلبا وأكثرهم ديانة وأمانة وصيانة وأقلهم اهتماما بنفسه وذويه، فالخدمة الدرجة الثانية من الشيخوخة كما

سيد القوم))ورد في ا لخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال وقيل إذا صحبت إنسانا فانظر عقله أكثر مما تنظر دينه فإن دينه له(( خادمهم

وعقله له ولك وال تصحب من كل أكثر همه الدنيا والنفس والهوى قال الله تعالى من سورة 29آية ( )فأعرض عن من تولي عن ذكرنا ولم يرد إال الحياة الدنيا)

(من سورة الكهف 28آية ( )وال تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه( )النجم وال يذكر عيوب الناس فقد قيل من ذكر عيوب الناس شهد على نفسه فإنما يذكر

توسع على أخيك: سئل أبو عثمان الحيرى عن الصحبة فقال. مقدار ما فيه منها من مالك وال تطمع في ماله وتنصفه من نفسك وال تطلب اإلنصاف منه وتكون

تبعا له وال تطلب أن يكون تبعا له وتستكثر ما اليك منه وتستقل ما منك إليه قال من يعلم منك مثل ما يعلم: محمد بن داود الدقي قلت للزقاق من أحتجب ؟ فقال

الله ثم تأمنه على ذلك وقال بعضهم ما أوقعني في البالء إال صحبة من ال وقيل ليس في اجتماع اإلخوان أنس لوحشة الفراق وقيل الشرف في. أحتشمه

ثالث إجالل الكبير، ومداراة النظير ورفع النفس عن الحقير وقيل الجلساء ثالثة جليس تستفيد منه فالزمه وجليس تفيده فأكرمه وجليس ال تستفيد منه وال تفيده

. فاهرب منه الصولة على من فوقك: ومن آدابهم ترك التيه والصولة قال أبو على الروذباري من ولى: وقال بعضهم. قحة وعلى من هو مثلك سوء أدب وعلى من دونك عجز

.ومن تواضع فيها أخبر أن قدره فوقها. والية فتاه فيها أخبر أن قدره دونها تلك الدار اآلخرة))إن عجب المرء بنفسه حد فساد عقله قال الله تعالى : وقيل

(.من سورة القصص 83آية (( )نجعلها للذين ال يريدون علوا في األرض وال فسادا وليحذر التأدب أن يحقر أحداً من المسلمين فقد روى عن النبي صلى الله عليه

(.رواه مسلم(( )حسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم: ))وسلم أنه قال من استذل مؤمناً أو مؤمنة أو حقره لفقره وقلة))وقال صلى الله عليه وسلم

من رضي به الله: وقال بعضهم((. ذات يده شهره الله يوم القيامة ثم يفضحه وإذا نزل به أحد من إخوانه أو جماعة قدم إليهم ما حضره من. عبداً فارض به أًخا

الطعام والشراب قل كثر أال ترى أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه روى عن أبى البختري أنه قال. ضيفه المكرمون ما لبث أن جاء بعجل حنيذ فقربه

كلوا نهانا رسول الله:نزلنا على سلمان بالمدائن فقرب إلينا خبزاً وسمكا وقال المستدرك على)صلى الله عليه وسلم عن التكلف ولوال ذلك لتكلفت لكم

لو: ولما ورد أبو حفص على الجنيد تكلف في خدمته فأنكر عليه وقال(. الصحيحين صير أصحابي مجانين: فقيل له في ذلك فقال. دخلت خراسان علمناك الفتوة

يقدم إليهم ألوان الطعام واللباس والطيب كل يوم وإنما الفتوة عندنا ترك. التكلف وإحضار ما حضر

ثم إذا حضرك الفقراء فاخدمهم بال تكلف حتى إذا جعت جاعوا وإذا شبعت شبعوا قلت لذي: قال يوسف بن الحسين. حتى يكون مقامهم وخروجهم عندك سواء

: وأنشد. من إذا مرضت عادك وإذا أذنبت تاب لك: من أصحب ؟ قال: النون

إذا مرضنا أتيناكم نعودكم وتذنبون فنأتيكم فنعتذر

ويجتنب البذاء فإنه يهيج. إلى أين: فيقول. ليس بصاحب من تقول له قم: وقيل قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم))البغضاء قال الله عز وجل

(. من سورة آل عمران 118آية (( )أكبر

صنف كالغذاء ال يستغنى عنهم وصف كالدواء: الناس ثالثة أصناف: وقال بعضهم. يحتاج إليهم في األحايين وصنف كالداء يجب االحتماء منهم ومما يقرب منهم

مصاحبة األشرار خطر ومن صاحبهم فقد بالغ: ويجتنب صحبة األشرار فقد قيل في الغرر وإنما مثله كمثل راكب البحر إن سلم ببدنه من التلف لم يسلم بقلبه

:من أكمل السعادة والرشاد صيانة الحر نفسه عن األوغاد وقيل: وقيل. من الحذر وقيل كل واحد. من يصحب صاحب سوء لم يسلم ومن يدخل مدخل سوء يتهم

وروى أنه وقف النبي صلى الله عليه وسلم. يعرف بقرنائه وينسب إلى خلطائه أال أخبركم بخيركم من شركم ؟ خيركم من يرجى خيره ويؤمن))على قوم فقال

(. الجامع الصغير(()شره وشركم من ال يرجى خيره وال يؤمن شره

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! ا!أل!س!ف!ا!ر! و!ف!ض!ل!ه!ا!

من سورة 37آية (( )رجال ال تلهيهم تجارة وال بيع عن ذكر الله))قال الله تعالى هم الذين يضربون في))من هم فقال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم( النور

سافروا: ))وقال النبي صلى الله عليه وسلم(( األرض يبتغون من فضل الله الغريب شهيد ويفسح للغريب في قبره: وقال(( الجامع الصغير(()تصحوا وتغنموا :وقال أبو حفص النيسابوري( رواه اإلمام احمد في مسنده(( )كبعده عن أهله

. ترك تدبير الزاد وتقدير الطرق ويعلم أن الله حافظه: ينبغي للمسافر ثالثة أشياء وقال. وأفضل السفر الجهاد ثم الحج ثم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

الحاج والغازي والمعتمر ثم زيارة المسجد: وفد الله ثالثة))عليه الصالة والسالم ال تشد الرحال))قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رواه النسائي(()األقصى

رواه(( )المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد األقصى: إال إلى ثالثة مواضع(. اإلمام احمد

ثم لطلب العلم ثم لزيارة المشايخ واإلخوان قال النبي صلى الله عليه وسلم (رواه اإلمام احمد(( )حقت محبتي للمتحابين في المتزاورين: يقول الله تعالى))

زر في))قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وفى الحديث عن أبى رزين قال اللهم صله كما وصله: الله فإن من زار في الله شيعه سبعون ألف ملك يقولون

(. حلية األولياء(()فيك وناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة مقعدا ثم لرد المظالم واالستحالل ثم لطلب اآلثار واالعتبار ثم لرياضة النفس وخمول

الذكر وال يسافر للنزهة والبطر والرياء والجوالن في البالد لطلب الدنيا على ليس شيء أضر على المريدين من: متابعة الهوى قال أبو تراب النخشبي

أسفارهم على متابعة هواهم وما فسد من فسد من المريدين إال باألسفار الباطلة 47آية (()وال تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس))قال الله تعالى

يأتي على الناس زمان))وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من سورة األنفال ((يحج أغنياء أمتي للنزهة وأوساطهم للتجارة وقراؤهم للرياء وفقراؤهم للمسألة

. أال إن الوفد كثير والحاج قليل: وقال عمر رضي الله عنه وال يسافر بغير رضا الوالدين واألستاذ وال بغير إذنهم حتى ال يكون عاقاً في

سفره فال يجد بركات أسفارهم وإذا كان في جماعة مشى مشي أضعفهم ووقف لوقوف الرفيق وال يؤخر الصالة عن أوقاتها ما أمكن ويؤثر المشي على الركوب

إال عند الضرورة فإن سفره للرياضة وطلب الزيارة وإذا كان في جماعه بذل جهده في خدمتهم ما أمكن ويرفع عنهم مؤونته فقد

يا رسول الله أي الصدقات أفضل ؟ فقال: قلت: روي عن عدي بن حاتم أنه يقال((. خدمة الرجل أصحابة في سبيل الله))عليه الصالة والسالم

ومن آدابهم إذا دخل بلدا فإن كان فيه شيخ قصد زيارته إن لم يكن يقصد موضع الفقراء، وإن كان فيها مواضع قصد أقدمها وأكثرها جمعا وأعظمها حرمة ويتفقد موضع الطهارة خصوصا، والمياه الجارية فيه فيؤثر النزول عليها دون غيرها، وإن لم يكن لهم موضع وال جمع نزل على أكثرهم محبة لهذه الطائفة وأكثرهم إيمانا بهم وميال إليهم وإذا دخل دويرة تنحي ناحية ونزع خفية يبدأ باليسرى في النزع

إذا انتعل أحدكم))وباليمني في اللبس يفقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقصد موضع( رواه مسلم في صحيحه(()فليبدأ باليمني وإذا نزع فليبدأ باليسار

الطهارة ويتوضأ ثم يصلي ركعتين وإن كان هناك شيخ مقصود قصده وزارة وقبل لما نزلت: رأسه إال أن يكون حدثا فيقبل يده روي عن كعب بن مالك أنه قال

توبتي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقبلت يده وحكي أن أبا عبد الله بن

خفيف قبل يد الحسين بن منصور وهو في الحبس فقال لو كانت اليد يدنا. لمنعناك ولكن اليد يد تبوسها اليوم وتقطع غدا

ثم يجلس عند الشيخ ساعة وال يتكلم إال أن يسأله عنت شيء فيجيبه عن سؤاله وال يبلغه سالما وال يذكر أحدا إال أن يكون نظيرا له في الحال أو ا لسن فيجوز

ذلك ثم يرجع إلى موضعه وعلي المقيمين أن يسلموا عليه فحق القادم أن يزار إال أن يكون بمكة فإن عليه زيارة المجاورين لحرمة الحرم ثم يقدم إليه ما حضر من

األدب مع الضيف أن يبدأ بالسالم ثم باإلكرام ثم:" الطعام من غير تكلف فقد قيل بالطعام، ثم بالكالم، كصنع إبراهيم الخليل عليه الصالة والسالم مع ضيفة الكرام

ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سالما قال سالم فما لبث)قال تعالى وال يسأل عن أحوال وأخبار الدنيا( من سورة هود 69آية ( )أن جاء بعجل حنيذ

وأهلها مما ال يعنيه بل عن أحوال المشايخ واألصحاب واإلخوان المتعاونين على. أعمال الخير

ويجب على المسافر استصحاب ركوة أو كوز للطهارة أولي قيل كان بعض المشايخ واألصحاب واإلخوان إذا صافحه المسافر تفقد حمل الركوة في يكفه

وأصابعه فإن وجده أحسن قبوله وإال ازداده ورده وقال بعضهم أذا رأيت الصوفي وليس معه ركوة وال كوز فاعلم أنه عزم على ترك الصالة وكشف العورة شاء أو

. أبي ويستحب للمسافر استصحاب العصا واإلبرة والخيط والمقص والموسي ونحوها،

. فإن ذلك مما يستعين به على أداء الفرائض كما يجب وإذا أراد السفر فمن األدب أن يطوف على إخوانه ويعرفهم خروجه ويودعهم

. ويستحب لمن هو في صحبتهم تشييعه كذا كان دأب المشايخ ويجتهد أال يفوته شيء من األوراد وخاصة الواجبات قال أبو يعقوب السوسي يحتاج المسافر إلى أربعة أشياء في سفره وإال فال يسافر عليم يسوسه وورع

يحجزه وخلق يصونه ويقين يجمله وسئل رويم عن أدب المسافر فقال، ال تسبق. همته خطوته وحيثما وقف قلبه يكون منزله

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! ا!ل!ل!ب!ا!س!

قال بعض المفسرين أي( من سورة المدثر 4آية ( )وثيابك فطهر)قال الله تعالى فقصر روي أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

وكان عمر رضي الله( الجامع الصغير(( )إن الله يحب كل متبذل ال يبالي ما لبس)) عنه يقطع من كمه ما جاوز األصابع وقال بعضهم الفقير الصادق أي شيء لبس

. يحسن عليه ويكون له فيه المالحة والمهابة ومن آدابهم في ذلك أن يكونوا مع الوقت يلبسون ما يجدون من غير تكلف وال

اختيار ويقتصرون على ما يؤدون به الفرض من ستر العورة وما يدفع القر والحر إنها ليست من الدنيا: فهي ما استثني النبي صلى الله عليه وسلم من الدنيا وقال

ويتبرمون بكثرة اللباس ويواسون بالفضل، قال النبي صلى الله عليه وسلم ثالثة يدخلون الجنة بغير حساب رجل غسل ثوبه فلم يجد خلفا، ورجل لم ينصب))

الجامع(()له على مستوقدة قدران ورجل دعا بشراب فلم يقل له أيها تريد ما أعد رسول الله صلى الله عليه: وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت( الصغير

. وسلم من شيء زوجين النظافة من))ويجتهدون في النظافة والظرافة قال النبي صلى الله عليه وسلم

ما كان هذا: ورأى على بعض الوفود ثوبا وسخا فقال( أحياء علوم الدين(( )اإليمان((.يجد ماء يغسل به ثوبه

ويكرهون لبس الشهرة من الثياب ويتبركون بثياب المشايخ روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بعض بيوته مع أصحابه فامتأل البيت وجاء جرير بن عبد الله البجلي فلم يجد موضعا وقعد خارج البيت فأبصره النبي صلى اله عليه وسلم فأخذ جرير الثوب ووضعه على وجهه وقبله واختار بعضهم االقتصار على خرقتين

كهيئة المحرم وكره الجمهور منهم ذلك إال للمحرم أو بمكة لما فيه من الشهرة. وإظهار الزيادة على األقران

ويكره لبس الفرجية أيضا إال للمشايخ فإنه بمنزلة الطيلسان والسجادة والقالنس للمشايخ والبرانس للمريدين ويستحب االقتصار على ثوب واحد حكي الجريري

كان ببغداد فقير ال نكاد نجده إال في ثوب واحد شتاء وصيفا فسئل عن ذلك: قال كنت مولعا بكثرة الثياب فرأيت في المنام كأني دخلت الجنة فرأيت جماعة: فقال

من أصحابنا على مائدة فقصدتهم فحال بيني وبينهم مالئكة وقالوا هؤالء أصحاب ثوب واحد ولك أثواب، فانتبهت ونذرت أل ألبس إال ثوبا واحدا إلى أن ألقي الله

قد كثرت المرقعات فقال آن طالب السلوك يرونكم: وقيل للجنيد. تعالي وكان أبو حاتم العطار إذا رأى أصحاب. بأبصارهم وأنتم في السير مع الله تعالي

يا سادتي نشرتم أعالمكم وضربتم طبولكم فليت شعري في: المرقعات يقول اللقاء أي رجال تكونون وقال على بن بندار ثوب استجيز فيه الصالة أكره أن أبدله

للقاء الناس بخير منه وقال أبو حفص الحداد إذا رأيت ضوء الفقير في ثوبه فال. ترج خيره

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! ا!أل!ك!ل!

من 31اية()وكلوا واشربوا وال تسرفوا إنه ال يحب المسرفين)قال الله تعالى فكلوا منها وأطعموا البائس)واإلسراف حرام وقال الله تعالى ( سورة األعراف

(. من سورة الحج 28آية (()الفقير أدب الله تعالى عباده أال يطعموا الفقير إال مما يأكلون وقال النبي: قال بعضهم

إذا أكل أحدكم فليقل بسم الله فإن نسي في أوله فليقل))صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم وأشار( سنن ابن ماجة()إذا ذكر بسم الله أوله وآخره

كلوا من حواليها وال تأكلوا من وسطها فإن البركة تنزل في)إلى القصعة (. سنن ابن ماجة()وسطها

ترك االهتمام بالرزق وقلة االشتغال بطلبه وجمعه ومنعه وادخاره: ومن آدابهم من 60آية ()وكأين من دابة ال تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم)قال الله تعالى أي ال تدخروا وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ما كان( سورة العنكبوت

:يدخر شيئا لغد وال يكثر ذكر الطعام فإن ذلك من الشره حكي عن رويم أنه قال لم يخطر ببالي ذكر الطعام عشرين سنة حتى يحضر ويقصد عند تناوله سد

الجوعة ويعطي النفس حقها دون حظها فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال وقيل لبعض المشايخ كيف(( إن لنفسك عليك حقا فإن منعتها حقها ظلمتها))

تناول العليل للدواء يرتجى به الشفاء ويمنعها من: يتناول القوم الطعام ؟ فقال ما مليء وعاء شر من بطن))الشره والنهم مراعيا لقوله صلى الله عليه وسلم

أكل: وقيل((أبن آدم فإن كان ال بد فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس. الطعام لغير القوام كان انتفاعه به السقام

ما عاب رسول الله)وال يعيب طعاما وال يمدحه روى أبو هريرة رضي الله عنه قال (رواه مسلم( )صلى الله عليه وسلم طعاما قط كان إذا اشتهاه أكله وإال تركه

أذيبوا طعامكم بذكر الله تعالى والصالة وال تناموا))وقال صلى الله عليه وسلم ((. عليه فتقسوا قلوبكم

ما بال األقوياء)وروي أن الله تعالى أوحي إلى داود صلى الله عليه وسلم ومبادرتهم الشهوات، إنما جعلت الشهوات لضعفاء خلقي، إن القلوب المعلقة

(. بالشهوات عقولهم محجوبة عني أن نفسي: حكي أن بشر بن الحارث رئي في السوق فسئل عن ذلك فقال

. تطالبني منذ سنين بخيارة فمنعتها ورضيت اآلن بالنظر إليها فأعطيتها وال يكون آلكلهم وقت معلوم وال يتكلفون وال يختارون الكثير الرديء على القليل

فلينظر أيها أزكي طعاما فليأتكم برزق منه)النظيف الطيب قال الله تعالى وال يلقم بعضهم بعضا وإذا حضر الطعام فال( من سورة الكهف 19آية ( )وليتلطف

كل فأن الكل فيه سواء إال المشايخ لمن دونهم على سبيل: يقول بعضهم لبعض البسط لهم وترغيبهم في الخير عند احتشامهم هذا لهم خاصة وأما غيرهم من طبقات الناس فمن أدبهم عرض الطعام عند الحضور واستدعاء الحاضرين إليه

كان عبد الله: سمعت والدي رحمه الله يحكى عن الشيرواني رحمه الله أنه قال :بن الصامت من المشايخ وكان ال يدعو أحدا إلى الطعام فحضرت يوما عنده فقلت

وال. فسكت. إن الحكم إال لله: العلم يدعونا إلى عرض الطعام اإلحضار فقال يأكلون إال مما يعرفون أصله ويتنزهون عن أكل طعام الظلمة والفسقة وإن كان

نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم: من وجهه روى عمران بن الحصين قال

وينصرفون عن قبول إرفاق النسوان وأكل طعامهن. عن إجابة طعام الفاسقين.إن ترك ذلك من فعل المجوس: وال يكرهون الكالم عند الطعام فقد قيل

ثم من األدب عند تناول الطعام التشمير والجلوس على الرجل اليسرى والتسمية واألكل بثالث أصابع ومما يليه وتصغير اللقمة وتجويد المضغ ولعق األصابع قال

إن))وقال . أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعق األصابع والقصاع: جابر(. صحيح مسلم(( )أحدكم ال يدرى في أي طعامه البركة

ال))ويترك النظر إلى لقمة صاحبه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الحمد لله الذي: يتبعن أحدكم بصره لقمة صاحبه بالنظر وإذا فرغ من الطعام قال

وليس من الظرافة أن يغمس يده في الطعام((. جعل أرزاقنا أكثر من أقواتنا األكل مع: وقال بعض المشايخ. ويكره األكل في اليوم مرتين. بحيث يتلطخ به

مؤاكلة: وقال الجنيد. اإلخوان باالنبساط ومع األجانب باألدب ومع الفقراء باإليثار ويختارون االجتماع على األكل لقوله صلى. اإلخوان رضاع فانظروا من تؤاكلون

(مجمع الزوائد للهيثمي(( )خير الطعام ما كثرت عليه األيدي))الله عليه وسلم وقال صلى(( األكل مع اإلخوان شفاء))وروى عنه عليه الصالة والسالم أنه قال

الجامع(( )شر الناس من أكل وحده وضرب عبده ومنع رفده))الله عليه وسلم وإذا أكل مع جماعة ال يمسك عن األكل ما داموا يتناولونه السيما إذا كان( الصغير

إذا أكل مع جماعة كان آخرهم. متقدمهم روى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان .أن تأكل باألمر ال بالهوى: أكال وسئل بعض المشايخ عن األكل الذي ال يضر قال

. منذ ثالثيين ما أكلت شيئاً بشهوتي: وقال إبراهيم بن شيبان

ف!ص!ل!:! أ!ك!ث!ر! ا!ل!ن!ا!س! ش!ب!ع!ا! أ!ك!ث!ر!ه!م! ج!و!ع!ا! ي!و!م! ا!ل!ق!ي!ا!م!ة!

كف عنا جشأك))روى أن رجال تجشأ عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال وقال(. سنن ابن ماجة(( )فأكثرهم شبعاً في الدنيا أكثرهم جوعاً يوم القيامة

وقال سهل بن عبد. كان بلية آدم في أكلة وهي بليتكم إلى يوم القيامة: الحسن لو: وقال يحيى بن معاد. ألن أترك من عشائي لقمة أحب إلى من إحياء ليلة: الله

لو: وقال. كان الجوع يباع في األسواق لما كان لطالب اآلخرة أن يشتروا سواه تشفعت إلى نفسك بالمالئكة المقربين واألنبياء والمرسلين في ترك شهوة وعن. لردتهم أجمعين ولو توسلت إليها بالجوع النقادت لك وصارت من الطائعين

دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو: أبى هريرة رضي الله عنه قال ال تبك إن شدة القيامة: الجوع فبكيت فقال: يصلى جالساًً فقلت ما أصابك ؟ قال

وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه(( ال تصب الجائع إذا احتسب ذلك في الدنيا ويكره االنتظار عند((. من أحس من نفسه نشاطاً فليذبها بالجوع والعطش))قال

قلوب األبرار ال تحمل االنتظار ويكره تفويت األوقات: حضور الطعام وقد قيل :باالشتغال باألكل حكى عن بعضهم أنه كان يفطر على حسوة يحسوها ويقول

وكره أكثرهم تلقيم من يخدمهم مما أيديهم ال. الوقت أعز من أن يشتغل باألكل يملكه باإلحضار: سيما إذا كان ضيفا فأنه التصرف فيما قدم إليه فقال بعضهم

:بالوضع في الفم وقال بعضهم: بين يديه وقال بعضهم بالتناول وقال بعضهم. باستيفاء األكل بالبلع

تنزل الرحمة على الفقراء عند الطعام فإنهم ال يأكلون إال باإليثار:وقال الجنيد واجب على المضيف ثالثة أشياء وعلى الضيف ثالثة أشياء: وقال بعض المشايخ

فأما الذي على المضيف فأن يطعمه من الحالل ويحفظ عليه مواقيت الصالة وال يحبس عنه ما قدر عليه من الطعام وأما ما على الضيف فأن يجلس حيث يجلس

أن: وأن يرضى بما قدم إليه وأن ال يخرج إال بعد االستئذان روى عن ابن عباس ((إن من السنة أن يشيع الضيف إلى باب الدار: ))النبي صلى الله عليه وسلم قال

(. سنن ابن ماجة)

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! ا!ل!ن!و!م!

من نام حتى أصبح بال الشيطان))روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ومن أدبهم في ذلك أن يجتنب النوم بين جماعة قعود فإذا غلبه(( في أذنيه

النعاس بينهم فإما أن يقوم أو يدفع عن نفسه ذلك بمحادثة أو غيرها وال يتعود االنبطاح فإن كان ممن له غطيط فيتعود النوم على الجنب وليستلقى ويجتهد أن يكون نومه لله وبالله وال يكون نائماً عن الله فأما النائم لله فهو القاصد إلى أخذ

بلغة من النوم يستعين بها على أداء الفرائض وتحصيل النوافل خصوصاً آخر الليل هل من داع فأستجيب: أن الحق عز وجل يقول آخر الليل))لما روى في الحديث

(.رواه اإلمام مسلم(( )له هل من سائل فأعطيه سؤله هل من مستغفر فأغفر له وأما النائم بالله فهو العارف الذاكر من ال تأخذه سنة وال نوم إلى أن يرد عليه

النوم من غير اختياره وهم الذين يبيتون لربهم سجداَ وقياما وأما النائم عن الله كذب من))فهو الغافل عنه كما جاء في مناجاة داود صلى الله عليه وسلم قوله

ادعى محبتي إذا جنه الليل نام عنى أليس كل محب يحب خلوات حبيبه فها أنا((. مطلع على قلوب أحبائي

ومن آدابهم النوم على الطهارة واالضطجاع على الشق األيمن ويقول باسمك اللهم وضعت جنبي وباسمك ارفعه وباسمك ارفعه اللهم إن أمسكت نفسي

فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ويذكر الله كلما انتبه، فإن توضأ وصلي ركعتين ثم نام كان أولي

من أراد قلة النوم فليجتنب: ويكره النوم بعد صالة الصبح وبعد المغرب وقيل شرب الماء إال قدر تسكين العطش ومن كان بين جماعة فناموا فإما أن يوافقهم

:وينام أو يقوم عنهم وتستحب القيلولة، ليستعان بها على قيام الليل، وقيل وكان بعضهم ال يضطجع من. النوم أول النهار خرق، وأوسطه خلق، وآخره حمق

الليل حياء من الله تعالى ودام على ذلك ثالثين سنة، إنما يستند إلى ا لجدار عند أتي على السري نيف وثالثون سنة ما: وقال الجنيد. غلبة النوم، ويصوم النهار

:رئي مضطجعا إال في علة الموت وحكي أن أبا يزيد مد رجله في المحراب فنودي. من جالس الملوك بال أدب تعرض للقتل

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! ا!ل!س!م!ا!ع!

وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول تري أعينهم تفيض من الدمع)قال الله تعالى الذين يستمعون)وقال تعالى ( من سورة المائدة 83آية ()مما عرفوا من الحق

فهم في روضة)وقال تعالى ( من سورة الزمر 18آية ()القول فيتبعون أحسنة يسمعون وقال النبي صلى الله: قال مجاهد( من سورة الروم 15آية ()يحبرون

(.صحيح مسلم(( )ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت بالذكر))عليه وسلم فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤالء: )وروى أنه قرئ بين يديه

وروى عن عائشة رضي الله عنها. فبكى طويال(( من سورة النساء 41آية )شهيداً كان عندي جارية تسمعني فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنها قالت

وهى على حالها ثم دخل أبو بكر وهى على حالها ثم دخل عمر ففرت فضحك ال: رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما يضحك يا رسول الله ؟ فحدثه فقال

. فأمرها فأسمعته. أخرج حتى أسمع ما سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وارد حق يزعج القلوب إلى الحق: وسئل ذو النون المصري عن السماع فقال

تطرب: وقال السري. فمن أصغى إليه بحق تحقيق ومن أصغى إليه بنفس تزندق قلوب المحبين عند السماع وتخاف قلوب التائقين وتلتهب قلوب المشتاقين

مثل السماع مثل الغيث إذا وقع على األرض تصبح مخضرة كذلك القلوب: وقيل السماع يحرك ما تنطوي عليه: وقيل. الزكية يظهر مكنون فوائدها عند السماع

القلوب من السرور والحزن والخوف والرجاء والشوق فربما يحركه إلى البكاء وقيل السماع فيه حظ لكل عضو فربما يبكى وربما. وربما يحركه إلى الطرب

:وقيل أهل السماع ثالثة. يصرخ وربما يصفق وربما يرقص وربما يغمى عليه ال يصح السماع: مستمع بربه ومستمع بقلبه ومستمع بنفسه قال بعض المشايخ

وحكا عن بعضهم قال. إال لمن فنيت حظوظه وبقيت حقوقه وخمدت بشريته :ما تقول في السماع الذي عليه أصحابنا ؟ فقال: رأيت الخضر عليه السالم فقلت

وقيل السماع مقدحة سلطانية ال. هو الصفاء الذي ال يثبت عليه إال أقدام العلماء. تقع نيرانها إال فيمن قلبه محترق بالمحبة ونفسه محترقة بالمجاهد

أن ال يتكلفوا فيه وال يكون لهم وقت معلوم لذلك وال يسمعون: ومن آدابهم للتطايب والتلهي ثم يسمعون ما كان داخالً في أوصاف التائبين والخائفين

والراجين وما يحثهم على المعاملة ويجدد لهم صدق اإلرادة ومن ال يعلم ذلك. فعليه أن يقصد من يؤدبه فيه

نعم هو خير من أن تقعد وتغتاب: فقال. إنك مولع بالسماع: وقيل للنصراباذي هيهات يا أبا القاسم زلة في السماع شر من كذا وكذا: فقال له أبو عمرو بن نجيد

بلغنا في هذا األمر إلى مكان مثل حد: وقال أبو على الروذباري.سنة تغتاب الناس. السيف إن ملنا ففي النار

وليس من األدب استدعاء الحال والتكلف للقيام إال عن غلبة حال ترد فتزعج أو وترك. يكون على سبيل مساعدة لصادق أو مطايبة من غير تساكر وال إظهار حال

ذلك أولى روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعظ فصعق رجل من من ذا الملبس علينا ديننا ؟ إن كان صادقاً فقد شهر نفسه: جانب المسجد فقال

. وإن كان كاذباً محقه الله

ويكره للشبان القيام بحضرة المشايخ وإظهار الحال حكى أن شاباً كان يصحب الجنيد وكلما سمع شيئا زعق وتغير فقال له ظهر منك شيء بعد هذا فال تصحبني فكان بعد ذلك يضبط نفسه وربما كان يقطر منه من كل شعرة قطرة عرق حتى

. كان يوماً من األيام زعق زعقة خرجت فيها روحه وال رخصة لألحداث في القيام والتحرك أصال وأكثر المشايخ يكرهون حضورهم مجلس السماع وإذا كان الوقت جدا فال يجوز للتكلف المداخلة والمزاحمة على

. طريق الموافقة والمساعدة أيضاً حكى أن ذا النون المصري دخل بغداد فدخل عليه جماعة ومعهم قوال فاستأذنوا

: فأنشد يقول. أن يقول شيئا فأدن لهم

صغير هواك عذبني فكيف به إذا احتنكاأما تنظر لمكتئب إذا ضحك الخلي بكى

وإن جمعت من قلبي هوى قد كان مشتركا

فطاب قلبه وقام وتواجد وسقط على جبهته والدم يقطر من جبينه وال يقع على الذي يراك حين))األرض ثم قام واحد منهم فنظر إليه ذو النون وقال قال تعالى

. فجلس الرجل( من سورة الشعراء 218اية(( )تقوم والسكون مع حضور القلب وجمع الهمة والوقوف على أحوال المستعلمين أولى

. من المداخلة ألنه محل االستقامة والتمكين 29آية (( )فلما حضروه قالوا أنصتوا))واإلنصات من أدب الحضرة قال الله تعالى

وخشعت األصوات للرحمن فال تسمع إال))وقال تعالى (. من سورة األحقاف وإذا انعقد مجلس السماع يبدأ بالقراَن ويختم به( من سورة طه 108آية (( )همسا

أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في: فقد حكى عن ممشاد الدينوري. فقال ال بأس ابدءوا بالقراَن واختموا به. المنام فسأله عن اجتماع القوم للسماع

حكى عن بعض المشايخ. ويكره للمريد سماع الغزل واألوصاف فأنها بعيدة الغور السماع شهوة في قعر شبهه ال يحسن تناولها إال عارف ذو بصيرة: أنه قال

كل مريد رأيته يميل إلى: وقال الجنيد. وفطنة يختلس الشهوة وال يمس الشبهة السماع صراط ممدود يقصده:وقيل. السماع فاعلم أن فيه بقية من البطالة

صاحب يقين ووجود وصاحب شك وجحود إما أن يرفع سالكه إلى أعلى عليين أو أليس المشايخ: وقال بعض المريدين لبعض المشايخ. يكبكبه في أسفل السافلين

:وقيل. إذا كنت مثلهم فاسمع أنت أيضاَ: كانوا يميلون إلى السماع ؟ فقال. وهم ساعة قئول. السماع سرور ساعة تزول

حكى عن أبى عبد الله بن خفيف. وال يحضر مجلس السماع من يتبسم أو يتلهى حضرت مع شيخي أحمد بن يحيي في دعوة بشيراز واتفق فيها سماع: أنه قال

فطاب وقت الشيخ ويقام يتواجد ويدور وكان في صفة بحدائنا قوم من أبناء الدنيا، فتبسم واحد منهم فأخذ الشيخ منارة كانت هناك فرماه بها فأصاب الجدار

فانغرست أرجلها الثالث في الحائط وقد كان صلى ثالثين سنة صالة الصبح بوضوء. العشاء

سئل بعض المشايخ عن شرب القلوب من السماع وشرب األرواح منه، وشرب شرب القلوب الحكم وشرب األرواح النعم وشرب النفوس: النفوس منه فقال

. ذكر ما يوافق طبعها من الحظوظ تكلف من المستمع لطلب: وسئل عن التكلف في السماع فقال هو على ضربين

الجاه أو منفعة دنيوية وذلك تلبيس وخيانة وتكلف منه لطلب الحقيقة كمن يطلب الوجد بمنزلة التواجد وهو بمنزلة التباكي من البكاء قال صلى الله عليه وسلم

( سنن ابن ماجة(( )أذا رأيتم أهل البالء فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا))

طبقة منهم: قال أبو نصر السراج رحمه الله أهل السماع على ثالث طبقات يرجعون في سماعهم إلى مخاطبات الحق لهم فيما يسمعون وطبقة منهم

يرجعون في سماعهم إلى مخاطبة أحوالهم ومقامتهم وأوقاتهم فهم مرتبطون بالعلم ومطالبون بالصدق فيما يشيرون إليه من ذلك وطبقة منهم الفقراء

المجردون الذين قطعوا العالئق ولم تتلوث قلوبهم بمحبه الدنيا والجمع والمنع فهم يسمعون بطيبة قلوبهم ويليق بهم السماع، فهم أقرب الناس إلي السالمة

. وأسلمهم من الفتنه وكل قلب ملوث يحب الدنيا فسماعه سماع طبع وتكلف وقيل يحتاج إلى السماع من كان ضعيف الحال فإن القوي ال يحتاج إلى شيء من

ذلك قال الحصري ما أدون حال من يحتاج إلى مزعج يزعجه ولعمري ال تحتاج. الثكلى إلى نائحة

ا لسماع لقوم كالغذاء ولقوم كالدواء ولقوم كالداء ولقوم مروحة قال: وقيل. الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي

الوجد قد يكون زيادة لقوم ونقصانا آلخرين وهو كالسالح يصلح للجهاد في سبيل. الله ولقتل أولياء الله وكذلك الشمس تصلح شيئا وتفسد شيئا أخر

وقيل السماع من حيث المستمع فقد سمع بعضهم طوافا يصيح يا سعتر بري فأغمي عليه فسئل عن ذلك فقال حسبته يقول اسع تري بري وسمع الشبلي

: رحمة الله منشدا ينشد ويقول

أسائل عن ليلي فهل من مخبر يكون له علم بها أين تنزل

وال والله ما في الدارين عنها مخبر وقال الصبيحي يجب أن يكون: فزعق وقال إذا كان وجده صحيحا محفوظا في حال وجده ال يجري عليه لسان الذم– الواجد

بحال وقيل الوجد سر صفات الباطن كما أن الطاعة سر صفات الظاهر، وصفات الظاهر الحركة والسكون وصفات الباطن األحوال واألخالق وأما حكم الخرق التي

تقع في السماع فما كان منها على طريق مساعدة فهي للجماعة وما كان منها وأن كان. لقول قوال وإنشاد منشد فإن لم يكن هناك جماعة فإنها للقوال خاصة

هناك جماعة فقد اختلفت أقاويل المشايخ فيها فذهب بعضهم ألي أنها للقوال ألنه لما وجد الفائدة في سره من جهته خلع عليه بدال عما أتحفه به وذهب بعضهم

إلى أنها للجماعة والقوال فيها كأحدهم آلن بركة حضور الجماعة ال تقتصر على من أتي مكان كذا: قول القوال وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر

فله كذا، ومن قتل فله كذا، ومن أسر أسيرا فله كذا، فتسارع الشبان والفتيان وأقام الشيوخ والوجوه عند الرايات، فلما فتح الله على المسلمين طلبوا ما جعل

كنا ظهرا لكم ورداء فال تذهبوا بالغنائم دوننا فأنزل الله تعالى: لهم فقال الشيوخ (اآلية األولى من سورة األنفال(( )يسألونك عن األنفال قل األنفال لله والرسول)

إن كان: فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بينهم بالسوية ومنهم من قال القوال من جملة القوم فهو كأحدهم وليس له استبداد بشيء منها وأن كان أجنبيا

.فما كان منها لها قيمة يؤثر هو بها وما كان من خريقات الفقراء فهم أولي بها إن كان القوال أجيرا فليس له منها شيء وإن كان متبرعا فله ما: ومنهم من قال

وإذا قلنا إنها لهم فحكمها أنهم ال يشتغلون بها ما داموا في: صلى له منها السماع، فإذا أنقضي وقته جمعوها في السوط ثم إن كان هناك محب لهم فحكمه

أن يفديها بما يوجب وقته عن غير معاوضة فيها وال مناداة عليها، فإن ذلك استخفاف بحقها وحقهم ثم إن كان هناك شيخ له حكم فالحكم فيها إليه من

الفقير أولي بخرقته، وأنكر: تخريق وتبديل ورد على أصحابها وقال أهل الشام ما كان وقع منها على سبيل المساعدة أو: الجمهور منهم ذلك ومنهم من قال

مشوبا بالتكلف فالرد أولي، وأكثر المشايخ يكرهون طرح الخرقة على سبيل المساعدة لما فيه من التكلف المباين للحقيقة وأن لم يكن هناك شيخ له حكم

يمضون فيه حكم الوقت وال يؤخرون ذلك ويكرهون تخريق المرقعات إال أن يكون تبركا وما كان منها من خرق الفقراء فما كان يصلح منها للرقاع فتخريقه أولي

لكن يصيب الكل نصيبا وال يبقي البعض محروما ويفرق على الحاضرين دون الغيب آلن الغنيمة لمن شهد الموقعة وإذا حضر معهم غيرهم فالمحبون منهم يعطون

. من الخرق وكيف يقسم ذلك ؟ اختلف المشايخ فيه فقال بعضهم يقسم عليهم بالتفاضل

كقسمة المواريث والغنائم وقال بعضهم أن كان يقسم ذلك شيخ يقسم بالتفاضل وأن كانوا يقسمونه فيما بينهم قسموه بالسوية وما لم يصلح فيها للرقاع فاإليثار بها أولي لمستحق من الفقراء وما كان ثياب المحبين فالبيع أولي واإليثار للقوال

. بها دون التخريق

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! ا!ل!ت!ز!و!ي!ج!

األولى أن يرغب في المرأة الدينة الصالحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجامع(( )تنكح المرأة لدينها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك))

الجامع(()أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة))وقال صلى الله عليه وسلم ( الصغير وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلق النساء من ضعف وعورة( الصغير

. فداووا ضعفهن بالسكوت وعوراتهم بالبيوت وآدابهم في ذلك أن ال يتزوج للدنيا وال بذات اليسار بل للسنة وللدين والنسب والعفة ثم يقوم بما ال بد من الكفاية بحسب الطاقة فإن عجز أو طلبت فوق

الطاقة خيرها بين الوفاق على المكنة أو طالق الفرقة اقتداء برسول الله عليه يا أيها النبي قل ألزواجك إن كنتن تردن الحياة)وسلم حيث أنزل الله تعالى عليه

وكن تسعة فخيرهن رسول الله صلى( من سورة األحزاب 28اآلية ( )الدنيا وزينتها إني محدثك بحديث: الله عليه وسلم وبدأ بعائشة رضي الله عنها وقال لها

أوفيك أستشير أبوي ؟ فاختارت الله: فاستشيري فيه أبويك فلما أخبرها به قالت ال تخبر نساءك بهذا فقال والله ال يسألنني عن ذلك: ورسوله والدار اآلخرة وقالت

إال خبرتهم فلما أخبرهن اخترن الله ورسوله فشكرهن الله تعالى على ذلك ثم واألولى في زماننا( من سورة األحزاب 52آية ( )ال يحل لك النساء من بعد)أنزل

. مجانبة التزويج وقمع النفوس بالرياضة والجوع والسهر والسفر روي أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه صلى الله عليه وسلم أنه قال

المسند لإلمام(()عليكم بالنكاح فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)) قيل لبعض الصالحين أال تتزوج ؟ فقال لي نفس لو تمكنت من تطليقها( احمد

لو دفعت إلى االهتمام بمئونة: لطلقتها فكيف أضم إليها أخري ؟ وقال بشر دجاجة ما آمنت على نفسي أن أصبح شرطيا وقال مكابدة العفة أيسر من مصلحة

مقاساة: وقال رأيت الصبر عنهن أسهل من الصبر عليهن وقال بعضهم: العيال العيال عقوبة تنفذ للشهوة الحالل وحكي أن رجال خطب إلى ميمون بن مهران

لم ؟ قال ألنها طلبت الحلي والحلل فقال عندي ما: ال أرضاها لك قال: ابنه فقال ما يسوءك: وأراد بعضهم تطليق زوجته فقيل له. أذا ال أرضاك لها: هي تريد قال

ما: منها ؟ قال العاقل ال يهتك ستر زوجته فلما طلقها قيل له لم طلقتها ؟ قال لي والكالم فيمن صارت أجنبية مني حراما على روي أن النبي صلى الله عليه

تكلم: وسلم لما هم بتزويج فاطمة رضي الله عنه لعلي رضي الله عنه قال له الحمد لله حمدا يبلغه ويرضيه: لنفسك خطيبا وقد حضر المهاجرون واألنصار فقال

وصلي الله على محمد صالة تزلفه وتحصيه والنكاح مما أمر الله به ورضيه واجتماعنا مما أذن الله فيه وقدره وهذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

زوجني ابنته فاطمة على صداق خمسمائة درهم وقد رضيت فسلوه واشهدوا وقال على رضي الله عنه ما كان لنا إال إهاب كبش نبيت عليه بالليل ونعلف عليه

. الناضح بالنهار

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! ا!ل!س!ؤ!ا!ل!

وأما)وقال ( من سورة البقرة 273آية ( )ال يسألون الناس إلحاقا)قال الله تعالى ( من سورة الضحى 10آية ( )بنعمة ربك فحدث

الجامع(( )أعطوا السائل ولو جاء على فرس))وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما صاحب))وقال (( لو صدق السائل في سؤاله ما أفلح من رده))وقال ( الصغير

((. الصدقة بأعظم أجرا من الذي يقبلها أذا كان محتاجا المسند لإلمام()من سأل مسألة وهو غني عنها فإنما يستكثر من النار))وقال (. سنن ابن ماجة( )ال تحل الصدقة لغني وال لذي مرة سوي))وقال ( احمد

وعن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال مكسب فيه بعض الريبة خير من مسألة. الناس

وقال الجنيد رحمه الله كل صوفي يعود نفسه أخذ األسباب عند وقوع الشدائد. فإنه ال ينفك عن رقة نفسه وال يحمل الصبر

وقال أبو حفص من تعود السؤال ابتلي بالطمع والخيانة والفكر وآدابهم في ذلك. أن ال يسألوا إال عند الضرورة

الفقير إذا اضطر إلى السؤال: والحاجة وال يأخذون إال قدر الكفاية وقال بعضهم فكفارته صدقة وقيل ال يجوز رد طالب فهو إما كريم فتصونه، أو لئيم فتصون

. نفسك عنه وتصون وجهك عن رده ويكرهون السؤال ألنفسهم ويستحبونه لألصحاب حكي عن ممشاد الدينوري كان

إذا ورد عليه الغرباء دخل األسواق وجمع من الدكاكين شيئا وحمله إليهم وال يعدون ذلك سؤاال لما فيه من التعاون على البر وكان النبي صلى الله عليه وسلم

ويستحب بذل الجاه.يسأل ألصحابه ولو كان سؤال الحترز منه صلى الله عليه وسلم لإلخوان قال بعض المشايخ ال يصح الفقر للفقير حتى يبذل جاهه كما يبذل

وأدب الخادم في السؤال أن ال يري نفسه في اآلخذ وال في العطاء ويكون.ماله معولة على هم الفقراء ويكون الوكيل على الفريقين قال الشبلي أذا خرجت إلى

. الناس للسؤال فال تراهم وال تري نفسك وكان الشيخ أبو العباس النهاوندي إذا ورد عليه الغرباء دخل السوق وجمع ما ينفق

من األطعمة ويحملها على يده إليهم وكان يقول منذ عشرين سنة ما أخذت من. أحد شيئا وكان يكره السؤال وينكر على أهله

ال يصح السؤال ألحد إال لمن كان العطاء عنده أحب من األخذ: وقال الجنيد أليه من نفقه قومه بالمعروف وينفق.واألولى للخادم أن يستقرض ما يحتاج

وقد رخص بعضهم في.عليهم ثم يسأل ويقضي دينه فإن ذلك أقرب إلى السالمة .ال خير فيمن لم يذق طعم إهانة الرد: السؤال لمن يقصد بذلك تذليل نفسه وقيل

اخترته لكراهية: وكان بعض المشايخ ال يأكل إال من السؤال فسئل عن ذلك فقال األكل: سعي األخوان األحرار إلخوانهم ال ألنفسهم وقيل: نفسي له وقيل

من سأل وله ما يغنيه خيف عليه أن: بالسؤال أجمل من اآلكل بالتقوى وقيل. يخاصمه الفقراء يوم القيامة وتقول أخذت ما جعل لنا ولم تكن منا

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! ح!ا!ل! ا!ل!م!ر!ض!

وقال((. حمي يوم بكفارة سنة))روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( سنن ابن ماجة(( )أبشروا فإنها كفارة وطهور))لألنصار لما حموا

إن في العلل ماال ينبغي للعاقل أن يجهل قدرها فإنها: وقال بعض الحكماء تمحيص للذنب وتعرض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة وأذكار النعمة في حال الصحة، وتجديد للتوبة، وحث على الصدقة حكي أن ذا النون المصري دخل على

ليس بصادق في حبه من لم يتلذذ بضربة: مريض يعوده فأن أنة فقال ذو النون أليس هذا شكوى ؟: وحكي أن بعض العارفين مرض فوصف علته للطبيب فقال له

قال لي: ال إنما هو إخبار عن قدرة قادر وقال خادم لكليب السنجاري: فقال هل تري على ظاهر جسدي موضعا خاليا من الدود غير اللسان فقلت: الشيخ يوما

. ال فقال كذلك ليس في داخل جسدي موضع خال من الدود غير القلب كيف تجد العلة ؟ فقال سوء: واعتل ممشاد الدينوري رحمه الله تعالى فقيل له

. فقدت قلبي منذ ثالثين سنة: كيف تجد قلبك فقال: العلة فقيل له.وقال بعض المشايخ آلن أعافي فأشكر أحب إلى من أن أبتلي فأصبر

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! ح!ا!ل! ا!ل!م!و!ت!

أكثروا من ذكر هادم اللذات فما ذكره عبد في))قال النبي صلى الله عليه وسلم (. سنن ابن ماجه(( )سعة إال ضاقت عليه وال ذكره في ضيق إال اتسع عليه

أرفق: كنت عند الجنيد وقت وفاته فكان يقرأ القراَن فقلت: وقال الخليلي أحوج ما كنت إليه الساعة وهو إذا تطوى صحيفتي وتختم: بنفسك يا سيدي فقال

. ثم ابتدأ وقرأ سبعين آية من سورة البقرة ومات رحمه الله إنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور: وحكا أن خيراََ النساج نظر وقت النزع وقال

وما أمرت به ال يفوتك وما أمرت به يفوتني فدعا بماء وتوضأ وصلى ثم كبر ومات. رحمه الله

أترونني أموت كما يموت هؤالء المرضى ؟ إنما أدعى: وكان على بن سهل يقول وحكا عن أحمد بن. لبيك فمات رحمه الله تعالى: فكان يوما جالساً إذا قال. فأجيب

خضرويه لما حضرته الوفاة وكان عليه دين سبعمائة دينار وغرماؤه حوله فنظر اللهم إنك جعلت الديون وثيقة ألرباب األموال وأنت تأخذ وثيقة: إليهم ثم قال

أين: نعم قال: هذا دار ابن خضرويه ؟ قيل: غرمائي فإذعنى فدق الباب وقال. غرماؤه ؟ فخرجوا إليه فقضى لهم ثم خرجت روحه رضي الله عليه

خالف: ولما حضر أبا عثمان الحيرى الوفاة مزق ابنه القميص ففتح عينيه وقال. السنة في الطاهر من رياء الباطن في القلب

. قل ال إله إال الله فقال ما نسيته فأذكره: وقيل للجنيد عند الموت .قل ال إله إال الله فقال هذا شيء قد عرفناه وبه نفنى: وقيل ألبى محمد الديلمي

وحكا أن أبا سعيد الخراز كان يتواجد عند. فقال ال أحسن غيره. لرويم ذلك: وقيل:الموت وكان قد مات جميع بدنه وبلغت الروح الحلقوم وهو يزعق ويقول

حنين قلوب العارفين لذكره وتذكارهم وقت المناجاة للسروأجسادهم في األرض قتلى بحبه وأرواحهم في الحب نحو العلى تسرى

. هذا يدل على سروره وسكون ضمير إن أمر هذا آخره أن يزهد في: نظر الحسن البصري إلى رجل يجود بنفسه فقال

. أوله وإن أمر هذا أوله لجدير أن ينهاه آخره وحكا أن الشبلي اعتل بعلة فأرجف بموته فبادر المشايخ ودخلوا عليه وجلسوا

جاء القوم إلى– وكان أجرأهم عليه - أيش الخبر ؟ فقال المالكي : فقال. حوله. العجب العجب من أموات جاءوا لجنازة حي: جنازتك فقال

على درهم مظلمة: لما حضرت وفاة الشبلي فقال: وقال أبو بكر الدينوري. فتصدقت بألوف عن صاحبه وما على قلبي شغل أعظم من ذلك

وضئني فوضأته ونسيت تخليل لحيته وقد أمسك على لسانه فقبض على: ثم قال يدي فأدخلها في لحيته وقد عرق جبينه ولم يذهب عليه هذا القدر من السنة

. فمات رحمه الله دخلت على عمرو بن العاص رضي: وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال

يا عبد الله خذ هذا: الله عنه وقد احتضر للموت فدخل عليه ابنه عبد الله فقال .ال حاجة لي فيه: فقال. إنه مملوء ماال: فقال. فقال ال حاجة لي فيه. الصندوق

يا عبد: ثم قال عبد الله ليته مملوء فقراً فقال ابن عباس رضي الله فقلت له كنت أقول أشتهى أن أرى رجالً عاقالً يموت فأسأله كيف تجده وكيف يجدك ؟:الله

إن السماء كأنها منطبقة على األرض وأنا بينهما وكأنما أتنفس من خرم: فقال اللهم إنك أمرت: اللهم خذ منى حتى ترضى ثم رفع يده وقال: ثم قال. إبرة

فعصيت ونهيت فارتكبت فال برىء فأعتذر وال قوى فأنتصر ولكن ال إله إال الله. ثم مات– ثالث

. ولما احتضر عبد الملك بن مروان نظر إلى أوالده حوله وبناته يبكين:فأنشد يقول

ومستخبر عنا يريد الردى ومستخبرات والعيون سواجم

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! و!ق!ت! ا!ل!ب!ال!ء!

طبخناك بالبالء: قيل( من سورة طه 40آية (()وفتناك فتونا))قال الله تعالى إن الله تعالى))وقال النبي صلى الله عليه وسلم . طبخاً حتى صرت صافياً نقياً

وقال النبي صلى الله عليه وسلم((. ادخر البالء ألوليائه كما ادخر الشهادة ألحبائه وقال( سنن ابن ماجه(( )نحن معاشر األنبياء أكثر الناس بالء ثم األمثل فاألمثل))

أحب العباد إلى الله تعالى شاب عابد ومبتلى صابر وفقير ناشط))عليه السالم ((. فإن الله تعالى يتعاهد عبده بالبالء كما يتعاهد الوالد الشفيق ولده

وآدابهم في ذلك ترك الجزع والشكوى في مالحظة ثمرة البلوى وما أعد الله 10آية (( )إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب: ))تعالى للصابرين حيث قال

فمن شهد برؤيته البالء من المبتلى غاب عن وجدان مرارة(. من سورة الزمر من 48آية (( )واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا))البالء وصعوبته قال الله تعالى

أال ترى أن صويحبات يوسف غبن في رؤيته عن وجدان ألم القطع( سورة الطور فلما رأيته أكبرنه وقطعن أيديهن))قال الله تعالى . ولم يشعرن بذلك إلى أن غاب

متى يهون: وقيل لبعض الشطار(. من سورة يوسف 31آية (( )وقلن حاش لله فيعد البالء رجاء والجفاء. عليك الضرب والقطع ؟ قال إذا كنا نعاين من نهواه

: أنشد مجنون بنى عامر يقول. وفاء والمحنة منحة

ومن أجل ليلى عذب القلب والحشا ومن أجل ليلى قربوا لي مكانياومن أجل ليلى رجل القوم للمنى بنصح دمى يا حبذا أنت جانيا

ومن أجلها سميت مجنون عامر فداها من المكروه نفسي وماليافلوالك يا ليلى لما جئت طارقا أدور على األبواب بالذل راضيا

:وله أيضاًأذل آلل ليلى في رضاها وأحتمل األكابر والصغار ا

:وألبى الشبص رحمه الله تعالى

وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي متأخر عنه وال متقدمأجد المالمة في هواك لذيذة حبا لذكرك فليلمني اللوم

أشبهت أعدائي فصرت أحبهم إذ كان حظي منك حظي منهموأهنتني فأهنت نفسي عامدا ما من يهون عليك ممن يكرم

أال ترى أن هؤالء يهون عليهم البالء في رؤية محبوبهم وكيف يتلذذون ويفتخرون. به هكذا من يكون صادق في دعواه متحققاً في تغير الزمان وطوارق الحدثان

: وقال بعضهمذل الفتى في الحب مكرمة وخضوعه لحبيبه شرف

:إن أبا ذر يقول: وروى أنه قيل للحسن بن على أبى طالب رضي الله عنهما :فقال رضي الله عنه. والسقم أحب إلى من الصحة,الفقر أحب إلى من الغنى

من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في: رحم الله أبا ذر أما انأ فأقول. غير الحالة التي اختارها الله تعالى له

:حكى أن جماعة دخلوا على الشبلي وهو في البيمارستان مقيد فنظر إليهم وقال يا كذابين تدعون: أحباؤك فرماهم بالحجارة فهربوا فقال: أيش أنتم ؟ فقالوا

. ابعدوا عنى– أي أذيتي – محبتي وال تصبرون على مضرتي وروى أبو هريرة رضي الله. أن ال يتماوت وال يعجز بل يتجلد ويصبر: ومن آدابهم

المؤمن القوى أحب إلى الله من: ))عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال المؤمن الضعيف احرص على ما ينفعك واستعن بالله وال تعجز وإن أصابك شيء ((فقل من قدر الله وما شاء فعل وإياك ولو فإن لو تفتح بابا من عمل الشيطان

(. صحيح مسلم) في أوقات البالء يتبين صدق العبد من كذبه فمن صبر في أوقات: وقال ابن عطاء

آلم أحسب))الرخاء وجزع في أوقات البالء فهو من الكاذبين قال الله تعالى الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ال يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم

من سورة 3-2-1اآليات (( )فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين(. العنكبوت

من 31آية (( )ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين: ))وقوله تعالى (األوساخ)ثم إن البالء في اإلنسان بمنزلة الدباغ يستخرج الرعونات ( سورة محمد

. ويصير إلى حالة يمكن االستفادة منه البالء سراج العارفين ويقظة المريدين وهالك: وقال الجنيد رحمه الله تعالي

. الغافلين اللهم اجعله أدبا وال: وحكي أن جعفر الصادق عليه السالم كان إذا أصيب يقول

تجعله غضبا وذلك آلن البالء منه ما يكون تمحيصا ومنه ما يكون تأديبا ومنه ما. يكون اختبارا، ومنه ما يكون عقوبة وخذالنا

على المخلطين نقم وعقوبات وعلي: البالء على ثالثة أوجه: وقال الجريري. المذنبين تمحيص للجنايات وعلي األنبياء والصديقين من صدق االختبارات

وال يمكن الوقوف على آدابهم وسيرهم فيه إال بذكر حكاياتهم فقد سئل الجنيد ما هل في ذلك حجة: إنها تقوي قلوبهم فقيل: فائدة المريدين في الحكايات ؟ فقال

وكال نقص عليك من أنباء الرسل ما)قوله تعالى . نعم: من كتاب الله تعالى ؟ قال(. من سورة هود 120آية ()نثبت به فؤادك

ف!ص!ل!:! ف!ي! ذ!ك!ر! آ!د!ا!ب!ه!م! ف!ي! ا!ل!ر!خ!ص!

إن الله يحب أن تؤتي رخصة كما يحب أن تؤتي))قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الجامع الصغير(()عزائمه

ما بالنا: سأل عمر بن خطاب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة تصدق الله بها عليكم أال فاقبلوا صدقته: نقصر الصالة وقد أمنا ؟ فقال

والرخصة منهل يرد عليه المبتدئ من المريدين ويتحير فيه( الجامع الصغير) المتوسط من السالكين ويستريح إليه الفائز من العارفين وال يستوطن فيه

المتحققون ألنه واد متسع كثير اآلفات إال على نية الرحيل اضطرارا فالمرتع في جانب الحمى يوشك أن يواقع الحمى، ألن حمي الله تقاء محارمه، وكل من أنحط

عن درجة الحقيقة وقع على طريق الرخصة ومن سقط منها وقع في ا لضاللة والترخص في مذهب الصوفية هو الرجوع عن حقيقة العلم إلى ظاهر. والجهل

. العلم وذلك نقص في أحوالهم سئل بعض المشايخ عن سوء أدب الفقير فقال انحطاطه عن درجة الحقيقة إلى

. الظاهر ولذلك قال ذو النون المصري رياء العارفين إخالص المريدين. حسنات األبرار سيئات المقربين: وسئل عن ذنوب المقربين فقال

وبخني على: ما فعل الله بك ؟ فقال: رئي الجنيد بعد موته في المنام فقيل له ما: مع الناس: كلمة كانت سبقت مني، وذلك أن سنة احتبس فيها المطر فقلت

أحوج الناس إلى المطر، فقال وما يدريك أن الناس يحتاجون إلى المطر ؟ تعلمني. ؟ إني عليم خبير اذهب قد غفرت لك أتي النبي عليه السالم فقيل مات فالن من))روي أبو هريرة رضي الله عنه قال

مسند(()فقال كيتان صلوا على صاحبكم– أو درهمين – أهل الصفة وترك دينارين (. اإلمام احمد

وقد صح أن من الصحابة من مات وخلف ماال جما لم ينكر عليه وإنما أنكرها هنا ألنه خالف معني دعواه أال تري أن الصالة طاعة ولكن من كان محدثا أو قرأ جنبا

الجامع( )من تسبه بقوم فهو منهم))استحق المقت والعقوبة وقوله عليه السالم أراد التشبه بسيرتهم ال بلبسهم ألنه روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه( الصغير

من تهيأ للناس بقوله ولباسه وخالف ذلك أعماله فعليه لعنه الله والمالئكة))قال ((. والناس أجميع

ثم إن لهم في رخصهم أدبا وأخالقا يحتاج المترخص إلى معرفتها والتمسك بها ليكون مترسما برسمهم ومتحليا بحليتهم إلى أن يبلغ مقامات المتحققين

. وأحوالهم. ومن رخصهم اتخاذ الصنعة واالستناد إلى العلوم وأدبهم

في ذلك أن ال يمتلكها بل يجعلها في المصالح وال يزيد على نفقة سنة له ولعياله ولمن يمونه، ، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم روي عن عمر بن الخطاب

كان أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم: رضي الله عنه أنه قال يوجف عليه المسلمون بخيل وال ركاب، فكانت له خاصة وكان ينفق منها على أهله

نفقة سنة، وما بقي جعله في الكراع وخيل السالح والعدة في سبيل الله عز. وجل

ومنها االشتغال بالكسب لصاحب العيال أو الوالدين، وأدبهم في ذلك أن ال يشغله ذلك عن فرائض الله تعالى التي أوجبها عليه في أوقاتها وال يراه سببا في الرزق

بل هو معاونه للمسلمين وال يشتغل بذلك أكثر أوقاته بل يجتهد أن يجعل أوقات كسبه من وقت الضحى إلى أخر صالة الظهر ثم يرجع ما بين صحبه فيصلي معهم

الخمس إلى الضحوة المقبلة من الغد وإن فضل من كسبه عن نفقة عياله شيء. أثر به إخوانه وأهل صحبته

ومنها السؤال وأدبهم في ذلك أن ال يسأل إال وقت الحاجة قدر الكفاية لمن يمونه أذا سألت))قال النبي صلى الله عليه وسلم : وال يبذل وجهة لمن يهون عليه رده

ويتلطف في سؤاله من غير تواضع فقد روي( سنن النسائي(( )فاسأل الصالحين((. لعن الله فقيرا يتواضع لغني آلجل ماله))أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

:ويروي عن جعفر الصادق رضي الله عنه قال في ذلك المعني

ال تخضعن لمخلوق على طمع فإن ذلك وهن منك في الدينواستغن بالله عن دنيا الملوك كما استغني الملوك بدنياهم عن الدين

واسترزق الله مما في خزائنه فإن ذلك بين الكاف والنون

وما يحصل من سؤاله ال يدعه في ملكه بل يسلمه عياله لفرغ قلبه عن شغلهم وال. ينفقه بالسرف وال يجعل ذلك عادة ومعلوما له

ومنها االستدانة على الله عز وجل وأدبهم فيها أن يكون ذلك لمصالح األخوان. وعند الضرورة وال يغفل عن االهتمام بالتوجه واألداء

من أدان دينا وهو ينوي أداءه))روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الجامع(( )وقضاءه، ومات ولم يترك وفاء قضي الله تعالى لغريمه يوم القيامة

(. الصغير ومنها حمل الزاد في األسفار وأدبهم في ذلك أن ال يبخل به على من هو في

. صحبته ممن يحتاج إليه أال من كان معه: روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فأمر أن ينادي

فضل زاد فليعد به على من ال زاد له، أال من كان له فضل ظهر فليعد به على من ال ظهر له فذكر من األصناف ما ذكر حتى ظننا أنه ليس لنا في فضل الذي في

(. صحيح مسلم)أيدينا حق ومنها الحج عن الغير باألجرة وأدبهم في ذلك أن ال يفعل ذلك إال عند الضرورة ثم يجعل نفقته في ذهابه وقفوله من ذلك ال من السؤال وال من األوقاف قال النبي

((من حج عن ميت كتب للميت حجة وللحاج براءة من النار))صلى الله عليه وسلم (. كنز العمال)

ومنها األسفار للدوران في البلدان وأدبهم فيها أن يجعل قصده فيها زيارة أخ في. الله أو استحالل أو طلب علم ثم يحصل في سفره غرضه

ومنها القيام والحركة في السماع وأدبهم في ذلك مراعاة الوقت وترك المداخلة والمزاحمة مادام الوقت جدا وإذا كان طيبة يجوز ذلك على سبيل المساعدة

. والمطايبة من غير تساكر وال إظهار حال ومنها المزاح وأدبهم في ذلك مجانبة الكذب والغيبة والمحاكاة والسخف وما يذهب

إن الله تعالى ال يؤاخذ بالمزاح))بالمروءة قال النبي صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى: وعن على كرم ا لله وجهه أنه قال(( الصادق في مزاحه

. الله عليه وسلم يسر الرجل من أصحابه إذا رآه مغموما بالمداعبة ويكره اإلكثار منه خاصة لذوي الهيئات فقد قيل ال تمازح الشريف فيحقد عليك وال

الدنيء فيجترئ عليك وكان النبي صلى الله عليه وسلم ال يلتفت إلى أصحابه وكان ببعض أصحابه رمد( سنن ابن ماجة)مخافة أن يراهم يمزحون فيتشورون

أتأكل التمر وبك رمد ؟))وكان يأكل التمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنما أكل بالجانب السليم فضحك النبي صلى الله عليه

(( وسلم ومنها إظهار العلوم التي ينبغي استعمالها وأدبهم في ذلك طلب اإلفادة والنصح

نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما))واإلرشاد قال عليه السالم ((. سمعها فرب رجل حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه

أدبهم فيها مجانبة الشهرة منها فال يضيع أكثر,ومنها لبس المرقعات المعمولة، أوقاته باالشتغال فيها وتلفيق بعضها إلى بعض والتجاوز في تزيينها فإن ذلك

يحصل تفويت الوقت بال فائدة دينية وال دنيوية وكان بعض المشايخ إذا رأوا الفقير لما فقدوا الفائدة من: تجاوز في تزيين مرقعته ولباسه ازدروه حتى قال بعضهم

ورأى النبي عليه السالم على بعض الوفود. بواطنهم اشتغلوا بالظواهر وتزيينها فيستحب في ذلك: فلير عليك قال: نعم قال: ألك مال؟ قال" ثيابا رثة فقال

. التوسط ومنها المعانقة عند المالقاة وتقبيل بعضهم بعضا وأدبهم فيه أن يكون ذلك مع

لقيني: أشكالهم وجنسهم وأهل األنس منهم روي أبو الهيثم بن التيهان أنه قال في بعض طرق المدينة فاعتنقني وقبلني وسئل.النبي صلى الله عليه وسلم

((. فإنها إثبات المودة))النبي صلى الله عليه وسلم عن أصل المعانقة قال ومنها حب الرياسة وأدبهم فيه أن يعرف قدر نفسه ويعرف حده وال يتمني فوق

ينبغي للعاقل أن ال يرفع نفسه فوق قدره: قدره وال ينزل إال في منزلته فقد قيل. وال يضعها عن درجته وقيل ارتفاع الجاهل فضيحة كارتفاع المصلوب

وقيل الخمول خير للجاهل من النباهة الن الخمول ستر لمعايبه والنباهة نشر. لمثالبه

كان قدره على اقتصر من: وقيل يده في ما يضيع ذلك فإن يناله ال ما يطلب وال حب الصديقين قلوب من تخرج آفة آخر: المشايخ بعض وقال وجهة لجمال أبقي

الرياسة مدح إلى يكون ال أن فيه وأدبهم عليهم والدخول السالطين إلى التقرب ومنها

قال عنه، أعرض نفسه من يعرفه ما بخالف مدح وإن بقولهم، يغتر وال المادحين يفعلوا لم بما يحمدوا أن ويحبون)يفعل لم بما يحمد أن أحب لمن ذاما تعالى الله على دليل وفيه( عمران آل سورة من 188 آية()العذاب من بمفازة تحسبهم فال اللهم ذلك عند وليقل مخوف أنه غير يأثم لم يفعل بما يحمد أن أحب من أنه

يروي يقولون، بما تؤاخذني وال يعلمون ماال لي واغفر يظنون مما خيرا اجعلني ما دون أنا: فقال مادح مدح سمع أنه وجهة الله كرم طالب أبي بن على عن

. ضمرت ما وفوق أظهرت منها تعيير السفهاء بأسالفهم في حال الضجر واألدب في يذلك أن ال يكون إال في

مقابلة سوء أدب ويكون تعريضا ال تصريحا روي أن نفرا من ا ليهود حضروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وآذوه ونقصوا دينه فاشتد عليه ذلك، فأنزل الله

من 60آية (( )قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله)تعالى (. سورة المائدة

ومنها إظهار الطاعات والعبادات وأدبهم فيه أن يكون إظهارها ليتأدب به مريد أو يقتدي به مقتد وال يلتفت إلى قبول الخلق وردهم، سئل النبي صلى الله عليه

271آية ( )إن تبدوا الصدقات فنعما هي)وسلم عن الجهر بالقراءة واإلخفاء فقال فأما الفرائض فال خالف. هذا في النوافل والفضائل: فقلت: ة( من سورة البقرة

. بين أهل العلم أن إظهارها أولي ومنها التبرز للسرور والنزهة وأدبهم في ذلك أن يرتاد خلوه في كهف أو واد أو

موضع يخلو عن أنواع المنكر، كيال يتولد منه ما ال يقوم بإزالته ثم يتشبه بأصحابها

إن أقام في مواضع المنكر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه النظر إلى. الخضرة والماء الجاري

ومنها النظر إلى المالهي وأدبهم في ذلك مجانبة المحرمات والمنكرات منها فما. حرم فعله حرم النظر إليه

الحبشة تلعب وأنا أنظر إليهم من باب: روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت حجرة لي ورسول الله صلى عليه وسلم يسترني بردائه، فلم ينصرف حتى كنت أنا

. التي انصرفت ومنها حضور المجالس التي يجري فيها الخوض في ترهات الكالم وأدبهم في ذلك

اجتناب سماع الغيبة والمناكير منها روي عن جابر بن سمره قال جالست النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائه مرة وكان أصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون

. من أمر الجاهلية وهو ساكت وربما تبسم معهم ومنها تناول األطعمة الطيبة وأدبهم في ذلك أن ال يجعل ذلك عادة بل يكون ذلك

وروي أنه كان يعجبه الطيب. بين فاقة سابقة ورياضة الحقة ليسلم له ذلك وروي أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه( الجامع الصغير )والحلوى

((إذا عرض على أحدكم الطيب والحلوى فال يردهما حتى يمس منهما))وسلم قال سنن(( )انهسوا اللحم نهسا فإنه أهنأ وامرأ))وقال صلى الله عليه وسلم

سيد الطعام آلهل الجنة اللحم وسيد طعام))وقال صلى الله عليه وسلم ( الترمذي(. الجامع الصغير(( )أهل الدنيا اللحم

ومنها رهن الثياب على الطعام وأدبهم فيه أن ال يكون ذلك إال عند الضرورة رهن. النبي صلى الله عليه وسلم درعه عند يهودي بأوسق من شعير

ومنها الهرب من الهوان ومن تحمل األذى والجفاء وأدبهم في ذلك طلب سالمة الصدر واجتناب المعاداة قال بعض المشايخ الفرار مما ال يطاق من سنن

ففررت منكم لما))المرسلين قال الله تعالى حاكيا عن كليمه موسي عليه السالم اظلم: وقال الشافعي رحمه الله تعالي( من سورة الشعراء 21آية ( )خفتكم

الظالمين لنفسه من تواضع لمن ال يكرمه ورغب في مودة من ال ينفعه وقبل مدح ليس للمؤمن أن يذل))من ال يعرفه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

((. نفسه ومنها االنبساط إلى األصدقاء في قصد منازلهم واإللمام بهم من غير استدعاء

وأدبهم في ذلك تخصيص من يفرح بذلك ويعرف موضع ذلك من اإلكرام قصد النبي صلى الله عليه وسلم دار أبي الهيثم بن التيهان ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنه فقدم إليهم ما حضر من لبن وتمر فأكلوا وشربوا وقال صلى الله عليه

((. هذا من النعيم الذي تسألون عنه))وسلم ومنها المعاتبة لإلخوان وأدبهم فيها أن يقصد بذلك إزالة ما وجد عليه من قبله ال

: التشفي بل تطهير القلب من ا لغل والحقد ويقبل عذر صاحبه فقد قيل

اقبل معاذير من يأتيك معتذرا إن بر عندك فيما قال أو فجرافقد أطاعك من يرضيك ظاهرة وقد أجلك من يعصيك مستترا

ظاهر العتاب خير من مكنون الحقد وروي قنبر مولي على بن أبي طالب: وقيل دخلت مع على عثمان رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين: رضي الله عنه قال

فأحب الخلوة فأومأ إلى على كرم الله وجهة بالتنحي فتنحيت ناحية فأخذ عثمان إن قلت لم أقل إال ما: يعاتب عليا وهو مطرق ال يتلكم فقال لم ال تتكلم ؟ قال

. تركه وليس لك عندي إال ما تحب وحكي أن يحيي بن خالد عاتب عبد الملك بن صالح في شيء كان بينهما فقال في

أن كان الحقد عندك بقاء الخير والشر في: أنك لحقود فقال له: ضمن كالمه

هذا أجل: القلب فألنهما الثابتان عندي فلما تراضيا وقام عبدالملك قال يحيي. قريش وما رأيت أحدا زين الحقد بعبارته حتى أذهب سماجته غيره

ومنها مدح الممدوح، وذم المذموم وأدبهم في ذلك أن يحفظ حدود الحق في الجانبين وال يتجاوزه إلى متابعة النفس والقول بالهوى وروي أن رجلين من سادات العرب حضرا مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فمدح أحدهما

صاحبه وأطراه وقصر صاحبه في تطريته فوجد عليه من ذلك فأخذ يذكر مثالبه فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه فقال يا رسول، والله لئن صدقت في األولي ما كذبت في األخرى واإلنسان ال يخلو من مناقب ومثالب والراضي ال يري

أن من))المثالب والساخط ال يري المناقب فقال النبي صلى الله عليه وسلم (. مسند اإلمام احمد(( )البيان لسحرا

ومنها هجران من يستحق ذلك، وأدبهم فيه أن يقصد إلظهار الحق وتمحيق الباطل والمعاداة في الله عز وجل هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك

وصاحبيه لتخلفهم عن غزوة تبوك وأمر أصحابه بهجراتهم وترك مجالستهم حتى إذا ضاقت عليهم األرض بما رحبت وضاقت عليهم)ومكالمتهم قال تعالى

(. من سورة التوبة 118آية ( )أنفسهم ومنها تحريق المرقعات على أصحابها المزورين واألدب في ذبك أن يقصد إبطال

وال تتخذوا أيمانكم دخال))تمويهاته وخيانته وخديعته وتلبيسه قال الله تعالى أي مكرا وخديعة، ومنزلتها منزل الشعر المزور( من سورة النحل 94آية ()بينكم

على منتحل نسب الشرف وأنه من أوالد العلوية فيجب إنكار ذلك وإظهار فساد ما ادعاه من النسب، لئال يغتر بهم من ال يعرفهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم

بهدم المسجد الذي اتخذوه ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإحراقه لما علم ال تقم فيه أبدا لمسجد)قصدهم اتخاذ ذلك وإن كان ظاهره مسجدا قال الله تعالى

(. من سورة التوبة 108آية ( )أسس على التقوى ما قطعتم من لينه أو تركتموها)وأمر بقطع نخل بني النضير فأنزل الله تعالى

(. من سورة الحشر 5آية (( )قائمة على أصولها فبأذن الله ولخزي الفاسقين ومنها استجازة الكذب في المصالح وأدبهم فيه طلب اإلصالح وإظهار الحق قال

من 63آية ( )بل فعله كبيرهم هذا)الله تعالى في قصة إبراهيم عليه السالم إن هذا أخي له تسع)وفي قصة داود عليه السالم قال تعالى( سورة األنبياء

حكي أن جعفر الصادق( من سورة ص 23آية ( )وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة أتي النبي صلى: رضي الله عنه ناظر مرجئا عند أبي جعفر المنصور فقال جعفر وأين كان اإلرجاء: الله عليه وسلم بمرجيء فأمر بقتله، فقال المرجيء مجيبا له

فدين لم يكن في عهد: في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جعفر فيم استجزت الكذب: رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أين جئت به ؟ ثم قال

((من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار))على رسول الله وقد قال ؟ فاحتج جعفر بقصة إبراهيم، وقصة داوود عليهما السالم( الجامع الصغير)

فانقطع الجريء ومنها زيارة العجائز وأدبهم في ذلك أن يكون قصده التقرب إلى الله تعالى والتزاور في الله وطلب البركة والدعاء روي عن أبي بكر الصديق رضي

قوموا بنا نزور أم أيمن كما كان رسول الله صلى الله عليه: الله عنه أنه قال. وسلم يزورها

ومنها التكلف مع أبناء الدنيا والرؤساء والسالطين والقيام لهم وحسن اإلقبال كان: عليهم وأدبهم في ذلك أن ال يكون طمعا في دنياهم وال التخاذ جاه عندهم

رسول الله صلى الله عليه وسلم تدخل عليه سادات قريش فيكرمهم ويبجلهم((. إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه: ))ويحسن مجالستهم وقال

ومنها البكاء عند المصيبة وأدبهم في ذلك أن يكون ذلك من غير نوح وال رفع العين تدمع))صوت بكي النبي صلى الله عليه وسلم عند موت أبنه إبراهيم وقال

صحيح(( )والقلب يحزن وال نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون( مسلم

. ومنها صحبة األحداث وأدبهم في ذلك ما قد مضي ذكره في باب أدب الصحبة ومنها إظهار البشر عند من يكرهه قلبه وأدبهم في ذلك أن يكون القصد فيه طلب

السالمة ال رياء فيها وال نفاقا روت عائشة رضي الله عنها أن رجال استأذن على بئس أخو العشيرة ثم أذن له: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده فقال

يا: فلما دخل أالن له القول فتعجبت من ذلك فلما خرج سألته عن ذلك فقال وينشد الشافعي رضي(( عائشة إن من شر الناس من يكرمه الناس اتقاء فحشة

: الله عنه يقول

إني احيي عدوي عند رؤيته ألدفع الشر عني بالتحياتوأظهر البشر لإلنسان أبغضه ألنه قد حشا قلبي مودات

لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من هم العداوات

ومنها مقارفة أوباش الناس على أقدارهم ومقدار عقولهم واألدب في ذلك طلب. السالمة من غوائلهم وينشد في ذلك المعني

وأنزلني طول النوى دار غربة أذا أنا القيت الذي ال أشاكلهفحامقته حتى يقال سجيه ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله

ومنها االعتضاد بالسفهاء للملمات ودفع المضرات وأدبهم فيه أن يقصد بذلك أكرموا: صيانة نفسه وماء وجهه عن مواجهة غير أشكاله قال األحنف بن قيس

سفهاءكم فإنهم يقونكم النار والعار، وروي ابن سيرين قال كان عمر رضي الله: عنه يعجبه أن يصحبه سفيه ليرد سفه السفيه عنه، وأنشد بعضهم في المعني

تعدو الذئاب على من ال كالب له ويتقي مريض المستأسد الحامي

ومنها ذكر من فيه عيب بما يكره وأدبهم فيه أن ال يذكروا عيوب الناس إال ما اشتهر منها لئال يكون هتك حرمة مستورة روت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها

أنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عيينة بن حصن من غير إذن)) لم أستأذن على رجل من: فقال صلى الله عليه وسلم أين االستئذان ؟ فقال

وقال النبي(( أحمق مطاع))من هذا ؟ فقال : مضر منذ أدركت فلما خرج قلت أمر المستشير في أمر المخاطبين، أما فالن فشحيح، وأما))صلى الله عليه وسلم

ومنها مواساة الشعراء وأمثالهم وأدبهم في ذلك(( فالن فال يضع عصاه عن عاتقه أن يقصد صيانة عرضه عنهم وسالمة دينه منهم وإعطاء سؤلهم أو بعض مأمولهم

ما وقي الرجل به عرضه فهو))لكيال يتأثموا عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم ((. صدقه

وروي أن بعض الشعراء حضر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشد شعرا:ذكر فيه قسمة الغنائم يوم حنين وقال

أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة واألقرع

فأعطي خمسا من اإلبل(( اقطعوا عني لسانه))فقال النبي صلى الله عليه وسلم وروي أن كعب بن زهير كان قد هجا النبي صلى الله عليه وسلم فكان قد أهدر

: دمه ثم أتاه مسلما ومدحه بالقصيدة المعروفة فقال فيها

أنبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول

فكساه بردته وهي التي اشتراها معاوية من ابن كعب، وهي التي كانت تلبسها.الخلفاء

.ومنها نهب النثار وأدبهم فيه مجانبة الشره وأن يقصد إدخال السرور على صاحبه ومنها االفتخار وإظهار الدعوى وأدبهم فيه أن يقصد به إظهار نعم الله قال الله

قال رسول الله صلى( من سورة الضحى 11آية ()وأما بنعمة ربك فحدث)تعالى أنا سيد ولد آدم وال فخر وأدم ومن دونه تحت لوائي لو كان))الله عليه وسلم

( سنن ابن ماجه(()موسي حيا لما وسعه إال أتباعي أنا ابن امرأة كانت تأكل))وكان إذا رجع ألي نفسه يقول صلى الله عليه وسلم

((القديد، إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد هون عليك فلست بملك إنما أنا عبد وأما عند الضد فروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما( سنن ابن ماجه)

أتاه وفد بني تميم بخطيبهم وشاعرهم ليفاخروه دعا النبي عليه السالم بثابت بن قيس وكان خطيبه فأجاب خطيبهم وغلبهم ودعا حسان بن ثابت بن قيس وكان

خطيبه فأجاب خطيبهم وغلبهم ودعا حسان بن ثابت رضي الله عنه وكان شاعره: فأجاب شاعرهم وذكر في قصيدته

بني دارم ال تفخروا إن فخركم يعود وباال عند ذكر المكارمهبلتهم علينا تفخرون وأنتم لنا خول من بين ظئر وخادم

لقد كنت غنيا يا أخا دارم أن يذكر منك ما ظننت أن: فقال النبي عليه السالم الناس نسوه، وكان قوله صلى الله عليه وسلم أشد عليهم من شعر حسان فقاموا

. مغلوبين مقهورين ثم أسلموا فأحسن إليهم وكساهم ومنها الحرد والضجر عند وجود المحال وما ال يحب احتماله قوال وفعال وأدبهم في

ذلك أن يجتنب الفحش والبذاء، ويحفظ حدود الحق وال يتجاوزه إلى ظلم، فإن ال يحب الله الجهر بالسوء)الغضب إذا استولي غلب على العقل، قال الله تعالى

وقال صلى الله عليه وسلم( من سورة النساء 148آية (( )من القول إال من ظلم من استغضب فلم))وقال الشافعي رحمه الله ((من استجهر مؤمنا فعليه وزره))

آية( )والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون))وقال الله تعالى (( يغضب فهو حمار كانوا يكرهون أن يستذلوا، وكانوا إذا: وقيل في التفسير( من سورة الشورى 39

(ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل)قدروا عفوا وقال الله تعالى (.من سورة الشورى 42آية )

ويجتهد أن ال يغضب لنفسه بل يكون ذلك غيره للحق سبحانه وتعالي واإلخوان روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتقم لنفسه قط إال أن تنهك محارم الله

إنك تحتمل في نفسك وال تحتمل في: فينتقم لله تعالى قيل لبعض الحكماء. آلن احتمالي في نفسي حلم واحتمالي في صديقي لؤم: فقال.صديقك

قال الشيخ اإلمام ضياء الدين شيخ اإلسالم صاحب الكتاب رضي الله عنه وهذا ما حضرني في الوقت من آدابهم في الرخص، ذكرتها على االختصار دون اإلكثار وأنا

وما)أبرأ إلى الله تعالى من الزلل والغلط وأسأله التجاوز عن ذلك قال تعالى ثم أن المذهب( من سورة هود 88آية ( )توفيقي إال بالله عليه توكلت وإليه أنيب

له أحوال ومقامات، وأخالق ورخص وآداب فالرخص أدناها فمن تمسك بالكل فهو من المتحققين ومن تمسك بالظاهر من األخالق واآلداب فهو من المترسمين

ومن تمسك بالرخص فهو من المتشبهين الصادقين الذين ألحقهم النبي صلى الله ومن تشبه بقوم فهو منهم ومن كثر سواد قوم فهو))عليه وسلم بهم بقوله

( الجامع الصغير(( )منهم

هذا إذا الزم األصول الثالثة التي أجمع المشايخ رحمهم الله عليها وهي أداء فرائض الصالة عسيرها ويسيرها واجتناب المحارم صغيرها وكبيرها وترك الدنيا

على أهلها قليلها وكثيرها إال ماال بد منه للمؤمن منها وهي ما استثني رسول الله أربع من الدنيا وليست منها كسرة تسد بها))صلى الله عليه وسلم منها فقال

جوعتك وخرقه تواري بها عورتك وبيت يكنك من القر والحر وزوجته صالحة. إليها وما سوي ذلك فليس له فيه حق(( تسكن

وما تقول فيمن لم يبق فيه إال مقدار مص نواة هلي يقع عليه اسم: قيل للجنيد التصوف ؟ فقال المكاتب عبد ما بقي عليه درهم فمن الزمها فهو من المبتلين

وعليه أن يجد ويجتهد في طلب الزيادة واالرتقاء إلى معالي. في المذهب األحوال، ليصير من المتحققين، فقد قال بعض المشايخ من شق عليه ركوب

األهوال لم يرتق إلى معالي األحوال ومن لم يرتق إلى معالي األحوال لم يبلغ وأن لو استقاموا على الطريقة ألسقيناهم ماء)مراتب الرجال قال الله تعالى

(.من سورة الجن 16آية ( )غدقا ومن جانب األصول أو بعضها أو انحط عن درجة الرخصة فترك ما ذكرنا من آدابها

فقد فارق المذهب ونأى بجانبه وحرم عليه أرفاقهم وأوقاتهم ويلزم الجماعة مفارقته وهجرانه وإبعاده وخذالنه ومن داهنه منهم في شيء من ذلك فهو شريكه

51آية ()ومن يتولهم منكم فإنه منهم)في عاره وال عذر له فيه قال الله تعالى جعلنا الله تعالى وإياكم من الصادقين وألحقنا بالمتحققين( من سورة المائدة

بمنه وجوده وعصمنا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ووفقنا لطلب مرضاته ما خفي منها وما علن ونفعنا وجميع المسلمين بما جمعنا وال جعله علينا وال على

من نظر فيه وباال وال جعل حظنا من ذلك جمعه وحفظة دون استعماله ومتابعته.بجوده وسعه رحمته إنه عزيز تواب قريب مجيب كريم وهاب

تم الكتاب بحمد الله وعونه