الإنسان قمة التطور.pdf

110

Upload: louai-ashry

Post on 21-Jan-2016

60 views

Category:

Documents


4 download

DESCRIPTION

evolution arabic

TRANSCRIPT

Page 1: الإنسان قمة التطور.pdf
Page 2: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

Page 3: الإنسان قمة التطور.pdf
Page 4: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

تأليفموىس سالمة

Page 5: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسانموىس سالمة

والنرش للرتجمة عربية كلماتوالنرش للرتجمة عربية كلمات للنارش محفوظة الحقوق جميع

محدودة) مسئولية ذات (رشكة

وأفكاره املؤلف آراء عن مسئولة غري والنرش للرتجمة عربية كلمات إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعرب وإنما

القاهرة ،١١٧٦٨ نرص مدينة ،٥٠ ص.ب.العربية مرص جمهورية

+ ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥١ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٢٧٤٣١ تليفون:[email protected] اإللكرتوني: الربيد

http://www.kalimat.org اإللكرتوني: املوقع

كلمات لرشكة محفوظة الغالف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعالعمل بهذا الصلة ذات األخرى الحقوق جميع والنرش. للرتجمة عربية

العامة. للملكية خاضعة

Cover Artwork and Design Copyright © 2011 Kalimat Arabia.All other rights related to this work are in the public domain.

Page 6: الإنسان قمة التطور.pdf

املحتويات

7 مقدمة9 اإلنسان تطور يف الطريق أعالم15 التطور يف التفكري حوافز21 الجديد والتفكري داروين29 األحياء تغري البيئة39 وتطوره الكون نشأة49 اليابسة إىل املائية األحياء خروج53 الجميلة الحيوانات هذه تنقرض هل57 الداجنة حيواناتنا يف الوحشية إمارات63 العالم هذا يف خمسة نحن77 واللسان واليد الدماغ83 اإلنسان هذا91 األبوية العائلة99 وتطوره العقل أصل105 كلمات األفكار

Page 7: الإنسان قمة التطور.pdf
Page 8: الإنسان قمة التطور.pdf

مقدمة

موىس سالمة بقلم

والفلسفة. العلم من مزيج هو الكتاب هذااألحياء، تطور عن جديدة معارف يحوي الكتاب أن هنا العلم بكلمة ونعني

تقاربه. فهي كامال يقينا تكن لم إن معارف وهيإىل منها نصل كي املعارف؛ هذه نتعمق أن حاولنا أننا الفلسفة بكلمة ونعني

التطور. يف الهدف وتحديد الداللة وفهم األسلوب تعينيوال والرؤية، العلمي التحقيق إىل منه والرؤيا البصرية إىل أقرب هنا ومجهودنا

العلمي. للمفكر حتى البصرية من بدهذه حقائق القراء جمهور يعرف أن التطور عن التأليف من نقصد ولسناواتجاها ذهنيا، مزاجا نعمم أن إىل النظرية بهذه نتوسل إنما ألننا فحسب؛ النظريةأيضا. الفرد ويف الشعب يف التطور نحو أي: التغري؛ نحو اجتماعية، وخطة نفسيا،العديدة الظواهر فإن معينة، عقائد تستحق املادة يف شاذا شيئا الحياة وليستأي: تغري؛ يف املادة أن عىل تدل وحدها، الدنيا هذه يف وليس الكون، هذه يفالكواكب وحركات والجزيء، الذرة حركة نسمي أن ويمكن ينقطع، ال دائم تطور

الحياة. من أنواعا والنجوم؛

Page 9: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

عن نكتب حني الفلسفة إىل محتاجون فإننا علمية، نظرية التطور أن ومعاإلنسان، ملستقبل األهداف ورسم والتعيني التوجيه عن أي: املستقبل؛ يف التطورالشامل. والتفكري املثقفة بالبصرية نسرتشد نحن وإنما علمي يقني هنا لدينا وليسيحس أن يتمالك ال وحيوانا، نباتا، األحياء؛ يف التطور درس الذي والشابواألديان املجتمعات تطور ذلك بعد درس إذا ثم الطبيعة، نحو دينيا إحساسايحس أن أيضا يتمالك ال فإنه والحضارات، والفن واألدب والعلم والثقافة والعائلةوالرشف للخري فيه، يؤثر أن ويجب فيه، يعيش الذي الوسط نحو املسئوليةيعد أن ويمكن التطور، هذا يف عامال جزءا أصبح قد نفسه هو ألنه والسمو؛

جديدا. برشيا مذهبا أو دينا الفهم بهذا التطوراملعني نفهم كما الدوام، عىل ارتقاء املاضية السنني ماليني يف التطور يكن ولمكان اإلنسان ألن املستقبل؛ يف كذلك يكون أن يجب ولكنه الكلمة، لهذه «البرشي»هو التطور فإن اآلن منذ أما البيئية، التطور لعوامل ذهول، يف خاضعا، املايض يفأهداف من ويبني أساليب من يتخذ بما ودراية وجدان عن لإلنسان سيخضع الذي

السنني. ماليني بعد البرش مصري يفالطب بعد أما الطبيعية، العوامل بتأثري ونشفى نمرض الطب، قبل كنا، لقدكنا فقد التطور، يف الشأن وكذلك بالدواء، ونمحوه املرض عىل نتسلط رصنا فإننافإننا التطور نظرية إىل اهتدائنا بعد أما الطبيعية، العوامل بتأثري املايض يف نتغري

ارتقائنا. إىل وتؤدي تغرينا التي العوامل عىل التسلط عىل قادرين أصبحناوشجاعته. رشفه منا كل يف تناشد رسالة الجديد التوجيه أو التفكري هذا ويف

8

Page 10: الإنسان قمة التطور.pdf

اإلنسان تطور يف الطريق أعالم

من قطع ما مقدار عىل السائر تدل جانبيه عىل تقام عالمات هي الطريق أعالمعىل تدلنا اإلنسان تاريخ يف الطريق وأعالم االنعطافات، إىل تشري أو املسافات

تطوره. مراحل يف ارتفاعهالفذاذاة هذه ولكن فذا، يعد الحيوان، إىل باملقارنة اإلنسان، أن شك فليسالخارجية األعضاء وكذلك الداخلية أعضاءنا فإن الحيوانية، اململكة من تخرجه الالعني تركيب فإن األعضاء، هذه من الحيوانات عند ما تطابق، أحيانا بل تشابه،زعانف وأرجلنا وأيادينا السمك، عند العني تركيب من يختلف يكاد ال البرشيةوالقلب بزعانفها، الشجر وعىل األرض عىل تسري أسماك هناك يزال وال متطورة،يقابلها، ما لها اإلنسان يف والكليتان التناسيل والجهاز الهضمية والقناة والكبد

الحيوان. يف األعضاء هذه مثل يطابقها، وأحياناملاذا؟ الحيوانية، اململكة ورأس تفوق اإلنسان ولكن

الكبري. الدماغ هو: الجوابهي؟ فما الكبري، الدماغ إىل أدت سابقة عوامل هنا ولكن

التفصيل. بعض إىل العوامل، هذه لرشح نحتاجإىل تأوي التي القردة سائر مثل كنا السنني من ماليني عرشة نحو قبل إىلاألرض، وحوش من غصونها عىل ونحتمي وحرشاتها ثمارها من تأكل األشجاربأيدينا، نتسلق كيف تعلمنا ألننا الشجر؛ عىل السنني، ماليني اإلقامة، من وانتفعناإىل يؤدي للتسلق اليد واستعمال للتسلق، صارت وإنما للميش، اليد تعد فلمنجد كنا أيضا ولكننا والسنجاب، والفأر القط يف نرى كما للتناول، استعمالهالم وأننا ضعفنا لذلك السبب ولعل النهار، يف الحياة من لنا أنفع الليل يف الحياة

Page 11: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

ونختبئ النهار يف ننام رسية حياة نحيى فرصنا أعدائنا، مقاومة لنستطيع نكنالليل. يف ونسعى ونستيقظ

العينان اجتمعت ولذلك النظر، يف القوة زيادة إىل تحتاج الظالم يف والرؤيةالوطواط مثل الليل حيوانات شأن وهذا الصدغني، يف تكون أن من بدال الوجه يف

والقط. الفأر يف منها وأقل والبومة،زيادة زادها بل فقط كمية زيادة النظر قوة يزد لم الوجه يف العينني واجتماعاملسافة. فتخطئ الواحدة العني أما العينني، إىل يحتاج املسافات تقدير ألن نوعية؛

بشيئني: الشجر عىل بمعيشتنا انتفعنا إننا نقول: أن نستطيع ولذلكالتسلق. طريق عن للتناول اليدين إعداد األول:

والوطواط. البومة مثل الوجه يف العينني جمع الثاني:

عىل السعي إىل الغابات يف والحياة األشجار نرتك أن عىل حملتنا ظروف حدثت ثميمكن ولكن الحقيقة، وجه عىل األسباب نعرف وال والوديان، السهول يف األرض،أو عسرية، الغاية يف الحياة جعل جفاف حدث قد ربما إنه فنقول: نحدس، أن

آخر. إىل غصن من االنتقال يف سهولة نجد نعد فلم أجسامنا ثقلت ربماالشجر من ننزل فرصنا تدرج، يف حدث قد هذا كل أن نفهم أن وعلينابالعدو الصغرية الحيوانات ونصيد ووديان سهول من الغابة حول ما ونستطلع

وافرتاسها. باليد وإمساكها خلفهافقط القدمني عىل ونميش أحيانا أربع عىل نميش الوقت ذلك يف بالطبع وكنانسري كيف تعلمنا رويدا رويدا ولكن اإلنسانية، يف مبتدئني كنا أي: أخرى؛ أحياناالسهول عىل إرشافنا جعل التنقل يف الجديد األسلوب هذا ألن فقط؛ أقدامنا عىل

أكثر. ونصيد أكثر نرى فرصنا مدى أوسع والوديانونمسك؛ بها نتناول كي ا تام تحريرا أيدينا حرر أقدامنا عىل انتصابنا إن ثمالطريدة ونتناول صيدها، نريد التي طريدتنا عىل نلقيه كي الحجر نتناول أي:

للطعام. نمزقها أو فنخنقهاعندها. نقف أن يجب التطور يف مرحلة وهنا

يمكن ثالث منها حواس، بخمس مجهزون تقريبا، الحيوانات وجميع أننا ذلكاملسافات. حواس نسميها أن

10

Page 12: الإنسان قمة التطور.pdf

اإلنسان تطور يف الطريق أعالم

عىل نحس ولكننا مسافة، إىل تحتاجان ال والذوق اللمس حاستي أن ذلكنرى. أو نشم أو نسمع ما بعيدة، أو قريبة مسافة

مثل الرواضع بعض ويف والحرشات، البحر أحياء يف أعالها عىل الشم وحاسةواألذن. بالعني عنها نستغني كدنا ألننا ذلك عندنا؛ أضعفها عىل ولكنها الكلب،

تركنا فلما بالليل، السعي ويف الغابة ظالم يف السابقة بمعيشتنا ارتقت عيونناأمامنا بسط النظر ألن للعني؛ العظمى القيمة وجدنا والوديان السهول إىل الغابة

األرض. من ممكنة مساحة أكرب عىل به نرشف جعلنا ما املسافات منالنظر. من قيمة أقل ولكنها أيضا مسافية حاسة والسمع

لو مما أكثر نرى فرصنا كبريا، إرشافنا جعل العينني مع أقدامنا عىل ووقوفناالسمع من القليل ونجمع ونتعقل نقارن جعلنا حولنا الكثري ورؤيتنا أربع، عىل كنا

ونتعقل. نقارن ثم النظر، من الكثري إىلاإلنسان. يف الوجدان» «أي الوعي أوجدا والنظر السمع

يعرفه ما ألن يعرفه؛ والسمع الشم حيوان يكاد ال الذي الوعي بداية أوجداقليل. هذا

عىل أو منا أكثر ترى وهي قامة، منا أعىل والفرس والثور والفيل الزرافةوترتقي تتطور لم ولكنها املسافات، يف األوىل الحاسة أي: النظر؛ بحاسة مثلنا األقل

فلماذا؟ مثلنا،

واالرتقاء. التطور طريق يف آخر علم هنارءوسنا يف نحمل أن نستطيع ولذلك أقدامنا، عىل عمودية وقفة نقف نحننحن الدماغ، هذا نحمل أن استطعنا ملا أربع عىل نسري كنا ولو ثقيال، كبريا دماغا

أفقيا. يحمله والحيوان عموديا دماغا نحملخفيفا الحمل تجد كتفك فوق عمودية بها ذراعك وارفع أرطال عرشة احمل

ثقيال. تجده الحمل مع أفقيا أمامك ذراعك ابسط ولكنالدماغ، نمو لنا يرست أقدامنا عىل وقوفنا لنا يرسها التي املنتصبة قامتناإىل منه كثري يف يعود األخرى األربعة العليا القردة أخواتنا عند النمو هذا ووقوف

اآلن. إىل الغابة ترتك لم ألنها أيضا وذلك تماما، تنتصب لم أنهاطريق عن له يعدنا أن قبل قدمينا طريق عن للذكاء أعدنا قد التطور إن

رءوسنا.

11

Page 13: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

وهذا باألخبار، الدماغ تغذي والنظر، والسمع الشم املسافات، حواس وأصبحتالوعي. يجد أي: ويتعقل؛ ويميز ويفرز بينها يقارن

ذكائه؛ زيادة أي: دماغه؛ ارتقاء اإلنسان، ارتقاء يف خطري جديد عامل ظهر ثموعيه. زيادة أي:

الكلمات. أي: اللغة؛ عرف أنه ذلكما واحد يفهم أن أي: للتفاهم؛ هي إذ االجتماعية؛ الحياة إىل تحتاج اللغة

جماعة. اخرتاع هي وإنما فرد اخرتاع ليست اللغة أن أي: اآلخر؛ يقولهنرتبص كي جماعات خروجنا كان والوديان السهول إىل الغابة من خرجنا ملانزعق أو تهمس التي الكلمات إىل حاجة يف فكنا للدفاع، نتجمع وكي بالفريسة

التحذير. أو للتنبيه بهاواألذن. العني مثل مسافية حاسة جديدة، «حاسة» اللغة

بماليني ذلك قبل القدمني مثل الحنجرة، أن نجد وهنا للجماعة، حاسة ولكنهااللسان. بمعاونة التطور خدمت قد السنني،

األفكار، تسجيل بمثابة هو الدماغ يف الكلمات وتسجيل فكرة، كلمة كل إنيستوعبها. كي وينمو يكرب الذي الدماغ يف وتتفاعل تتصادم األفكار وهذه

الدماغ يكرب كذلك تناوله، وتكرار الثقيل اليشء بتناول العضلة تكرب كماوترتيبها. معانيها وحفظ األفكار بتناول

وتناولها، وصنعها األداة وتشكيل للصيد، األدوات بعض نضع كنا الكلمات ومعهذا كل كان وتمزيقها، الفريسة اقتسام ثم للرتبص، واالجتماع الصيد وحركاتالتفكري، تبعث والكلمات املجهود، هذا درجات من درجة كل تعني كلمات إىل يحتاجالكبرية ورءوسنا باملرانة تكرب عضلة كان لو كما الدماغ تكبري إىل يؤدي والتفكري

بالذكاء. عليها ميزتنا ألنها الحيوانات؛ بني فذا مقامنا تجعل التي هي

احتاج وكالهما اللغة، اخرتاع إىل أدى كالهما للصيد، اآلالت وصنع الصيد، ممارسةاألفراد. اجتماع إىل

اإلنسان فيها كان السنني، بماليني تقاس لعلها ا، جد كبرية حقبة ومضتعىل يستعني كان حني الحقبة هذه من جاءت خرافاته ومعظم أكثر، ال صيادا

والدين. السحر بعقائد الصيد

12

Page 14: الإنسان قمة التطور.pdf

اإلنسان تطور يف الطريق أعالم

كان ولذلك يصيد، ما فريسة يكون ألن عرضه والصائد خطر، الصيد أن ذلكاالطمئنان. بعض تلهمهم عقيدة بأية التشبث عىل ويحملهم الصائدين يعم الخوف

الوقت. ذلك يف املرأة حجاب وظهرالقتل، معنى تحمل هي إذ الدم؛ كلمة كانت الصيد أيام كلمة أشأم أن ذلكأو منها االقرتاب الرجل عىل يحرم لذلك كانت شهر كل تحيض املرأة كانت وملا«نجسة» املرأة وأصبحت بالدم، يتشاءم ال حتى للصيد الخروج قبل رؤيتها حتىكلمة عرفت الدم ومن الوالدة يف كما الدم يغزر حني نجاستها وتزداد أيضا،

الوجه. الكريه أي: «دميم»؛من ارتقت حني حتى املرأة تستنجس الصيد تمارس التي الشعوب وبقيت

القطعان. رعاية إىل الصيدالرعاية. إىل يؤدي والصيد

ميتة. وهي حتى معها أطفالها تبقى الوحش أنثى يصيد حني فالصائدالحيوانات تربية تكون ثم وتكرب، فتنمو وأوالده، زوجته إىل الصائد يحملها وقدفظهر سهل، إىل مرعى من والتنقل القطعان رعاية يف قرون ومضت واستئناسها،بالسحر مكان، كل يف واحد بإله اإليمان الراعي اإلنسان واستبدل القبائل نظامبالتعدد اإليمان إىل الزراعة، بعد استحال واحد، بإله اإليمان هذا ولكن والشعوذة،

الوثني.أو ألف ١٥ عىل تزيد ال هي إذ ا؛ جد وقريبا ذلك، بعد الزراعة عرفت ثمعىل يحمل كان الفيضان انتظام ألن مرص؛ يف نشأت أنها واملرجح سنة، ألف ٢٠املرصية اآللهة وجميع النباتات، نمو يف األصل هو املاء أن اإلنسان فيفهم التفكري،تخرج وأوسري «للماشية» قرنا يحمل آمون فإن واملاشية، الزراعة آلهة هي القديمة

«اللبن». البقرة وهاتور «للزراعة»، أذنيه القمح سنابلدرجات أوىل هي الزراعة ألن الحضارة؛ ظهرت الزراعة عىل اإلنسان وباستقرارعىل للطمأنينة ديانة ثم العام، لألمن حكومة إيجاد اقتضت هي إذ الحضارة؛

إلخ. … زراعية صناعات ثم الزرع،التالية: األعالم بهذه البرشي التطور أو االرتقاء مراحل نعني أن ونستطيع

للتناول بالتسلق يديه فهيأ الشجر، عىل التسلق علمه الغابة يف اإلنسان حياة (١)قدميه. عىل للميش اليشء، بعض هيأه كما واإلمساك

13

Page 15: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

منهما كل تكون أن من بدال وجهه يف عينيه جمع إىل أدت الليل يف حياته (٢)أدق. النظر فصار صدغيه أحد يف

ذلك. يف رشع أو قدميه عىل مىش الغابة أشجار ترك ملا (٣)والشم السمع أي: املسافات؛ حواس والوديان، السهول يف وهو فيه، كربت (٤)

النظر. وأهمها والنظر،فكرب. حوله، بما وجدانه أي: وعيه؛ زادت الحواس هذه (٥)

اإلنتاج تعني أي: جماعات؛ الصيد تعني السهول أو الوديان يف اإلقامة (٦)اللغة غاية ألن فردية؛ وليس اجتماعية خاصية هي إذ اللغة؛ فظهرت بالتفاهم،

أكثر. أو اثنني إىل يحتاج والتفاهم التفاهم، هيوالتفكري األدوات واخرتاع كلمات تأليف عىل يحمل الصيد عىل التعاون صار (٧)أكثر األشياء تشمل التي العامة الفكرة يعني والتصور التصور، فزاد الوسائل، يف

الدماغ. تكبري إىل ذلك كل وأدى الخاصة، الفكرة يعني ممااملرأة. نجاسة منها اجتماعية، وخرافات عادات إىل الصيد أدى (٨)واحد. بإله اإليمان فكان القطعان رعاية إىل الصيد أدى كذلك (٩)

األوىل. الحضارة فبدأت الزراعة ظهرت ثم (١٠)الدين إىل احتاجت النيل، وادي يف األرض من كبريا جزءا الزراعة عمت ملا (١١)األول الغرض ألن الكتابة؛ وإىل السنة» تقويم «مثل العلم من يشء وإىل والحكومة

الزراعة. من الحكومي الدخل مقدار تسجيل كان الكتابة منالثقافة. إىل أدى الكتابة ظهور (١٢)

الحضارة. أنتجت الزراعةالثقافة. أنتجت والكتابة

وأصبحت والشمول، التعميم كلمات ووجدت البرشي التفكري توسع وبالكتابةالبحث تحول رويدا ورويدا العام، الفهم عىل مدربا الذكاء وصار ممكنة، «النظرية»واملنطق. العقل عىل قائم فلسفي بحث إىل والخرافات العقائد عىل القائم الديني

14

Page 16: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور التفكرييف حوافز

أن العرصي العلمي املوكب يف املساهمة عن العربية الشعوب أخر ما أعظم منقماش عىل وهناك هنا برسم عربة وال عندها، مجهولني كانا والنحت الرسم فنيوكذلك محرتفون، فنانون وله به يحيا فنا الرسم يكون أن نعني ألننا خزف؛ أو

النحت. يف الشأنهم وابتدعوا الوثنني، والرومان اإلغريق عن النحت فن األوروبيون ورث فقد

ذلك. يف التقاليد من مانعا يجدوا ولم الرسم، فنوالنبات اإلنسان علوم يف الباحثون استطاع النهضة ميعاد جاء حني ثماألشياء، هذه تطوير يف الرسم فن يستخدموا أن والطبيعيات والطب والحيوانالتحريم بهذا العلوم هذه متابعة وبني العرب بني حيل وهنا بذلك، علومها فتقدمتالبرشية. للجثث الترشيح تحريم هذا إىل يضاف ثم والنحت، الرسم لفني ذكرنا الذيتحدى فقد العباسيني أيام العرب اللغويني من اثنني عن معروفة قصة وهناكيعني أن تحداه الثاني ولكن الفرس، أعضاء تسمية عىل قدرته يف اآلخر أحدهماالكتاب من األسماء حفظ قد األول كان إذ الفرس؛ جسم عىل لألعضاء األسماء

الفرس. من وليسالحادثة. هذه تقع أن يمكن كان ملا والنحت الرسم مارسوا قد العرب كان ولوقبل أي: ١٥٥٥؛ سنة يف بيلون يدعى رجل ألفه فرنسيا كتابا هنا ونذكرأسماه وقد سنة، ٣٠٠ من بأكثر األنواع» «أصل داروين كتاب وقبل سنة، ٤٠٠كتابه ولكن التطور، معنى عن يشء ذهنه يف يكن ولم الطيور» طبيعة «تاريخونحن بحثها، عىل وحفز التطور فكرة أوحى الصور، بني ومقارناته برسومه هذا،طائر معظم والثاني إنسان العظمي» الهيكل «أي معظم أحدهما رسمني منه ننقل

Page 17: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

ال اإلنسان يف العظمي املبنى أن يوضح كي لعظمة عظمة الرسمني بني قابل وقدالتقابل، من يعجب املتأمل أن والحق الطائر، يف العظمي املبنى عن كثريا يختلف

إنسان. معظم إزاء طائر معظم إىل ينظر أنه ألنكر البارز املنقار ولوالوهو املوضوع، هذا بحث الذي «بوفون» هو التطور ملح من أول كان وربماعرف فإنه عرش، الثامن القرن منتصف يف النظرية بقيمة وجدان، أي: وعي؛ عىلفذكر األرضية، القرشة يف متحجراتها بقيت التي املنقرضة األحياء أي: األحافري؛فيه: جاء مقاال ١٧٧٨ يف وكتب اإلردواز، يف السمك وأحافري والفحم النبات أحافري

وإن … التعديالت يف إال منه يختلف وال الجواد إىل ينتمي الحمار إنكل وإن والحمار، الجواد مثل واحدة أرومة إىل يعودان والقرد اإلنسانإن بل عام، أصل من اشتقت قد الحيوان، أم النبات من سواء عائلة،العصور، بمرور النوع، وهذا مفرد، واحد نوع من نبعت قد األحياء جميع

اآلن. املعروفة السالالت جميع أعقب قد

«يؤمن» كان ولكنه التطور، بنظرية «يؤمن» كان أنه عىل تدل الكلمات وهذهالنظرية. إليه تعزى ال ولذلك األحياء لتطور العلمي التعليل يستطع لم إنه إذ فقطإىل عمد السويدي لينيوس أن النظرية إىل األذهان فتح ما أعظم كان وربمابتحري وكان نجهله، لنبات االسم نعني أن نستطيع بحيث لغويا، النباتات ترتيبحني أننا عىل نص فإنه لغوية كانت غايته أن ومع النباتات، بني والتناظر املشابهةالتكوين يف آخر نبات وبني بينه القائمة القرابة عن نخرج أال يجب نباتا نسمي

النباتي.النباتية األحياء أن يعتقد كان أنه ومع التطور، يف بتاتا يفكر لم أنه ومعذهني، ترتيب إىل أدى اللغوي ترتيبه فإن يتغري، ال ثبات وعىل هي كما مخلوقةأيضا. الحيوان يف بل فقط النبات يف ليس التطوري للتفكري امليدان بذلك فبسط

.١٧٧٨ عام لينيوس مات وقداللغوي برتتيبه امليدان بسط لينيوس وإن التطور، ملح قد بوفون إن قلنا:حيث من داروين من أعظم أنا أعده الذي المارك جاء ذلك وبعد النباتات، ألسماءأم نباتا الحي؛ يتعودها التي العادات إىل يعود بأنه التطور تعليل يف إصابتهالتغري، هذا وبني أعضائه بني يالءم أن عىل مرانته ومن الوسط تغري من حيوانا،

16

Page 18: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور يف التفكري حوافز

أخرجه الحيوانية» العلوم «فلسفة المارك وكتاب التغيريات، لهذه األبناء توارث ثمتماما. سنة بخمسني داروين كتاب قبل أي: ١٨٠٩؛ عام

أن فيه ينكر ولم ١٨٥٩ يف األنواع» «أصل كتابه وأخرج داروين جاء ثمعوامل عىل اعتمد هو إذ العامل؛ هذا عىل كثريا يعتمد لم ولكنه الحي، يغري الوسط

هي: التطور، يف أخرى

لها الكايف الغذاء تجد ال بحيث بالتناسل تكثر وحيوانا، نباتا األحياء؛ أن (١)وعندئذ: جميعا،

والبقاء الطعام، عىل اآلخر الحي ينازع الحي أن أي: البقاء»؛ «تنازع يحدث (٢)عىل: حصل قد ألنه يغلبه وهو غريمه، يقتل الذي للغالب

هذه نشأت كيف نعرف ال ولكننا النرص، له هيأت غريمه عىل وراثية ميزات (٣)امليزات.

األسالف. عن األعقاب تتغري وعندئذ تتوارث، امليزات هذه (٤)الكالب يف نحن أحدثناها التي السالالت يف نرى كما بسيطا ينشأ التغري (٥)

ساللة. ١٨٥ منها عندنا إن إذ مثال؛بينها يخصب ال إنه حتى مستقلة أنواعا السالالت صارت الزمن طال إذا (٦)

التالفح.

«التطور»، كلمة سبنرس هربرت وأوجد البقاء»، «تنازع عبارة داروين وأوجدهذا وبداية عرش التاسع القرن يف للتفكري مخصبة خمرية أو أداة كانت وكلتاهماعديدة بتعليالت النظرية علل ألنه داروين؛ إىل التطور نظرية نعزو ونحن القرن،

مقنع. منها كثرييحدث التطور هل وهي: والمارك، داروين مشكلة يف اآلن إىل زلنا ما ولكننانجهلها وراثية بعنارص أم المارك يقول كما عادات الحيوان تعلم التي البيئة بتأثري

داروين؟ يقول كما ورثتها التي األحياء بني البقاء» «تنازع تحدثوالغذاء املناخ هذا بالبيئة وأعنى البيئة، بتأثري يحدث التطور أن أعتقده الذييتخذ بأن األشياء هذه لكل يستجيب الحي ألن واألعداء؛ واألمراض العيش وأسلوبالعادات هذه تتكرر ثم واالستجابات، والرجوع واملالئمة املقاومة يف معينة عاداتمعينة أعضاء لها وراثية وتصري تثبت حتى القادمة األجيال من وأحفاده أبنائه يف

الوظائف. تعني

17

Page 19: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

عىل نصت التي األديان بسبب معا والغرب الرشق يف التطور فكرة تأخرت وقدذلك بغري يقول من وأن اإلنسان، لظهور الوحيد األصل كأنها وحواء آدم قصة

كافرا. يعدكانا كما لألديان النقد عرص كانا عرش والتاسع عرش الثامن القرنني ولكنحطمت دامية حروب بعد به وعملوا األوروبيون إليه انتهى الذي التسامح عرصوأن التعصب، عىل التسامح بإيثار انتهت ولكنها البغض، وعممت اإلنسانية القيمالكون أصل يف التفكري يخىش أحد يعد فلم يشاء، بما يؤمن أن يف الحق إنسان لكلونطيعها. نصدقها أن يجب أمر أو رواية أو بنص يقول الدين ألن اإلنسان؛ أو

فكرة التطور، بفكرة اإليمان إىل داروين، ثم المارك بفضل أوروبا، وانتهتميادين إىل والحيوان، النبات يف األحياء ميدان من وانتقلت ذلك بعد عقيدة ثم أوال،

واالجتماع. الحضارة يف أخرىأن منها نفهم وأصبحنا الدينية العقيدة مكان هنا التطور عقيدة أخذت بليعقوب إن بل التطور، معاني أيضا هي االرتقاء معاني وأن تتطور، أيضا األخالق

واالرتقاء. النشوء نظرية التطور: نظرية يسمي كان املقتطف مؤسس رصوفاألحياء موكب فإن ارتقاء هو تطور كل بأن نجزم أن نستطيع ال أننا ومعالغيبوبة حياة من االرتقاء موكب عام وجه عىل هو املاضية سنة مليون األلف يف

اإلنسان. يف والعقل الوعي حياة إىل األوىل الخلية يف والغريزةبذلك وتأخرت التطور بنظرية األخذ يف العربي الرشق أقطار تأخرت وقد«تطور أو األديان» «تطور يف مثال عربيا كتابا اآلن إىل نجد ال إننا حتى ثقافتها،املنرية املؤلفات هذه مثل توجد أن يمكن وال األخالق» «تطور أو العربي» املجتمعديانة بل عقيدة التطور بأن املتعلمة العربية الجماهري تسلم أن بعد إال املبرصة

لألسف. اآلن إىل يتحقق لم ما وهذا حقيقة، هو كمايسمون الغربية إفريقيا يف الزنوج نجد أن أيضا، املحزن من بل العجب، ومنالعرصيني والتفكري العيش بأسلوب وأخذوا ارتقوا قد كانوا إذا «متطورين» أنفسهم

آباؤهم. يحياها كان التي والقبيلة الغابة حياة من وانفصلواالعربية األقطار يف نجد ال ولكننا الغربية، إفريقيا يف الزنوج بني نجد ما هذاالنهضة، معنى عن بعيدين زلنا ما أننا بذلك أقصد ولست «متطورين»، اآلن إىلاألقطار يف يفهم ولم الغربية إفريقيا يف فهم قد التطور مغزى أن إىل أقصد ولكني

العربية.

18

Page 20: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور يف التفكري حوافز

وبناء. هدم التطور ومعنىاملستقبل. لتقاليد وبناء املايض لتقاليد هدم

شجرة تنمو ال والبذرة يكرسها، أن بعد إال البيضة من يخرج ال الفرخ إنوتنمحي. تتفتت أن بعد إال باسقة

كرس بال البيضة تبقى حتى الجمود إىل الحقيقة يف يدعون التقاليد ودعاةواألخذ التقاليد من التحرر حيث التطور دعاة هؤالء ويقابل تفتت، بال والبذرة

العرصيني. والتفكري العيش بأسلوبتجمدت التي الشعوب من ويشبع يأكل واالستعمار التطور، تعوق التقاليد إنيف وليست آخر عالم يف السعادة أن تعلمها التي األديان عليها وسيطرت بالتقاليد

البرتول. من أهم الدينية العقيدة وأن العالم، هذاالسائد التفكري أن كيف لنا توضح العربي الرشق ألقطار املوجزة والنظرةاملشاكل عن يؤلفون الذين «األدباء» يذكر أن القارئ، وحسب املايض، نحو يتجه«ثقافة» أو أدبا األبحاث هذه ويعدون سنة ألف قبل التاريخ وأشخاص الدينية

العرب. تنفعالعرب جماهري إليها تحتاج التي الثقافة ليست ولكنها شك، بال ثقافة إنها

املستقبل. يف القوة تنشد التيمرة الدين بتنقيح ينصح وهو التطور»، «شهوة عن يتحدث شو برنارد إن

سنة. كل األقل عىلاآلخر، للعالم وسلوكا قواعد وليس للحياة وسلوكا قواعد الدين يف يجد أنه أي

واالقتصادية. االجتماعية التطورات وفق القواعد هذه تتغري أن فيجبإذا دينية عقيدة بل عقيدة التطور من يجعلوا أن العربية الشعوب أبناء فعىلباملوت يعاقب ولكنه املوت، بعد بجهنم كفره عىل يعاقب لن فإنه إنسان بها كفر

العالم. هذا يف حي وهو والذل الفقر أوعن كتاب مئة ترجمة لقررت العربية األقطار عىل السيطرة يل كانت ولوحتى ونحوها واالقتصاديات والصناعات واألديان واملجتمعات واألخالق األحياء تطوريلتزموا أن من بدال والثراء والقوة واالخرتاع باالبتكار يأخذوا وحتى العرب يتغرييمكن كان التي الصناعة وقود أنه مع األثمان بأبخس برتولهم ويبيعوا تقاليدهم

املتمدنة. الشعوب بني مكانة أرقى إىل ترفعهم أن

19

Page 21: الإنسان قمة التطور.pdf
Page 22: الإنسان قمة التطور.pdf

والتفكرياجلديد داروين

نفسك عىل عارا تكون وسوف الجرذان، وإمساك والكالب، بالصيد إال تعني ال «أنتعائلتك». وعىل

إنسان ألي يلوح كان وقت يف أبيه من داروين تلقاها التي الكلمات هي هذهتسكع فقد التامة، الخيبة خاب قد الشاب هذا وأن صحيحة، أنها داروين يتأملالدين بكلية التحق فقد منها، واحدة عىل يستقر لم ولكنه مختلفة، دراسات يفعىل أو يلعب، كان ذلك غضون ويف تركها، ثم الطب بكلية والتحق تركها، ثمالحرشات ويصيد النباتات، ويجمع الحقول إىل يخرج يلعب، كأنه يبدو كان األقلأو يغريه كي كله، الكون عىل يتآمر كأنه رسيا تفكريا ويفكر النباتات، بني ويقارن

فيه. البرشية البصرية يغريال عنه أبوه قالها التي القاسية الكلمات هذه من سنة مئة من أكثر بعد واآلنوبعد اإلنجليزي، التاريخ به يتباهى أمته فخر هو بل عائلته عىل عارا داروين يعدما ومبلغ املاضية، حياته داروين تأمل األبوي التوبيخ هذا من سنة خمسني نحو

التوجيه. يف الخدمة من أتمهالقسوة». بعض عيل قسا قد أبي أن «أظن فقال: للعالم مني

وفاته بعد اآلن ونحن طويل، ثقايف كفاح بعد ١٨٨٢ عام يف داروين وماتوالكون للطبيعة جديدا فهما أكسبنا إنه نقول: أن نستطيع سنة، خمسني من بأكثراألنواع» «أصل كتابه فإن قبل، من نعرفه نكن لم للتفكري بمنهج وزودنا واإلنسان،تكون تكاد معارف أولهما شيئني: القراء إىل حمل ١٨٥٩ عام يف أخرجه الذيواحد أصل إىل ترجع جميعها وأنها والنبات، الحيوان يف األنواع أصل عن حقائق

Page 23: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

أو الطبيعة، يف يعرف ال االستقرار أن هو للدراسة منهج وثانيهما قليلة، أصول أومستمر. تغري يف والنبات والحيوان اإلنسان

اتجهنا قد ولكننا داروين، رشحها التي املعارف أو الحقائق نبايل ال اآلن ونحنالتطور وأصبح متطورين، ونفكر التطور، يف نفكر فنحن لنا، عينها التي الوجهةأيضا أصبح كما والنبات، الحيوان يف وامليلجرام باملليمرت نقيسها علمية حقيقةإىل آفاقا البرشي التاريخ به وانفسح املثقفني، عند أخالقيا مبدأ أو دينيا، مذهبا

البرش. وبعد البرش خلف املاليني مئات بل السنني، مالينيليست األرض أن أعلن حني عليائه، من اإلنسان حط جاليل إن قيل: لقدنجم أيضا الشمس ولعل الشمس، حول يدور صغري كوكب وأنها الكون، مركزداروين ولكن املساء، يف ليلة كل نراها التي النجوم ماليني عن يختلف ال صغريهو وإنما فسقط، عاليا يكن لم أنه وأثبت جديد، من العلياء هذه إىل اإلنسان رفعثم والحرشات، الحيوانات كسائر حيوانا الطبيعة حضيض عىل يعيش ساقطا كانوأن التطور، تاج أنه وأحس القدر، أرس من انتقل الجديدة الكرامة وبهذه ارتفع،إيجاد يف أقول ماذا بل القادمة، السالالت تعيني ويف العالم، هذا تدبري يف الحق له

الجديدة. البرشية األنواعنظريته، يف الكامنة الطاقة يقدر كان نفسه داروين أن أعتقد ال ذلك ومعنكاد ال اجتماعية، بقوات يسري الشخيص تفكرينا فإن عظمته، من هذا ينتقص والنكتسبها التي العواطف من بحوافز نفكر أننا ذلك أصولها، نتعمق أو بها نبرصاملطامع من لنا يرسمه وما واألوزان، القيم من علينا يفرضه بما املجتمع، منعادات إىل النفيس كياننا يف تستحيل مختلفة باستجابات يطالبنا واملجتمع واآلمال،التوجيه هذا ثمرة هو خاص منهج يف فنفكر منها، الخروج نستطيع ال عاطفية

وتعقلنا. وجداننا إىل يرتفع ال ألنه نحسه ال الذي االجتماعيالتفكري عىل األول الحافز وجدت داروين نظرية إن نقول: أن نستطيع ولذلكحياته زهرة من قىض داروين أن ذلك داروين، فيه عاش الذي املجتمع من فيهابني وقتئذ عمره وكان و١٨٦٠، ١٨٣٠ بني فيما الكهولة وإيناع الشباب نضج إىلالصناعية بالحركة وتزيد ترقى السنني تلك يف إنجلرتا وكانت والخمسني، العرشينتنمو، والثروات والصبيان، والنساء الرجال من بالعمال تحتشد فاملصانع الجديدة،االقتصاد تخدم والسياسة ويعبد، يدرس، النجاح وإنجيل أقصاها، عىل واملزاحمة

22

Page 24: الإنسان قمة التطور.pdf

الجديد والتفكري داروين

سيدة إنجلرتا وأصبحت املستعمرات يف األسواق وتؤسس النائية األمم وترضبفيها تباع التي وأسواقها مستعمراتها يحمي أسطول أكرب إىل احتاجت ألنها البحار؛

الفائضة. مصنوعاتهااألقاليم من وغريه لنكشري يف يفرت ال الذي هذا البقاء تنازع يف داروين وعاش

إنجلرتا. يف الصناعيةاالستجابة نفسه يف وجد ألنه به؛ وتعلق أحبه كتابا قرأ أيضا السنني تلك ويفكتاب هو اإلنجليزي، الصناعي الوسط أحدثها عواطف من له تكون بما لنظرياتهاإلنجليز املحافظني من كان القسيس هذا فإن السكان، عن مالتوس القسيسالفرنسية الثورة انفجرت فلما غوغاء، سوى فيهم يرون وال العامة، يكرهون الذينمبادئ رجالها أعلن ثم والعظماء امللوك من السادة حقوق عىل الشعب بها واستوىلفأخرج املحافظة، عواطفه من بحافز كثريا مالتوس فكر والحرية، واملساواة اإلخاءواملساواة اإلخاء يف اآلمال هذه أن إليه قصد الذي املغزى وكان السكان، عن كتابهتضاعفي نظام عىل يتوالدون الذين الناس تكفي ال الدنيا ألن تتحقق؛ لن والحريةو٢ ١ حسابي نظام عىل إال تنتج ال املحصوالت ولكن إلخ، … و١٦ و٨ و٤ ٢تكفهم لم حرمان أو حرب أو مرض بال الناس عاش فإذا إلخ، … و٥ و٤ و٣وتأمل لهم، رضورة أو بالناس رحمة والحرمان والحرب فاملرض وإذن املحصوالت،ينطبق ال لم فتساءل: البرشي املجتمع عن مالتوس ألفه الذي الكتاب هذا داروينجميع يكفي ال الطعام فإن الطبيعة؟ يف والحيواني النباتي املجتمع عىل الكالم هذابعضها يزاحم أن تعيش كي يجب فهي باأللوف، تتكاثر أو تتوالد التي األحياءتماما. ومصانعها لنكشري يف كما البقاء، تنازع أي: بينها؛ الحرب فتكون بعضا،

العالم حول تطوف كي البيجل سفينة الربيطانية الحكومة أنفذت ١٨٣١ ويفالحكومة عمدت ملاذا ولكن األبعاد، وتقيس الشواطئ وتدرس األعماق وتسربالعاطفة هي ما املوضوع؟ بهذا االهتمام إىل الحكومات سائر دون وحدها الربيطانية

إيطاليا. أو روسيا أو أملانيا فيها تفكر لم التي الدراسة هذه إىل الحافزةالسنني تلك يف الربيطانية الحكومة أن وذلك أيضا، اجتماعية الحافزة العاطفةاالقتصاد، خلف تسري الدوام عىل السياسة ألن الربيطانية؛ الصناعة تخدم كانتاإلنجليزية الصناعية الحركة ألن اإلنجليزية؛ املصنوعات عىل وقفا العالم أسواق وكانتواملالحة بالبحار االهتمام كان هنا فمن األمم، جميع يف األخرى الحركات سبقت

23

Page 25: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

بالسفينة يلتحق أن يف لداروين الفرصة كانت أيضا هنا ومن النائية، واألقطاروالنبات. الحيوان يدرس كي «بيجل»

الفرنيس المارك فإن األنواع» «أصل البحث هذا يف جديدا داروين يكن ولمورثت التي باملرانة ألنها طال؛ قد الزرافة عنق بأن القول صاحب وهو إليه، سبقهفكأن األشجار، يف العليا الغصون إىل للوصول وسعت ارشأبت قد الجيل بعد جيالدارون جد إن بل جيل، بعد جيال يورث صفات من بجهده الحيوان يكسبه ماأصولها يرتب من إىل تحتاج الهواء» «يف النظرية فكانت املوضوع، هذا بحث قد

مظاهرها. ويعلل وفروعهافلما البيجل، عىل رحلته يف رشع حني والعرشين الثالثة يف شابا داروين كانالقارات يف هما عما يختلفان ونباتها حيواناتها وجد الجنوبية، أمريكا إىل وصلانعزال أن وجد الجنوبية أمريكا غرب املنعزلة الجزر إىل وصل ملا ثم القديمة،األشكال من بها ينفرد التي أشكاله له فتكون الحيوان، انعزال إىل يؤدي الجزيرة

القارات. عىل العامةتعليل يف لداروين فضل أي هناك ليس أنه القارئ يتوهم يكاد هنا وإىلالظروف هناك ثم الفرنيس، المارك إليها سبقه كما جده إليها سبقه فقد النظرية،وبقاء البقاء تنازع ثم السكان، تضاعف إزاء الغذائي اإلنتاج وقلة مالتوس األخرى،يف الصناعية الحركة حيث لنكشري يف العنيفة املزاحمة يف الضعيف وفناء األصلح

عنفوانها.أوسع يف الثقافية البيئة أو االجتماعي الوسط بأن التسليم مع ألننا ال! ولكنللتفكري، الحافز هي والعواطف، والعادات واالتجاه املعيشة تشمل حني معانيها،يف فكر ملا ذكيا داروين يكن لم لو إذ الشخصية؛ تغفل أال يجب ذلك مع فإننا

الحياة. يف هدفه جعله وملا الخطري، املوضوع هذالم عقيل بأن االعرتاف إىل تضطرني الحقائق «إن نفسه: عن داروين قال لقد

للتفكري». يخلقألن نفسه؛ يعرف لم أنه الحقيقة ولكن الكلمات، بهذه نفسه داروين ظلم وقدالعناية وعني التفكري يف أرسف قد مفكر رجل إال الكلمات هذه يقول ال أنه الواقعولو الجهد، هذا يف الكربى الصعوبة وعرف املعارف، من الحقائق بغربلة الكربى

باله. يف لتخطر كانت ما إنها إذ الكلمات؛ هذه قال ملا يجهد يكن لم أنه

24

Page 26: الإنسان قمة التطور.pdf

الجديد والتفكري داروين

أو مريضا كان وأنه التفكري، احرتف أنه داروين حياة من الواضحة الحقيقةأبوه أحدثه الذي الجرح هذا الكرامة، جرح هي قديمة حزازة نفسه يف متمرضافقد لعائلته، عارا يكون سوف بأنه له أبيه وصف من مثال نرى كما فيه وغريهويؤلف، يفكر الساعات هذه يف وكان الساعات أرق بعد إال الليل يف ينام ال كانهو ومرضه مريضا، نهاره سائر يبقى ثم القليلة، كلماته كتب النهار جاء فإذايقول: كأنه عليه، ويستقر به ويعيش النيوروزي يخرتعه الذي النفيس املرض هذا

مريض؟ وأنا هذا أستطيع وكيف والتفوق، النجاح مني طلبتميهيئ نفسه الوقت ويف لعائلتك» عار «أنت املجروحة الكرامة يصون مرضوصار نجح داروين أن ولو أرقا، األصحاء يسميها ليلية حضانة يف للتفكري الفرصةيمارس طبيبا أو قسيسا العالم لكسب أبوه يشتهي كان كما طبيبا أو قسيساالتي املريضة العبقرية هذه عندئذ يخرس كان العالم ولكن منها، ويكسب حرفته

لإلنسان. جديدة أهدافا وعينت زلزلتها بل أساسها، من الثقافة زعزعتوالرتجمة امللعونة» «معدتي هي أصدقائه بني مألوفة كلمة يكرر داروين كانهذه عىل يساعدني وال وأفكر وأتكاسل أقعد أن أريد هي: الكلمة لهذه السيكلوجية

والتأليف. والتفكري الكسل يل وتسوغ تزكيني ملعونة معدة إال الحالالذي النيوروزي املريض صفة وهو داروين، صفات أعجب من الكسل وهذاأن يخىش ألنه أي: النقص؛ يخىش ألنه عمل؛ ألي املعالجة ويرفض النشاط يكرهولكنه التطور، يف يفكر وهو سنة ثالثني نحو داروين بقي فقد التمام، عن يقرصأن هو منه، فانتفض أزعجه حادث حدث ثم مقاال، يكتب وال عنه كتابه يخرج الاألزهار يجمع آسيا من الرشقي الجنوب يف تقع التي الجزر بعض يف كان ووالسباملوضوع مشغوال وكان العلمية، الجمعيات إىل بها ويبعث ويحنطها والحرشاترسالة إليه فأرسل أيضا به مشغول داروين أن يعرف وكان التطور، أي: نفسه؛قد ووالس أن وجد إذ داروين وصعق املوضوع، هذا يف رأيه فيها يرشح علميةأنواع بني كثري التوالد وأن الطبيعة، يف قليل الطعام بأن التطور تعليل إىل سبقهويف الطعام، أجل من مسابقة أي: تزاحم؛ هناك يكون أن بد فال والنبات، الحيوان

للبقاء. األصلح األقوى غري يبقى ال املسابقة أو التزاحم هذاورشع ووالس، رسالة عن إنجلرتا يف العلمية الهيئات إبالغ إىل داروين وسارعونزاهته حزنه يف داروين نتخيل أن ونستطيع األنواع»، «أصل كتابه يؤلف أيضا هو

25

Page 27: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

بتزعم يخرس ولم كسب العالم بأن اعرتف بسنني ذلك بعد ووالس ولكن معا،منطقا. وأدق بيانا وأنصع معرفة منه أوىف كان ألنه النظرية؛ لهذه داروين

والرؤيا الرؤية فتغريت ١٨٥٩ يف األنواع» «أصل كتابه داروين وأخرجالبرشيتان.

السهولة يف غاية تبدو البرشي التفكري غريت التي النظريات من وكثريوضوحها؟ عىل النظرية هذه السالفون جهل كيف الناس: ليتساءل حتى والبساطة،وكيف الناس يربيه مما وغريها والكالب الحمام عن يتحدث داروين فإناإلنسان استطاعه وما الجديدة، السالالت من واملئات العرشات يخلقوا أن استطاعوااملاضية، السنني ماليني يف الطبيعة منه وأكثر استطاعته، قد القليلة السنني مئات يفوالجبال والبحار الغابات يف فهناك السالالت، عن فضال األنواع أخرجت حتىوالنبات الحيوان بني يتضاعف توالد هناك ولكن الطعام، من محدود إنتاج والسهولفال والطعام، النبات من املاليني ماليني بل املاليني هذه الطعام يكفي أن يمكن والوقد الطعام، عىل الحصول ألجل أي: البقاء؛ ألجل األفراد تتنازع أن من إذن بديف األخري النفس يف كما هو خفيا، البقاء ثم التنازع هذا يف للتفوق السبب يكونالحماية طرق يف أو العطش، أو الجوع عىل القدرة يف أو الساعات، يدوم رصاع

والبطش. الجرأة يف أو التطفل، عىل القدرة يف أو للنسل،االختالف هذا فإن والنبات، الحيوان يف اآلخر عن مختلفا يولد فرد كل دام وماواالنتصار البقاء عىل األوىل الحال يف يساعد فهو عجز، أو ميزة عىل شك بال ينطويلهذا األسباب نعرف وال الثانية، الحال يف الهزيمة له يهيئ وهو الحياة، معركة يفجيل، بعد جيال التغيري يستمر أن بد ال ولذلك به، ونعلم نشاهده ولكننا االختالف،السالالت بني االختالف زاد وإذا الجديدة، السالالت أحدثت التغريات تراكمت فإذا

الجديدة. األنواع ظهرتقبل كانت كما اآلن ليس وحيوانا، نباتا األحياء؛ بأن نسلم أن يجب هذا وعىلوالثبات االستقرار وليس والتطور، التغري دائمة ألنها سنة؛ مليون مئة أو مليوندام ما أنه نستنتج أن ونستطيع طبيعتها، هما والتطور التغري ألن األحياء؛ طبيعةاألحياء. فيه تتغري أيضا قادم تاريخ لنا يكون فسوف التطور يف ماض تاريخ لنايف الحياة أن وهو داروين، قراء إليه انتهى الذي الخطري املغزى هو وهذاوهذا ومركباتها، عنارصها وتخرج تصهر تزال ال البوتقة وأن قط، تتجمد لم بوتقة

26

Page 28: الإنسان قمة التطور.pdf

الجديد والتفكري داروين

التوجيه هذا بداية يف ونحن إليه، عقولنا داروين سدد الذي الجديد التوجيه هوخطرية. برشية مرشوعات طياته يف يحمل ألنه مغزاه؛ منا كثري يخىش الذي

هذا يف ما حد إىل ونجح التطور تعليل وحاول األحياء، تطور داروين عالج لقدمن اكتسبها التي االجتماعية عواطفه ألن وذلك النجاح، كل ينجح لم ولكنه التعليل،األسواق، لخطف اإلمرباطورية كفاح ومن لنكشري، يف التجارية الصناعية املزاحمةتنازع التنازع، شأن من يكرب أن عىل حملته التي هي العواطف هذه األمم، وإذاللطريق عن البقاء أن الواقع ألن الطبيعة؛ يف التعاون رؤية وبني بينه وحال البقاء،

التنازع. طريق عن البقاء من وأوسع أكرب والنبات الحيوان بني التعاونلداروين ولكن داروين، يعرف كان مما أكثر أي: كثريا؛ اآلن نعرف ونحننقلت فقد جديدة، برشية برؤية زودنا وأنه للبحث، الخطط وتعيني التوجيه فضلأن املألوف من وصار املجتمع، يف الناس إىل الطبيعة يف األحياء من التطور نظريةلنراها كنا ما التطورية النظرية وفق واألديان األخالق عن منظمة دراسات نجد

داروين. لوالنقلنا ألننا البرشي؛ االرتقاء معنى وتغري املستقبل، يف آمال للبرش وانبسطتيف نمارسه فنا التطور أصبح بل نفسه، اإلنسان إىل اإلنسان وسط من املعني هذاعىل وأعوانه هتلر اجرتأ وقد الفاكهة أو القمح أو القطن من جديدة سالالت إيجاد

جديدة. برشية سالالت يف يفكروا أن

27

Page 29: الإنسان قمة التطور.pdf
Page 30: الإنسان قمة التطور.pdf

األحياء تغري البيئة

ذلك إىل سبقه فقد التطور؛ نظرية أو مذهب إىل دعا من أول داروين يكن لمالذهني االشتعال أو الثانية النهضة رجال من فرنسيان وهما و«بوفون» «المارك»

أوروبا. يف الثاني١٤٥٠ عامي بني فيما األوروبية النهضة يسمى ما هو األول الذهني واالشتعال«بيكون» أعقابهم يف جاء من ينتمي وإليهم اإليطاليني، من رجاله ومعظم و١٥٥٠

الفرنيس. و«ديكارت» اإلنكليزي،النهضة هو أوروبا أرجاء جميع يف نوره سطح ثانيا ذهنيا اشتغاال هناك ولكن

الكربى. بالثورة وانتهت وديدرو وروسو بفولتري بدأت التي الفرنسيةالعلميني هؤالء ورفض أذهانهم حرروا الذين العلميني من وبوفون المارك وكانتفكريهم ثمرة وكانت الكائنات، استقراء إىل وعمدوا التوراة روتها كما الخلق قصة— التطور لهذا العوامل أعظم وأن قليلة، أصول أو أصل من تطورت األحياء أنبعادات تطالبه بيئة يف يعيش الذي الحي أن — الوحيد العامل يكون يكاد بلإىل جيل بعد وجيال رويدا رويدا أبناءه العادات هذه يورث جهدا، تقتضيه معينةكالزرافة — الفسيولوجي كيانه من جزءا وصارت العادة فيه ثبتت جيل يظهر أنفتنشط األرض عىل البعيدة األعشاب أو العالية الغصون إىل العنق مد تعتادجيل بعد جيال العادة هذه تتواىل ثم — الفردي باملجهود العنق ويطول العضالت

فطالت. األعناق فيه تطورت قد جيل إىل بعد نصل بنا فإذابالحىص جلدها ويتصادم تربك أن أسالفه اعتادت فقد الجمل، اعترب أوأدت كذلك الجلد تقسية إىل الحذاء ضيق يؤدي أن لنا يحدث وكما الجارحة،

Page 31: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

بأن العادة هذه انتهت ثم للحىص، اللمس مواضع يف الجلد تقسية إىل الحىصخشنة. ثفنات ولها الجمال صغار بها ينشأ وراثية صارت

قد تكن لم أوروبا ولكن التطور، بصحة للتسليم كافيا التعليل هذا وكانداروين» «أرازموس داروين جد كان وقد النظرية، بهذه اإليمان نقطة إىل وصلت«أصل كتابه فأخرج داروين تشارلز حفيده جاء ولكن العادات، وراثة عىل يعتمدوقتئذ يقال كان كما أو العادات شأن فيه واستعرض ١٨٥٩ عام يف األنواع»

الجنيس. واالنتخاب البقاء تنازع عىل اعتماده جل وجعل املكتسبة»، «الصفاتبالحيوانات مثال رضب فقد العقل، يفتن بل يجذب واضحا داروين منطق وكانونختار دواجن نجعلها أي: ندجنها؛ إننا وقال: والكالب، واألرانب كالحمام املدجنةامتازت التي األفراد عىل التناسل فنقرص ونرشها استبقاءها نريد التي الصفات تلكما صفة نرى الدواجن يف أوجدناها التي السالالت من مئات نرى ونحن بها،لم مما غريها نستبعد نفسه الوقت ويف الصفة، هذه تكثر حتى أفرادها فنستلقح

فتنقرض. الصفة هذه تحزونباتها الغابة حيوان يف أيضا يحدث املستأنسة الدواجن بني يحدث وماتعني كانت فإذا ظهورها، سبب نعرف ال جديدة صفة تظهر أي: املتوحشني؛هو مات صاحبها ترض كانت وإذا وتفشت، بقيت املالئمة، تزيد ألنها البقاء؛ عىل

وانقرض.يسمى ما إىل التفت أيضا ولكنه التطور، تعليل يف داروين اعتماد جل هذا كانقليال والتفت والذوق، الجمال يف فنيا اختيارا الحيوان إىل عازيا الجنيس» «االنتخابولكن تورث إنها فقال: املكتسبة، والصفات العادات وهو إليه أرشنا ما إىل ا، جد

والتطور. التغري يف أثرها عىل نعتمد أن نستطيع ال حتى عديدة، أجيال بعدكلمة ترادف التطور كلمة وأصبحت أوروبا يف التطور نظرية وانترشتسنوات ثالث بعد أي: ١٨٨٥؛ سنة كانت إذا حتى ،١٨٥٩ عام منذ «الداروينية»بـ«نظرية املعنون كتابه األملاني البيولوجي «فايسمان» أخرج داروين وفاة من

الوراثية». املادة استمرار

خمسني أو أربعني نحو البحث ووقفت عقيدة كانت لو كما النظرية هذه وفشتالقدر أو الحظ يشبه ما إىل الوراثة وأحالت املكتسبة، الصفات وراثة يف سنة

30

Page 32: الإنسان قمة التطور.pdf

األحياء تغري البيئة

للكفاح كفايات وبنا نولد والحيوان نحن العلمية، الجربية بمثابة فكانت األعمى،حياتهم يف كفايات من نالوا ومهما آباؤنا جهد ومهما واالنقراض، للموت أو والبقاءاملنوية، الخلية من يولد الحيوان طفل ألن الكفايات؛ بهذه االنتفاع نستطيع فلنالشاب ثم الصبي ثم الطفل جسم الجسم، عن مستقلة حياة تعيش الخلية وهذهالتي تلك إحداهما خليتني نجد إذ للجنني؛ التكوين أول منذ تظهر وهي الشيخ، ثموهذه للتناسل، تتخصص التي تلك واألخرى واإلنساني الحيواني الجسم بها ينموإىل وتؤدي التكاثر يف ترشع حني إىل الشباب سن إىل نائمة كأنها خادرة تبقىعادات أي أو ذراع قطع أو جهد أو ضعف من إذا للجسم يحدث وما التناسل،تقطن إنما ألنها املنوية؛ الخلية يف يؤثر ال هذا كل اإلنسان، أو الحيوان يعتادها

به. تتأثر ال ولكنها فيها يجري الذي بالدم وتتغذى فقط الجسمالسيئ الوسط هذا يف يكتسب ومهما سيئ وسط يف اإلنسان يعيش مهما وإذاغري وهم سيخرجون أبناءه فإن وحش أو مجرم إىل تحيله قد مؤذية عادات من

عاشها. التي واإلجرام الرش بحياة متأثرينكانوا إذ الفرنسيني؛ بني التطور وسائر «المارك» يفهمه كان ما عكس هو وهذاتنتقل حياته يف كسبها التي والرباعة الحيوان تعودها التي العادات بأن يقولونتمد كالزرافة عضوية؛ تنتهي ولكنها وظيفية تبدأ أنها أي: أعقابه؛ إىل رويدا رويداهي تزال فال األرض، عن البعيدة األعشاب أو العليا الغصون تنال كي عنقهاالوظيفة تنتقل حتى السنني من املئات عرشات أو مئات بضع ذلك يفعلن وأعقابها

الطويل». «العنق العضو إىل العنق» «مدوكان عليه، فحملوا داروين، مذهب املذهب، هذا والفالسفة األدباء استفظع وقدزاوية املذهب لهذا ألن وذلك شو، برنارد من أعظم وكان بطلر، صموئيل أولهمفكأن القادمة، األجيال تتأثر فلن وتربية تعاليم من نرشنا مهما أنه هي اجتماعيةبل الحارض بالجيل يقع عسف ألي تربيرا التناسلية الخلية باستقالل القول يف

تمدنية. أو تثقيفية ناحية من الجيل هذا إلهمالالصدمة عند استسلموا فقد العلميون أما والفالسفة، األدباء موقف هذا كانبها نسلم أن فيجب التجربة عىل قامت قد نظرية هذه وقالوا: لفايسمان، األوىلهناك ليس بأنه رصح الذي سبنرس هربرت إال تنقضها، أخرى تجارب وننتظرمئات انتظار تقتيض الوراثة يف والتجارب املكتسبة، العادات غري التطور يعلل ما

املتعاقبة. األجيال

31

Page 33: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

النبات يستقرئون العلميون رشع ولذلك التجربة، مقام تقوم املشاهدة ولكنيكتسبها التي الجديدة العادات كانت إذا يعرفوا كي الطبيعية أوساطها يف والحيوان

ال؟ أم تورث وسطه وبني كفاياته بني يالئم كياألوساط إىل االلتفات يف أرسف داروين ألن الطبيعية» «أوساطهما قلنا: وإنماوالدجاج كالحمام الدواجن أن رأى فقد للدواجن، نحن نحدثها التي الطبيعية غريولكننا االختالف، هذا تعليل نستطيع وال تختلف، اإلخوة حتى بل واملاشية والخرافاالختالف هذا إن ونقول: والنهر، والبحر والجبل السهل ويف الغابة يف حدوثه نفرضصفات بتجمع التطور ثم البقاء تنازع هنا ومن لفنائه، أو القرد لبقاء يعمل قدبعد الجديدة الساللة فتكون وتتناسل تعيش وبجعلها األفراد لبعض نافعة ناجحة

الجديد. النوع ذلكلتلك أي: لألوابد؛ يحدث ال للدواجن يحدث ما أن الباحثني لهؤالء اتضح ولكن

إلخ. … الغابات يف تعيش التي املتوحشة األحياءأو كان نباتا الحي يفسد طبيعية، غري حياة من فيه بما التدجني، ألن وذلكألن ملاتت؛ األوابد بني مثله نشأ لو الذي املرض بمثابة هو اإلفساد وهذا حيوانا،أو سيئ لغذاء الحيوان استجابة هي إنما الدواجن أفراد يف الكثرية التغيريات هذهتحدث ال الطبيعة ويف كثري، لسماد النبات استجابة هي أو الحركة، يمنع لحبسمصلحتها ضد هي إذ األحياء؛ ألبادت حدثت ولو الكثرية، والتغريات االختالفات هذه

وبقائها.ولذلك فايسمان، نظرية من سنة ستني عىل تزيد مسافة عىل اآلن ونحنفريدريك األستاذ هو الحيوان تطور يف لها الناقدين وأحسن ننقدها، أن نستطيعأيضا وهو فايسمان، عىل الحاسم الرد هو والوراثة» «العادة كتابة فإن جونز، وودبكلمة أو اآلباء عادات يرثون األبناء بأن التطور تعليل أي: «المارك»؛ لنظرية إحياء

تورث. املكتسبة الصفات أن أخرىأنها فايسمان يزعم التي التناسلية الخاليا أن جونز وود إليه يلتفت ما وأولتنمو ال الذين الخصيان يف مثال نرى كما وشكال نموا الحي يف تؤثر مستقلةوهذا أعضائهم، بعض يف النمو يتغري وكذلك خصاهم، قطع بعد وشواربهم لحاهم

السوي. النمو ينمو فال هورموناتهما من الجسم يحرم الخصيتني قطع ألناملنوية الخاليا تتأثر ال فلم املنوية، بالخاليا يتأثر الجسم بأن سلمنا نحن فإذا

بالجسم؟

32

Page 34: الإنسان قمة التطور.pdf

األحياء تغري البيئة

األميبة أن هنا نجد فإننا األميبة، مثل البدائية الخاليا إىل نعود أن يجب ثمالنمو يف يؤثر فما واحدة خلية هي ألنها النمو؛ مع الوراثة فيه تندغم جسم هيالتي البكتريية الخلية نعالج أن أحيانا نستطيع إننا بل الوراثة، يف أيضا يؤثرالقدرة من خلو وهي وتتكاثر، تنقسم ساللة منها نستنتج بحيث ما مرضا تحدث

البكرتيولوجي. العالم يف مألوف وهذا املرض، إيجاد عىلمنها فرد كل يتألف التي األحياء يف تورث املكتسبة الصفات أن هذا ومعنى

واحدة. خلية منمثل ببذور يمتاز الذي النبات يف يحدث أن ممكن التكاثر أن نعرف نحن ثممن نمت قد كانت لو كما تنمو التي سيقانها من أجزاء نزرع بأن وذلك اللبخ،غري اللغوية الخلية وبني الحي جسم بني املزعوم االستقالل هذا ومعنى … البذور

الوراثة. يف املنوية الخلية عمل يؤدي الجسم ألن صحيح؛بذورا، كانت لو كما فتنمو أوراقها نزرع أن يمكن التي البيجونيا مثال وهناكالوراثية، العنارص تجمع خاليا أي: بذورا؛ لها أن أي: مزهر؛ نبات والبيجونياالبذور، من وليس السيقان من الشوكي التني أي: Cocrus «الككتوس» نزرع ونحن

األوراق. واإلبرهي السيقان، هي الككتوس يف واأللواحجنسية خاليا تحمل كبرية أجسام من مؤلفة األميبة، غري حيوانات أيضا وهناكالتكاثر طريقة عىل فيها يتم أن يمكن التكاثر فإن Hydra «الهيدرا» الحيوان مثلالحيوان إىل فينمو لحمها من صغريا جزءا نقطع أننا أي: والبيجونيا؛ اللبخ يف

املنوية. الجراثيم من نشأ قد كان لو كما الكاملالوراثية العنارص أن والككتوس، واللبخ والهيدرا األميبة األمثلة: هذه ومعنىولذلك كله، الحي جسم يف تنترش إنها بل مستقلة وراثية خاليا يف محصورة ليستذكرناها التي األربعة هذه من النبات أو الحيوان تعود إذا أنه نستنتج أن يجبغذائي لتغيري لها استجاب عادات تعود إذا األحياء؛ من األلوف عرشات تمثل وهيساللته ألن ساللته؛ أيضا ستغري جسمه ستغري التي العادات هذه فإن جوي، أويف الجسم خاليا من أو النبات يف الساق أو الورقة من نمت قد جسمه بعض هي

الحيوان.والخلية الجسمية الخلية بني املزعوم االنفصال أن وضوح بكل نرى وهناكمن أكثر هناك بل — كثرية أحياء يف تندمجان االثنتني وأن — صحيح غري الوراثية

33

Page 35: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

١٩٠١ سنة كياف يف كتابا نرش الرويس العالم ماتيسني فإن الداللة، يف وأبرز هذاثم مكانهما، آخران مبيضان نما ثم األرنبة، مبيض ينزع أن استطاع إنه فيه: قالفعادا أيضا األرانب يف املبيض بنزع وفيليبس كاسيل األمريكيان العاملان بذلك قامأثبت ١٩٢٥ سنة ويف جديدين، مبيضني من تكون الذي الحمل وصح النمو إىل

الفرئان. يف أيضا ذلك دافنبورعن تتناسل واللبخ والبيجونيا واألميية الهيدرا مثل والفرئان األرانب أن أينمو تقتيض والفرئان األرانب يف الحال كانت وإن الجسم، خالل من النمو طريق

جديد. من املبيضنيجزء نزع قد النساء من صغري غري عددا هناك أن يذكر جونز وود إن بلأن ذلك كل بعد استطعن ثم الفالوبية األنابيب بعض مع مبايضهن من كبريالجسم خاليا من اإلنسان يف تنشأ قد التناسلية الخاليا أن هذا ومعنى يحملن،باألخرى أو نظرية، أن نستنتج ولذلك والفأر، الهيدرا يف يحدث كما التناسلية غريليست الفسيولوجي استقاللها أو الوراثية املنوية الخاليا انعزال يف فايسمان عقيدة،تنشأ بالوراثة املختصة الخاليا أن وهو والحيوان النبات يف عام املبدأ وأن صحيحة،اإلنسان يف االجتماعية قيمته تكرب ما هو وهذا — ثم نفسها، الجسم خاليا منآخر تأثري هناك كذلك اإلنسان، يف املنوية الخاليا تحدثه الذي التأثري لقاء إنه —نكابد وما حياتنا أن أخرى، وبكلمة املنوية، الخاليا هذه يف الجسم خاليا تحدثهالوراثية الخاليا يف فتؤثر تعود فيه نعيش الذي للوسط واستجابات رجوع من فيها

تورث. املكتسبة الصفات أن أي: أعقابنا؛ يف للرش أو للخري وتغري

من أطول ذلك مع املقدمة هذه ولكن املوضوع، مقدمة هو ذكرت الذي هذا كلميتشورين يدعى عظيم رجل اسم القرن هذا من األول النصف ففي املوضوع،ليسنكو هو ثان واسم ميالده، عىل سنة مئة بمرور الروس يحتفل “Michurin”التي الشعوب وسائر والصني الروس من يتلقى حيا يزال ال الذي “Lissenico”من كثري من السباب يتلقى كما واإلكبار االحرتام السوفيتي االتحاد نظام يف دخلت

املتحدة. والواليات بريطانيا وخاصة الغربية األمم يف «العلميني»الوراثة عن يقال ما أن هو واحد ليشء حياتهما أرصدا الرجالن هذانوالنبات، الحيوان جسم عن مستقلة خاصة خالياها وبأن مندل بقانون وجمودها

34

Page 36: الإنسان قمة التطور.pdf

األحياء تغري البيئة

القول هذا تورث؛ ال الفرد حياة يف املتكررة العادات أو املكتسبة الصفات وبأنالطبيعة. يف له أصل ال هراء

هناك ليس ولكن الحيوان، يف وليست فقط النبات يف العاملني هذين وتجاربوالحيوان. النبات بني الوراثية العوامل يف فرق أدنى

تجاربهما؟ هي ومامبدأين: يف أحرصها أن أستطيع

وهذه وتربيته، وهوائه ونموه غذائه يف جديدة عادات عىل النبات تربية األول:جديدة. سالالت بظهور التغيري فيحدث أعقابه ترثها العادات

التخلص يستطيع حتى التهجني من بيشء النبات يف املنينة الوراثة زعزعة والثاني:الجديدة. بالبيئة األخذ يف وينطلق السابقة الوراثية القيود أو الروابط من

األول. قبل الثاني باملبدأ ولنبدأأم كان حيوانا الحي؛ يتقبل حتى ننزعها أن شئنا فإذا قوية، الوراثة عواملكأن تهجينه، إىل نعمد فإننا الحيوية البيولوجيا بعاداته ويأخذ جديدا وسطا نباتا،عن تختلف التي األم من يتغذى الفرع هذا اآلخر، النبات من بفرع النبات نطعموأعمق أكرب الجديد للوسط خضوعه ويعود الوراثية كفاءته فتتزعزع الوراثية أمه

وراثته. يف خالصا سليما كان لو مماأمه، غري أخرى أم عىل تربى الذي الفرع هذا نأخذ األول، املبدأ وهنا وعندئذ،نشأت التي الغصون أو البذور نزرع فتزرعها؛ عليه نشأت التي البذور نأخذ أووذلك الغصن أو البذور نربي نربيه، ثم الشجرة به طعمنا الذي الغصن عىل ونمتمكان يف فنزرعه قرونا فيه عاش الذي األول وطنه أو األول وسطه من ننقله بأنأجف، أو أرطب أو أبرد أو أدفأ املكان وهذا مرت، كليو مئة ثالث بنحو عنه ينأى

جديدة. حياة النبات يتعلم وهنامئتي أو مئة نحو تبعد بيئة يف فنزرعهما الناتجني الغصن أو البذر نأخذ ثمثمرة أو جديدا نباتا عندنا نجد سنوات بضع مرور وبعد جرا.. وهلم مرت كيلو

قبل. من وجود لها يكن لم جديدةيزرع أن ميتشورين عن الفن هذا ورث الذي ليسنكو استطاع الطريقة وبهذهكبريا وعددا والكرنب والقنبيط الربسيم وكذلك الشمايل، القطب من بالقرب القمح

والخرض. البقول من

35

Page 37: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

مسافة إىل املرصي القطن بزراعة يتقدم أن العجب، موضع وهنا واستطاع،الشمايل. القطب نحو مرت كيلو ١٥٠٠

األطفال وتربية التعليم يشمل الذي االجتماعي، الوسط أن الخطري البحث هذا وداللةيف يؤثر هذا كل والسكنى؛ والطعام واألمراض واألخالق واالرتزاق الزواج ونظامبما نحسب، كنا وقد كفايات، فيه يقتل أو كفايات منه ويستنبط الفرد عاداتمستقلة الوراثية الخاليا ألن القادمة األعقاب يف يؤثر لن هذا كل أن فايسمان، زعمهإىل مضطرون فإننا اآلن أما مساكننا، يف نحن نعيش كما أجسامنا يف منعزلةبيئة يف نعيش مثال كنا فإذا أعقابنا؛ يف يؤثر بيئاتنا من نكسبه ما بأن التسليمبه نحس ما فإن العيش أجل من بعضا بعضنا ويكافح ونتحاسد فيها نتزاحمساللتنا يف ثابتة غرائز ينتقل سوف والتحاسد التزاحم هذا يف كريهة عواطف منعضويا سيستحيل ولكنه وظيفي اآلن هو التزاحم هذا يف مجهودنا ألن القادمة؛ثم فقط وظيفة العليا الغصون إىل الزرافة ارشئباب ابتدأ كما القادمة، سالئلنا يفولكنه فقرات، سبع غري يحتوى ال العنق وهذا العنق، استطالة يف عضوا استحال

إلخ. … والعصب باللحم استطالوالتعاون والرفق بالحب تطالبنا تعاونية بيئة يف نعيش كنا إذا العكس، وعىلأجيال بعد يستحيل كوظيفة عندئذ نمارسه ما فإن الفضائل، أجمل منا وتستنبطوالرفق بالحب يتعاملون وهم السنني آالف بعد أبناؤنا فيعيش عضوية؛ غرائز إىل

والتعاون.نكتسبها التي الصفات هي ما نسأل: أن يجب ولذلك تورث، املكتسبة والصفاتذلك. نكره أم … القادمة؟ األجيال عنا ترثها أن نحب وهل الحارض؟ مجتمعنا يف

نمارسه. ال أن فيجب املرياث هذا نكره كنا وإذامن اإلكبار يف فايسمان نظرية أن األوروبيني من االستعماريون وجد وقدالشعوب عىل اإلمرباطورية لسيادتهم مربرا البيئة قدر من واالنتقاص الوراثة شأنتكاد وراثية بعوامل البرشي النقص أو الكفاءة تفرض النظرية هذه ألن الرشقية؛

تفهم. ال غيبية تكونال وكذلك املدنية، الصناعية بيئتهم عن ناشئا ليس األوروبيني فرقي وإذنواالنحطاط هنا الرقي يرجع وإنما الزراعية، بيئتهم إىل مثال الهنود، انحطاط يرجع

36

Page 38: الإنسان قمة التطور.pdf

األحياء تغري البيئة

لرتقية رضورة هناك فليس ولذلك والقدر، القضاء تشبه وراثية لعوامل هناكأسايس وراثي هو وإنما بيئيا ليس انحطاطهم ألن الهنود؛ عند االجتماعية األحوال

يعالج. المن املكتسبة والصفات العادات بانتقال الجديد اإليمان فهذا كان ما وأياللنوع والتدريب التوجيه حرية إىل الوراثة جربية من نقلنا قد األعقاب إىل األسالفبها تنتفع حتى املجتمع ونظم العيش وأساليب التعليم عادات بتعيني البرشي

البرش. من القادمة السالئل

احتفلت الذي الرويس النباتي العالم ميتشورين إىل التطور نظرية زعيم داروين منميالده. عىل سنة مئة بمرور «١٨٥٥» أخريا العلمية املجامع

يختلفون األبناء أن وهي جميعا بها نسلم جوهرية حقيقة عىل اعتمد داروينيف للفناء، تعمل رذيلة وإما للبقاء، تعمل فضيلة إما االختالف هذا وأن اآلباء، عن

البقاء. تنازع ميدانالذي بالجسم أي: باألم؛ تتأثر ال الوراثية العنارص إن فقال: فايسمان جاء ثم

غرفة. يف يقيم فرد بمثابة فيه هي إذ فيه؛ تقيمالتطور؟ يحدث ملاذا إذن

فايسمان أجاب لقد بل ال، فايسمان، يجب ولم هذا، عن داروين يجب لمالوراثية الخاليا داخل يختبئ روح لعله خفي، رسي يشء هنا هذه: هي وإجابته

ماهيته. نعرف وال نراه الأعرف. ال قال: كالهما أخرى وبكلمة

الجديدة، السالالت تخلق التي هي البيئة أن ميتشورين من وتعلمنا فهمنا واآلنمنفصلة. جديدة قوى تعود وعندئذ الساللة، يف الجديدة الصفات ترتكز ثم

األحياء. تتطور ملاذا ميتشورين: من فهمناإىل نزلت قد اليابسة عىل يميش كان الذي البقر من أنواعا أن كيف فهمناصارت حتى السباحة عىل تتدرب فصارت عام مليون ٤٠ أو ٣٠ نحو قبل البحريف الشأن وكذلك الدلفني، إىل العنرب من القياطس يف ترى كما زعانف أذرعهاوكل والبحر، اليابسة بني تجمع تزال ال حيوانات اآلن نعرف إننا بل السالحف

األب. عن االبن يكتسبه الذي بالتعود تم هذا

37

Page 39: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

جديدة أنواع ثم سالالت خلق عىل قادرون ونحن ويطورنا، يغرينا الوسط إنوالحيوان. النبات من

38

Page 40: الإنسان قمة التطور.pdf

وتطوره الكون نشأة

النجوم وآالف الباهرة النجوم مئات نجد حالكة صافية ليلة يف السماء نتأمل عندماأو الرمل هذا وجدنا الخالء يف كنا وإذا ضبابا، أو رمال كانت لو كما املثبتةنرى استدارة، كانت لو كما لنا تبدو استطالة وعىل كبري عرض عىل الضباب هذا

الشمال. آفاق إىل الجنوب آفاق من فقط نصفها«سكة عندنا الفالحون ويسميها املجرة، تسمى النجوم من املجموعة هذهتبلغ إذ تحتويه؛ مما ا جد صغري جزء هو إنما نجوم من فيها نراه وما التبانة»

النجوم. هذه إحدى وشمسنا مليون، ألف مئة نجومهامجرة. مليون ألف مئة نحو املجرات من الكون ويف

تكاد ال قليلة عنارص من مؤلف وكواكبها، بشموسها مجراته أي: كله؛ والكونالهيدروجني، هو وأخفها أبسطها أرضنا، عىل ٩٨ منها عرفنا عنرص مئة عىل تزيد

األورانيوم. هو وأثقلها وأعقدهاال عنارص النجوم يف ليس كما النجوم، يف توجد ال عنارص األرض يف وليستحلل غازات هي إذ النجوم؛ عنارص نعرف أن علينا ويسهل األرض، يف توجدبشأن يسهل ال هذا ولكن منها، املؤلفة العنارص عىل وتقف باملوشور أضواؤهامن مشتقة الكواكب أن نعرف ولكننا غازات ليست عنارصها إن إذ الكواكب؛

الشموس. عنارص هي عنارصها أن فنوقن «الشموس» النجوميف غازا عرفنا أننا حدث وقد األرض، عىل نعرفه ال عنرص شمسنا يف وليسحتى سنوات تمض لم ثم شمس» = «هيلو هليوم وهو باسمها أسميناه الشمس

الغازات. أخف من ألنه تطري؛ بلونات منه وصنعنا األرض يف عرفناه

Page 41: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

ماليني فصارت أجزاؤه ارفضت قد الواحد النجم بمثابة هو وحدة، فالكونوالكواكب. النجوم

جسم؟ من أثقل جسم يكون أن معني ما •عنرص؟ من أثقل عنرص يكون أن معنى ما •

والقوة املغناطيسية القوة إن فيقول: التوحيد نحو ينحو وقتنا يف العلمي االتجاه إنللمادة. مختلفة صور كلها والكتلة والحرارة والضوء والجاذبية الكهربية

فقط. وزن والقوة املادة، هي والقوةأثقل فهي ساعة ٢٤ يف الثواني تدق كي مألتها ثم فارغة ساعتك كانت فإذا

قوة. تحتوى هي إذ فارغة؛ كانت عندما كانت عما مملوءة تكون عندماالقوة لضعف فارغة وساعة مملوءة ساعة بني الوزن يف تميز أن تستطيع واليف الثقل معنى نتصور أو نفهم أن يمكن ولكن الساعة، بملء أحدثناها التيأن حني يف لالقتناص، شد قد ا فخ كان لو كما مشدود مضغوط بأنه األورانيوم

خفيف. والثاني ثقيل األول ولذلك مضغوط غري الهيدروجنياملضغوط، الفخ األورانيوم، من العنارص، أثقل من تصنع الذرية والقنبلةارفضاضها من وينتج الفضاء، يف ذراته كسارات ترفض الذي اململوءة، الساعة

ا. جد كبرية حرارةهذا ولكن الهيدروجني، أي: العنارص؛ أخف من تصنع الهيدروجينية والقنبلةالذي الهليوم منه فينشأ الذرات من أخرى بأجزاء يقتحم وإنما يرفض ال العنرصيفقد االلتحام أثناء ويف األرض، عىل نعرفه أن قبل الشمس يف عرفناه إننا قلنا:

الشمس. حرارة هي ا، جد كبرية حرارة فتنشأ الوزن من جزءاالهليوم. إىل الهيدروجني من تتحول الشمس

الهيدروجينية؟ بالقنبلة الشمس تحرتق مثلما األرض تحرتق ال ملاذامنه. قريبا مثاال نحرق وإنما بالذات الهيدروجني نحرق ال ألننا

وكواكبه. نجومه منه بنيت أي: الكون؛ منها بني التي اللبنات هو الهيدروجنياملركب. إىل البسيط من تسري تطور يف واألرض الكون وعنارص

الثقيل. األورانيوم إىل الخفيف الهيدروجني من

40

Page 42: الإنسان قمة التطور.pdf

وتطوره الكون نشأة

صنع الذي هو العنرص هذا أن أي: الهيدروجني؛ من بني قد الكون إن قلنا:قبل كان فماذا منظم، يشء هي اللبنة ولكن البناء، إليها يحتاج التي اللبنات من

التنظيم؟ هذامجرة، مليون ١٠٠ «أي الكون هذا أعضاء أن اليقني يشبه ويكاد نعرفه الذيلحظة يف نشأ قد الكون هذا كواكبها»، مع شمس مليون ١٠٠ تحتوى مجرة وكلبل أعمارها، يف تستوي عام، وجه عىل نجوم، من فيه ما جميع ولذلك واحدة،

أيضا. عام وجه عىل كواكب من فيه ما جميع أيضا كذلكانفجرت ثم فقط، سنة مليون آالف خمسة نحو قبل واحدة كتلة الكون كان

وكواكبها. بشموسها املجرات منها فنشأت الكتلة هذهيهدأ. لم مندفعا االنفجار يزال وال

الكون؟ هو ماوكواكب. نجوم أنه نعتقد باألحرى أو نفهم نحن

بلونا صارت قد األرضية بالكرة أشبه وهو خواء، الكون ألن خطأ؛ هذا ولكنمادة أي أو غاز داخله يف ليس خواء وهو األطفال، به يلعب الذي البلون مثلمن األلوف مئات تدب الخفيف الكاوتشوك من املصنوع سطحه عىل ولكن أخرى،

النمل. مالينيوهي نجم، مليون ألف ١٠٠ منها كل تحتوى التي املجرات هو النمل وهذا

مجرة. مليون ١٠٠ نفسها

يموت كيف ثم وكواكبه بنجومه الكون ينشأ كيف باألحرى أو الكون؟ نشأ كيفوكواكب؟ نجوما أخرى مرة وينفجر فيتجمع يعود كيف ثم ويتبدد

اآلن. نجد ما ضوء يف السؤال هذا عىل نجيب أن يمكننراها. فال فيه تختفي يوما وسيأتي عنا، تنأى البعيدة النجوم أن نجد نحنكلهن ومجرتنا وشمسنا أرضنا بأن الفضاء يف اندفاعها من نستنتج ونحن

االندفاع. هذا مثل يف أيضابجاذبيتها بعضا بعضها يمسك مجرتنا أعضاء ولكن تشتت، يف تفرق، يف نحنوال نجم عن يبتعد نجما نجد فال معا تسري ولذلك بحبال، مشدودة كانت لو كما

األول. االنفجار منذ ارفضاض، يف أي: انفجار؛ يف أي: اندفاع؛ يف أننا نحس

41

Page 43: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

التأللؤ بعد ويضعف لونها ويحمر عنا تنأى إنها قلنا: التي النجوم وهذهالفضاء. يف موغلة بعيدة مجرات من هي وإنما مجرتنا من ليست والقوة

من البناء، طور يف هي الكون تاريخ من الحارضة الفرتة يف وشمسناالهيدروجينية. القنبلة حرارة حرارتها هنا ومن الهليوم، إىل الهيدروجني

الشمس. تتقلص وعندئذ فيها، الهيدروجني ينتهي حني اليوم سيأتي ولكنوالتحام. تقلص الهيدروجينية والقنبلة وارفضاض، تمدد الذرية القنبلة

من تحدث التي الحرارة من كثريا أكرب التقلص من تحدث التي والحرارةمن جهنم األرض عىل تشع التي الثقيلة العنارص ستنشأ التقلص هذا ومن التمدد

فتحرقها. الحرارةأكثر، وربما سنة، مليون ألف خمسني نحو قبل يتم لن األرض إحراق ولكن

الفضاء. يف ذرات األرض تتبدد وعندئذالذرات. كسارات وإنما ذرات، ليس ال،

والكواكب، «النجوم» الشموس جميع يف يحدث وأرضنا شمسنا يف يحدث ومامتقارب. وقت يف سيحدث أنه واألغلب

كوكب. أو نجم فيه يكون فال الذرات بكسارات الكون يمتلئ وعندئذهي إذ الجاذبية؛ بقوة الذرات كسارات تتجمع السنني من املاليني ألوف ويفوهناك، هنا كتلة الذرات تتجمع ثم الذرات، تتألف وبتجمعها أجسام، ضؤلت مهما

الصغرية. الكتلة تجذب الكبرية والكتلةالذرات. من واحدة كتلة كله الكون يعود ثم

وحقولها تتوازن، ال هي إذ نفسها» تطيق «ال لضخامتها الكتلة هذه ولكنبها فتؤدي ا جد كبرية قوة تنتج تقلصها يف وهي تتفاوت، والكهربية املغناطيسيةال الذي الراديوم عنرص بمثابة تكون الكونية الكتلة هذه أن أي: … االنفجار إىل

ينفجر. حتى ذراته ضغط يزداد ثم يتماسك،خمسة قبل وكواكبه وشموسه بمجراته الحارض لكوننا االنفجار هذا حدث وقد

سنة. مليون آالف

نبات من أحياء هناك فهل كواكب، بضعة أو كوكبا األغلب، يف نجم، لكل إنالكواكب؟ هذه عىل وإنسان وحيوان

42

Page 44: الإنسان قمة التطور.pdf

وتطوره الكون نشأة

هناك أن ذلك مثلنا برش يوجد قطعا بل وحيوانات نباتات توجد قطعا الجواب:عىل تقع شموس من وضوءها حرارتها تستمد التي الكواكب من املاليني ألوفويف الشمس، وبني بيننا تصل أو تفصل التي املسافة تقارب أو تضارع مسافاتاألرض. إليها وصلت التي التطور درجات إىل وتصل عليها األحياء تنشأ الحال هذه

الكواكب؟ هذه إىل نصل أن يمكن وهلالقذيفة أن أي: األرض؛ جاذبية من نخرج أن إليه نحتاج ما وكل يمكن، نعمالهواء ألن الرحلة؛ يف ما أشق وهذا الهواء، منطقة من أوال تخرج سنركبها التيومتى األول، االندفاع بقوة األرض جاذبية من نخرج ذلك بعد ثم مقاوم، جسمكانت لو كما الفضاء يف ستسري نركبها التي قذيفتنا فإن األرض جاذبية تركناأو شهرا الفضاء هذا يف نسري أن ويمكن أسفله، إىل منزل سطح من يسقط حجرا

األرض. من األول االندفاع قوة سوى مجهود أي بال سنوات عرش أو سنةتحط التي والغازات والرشاب بالطعام وتموينها القذيفة بتنظيم هنا والعربة

آخر. كوكب عىلفيه نفكر الذي هذا إن نقول: أن إىل نحتاج فإننا منطقنا مع رسنا إذا ولكنالكواكب هذه يف نشئوا الذين البرش يكون أن أيضا يمكن الكواكب استعمار بشأن

واحد. عمر من جميعا إننا إذ األرض؛ بشأن فيه يفكرون نفسهاتبحث مصالح وروسيا املتحدة والواليات وبريطانيا فرنسا حكومات ويفاألخرى الكواكب إىل القمر من واالنتقال القمر، الستعمار األوىل للرحلة وتستعد

الكوكبية. الفضائية للرحلة الثاني الدرس سيكونمادي؟ أساس لها هل مادة؟ الحياة هل

بهذا عالقتها حيث من هنا واألحياء الحياة إىل خاطفة إشارة نشري أن حسبناوكيمياء األحياء وتطور املختلفة مظاهرهما حيث من وليس للكون، الجديد التصور

والتكاثر. النمولإلنسان أن مادة الحياة بأن القول من ينفرون الناس يجعل ما أعظم إن

مادة. العقل يكون أن زعمهم يف يمكن وال عقالكانت لو كما حركته وتعني بالجاذبية القمر تربط األرض أن نعرف ولكنناالفلك وتعني بالجاذبية األرض تربط الشمس وكذلك يتجاوزه، ال طريق يف تسوقه

43

Page 45: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

ألف مئة عىل املجرة نجوم عدد يزيد املرصيني، فالحينا عند التبانة» «سكة أو املجرةمجرة. ألف مئة نحو املجرات من الكون ويف النجوم هذه من واحدة شمسنا نجم، مليون

الوسطى، إفريقيا يف الوحيش الحمار أي: و«الزرد»؛ القطبية، املناطق غزال أو «الرنة»تزين التي القليلة األعداد إال منهما يبقى فال العالم من ينقرضان يكادان حيوانان

الحيوانات. حدائق

44

Page 46: الإنسان قمة التطور.pdf

وتطوره الكون نشأة

القطبية املناطق غزال الرنة:

فما األميال، من املاليني آالف واألرض الشمس االثنني، بني أن مع فيه يدور الذيواألرض؟ الشمس يف عادي غري يشء إىل تعود وهل الجاذبية، هذه هي

ال التي الطبيعية الخواص من والجاذبية واملغناطيسية الكهربية الطاقة إناملادة. إىل تعود جميعا أنها نستنتج ولكننا محسوسة مادة فيها نجد

غري إنه نقول: وعندما حيا، جسما نسميها حني املادة خواص أحد والعقلغري الكهربية الجاذبية أو املغناطيسية إن قولنا: عىل يزيد ال هذا فقولنا مادي

مادية.نتأمل عندما ولكننا والتمثيل، والتنفس الحركة منها كثرية خواص لألحياء إنانقطاعه فور يموت كما به يحيا وكالنا مثلنا؟ األوكسجني إىل يحتاج أنه نجد اللهب

عنه.والشحمية والسكرية الخليوزية» «وأحيانا والنشوية الربوتينية املواد يمثل وكالنااألبد. إىل حيا يبقى اللهب فإن حارضة املواد هذه دامت وما حرارة، إىل ويحيلها

45

Page 47: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

إفريقيا رشق الواقعة البحار يف قليلة سنني منذ حية اكتشفت التي السيالكانت سمكةمتحجرة أحافريها عىل عثر قد وكان سنة، مليون خمسون السمكة هذه عمر الجنوبية،

انقرضت. أنها وظن هذا قبلوبمثانة الحركة، مجمد غري يجعله مما بالظهر ملتصق غري برأس «السيالكانت» تتميزعىل السفليتني بزعنفتيها تسري ولكنها اليابسة، إىل تخرج ال وهي الهواء، فيها تختزنالكورميدا شجرة جذور تتسلق التي «البريبوفتلم» سمكة هذا يف تشبه وهي البحر، قعر

الشواطئ. عند النامية

تحتفظ مادة كل إن نقول: أن يمكن للكون الجديد التصوير ضوء ويفكذلك بل حيا، يعد فالنجم حية، تعد حولها، ملا وتعطي تأخذ بأن بطرازها،العلم: أساس عىل تعتمد التي الشعر بلغة الحياة عن قيل ما وأحسن الكواكب،

الهواء». من الضوء يحوكه نسيج الحياة «إننجد التفسري هذا ضوء ويف للمواد، الجزئي أو الذري التفسري نحاول ونحننسميه وما مادة نسميه ما بني يقف مثال الزكام لنا يحدث الذي الفريوس أنحتى جزئيات عدة أو واحد جزيء من أحدها يتألف قد الفريوسات أن ذلك حياة،

األحياء. من أم املواد من بأنها القول يف لنرتدد

46

Page 48: الإنسان قمة التطور.pdf

وتطوره الكون نشأة

قليال، أكثر أو رطل نصف عىل الوزن يف يزيد ال وهو فليبني غابات يف الطرشرب يعيشالنهار، يف وينام الليل يف يسعى فهو الليل، يف الصغرية الزواحف يفرتس وحش ولكنهظهور سبق الذي األعىل الجد إىل لنا إيماءة هو األمامي، ووضعهما عينيه سعة هنا ومن

السنني. ماليني قبل واإلنسان القردة

اإلنسان نفور سبب هو الصدغ من بدال الوجه يف ووضعهما «البومة» عيني اتساعمنها. وتشائمه

47

Page 49: الإنسان قمة التطور.pdf
Page 50: الإنسان قمة التطور.pdf

اليابسة إىل املائية األحياء خروج

أو الرتاب أو الطني عىل كثريا، أو قليال ويسري املاء من يخرج املائية األحياء بعضاألسماك. وبعض والجنربي الرسطان مثل الرمل،

نزلت ثم اليابسة عىل كانت التي الحيوانات تلك هنا نعني ال بالطبع ونحنعىل تبيض اآلن إىل تزال ال التي الزواحف من اللجاة مثل وطنها وجعلته البحر إىلالعديدة الفياطس وسائر والفقمة كالدولفني «الرواضع» اللبونات ومثل اليابسة،

آخر. حيوان أي: إىل؛ منها البقر إىل أقرب هي التيإىل الخروج حاولت أو خرجت ثم املاء، يف نشأت التي األحياء تلك نعني وإنما

اليابسة.وتستطيع تتطور أن قبل املاء يف بالطبع كانت اليابسة عىل األحياء وجميع

شيئني: إىل احتاجات االنتقال هذا يف وهي اليابسة، عىل الحياة

يمكنها حتى رئة إىل املاء خالل من بها تتنفس التي خياشيمها تتغري أن (١)املاء. خالل من وليس مبارشة، الهواء عىل تحصل أن

التي زعانفها أو عضالتها تستعمل كأن اليابسة عىل التحرك نستطيع أن (٢)الرمل. أو الطني أو الرتاب عىل التنقل يف بها تسبح كانت

ويجول الساحل إىل الليل يف يخرج أنه جلمبو» «أبو الرسطان يف نالحظ ونحنوكرا لنفسه يحفر وهو البحر، إىل عاد الخطر وجد إذا ولكنه أحيانا، يعدو بل فيهيف اختبأ أو البحر إىل عاد الشمس وبزغت الصباح كان فإذا فيه، يختبئ الرمل يف

وكره.

Page 51: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

باشتجارها تمتاز الخياشيم هذه ولكن السمك، مثل بخياشيم يتنفس وهوعندما إال يخرج ال هو ثم فيها، الهواء اختزان يمكن بحيث وصفائحها واشتباكها

خياشيمه. تجف ال حتى الرطوبة وتكثر الحر يزول أي: الشمس؛ تزولواالشتباك االشتجار كثرية خياشيمه إن إذ القدرة؛ هذه له السمك من وكثريهذا استعملت املاء من خرجت فإذا الهواء، من كبري مقدار اختزان يمكنها بحيث

املاء. خارج طويال يبقى الذي القرموط شأن هو وهذا املختزن،الفقرية، السلسلة تحت تقع مثانة يف الهواء تختزن أخرى أسماكا هناك ولكنيف الهواء فساد هو املثانة هذه يف األصل أن واألغلب للهواء، املستودع بمثابة وهيتنشأ التي السامة بالغازات تختنق هنا السمكة فإن الوخمة؛ واملنافع الضحاضحبه لالستعاضة مثانتها يف الهواء من كبريا مقدارا تختزن فهي الوخامة، هذه يف

الفاسد. الهواء عنوقت تثقيلها أو أجسامها تخفيف يف املثانة هذه تستخدم أسماك هناك ثم

تقليصها. أو املثانة هذه ببسط املاء يف الهبوط أو االرتفاع إىل الحاجةاملاء تدفع التي الزعنفة ألن للسمك؛ شأنا فأسهل اليابسة فوق الحركة أماتختلف وبالطبع عليها، للنقل الصخر أو الرمل تدفع أن أيضا تستطيع للسباحةبطنه، بعضالت يتنقل السمك» «ثعبان اإلنكليس فإن املقدرة، هذه يف هنا األسماكمرت كيلو نصف تقطع أن يمكنها بحيث واملرونة القوة من البرييوفتلم وزعانف

الرمل. عىل بهااليابسة عىل التطور وسلسلة البحار يف التطور سلسلة بني تصل التي والحلقةتعليمنا، تريد كانت لو كما وتدرجاتها، حياتها يف لنا تمثل وهي الضفدع، هيللسباحة، وزعانف املاء يف للتنفس خياشيم لها سمكة وهي طفولتها يف تحيى كيفورئة اليابسة عىل للميش بأصابع وساقان يدان لها ضفدع إىل تستحيل كيف ثم

الهواء. لتنفسمعظمها وكان سنة، مليون ٣٠٠ أو ٤٠٠ حوايل منذ األسماك ظهرت وقدالكربى البحار سواحل عىل يكثر وكان واملناقع واألنهار الغدران مياه يف يعيش

أوفر. الغذاء حيثالواضحة بدائيته مع منها، كثريا ولكن انقرض، قد األسماك هذه من وكثريهذا نجد ثم السمك بعض أحافري نجد وأحيانا ينقرض، لم للمربي، السمك مثل

حيا. يزال ال نفسه السمك

50

Page 52: الإنسان قمة التطور.pdf

اليابسة إىل املائية األحياء خروج

عرفت حية، تزال ال التي السيالكانت، سمكة فإن تناقض، هذا يف وليسعندما ولكن كثرية، وكانت سنة مليون ستني منذ وتحجرت دفنت التي أحافريهاهذه أن نجد سنة مليون ٦٠ أو ٥٠ إىل تعود التي الجيولوجية الطبقات إىل نصل

أوشكت. أو زالت قد األحافريهذه جعلت ظروف حدثت أنه يعني وإنما انقرضت، أنها يعني ال وزوالها

األعداء. يقل حيث بعيدة منزوية أماكن إىل األصيل مكانها من تنتقل السمكةيف ثانيتهما حيتان اثنتان اآلن إىل منها وجد التي السيالكانت، السمكة، وهذهفإنما اليابسة، إىل املاء من الحيوان لخروج األوىل البشرية هي ١٩٥٣ سنة ديسمرببهما تسري وهي الرمل، عىل بهما تسري أن تستطيع أماميتني قائمتني عىل تحتوىللرئة األصل هي هوائية مثانة عىل أخطر، وهذا تحتوى، ثم البحر، قعر عىل اآلن

اليابسة. لحيوانيف نرى كما البحر أو النهر قعر عىل السري تستطيع كثرية أسماك وهناكعىل السعي كلها تستطيع السمك هذا من نوعا أربعني نحو هناك فإن الجرنار،ولكنها األصابع، يشبه ما إىل استحال قد األماميتني زعنفتيها من جزءا ألن الطني؛

اليابسة. حيوان نحو التطور يف السيالكانت مقام تبلغ أن عن بعيدةتنفسها، يزدوج التي أي: الدبنوئيات؛ من أنواع خمسة أو أربعة هناك وكذلكيشبه بما تنفست املاء جف فإذا املاء، يف بخياشيم تتنفس املاء يف تكون حني فهيثالثة نحو سبات يف فيه وتبقى تتحوى ثم الطني يف حفرة لنفسها وتحفر الرئة،

بخياشيم. والتنفس السباحة إىل فتعود املاء يعود حتى شهور خمسة أوهذه من واحدة النيل ويف الرمل، أو الطني عىل تسعى ال الدبنوئيات وفصيلة

الدبنوئية. األسماكيف الهواء اختزان عىل البدائية القدرة بامليزتني: تمتاز فكانت السيالكانت أما

الرمل. أو الطني عىل السعي عىل القدرة ثم الرئة، إىل تومئ مثانةعمومتها. أبناء سالئل أو السيالكانت سالئل من ونحن

الضفادع. مثل الربمائيات ظهرت اليابسة إىل األسماء وبخروجهذه من يبق ولم الديناصور ومنها انقرضت التي الكربى الزواحف ظهرت ثمأيضا منها ولكن واللجا، والسالحف والعظايا والحيات الثعابني سوى الزواحف

والورل. والسالحف التماسيح

51

Page 53: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

نحن التي الرواضع أي: اللبونات؛ أحدهما كبريان، فرعان ظهر الزواحف ومنالطيور. واآلخر منها،

52

Page 54: الإنسان قمة التطور.pdf

احليواناتاجلميلة تنقرضهذه هل

جميعا أيهما وتساءلنا ونبات وحيوان إنسان من الحارضة حاله يف العالم تأملنا إذالالنقراض عرضة األحياء أكثر بأن جوابنا يف شك هناك كان ملا لالنقراض عرضةإىل وهذا هيدروجينية، وأخرى ذرية قنابل من اخرتعه ما بفضل وذلك اإلنسان، هو

قاتلة. وميكروبات سامة غازاتأنه شك وليس آخر، حيوان أي من لالنقراض عرضة أكثر أيامنا يف اإلنسانمدنه يف تعيش والتي لها باستئناسه نكبت التي الحيوانات من ماليني معه سيقتللن التي والجبال الغابات يف وأقارب أصول الحيوانات هذه لجميع ولكن وقراه،تنقرض. لن فإنها العدد يف قتالها بلغ مهما ولذلك قنابلنا؛ األغلب يف إليها تصلعوامل نتأمل أن علينا يبقى فإنه املستأنسة وحيواناته اإلنسان تركنا إذا ولكنيف بالفناء الحيوانات هذه يهدد ما وأكرب األخرى، الحيوانات يف واالنقراض البقاءالدؤدؤ طائر يبيد أن املاضية سنة املائة يف استطاع وقد نفسه، اإلنسان هو عرصناولكنه الحمام إىل ينتسب طائر وهو مدغشقر»، من «بالقرب موريتيوس جزيرة مننعامة اإلنسان أباد وكذلك الرومي، الديك أي: الدندي؛ عىل الوزن يف يزيد كان

نيوزيالنده. يف تعيش كانتسيدات وكانت الطيور، جميع يف مباحا الصيد كان قرن ثلث نحو قبل وإىلعىل الصيادون فألح قبعاتهن، يف الزاهي الريش بوضع عظيم شغف عىل أوروباإقالع أن كما لحمايتها القوانني سنت ثم تنقرض، كادت حتى الجميلة الطيور صيدالفرصة جعل قد بالريش قبعاتهن تزيني يف الوحشية العادة هذه عن السيدات

عليه. كانت ما إىل أرسابها وتعود تتكاثر ألن الطيور لهذه متاحة

Page 55: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

كندا يف الصيادون ويلح للمعطف، الفراء يتخذن زلن ما السيدات ولكنيخىش ولذلك فرائها، عىل للحصول البيضاء والدببة الثعالب صيد عىل وسيبرييااستعمال تحظر كما اإلناث صيد تحظر قوانني القطرين كال يف تكن وإن انقراضها

الذكر. مثل األنثى فيها تقع قد التي األرشاكالداء. يوحيه الذي الدواء هناك ذلك ومع

تربية الفراء تجار إىل أوحى قد البيض الثعالب انقراض من الخوف فإنكما التجربة، هذه ونجحت سالالتها واستنتاج وأقفاص حدائق يف الثعالب هذهنحن نربي كما يربونه لكنهم األيام هذه النعام يصيدون السودانيني، إخواننا أن

الرقة. باسم املعروف الغزال الفنلنديون استأنس وقد الدجاج،وهنا االنقراض، من خوف هناك كان ملا الحيوان سائر يف ممكنا هذا كان ولوتربى التي الوحشية للحيوانات حدائق املتمدنة األقطار جميع يف أن ننىس ال بالطبعالعقم هذا هناك ثم األنواع، بقاء تكفل ال قليلة ولكنها وتنويرها، الجماهري إلمتاعوإذا القفص، يف وهو يلد ال منها كثريا إن إذ الحدائق؛ هذه حيوانات يصيب الذي

أجهض. حملولكنها الهند، يف مستأنسة مثال فهي التوالد، يف تأنقا الحيوانات أكثر والفيلةنحو األنثى فتبقى الحضارة، عن بعيدا الغابة يف اإلناث تركت إذا إال تتالقح البعد تلد حيث صاحبها إىل تعاد أو تعود ثم الذكر، فيها عرفت قد تكون أسبوعني

الطويلة. الحمل مدةأمثلة الحيوان تاريخ يف منها ونجد عديدة الطبيعة يف االنقراض وعواملوالبحار اليابسة يف أرضنا، كانت سنة مليون ثمانني أو مئة نحو فقبل مروعة،جميعها. انقرضت الكربى، الزواحف من مختلفة أنواع من باملاليني تعج والهواء،كان وربما ينتهي ال املوضوع هذا يف والخيط انقرضت ملاذا أحد يعرف والهي وجدت األرض أن وهو عقولنا، إىل التعليالت أقرب هو خيالنا يف نستبعده ماوشمل الربد فيها عم إليها تنتسب التي املجرة من مكان يف الشمسية واملجموعةأجسامها، صميم من بعدها، نشأ ولذلك الكربى الزواحف تتحمله فلم األرض،أو واللبونات بريشها الطيور هما الربد من الجسم يقي بغطاء يتسمان نوعان

ووبرها. وشعرها بأصوافها الرواضعاألحداس. أحسن يكن وإن فقط حدث هذا ولكن

54

Page 56: الإنسان قمة التطور.pdf

الجميلة الحيوانات هذه تنقرض هل

إيجاد عىل الجنوبية إفريقيا حكومة بعث قد الحيوانات انقراض من والخوفتجد ولذلك الحيوانات، صيد فيه يحرم فدان مليوني من أكثر مساحته تبلغ حرموالزراف والغزالن والجاموس والكركدن النهر وأفراس والفيلة والنمور األسود هناكالحماية تجد الطري، أنواع من املئات وكذلك والقردة، «الزرد» الوحشية والحمربر هو الجنوبية إفريقيا جنوب حكومة به قامت الذي وهذا البقاء، لها تكفل التي

والحيوان. بالطبيعة اإلنسانالحيوانات سيد ذلك مع تحمي ال الحيوان تحمي التي الحكومة هذه ولكن

احتقار. كل منها يلقى الذي الزنجي اإلنسان وهو

55

Page 57: الإنسان قمة التطور.pdf
Page 58: الإنسان قمة التطور.pdf

الداجنة يفحيواناتنا الوحشية إمارات

اآلن يستخدمها وهو الحيوانات بعض إدجان إىل بعيدة أزمان منذ اإلنسان اهتدىللحمل والحمار الفرس نستخدم فنحن وامللبس، وللمطعم للحمل شتى: ألغراضالخراف ولحوم لحمه ونأكل األثقال، من غريه أو املحراث جر يف الثور ونستخدم

مالبسنا. يف أصوافها ونستعمل واملعزأخالقها يف وجدنا البيولوجية الوجهة من الحيوانات هذه إىل نظرنا نحن وإذااإلنسان جعلت التي األسباب أيضا نلحظ كما القديمة، الوحشية دالئل خلقتها ويف

الحيوانات. من غريها دون ويدجنها يختارها،أنها أي: اجتماعية؛ كلها أنها الحيوانات هذه يف اإلنسان يلحظه ما فأولوالكالب والفيلة واملعز والخراف والثريان والحمري فالخيل أرسابا، مجتمعة تعيشعرشته؛ عليها وسهل تذليلها لإلنسان يرس ما وهذا اجتماعية، عيشة تعيش كانتبقدرته والضبع» األسد «مثل االنفرادي الحيوان عن يختلف االجتماعي الحيوان ألنوالنظر اللزوم عند لرئيسه والطاعة الغري لحقوق وإدراكه إخوانه مع التفاهم عىلكالنمر االنفرادي الحيوان يف ليس وهذا العامة، القطيع أو الرسب مصلحة إىلتقابل فإذا نوعها، أفراد تعامل كيف تعرف ال معيشتها يف النفرادها فإنها والضبع،

اآلخر. أحدهما وقتل الحال يف اعرتكا أسدانأي: االنفرادية؛ الحيوانات من ونحوها والنمر والضبع األسد يدجن لم واإلنسانوطرق االجتماع معنى تدرك ال ألنها إدجانها؛ يستطع لم أو منفردة، تعيش التيإىل ينظر هو إذ كالفرس؛ االجتماعي الحيوان يدركها كما الغري وحقوق املعاملةالقديمة االجتماعية حياته من يعرف فهو آخر، فرس إىل ينظر ما مثل اإلنسان

Page 59: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

أمر عصيان أو طعامها عىل االعتداء أو رفسها أو أخواته عض به يحسن ال أنهويركبه. فيذللـه األخالق هذه من يستفيد واإلنسان رئيسه،

يف تماثلها أرض يف أو العرب جزيرة يف نشأ أنه ويظهر سهول حيوان والفرسرعي معتاد كأنه احتفافا أمامه ما احتف أكل إذا ألنه أرضها؛ وانبساط خصبها قلةالبقرة؛ تفعل كما جزا العشب ويجز لسانه يخرج وال الضئيلة والجذور النباتاتأوراق من بلسانها غذاءها تلتقط فكانت الغابات يف قديما تعيش كانت البقرة ألنوالجواميس، البقر وراء والحمري الخيول يربط فالحنا تجد ولذلك الكثيفة، األشجار

فيه. يبقى ما فيحتف الفرس فيه ربط املرعى، من جانبا البقرة رعت فإذاالفرس كان ولو أعدائها أمام األكرب سالحها كانت الخيل رسعة أن يف شك واليف يعيش كان أنه عىل يدل وهذا الجري، يف الرسعة هذه اعتاد ملا غابات حيوانفيه؛ املزية هذه إيجاد يف األكرب العامل كانت الذئاب أن يف أيضا شك وال السهول،كل وتفرتس تطارده دائما فكانت مواطنه، يف له الوحيد العدو تكون تكاد ألنهاالخيل، رسعة سبب فالذئب الرسيع، إال ويتوالد يبقى فال القطيع عن يتأخر بطيءالكمية توازي اللبن من كمية إىل يحتاج ولدها أن مع صغري الفرس رضع إن ثمإال يرضع ال املهر أن ذلك يف والسبب منها، أكثر أو أمه من العجل يرضعها التيال لكي وثانيا يفارقها، وال دائما أمه يالزم ألنه أوال وذلك متقاربة، مواعيد يف قليالوالحال عليها، العدو هجوم وقت بأمه اللحاق عىل قادرا خفيفا فيبقى بطنه يمألوترسح تشبعه أن بعد دغل أو خميلة يف ولدها تخفي فإنها البقر يف ذلك عكسلبن إىل فيحتاج الجوع عليه اشتد قد يكون رجوعها وعند عنه، بعيدا كله النهار

اإلنسان. منه استفاد الذي البقرة رضع كرب يف السبب كان وهذا كثري،مشقوقة، الثور أظالف أن وجدت الثور وأظالف الفرس حوافر بني قارنت وإذافبقيت الندي، والرتاب الوحل حيث الغابات يف يعيش كان الثور أن ذلك يف والسببكان ولو الوحل، من نزعها عليه فيسهل يرفعها حينما تتسع لكي مشقوقة قدمهمصنوع الفرس فحافر الجري، عن وعاقته بالوحل اللتصقت الفرس حافر مثلالغابات. يف عادة يكون الذي وللوحل الرطب للرتاب الثور وأظالف الجافة للرمالاملزاوجة يمكن ولهذا بيولوجيا، قريبان وهما تركيبه يف الفرس يماثل والحمارالحمري يف اإلنسان يستغربه ما وأهم عاقرا، الغالب يف يكون نسلهما أن غري بينهمايكثر التي البالد يف نشأت الحمري بأن ذلك أحدهم فرس وقد املاء، يف للسري كراهتها

58

Page 60: الإنسان قمة التطور.pdf

الداجنة حيواناتنا يف الوحشية إمارات

يرى أبدا فهو الذكرى، هذه من آتية للماء الحمار فكراهة أنهارها، يف التمساحاستثمر وقد النطاح، عىل وقوتهما قرناه الثور وسالح املاء. يف عدوه شبح بغريزتههو فالثور واحد قبيل من والنطاح الجر ألن للجر؛ واستعمله الخاصة هذه اإلنسانأننا نظن السبب ولهذا العراك، عند أعدائه مع يفعله ما يفعل املحراث نري حاملالفالحون يفعل كما برأسه نقرنه أن األوىل وكان رقبته عىل النري وضع يف نخطئرأسه. لتقوية معدة رقبته عضالت وجميع قرنيه عند رأسه يف الثور قوة فإن األملان،ذلك يف والسبب رؤيته، عند ويهتاج األحمر اللون يكره الثور أن يالحظ ومماالجواميس أن املالحظ من فإنه الدم، وجود توهمه هو الباحثون يرجح ما عىلعنها تبعده أو تقتله حتى نطاحا تثخنه بينها مجروحا جاموسا رأت إذا الوحشية

فظيع. العمل هذا أن يظهر وقدالوحش يبقى ال لكي املجروح الثور إبعاد هو منه الغرض أن يرجح ولكنالوحش عنه يبعد لكي عنه ويبعده يطرده فالقطيع سريه، يف له متابعا جرحه الذياالنتخاب أن أي: واتركنا»؛ «خذه للوحش: تقول الجواميس كأن يتأثره، الذي

املجموع. لفائدة عنها الجريح تطرد الحيوانات هذه جعل قد الطبيعيوخلقه، بخلقه ذئب وهو قديما، اإلنسان أدجنها التي الحيوانات من والكلبأن ذلك ومعنى كالبغل، عاقرا نسلهما يكون وال دائما بينهما املزاوجة تنجح ولذلكوهي الكالب إىل نظرت وإذا والحمار، الفرس قرابة من أشد والكلب الذئب قرابةاإلنسان، يعامل مثلما الكالب إخوانه يعامل الكلب أن رأيت تتهارش أو تتعاركنفس هي — قطعانا تعيش كانت الكالب ألن — االجتماعية القطيع فقواننيشديد كلب كأنه إليه ينظر فهو لصاحبه، معاملته عند الكلب يراعيها التي القواننيواحد، قطيع أفراد كأنهم يسكنه الذي البيت أهل إىل وينظر رجليه عىل يميش الحيلةاملوت. حد إىل ويقاتلهم أعداؤه كأنهم أعداءهم ويدفع أصحابه عن يدافع ولذلك

عند ويضغو الخوف عند يوقوق فهو الحيوانات، لغات أبني من الكلب ولغةأن يف شك وال إخوانه، ينادي أن أراد إذا وينبح القتال ابتداء عند ويهر الجوعفهذه مجتمعا، إال يصيد ال كان لضعفه ألنه قديما؛ تفيده كانت األصوات هذه

املصوت. الكلب مراد عىل القطيع سائر تدل األصواتأذعن إذا فهو نفسه، يف ما عىل الداللة يف األصوات عن تقل ال حركات وللكلبأمام ذلك يفعل وصمت، ساقيه وأرخى ظهره عىل استلقى واستصفح بذنبه وأقر

59

Page 61: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

عينيه، يف الرش رأى إذا كبري كلب أمام يفعله كما بالعصا أمامه لوح إذا صاحبهوالطلب التذلل عند به يبصبص فهو إخوانه وبني بينه تفاهم آلة الكلب وذنبذلك من والغرض قيل: ساقيه، بني ما إىل جذبه جرى وإذا الغضب، عند ويرفعهأن عىل واضحة داللة تدل والحركات األصوات فهذه يتأثره، عدو به يمسك ال أنوال إخوانه إىل يحتاج ال انفرادي لحيوان منها فائدة ال ألنه اجتماعيا؛ كان الكلب

إليه. هي تحتاجأن يخفى وال القط هو اإلنسان مع يعيش الذي الوحيد االنفرادي والحيوانالفريان إليه تأوي كما بيوتنا إىل يأوي أنه يفعل ما وغاية أنيسا، حيوانا ليس القطالبيت سكان انتقل وإذا أحدا يصاحب ال فهو خوفه، بقلة عنها ويمتاز والعصافريبقي غريه مع يتشاجر صاحبه رأى وإذا فيه، بقي بل معهم يذهب لم يسكنه الذيانفرادي ألنه وذلك تركهما يتعاركان قطني رأى وإذا ملساعدته، يتحرك ال هادئايعلم من املالعب يف رأينا وقد كالكلب، وآدابه االجتماع اصطالحات يفهم ال بطبعهلعبة قط تعليم يف أفلح أحدا نر لم ولكننا شتى ألعابا واملعز والكالب والحمري الخيلوغري واشرتاك ومكافأة وجزاء طاعة من املعاملة أصول يفهم ال القط ألن وذلك ما،والتعليم. االجتماع مقتضيات من ذلك ألن االجتماعية؛ الحيوانات تفهمه مما ذلك

األشجار أوراق ظل يماثل ألنه غابات؛ حيوان كان أنه عىل يدل القط ولونأعني عن بواسطتها ويختفي األلوان بهذه وحش وهو يحتمي فكان األرض، عىلترى التي السوداء أو البيضاء أو الزاهية األلوان أن لنا ويظهر وفرائسه، أعدائهبني البيوت يف إقامتها بعد فيها حدثت أنها أي: العهد؛ حديثة أحيانا القطط بها

باللون. االحتماء إىل احتياجها وعدم الناسصغار وأكثر كالثعبان تفح وكناتها يف وهي القطط صغار أن يالحظ ومماطرد هو يظن فيما ذلك من وغرضها عشائشها، يف وهي أيضا ذلك تفعل الطيورألكثر ألداء أعداء الثعابني ألن ا؛ سام ثعبانا العش أو الوكنة يف أن بإيهامه العدوتعلم. غري من وغريزة طبعا تخافها هذه فإن ولذلك اللبونة والحيوانات الطيورحياتها. يف املهمة البقائية العوامل من يعترب للثعابني والقطط الطيور فراخ وتقليدبعده عاشت ملا فجأة األرض من اإلنسان باد ولو الحيوانات، آنس والخروففإذا ومبادئه، القتال أصول من شيئا يحسن ال أعزل أصبح الخروف ألن أسبوعني؛يستطع ولم املفرتسة الحيوانات عليه تبق لم ورعايته اإلنسان حماية عنه ارتفعت

60

Page 62: الإنسان قمة التطور.pdf

الداجنة حيواناتنا يف الوحشية إمارات

فتكافح التامة الوحشية إىل والثور والكلب الفرس يعود أن يمكن وقد مقاومتها،ذلك. يفعل أن للخروف يمكن أنه نظن ال ولكننا الضارية، الوحوش

أثر يقتفي عدوه يف أنه فيه يالحظ ومما محض، اجتماعي حيوان والخروفقناة فوق خروف يقفز قد أنه ذلك مثال عنه، شرب قيد يحيد وال بالضبط سابقهليس وهذا تعلم، أو روية غري من بالضبط تفعله القطيع خرفان بقية أن فرتىفوق يقفزوا أن وأرادوا رجل مئة اجتمع فإذا وهلة ألول يظهر كما الهني، باألمريجب التي املسافة بعقله ويقيس منهم كل يفكر أن بعد إال ذلك يستطيعوا لم قناةبداهة تقفز الخراف ولكن القفز، قبل تهيأ أن يجب التي التحفز ودرجة تقفز أنالتي األشياء تقدير إىل قديما حاجتها هو نظن ما عىل ذلك يف والسبب روية، بغريأعمامه أبناء وجود بدليل جييل، حيوان الخروف ألن ورسيعا؛ بداهة القبيل هذا منحتى وخفة برسعة قائده تتبع إىل جريه يف يحتاج فهو الجبال، يف اآلن املتوحشة

املطارد. العدو يدركه المعمال أو ميكانيكية آلة اإلنسان يد يف أصبحت التي الحيوانات من والخنزيرإىل األعشاب تصل ما رسعان فإنه حيوانية مادة إىل النباتية املادة لتحويل كيماويا

ولحما. شحما وتتحول كرشهيتجرد حيث الباردة األقاليم قديما يسكن كان الخنزير أن ذلك يف والسببتلك سكان من الربي الخنزير أن ذلك ودليل الشتاء، وقت النباتات من األرض وجهبغري أشهر ستة نحو فيقيض الشتاء وقت ينزوي الخنزير وكان اآلن، إىل األقاليموالتنقيب للتفتيش دائما تبعثه الخارقة الرشاهة تلك فيه نشأت السبب ولهذا طعام،ليتغذى جسمه يف الشحم من كبرية كمية اختزان إىل يضطر كان ألنه الطعام؛ عنوالشحم والعسل العسل، اختزان يف النحل يفعل ما نحو عىل الشتاء وقت بهامعدة بيوت يف عسله يخزن النحل أن بينهما والفرق واحدة، مادة يكونان يكادان

جسمه. يف شحمه فيخزن الخنزير أما أكله، الشتاء جاء إذا حتى لذلكنالحظه ما وأهم املعز، للذبح واستولدها اإلنسان ذللها التي الحيوانات ومناملستدقة؛ أو الضيقة الحافات يف امليش عىل العجيبة وقدرتها الحركة يف خفتها فيهاعال حائط عىل وتتواثبان تمرحان وتغدوان تروحان عنزتني أحيانا ترى قد فإنكتعيش كانت املعز أن ذلك يف والسبب أقل، أو مرت ربع عىل تخانته تزيد الالمتناعها املستدقة القمم إىل وااللتجاء الوثوب إىل وتحتاج الجبال قمم عىل قديما

61

Page 63: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

من وهما ذلك يفعالن واأليل الوعل أن ذلك ومصداق املفرتسة، الحيوانات عىلاملالعب أصحاب من وكثريون القديمة، الوحشية عيشتها اآلن ويمثالن املعز جنسمما الدقيقة الحافات عىل امليش عىل ويدربونه املعز يف الخاصة هذه من يستفيدون

املشاهدون. لغرابته يدهشعاشت الذي الوسط تأثري وخلقها خلقها يف يظهر التي الحيوانات من والجمليف يميش يراه ومن واملياه، املراعي قليلة ورمال صحاري حيوان فهو قديما، فيهبصربه مشهور والجمل للرمال، صنع الخف أن يشعر املرشوشة أو املوحلة شوارعناعىل صبور وهو طويلة، مدة املياه من يكفيه ما اختزان عىل وقدرته العطش عىلفهو الطعام، قلة عند بها يتقوت الغذاء من وافرة كمية سنامه يف ألن أيضا؛ الجوعبل أعضائه جميع عىل مثله شحمه يفرق ال أنه غري الخنزير مثل الوجهة هذه منفيها. يعيش كان التي الصحاري توافق خصائص كلها وهذه ظهره، أعال يف يجمعهيأكل وهو إليه فلينظر الوحشية الجمل حياة من ملحة يلمح أن أراد ومنالنباتات لهذه ذوقه تأصل عىل يدل بها الشديد شغفه فإن واألشواك الحسكهذه غري فيها الغيث وقلة أرضها لقحل تنبت ال الصحاري فإن الصحراوية،إذا لآلن فالحنا زال وما بها، وتتغذى عنها تفتش قديما الجمال وكانت األشواك،هذا ملثل األطايب من وهما الفول، أو الربسيم أكل يف الجمل شهوة بضعف شعر

بها. األكل شهوة إليه فريد األشواك هذه يجد حيث إىل يأخذه الغذاء،حياته يف اجتماعيا يكن لم ولو إلنسان، ا ذللها التي الحيوانات أكرب والفيلمن نتمكن لم ولكننا قوة منه أضعف األسد فإن تذليله، استطعنا ملا الوحشيةيعرف وال االجتماعية، الحيوانات مثل املعاملة طرق يعرف ال ألنه وذلك تذليله؛االفرتاس، وشهوة بالعداء منه قربنا إذا ويشعر واملكافأة، والطاعة العقاب معنىويميز عليه وما له ما فيعرف الفيلة إخوانه إىل ينظر كما إلينا فينظر الفيل أما

الكبري. الخطأ عند الشديد والعقاب الطفيف الخطأ عند الخفيف العقاب بني

62

Page 64: الإنسان قمة التطور.pdf

العامل هذا يف نحنمخسة

زلنا ما ولكننا سنة مليون من أكثر منذ افرتقنا قد سادس، لنا ليس خمسة نحنأو الذهنية باالتجاهات وكذلك األعضاء، وسائر بالوجوه عليها وندل قرابتنا نذكر

العاطفية.الجيبون. ثم األورانج، ثم الغوريال، ثم الشمبنزي، ثم البرش، نحن

قد متقلصة وبأذناب برشية بوجوه نتسم خمسة نحن سادس، لنا وليسآالف عشنا وقد بأذناب، قط نكن لم كأننا تربز ال صارت حتى ظهورنا يف اندغمتعىل ونزلنا األشجار تركنا قد الغوريال، مع البرش، ونحن األشجار. عىل القرونغصون إىل تصعد الليل، أظلم إذا اآلن، إىل تزال ال الغوريال صغار ولكن اليابسة،الشجر جذوع تحت األرض عىل فتبني الصغار هؤالء آباء أما عليها، وتنام الشجروساعة هنا ساعة واألرض، الشجر بني يساوي يزال فال الشمبنزي أما تصعد، والينزل األورانج ولكن يرتكه، يكاد وال للشجر يتعصب يزال فال الجيبون أما هناك،

األرض. عىل ويسري آلخر وقت منيف يفكر أحدنا يكاد وال لألرض نتعصب نحن طرفان، والجيبون ونحنالجيبون اآلخر الطرف ويف والعبث، للعب صبياننا سوي الشجر أغصان إىل الصعودالتي السهولة بنفس بذراعيه الغصون يذرع بهلوان وهو للشجر يتعصب الذيساقينا. يف حركتنا تتبلور كما ذراعيه يف تتبلور حركته األرض، عىل بها نحن نسري

أنأى. هو ما هناك ولكن التطورية، قرابتنا يف نائية رصخة هو والجيبونيف نتفرق مئات كنا ربما بل عرشات، كنا خمسة نكون أن قبل أننا ذلكالضخم الحيوان ألن صغرية؛ أجسامنا وكانت األشجار عىل ونعيش القديمة القاراتاثنني أن ترى أال األرض، إىل ينزل ما رسعان ولذلك تتحمله ال الغصون أن يجد

Page 65: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

عىل أحدهما واستقر الشجر تركا قد والغوريال، اإلنسان وهما الخمسة، هؤالء منال ولكنه الثقل، يف اإلنسان يساوي يكاد واألورانج يستقر؟ أن الثاني وكاد األرض

سنرى. كما للميش، تليقان ال قدميه ألن الشجر؛ يلتزم يزالهذا عىل جديدة حياة بدأنا قد كنا سنة مليون ثالثني أو عرشين نحو قبلالضخمة الزواحف تلك عىل به نمتاز جديد اخرتاع إىل اهتدينا قد وكنا الكوكب،العناية ثم الحراسة فكانت نبيض، وال نلد كنا أننا ذلك العالم، عىل وباء كانت التييجد ال بيضها ألن الزواحف؛ فيه تنقرض كانت الذي الوقت ويف كبريتني، باألطفال

ونحرسها. باألطفال نعنى كنا ألننا البقاء؛ وننازعها نعيش نحن كنا الحراسةإىل لجأنا وقد الثعلب، وزن إىل الفأر وزن من نرتجح الحجم يف صغارا وكناعىل تساعدنا أجسامنا خفة وكانت الضخمة، الزواحف هذه من نفر كي األشجاريجد بعضنا رشع االنقراض، ثم التناقص، يف الزواحف هذه بدأت إذا حتى الفرار،فكانت وانطالق، حرية يف يسعى حيث النزول يستطيع وأنه مأمونة األرض أن

والبقر. والكالب والخيل كالفيلة املتخصصة الجديدة الحيوانات أسالفثم أيامنا، يف الليمور يزال وال القط، أو الفأر حجم يف صغارا فبقينا نحن أمامنه، نشأنا الذي الوضيع األصل إىل السنني من املاليني عرب بنا يرصخان الطرسري،النبشة يف النظر وتحاول الظالم يف أعينها تفتح التي الليل حيوانات من وكالهماالشأن هو كما الصدغني، دون الوجه يف عندهما العينان تجمعت ولذلك والعتمةلكل العينان اجتمعت قد والوطواط البومة أن نرى اآلن وإىل الحيوان، سائر يفالحيوانات سائر أن حني يف معا، وقت يف واحد ليشء بعينني ينظر الوجه يف منهمالليشء بالرؤية تقنع لبونات، أو كانت طريا النهار يف تسعى التي أي: النهارية؛

الصدغ. يف واحدة بعني الواحدنكرهه مزعجا شبها الوطواط وكذلك البومة وبني بيننا نجد السبب ولهذاوكذلك الخمسة فنحن الوجه، يف العينني بني الجمع هذا هو وأصله منه، ونفرإىل احتجنا قد الليل، حيوانات من والوطواط، البومة كذلك ثم والليمور الطرسريال معا بهما األشياء ننظر حتى الوجه يف العينني فجمعنا الرؤية، وإحكام الدقة

واحدة. بعنيتكاد ال الكهربائية باملصابيح تتألأل التي املدن أنوار يف نعيش الذي ونحنألف تزداد والتي الريف، يف الفالح يحسها التي ومخاوفه الظالم أخطار تحس

الوجه. بعيني السديدة الرؤية قيمة هنا ومن الغابة، يف ضعف

64

Page 66: الإنسان قمة التطور.pdf

العالم هذا يف خمسة نحن

هذه يف أرسفنا أننا ويبدو كثريا، الليل يف اليقظة تستدعي الشجر عىل واإلقامةيف التخصص هذا فكان عادتنا، النهار دون الليل يف السعي صار حتى اإلقامةتركت والبقر، والفيلة والقطط الكالب أسالف الحيوانات، سائر أن حني يف النظر،ينظر «أعور» منها كل بقي أي: جانبية؛ عيونها فبقيت تتخصص، أن قبل الشجربعد إال الشجر نرتك فلم نحن أما الكربى، الزواحف تفعل كانت كما واحدة بعنياألربعة سائر أما البرش، نحن غرينا تماما الشجر يرتك لم ذلك ومع تخصصنا، أنوالنوم بالتسلق ألوالدها تسمح تزال ال الغوريال حتى اآلن، إىل تماما ترتكها فلم

الليل. يف الغصون عىلعىل أوال نشأت أطفالها» ترضع «التي اللبونات جميع أن يرجح ما وهناكمفر يكن ولم ووثبها، تنقلها يف الغصون تتحملها األحجام صغرية وكانت الشجر،كانت مكان، كل يف بها موبوءا العالم كان التي الكربى، الزواحف ألن هذا؛ منينتمي التي القديمة األحافري تزال وال األرض، عىل اللبونات ظهور دون تحوليزيد ال الفيوم، يف وجد وقد القديم، فالفيل الحجم، صغرية والفرس الفيل إليهاالفأر؛ حجم عىل يزيد ال أمريكا، يف وجد وقد القديم، والفرس الحمار، حجم عىلالشجر، عىل تعيش كانت ألنها صغرية؛ األصل يف كانت الضخمة اللبونات أن أي:تتخصص وألن وجوهها يف عينيها تجمع ألن الكافية؛ املدة مثلنا تبق لم ولكنها

للتناول. أيديهاوكذلك الوجه عيني عليه اإلقامة من كسبنا وقد الشجر، من صغارا ونزلناالذي الغوريال جثة كربت كما جثتنا كربت األرض عىل املقام بنا استقر فلما اليد،عن استغنينا باليد، نتناول رصنا ألننا وأيضا صغاره، سوي الشجر عىل يصعد الحتى الشأن هو هذا ألن األرض؛ إىل النزول قبل عنه استغنينا كنا ربما بل الذنب،كان لذلك أنه نظن والذي الغصون، عىل البهلوان سلوك يسلك الذي الجيبون يفحتى األذناب مقام قامت قد األيدي أن املرجح ولكن الذنب، إىل يحتاج أن يجب

الشجر. عىل ونحنيف اإلقامة عىل مثلها نتخصص لم أننا األخرى األربعة وبني بيننا والفرقال قدميها ألن متأخرة؛ تركته قد اآلن الشجر تركت التي الغوريال حتى الشجر،يستوي وال األصابع يواجه القدم إبهام وألن أقدامنا، تصلح كما للسري تصلحان

عندنا. الحال هي كما صف يف معها

65

Page 67: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

والجيبون أوتان، واألورانج والشمبنزي، والغوريال، اإلنسان، … العالم هذا يف خمسة نحنعمومتنا. أبناء من صعاليك وهؤالء …

العائيل النظام يشبه فيما قطيعها يعيش … وأقواها جسما العليا القردة أكرب «الغوريال»والوقار. واالحرتام، االنتقام، يعرف …

66

Page 68: الإنسان قمة التطور.pdf

العالم هذا يف خمسة نحن

كثري فيه … لعوب … مفراح … ماهر … إفريقيا أشجار عىل يعيش الذي «الشمبنزي»الخبث. من ويشء الذكاء، من

هو فيها، اشرتكنا قديمة لحياة النائية الرصخة وهو منا، الخمسة وأبعديف وكذلك آسيا من الجنوبية الرشقية األقاليم يف يعيش آسيوي وهو الجيبون،من بدال صوفا له إن حيث من األخرى األربعة عن يختلف وهو وبورنيو، سومطرةبعض يف الشأن هو كما إستي بتضخم هو يتسم وكذلك به، تتسم الذي الشعرالخمسة بني عام اإلستي التضخم هذا إن يقول: من الباحثني من ولكن القردة،ومن الزنوج، مثل سوداء وبرشته فقط، درجي بينهما الفرق وإن اإلنسان، حتىهذا ألن السوداء؛ البرشة يف األصل إنه حيث من الضوء قيمة يف نشك أن يجب هناأن بد وال سوداء، هي ذلك ومع الضوء، من يحميها صوف برشته يكسو الجيبون

الجيبون. وعند البرش زنوج عند البرشة لسواد أخرى أسبابا هناكعىل تزيد ال قامته فإن والقامة، الوزن حيث من جميعا أصغرنا هو والجيبونمستكرشني، نعد به، باملقارنة األربعة ونحن البطن، ضامر وهو سنتيمرتا، تسعنيوهو بالساقني، االنتقال يف الخمسة أبرع نحن كما بذراعيه االنتقال يف أبرعنا وهوللتعلق إصبعني باستعمال يقنع أحيانا بل إبهامه، يستعمل ال بالغصون يتعلق حنييف خطايف بانحناء يتعلق ولكنه الغصن عىل يقبض ال ولذلك خطاف، إصبعه كأنعندها األنياب ألن األخرى؛ األربعة عند الحال بخالف مؤثلة طويلة وأنيابه األصابع،

67

Page 69: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

يف االسم يعني … وبورنيو سومطرة، جزيرتي أشجار عىل يعيش الذي أوتان األورانجيتعمد ولكنه يتكلم، أن يمكنه أنه يعتقدون وهم … الغابات» «إنسان بورنبو أهل لغة

ويسرتقه. اإلنسان يستخدمه أن خشية الصمت

يتمالك ال يعارشنا عندما ولكنه ألوف، وهو حادة، بإبرة تنتهي ال مسحاء قصريةأمانته. يتجاوز ذكاءه ألن االختالس؛ من

وهو النهار، يف ساعتني أو ساعة سوى يرتكه ال الذي الشجر هو األعم ووطنهقدميه. عىل ينتصب يميش

األقاليم يف وبورنيو سومطرة يف يعيش الذي األورانج فهو الخمسة ثاني أماألننا الخمسة؛ نحن بيننا االنفرادي الحيوان هو الجيبون، فيها يعيش التيوفمه وأنفه الشجرة، عىل ينفرد فإنه األورانج إال جماعات، كلنا نعيش اجتماعيونعىل يسري وهو اللون، برتقالية سابلة بطريركية لحيته ولكن أحمر، وشعره يربزانيواجه أحيانا الظفر من يخلو الذي قدمه إبهام ألن وهذا وحذر، بطء يف األرضالحال بعكس قصريتان وساقاه طويلتان وذراعاه يده، مثل قدميه أن أي: أصابعه؛الغصن عىل تقبض ال وأصابعه أغشية، أصابعه قواعد وبني البرش، نحن عندنا

68

Page 70: الإنسان قمة التطور.pdf

العالم هذا يف خمسة نحن

… ذراعني وأطولها جسما وأصغرها اإلنسان، عن العليا القردة أبعد هو «الجيبون»… ذنب له وليس … العجز سوى اإلبهام من يديه يف ليس

البرش كصغار األورانج وصغار الجيبون، يفعل كما كالخطاف به تتعلق ولكنهاالخمسة نحن صغارنا أن يفوتنا أال يجب هنا بل األم، وراء وتصيح وتتدلل تتعلق

واألخالق. والوجه الجسم تفاصيل يف كثريا تتشابهال أنهما أي: يده؛ من يرشب ثم بيده املاء يتناول والجيبون األورانج من وكل

الحجم. حيث من إال اإلنسان دماغ عن يختلف ال األورانج ودماغ يلعقان،وهو الكونجو، من النبياء األقاليم يف إفريقيا، ووطنه الغوريال، فهو ثالثتنا أماوصباه، طفولته يف دام ما شجري وهو رطل، ٦٠٠ أو ٥٠٠ وزنه يبلغ إذ أثقلنا؛ولحظة األعضاء حركة حيث من الوجه يف وهو الشجر، يعرف يكد لم كرب فإذايف اإلنسان مع يتساوى يعدو حني وهو مستوية، وقدمه السحنة، برشي العنيالشجر، أوراق من حوله ما كل يأكل يقعد حني وهو يسبقه، يكاد أو الرسعةمعا، ٣٠ أو ٢٠ كل جماعات يسري وهو بهيم، كأنه ضخما بطنه كان ولذلكعىل ينام وهو صدره، عىل مكتوفتني ذراعيه يضم أليته عىل ليسرتيح يقعد وعندما

يفر. وال للخصم يثبت األورانج مثل وهو ذراعه، ويتوسد جنبه أو ظهرهالشجر عنده فيستوي البرش، نحن إلينا الخمسة أقرب وهو الشمبنزي، أمايف ينتصب وهو الغوريال، مثل إفريقي وهو يميش، كما يتسلق هو إذ واألرض؛

69

Page 71: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

… إنساني غري وجه عىل مختلفة إنسانية انفعاالت

مثل ويعيش وخفة، طرب يف ويمارسه االنزالج يتعلم ولذلك يكاد، أو القامةأو ثمانية نحو منها كل جماعات يسري وهو الغربية، إفريقيا غابات يف الغوريالأحدا أن أحس إذا ولكنه القرى، بجوار يعيش أن يبايل وال الفواكه، ويأكل عرشة،إىل باملقارنة وهو رطل، مئة عىل وزنه يزيد وال آخر، إىل مكانه ترك عليه يتجسساألورانج بخالف املرح إىل وينشط ويلعب باالجتماع يفرح انبساطيا يعد األورانجوالشمبنزي للمؤانسة، معنى يعرف يكاد وال منفردا يعيش انطوائيا يعد الذيأخالقا منا يكتسب يعارشنا وعندما بامللعقة، طعامه يتناول فهيم التعلم، إىل رسيعيؤثر يسن عندما ولكنه عفوا، أو عمدا يخطئ عندما عليه يبدو الندم فإن برشية،

برشية. سحنة فيتخذ يصلع، ما وكثريا املزاح، ويتجنب االنفرادحيث من املتقدمة األربعة هذه عن األكرب االختالف فنختلف البرش نحن أماتواجه اليد إبهام إن حيث من وأيضا عندها، هو مما أكرب عندنا الدماغ حجم إنا، تام تركا الشجر تركنا وقد منها، أكثر والتناول القبض نحسن ولذلك األصابعثم أرساغنا عىل نميش مقنطرة عندنا والقدم الغوريال، سوى هذا يف يقاربنا وال

70

Page 72: الإنسان قمة التطور.pdf

العالم هذا يف خمسة نحن

… إنساني غري وجه عىل مختلفة إنسانية انفعاالت

… إنساني غري وجه عىل مختلفة إنسانية انفعاالت

71

Page 73: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

إنساني.. غري وجه عىل مختلفة إنسانية انفعاالت

يسهل ال ولذلك مسطحة، األخرى األربعة أقدام أن حني يف أصابعنا، فوق نندفععشنا أننا عىل يدل مما طويلة، تزال ال أذرعتنا لكن علينا، يسهل كما امليش عليهاأن ننىس أال ويجب أضعاف، بثالثة الغوريال دماغ يكرب ودماغنا الشجر، عىل كثرياألننا الثقيل؛ الدماغ هذا حمل لنا هيأت التي هي عندنا العمودية املنتصبة القامةعىل نميش كنا لو نحمله أن نستطيع نكن ولم يرهقنا، فال عموديا حمال نحملهواألنف الفم، من بدال بالتناول تقوم اليد ألن عندنا؛ يرتاجعان واألنف والفم أربع،الشم، عن — نكاد أو — بالنظر تستغني جعلتنا العني ألن القيمة؛ صغري أصبحاعتربت إذا هذا ترى كما كبرية، قيمة ذات ليست الطبيعة نظر يف الحجم وزيادةلولو وكلب رطال، ثالثني عىل وزنه يزيد الذي برنار سان كلب بينها فإن الكالب،األربعة هذه من يميزنا ما أعظم وهو ودماغنا، رطلني، أو رطال يبلغ ال قد الذيهذا وليس الشمبنزي، أو األورانج أو الغوريال عند هو ما أضعاف يزيد األخرى،

اختالف. أدنى بال املخي الترشيح حيث من سواء واألورانج ألننا عظيما؛ شيئاألن تتشابه؛ بوجوه للعالم نبدو الخمسة فنحن متشابهة، وجوه جميعا ولناما ولكن األذناب، عن استغنينا قد وجميعنا للتناول، أيد ولنا تتقاربان، العيننينميش وجميعنا األخرى، األربعة عند منه تبقى مما أكرب عندنا الذنب من تبقى

72

Page 74: الإنسان قمة التطور.pdf

العالم هذا يف خمسة نحن

«بيلون» يدعى فرنيس عالم االثنني نرش … إلنسان عظمي وهيكل لطائر، عظمي هيكل٣٠٠ من بأكثر األنواع أصل «داروين» كتاب وقبل سنة، ٤٠٠ قبل أي: ١٥٥٥؛ سنة

اختالف. أي ألنكرنا البارز املنقار لوال … سنة

ترك قد «نحن» وأحدنا الوقت، بعض الشجر ترك قد بعضنا بفروق، أقدامنا عىلالوقت. كل الشجر

واحد كل يشبه كما األخرى، األربعة هذه يشبه اإلنسان «إن هوكسيل: قاليقول: ثم اآلخر» عن منها واحد كل يختلف كما عنها يختلف وهو اآلخر، منهاعظيمة ليست والشمبنزي الغوريال من اإلنسان تفصل التي الجسمية الفروق «إن

الدنيا». والقردة العليا القردة بني الفروق تبلغه الذي الحد إىلاألشم السويدي وأنف األفطس الزنجي أنف فإن كبرية، البرش بني والفروققد البيضاء األوروبي وبرشة السوداء الزنجي برشة وكذلك عظيما، اختالفا يختلفانيكاد، أو أملط والصيني السنني، من آالفا لألول الثاني بينهما االختالف أحدث

73

Page 75: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

أوتان، األورانج الشمبنزي، الغوريال، لإلنسان، لليسار» اليمني «من عظمية هياكل… الجيبون

وأشكالها هائلة، الزواحف هذه أحجام كانت «للمقارنة»، منقرضة كربى وزاحفة إنسان… انقرضت ثم السنني، ماليني األرض عىل تسلطت وقد مختلفة،

يف يكثر صوفيا، زغبا البرشية األجسام بعض عىل نجد وأحيانا شعراني واألوروبيفيكتيس يعود اإلنسان وحبذا جاذبة حريرية ملسة له الفتيات بني وإيطاليا فرنساتعليله يمكن الفروق هذه وبعض املالبس، عن به ويستغني الناعم الرصف بهذابالقرب بارد مناخ يف يعيش الذي النرويجي أو السويدي أن ذلك مثال باملناخ،الهواء يفجأ ال حتى فيه الداخلية املسالك وتضيق أنفه يكرب أن يجب القطب منوتتسع أنفه فينفطس الحارة إفريقيا يف يعيش الذي الزنجي أما رئتيه، البارد

74

Page 76: الإنسان قمة التطور.pdf

العالم هذا يف خمسة نحن

يتمدد الحار والهواء عائق، وبال برسعة الهواء يجتازها حتى الداخلية مسالكهيزيد الهواء من مقدار إىل األكسجني من حاجته عىل يحصل كي الزنجي فيحتاج

األوروبي. عليه يحصل الذي املقدار عىليتفرع واحدا نوعا زلنا ما البرش نحن بيننا االختالفات هذه جميع مع ولكن

العقيمة. «البغال» من نسل إىل يؤدي وال التالقح بينها يتم عدة سالالت إىلاملخ، هو بالطبع وأهمها كبرية، األخرى األربعة القردة وبني بيننا والفروقلوال الذكاء يف لينمو كان ما بل الحارضة ضخامته إىل ليصل كان ما املخ هذا ولكنممكنة الحضارة جعلت التي اليد ولوال ممكنا، الدقيق التفكري جعلت التي اللغةليست األخرى األربعة القردة عىل الكربى فميزتنا التناول، يجيد إبهام من لها بما

واليد. اللغة هي وإنما الكبري املخ

75

Page 77: الإنسان قمة التطور.pdf
Page 78: الإنسان قمة التطور.pdf

واللسان واليد الدماغ

مقام تقوم بغيبيات اإليمان إىل حاجة يف أنهم يفكرون، رشعوا منذ البرش، وجدآمنوا أو سلموا ولذلك لديهم، مكملة تكن لم املنطق وسائل ألن باملنطق؛ االقتناعالغيبيات هذه يف اختالفهم يكن ومهما املادة»، وراء «ما أسموه بما كثرية، بأشياءللخري وسيلة أو طمأنينة فيها ووجدوا ارتضوها عقائد اتخاذ عىل أجمعوا فإنهم

والعدل.من نلجأ نحن ولذلك ناقصا، يبقى منطقنا فإن ناقصة معارفنا دامت ومافنحن واملعرفة، التعقل مكان والحدس البصرية فيها نضع غيبيات إىل آلخر وقتننظر ولكننا حقيقتها، عىل الناصعة الرباهني تقدم «نظرية» التطور يف نجد مثالعىل ولكن الحقائق عىل فيه نعتمد ال «مذهبا» باعتبارها أخرى زاوية من إليها

البصرية. ولكنه املنطق هو املذهب هذا يف دستورنا وليس العقائد،التي وبالنقطة اآلن إىل السنني ماليني منذ التطور موكب أن «أعتقد» إنيأن أي: الوجدان؛ هو التطور هذا غاية إن نقول: أن لنا يجيز اإلنسان، إليها وصلأن أي: الذاتية؛ انفعاالتنا يتجاوز موضوعيا تعقال الكون هذا أو الدنيا هذه نتعقل

بها. الداخيل إحساسنا وفق وليس عنا الخارجة حقيقتها عىل الدنيا نفهمألن العقائد؛ عىل يقترص ال فيها الربهان ولكن جديدة، غيبيات إزاء هنا ونحنإننا حيث من الحيوان من نختلف ال البرش فنحن منها، كبريا جزءا تتحيز املعارفالذي وهو الوجدان، هو وهذا نعرف، أننا نعرف حيث من وإنما األشياء نعرفأن أيضا نعتقد ولذلك ذاتيتنا، من استقالل يف الفهم ومحاولة التعقل عىل يحملنافال املطابقة، إىل نصل حتى الوجدان يف الزيادة نحو ينحو سوف القادم تطورنانحس أن إىل أيضا ذلك نتجاوز بل أجزائها، أو الذرة بحركات املعرفة نخطئ

Page 79: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

األرض عىل كنت إذا حتى كونية»، «حاسة كان لو كما وجداننا ويصبح إحساسهااملوضوعي. واإلحساس املعرفة وجدان املجرة نجوم يف يجري ما «وجدت»

هذا يجيز ال حقائق من لدينا ما بأن يعرتض من هناك أن أشك ولستحقائق. إزاء ولست غيبيات إزاء هنا أني وجوابي األمل، يف اإلرساف

نحو الدنيا هذه مألت التي الكربى للزواحف التام االنقراض هذا مثال اعتربجميعها؟ انقرضت ملاذا اسأل ثم أكثر. أو سنة مليون ثالثني

من نبرص ولكننا واملعرفة، باملنطق السؤال هذا عىل نجيب أن نستطيع الالتطور غاية عن انحرفت ألنها انقرضت؛ إنما فنقول: مذهبا باعتباره التطور خاللكان فقد الجسمي، أو اللحمي التضخم هدفها كان بحيث الوجداني العقل وهييزيد يكن لم دماغه ولكن طنا، ٣٧ يزن الزواحف، هذه أحد وهو الربونتوسور،٢٠٧٢ يبلغ أن لوجب البرشي قياسنا عىل نما قد دماغه أن ولو أوقيتني، عىلأي: الجسم؛ وزن من أربعني من جزءا يبلغ عندنا املخ ألن طن؛ نحو أي: رطال؛

تقريبا. أرطال ثالثة املخ وزن كان رطال «١٢٠» وزننا كان إذافإن أرقاها، بل الزواحف هذه أحد وهو الديناصور يف عظيما االنحراف وكانهذا فتكون رأسه، يف الذي الدماغ غري آخر عصبي مركز إىل احتاج جثته تخضماللتني ساقيه بإدارة يختص كي وكذلك ظهره، أسفل يف آخر، دماغ وهو املركز،حركة أصبحت قد التطور من الغاية وكأن الضخمة، الجثة هذه تحمالن كانتا

للدنيا. فهمه وليست الحيواندماغ أن وصحيح العالم، يف األدمغة أكرب عام وجه عىل يعد البرشي والدماغثالثة بمقدار علينا يزيد الفيل ودماغ أضعاف، ستة بمقدار علينا يزيد الفيطسمن جزءا دماغه يبلغ الذي املغرد العصفور ذلك الكنار، دماغ وهناك أضعاف،اإلنسان، دماغ من أكرب جسمه إىل باملقارنة أنه أي جسمه؛ وزن من عرش اثنيسبع الوزن يف يبلغ والدته عقب البرشي الطفل دماغ أن ننىس أال يجب ولكنودماغ الفيل دماغ من أكرب البرشي الجسم إىل باملقارنة البرشي والدماغ جمسه،مما أكثر ترشيحية، رضورات هناك أن واملرجح جسميهما، إىل باملقارنة الفيطسيف أيضا الحال هي كما كبريين، والفيطس الفيل دماغي تجعل فسيولوجية، هيالذكاء. يف كبرية طاقة عىل برهانا ليس الكرب هذا وأن الكنار، ودماغ الطفل دماغنحو كان للتطور العام املوكب أن ننىس أال يجب االعتبارات هذه كل مع ولكن

والتعقل. الفهم هي التطور غاية بأن إيماننا هنا ومن الدماغ، يف الزيادة

78

Page 80: الإنسان قمة التطور.pdf

واللسان واليد الدماغ

الشذوذ حد إىل ويتضخم ينمو اإلنسان دماغ جعلت كثرية عوامل هناك أن عىلالحيوانات، إىل باملقارنة التضخم هذا يف شاذين نعد أننا شك ليس إذ فيه؛ هو الذيجنونهم أكان سواء البرش، من املجانني أن نعرف عندما أكثر يتضح الشذوذ وهذااملجنون هذا مليونا، وعرشين ماليني عرشة بني عددهم يرتجح سيكوزا، أو نيوروزايف يستقر لم أنه أي: العالم؛ هذا يف جديدا يزال ال وجداننا أن عىل الربهان هويف وأننا الغاية نحو الخطى أرسعنا قد أننا عىل أيضا برهان ولكنه النفيس، كياننا

ونسقط. نهرول اإلرساع هذاألنها البرشي؛ الدماغ تكبري عىل عملت التي العوامل أعظم من اليد كانت وقداالخرتاع، عىل وجرأتهم أسالفنا خيال وزادت ممكنا التعبري جعلت للتجسيم فنية آلةتحمل التي هي اليد وكانت والذكاء، املهارة تفاعل واليد الدماغ بني التفاعل وكانتصنع التي وهي للنار، الحطب تجمع التي وهي الهجوم، أو للدفاع والعصا الحجر

األوىل. للحضارة األوىل اآلنيةبكلمات املعاني عني ألنه الدماغ؛ تكبري يف اليد من أعظم كان اللسان ولكنآلة اليد كانت وإذا والخدمة، للطلب تهيئها كيما تتجاوزها ال حدود يف تربطهابها جمعنا التي الثقافة آلة هو اللسان فإن األدوات بها اخرتعنا التي الحضارةمن وهو السنني ماليني عاش قد اإلنسان أن نعرف وكلنا والتفكري، للفهم املعارفصدغيه من عينيه نقل السبب لهذا وأنه الظالم، يف تسعى التي الليل حيواناتقد بالعالم لالتصال وسيلتنا وأن والبوم، الوطاويط يف الحال هي كما وجهه إىلللذكاء. عظيما كسبا كان هذا وأن األنف، من بدال معا العينني بل العني، أصبحتفإن اللغة، وهو ذكاءنا زاد جديد يشء عىل بنا هبط بالليل السعي هذا ولكنواألنف، والعينني والشفتني الفم حول الحيوان وجه عىل ترتسم البدائية العواطفعن عجزنا الظالم يف كنا فإذا معا، اليدين أو باليد العاطفة نعني أحيانا إننا بلعىل تحملنا تحتد أو تشتد عندما العاطفة ولكن الحركات، بهذه عواطفنا إبداءأعضاء تحركت فإذا القط، أو الكلب يفعل كما ذلك غري أو الصياح أو الرصاخهذه تالئم أصوات حناجرنا من تخرج فإنه مثال محتدة لعاطفة الظالم يف وجوهنا

اللغة. هي وهذه العواطف،نحياها، كنا التي الليل حياة يف فيه، نعيش كنا الذي الظالم لوال ولكنكان الظالم ألن اللغة؛ إىل احتجنا ملا ذلك لوال الوجه؛ يف العينني جمع وبرهانها

79

Page 81: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

االفرتاس أو الخوف أو الغضب وقت التعبريية الوجه أو اليد بحركات التفاهم يمنعوكانت العواطف لهذه التعبري وفق تخرج األصوات كانت الدفاع، أو الهجوم أوأسالفنا، أحد الحيوان، أن ذلك مثال النهار، وقت للعني تؤديه كانت ما لألذن تؤديوهو فمه فتح النهار نور كان فإذا قادم، وحش من الرعب وقت فمه يفتح كانكان إذا ولكن الهرب، أو الدفاع عىل االثنان ويتعاون يفهم رفيقة وكان صامت،

آه. فيقول: الرعب هذا يالئم صوتا ويخرج فمه يفتح الحيوان فإن الليلعن مثال يعرب أن يجب كان أسالفنا أحد إن تقول: أن إىل ذلك من ونرتقيالظالم كان فإذا فقط، فوق إىل السفيل شفته النهار» «يف فريفع العايل اليشء معنىفوق مثل: املرفوعة الشفة هذه يوافق صوتا يخرج ولكنه أيضا فوق إىل شفته رفع

الفرنسية. الكلمة نفسها وهي باإلنجليزية، Highو بالفرنسية Hautو بالعربيةويمدها شفته يعقد النهار يف فإنه السفيل اليشء معنى عن يعرب أن أراد فإذاأسفل إىل شفته عقد مع يصيح فإنه الليل كان إذا ولكنه يتكلم، وال أسفل إىل

باإلنجليزية. lowو بالفرنسية basو بالعربية تحت فيقول:لحركات الظالم وقت الصوتي التعبري أنها أي: البرشية؛ اللغة نشأت وهكذا

الرؤية. عن العني تعجز حني األذن تسمع حتى الشفتنيMal، وبالفرنسية اشمأز، وسخ، قذر، مقيت، بغيض، كريه، كلمات: واعتربجميعها فإنها Dirty, Disgust, Silly, Bad وباإلنجليزية Mauvais, Degout, Sal.للكراهية للشفتني امتداد من واحدة حركة من تخرج أصوات الثالث اللغات يف

واالشمئزاز.لم إذا وإال كلمات بال نفكر أن نستطيع ال إننا يقول: مولر ماكس كان وقدالخرس، عند الشأن هو كما رمز أو إيماءة هناك تكون أن فيجب كلمة، هناك تكنبمعنى اإليماءات، أو الرموز علم نفسه يسمى اللغوي، املنطق علم أو والسيمائية،

رمز. أو إيماءة هي الكلمة أننفكر أننا أي: الصامت؛ الكالم هو التفكري أن السلوكية السيكلوجية وتجدعربة وال السلوكيني، عند هنا قوية الحجة أن وظني ننطقها، ال ولكننا بكلماتيجري وإنما بكلمات، يجري ال املئة يف اثنني أو واحد نحو تفكرينا من يبقى بأن

كلمات. عىل يستقر حتى أخرى بإيماءات مائعا غامضاتفاعل الكالم أن أي: الدماغ؛ مع تفاعل اللسان أن هي هنا اهتمامنا وبؤرةالخاص األمامي األعىل جزئه يف تضخم الدماغ أن أي: كالهما؛ فنما الذكاء، مع

80

Page 82: الإنسان قمة التطور.pdf

واللسان واليد الدماغ

وأصبحت أفكارنا، كثرت أي: كلماتنا؛ وكثرت النطق، حذق اللسان أن كما بالتفكريموروثة. أفكار أي: ثقافة؛ لنا

يرثها اآلباء عادات بأن سلمنا إذا إال املنطق هذا يف نسري أن نستطيع واليف وظيفيا كان قد باللسان التعبري يف أسالفنا أنفقه الذي الجهد أن أي: األبناء؛يف سار ما نحو عىل بيننا التطور وسار أدمغتنا، يف عضويا صار ثم أدمغتهمصارت ثم البعيدة، الغصون إىل للوصول أعناقها تمط أسالفها كانت حني الزرافة،ينطقون أسالفنا كان كذلك، فنحن املط، إىل تحتاج ال طويلة بأعناق ممتازة أعقابهايحتاج ال كبري بدماغ نمتاز نحن رصنا ثم صغري، دماغ يف املعنى ويعقلون جهد يف

الكلمة. ونفهم ننطق كي جهد إىلالعواطف مرتبة من التفكري رفعت ألنها سيكلوجية؛ اللغوية ميزاتنا وأعظمونحن االختياري، اإلرادي املتزن الوجدان مرتبة إىل املندفعة املضطربة الغامضةالحزن من ما عاطفة عليه وطغت تغلبت قد أي: نيوروزيا؛ شخصا نجد حني اآلنالسلوك عن وعجز اضطرب وقد والعدوان الطموح حتى أو الخوف أو األسف أوفهمه تزيد أي: وجدانه؛ تزيد التي بالكلمات هذه الهوجاء عاطفته نحلل السوي،

سويا. ويعود فيشفى الذاتي، الفهم من وتخرجه املوضوعييعد حيوان كل ألن الحيوانات؛ وبني بيننا تماما فصلت التي هي اللغة أن أيفإن نحن أما تفكريه، يف ذاتيا لعاطفته، مستسلما أي: نيوروزيا؛ ما، معنى يفالتفكري أي: العلمي؛ التفكري جعل الذي املوضوعي الوجدان إىل رفعتنا قد اللغة

ممكنا. الدقيق،بالقياس الشاذ الحد هذا إىل يكرب البرشي الدماغ جعل الذي ما سئلنا: فإذابينها التفاعل أي: ثانيا؛ اللغة أي: اللسان؛ ثم أوال، اليد إنه قلنا: الحيوان إىلالدماغ تكبري يف اللغة شأن نهمل سنة أربعني أو ثالثني قبل كنا وقد جميعا،يرشع ثم الجيل، يتعودها عادة أو مكتسب يشء اللغة أن باعتقاد الذكاء وزيادةاآلن ولكننا التطور، يف السبب لهذا لها قيمة ال وأنها تعلمها يف التايل الجيلفإن ولذلك األبناء، يرثها األسالف يتعودها التي العادات أن وبالتجربة، يقينا، نؤمنوورثنا ونضجه، نموه وزادت الدماغ حركت قد بكلمات النطق يف أسالفنا عادات

كبرية. أدمغة يف والنضج النمو هذا نحنوكما الطريان، الطائر يتعلم كما باللغة التفكري باألحرى أو اللغة نتعلم نحنالخاصة هو باللغة التفكري كذلك للطيور األوىل الخاصة بل خاصة، الطريان أن

81

Page 83: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

الطفولة، يف الخاصيتني هاتني نتعلم زلنا ما والطيور نحن ولكننا لإلنسان، األوىلليست اللغة أن أو الطيور طبيعة من ليس الطريان أن يعني ال التعلم هذا ولكناإلنسان ودماغ للطريان، بالجناحني أعد قد الطائر جسم فإن اإلنسان، طبيعة منتعليم بال فتطري الطيور فراخ تولد سوف السنني آالف وبعد باللغة، للتفكري أعد قدأي: يتحدثون؛ وهم السنني آالف بعد أيضا يولدون سوف أطفالنا أن كما وتدريب،

امليالد. من األول الشهر منذ باللغة، يفكرون

82

Page 84: الإنسان قمة التطور.pdf

اإلنسان هذا

و١٠٠٠ ٥٠٠ بني تقع التي العصور تسمية عىل األوروبيون املؤرخون يصطلحفكانت ينطفئ، أن وأوشك خبا البرشي العقل ألن ذلك املظلمة، بالعصور للميالدإىل الظالم يف وبقيت والعلم، واألدب بالعقل رؤية ترى ال الجهل ظالم يف أوروبازال ما ولكنه يكون، ما أضعف عىل النور بزغ حني عرش الحادي القرن بدايات

عرش. الخامس القرن يف انفجر حتى يتجمعنحو فقبل مظلمة» «عصورا أيضا وجدنا البيولوجي التاريخ من انتقلنا فإذاأخفقت قد البرشي االعتبار يف الحياة كأن ظالم، العالم عم سنة مليون ٨٠ أو ٧٠يطلق الحيوان من أنواع إىل انتهت األحياء أن ذلك الرقي؛ طريق نفسها عىل وسدتكذلك بل املتاحف، يف باقية هياكلها تزال ال التي الزواحف اسم أيامنا يف عليهاالكلب بني ترتجح الحجم يف وكانت والعظايا، التماسيح كبري حد إىل تشبه بيضها،الغابات يف مكان كل يف تعيش وكانت الفيل، عىل أحيانا تزيد كانت بل والفيل،ولم مجهولة، تزال ال ألسباب انقرضت وقد والبحار، والجبال والسهول واألنهارتلك سوى القديمة، الزواحف عن بعيدة جعلتها مختلفة تطورات بعد منها، يبقتختبئ الرسية، الحياة تلك إال تحيا ال وهي أيامنا، يف والكبرية الصغرية الزواحف

النهار. يف وتنجحر الظالم يف وتسعى االفرتاس، وتخىش األخرى األحياء منالتطور وكأن سنة، مليون أربعني أو ثالثني نحو الكربى الزواحف هذه وعاشتفلم انحرف، قد العقل بإيجاد اإلنسان نحو الطبيعة اتجاه وكأن بها، تجمد قد

الجسم. نمو أصبحت بل العقل، نمو الغاية تعداتجهت التي الحرشات بإيجاد التطور تجمد السنني بماليني ذلك قبل ومنبرجسون، إن حتى الشجر من كأنها بالغريزة قنعت إذ عنا؛ تكون ما أبعد وجهة

Page 85: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

وقد الغريزة، طريق أحدهما طريقني الحياة يف إن قال: مرسفة غيبية نزعة يفنبلغ ملا طريقه يف البرش ونحن العقل طريق واآلخر نهايته، إىل الحرشة قطعتهمثل إىل لوصل الكربى الزواحف أيام عارش قد كان برجسون أن ولو نهايته،الفاشلة، األحياء وتبيد وتجرب تحاول «موسوعية» الحياة ولكن أيضا، الفرض هذا

الكبرية. لتجاربها الصغرية الوسائل وتتحسسكانت ألنها انقرضت؛ فلعلها والتأمل، للحد مجال الكربى الزواحف وانقراضيولدون الذين الشاذين العمالقة أن نعرف ونحن الرتكيب، عمالقية الحجم كبريةيلد ال اليابسة عىل األحياء أكرب والفيل يتناسلون، ال أي: يعقمون؛ البرش من بينناقدر زواحف بينها كان ألنه يكفي؛ ال التعليل هذا ولكن سنة، ٣٥ كل مرة إالأي: أبادها؛ قد املناخي التغيري بأن يقول من وهناك الفرس، أو الحمار أو الكلباملناخ الزواحف هذه تتحمل فلم جليدي، عرص يف ودخلت فجأة بردت الدنيا أنبدال ريش أو بفراء يسعفها بأن أحرى كان التطور ألن بعيد؛ هذا ولكن الجديد،تأكل كانت الجديدة اللبونات بأن يقول من هناك وأخريا لتنقرض، يرتكها أن من

أكثر. ال حدس وهذا تناسلها، دون وتحول بيضهاالعالم عىل جثم الذي الكابوس هذا من سنة مليون ٤٠ أو ٣٠ نحو بعد ولكنومن الطيور نجد ناحية فمن البيولوجية، النهضة أو الجديد العرص أمارات نجداألسنان، عىل مناقريها تحتوى قديمة طيور أيامنا يف وليس اللبونات، نجد ناحيةبعضها يزال فال القديمة اللبونات أما املتاحف، يف توجد أحافريها أو بقاياها ولكنبطريقة أوالدها ترضع ذلك مع هي ثم تلد، وال تبيض فإنها أيامنا، يف حتى حيااألطفال، تلحسه لبني دموي سائل شقوقه من ويخرج البطن يتشقق إذ بدائية؛والنمال أسرتاليا يف البالتيبوس هما حيوانني يف نراه كما البدائي الرضاع هو وهذا

الجنوبية. أمريكا يف النمل آكل أوالطائر عند اإلحساس ألن التطور؛ يف ا جد كبرية خطوة هو الطيور وظهورالبحر يف األحياء، جميع كانت الطيور ظهور فإىل العني، إىل األنف من انتقلأما محدود، صغري الشم ميدان ولكن باألنف، واألنثى الطعام تسعى واليابسة،

الذكاء. فيزيد واملقارنة املالحظة ويزيد اآلفاق إىل فيتسع العني ميدانتعيش الجديدة اللبونات من أحياء نجد عرصنا قبل سنة مليون ٣٠ وحوايلاملجال ألن مختارة؛ غري ذلك إىل مضطرة وهي عيونها، عىل وتعتمد الشجر عىل

84

Page 86: الإنسان قمة التطور.pdf

اإلنسان هذا

لكي بالريش مسلحة تكن لم اللبونات هذه ولكن ا، جد صغري الشجرة عىل للشماحتاجت ولذلك أخرى، إىل شجرة من بها تنتقل أو بنفسها وتنجو باألجنحة تطريشجرة من االنتقال أو األغصان عىل التنقل يف تعتمد أن إىل الجديدة اللبونات هذه

أيديها. عىل أخرى إىلمن أحجامها تختلف كثرية أنواع وهو الليمور، هو أصلنا إىل إيماءة وأبعدوينام يختبئ ثم الظالم يف يسعى لييل حيوان وهو الثعلب، حجم إىل الفأر حجمووجهه الليل، يف تصيد التي البومة مثل وجهه يف عينيه جمع لييل وألنه النهار، يفومنطقة مشقوقة، العليا وشفته بارز، فقم يف بفمه يجتمع أنفه فإن برشي، غريوقد للتناول، الواحدة ال االثنتني، يديه يستعمل وهو كالبقر رطبة وفمه أنفهيعيش أنه ذلك عىل يدل كما اللبونات أقدم من وهو بفمه، أحيانا طعامه يتناولنشأ أنه أي: بينهما؛ فيها يعيش وال مدغشقر» «يف إفريقيا ورشق آسيا رشق يفاآلن ثغرته يمأل الذي االنفصال هذا القارتني، هاتني بني الجيولوجي االنفصال قبل

الهندي. املحيطال فإنه إيماءة! من أحقرها ما ولكن لإلنسان، أوىل إيماءة هو الليمور وهذا

تالفيف. بال أمسح ومخه الكلب، ذكاء عن يقل وذكاؤه بذنبه، يحتفظ يزالعىل تطورنا من طويلة فرتة قضينا قد البرش نحن أننا يف شك من وليساليابسة، عىل بالبقاء قمنا أننا لو لنكسبها كنا ما أشياء جملة بها اكتسبنا الشجرصارتا بل فقط للميش يدانا تعد فلم باليدين، التسلق وعودنا علمنا الشجر أن ذلككسبنا ثم والتناول، لإلمساك اليدان تهيأت نفسه التسلق وبهذا للتسلق، أيضاوجداننا؛ فزاد األنف، عىل االعتماد من بدال العني عىل االعتماد الشجر عىل باملعيشةويسرتشد بأنفه يسعى الذي الحيوان ألن فيه؛ نعيش الذي بالوسط درايتنا أي:الذي الحيوان ولكن حولها، مما القليل أو فوقها هو التي البقعة إال يدري ال بالشمكيلو جملة بعينيه يرى العالية غصونها إىل يرتفع أو الشجرة غصن عىل يقعدإن حيث من الطري عىل نمتاز ولكننا كالطري، هنا ونحن بالشجرة، محيطة مرتات

للتناول. ثم للتسلق فبقيت أيدينا أما أجنحة، صارت الطري أيدييتفق حيوان فإنه ثانية، إيماءة الطرسري فإن أوىل، إيماءة الليمور كان وإذاالغبشة، أو الظالم يف تصيد ألنها والبومة كالبوم، لييل أنه حيث من الليمور معألنها الدجاجة؛ أو كالحمامة صدغيها يف ال وجهها، يف عيناها تكون أن إىل تحتاج

85

Page 87: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

قضينا أننا بد وال معا، تريان اثنتني بعينني لألشباح الصحيح التمييز إىل تحتاجيف الشأن هو كما الشجر، عىل الليل يف نسعى ونحن تطورنا من طويلة فرتةمن ونقلتهما وجهنا يف عينينا جمعت التي هي الفرتة وهذه والطرسري، الليمورالتي الصورة أن أي: كاليدسكوبيا؛ نظرا بعينني األشياء إىل ننظر فرصنا صدغينا،فتتجسم ظاللها، وتنقل وتصححها األخرى العني تراجعها العينني إحدى تنقلهااملشتغلون األيام هذه تحقيقه يف يطمع ما هو الكاليدسكوبي املنظر وهذا الرؤية،فتوغرافية تكون ال حتى الصور تجسيم يف يرغبون أنهم أي: السينمائية؛ باألفالمالليل، وطيور العليا، والقردة كاإلنسان القليل، باستثناء الحيوانات، وجميع فقط،مجسمة، غري عندها فالرؤية الصدغني، أحد يف واحدة بعني الفتوغرايف النظر تنظر

متقنة. غري أوعىل االعتماد ميزة عن تقل ال أخرى ميزة أكسبتنا الشجرة عىل حياتنا ولكناليد استخدام ميزة هي األنف، عىل االعتماد دون معا، العينني عىل أي: العني؛من تعلمنا ألننا للتناول؛ واألصابع اليد يهيئ الشجر عىل التسلق فإن للتناول،نتناول وكيف الحجر، أو العصا عىل ذلك بعد نقبض كيف الغصن عىل القبضعىل هذا وساعدنا الثمرة، إىل شفتينا نمد أن من بدال الفم إىل وننقلها باليد الثمرةلنا فصار الشفتان، ورقت للوراء تراجعا الفكني ألن البرشي؛ للوجه جديد وضععىل ذلك بعد هذا وساعدنا أسفل، من الفكان منه يربز وال عموديا مستقيم وجهالحيوانات. بني الشائع األفقي الوضع من بدال ألجسامنا العمودي الوضع نتخذ أن

الشجر: حياة من نلناها التي العديدة امليزات أخرى مرة اعترب

واملقارنة البعيدة اآلفاق عقل األنف، عقل من بدال العني عقل أصبح عقلنا إن (١)العيني. التفكري هو وهذا تتبرص، أن يجب رأيك؟ ما نقول: زلنا وما الكثرية،

األول التدريب هو الشجر عىل تسللنا وكان العمودية، القامة أيضا واكتسبنا (٢)لذلك.

استعمال من بدال وغريه الطعام لتناول اليد استعمال الشجر من اكتسبنا (٣)الفم.

نتناول نعد لم ألننا الفكان؛ فيه يربز ال الذي البرشي الوجه هذا واكتسبنا (٤)بالشفتني. الطعام

86

Page 88: الإنسان قمة التطور.pdf

اإلنسان هذا

أننا لو إليها لنصل كنا ما جديدة، أخالقا أيضا علمتنا الشجر حياة ولكنالتزامها يف البرشية األمومة هذه أو بأطفالها األم عناية منها اليابسة، عىل بقيناهيأت قد الطويلة املدة وهذه األم، عىل األطفال اعتماد وكذلك طويلة، مدة ألطفالها

للرتبية. الفرصةهاجت إذا يطري ال لبون حيوان عىل خطرة الطيور لغري الشجر سكنى أن ذلكأخطر وهي الصغار، يأكل أن وحاول ثعبان تسلق إذا أو الغصون، ورضبت الريحالسقوط من عليهم املحافظة يف وتدأب األم تحرسهم أن يجب الذين األطفال عىل

الطفولة. مدة العقيل للنمو العظيمة الفرصة وهنا الوحش، عادية من أوحيوان ال عيني، حيوان بأنه األوىل بداياته منذ اإلنسان نصف أن ونستطيع

يدوي. حيوان أيضا وأنه أفقي، حيوان ال عمودي حيوان أيضا وأنه أنفي،ماض إىل أصوله تنأى الذي الليمور يف جميعا نجدها البدايات هذه ولكنوإندونسيا إفريقيا بني الجيولوجي االنفعال قبل يعيش كان أنه عليه برهاننا سحيق،

وإندونيسيا. مدغشقر املنطقتني: هاتني يف يقيم اآلن إىل هو يزال ال حيثيتقاربا لم عينيه فإن تامة، غري ألنها الليمور يف فقط بدايات هذه ولكنوالتسلق، الوقوف عىل القدرة مع أربع عىل يميش يزال ال وهو البرشي، التقاربتقارب وجدنا كالبومة لييل حيوان وهو الطرسري، إىل الليمور من انتقلنا فإذانحن نثب كما قدميه عىل يثب ولكنه يميش ال أنه هي أخرى ميزة ووجدنا العينني،أصابع من الجسم عبء نقل ألنه به؛ انتفعنا قد الوثب وهذا مقيدين، نكون حني

العمودية. القامة فكانت رسغيهما، إىل القدمنيسنة، مليون ثالثني من أقل من األوىل، البرشية تجاربه يف الطرسري، وظهركل ونأكل رسغينا، عىل ونشب كالبوم الظالم يف ننظر الطرسري هذا نحن وكناالحرشات، عىل نقترص ولم الثمر عىل نقترص فلم اآلن، نفعل كما تخصص بال يشء

نتخصص. ال «موسوعيون» الطعام حيث من فنحنا جد أكرب الغوريال وبني بينه الفرق ألن سحيق؛ حيوان ذلك مع والطرسريهو كما مخيخه اآلن إىل يغط لم مخه فإن اإلنسان، وبني الغوريال بني الفرق من

العليا. القردة يف الشأنإىل والقرد، الطرسري بني يشء وهو األول، اإلنسان نزل نجهله ما وألمرتعد ولم وثقل جسمه فكرب تضخم أنه الشجر من نزوله يف السبب ولعل اليابسة،

87

Page 89: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

عىل اإلقامة واستطاب عليها، التنقل يف الخفة يجد هو يعد لم أو تتحمله األغصانكان الشجر من األطفال سقوط ألن مكفول؛ األطفال عىل فيها األمن حيث اليابسةأن واستطاع السنني، ماليني قبل أسالفنا يعانيها كان التي العظيمة الهموم من

الرسغني. عىل باالعتماد ثانيا بامليش ثم أوال بالوثب يسعى اليابسة، عىل يسعىكذلك تزال ال هي بل بنا، عالقة تزال ال أذنابنا كانت الشجر تركنا ملا ولكناألي يليق محرتم لذنب يكفي ما الفقرات من عندنا يجمع الذي العصعص يفقليل أذنابنا نسرتد كي إليه نحتاج ما وكل بالغصون، ويتعلق الشجر، عىل حيوانكانت اليد ألن األذناب؛ عن أغنتنا اليابسة عىل إقامتنا ولكن … والجلد اللحم مناإلنسان مثل حيوان ويف الحرشات، وتقتل الهوام وتذب تتناول فصارت تحررت قدوقت منه التخلص يجب عبئا الذنب يعود اليابسة، عىل يعيش أن عىل استقر قد

زواله. من بد ال وكان القتال،عىل الصغار حياة ألن ذكرنا؛ الذي لألمن أوال الشجر، نرتك أن من بد ال وكانيكفينا، يعد لم األثمار من غذاءنا ألن وثانيا السقوط، ألخطار عرضة كانت الغصونأشياء: جملة اليابسة من وكسبنا موسمية، هي إذ دائمة؛ ليست األثمار ألن وخاصةقد الغصون عىل القبض يف تتخصص كادت قد كانت التي اليد أن أولها:يد كأنها صارت حتى اإلبهام فتطورت التناول، يف جديدة واجبات مكلفة أصبحتاألورانج يف الشأن هو كما صف يف معها تقف ال األربع األصابع تواجه أخرىبه، والتعلق الغصن عىل القبض يحسن فهو للشجر، مالزما يزال ال الذي أوتان

للميش. العمودية القامة اكتسبنا ثم العصا، أو للحجر التناول يحسن ال ولكنهإىل األفقية القامة ومن اليابسة، إىل الشجر من االنتقال هذا يف احتجنا وقدهذه ولكن تسقط، ال حتى أمعاءنا تربط جديدة رباطات إىل العمودية، القامةالبرشي، املرض هذا من مثال نرى كما اآلن، إىل طبيعتنا يف تتأصل لم الرباطاتأو الكيس يف وتسقط الرجل عند األمعاء تنهار حني الفتق، أي: فقط؛ والبرشيأو كلب به يصاب أن يمكن ال املرض هذا فإن وتخرج، املرأة رصة تفتق حنيجميع نحقق وملا اتخذناها، التي العمودية للقامة به نحن نصاب فأر، أو بقرةالعمودي الوضع بهذا وقعنا وقد وسالمة، صحة يف وتبقيها تحميها التي أدواتهاالوقت يف ولكنه الفتق من يقيه الرجل عند الحوض ضيق ألن داخلية؛ تناقضات يفزيادة إىل العمودي الوضع هذا أدى ثم املرأة، عند عسرية الوالدة يجعل نفسه

88

Page 90: الإنسان قمة التطور.pdf

اإلنسان هذا

لنا وتنشأ تربد، أقدامنا فإن ولذلك األفقي، للوضع نشأ الذي القلب عىل العبءإىل تحت من الدم جذب عن القلب لعجز الساق يف تتورم األوردة أن أي: الدوايل؛

الرأس. إىل القدم من الدم رفع يف عليه املجهود لزيادة القلب يمرض ثم فوق،طور إىل الحيوان طور من نقلتنا األربعة هذه والرسغ، واإلبهام، واليد، العني،الرأس نجعل أن به استطعنا جديدا وضعا أو جديدة حاال لنا وهيأت اإلنسان،ملا األربعة هذه ولوال عليه، طغى بل املخيخ كسا الذي الكبري للمخ يتسع كبريااملخ ألن والرقي؛ الحضارة ثم واملعرفة والذكاء الوجدان إىل نصل أن استطعناعمودية قامتنا أن ولوال الكوكب، هذا عىل مخ أكرب هو الجسم، إىل باملقارنة البرشي،لكرس الفرس أو الذئب رأس يف البرشي املخ هذا كان ولو نحمله أن استطعنا ملا

عموديا. ال أفقيا حمال يحمالنه ألنهما عنقيهما؛يجد لن إذ له؛ قيمة ال الوسط أخبار إليه تنقالن عينني بال كبريا ا مخ ولكنيد بال مخ كذلك ثم الذكاء، أي: واالستنتاج؛ واملقارنة التفكري عىل تحمله التي املادةمستطاعا يكن لم هذا كل ثم حضارة، اخرتاع إىل يؤدي لن واآلالت األدوات تصنعالكبري، املخ عبء تتحمل عمودية وقفة كعوبنا عىل أي: أرساغنا؛ عىل نقف لم لو

السماء. إىل ورفعتنا الحيوان وبني بيننا ما قطعت التي اللغة ذلك بعد ثم

89

Page 91: الإنسان قمة التطور.pdf
Page 92: الإنسان قمة التطور.pdf

األبوية العائلة

كتب وقد والذكاء، املعرفة أصول من أصل أيضا وهي املجتمع، أصل هي العائلةصاحب بريفولت روبرت هو امليدان هذا يف خريهم ولكن العائلة أصل عن كثريون

املوضوع. هذا لبحث مرجعا كثرية سنني سيبقى الذي «األمهات» كتابهناك ليس إذ درجتها؛ يف تختلف ولكنها اللبونات، جميع يف أصيلة العائلةما وقتا أطفالها ترضع األم ألن ذلك العائلة؛ معنى من يخلو انحط، مهما حيوان،هناك دام وما يزيد، أو سنة يبلغ وقد الحاالت بعض يف أسابيع عىل يزيد ال قدإلشارتها، وتنصت بها وتحتمي حولها تلتف التي باألطفال تجتمع أم فهناك رضاعتنتهي تكاد ال األطفال ألن الزوال رسيعة عائلة ولكنها ما، معنى يف عائلة فهناك

األم. ترتك حتى الرضاع منفإن األم، مع األطفال يقضيها التي املدة بهذه نستهني أال يجب أننا عىلكلها عنايتها وكانت تبيض كانت اللبونات نحن ظهورنا سبقت التي الزواحفأن عندئذ طفل كل عىل وكان األطفال، تركت انفقأ إذا حتى البيض عىل مقصورةمع يتفاهم ألن مجال هناك يكن فلم أب عن فضال أما له يعرف ال مستقال يسعىتحرك العواطف هذه وجميع جوعه، أو خوفه وعن نفوره أو رغبته عن يعرب أمه:األطفال هؤالء إىل تنقل أن إىل مضطرة نفسها األم هذه ألن االجتماعي؛ الذكاءالسلوك وسائر واألكل والهجوم الهرب يف تقليدها إىل وتدعوهم أيضا إحساساتهاالفرئان يف كما أسابيع عدة فيها األطفال يتعلم قد مصغرة عائلة إزاء هنا ونحنيتعلم السنني أو األسابيع هذه ويف والبقرة، والفيل الزرافة يف كما أعوام عدة أوانفراديا الحيوان كان إذا الرضاع عقب الجميع يتفرق ثم األسالف، ثقافة األطفال

كالبقر. اجتماعيا الحيوان كان إذا جماعات األفراد تجتمع أو كالقطط،

Page 93: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

الزواحف ألن الذكاء رفع قد يلد أن إىل يبيض أن من الحيوان انتقال ومحضتتذكى ال فاألوالد البيض، انفقاء عقب ترتكها هي إذ أوالدها؛ تعرف ال العرصيةتربية من يالزمه وما بالرضاع فتمتاز اللبونات أما األم، مع والتفاهم باالجتماع

وتذكية.وتحريك الرتبية يف ممتازة درجة إىل للوصول كافية ليست الرضاع مدة ولكنأخطار من باألم نحتمي أن إىل الشجر عىل نحن إقامتنا اضطرتنا وقد الذكاء،بذلك وازددنا الشهور، من بدال السنني إىل طفولتنا فطالت األغصان، من السقوطخطرة األغصان عىل اإلقامة وأصبحت وثقلت أجسامها كربت إذا حتى وذكاء، تربيةاألم، مع تمتد طفولتنا أن وهي امليزة هذه لنا بقيت ولكن األرض، إىل الشجر تركناالطريف عن ويبحث أهوائه مع يجري نزقا األب هذا يكن لم إذا األب، مع وربما

أخريات. نسوة يف الجمال منالعائلة معنى فيها يقترص شوارعنا، يف نراه الذي البابون مثل الدنيا، والقردةإناث بال الذكران صغار وترتك اإلناث عىل تستويل ذكرانها وكبار الرضاع، مدة عىل

النساء. يحرمون حني البرش بني تفشو كما بينهما الجنسية الشذوذات فتفشواالعائلة تعرف والغوريال والشمبنزي واألورانج، الجيبون العليا، القردة ولكنمعا الجميع ويعيش واألطفال، األم يلزم األب فإن البرشي، األسلوب يقارب بما

وتتفرق. فتستقل الشباب سن الصغار يبلغ أن إىل سنواتكما العايل القردي باملجتمع شبيها شك بال كان البازغ، البرشي ومجتمعناالرضاع مدة حتما يجتمعون واألوالد واألم األب ذكرناها، التي األربعة هذه بني نراهقوى ألنه يهجر؛ من أول واألب يبقون، أو يتفرقون ثم سنوات بضع الرضاع وبعديربطهم مما أكثر باألم األطفال يربط والرضاع األخرى، اإلناث إىل يتطلع رائدباألب. األطفال يربط ما هناك كان ملا واألم األب بني الجنسية العالقة لوال بل باألب،منشأ وهنا األم، مع األطفال بقي مات، إذا أو وأمهم، األطفال األب ترك فإذابها نحب التي العاطفة عن تختلف بعاطفة أمهاتنا نحب ونحن البرشي، الحبوقد برشيا، حبا فنجد هناك أما جنسيا، حبا نجد هنا ألننا عشيقتنا؛ أو زوجتناهو كما جنيس ألمه الطفل حب أن يزعم الفرويدبني السيكلوجيني أحد هنا يثب

فرويد. عند أوديب مركبوأكل افرتاس صميمه يف الجنيس الحب ألن فرويد؛ من فادح خطأ هذا ولكنالجنيس بالتعارف االفرتاس فيها يختلط األحياء من كثريا أن هذا عىل يدل ونهم،

92

Page 94: الإنسان قمة التطور.pdf

األبوية العائلة

قبله وأحيانا االجتماع، بعد الذكر األنثى تأكل حني والعقارب العناكب يف نرى كمااألنثى إىل يقاد العليا الحيوانات من الذكر أن كثرية أحيانا ويحدث استطاعت، إذايف مألوف والعض يفرتسها، يلقحها أن من بدال ولكنه للتقليح، الحيوان حدائق يفهي األكل عىل تدل التي الفرعونية والكلمة األكل، إيماءة وهو الجنيس، االجتماعيوالنهم قريبتان، و«أكل» «قتل» العربيتان والكلمتان القتل، عىل تدل التي نفسهاواألنثى الذكر بني أحيانا يتم الجنيس واالجتماع الطعام، إىل النهم يشبه األنثى إىل

حب. أدنى بالالعاطفة عليها، والتغلب ورضبها الزوجة عىل الغضب عاطفة توقظ ما وكثريايف يحدث ما كثريا بل العامة، من الدنيا الطبقات بني معروف وهذا الجنسية،الحب يجري األوىل األميبة ويف الجنيس، التعارف لون العدوان يتخذ أن األحالممنهما كل كانت لو كما األخرى يف الخاليا إحدى تندغم أي: باالندغام؛ «الجنيس»

األخرى. تأكلشيئا نجد هنا ألننا ألطفالها؛ األم من أو ألمهم األطفال من الحب كذلك وليسوالعطف. والرقة والحنان الرحمة نجد واألكل والنهم واالفرتاس العدوان غري آخر

عنهم غريبا فكان األطفال، يرضع يكن لم األب ألن األم؛ عائلة هي األوىل والعائلةال وهو السنني آالف اإلنسان عىل مىض وقد بهم، العالقة حميمة األم كانت حنياألم كانت ولذلك واملرأة، الرجل بني الجنيس لالجتماع الفسيولوجية القيمة يعرف«ذوي كلمة منها ذلك، عىل تدل كلمات اللغات يف تزال وال العائلة يف يشء كل هيالتناسل عضو وهو الحيا من اشتقت التي «حياة» كلمة وكذلك للقرابة، األرحام»أدنى له ليس األب أن تعتقد عرصنا إىل باقية شعوب هناك تزال وال املرأة، يفعىل تنصب التي البحر أرواح من للمرأة يأتي الحمل هذا وأن املرأة، حمل يف تدخل«الحياة مالينوفسكي وكتاب الرحم، إىل الرأس من أجنة تهبط ثم الليل يف رأسهايف ميالنيزيا يف الشعوب هذه ألحد مسهب وصف هو املتوحشني» بني الجنسيةالتناسل يف الرجل قيمة اإلنسان يعرف ولم اآلسيوية، القارة من الرشقي الجنوب

بالتلقيح. منها يستكثر وصار الحيوانات استأنس أن بعد إالاألطفال وبني بينها الطبيعي للرباط البرشية العائلة أوجدت التي هي فاألمعصور يف قصرية غري مدة ذلك بعد ثم السنني، ماليني البرش وبقي الرضاع، وهو

93

Page 95: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

كانوا حتى للتناسل، الوحيد األصل هي األم أن يعتقدون وهم األوىل، الحضارةتميمة أو عوذة أجسامهم عىل ويحملونها الحياة» «أصل للحيا تماثيل يصنعوننحمل دمنا فما الحياة، أصل هو منه ولدنا الذي العضو هذا ألن املوت؛ من تقيهمامتازت قد الودعة أن يرجح ما وهناك نموت، لن فإننا حجر أو طني من تمثالهالودعة إلينا انحدرت وقد الحيا، تشبه ألنها أي: السبب؛ لهذا سحرية بخصائصالعامة، عند والطالع الحظ يف غيبية خصائص غري لها تعد فلم مكانتها وانحطت

العني. ملنع الصبيان يحملها يزال ال كماشائعا، كان لألم االنتساب أن عىل تقريبا أمة لكل القديم التاريخ ويدلناهم القديمة العصور يف واألقارب أيضا، هذا عىل تدل القديمة العربية واألسماءإىل ينتمي كان القديم التاريخ يف والولد األب، عائلة وليسوا األخوال أي: األم؛ عائلةالرجال، دون النساء إىل تنتسب القبائل كانت بل أعمامه أو أبيه إىل وليس أخوالهأنها وأوضح األمومي النظام يف القرابة إليه أرشت الذي مالينوفسكي وصف وقد

غريبا. يعد األب وأن لألخوال،هذا فيها ووجد االجتماعي النظام بدائية كثرية شعوبا هريودتس وصف وقدالعائلة أن عىل يدل ما وهناك للعائلة، األصل هي األم أن أي: األمومي؛ النظام

النظام. هذا بقية هو العرب عند الضد ولعل أمومية، كانت القديمة املرصيةعن يبحث جائال يعيش كان بل زراعة عىل يستقر لم الذي البدائي واإلنسانيف يجد بدائيا شيوعيا كان اإلنسان هذا الحيوان، صغار ويصيد واألثمار الجذورهذا ويف منه، بجزء اختصاص ألحد ليس لنوعه شائعا ملكا والسهول الغاباتالصديق الرفيق قيمة سوي لألب وليس وأوالدها، األم عىل العائلة تقترص الحال

عنه. االستغناء يمكن الذيإىل وتحتاج القبائل تتألف حني أي: ذلك؛ بعد للعائلة األبوي النظام ينشأ ثموتنخفض والقتال الغزو يف لكفاءته الرجل قيمة ترتفع هنا ألنه والقتال؛ الغزوتسبى حني أي: الحال؛ هذه ويف املرأة لسبي كان الغزو أول ولعل املرأة، قيمةنشأت فإذا أبويا، يعود أموميا يكون أن من فبدال العائيل، النظام يتغري املرأة،أو الخراف خطف الغزو من الغاية كانت إذا أو الجماعي السبي ألجل القبيلةتؤخر الغزو وقت وهي العائلة، يف كثريا ينحط املرأة مركز فإن املدجنة األبقاروعندئذ وتسبى، هي تغزى أن يخشون هم إذ الرجال؛ عىل عبئا وتعود وتحمى

األبوية. صفتها وتخلص العائلة يف للرجل العايل املركز يتأكد

94

Page 96: الإنسان قمة التطور.pdf

األبوية العائلة

الرضار؛ إىل النهاية يف يؤدي والسبي الرجولة، صفات اآلن هي الحرب وصفاتالضد؛ إىل يؤدي ذلك قبل للعائلة األمومي النظام كان كما الزوجات، تعدد إىل أي:

األزواج. تعدد أي:تألفت أن بعد إال ينشأ لم للعائلة األبوي النظام أن نرجح أن نستطيع ولذلكدواجن هناك دام وما ثانيا، الدواجن خطف ثم أوال، املرأة بسبي للغزو، القبائلأن يجوز هذا وكل األرض، امتالك يف الرشوع ثم املراعي غزو من أيضا بد فال

الزراعة. إىل االهتداء قبل يحدثاهتدى عندما أنه ذلك البرشية، العائلة نظام به تغري آخر عنرص ظهر ثميحمي ربا هناك أن القبيلة، نظام يف بعد وهو إيمانه، أول كان الدين إىل اإلنسانوأخرى قبيلة بني يجري املرأة لسبي الغزو كان ثم القبائل، سائر دون قبيلتهسنة األخرى القبيلة بأبناء الزواج فأصبح للمرعى، أو املاشية لخطف يجري كمامن ونشأ املهر، تعويض من السبي يشبه بما جرت بالسبي تجر لم إن مألوفةوصار قبيلته، من يتزوج ال بل أخته األخ يتزوج فال الداخيل، الزواج كراهة ذلك

أعضائها. بني الزواج يمنع الذي القبيلة شعار هو «طوطم» قبيلة لكلنقول: وللتلخيص

بني العامة العائلة أي: األب؛ دون األم عائلة هي األوىل البرشية العائلة إن (١)أي يف العائلة يهجر وقد مرافق، صديق هو هنا واألب العليا، والقردة اللبوناتاألطفال. نضج يتم ريثما إال يبقى ال األم» «وبؤرته العائيل النظام إن ثم وقت،

ظهر واملرعى، املاشية وغزو املرأة سبي عرف ثم القبيلة، عرفت عندما (٢)لها يكون أن يمكن ال تسبى التي املرأة ألن السيد؛ هو األب األبوية، العائلة نظام

تستعبد. هي بل العائلة، يف سلطانتنتسب طوطم بإيجاد الدين إىل اهتدت اليشء بعض القبيلة نظام تماسك ملا (٣)طريا األكثر ويف بريا، أو مألوفا حيوانا األحيان أغلب يف يمثل وهو به، وترتبط إليه

للنرص. الشجاعة وإكسابها القبيلة حماية إليه تعزىمن الزواج كراهة يف تنشأ العادة فإن الغزو وعرف وجد قد السبي دام ما (٤)القبيلة من اآلخر الجنس عىل مقصورا الزواج ويعود يحرم، ثم األقارب، أو اإلخوةيتزاوجون ال الطوطم أبناء بأن القاعدة وتعم باملهر، التعويض أو بالسبي األخرىال التدرج هذا ولكن يستقر، ولم الزراعة يعرف لم واإلنسان هذا كل بينهم، فيما

95

Page 97: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

وزواج يتداخل، هو إذ اآلخر؛ ييل واحد كل واضح نظام يف يسري أنه عىل يؤخذاملدة مرص يف يعش لم والسبي الغزو نظام أن عىل برهان الفراعنة عند األختهذا من متواليا زواجا عرش خمسة ثمرة الكبري رمسيس كان وقد إللغائه، الكافية

باألخت. األخ زواج أي: النوع؛

منها رجال، لعدة املرأة زواج أي: للضمد؛ أخرى عوامل ننىس أال يجب كذلكعدد وزاد النساء عدد قل ما أمة يف العادة هذه شاعت إذا ألنه للفقر؛ البنات وأداآلن نرى وكما اإلسالم، قبل العرب عند رأينا كما محتوما، الضمد فيصبح الرجال،

وسيالن. تبت يف

وقد والسبي، الغزو ثمرة األبوي: النظام يف عرصنا يف يعيش املتمدن البرشي العالممنه اشتقت الذي الجذر من مشتقة الفضيلة ملعنى الالتينية الكلمة أن نيتشة الحظتكون أن يجب السائدة األخالق ألن طبيعي؛ وهذا “Virility, Virtue” الرجولة كلمةرجاال، والنهب، الغزو دولة الرومانية، الدولة يف السادة كان وقد السادة أخالقأقىس مجتمعهم وكان العائلة، أبوي مجتمعهم وصار فضائل، صفاتهم فصارتاألوروبيون ورث وقد ابنه، قتل لألب يجيز القانون كان حتى لذلك، املجتمعاتاملجتمع يف األخرية الكلمة هي األبوية العائلة هل ولكن عنهم، األبوية العائلة هذه

البرشي؟استقالل ألن ذلك ستعود، األمومية العائلة أن نرجح بل فيه، نشك ما هذاأكرب باألم األوالد ارتباط سيجعالن لألوالد االجتماعية والكفاالت االقتصادي املرأةالزواج هي جديدة ظاهرة نرى السنوات هذه رشعنا وقد باألب، ارتباطهم من ا جداملرأة أتمت قد حيث األمريكية املتحدة والواليات والسويد النرويج يف االعتزايلتنفرد ولكنها تتزوج مستقلة األقطار هذه يف تعيش فإنها االقتصادي استقاللهاالكثرية املساكن وتبنى زائر، سوى الزوج يعود وال الزواج، مدة وأوالدها ببيتها

األساس. هذا عىلمألوفنا، يخالف الذي الوضع هذا من ننفر األقل عىل أو نشمئز شك بال ونحنرابطة يشء كل قبل كانت ألنها نشأت؛ إنما األبوية العائلة أن نذكر أن يجب ولكنحال إىل وصلنا وقد العائل، الكاسب أو املقاتل الغازي الرجل مركزها اقتصاديةيف منفردا يعد ولم مقاتال، غازيا الرجل فيها يعد لم االجتماعي تطورنا يف جديدة

96

Page 98: الإنسان قمة التطور.pdf

األبوية العائلة

الطبيعية بامليزة عليه تمتاز هي أصبحت ثم مثله، تكسب املرأة ألن للعائلة؛ الكسباألوالد. بطفولة والعناية الرضاع أي: األمومة؛ وهي األوىل

وعدوانا رجولة أي: وقسوة؛ أبوية تزداد األبوية العائلة أن ننىس ال لعلنا وأخرياوحاولت البيت إىل املرأة ردت وكلتاهما والنازية الفاشية يف حدث كما الحرب، وقت

واالستقالل. الكسب حرمانها

97

Page 99: الإنسان قمة التطور.pdf
Page 100: الإنسان قمة التطور.pdf

وتطوره العقل أصل

القرون من إلينا انحدرت التي الغيبيات من يتخلص أن بعد الكون، ملظاهر املتأملإحدى القوة أو واحد، يشء والقوة فاملادة بوحدته، اإلحساس يتمالك ال السحيقة،فإنه العقل، يف الشأن وكذلك القوة، ظواهر إحدى املادة أن كما املادة ظواهر

املادة. ظواهر إحدى نفسها والحياة الحياة، ظواهر من ظاهرةالعقل، بذرة أو عقل بال جسم هناك ليس كما جسم، بال عقل هناك ليسللوسط واستجابات رجوعا لها إن حيث من ما معنى يف «تعقل» األوىل الخلية فإنجسمها. يف مندغم بدائي عصب من لها بما تقبل أو تصد فهي فيه، تعيش الذيالحيوي والهدف العصبي، الجهاز هو والحيوان اإلنسان يف للعقل واألساسأنه أي: فيه؛ يعيش الذي الوسط وبني الحي الجسم بني املالئمة هو الجهاز لهذامن هناك ما وكل األوىل، الخلية يف كان عما اإلنسان، يف وظيفته يف يختلف لمأو مركز غري الخلية يف أنه اإلنسان يف العقل وبني األوىل الخلية عقل بني فرقوما الشوكي والنخاع الدماغ يف متحيز مركز فهو اإلنسان يف أما مكان، يف متحيز

الجسم. أنحاء يف تنترش عصبية خيوط من منها يتفرعالبرشي الجسم من خلية كل فإن صحته، يف دقيقا ليس القول هذا حتى ولكناملعدة يف فالخلية الحياة، تاريخ يف األوىل الخلية لنا تمثل التي األميبة مثل «تعقل»

األميبة. عقل مثل بدائي بعقل عنها تصد أو األطعمة بعض عىل تقبل مثالهو اإلنسان يف الدماغ إىل األميبة يف البدائي العصبي الجهاز من العقل وتطوربأن القول نكرر أن يجب ولكن سنة، مليون ٧٠٠ نحو إىل احتاج طويل تاريخ

والوسط. الحي بني املالئمة يف واحد واإلنسان، األميبة االثنني، يف الهدف

Page 101: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

منها، وينشأ الحياة يف كامن العقل وكذلك منها، وتنشأ املادة يف كامنة الحياةبال مطلقة حياة نعرف ال ونحن املادة، يف كامن العقل بأن القول لنا يتيح وهذا

حياة. بال مطلقا عقال نعرف ال كما مادةأي: املبارش؛ االنعكاس هو صوره أدنى عىل العصبي الجهاز يف نعرف ما أولفالضوء نتعلمه، أن إىل نحتاج وال نرثه الذي االنعكاس وهو املكيف، غري االنعكاسسنة خمسون وعمره الرجل عني أو ساعة وعمره الطفل عني عىل سلط إذا القوى

املكيف. غري املبارش االنعكاس هو هذا العني، إغماض عىل كليهما يحملاملبارش؛ االنعكاس هذا يف تستوي الحية الكائنات وأدنى الحية الكائنات وأعىل

سواء. الجسم مادة مثل وراثي هو إذاإلنسان. يف املركب للعقل األول األصل هو املبارش االنعكاس وهذا

يربز األحياء يف التطور وموكب الرأس، يحتويه الذي الدماغ هو العقل ومركزالعقل نمو نربط أن من مقر بذلك لنا وليس الدماغ، يف بالنمو العقل يف التقدم لنا

الدماغ. بنموونقول العصبي، والنمو العقيل النمو بني نميز أن التعبري يف الحسن ومننقول: عندما ولكن أيضا، عقيل نمو عمليا هو العصبي النمو ألن فقط؛ «التعبري»كال إن إذ نقول؛ ما نفهم فإننا عصبيا نشاطا كلتاهما تبدي الدودة أو األميبة إنولكن لحياتها، السيئ أو الحسن من الوسط يف نحبه ما وفق وتصد تقبل منهماالعصب من والدودة األميبة عند ما عىل يزيد «عقال» العليا والحيوانات لإلنسان

األصل. اعتربنا إذا كيفا، يزيد ال ولكنه ا كم يزيد الظاهر أو الخفيوسطه، وبني الحي بني املالئمة هو واإلنسان؛ والدودة، األميبة، عند واألصل،يف ما عىل تقبل وكلتاهما الطني أو املاء هو إذ بسيط؛ والدودة األميبة ووسطالالسع، الحمض أو الشديدة الحرارة عن وتصد وتأكله، غذاء من الطني أو املاءلحالوته عليه نقبل لنا طعام من يحتويه عما فضال هو إذ فمركب؛ وسطنا أماأخرى أشياء يحتوي الوسط هذا بالضبط، األميبة تفعل كما ملرارته عنه نصد أوأدمغتنا تنمو أن قبل السنني ماليني إىل احتاجت عائلية أو سياسية أو اجتماعية

بشئونها. لالشتغاليف ولكنها لسان، أو أذن أو أنف أو عني األميبة، مثل األوىل، للخلية ليسنقول: ونكاد األحماض، عن تصد وهي والظلمة، الضوء بني تميز مصغر معنى

عندها. موجودة اللمس حاسة إن ثم تأكل، ما تتذوق إنها

100

Page 102: الإنسان قمة التطور.pdf

وتطوره العقل أصل

تميزت قد النظر حاسة أن نجد الصاعد التطور موكب يف رويدا رويدا ولكنله صارت قد السمع حاسة وأن عيون، أو عني له وصارت الجسم من مكان يف

لسان. للذوق صار ثم أنف، لها نشأ قد الشم وحاسة أذن،يصل الذي العايل السلم نحو األوىل الدرجات يف نجد ما أول هو واإلحساس

الدماغ. حيث اإلنسان إىل التطور قمة يفلنا يحدث التعليم، طريق عن ثم املبارش، االنعكاس لنا يحدث الذي اإلحساس

املكيف. اإلحساسوأهمها الخارجي العالم عىل منها نطل التي النوافذ هي الخمس والحواسحني فالدودة والشم، والنظر كالسمع املسافات حواس هو العايل والحيوان لإلنسانال والتذوق اللمس حاستي ألن الخارجي؛ بالعالم تحس تكاد ال تتذوق أو تلمس

قريبة. أو بعيدة مسافة إىل تحتاجانولكن والتذوق، اللمس حاستي من ينشأ أن يمكن ال الوجدان أو الوعي ولذلكالتي واألذن مرتين، كيلو أو مرت كيلو نحو إىل الشجر قمة من تنظر التي العنياملشتهاة الفريسة عن الحيوان ينبه الذي والشم وجهته، وتعرف بعيدا زئريا تسمعونحس املحيطة الدنيا عىل نطل تجعلنا الثالث الحواس هذه املخيف، العدو أو

ونتذكر. ونقارن ونقدراألسماك. يف أشده عىل وهو املسافة، يف اإلحساسات أقل هو والشم

كربت باألحرى أو ظهرت اليابسة إىل املاء من األحياء خرجت عندما ولكنأي: ويفهمه؛ وسطه يراقب الحيوان فجعلت والسمع، النظر األخريان، الحاستان

الوجدان. أو الوعي يحساألحياء وأعظم ذلك، يف تتخصص تكاد التي املسافة حاسة هي بالطبع والعنيمساحة أمامنا تبسط ألنها الوعي؛ حاسة إنها أقول: أكاد بل اإلنسان، هو نظراكيف وتعلمنا واملهرب، واألنثى والعدو الطعام لنا تحوي الخارجي العالم من كبرية

واألحياء. األشياء عىل للوقوف استطالعنا وتبعث والغزال األسد بني نميزأبعد أنه هذا معنى ليس ولكن اإلنسان، هو نظرا األحياء أعظم إن قلنا:وليس بعينني ينظر ألنه وذلك نظرا، وأصح وأحكم أدق هو وإنما نظرا، األحياءالحيوان يف الشأن هو كما صدغيه يف وليستا وجهه يف عينيه فإن واحدة، بعني

األربعة. العليا القردة ونعني القردة عمومتنا أبناء باستثناء منها العليا حتى

101

Page 103: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

الطيور مثل واحدة بعني الرؤية أما مجسمة، رؤية هي اثنتني بعينني والرؤيةنقال الخارجي العالم عيوننا إلينا تنقل ولذلك محكمة، غري سطحية رؤية فهيمن نرى ما بني نقارن نحن ولذلك الرؤية، مسافات وتكرب كالصحيح أو صحيحا

والتفكري. الوعي فينشأ محيطة بعيدة مسافة عىل واألحياء األشياءنجمع يجعلنا املسافات، حواس الثالث، الحواس من ينشأ الذي اإلحساسوالرتدد والتقليب املقارنة عىل يحملنا الجمع وهذا والنظر، والسمع الشم إحساسات

التفكري. يكون أو الوعي فيكون الفحص، ومعاودةوالسمع الشم من الناشئة املعاني ربط هو البدائي اإلنسان عند األول التفكريالبرش ونحن كبرية، النظر قيمة ولكن ضعيفة الوعي إيجاد يف الشم وقيمة والنظر،«ما ونقول: أعقل، أي: املوضوع»؛ هذا أن «أرى نقول: ولذلك النظر، حيواناتمشتقة والروية تعقل، أي: املوضوع»؛ هذا يف «تبرص ونقول: عقلك؟ مات رأيك»

أناة. يف التعقل وهي الرؤية مننظرتي يف ذاتيا تجعلني كلها كبري» حد إىل أيضا الشم «بل واللمس والذوقولكن األشياء، ماهية رأيي أو حكمي يطابق ال وعندئذ فيها، أعيش التي للبيئةحكمي يكون وعندئذ أقارن، يجعلني مثال مرت كيلو مسافة حويل يمتد الذي نظري

األشياء. حقيقة يطابق يكاد موضوعيا رأيي أو

اإلحساسات هذه تتجمع حني السمع، وإحساس الشم وإحساس النظر إحساسيف فقط انطباعات اإلحساسات ليست ولكن معرفة، أي: إدراكا؛ أحس دماغي يفأو رجع يحدث بحيث نشاط عىل يبعث الدماغ ملادة تنبيه هي وإنما الدماغ، مادة

إقبال. أو صدود استجابة،مركبا إدراكا يحث دماغي، إىل بالحواس تفاصيله تصل حني الخارجي فالعالماتخذه أن يجب الذي السلوك إىل يعني املركب اإلدراك وهذا بسيطا، انطباعا وليس

نكوص. أو إقدام رشاب، أو طعام صديق، أو عدو لقاء أسلكه أوالتفاوت فرق فهو فرق هناك كان وإذا ذلك، يف سواء العليا والحيوانات ونحن

النوع. يف االختالف وليس الكم يف

إدراك إىل باملقارنة، يؤدي، الحواس، من الناشئ اإلدراك أي: الحيس؛ اإلدراكا. جد كبري التصوري اإلدراك يف الحيوان عىل وامتيازنا تصوري،

102

Page 104: الإنسان قمة التطور.pdf

وتطوره العقل أصل

التعقل. هو التصوري اإلدراكونعني الحيوان، بأن والقول ذلك، يف شك ال نتعقل العليا والحيوانات ونحنمن يختلف ال يتعقل ال واألسماك، الزواحف ذلك من وأقل والطيور، الرواضعالحيوان أما روحا لإلنسان أن وهي الدينية، املناقشات يف تنشأ التي القديمة الخرافةكل يف ممثلة مرص يف الدينية الفكرات أوىل هي الروح وفكرة روح، له فليستونحن ترعانا واألخرى أحياء، ونحن تحرسنا إحداهما و«بـا» «كـا» الروحني من

بها. تؤمن العامة تزال وال إلينا انحدرت قديمة خرافة موتى،والطيور والرواضع اإلنسان يف حقيقة هو إذ خرافة؛ ليس العقل ولكنمقدار يف تتفاوت ولكنها التعلم، عىل بالقدرة تمتاز وجميعها واألسماك، والزواحفللوعي. بعثا الحواس أقل بالشم تسرتشد التي األسماء هو بالطبع وأقلها التعلم،

باإلدراك كبري أو صغري يشء عىل أيضا وكلها الحيس، باإلدراك تمتاز كلهاالتصوري.

األسماك. يف وأقله اإلنسان يف مستواه أعىل يبلغ التصوري اإلدراك هذا ولكنأما التعميم، طريق عن واألحياء األشياء نفهم يجعلنا تصوري إدراك عىل نحن

التعميم. يعرف فال العليا» القردة باستثناء «ربما الحيوانغريها تفرتس وقد وتأكل، األرض عىل تسعى حيوانات هناك أن يعرف اإلنسانوكلها ذلك، نحو أو األشجار يف القمم أعىل إىل تطري أو الجحور يف وتدخل وتفر

«حيوانات». اإلنسان أمامالتعميم. هذا يعرف ال األسد ولكن

ذلك بعد صار ثم القديمة، الدينية الخرافات يف األصل هو اإلنسان يف والتعميمالعلمية. للنظريات أصال

تعميم. ولكنه مخطئ، فرض هي الدينية الخرافةتعميم. وهو صحيح، فرض هي العلمية والنظرية

بالنظريات. أي: بالتعميم؛ والناس األشياء نفهم الحارضة، بثقافتنا البرش، ونحننظريات. أي: تعميمات؛ هي وعلومنا

الفهم هذا يف درجتنا إىل الحيوان يصل لم وملاذا هذا؟ إىل وصلنا كيفالتعميمي؟

103

Page 105: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

شاذ حد إىل أدمغتنا كربت ملاذا هو: آخر سؤال عىل ينطوي السؤال هذاوالغوريال، الشمبنزي، األربعة: العليا القردة إىل حتى بل الحيوان، إىل باملقارنة

والجيبون؟ أوتان، واألروانجاللغة. هو الجواب

أفكار، الكلمات ألن وعميقا؛ ممكنا التصوري التذكري جعلت التي هي اللغةالتي الفكرات مئات نرث املجتمع من الكلمات نرث حني ونحن فكرة، كلمة كلالقردة أن ولو ثانيا، مركبة متحرضة ثم أوال ساذجة بدائية ثقافة لنا أوجدتإيجاد عىل قادرة وكانت أدمغتها نمو تأخر ملا اللغة عرفت قد كانت العليا األربعة

وثقافة. حضارةاللغة. تعرف لم نفهمه ال ما ألمر ولكن

والكراهة، والحب والكذب الصدق مثل اجتماعية تصورات عندنا أوجدت اللغةواألسطوانة. والهرم واملربع الكرة مثل علمية وتصورات

أدمغتنا لنمو الوحيد السبب لعلها بل األسباب، أعظم كانت بكلماتها واللغة،األرض. عىل وتفوقنا

تقريبا كلها الحيوانات مع فيه نشرتك الذي اإلحساس هو تفكرينا أساس ولكناإلدراك عندنا ونشأ النظر، عىل أكثر اعتمادنا ثم املسافات، حواس عىل اعتمادنا ثمنسميه ما التصوري اإلدراك وأحدث تصوري، إدراك إىل «بالعيون» كرب الذي الحيس

التعقل.منها كان إذ لألشياء العام الكيل النظر أي: التعميم؛ فأحدثت اللغة جاءت ثم

نظرية. هي التعميمية والفكرة فكرة، منها كلمة كل الكلمات،

104

Page 106: الإنسان قمة التطور.pdf

كلامت األفكار

األشياء تمسك كيف تعرف الجدران أو األغصان، تتسلق التي اللبونات جميعفالتسلق والعليا، الدنيا القردة وجميع والسنجاب والقط الفأر يف نرى كما بيديها،

والتناول. اإلمساك إىل يؤدي الذي األول الدرس هووإنما كثريا، يتناول ال فإنه التسلق إىل كثريا يحتاج الحيوان دام ما ولكناألرض عىل ويعيش الشجر الحيوان يرتك حني لليد أساسيا عمال التناول يصبح

التسلق. إىل الحاجة دون للتناول يديه ويرصد فقط ساقيه عىل يسعى بحيثنكون كأن ما، لسبب ثم الشجرة عىل نعيش كنا فقد لنا، حدث ما هو وهذاأرجح، وهذا جفاف، حدث ربما أو تتحملنا، األغصان تعد فلم وزننا وزاد نمونا قدعن ونبحث نسعى كي األشجار تركنا … والغذاء األثمار قليلة األشجار جعل

األرض. عىل الطعامباألثمار بالنبات، نتغذى زلنا وما كنا أننا عىل تدل تزال ال الهضمية وقناتنانتعود رشعنا الجفاف بسبب الشجر تركنا أن بعد ولكننا الشجر، وورق والجذوريعيش الذي البابون يفعله ما هو وهذا اللحم، ونأكل الصغرى الحيوانات افرتاسالحيوانات يفرتس ولكنه العشب يأكل فإنه إفريقيا، يف املعشبة والوديان السهول عىل

خروف. أو جدي الفرتاس القطعان عىل يهجم وأحيانا الصغرى،بعض أسماؤنا تغريت الصغرى الحيوانات افرتاس وتعودنا الشجر تركنا وحنيالذي الوقت هذا هو أوال: شيئني؛ اللحم أكل من وكسبنا أسناننا، وتغريت اليشءنهارنا تستغرق كانت والتي الغذاء القليلة واألثمار األعشاب تناول يف نقضيه كنانرتاح ألن حجمها صغر مع تكفينا اللحم من بالوجبة نقتنع أصبحنا فإننا كله،مجاال الراحة هذه وكانت الغذاء، من اللحم يف ما لوفرة شبع يف ونحن طويلة مدة

Page 107: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

نقذف كيف بل نتناول، كيف االفرتاس من تعلمنا وثانيا: نفكر، كي لنا وفرصةمع التعاون وعىل األشياء وزن عىل بالقذف أيدينا فتمرنت الفريسة، عىل الحجر

االفرتاس. يف التدبري عىل املخاالخرتاع. نحو الطريق أول هذا وكان

به ونقذف فنتناوله مصادفة نجده يشء هو وإنما اخرتاعا، القذف ليسقد القذف هذا ولكن خصمها، تقذف كيف تعرف الدنيا، حتى والقردة، الفريسة،شكل وعىل معني وزن عىل يكون أن يجب إذ به؛ نقذف الذي الحجر قيمة علمنا

معني.فقط. «تستعمل» وهي «نخرتع» أننا القردة وبني بيننا الفرق ولكن

كوهلر فإن يخرتع أن استطاع الشمبنزي فإن نجزم، أال يجب هنا حتى ولكنالقرد فحاول أنبوبية، إحداهما عصوين أمامه ووضع املوز بعض عنه بعيدا علقتفكري، بعد فعمد، املسافة، دون أنها فوجد العصوين بإحدى املوز إىل يصل أنأن بذلك واستطاع طالت، حتى األنبوبية العصا يف أدخلها ثم وتأملها، األخرى إىل

وتسقطه. املوز تبلغ واحدة عصا العصوين من يجعل«اإلدراك عن ارتفع وبذلك «آلة» صنع هنا القرد فإن بدائي، اخرتاع وهذا

البرشي. الذهني» «التصور إىل الحيواني الحيس»فأتناوله مني قريب حجرا أن «أحس» ألني تفكري؛ إىل يحتاج ال الحيس اإلدراكأني أي: «تصور»؛ إىل يحتاج االخرتاع ألن اخرتاع؛ هنا وليس حيوانا، به وأقذفإىل البداية من كلها أتصورها فكرات جملة مع أو أخرى فكرة مع فكرة أؤلفسوف ما تصور الكبرية العصا داخل الصغرية العصا القرد أدخل وملا النهاية،

إطالتها. بعد بها يعملفقط. فكرتني من مؤلفا يكن وإن االخرتاع هو وهذا

نتصور نحن ألننا الفكرات؛ من طائفة من يتألف فاالخرتاع اإلنسان يف أمافيدرك الحيوان أما املركبة، الفكرة منها ونستخرج نؤلفها مختلفة صورا بعقولنا

يقذف. أن فيمكن الشمال، عىل وعصفور اليمني، عىل حجر بإحساسه:اإلغريقي أحس وقد كلمة الفكرة ألن اللغة؛ هو االخرتاع عىل ساعدنا ما وأعظمنرث دمنا وما «لوجوس»، الكلمة من «لوجيك» املنطق اشتقوا حني الحقيقة هذهنجمع فكرة، مئة ثالث أو مئتي نحو نرث بذلك فإننا كلمة مئة ثالث أو مئتي نحو

العليا. القردة أذكى الشمبنزي ينقص ما هو وهذا بها ونتصور بينها

106

Page 108: الإنسان قمة التطور.pdf

كلمات األفكار

دون العصا داخل العصا فوضع وتصور عرف الشمبنزي إن هنا: نقول قدفقط فكرتني بسيطا: هنا تصوره كان ولكن صحيح، وهذا كلمات، لديه تكون أن

الطويلة. والعصا املوز إىل املسافة تقدير همانستخرج فكرات عرش نحو نؤلف أن إىل نحتاج ألننا اللغة؛ إىل فنحتاج نحن أما

«التصور». عن نعجز فإننا كلمات الفكرات لهذه يكن لم فإذا صورة، منهاماليني بني ربط قد املخ من ينبع والذي بفكرة فكرة يربط الذي والتصور

التصور. عىل قدرة يزداد كي املخ هذا يف النمو زاد وأيضا باملخ، التي الخالياأوجد الذي هو العليا القردة من به نمتاز الذي الكبري املخ ليس أنه وعنديقدرتنا أن أي: الصحيح؛ هو العكس وإنما واالخرتاع، التفكري عىل قدرتنا وزاد اللغة

املخ. حجم زادا وتوارثها الكلمات إيجاد عىلعاش قد اإلنسان كان إذا للغة معنى ال إذ االجتماع؛ هو اللغة يف واألصل

منفردا.الفكرات. أي: الكلمات؛ أوجدت النطق عىل اللسان قدرة

تدريب. إىل احتاجت أي: ذاكرة؛ إىل احتاجت العديدة الجديدة والكلماتوبالتفكري بالذاكرة املخ تدريب كذلك الريايض عضالت يكرب التدريب أن وكما

املخ. كرب قد

االجتماع. وهو هذا لكل األساس ننىس أال يجب هنا ولكنناكنا الشجر عىل كنا وحني فردية، وليست اجتماعية واألفكار الكلمات أن ذلكأن إىل نحتاج ال وأبناؤه زوجته منا لكل عائلتني األكثر عىل أو منفردين، نعيش

جماعات. نجتمعكي االجتماع إىل احتجنا الجفاف من نشأ الذي للقحط الشجر تركنا حني أمامجتمعني به نقوم أن إىل يحتاج هنا الصيد ألن حمارا؛ أو عجال أو غزاال نصيدوالدفاع، للهجوم حركات عىل ونتفق فرد لكل الواجبات ونعني ونتفاهم ونرتصداإليماءات، هذه ترجمة إىل ثم والفم باليد إيماءات إىل أوال تحتاج األشياء هذه وكل

الكلمات. أي: األصوات؛ إىل الظالم وقتحيوانات نرى ونحن الصيد، هو يجتمع أن عىل اإلنسان حمل الذي إنتفرتس الحيوانات هذه ولكن والنمر، والبرب األسد مثل مجتمعة غري منفردة تصيد

107

Page 109: الإنسان قمة التطور.pdf

التطور قمة اإلنسان

من انتقلنا فقد نحن أما واألنياب، املخالب إيجاد نحو يسري التطوري وتاريخهاألحدنا تكن فلم الصيد، حياة إىل أنياب، وبال مخالب بال النباتية، الشجر حياة

االجتماع. إىل احتجنا ولذلك االفرتاس، عىل القدرةاآلالت. اخرتاع وإىل اللغة إىل االجتماع واحتاج

كان الذي السابق التطور حدود من اإلنسان خرج البرشي» «املجتمع وبإيجاداملجتمعات. يغري الذي االجتماعي التطور حدود إىل ويغريه الفرد يف يؤثر

ال منفردا يعيش الذي الحيوان ألن اجتماعي؛ اخرتاع نفسها اللغة إن بلالتفاهم. إىل يحتاج ال إذ إليها؛ يحتاج

األفكار. هي اللغة، كلمات اللغة، ولكنالعكس. وليس االجتماع، ثمرة هو البرشي واملخ

إيجاد اقتضت كثرية وكلمات كثرية معان إىل احتاج البرشي املجتمع أن أيلها. يتسع كبري مخ

العليا، القردة أمخاخ عىل تزيد أمخاخنا تكن لم السهول إىل الشجر تركنا ملاللرتصد، وتدبرينا الطعام، عن للبحث وتجوالنا والدفاع، للصيد اجتماعنا ولكنتكرب كما أمخاخنا تكرب أن إىل أدى قد هذا كل بها، تفاهمنا التي لغتنا وأخريا

بها. يعمل الذي العامل عند الذراع عضالتإىل احتاج الذي البرشي املجتمع هو والحيوان اإلنسان بني يفصل الذي إنالختزانها يتسع الذي الكبري املخ إىل األفكار» «الكلمات: اللغة احتاجت ثم اللغة

واعتمالها.

واللسان الشفتني أن أي: باللسان؛ التعبري إىل أدى قد باليد التعبري أن رأينااللغة. فظهرت النهار يف اليد حركات الظالم يف تؤدي صارت والحنجرة

اللسان مهارة بالطبع سبقت والتناول االفرتاس ويف اآلالت صنع يف اليد ومهارةتتاخم املخ يف النطق منطقة أن نجد ولذلك أوجدتها، التي هي بل النطق، يف

اليمنى. لليد الحركة منطقةألن ينطق؛ ال فإنه جسمه من األيمن الجزء يف بفالج أحدنا أصيب إذا ولذلكإذا ولكن النطق، منطقة أي: والحنجرة؛ اللسان شلل إىل يؤدي اليمنى اليد شلل

النطق. عىل بالقدرة نحتفظ فإننا الجسم من األيرس بالجزء الفالج هذا كان

108

Page 110: الإنسان قمة التطور.pdf

كلمات األفكار

لذلك تتاخم حركتها ومنطقة الصناعة، يف والتعبري املهارة يد هي اليمنى اليدوالفم. والحنجرة للسان الحركة منطقة

109