م · web view- الأداء على القيمة المضافة في حدود 2134 م. د...

82
وى ت ح م ل ا روع ش م ون ن ا ق ة ي ل ما ل ا ة ي س ل2003 .................... راب;pma& عة ل ا ة عادي ل ا الدورة2002 3002 رة ش عا ل ا ة ي3 ب ا ي لن ا مدة ل ا9991 4002 د عد51 ن ي ي? بلا ا61 ر& مب س ي د2002 ون ب;pma& ع رI لا وا سة م ا خ ل ا ة ي س ل ا رة ش ع سة م ا خ ل ا سة ;pma&ل خ ل ا646 646 666 669 678 715 719 721

Upload: others

Post on 15-Feb-2020

1 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

م

المحـتــــوى

1) افتتاح الجلسة................................

2) عرض ومناقشة موارد ميزانية الدولة ومشروع قانون المالية لسنة 2003.............................

3) استئناف الجلسة وبيانات واجوبة السيد وزير المالية ...............................................

4) مناقشة فصول مشروع قانون المالية لسنة 2003................................................

5) استئناف الجلسة ومواصلة مناقشة فصول مشروع قانون المالية لسنة 2003 ....................

6) بيانات السيد الوزير الأول.....................

7) كلمــة الســيد رئيــس مجلس النــواب فــي اختتام المـداولات حــول مشــروع ميزانيـــة الدولــة لسنة 2003................................................

8) رفع الجلسة...................................

الأعــضـاء الحـاضــرون : 172

الأعضــاء الــمـعتذرون : 09

الأعـــضــاء الغــائــــبـــون : 01

السادة

1) عبد الحميد بن حسينمعتـــذر

2) كمال بوجبل"

3) إبراهيم بو عبد اللّه"

4) صالح التومي"

5) أبو بكر زخامة"

6) منذر الزنايدي"

7) علي الطرابلسي"

8) أحمد فريعة"

9) عبد اللّه القلال"

10) سمير بن ريانة غائب

عقد مجلس النواب جلسة عامة على الساعة التاسعة والربع من صباح يوم الاثنين 16 ديسمبر 2002 برئاسة السيد فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب، وبحضور السيد محمد الغنوشي الوزير الأول والسيدات والسادة أعضاء الحكومة وذلك لمناقشة موارد ميزانية الدولة ومشروع قانون المالية لسنة 2003.

افتتاح الجلسة

السيد رئيس مجلس النواب

على بركة الله نفتتح جلستنا ونرحب بالسيد الوزير الأول والسادة أعضاء الحكومة.

عرض ومناقشة موارد ميزانية الدولة ومشروع قانون المالية لسنة 2003

السيد رئيس مجلس النواب

نواصل النظر في ميزانية الدولة لسنة 2003 وسنستمع في الأول إلى تقرير اللجنة الثالثة التي نظرت في موارد ميزانية الدولة ثم إلى التقرير الخاص بقانون المالية لسنة 2003 وندعو الزميلة آمال بن دالي التفضل بتلاوة التقرير الأول يعني التقرير الخاص بالموارد.

المقررة

تقرير اللجنة الثالثة

حول

موارد ميزانية الدولة لسنة 2003

تـــقـــــدّر جملــــــــة مــــــوارد ميزانيــــــــة الدولــــــــة لسنــــــــة 2003 بــ11410 م. د مقابل 11186 م . د مقدّرة لسنة 2002 أي بزيادة بـ 224 م . د أو 2,0 % .

وضبطت هذه التقديرات بناء على المعطيات الأساسية التالية :

- النتائج المنتظرة في سنة 2002 وتطوّر مختلف المؤشرات الاقتصادية ومنوال التنمية لسنة 2003 خصوصا فيما يتعلق بنسق النموّ وتطوّر واردات السلع .

- نسبة ضغط جبائي في حدود 21,4 % من الناتج المحلي الإجمالي أي نفس النسبة المنتظرة في سنة 2002 مقابل 21,7 % مسجّلة سنة 2001 مع مواصلة تنفيذ برنامج تفكيك المعاليم الديوانية في إطار اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ومزيد إحكام طرق استخلاص الجباية .

- اعتماد معدّل سعر النفط عند التصدير في حدود 25 دولار للبرميل وسعر صرف الدولار بــ1,450 دينار .

- حصر عجز الميزانية في حدود 2,2 % من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 2,6 % مقدّرة لسنة 2002 .

وبالمقارنة مع تقديرات قانون المالية لسنة 2002 تميّزت هذه الأرقام بزيادة في حجم الموارد الذاتية بــ545 م. د وانخفاض مستوى موارد الاقتراض بــ 321 م. د .

وتتكوّن هذه الموارد الجملية المقدّرة بــ11410 م. د من :

- مداخيل ذاتيـــة فــي حــدود 7999 م. د أي مـا يعادل 70,10 % من جملة الموارد .

- مــوارد اقتراض فــي حــدود 3411 م. د أي ما يعادل 29,90 % من جملة الموارد .

I - الموارد الذاتية :

تنقسم الموارد الذاتية المقدّرة بــ7999 م. د إلى :

- مداخيــل جبائيـــة فـــي حـــدود 6981 م. د أي ما يعادل 87,27 % من جملة هذه الموارد .

- مداخيل غير جبائية في حدود 1018 م. د أي ما يعادل 12,73 % من جملة هذه الموارد .

1 – المداخيل الجبائية :

تقدّر المداخيل الجبائية لسنة 2003 بــ6981 م. د مقابل 6430 م. د مقدّرة لسنة 2002 أي بزيادة قدرها 8,6 % .

وتنقسم هذه المداخيل الجبائية إلى موارد جبائية مباشرة في حدود 2243 م. د أي ما يعادل 32,13 % من جملة هذه المداخيل وموارد جبائية غير مباشرة في حدود 4738 م. د أي ما يعادل 67,87 % منها :

أ – الموارد الجبائية المباشرة :

تــعــتمــد التقــديــرات عــلــى تطــوّر الـــمداخــيـل الجــــبــائــيـة المــباشـــرة والمــقــدّرة بــ2243 م. د بنسبة 12 % بالمقارنة مع تقديرات سنة 2002 وتتكوّن من :

- الضريبــة علــى الدخــل فـــي حــدود 1430 م. د تمثّل 63,75 % من جملة الموارد الجبائية المباشرة تتأتىمن الأجور في حدود 1080 م. د أي بنسبة 75,52 % من جملة الضريبة على الدخل ، وغيـر الأجــور فــي حـدود 350 م. د وبنسبة 24,68 %.

- الضريبــة علــى الشركـــات فــي حدود 813 م. د تمثل 36,25 % من جملة الموارد الجبائية المباشـرة ، مــتأتــيــــة فــي حـــدود 175 م. د مــا يــعــادل 21,5 % من الشركات البتــروليــة وفــي حدود 638 م. د مــا يــعــادل 78,5 % من الشركات غير البترولية .

هذا ما يفــــرز تطـــــوّرا للـــموارد الجبائــيــة المباشــــرة مــــن 29,8 % سنــــة 2001 و 31 % سنة 2002 إلى 32 % سنة 2003.

ب – الموارد الجبائية غير المباشرة :

تــعــتمــد التقديــرات علــى تــطــوّر الــمداخــيل الجبائيـة غــيـر المباشــرة والمــقدّرة بــ4738 م. د بنسبة 7,0 % بالمقارنة مع تقديرات سنة 2002 وتتكوّن هذه المداخيل من :

- المعاليم الديوانية في حدود 635 م. د أي نسبة 13,40 % من جملة الموارد الجبائية غير المباشرة .

- الأداء على القيمة المضافة في حدود 2134 م. د ويمثل 45,04 % من جملة الموارد الجبائية غير المباشرة مع الملاحظ أنها متأتية من النظام الداخلي في حدود 1123 م. د .

- معلوم الاستهلاك في حدود 1177 م. د ويمثل 24,85 % من جملة الموارد الجبائية غير المباشرة .

- أداءات ومعاليم مختلفة في حدود 458 م. د تمثل 9,66 % من جملة الموارد الجبائية غير المباشرة .

- المـــداخيل الجبائيــة الموظفـــة لـحساب الخزينة فــي حــدود 334 م. د وتمثل 7,05 % من جملة الموارد الجبائية غير المباشرة .

2 – المداخيل غير الجبائية :

تقـــــــــدّر جملـــــــة المداخيــــــــل غــيــر الجبائيـــــــة لسنــــــة 2003 بــ1018 م. د مقابــل 1024 م. د مقدّرة لسنة 2002 .

وتعتمد هذه التقديرات على :

- المداخيل غير الجبائية الاعتيادية بما قدره 783 م. د وتمثل 76,9 % من جملة المداخيــــل غير الجبائيـــة وتتكوّن من أربــــاح المؤسسات العموميــــة وعائــــدات مساهــــمات الدولة بما قـــدره 358 م. د ومداخيل عبور الغاز الجزائري عبر البلاد التونسية بما قدره 171 م. د ومداخيل النفط بما قدره 50,5 م. د واستخلاص فائدة القروض بما قدره 30 م. د ودفوعات صناديق الضمان بما قدره 57 م. د ومداخيل عادية مختلفة بما قدره 116,5 م. د .

- المداخيل غير الجبائية غير الاعتياديـة بمــا قــدره 130 م. د وتمثــل 12,80 % من جملة هذه المداخيل وتتكوّن خاصة من الهبات المتأتية من الاتحاد الأوروبي بعنـــوان الإصـــلاحات الاقتصادية في حدود 60 م. د واستخلاص أصل القروض بما قدره 70 م. د .

- المداخيل غير الجبائية الموظفة لحسابات الخزينة بما قدره 105 م. د وتمثل 10,3 % من جملة المداخيل غير الجبائية وتشمل 50 م.د بعنوان مداخيل التخصيص و24 م. د بعنوان هبات و10 م. د بعنوان استخلاص أصل القروض ومداخيل أخرى بما قدره 21 م. د .

II – موارد الاقتراض :

تقدّر موارد الاقتراض بــ3411 م. د مقابل 3732 م. د محتملة لسنة 2002 .

وتتكوّن هذه الموارد في حدود 2231 م. د من الاقتراض الداخلي أي ما يمثل 65,4 % من جملة هذه الموارد وفي حدود 1180 م. د من الاقتراض الخارجي أي ما نسبته 34,6 % .

وضبطت هذه التقديرات على أساس حجم تسديد أصل الدين العمومي الداخلي والخارجي في سنة 2003 وحصر عجز ميزانية الدولة في حدود 2,2 % من الناتج المحلي الإجمالي وتمويل عجز الميزانية بواسطة الاقتراض الداخلي في حدود 60 % والبقية من الاقتراض الخارجي .

أعمال اللجنة :

عقدت اللجنة الثالثة جلسة يوم 11 نوفمبر 2002 للنظر في موارد ميزانية الدولة لسنة 2003 وكلّفت فريق عمل لمزيد التعمّق والدرس .

وفي جلستها المنعقدة يوم 18 نوفمبر 2002 اطّلعت على نتائج فريق العمل وتوجّهت بجملة من الأسئلة والاستيضاحات إلى الحكومة طالبة في شأنها أجوبة كتابية.

وتمحورت هذه الأسئلة بالخصوص حول المواضيع التالية :

- التطوّر المحتمل لمداخيل الدولة من النفط.

- مردود المراقبة الجبائية على موارد الدولة المسجّلة سنة 2001 ومردود الإجراءات التي تمّ اتخاذها لتنشيط ودفع السوق المالية.

- برنامج الحكومة لمواصلة تشجيع استمرارية نشاط الشركات المصدّرة كليا باعتــبار اقتراب انتهاء مدّة التمتّع بالامتيازات الجبائية.

- مدى الإقبال على تقديم تصاريح تصحيحيـــة عملا بالفصـــل 39 مـــن قانـــون المالية لسنة 2002 ومردود ذلك على موارد الدولة.

- مردود الإجراءات المتّخذة للحدّ من عدد المنضوين تحت النظام التقديري مع بيان التركيبة الحالية حسب نوع المطالبين بالأداء.

- أسباب التخفيض في تقديرات موارد التخصيص لسنة 2002 (من 50 م. د إلى 15 م. د) ، وبيان الشركات التي تمّ تخصيصها سنة 2002 و التي سيشملها التخصيص سنة 2003.

- إيضاحات حول موارد الدولة المتأتية من أرباح البنك المركزي التونسي حسب تقديرات سنة 2003 مقارنة بتقديرات سنة 2002.

- المشاريع التي سيشملها البرنامج الثالث للإصلاحات الاقتصادية ولإصلاح القطاع التربوي والتي سيقع تمويلها بهبات من الاتحاد الأوروبي .

- الاجراءات التي تعتزم الدولة اتّخاذها لتعبئة موارد إضافية لتمويل حاجيات توريد الغاز الطبيعي وتوريد المحروقات .

وتلقت اللجنة أجوبة كتابية تمّ توزيعها عليكم اطّلعت عليها في جلستها المنعقدة يوم 30 نوفمبر 2002 .

وقد تبيّن للجنة أنّ موارد الدولة المتأتية من المراقبة الجبائية بالنسبة لسنة 2001 بلغت 178,86 م. د موزعة كالآتي :

- أداءات مباشرة

95,05 م. د

- أداءات على القيمة المضافة56,17 م. د

- أداءات أخرى

27,64 م. د

وعملا بمقتضيات الفصل 39 من قانون المالية لسنة 2002 القاضي بالتمديد بسنة إضافية في تطبيق أحكام الفصـول 25، 26 و27 من قانون المالية لسنة 2001 ، فقد تمّ وإلى موفى شهر جوان 2002 دفع مبلغ جملي من الأداء الإضافي المستوجب بعنوان التصاريح التصحيحية يقدّر بــ4230,333 ألف دينار مـن بين 6699,500 ألف دينار أداء مستوجب بعنوان التصاريح التصحيحية المودعة شملت 198 تصريحا بالضريبة على الدخل والضريبة على الشركات و 790 تصاريح تصحيحية شهرية .

أما عن الإجراءات التي اتّخذتها الوزارة للحدّ من عدد المنضوين تحت النظام التقديري تبيّن أنّ عدد المطالبين بالأداء من الأشخاص الطبيعيين والمنضوين تحت النظام التقديري بلغ إلى غاية 21 أكتوبر 2002 مجموع 701 271 مطالبـــا أي مـا يمثل 65,37 % من جملة المطالبين .

وقد قامت مصالح الجباية بسحب هذا النظام من الأشخاص الذين ثبت أنهم لا يستجيبون للشروط المنصوص عليها بالفصل 44 من مجلة الضريبة على دخل الأشخاص الطبيعيين والضريبة على الشركات ، وتمّ إعادة تصنيف 331 منضويا تحت النظام التقديري ضمن النظام الحقيقي في إطار مراجعة أولية أو مراجعة معمّقة أو بمقتضى مقرّر سحب .

كما تجدر الإشارة إلى أنّ عدد الأشخاص الذين التحقوا تلقائيا بالنظام الحقيقي بلغ 962 مقابل 585 بالنسبة لنفس الفترة من سنة 2001 .

أما فيما يتعلق بتطوّر موارد الدولة من غــير الأجــور والمقدّر بـ 14,8 % مقارنة مع سنة 2002 رغم تواضع نسق النموّ لهذه الفترة ، أفادت الوزارة أنّ هذه النسبة تهمّ أساســا المداخــيل المــتأتيــة مــن الخصـم مـن المـــورد والمــرتبــطـــة بـنســق التنميـة لسنـة 2003.

وعن المردود الجبائي الحاصل من إخضاع قطاع المواصلات للأداء على القيمة المضافة ، تبيّن أنّ هذه المداخيل تقدّر بـــ 160 م. د بالنسبة لسنة 2003 مقسّمة بين اتصالات تونس في حدود 136 م. د وأوراسكوم في حدود 24 م. د وتبقى هذه التقديرات مرتبطة بمستوى حجم المعاملات الفعلية.

وقد أفضت الإجراءات المتّخذة لتنشيط ودفع السوق المالية إلى تحقيق نتائج طيبة أهمها :

- فتح رأس مال 7 شركات بنسبة 30 % من مجموع 11 شركة فتحت رأس مالها للعموم وتبعا لذلك تمّ تسجيل 10 إدراجات جديدة في البورصة تركّزت أغلبها على سنتي 1999 و 2000 .

- فتح 945 حساب ادخار في الأسهم بمبلغ جملي بـ 4,8 م. د تمّ تعبئة الجزء الأوفر منه خلال سنتي 2000 و 2001.

كما مكّن تكثيف اللجوء إلى السوق المالية الرقاعية من الرفع في مساهمة السوق المالية في تمويل الاستثمار الخاص من 5 % سنة 2000 إلى 10 % سنة 2001 .

وبخصوص برنامج الحكومة المستقبلي لتشجيع استمرارية نشاط الشركات المصدّرة كليا ، فسيتواصل العمل بالطرح الكلي للمداخيل والأرباح المتأتية من التصدير للمؤسسات المصدّرة والتي تنتهي فترة الطرح الكلي بالنسبة لها قبل سنة 2007 وذلك بعنوان الأرباح المحققة إلى غاية ديسمبر 2007 .

وعن تطوّر مداخيل النفط الراجعة للدولة في السنوات القادمة، فمن المنتظر أن يتراجع مناب الدولة من النفط الخام من 1.513 مليون طن سنة 2002 إلى 1.200 مليون طن سنة 2006. كما يتوقّع تطوّر استهلاك المواد النفطية بمعدّل سنوي في حدود 3 % مما يستوجب توريد كميات إضافية لتلبية حاجيات السوق المحلية.

وبخصوص مداخيل النفط المتأتـــية من الأداءات التكميليـــة ومن الأتـــاوة الموظفـــــة على غاز مسكار فقــد تمّ ضبطها فـي حـدود 243 م. د لكامل فترة المخطط العاشر ذلك ما يبرز أهمية التمويلات الواجب توفيرها في صورة عدم تراجع أسعار النفط بالسوق العالمية وعدم زيادة تذكر في الانتاج الوطني من النفط .

وفي مجال التخصيص ، يتوقّع أن تبلغ موارد التخصيص الراجعة لميزانية الدولة 15 م. د سنة 2002 بالاعتماد على النتائج المسجّلة إلى غاية سبتمبر 2002. و من المحتمل أن تبلغ موارد التخصيص حوالي 25 م. د باعتبار المناب الراجع للدولة من التفويت في الاتحاد الدولي للبنوك .

وقدّرت مرابيح البنك المركزي التونسي لسنة 2002 المزمع دفعها لميزانية الدولة في سنة 2003 بــ120 م. د أي بنقص بــ115 م. د بالمقارنة مع نتائج 2002 النقص الحاصل في المداخيل المتأتية من عمليات التوظيف بالعملة وفي مداخيل عمليات الصرف ومداخيل تعديل أرصدة حسابات البنك المركزي بالعملة.

وتفسّر الزيادة في مرابيح البنك المركزي التونسي الراجعة لميزانية الدولة بعنوان سنة 2001 والبالغة 235 م. د مقابل تقديرات بــ185 م. د بالزيادة المتأتية من تدخل البنك المركزي في السوق النقدية ومن الأرباح بعنوان عمليات الصرف ومن ناحية أخرى بانخفاض أعباء البنك المركزي المرتبطة ببعض العمليات بالعملة الأجنبية.

وفي إطار معاضدة إصلاحات النظام التربوي فقد أبرمت الحكومة اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي بهبة بــ40 م. د تهدف إلى تحسين المستوى الكيفي للموارد البشرية.

كما خصصت الهبة من الاتحاد الأوروبي المقدّرة بــ 80 م. د لتحسين محيط الاستثمار لفائدة القطاع الخاص وإصلاح القطاع المالي والتأمين وإصلاح قطاع المواصلات وتكنولوجيا المعلومات.

وبهذا أنهت اللجنة الثالثة النظر في موارد ميزانية الدولة لسنة 2003 .

السيد رئيس مجلس النواب

شكرا للزميلة المحترمة ونمرّ الآن الى تقرير اللجنة الثالثة حول مشروع قانون المالية والزميل منوّر خميلة يتفضل لتقديم التقرير.

المقرر

تقرير اللجنة الثالثة

حول

مشروع قانون المالية لسنة 2003

تقديم المشروع :

تمّ إعداد مشروع قانون المالية لسنة 2003 في إطار توجهات وأولويات العمل التنموي للسنة المقبلة ، فإلى جانب الأحكام المتعلقة بالميزانية تضمن مشروع القانون المذكور أحكاما جبائية تهدف إلى دعم تمويل الاقتصاد وقدرته التنافسية والحفاظ على التوازنات العامة للميزانية .

وتندرج هذه الأحكام ضمن المحاور التالية :

- إجراءات لدعم الاستثمار الخاص وقطاع التشغيل،

- إجراءات لتشجيع التصدير ودعم القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني،

- إجراءات ذات طابع اجتماعي،

- إجراءات لمواصلة الإصلاح الجبائي وتيسير القيام بالواجب الجبائي،

- إجراءات مختلفة.

I ــ إجراءات لدعم الاستثمار الخاص وقطاع التشغيل:

1 ـــ تشجيع بعث المؤسسات الصغرى والمتوسطة خلال فترة المخطط العاشر بإقرار حوافز مالية وجبائية لفائدة المشاريع الجديدة المنجزة من قبــــل حاملــــي الشهائـــد الجامعيــة أو خريجي مراكز التكوين المهني أو المتحصلين على شهادة الكفاءة المهنية وذلك بهدف تخفيف كلفة الاستثمار لهذه المشاريع وضمان مردوديتها.

2 ـــ إحداث آلية جديدة لتعبئة الادخار في شكل حسابات الادخار للاستثمار تخصص المبالغ المودعة فيها لبعث المشاريع وخصّها بحوافز جبائية تتمثل في تمكين الأشخاص الطبيعيين المودعين لأموال فيها من طرح المبالغ المودعة من قاعدة الضريبة على الدخل في حدود مبلغ سنوي بـــ 20000 دينار وإعفاء الفوائد الناتجة عن هذه الإيداعات من الضريبة على الدخل في حدود 2000 دينار سنويا.

3 ـــ إحداث نظام جديد لضمان التمويلات المسندة إلى المؤسسات المتوسطة في الصناعة والخدمات لتيسير تمويل المشاريع المنتجة وخاصة منها المحدثة من قبل الباعثين الجدد.

4 ـــ منح حوافز إضافية للقطاع الخاص الذي يستثمر في مشاريع السكن الجامعي تتمثل في وضع أراض مخصصة لإنجاز هذه المشاريع على ذمة المستثمرين بالدينار الرمزي وذلك بهدف تشجيع القطاع الخاص على معاضدة مجهودات الدولة الرامية إلى مجابهة الأعداد المتزايدة من الوافدين الجدد على التعليم العالي.

5 ـــ توظيف مردود المعاليم الموظفة على الإسمنت المستخلصة حاليا لفائدة صندوق التضامن الوطني، لفائدة الصندوق الوطني للتشغيل بهدف توفير موارد إضافية لفائدته حتى يتسنى له تعزيز تدخلاته.

II ــ إجراءات لتشجيع التصدير ودعم القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني:

6 ـــ التمديد في مدة الطرح الكلي للمداخيل والأرباح المتأتية من التصدير بالنسبة إلى المداخيل والأرباح المحققة إلى موفى سنة 2007 لتمكين المؤسسات المصدرة من استكمال برنامج التأهيل الذي بدأت في إنجازه استعدادا لمجابهة المنافسة الخارجية التي سوف يفرضها إرساء منطقة التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبــي بحلــول سنـة 2008 من جهة وللمحافظة على المناخ الملائم للاستثمار خاصة في القطاعات ذات القدرة التشغيلية من جهة أخرى.

7 ـــ تيسير عمليات دمج الشركات وذلك بإعفاء المدخرات المكونة من قبل الشركة المدمجة والتي لا يزال لها موجب من الضريبة المستوجبة عليها بعنوان سنة الدمج شريطة إعادة تسجيل هذه المدخرات ضمن موازنات الشركات التي آلت إليها الأصول بمقتضى عملية الدمج.

8 ـــ التمديد في أجل طرح الخسائر المتأتية من الاستغلال من 3 إلى 4 سنوات لتحسين القاعدة المالية للمؤسسات وملاءمة ما هو معمول به بالتشريع المقارن.

9 ـــ إدخال مزيد من التنسيق على جباية القطاع السياحي وتشجيع السياحة الداخلية وذلك بالتخفيض من 18 % إلى 10 % في نسبة الأداء على القيمة المضافة المطبّقة على الأنشطة السياحية والترفيهية التالية :

- عمليات كراء أماكن الرسوّ بالموانئ الترفيهية،

- الرحلات المنظمة بالبلاد التونسية لفائدة المقيمين،

- استغلال المخيّمات السياحية طبقا لكراس شروط مصادق عليه بقرار من وزير الإشراف على القطاع.

10 ـــ سحب الأداء على التكوين المهني على الأشخاص الذين يتعاطون أنشطة غير تجارية وذلك بهدف دعم آليات تمويل برامج التكوين بالمؤسسات وتيسير عمليات التأهيل التي ترتكز بالأساس على العنصر اللامادي وخاصة الموارد البشرية.

III ــ إجراءات ذات طابع اجتماعي:

11 ـــ إحداث صندوق يتولى المساهمة في تمويل نظام التغطية الاجتماعية للفنانين والمبدعين والمثقفين وإحداث معلوم لفائدته يوظف على ثمن تذاكر دخول العروض الفنية.

12 ـــ تحديد مبلغ مكافأة نهاية الخدمة المعفى من الضريبة على الدخل لملاءمة التشريع الجبائي مع التشريع المتعلق بالشغل.

13 ـــ التخفيض في مدة تحجير التفويت في الحافلات والسيارات المعدة خصيصا للمعوقين من سبع سنوات إلى خمس سنوات.

14 ـــ التخفيض في معلوم التسجيل الموظف على عقود كراء الأراضي الفلاحية التي لا يتجاوز مقدار كرائها السنوي 1500 دينار بهدف تشجيع صغار الفلاحين.

15 ـــ التخفيض في معلوم التسجيل القار المستوجب على عقود القروض الصغرى المسندة لفائدة قطاع الفلاحة والصيد البحري.

IV ــ إجراءات لمواصلة الإصلاح الجبائي وتيسير القيام بالواجب الجبائي:

16 ـــ توسيع ميدان تطبيق الضريبة على الدخل والضريبة على الشركات بالنسبة إلى الأشخاص غير المقيمين وغير المستقرين بالبلاد التونسية ليشمل كل المداخيل الناشئة بالبلاد التونسية وغير المعفاة من الضريبة طبقا للتشريع الحالي وتيسير واجباتهم الجبائية والمحاسبية وذلك بــــ :

ـــ إخضاع المداخيل الناشئة بالبلاد التونسية باستثناء مداخيل رؤوس الأموال المنقولة وفوائد القروض البنكية لخصم من المورد بنسبة 15 % من مبلغها الخام.

ـــ إخضاع القيمة الزائدة العقارية المحقّقة من قبل الأشخاص المعنويين للضريبة على الشركات بنسبة 35 % مع إمكانية اختيار الشركة المفوّتة الخضوع للضريبة بنسبة 15 % من سعر التفويت وإخضاع عمليات التفويت المذكورة إلى خصم من المـورد بنسبة 15 % من سعر التفويت إذا تم التفويت لفائدة الدولة أو الجماعات المحلية أو الشركات أو الأشخاص الطبيعيين الخاضعين للضريبة على الدخل في النظام الحقيقي يكون قابلا للطرح من الضريبــة أو تحرريا حسب الاختيار.

17 ـــ توسيع قاعدة الأداء وتحسين مردوده دون الترفيع في نسبه وذلك بـــ :

ــ سحب الترفيع بــ 25 % في قاعدة الأداء على القيمة المضافة على قائمة من المنتجات الاستهلاكية بهدف مزيد إحكام طرق استخلاص الأداء على القيمة المضافة. وتضبط قائمة المنتجات المعنية بالإجراء بأمر.

ــ الترفيع في نسبة الخصم من المورد بعنوان الأتعاب والعمولات وأجور الوساطة والأكرية الراجعة للأشخاص المقيمين والمستقرين من 5 % إلى 10 % دون أن يشمل الترفيع الأتعاب ومعينات كراء النزل المدفوعة للخاضعين للضريبة حسب النظام الحقيقي وتمكين شركات الأشخاص وما شابهها من طرح هذا الخصم من المورد من التسبقة المستوجبة عليها بنسبة 25 % وذلك لتفادي تراكم الخصوم من المورد والتسبقات على مستوى الشركاء في الشركات المذكورة.

18 ـــ مزيد إحكام طرق استخلاص الأداء على القيمة المضافة بالنسبة إلى العمليات المنجزة من قبل الأشخاص الطبيعيين أو الأشخاص المعنويين الذين ليست لهم مؤسسة بالبلاد التونسية بإخضاع هذه العمليات لخصم من المورد يساوي مبلغ الأداء على القيمة المضافة المستوجب بعنوانها يكون تحرريا من الأداء المذكور مع تمكين هؤلاء الأشخاص في حالة اختيارهم التصريح بالأداء على القيمة المضافة من طرح المبلغ المخصوم من المورد والأداء على القيمة المضافة بعنوان مشترياتهم.

19 ـــ التنصيص في مستوى مجلة الأداء على القيمة المضافة على وجوب ذكر رقم بطاقة التعريف الجبائي للحريف بالفاتورة بالنسبة إلى كل شخص طبيعي يتعاطى نشاطا صناعيا أو تجاريا أو مهنة غير تجارية وكل الأشخاص المعنويين الخاضعين للضريبة على الشركات وذلك لضمان تطبيق الترفيع بـــ 25 % في قاعدة الأداء على القيمة المضافة في النظام الداخلي في الحالات المعنية بهذا الإجراء ولمزيد إحكام المراقبة المتعلقة به.

20 ـــ إحداث ملعوم للمحافظة على البيئة يوظف على الإنتاج المحلي وتوريد المواد الأولية المعدة لصنع مادة البلاستيك وذلك بهدف توفير موارد إضافية لتمويل نظام إيكو ـــ لف الرامي إلى الحد من التلوث الناجم عن النفايات البلاستيكية والعمل على إحكام التصرف فيها.

21 ـــ إحداث معلوم محدد بـــ 1 % يستوجب على نقل أو مقاسمة العقارات غير المرسمة وذلك بهدف توفير تمويلات إضافية لتنفيذ برنامج المسح العقاري مما ييسر إقحام الأملاك في الدورة الاقتصادية.

22 ـــ التخفيض من 5 % إلى 1 % و 0.5 % حسب الحالة في معلوم التسجيل النسبي المستوجب علــى الأحكـــام والقــرارات القاضيــة بإقـــرار حـــق المستأجـــر فـــي الإيجـــار أو بمقاسمة أملاك وذلك بهدف تخصيص نفس النظام الجبائي لعمليات الإيجار أو المقاسمات سواء تمت بواسطة عقود وكتابات أو بموجب أحكام وقرارات.

23 ـــ تعديل تعريفة المعلوم الأدنى المستوجب على العقود والكتابات وعلى الأحكام والقرارات نظرا لتكلفة التقاضي مع العلم أن التشريع الحالي يمنح الإعفاء من إجراء التسجيل للعديد من الأحكام والقرارات وأن المعلوم الأدنى يمثل في جل الحالات تسبقة على المعلوم النسبي المستوجب المحدد بـــ 5 % من المبالغ المحكوم بها.

24 ـــ تعديل جباية السيارات السياحية المصنوعة محليا أو الموردة عن طريق وكلاء البيع بالتخفيض في المعلوم على الاستهلاك الموظف عليها وذلك لإدخال مزيد من التنسيق على السلم الجبائي المطبّق على السيارات السياحية وتوزيع الطلب على مختلف أنواعها وتوجيهه نحو وكلاء البيع المرخص لهم.

25 ـــ إدراج إيداع التصاريح على حوامل ممغنطة ضمن الواجبات الجبائية بالنسبة إلى المؤسسات التي تمسك محاسبتها بواسطة الإعلامية على أن يضبط تاريخ ومجال تطبيق هذا الإجراء بأمر.

26 ـــ توفير الإطار القانوني الملائم للدفع الإلكتروني للأداءات والمعاليم المستوجبة عند التوريد وذلك بتمكين مستعملي النظام الآلي المندمج لمعالجة إجراءات التجارة الخارجية من دفع الأداءات والمعاليم والخطايا المتعلقة بها المستوجبة عند التوريد أو التصدير بالوسائل الإلكترونية الموثوق بها.

27 ـــ تمكين الوسطاء لدى الديوانة المرخص لهم من إعداد وإمضاء مطالب الامتياز الجبائي عند التوريد نيابة عن حرفائهم وذلك لتمكين المورّدين غير المنخرطين في النظام الآلي المندمج لمعالجة إجراءات التجارة الخارجية من الانتفاع بخدمات هذه المنظومة.

28 ـــ تمديد أجل إيداع تصريح المؤجر بشهر وذلك بهدف تمكين المؤسسات من الوقت الكافي لإعداد هذه التصاريح.

29 ـــ مطالبة المؤسسات الخاضعة للضريبة على الشركات بإرفاق تصاريحها بالضريبة على الشركات بقائمة في مساهماتها في شركات أخرى إذا فاقت نسبة المساهمات المذكورة 10 % من رأس مال هذه الأخيرة وذلك بهدف تكوين بنك معلومات للشركات المتفرعة بعضها عن البعض.

30 ـــ دعم الإطار القانوني المتعلق بتتبع استخلاص الديون العمومية وذلك بإحداث صنف جديد من المأمورين العموميين يطلق عليه اسم " مأمور المصالح المالية " عوضا عن " حامل بطاقات الجبر " وضبط شروط ممارسة هذا السلك لمهامه وتأهيل أعوان المراقبة الجبائية وأعوان مصالح الاستخلاص للقيام بالإجراءات الرضائية ذات الصلة.

V ــ إجراءات مختلفة :

31 ـــ علاوة على الإجراءات السالفة الذكر تضمّن مشروع قانون المالية إجراءات تتعلق خاصة بإدخال بعض التنقيحات على مجلة الجباية المحلية تتمثل في إلغاء الحط الجزئي من المعلوم على العقارات المبنية الشاغرة ومراجعة تعريفة المساهمة في إنجاز مآوي جماعية وحصر تدخلات صندوق التكوين والتدريب المهني في تمويل نفقات التكوين المهني.

أعمــال اللجنــة :

اجتمعت اللجنة الثالثة يوم 9 ديسمبر 2002 للنظــر في مشــروع قانــون الماليــة لسنــة 2003 وذلك على ضوء ما ورد عليها من بيانات بوثيقة شرح الأسباب والجداول الملحقة بالمشروع ورأي المجلس الدستوري حول الفصل 66 من مشروع قانون المالية.

وكلفت من بين أعضائها مجموعات للتعمق في النظر في أحكام المشروع والإجراءات المدرجة به ، مع الإشارة إلى أنه سبق أن تم بتاريخ 11 نوفمبر 2002 تكوين فريق عمل للتثبت في الجداول المرفقة بمشروع قانون المالية لسنة 2003.

وفي جلستها المنعقدة يوم 11 ديسمبر 2002 درست اللجنة مشروع قانون المالية فصلا فصلا وأعدّت جملة من الأسئلة والاستيضاحات توجهت بها إلى الحكومة طالبة في شأنها أجوبة كتابية والاستماع إلى السيد وزير المالية.

وتلقت اللجنة أجوبة كتابية من وزارة المالية تمّ توزيعها عليكم.

وفي يــوم 12 ديسمبر 2002 ، استعرضــت اللجنــة أجوبــة الحكومــة ثــم استمعــت إلى السيد وزير المالية الذي افتتح الجلسة بوضع قانون المالية للسنة المقبلة في إطاره العام مبرزا أهميته في تجسيم الأهداف والتوجهات الكبرى للسياسة التنموية بالبلاد الواردة بخطاب سيادة الرئيـــس بمناسبة الذكرى الخامسة عشــرة للتحول ومضامين بيـان الحكومـة ، إلى جانــب ما تقتضيه المرحلة القادمة من تقدم في السياسة التنموية بأبعادها المتعدّدة والالتزام بثوابت التمشي الإنمائي بتونس.

وأبرز السيد الوزير من خلال استعراضه للمحاور الأساسية لمشروع قانون المالية أهم الإجراءات الهادفة إلى دعم قطاعات الادخار والاستثمار والنهوض بالتشغيل باعتباره في صدارة اهتمامات الحكومة وذلك من خلال إرساء آليات جديدة موجّهة إلى بعض الفئات وخاصة منها أصحاب الشهادات العليا وخرّيجي مدارس التكوين المهني لتيسير إدماجهم فـــي الـــدورة الاقتصاديــة.

كما بيّن السيد الوزير ما يتميز به قانون المالية للسنة القادمة من تركيز على الرفع من القدرة التنافسية للمؤسسة من خلال إجراءات متعددة تهم مجالات التكوين والتأطير ودعم التأهيل وتحسين محيط الأعمال ، ومزيد التشجيع على التصدير.

وتطرّق السيد الوزير إلى ما تضمنه مشروع قانون المالية مــن إجــراءات تنــدرج في إطار مواصلة الإصلاح الجبائي من حيث تحسين مردود المنظومة الجبائية دون إثقال كاهل المؤسسة بأداءات جديدة أو بالترفيع في النسب.

وفي المجال الاجتماعي ، بيّن السيد الوزير أن مشروع قانون المالية يجسّم الحرص الرئاسي الدائم على تمكين مختلف الشرائح من التغطية الاجتماعية اللازمة ، كما يتضمن إجراءات لتعزيز مكاسب بعض الفئات ذات الحاجيات الخصوصية ، وتشجيعات لإقامة مشاريع في السكن الجامعي ، وإقرار تخفيضات في مستوى العبء الجبائي لبعض العمليات المرتبطة بنشاط صغار الفلاحين والبحّارة.

وعلى إثر ذلك تنــاول بعــض الســادة النــواب الكلمــة في إطار نقـــاش عـــام ثمّنـــوا فيه ما جاء به قانون المالية من إجراءات وأحكام توفّق بين المحافظة على التوازنات الكبرى والتحفيز على الاستثمار وبعث المؤسسات ضمن نظرة استشرافية تأخذ بعين الاعتبار مختلف المتغيّرات والتحدّيات، كما تطرقوا إلى الجوانب التطبيقية لبعض هذه الأحكام وما تتميز به من حرص على تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي في منظومة التنمية.

وتعقيبا على ذلك توجه السيد الوزير بشكره إلى السادة النواب على تجاوبهم مع مضامين مشروع قانون المالية التي تجسّم خياراتنا في مختلف المجالات وفق البرنامج المستقبلي لسيادة الرئيس والتوجهات الأساسية للمخطط العاشر مؤكدا الارتباط الوثيق بين منظومة التحفيز على الاستثمار ودعم المؤسسات من جهة والأهداف المرسومة بالمخطط العاشر من جهة أخرى.

ثم تمّت مناقشة المشروع فصلا فصلا ، ونورد في ما يلــي مجمــل مــا أثير حولهــا :

ـــ الفصلان 19 و 20 : التشجيع على بعث المؤسسات.

ثمّن السادة النواب هذا الإجراء وطلبوا مزيد توضيح الأحكام المتعلقة به، وبيّن السيد الوزير أنها إجراءات خصوصية موجهة إلى فئة خريجي التعليم العالي ومراكز التكوين المهني الذين لا تتوفر لديهم النسبة الدنيا من التمويلات التي يتطلبها بعث مشاريع في إطار مجلة تشجيع الاستثمارات .

الفصول من 21 إلى 23 : إحداث حسابات الادخار للاستثمار.

أكد السادة النواب على أهمية هذا الإجراء واستوضحوا عن بعض جوانبه التطبيقية المتعلقة بتحديد سقف الادخار بــ 20 ألف دينار وإمكانية انتفاع الموظفين بهذا الإجراء، وفي ردّه بيّن السيد الوزير أن تحديد السقف بــ 20 ألف دينار تمّ على أساس دراسة أخذت بعين الاعتبار المقاييس المعمول بها في إسناد القروض المخصّصة لبعث المؤسسات الصغرى والمتوسطة، أما في خصــوص الموظفيــن فقــد أكــد السيد الوزيــر أن هذه الفئة يمكنها الانتفاع بهذا الإجراء وذلك في إطار إرساء تقاليد جديدة في الادخار والاستثمار وترشيد الاستهلاك، وتمكين استعمال المبالغ المدّخرة في إنجاز مشاريع فردية أو المساهمة في بعث شركات.

الفصلان 24 و 25 : إحـــــــداث نظـــام لضمـــان القـــروض المسنــدة للمؤسسـات المتوسطة في الصناعـة والخدمــات والمساهمــات فــــي رأس مالهــا.

في ردّه على استيضاحات السادة النواب حول أهداف هذه الأحكام ومراميها ، بيّن السيد الوزير أنها تأتي لدعم هذا الصنف من المؤسسات بتمكينها من الحصول على القروض البنكية اللازمة لتغطية حاجياتها التمويلية وبالتالي تيسير انخراطها في منظومة التأهيل ، ومن شأن هذا النظام أن يحث البنوك على الاستجابة لهذه الحاجيات بأكثر مرونة.

الفصل 26 : تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في السكن الجامعي.

تناول الكلمة العديد من السادة النواب لإبراز أهمية هذا الإجراء وأهدافه التي تجسم ما أعلن عنه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في إطار حرصه المتواصل على توفير أفضل الظروف لأبنائنا الطلبة خاصة أمام تنامي عدد الطلبة وتزايد الحاجيات، واستفسر المتدخلون عن مفهوم الإسناد في هذا السياق، وعن مجال وكيفية تطبيق الأحكام الواردة بهذا الفصل.

وبيّن السيد الوزير أن مفهوم الإسناد هو التفويت المشروط بإنجاز المشروع واستغلاله في الغرض الذي أعدّ له ، أي السكن الجامعي دون سواه، وأن الامتيازات المتعلقة به تعطى عن طريق اللجنة العليا للاستثمار التي تتولى دراسة الملفات المقدمة في الغرض من كل جوانبها.

الفصل 29 : التمديد في مــدّة الطــرح الكلــي للمداخيــل والأربـــاح المتأتية من التصدير .

سجّل السادة النواب إيجابية هذا الإجراء الهادف إلى دعم القدرة التنافسية للمؤسسات التصديرية واستفسروا عن موجبات تحديد التمديـــد الوارد بـــه إلى غايـــة سنــة 2007، وفي ردّه بيّن السيد الوزير أن هذا الأجل يأخذ بعين الاعتبار وضعية المؤسسات التونسية وكذلك التزاماتنا في إطار اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في مجال تفكيك المعاليم الديوانية.

الفصلان 33 و 34 : تنسيق جباية قطاع السياحة .

سجّل السادة النواب ما تضمنه هذان الفصلان من أحكام ترمي إلى تخفيض الأداء على القيمة المضافة على بعض الأنشطة السياحية من 18 % إلى 10 % وتشجيع السياحة الداخلية نظرا لدورها المتنامي في الدورة الاقتصادية.

الفصول من 37 إلى 40 : إحداث صندوق دعم التغطية الاجتماعية للفنانين والمبدعين والمثقفين وتخصيص موارد لفائدته.

كانت هذه الفصول محلّ اهتمام السادة النواب الذين أبرزوا عناية تونس بمبدعيها ومثقفيها، وأوصوا بتفعيل هذه الإجراءات لإنجاح هذا النظام الجديد.

الفصلان 53 و 54 : الترفيــع في نسبــة الخصــم من المـــورد بعنــــوان بعـــض المداخيــل.

أثار السادة النواب بعض المسائل العملية عند تطبيق هذا الإجراء خاصة على مستوى الخـصم من الــمورد بالنسبـة إلــى الأكرية، وأوضح السيد الوزير أن الخصم من المورد مبدأ جوهري اعتمدناه في مادة الاستخلاص أثبت جــدواه ونجاعتــه، وأن الإجـــراء المقتــرح لا يغير من نسب الأداء في شيء، وأكّد أن ما ينجم عنه من فوائض محتملة للأداء يقع استرجاعها.

الفصل 57 : إدراج رقم بطاقة التعريف الجبائي للحريف ضمن التنصيصات الوجوبية للفاتورة .

استرعى هذا الفصل انتباه السادة النواب وخاصة في ما يتعلق بمجالات تطبيقه في التعامل مع المزودين ومسدي الخدمات غير الخاضعين لواجب الترفيع بــــ 25 % من قاعدة الأداء على القيمة المضافة ، واقترحوا أن تتم إعادة صياغة الفصل بالطريقة التي ترفع هذا اللبس، واستجابة لمقترح اللجنة تمت إعادة صياغة الفصل في هذا الاتجاه.

الفصل 65 : تعديل جباية السيارات السياحية المصنوعة محليا أو الموردة من قبل وكلاء البيع.

ردّا على مجمل تساؤلات السادة النواب حول هذا الإجـراء الهـام، أوضح السيد الوزير أن هذا الإجراء يهدف بالأساس إلى إحكام توريد السيارات وإرساء نظام تفاضلي من شأنه أن يدعم توجهنا في مجالات التعاون الصناعي والتصدير.

وأكّد السيد الوزيــر أن التخفيــض المقتــرح فــي جبايــة توريــد السيــارات لــن يقابلــه لا إحداث ولا ترفيع في الأداءات.

الفصول من 71 إلى 73 : إجراءات لدعم الاطار القانوني المتعلق باستخلاص الديون العمومية.

أبرز السادة النواب لدى مناقشتهم لهذه الفصول أهمية ما تضمنته من إجراءات من شأنها أن تضمن تحسين عمليات استخلاص الديون العمومية بإحداث سلك جديد من المأمورين العموميين يعوّض سلك حاملي بطاقات الجبر، وأثاروا بعض المسائل المتعلقة بمهام الأعوان المعنيين، ومفهوم التتبع الذي يتولاه أعوان المراقبة الجبائية، وبيّن السيد الوزير في ردّه أن الإجراء يندرج في إطار إعادة النظر في سلك حاملي بطاقات الجبر من حيث المستوى التعليمي ونجاعة تدخلاتهم وتحسين مردودية المنظومة الجبائية، وأوضح من جهة أخرى أن مهمة أعوان المراقبة الجبائية في هذا المجال لا تتجاوز عمليات التبليغ الأوّلي للإعلامات وليس لهم أي دور في التنفيذ الجبري.

وفي ختام الجلسة عبّر السادة النواب عن أهمية هذا المشروع الذي سيساهم في دعم المسار التنموي بالبلاد في إطار الثوابت التي انبنت عليها الخيارات الوطنية في مختلف المجالات والتي تضمنها البرنامج المستقبلي لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي، كما أشادوا بالتعاون البنّاء بين السلطتين التشريعية والتنفيذية خدمة لصالح المجموعة الوطنية.

قرار اللجنة:

قررت اللجنة الثالثة الموافقة على مشروع قانون المالية معدّلا وهي توصي المجلس بالمصادقة عليه.

السيد رئيس مجلس النواب

شكرا للزميل المقرر ونفتح باب النقاش العام وأول المتدخلين الزميل الصحبي القروي.

السيد الصحبي القروي

شكرا سيدي الرئيس،

تتيح فرصة درس ومناقشة قانون المالية لسنة 2003 مجالا متجددا نعرب من خلاله عن عميق آيات الامتنان لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي مكنت اختياراته الحكيمة وقراراته الرائدة من إدراك مجتمع الرفاه والتوازن وفق تمشي عقلاني واقعي يلائم بين مختلف أبعاد البناء الوطني مما مكن بلادنا من تحقيق أهدافها وفق ما تم ضبطه في عالم يعيش على وقع مستجدات ومتغيرات متلاحقة بنسق سريع.

وإن ما استعرضناه من خلال دراسة ميزانيات مختلف القطاعات يبرز سلامة مسيرتنا من خلال ترشيد النفقات وتصويبها نحو غاياتها لتعزز مكاسب المجموعة الوطنية في ظل قيادة حكيمة لصانع التغيير ارتقت مبادرته الوطنية إلى إجماع دولي كدليل على نجاعة التمشي الذي أصبح يتميز بالإصلاح والاستشراف.

وإن محتوى مشروع قانون المالية لسنة 2003 يؤمن تعبئة الموارد لمجابهة شتى النفقات استحثاثا لنسق النموّ وتطوير مكاسب المجموعة الوطنية مع المحافظة على التوازنات العامة للدولة ونجاعة الآليات المجسمة لأهدافنا الوطنية المؤلفة بين كافة أبعاد العمل التنموي اقتصاديا واجتماعيا وتنمويا.

سيدي الرئيس، إن سنة 2003 هي السنة ما قبل الأخيرة للبرنامج المستقبلي الرئاسي والسنة الثانية من عمر المخطط التنموي العاشر.

سيدي الرئيس، أسجل بارتياح مواصلة تدعيم منظومة الحوافز المسندة للباعثين الخواص الذين ينجزون مشاريع سكن جامعي خاصة ونحن نعلم ان عدد الطلبة سيتجاوز 500 ألف طالب وطالبة سنة 2010 وهكذا ستوضع على ذمة المستثمرين المذكورين أعلاه أراض بالدينار الرمزي.

وحتى نضمن نجاعة التنفيذ وانخراط المستثمرين في هذا التوجه حبّذا لو تسعى الحكومة لدى مختلف مؤسسات القرض لتيسير حصول المستثمرين على فارق التمويل في شكل قروض مقبولة الفائض. وأقترح التفكير في إحداث تمويل خصوصي لفائدة هذه الشريحة من المستثمرين بالتوازي مع بعث آليات مراقبة تسهر على الالتزام بما يتضمنه كراس الشروط خاصة فيما يتعلق بالمواصفات والآجال قطعا مع كافة أشكال توظيف الأراضي لغير ما أعدت إليه أو المضاربة.

سيدي الرئيس، وجب طبعا تأسيسا على ما تقدم عقلنة معين كراء السكن الجامعي وعدم إخضاعه لسعر السوق المتصل بكراء العقارات ما دامت الدولة هي المساهم الفاعل الى جانب الباعثين في الانجاز.

سيدي الرئيس، تدعيما لنسق الاستثمار الخاص باعتبار انعكاساته المباشرة على حركية التشغيل، تضمن قانون المالية لسنة 2003 إحداث نظام جديد لضمان التحويلات المسندة إلى المؤسسات المتوسطة في الصناعة والخدمات لتيسير تمويل المشاريع المنتجة وخاصة منها المحدثة من قبل الباعثين الجدد.

ماهي الآليات التي سيعتمدها هذا النظام الجديد لضمان التحويلات المذكورة للحدّ من مخاطر عدم الإيفاء بالتعهدات والتسديد في الآجال؟ ثم ألا يمكن لهذه الآلية أن يكون لها مفعول رجعي لتحيط بالباعثين المنتصبين قبل هذا التاريخ والذين رغم انضباطهم وجديتهم مازالوا يعترضون لبعض الصعوبات للإيفاء بالتزاماتهم المالية تجاه مؤسسات القرض؟ وشكرا سيدي الرئيس.

السيد رئيس مجلس النواب

شكرا والكلمة للزميل محمد صالح الغضاب.

السيد محمد صالح الغضاب

شكرا سيدي الرئيس،

أودّ بداية أن أثمن ما تضمنه مشروع قانون المالية لسنة 2003 من حوافز وتشجيعات لدفع الاستثمار والتشجيع على التأهيل ورفع تحديات العولمة التي لا مفرّ للاقتصاد الوطني من مواجهتها، وهو ما يدفعني إلى الدعوة بأن ترافق الإجراءات المعتمدة المبادرة بإحاطة المستثمرين بصورة مكثفة على الصعيدين القانوني الإجرائي والتقني بما يحقق بلوغ الأهداف المرسومة.

ثانيا: لا بد من الإشادة بالتشريعات والإجراءات المتخذة إلى حد الآن والرامية إلى دفع مساهمة السوق المالية في تمويل الاقتصاد الوطني. وفي هذا الإطار لا بدّ من توجيه تحية خاصة إلى البنك المركزي على ما اتخذه من تدابير حكيمة. وأودّ التأكيد على ضرورة الحرص الشديد على التطبيق الكامل لهذه التدابير والإجراءات بما يؤمن مصداقية المؤسسات الناشطة في السوق المالية الوطنية التي يتحتم السهر على تجنيبها الخضوع لهزات عنيفة هي في غنى عنها، ولست في حاجة هنا إلى التذكير بالأزمة التي سبق أن عرفتها هذه السوق وما ترتب عنها من انعكاسات سلبية.

ثالثا: سيدي الرئيس إن الإطار العام الذي أمسى يتحرك فيه النشاط الاقتصادي يتميز بالانفتاح والتحرر من كل القيود التقليدية التي ستزول كليا في المستقبل القريب، وانه مثلما أكده سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لم يعد لنا من خيار سوى الاستعداد مسبقا لخوض غمار العولمة بكل اقتدار ورفع ما تطرحه علينا من تحديات بما يمكننا من التحكم دوما في مصيرنا. وإنطلاقا من أن مواجهة المنافسة الشرسة تمثل أحد أبرز هذه التحديات وأن النجاح فيها يتطلب التركيز على الأنشطة والقطاعات التي تتوفر لنا فيها أوفر الحظوظ للتفوق وكسب الرهان سواء في السوق الخارجية أو في السوق الداخلية، لذا أتساءل: هل وقع رصد هذه الأنشطة والقطاعات؟ وهل وقع ضبط سلم الأولوية في إسناد الامتيازات والتشجيعات حسب القدرة التنافسية للأنشطة والقطاعات المستثمر فيها ودرجة تأهلها للامتياز باعتماد مقاييس المقارنة عالميا؟ مع الشكر سيدي الرئيس.

السيد رئيس مجلس النواب

شكرا، الكلمة للزميل عبد السلام العفاس.

السيد عبد السلام العفاس

شكرا سيدي الرئيس،

يحتوي مشروع قانون المالية لسنة 2003 على 87 فصلا، وقد تمّ إعداده في إطار توجهات وأولويات العمل التنموي للسنة المقبلة، حيث تضمن هذا القانون عدة إجراءات لدعم الاستثمار الخاص والتشغيل وتشجيع التصدير، والرفع من القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني.

وتمثل المداخيل الجبائية المنتظرة لسنة 2003 نسبة 61 % من جملة الموارد مقابل 57 % بالنسبة لسنة 2002، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 8,6 % .

ويرجع تحسن مردود الجباية بالأساس، إلى تحسن الناتج المحلي الإجمالي من جهة، والى تزايد المؤسسات المنضوية تحت نظام الجباية من جهة أخرى، وهو ما يؤكد دخول الثقافة الجبائية في العادات والتقاليد التونسية بصفة تدريجية، وتطور وعي المواطن التونسي لأداء واجبه الجبائي.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن مواردنا الطبيعية تظلّ محدودة، لذا فإنه يتعين الاعتماد على الجباية كمورد أساسي لميزانية الدولة، مع السعي إلى مزيد توسيع القاعدة الجبائية، كي تشمل كل التونسيين وذلك تكريسا لمبدأ العدالة الجبائية.

وتعزيزا للموارد الجبائية بصفة عامّة، فإنني أقترح القيام بإحصائيات ودراسات قطاعية في مجال الجباية وتبويب الموارد حسب مختلف القطاعات، حتى تتمكن الإدارة من الحصول على بنك للمعلومات لكل قطاع على حدة، يقع استغلاله عند الاقتضاء بغية مزيد إضفاء الشفافية وتكريس مبدأ الإنصاف الجبائي لتدعيم الموارد الجبائية للدولة.

سيدي الرئيس، يعتمد النظام الجبائي التونسي في استخلاص الأداء أساسا على التسبيقات، والأقساط الاحتياطية والخصم من المورد. وهي وسيلة ناجعة لتسهيل الاستخلاص واستقصاء الإرشادات والمعلومات، ممّا يدعّم الشفافية ويحسن مردودية الجباية. غير انه على صعيد الواقع العملي، يتبين انه نظام مكلف نسبيا للمؤسسات، وذلك على مستوى التصرف الإداري والمالي، حيث أن توسيع مجال تطبيق هذه الطريقة في الاستخلاص قد أدّى إلى تعقيد الإجراءات الإدارية بالنسبة للمؤسسات الاقتصادية، وتحميل هذه الأخيرة أعباء مالية إضافية. ذلك أن المؤسسة تقوم بمجهود كبير لصالح الإدارة الجبائية، بما أنها تتولى الخصم في مرحلة أولى، ثمّ تسديد ما خصمته لفائدة الإدارة في مرحلة ثانية. مع العلم أن المؤسسة تتحمل دفع المبالغ التي لم يقع خصمها أو تمّ خصمها بصفة منقوصة، إضافة إلى الخطايا المنجرّة عن ذلك. ولتخفيف هذه الأعباء، فإنني أقترح تمكين المؤسسات من الانتفاع ببعض التخفيضات والامتيازات التي تخوّل لها تعويض جزء من الأعباء الإدارية والخطايا والعقوبات المحتملة.

أما فيما يتعلق بالتسبيقات والفوائض المتخلدة في ذمة الإدارة، فقد بلغت في موفى سنة 2001، 709 مليون دينار مقسّمة كما يلي:

- فائض الأداء على القيمة المضافة بقيمة 374 مليون دينار،

- فائض الاداءات المباشرة بقيمة 335 مليون دينار.

وعند مطالبة المؤسسة باسترجاع هذه الفوائض، فإنها تخضع في اغلب الحالات إلى المراقبة المعمقة قبل عملية الاسترجاع. وإنني إذ لا أناقش حقّ الإدارة في إجراء مثل هذه المراقبة، فإني ألاحظ وجود عدّة عوائق تطبيقية تعترض استرجاع هذه الفوائض في آجال معقولة رغم عديد الإجراءات المتخذة لتيسير هذه العملية. وحيث أن جلّ المؤسسات الاقتصادية، تعاني من نقص في الموارد الذاتية، ونظرا إلى اقتراب موعد الانصهار الكلي للاقتصاد الوطني في منطقة التبادل الحرّ، فإنني أقترح، دفعا للنشاط الاقتصادي ولحركية الاستثمار، إحداث ميزانية خصوصية، بهدف الإرجاع الفوري لهذه الفوائض، وذلك بعد القيام بمراجعة أولية للتصاريح الجبائية، على غرار ما هو معمول به حاليا في بعض البلدان الأوروبية، مع إرجاء المراقبة المعمقة إلى مرحلة لاحقة، ثمّ اللجوء إلى تسليط خطايا جبائية إدارية إضافية للمؤسسات المخالفة. وهكذا تتمكن المؤسسات الاقتصادية، بعد إضفاء مزيد من المرونة في عملية استرجاع الأداء، من إدماج هذه المبالغ في الدورة الاقتصادية لدعم الاستثمار.

وفيما يتعلق بعملية تمويل الميزانية الخصوصية المقترحة، فإني أرى أن تكون الخطايا المنجرّة عن مخالفة الأحكام الجبائية موردا أساسيا لهذه الميزانية.

سيدي الرئيس، إنّ الإصلاحات المحدثة في الاتحاد الأوروبي في مجال الجباية، تحتّم على بلادنا مراجعة استراتيجيتها الجبائية بما يجعلها تتلائم مع التشاريع الجبائية الجديدة المعمول بها في مناطق التبادل الحرّ وخاصة الاتحاد الأوروبي، بهدف ضمان القدرة التنافسية لمؤسساتنا التي انصهرت في منظومة العولمة.

وإنني إذ أشيد بما جاء به مشروع قانون المالية لسنة 2003 فيما يتعلق بمحاولة التوفيق بين مختلف المتطلبات الداخلية، فإني أتساءل عن الخطة التي سيقع اتباعها لملاءمة نظامنا الجبائي مع الأنظمة الجبائية لبلدان الاتحاد الأوروبي. علما وان الإصلاحات التي أدخلت على الجباية في بلدان الاتحاد الأوروبي قد مكنت من دعم القدرة التنافسية للمؤسسات بإدخال عديد التحويرات على نظام الاستهلاكات والمدخرات والخسائر، علاوة على ما وضعه الاتحاد الأوروبي من أنظمة جبائية خاصة لدفع اقتصاد المعرفة واستجلاب الأدمغة، وهو ما يدعونا، في هذا الإطار، إلى العمل على تشجيع أبناء تونس في المهجر من الكفاءات القادرة على الانصهار في اقتصاد المعرفة، وحثهم على الاستثمار في وطنهم. وإني اقترح أن تتولى الحكومة، ضبط مختلف الإصلاحات المزمع القيام بها في أقرب الآجال، وإعداد مذكرة في الغرض، يقع عرضها على مجلس النواب للتداول حولها. وشكرا سيدي الرئيس.

السيد رئيس مجلس النواب

شكرا والكلمة للزميل المنجي الشريف.

السيد المنجي الشريف

شكرا سيدي الرئيس،

سيدي الرئيس، بعد أن أدركنا المراحل الأخيرة من دراسة ميزانية الدولة لسنة 2003 بالصيغة الجديدة المعتمدة في مجلسنا وهو ما يتماشى مع التوجهات المرسومة من طرف رئيس الدولة لمزيد تفعيل دور المؤسسات الدستورية وتطوير أساليب عملها، يمكن القول ان المكاسب التي تحققت في بلادنا تجاوزت البعد الكمي المتداول لتبلغ بعدا هيكليا اعمق، فعلاوة على ما حققه اقتصادنا الوطني من نتائج كمية في شتى مجالات الإنتاج فقد سجل على مستوى الهيكلة تطور ايجابي تدعمت حصة قطاع الخدمات فيه مما أضفى على قاعدته تنوعا وتكاملا ساهم في إكسابه تماسكا ومتانة دعم قدرته على مجابهة الظروف العالمية والمناخية غير الملائمة خلال السنوات الأخيرة كما أن الدربة التي اكتسبها اقتصادنا الوطني والقدرة على سرعة التأقلم مع المستجدات يمكن اعتبارها مكسبا في حدّ ذاتها وهي صفة ثبت تأكدها لدى اقتصاديات الدول في عالم يبدو متغيرا ومتقلبا باستمرار لا اقتصاديا وسياسيا فقط بل ومناخيا أيضا.

سيدي الرئيس، إن منوال التنمية لسنة 2003 يأتي ليعزز المكاسب المسجلة بمكاسب أخرى مع التأكيد على تحفيز الاستثمار والنهوض بالتصدير وتفعيل دور الكفاءات والرفع من نسبة التأطير بالمؤسسات لتأهيل جهاز الإنتاج والارتقاء بالقدرة التنافسية للاقتصاد إلى درجة تسمح له بمجابهة التحديات بكل كفاءة واقتدار ويأتي قانون المالية لسنة 2003 ليكرس هذه الخيارات لمزيد دفع التنمية والمحافظة على التوازنات المالية الكبرى للبلاد بما أقره من أحكام وإجراءات بهدف التشجيع على التصدير الذي يبقى الرهان الأهم في إطار الاتفاقيات المبرمة مع تفتح الاقتصاد وتصاعد نسق المبادلات التجارية في العالم، علاوة على الإجراءات المتعلقة بدفع الاستثمار والتشجيع على بعث المؤسسات وهو السبيل الأفضل لخلق مزيد من مواطن الشغل وهو ما يجسم أحد أهم محاور البرنامج المستقبلي لسيادة رئيس الدولة.

أما عن تلازم البعد الاقتصادي والاجتماعي الذي يمثل سمة بارزة في نمط التنمية ببلادنا فقد وقع تكريسه من خلال عديد الفصول الواردة بقانون المالية للسنة القادمة لعل أبرزها ما تعلق بإحداث صندوق للتغطية الاجتماعية للفنانين والمبدعين والمثقفين والإجراء المتعلق بالتخفيض في معلوم التسجيل القار على القروض الصغيرة في قطاع الفلاحة والصيد البحري، وهي إجراءات تؤكد شمولية النظرة والإرادة السياسية الصادقة للنهوض بالمجتمع ككل لا يتجزء لا فرق بين جهاته وفئاته، مجتمع متضامن متماسك يساهم في خلق الثروة ويجنى ثمارها.

سيدي الرئيس، إن تماسك المجتمع المبني على الحوار المتواصل وعلى القبول بمبدإ الاختلاف في الرأي هي أفضل صفات المجتمعات المتحضرة وهو ما أبدع الرئيس بن علي في نحته على امتداد 15 سنة من التحول وذلك باعتماده تمشى رصين في تطوير الحياة السياسية بالبلاد ومواصلة النفس الإصلاحي المتجدد وفي اعتماده مقاربة شاملة لحقوق الإنسان تخدم الإنسان في طموحاته الكبرى وفي حياته اليومية على حدّ السواء ولكنها ترفض وتتعارض مع سياسة القناع أو الواجهة التي يعتمدها البعض ليخفي حقائق الزمن وحده كفيل بإسقاط الأقنعة عنها.

سيدي الرئيس، إن المجتمع الآمن والمتماسك يمثل الأرضية المثلى للتنمية والتنمية هي الكفيلة وحدها لازدهار المجتمع ونماه، وهي المعادلة التي بني على أسسها النموذج التونسي الذي نتحفز من خلاله إلى مجابهة التحديات وكسب الرهانات المرتقبة بثقة وطموح وواقعية وشكرا سيدي الرئيس.

السيد رئيس مجلس النواب

شكرا والكلمة للزميل عبد الرزاق غزيل.

السيد عبد الرزاق غزيل

شكرا سيدي الرئيس،

إن كل ملاحظ موضوعي بعد دراسة مشروع قانون المالية المعروض على مجلسنا لا يمكن له إلا أن يبارك ويثمن الإجراءات التي احتواها هذا المشروع.

إجراءات – سيدي الرئيس – جاءت استجابة للتوجهات الكبرى للبرنامج المستقبلي لسيادة الرئيس وتدعيما للإصلاحات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وإن اغلب فصول مشروع قانون المالية تحمل الآليات الكفيلة لرفع التحديات المقبلين عليها في المرحلة القادمة، إذ أنها تهدف إلى الحث على الاستثمار الخاص من خلال الحوافز لفائدة المدخرين وضمان التمويلات المسندة إلى المؤسسات المتوسطة في الصناعة والخدمات، وتهدف كذلك إلى إعطاء مزيد من القدرة التنافسية إلى مؤسساتنا وخاصة المصدرة منها وذلك من خلال التمديد في الحوافز إلى غاية سنة 2007.

إن كل هذه الحوافز والآلية تهدف أساسا إلى الرفع من قدرة اقتصادنا على خلق مزيد من مواطن الشغل، مواطن شغل نحن في أشد الحاجة إليها خاصة سنتي 2003 و2004 الذي سيعرف سوق الشغل ذروته طيلة هذه المدة من حيث الطلبات الإضافية.

إجراءات أخرى – سيدي الرئيس – احتواها مشروع قانون المالية تهدف إلى تعبئة موارد الدولة وذلك من خلال تيسير القيام بالواجب الجبائي وتحسين نسب الاستخلاص دون اللجوء إلى الترفيع في نسب الأداء وذلك من خلال توسيع الشريحة مع المحافظة على العدالة الجبائية وذلك بتوزيع العبء الجبائي على كافة الشرائح.

سيدي الرئيس، إننا متأكدون أن الإجراءات التي احتواها مشروع قانون المالية لسنة 2003 ستساهم في دفع عجلة التنمية لبلوغ الأهداف المنشودة.

في الختام نوصي بمزيد توضيح هذه الإجراءات مع العمل على تحسيس كافة شرائح المجتمع بتحديات المرحلة القادمة مع الشكر سيدي الرئيس.

السيد رئيس مجلس النواب

شكرا والكلمة للزميل الطاهر كمون.

السيد الطاهر كمون

شكرا سيدي الرئيس،

أريد أن أثمن وانوه بمشروع قانون المالية لسنة 2003 الذي اكتسى هذه السنة صبغة تنموية وذلك بإقراره لعدة مبادئ هامة أخص بالذكر منها ثلاثة:

المبدأ الأول ويتعلق بالتشجيع على بعث المؤسسات من طرف الباعثين الجدد وخاصة منهم حاملي الشهائد الجامعية وخريجي مراكز التكوين المهني والمتحصلين على شهائد الكفاءة المهنية وذلك بتمكينهم من عديد الحوافز المالية والجبائية الإضافية الشيء الذي سيعطي دفعا جديدا للدورة الدموية للاقتصاد الوطني هذا إلى جانب خلق مواطن شغل جديدة أعطاها سيادة الرئيس الأولوية في برنامجه المستقبلي.

أما المبدا الثاني فهو المتعلق بالتمديد في مدة الطرح الكلي للمداخيل والأرباح المتأتية من التصدير إلى موفى ديسمبر 2007 وهو ما من شانه أن يشجع على التصدير ويدعم القدرة التنافسية لاقتصاد البلاد. وهنا بقدر ما أثمن هذا القرار وأعطيه حق قدره، فإني أتساءل إن لم يكن من الأفضل التفكير مستقبلا في عدم تحديد أجل الاعفاء حتى لا نقتصر على المحافظة على المستثمرين الأجانب المتواجدين حاليا ببلادنا فقط وانما نتوسع لجلب مستثمرين أجانب جدد وخاصة ان هناك العديد من البلدان المنافسة تمكنهم من ذلك.

سيدي الرئيس، أما المبدا الثالث الذي أقره مشروع قانون المالية والذي يستحق كل التنويه فهو المتعلق بالحط من معلوم جباية السيارات السياحية المصنوعة أو الموردة من قبل وكلاء البيع الشيء الذي سيجعلنا نتفادى النقائص التي ترتبت عن النظام الحالي وإرجاع الأمور إلى نصابها في خصوص توجيه المستثمرين إلى وكلاء البيع المرخص لهم للتأكد من سلامة المعاملات من ناحية ومن جودة كل من السيارة المشتراة وخدمات ما بعد البيع من ناحية أخرى، وهنا ومن باب التأكد أتساءل عن عملية توريد السيارات من طرق الوكلاء هل ستكون بالعملة الصعبة أم عن طريق المبادلات "تروك" أي التوريد مقابل تصدير بضاعة تونسية أم لا؟

سيدي الرئيس، أريد أن أتطرق في الختام إلى موضوع أثاره عـــدد كبـــير من مواطنينا بالـــخارج الذين قامــوا بالعـــودة النهائيـــة إلى ارض الوطن واختــاروا عند جلبهم لسياراتهم النظام التفاضلي (F C R) ولم يتولوا خلاص الـ 25% من معاليم الديوانة والمعلوم على الاستهلاك، وبعد مرور اكثر من خمس سنوات عن تاريخ عودتهم أرادوا بيع سياراتهم لاشتراء الجديد فوجدوا أنفسهم مطالبين واقعيا بدفع معاليم تتجاوز قيمة سياراتهم عند بيعها في السوق المحلية، الشيء الذي جعل سياراتهم عبءا ثقيلا عليهم. وهنا أتساءل إن كانت الوزارة قد فكرت في اعفاء هذا الصنف من مواطنينا بالخارج والذين يكن لهم سيادة الرئيس زين العابدين بن علي كل العطف والمحبة من دفع معاليم القمارق ومعلوم الاستهلاك بعد مرور خمس سنوات عن تاريخ عودتهم النهائية، مع الملاحظ وان التخفيضات في القيمة الناتجـة عن الــتقادم بالنسبــة للسيــارات "l’amortissement " خمس سنوات، والتخفيض في تحجير التفويض بالنسبة للسيارات المستعملة للمعوقين جسديا أصبحت بموجب هذا المشـروع خمس ســنوات فقط أو على الأقــل بعــد مرور خمس سنوات يقع دفع 25 % فقط من المعـاليم المــذكورة ولا 100% مثلما هو معمول به حاليا وشكرا.

السيد رئيس مجلس النواب

شكرا والكلمة للزميل عمار الزغلامي.

السيد عمار الزغلامي

بسم الله الرحمان الرحيم،

شكرا سيدي الرئيس،

الميزانية في مواردها التي ناقشناها لا نراها تتجاوب ومتطلبات المرحلة. فالوضع الراهن للاقتصاد التونسي ومدى تأثره بالوضع العالمي المغيّم علاوة على أن اغلب المؤسسات العمومية ومنها بالخصوص مؤسسات النقل والطاقة تشكو عجزا ماليا، والدولة غير قادرة على تجاوز صعوباتها حاليا وما ينجرّ عن ذلك من نتائج سلبية في ظلّ الوضع العالمي وبالخصوص في الشرق الأوسط، الذي لا يبشر بالانفراج، وممّا يؤزم الوضع اكثر هو الحرب المتوقعة ضدّ العراق، وخاصة إذا امتدت زمنيا، فإن ذلك سيؤثر حتما على أسعار النفط والمحروقات، والتي سترتفع أسعاره بصورة مذهلة وهذا من شأنه أن يخلق عجزا إضافيا في مؤسسات قطاع النقل والطاقة مما سيخلق صعوبات إضافية لمواجهة هذا الوضع، واخص بالذكر النقل بجميع أصنافه والنقل الجوي بالخصوص والكهرباء والغاز والمحروقات بصفة عامة. هذا الوضع يحتم على الدولة التونسية في هذه المرحلة توخي سياسة التقشف وتوفير موارد إضافية والذي يتطلب إصلاحا هيكليا للإدارة والحد من مصاريف التصرف والمتمثلة أساسا في الاستعمال المفرط للسيارات الإدارية والهاتف والماء، والمحروقات والمكاتب الوثيرة وبخاصة الاعداد الهائلة من المتفرغين لدى هياكل لا علاقة لها بالعمل الإداري والعمومي. إن القضاء على هذه الظواهر السلبية من شأنه توفير موارد مالية هامة للدولة في هذا الظرف الدقيق والصعب في الآن نفسه.

كما نشير إلى أن تناول قانون المالية لسنة 2003 وقع اعتماده وكأننا في ظروف عادية ولم نلحظ في محتواه ما يشير إلى اعتماد قانون مالية خاص بالظرف البالغ الخطورة وشبه الأزمة التي تمرّ بها كل اقتصاديات العالم بما في ذلك الدول الأكثر تقدما، كان على الحكومة إعداد قانون مالية خاص بالطوارئ والاحتمالات فيما سيحدث في عالم يخضع إلى كثير من المتغيرات والتحولات.

أخيرا أسأل السيد الوزير المكلف بالمالية عن:

أولا: هل فكرت الوزارة في مراجعة مجلة تشجيع الاستثمارات التي مرّ على صدورها حوالي عشر سنوات، وأظن أن كثيرا من فصولها يتطلب المراجعة المتأكدة؟

ثانيا: في السياسة الجبائية، يجب تقويم مجلة الحقوق والإجراءات الجبائية عند دخولها حيّز التنفيذ.

ثالثا: مدى ما وصل إليه برنامج استخلاص الديون البنكية لدى المؤسسة المستفيدة من القروض، ومساعدة الدولة للقطاع البنكي في مستوى حجم التداين وشكرا سيدي الرئيس.

السيد رئيس مجلس النواب

شكرا والكلمة للزميل محمد الزاوية.

السيد محمد الزاوية

شكرا سيدي الرئيس،

بعد تحية السيد الوزير الأول والسادة أعضاء الحكومة، أودّ أن أتعرض في هذه المداخلة إلى المحور المتعلق بالاستثمار الخاص وقطاع التشغيل. وفي هذا الإطار أثمن ما جاء به قانون المالية من إجراءات وأحكام توفق بين المحافظة على التوازنات الكبرى والتحفيز على الإستثمار وبعث المؤسسات ضمن نظرة استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار مختلف المتغيرات والتحديات وتؤكد من جديد الحرص على تلازم البعد