علم النفس الشواذ)علم االمراض النفسية(

المرحلة الرابعةكلية االداب

قسم علم النفس

استاذ المادةد. نداء جمال

– األمراض النفسية والعقلية عبر التاريخ إن تاريخ األمراض النفسية والعقلية يوضح لنا التطور

والتقدم الذي الحق هذا الفرع من الطب في اآلونة األخيرة .... فبعد أن كانت األمراض النفسية والعقلية شرا مستطيرا ، وسيطرة من أرواح خبيثة ، وعمل من أعمال الشيطان ، وكأنها

من صنع قوى خارقة أوجدتها ، فكأنها حدثت نتيجة لسخط اآللهة ، ، أو إذا تم الشفاء منها وزالت ، فإنما يكون البرء منها

نتيجة لرضا تلك اآللهة. وبعد أن كان المرضى يحرقون أحياء في الشوارع ، نظرا

لتلوثهم بهذه األرواح الشريرة ، فكان ينظر إليهم أحيانا أنهم أناس مغضوب عليهم من اآللهة ، أو كان ينظر إليهم بوصفهم

أناسا منبوذين ... ولهذا فكثيرا ما كانوا يقتلون تخلصا منهم ومن1

الشياطين التي تلبستهم ، أما المحظوظين منهم ، ممن كانوا يكابدون حاالت الجنون أخف وطأة ، فكانوا يحاطون بالرعاية ،

ومن مظاهر تلك الرعاية أنهم كانتٍ تخلع عليهم األلبسةالمزركشة ، وتزين هاماتهم بأكاليل الغار

بعد كل ذلك تطور هذا الفرع من الطب تدريجيا ، عندما جاء أبقراط - في القرن الخامس قبل الميالد - وقال : ليكن

معلوما أن المخ يحتوي على مناطق محددة هي مواطن اللذة ، واالنشراح ، والمرح ، والميل إلى اللهو ، من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإنه يحتوي – في تالفيفه – على ما هناك من حزن ، وأسى ، وامتعاض ، وأسف ، وأنه بسبب ما يتعرض له الدماغ

أحيانا من إعطاب ، يقع بعض الناس فرائس في شراك الجنون ، والهذيان ، وما يتعرض له اإلنسان من مؤثرات ومخاوف تؤرقه

ليل نهار ، ومصدر كل ذلك هو ما يصيب الدماغ من خلل. ومن مالحظات أبقراط قوله ، مثال ، إن أي عطب أو خلل يحصل بسبب صدمة معينة في أحد نصفي الدماغ ، يؤدي بدوره

إلى حدوث تشنجات في الجانب اآلخر من الجسم .وقد قسم أبقراط أنماط الجسم إلى أربعة هي :

– المزاج الدموي1 – المزاج البلغمي2 – المزاج الصفراوي3 – المزاج السوداوي4

وأضاف أبوقراط أن خصائص هذه األمزجة ترتبط ارتباطا وثيقا بكل من البيئة الطبيعية – أي المناخ الجغرافي – وبتأثير

العوامل االجتماعية . وقام أبوقراط بمحاوالت حثيثة في معالجة األمراض العقلية

، فلعالج حاالت اإلدمان على الكحول مثال ، أوصى باستخدام أسلوب العالج بالتنفير : أي إحداث حالة من التقزز عند المريض

ليبتعد عن الكحول وينفر منها ، وذلك بإعطاء المدمن جرعات من مادة مرة مقززة أو عن طريق فصده وإسالة دمه وهو في حالة سكره ، ليرى دمه يسيل فيرتبط في ذهنه منظر دمه بما يتعاطاه من شراب مسكر ن وبذلك يكره المادة التي أدمنها .

وكان يقترح عالجا لبعض المرضى عقليا ونفسيا بأن يغيروا أماكنهم ، فتغيير المكان ، كما اقترح ، من شأنه أن يغير من

الذكريات المؤلمة ، فينسى المريض آالمه وهمومه . وقد أدى سقوط اإلمبراطورية الرومانية إلى انحطاط في

العلوم القديمة وتدهورها ، والسيما في الطب الذي أصابه االنتكاس والوهن . وكانت العصور الوسطى في أوربا فترة ظالم

2

حالك ، حيث تم فيها إبعاد العلوم إلى زوايا اإلهمال بسبب التعصب الديني آنذاك . ولكن بسبب ما تعرضت له حينذاك المراكز الثقافية الرومانية ، من حروب طاحنة ، ومن قحط

وجدب ، ودمار وتدمير ، كل ذلك أدى إلى ركود العلم ، وتفشى الجهل ، وانتشار الظالم ، فصار الطب في قبضة قلة من الجهلة

الذين كانوا ال يتورعون عن اتهام أي معترض على أساليبهم البالية في الطب تلك ، بالزندقة ، ومن ثم تعريضه إلى أفظع

أنواع العقاب . كان االعتقاد السائد آنذاك أن االضطرابات العقلية تصيب من يصاب بها بسبب مس من الشيطان يتخبطه ، فيتلبسه في

إهابة ، أو أنها تنشأ نتيجة تعرض المرء للسحر األسود ، أو التعرض لألرواح الشريرة ، وأن الشفاء من ذلك كله يكمن فيوجوب تعذيب المرضى ، كما كان يظن المشعوذين واهمين .

ومن القرن الثالث حتى القرن الرابع عشر ، وفي الشرق ، كان الطب يخطو نحو مزيد من االرتقاء ، وأن كثيرا من العلماء

األوربيين قد نجوا مما كان يتهدد حياتهم من بلدانهم ، فلجأوا إلى بلدان حوض البحر المتوسط ، وبالد فارس ، وفي بعض

المحميات العربية األخرى .

وفي القرن السادس عشر مثال كانت هناك أفران قد أعدت خصيصا لغرض معالجة المرضى عقليا ، وفي تلك األفران كان

فيدس رأسه في ذلك الفرن الساخن ، مع بعض يؤتى بالمريض الكلمات تقال له قبيل ذلك اإلجراء الخالي من المسحة اإلنسانية

: " في هذا الفرن ستشفى سريعا ، فيه يكمن شفاؤك ،وسرعان ما سيرتد إليك عقلك " .

وفي عصر النهضة حققت العلوم الطبيعية والعلوم الطبية تقدما سريعا وملحوظا . وفي هذه األثناء وجدت آراء أبوقراط في الطب طريقها إلى االنتعاش من جديد ، فلم يعد ينظر إلى

المصابين باألمراض العقلية بأن بهم أرواحا شريرة تلبستهم فأفسدتهم ، أال أن هؤالء المرضى كانوا موضع مالمة ، وكانوا

يحتجزون عادة مع عتاة المجرمين . وعندما بدأت النظرة اإلنسانية ، والتطور في العالج - في

أوائل القرن التاسع عشر - وظهر في األفق علماء وهبوا أنفسهملخدمة وتقدم هذا العلم ...

وفي أوروبا عامة ، وفي فرنسا خاصة - في القرن التاسع عشر - تطورت االتجاهات نحو من يعانون من المرض النفسي أو

العقلي تطورا كبيرا ، وذلك بفضل حملة جديدة حمل لواءها3

الطبيب الفرنسي " فيليب بينيل ، ومن بعده تلميذه " أسكويرول " الذي رفع في الطب النفسي شعار : ) أسعفوهم بالعالج ، ال بالصدقات المتبوعة باإلزعاج ( ، ومنذ ذلك بدأ الناس ينظرون

إليهم بأنهم أشخاص يحتاجون فعال إلى عالج ، وعند ذاك تم تحويل السجون التي كانوا فيها يحتجزون ، إلى مستشفيات فيها

يعالجون . كان إنشاء مستشفيات متخصصة بالطب النفسي أن ترتب

عليها معرفة ضخمة مكنت المختصين من استنباط نتائج جدناجحة .

ونحن بصدد السياق التاريخي للطب النفسي ، فال بد من التعريج على ذكر المدرسة الفرويدية ، ومؤسسها سيجموند فرويد )

( والذي استمد نظريته من خبراته الذاتية ،1939 - 1856 والمشاهدات اإلكلينيكية ، وأماط اللثام عن الكثير من غياهب

النفس البشرية ، وأفصح عن العمليات الشعورية والالشعورية ، وفسر األحالم ، وقد حلل األسباب الرئيسية لألمراض النفسية

والعقلية ، وأعطى تفسيرا واضحا للميكانيزمات الداخلية المسببة ( .3لهذه األمراض )

والشك أن الكثير منا يتعرض يوميا لشدائد ، ولكن البعض يحتمل والبعض ينهار ، والبعض يصاب ببعض األمراض النفسية

والعقلية ... ومن الممكن أن يؤول هذا االختالف على أساس فروق فسيولوجية بين األفراد ... فطريقة التعبير عن المرض

بأعراض خاصة الشك أنها تعتمد إلى حد كبير على شخصية الفرد ، على تطوره وتفاعله مع البيئة ... ولكن نشأة المرض تحتاج إلى

استعداد فسيولوجي خاص ... ، لذلك فقد فسرت كل شكل من أشكال االضطرابات العقلية بأنها تعزى إلى صراعات بين تطلعات الشعور وكوافي الالشعور ، فهي تعتبر الالشعور

مستودعا تتراكم فيه وتتكتل غرائز عمياء ونزوات هوجاء تنبثق من مصدر الطاقة الجنسية ، وهي الطاقة التي تظنها هذه

المدرسة فطرية ، وترافق مسيرة حياة اإلنسان ، فتتحكم في جميع نشاطاته طول حياته ، لذلك فهي تسيطر حتى على الحياة

االجتماعية للفرد ، حسب اعتقاد المدرسة الفرويدية . غير أن وجهة نظر فرويد هذه ، قد طرأت عليها تبدالت

أجراها يونج وأدلر ، فيونج مثال الذي افترق عن فرويد فيما بعد وخالفه الرأي ، أسس مدرسة علم النفس التحليلي ذهب إلى أن سلوك اإلنسان تتحكم فيه وتهيمن عليه عوامل جمعية ، وعوامل فردية ذاتية ، في حين أن العصاب عند الفرد يعزى إلى انفصام

4

في العالقة بين هذه العمليات النفسية ، وأنه – العصاب – إنماينشأ نتيجة لعدم تكامل قوة اإلرادة عند اإلنسان .

وتخفيفا من الغلو في نظرية فرويد عن ) الجنسية الشاملة الكلية ( جاء الفرويديون الجدد ، ومنهم ) هورناي ،

وفروم ،وسليفان وغيرهم آخرون ( فأكدوا دور المؤثرات االجتماعية والثقافية ، ورأوا أنها هي التي تتسبب في نشوء

األمراض العصابية ، لكنهم قصروا دور الثقافة على تنشئة الطفل وتربيته ، فكأنهم أرادوا إبراز مفعول الثقافة وتأثيره على مرحلة

تربوية بعينها .

: النفسي المرض نعرف المرض النفسي بأنهتعريف:

" حالة نفسية تصيب تفكير اإلنسان أو مشاعره أو حكمه على األشياء أو سلوكه وتصرفاته إلى حد تستدعي التدخل لرعاية هذا

اإلنسان ، ومعالجته في سبيل مصلحته الخاصة ، أو مصلحةاآلخرين من حوله " .

وبشكل عام ، نقول بوجود المرض النفسي إذا كان هناك تغير في سلوك اإلنسان أو تفكيره ومشاعره لدرجة تؤثر سلبيا

في مجرى حياته ، أو لحد تسبب فيه اإلزعاج الشديد له أو لغيره ممن حوله . ومن األمور المساعدة هنا أن نتصور الصحة النفسية

وكأنها مجال واسع يمتد بين الصحة التامة والمرض األكيد ، آخذين بعين االعتبار أنه يصعب جدا التحديد الدقيق للنقطة التي

تنتهي عندها الحالة الصحية لتبدأ الحالة المرضية غير السوية .وقد يتفاوت وضع اإلنسان على هذا المجال بين الصحة

والمرض ، من وقت آلخر . وبين هذين القطبين هناك منطقة مبهمة في الوسط ، حيث يكون فيها بعض حاالت القلق ، أو

االكتئاب الخفيف ، والتي قد يختلف الناس في تسميتها " بالمرض " ، أو أنها " حالة طبيعية في ظروف صعبة غير طبيعية

" . ومن الحاالت التي تقع في المنطقة المبهمة ، الحاالت العاطفية والتي قد تكون ردات فعل ) استجابات ( متوقعة ، لبعض الحوادث ، مثل الحزن عقب وفاة قريب ، أو األسى بعد

عملية استئصال جراحية . ومن األمور التي قد تصيب اإلنسان لحد ما ، دون

أن تعتبر عالمة لمرض نفسي معين ، وإن كان يشير بعضها مجتمعة إلى أن هذا اإلنسان قد يحتاج

للمساعدة هي :

5

* تغير في الشخص لمدة أطول مما يعتبر عاديا عقب حادثةمفجعة .

* تغير في مشاعر اإلنسان ، أو سلوكه أو عالقاته بشكل شديد ،أو طويل األمد مسببا له معاناة وألما .

* عندما تمر باإلنسان مشاعر غير معتادة يجد صعوبة فيتعليلها ، أو فهمها ، أو يجد صعوبة في شرحها لآلخرين .

* تغير في اإلنسان يحدث اضطرابا أو معاناة لدى اآلخرين منحوله .

* صعوبات في إقامة عالقات طبيعية مع اآلخرين ، وفياالستمرار في هذه العالقات .

* تغير في اإلنسان يصعب ربطه ، أو فهمه ، في ضوء األحداثالجارية من حوله.

أعراض األمراض النفسية والعقليةتعريف العرض :

هو تعبير عن االضطرابات ، وعالمة من عالمات المرض النفسي . وكل األمراض النفسية تالحظ وتصنف على أساس

األعراض . وال يخلو إنسان من األعراض . وفي نفس الوقت يندر أن

تجتمع كل األعراض المميزة للمرض النفسي في مريض واحد ، والفرق بين الشخصية السوية والشخصية المريضة من حيث

األعراض فرق في الدرجة وليس فرقا في النوع . والواقع أن كلفرد ، لديه استعداد للمرض .

وتختلف األعراض التي تظهر على مرضى األمراض النفسية اختالفا بينا ، فقد تكون األعراض شديدة واضحة حتى يدركها

العامة ألول وهلة ، وقد تختفي لدرجة أن يصعب تمييزها إال لذوي الخبرة المتمرسين على اكتشافها ، وإدراكها ، مما يضطرنا أحيانا

إلى إعطاء بعض العقاقير المثيرة كي تساعد على ظهورها وتمييزها ، واألعراض المقنعة ) المخفية ( ال تقل أهمية عن

األعراض الظاهرة ، بل قد تزيد ، إذ أن إدراكها يكون في المراحل األولى للمرض ، تلك المراحل التي يمكن فيها أن يعالج المريض عالجا ناجحا إذا نحن بذلنا الجهد الكافي للوصول إلى "

التشخيص المبكر " . هذا وقد تكون األعراض بالغة الشدة بحيث تضطرب معها عالقة الفرد بمجتمعه ، األمر الذي يجعل المريض

عبئا ثقيال على عائلته ، كما قد تكون خفيفة حتى أن المريض يستطيع أن يمارس عمله ، ويحافظ على مستوى إنتاجه وعالقاته

االجتماعية ، األمر الذي قد يجعل ذهابه إلى الطبيب النفسي مدعاة لدهشة مخالطيه ، غير أن هذه األعراض الخفيفة قد

6

تسبب لصاحبها من األلم والمعاناة ما ال يطيق ، رغم مظهره السوي ... ..... هذا فضال عن أنها قد تتطور إذا ما أهملت إلى

أعراض أشد خطرا وأصعب عالجا . لكل ذلك فإننا نتبع أسلوبا مفصال في فحص المريض حتى ال يفوتنا أي واحد من هذه األعراض صغيرا كان أم كبيرا ، فنبدأ بفحص المظهر العام ، وننتهي إلى الفحص العضوي الشامل ،

وبذلك يمكننا االهتداء إلى كافة األعراض ما ظهر منها وما بطن .أعراض األمراض النفسية والعقلية :

المظهر العام)التكوين الخلقي، تعبيرات الوجه ، حالةالمالبس ، حالة الشعر،

الوضع ) الوقفة أو الجلسة ( الحركة، الكالم (.اضطراب التفكير اضطراب اإلدراك

اضطراب العاطفة اضطراب الذاكرة

اضطراب الوعي واالنتباه اضطراب البصيرة

تصنيف األمراض النفسية العقلية بعد أن استعرضنا – في إيجاز – األمراض النفسية والعقلية

عبر التاريخ ، والحيل الدفاعية ، واألعراض المرضية ، يجدر بنا أن نضع تصنيفا عاما لمختلف األمراض النفسية والعقلية ، بحيث

يغطي أبرزها وأهمها ، وهناك عدة تصنيفات لألمراض النفسية والعقلية ، بعضها يصنف على أساس أنها عضوية المنشأ وبعضها

اآلخر يصنف على أساس وظيفية المنشأ . فاألمراض النفسية والعقلية العضوية المنشأ

والناتجة عن أو المرتبطة بتلف المخ وتشمل : - اضطرابات المخ ) وجود تغير عضوي في خاليا المخ ( سواء1

قبل الوالدة ـ تشويه الجمجمة الخلقي ، الشلل االهتزازي أو الرعاش ، جروح المخ ، الشلل الجنوني العام ، الضمور العقلي

الشيخوخي ، بعض حاالت الصرع ( . - العدوى ) زهري الجهاز العصبي ، االلتهاب السحائي2

الدماغي ، االلتهاب السحائي الوعائي ، الحمى المخية والحمىالشوكية ( .

- التسمم ) بالسموم ، بالعقاقير ، بالحشيش واألفيون3والكوكايين ، الهالس الحاد ، والهذيان الرعاش ( .

- األورام ) أورام المخ ( .4

7

- اإلصابة ) عند الوالدة ، إصابة المخ ، بعد عمليات المخ ،5 الكهربائية ، اإلشعاعية ، الهذيان اإلصابي ، اضطراب الشخصية

عقب اإلصابة ، التأخر العقلي بعد اإلصابة ( . - اضطرابات الدورة الدموية ) تصلب شرايين المخ ، التجمع6

الدموي تحت األم الجافية ، نقص األكسجين في الدم ( . - اضطرابات التغذية والتمثيل الغذائي ) نقص الفيتامينات ،7

اضطرابات األيض ( - اضطرابات الغدد ) نقص أو زيادة إفراز الغدة الصنوبرية ،8

النخامية ، الدرقية ، جارات الدرقية ، الكظرية ، التناسلية ( . ويرجع السبباألمراض النفسية والعقلية المنشأ أو الوظيفية ،

األكبر لحدوثها إلى اضطراب وظيفة الجهاز النفسيفي المريض ، وتشمل :

* العصاب )القلق – توهم المرض – الوهن النفسي – الهتسيريا – المخاوف المرضية – الوسواس والقهر – االكتئاب – أنواع أخرى من العصاب ) التفكك - العصاب الصدمي – العصاب الخلطي -

عصاب الحرب – عصاب الحادث – عصاب السجن – عصابالقدر(

* الذهان ) الفصام - الهذاء أو البارانويا – الهوس - ذهان الهوسواالكتئاب ( .

* األمراض السيكوباتية * االنحرافات النفسية

* األمراض السيكوسوماتية ) النفسية الجسمية ( وهي في أجهزة الجسم المختلفة العصبي ، والدوري ، والتنفسي ،

والهضمي ، والبولي ، والتناسلي ، والغدد ، والهيكلي ، والجلدوالحواس .

* المشكالت النفسية لألطفال ) الضعف العقلي – التأخر الدراسي – االضطرابات االنفعالية – اضطرابات الغذاء –

اضطرابات سلس البول – اضطرابات اإلخراج - اضطرابات النوم– أمراض الكالم – مشكالت ذوي العاهات – جناح األحداث ..إلخ

8

Illness Neurosisأوال : األمراض العصابية وسوف نتناول تعريف األمراض العصابية وتصنيف كل

.مريض ومدى حدوثه وأسبابه وأعراضه وتشخيصه وعالجه ومآلهتعريف العصاب :

هو اضطراب وظيفي دينامي انفعالي في الشخصية نفسي المنشأ يظهر في األعراض العصابية . وهو ليس له عالقة

باألعصاب ، وهو ال يتضمن أي نوع من االضطراب التشريحي أوالفسيولوجي في الجهاز العصبي .

حيثوهناك فرق بين العصاب والمرض العصبي ، أن المرض العصبي اضطراب جسمي ينشأ عن تلف عضوي

يصيب الجهاز العصبي مثل الشلل النصفي والصرع .تصنيف العصاب :

يصنف العصاب إلى : القلق ، وتوهم المرض ، والوهن النفسي ، والمخاوف ، والهستيريا ، وعصاب الوسواس والقهر ،

واالكتئاب التفاعلي ، والتفكك . ويضاف إلى ذلك أنواع أخرى من العصاب ) مثل عصاب الحرب وعصاب الحادث وعصاب السجن

وعصاب القدر( .أسباب العصاب :

من أهم أسباب العصاب : – مشكالت الحياة منذ الطفولة وعبر المراهقة وأثناء الرشد1

وحتى الشيخوخة ) وخاصة المشكالت والصدمات التي تعمقت جذورها منذ الطفولة المبكرة بسبب اضطراب الوالدين والطفل ، والحرمان والخوف والعدوان وعدم حل هذه

المشكالت ( . – الصراع بين الدوافع الشعورية والالشعورية أو بين الرغبات2

والحاجات المتعارضة واإلحباط والكبت والتوتر الداخلي وضعفدفاعات الشخصية ضد الصراعات المختلفة .

– البيئة المنزلية العصابية والعدوى النفسية إلى العصاب3وكذلك فإن الحساسية الزائدة تجعل الفرد أكثر قابلية للعصاب .

أعراض العصاب : أهم أعراض العامة للعصاب :

– القلق الظاهر أو الخفي والخوف والشعور بعدم األمن ،1 وزيادة الحساسية والتوتر والمبالغة في ردود األفعال السلوكية ،

وعدم النضج االنفعالي واالعتماد على اآلخرين ومحاولة جذب انتباه اآلخرين واالستجابة الطفلية في مواقف االحباط ، والشعور

بعدم السعادة والحزن واالكتئاب .

9

– اضطراب التفكير والفهم بدرجة بسيطة ، وعدم القدرة على2 األداء الوظيفي الكامل ، ونقص االنجاز وعدم القدرة على

استغالل الطاقات إلى الحد األقصى ، ومن ثم عدم القدرة علىتحقيق أهداف الحياة .

– الجمود والسلوك التكراري وقصور الحيل الدفاعية3واألساليب التوافقية والسلوك ذو الدافع الالشعوري .

– التمركز حول الذات واألنانية واضطراب العالقات الشخصية4واالجتماعية .

– بعض االضطرابات الجسمية المصاحبة نفسية المنشأ .5تشخيص العصاب :

- البد – أثناء التشخيص - من التفرقة بين العصاب وبين الذهان1 ، وبينه وبين االضطرابات العضوية ، وبينه وبين ردود األفعال

العادية للتوتر . - والبد لتشخيص العصاب من مقابلة شخصية شاملة مع2

المريض وأخذ تاريخ كامل للحالة ، وتطبيق االختبارات النفسية ،وإجراء الفحص الطبي والعصبي .

– ويجب التعرف على خصائص وسمات الشخصية العصابية3لدى المريض الفرد الذي نتعامل معه .

عالج العصاب : من أهم طرق عالج العصاب :

– العالج النفسي ) وهو العالج الفعال ، ويأتي على رأس1 القائمة التحليل النفسي ، والعالج النفسي التدعيمي ، والعالج النفسي الممركز حول المريض ، والعالج السلوكي ، والعالج

األساسي هو حل مشكالت المريض . – العالج النفسي الجماعي ، والعالج االجتماعي وعالج النقل2

البيئي . – العالج الطبي باألدوية ) وخاصة المهدئات ( وباستخدام3

الصدمات ) األنسولين والكهرباء ( وعالج األعراض .- مآل العصاب :

يعتبر مآل العصاب أفضل بكثير من مآل الذهان أو االضطرابات العضوية المنشأ ، ويالحظ أن كل أنواع العصاب قابلة للعالج النفسي والتحسن والشفاء مع العالج المناسب

% أو أكثر ( . وكثير من90) وتصل نسبة التحسن والشفاء إلى % من الحاالت (60 – 40حاالت العصاب تشفى تلقائيا ) حوالي

حين يحدث تغير في حياة المريض . عصاب القلق

Anxiety Neurosis

10

بالنسبة لإلنسان ...Spirit of lifeإن القلق هو روح الحياة فإن لم يكن هنالك قلق ، فليس هناك حياة لإلنسان ، وذلك ألن

القلق يعد بمثابة الطاقة المحركة لإلنسان ... فكلنا نعيشالقلق ، ولكن بدرجات متفاوتة وبظروف مختلفة ...

Emotionalباإلضافة إلى أن القلق استجابة وجدانية responseلموقف معين هو حارس للحياة النفسية لإلنسان

Spirictive. فإذا زاد القلق عن حده الطبيعي ، ووصل إلى الشكل المرضي ، فهو يصبح هنا تكثيفا للمشاعر اإلنسانية ، وموقفا

متطرفا إلحساس طبيعي ... وعادة ما يسبق القلق ظهور األنواع المختلفة من األمراض

النفسية ، أو يصاحبها ، إال أنه في بعض األحيان قد يكون هو العرض المرضي الوحيد المستمر دون أن يتطور إلى مرض

نفسي معين ، ويطلق عليه عندئذ القلق العصابي . فإذا بالمريض يظل قلقا خائفا من كل شيء ومن ال شيء في نفس الوقت ، ويظل يبحث عن شيء يبرر به خوفه أو يربطه به ، حتى أنه قد يلتمس النزعاجه أوهى األسباب وأقلها مدعاة للخوف والقلق ،

ويكون قلقه وخوفه وتوتره أقوى كثيرا مما يتطلبه الموقف . ويؤدي به ذلك – على سبيل المثال – إلى تقلبه في فراض النوم دون استغراق فيه طوال ليالي فترة االمتحانات ، مع ضيق بالغ

لعدم نومه هذا ، ورغبة شعورية جارفة للنوم حتى يستعيد نشاطه وقدرته على االستذكار وأداء االمتحانات ، ومع ذلك فإن قلقه وانزعاجه يمنعانه من النوم . وال تكاد تنقضي فترة االمتحانات حتى يبحث قلقه عن سبب آخر الستحضاره ) كانتظار ظهور

النتيجة وتوقع الرسوب ... إلخ ، وهكذا يظل المريض قلقا منشغال، سواء ألسباب واقعية أم ألسباب متوهمة ( .

وواضح أن القلق العصابي هو قلق مرضي ، وعلى هذا يختلف عن القلق الذي يخبره الناس في األحوال الطبيعية كرد

فعل على الضغط النفسي أو الخطر ، عندما يستطيع اإلنسان أن يميز بوضوح شيئا يتهدد أمنه أو سالمته ) كأن يصوب لص

مسدسا إلى رأسه ، أو كأن تفشل كوابح ) فرامل ( السيارة ، فهو عندئذ يشعر باالضطراب واالرتجاف ، فيجف ريقه ، وتعرق

يداه وجبهته ، وتزيد نبضات قلبه ، وتهتاج معدته ، ويشتد توتره ، ويعاني الخوف العقلي والقلق ( وأغلب الناس أحسوا بهذه

المشاعر في أوقات الخطر والضغط هذا وينبهنا دافيد شيهان في كتابه عن القلق إلى

وجود نوعين منه : أولهما هو القلق خارجي المنشأ ،11

، أما الثانيويكون استجابة سوية للضغط من خارج الفرد والذي توجد دالئل كثيرة توحيفهو القلق داخلي المنشأ ،

بأنه مرض.

تعريف القلق : هو شعور غير سار ، بالتوقع والخوف والتحفز والتوتر ، مصحوب ببعض اإلحساسات الجسمية ، وخاصة زيادة نشاط

الجهاز العصبي الالإرادي . أو هو حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع تهديد خطر فعلي أو رمزي قد يحدث ، ويصحبها خوف غامض ، وأعراض

نفسية جسمية . ويمكن اعتبار القلق انفعاال مركبا من الخوف وتوقع التهديد

والخطر . ولكن قد يتحول القلق إلى صور أخرى من العصاب

باستخدام ميكانيزمات الدفاع ) كأن يعزل مخاوفه وصراعاته إلى موضوع أو موقف رمزي ، أو يلجأ إلى التكوين العكسي ، فيخفي

ما يبطن ويبدل الشيء بنقيضه ، وهذا هو الحواز ، أو يستدمج موضوع الحب والكره ليصبح جزء من ذاته ، وهذا هو االكتئاب (وهكذا يلجأ الفرد للحيل أحيانا ليخفف من ألمه الذي ال ينتهي ..

لذا البد من المقارنة بين الخوف والقلق النفسيمن الناحيتين الفسيولوجية والسيكولوجية وذلك :

أنه من الناحية الفسيولوجية فإن الخوف يصحبه نقص شديد في ضغط الدم وضربات القلب وارتخاء العضالت ، مما يؤدي إلى حالة من اإلغماء ، وذلك في حالة الخوف الشديد . أما القلق النفسي فيصاحبه زيادة في ضغط الدم وضربات القلب وتوتر

في العضالت مع تحفز وعدم استقرار وكثرة في الحركة . ولكن من الناحية السيكولوجية فإن الفرق يكمن في

األتي : هو أن الخوف سببه معروف ، وتهديده خارجي ، وتعريفه محدد ،

والصراع فيه غير موجود ، ومدته حادة .. أما القلق فسببه مجهول ، وتهديده داخلي ، وتعريفه غامض ، والصراع فيه

موجود ، ومدته مزمنة ولكن أحيانا القلق يسبب االكتئاب كموظف صغير مسئول عن الخزينة ، ودوما يخشى من ضياع النقود ، فيصاب بالقلق ،

ولكن قد يقلل القلق من تركيزه ويشتت انتباهه ن فيغري بعضاآلخرين بسرقته ، فتظهر عليه عالمات االكتئاب .

تصنيف القلق :

12

يصنف القلق إلى : – القلق الموضوعي العادي : 1

حيث يكون مصدره خارجيا وموجودا فعال ، ويطلق عليه أحيانا القلق الواقعي أو القلق الصحيح أو القلق السوي ، ويحدث

هذا في مواقف التوقع أو الخوف من فقدان شيء ، مثل القلق المتعلق بالنجاح في عمل جديد أو امتحان أو اإلقدام على الزواج.

ويحدث أيضا في وجود متاعب خارجية واضحة ، ويزول بزوالالسبب.

– القلق العصابي : 2 وهو داخلي المصدر ، وأسبابه الشعورية مكبوتة غير

معروفة ، وال مبرر له ، وال يتفق مع الظروف الداعية إليه ، ويعوق التوافق واإلنتاج والتقدم والسلوك العادي. وال يزول بزوال السبب ، ولكن يحتاج إلى العالج النفسي ، كالخوف من الظالم ،

والعفاريت أو الخياالت . – القلق الثانوي : 3

وهو القلق كعرض من أعراض االضطرابات النفسية األخرى ، حيث يعتبر القلق عرضا مشتركا في جميع األمراض

النفسية تقريبا ، أي هو الذي يصاحب األمراض النفسية والعقلية األخرى ، كالوسواس القهري ، أو الذي يصاحب بعض األعراضالجسمية ، كارتفاع درجة الحرارة ، والتهاب اللوزتين ... إلخ .

أسباب القلق : تتعدد أسباب القلق ، ومن أهمها :

– الوراثة : 1 كثيرا ما نالحظ أن والدي المريض – وأحيانا أقاربه اآلخرين - يعانون من نفس القلق ، وهذا يدل على اضطراب البيئة التي

( وقد18نشأ فيها المريض بقدر ما يدل على أهمية الوراثة ، )تختلط العوامل الوراثية بالعوامل البيئية.

كالشعور بالتهديد الداخلي أو – االستعداد النفسي2 الخارجي الذي تفرضه بعض الظروف البيئية بالنسبة لمكانة

الفرد وأهدافه ، والتوتر النفسي الشديد ، واألزمات أو المتاعب أو الخسائر المفاجئة والصدمات النفسية ، والشعور بالذنب

والخوف من العقاب والنقص ، والصراع بين الدوافع واالتجاهات واالحباط والفشل اقتصاديا أو زواجيا أو مهنيا ... إلخ ، والحلول

الخاطئة وكثرة المحرمات الثقافية . كالضغوط الحضارية والثقافية – مواقف الحياة الضاغطة3

والبيئية الحديثة ، ومطالب ومطامح المدنية المتغيرة ) نحن

13

نعيش في عصر القلق ( ، والبيئة القلقة المشبعة بعوامل الخوف والهم ومواقف الضغط والوحدة والحرمان وعدم األمن ،

واضطراب الجو األسري وتفكك األسرة ، والوالدان العصبيانالقلقان أو أو المنفصالن ، وعدوى القلق وخاصة من الوالدين .

، – مشكالت الطفولة والمراهقة والشيخوخة4 ومشكالت الحاضر التي تنشط ذكريات الصراعات في الماضي ،

والطرق الخاطئة في تنشئة األطفال مثل القسوة والتسلط والحماية الزائدة والحرمان ... إلخ واضطراب العالقات الشخصية

مع اآلخرين . )اقتصاديا أو عاطفيا – التعرض للحوادث والخبرات الحادة5

أو تربويا ( ، والخبرات الجنسية الصادمة خاصة في الطفولةوالمراهقة ، واالرهاق الجسمي والتعب والمرض .

، والحيطة الطويلة – الطرق الخاطئة لتجنب الحمل 6 خاصة الجماع الناقص ، وعدم التطابق بين الذات الواقعية

والذات المثالية وعدم تحقيق الذات وظروف الحرب. – أسباب مرسبة :7

مثل توقع خيبة األمل أو صعوبات العمل ، أو فقدان عزيز ، أو اضطراب في العالقة بالجنس اآلخر ، أو أي صدمة نفسية

أخرى ، ويمكن أن يكون السبب عضويا مثل الحمى أو اإلصابة أوغيرها .

– أسباب فسيولوجية :8 يتبين أن أسباب القلق الفسيولوجية هي نشاط الجهازين السمبثاوي والباراسمبثاوي ، خاصة األول ، ومركزه األعلى في

الدماغ في الهيبوثالموس ، وهو في وسط دائرة األلياف العصبية الخاصة باالنفعال ، وتؤدي هذه األجهزة نشاطها من خالل

هرمونات عصبية ، ولذا من الممكن وقف هذه األعراض بإعطاء عقاقير مانعة ومضادة لهذه الهرمونات ، مما يقلل من خوف

الفرد المصاب ، وبالتالي إلى وقف الدائرة المفرغة خوف – قلق( . 3– مزيد من الخوف واألعراض – قلق ... إلخ )

أعراض القلق : قد يشكو المصاب بالقلق من أعراض تتصل بنفسه أو

بجسمه ، وعادة ما يشكو بهما معا ، لذا تتعدد أعراض القلق ،ومن أهمها :

وتنشأ من زيادة في نشاط – األعراض الجسمية للقلق : 1 الجهاز العصبي الالإرادي ، ومن ثم تزيد نسبة األدرنالين

والنورأدرنالين في الدم ) مع تنبيه الجهاز السمبثاوي ( ، ومن ثم يظهر كل من :

14

* الضعف العام ونقص الطاقة الحيوية والنشاط والمثابرة . * وتوتر العضالت وآالم عضلية فوق القلب والناحية اليسرى من

الصدر * و النشاط الحركي الزائد .

* والالزمات العصبية الحركية . * والتعب والصداع المستمر الذي ال يهدئه األسبرين .

* وتصبب العرق بغزارة ، وعرق الكتفين وارتعاش األصابع . * تنميل وخدار في األطراف .

* وشحوب الوجه .* فقدان التوازن وخفية الرأس .

* وسرعة النبض والخفقان . * وسرعة ضربات القلب ، واإلحساس بالنبضات في كل مكان ،

في رأسه ، وفي مخه ، مما يجعله في حالة ذعر من احتمال حدوث انفجار في المخ ، والذي لم يحدث بالطبع . كذلك يشعر

المريض ببعض ضربات القلب غير المنتظمة . * وآالم الصدر واإلحساس بالنبضات في أجزاء مختلفة من

الجسم . * وارتفاع ضغط الدم .

* واضطراب التنفس وعسره ونوبات التنهد والشعور بضيقالصدر .

* والدوار والغثيان والقيء ووجع المعدة . * واإلسهال وزيادة مرات اإلخراج .

* وتكرار التجشؤ ، واالنتفاخ ، وعسر الهضم . * وجفاف الفم والحلق .

* وفقد الشهية وصعوبة في البلع ونقص الوزن . * وإرهاق الحواس مع شدة الحساسية للصوت والضوء .

* والتعب عند االستيقاظ . * واضطراب الوظيفة الجنسية ) العنة والقذف السريع عند

الرجال والبرود الجنسي واضطراب العادة الشهرية عندالنساء ( .

– األعراض النفسية للقلق : وتشمل :2* الشعور بالتوتر العام والقلق على الصحة والعمل والمستقبل . * والعصبية والتوتر العام وعدم االستقرار والشعور بعدم الراحة .

* والحساسية النفسية الزائدة ، فيصبح شعور المريض مرهفاجدا .

* وسهولة االستثارة والهياج ، وعدم االستقرار .

15

* والمخاوف العامة غير المحددة والتي قد تصل إلى درجة الفزع ) أي يكون الفرد خائفا ولكنه ال يعرف لماذا ، ويكون لديه شعور

أن شيئا ما سيحدث ولكنه ال يعرف ما هو ( . * والشك واالرتباك والتردد في اتخاذ القرارات .

* والهم واالكتئاب العابر . * والتشاؤم واالنشغال بأخطاء الماضي وكوارث المستقبل .

* وتوهم المرض ، واإلحساس بقرب النهاية والخوف منالموت .

* واضطراب النوم واألرق ، واألحالم المزعجة والكابوس . * وضعف القدرة على التركيز وشرود الذهن واضطراب قوة

المالحظة * وضعف القدرة على العمل واإلنتاج واالنجاز .

* وسوء التوافق االجتماعي ، وسوء التوافق المهني ، وقد يصلالحال إلى السلوك العشوائي غير المضبوط .

* وتناول شرب الخمر أو تناول العقاقير المنومة أو المهدئة .تشخيص القلق :

- في التشخيص يجب العناية بالفحص الطبي الدقيق ، وتقييم1الشخصية ودراسة تاريخ الحالة .

– وفي حالة وجود األعراض الجسمية ، يجب عدم الخلط بين2 القلق واالضطرابات العضوية األخرى أو االضطرابات العصابية

األخرى مثل الهستيريا أو االكتئاب ) وفي كثير من الحاالت نالحظ أن بعض المرضى يذكرون األعراض الجسمية ، وال يذكرون أي

شيء من األعراض االنفعالية للقلق ، العتبارهم أن القلق مرض نفسي ، وهم يريدون أن يدفعوا عن أنفسهم أنهم مرضى

نفسيون . – في التشخيص يجب التفريق بين القلق المرضي أو العصابي3

الحاد المزمن ، وبين القلق الموضوعي أو السوي . – في التشخيص يجب التفريق بين القلق وبين الفصام في4

مراحله األولى ، والفارق األساسي بينهما وجود اضطراب اإلدراكوالتفكير في الفصام وعدم وجوده في القلق .

عالج القلق : إن أهم ما يتخذ تمهيدا للعالج ، هو تقصي تاريخ المريض ، تفصيال ، وفحصه فحصا شامال ، ثم نتقدم بعد ذلك في عالجه ،

وإن من أهم التوصيات العالجية للقلق ما يلي :

– العالج النفسي للقلق : 1

16

ويهدف لتطوير شخصية المريض ، وزيادة بصيرته ، وتحقيق التوافق باستخدام التنفيس واإليحاء واإلقناع والتدعيم والمشاركة

الوجدانية والتشجيع وإعادة الثقة في النفس وقطع دائرة النفسي المخاوف المرضية والشعور باألمن . ويفيد التحليل

وإظهار الذكريات المطمورة وتحديد أسباب القلق الدفينة في الالشعور ، وتنفيس المكبوتات ، وحل الصراعات األساسية .

ويستخدم العالج السلوكي خاصة لفك اإلشراط المرضي المتعلق بالقلق وللقضاء على الالزمات العصبية الحركية ) كفتل الشعر أو الشارب ، تقطيب الجبهة ، رمش العينين ، رمش المنخر ، مسح

األنف واألذن ، اختالج الفم ، عض الشفاه ، مص اإلبهام أو األصابع ، قضم األظافر ، اإليماء بالرأس ، أو هزة تحريك العنق ،

إدارة الرأس ، عصر حبوب الوجه ( . كما تفيد المناقشة والشرح والتفسير والتعليم والتفهيم

وكشف األسباب ودينامياتها وشرح الجهاز العصبي خاصة الجهاز العصبي المركزي والذاتي والتغيرات الفسيولوجية المصاحبة

للقلق. كما يفيد العالج النفسي التدعيمي ، في عالج هذا النوع من العصاب ، وذلك بتعليم المريض االسترخاء عن طريق تخيل بأنه

موجود في مكان يحب أن يكون فيه – اإلرشاد العالجي واإلرشاد الزواجي للقلق : 2

وحل مشكالت المريض وتعليمه كيف يحلها ويهاجمها دونالهرب منها .

– العالج البيئي للقلق : 3 كتعديل العوامل البيئية ذات األثر الملحوظ مثل تغيير العمل

، وتخفيف أعباء المريض ، وتخفيف الضغوط البيئية ومثيرات التوتر ، والعالج االجتماعي والرياضي والرحالت والصداقات

والتسلية والموسيقى والعالج بالعمل ( . – العالج الطبي لألعراض الجسمية المصاحبة للقلق :4

بتطمين المريض أنه ال يوجد لديه مرض جسمي ، واستخدام المسكنات ) مثل الباربيتورات ( واستخدام

المهدئات) مثل ستيالزين ( ، واستخدام العقاقير المضادة للقلق ) مثل ليبريوم ( . وهنا يجب تعريف المريض أن هذه مسكنات

ومهدئات ، حتى ال يعتقد أن مرضه عضوي المنشأ . ويجب الحرص في استخدام العقاقير المهدئة خشية حدوث اإلدمان .

وقد وجد استخدام عالج التنبيه الكهربائي والعالج المائي فيبعض الحاالت .

17

– العالج االجتماعي :5 ويتركز في تكييف حالة المنزل والعمل ، حتى نخفف عن

كاهل المريض بعض أعبائه التي تزيد من حالته ، وإزالة األسبابالعائلية المسببة للقلق .

مآل القلق : مآله حسن جدا ، خاصة كلما كانت الشخصية قبل المرض

متوازنة واالنا قوية ، وكلما كانت ظروف حياة المريض أقل قسوة ، وكلما كانت مكاسبه األولية والثانوية من المرض أقل ،

وكلما كانت دافعيته للشفاء وتعاونه مع المعالج أقوى .

عصاب الخوف المرضي ) الفوبيا ( Phobia

تعريف الخوف المرضي : خوف مرضي دائم من وضع أو موضوع ) شخص أو شيء أو موقف أو فعل أو مكان ( غير مخيف وال يستثير عادة الخوف

لدى عامة الناس ، وال يستند إلى أساس واقعي ، وال يمكن ضبطه أو التخلص منه أو السيطرة عليه ، ويعرف المريض أنه

غير منطقي ، ورغم هذا فإن هذا الخف يتملكه ويحكم سلوكه ،ويصاحبه القلق والعصابية والسلوك القهري.

وهناك فرق بين الخوف ) العادي ( وبين ) الخوف

:المرضي ( وهو حالة يحسها كل إنسان فيفالخوف العادي غريزة ،

حياته العادية حين يخاف مما يخيف فعال ، مثل حيوان مفترس حين يشعر باقترابه ينفعل ويخاف ويقلق ويسلك سلوكا ضروريا

للمحافظة على الحياة هو الهرب . فالخوف العادي إذن هو خوفموضوعي أو حقيقي ) من خطر حقيقي ( .

فهو خوف شاذ ودائم ومتكرر ومتضخمأما الخوف المرضي مما ال يخيف في العادة ، وال يعرف المريض له سببا ، وقد يكون

الخوف عاما غير محدد ، وهميا أو غير حسي ، كالخوف من ، ويبدو في خوف المريض ، منAgoraphobiaاألماكن المفتوحة

البقاء في أماكن مفتوحة ، فإذا ما دخل منزال ال يستريح إال إذا أغلق الباب ، وإذا جلس في غرفة يظل قلقا حتى تغلق منافذها ،

وإذا سار في الشارع أو خرج إلى األماكن الفسيحة انتابه الفزع والضيق ..الخ . وكما أن هناك مرضى يخافون من األماكن المفتوحة ، هناك أيضا مرضى على عكسهم تماما مصابون

، فال تكاد تغلق بابClaustrophobiaبالخوف من األماكن المغلقة

18

الغرفة التي يجلسون فيها حتى يصاب الفرد منهم بالخوف والفزع ، ويظل في هذه الحالة حتى يخرج من الغرفة أو تفتح

منافذها . وعموما ، فإن المواقف أو األشياء أو الموضوعات التي

تستثير الخوف لدى مرضى الفوبيات كثيرة ال يمكن حصرها : من ،Acrophobiaاألماكن المرتفعة أمثلة الخوف المرضي من

، والخوفHematophobiaوالخوف المرضي من منظر الدم المرضي من نوع من الحيوانات كالقط والدجاجة ..الخ . ولكل مريض بالفوبيا موقف معين أو موضوع معين أو أكثر هو الذي

يخيفه ، وال يظهر عليه الفزع والقلق والضيق إال إذا ظهر موضوع خوفه أمامه ، بحيث يظل المريض بالفوبيا عاديا ال تظهر عليه

أعراض المرض إال في حالة ظهور موضوع خوفه هذا وتختلف درجة الخوف المرضي من مريض بالفوبيا آلخر ، فالبعض يظهر عليه الخوف والفزع الشديدان إذا ظهر موضوع

خوفه بينما البعض يكون أقل خوفا وفزعا إذا ظهر موضوعخوفه .

أسباب الخوف : يرجع الخوف إلى عدة أسباب وعوامل هي :

– تخويف األطفال ، وعقابهم ، والحكايات المخيفة التي تحكي1 لهم ، والخبرات المريرة القاسية التي يمرون بها ، والخبرات

المخيفة المكبوتة ) خاصة منذ الطفولة المبكرة ( . – الظروف األسرية المضطربة ) الشجار واالنفصال والطالق2

والعطف الزائد والحماية الزائدة والوالدان العصبيان ( ، والسلطة الوالدية المتزمتة ، والتربية الخاطئة ) كالمنع والعقاب والرهبة ،

وعدم المساواة في المعاملة بين األطفال ( . – خوف الكبار وانتقاله عن طريق المشاركة الوجدانية واإليحاء3

والتقليد ، وعدوى الخوف من مريض به إلى مخالطيه . – القصور الجسمي ، والقصور العقلي ، والرعب من المرض .4 – الفشل المبكر في حل المشكالت .5 – الشعور باإلثم وما يرتبط به من خوف ) كخوف المريض من6

األمراض الجنسية ، نتيجة لشعوره بالذنب الناجم عن اتصالجنسي محرم ( .

– وقد يكون الخوف دفاعا لحماية المريض من رغبة الشعورية7 مستهجنة ، جنسية أو عدوانية في الغالب ) فمثال قد تشعر امرأة

بالخوف من الوحدة ، ويكون هذا بمثابة دفاع لحمايتها من احتمالقيامها بعالقة جنسية محرمة ترغب فيها الشعوريا ( .

19

– وتلعب حيلة اإلزاحة دورا ديناميا فعاال في الخوف ، حيث8 تزاح المهددات الداخلية إلى مهددات خارجية إزاحة الشعورية ،

وحيث ينقل االنفعال من مصدره األصلي إلى بديل أكثر قبوال ) فمثال خف المدرسة قد يكون تلقائيا بسبب االنفصال عن

األم ( .

أعراض الخوف : فيما يلي أهم أعراض الخوف :

– كل أنواع المخاوف المرضية مثل الخوف المرضي من :1 الخوف – الجنس – النساء – األماكن الواسعة – األماكن المغلقة – األماكن المرتفعة – النور – الظالم – البرق – الرعد – الماء –

النار – الدم – الجراثيم – الحشرات – الحيوانات – الثعابين – التلوث – التسمم – المرض – األلم – الموت – الزحام – اللغات

األجنبية – الغرباء ... إلخ – القلق والتوتر .2 – ضعف الثقة في النفس ، والشعور بالنقص ، وعدم الشعور3

باألمن ، والتردد وإضاعة الوقت ، يعمل ألف حساب لكل أمر ، والجبن ، وتوقع الشر ، وشدة الحرص ، واالنسحاب واالنفراد ،والهروب ، أو التهاون واالستهتار ، واالندفاع ، وسوء السلوك .

– اإلجهاد ، والصداع واإلغماء ، وخفقان القلب ، وتصبب العرق4 ، والتقيؤ ، وآالم الظهر ، واالرتجاف ، واضطراب الكالم , والتبول

أحيانا – السلوك التعويضي مثل : النقد والسخرية ، والتحكم ، وتصنع5

الوقار والجرأة والشجاعة . – األفكار الوسواسية ، والسلوك القهري .5 – االمتناع عن بعض مظاهر السلوك العادي ، ويصبح الخوف6

عائقا معجزا ) مثل االمتناع عن األكل في المطاعم أو االمتناععن التنزه أو الرياضة أو حتى مغادرة المنزل أو عبور الطريق ( .

تشخيص الخوف : – يجب أوال المفارقة بين الخوف العادي وبين الخوف المرضي1.

– ويجب التفريق بين الخوف ) كمرض ( وبين الخوف ) كعرض2 ( فالخوف أحيانا يكون مصحوبا ألمراض أخرى كعرض ، فهو عرض هام من أعراض القلق النفسي واالكتئاب والوسواس

والقهر والهذاء . - ويجب المفارقة بين الخوف وبين القلق ، حيث في الخوف3

يسيطر المريض ) نسبيا ( على القلق ويربطه بوضع أو موضوع20

خارجي ، وتكون الدفاعات الرئيسية هي الكبت واإلزاحة والتجنب.

عالج الخوف المرضي )الفوبيا( : يجب أوال إثارة رغبة المريض في العالج ، وفيما

يلي أهم مالمح العالج : – العالج النفسي للخوف : 1

خاصة التحليل النفسي للكشف عن األسباب الحقيقية والدوافع المكبوتة ، والمعنى الرمزي لألعراض ، وتصريف

الكبت ، وتنمية بصيرة المريض ، وتوضيح الغريب وتقريبه من إدراك المريض والفهم الحقيقي والشرح واإلقناع واإليحاء ،

وتكوين عاطفة طيبة نحو مصدر الخوف . ويستخدم أيضا العالج النفسي التدعيمي ، وتنمية الثقة في النفس ، وتشجيع النجاح

والشعور به ، وأبرز نواحي القوة واإليجابية لدى الفرد ، وتشجيع المريض على االعتماد على نفسه ، وإكسابه الخبرات بنفسه ،

وتنمية الشعور باألمن واإلقدام والشجاعة . ويستخدم كذلك العالج النفسي المختصر في حالة المخاوف الحديثة الظهور ،

ويستفيد بعض المعالجين بالتنويم اإليحائي . – العالج السلوكي الشرطي للخوف : 2

بكف االرتباط بين المخاوف وذكرياتها الدفينة ، وقطع دائرة المثير والخوف والسلوك وفك االشراط والتعرض لمواقف

الخواف نفسه مع التشجيع والمناقشة واالندماج وربط مصادر الخوف بأمور سارة محببة والتعويد العادي في الخبرة الواقعية السارة غير المخيفة ومنع استثارة الخوف ) وقد تستخدم بعض

األدوية المهدئة للتقليل من حدة القلق المصاحب لمثل هذهالمواقف ( . ويستخدم أسلوب التحصين التدريجي بصفة خاصة. كما يفيد العالج السلوكي التصرفي في عالج مثل هذا النوع

من العصاب ، وذلك بتعريض المريض تدريجيا للمثير المسبب للمخاوف ، عن طريق التخيل للمثير في وضع استرخاء ، ثم عرض صور المثير على المريض بالتدريج ، وبعد ذلك عرض

المثير نفسه في وجود مرضى آخرين ، ثم التعريض المفاجئ .للمثير بدون أي مقدمات

– العالج الجماعي للخوف : بالتشجيع االجتماعي ،3وتنمية التفاعل االجتماعي السليم الناضج

بعالج مخاوف الوالدين ، وعالج – العالج البيئي للخوف : 4 الجو المنزلي الذي يجب أن تسوده المحبة والعطف والهدوء والثبات واالتزان والحرية وعالج الوالدين واألقارب في حالة

عدوى الخواف ، وتوجيه الوالدين والمشرفين للمساهمة في21

ضبط االنفعاالت والتقليل من الخوف ببذل محاوالت العالج والتقليل من المشاجرات وعدم الخوف وعدم حكاية الحكايات

المخيفة لألطفال . – عالج األمراض المصاحبة للخوف الرئيسي : 5

وخاصة إذا كانت تعرقل حياة المريض ، وتعوق توافقهاالجتماعي بشكل واضح .

وفيما يلي بعض القواعد الهامة التي يجب على اآلباءاتباعها لعالج الخوف لدى األبناء :

أ – يجب إحاطة الطفل بجو من الدفء العاطفي الذي يشعره باألمن والطمأنينة ، على أن يتسم بالعطف والحنان والحزم

بدرجة معقولة ومرنة . ب – تربية روح االستقالل واالعتماد على النفس في الطفل كلما

أمكن ، مما يساعد على تكوين الثقة في النفس ، مع إشعاره بالتقدير وعدم السخرية منه ألي سبب مع عدم مقارنته بإخوته أو

بأقاربه . ج – يجب على اآلباء مساعدة الطفل على مواجهة المواقف التي

ارتبطت بذهنه بإنفعال الخوف : كالخوف من القطط أو الكالب أو الماء ، وذلك بتشجيعه . ولكن ليس بدفعه دفعا شديدا ، أو

بزجره ونقده ، تحميسا له ليقبل عليها ! ويجب أن نلقنه الحقائق ، ونوضح له أنه ال خطورة في المواقف إلى أن يقنع ،

ويسلك سلوكا سويا بدافع من نفسه . د – يجب إبعاد الطفل عن مثيرات الخوف كالمأتم والرؤى

المثيرة إثارة شديدة إلنفعال الخوف ، وحمايته من الخرافات السائدة في المجتمع من العفاريت والجن والجنية . وذلك بأن

توضح له أن كل هذه األمور خيالية ال يؤمن بها إال الجهالء . هـ - يجب أال نسرف في حث الطفل الصغير على التدين

والسلوك القويم عن طريق التخويف بجهنم وعقاب الله ، وإالكونا عنده منذ الصغر مركب الشعور بالنقص والذنب .

و – والخطة التي يمكن إتباعها للوقاية من الخوف وعالجه هي توضيح الغريب ، وتقريبه من إدراك الطفل ، ثم ربط مصادر الخوف بأمور سارة محببة بدال من ربطها بأمور تثير الخوف

فحسب ، وبذلك يمكن بسهولة تحويله إلى مصدر تعليمي يتمللطفل نفسه .

وأخيرا يجب على اآلباء أن يروضوا أنفسهم على عدم القلق على أبنائهم ، وعليهم أن يخفوا قلقهم إذا كان خارجا عن

إرادتهم ، وأن يقللوا من التحذيرات والمبالغة في النقد ، وأن يمتنعوا عن االستهزاء باألطفال والسخرية منهم ، فعالم األطفال

22

عالم دقيق حساس سريع التأثير ، شديد االنفعال ، قليلاالدراك ، نادر الخبرة ، ضئيل الحيلة .

مآل الخوف : مآل الخوف حسن ويدعو إلى التفاؤل بصفة عامة شريطة

التشخيص الدقيق وتعاون المريض والعالج السليم .عصاب الوسواس والحواز) القهر (

Obsession – Compulsion Neurosis تعريف الوسواس :

مرض نفسي يتميز بوجود تصور أو طقوس حركية أو دورية أو فكرة تراود المريض وتعاوده أو تالزمه دون أن يستطيع طردها

أو التخلص منها بالرغم من شعوره وإدراكه لغرابتها وعدم واقعيتها أو جدواها . بل إن المريض يبذل من طاقته الكثير لمحاولة درء مثل هذه األفكار عن ذهنه ، حتى يصبح شاغله

الشاغل هو القضاء عليها واستبعادها . أنا باستخدام منطقة في إقناع نفسه بعدم واقعية أو جدوى الفكرة ، وآنا آخر باللجوء إلى اآلخرين إلقناعه بذلك. فقد تكون هذه الفكرة فكرة عامة ، غير

ذات أهمية إطالقا للمريض ، مثل التفكير فيما إذا كانت البيضة ، وجدت قبل الدجاجة ، أم العكس . وقد تكون لها أهمية عاطفية ، مثل التفكير في وفاه أحد األقارب . وأحيانا تكون الفكرة مرتبطة

بحادث يهم المريض ولكنها ال تتفق مع واقعه وحقائق األشياء مثل تفكير طالب ما فيما إذا كانت نتيجة امتحان العام السابق

نتيجة صحيحة أم ال ، وذلك رغم انتقاله إلى السنة الدراسيةالتالية ، ورغم أنه يحاول إبعاد هذه الفكرة عبثا .

إذن فال غرابة إذن أن تظهر على المريض الوسواسي أعراض اإلرهاق والتعب لكثرة ما يبذل من طاقة في الوسواس

وفي مقاومته . أما الفكرة الوسواسية التي تشغل بال المريض فقد تظل

هي نفسها دون تغيير ، أو قد تختفي لتحل محلها فكرة أخرى لتختفي حتى تعود الفكرة األولى أو تحل ثالثة محلها ، كما قد

تجتمع أكثر من فكرة وسواسية في نفس الوقت . واألفكار الوسواسية كثيرة يصعب حصرها ، فهذا مريض تلح عليه فكرة أن كل أفراد الجنس اآلخر ينظرون إليه نظرات جنسية ، وآخر تلح عليه فكرة أن اآلخرين من الجنس اآلخر يفسرون نظراته

على أنها جنسية صرفة ، ويبدو لذلك مرتبكا في حضرتهم وخجوال، وثالث عليه فكرة أنه شخص فاشل ال يصلح لشيء ..الخ .

أسباب عصاب الوسواس القهري:

23

فيما يلي أهم أسباب عصاب الوسواس القهري: - الوراثة :1

ويدل على أهمية هذا العامل أننا نجد أن شخصية والديالمريض بهذا العصاب قد تتصف هي أيضا بالنزعة إلى الوسوسة

– التكوين الجسمي :2يغلب التكوين الجسمي النحيف على مرضى هذا العصاب .

– أسباب بيئية مهيئة :3 أ - كتقليد سلوك الوالدين أو الكبار المرضي بالوسواس القهري .

ب - واإلحباط المستمر في المجتمع ، والتهديد المتواصل بالحرمان ، وفقدان الشعور باألمن ، ولذا يبدو المريض وكأنه يتلمس األمن ، ويتجنب الخطر في النظام والتدقيق والنظافة

وغير ذلك من أعراض الوسواس والقهر . ج – التنشئة االجتماعية الخاطئة والتربية المتزمتة الصارمة

المتسلطة اآلمرة الناهية القامعة ، والقسوة والعقاب ، والتدريبالخاطئ المتشدد المتعسف على النظافة واإلخراج في الطفولة.

وقد تكون األسباب البيئية مرسبة ، فيبدأ المرض عقب وقوع حادث نفسي معين ، مثل خيبة األمل واإلصطدام بواقع

الحياة ، السيما وأن قيم ومثل المريض تكون – عادة – بعيدة عنالواقع .

– أسباب فسيولوجية :4 يوجد الكثير من الشواهد أو المالحظات التي تؤيد احتمال

نشأة هذا المرض من أسباب فسيولوجية ، فظهوره في األطفال بكثرة حيث الجهاز العصبي لم يكتمل نضجه ، وكذلك وجود

المرض بطريقة دورية وفي هيئة نوبات متكررة ، مع اضطرابات الموجات الكهربائية في الدماغ ، مع ظهور هذا المرض بعد

أمراض خاصة في الجهاز العصبي مثل الحمى المخية ، والصرعالنفسي الحركي ، كل ذلك يؤيد األساس الفسيولوجي .

– أسباب نفسية : 5 أ - كالصراع بين عناصر الخير والشر في الفرد ، والصراع بين

إرضاء الدوافع الجنسية والعدوانية وبين الخوف من العقاب الشعورية متصارعة تجد التعبير وتأنيب الضمير ، ووجود رغبات

عنها في صورة الفكر الوسواسي والسلوك القهري ، وكذلكالصراع بين التمرد على مطالب الكبار وتقبلها .ب – الخوف ، وعدم الثقة في النفس والكبت .

ج – ويعتقد أصحاب المدرسة السلوكية أن الوسواس يمثل مثير شرطي للقلق ، ولتخفيف القلق يقوم الفرد بسلوك معين يخفف

القلق المرتبط بالفكر الوسواسي .24

د – ويرى فرويد أن بعض حاالت الوسواس والقهر ترجع إلى خبرة جنسية مثلية سلبية ، تكبت وتظهر فيما بعد ، معبرا عنها

بأفكار تسلطية وسلوك قهري . كما ويرى فرويد أن هذا المرض يرحع إلى اضطراب في

المرحلة الشرجية في تكوين شخصية الفرد هـ – ويعتبر التكوين العكسي من أهم الحيل الدفاعية في عصاب الوسواس القهري ، مثال األم التي تحاول التخلص من جنينها ثم تمنت موته عند والدته ، وبعد والدتها أصبحت تغسل يديها مرارا قبل لمسه وتغلي مالبسه وأدوات رضاعته باستمرار وال تسمح

ألحد أن يلمسه ، خشية تعرضه للعدوى والمرض . و – وتلعب حيلة اإللغاء أو اإلبطال دور هام في عصاب الوسواس ، وفيه يلغي المريض ما قام به فعال من سلوك ، ألنه غير مقبول

شخصيا أو اجتماعيا ، كاألم الذي تلغي عقابها لطفلها بإغراقةبالحب .

ي – الشعور باإلثم وعقدة الذنب ، وتأنيب الضمير ، وسعي المريض الشعوريا إلى عقاب ذاته ، ويكون السلوك القهري بمثابة تكفير رمزي ، وإراحة للضمير ) فمثال يمكن أن يكون

غسيل األيدي القهري رمزا لغسيل النفس وتطهيرها من اإلثمالمتصل بخطيئة أو بخبرة مكبوتة (.

أعراض عصاب الوسواس القهري : فيما يلي أهم أعراض عصاب الوسواس القهري :

– األفكار المتسلطة ، ويكون معظمها تشككية أو اتهامية أو1 عدوانية أو جنسية ) الشك في الخلق والتفكير في الموت

والبعث واالعتقاد في الخيانة الزوجية ( واالنشغال بفكرة ثابتةتسلطية ، والتحريض على القيام بسلوك قهري .

– المعاودة الفكرية ، والتفكير االجتراري كترديد كلمات األغاني2بطريقة شاذة .

– التفكير الخرافي البدائي واإليمان بالسحر والشعوذة3 واألحجبة ، واألفكار السوداء ، والتشاؤم ، وتوقع الشر ، وتوقع

أسوأ االحتماالت والكوارث . – االنطواء واالكتئاب والهم وحرمان النفس من أشياء ومنع4

كثيرة ، وسوء التوافق االجتماعي وقلة الميول واالهتمامات نتيجةالتركيز على األفكار المتسلطة والسلوك القهري .

– الضمير الحي الزائد عن الحد ، والشعور المبالغ فيه بالذنب ،5 وعدم التسامح والعناد والجدية المفرطة ، والدقة والجمود ،الزائدة .

– االستغراق في أحالم اليقظة .625

– القلق إذا وقع في المحظور ، وخرج عن القيود والحدود ،7والتحريمات التي فرضها على نفسه فكرا وسلوكا .

– السلوك القهري والطقوس الحركية كالمشي على الخطوط8 البيضاء في الشارع ، والمشي بطريقة معينة ، ولمس حدود األسوار ، وعد األشياء التي ال يعدها الناس كطوابق المنازل

والشبابيك ودرجات السلم وأعمدة الكهرباء ، والتوقيع على أيورقة عددا معينا من المرات .... إلخ .

– النظام والنظافة والتدقيق واألناقة وحب القيام بطقوس9 ثابتة وطويله في النظافة وغسل اليدين المتكرر ونظام ثابت في

لبس المالبس وخلعها ، وفي ترتيب األثاث ، فلكل شيء مكانووضع وكل شيء في مكانة وموضعه ... وهكذا .

– التتابع القهري في السلوك ، والبطء في العمل ، والتردد10وعدم القدرة على اتخاذ القرارات .

– الشك المتطرف في الذات ، والتأكد المتكرر من األعمال ،11 والتردد والمراجعة الكثيرة ، وتكرار السلوك ) كتكرار قفل

األبواب ومحابس المياه والغاز ... الخ ( . – الخواف خاصة من الجراثيم والميكروبات والقذارة والتلوث12

والعدوى ، ولذلك يتجنب مصافحة الناس ، أو تناول الطعاموالشراب الذي يقدم له في المناسبات ... إلخ .

– السلوك القهري المضاد للمجتمع ، كهوس إشعال النار13وهوس السرقة ، وهوس شرب الخمر ، والهوس الجنسي.

تشخيص عصاب الوسواس القهري : – قد تالحظ بعض أشكال خفيفة من الفكر الوسواسي1

والسلوك القهري عند الشخص العادي ، ولكن الفيصل هو اعتبار الفكر وسواسيا والسلوك قهريا هو تكرار وقوعه وظهور القلق

والتوتر عند مقاومته أو منع الفرد تأدية عمله اليومي والتأثير علىكفاءته وسوء توافقه االجتماعي .

– يالحظ إذا طغى الفكر الوسواسي أكثر ، كانت الحالة شديدة2، أما إذا طغى السلوك القهري ، كانت الحالة أخف .

– يجب المفارقة بين عصاب الوسواس القهري كمرض في حد3 ذاته أو كعرض من أعراض مرض آخر ، مثل ذهان الهوس

واالكتئاب أو الفصام . – ويجب المفارقة بين عصاب الوسواس القهري وبين الهذاء .4

والفارق الرئيسي هو أنه في عصاب الوسواس والقهر يتأكد المريض من عدم صحة وتفاهة وغرابة وسخف فكرة المتسلط

وسلوكه القهري ، أما في الهذاء فإن األفكار والسلوك يؤمنالمريض بصحتها تماما .

26

- ويتشابه الحواز في أصله وطابعه مع الوسواس ، وكثيرا ما5 يتواجدان سويا في المريض الواحد . وال يكاد يختلف الحواز عن

الوسواس إال في أن الحواز يتميز أكثر بأنه حركي ، بينما الوسواس يتميز أكثر بأنه فكري . فالحواز يقوم بأفعال حركية

متكررة ، بينما الوسواسي تراوده وتعاوده أفكار غريبة . والمريض في الحالتين يعي تماما أنه مريض . ويجاهد في أن

يوقف األفعال الحركية الحوازية إلدراكه لسخفها . وفي أن يدرأ األفكار الوسواسية إلدراكه لعدم منطقيتها وزيفها . وإن كان

يفشل في الحالتين ألن الدوافع إليهما دوافع ال شعورية ال يدركها وال يملك التحكم فيها وال يستطيع مواجهتها بشكل ناجح إال إذا

أدرك حقيقتها وأهدافها بعد أن يخضع للتحليل النفسي . عالج عصاب الوسواس القهري :

قد يظهر العصاب لمدة قصيرة ويشفى تلقائيا دون عالج ،ولكن معظم الحاالت تحتاج إلى فترة طويلة تحت العالج .

وأهم مالمح العالج ما يأتي : – العالج العضوي لعصاب الوسواس القهري : 1

أ – العالج بالصدمات الكهربائية والتنويم الكهربائي ال سيما فيالحاالت المصحوبة باالكتئاب .

ب – العالج بالعقاقير : ويفيد في تخفيف حدة التوتر المصاحب للوسواس القهري ، باستخدام األدوية المهدئة لتقليل حدة

االضطراب والتوتر المصاحب للوسواس القهري ) مثل ليبريوم ( ، وإن لم ينجح في القضاء على الفكرة الغريبة ذاتها ،

وفي بداية ظهور الوسواس قد يستجيب للعالج المكثف بمضادات االكتئاب مع المهدئات العظيمة . ويوصي بعض المعالجين

باستخدام عالج النوم المستمر في بعض الحاالت. ج – العالج الجراحي :) شق الفص الجبهي ( كآخر حل أحيانا في

حالة استحالة التخلص من الوسواس القهري الذي يعطل حياة المريض ، بقطع الفص األمامي في المخ في الحاالت المستعصية

التي تصل فيها الوساوس والقهر درجة يستحيل معها أي نشاط آخر لإلنسان ) مثل حالة وصلت ألن تغسل الخبز بالماء والصابون

، ثم ال تأكله طبعا ، حتى كادت تهلك هزاال. – العالج النفسي لعصاب الوسواس القهري :

وخاصة التحليل النفسي ، للكشف عن األسباب وإزالتها ، وتفسير طبيعة األعراض ومعناها الرمزي والالشعوري . وعالج الشرح والتفسير والتوضيح واإليحاء ، وتنمية البصيرة بالنسبة

للعوامل والديناميات والمخاوف وما يصاحبها من حيل ووسائل27

دفاع الشعورية ، قد يكون دورهم – باالضافة إلى العالج العضوي – في إزالة التوتر المصاحب للوسواس القهري . وكذلك عالج

المساندة والتشجيع والتطمين والتقليل من الخوف ، وتجنب مثيرات الوساوس ومواقفها وخبراتها ، وإعادة الثقة بالنفس .

والعالج باإلزاحة ) أي إزاحة األفكار الوسواسية والسلوك القهريبأفكار بناءة وسلوك مفيد ( .

– العالج االجتماعي والعالج البيئي :3 وهو يوجه نحو إزالة مزيد من الصعوبات البيئية التي قد

تزيد من توتر المريض وضيقه ، فيتم تغيير المسكن أو العمل . – العالج السلوكي : 4

وهو يفيد كثيرا في ربط األعراض عرض بمؤثرات منفرة ، وذلك إلزاحة هذه األعراض وبصفة خاصة للتخلص من المخاوف

المصاحبة وخاصة باستخدام أسلوبي الكف المتبادل والخبرة المنفرة . والعالج بالعمل ) في حالة الكبار ( ، والعالج

باللعب) في حالة األطفال (

مآل عصاب الوسواس القهري : كان ينظر فيما مضى المآل عصاب الوسواس القهري على

أنه أسوأ من باقي األمراض النفسية العصابية . أما اآلن فالمآل يكاد يوازي باقي األمراض العصابية ، إال أنه يعتبر من أصعبها

عالجا ، وخاصة في الحاالت الشديدة . ويمكن القول إجماال أن %(40 % ( من الحاالت تشفى ، وأن حوالي ) 20حوالي )

%( ال تتغير حالتها .40تتحسن ، وأن حوالي ) وعلى العموم فإن مآل عصاب الوسواس القهري يكون أفضل : كلما كان ظهور المرض وأعراضه حديثا ، وكلما كان هناك أسباب بيئية واضحة ترتبط بظهور المرض ، وكلما كانت البيئة التي سيعود إليها المريض بعد العالج أفضل ، وكلما كان

توافقه العام واالجتماعي والشخصي أفضل .

عصاب الهستيريا Hysteria Neurosis

اشتق هذا االسم من اللفظ الالتيني للرحم " هستيرون " ألن الفكرة الشائعة في ذلك الوقت ، أن هذا المرض يصيب النساء فقط ، وأن سببه هو انقباضات عضلية في الرحم ...

وبالطبع فقد ثبت خطأ هذه التسمية ، فإن مرض الهستيريا يظهر في الرجال ولو أنه أكثر شيوعا في النساء وليس له عالقة

بالرحم.28

تعريف الهستيريا : مرض نفسي عصابي ، تظهر فيه اضطرابات انفعالية مع خلل في أعصاب الحس والحركة . وهي عصاب تحولي تتحول

فيه االنفعاالت المزمنة إلى أعراض جسمية ليس لها أساس عضوي ، لغرض فيه للفرد أو هروبا من الصراع النفسي ، أو من القلق ، أو من موقف مؤلم بدون أن يدرك الدافع لذلك ، وعدم إدراك الدافع يميز مريض الهستيريا عن المتمارض الذي يظهر

المرض لغرض محدد مفيد . وفي الهستيريا تصاب مناطق الجسم التي يتحكم فيها

الجهاز العصبي المركزي ) اإلرادي ( مثل الحواس وجهاز الحركة . وهذا غير المرض النفسي الجسمي ، حيث تصاب

األعضاء التي يتحكم فيها الجهاز العصبي الذاتي ) الالإرادي ( . الهستيريا مرض نفسي متعدد األنواع ، فهناك من يطلق

، أو رد فعل التحويلConversionأسم الهستيريا التحولية Conversion Reactionأي التي تعني تحويال جسميا ألمور نفسية ،

نظرا ألنها تعتمد على حيلة دفاعية نفسية أساسية هي التحويل ، حيث تحول اإلنفعاالت والصراعات إلى أعراض جسمية كحل

،Hysterical Tranceرمزي للصراع ، وهناك اإلغماء الهستيري ويتمثل في نوبات يفقد المريض وعيه ، وقد يتصلب جسمه أو

يهذى بكلمات ال معنى لها أو يأتي بحركات شاذة . وهناك التجوال ، ويتمثل في المشي أثناء النوم ،Somnambulismالنومي

والقيام بنشاط حركي وإنجاز أعمال والفرد في حالة نوم ، وعندما يستيقظ الفرد فإنه غالبا ال يتذكر ما فعله أثناء تجواله النومي . كما أن هناك نوعا آخر من الهستيريا يشبه هستيريا

،Fugueالتجوال النومي وهو المعروف " بالتجوال الالشعوري " ويتمثل في فقدان المريض لذاكرته لفترة طويلة ، فينسى نفسه

وبيته وأهله وعمله ، ويخرج متجوال لفترة قد تطول أياما أو شهورا ، ويقوم أثنائها بأعمال ويزاول أنشطة ويجوب مناطق

وبالدا ، حتى إذا أفاق من نوبة التجوال الالشعوري هذا عادت إليه ذاكرته وتعرف على نفسه ورجع إلى بيته وأهله وعمله . وغالبا ما

فعله أثناء نوبة التجوال . Multipleومن أنواع الهستيريا أيضا تعدد الشخصية

Personalitiesفيعيش المريض فترة في شخصية معينة ، وفترة ، أخرى في شخصية غيرها ، ثم تعاوده الشخصية األولى لفترة

أخرى ، وهكذا يعيش بالتناوب شخصيتين أو أكثر . وغالبا ال يتذكر المريض الشخصية التي سبق أن عاشها في الفترة السابقة ، بل

ربما أشار إليها على أنها شخصية فرد آخر خالفه مستخدما لها29

اسما معينا أو ضمير "هو" . وكثيرا ما تكون الشخصيات المتبادلة ، التي يعيشها مريض تعدد الشخصية ، شخصيات

متكاملة في دوافعها ورغباتها وخصائصها ، ومقطوعة الصلة أو تكاد إحداها باألخرى . وعموما فحاالت الهستيريا المتعددة

الشخصية من الحاالت النادرة جدا والتي تستهوي الروائيينوتلهب خيالهم.

أسباب الهستيريا : فيما يلي أهم أسباب الهستيريا :

– الوراثة : 1 وتعلب دورا ضئيال للغاية ، بينما تلعب البيئة الدور األكبر ،

% ( من15 % ( من إخوة المرضى ، وكذا ) 6ولوحظ أن ) أبنائهم مصابون بنفس المرض ، ونعزو هذا إلى الوراثة ، كما

نعزوه إلى اإليحاء البيئي والميل إلى التقليد . بينما يرجع بافلوف وأنصار التفسير الفسيولوجي ذلك إلى ضعف قشرة المخ ،

بسبب االستعداد الوراثي ، وعادة ما يكون المريض الهستيري ذا ( ، ولكن يمكن حدوثها في أي7تكوين جسمي نحيف واهن )

(.18تكوين جسمي آخر ) – األسباب النفسية للهستيريا : 2

الصراع بين الغرائز والمعايير االجتماعية ، والصراع الشديد بين األنا األعلى وبين الهو ) وخاصة الدوافع الجنسية ( ، والتوفيق عن طريق العرض الهستيري ، واإلحباط وخيبة األمل في تحقيق

هدف أو مطلب ، والفشل واإلخفاق في الحب ، والزواج غير المرغوب فيه ، والزواج غير السعيد ، والغيرة ، والحرمان ونقص

العطف واالنتباه وعدم األمن ، واألنانية والتمركز حول الذات بشكل طفلي . وعدم نضج الشخصية وعدم النضج االجتماعي ، وعدم القدرة على رسم خطة للحياة ، وأخطاء الرعاية الوالدية

مثل التدليل المفرط والحماية الزائدة ... إلخ ، والضغوط االجتماعية والمشكالت األسرية والتوتر النفسي والهموم ،

والرغبة في الهروب منها ، والرغبة في العطف واستدرار اهتمام اآلخرين ، والحساسية النفسية وسرعة االستثارة وعدم النضج

االنفعالي والضغوط االنفعالية والصدمات االنفعالية العنيفة وكبتهاوالهروب منها عن طريق تحويلها إلى أعراض هستيرية .

– كون أحد الوالدين شخصية هستيرية : 3فيأخذ الطفل عنه ) اكتسابا ( سمات الشخصية الهستيرية .

فشل في حب أو – ومن األسباب المباشرة للهستيريا ، 4صدمة عنيفة أو التعرض لحادث أو جرح أو حرق ... إلخ .

– شخصية المريض قبل المرض :5

30

تتصف عادة بميله إلى حب الطهور واستدرار العطف ، وحب الذات وحب التملك ، كما يتصف المريض عادة بالمبالغة

والتهويل في كل األمور ، وقد يطلق على هذه الشخصية اسم "الشخصية الهستيرية .أعراض الهستيريا :

قد يكابد المريض الهستيري أعراض نوع واحد أو أكثر من أنواع الهستيريا وعلى مستويات مختلفة من الشدة ، مضافا إليها

بعض األعراض العامة للهستيريا : مثل اضطراب الذاكرة ، أو شدة القابلية لإليحاء ، أو سرعة تقلب المزاج ، أو اضطراب بعض

الوظائف النفسية وفيماولكن ال توجد كل أعراض الهستيريا في مريض واحد ،

يلي أهم أعراض الهستيريا : – األعراض العامة للهستيريا : 1

المرض عند بداية المدرسة ، أو عند االمتحانات ، ردود الفعل السلوكية المبالغ فيها للمواقف المختلفة ، المرض يمرض

عزيز مات به ، العرض كامتداد تاريخي لمرض عضوي سابق .– األعراض الحسية للهستيريا : 2

وتشمل العمى الهستيري ، الصمم الهستيري ، فقدان حاسة الشم ، فقدان حاسة الذوق ، فقدان الحساسية الجلدية

في عضو أو في عدة أعضاء ، الخدار الهستيري ) انعدامالحساسية العامة ( ، األلم الهستيري .

وتشمل الشلل – األعراض الحركية للهستيريا : 3 الهستيري ) النصفي أو الطرفي أو في الجانبين أو القعاد ( ، الرعشة الهستيرية ، التشنج الهستيري ، والتقلص ، والمشي

بطريقة شاذة ، واللوازم الحركية ، وتسمى هذه جميعا مظاهر حركية إيجابية ، وهناك مظاهر حركية سلبية كالصرع الهستيري ، عقال العضل ) خاصة في اليد وخاصة أثناء الكتابة وهو ما يسمى

عقال الكاتب ( ، وفقدان الصوت أو النطق ، والخرس الهستيري ، وفيها تقل الحركة أو تنعدم ، وارتجاف األطراف

والغيبوبة – األعراض العقلية للهستيريا : 4

وتشمل اضطراب الوعي ، الطفلية الهستيرية ) السلوك أو التكلم كاألطفال ( ، وفقدان الذاكرة ، وحاالت الشرود ، أو نوبات

اإلغماء أو ازدواج أو تعدد الشخصية والجوال الليلي ، والتجوال ) وهنا يترك المريض بيته أو عمله ، ويخرج على غير هدى في

تجوال أو رحلة ثم يعود وال يذكر عن هذه الرحلة شيئا ( ، أو المشي أثناء النوم ) وهنا يسير المريض أثناء نومه ، وغالبا ما

31

تحدث هذه الحالة في سن الطفولة ، وتختلف هذه الحالة عن التجوال في أنها تحدث أثناء النوم ، ولفترة قصيرة ، ويكون

المريض على عالقة ضعيفة بمن حوله .– األعراض الحشوية :5

وتشمل فقد الشهية والشره ، واإلفراط في الشرب والقيء ، ونوبات الفواق ) الزغطة ( وغيرها ، والصداع واآلالم

المختلفة في الجسم . – أعراض أخرى :6

مثل التهاب الجلد الزائف ) وهو مرض يتصف بأن المريض يحدث في جلده خدوشا دون وعي منه ، ويحدث ذلك عادة أثناء

النوم (تشخيص الهستيريا :

– يجب المفارقة بدقة بين الهستيريا والمرض العضوي ، وعلى1 األخصائي التأكد من الخلو من األسباب العضوية لألعراض ،

واستبعاد وجود مرض عضوي . – ويجب عدم الخلط بين أعراض الهستيريا وبين أعراض2

كما هو موضح في الجدولالمرض النفسي الجسميالتالي :

المرض النفسي الجسميالهستيريا تصيب األعضاء التي يسيطر

عليها الجهاز العصبي المركزي يصيب األعضاء التي تسيطرعليها الجهاز العصبي الذاتي

األعراض تعتبر تعبيرات رمزية غير مباشرة عن دوافع مكبوتة

وتخدم غرضا شخصيا لدىالمريض

األعراض عبارة عن نتائج مباشرة الضطرابات انفعالية تخل بتوازن الجهاز العصبي

الذاتي – ويجب أيضا عدم الخلط بين أعراض الهستيريا وبين أعراض3

التفكك . – ويجب التفرقة بين الهستيري والمتمارض ، فالهستيريا4

الإرادية ، والهستيري ال يبالي بأعراضه ، وال يعيرها اهتماما كبيرا ، بينما التمارض إرادي والمتمارض يعير أعراضه اهتماما زائدا ،

ويدرك الفائدة التي يجنبها من وراء تمارضه . وعلى العموم تدل العالمات التالية على حالة

الهستيريا :* حدوث المرض فجأة أو في صورة درامية .

* نقص قلق المريض ، بخصوص مرضه ، وعدم مباالته وهدوئهالنفسي ، وهو يتحدث عن أعراض مرضه .

32

* الضغط االنفعالي قبل المرض .* وجود مكسب ثانوي من وراء المرض .

* تغير األعراض باإليحاء .* اختالف شدة األعراض في فترة وجيزة .

* عدم النضج االنفعالي في الشخصية قبل المرض . * نقص االرتباط بين األعراض والناحية التشريحية لألعصاب الحسية والحركية ، ألن المريض ليس طبيبا ، والمرض ليس

عضويا أصال ، فنجد نمط فقد اإلحساس غير ثابت ن وفقداإلحساس ال يتطابق مع التوزيع التشريحي ... وهكذا .

عالج الهستيريا : فيما يلي أهم مالمح عالج الهستيريا :

– العالج النفسي للهستيريا : 1 وهو أهم أنواع العالج في هذا المرض ألنه يتناول تركيب

الشخصية بهدف تطويرها ونموها ، وقد يستخدم األخصائي التنويم اإليحائي إلزالة األعراض . ويلعب اإليحاء واإلقناع دورا

هاما هنا ، ويستخدم التحليل النفسي للكشف عن العوامل التي سببت ظهور األعراض والدوافع الالشعورية وراءها ومعرفة هدف

المرض . ويقوم المعالج بالشرح الوافي والتفسير الكافي لألسباب ، ومعنى األعراض . وكذلك يفيد العالج التدعيمي

ومساعدة المريض على استعادة الثقة في نفسه ، وتعليمه طرق التوافق النفسي السوي ، والعيش في واقع الحياة . ويستخدم العالج الجماعي خاصة مع الحاالت المشابهة ، ويجب أن يعمل

المعالج باستمرار على إثارة تعاون المريض وتنمية بصيرته ومساعدته في أن يفهم نفسه ، ويحل مشكالته ، ويحاربها بدال

من أن يهرب منها ، ويقع ضحية لها . ويالحظ أن بعض المعالجين يستخدمون نوعا من الحقن ) أميتال صوديوم ( ، لتسهيل عملية

التنفيس واإليحاء واإلقناع ) التحليل التخديري ( . – اإلرشاد النفسي للوالدين والمرافقين كالزوج أو2

الزوجة : وينصح بعدم تركيز العناية واالهتمام بالمريض أثناء النوبات الهستيرية فقط ، الن ذلك يثبت النوبات لدى المريض العتقاده

أنها هي التي تجذب االنتباه إليه . – العالج االجتماعي والعالج البيئي لحاالت3

الهستيريا : ويتجه إلى تعديل الظروف البيئية المضطربة التي يعيش

فيها المريض بما فيها من أخطاء وضغوط أو عقبات حتى تتضمن33

من التغلب على العقبات بطريقة حالته ، وبذلك يتمكن المريض أقرب إلى الواقع وفي بعض األحوال قد تضطر إلى إبعاد

المريض عن الجو الذي يثبت العرض بعض الوقت . – العالج الطبي ألعراض الهستيريا :4

ويستخدم عالج التنبيه الكهربائي أو عالج الرجفة الكهربائية . وفي بعض األحيان يلجأ المعالج إلى استخدام الدواء

، ويفيد فائدة كبيرة .Placeboالنفسي الوهمي مآل الهستيريا :

% ( من مرضى الهستيريا يتم50يالحظ أن حوالي ) % (30شفاؤهم تماما مع العالج المناسب ، وأن حوالي )

% ( يتحسنون20يتحسنون تحسنا ملحوظا ، وأن حوالي ) تحسنا بسيطا أو تستمر معهم األعراض .

وعلى العموم يكون مآل الهستيريا أفضل : كلما كان بدء المرض فجائيا وحادا واستمر لمدة قصيرة قبل بدء العالج ، وكلما

كان المكسب من وراء المرض ليس كبيرا ، وكلما كانت العالمات الشخصية واألسرية سليمة نسبيا ، وكلما كان المريض

متوافقا مهنيا . عصاب الوهن العصبي ) النيورستانيا (

Neurasthenia يقصد به إحساس المريض المستمر باإلرهاق والتعب

ويشمل مفهوم النيورستانياواضعف ونقص الحيوية ،األنواع التالية من الظواهر المرضية :

أ – اضطرابات في الحساسية ) صداع متصل أو متقطع وأوجاع متنقلة وحساسية مفرطة وإحساسات متوهمة ال أساس عضوي

لها . ب – اضطرابات حسية ) زيادة في حساسية الشخص وطنين

األذنين ( . ج – اضطرابات حشوية وظيفية ) خاصة بالهضم كارتخاء األمعاء وتقلصات المعدة ومغص معوي واضطراب في إفرازات المعدة

والمعي والكبد ، فضال عن اإلمساك ... إلخ ، وخاصة باألوعية الدموية كهبوط في ضغط الدم ، وخاصة ضعف جنسي متفوت ،

وافتقاده الحساسية الجنسية ( .د – اضطرابات التنفس ) ضيق في التنفس والربو الكاذب ( .

هـ - اضطرابات عصبية نفسية منوعة ) أرق ودوار وترنح ورجفة وقلق واكتئاب وتهيج عصبي وخور في العزيمة واندفاع وسرعة

التعب وصعوبة البدء في عمل ما ، وتشتت االنتباه وضعفالتركيز .

34

تعريف الوهن النفسي : هو حالة من الشعور الذاتي المستمر بالوهن النفسي

العام ، الذي يصحبه أعراض عصبية وجسمية ، ومن أهم خصائصه الوهن النفسي والجسمي وشدة التعب واإلعياء والفتور

حالة من واإلنهاك ، وقد يصل إلى درجة اإلنهيار ، وهو يكاد يكون " التعب المزمن " . ويطلق عليه البعض أسم " اإلنهيار العصبي "

أو " الضعف النفسي " أو " اإلعياء النفسي " أو " استجابة Asthenicالضعف " أو " متالزمة التعب " أو " رد فعل الضعف

Reaction.أسباب الوهن النفسي :

هناك كثير من األسباب التي تشرح وتعلل لظهورأعراض هذا المرض ، ومن ذلك :

– الوراثة : 1 ويدل على أهمية هذا العامل وجود أمراض نفسية مختلفة

في أقارب وأسالف المصابين بالمرض . – التكوين الجسمي : 2

هذا وقد لوحظ ظهور الوهن النفسي في األشخاص ذوي التكوين الجسمي النحيف الواهن الذين يتصفون بشدة حساسية

الجهاز العصبي .– التسمم الذاتي :3

افترض كثير من الباحثين أن الجسم يفرز سموما لسبب أو آلخر . تسري فيه ، وتسبب المرض ، مما لم يثبت صحته حتى

اآلن . – اإلنهاك :4

ويقال كذلك أن اإلرهاق واإلجهاد من األسباب المباشرةللمرض .

– اإليحاء واالستهواء :5 يرجع آخرون أسباب المرض إلى سهولة االستهواء عند

بعض المرضى ، فسرعان ما يؤمن المريض بما توحيه إليه نفسه ) أو غيره ( ، من أنه قليل الحيلة ، ضعيف اإلمكانيات في كافة

المجاالت . – الصراع النفسي : كثيرا ما يعتبر أن أسباب الوهن6

النفسي نفسية في جملتها وأهمها : أ – الصراع النفسي ذو التاريخ الطويل نتيجة تضارب الرغبات

واإلقدام واإلحجام في السلوك ، مما يسبب اإلنهاك والضعف ، واإلحباط المتكرر ، وعدم إشباع حاجات الفرد ، والفشل والحرمان ، واليأس ، والشعور بالنقص ، والتوتر النفسي

35

واالضطرابات اإلنفعالية العنيفة الطويلة والصدمات اإلنفعالية ، والشعور بالعجز المفاجئ في حيل وأساليب الدفاع النفسي التي كان يعتمد عليها الشخص في مواجهة ضعفه ، وشعوره بالنقص )

كحيلة التعويض مثال ( ، ووجود العدوان المكبوت ومحاولةمقاومته .

ب – النمو المضطرب للشخصية ، وعدم ضبط النفس ، وضعف الثقة في النفس ، وسهولة اإليحاء واالستهواء ، واعتقاد الفرد في

قلة حيلته وضعف إمكانياته ، وعدم وجود خطة للحياة ، وعدم وضوح األهداف والمثل والحياة الرتيبة ، ونقص الميول

واالهتمامات . ج – االضطرابات األسرية واالنهيار األسري ، وطرق التربية الخاطئة ) القسوة والحماية الزائدة – والتدليل .... إلخ ( ،

وضعف الروح االجتماعية ، والهروب من تحمل المسئوليات وعدم التعود عليها ، وسوء التوافق االجتماعي ، ووجود اضطراب

مماثل لدى أحد الوالدين أو األفراد المهمين في حياة الفرد ، واكتساب وتعلم األعراض منه ، خاصة في حالة وجود مكاسب

ثانوية لهذا السلوك المرضي المكتسب . د – العمل الشاق المرهق تحت الضغط المصحوب بالقلق ،

والمجهود المجهد الذي يستنفد الطاقة العصبية ، ويعوقاالسترخاء ، ويحول دون االستمتاع بالحياة .

هـ – الحضارة الحديثة وضغوطها الشديدة ، ومطالبها الكثيرة ، وضغط مشكالت الحياة واالتجاهات السالبة نحوها ،و عدم

االستعداد لمواجهتها والضغوط النفسية المتعلقة بالمنافسةوالخضوع واإلهانة والنبذ والعدوان والحروب ... إلخ .

أعراض الوهن النفسي : – األعراض الجسمية للوهن النفسي : 1

وتشمل : التعب الجسمي ، والعقلي المستمر ) بدون أساس عضوي ( ، والشعور بالضعف العام واإلجهاد وتخاذل

القوى واإلعياء ألقل مجهود ، والخمول والكسل ، ونقص الحيوية والنشاط ، والضعف الصحي والعصبي والنفسي ، وبعض اآلالم

والصداع والشعور بالضغط في الرأس ،، العامة غير المحددة وهبوط ضغط الدم واإلحساس بضربات القلب ، وشحوب الوجه ،

والتغيرات واالضطرابات الحشوية ، وضعف الشهية ، وعسر الهضم واإلمساك ، والضعف الجنسي ) عند الرجال ( ،

واضطراب العادة الشهرية ) عند النساء ( ، وآالم الظهر خاصة األلم القطني والعجزي ، واألرق ، واضطراب النوم ،و األحالم

36

المزعجة ، والتعب عند االستيقاظ من النوم ، كل ذلك بدون مبرر.

– األعراض النفسية للوهن النفسي : 2 وتشمل : القلق العابر المصحوب بالتوتر وعدم االستقرار ،

والشعور بالضيق والتبرم وتدهور الروح المعنوية ، والتشاؤم ، والشعور باالحباط ، وضعف الطموح والشهور بالنقص والضعف والعجز ، وتشتت االنتباه ، وضعف القدرة على التركيز ، وضعف

الذاكرة ، وعدم القدرة على مواصلة التفكير في موضوع معين ، واالستغراق في أحالم اليقظة ، واالكتئاب والهم ، والحساسية

االنفعالية الزائدة ، والقابلية الشديدة لالستثارة ، وسرعة التهيج ، والغضب ، وعدم تحمل الضجيج ، واألصوات الشديدة والضوضاء

العالية ، والثورة ، وضعف العزيمة واإلرادة ، وفتور الهمة ، وضعف الحماس ، وعدم الرغبة في العمل ، وعدم القدرة على

إتمام ما يبدؤه منه ، وعدم القدرة على تحمل المسئوليات ،و التردد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات ، والهروب من مجابهة

المشكالت وحلها ، والشك في الناس ، والسلبية ، والتمركز حول الذات ، وفتور النشاط االجتماعي ، واالعتماد على الغير ، والتبرم

بأوضاع الحياة ، وفقدان االهتمام بها ، وسوء التوافق المهني ،والخواف ، وتوهم المرض .

تشخيص الوهن النفسي : - يالحظ أنه من النادر أن يظهر الوهن النفسي كعصاب1

مستقل ، ولكنه يظهر كإضافة أو عرض لمرض نفسي آخر ) كما في الفصام البيسط أو االكتئاب ( ، وينبغي عدم اإلكثار من

الوسائل التشخيصية . – يجب المفارقة بين الوهن النفسي وبين االكتئاب ، فالوهن2

النفسي يكون مستمرا ، أو الشكوى األساسية هي األعراض الوظيفية ، واالكتئاب أحد هذه األعراض ، ويناقش المريض

أعراضه ويتحدث عنها – يجب المفارقة بين الوهن النفسي والفصام المبكر ، ففي3

الفصام المبكر ال يهتم بالمحيط الخارجي ، ويستغرق في أحالماليقظة ، وتظهر عنده الهذيانات والهلوسات .

– يجب المفارقة بين الوهن النفسي وبعض االضطرابات4 العضوية الجسمية األخرى ) مثل فقر الدم أو نفص الفيتاميات أو

اضطراب الغدد الصماء واضطراب عمليات البناء والهدم فيالجسم ( .

– ويجب المفارقة بين التعب الجسمي و التعب النفسي5 ) فالتعب الجسمي يحدث نتيجة اإلجهاد في العمل وقضاء

37

الساعات الطويلة تحت الضغط العقلي والعضلي ونقص النوم ، ومثل هذا التعب يزيله الراحة والنوم ، أما التعب النفسي

العصابي فهو الذي يحدث في غيبة مثل هذه العوامل السابقذكرها أو عندما يستمر رغم الراحة والنوم ( .

عالج الوهن النفسي : من أهم التوصيات العالجية للوهن النفسي ما

يلي : ، والعالج الطبي لألعراض العضوية – العالج الصحي العام1

الصريحة للوهن النفسي ، لدى المريض ، واستخدام المهدئات ، والمنومات ، واستخدام بعض المقويات ، مع االهتمام بالراحة ،

والنوم ، وتفيد التمرينات الرياضية مع زيادتها تدريجيا وحسبطاقة المريض ، والعالج والتطبيب بالماء والحمامات .

– العالج النفسي بالطريقة المناسبة لحالة الوهن2 : النفسي

وهو يساعد كثيرا في هذه الحاالت مثل التحليل النفسي ، وعالج الشرح واإلقناع ، والعالج التنفيسي مع توجيه االهتمام إلى

اكتشاف وإزالة كافة األسباب ، مع االهتمام بمفهوم الذات ، وتقبل الذات ، وتقوية وتأكيد وإعادة الثقة ، ومساعدة المريض

على فهم نفسه ، ومعرفة إمكانياته ، وحل صراعاته ، وحل مشكلته النفسية ، مع االهتمام بتنمية وتطوير شخصيته نحو

النضج ، وتشجيع المريض على أن يقبل على معركة الحياة بقوةوليس بضعف .

– العالج االجتماعي ، والعالج األسري للوهن النفسي3:

والتوافق االجتماعي ، وتعديل االتجاهات ، وتحسين الظروف االجتماعية للمريض ، وإثارة الميول واالهتمامات لديه ، مع االهتمام بالعالج البيئي ، وتعديل البيئة المباشرة والمحيطة ،

واالهتمام بالتوجيه المهني بغية تحقيق النجاح الحقيقي في العمل .

مآل الوهن النفسي : مآل الضعف النفسي حسن ، كلما كانت العوامل المسببة

واضحة وتزال .

عصاب االكتئاب

38

Depression Neurosis االكتئاب العصابي يطلق عليه – أحيانا – االستجابة

االكتئابية ، وتسيطر على مرض االكتئاب العصابي حالة من الهم والحزن واالنصراف عن االستمتاع بمباهج الدنيا ، والرغبة في التخلص من الحياة ، مع هبوط النشاط ونقص الحماس للعمل

واإلنتاج ، وفتور الشهية للطعام والجنس ، ويصاحب كل ذلك أرقواضطراب في نوم المريض .

واالكتئاب العصابي يصيب الفرد ، بعد فقده لشخص أو شيء عزيز ، أو تعرضه لموقف يستدعي الحزن . إال أن الحزن

الناتج ال يزول أو تخف حدته بمرور الوقت ، كما يحدث لألشخاص األسوياء . لكن يظل في شدته مع مرور الزمن ، بل قد يتزايد .

واالكتئاب العصابي ال تصاحبه هذاءات أو هالوس تعريف االكتئاب:

االكتئاب حالة من الحزن الشديد المستمر ، تنتج عن الظروف المحزنة األليمة ، وتعبر عن شيء مفقود ، وإن كان

المريض ال يعي المصدر الحقيقي لحزنه تصنيف االكتئاب :

يصنف االكتئاب إلى ما يلي : ، وهو أخف صور االكتئابMild Depression – االكتئاب الخفيف 1 ، وهو أبسط صورSimple Depression – االكتئاب البسيط 2

االكتئاب . ، وهو أشد صورAcute Depression – االكتئاب الحاد ) السواد ( 3

االكتئاب حدة . ، وهو دائم وليس فيChronic Depression – االكتئاب المزمن 4

مناسبة فقط ،Reactive Depression – االكتئاب التفاعلي ) أو الموقفي ( 5

وهو رد فعل لحلول الكوارث وهو قصير المدى . – االكتئاب الشرطي ، وهو اكتئاب يرجع مصدره األصلي إلى6

خبرة جارحة يعود إلى الظهور بظهور وضع مشابه أو خبرةمماثلة للوضع أو الخبرة السابقة .

،Involutional Depressive Reaction – اكتئاب سن القعود 7 ويحدث عند النساء في األربعينات وعند الرجال في الخمسينات ،

أي عند سن القعود ، أو نقص الكفاية الجنسية أو اإلحالة إلى التقاعد . ويشاهد فيه القلق والهم والتهيج والهذاء وأفكار الوهم والتوتر العاطفي واإلهتمام بالجسم وقد يظهر تدريجيا أو فجأةوربما صحبته ميول انتحارية ويسمى أحيانا سوداء سن القعود .

.Neurotic Depression – االكتئاب العصابي 839

. Psychotic Depression – االكتئاب الذهاني 9 والفرق بين االكتئاب العصابي واالكتئاب الذهاني فرق في الدرجة

، وفي االكتئاب الذهاني يسيء المريض تفسير الواقع الخارجيويصاحبه أوهام وهذيانات الخطيئة .

– االكتئاب كأحد دوري ذهان الهوس واالكتئاب .10أسباب االكتئاب :

عادة ما يحدث في األشخاص ذوي التكوين البدين ، الذين يتصفون بمزاج متقلب حاد ، ويرجع البعض االكتئاب إلى عوامل

وأهموراثية ) بيئية ( مهيئة ، وإن كانت نسبة ذلك ضئيلة جدا . هذه األسباب هي األسباب النفسية ومنها :

– التوتر اإلنفعالي والظروف المحزنة والخبرات األليمة1 والكوارث القاسية ) مثل موت عزيز أو طالق أو سجن بريء أو

هزيمة ... إلخ ( واإلنهزام أمام هذه الشدائد. – الحرمان ) ويكون االكتئاب استجابة لذلك ( ، وفقد الحب2

والمساندة العاطفية ، وفقد حبيب أو فراقه ، أو فقد وظيفة أو فقد ثروة أو فقد المكانة االجتماعية ، أو فقد الكرامة ، أو فقدالشرف أو فقد الصحة أو فقد وظيفة حيوية والفقر الشديد .

– الصراعات الالشعورية .3 – االحباط والفشل وخيبة األمل والكبت والقلق .4 – ضعف األنا األعلى واتهام الذات والشعور بالذنب الذي ال5

يغتفر بالنسبة لسلوك سابق ) خاصة حول األمور الجنسية (والرغبة في عقاب الذات .

– الوحدة والعنوسة وسن القعود ) سن اليأس ( ، وتدهور6الكفاية الجنسية والشيخوخة والتقاعد .

– الخبرات الصادمة والتفسير الخاطئ غير الواقعي للخبرات .7 – التربية الخاطئة ) التفرقة في المعاملة والتسلط8

واإلهمال ... إلخ ( . – عدم التطابق بين مفهوم الذات الواقعي ، والمدرك ، وبين9

مفهوم الذات المثالي . – سوء التوافق ويكون االكتئاب شكال من أشكال اإلنسحاب10

ووجود الكره أو العدوان المكبوت وال يسمح األنا األعلى للعدوان أن يتجه للخارج ، ويتجه نحو الذات ، حتى لقد يظهر في شكل

محاولة االنتحار ، ويكون االكتئاب هنا بمثابة " الكفارة " أعراض االكتئاب :

– األعراض الجسمية ومنها :1* انقباض الصدر والشعور بالضيق والوجه المقنع .

* فقدان الشهية ورفض الطعام .40

* الصداع والتعب – ألقل جهد – وخمود الهمة واأللم خاصة آالمالظهر

* ضعف النشاط العام والتأخر النفسي الحركي ، والضعفالحركي والبطء وتأخر زمن الرجع .

* الرقابة الحركية والالزمات الحركية . * نقص الشهوة الجنسية والضعف الجنسي ) العنة عند

الرجال ( ، والبرود الجنسي واضطراب العادة الشهرية ) عندالنساء ( .

* توهم المرض واالنشغال على الصحة . – األعراض النفسية ومنها :2

* البؤس واليأس واألسى وهبوط الروح المعنوية والحزن الشديدالذي ال يتناسب مع سببه .

* انحراف المزاج وتقلبه واالنكفاء النرجسي على الذات . * عدم ضبط النفس وضعف الثقة في النفس والشعور بالنقص

وعدم الكفاية ، والشعور بعدم القيمة والتفاهة .* القلق والتوتر واألرق .

* فتور االنفعال واالنطواء واالنسحاب والوحدة واالنعزالوالصمت والسكون والشرود حتى الذهول .

* التشاؤم المفرط وخيبة األمل والنظرة السوداء للحياة واجترار األفكار السوداء واالعتقاد بأن ال أمل في الشفاء واالنخراط في

البكاء أحيانا ، والتبرم بأوضاع الحياة ، وعدم القدرة علىاالستمتاع بمباهجها .

* الالمباالة بالبيئة ، ونقص الميول واالهتمامات ونقص الدافعية وإهمال النظافة والمظهر الشخصي واإلهمال العام وعدم

االهتمام باألمور العادية ) في المنزل وفي العمل وفي وقتالفراغ ( .

* بطء التفكير واالستجابة وصعوبة التركيز والتردد وبطء وقلةالكالم وانخفاض الصوت .

* الشعور بالذنب واتهام الذات وتصيد أخطاء الذات وتضخيمه) وخاصة حول األمور الجنسية ( .

* أفكار االنتحار أحيانا . – األعراض العامة وأهمها :3

* نقص اإلنتاج عن ذي قبل وعدم التمتع بالحياة كما كان من قبل.

* سوء التوافق االجتماعي.* انكسار النفس وانقباضها .

* فقد المشاركة مع اآلخرين .41

وهكذا نجد أن معظم أعراض االكتئاب تعتبر سلوكا مضاداللذات .

تشخيص االكتئاب : تشخيص االكتئاب سهل ، ولكن : – يجب التفرقة بين االكتئاب التفاعلي واالكتئاب المزمن .1 – يجب التفرقة بين االكتئاب العصابي واالكتئاب الذهاني .2 – ويجب التفرقة بين االكتئاب سن القعود وبين ذهان3

الشيخوخة . – ويجب التفرقة بين االكتئاب وبين نوبات االكتئاب كأعراض4

مبكرة للفصام . – ويجب التفرقة بين االكتئاب وبين أعراض االكتئاب المصاحب5

لألمراض الجسمية . – ويجب االحتراس ، فقد يغطي المريض اكتئابه بتمسكه6

باألعراض العضوية المصاحبة لالكتئاب مثل فقد الشهية أو األرقأو العنة أو البرود الجنسي .

عالج االكتئاب : قد تزول أعراض االكتئاب دون عالج ، ولكن ذلك يستغرق

عادة فترة ليست قصيرة ، لذلك يتم عالج حاالت االكتئاب الخفيف عادة خارج المستشفى إذا لم يكن هناك خطر محاولة االنتحار ، أما إذا كان هناك محاوالت فيحسن العناية بالمريض

داخل المستشفى . ويحسن بعد انتهاء العالج أن يتردد المريض على العيادة

شهور ( إلى ) سنة ( ، للتأكد6النفسية مرة كل شهر لمدة ) ليس مجرد فترة انتقالية إلى من عدم االنتكاس ، وأن التحسن . وفيما يلي أهم معالمطور آخر من االكتئاب أو الهوس

عالج االكتئاب : – العالج النفسي لالكتئاب : 1

وخاصة العالج التدعيمي ، وعالج األسباب األصلية ، والعوامل التي رسبت االكتئاب ، والفهم وحل الصراعات وإزالة

عوامل الضغط والشدة وتخليص المريض من الشعور بالذنب والغضب المكبوت ، والبحث عن الشيء المفقود بالنسبة للمريض ، وإبراز إيجابيات الشخصية والمساندة العاطفية

والتشجيع وإعادة الثقة في النفس والوقوف بجانب المريضوتنمية بصيرته وإشاعة روح التفاؤل واألمل .

– العالج البيئي لالكتئاب : 2 لتخفيف الضغوط والتوترات وتناول الظروف االجتماعية

واالقتصادية ) بتغييرها أو التوافق معها ( . – العالج االجتماعي والعالج الجماعي .3

42

– العالج بالعمل .4 – العالج الترفيهي وإشاعة جو التفاؤل والمرح حول5

المريض والعالج بالموسيقى . – العالج المائي .6 – الرقابة في حالة محاوالت االنتحار .7

وعلى العموم يجب عمل حساب احتمال اإلقدام على االنتحار في أي مريض باالكتئاب حتى ولو لم يبد ذلك دون

مجاهرته بذلك حتى ال نلفت نظره إلى التفكير في االنتحار ، ويزيد من احتمال االنتحار انتحار شخص مهم في حياة المريض

كأحد الوالدين مثال ، ويالحظ أنه رغم أن عدد أكبر من النساء يهددن باالنتحار ، إال أن عددا أكبر من الرجال هم الذين ينتحرون

بالفعل . – العالج الطبي لألعراض المصاحبة : 8

مثل األرق ) منومات ( ، وفقد الشهية ونقص الوزن واإلجهاد ... إلخ ، والعقاقير المضادة لالكتئاب ) مثل توفرانيل و تربيتيزول ( ، والمسكنات لتخفيف حدة القلق ومنبهات الجهاز

العصبي ) مثل مشتقات أمفيتامين ( والمنشطات والمنبهات لزيادة الدافع النفسي الحركي ) مثل كافين ( والصدمات

الكهربائية وخاصة حاالت االكتئاب الحاد المتسبب عن العوامل الداخلية أكثر من االكتئاب التفاعلي . وكذلك يستخدم عالج التنبيه

الكهربائي في حالة االكتئاب البسيط والتفاعلي . – وفي حالة عدم جدوى األدوية والصدمات9

الكهربائية وفي حاالت نادرة حين يزمن االكتئاب ، تجرى الجراحة النفسية بشق مقدم الفص الجبهي

كحل أخير . مآل االكتئاب :

– إذا قورن االكتئاب بالهوس فإن االكتئاب يزداد احتمال أزمانه1 عن الهوس ، ومآل االكتئاب العصابي أحسن بكثير من مآل

االكتئاب الذهاني – ويكون مآل االكتئاب أفضل : إذا عولجت الحالة عالجا مناسبا2

وقبل حدوث أي تدهور في الشخصية ، وكلما كانت الشخصية قبل المرض متكاملة ومرنة ومتوافقة .

وهنا يمكن صياغة البرنامج العالجي لحالة االكتئابالعصابي في الخطوات التالية :

– اقتراح برنامج محدد للمريض .1 – استنتاج أسباب رفض المريض االقتراح .2

43

– سؤال المريض والطلب منه تقييم " وزن " شرعية هذه3األسباب .

– اإلشارة للمريض لماذا هذه األسباب قاهرة للذات أو أنها غير4شرعية .

– إثارة اهتمام المريض بمحاولة أداء الواجبات البيتية .5 – تنفيذ البرنامج بحيث يتم اختبار شرعية أفكاره .6

فالمريض قد يقضي يومه ، أو كل أيامه ال يفعل شيئا ، وعدم النشاط ، هذا ونقص اإلنجاز يعمق االكتئاب ، ويجعل تقدير

الذات للمريض في أدنى مستوياته . وإذا أنجز أي شيء فهويقلل منه " يعتبره تافه " ...

ولكن الكثير من المرضى باستخدامهم لالستراتيجيات التالية استطاعوا التخفيف من الشعور باالكتئاب ، وكذلك من التقدير للذات من خالل القيام ببعض األنشطة التي يصممها

. االكتئاب المريض ، وذلك لكسر دائرةوأهم هذه الخطط :

– الخطط البسيطة :1 في حياة كل شخص هناك أشياء يجب أن يقوم بها "

الغسيل ، التنظيف ، العمل ... إلخ ، وأشياء أخرى تجعلنا نشعر بالمتعة مثل " االستماع للموسيقى ... إلخ .. وعند تصميم جدول

يومي من المهم أن يتضمن األشياء التي يحب أن يفعلها ، لتحقيق الشعور باالنجاز ، وبعض األشياء تتمتع بعملها أو القيام

بها _ لزيادة شعورك بالحياة ( ...

44

أنواع أخرى من العصاب هناك أنواع أخرى من العصاب ، هي : رفض الطعام

العصبي والعصاب الصدمي والعصاب الخلطي وعصاب الحربوعصاب الحادث وعصاب السجن وعصاب القدر .

– رفض الطعام العصبي :1 قد يتعرض الفرد لذلك نتيجة لما يشعر به من غضب أو

حزن أو ياس أو غيره أو فقدان الشعور باألمن أو ضيق أو قيد للحرية أو ما يشبه ذلك من حاالت اإلنفعال التي يمكن مالحظتها

عند إعطاء الطفل فرصة للتعبير الحر عما عنده من اتجاهات(21نفسية . )

:Traumatic Neurosis – العصاب الصدمي 2 يتعرض اإلنسان لمواقف ومنبهات مختلفة القوة ، إال أنه –

عادة – يكون في مقدوره السيطرة عليها واالستجابة لها استجابة تحقق له الكسب ، أو تبعده عن اإلضرار البالغ بشخصه . لكن

هناك بعض األشخاص الذين يتعرضون لمواقف أو منبهات بالغة الشدة أو الخطورة ، بحيث ال يمكنهم السيطرة عليها ، أو يجدون

أنفسهم عاجزين عن منع هذه المواقف بالصدمات . وينتج عن بعض هذه المواقف أمراض نفسية تسمى " بالعصاب الصدمي أو

(.19عصاب الصدمة " ، ومن أمثلتها عصاب الحرب ) وذلك أن من يفاجأ بحدث داهم خطير ، يفقد معه السيطرة على الموقف ، يعدو ضحية لعصاب الصدمة ، وذلك ألن الصدمة

تولد كميات من التوتر تنصرف في صورة أعراض مرضية ، أهمها تعطل وظائف األنا المختلفة أو ضعفها ، وأزمات انفعالية قهرية ) يغلب عليها القلق والغضب خاصة ( ، وأرق واضطراب في النوم مصحوب بأحالم يتكرر فيها مواقف الصدمة بغية السيطرة على اإلنفعاالت المرتبطة به . وقد يسترجع المريض موقف الصدمة

في حالة اليقظة – أيضا – فيحياه المرة تلو المرة في أخيلته (10وأفكاره ووجدانه )

Mixed Neurosis – العصاب الخلطي : العصاب الخلطي 3:

مرض يجمع بين أعراض مميزة ألكثر من مرض عصابي في المريض الواحد ، كالهستيريا والوسواس والحواز ، مثل المريض

المصاب بشلل هستيري في إحدى ذراعيه وتراوده باستمرار فكرة أن اللصوص سوف يهجمون عليه ، ولهذا فهو يقوم

عشرات المرات من نومه في الليلة ليستوثق من غلقه جيدا (19للباب .)

:War Neurosis – عصاب الحرب 445

عرف بأسماء مختلفة منها : أعياء المعركة ، تعب المعركة ،تعب العمليات ، صدمة القنبلة .

أسباب عصاب الحرب : -فيما يلي أهم أسباب عصاب الحرب :

– الشدات العنيفة والصدمات االنفعالية الناجمة عن المعركة ،1ونقص مقاومة المقاتل على تحملها نتيجة للتعب أو المرض .

– الشخصية غير الناضجة أصال ، ونقص القدرة على قمع أو2 كبت الخوف الطبيعي واالخفاق في السيطرة على القلق والتوتر

الشديدين . – الصراع بين المحافظة على الذات وبين أداء الواجب الوطني3.

أعراض عصاب الحرب : فيما يلي أهم أعراض عصاب الحرب :

والخوف من العدو ، مع زيادة التوتر ، وفقد – حالة القلق :1 السيطرة على االنفعاالت ، وسرعة االستثارة والحساسية ،

واالستجابة المفرطة لألصوات ، والقفز بشدة ألي حركة فجائية ، والغضب الشديد ، والعنف ورد الفعل الزائد لإلصابة بين

الرفاق ، وفرط العرق ، وصعوبة التركيز والتذكر ، واألرق والكابوس واألحالم المزعجة وخاصة بالمعارك ، والفزع

واالرتجاف ، وأحيانا الصمت والذهول وعدم القدرة على الحركةوأحيانا التخشب .

جسمية تضطرب وظائف الجهاز – اضطرابات نفسية 2 العصبي الذاتي وخاصة في الجهاز الهضمي مثل فقد الشهية

والغثيان واالسهال وتظهر األعراض أيضا في الجهاز الدوري مثلسرعة النبض وسرعة دقات القلب واضطراب التنفس .

وأهم أعراضها فقد اإلحساس والشلل . – الهستيريا ، 3 ويحدث غالبا عقب مقتل رفيق ، وأهم أعراضه – االكتئاب ، 4

الوجه المقنع وقلة الحركة وأفكار اتهام الذات . ، وخاصة عند األشخاص المستعدين – االتجاه نحو الذهان 5

له قل حدوث أزمة المعركة .. وأشيع حاالته االضطراب شبه الفصامي واالضطراب شبه الهذائي ) حيث يشك الجندي في

رفاقه ويعتقد أنهم جواسيس مثال فيقاتلهم ( .عالج عصاب الحرب :

فيما يلي أهم مالمح عالج عصاب الحرب : – يجب اإلسعاف المباشر ، وبدء العالج فورا ، فينقل المقاتل1

المريض من الميدان إلى مكان يكون أقرب ما يكون إلى جبهة القتال ويستريح وينام ويهدأ نفسيا ، ويعطى الغذاء المناسب

46

الكافي ، ويعطى مهدئات ) مثل أميتال وكلوربرومازين ( . ويمكن أن يعود إلى الميدان بعد أن يستعيد الثقة في نفسه في

ساعة ( ) ألن اإليداع لمدة طويلة في72 – 48ظرف ) المستشفى يطمئن المقاتل المريض وال يساعد على العالج ،

وإنما يساعد على تثبيت األعراض . – وإذا لم تتحسن الحالة ، ينقل المريض إلى عيادة من عيادات2

القاعدة البعيدة نسبيا عن جبهة القتال للعالج ، ويعطى المهدئات والمنومات والتغذية الحسنة ، ويمكن أن يعود إلى الخدمة بعد

بضعة أسابيع . – وإذا استمرت حالة االضطراب فيستمر معها العالج3

النفسي ، وخاصة العالج الجماعي والمحاضرات والمناقشات واألفالم عن أسباب الخوف واألعراض النفسية الجسمية وكل جوانب عصاب الحرب ، ويستخدم كذلك العالج بالعمل ، وقد

يستخدم عالج النوم المستمر . – وإذا أزمن االضطراب يصبح المقاتل غير صالح للخدمة4

العسكرية ويستمر العالج النفسي الفردي ، مع العالج بالصدمات الكهربائية ، وعالج األنسولين المعدل ، والمهدئات مع االهتمام

بالنشاط الجماعي مع استخدام أي اسلوب عالجي آخر جسمي أو نفسي حسب حالة المريض . وأحيانا يستخدم العالم بالنوم

المستمر.

:Accident Neurosis - عصاب الحادث 6 يحدث حين يكون الحادث عامال مرسبا لدى شخص مهيأ ،

ويكون في شكل هستيري وخاصة عندما يكون هناك رغبة الشعورية في الحصول على مكسب ثانوي ، مثل التعويض أو

العطف أو الهروب من عمل صعب أو متعب . ويشاهد كثيرا في مجال العمل وخاصة في الصناعة وفي

.حوادث السياراتأعراض عصاب الحادث :

من أهم أعراض عصاب الحادث ما يلي : – المبالغة وتضخيم الجروح الطفيفة والمتاعب الخفيفة .1 – يضاف إلى ذلك أعراض أخرى ، مثل التهيج واألرق والعناد2

واالكتئاب ونوبات البكاء والقلق والصداع والدوار والشللوالرجفات واالضطرابات الحسية الحركية .

– وفي مرحلة متقدمة يظهر اضطراب الوعي وضعف التركيز3والنسيان والشرود .

47

عالج عصاب الحادث : يتوقف عالج عصاب الحادث على الشكل الذي يتخذه .

وأهم شيء هو العالج النفسي واإلرشاد النفسي ، وعدم االلتفافحول المريض.

Ganser,s – عصاب السجن ) متالزمة جانسر ( 7Syndromi:

ويسمى متالزمة " االجابات التقريبية " . ويحدث غالبا عند المسجونين والمتهمين أثناء المحاكمة أو في السجن لكي يتهرب المتهم أو المسجون من التحقيقات الكثيرة أو لكي يتجنب نظام السجن ، وحيث يكون في وضع يمكن أن تخف عقوبته إذا ثبت

عدم مسئوليته .أسباب عصاب السجن :

أهم أسبابه االتهام والسجن رهن التحقيق والمحاكمةواالعتقال والسجن بعد الحكم .

أعراض عصاب السجن : فيما يلي أهم أعراض عصاب السجن :

– االجابات التقريبية التي ال تتطابق مع األسئلة الموجهة إليه .1 – اضطراب الذاكرة وعدم القدرة على التعرف على األقارب .2 – عدم القدرة على استخدام قدرته العقلية المعرفية .3 – السلوك الشاذ الغريب الساذج .4 – التهيج أو الذهول ، والظهور بمظهر غير المسئول عن أعماله5.

– النوم المفرط أحيانا .6 – على العموم يكون السلوك نوعا من الخبل الهستيري7

الكاذب زعالج عصاب السجن :

لعالج عصاب السجن يجب االهتمام بالعالج النفسي المناسب لشرح ديناميات الحالة ، وعالج االضطرابات الرئيسية

المصاحبة . :Fate Neurosis –عصاب القدر 8

هو اضطراب عصابي يؤدي بصاحبه إلى الوقوع في نفس المشكالت والمتاعب والصعوبات مرارا بالرغم من إمكان

تجنبها ، وبالرغم من بذل جهود ظاهرة لتجنبها . ويبدو المريض وكأنه يرتب األمور – الشعوريا ومن غير قصد

– بحيث تؤدي إلى ضرره وأذاه . والمريض بعصاب القدر هو شخص متسلط على نفسه

يتصيد المشكالت ويختلق المتاعب لنفسه ، ويتلذذ باأللم ويرتاح48

في التعب ويسعد بالشقاء ، ويقنع نفسه بأنه شخص منحوس , وأن كل ما يحدث له مقدر ومكتوب ) والمقدر مفيش منه مهرب

. )أسباب عصاب القدر :

أهم أسباب عصاب القدر الشعور باإلثم والخطيئة والرغبةفي عقاب الذات .

49

أعراض عصاب القدر : وفيما يلي أهم أعراض عصاب القدر :

– التورط في نفس المشكالت والمتاعب والصعوبات مرارا1بالرغم من إمكان تجنبها .

– الفشل في العمل رغم إمكانات النجاح .2 – سوء التوافق االجتماعي بالرغم من الذكاء .3 – العودة لإلجرام .4 – االضطراب النفسي إذا ما تحسنت أمور الفرد ، وتحققت5

آماله ، وأشبعت حاجاته ) كأن يثرى المفلس فيضيع ثروته فيالقمار وأن تتزوج العانس فتصاب ببرود جنسي وهكذا ( .

عالج عصاب القدر : يعتبر العالج النفسي الديني من أكثر طرق العالج نجاحا في

حاالت عصاب القدر .

50

ثانيا : األمراض الذهانيةPsychosis

تضم هذه األمراض مجموعة من األمراض النفسية الشديدة ، والتي تتميز بتأثيرها الخطير على الشخصية ، بحيث تقعد

الشخص عن التوافق مع من يعيشون معه ، وعن العمل المنتج ، بل غالبا ما يصل األمر بالمريض ألن يصبح خطرا على نفسه وعلى اآلخرين ، بحيث يلزم حجزه في المستشفى حماية له

ودرءا لخطورته على المجتمع . والمريض هنا يكون إدراكه للواقع مضطربا ، بحيث ال يعود يدرك في الواقع ما هو موجود به فعال ،

بل ما يدور في ذهنه هو ، حتى ليكاد يختفي الفارق بين الواقع والخيال ، كالنائم الذي يحلم في نومه بأحداث وكأنها الواقع ،

بينما هي ال تعدو أن تكون تخييالت ال مقابل لها في الواقع الفعلي المحيط به . وهكذا ، قد يدرك الذهاني أخاه الحميم على أنه عدو

لدود ينبغي أن يبادر بالقضاء عليه ، قبل أن يسبقه أخوه هذا فيقضي عليه ، أو قد يرى الذهاني نفسه على أنه مجرم آثم

يستحق اإلعدام على ما اقترفه من جرائم ) وهمية بطبيعة الحال ( ، فيبادر إلى تنفيذ حكم اإلعدام على نفسه فينتحر . وذلك

بسبب شيوع أعراض الهلوسة والهذاء في األمراض الذهانية . ومن هنا قولنا أن الذهاني – عادة – خطير على نفسه

وعلى اآلخرين ، ويحتاج إلى احتياطات بالغة لحمايته من نفسه ، وحماية اآلخرين من أضراره ... ولهذا ، فإن الجرائم التي يرتكبها

الذهاني ال يعد مسئوال عنها جنائيا في غالبية األحوال ، بحيث ال يجرم طالما أثبت الفحص أنه مريض ذهاني ، بل إن المحاكم تحكم – في مثل هذه الحاالت – باإليداع بالمستشفى لعالجه

والخروج بعد إتمام العالج . تعريف الذهان :

هو اضطراب عقلي خطير ، وخلل شامل في الشخصية ،يجعل السلوك العام للمريض مضطربا ويعوق نشاطه

االجتماعي . والذهان يقابل االصطالح الدارج الشائع " الجنون " .

والذهاني – عادة – ال يدرك أنه مريض أو شاذ ، لذا قلما يجيء الذهاني إلى المعالج طالبا العالج ، بل أنه يقاوم العالج عندما

يجبره أهله على إلتماس العالج والنكوص للمريض الذهاني يكون إلى مراحل الطفولة المبكرة جدا ) المرحلة الفمية

والمرحلة الشرجية األولى ( ، وهذا هو السبب في أن مرض الذهان يكون أشد خطورة وأكثر تأثيرا على زعزعة كيان

(19الشخصية وإفقادها اتزانها وتكاملها)51

تصنيف الذهان : هذا ويصنف العلماء األمراض الذهانية إلى قسمين

رئيسيين : :Functional Psychosisأ – األمراض الذهانية الوظيفية

أي األمراض النفسية المنشأ ، وهي األمراض العقلية الذي ال ترجع إلى أسباب عضوية ، وأهم األشكال االكلينيكية للذهان

الوظيفي هي : الفصام والهذاء ) البارانويا ( ، واالكتئاب ،والهوس ، وذهان الهوس واالكتئاب .

: Organic Psychosisب – األمراض الذهانية العضوية أي األمراض الذي يرجع المرض فيها إلى أسباب وعوامل

عضوية ، وترتبط بتلف في الجهاز العصبي ووظائفه ، مثل ذهان الشيخوخة والذهان الناجم عن عدوى ، أو عن اضطراب الغدد

الصماء ، أو عن األورام ، أو عن اضطراب التغذية ، أو األيض أوعن اضطراب الدورة الدموية ... إلخ .

أي نصنف األمراض الذهانية حسب السبب الذي نشأ عنه الذهان فإن كان السبب في نشأه الذهان إصابة عضوية يمكن

كشفها بالوسائل العلمية المعروفة كان هذا ذهانا عضويا ، أما إن استحال تحديد سبب عضوي للذهان ، سمي ذهانا وظيفيا . على أننا ينبغي أن نقرر أن الذهان ال ينشأ – في الكثير من الحاالت –

عن سبب وظيفي فقط ، أو سبب عضوي فقط ، إنما يتكامل السببان – عادة – في تكوين الذهان مع غلبة السبب العضوي في الذهان العضوي ، وغلبة السبب الوظيفي في الذهان الوظيفي .

ولهذا ، فليس من المستبعد وجود سبب عضوي وراء الذهانالوظيفي ، وال وجود سبب وظيفي وراء الذهان العضوي .

أسباب الذهان : فيما يلي أهم أسباب الذهان : – االستعداد الوراثي المهيء ، إذا توافرت العوامل البيئية1

المسببة للذهان . – العوامل العصبية والسمية واألمراض مثل إلتهاب المخ2

وجروح المخ وأورام المخ والجهاز العصبي المركزي والزهري والتسمم وأمراض األوعية الدموية والدماغ كالنزيف وتصلب

الشرايين . – الصراعات النفسية واالحباطات والتوترات النفسية2

الشديدة ، وانهيار وسائل الدفاع النفسي أمام هذه الصراعاتواالحباطات والتوترات .

– المشكالت االنفعالية في الطفولة والصدمات النفسية3المبكرة .

52

– االضطرابات االجتماعية وانعدام األمن وأساليب التنشئة4 الخاطئة في األسرة مثل الرفض والتسلط والحماية الزائدة ...

إلخ .أعراض الذهان :

أعراض الذهان شديدة إذا قورنت بأعراض العصاب ، وعادة وفيما يلي أهمال توجد مكاسب ثانوية مرتبطة باألعراض .

أعراض الذهان : – اضطراب النشاط الحركي ، فيبدو البطء والجمود واألوضاع1

الغريبة والحركات الشاذة . وقد يبدو زيادة في النشاط وعدماالستقرار والهياج والتخريب .

– تأخر الوظائف العقلية تأخرا واضحا . واضطراب التفكير2 بوضوح فقد يصبح ذاتيا وخياليا وغير مترابط . ويضطرب سياق

التفكير ، فيظهر طيران األفكار أو تأخرها ، والمداومة والعرقلة ، والخلط ، والتشتت ، عدم الترابط . ويضطرب محتوى التفكير ،

فتظهر األوهام مثل أوهام العظمة أو االضطهاد ، أو اإلثم أو اإلنعدام .... إلخ . واضطراب الفهم بشدة وعادة يكون التفاهم

مع المريض صعبا . واضطراب الذاكرة والتداعي ، وتظهر أخطاء الذاكرة كثيرا . واضطراب اإلدراك ووجود الخداع ، ووجود الهلوسات بأنواعها البصرية والسمعية والشمية والذوقية

واللمسية والجنسية , واضطراب الكالم وعدم تماسكه وال منطقيته . واضطراب مجراه ، فقد يكون سريعا أو بطيئا أو

يعرقل ، واضطراب كمه بالنقصان أو الزيادة ، واضطراب محتواه حتى ليصبح في بعض األحيان لغة جديدة خاصة . وضعف البصيرة

أو فقدانها ، وأحيانا يكون هناك انفصال كامل عن الواقع ، ويشوهه المريض ويعيش في عالم بعيد عن الواقع . ويبدو عدم استبصار المريض بمرضه مما يجعله ال يسعى للعالج وال يتعاون

فيه وقد يرفضه ويضطرب التوجيه بالنسبة للمكان والزمان . – سوء التوافق الشخصي واالجتماعي والمهني .3 – اضطراب االنفعال ، ويبدو التوتر والتبلد وعدم الثبات4

االنفعالي والتناقض الوجداني والخوف والقلق ومشاعر الذنبالشاذة . وقد تراود المريض فكرة االنتحار .

– اضطراب السلوك بشكل واضح ، فيبدو شاذا نمطيا انسحابيا5 ، واكتساب عادات وتقاليد وسلوك يختلف ، ويبتعد عن طبيعة الفرد ، وتبدو الحساسية النفسية الزائدة ، ويضطرب مفهوم

الذات .عالج الذهان :

53

جميع حاالت الذهان تعالج في مستشفى األمراض النفسية ، وذلك لما يحدثه الذهان من اضطراب شامل للشخصية

، ولما يؤدي إليه ذلك من سوء التوافق ، ولما يصاحبه من نقص وفيما يلي أهم مالمح عالج الذهان :في البصيرة .

– العالج الطبي بالعقاقير المضادة للذهان ، كالمهدئات لضبط1 االنفعاالت والسلوك . والعالج بالصدمات الكهربائية تمهيدا للعالج

النفسي ، والتأهيل الطبي النفسي . – العالج النفسي الشامل والتدعيمي فرديا أو جماعيا . وتعديل2

السلوك الغريب أو الشاذ وتحقيق السلوك العادي بقدر اإلمكان ،مع االهتمام بعالج مشكالت المريض باالشتراك مع األسرة .

– العالج االجتماعي وإعادة التطبيع واالندماج االجتماعي وإعادة3 التعليم االجتماعي ، وتشجيع التفاعل االجتماعي وتنمية المهارات

االجتماعية . والعالج البيئي والتدخل المباشر في تعديل البيئة .والعالج بالعمل .

– الجراحة النفسية ) كحل أخير وبعد فشل جميع الوسائل4 العالجية ( ، بشق مقدم الفص الجبهي ، وذلك حتى يقل اإلجهاد

والتوتر وردود الفعل االنفعالية .مآل الذهان :

– مآل الذهان الوظيفي بصفة عامة أفضل من مآل الذهان1 العضوي . وفي الحاالت المبكرة مع العالج المناسب ، فإن

% (80التحسن أو الشفاء يحدث في حاالت تصل نسبتها إلى ) من مرضى الذهان ، في مدة تتراوح بين بضعة أشهر وعام .

والعالج المتأخر ، أو غير المنتظم ونقص التعاون من جانبالمريض بإهمال العالج من جانبه يؤدي إلى النكسات أو التدهور .

– وعلى العموم فإن مآل الذهان يكون أحسن : كلما عولج2 الذهان مبكرا ، وكلما كان بناء الشخصية قبل المرض أقوى ، وكلما تعاون المريض واألهل في عملية العالج ، وكلما تضافر

العالج الطبي والنفسي واالجتماعي السليم . ويمكننا اآلن بعد إلقاء الضوء على ماهية كل من

العصاب والذهان أن نوضح الفروق السيكولوجيةالجوهرية بينهما مع التوضيح باألمثلة :

المرضالنفسي) العصاب (

المرض العقلي) الذهان(

من حيثالشخصي

ة

تظل الشخصية في المرض النفسي متماسكة

وسليمة ، ويشترك جزء من هذه الشخصية في النزاع

أما إذا نظرنا إلى المرض العقلي ، فنجد أن شخصية المريض مفككة ومشوهة

ومنغمسة كلها في النزاع ،

54

أو قد تتغيير هذه الشخصية تغيرا جزئيا كميا ، وهذا ما نراه واضحا في الهستيريا اإلنشقاقية ، حيث يحدث

انشقاق مؤقت في السلوك العادي ، ويظهر

اإلزدواج في الشخصيةوالتعدد .

وتتغير تغيرا جذريا ، وهذا التغير يكون كميا شديدا أو

تغيرا كيفيا ملحوظا إلى أسوأ أو تفككا ، ويصبح المريض غريبا عما كان

يعرف قبل المرض ، حتى أنه يصبح مغتربا عن ذاته ،

وهذا ما يعرف باختالل األنية ، واضطراب الكيان

اإلنساني ، وهو ما يميزمرضى الفصام .

من حيث اإلتصالبالواقع

إن المريض النفسي تظل صلته بالواقع سليمة

نسبيا ، وال يفقد صلته به ، على األقل م الناحية

الشكلية ، أي أنه يظل على عالقته باآلخرين ، وعلى اتصاله الدائم بهم ، ومن هؤالء المرضى ، مرضى

الرهاب ) المخاوف المرضية ( ، إذ أنهم يسقطون مخاوفهم الداخلية على العالم

الخارجي ، وهذا دليال على اتصالهم بالواقع وأهمية هذا

الواقع بالنسبة لهم .

أن المريض العقلي تضطرب صلته بالواقع

اضطرابا تاما وبالغا ، إذ أن عالم الواقع يصبح عالما غريبا عنه ، حيث يسحب

المريض كل ضاقته الليبيدية من هذا الواقع ) العالم

الخارجي ( ومن اآلخرين ويستثمرها في الذات ، وهذا

ما نطلق عليه الذاتويةAutismونجدها لدى ،

مرضى البارانويا ، والفصام البارانوي ، نظرا لتضخم

الذات لديهم .

من حيث المظهر

العام

يحافظ المريض علىمظهره

يتدهور المظهر العام عادة

من حيث السلوك

العام

يظل في حدود الطبيعي ، أو تظهر فيه بعض الغرابة

المعقولة

قد تظهر تصرفات بدائية ) كالتبول والتبرز على

مالبسه ( ) نتيجة لعملية النكوص الشديد السيما في

الحاالت المتأخرة ( من حيث

الكالم قد يتشتت الكالم ، وقدال يتغير تغيرا ملحوظا

ينعدم أو يصبح لغة جديدةخاصة بالمريض

من حيثالتفكير

يعتبر التفكير لدى المريض النفسي إلى حد ما سليما ، وغذا اضطرب هذا التفكير فإنها تكون حاالت نادرة ،

ولو نظرنا إلى محتوى التفكير لدى المريض

النفسي ، يظهر في صورة وساوس وانشغال ، ونجد

يعتبر التفكير لدى المريض العقلي واضح وشديد ،

ومضطربا تماما وخاصة لدى الفصاميين ، حيث أننا نجد

أن التعبير عن التفكير يظهر على هيئة عدم الترابط بين األفكار ، أي تطاير األفكار ،

وكذلك صعوبة المعنى

55

هذه الوساوس بوضوح لدىمرضى الوسواس القهري .

بسهولة والدخول في تفاصيل تافهة ، وبالنسبة الضطراب مجرى التفكير فيظهر في صورة توقف

التفكير أثناء محادثته ثم يبدأ الكالم في موضوع آخر أو قد يكون ضغط األفكار ، حيث يشكو المريض من

إزدحام رأسه بأفكار متعدة ، لكنه يعجز عن التعبير عنها ، ويظن أن الغير ال يفهمه ن وبالنسبة الضطراب التحكم

في التفكير ، فيعبر عن نفسه بسحب األفكار أو إدخال األفكار ، أو إذاعة

وقراءة األفكار ، وبالنسبة لمحتوى التفكير فنجد

المريض العقلي يقع أسيرا لضاللته ومنها ضالالت

االضطهاد وضالالت العدمية ... إلخ وتوجد أيضا

مثل هذه الضالالت لدىمرضى االكتئاب الذهاني .

من حيثالهالوس

ال توجد ) أو نادرا جداومؤقتة (

موجودة بأنواعها

من حيثالوجدان

فإنه لدى المريض النفسي غير مضطؤب وعادي ، وإن

تغير فإن تغيره خفيفا ، ويحتفظ بطابعه العادي ،

لكننا نجد هذا التغير في كل من االكتئاب التفاعلي

وكذلك القلق

فإنه لدى المريض العقلي مضطربا بصورة بالغة ، فمن حيث قوة اإلنفعال فإننا نجد

التأخر في االستجابة االنفعالية ثم تبلد االنفعال وبعدها يصبح المريض في

Bluntingحالة تجمد إنفعالي ، ويظهر فيما بعد عدم

التناسب اإلنفعالي . أما بالنسبة لشكل االنفعال فتكون هناك الذبذبات

االنفعالية المستمرة والمتكررة ، ثم ياتي بعد

ذلك عدم التجاوب االنفعالي ، حيث يصعب على المرضى

إيجاد نوع من األلفة مع اآلخرين ، وهذا كله ما يميز

مرضى االكتئاب الذهاني وكذلك الهوس ، إذ أن هذه األمراض هي اضطراب في

56

الوجدان بالدرجة األولى . من حيثاالستبصا

ر

نجد المريض النفسي يكون مستبصرا بمرضه وذلك ألنه

يأتي إال الطبيب المعالج يشكو من مشكلة معينة أو

معاناه يريد التخلص منها ... أي يحس بأن هناك تغير مفاجئ ، جعله يحس

بأنه ليس كما كان في السابق . ومن أمثلة هؤالء

المرضى ، مرضى الوسواس القهري ، الذين يعانون من فكرة معينة أو

طقس معين يسيطر عليهم ، ويحيل حياتهم إلى

جحيم ، مع ان المريض يعرف جيدا أن ما يقوم به

هو شيء تافهة في حد ذاته....

نجد المريض العقلي غير مستبصر ، وذلك إذا ما

سألناه مما يشكو ؟ فإنه يجيب بأنه ال يعاني من

شيء ، وهو ليس بمريض ، وهذا يدل على أنه غير

مستبصر بمرضه .. وهذا مايميز مرضى الفصام .

من حيث محتوىالشعور

ال يظهر في سلوك المريض بصورة واضحة ، ولكنه يؤثر على تصرفاته

بطريق غير مباشر الستمرار الكبت والمقاومة

.

قد يظهر بصورته الشاذة في سلوك المريض ، النتفاء

الكبت والمقاومة .

من حيثاإلدراك

بالنسبة للمريض النفسي فإن اإلدراك يكون عاديا وال توجد أية أوهام أو خداعات

أو أي هلوسات ، وهذا ينطبق على كل األمراض

النفسية .

بالنسبة للمريض العقلي تظهر لديه الهلوسات

والخداعات وكذلك األوهام ، حيث تظهر في معظم

األمراض العقلية كاالكتئاب الذهاني والبارانويا ، فنجد الهالوس المرئية والشمية

Tactileوالسمعية والبصرية ... إلخ ، وإذا لم يصرح المريض بذلك فإننا

نستدل على هذه الهلوسات من خالل الحديث معه أو

الشكوى . من حيث

اإلرادة نجد أن المرضى النفسيين

غير مسلوبي اإلرادة تماما ، وذلك ألننا نقصد بهذه

اإلرادة هي مقدرة الفرد على اتخاذ قرار معين

) ونحن نعرف جيدا أن

لكن اإلرادة في المرض العقلي تكون مسلوبة تماما ، وتكون هنالك السلبية المطلقة في

التصرفات ، واضطراب اإلرادة موجود لدى معظم

57

اإلنسان هو صانع قرار نفسه ( فقد يكون هنالك اضطراب إلى حد ما في هذه اإلرادة وهي ما تعبر

عن نفسها في صورة تردد مثل مرضى الوسواس

القهري وأصحاب الشخصيةالوسواسية .

األمراض العقلية عامة ،والفصام بشكل خاص .

من حيثالدفاعا

ت )الحيل

الدفاعية)

فنجد في المريض النفسي أن الدفاعات بأنواعها تعمل

بوضوح ، وأن كل مرض نفسي له ميكنزم رئيسي ،

ونجد أن الكبت يكون نشطا ، فال يظهر محتوى الالشعور بطريق مباشر ،

وذلك الستمرار الكبت والمقاومة ، وهذا ما ينطبق

على معظم األمراضالنفسية .

أما في الذهان فنجد أن الدفاعات محطمة تماما ، فتضعف علميات الكبت ،

ويتقبل األنا الرغبات المكبوتة دون نقد ، ويظهر

محتوى الالشعور في سلوك المريض ، ونجد أن النكوص

يكون شديدا ، وقد يصل إلى المستوى الطفلي أو البدائي

من العمر .

من حيثالعالج

فإننا نجد أن المرض النفسي ال يحتاج إلى إيداع

المريض بمستشفى األمراض النفسية ، ويكون العالج النفسي على وجه

التقريب هو العالج الفعال ، وهذا ما يصدق على مرض الهستيريا بأنواعها والسيما

التحولية .

أما بالنسبة لألمراض العقلية فيحتاج الذهاني إلى اإليداع

بمستشفى األمراض النفسية ، ويكون العالج

متعدد ، إذ قد يمارس العالج النفسي الطبي ، وكذلك العالج االجتماعي ، فهما

أنواع العالج الفعال .

من حيث مآل

ومصيرالمرض

األمراض النفسية بشكل عام يمكن التحسن فيها

بإعطاء العالج المناسب ، والسيما االكتئاب التفاعلي

وفي الهستيريا .

أما في الذهان ، فإذا كانت الحاالت مبكرة ، وإذا كان

العالج مناسب ، فإن التحسن ممكن ، ولكن

النكسات محتملة ، مثل الذهان الدوري ) هوس –

اكتئاب ( .

58

الفصام Schizophrenia

تعريف الفصام : مرض عقلي - ذهاني - يؤدي إلى عدم انتظام الشخصية ،

وإلى تدهورها التدريجي . ومن خصائصه االنفصام عن العالم الواقعي الخارجي ، وانفصام الوصالت النفسية العادية في

السلوك . والمريض يعيش في عالم خاص بعيدا عن الواقع ،وكأنه في حلم مستمر .

هو انفصاموالمعنى الحرفي للمصطلح اإلنجليزي العقل .

ويعرف الفصام أحيانا باسم " انفصام الشخصية " أي تشتت وتناثر مكوناتها وأجزائها . فقد يصبح التفكير واإلنفعال كل

في واد . والفصام يعني أيضا تفكك الذات . ويختلف الفصام أو انفصام الشخصية عن ازدواج الشخصية

الذي يعتبر أحد أشكال التفكك . وكان الفصام فيما مضى يعرف باسم " الخبل المبكر أو

.Dementia Praecoxخبل الشباب أو جنون المراهقة " وعندما كتب ميليس كولبن عن الفصام وضع عنوانا له "

Schizophrenia 0r Split Mind"الفصام أو العقل الممزق " " المرض .. يمزق العقل ، ويصيب الشخصية إشارة إلى أن هذه

بالتصدع فتفقد بذلك التكامل والتناسق الذي كان يؤائم بين جوانبها الفكرية واالنفعالية والحركية واإلدراكية ، وكأن كل جانب

منها أصبح في واد منفصل عن بقية الجوانب ، ومن هنا تبدوغرابة الشخصية وشذوذها .

من كل ما سبق نقول أن الفصام مرض عقلي يتميز بأعراض متنوعة أهمها الميل إلى االنسحاب من الواقع ، والجنوح

إلى التدهور التام للشخصية في نهاية األمر ، وهو يظهر في مجال العاطفة في صورة ثنائية الوجدان ، أو تناقض الشعور

والوجدان ، وسرعة تذبذب العواطف وال توافق العواطف معالفكر أو السلوك العملي ، وأخيرا فقد الشعور والالمباالة .

أما في مجال السلوك العملي واإلرادة ، فإنه يظهر فيشكل سلوك حركي شاذ ، وميل إلى الخلف ، وأحيانا ذهول تام . وفي مجال التفكير واإلدراك ، فإنه يظهر أساسا في شكل

سوء تأويل المدركات ، والعجز عن التجريد ، وتفكك األفكار ،وتكاثفها ، وقد توجد هالوس وضالالت غير منظمة في العادة

59

وعلى الرغم من شيوع االعتقادات بأن الفصام ذهان وظيفي إال أن كثيرا من الدراسات الحديثة تشير إلى وجود

عوامل وراثية وعضوية وراء اإلصابة بالفصام .تصنيف الفصام :

ويصنف الفصام حسب األعراض السائدة إلى عدة أنماط اكلينيكية ويالحظ أن هناك تداخال وتغيرا من نمط إلى نمط مع

إلى أقسام هي :تقدم المرض :Simple Schizophrenia – الفصام البسيط : 1

ويختص بأعراض االنسحاب والبعد عن الواقع . وال يلحظ ذلك إال أفراد أسرة المريض . وإذا بدأ المرض في مرحلة

حاالت الكسل الدائم ، التبلد المراهقة مثال فإنه تبدو عليه االنفعالي ، والتبلد الوجداني والعاطفي ، وكل ذلك دليل على

تدهور في الشخصية. – الفصام المبكر ) الهبيفريني أو الخامل ( :2

Hebephrenia Schizophrenia: وهذا النوع من الفصام يمكن أن يبدأ أيضا في مرحلة

( من العمر ، ويختلف عن7المراهقة ، لكنه يبدأ أحيانا في سن ) النوع البسيط من الفصام في أنه يكون حادا في بداياته وله

شكالن ) تصلبي وهياجي( .وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :

تلميذة أنهت مرحلة اإلعدادي بتفوق ظاهر ، حتى نالت جائزة في عيد العلم ، وفجأة وهي في السنة الثانية الثانوية ،

توقفت عن االستذكار ورفضت الذهاب إلى المدرسة ، وأخذت تتكلم كالما غير مفهوم ، ثم اشترت عددا من الكراسات ،

وأخذت تكتب فيها مقاالت تريد أن تعبر بها عن شيء ، وكان من ضمن عناوين مقاالتها " الغذاء " ... " من المسئول " ... األمة

العربية المستقبلية ... ثم ال تورد تحت هذه العناوين ما يشير إلى ما تريد قوله ... ونورد هنا عينة تدل على مدى التشويه الفكري

الذي أصيبت به ... والحظ مثال جملتها " أظن اإلثنين أربعة ... وال أظن األربعة إثنين " ثم طريقة كتابتها نفسها وهي الطالبة

المتفوقة دائما. – الفصام الكتاتوني أو الحركي ) التخشبي أو3

:Catatonic Schizophreniaالتصلبي ( : يكون مصحوبا باتخاذ المريض أوضاعا جسمية محددة ، ثابتة

، جامدة ، وبأشكال مختلفة ، منها مثال ما يسمى الذهول التام ، وفيه يضع المريض مثال يديه على الوسادة بشكل متشنج ، وكفاه

منقبضتان ، ويبقى على هذه الحالة المستنفرة لمدة ساعات60

The Psychicويطلق على حاالت كهذه العرض النفسي الوسائدي Pillow Symptom .

وفي الوضع الذي يكون عليه المريض ، في حالة الذهول التخشبي ، يكف عادة عن الكالم ، وال يجيب على األسئلة التي

توجه إليه وربما يتمتم بشفاهه ألفاظا ال يفهم لها معنى . وفي حالة الذهول التخشبي يمكن أن يتخذ المريض وضعا

جسميا غريبا ، ويبقى على الشاكلة التي يعتادها ساعات بتمامها ، Theوتسمى مثل وضعيته التي يتخذها حالة الوضع الغريب

Bizarre Posture.الفصامي Paranoid – الفصام الهذائي ) البارانوي ( :4

Schizophrenia: تتضح فيه أعراض الهذاء المختلفة كالشعور باالضطهاد أو العظمة ، والمريض في هذه الحالة تجده يشكو من ظلم البيئة ومن فيها . فهو تطارده أفكار وهمية بأن اآلخرين يكيدون له ،

ويسميهم الحاسدين ، والحاقدين والكارهين . وعندما تسأله كيف عرف ذلك ، يجيبك أنه عرفهم وعرف تربصهم به من حركاتهم ، ومن إشاراتهم ، ومن تلميحاتهم ! لذلك ترى المريض يصم أذنيه

بيديه ، اتقاء هلوسات تداهمه كل حين ، ويبقى ذاهال. – الفصام اإلنفعالي :5

ويتميز بوجود مزيج من أعراض الفصام وأعراض الهوس أو االكتئاب الصريحة والمستمرة إلى درجة ما ، بمعنى أنه ال يعني

مجرد تذبذب العواطف بين فترات الهوس واالكتئاب ، وإنما وجودهذه األعراض كجزء ال يتجزأ من زملة األعراض .

: Acute Schizophrenia – الفصام الحاد 6 وتكون أعراضه حادة وفجائية الظهور ، وقد يشفى منه المريض تماما ، ربما في غضون بضعة أسابيع ، أو قد ينتكس

تكرارا . وغالبا ما يتقدم المرض إلى شكل كالسيكي.مثال لحالة شخص مصاب بالفصام الحاد: سنة ( ، وقد16طالب في السنة الثانية الثانوية ، عمره )

%( في السنوات90كان طالبا ممتازا ، لم تقل تقديراته عن ) السابقة ، وقد كان أخوه مصابا بانفصام منذ سنوات ، كما أدخل

ابن عمه مستشفى األمراض العقلية ، وخرج بعد ثالثة شهور ، ولم يكمل تعليمه ، وقد بدأ المريض منذ شهرين في االنزواء ،

وسؤال أخيه عن أعراض مرضه السابق وما تبقى منها ، ثم أحس بعد هذا السؤال بالتغير التدريجي واحتمال أن يصاب بمثل هذه األعراض ... كما أحس بعدم القدرة على االستيعاب والخلط

في األفكار .61

وذات يوم – بعد هذا التدرج – حضر االمتحان ، فلم يكتب حرفا وترك الورقة خالية بدون مبرر ظاهر ، ولم يستطع أن

يفسر ذلك فيما بعد ، وخاصة أنه كان مستعدا مثل كل عام ... ثم دخل بعد ذلك في حالة من الذهول ... وحضر للمستشفى وهو ال

يستطيع أن يرد على األسئلة ، وحين جاء ذكر رقم ما قال هو : واحد وواحد وواحد وواحد ... ولم يتوقف ، وحين كان يترك وحده

حتى دون رقيب ، كان يهمهم بكلمات غير مفهومة ، وأثناء النقاش كان يرد على إجابات أخرى ، أو يستمر في اإلجابة

السابقة دون أن يدرك أن سؤاال جديدا قد طرح عليه ، وكان يبتسم وحده بال سبب ، وإذا ترك في حجرة مظلمة فإنه يظل

فيها صامتا ساعات وساعات ... وقد تبين في تاريخه أنه أصيب بعدة نوبات تجوال في العام السابق ، مما جعل الشك يدور حول احتمال كون هذه النوبة نوبة

هستيرية ... إال أن التفكير العياني الواضح والتفكك مع وجود شخصية شيزويدية سابقة ممتازة في التحصيل الدراسي ، ووجود

تاريخ أسري إيجابي جدا للفصام ، جعلنا نرجح في النهاية أنهانوبة فصام حاد غير متميز ...

وقد أعطي جرعة كبيرة من عقاقير الفينوثيازين ثم جلسة كهربائية واحدة ، مع وجود عالقة عاطفية وثيقة ، حيث استطاع

المعالج أن يشعره بالتقبل والحماية والحزم منذ البداية ، كل ذلك جعل النوبة تزول خالل أيام ... إال أنه لم يرجع أبدا إلى مستواه التحصيلي كما كان من قبل ، وال إلى تفاعله العاطفي لما قبل

هذه النوبة ". : Chronic Schizophrenia – الفصام المزمن 7

حيث يمر المرض بعدة مراحل يتقدم فيها حتى يزمن إذا لميعالج منذ البداية.

وهناك تصنيفات أخرى أهمها : بالرغم من هذا العدد الذي ذكرناه من أنواع وتصنيفات للفصام ، فإنه ال يمكن أن يغطي كل تصنيفات هذا المرض

فما زال هناك أنواع أخرى تخرجالخطير والصعب معا ...عن نطاق هذا العمل مثل :

:Oneroid Schizophrenia – الفصام الحالم 1 حيث يكون المريض في حالة أشبه بالحلم معظم الوقت ،

وتبدو له الهالوس وكأنه في تمثيلية درامية . :Childhood Schizophrenia – فصام الطفولة 2

62

حيث تظهر أعراض الفصام قبل البلوغ .ويبدو اضطرابوفشل نمو الشخصية ، والنكوص الطفولي الشديد .

:Latent Schizophrenia – الفصام الكامن 3 حيث يميل السلوك نحو الفصام ، ولكنه يكون مازال خارج نظاق الشخصية الفصامية . ويكون المريض على حدود الذهان ، ويكون لديه بعض أعراض الفصام ، ولكن الحالة ال تكون متقدمة وليست كمثل الفصام الحاد أو المزمن ، ويحقق الفرد نوعا من التوافق الحدي ، ولكن سلوكه على العموم يكون شاذا وغامضا

وغريبا . : Circular Schizophrenia – الفصام الدوري أو الدائري 4

وهو نوع من أنواع الفصام المتعددة في أشكالها ونواحي ظهورها ويسمى هكذا ألنه يتخذ شكل مناوبة متبادلة يبدو مرة

على شكل زمالت هوسية ، ويظهر مرات على صورة حاالت اكتئابية . وفي كل فترة من الفترات التي يمر بها المريض تعقبها

حالة تحسن ظاهري . : Reactive Schizophrenia – الفصام التفاعلي 5

وفيه يرتبط المرض بعوامل نفسية حديثة أو ضغوط اجتماعية واضحة ، ويكون الشخص متوافقا اجتماعيا قبل

المرض.أسباب الفصام :

ال نستطيع أن نجزم بسبب واحد لهذا المرض ، بل هو عدة تفاعالت بيئية ووراثية وفسيولوجية

وكيميائية . وسوف نستعرض فيما يلي أهم أسبابالفصام :

– الوراثة : 1 تلعب الوراثة دورا هاما في نشأة هذا المرض ، أي أن

اإلنسان يولد وعنده االستعداد الذاتي لتكوين هذا االضطراب ، وذلك معناه أن ينتقل على المورثات اضطرابات كيميائيةفسيولوجية تجعله عرضه ألن يقع فريسة لهذا المرض ..

% ( من عائالت الفصاميين60%إلى 50لوحظ أن حوالي ) عندهم تاريخ إيجابي للمرض العقلي .

%(80%إلى 60ولوحظ أن التوائم المتماثلة تصاب بنسبة ) بالفصام إذا أصيب أحدهما به ... حتى لو نشأوا بعيدا عن

بعضهم . ولوحظ أن أشقاء الفصاميين يصابون بالفصام بنسبة حوالي

%(، وأن أطفال7%(، وأن األخوة غير األشقاء بنسبة )14) %(، فإذا قارنا هذه النسبة16الفصاميين يصابون بنسبة حوالي )

63

%( تقريبا ، تبينا1بنسبة تواتر الفصام في عامة الناس وهي ) كيف أن هذا المرض له أسباب وراثية واضحة .

واختلف العلماء في نوعية الوراثة وقدموا فرضا بأن الفصامي ال يرث المرض ، وإنما يرث االستعداد له ، وتحدث المرض إذا صادف هذا االستعداد مرسبات تربوية أو بيئية أو

نفسية . يربط البعض بين الفصام وبين النمط – العوامل الجسمية : 2

الجسمي النحيل . – العوامل الفسيولوجية : 3

مثل التغيرات المصاحبة للبلوغ الجنسي ، والنضج والحمل والوالدة ، وسن القعود ، وما يصاحب ذلك من هزات انفعالية

واجتماعية ، وتوتر وقلق واخفاق المريض ذي الشخصيةالفصامية في مجابهتها . واضطراب الغدد الصماء.

ووجد أن مرضى الفصام الكتاتوني الدوري يحتفظون بمادة النيتروجين في الجسم .. وأنهم يتحسنون عند طردهم لهذه المادة ... وقد استخدم هرمون الغدة الدرقية للتخلص من

% من مرضى الفصام يعانون30النيتروجين .. وكذلك لوحظ أن من اضطراب نوعي في نشاط الغدة الدرقية ... وأن هرمون

الكورتيزون يفرزه مرضى فصام البارانويا أكثر من مرضى أنواع الفصام األخرى ... وأن نكسات المرضى يصاحبها زيادة في إفراز

هرمون الكورتيزون ، وأن شفاء المرضى يصاحبه نقصان فيإفراز هذا الهرمون.

– العوامل الكيميائية الحيوية : 4 كاألعراض السلوكية الناتجة عن تناول عقار الهلوسة تشبه

إلى حد كبير أعراض الفصام . نتيجة لألمراض والتغيرات العصبية – خلل الجهاز العصبي 5

المرضية والجروح في الحوادث أو خلل في موجات المخالكهربائية وضعف وإرهاق األعصاب .

مما قد يؤدي بدوره إلى اضطراب – فقدان الحواس 6التفكير واألوهام والهلوسات .

– األسباب النفسية :7 ويرى بعض الباحثين أن الفصام ليس سوى تجمع

التفاعل الخاطئ مع البيئة ، فتصبح هذهعادات سيئة نتيجة العادة من صفات اإلنسان الثابتة .

فإذا زاد الضغط الخارجي اشتدت عادات الهروب وظهر المرض ، ومن أمثلة هذه العادات الخاطئة : العجز عن تقبل الواقع ،

64

وقد أرجعواالنطواء ، واالستغراق في أحالم اليقظة ... إلخ . الفصام إلى :

- إلى الصراعات الحادة بين الدوافع المتعارضة وعدم التوافق السليم معها . والصراع النفسي من الطفولة الذي ينشط مرة

أخرى في مرحلة المراهقة نتيجة ألسباب مرسبة . - وإلى احباطات البيئة وطوارئ الحياة وعوامل الفشل التي تنهار

أمامها الدفاعات النفسية للفرد مثل الفشل في العالقات الغرامية والفشل في النمو النفسي الجنسي السوي والفشل في الزواج والخبرات الجنسية الصادمة ، وما يصاحب ذلك من

مشاعر اإلحباط والشعور باإلثم ، وكذلك الرسوب المفاجئ في االمتحانات والفشل في العمل والضغوط االقتصادية والمشكالت

المالية . – وإلى الصدمات النفسية العنيفة والحرمان في الطفولة

المبكرة مما يجعل الفرد حساسا ال يتحمل الضغط المتأخر عندمايكبر .

– وإلى حيل الدفاع المتطرفة مثل االنسحاب ، والنكوص ، واالسقاط ، والتعويض ، وهكذا نرى أن الفصام يمثل استراتيجية

دفاعية كاملة ولكنها فاشلة . – وإلى تأخر النمو وعدم نضج الشخصية ، وعدم التوازن في نمو جوانب الشخصية المختلفة ، فيضطرب النضج االجتماعي والنضج

اإلنفعالي ويسوء توافق الشخصية ككل . – وإلى العالقات العائلية المضطربة : مثل اضطراب العالقات

الشخصية المبكرة بين الوالدين والطفل وخاصة مع األم أو من يمثلها ، أو " األم المسببة للفصام " وكذلك الحال مع األب

القاسي أو السلبي . ويطلق على مثل هذه األسرة عموما اسم " األسرة المسببة للفصام " ، واضطراب المناخ األسري والمحيط

الطفلي المضطرب بمعنى وجود تنافر في شخصيات الوالدين واألوالد ، والمشكالت العائلية واالنهيار األسري وسوء التوافق في

الزواج ، والبرود االنفعالي ، والطالق العاطفي بين األزواج مما ينعكس على األوالد ، ويجعلهم على حافة " الهروب من األسرة "

. - وإلى التغيرات الثقافية والحضارية الشديدة، مثل التي تصاحب الهزات االقتصادية ، والكوارث االجتماعية ، والتصنيع ، والهجرة دون االستعداد النفسي لذلك مع وجود عوامل مرسبة للمرض ،

والوحدة والعزلة االجتماعية . – يرجع أعالم مدرسة التحليل النفسي مرض الفصام8

الصراع المستمر بين األنا األعلى والهو مما يضعف سيطرةإلى 65

األنا األعلى على الشخصية ، ويضعف األنا ، ويخلف صراعا مستمرا بينه وبين العالم الخارجي ، ويؤدي إلى االنقسام عن

الواقع ، مما يجعل المريض يمتص الطاقة اللبيدية للداخل بدال من توجيهها للخارج ، وينكص للمراحل الجنسية األولى في حياة

التفكير الطفلي ، وينسحب إلى داخل الفرد ، وينكص ألنماط نفسه إلى المستوى النرجسي ، ويتمركز حول ذاته ،ويتجنب

العالقات الشخصية االجتماعية ويصبح انطوائيا ويفشل فيالتوافق مع البيئة االجتماعية .

زيادة الدافعية تؤدي إلى قوة – ويرى السلوكيون أن 9االستجابة وعدم مناسبتها وخطئها .

أعراض الفصام : لحاالت الفصام مجموعة من األعراض البارز

منها : – البعد عن الواقع واالستغراق في الذات ) يعيش سجينا داخل1

نفسه كما لو كان في جزيرة منعزلة تملؤها أوهامه وخياالته ، وهي بالنسبة له حقيقة ( فال يرى وال يسمع إال هلوساته ، وتتحول

أوهامه وهلوساته إلى سلوك . - البالدة االنفعالية ، وعدم الثبات االنفعالي ،و التناقض2

االنفعالي ، واالنفعاالت الكاذبة وغير المناسية ، والهياج ألقل مثير ، والمبالغة في اإلنفعال واالكتئاب واالنسحاب والسلبية والنكوص المرضي ، وفقدان االحساس بالعواطف الراقية كالحب والعطف

والحنان والمشاركة الوجدانية ، فالمفصوم ال يكترث للحوادث التي تهز مشاعر اإلنسان السوي ، وال يهتم بأصدقائه أو أسرته أو

عمله كما أنه ال يبدي أي انفعال حين تدعو الظروف إلى ذلك. - وهو – أيضا – يفقد االهتمام بالمظهر الخارجي ، فيهمل نفسه3

فيبدو قذرا . - ويظهر على المفصوم عرض التفكك بدرجة فائقة تستوقف4

االنتباه ، فيضحك حين ال يوجد باعث على الضحك . - وتقع الهذيانات لمعظم الحاالت ، مثل االضطهاد وهذاء5

العظمة توهم المرض وهذاء المرجع وهذاء اإلشارة أو التأويل والتلميح وهذاء األهمية ، وهذاء تغير الشخص ، وفقدان الشعور

بالشخصية وشعور المريض بأن إحساساته وأفكاره غريبة عنه . – وتقع الهلوسات – أيضا – لمعظم الحاالت كالهلوسات6

السمعية ، والهلوسات الشمية ، والهلوسات اللمسية ، والهلوسات الذوقية ، والهلوسات الجنسية . وهذه بالنسبة له

حقيقة ويستجيب لها سلوكيا .

66

– اضطراب التفكير : اضطراب محتوى التفكير ، واضطراب7 مجرى التفكير واضطراب ترابط التفكير ، واضطراب التحكم في

التفكير ، واضطراب التعبير عن التفكير سلوكيا ، واضطراب الذاكرة ، وخاصة بالنسبة لألحداث الحديثة ، واضطراب االنتباه

وضيقه ، والتركيز على الذات واضطراب الوعي وشعور المريضبأنه يفقد عقله .

– اضطراب الكالم : وعدم منطقيته ، وعدم تماسكه ،8 واالجابات النمطية غير المتعلقة بالموضوع ، واالجابات الوحيدة المقطع في صوت نمطي رتيب بعد تكرار السؤال ، والمصاداة )أي تكرار أقوال اآلخرين ( ، وابتداع كلمات أو مبادئ جديدة "

لغة جديدة " . – اضطراب اإلرادة : وضعفها والتردد والتناقض وعدم القدرة9

على اتخاذ القرارات والسلبية في السلوك وقابلية اإليحاء وعدم القدرة على ضبط النفس واالعتقاد بأنه واقع تحت تأثير السحر

وأنه مسلوب اإلرادة . – اضطراب السلوك الجنسي وعدم التحكم فيه مثل10

االستعراض الجنسي أو جماع المحارم أو البغاء . – الذاتية المطلقة واالنطواء واالستغراق في أحالم اليقظة ،11

ونقص الميول واالهتمامات واالستسالم ومشكالت الحياة ، واضطراب العالقات الشخصية واضطراب االتصال االجتماعيوسوء التوافق االجتماعي والعائلي وفقدان االهتمام بالبيئة .

– ضعف الجسمي ونقص الوزن .12 – اللزمات الحركية وخاصة حركات الوجه واليدين والرجلين ،13

واألوضاع الجسمية الغريبة الشاذة التي قد تستمر لفترات طويلة ، والمحاركة ) تقليد حركات اآلخرين ( . والتأخر الحركي ،

والنمطية ، والجمود أحيانا . وإلى جانب األعراض السابقة هناك األعراض العامة ، هي : االنسحاب من الواقع ، واألوهام والهالوس والهذاءات االضطهادية

وغيرها . كما توجد لدى المريض اضطرابات في اإلدراك ترتبط بالنرجسية والجنسية المثلية والشبقية الذاتية ، ومركب أوديب ،

ونقص في الخلق وتوحد مع الكون . ويبدل المريض عالمنا بعالم وهمي له في قدرات خارقة ن

يعلم كل شيء فيه ويتواجد في كل أمكنته وأزمنته ، عالم كلهمن العظمة وسلطان للفكر مطلق .

ومعظم مرضى ) الفصام ( يأتون من األناس الذين يوصفون – عادة – باالنطواء والحالمين ، ومن هؤالء الذين

67

يفكرون أكثر مما يعملون ، ومن هؤالء الالاجتماعيين منذالبداية .

ولكن يعتقد الكثير من الدراسين لألمراض النفسية والعقلية أن الهذاءات والهالوس أعراض مميزة لمرض الفصام ، وهذا غير

صحيح نظرا ألن هذه األعراض تظهر في جميع أنواع الذهان الوظيفي والعضوي ، ومن ثم فإن األعراض األولية لمرض

الفصام هي اضطرابات التفكير والوجدان واإلرادة ، وكل ما هوغير ذلك فهو ثانوي

وإلى جانب األعراض العامة للفصام ، نالحظ األعراض وفيما يلي تفصيلالخاصة في األنماط االكلينيكية للفصام ،

ذلك :Simple Schizophrenia – الفصام البسيط : 1

أن بدايته تدريجية غير حادة ، وسيرهوأهم خصائصه بطئ ، واالنفصال عن الواقع تدريجي ، والهلوسات واألوهامنادرة ، وقد ال توجد بالمرة ، والسلوك الغريب قليل نسبيا .

نقص النشاط ، والنمطية الحركية ،وأهم أعراضه : والالزمات الحركية . وعدم القدرة على التركيز ، والسالطة الفكرية ، وهذاء التأثير والتأثر ، واضطراب التوجيه . ونقص

االتصال االجتماعي ، وانعدام المسئولية ، وقلة الميول واالهتمامات ، ونقص مستوى الطموح ، واالنطواء واالنسحاب ،

وسوء التوافق االجتماعي ،و التبلد االنفعالي ، والخمول االنفعالي ، والالمباالة وفقد الدافعية ، وفقدان التعلق االنفعالي باآلخرين ،

واالستغراق في أحالم اليقظة ، وفقدان االهتمام بالمظهر الشخصي ، وسوء التوافق الجنسي أو العمل في الدعارة ، وعدم

القدرة على القيام ببعض األعمال البسيطة الرتيبة وتحت رقابة مستمرة ، والبطالة أو عدم االستقرار في العمل ، والشرود ،

والتناقض السلوكي ، ويبدو المريض في حالة حلم دائم .Hebephrenia Schizophrenia – الفصام المبكر : 2

أن بدايته مبكرة ومفاجئة عادة فيوأهم خصائصه المراهقة ) ولذلك يسمى أحيانا فصام المراهقة أو فصام

الشباب ( ، وتؤدي إلى تدهور الشخصية وعدم تكاملها .واألعراض فيه غير مستقرة وكثيرة التغير .

عدم العناية بالنظافة الجسميةوأهم أعراضه : والصحية ، والنكوص المرضي وخاصة في عادات األكل

واإلخراج ، واختالط وعدم ترابط الفكر والكالم والسلوك ، والتفكير اإلجتراري والتفكير الخيالي الغريب ، وضعف التركيز ،

والهذاءات المتغيرة . واالنطواء واالستغراق في أحالم اليقظة68

والخروج الغريب على المعايير االجتماعية ، والتبلد االنفعالي ، وعدم الثبات االنفعالي ، والتناقض الوجداني ، وعدم النضج االنفعالي والفجاجة االنفعالية . وتكون األوهام ذات طبيعة

جسمية وضعف البصيرة ، والسلوك طفلي أحمق اندفاعي غريب.

Catatonic Schizophrenia – الفصام الحركي : 3 أنه يبدأ في سن متأخرة عن الفصاموأهم خصائصه

سنة ( وتوجد فيه أعراض45 – 20البسيط والمبكر بين ) سن حركية واضحة إما بالنقص أو بالزيادة .

والفصام الحركي شكالن :* التصلب :

الوضع التصلبي التخشبي والتصلبوأهم أعراضه الشخصي أو الوضع التمثالي أو وضع الصليب أو وضع الجنين

) كما في الشكل ( أو وضع الميت . وهذه األوضاع تدوم طويال وبدون تعب ، وعدم الحركة ، والخلفة , وفقدان النشاط ،

واالسلوبية ، والمحاركة والوجه المقنع ) الذهول وكأن على وجهه قناعا ( ، والذهول وتكرار الكالم وترديده ، والنمطية ،

واالنسحاب والسلبية والصمت والطاعة اآللية العمياء والسلوك الحركي القهري ، مما تعوده المريض في مهنته مثال ، ورفض الطعام ، وعدم القدرة على ضبط النفس جنسيا أو من ناحية

التبول أو التبرز .* الهياج :

الهياج الحركي غير الهادف وعدموأهم أعراضه االستقرار واألرق واإلعياء وفقد الوزن ، وعدم التوافق بين

المزاج والتفكير ، وسرعة الكالم ، وردود األفعال الغريبة والهلوسات ، واالتجاهات الشاذة الغريبة ، والعدوان ،و التصنع أو

التكلف في الكالم ، والمشي والحركات ، ومحاولة االنتحار أوقتل الغير ن واإلنهاك في النشاط الجنسي المكشوف .

Paranoid – الفصام الهذائي ) البارانوي ( :4Schizophrenia

سنة (30أنه يبدأ عادة متأخرا بعد سن ) وأهم خصائصه ، ويتصف بالتفكير والسلوك الذاتي المقفل ، واألوهام وأفكار

المرجع والتأثير ، وتكون الهذيانات غير منسقة وسريعة التغير ،ويكون السلوك بصفة عامة ليس من السهل التنبؤ به .

والفصام الهذائي شكالن :* االضطهاد :

69

أفكار االضطهاد ، والشك ، والميولوأهم أعراضه اإلتهامية والعزلة الشديدة ، واعتقاد المريض أن اآلخرين يتآمرون

عليه ، ويكيدون له . وعدم الرضا ، والحقد ، ومحاولة االنتحار ، والسلوك المضاد للمجتمع ، واالعتقاد أن هناك من ينومه

معنطيسيا ويؤثر عليه . ، واعتقاد* العظمة : وأهم أعراضه أفكار العظمة

المريض بأنه موهوب بقدرات عقلية عالية فريدة أو أنه يشغل منصبا كبيرا ،و التطرف وأوهام القوة والقدرة على كل شيء ،

والتناقض السلوكي .تشخيص الفصام :

بالرغم من أن التشخيص التقليدي يفرق بين أنماط اكلينيكية اربعة للفصام ، فإن الفصام ال يكون مطابقا للوصف

التقليدي ألحد هذه األنماط ، بل يتغير من نوع آلخر أو قد يختلط . هذا وال يوجد عرض واحد يمكن أن يؤكد الفصام أو ينفيه

. – يجب تفريق الفصام عن الذهان العضوي وأمراض المخ1

العضوية ، حيث نجد أنه في الفصام يبقى الذكاء والذاكرة دونتدهور ، وفي الذهان العضوي نالحظ أعراضا جسمية واضحة .

– ويجب التفريق بين الفصام والهستيريا ، حيث نجد في2الهستيريا أن البدء فجائي والسبب واضح .

– ويجب التفريق بين الفصام والوسواس ، حيث يقاوم3المريض وساوسه شعوريا .

– ويجب التفريق بين الفصام وذهان الهوس واالكتئاب حيث4يتغير االنفعال ويشتد بسرعة .

– ويجب التفريق بين الفصام واضطرابات الشخصية مثل5 السيكوباتية ، حيث نجد في األخيرة االندفاع واالنحراف ممتد

الجذور إلى الطفولة . – ويجب التفريق بين الفصام ) خاصة الفصام المبكر ( أو ما6

يسمى فصام المراهقة وبين اضطرابات مرحلة المراهقة وصراعاتها ومشكالتها وما يشاهد فيها من الثورة والتمرد والعناد

والتذبذب االنفعالي وغرابة السلوك والشذوذ . – ويجب التفريق بين الفصام الهذائي ، وبين الهذاء7

) البارانويا ( . ففي الفصام الهذائي تكون الهذاءات وقتية قصيرة المدى ومختلطة بأعراض الفصام األخرى ، بينما في الهذاء نجد

الهذاءات المنظمة فقط وال نجد األعراض األخرى للفصام . – ويجب التفريق بين الفصام والصرع ، فقد وجد العلماء أنه8

يوجد عالقة وارتباط وثيق بين هذين المرضين ، ولوحظ أن الكثير70

من مرضى الصرع خصوصا الصرع النفسي الحركي ، يعانون بعد فترة من أعراض شبيهة بمرض الفصام ، وبالتالي اتجهت اآلراء

عن احتمال تشابه أسباب مرض الصرع ومرض الفصام ... ونحن نعلم أن السبب الرئيسي للصرع هو موجات كهربائية دورية شاذة في الدماغ ، وأنه من الممكن أن يكون سبب الفصامأسبابا فسيولوجية كيميائية مشابهة لما يحدث في الصرع.

عالج الفصام : ليس من الضروري وضع جميع المفصومين في مستشفيات األمراض العقلية . ويمكن عالج معظم الحاالت المبكرة كمرضى

خارجين . وال يودع في المستشفى إال حاالت الفصام الحاد أو المزمن أو

في حالة ما إذا كان المريض يمثل خطرا على نفسه أو على اآلخرين ، وفي حالة عدم استبصار المريض بحالته ورفضه العالج

. وعالج الفصام عملية طويلة ، وتحتاج إلى كثير من الحنكة ، والصبر ، واالهتمام بالعالقة العالجية ، والرعاية التمريضية اليقظة

وفيما يلي أهم مالمح عملية عالج الفصام :المستمرة . – العالج الطبي الكيميائي : 1

ويشمل عالج الرجفة الكهربائية ، وخاصة في حاالت الفصام الهذائي والفصام الحركي .ويشمل كذلك عالج غيبوبة

األنسولين - وقد قل استخدامه اآلن لما يستلزمه من وقت وجهد وما يصاحبه من مخاطر ، جعلت العالجات األخرى االحدث تغني

عنه – مثل العالج بالمهدئات للتغلب على الهلوسات والتحكم في التهيج ، وعلى رأسها مجموعة فينوثيازين ، وستيالزين

وكلوربرومازين ، وتختلف في عمقها وفاعليتها من عقار آلخر ، وقد لوحظ أن هذه العقاقير لها مفعول ناجح كلما كان الفصام

نشطا واألعراض إيجابية ، ولذلك فهي أنجح ما تكون في الحاالت الحادة ، والحاالت المتاخمة باألعراض اإليجابية التي تدل على أن

دناميكية المرض لم تستقر بعد ، أما الحاالت المزمنة التي وصلت إلى درجة من االستقرار ، وأصبح السلوك الفصامي عادة

أو جزء ال يتجزأ من الشخصية ، فإن مفعولها يكون أقل ما لم يستثار النشاط الفصامي بخطة محكمة لجر المريض لإلحتكاك

بالواقع ، وتنظيم تأهيله بجرعات متزايدة من العمل والتفاعل مع اآلخرين ، وهنا قد يبدأ في المقاومة أو تبدأ األعراض في النشاط

، حيث تصلح هذه العقاقير ثانية وبشكل فعال تماما . – عالج الصدمات الكهربائية :2

71

ويستعمل هذا العالج عادة مع العالج األول ، ويستحسن أن يتأخر عنه قليال ، حتى في الحاالت الحادة ، ونتائجه تكون أصلح

ما تكون في هذه الحاالت الحادة والمصحوبة باضطراب في العاطفة وخاصة االكتئاب ، وحاالت الفصام الكتاتوني االنسحابي ، والفصام البارانوي المصحوب بفيض عاطفي حار مع الضالالت ، وكذلك أثناء خطة العالج الطويلة بالعقاقير والتأهيل معا ، وذلك

مع ظهور االكتئاب ، وأثناء استعادة العالقة بالواقع. – العالج بالعمل :3

وهو صنفان في حاالت الفصام ، فإما أن يكون الهدف منه استعادة المريض فاعليته ، وعدم تركه لخياالته وسلبياته ،

واستعادة ثقته بأنه قادر على شيء ذي فائدة ... وأن يرى نتاجعمله فيتحسن للرجوع للواقع ...

وإما أن يكون جزءا ال يتجزأ من عالج الوسط والعالج السلوكي ، يتعرف فيه المريض على جسده ، ويكسر خموله

وعاداته السلبية واختفائه في قالب ثابت من الوجود. – العالج النفسي :4

والبد أن نبدأ هنا بالقول أن الرعب من العالج النفسي ) وخاصة التحليلي ( للفصاميين ، قد قل كثيرا ، نتيجة لوفرة

استعمال العالج الكيميائي ، حيث نشجع المعالج أن يتفاعل مع المريض ، وهو ضامن أن بيده أسلحة يتدخل بها وقتما يشاء ،

ليتمكن من السيطرة على الموقف باستمرار. والعالج النفسي يهدف إلى تنمية الجزء السليم من

الشخصية وإعادة تنظيم الشخصية والتعلم واالهتمام بإزالة أسباب المرض وشرحها وتفسيرها وإشباع حاجات المريض

وتنمية بصيرته وتخفيف القلق وإعادة ثقته بنفسه ، مع التركيزدائما على أهمية العودة إلى العالم الواقعي.

ومن أنواع العالج النفسي التي ساعدت كثيرا من المرضى ،Intensive Psychotherapyالفصاميين العالج النفسي المكثف

وقد ثبت فاعليته ، واتيحت له الفرصة كاملة ، إال أنه يحتاج لوقت وجهد بال حدود ، وفيه يقوم المعالج باختراق حاجز العزلة عند

المريض ، ومحاولة فهم لغته الخاصة ، والقيام بدور المترجم له ، أو الجسر الذي يعبر عليه إلى دنيا الواقع ، وهذا النوع ليس بديال

عن العالجات العضوية األخرى ، ولكنه متمم لها. وهناك العالج النفسي الجماعي أو الجمعي وخاصة نوع

الجشطالت والتحليل التفاعالتي دون اإلغراق في التفسير72

والتأويل وهو يساعد على إعادة احتمال التواصل مع اآلخرين والتقمص ، واكتساب مهارات اجتماعية جديدة ، وتجميع أجزاء الشخصية في جو عالجي خاص ومدروس وموجه ، وهذا النوع

من العالج يكون أنجح وأجدى في حاالت الفصام المبتدئ ، حيث يعتبر العالج المفضل الذي ال يكتفي بإزالة األعراض ، بل إنه يحول هذه األزمة المرضية إلى فرصة إيجابية الستكمال نمو

الشخصية مع االهتمام بأفراد األسرة واألقارب لمساعدة المريض ، والتوجيه واإلرشاد النفسي للمريض وتوجيه وإرشاد

األسرة . والتحليل النفسي في حاالت قليلة جدا مع التركيز على محاولة إصالح ضعف األنا . والتأهيل النفسي واالجتماعي

واالحتفاظ بالعالقات االجتماعية واألسرية ومساعدة األهل في رعاية المريض واهتمامهم به بهدف تحقيق التوافق النفسي

واالجتماعي . – العالج االجتماعي : 5

بهدف تجنب االنسحاب والعزلة مع االهتمام بإعادة التطبيع االجتماعي وإعادة التعلم االجتماعي واالهتمام بالنشاط

االجتماعي والرياضة والترفيه والموسيقى لربط المريض بالواقع والتقليل من استبطانه وانشغاله بذاته وعرضه والكشف عن

اضطرابات المريض وصراعاته . والعالج البيئي الذي يهدف إلى تعديل البيئة وإصالح الجو العائلي حتى يساعد ذلك في تدعيم

التحسن التدريجي في حالة المريض . والعالج بالعمل والتوجيه والتأهيل المهني لشغل المريض وإخراجه من دائرة االستغراق

في الذات ، مع تنويع العمل ، والعالج باللعب في حالة فصامالطفولة.

– عالج الوسط :6 ويقصد به تهيئة مجتمع عالجي صغير ) مستشفى مثال ( له فلسفة في الحياة ، وأهداف مشتركة ، وموقف محدد ، يشترك

فيه المرضى ، وجميع األفراد المعالجين ، ويستعمل فيه سائر أنواع العالج السابقة ، بحيث يتيح للمريض فرصة المشاركة في

جو خاص يتيح له إجازة مدروسة من عالم الواقع الذي لم يتحمله ، ولكنه في نفس الوقت يحافظ فيه على درجة خاصة من

العالقات والنشاط ، يستعيد من خاللها قدرته على العودة إلىالواقع تدريجيا بطريقة أكثر قدرة ، وأوفر نشاطا.

– العالج الجراحي النفسي : 7 وهو العالج الذي يهدف إلى قطع بعض الدوائر العصبية التي

تساهم في توصيل وإثارة االنفعاالت المرضية وال يستعمل إال

73

في الحاالت المزمنة ، وعندما تفشل كل الوسائل العالجيةاألخرى وبعد مضي ثالث سنوات على األقل.

مآل الفصام : – تحسن مآل الفصام كثيرا منذ أن اكتشف عالج الرجفات1

الكهربائية وعالج غيبوبة األنسولين . وحديثا مع استخدام األدوية والعالج النفسي أصبح المآل أحسن . وقد يحدث شفاء تلقائي

25 % ( . وقد يحدث تحسن تلقائي في حوالي ) 5في حوالي ) % ( من مرضى الفصام .

– وأهم مالمح الشفاء هو الشفاء االجتماعي . وتدل اإلحصاءات2 على أن حوالي ثلث مرضى الفصام يتوافقون اجتماعيا تماما ،

وحوالي الثلث يتوافقون اجتماعيا إلى حد ما ، والثلث الباقي يتدهورون أو ينتحرون أو يحتاجون إلى اإليداع في المستشفى

مدى الحياة ، حين يزمن المرض ويكون التدهور العقلي المعرفي والخلقي أمرا ال مناص منه . هذا ويختلف فرص الشفاء من

الفصام باختالف درجة أزمانه . – ومرض الفصام من األمراض التي تشاهد فيها النكسات3

أحيانا . % (25 – وعلى العموم نجد أن نسبة الشفاء التام حوالي ) 4

% ( في مرضى الفصام . ويمكن25ونسبة األزمان حوالي ) لمرضى الفصام الذين يتلقون العالج السليم الخروج من

شهرا ( .12 : 6المستشفى في حدود ) – ويالحظ أن الفصام الحركي هو أحسن األنماط االكلينيكية5

للفصام من حيث المآل ، يليه الفصام الهذائي ، ثم الفصام البسيط . أما الفصام المبكر فهو أقل األنواع بالنسبة لسرعة

الشفاء واحتماله .

االكتئاب

Depression يعتبر االكتئاب – عادة - من الذهان الوظيفي ، وهو حالة من االضطراب النفسي تبدو أكثر ما تكون وضوحا في الجانب االنفعالي للشخصية ، حيث يتميز بالحزن الشديد ، واليأس من

الحياة ، ووخز الضمير ، وتبكيته على شرور لم ترتكبها الشخصية في الغالب ، بل هي متوهمة إلى حد بعيد ، ويقوم المبدأ النفسي

القائل بأن النية تساوي الفعل بدور كبير في تغذية اإلحساس

74

بوخز الضمير واستثارته ليأخذ بخناق الشخصية يؤنبها بقسوة ، ويجعل حياتها جحيما ال تطاق . وكثيرا ما تصاحب حاالت االكتئاب هذاءات وهالوس تسندها وتدعمها . ومن هنا ، كان احتمال انتحار

المريض كبيرا ، حتى يتخلص من هذه الحياة المملوءة بالحزن والهم واليأس والقلق والمخاوف التي قد تجعله قليل النوم ، بطئ الحركة، رافضا للطعام ، وبالتالي يصاب جسمه بهزال

شديد في العادة.

الهوسMania

تعريف الهوس : هو حالة مرضية ذهانية ، تتسم بالغرابة والنشاط النفسي

الحركي الزائد والهياج والمرح الذي ال يسيطر عله الفرد ، وتبدوأوضح ما تكون في الجانب االنفعالي للشخص .

تصنيف الهوس : يقسم الهوس إلى ما يلي :

Hypomania – الهوس الخفيف : 1 وهو أخف أشكال الهوس . وأعراضه المرح المتوسط ،

والنشاط الواضح المعتدل ، وهروب األفكار الخفيف ، والتهيجية ،وعدم التسامح ، والتسرع ، والسعادة المفرطة .

Acute Mania- الهوس الحاد : 2 وأهم أعراضه السلوك الصاخب ، والعنف ، وسرعة

األفكار ، والنشاط الزائد جدا والهلوسات واألوهام . Deliriosu Mania- الهوس الهذياني : 3

وأعراضه هي : أعراض الهوس الحاد مضافا إليها الخلط وعدم الترابط واضطراب الوعي واضطراب التوجيه ) بالنسبة

للزمان والمكان واألشخاص ( .الهوس كأحد طوري ذهان الهوس واالكتئاب .

أسباب الهوس : فيما يلي أهم أسباب الهوس :

- وجود الصراع والمواد واألفكار الداخلية غير السارة وتكون1 حالة الهوس شكال من أشكال حيل الدفاع كتعويض وكوسيلة

نسيان . - الفشل واإلحباط ونقص الكفاية ومحاولة إنكار ذلك عن طريق2

لعب دور النجاح والكفاية ) بدون نجاح أو كفاية بالطبع ( .

75

– وجود مشكالت يهرب منها الفرد خارج نفسه لينسى ويبعد3عن القلق

– وجود مواد مكبوتة تنفس لتقليل الصراع واسترخاء األنا4األعلى القاسي .

وعندما يسترخي األنا األعلى يضعف الكبت ، وتفلت الرغبات والدوافع التي يدور حولها الصراع وتظهر المواد

الممنوعة في مستوى الشعور وتجد لها مخرجا في السلوكالهوسي .

أعراض الهوس : فيما يلي أهم أعراض الهوس :

– المرح الشديد والسعادة الوهمية المفرطة والنشوة الزائدة ،1 والتفاؤل المفرط والتحمس الزائد . والثقة الزائدة في النفس

والشجاعة والخيالء والشعور بالقدرة وكثرة المشاريع غير العملية ، والشعور بالنشاط والخفة والبهجة والرضا عن النفس ، مع

الشعور بحسن الحال ، أو حتى الشعور بالعظمة . - السرعة والتعجل في كل العمليات العقلية ، وصرف االنتباه2

وتحوله بسرعة شديدة ، وميل نحو القيام بنشاط ينقصه التحكم والضبط ، حتى أن األمور التي بدأها المريض يتحول عنها بسرعة

دون أن يتمها ، أي يبدأ في عدة مشروعات دون استعداد. – التعرض ألفكار هذائية تبين عن امتياز المريض وعظمته ،3

وإلقاء المريض للنكت وضحكه الكثير . – هروب وطيران األفكار وسطحية التفكير والسالطة الفكرية .4

وتشتيت االنتباه وعدم القدرة على التركيز ، واالنتقال السريع بين الموضوعات ومقاطعة اآلخرين بمجرد ورود أفكار جديدة ، واألوهام وأفكار العظمة وتوهم الغنى والقوة واألهمية والغرور

الزائد والهلوسات أحيانا ، وسرعة الكالم وعلوه ) وأحيانا الكالمالمسرحي ( .

– النشاط النفسي الحركي الزائد وعدم االستقرار وزيادة5 التوتر وعدم المثابرة على العمل وسرعة االنجاز مع ضعف

اإلنتاج والفوضى في العمل . – النشاط االجتماعي واالنطالق الزائد ، واإلسراف والكرم6

المفرط . والتبرج الزائد والتزين المفرط . والالمباالة بالمعاييراالجتماعية وعدم مراعاة مشاعر اآلخرين .

– سرعة االستثارة والتهور والسلوك التخريبي أحيانا . واإلرهاق7 واإلنهاك ونقص الوزن . والشراهة واإلدمان ) في بعض الحاالت (

. واألرق واضطراب النوم بصفة عامة .

76

– إسراع ضربات القلب وفرط العرق واإلنهاك واحمرار الوجه8واهتزاز األطراف واضطراب اإلخراج واضطراب الحيض .

– النشاط الجنسي الزائد واالستعراض الجنسي والعرى9والكتابات الغرامية

وهكذا يتبين لنا بوضوح أن حالة الهوس هي الحالة المناقضة تماما لحالة االكتئاب في أعراضها ، حتى أن التحليل

Reactionالنفسي – في تفسيره لحالة الهوس – يعتبر رد فعل لحالة أعمق هي حالة االكتئاب .

تشخيص الهوس : من السهل التعرف على حاالت الهوس الحاد ، ويجب

التفريق بين الهوس وبين هذاء العظمة وبين حالة الكحولية .عالج الهوس :

يحسن عالج مرض الهوس ) وخاصة الحاد ( في المستشفى . وفي حالة الهياج الشديد أو السلوك التخريبي

والنشاط الجنسي والعرى يجب عمل حساب ذلك بوضع المريضفي مكان منفصل مع رعاية تمريضية خاصة .

وفيما يلي أهم معالم عالج الهوس : – العقاقير الطبية وخاصة المهدئات للسيطرة على التهيج1

وعدم االستقرار النفسي الحركي ، وتستخدم المنومات إلحداث أكبر قدر ممكن من النوم . ويلجأ الكثير من المعالجين إلى

15العالج بالنوم المستمر ، ويستخدم عالج الرجفة الكهربائية ) جلسة ( ثالث مرات أسبوعيا ، ويستخدم العالج المائي20–

بالحمامات الدافئة ) لتهدئة المريض ( ، ويجب عمل حساب أيمضاعفات مثل اإلنهاك أو هبوط القلب أو هبوط التنفس .

– وبعد التحكم في نوبة الهوس باستخدام األدوية أو الصدمات2 الكهربائية ، يبدأ العالج النفسي الستكشاف النواحي المرضية في الشخصية ومشاعر الوحدة وهبوط احترام الذات أو قيمة الذات ،

وتكوين ردود األفعال التي تؤدي إلى شعور بالقدرة على كلشيء والسيطرة والتحكم ، وحل مشكالت المريض .

– العالج االجتماعي والراحة واإلجازات القصيرة من العمل .3 وتوجيه نشاط المريض الزائد وجهات بناءة وعملية . والرقابة

واإلشراف في النواحي االقتصادية والنشاط الجنسي . – وفي بعض األحيان يشاهد الشفاء التلقائي من الهوس في4

شهرا ( ولكنها تنزع أيضا إلى العودة8 – 6مدة تتراوح بين ) مرة أو مرات على فترات متفاوتة الطول يبدو الفرد أثناءها –

في الظاهر – سويا . وقد يكون السلوك العادي مجرد عبور من

77

نوبة إلى نوبة أو من دور هوسي إلى دور اكتئاب عبر فترةسواء .

– وفي حالة أزمان الهوس وعدم استجابته لعالج األدوية5 والصدمات الكهربائية والعالج النفسي يلجأ األطباء كحل أخير إلى

الجراحة النفسية ) شق الفص الجبهي ( .

مآل الهوس : مع استخدام عالج الرجفة الكهربائية واألدوية الحديثة

المهدئة أصبح عالج الهوس بسيطا وسريعا . وإذا قورن الهوس .باالكتئاب فإن الهوس يقل احتمال أزمانه عن االكتئاب

جنون الهوس واالكتئابManic-depression Psychosis

هذه المجموعة من األمراض تمثل اضطرابا أساسيا في العاطفة ، يتبعه اضطراب في التفكير والسلوك الحركي : سرعة ) هوس ( أو إبطاء ) اكتئاب ( ، وهي تشمل طورين إكلينيكيين ،

يتناوبان بانتظام أو بغير انتظام ، وأحيانا ال يظهر طوال حياةالمريض إلى طور واحد

تعريف ذهان الهوس واالكتئاب : هو مرض ذهاني ، يشاهد فيه االضطراب االنفعالي

المتطرف ، وتتوالى فيه دورات متكررة من الهوس واالكتئاب ، أو يكون خليطا من أدوار الهوس واالكتئاب ) وقد يتخللها فترات

انتقالية يكون فيها الفرد عاديا نسبيا ( هذا ، وكثيرا ما تتعاقب حاالت االكتئاب والهوس على

المريض الواحد ، على هيئة نوبات أو دورات ، قد تفصل بينها فترات شفاء ، وعندئذ يصدق على هذه الحالة تسميتها بالجنون

الدوري % ،1 – 0.5هذا وتبلغ نسبة انتشاره بين الشعب حوالي

ولكنه يكثر بين المثقفين والطبقات العليا ... كذلك فإن نسبته تزيد في النساء أكثر من الرجال ، وال يحدث هذا المرض إال نادرا

قبل البلوغ .. ويزيد انتشاره كلما تقدم سن الفرد .تصنيف ذهان الهوس واالكتئاب :

هناك أنماط اكلينيكية ثالثة لذهان الهوسواالكتئاب :

% ( .30 – الهوس ) حوالي 1 % ( .45 – االكتئاب ) حوالي 2 % ( .25 – الذهان الدوري أو المختلط ) حوالي 378

درجات طور الهوس : :Hypomania – الهوس الخفيف 1

أما عالماتهاويتميز بأنه يحوي صفات المرض العامة ،اإلكلينيكية فهي :

أ – وجود ثالوث الهوس بدرجة طفيفة ال تصل إلى شدة ذهانية .ب – يستطيع المريض أن يتحقق من وضعه وعالقته مع البيئة .

ج – قلما يظهر المريض سلوكا شاذا لدرجة تتعارض معالمجتمع .

د – يبدو المريض مملوءا بالحيوية والنشاط ، ال يكاد يستقر فيمكان .

هـ - يميل إلى التعدي ، فتكثر مشاجراته بعض الشيء ويحبالسيطرة من حوله وال يطيق النقد .

و – يرسم المريض كثيرا من الخطط واألفكار ، ويؤكد أنها سبيلها إلى حيز التنفيذ ، ولكنه عادة ال ينفذها بشكل جاد ، وهو يبدأأغلب المشاريع دفعة واحدة ، ولكنه ال يصل بأيها إلى غايته . ي – ال يتقيد المريض – أحيانا – بالقواعد الخلقية ، مما يوقعه

تحت طائلة القانون . ز – تظل ذاكرة المريض سليمة ، وقد تزداد حدة .

ال يوجد حد فاصل بين : Acute Mania – الهوس الحاد 2 الهوس الخفيف والهوس الحاد ، فهما متداخالن ... إال أن الهوس

كما يظهرالحاد يتميز بشدة الثالوث الهوسي بوجه خاص ،في الصورة االكلينيكية على الوجه التالي :

أ – إما أن يشتد بشكل يجعله أقرب إلى السخرية الهجومية ، ويفقد الجانب المشع منه ، وإما أن ينقلب إلى عدوان وغضب مع

فرط في الحساسية ، يتناوب مع هذا المرح القاسي . ب – يشتد انتباه المريض للمؤثرات الداخلية والخارجية على حد

سواء ، وال يستمر في اتجاه معين ، بل ينتقل من مؤثر آلخر . ج – تضطرب عالقته بالبيئة ، فنراه ال يراعي اآلداب العامة ،

ويتصرف بشكل فاضح ، ويقول ويفعل ما ينافي األخالق والتقاليدالمرعية .

د – أن الهالوس أكثر حدوثا هنا على الهوس الخفيف ... ولكنهامؤقتة ومتغيرة عادة ، وتتفق مع االضطراب االنفعالي األساسي . هـ- أن الضالالت – إذا حدثت – تكون متجهة إلى الشعور بالعظمة

. و – أن األفكار تتطاير ) طيران األفكار ( ، حتى تبلغ من سرعتهاعدم ترابط ظاهري ، في حين أنها درجة شديدة من الطيران .

79

ي – أن إدراك المريض للبيئة من حيث معرفة الزمان والمكانواألشخاص – أحدها أو جميعها – قد يختل .

ز – أن بصيرته تضطرب ، بل إن كثيرا من هؤالء المرضى يقول : حين سؤاله عما إذا كان مريضا من عدمه ، يقول أنه اآلن ) بعد ظهور األعراض ( قد شفي ، وأنه كان مريضا قبل ذلك ) يشير

إلى أنه لما كان طبيعيا عاديا كان هذا من وجهة نظره الحالية هوالمرض بذاته .

أسباب ذهان الهوس واالكتئاب : – األسباب الوراثية : 1

تلعب دورا مهيئا لالنهيار في اتجاه ذهان الهوس واالكتئاب % من الحاالت ( . ويؤكد70) تاريخ إيجابي في أكثر من

العلماء دور الوراثة في هذا المرض ... وقد وجد أنه إذا أصيب أحد التوائم المشابهة لهذا المرض ، فيصاب التوأم اآلخر في

% ( ، وكذلك تتفاوت النسبة ، بين أبناء المصابين ،33حوالي ) % ( ... ويقال أن طريقة انتقال13 – 10بهذا المرض بين )

المرض تنتشر على هيئة مورثات سائدة .. ويكثر هذا المرض بين الشخصيات ذوي المزاج الدوري ، أي الذين يتفاوتون في مزاجهم

بين المرح واالكتئاب مباشرة ... – األسباب البيئية أو التركيب الجسمي : 2

فيبدو أن النمط المكتنز أو البدين أكثر عرضه من غيرهم لردود األفعال العاطفية . ويربط البعض بين ذهان الهوس

واالكتئاب وبين اضطرابات الغدد ) وخاصة الكظرية والجنسية ( . ويربط البعض كذلك بين ذهان الهوس واالكتئاب وبين اضطرابات

الجهاز العصبي ) مثل زهري الجهاز العصبي وأورام الفص الجبهي ( . ويرى البعض أن هناك عالقة بين ذهان الهوس

واالكتئاب وبين اضطراب نسبة المعادن في الجسم . – األسباب النفسية : 3

اضطراب العالقات بين الطفل والوالدين ، واضطراب العالقات االجتماعية بصفة عامة . والضغوط البيئية واالنفعالية والعوامل الضاغطة في الحياة بصفة عامة ، وصعوبة التوافق معها . واالضطراب االنفعالي للوالدين أثناء طفولة المريض . وفقدان موضوع الحب وفشل العالقات الشخصية الهامة بين

األزواج . وحدوث اضطرابات انفعالية كثيرة في تاريخ المريض . والسلطة والمعايير الجامدة والعقاب الصارم . ونقص المكانة

االجتماعية . وتؤمن نظرية التحليل النفسي أن من أهم أسباب هذا

المرض هو فقدان موضوع الحب مع النكوص للمرحلة الفمية .80

– الغدد الصماء :4 قد تلعب دورا هاما إذ قد يظهر المرض عند التحوالت

البيولوجية ) سن( اليأس. وقد أجريت حديثا الكثير من األبحاث عن عالقة هذا المرض بنسبة المعادن في الجسم . وعمليات

التمثيل الغذائي المختلفة ... فقد وجد مثال أن جسم الفرد 50المكتئب يحتفظ بكمية من الصوديوم داخل الخاليا يزيد ) % ( على المستوى العادي ... أما الشخص المصاب بنوبة

% ( ، وبشفاء هؤالء200اإلنبساط فتزيد هذه النسبة إلى ) المرضى تعود هذه النسبة إلى طبيعتها ... وإلثبات هذه التجربة

أعطي بعض مرضى الذهان الدوري كمية من هرمون النخامية ، والذي من طبيعته االحتفاظ بالماء والصوديوم في الجسم ، فلوحظ أن حالة المرضى ساءت وتدهورت سواء في نوبات

االكتئاب أو االنبساط ، وهذا االضطراب هو أساس العالج الوقائيالحديث بالليثيم .

ومما يؤيد نظريات الهرمونات العصبية في نشأة مرض االكتئاب االنبساطي وجود هذه الهرمونات بنسبة أعلى من أي

جزء آخر في الدماغ في المناطق الخاصة باإلنفعال وخاصة الهيبوثالموس والجهاز الطرفي في السطح األنسي للمخ ...

كذلك وجد أن نسبة هذه الهرمونات في المرضى المنتحرين من مرضى االكتئاب تقل في هذه المراكز الدماغية بشكل واضح ،

وذلك بعد تحليالت دقيقة في المخ بعد وفاتهم ... كذلك بتشريح ودراسة كيمائية مخ بعض مرضى االكتئاب الذين القوا حتفهم

ألسباب عديدة أثناء عالجهم بالعقاقير المضادة لالكتئاب ، وجد أن نسبة هذه الهرمونات العصبية تزيد تدريجيا خالل العالج ، وتصل

إلى أقصاها في خالل ثالثة أو أربعة أسابيع ، مما يؤيد العالقة الوثيقة بين مرضى االكتئاب ونسبة هذه الهرمونات العصبية في

المخ ، وتأثير العقاقير المضادة لالكتئاب على هذه الهرموناتووصول أقصى فاعليتها بعد ثالثة أو أربعة أسابيع .

أعراض ذهان الهوس واالكتئاب : – هناك دوران متميزان في ذهان الهوس واالكتئاب هما : دور1

الهوس ودور االكتئاب . ويأتي المرض في أدوار قد يتخللها فتراتمن السواء النسبي أو الصحة النفسية .

ويختلف وقت دوام كل دور ، فقد يقتصر على بضعة أيام ، وقد يستغرق عاما كامال . وعلى العموم فدور الهوس غير المعالج ، ال

أشهر عادة ( ، ودور االكتئاب ال يدوم أكثر من6يدوم أكثر من ) أشهر ( . ويالحظ أن أدوار الهوس اقل كثيرا من أدوار9)

االكتئاب .81

– واالضطراب األساسي يصيب االنفعال والتفكير والنشاط2 الحركي ، فيسرع في دور الهوس ، فنشاهد المرح وطيران

األفكار ، وزيادة النشاط الحركي ، ويبطيء في دور االكتئاب ، فنالحظ الحزن وبطء التفكير ، ونقص النشاط الحركي ، ومن ثم

يطلق البعض على أهم أعراض ذهان الهوس واالكتئاب" ثالوثالهوس أو ثالوث االكتئاب " .

ثالوث الهوس :أ – مزاج ومرح ، وقد يتبادل مع الغضب أو الخوف .

ب – زيادة في النشاط الحركي .ج _ طيران األفكار .ثالوث االكتئاب :

أ – مزاج مكتئب ، وقد يتبادل مع القلق أو الخوف .ب – بطء في الحركة .

ج – صعوبة وبطء في التفكير – وقد يبدأ المرض بحالة هوس بأعراضها المختلفة ، ثم يبدأ3

في حالة تحسن ، ثم يدخل في دور االكتئاب ثم يبدأ في حالة تحسن ليعود بعدها إلى دور نسبي كما ذكرنا . وقد يظل المريض في دور الهوس أو في دور االكتئاب أو يزاوج بينهما بصورة دورية

منتظمة فينتقل من دور الهوس إلى دور االكتئاب ثم يعود إلى دور الهوس بدون فترات سواء نسبي . وقد تكون الدورات غير منتظمة فتتوالى دورتان أو ثالث من االكتئاب ثم تتبعها دورتان

من الهوس .. – ويتصف ذهان الهوس واالكتئاب باإلفراط في ردود الفعل4

االنفعالية مختلطة ببعض أعراض دور الهوس . فمثال نجد مايسمى " االكتئاب الباسم " ، و " الذهول الهوسي " .

وبالرغم من حدة األعراض فإن التدهور العقلي واالنفعاليال يحدث ، ويظل المريض متصال بالواقع .تشخيص ذهان الهوس واالكتئاب :

من المالحظات المساعدة في التشخيص ما يلي : – بداية المرض عادة فجائيا وقليال ما نجده يحدث متدرجا ،1

أشهر ( ، إما تلقائيا أو نتيجة العالج ،6وتنتهي الدورة في حدود ) والعودة للمرض مرة أخرى متوقعة ، وال يحدث تدهور عقلي أو

انفعالي عند المريض . – ويجب التفريق بين ذهان الهوس واالكتئاب وبين أعراض2

المرح أو االكتئاب التي تصاحب بعض أشكال الذهان العضوي . ففي ذهان الهوس واالكتئاب ال تتأثر الذاكرة والذكاء والوعي

بينما تتأثر وتتدهور في الذهان العضوي .82

– ويجب التفريق بين ذهان الهوس واالكتئاب وبين الفصام .3 ففي ذهان الهوس واالكتئاب يكون اضطراب الشخصية مسألة "

أقل " من الحالة السوية ، كم " أي يكون مسألة " أكثر " أو " ويكون هناك انسجام بين المزاج ومحتوى التفكير والسلوك ،

ويكون اضطراب التفكير وعدم الترابط أقل وضوحا ، بينما يكون في الفصام مسألة تفكك الشخصية ، ويبدو ذلك واضحا في

السلوك ، ويكون التفكير واضح االضطراب وغير مترابط وتحددهالهلوسات والهذيانات واألفكار الشديدة الغرابة .

يتوقف العالج على نوععالج ذهان الهوس واالكتئاب : المرض ودرجته ، والعالج ضروري في المستشفى ، وخاصة في

الحاالت الحادة ، وفي حالة الخوف على حياة المريض أو اآلخرين وفيما يلي أهم معالم عالج ذهان الهوس واالكتئاب :.

– العالج الطبي : 1 ويعتمد على الدور الذي يعالج المريض أثناءه ، وباستخدام

ثيوريدازين . ففي دور الهوس يجب السيطرة على النشاط النفسي الحركي

الزائد وعلى السلوك ، وباستخدام كلوربرومازين ، والعالجبالرجفة الكهربائية والعالج المائي كمسكن .

وفي دور االكتئاب يجب السيطرة على االكتئاب ورفع الحالة المزاجية باستخدام توفرانيل واميبرامين والعالج بالرجفة

الكهربائية ، وعالج األعراض المصاحبة ، مثل فقد الشهية واألرق والقلق ، وحماية المريض من اإلنهاك الشديد أو الموت جوعا ،

والرعاية الخاصة للمرضى الذين يؤذون أنفسهم أو يحاولوناالنتحار .

– العالج بالصدمات الكهربائية :2 وهي من أنجح العالجات حتى اآلن في حاالت االكتئاب

خاصة . وهي تستعمل اآلن بطريقة سليمة على ناحية من المخ فال تحدث نسيانا ... وهي نافعة في كل حاالت االكتئاب الدوري تقريبا ، حتى البسيط منها إذا عجزت العقاقير ، ولكنها ال تصلح

في حاالت االكتئاب العصابي واالكتئاب المزمن المتراكم القلق .. كما أن توقيتها مهم للغاية ، فهي تصلح في أول ظهور المرض

وقرب نهايته بدرجة أكبر منها في " قمة حدة المرض " . هذا وقد تصلح الصدمات قرب نهاية دور الهوس بعد ضبطه

بالعقاقير ، وقبل دخوله مرحلة االكتئاب قبل الشفاء. – عالج األنسولين المعدل : 3

قد يصلح في حاالت االكتئاب البسيط ، وخاصة إذا صاحبهذا أو ذاك الهزال وفقد الشهية .

83

– العالج النفسي : 4 ) بعد اإلجراءات الطبية التي تجعل المريض أكثر استعدادا

للعالج النفسي ( ويهدف العالج النفسي في هذه الحالة إلى المساندة والدعم والحماية أثناء الدور ، وفهم وحل مشكالت

المريض وصراعاته وإحباطاته وإعطاء األمل في الشفاء . وقد يصلح العالج النفسي التدعيمي والتفريغي في حاالت االكتئاب البسيط وقد يغير العالج النفسي المكثف والعالج الجمعي بين

النوبات ، إلحداث تغيير جذري في الشخصية ، يسمح بالتعبير عن هذه الطاقة الداخلية بطريقة منتظمة ومستمرة وبناءه ، بدال من

ظهورها في نوبات مرضية . – العالج االجتماعي والعالج البيئي : 5

لتخفيف الضغوط البيئية ولتدعيم توافق المريض اجتماعيا على المدى الطويل . والعالج بالعمل إلثارة اهتمام المريض

وانتزاعه من أفكاره السوداء ومن التمركز حول ذاته في دور االكتئاب ، ولتنظيم وضبط وتصرف نشاط وطاقة المريض في دور الهوس . حتى يتم تعليمه لنوع أفضل من التفاعل يجابه به

.مشاكل حياته– العالج الوقائي ضد النكسة :7

) ألن ذهان الهوس واالكتئاب يميل إلى المعاودة ( ، ولذلك يجب إبقاء المريض تحت المالحظة الدقيقة لمدة طويلة ، وتحت

العالج والتوجيه وتعليمه كيف يعبر عن انفعاالته وكيف يتجنب أخرى . وإذا حدثت النكسة فإنها تحدث بعد فترة تتراوح بين

بضعة شهور إلى بضع سنوات . – هذا ويجب دائما االحتراس من خطر انتحار المريض8

أو قتل الغير.

مآل ذهان الهوس واالكتئاب : مآل ذهان الهوس واالكتئاب حسن عموما . ويعتبر المآل

حسنا : كلما كان المريض متوافقا في الفترة قبل الذهان ، وكلما كان البدء مفاجئا وحادا ، وكلما كانت هناك عوامل مرسبة

خارجية واضحة ، وكلما قل تكرار النوبات ، وكلما بدأ العالجمبكرا .

ثالثا : السيكوباتيةPsychopathy

السيكوباتية لغة واصطالحا :

84

من مقطعين ، هماPsychopathوتتكون لفظ سيكوباتي ومعناها شخصPath ومعناها نفس . وكلمة Psychoسيكو

Neuropathمصاب بداء معين كالمصاب بمرض عصبي أو عصابي ، وتشير إلى إنحراف الفرد عن السلوك السوي ، واالنخراط في السلوك المضاد للمجتمع والخارج عن قيمه ومعاييره ومثله العليا

( ولهذا ، فإن السيكوباتية تشمل انحرافات6وقواعده . ) السلوك والخلق ، ويطلق عليها في كثير من األحيان " االنحراف

السيكوباتي " . الشخصية السيكوباتية :

هو شخص عديم المسئولية ، ال يبالي إال بملذاته الخاصة ، ال يستطيع تأجيل مسراته وإشباعاته الحسية ، ال تردعه أي قيم خلقية أو دينية ، متبلد االنفعال ، ال يبالي بعواطف اآلخرين .

يستطيع تمثيل التوبة والطهارة ، والطريق المستقيم عند اللزوم ، ولكنه سرعان ما يعود لسابق اندفاعاته وإجرامه ، نجده

متعدد الوظائف ، ال يثبت في عمل واحد أكثر من شهور ، دائم العراك واالحتكاح مع زمالئه ورؤسائه ، متعدد الزيجات والطالق ، ال يعتني بأوالده وال يهتم بمصيرهم ، وال مانع عنده من االنضمام إلى العصابات الصغيرة ، وجماعات اإلدمان والشذوذ الجنسي .

والبعض منهم يتمتع بذكاء خارق يستعمله لمآربه الخاصة وملذاته ، ومن ثم يقع فريسة له كثير من األبرياء ، ونجد أن تاريخ هذا الشخص يبدأ منذ الطفولة حينما بدأ هذا السلوك المنحرف ..

ولم يكمل دراسته ، وله ماضيه في الكذب ، والسرقة ،والنصب ، واالحتيال ..

وجاء تصنيف ) ستريكر ( للسيكوباتية متضمناالنماذج اآلتية :

- المتقلبون انفعاليا .2- المجرمون .1- أشباه البارانويين .4- غير األكفاء .3- األفاكون .6- مدمنو المخدرات والخمر .5 - المصابون بجنون8- النصابون .7

السرقة . - المنحلون10- المصابون بجنون إشعال النار .9

جنسيا . - أشبه المتذمرين .12- المنحلون خلقيا .11- مدعو المرض . 13

وإن من أهم سمات الحاالت السيكوباتية ما يلي : - يجب أن تظهر نزهاتهم منذ سن مبكرة في صورة أعمال1

مضادة للخلق ، أو في صورة تكبر ظاهر وعناد لسطة الكبار .85

على أن هذه الصفات قد ال ترى في أحيان نادرة إال في العقدالثاني من العمر .

- السيكوباتيون غير قابلين للشفاء ، وهم يقومون بأعمالهم2 المضادة للمجتمع بإلحاح ، فهم ال يستجيبون للعقاب أو التعلم أو

العالج ، على أن بعض الثقات يقولون إن بعضهم يتحسن أو يشفى بتقدم العمر . أي حين يصل إلى متوسط العمر مثال . ينبغي بحث نقطة العقاب دون جدوى بعناية ، فكثيرا ما يذكر

اآلباء أنهم يعاقبون أبناءهم على سوء خلقهم دون نتيجة . - يرتكب السيكوباتيون أعمالهم دون خجل . وفي بعض األحيان3

عالنية بل لقد يفاخرون بها . وليس في مقدورهم أن يحتفظوا بسرية أعمالهم . وقد يدركون باللفظ خطأ هذه األعمال ولكن ينقصهم نمو العواطف . وهم يستخفون باألمور وال يتحمسون لشيء ، كما أنهم على كثير من فجاجة االنفعال . ولكنهم من

ناحية أخرى يعجزون عن أي تدبير معقد . وقصاراهم ان يقوموا ببعض الحيل الصغيرة التي يسهل كشفها . ويعوزهم بعد النظر ، فإذا استطاعوا القيام بخطط معقدة أو االحتفاظ بسرية أعمالهم

فهم مجرمون وليسوا سيكوباتيين . - وهم ال ينتفعون من التجربة السابقة برغم ما يبدو عليهم في4

الظاهر من سواء أو تفوق ذهني ، كما أنهم يعيشون في ملذات الحاضر وتجرفهم أهواء اللحظة الراهنة ، وهم ال يعبأون بالنتائج التي يتعرضون لها من أعمالهم ، أو التي يتعرض لها أقاربهم أو

المجتمع ، وأن نقص قوى الضبط والكف عندهم ليجعل منهملعنة المجتمع .

- والسيكوباتيون يرتكبون جميع أنواع الجرائم ، أي أنهم ال5 يتحصنون في جريمة بعينها ، فهم يسرقون ويكذبون وينصبون ،

وغير ذلك من أنواع الجرائم الصغيرة ، ولكنهم قد يرتكبون الجرائم الخطيرة التي تصل إلى حد القتل ، وإن كان األغلب أن

جرائمهم يقل فيها العنف وال تتجاوز الجرائم التافهة ، أما المجرمون المحترفون فإنهم غالبا يتخصصون في الجريمة التي

يرتكبونها . - وجرائم السيكوباتية ال معنى لها ، فهم يسرقون أشياء ال نفع6

لها منها وهم يكذبون حين ينجيهم الصدق ، وفي حاالت الكذب المرضي ال يبدو أن هناك سببا على اإلطالق ألكاذيبهم . والواقع أنهم يكذبون للكذب كهدف في حد ذاته ، وهذا هو األمر كذلك

في السرقة والنصب وكل ما يرتكبون من جرائم . وهم ال ينتفعون من أعمالهم الشريرة . فإذا انتفعوا ماديا منها فهم

ليسوا سيكوباتيين بل مجرمين .86

- وعلى الرغم من استمرار سلوكهم المضاد للمجتمع فإنهم7 يبدون أمام الغرباء كقوم ظرفاء . والواقع ، أن عدم االستقرار

على حالة واحدة سمة ظاهرة فيهم . - وسوء السلوك عند السيكوباتيين له صفة اإلدمان ، بعكس8

المجرمين الذين يظهر سلوكهم السيئ في نوبات متقطعة ،ألنهم ينتظرون خير فرصة الرتكاب جرائمهم دون افتضاح .

وهناك بين السيكوباتية و الجناح العادي " الجانحون العاديون يقومون بأعمالهم عن تعمد وقصد وينتفعون منها ،

ويستطيعون وضع خطة معقدة لخدمة أهدافهم حين تكون فرصة االفتضاح واهية وسلوكهم دوريا وليس مستمرا . وهم على مهارة في إخفاء أخطائهم ، فإذا عوقبوا فإن عندهم من الفهم ما يكفي لالنتفاع من العقوبة فيبدون الحذر عند ارتكابها مرة أخرى . كما

أن عندهم شيئا من النظر . أما السيكوباتيون فإنهم على ذكاء وحدة ، وهم كثيرا ما ينحدرون من أسر لها مكانتها االجتماعية الطيبة أو المثالية ، كما أنهم على كثير من الظرف والجاذبية ولكن حالتهم غير قابلة للشفاء . وهم الرابطة بين الذهانيين

والعصابيين من ناحية وبين المجرمين العاديين من ناحية أخرى . والتمييز بينهم وبين المجرمين قد يكون عسيرا جدا في بعض األحيان ، وال يستطيعه إال ذوو الخبرة بعد فحص شامل مدقق

غير متحيز لجميع االعتبارات ن وبعد تقديم كل البيانات عنالحالة ..

( إلى أن السيكوباتية1969ويشير برتنوف وفيدوتوف ) ترجع إلى شذوذ وراثي وعوامل بيئية غير مناسبة تمثلت أساسا

في أخطاء في عملية التربية والتنشئة . ولسوء الحظ ، فإن استجابة السيكوباتي للعالج هي استجابة

ضعيفة ، كما أن السيكوباتي ال يتأثر من العقاب ، وال ينال منه جانب الردع ، فإن العقوبة م وجهتها النفسية ) السيكولوجية ( على األقل ليست إال لونا من العدوان ، يسقطه المجتمع على

الفرد ، وإذا كان السلوك المضاد للمجتمع عند السيكوباتي صادرا عن نزعة عدوانية قوية ، فإن العقوبة بالنسبة إليه إنما هي بمثابة

.وضع الوقود على النار المشتعلة فلن يزيدها إال اشتعاال – إدمان المخدرات2

Drug Addiction حالة نفسية وعضوية تنتج من تفاعل الفرد مع العقار)أو

المخدر(، ومن نتائجها ظهور خصائص تتسم بأنماط سلوكية مختلفة ، تشمل دائما الرغبة الملحة في تعاطي العقار بصورة مستمرة ، أو دورية للشعور بآثاره النفسية والعضوية ، ولتجنب

87

اآلثار المهددة والمؤلمة التي تنتج من عدم توافره ، وقد يدمنالمتعاطي على أكثر من مادة واحدة .

وأنواع اإلدمان هي الكحوليات والمخدرات مثل األفيون ومشتقاته والكوكايين والحشيش والعقاقير المختلفة المنشطة

والمطمئنة والمنومة . والتعود على العقار يزيد الرغبة في االستمرار على تعاطيه

لما يسببه من شعور بالراحة ولتحقيق اللذة وتجنب الشعور بالقلق واأللم ويحدث تعود للجسم بحيث تظهر على ) المدمن ( اضطرابات عضوية ونفسية شديدة عند امتناعه عن تناول العقار فجأة ، وانهيار في مستواه الخلقي واالجتماعي ، وتدني قيمه ،

وسوء سلوكه وتصرفاته . ، إذا كان الفرد :Addictionويوجد اإلدمان

– يفرط في تعاطي عقار معين .1 – معتمدا على ذلك العقار فسيولوجيا أو نفسيا ، وفي حالة2

االعتماد الفسيولوجي يؤدي االنسحاب من العقار إلى أعراض عضوية مؤلمة . وفي حالة االعتماد النفسي يؤدي االنسحاب من

العقار إلى استجابات وجدانية مؤلمة كالبكاء ، والغضب ، والقلق ، واالكتئاب . وفي عديد من الحاالت يتضمن اإلدمان –

بالطبع – كال من االعتماد الفسيولوجي والنفسي . وهناك أعراض أخرى ترتبط غالبا باإلفراط في

تعاطي العقاقير ، وهي : – تغير القياسات الفسيولوجية ) كضغط الدم والنبض وحرارة1

الجسم ( – تغير حجم انسان العين .2 – تغير ردود األفعال المنعكسة .3 – الهالوس والهذاءات .4 – الحركات الهوجاء الخرقاء .5 – تباين استشارة الجهاز العصبي المركزي ، والتي تتراوح بين6

االستشارة الشديدة والذهول . – الزيادة المصطنعة في الثقة بالنفس والقدرة على التفاعل7

االجتماعي – انعدام التوجيه وظهور االرتباك العقلي .8 – السلوك االندفاعي .9

– انحدار الصحة الجسمية .10 – انحدار الصحة الجنسية ، فيصاب بالضعف الجنسي ، ويبدأ11

في الشك في زوجته وفي سلوكه تعويضا لضعفه الجنسي .

88

– القيام بتصرفات غريبة أو إهانات أو االعتداء على أقاربه12 أثناء تناوله للعقار ثم نسيان ذلك صباح اليوم التالي وانكاره التام

الحتمال حدث هذا السلوك منه . – وأحيانا ما يصاب بأفكار اضطهادية ، أن الناس تتكلم عنه ،13

وتتجسس عليه ، وأنهم يبتسمون ويضحكون من منظره ... وهكذا . وهذا هو أحد المدمنين الذي أقلع بالطائرة من مطار العريش إلى القاهرة وعند وصوله إلى القاهرة ، أخذ طائرة

أخرى وعاد إلى العريش ثم إلى غزة لكي يراقب سلوك زوجته(24أثناء غيابه )

ويعتبر إدمان المخدرات من أخطر المشكالت التي تواجهالفرد في العصر الحالي.

Alcoholicوينبغي هنا أن نشير إلى الذهان الكحولي Psychosisمرض ذهاني خاص ينجم أساسا عن تلف خطير ،

تتعرض له األنسجة العصبية للفرد في بعض حاالت ادمانات الكحوليات ، ومن بعض أعراضه " هلوسات سمعية وبصرية

مخيفة ومفزعة في محتواها ، وخلط في الزمان والمكان ، وقلق ، وضجر ، وعدم القدرة على النوم أو األكل ، والرعشة ، وعدم

التآزر بصفة عامة ، وتشنجات شديدة في بعض األحيان . وكما تحدثنا – فيما سبق – عن البعد االقتصادي واإلنتاجي والصحي لإلدمان ، ينبغي أن نشير – أيضا – إلى البعد النفسي

واالجتماعي ، وهي كلها أبعاد متصلة ومترابطة ، ويمكن تصورها دون الخوض فيها . ومع ذلك فإننا نورد البحث الذي قام به

( من336) لشيبارد وزمالئه ( ، عندما قاموا بدراسة على ) مدمني المخدرات الذكور ، استخدموا فيها االختبارات النفسية ،

% ( منهم تظهر فيهم سمات المرض العقلي30وجدوا أن ) % ( تظهر فيهم سمات المرض النفسي ، و16) الذهاني ( ، و )

% ( تظهر فيهم اضطرابات المخ العضوية . كما أشارت2) االختبارات النفسية – أيضا – إلى أن من يتعاطون أكثر من مادة

مخدرة تبرز في شخصياتهم سمة الفصام . وهكذا توضح هذه االختبارات أن سمات القلق واالنحراف السيكوباتي واالتكالية

(15واالكتئاب تشيع في شخصيات معظم المدمنين ) إن خطورة اإلدمان تدفع المدمن إلى االنزالق إلى هاوية

الجريمة ، ومن أبناء الطبقة العليا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ، وال ،ينجو من ضحايا جرائمه سيدات المجتمع وال كبار شخصياته

ليس هذا بمستغرب نظرا لسببين رئيسيين :

89

أن اإلدمان والتعاطي باهظ التكاليف ، نظرا للغالءأولهما : الشديد للمخدرات ، مما يفقر الفرد ويلجئه – مكرها – إلى

السرقة ، وارتكاب الجرائم ، للحصول على المال بأية وسيلة ،لشراء ما يحتاجه من مخدر

أن اإلدمان والتعاطي يفسدان العقل ويذهبان بالحكمةثانيهما : والتبصر ) ومن هنا جاء تحريمهما في اإلسالم ( . ومن ثم يفقد

المدمن أو المتعاطي قدرته على التبصر السليم في عواقب سلوكه ، كما يفقد قدرته على التوجيه السليم لتصرفاته ، فيسهل

عليه الوقوع في الجرائم بأنواعها المختلفة دون وعي كاف بما يقوم به من جرائم ، أو ما تترك آثار مدمرة عليه أو على غيره

مما يقع تحت طائلة القانون ، أو يخرج به عن التزام القيماالجتماعية واألعراف الخلقية المحبذة لسير المجتمع وانتظامه)

19 ) عالج اإلدمان :

هذا وإن المدمن مريض ، يستحق أن نهتم به ونعالجه ، ويجب أن تتدخل المراكز البحثية العلمية عند وقوع جريمة

) مرتكبها ( مدمن لتبحث وتحلل ، للوقوف على الدوافع التي أدت به إلى اإلدمان وارتكاب الجريمة ، حتى يمكن إنقاذ غيره

من المرضى وإنقاذ المجتمع من التدمير أما من يستحق العقاب فهم المهرب ، والتاجر ، والموزع ، والزارع ، هؤالء يجب إعدامهم

، ألن لنا خير أسوة لذلك في إقامة الحدود في الشريعة اإلسالمية على المستوى العلني ، بحيث يتم اإلعدام أو قطع اليد

أو الرجم ... أمام المساجد وفي الساحات العامة ، وأن ينقل على كافة أجهزة اإلعالم ، حتى يكون في ذلك عبرة لمن تسول

له نفسه أن يخرج على القانون ، وفي ذلك يقول القرآن الكريم : " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في األرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف أو ينفوا من األرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في

( . 33اآلخرة عذاب عظيم " ) المائدة : وفي ختام حديثنا – الذي طال – عن أضرار اإلدمان على

المخدرات وتعاطيها ، يجب علينا اإلشارة إلى الوجه األخر المفيد واإليجابي لحسن استخدام المخدرات وتعاطيها ، فاألصل في

استخدام المخدرات هو إفادة البشرية من خواصها وآثارها . ونجد هذا واضحا في حالة ممارسة األطباء والمعالجين لواجباتهم إزاء مرضاهم ، كما يحدث في حالة إعطاء جرعات مخدرة للمرضى

قبل إجراء الجراحات لهم حتى ال يحسوا باأللم ، وكما يحدث عندما يلجأ الطبيب المعالج إلى العقاقير المخدرة للتخفيف عن

90

المرضى من شدة آالمهم ... وكما يحدث – أيضا – في عالج بعض األمراض النفسية والعقلية التي يصحبها هياج للمريض أو هبوط

في نشاطه أو اكتئاب أو انسحاب ... لكن مثل هذه الحاالت جميعا تشترط أن ينصح الطبيب المعالج بتعاطي العقار المخدر ، وأن يحدد نوع المخدر المناسب ومقدار الجرعة وتوقيتها وطريقة

تناولها بحيث يكون تعاطي المخدر دائما تحت إشراف الطبيب حتى يمكنه التحكم في منع إدمان المريض له ، وفي سرعة عالجه من اإلدمان إذا تعرض المريض له قبل أن يتمكن من المريض ويستفحل ، خاصة وأن بعض العقاقير المخدرة قد

تسبب إدمانا إذا تكرر تعاطيها مرات قليلة ، ربما ال تزيد عنالثالث أو األربع كالهيروين .

91