204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · web viewأليس الإنسان...

219
لات ا ق م( دس ق ره س ف ي ر ش ل ا) عة ب لط ا ى للا" و ا1380 ه1961 م عة ب مط دات. لا ا ي ف ف ج2 ن ل ا رف س" لا ا عة ب لط ا ة ي ن ا ث ل ا1421 ه2000 م سة س" ؤ م ي ب ت ج م ل ا ق ي ق جE ن ل ل ر ش لن وا روت يK بM ان ث ب ل: ص.ت6080 / 13 M ؤران ش د ري لي ا: ى ن رو كي ل[ لا اalmojtaba@shiacenter .com 1

Upload: others

Post on 28-Dec-2019

2 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

مقاالت

( الشريف سره قدس )

األولى الطبعة م1961 هـ1380

األشرف النجف في اآلداب مطبعة

الثانية الطبعةم2000 هـ1421

والنشر للتحقيق المجتبى مؤسسة شوران13 / 6080ص.ب: لبنان ـ بيروت[email protected]اإللكتروني: البريد

1

Page 2: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الرحيم الرحمن الله بسمالعالمين رب لله الحمد

الرحيم الرحمنالدين يوم مالك

نستعين وإياك نعبد إياكالمستقيم الصراط اهدناعليهم أنعمت الذين صراط

الضالين وال عليهم المغضوب غير

العظيم العلي الله صدق

2

Page 3: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الناشر كلمةالرحيم الرحمن الله بسم

ينمو لله كان ما األمين الصــادق وهو الله رسول صدق دائمــا منذ وأبــدا

األعلى.. بالرفيق التحق أن وإلى ولد أن من وأرقها حكمة، من أعظمها وما كلمة، من أجملها فماجملة.. من وأبلغها لفظ،

البحــور فــاقت ربما عظيمــة، معــاني أوجــزت ألنها وذلك الشمس وعلت اتساعا ــا، علوا جــوهر لخصت فإنها وارتفاع

وتقى وعلم وروية فهم عن تصــدر الــتي العبــاد أعمال جميعتعالى.. الحق وجه به يراد صالح عمل وكل وعبادةــراد ما فكل ــ ــ ــه، فهو إال، وليس الله وجه به ي ــ ــ والله لل اآلفــاق في وانتشــاره ونمــوه تزكيته يتــولى من هو ســبحانه

.. والدهور العصور عبرينمو.. لله كان فما

وأبدا. دائما وينمو الراقيـــــة، األدبية النفحة ذو الجميـــــل، العمل وهـــــذا ســماحة بها جــاد الــتي الرشــيقة والعبارة السهل واألسلوب

ــديني المرجع ــيد اإلمـــام األعلى الـ ــيني محمد السـ الحسـ وأدامه الله )حفظه الشيرازي ــ لإلسالم ذخرا والمسلمين( ـ

من سـنة األربعين عن زادت طويلة سنين بل بعيدة أيام منذتأليفها. حين

ــلوب مفيدة مقاالت من مجموعة القيم الكتاب هذا وبأس ســماحة عاشــها التي الظروف تلك وليدة كانت مميز، أدبي

العزيز.. العراق في اإلمام هــذا يومنا في وحــتى وقته في للعمــوم مفيد كتــاب وهوــا، ــتمل حيث أيض ــالمي الفكر على يش ــتلهم اإلس من المس يبقى أن به فجــدير كذلك كان وما الطاهرة، والعترة الكتابطريا..

3

Page 4: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

تعيد أن حبذت والنشر للتحقيق المجتبى مؤسسة ولذلك طباعته أن ـــ وتعــالى ســبحانه ـــ الله داعين للفائــدة تعميما

المســلم وشــعبه العــراق يرجع محــررا ــا الطغــاة من معافمجيب.. قريب سميع انه والظالمين

والنشر للتحقيق المجتبى مؤسسة شوران13 / 6080ص.ب: لبنان ـ بيروت[email protected]اإللكتروني: البريد

4

Page 5: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

المؤلف مقدمة

ــالمين، رب لله الحمد ــالة الع ــالم والص محمد على والس

يــوم إلى أجمعين أعــدائهم على الله ولعنة الطــاهرين، وآلهالدين. هــائج ـــ الســحاب مر مــرت قصــيرة فــترة في ـــ بي هاج

ــزن، ــاع، على الحـ ــثر منها الفاسد أن ورأيت األوضـ من أكـــالح، ــ وكنت الصـ ــال في كما ــ ــ الحاضر الحـ من أملك ال ــ

لهفــات جــرت ورق.. وهنــاك وبيــاض قلم، أسلة إال اإلصالحالقرطاس. على اليراعة من قلبي

ـــ آنــذاك ـــ كتبت ما تطــابق مــدى ـــ اآلن ـــ أدري ولست للحقيقة.. لكن أر ولم للطبــع، تجهيزها طلب صــديقا مــبررا

لإلحجام.اثنين: أحد عن تخلو ال فإنها

غيري. به ويستنير به، أستنير حق: 1 خطأ.. لعل أو: 2 فأرتدع.. عليه، ينبهني صديقا

في رأيي ويســدد الحــق، التبــاع يوفقــني أن أســأل واللهالفضيلة. لنشر بيدي اإلسالم.. ويأخذ فهم

المستعان. وهو المقدسة كربالء

الحسيني المهدي بن محمد الشيرازي

5

Page 6: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الفضيلة سمة األشــياء اختلفت وان عليــه، بها يســتدل سمة شيء لكي

كما وظــاهرة، كثــيرة عالمــات لشيء كان فربما والسمات،قالئل. أفراد إال يعرفها ال خفية سمات لها أشياء هناك ان

ــيرة بمظــاهر تتمتع فهي األولى من والفضــيلة يعرفها كثــد، كل ــدرهم الفضــيلة ليست أح صــندوق في المختفي كال

الصائغ، سفط في الموضوع الثمين كالجواهر وال الصيرفي، كالــذهب وال التاجر، حقيبة في المضموم الغالي كالصك وال

ــوز ــاق في المكن ــراد إال عليها يطلع ال األرض، أطب خاصة أفذلك. نحو أو األرض، طبقات علم أو الملكية، صلة لهم

صـــاحبها، إلى نظر من كل يعرفها كالعقل الفضـــيلة إنــون إلى نظر لو الشـــخص أن فكما مسه أنه عـــرف المجنـ

ــائف ــيطان، من ط ــرد الش ــدر حركة بمج ــه، تص نظر أو من لو إليها.. فكذلك ما أو شراء أو بيع أو يتكلمه، لفظ أو يلقيه، معاملــة، بمجرد ذلك، لعرف الفضيلة عن المنسلخ إلى نظر

خلوة. أو جلوة، أو مجلس، أوــيلة العقل من كل ــام يأخذ والفض ــان، بزم فالعقل اإلنس موضع في والمشي المشــي، موضع في الطفرة من يمنعه

محل في واالحجــام االحجــام، محل في واالقــدام الطفــرة،ــدام، حيث والســكوت الســكوت، يقتضي حيث والكالم االق

في الكـــذب من تمنعه وهكـــذا.. والفضـــيلة الكالم، يقتضيــول، ــة، في والخيانة القـ ــدر األمانـ ــاء، محل في والغـ الوفـ العمل في والوقاحة بالمـــــال، والبخل بـــــالعهود، والخلفإليها.. وما والكالم،

ــال لو ــون: أنا ق ــل، المجن ــد، رقص لكنه عاق ووثب وعربــرنح، ــه، كذبه ما قوله ينجع يكن لم وتـ ــذا عملـ ــال لو وكـ قـ

ــل: أنا ــيلة، صـــاحب الرذيـ وأحب وبهت، كـــذب لكنه الفضـ ما قوله يفد لم بالوعد، يف ولم العهد ونقض وخان، الظهور

فعله. وناقضه عمله كذبه يحملــه، لم انه قــال وان رائحته فــاحت العطر يحمل من لم أنه أظهر وان ريحه انتشر المنتنــة، القــذارة يحمل ومن

6

Page 7: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــير مســاء وكل شمســه، تشــرق صــبح كل ان يصــاحبها، ين مفــترق على مــرات أو مــرة اإلنســان يقف وأن البد قمــره، األولى اختار فان يختار، أن والبد والرذيلة، الفضيلة طريقي

نقصه. على اختياره دل الثانية اختار وان بفضله، عمله شهدــر: أن كنت ربما ــ ــاجر: انه من متجر أعلن لو أفكـ ــ المتـ الحسن بــدل إليه ويــدفع المعامــل، ويغش الــبيع، في يكذب ذلــك، بعكس عمل ثم الســعر ويغلي معيبا، والصحيح قبيحا، عليه تزاحم رخيصا، الصحيح الحسن وأعطى ونصح، فصدق

فــأعلن األمــر، انقلب ولو قــال، بما مبــالين غــير المشــترين الزبائن عنه تفرق أعلن، ما عكس على عمل ثم و… صدقه

ــاه بما يشهد مما وهذا بقوله، مبالين غير ــا: من ذكرن أن ههنالقول. ال العمل الفضيلة في المالك بين ويســاوي يرتشــي، وال حكم، إذا يعــدل الفضيلة ذا إن

ــوي ــعيف، القـ ــدق، والضـ ــقياء، ويبكي ويصـ ــرحم لألشـ ويـ يشــمت، وال يسب، وال ويتواضع، اإلخالص، ويبطن الضعفاء،

صــديقه منه ذلك يعــرف أن والبد يكســل، وال ويجــد، ويقنع، معه سافر أو صحبه أو جالسه ومن وحميمه، وجاره وقريبه،

رآه. أو منه سمع أو ذلك من العكس على يعمل فانه الرذيلـــــــة، ذي بخالف ويتجنبه القــريب، يحذره حتى سوءته، وتبدو أمره، فينعكس

ويصبح البعيد، في يؤمل وال نوالــه، اليــرجى بالشــر، معروفامعروفه. ينتظر وال عدله،

من بهــا، العمل لكن األمــور، أهــون من الفضــيلة انتحــالــذا المشــكالت، أصــعب ــثر ول ــائلون، ك ــاملون، وقل الق العــاس ــوا مهما والن ــة، ذا داهن ــ الفضــيلة ذا وعارضــوا الرذيل ـ

على األول مــدح يجــري وأن فالبد ـــ وهذا ذاك توجب لهناتالزمان. وامتد الكتمان طال ولو الثاني، وذم لسانهم،

7

Page 8: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

اإلصالح النهــار فيصــير والتحــول، التقلب على الكون سنن جرت

والــبر صــيفا، والربيع شتاء والخريف نهارا، والليل ليال بحــرا ويحــيى األوراق، تســقط ثم األشــجار تــورق بــرا، والبحر

وليست دواليــك، وهكــذا جمــادا، الحي ينقلب ثم الجمــاد، إال إليهــا، وما والعلم والعــادة والفكر االجتماعيــة، القــوانين

فليس التحــول، وقاعــدة التقلب نظــام عليه يســيطر مما الفكر ــاز العـــادة وال الكـــون، بقي ما يبقى صـــخرا واالرتكـ

ــان ــاة يتمتع ــماء في نجم أم ما األبدية بالحي ــا، الس وال نجم يــوم كل تطلع الــتي المضــيئة كالشــمس االجتماعي النظام

بل تضعضع، وال تزحزح، ال مغربها، في وتغرب مشرقها عن بسعدها الفلك دورة وتدور األقدار، أصابع بها تلعب مما كلها فتبقى مرة وتجري إال تلبث فما أخرى وبنحسها طويال، دهرا

كان. خبر في وتجعلها الفناء، أعاصير عليهاــام إن ــذي الفاسد النظ ــود ال يخلي وأن البد المجتمع يس إلى جــذوره ومد البقــاء، به طــال وان صــالح لنظــام مكانه

ــاق ــ ــان إلى وفروعه األرض، أعم ــ ــماء، عن ــ ليس لكنه الس إلى يحتــاج بل بنفســه، يــدور األيــام، كتقلب النظــام انقالب فســيله، ويســقي سبيله، ويعبد شجره، يشذب قدير، مصلح

إلى يحتـــاج ما وذلك جنتـــه، الفالح تعاهد روضـــه، ويتعاهد رقــاب عن العــادات خلع فإن التفدية، إلى ويفتقر التضحية،

غــير األفئــدة عن التقاليد جــذور واجتثــاث يســهل، ال النــاس األذى، أنــواع من بــه، له قبل مــاال المصــلح يعاني ولذا هين،

العذاب. سياط من غيره يحمل ال ما عليه ويصب أم دينيــا، أكـان سواء اإلصالح، يريد من فعلى أم سياسـيا وأقســـام اآلالم، صـــنوف على نفسه يـــوطن أن وطنيـــا، في أينجح وذاك هــذا بعد يــدري ال ثم واالســتهزاء، السخرية

ينــال ال أم الحــالتين، إحــدى في ويقــدر مماته، بعد أم حياته يطلب. مما شيئا

من وألســنة بالقتــاد، فــرش خشن وعر المصــلح فطريق تتلظى وأفئــدتهم النار، من أحر إصالحهم يريد عليــه، غضــبا

8

Page 9: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

كــان فمن منــه، ونقمة مهجتــه، ـــ الســبيل هــذا في ـــ بــاذال ذلك. على فليقدم نفسه، شيء لكل وموطنا

ما عــانوا الشــأن لهــذا قــاموا الــذين الكبار المصلحين إن واألوليــاء األنبيــاء سلســلة أما القــوا، ما والقــوا عــانوا،

ــاعبهم فمصــاعبهم الســماع، وشــنف األلســن، حــديث ومت التـــاريخ ســـجل الـــذين من غـــيرهم وأما األعين، ونصب

قاسوا فكم والثائرين، المصلحين باسم النضالية، صحائفهم في أحــدهم مــات والــذل، الخسف وســيموا العذاب صنوف

النــيران، التهمته واآلخر السياط، وقع تحت واآلخر السجن، واآلخر األوطان. عن مشردا

كــان(1)فـ)غانــدي( إلى ســجن يلقيه وطنــه، عن مشــرداــره فقضى حكم، ويطويه حكم، وينشره سجن، فقر في عم

وإرهاق. إال ســاعاته أخريات في يجد لم(2)و)المارتين( ــا كــان كلب

أصدقائه. غدر إليه ويشكو حزنه، إليه فيبث يالزمه، الهـــواء إال الحيـــاة متعة من يجد يكن لم(3)و)كـــورني( رجليه في يجر األرض ورقعة والشــــمس، باليــــة، نعــــاال

ثوبه. ثقوب من جسده ويشرف ســقوه حــتى الصــالح، إلى يــدعو يــزل لم(4)و)ســقراط(

السم. في ويصــيح البائســين، على يعطف كــان(5)و)ساقورالنا(

بالنار. فأحرقوه الدين، بائع وجهــدي وروحي سياسي زعيم)?(1 ــ ــا، م( لقب1948-1869) هن ــ ــادى بالمهاتم ــ ن

ــالالعنف ــلبية، وبالمقاومة بـ ــير من الهند تحرير على عمل السـ ــتعمار نـ االسـمتعصب. هندوسي قتله الهندي(، االستقالل )مهندس دعي البريطاني،

تــولى فرنســي، وسياسي م( شــاعر1869-1790) المــارتين دو ألفــونس)?(2أدبية. أعمال له ، م1848 ثورة بعد الموقتة الحكومة رئاسة

ــاي)?(3 ــير، فرنسي مســرحي م( شــاعر1684-1606) كورن روان، في ولد كبفرنسا. في الكالسيكي المسرحي الفن مبدع يعتبر

–ـ 470 )نحو سـقراط)?(4 وأفالطـون هو يعتـبر يونـاني، م( فيلسـوف ق399 الحكم، وانتقد السفســطة حارب الغربية، الثقافة أسس واضعي من وأرسطو

ــامه فاتهمه ــوا بالزندقة أخص ــدام، عليه وحكم ــرب باالع ــات السم ش في فمسجنه.

دير رئيس دوميــــــنيكي، م( راهب1498-1452) ســــــاقوناروال ايرونيمو)?(5ــديس ــرمقس الق ــة، في م ــالب فلورنس ــالح ط ــاول باإلص ــرار وح ــام إق نظ

بحرقه.6 اسكندر حكم تيوقراطي،

9

Page 10: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

حــتى أرض، إلى أرض تلفظه كــان(6)الــدين( و)جمــال ويقــال: لم وعقــاب، وعــذاب وطــرد، شرد بين عمره قضىقتال. قتل بل أنفه، حتف يمت

ــاج المصــلح وإرادة رحب، صــدر إلى شــيء كل قبل يحت وحلم لهجــة، وصــدق ثــاقب، وذكــاء صخرية، وعزيمة قوية،

يوفق لم مهما اليــأس وعــدم العمــل، في واســتمرار واسع، يحلم، أن فالبد ويسب يصبر، أن فالبد المصلح يؤذى لنتيجة،ــان ــو، أن فالبد ويه ويســجن يصــفح، أن فالبد ويضــرب يعف

يســـتمر أن البد يكظم، أن فالبد ويغضب الييـــأس، أن فالبدــجره يفرع ولم بذره، يثمر لم وان عمله في المصلح ولم ش

في لبث نــوح ان أحــد، به يــؤمن ولم حفره، من الماء ينبع خمســين إال سنة ألف قومه شــعبه دعى وصــالح ،(7) عامــا اثــنى إال به يــؤمن فلم دعى ما دعى وعيسى ســنة، مائة

إال به يــؤمن فلم ســنين عشر دعى ومحمد شخصــا، عشر جلبــاب يخلع وأن البد االصــالح جلبــاب لبس قليــل. من نفروالرفاه. والرحة واالكرام، والتجلة واالحترام، العز

ــلح فشل إن المص ــاجال ــأن العلم بعد يضر ال ع ــام ب النظ الجاري الصحيح كــان وان المصــلحين، أعمال نتائج من فعال

تاريخ فان اآلخر، ورسوب أحدهم بنجاح الفروق بعض بينهم ونقضه فتله في اشـترك طويل خيط البشـرية طائفة انكاثــا فمصــلح والمفســدين، المصــلحين من كــثرة، بهم اليستهان

الفوضــى، ســحاب يتقشع حــتى وهكذا ينقض، ومفسد يبرمغبار. عليها ليس النظام شمس وتجلو يعــدم ال فانه حياتــه، حــال في االحــترام المصــلح عدم لو

أظهــرهم، بين وهو النــاس أهانه وان عملــه، بصــحة االرتياحــوات، عالم إلى األحياء عالم من فر إذا فسيعظموه ولو األم

العقالء أعقل فسيجعلوه بالجنون، رموه قــالوا ولو مــا، يوما تعاليمه على يزدحمـوا بـأن كفيل فالزمــان خــائن، عنــه: انه

ــة، الوفــاء دروس عنها ليتلقوا للرجل يجتمع أن قليل واألمان رجــال كبار من عشري اثنى م( شيعي1897-1838) األفغاني الدين جمال)?(6

والغــرب الشــرق في جال عصره، في اإلسالم فالسفة ومن المصلحين، الدينم.1884 باريس الوثقى( في )العروة مجلة أصدر اإلسالمية، الوحدة إلى ودعا

أرسـلنا ولقدتعــالى: قوله إلى إشــارة)?(7 فيهم فلبث قومه إلى نوحـا.14العنكبوت: سورة عاما خمسين إال سنة ألف

10

Page 11: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

يحــترم، ال عظيم اما فهو والتجلة، االحترام وعز العظمة عزحقير. وهو يحترم أو

ــل، وشب، علي أوذي أن يلبث لم ثم وقتل وظلم، وقوتــاء صــار: أعظم ــرب، الشــرق عظم ــا، وأعلم والغ علمائهم

للرســول خليفة وخــير أمــير، وأكــبر تكلم، عــربي وأفصحــامهم، ألنه الشــيعة به يفتخر خليفتهم، ألنه والمســلمون إم

ــرب ــائهم، من ألنه والشــرق عنصــرهم، من ألنه والع عظمجلدتهم. أبناء من ألنه والدنيا

وحيثما مذهبه، اختلف مهما مصلح لكل مدين اليوم نظام أكــان سواء باالنسان الجدير ومن دعى، وأينما نشأته، كانت أم دينيا أم اجتماعيا ــا، أم سياســيا من بنفسه يربأ أن حقوقي

الداينين. رعيل في يكون وال المديونين، صف في يكون أن الطاحنة، الحروب كانت ربما بل بعد، العالم صالح يتم لم

ــتين المــدمرة، المنتشــرة والرذائل ــير أكــثر هما الل من بكث أكـثر ــ الحـال في ــ الفساد أن على دليلين الخالية، األزمنة

الجلد، ساق عن المصلحون فليشمر الغابرة، األيام في منه ذلك بعد يحــــــدث الله لعل الحب، بمالء ويجـــــــدفوا

.(8)أمراففف

.1الطالق: سورة)?(8

11

Page 12: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

اآلخرة الدار العقــل، وقصــور الفكــر، وســفيف النظــر، ضــيق من إن

ــنك ــ ــادي أنه أحد يتخيل أن اإلدراك وض ــ يربطه ال محض، مــالروح ــ ــيجة، ب ــ ــة، الطبيعة وراء بما يعلق وال وش ــ وال بعالقصلة. تشملهما وال حبل، يجمعهما

من يخلق لم اإلنســـان أن على الحديثة العلـــوم تـــبرهن تقــوم وروح: المــادة مــادة من مــزيج هو وإنما فقــط، مــادة

واالختراع. بالفكر تقوم والروح المادية، بالواجبات جوهرها ولفظت هامـــــدة، فبقيت المـــــادة، بطلت إذا

ــوي ــريف، العل ــروح أن النفس علم أثبت فقد الش تبقى، الــتي التجربة العلم ودعم ــ ــوم ال ــ ــحاب بها يق ــ ــويم أص ــ التن

ــذي المغناطيسي ــار ال ــرنا في ص ــات من الحاضر عص أولي الــروح بقــاء إن عليهــا، الشك حائمة ترفــرف ال المعلومات،

ــرى اإلنسان يدهش لمما وتحلق وســعادة، نعيم في تبقى أتــاء؟ القبة في البيضاء الحمامة تحليق الهناء أجواء في الزرق الشــغل هو هــذا وألم؟ وعــذاب وشــقاء بــؤس في تبقى أم

الروحيين. للعلماء الشاغل المعضلة هذه وحل المشكلة، هذه وجه عن القناع كشف

واليهودية المجوســــــــية من فيها بما اإللهية الشــــــــرائعــرى واالســالم، والنصــرانية ــديانات ت ــروح أن ال في تبقى ال

الحالتين: إحدىــان، حــور بين ورضوان، وجنة وريحان، روح إما في وغلم ينتابه وال فــزع، يحزنه ال فاكهة، وادعة آمنة العيش من بلهنة

إلى والمرض قلبه، إلى األلم يجد وال هم، يدخله وال مضض،سبيال. جوارحه وذلة وانكســار، حــزن في وجحيم، ونــار أليم، عذاب وإماعذر. منه يقبل وال قدر، له اليعرف وصغار،

بل الصــدفة، وليــدة النتــائج هذه تجعل لم الديانات إن ثم عمــره الشــخص طــوى فــان األعمــال، من منجومة جعلتها وكمــاال، فضال وتواضع وجــد، وأخلص صــدق، وإحســانا وبــرا

وكتبه ومالئكته بالله وآمن بوعــده، ووفى وأحسن وواســى،

12

Page 13: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

األرض، في يفسد ولم وأطــاع، وحج، وصــام وصلى ورسله،ــالحق، إال الله حرم التي النفس يقتل ولم يسرق، ولم ولم ب

ــرق، ولم يــزن ــان يس المالئكة تتلقــاهم النعيم، أهل من كــدين، الجنة فادخلوا طبتم عليكم سالم طيبين على وهم خالــرون ال متقــابلين، ســرر فيها ي ــرا، وال شمســا ودانية زمهريتظليال. قطوفها وذللت ظاللها عليهم بالضــالل نفسه وبــاع الفضــائح، في ســعادته أســلف وان شهواته، تبع واآلثام، الشر، في دؤوبا ظلم الخــير، عن بعيدا

ونهب، قتل بالحســنى، وكــذب واســتغنى، وبخل وأفســد، جــاره، آذى المــاعون، ومنع النــاس، غش وســلب، وســرق

جـــزاؤه كـــان والديـــه، وعق رحمـــه، وقطع به تحيط نـــارا الشــراب بئس كالمهــل، بمــاء يغاث استغاث وان سرادقها،

وغيرها بجلــود بــدلت جلــوده نضجت وكلما مرتفقا، وساءت أعمل لعلي يقــول: ارجعــوني يصنع، كان بما العذاب ليذوق ــا، هو كلمة انها كال تركت، فيما صالحا ــاد رد ولو قائله لما لع

يخفف ال خالــد، ولهب، ونــار وحــزن، غم في فهو عنــه، نهى شــفيع وال يطــاع، حميم وال أنصــار، من له وما العــذاب، عنه

يسمع. إليها دعى ما وهــذه صــفتها، وهذه اآلخرة، الدار هي هذهاألتقياء. والعلماء ،الهادون واألئمة ،المصلحون األنبياءــدنيا إن ــرة ال ــثر ليست الحاض ــة، من أك ان فكما مدرس

ــة، والمتوسطة، االبتدائية، دراسته أكمل لو الطالب والثانوي األكثر، على سنة ثالثين من أكثر يطوى ال مما والعالية، فــإذا

واقتعد الراقيـــة، بالشــهادة من وانهـــال مرموقـــا، كرســـيا أصـحاب من كـان ان الفخمـة، الوظيفة ونـال العز، أطرافه

من يكن لم ان مراجعيــه، من الــرزق عليه در أو الوظــائف، الثالثين بين تــتراوح الــتي عمــره بقية وقضى الرواتب، ذوي

الرفاهية. هذه في ـ األغلب على ـ واألربعين الحضــور، عن وبطل الدرس، عن كسل من بخالف وذلك

إما بل بالحسـنى، يجزى ال فانه الرسوب، إلى أمره آل حتى ينشط أن له البد أو موجـــع، وذل مـــدقع، فقر في يبقى أن يتخذه حتى آخر عمل في بظالله يستظل العيش، إلى سلماالحياة. لفح من

13

Page 14: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــدنيا إن ــ ــة، ال ــ ــالح والعمل كالمدرس ــ ــدروس الص ــ كالــرة، ــ ــير والرجل المتحض ــ ــيط، كالتلميذ الخ ــ والرجل النش

ــا، وراءه الــدرس جعل كمن الفاســد، أن األمر منتهى ظهري ثالثين تســتغرق األولى أن الــدنيا، وبين المدرسة بين الفرق الدنيا، هي لألولى الجزاء ودار ستين، تستغرق والثانية سنة،

اآلخرة. الدار هي وللثانية في النجـــاح جـــزاء تخفى: فـــان ال فـــروق هنـــاك ولكن

تعــاظم وان محــدود وعز قــدره، كــثر وان ضــئيل الــدروس وان بالكــدرة مشــوب أمــده، طال وان قصير ولوقت شأنه،

بأخذ الـــدنيا في النجـــاح خالف على وذلك مـــورده، صـــفي ال وعــزه كــثرة، تعد ال فأنعمه اآلخــرة، للدار العالية الشهادة

عن خــال رقــراق عــذاب النهايــة، غير إلى وأمده سعة، يحد وال ظمأ وال نصب يصــيبه ال واألحقــاد، واألمــراض األعــراض

فؤاد يحمل وال غل، قلبه يشوب وال فزع، يحزنه وال مخمصةــدة، عليه أحد ــة، دار موج ــاق عجيب ــافون، ورف وأزواج متص

متحابون. مثل اإلنســان يــترك الضــمير: أن صوت عن البعد من إن

قالئل، ساعات إال الثمن من يتقاضى ال الذي الموصوف هذا كونها عليها يغلب الــتي للشــهوات ومخالفة يســيرا، وصــبرا

والخــداع األمــراض، تــورث الخمر مثال الفعلي، الكيــان تهددــري، بؤرة والزنا االعتماد، يزيل والكذب النفرة، يوجب الزه وما وغــيره اليهــود تــاريخ درســنا كما لألمــوال، محق والرباأشبه. بــدت وإن واآلمــال شــوطها، ينتهي وان البد الحيــاة ان

مألوفة تنقلب أن تلبث ال لكنها الفكــر، عدسة أمــام جســاماــوز بعد ــا، الف ــتى به ــاكن إن ح ــذوق القصر س لذته من اليت

كــان حينما شــيء وألف شــيء إليه يخيل كــان بعدما شيء،المالذ.. سائر من ذلك إلى وما الكوخ، يسكن أخطئــوا، اآلخــرة، الــدار إلى الــداعين ان فارض أخذ فلو

المثمن هذا قبال الزهيد الثمن هذا لكان الرمية، يصيبوا ولم إعطاؤه يجب مما ، إليه دعوا الذي بالثمن. للفوز احتماال

كبير، ربح احتمال تجاه ضئيل بمال يخاطر اإلنسان أليســراهم بل جــدا، قليلة للفــوز المجــوزة النســبة كــانت وان ن

14

Page 15: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الحياة، مقومات من كبيرة أكبر هي التي بالنفس يخاطرونمفكرين. لقوم بالغ هذا وفي مضى وان المدرســة، هــذه فليــدخل النجاح شاء فمن أال

ربى الــذي بــالكبير حــتى تــرحب فإنها مضــى، ما عمــره من لحــق، فيما ويجد سبق، ما يصفي أن بشرط التسعين، علىالمحتمل. الخسار فليحسب اآلخرة أراد ومن

15

Page 16: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

نعمل؟ كيف

إذا الغصــــــــــون إناعتـــــــــدلت قومتها

التقــويم ينفعك وليسللحطب ــالح إن ــ ــاد جهة نحو اتجهت جامعة في اإلصـ ــ من الفسـ

الجامعــة، هــذه مثل في اإلصــالح يريد فمن األمــور، أشــكل يريد من أو معوجــة، دوحة تقــويم يريد من حــال حاله يكون

فيقطع فأسه إلى األول فيعمد عظيم، شط تعـــديل أعـــوادا الثــاني ويأخذ عضــدا، ويعضدها منها، بعض به يغــرف ظرفــا المــاءين هــذين يكــون حــتى الشط، طرفي في ليصبه الماء

الشط بضـــميمة هـــذين أن فـــرض مســـتقيما!! ولو مـــاءا ليس ذلك فـــان النفع بعض ينفع األحيـــان بعض في العملين إصالحا باهرا كالقصر الفاسد المجتمع فــان مرموقا، ونجاحا

ــترميم يصلح ال فانه قواعده، وبليت أساسه، تضعضع الذي بجدرانه. بعض تبييض أو أساطينه بعض

جديد مجتمع وبناء أصله، من هدمه يلزم الفاسد المجتمع على روضه يشـــــتمل أن يريد من أن كما األســـــاس، من

من أعـــوج ما كل يقطع أن عليه يلـــزم مســـتقيمة أشـــجارــرى، شــجرة مكانها ويغــرس شــجره، ــويم يريد ومن أخ تق

جديد شط وحفر الســــابق، الشط طم إلى احتــــاج الشطــتقيم ــ ــكنى يريد ومن مس ــ ــدم إلى افتقر فخم، قصر س ــ ه

حديث. قصر وبناء السابق، القصر في وقـــروي، بـــدوي كل يعرفها االصـــالح، طريقة هـــذه

كوخــه، وأعــواد حقلـه، وأشجار داره، وأثاث اليومية، أعمالهواحد. وقت في بانون هادمون المصلحين أن نرى ولذا

ــذا في المســلمين وجامعة ــوم ه ــتي الجوامع كتلك الي ال من تجديــدها إلى تحتــاج فأصــبحت العــابثين، أيدي بها لعبت

ومــادام الحكومات، من باجازة تتمتع الخمر مادام األساس،ــوت ومادام صارم، بعقاب يعاقب ال الخمار ــدعارة بي تفتح ال

له القمــار ومــادام الــزاني، يعــاقب وال األشهاد رؤوس علىــة، ودور أندية الســامية المكانة من قسم الربا ومــادام راقيــانون، عنه يتحاشى ال التعامل ــ ــادام الق ــ ــبرج وم ــ يتنعم الت

16

Page 17: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الحــرام ومــادام بالحريــة، ومــادام مغرمــا، والزكــاة مغنمــاــان ــرع البرلمـ ــانون يشـ ــرآن نصـــوص خالف على القـ القـ أنزل مما أفضل ويقول: )سأنزل السنة ويتحدى والشريعة،

الله(!! وال قــائم، لهم يقوم ال األمور، هذه مادامت المسلمين ان

ــرجى من أنفســهم إنقــاذ من يتمكنــون وال مســتقبل، لهم ي وقرآنهم دينهم المسلمون ترك القوية، الدول إحدى مخالب

ــنتهم، ــرة المدنية في رغبة وس ــانعها الزاه ــا، بمص ومعاملهــا، ونعمها ــا، وعلمها ورفاههـ ــطوتها وعلمائهـ ــا، وسـ وقوتهـ

ــا، وحريتها ــا، وبحرها وســمائها، وأرضــها وبهارجه فلم وبره يبايــا، صــحاريهم أصبحت الثاني، يستفيدوا ولم األول يفيدوا

وامــبراطوريتهم ضــعفا، وقوتهم ذال، وعزهم خرابا، وبالدهمــدا، ــوتهم عبـ ــدواة، وأخـ ــات عـ ــات هيهـ إلى يرجع أن هيهـ

ــلمين ــؤددهم، المس ــوا وأن س ــذه من التخلص من يتمكن ه حــتى احتوشــتهم، الــتي والمصــيدة اقتنصتهم، التي الحبائلوكبرائهم. وأخالقهم ودينهم قرآنهم إلى يرجعوا وفيها قــوتهم، بها الــتي األخــوة هو القــرآن يــدعو ما أول

ــوكتهم ــرجعهم، وإليها شـ ــدرهم، ومنها مـ ــان مصـ ــاء فـ شـــوا أن عليهم كــان والنصــرة العــزة المســلمون ــوب يخلع ث

تشــريع فال القشــيب، اإلسالم ثوب ويلبسوا البالي، القانون وال ملكيـــة، إرادة وال برلمـــان، وال مجلس وال قـــانون، وال

وال قوميــة، وال اإلســالم، بالد بين عــداء وال أجنبيــة، ســيطرةمستوردة. مبادئ الزائفــة، المدنية هــذه إطار في المصلحون يرومه ما أما

وسأضرب الثريا، مناط منه فأقرب الذي لذلك: السباق مثال أمـــوال يمتص كـــان العـــراق، في الملوكية عصر في ولد

المصــلحون وكــان الجســم، دمــاء العلق امتصــاص الشــعب الدنيا يمألون مما األمر يكن ولم ذلك، بمضرة ونياحا، صياحاــابقين، على يخفى ــأم رأوا فقد المس عليهم جر ما أعينهم ب

ــاب، والفســاد والخراب، الوبال من ــالعكس واليب كل من وب حــتى هائلــة، بصــورة المســابقين عــدد يزداد كان فقد ذلك،

ــك، الحكومة منعت ــباق، قاعة وأغلق ذل ــاس فرجع الس النــوا كـــانوا، ما إلى من الحكم هـــذا عليهم وفـــره بما وانتفعـ

17

Page 18: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

فــان إليهــا، وما والربا والفجــور الخمر حــال وكــذلك المال، ذلك أساس هدم من المصلح تمكن ــيرت له، مرد ال هدما تغ

ــة، ــ ــع، وتحسن الحال ــ ــذار والوعظ النصح أما المجتم ــ واالنــاد، ــ ــذاب والجحيم، والجنة واالرش ــ ــدها، والنعيم والع ــ بوح

بذلك القاتل يكن ولم ضعيفة فنتيجتها جائرا. وال مغاليا مباركــات، نهضــات األواخر هذه في نهضوا المسلمين ان

المســتورد القانون واستبدال بينهم، فيما االتحاد إال يبق ولم وآخــرتهم.. والله ودنياهم ودينهم عزهم يرجع حتى بالقرآن،

المستعان.

18

Page 19: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

المدرسةــدخل وأصــرح اللجين، من أنقى وقلبه المدرسة التلميذ ي

لتلقي مسـتعد وهو الـزالل، المـاء من وأصـفى المـرآة، من اســتعداد بــه، الحــافين التالميذ أو المعلم من إليه يرد ما كل

إن الصوت، أمواج ألخذ الالقطة اآللة وان فخــير، خيرا شــراــر، وعرضـــه، وأخالقه وأدبه ثقافته على أمين والمعلم فشـ

فيه تنطبع ما كل عن مسؤول يديه، بين األمانات أعظم وهوــتى ــدور، تخفي وما األعين، خائنة ح ــمع فانه الص في كالش

ــد، بما ويشــكله يشاء، كيف به يتقلب كفه مســتقى فانه يريجوهره. ومنجم نباته، ومغرس عقله، ومنبت أفكاره،ــاج التلميذ ان وكما ــيرتقي وثقافــة، علم إلى يحت عن به ل

ــيض ــاء، أوج إلى الجهالء حض ــده ويأخذ العلم مجاهل في بي عن النــافع ويريه الحيــاة، ســبل ويهديه معالمــه، إلى الكونــاج كذلك المهوى، عن والجادة الضار، وآداب أخالق إلى يحتــال، ســعيد الخاطر، مرفه الفيناء شجرها ظل في يعيش البــان أكثر، األخالق إلى احتياجه بل الضمير، مرتاح الخلق ذا ف

أسعد المؤدب له. أدب ال الذي العلم ذي من عيشاــديان كالهما واألدب العلم إن ــ ــير، إلى يه ــ ــيران الخ ــ وين

لكن الــوعر، البقــاء ســبيل ويعبــدان المظلم، الحيــاة طريقــترن لم إذا به ينتفع ال العلم ــ ــيلة، يق ــ ينقلب ربما بل بالفض حامله يــزداد حيث وبــاال، والثقافة جهال، العلم وفخــرا، كــبرا فهو فرحــا، ويهــتز مرحــا، ويمشي صدره، ويبرز خده، يصعر الســدود وبناء قراره، بكري الشخص، عهده ان الذي كالنهر

ــه، لروضه به انتفع وجهه في ــ ــ ــربه، لمأكله وحيوان ــ ــ ومش شــأنه أغفل وان ومنتزهــه، ومضــجعه وملبســه، ومســتحمه

ــري وتركه ــه، يج ــه، ينتفع لم كطبيعت ــاال القلب ربما بل ب وب في والتجمع المنحـــدرة األراضي في باالنتشـــار وفســـادا

الالذعة البعــوض وكــثرة واألوبئــة، التعفن يسبب مما الوهادالجازعة. واألمراض الحســاب، علم إلى منه أحــوج الصــدق ملكة إلى التلميذ

ــير حب وإلى ــة، من الخ ــفة وإلى الهندس ــجاعة ص من الش

19

Page 20: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــاء، ــا، من العفة فضــيلة وإلى الفيزي يعينه الصــدق الجغرافيــير وحب علم، يعينه ال فيما ــة، تنفعه ال فيما ينفعه الخـ ثقافـــرف أن إلى وهو ــان إذا أبويه يعاشر كيف يع ــا، في ك ظلمه

إلى يتــودد وكيف وولــد، نكح إذا وأوالده زوجه مع ويســلك ويعطــف، ويــرحم ويشــتري، يــبيع وكيف ويتحــابب، النــاس

واالمالء. واالنشاء والكيمياء، التاريخ معرفة إلى منه أحوج أعمــال نتــائج الشــخص ليســتنتج إال يوضع لم التــاريخ إن

ــين، ــ ــن، فيأخذ الماض ــ ــترك الحس ــ ــبيح، وي ــ يكتب ولم الق الخلق صــــنوف ويعــــرف البالد وضع لــــيرى إال الجغرافيا ينفعــه، ال ما ويــترك ينفعه ما يأخذ كي وأعمــالهم، وأخالقهم

ــرقم ولم ــذر فال أمواله ليحاسب إال الحســاب ي ــتر، وال يب يقــاء من ليتمكن إال الهندسة يقنن ولم ــدار بن ــار وشق ال األنه

بهــذه ينتفع لم فــإذا بدعــة، هــذا ويستثمر برفاه تلك ليسكنــوم ــا، وضع فيما العل ــيه طريق بها يهتد ولم له حله في مش

ــه، أشــبه فحاله وعطائه وأخــذه وعشــرته، وانزوائه وترحال الطريــق، معــالم يعلم كان وان يبصر ال الذي باألعمى شيء

في هو ويتردى العالئم، أوصاف بذكر غيره هداية من يتمكنسحيق. مكان في العمى به يهوي أو بئر

التلميذ أخالق صحة من األول الرقم له كما المعلم إن ثم والعشراء، والحكومة اآلباء ذلك في يشترك كذلك وفسادها

مســؤول ذلــك. المعلم عن مسؤولون والجميع سهم، فلكلــه، في واألب مدرســته، في عنه ــه، في والعشــير بيت منتزه

في ملقى التربية وحسن ومملكتـــه، مصـــره في والحكومةمتشابهة. غير وسهام مختلفة أنصبة على الكل عاتق

20

Page 21: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الدين رجالــئي ــرة يرت ــاس، من زم ــأن ان الن ــال ش ــدين رج في ال

يد تمســها ال ان ينبغي الذي الظريف، التمثال شأن المجتمع وال جســمه، يخدش ما به يعلق وال مدنس، يدنسه وال الغبار، لونــه، يتغــير حــتى الشــمس أشعة تبلغه الغاية لهــذه وطلبــا

المتوخــاة، ــيرا ــذا وتوف ــال، له ــرف أن يجب الجم عن يتطــاء ــق، ويتنكب الضوض ــتزل الطري ــتزال ويع في قبع من اع

حتفــــــــه، يأتيه أن إلى رزقه يأكل الكهــــــــوف، من كهف في والصـــالة والمنـــاظرة، الـــدرس في عمله فيحصـــرون

تمس ال أن على إليها توجه الــتي األســئلة وجواب الجماعة،ــدا، عاطفة ــ ــ ــوزوا ذلك على زادوا وإذا أب ــ ــ بعض أخذ له ج

ــدراهم ــريعة في المفروضة ال ــارفها إلى وإعطائها الش مص ــأن مشــروطا القلــوب يؤلف التقســيم، في عرضه يالحظ ب

ــدينار ــدرهم، بال ــان كما وال ــول يعطي ك المؤلفة الله رس الصــدقات إنما بـــذلك تعـــالى الله أمـــره وقد قلـــوبهم

.(9)قلوبهم والمؤلفة للفقراء… بـاألمور ارتبطت سـواء ــ العامة الشؤون في التدخل أماــ غيرها أم االجتماعية أم األخالقية أم الدينية عن حمى فقد ـ

ــدين رجل ــياج ال ــائك، بس ــدار ش ــرب، وج ــياج وهو مكه س إال شــيء على توضع ال أألمهــا، وما أشــقها )السياســة( فما

جلبــاب ألبســته إال عــالم من اقتربت وال أساسه، من هدمته يصبح وبهذا الباطل، من والقرب الحق، عن البعد عن غريبــا

يســلم وال دعــاء، له يســتجاب وال كلمــة، له تسمع العالم: الــه، ــاب وال علي ــلم، إذا يج ــان ولو س ــذا وسم ما ك االسم به

ــدين، خــالص ومن المنحــوس، وصــريح األخالق وصــحيح الالعام. الصالح أجل من االجتماع، ونافع اآلداب،

صـــحيح أكـــان ســـواء نـــاعق، كل يتبعـــون همج والعامة مغــرض وسم فــإذا فاســده، أم الغرض بشــيء: فهو عالمــا الله ســامح يــتزلزل، وال يتضعضع ال الــذي المــنزل، الــوحيــدنيا افــترقت لم أدري ال عنهم، وعفى النــاس الــدين عن ال

.60التوبة: سورة)?(9

21

Page 22: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

العامة الشــؤون تناكر أمر وألي األولى عن األخرى وابتعدت وتعادي األضداد، تناكر والمناظرة، والدرس الصالة وشؤون الناس؟ هؤالء رأي يدعم سلطان من الله أنزل وهل األنداد،

ــأمرهم أم المرسلين؟ أحد بذلك وصى أم أحالمهم؟ بــذلك يجاهلون؟! قوم هم أم

تقــدم لم تعلم أم والــدين؟ الــدنيا لفظ تقــارب لم أتدريــدمون ــادين في المتق ــاة مي ــأخر الحي ــأخرون؟ وت ليس المت

ــدين، مــزيج المعنيين: فالدنيا لتقارب إال اللفظين تقارب بال أن وحيث واللحمــة، الســدى تــداخل الدنيا في دخيل والدينــأخرون وعمل تقدموا، األساس هذا على عملوا األولين المت

ان تـــأخروا، ولـــذا واحد بجنـــاح وطـــاروا واحـــدة ناحية في األمم إلى بعثـــوا المصـــلحين وســـائر واألئمة المرســـلين

يتوقف والتهــذيب اإلصــالح فان الشؤون، جميع في وتدخلواــاج اإلصــالح، إلى األمور صغار تحتاج وكما التدخل، على تحت

إليه. كبارهاــدين رجــال إن ــون ال ال ــدين من يكون إذا إال شــيء في ال

ــذوا ــوا الرســل، حــذو احت ــاء وتبع ــة، الخلف وانتهجــوا واألئم ما وتحملــوا فعلــوا، ما وفعلــوا ســبلهم، وســلكوا منــاهجهم، األعلى المثل والمصـــلحون الرسل ضـــرب وقد تحملـــوا،

واجتماعيهــا، أخالقيها وكبيرهــا، األمور: صغيرها في للتدخلــا، دينيها ــراهيم يكن ألم ودنيويه ــرود حــارب إب بلســانه نم

وأخذ معبودياتهــا، في جميعها األمة ونــاقش وجنانه، طريقــا ذلك في وأوذي إليــه، النــاس أقــرب من حــتى وتــبرأ لنفسه في وألقي زرع، ذي غير بواد أهله أسكن حتى وطرد، وشرد قانتــا، أمة بنفسه كـان انه باإلعــدام، عليه حكم بعـدما النـار يقــابلهم هو فكان أخرى، أمة بأجمعهم معاصروه كان عندما

والشــريف والصــغير، والكبــير والســوقة، الملك فيهم بما هذا يكن ألم والفقير، والغني والحقير، )السياسة( في تدخال

ذكرناهم؟! الذين هؤالء مصطلح على عن عبوديته وخلع فرعــــون، خــــالف موسى يكن ألم وأمــره ووعظــه، ونصــحه وأقعدها، الدنيا عليه وأقام رقبته،

وكافحه وزجره، كفاحــا وانتقصه فتــور، وال هــوادة بال مريــرا

22

Page 23: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــني وأخذ(10)مثبــورا فرعون يا ألظنك وإنيبقوله: ب فرعــون أتباع من وقتل معه، المؤلفة األلوف وهم إسرائيل

كله هـذا أليس قتل، من بـداعي ــ الدولة شـؤون في تـدخال ـ اإلصالح بحذافيرها؟! الدنيا ألمور وتعرضا

ــوك حــارب عيسى أليس ــه، بقوله والكــبراء المل وعملــان ــ ــذر، في بالطس( و)هـــوردس( منه )ذي فك ــ وجاهد ح

األفــاعي( أوالد بقولــه: )يا وسبهم اليهود أحبار من المرائين شـملهم، ويفرق كبرياءهم، ويحطم كيانهم يهز وأخذ ونحوه،

من هــذا يكــون أال )بزعمهم(؟ صلبوه حتى مزاعمهم، ويفندــدخل األمثلة أروع ــالم لت ــزوف الزاهد الع في الحصــور، الع

األمور نفسه ويــوطن بنفســه، حــتى يبــالي ال ســافرا، تدخالوالصلب؟ الضرب حتى شيء كل على

والعـــــــــزم للبطولة األمثلة أعظم من محمد يكن ألمــرد شؤون في وااليغال واالستقامة والثبات، والجماعــة، الف والعــادات والعقائــد، األفكــار في تــدخال والملــة، والدولة

ــال، واألخالق واإلرادات، ــاع، واالقتصــاد واألعم وقد واالجتم واإلرهــاق والعســف، الظلم من إصــالحه ســبيل في قاسى

بأبشع األلســنة تسلقه والشتم، واللطم والضرب واإلرهاب، قاطعه حـــتى االزدراء، بأفضح العيـــون وتزدريه األلفـــاظ،

ــاس ــاطعوا الن ــة، شر وذويه أهليه وق عن وشــردوه مقاطع ذكــرى كله هــذا في أليس جــواره؟ عن وابتعــدوا داره، عقر

أرادوا ان الــدين رجــال يحــذوه حتى وادكار، وعظة واعتبار،واالصالح؟ التهذيب فان الكبار، والمصلحون العظام، الرسل من غيرهم إلى

ــالهم ــالهم أفع ــاتهم وأعم بعضــها ليشــبه وســكناتهم وحركــع، الوضع إطــار واحــد، إطــار في كلها وتجمع ببعض، والرفــدفع، والمنع ــدخول وال ــروج، وال ــاد والخ واالزدالف، واالبتع

مبدئهم في تأخذهم وال بأمر، يبالون وال شيء، على اليلوون عاتب، والعتب الئم، لومة أن إلى الجــد، ســاق عن مشــمرا

الحمام. يأتيهم وال الغبـــار، يضـــره الـــذي بالتمثـــال ليس الـــدين فرجل يصــدعه الــذي بالزجــاج وال الطعــام، يأكل ال الــذي بالجسد

.102اإلسراء: سورة)?(10

23

Page 24: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الشــتمة وتســتفزه الشــوكة، تدميه الذي بالشبح وال الحجر،ــة، ــذي المصــلح هو بل والتهم ــان، يسب ال من وينتقص ويه

وحب والجنــون، الخيانــة، شيء: من كل إليه وينسب قدره،إليها. وما والخدعة، والسفاهة، العظمة،

ــد بل ــاعده ولم االصــالح في لوج البقــاء، في جــده يسوأحرق. وصلب وحبس، لضرب ؟ علي المؤمنين أمير يضرب ألم ؟ الحسن اإلمام يسم ألم ؟ الحسين اإلمام يقتل ألم حرق؟ زيد يصب ألمــان، قد ذلك كل بلى ــانوا وقد كـ ــذع، السب لهم كـ المقـ

ثـــانيهم يكن فلم وااليـــذاء، واالســـتهزاء الشـــنعاء، واالهانةــني وال بأولهم، فعل يراه ما إصالحه عن يردعه ما عزيمته يث

قبله. بمن فعل كما به سيفعل أنه من يعلم شــأن في يتــدخل لم جعفر بن موسى اإلمــام يقال: إن

ــؤون، من ــذلك الش ــداة بعض وك ــده، قبله من اله لكن وبع لم لو األئمة فـان الحقيقة، من المغالطة إلى أقرب الكالم كما يجــرون وكــانوا واالصــالح، الصالح جانب يأخذون يكونوا

المســـخبة الريـــاح بهم عصـــفت لما الســـفن، تشـــتهي والتشـــريد، الضـــيق نـــالوا ولما المســـممة، واالعصـــارات

التهمت ولما األوطــان، عن ابتعــدوا ولما والتهديــد، والوعيدــوتهم ــيران، لهــات بي ــل: فلمــاذا الله ســامح الن يجــوز القائ وأخذ والمنــاظرة، والــدرس جماعــة، الديني: الصالة للرجل

الغـــدوات في النـــاس وارشـــاد والزكـــوات، األخمـــاســات! أليس ــام والروح ــجاد، اإلم ــده ومن الس ــداة من بع ه

ــاد، ــلون العب ــانفراد، يص ــام يكن ولم ب ــاظم اإلم يلقي الكــات، يأخذ الرضا اإلمام وال الدروس، ــانوا األئمة ان المادي ك

ــون ــ ــان، محتمل حسب يعملـ ــ في يجلس من فمنهم الزمـ الـــدروس، يلقي من ومنهم بالثـــأر، يأخذ من ومنهم الـــدار،ــكت من ومنهم ــزج يس ــوس في وي ــول )ولنا الحب الله برسحسنة(؟! أسوة بعض إلى يســرون كــانوا جماعة من عجــبي أعجب وما ولو الدولة شــؤون من شــأن في التــدخل بعدم الدين رجال

24

Page 25: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

منع في األمــراء يســتعطف أن أراد فــإذا الــدين، لطلب كان يتضــرع أو الفجــور، بــاب لغلق الــوزراء يستهوي أو الخمور،

عمــرة، أو حج عن المنع لعدم يستكين أو حكرة، لمنع إليهم جــاؤوا ــون مشــفقين، ناصــحين وزرافــات وحــدانا إليه يزين

في ارتــأوه ما إلدخــال حشــيش بكل ويتشــبثون األعــراض، أبــواب أمامه ويفتحــون الرجــاء، أبواب عليه يوصدون قلبه،

عزمه، عن يثنوه حتى الضرر، واسمه. سمعته على حفظا

25

Page 26: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الدين بما حافل آخر عــالم إلى دعوته عن النظر الــدين: بغض

الفضــيلة إلى يــدعو واألعين، األســماع وتلذ األنفس تشتهي الرغيــد، العيش ســبيل ويمهد قــانون، أي إليها يــدعو ال التيــاه، ســالم جو في عن الناجمة االجتماعية الظــواهر إن ورف

النفوس في الشريرة القوى تفاعل تكبحها ال وإعطــاء، أخذا يســـهالن اللـــذين وزمامها الناقة كقتب فهي العقيـــدة، إال

امتطاؤها. بزمــرة المحيطــة، الهالة إلى بعد من النــاس بعض ينظر

منها ينفتق ال هامـــدة، جامـــدة فيراها األديـــان، منتحلي من لكنه الــدين، آثــار من األمر فيخــال نور، منها ينبثق وال ضوء،

قــائم شــيء هو بما الــدين إلى نظر فلو ذلــك، من بــالعكســ الفــراغ في ـ ــ فرضــا ــرأي ـ يلذ عمــره، في رآه ما أجمل ل

قدره. ويعلو ضوؤه، يكثر منظره، ويبهج مخبره، في اإلثم وكراهية الخــير، حب إيجــاد مفعوله الدين: أول

وتظهر تــورق، حــتى الشــجرة هــذه يربي يزال ال ثم القلب،الحواس: من ثمارها

ــرة ــدين فثمـ ــار، والمطالعة العين: النظر في الـ واالعتبـوالمهاوي. المزالق عن والغض

عن ويستعصم النــــافع، على يقف األذن: أن في وثمرتهالضار.

ــدق في وثمرته ــان: الصـ ــول اللسـ ــدل، الحق وقـ والعـوالطعن. واللمز الهمز عن وقصره

والجد. والسعي والرجلين: العمل اليدين في وثمرتهــة، وحسن القلب: اإلخالص في وثمرته ــ ــ دابر وقطع الني

الشر. وإضمار والغل الحسد والدين، العقيدة على دلت الثمرات، هذه فيه توفرت من الرداء بهذا مرتدي أنه منه يقبل لم اآلية، فيه انعكست ومن

ســائر ونظــير خواصــه، من شــيء كل على يستدل الجميل،بسواء. سواء الدين األشياءــرب عنه يمنع ما أول ــ ــدين: الح ــ ــبيل على ال ــ الغلبة س

26

Page 27: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ســكان نصف من أكــثر أنظــار اليــوم تلفت التي والسلطان أيــدي على الضــرب في يتــدرج ثم األرضــي، الكــواكب هــذا

وبعد والمستعمرين، والمستثمرين والمحتكرين المستغلين وســـكونه، حركته في للشـــخص النظـــام يجعل وذاك هـــذا

ومحكومها، حاكمها في والمدينة وطرحه، جمعه في والبيتبعض. مع بعضها وطبقاتها

اســتيراد من أنفع الناس، قلوب في الدين طاقة استيفادــدة ــائرات من ع ــلمية، أو الحربية الط ــاس وتثقيف الس النــماوية ثقافة ــيزهم من أفضل س ــوى تجه ــذرة بق والقنبلة ال

الرذيلة مســـارح وتضـــييق الطـــائرة، والقنبلة الصـــاروخية والوطنية، والقومية االقليمية الحدود تضييق من خير عليهم

ــدين في أن هب ــراه ما ال اإلنســان ي ــا عبئ ــه، ثقيال لكن عليالدين. أعباء من بأضعاف أثقل اجتماعية آثام احتقاب

ــدين يوسع ــاحيتي ال ــاة ن ــة، العاملة الحي ــرض والقابل يح أعبائه حملة ضــرب وقد والنســل، النكــاح كــثرة على الدين

ــرقم األقــدمون ــذا في القياسي ال ــأن، ه الناحية ومن الش تتفتق كي العــالم على ويحث والتعــاون، العمل يحتم الثانية ذات الفســيحة الرقعة هــذه في الكائنة القابليــات من آفــاقــذلك والزمــان، واالرتفاع والعرض األربعة: الطول األبعاد وبحظه. حظ ذي كل ويؤتى الصناعة، وتزهر الزراعة، تحسن

النســل؟ تقليل يرى من نظام من خير النظام، هذا أليس المصـــانع من تقل اقليمية أو قومية حـــدود جعل يـــرى أو

ليس مدنيــة، بقيــود المقيد فـان النشاط؟ وتكبت والمزارع، والبســـط، والقبض واالعطـــاء، األخذ في المطلق كـــالحر

منه تخــرج حــتى الــدين، طاقة نــوى تكسر أن الــدول فعلى ســير من بأســرع الحضــارة ركب تســير موجبــة، سالبة قوة

الكون. آفاق في الضوءــار، فيه إعصار الدين أصاب لكن ــدين ينتحل من فكل ن ال

ــذا في ــوقت هـ ــدين إلى ينظر ال الـ ــأمر الـ ــماوي، كـ له ســـزء ــطران: ج ــام ش ــاع، لنظ ــائل وآخر االجتم ــروح لفض ال

ــ اليوم هذا ـ الدين إلى النظر وكل والمعاد، مفهــوم هو بما ـ وفكره، عقله يقبله ثم المنتحل، لدى إال عقله يقبل ال وطبعا

الشخصية مصالحه يدعم وما وأهوائه لتقاليده موافق هو ما

27

Page 28: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــيء، كل قبل ــذا ش ــام ول ــدين يفسر أحد كل ق ــيرا، ال تفس يعلم ال كـان وان يفســره فهو المفسـر، عن األغالل ورفعت

دام وما مذقــة، الثقافة معين من يــذق ولم شيئا، الحياة في مؤاخذ وال اللســان، )جمــرك( على وال واســع، التأويل بــاب الصــارمة العقوبــات كــانت وإن األمــر، هــذا في القلم على الدين من يختار ال ذاك بعد ثم السياسة، أمر في القلم على

لــدين يرفع المتدين! ال ظروف واقتضته الزمن ماشى ما إال الله يتــدارك أن إال يبعثون، يوم إلى قائمة، له تقوم وال علم،والغرور. الجهل كابوس من األمة وينقذ برحمته، الدين

أما مســلمين، النــاس كــان يــوم الحرية له كــانت الــدين ويــزج الــدين، يحــاكم أن فــالالزم أحرارا، أصبحوا وقد اليوم

ــأتي حتى االتهام، قفص في عليه يحكم أو بمخــرج، له الله يباإلعدام.

يريــده ما بل الــدين يريده ما الدين من أحد اليوم يقبل الــ المنتحل باعتقاد ـ الدليل في خلل كان فان هو، ــو، ـ وإال فه وجد فان الدين أن بعد سهل فاألمر وإال أول، للتأويل مساغا

ــزم ــابق أن يل ــدين، عمل يط ــرب وإال المت ــرض به فليض ع هنــا، إلى هــذا يجــره كالمطــاط الــدين أصــبح الحائط! ولــذا

ــاك، إلى وذاك ــاينت وقد هن ــاتي في ع ــيرة حي القص ــورا أم كنت وإذا وصف، بها يفي ال الدين منتحلي من متضاربة ــا أذن

ـ قدرت مهما ـ أقابل ال مزامل كل بح وقسوة، بعنف متكلما فــؤاده، عليه انطــوى ما وأظهر نفســه، قــرارة في ما لي

ــلة هذه تلقاء لي يكن ولم وأفكاره، آراءه وأبدى من السلســالتي المجادلة نطاق عن تخرج ال أدبية، مناقشة إال األفكار ب

أحسن. هي رأيت فيما رأيت بــاليوم يــوقن ولم المعــاد، يرقه لم رجال

بهــذا ورد ما يــؤل أن ـــ مســلم بصــفته ـ له البد فكان اآلخر، جنة والجنة النفس، عـــذاب العـــذاب فيقـــول: إن الشـــأن، ذكرها ونورها نارها تكـــون تعـــدم، بعـــدما والنفس الـــروح،الخبيث.. أو الطيب

ــره يطيعه يكن لم ورجال ــول في فك ــاب قب وحرمة الحج في دخلت خارجيـــة، عـــادة الحجـــاب أن فيرتـــئي التـــبرج، القــرآن قــول على يقف ثم الخلفــاء، بعض إبان من اإلسالم

28

Page 29: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

يجد ال مجمجم أو مــؤل موقف ،(11)تــبرجن والالعظيم: جوابا…

ال الغناء، حرمة يرى يكن لم ورجال ــادا ــا، أو اجته بل برهان ال العقل يستحســنه أمر يقــول: كل فكــان وفكــرة، شــهوة العقــل، يســاير الــدين فان الدين، يحرمه عقل يريد وطبعــا

مثله!… تـــارة مدعيه يـــرمي فكـــان بـــالمعجز، يعـــترف ال ورجال

األنبيــاء أن نظره وكل والسخافة، بالجهل وأخرى(12)بالكفر الــتي قلــوبهم رابط إال بالســماء يــربطهم ال مصلحون أناس ملئت وإحسانا.. حنانا

ــرى ورجال ــ ــوانين ي ــ ــة، الق ــ ــوانين من أفضل الدولي ــ الق ليومنا… وهذا ليومها يقول: تلك فكان السماوية، ينــافي فكلما فحســب، واآلداب األخالق الدين يرى ورجالــ األخالق ــ ــ بزعمه ـ ــ ــدين، من فليس ـ ــ ــواترت وإن ال ــ به ت

ــوص، ــافي ال ما وكل النصـ ــدين، من فهو األخالق ينـ وإن الـقواه. بكل اإلسالم حاربهذلك!! أمثال من عشرات إلى

ــدين ليس إال ال ــا قانون ــدنيا م ــا ــا، أخالقي ــلح اجتماعي يص حسب الســماء إله وضــعه واحد، وقت في والمعاد المعاش

العليم هو كــــان وحيث واالجتماعيــــة، الفردية المصــــالحــالح، ــر، يســعد وبما بالمص ــؤال فال البش ــه، في س وال حكم

وال يســألون، وهم يفعل عمل يســأل وال أمره، عن اعتراض نفســـه، اإلنســـان إلى إال وعواقبه العصـــيان وبـــال يرجع

ركــني يهد المــرض فــان الطبيب، أمر عصى كمن فسيكوننفسه.ــه، للعقل مســاغ ال ما األمــور من إن للفكر مــدرج وال في

ــأنه في ــور من أن كما ش ــال، فيه للعقل ما األم وللفكر مجــرح، فيه ــدين مسـ ــرين، جوانحه بين يضم والـ فالعقل األمـ

واالتحــاد والحج والزكــاة والصــدق االعانة مصــالح يــدركــاد والخمس والطهــارة ــبه.. ومفاسد وما والجه الخيانة أش

.33األحزاب: سورة)?(11 القرآن أما وشرك، بالله كفر قال: هذا الموتى، عيسى له: أحيى قيل فإذا)?(12

واسع.! وهكذا.. فيه التأويل فباب ـ عنده ـ

29

Page 30: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

والجبن والبخل واإلســـراف الخـــنزير ولحم والخمر والغش والسعي لماذا؟ ركعتان الصبح صالة أن يدرك إليها.. وال وما

ــ بالخصــوص شــاة أربعين ومن علة؟، ألي أشواط سبعة ال ـوهكذا. سبب؟، ألي الفرض يخرج ـ وثالثين تسعة

ال األمــور، بخفيــات عــالم إله من الــدين أن علمنا وحيثــالح، إال يريد ــد، إال يبغض وال الص ــذا أن وعلمنا الفاس من ه

قد وآباؤنا االتبــاع، علينا لــزم خيرنا أحببنا فــان وذاك، الــدين عشر ثالثة من تقرب برهة اتبعوا الكثــار، الخــير فــرأوا قرنــا كـــانوا ولكن ظلمنـــاهم وما الجم الضر ورأينا وتركنا

ــاس من النريد ونحن(13)يظلمــون أنفســهم التقليد النــاع المحض، ــ ــوا لو أنه هو نريد ما كل األعمى، واالتبـ ــ عرفـ عليهم فــالواجب أقوالــه، تــرك مغبة ورأوا حاذقــا، الطــبيب

كمية علة عن ســؤال بــدون وزواجــره، أوامــره عند الوقفــذا من يعطي لماذا وانه العقاقير، ــار ومن ذاك؟ نصف ه عق

شــرب ويحتم شهي؟ طعام عن يمنع علة وألي غيره؟ عشرمر؟. دواء

ــدين مرجع إن ــاب ال ــنة الحكيم الكت ــدة، والس وال الراش العلم، في راسخين صادقين علماء قبل من إال هاتان تعرف

اتبع وأخــراه أواله أمر واتســاق نفســه، خــير رجل أحب فلورهين. كسب بما وهو نفسه، إال يلوم فال وإال الدين،

وقلبــه، وســمعه وبصره، لسانه في الفرد يقيد كما الدين فالمسلم المجتمع، يقيد كذلك ورجله، ويده وشهوته، وبطنه

ــده من المســلمون ســلم من أخو والمــؤمن ،(14)ولســانه ي ،(16)لنفسه يحب ما لغيره يحب أن عليه ويجب ،(15)المؤمن له أخ إما والنــاس ،(17)وشــينه زينه يريه غــيره مــرآة ويكون

ــزم ،(18)الخلق في له نظــير أو دين في ــبر يجعل أن ويل األك أبــاه، يــبر وأن ولدا، منه واألصغر أخا، له والمساوي أبا، منه

.118النحل: سورة)?(13.438األخالق: ص مكارم راجع)?(14.27 االختصاص: ص)?(15حقوق. سبعة المؤمن على للمؤمن227 ح351 الخصال: ص)?(16حقوق. سبعة المؤمن على للمؤمن227 ح351الخصال: ص راجع)?(17 واله حين األشــتر مالك إلى المؤمنين أمير عهد ،53 : الكتاب البالغة نهج)?(18

مصر. على

30

Page 31: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ال الدين، يشاء بما الدين فسر ولو ابناه، ويرحم أخاه، ويصل وأوصــياؤه، النــبي عمل كما به عمل ولو التأويل، يشاء بماــون، المسلمون عليه مشى كما مناهجه، انتهج ولو من األول

الســماء لمطــرت بإحســان، لهم والتابعين األخيار، الصحابة األرض وأخرجت ذهبا، اإلنســان أفراد وأصبحت وعقيانا، درا

خالنا. األعداء وأضحى أخوانا،الشاعر: بقول الدين يتمثل اليوم لكن فانها الـــــــــديار أما

كــــــــــــــــــديارهم غــير الحي نساء وأرى

نســــــــــــــــــــــــاءاآلراء

اختالف وقــدر آراءا، األدمغة بعــدد إن»قــال: من صــدقــكال ــدارك اختالف األش ــاس أن فكما ،«الم ــوان ذوو الن أل التشــابه، في الجميع اجتمع وإن متباعــدة وهيئــات متباينــة،

فــترى وحجــاه، اآلخر فكر غــير وحجى فكر فــرد لكل كذلك أبــاه يضاد واالبن والطريقة، المذهب في أخاف يخالف األخ زوجــه، ترتــئي ما غــير يرتــئي والــزوج والروية، المرمى في

ــاكم ــافق ال والح ــداعيين يص ــر.. ومهما كيفية في المت النظ يكــون وأن البد هناك فإن اثنين بين الفكرية الوحدة حصلتوالخصوصيات! الحدود في خالف بينهما

أن كله هذا من وأغرب ويخيل جانبه، في الحق يرى فردا كثــير في االختالف هــذا ويظهر فكرتــه، تعضد األدلة أن إليه الكســب، يختــار فهــذا ســلوكهم، وطــور النــاس، أعمال من

هـــــذين من كل أصـــــحاب يقنع ال ثم العلم، يرتضي وذاك بل فقــط، طريق وانتهــاج واحــد، طريق في بالسير األمرين

ورابع الجغرافيــا، وثــالث الهندســة، وآخر الطب، فــرد يختار أحد وهكـــذا.. ويجتـــبي الفلك علم وخـــامس الـــدين علم

ورابع الزراعة، وثالث التجارة، وثان البناء، الكسب مختاري الفكر اختالف وهكــذا.. وتبــدو الصــناعة، وخــامس النجــارة،

إليها.. وما والمنتزه والمركب والمسكن اللباس في نعم أفضل من وانه شك ال معينة بحدود اآلراء اختالف إن

النظــام، اختل وإال البشــر، به جهز ما وخــير خلقه، على الله القفــار في يســكن الــذي الــوحش حــال اإلنسان حال وكان

31

Page 32: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــاب، ــار فلو والغ ــاس كل اخت ــدوا لم الطب علم الن يج دورا وقصـــورا الكسب فـــرد كل ارتضى ولو ومســـكنا، وثكنـــا اجتبى ولو الفاتكة، األوبية وفشت المرضى، مات والتجارة،

ـ األبيض اللون كل ووقف األخــر، األلــوان الضــمحلت ـــ مثال ذلك وفي العمــل، عن وبائعها وعاملها ومصــنعها مغرســها

ــاختالف اآلراء اختالف الكــون!! إن أعضاء من عضو شلل ك وأذن بهـا، يبصر عين إلى يحتـاج اإلنسـان أن فكما األعضاء،

وقلب تبطش، ويد بها، يشم وأنف يتكلم، ولسان بها، يسمع يرتــئي شــخص إلى يحتاج اإلنسان ومعى.. كذلك ورئة وكبد

ــالث العلم، يختار وآخر الكسب، ــارة.. وكما يحب وث انه االم وانهد الحواس، سائر بطلت واحدة حاسة ذا اإلنسان كان لو

واحــد، رأي ذا اإلنســاني المجتمع كــان لو كــذلك االجتمــاع، والبلــدان يبابــا، العمــران وصــار النظــام، النهار فردة، وفكرخرابا.

اآلراء حــدود حفظ يلــزم أنه وهو واحــد، شيء هناك لكنــار في ــالح، إط ــذهب تطغى، قد اآلراء أن شك ال فإنه ص فت جهة إلى تنكس أو المصــالح، حــدود خــارج إلى االيجاب نحو

ـ الشر، إلى الخير عن تخرج حيث إلى السلب حسن ـــ مثال لكــان حــدوده عن االيجــاب نحو خرج إذا الذات، حفظ وبــاالــرين، على ــ ــان اآلخ ــ ــا، ذاته حفظ يريد من ف ــ يغش مطلق

عن الســلب نحو خــرج وإذا إليها، وما ويظلم ويؤذي ويحتكر لكان إطاره، ذاته، بحفظ يبالي ال من فان النفس على وباال

يتعب وال صلبه، إلقامة يكسب وال جسمه، قوام قدر يأكل ال حدودها، عن الشجاعة نظرة خرجت لو وكذلك وذويه، ألهله

االفراط، جانب في تهورا، انقلبت جــانب في وخــورا، وجبنــاالتفريط.

ــالب ــرائع أن والغـ ــماوية، الشـ ــوانين السـ المدنية والقـ بين فــرق هنــاك وإنما اهتمــام، بكل الناحية هــذه تســترعي

حفظ فكـــرة النفس في تخلق األولى الشـــريعتين: فـــإن حــتى يحرســها حافــظ، ذاتها من للنفس يكون حتى الحدود،

أهميتهــا، نــرى ولــذا المواقــف، وأحرج المسالك، أضيق في وليس والمدنيـــة، والعائلية الفردية األخالق بجـــانب البالغة النفسي الــوازع نحو يعــني ال فانه المــدني، القــانون كــذلك

32

Page 33: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الــدين يكــون نفسه الســبب ولهــذا االجتمــاع، نحو عنايته السماوي قانونا الذي القانون بينما واحد، وقت في واجراءا

الذاتي. اإلجراء يعوزه البرلمان، أو المجلس، يضعه ناحية وهي جــــدا، مهمة ناحية في تفــــترق اآلراء إن ثم

هنــاك إن واالعوجــاج، والــتزلزل واالســتقامة، التركز أناســا التجربة التزيــــدها القصــــد، عن مائلة زائفة آراءهم جبلت

إال واالختبــار القـاذورة مثل اآلراء هـذه ومثل وانحرافــا، ميالــتي ــاح بها تزيد ال ال الري إال ــا ــة، نتن في نتكلم ال ونحن وعفون اآلراء منهــا: وهي الثاني القسم في الكالم وإنما اآلراء، هذه التربية شــروط لها تــوفرت إذا الرطبــة، كاألغصان هي التي

وهــذا وأثمــرت، وأورقت، وأينعت، اعتــدلت والمحافظــة، من النحو هــذا ويــتربى اآلراء، على الغــالبي الطابع هو النمو

ــرأي ــ ــة، اآلراء مالحظة ظالل في الـ ــ واألفكـــــار المختلفـــا، اختار الكثيرة األلوان يرى من أن فكما المتضاربة، أجوده

ابتكر أحدها، يرقه لم ولو من وأنضر أبهج يكون منها، مزيجا البد المختلفــة، األفكــار يطــالع من كــذلك البسيطة، األلوان

يخــترع أن وإما منهــا، األشد إما يختــار وأن غيرها رأيــا تنتج مختلفة جـــذور وأخذ ببعض، بعضـــها خلط من يســـتمد

شهية. ثمرة نظــره يكــون أكــثر، اآلراء في فــرد مطالعــات كان وكلما يصــرف الذي المهندس إن أنضج، وثمره أحسن، في عمــرا تكــون وأن البد ونــواطح، وشــوارع وقصــور، دور مالحظة مرضــى، يباشر الــذي والطــبيب آنــق، وبناه أجمل، هندسته يوجــدان ال وخــبرة حذق ذا ـ شك بال ـ يكون أمراضا، ويعالج

راجعــوه، ما بقدر الناس يراجعه ولم عمله يعمل لم من في الشــكايات، لديه وتتــوفر الدعاوى، عنده تكثر الذي والحاكم

الباطــل، عن الحق تميــيز من وتمكنه بالقضــاء، علمه يكونغيره. من أكثر

مراجعة من يكــثر أن فــرد لكل المفضل فمن هــذا وعلى كـان فــان بحســبه، كل المفكــرين، كبــار آراء في نظر دينيــا

كان وإن والملل، األديان السياســيين، أعمــال طالع سياسيا والملـــوك، األمـــراء وتـــواريخ الســـالطين كتب في ونظر

كـان وإن والساســة، والــوزراء االختراعــات، الحظ مخترعــا

33

Page 34: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــا، كان وإن أعمالهم، ضوء في وعمل ــثر كاتب مطالعة من أكــاب، مقاالت الكتابة منهج في ارتئــوه ما لب واستحصل الكت ووفر المــاء، وسقاه فسيال، غرس كمن يكون وبهذا والبيان،

إلى أمــره فــوض ذلك بعد ثم والنتــاج، الصــالح شــرائط فيهــه، أفضل خــير وال الصــالح، من يرومه لما يوفق أن فإما الل ضــميره أمــام يكــون فال دونــه، المقــادير تحــول وإما منــه،

ملوما. الرأي نعم فســد، إذا الــرأي القائد وبئس صــلح، إذا قائدا

فيه أفــرطت وإن بــه، انتفعت بقدر استعملته إن كالماء فهونفسك. قبل من إال تالم وال ضرك

والمدنية الدين وقد الفــوز، لهــذا يكــون فقد يتســابقان، تاريخيــان أمران

في هــذه يتقــدم فقد والمدنيــة، همــا: الــدين لــذاك، يكــون األعبــاء من إطــار في العضــالت فتضــيق الحيــاة حقــول

رحب إلى ويخـــرج الغل فيكسر ذاك يتقـــدم وقد والقيـــود، عن ناشئ التحليل لــدى القــول هــذا لكن الوســيع، الفضــاء

فالـــدين وإال عميقـــة، كافية دراسة األمـــرين دراسة عـــدمــالرغم بل يتناطحــان، ال الغائر والعلم الصحيح مــزاعم من ب

لكن ويتعانقــان؟ يتالزمــان المتطــرفين األمرين أنصار بعض األمـــرين منتحلي بين الواقع الـــنزاع معظم أن الظن أغلب

الفضــيلة وأصــحاب البابويــة، القداسة أصحاب بين كان إنماــة، العلمية ــرون األولين إن حيث االختراعي ــدنيا ي فيها بما ال

الضــئيلة، لمعلومــاتهم وقف غزيــرة ومواد واسع، فضاء من الــذين األولين العلم رجــال على وأقعدوها الدنيا أقاموا ولذا

ــذلك الملموسة، الحقيقة نحو أغاللهم من التخطي أرادوا ول تتقيد ال الحقيقة أن يرتئــون واآلخــرون شــاهد، وألف شــاهد

ــاني قــدر مهما األعظم، البــاب وال المقــدس الكتاب بقيد الثالسيادة. بأطراف األخذ على

والفــؤاد الــرحب، الصــدر ذي اإلســالم دين بخالف وهــذا حـتى جهـده، العلم إلى يـدعو فإنه وتحفـيزا، حرارة الفائض

34

Page 35: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

يأخذوه أن معتنقيه من يقبل ال أنه نرى ما بين أعمى، تقليداــاب أن ــدر الب ــان ورقة أص ــاب ترجمة أراد لمن الحرم الكت

العلم يــرد وهكــذا بــالعلم، فكيف األمــر، بــدء في المقــدسمباديه. فيؤيد ـ بالمثل مكافئة ـ اإلسالم إلى األشعة

ــذا ــرى، ول ــير خلع بينما ن ــدين ن ــيحي ال ــير المس من كثــابهم، عن معتنقيه ــذوا رق ــون أخ ــالم، يعتنق ــرون اإلس ويطــالرغم وســنته، بقرآنه مناهجه ــثرة من ب ــار وصــمه ما ك تج وال ودســاتيره، اإلســالم بنــبي وغــيرهم النصارى من األديان الســيد كرامة حــول الحــوم أريد إني قــارئ ذهن إلى يتبــادر

المقــدس الكتــاب قــدر من االنتقــاص أريد ال كما المســيحــنزل ــماء: بتوراته من الم ــه، الس ــان وإنجيل ــذي ف دعمه ال عــرض فقد الكتــاب، ذلك يطــابق ال الكتــاب هذا إن البرهان

أن المــرمى غاية بل شــتى، ألســباب التطــور عــارض عليهــ معه النصراني الدين مسايرة عدم من يستوحش ال العلم ـ

. ـ العبة أصابع عن يخلو ال أنه أدرك ما بعد أحــدهما المجتمــع، باســعاد كفيالن الصحيح والدين العلم

ال والجامعة المادية، الناحية من واآلخر الروحية، الناحية من قــوي بإله الــدين: أعتقد قــال فلو الجناحين، بهذين إال تطير دعــوا وبخلفــاء عظيم، خلق على كــان وبرسول وقدر، خلقــيلة إلى ــ ــالح، الفضـ ــ ــوم والصـ ــ على الخالئق يحاسب وبيـ

المســـــتقبل موقف إال منه العلم موقف ليس أعمـــــالهم، والتعــاون والبحث النظر العلم: يلــزم قــال ولو الجــذالن،ــدم ــك، إلى وما والتق ــدين به رحب ذل ــرحيب، كل ال ورأى ت

بسواء. سواء والعلم الدين يتخطى وهكذا المنشودة، ضالته أخــذها العلم، أو الــدين ألــواح على وضــعت نقــاط هنــاك

ــحاب ــتين من كل أصـ ــذين المتزمـ ــون ال الـ ــدين إال يحبـ الـ إليقـــاع األســـلحة أشد الموهـــوم! من العلم أو المنحـــوت،

أصحاب فيعدد والعلم، الدين بين لها هوادة ال التي المحاربة الحجــاب، وحكم الــرق، الــدين: قــانون على الموهوم العلم

يجـــاوز ال مما إليها وما اللحيـــة، وحلق التماثيـــل، وشـــريعةــابع.. من ــيئات األصـ ــدين، سـ ــتزمتون يأخذ كما الـ من المـ

وبخارية األرض، بكروية العلم: القــول على الــدين أصــحاب هـــذا انتحى وما نفســـها، حـــول األرض ودوران المطـــر،

35

Page 36: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

يفضح ال كي ظالم، إلى يحتـــاج ســـالح هـــذا لكن المنحى،البهيم. الليل النهار موكب طرد إذا به، المتسلحون

ــرق إن ــدوده ال ــريعة في المجعولة بح ــ الش بها وأقصد ـــ اإلســالم فمن للعلم، ســائغة لقمة إال يكــون ال ـ

ـــ أخــذه إلى الــدين يضــطر الــتي وحاالته الــرق، منبع الحظ ـــ اآلخــرين الــدول من االسراء الدول أخذ كحاالت هي الذي

األحكـــام في الـــدول وأســـير الـــدين أســـير بين قاسى ثمــررة، ــدى إلى نظر ثم المق ــترام م ــاء اح ــدة األرق رقهم وم أســباب أفضل من المزعــوم الســالح وجد عتقهم، وأســباب

تقوله ما هنا القصد أن المعلوم ومن والعبيد، للسادة الرفاهــابعوه النبي به وعمل الشريعة، عن نجم ما ال بإحســان، وت

الشرعيين. غير واإلمارة الخالفة متقمصي من زمرة أفعال والفحشــاء، العهر عن صــيانة إال ليس والحجــاب وحفظــا

ــاب ــ ــراض، عن ووقاية لألنس ــ ــاء توزيع ثم األم ــ على النســال الرج ــا ــادال، توزيع ــرفين، أحد يظلم ال ع الحظ ومن الط بين وقــارن والنكــاح، والعزوبة والطالق، الشــقاق ســجالت

ذكرنــاه، ما صــدق مــدى لرأى سافرة وأمة المتحجبة، األمة المتزمت، إليه يضيف ما ال الشرعية بحدوده الحجاب ان ثم به يتســـــــلح أن ينبغي التعمق عند الخليع عنه ينقص ما وال

الدين. على العلم يأخذه أن ال معا، والدين العلمــذه ليسا اللحية وحلق والتماثيل ــة، من المثابة بهـ المدنيـ

ــدهما ال كما ــد، تمــام العلم يؤي ــالعكس األمر بل التأيي فانه ب يتلقى إنما أدرك فـــالعلم وإال الـــترف، رجـــال من تأييـــدا

ــون العلم رجال كله: إن ذلك إلى أضف مضاره، فمن يختلف ال الخالف ومســـائل لهـــا، ومخـــالف الـــدين لنظرية موافق تكون أن تصلح هذا مع أحد ماشى ولو اآلخرين، على سالحا وفرضه المزيف العلم مندوحة في فالــدين فيه، مرية ال حقا

ــألة في االختالف إذ ــائل أو مس ــداقة مع مس في التامة الص يوجب ال الساحقة، الموضوعات غالب جوهريا. اختالفا

إال فليس العلم على ـــ المزعــوم ـــ الــدين يأخــذه ما وأماــرص وليد ــ التخ ـ ــا ــ غالب ــير أثبت فقد ـ ــاء من واحد غ علم

ــالم ــرين اإلس ــدين ان المعاص ــفاته في العلم يؤيد ال مكتشوالدقة. التحقيق على المبنية

36

Page 37: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

البرهــان إقامة نريد ال المــوجزة الكلمة هــذه في ونحن أو ضــخم مجلد إلى يحتــاج ذلك فــان التــام، التوافق على

عــالم في ينتفع إنما العلم أن إثبــات المــرمى بل مجلــدات، على يحافظ الــذي الوحيد الشيء والدين فحسب، الماديات من غنى وال الدين، من العلم عن غنى فال الروحية، الفضيلةــدين ــ ــذا وإن العلم عن ال ــ ــوى ه ــ ــذي المه ــ ــدث ال ــ بين ح

بــالعلم، يهــزأ الــدين فال الجهل، منسوجات من الموضوعينالدين. من ينفر العلم وال

منهج تقــرر أن الفضــيلة تحب الــتي الحكومات على إذنــدين ــاهج في الـ ــير كي العلم، منـ ــاح البشر يطـ العلم بجنـ

واحد. وقت في والدين، والمدنية والفضيلة، الدين.. إلى يدعو العلم.. والعلم إلى يدعو وأخيرا: الدين

إال ـ الدين يناقض علم وليس ــاقض دين وال ـ جهال ــ العلم ين ـخياال. إال

37

Page 38: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الحربــفي ــان، على أس ــيرته، أقل ما اإلنس ــيق بص ــه، وأض قلب

عقله!! وأمال حرصه، وأوسع يصـــرفها؟! وعلى كيف العظيمـــة، مواهبه على أســـفي

ــة، ثقافته ــا؟! وعلى كيف الجمـ ــار، علومه يحرقهـ أنى الكثـيقبرها؟! أين الموفورة، مخترعاته يدفنها؟! وعلى

أسفي جاهال، عليه: عالما أعشــى، وبصيرا ــا فقــيرا، وغني عاجزا!! وقديرا

وأضـــيقه، وأوســـعه وأرحمـــه، اإلنســـان قلب أقسى ما لحم من المؤلفة الكتلة هــذه من الأعجب وأوضــعه، وأرفعه

يحلق وعظم، ودم ينــاطح أنه تخــال حــتى الفضــاء في حينــا أو الزاهر الكوكب الــراؤون يــراه حين بعد ثم آخــرا، ســديما

ــفاف أسف وقد ــتى المهيض الطــائر اس ــاد ال ح ــرك يك يتح يــرقى العلم يــزل لم بالطيران، فكيف حــتى مدهشــا، رقيــاــاط ــماء األرض خ ــتراب بالس ــاء، وال ــركب وأخذ بالم متن ي

ــاكب يــركب كما الهــواء، ــاطن في نفذ الغــبراء، من ــذرة ب ال المؤسف لكن ضــوئية، سنة مليون قطرها مجرة عن ومرق

انقلب علمه أن الــدمار مــوكب يســاير فأخذ عليــه، وبــاال فــان واســعات، خطــوات أمامه ذهب بل الحضــارة، مــوكب

منذ العين على عصت جــراثيم وكشف المستشــفيات، بــنى صــنع بــالمعجز… يلحق يكــاد بما القلب وعالج سحيق، زمن

قــال كما ـــ وزنها الــتي الصاروخية والقنبلة الطائرة، القنبلةــ تشرشل ــدوع، عالج أراد وبينا طن، مائة ــ دمر مصـ ــدنا مـــاء اكتشف وبينما وأناســا، ــوم لراحة الكهرب ــوم، بعض أو ي ي

األليم.. العــذاب من فــرن في والمصابين المجروحين ألقى بمســاقط جاهل بالــذرة، عــالم شــبرا!، يفتق ثم فترا، يرتق استعمالها من أكثر الضر في يستعملها واآللة وضرها، نفعها

ــع، في ــير النفـ ــافع بصـ ــاز، والفحم النفط بمنـ أعشى والغـ والهنــاء، الراحة جلب بــدل فيســتعملها اســتعمالها، بمــوارد بالتقــدم، إليه يشير يزل لم الذي بالعلم غني والفناء، للدمار

يسقط انه واآللم الحتف، مواقع إلى ترشده ذكانة إلى فقير

38

Page 39: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

كشف في عجيب قــدير البــئر، في األعمى ســقوط تلك في عن عــاجز والــبرتون، والــرادار، الســينية، األشعة عن اللثام

واألنانية، الحسد أو الغضب، من تيار تجاه أعصابه يحفظ أنوالسلطة. الظهور حب أو

اإلنســان ســيئات من ســيئة كل عن اإلغمــاض فرض ولو حروبه عن لإلغمــاض يكن لم طرقهــا، وتشــعب كثرتها على

قصـــيرة كلمة الحـــرب مجـــال، أضـــخم حملت لكنها جـــدا هــذه لفــؤاد تعــرف لم الرحمة أشعة كأن وأقساها، المعاني وجـدت قسـوتها من بالرغم اللغة وهذه مسرب، أي اللفظة

الــتي الجنة لفظة كأنها مســرح، أرحب الــدول قــاموس في واحد صف في وصغارها الدول كبار أن فترى المتقون، وعد

في إفراغها ثم المشــوهة، الصــورة هــذه مــادة إثــارة تجــاه هذه تغضب كلمة أو تجارة، أو منافسة، بمجرد الوجود قالب

تلك. تروق ال أو ســـــنة، مائة وبريطانية فرنسا بين الحـــــرب طـــــالت وطــوت ســنوات، خمس األولى الكونية الحرب واستغرقت

ــمل خرابها، يعم وكل سنين سبع الثانية الكونية الحرب ويش وبعد ويــابس، رطب كل ويــدمر والعباد، البالد ويهلك ضرها،

كل تتخذ الثانيـــة، الكونية الحـــرب تـــراب األرض نفضت ما أخرى، لحرب أهبتها دولة مــواد المعامل تصــنع أن عن فبدال

لصــنع مســتعمرة أفرانها تــرى والمســكن، واللباس، الغذاءوالمدافع!! والقنابل الدبابات

واحـــدة، عائلة كلنا ألســـنا جـــدا، اإلنســـان أمر عجيب ومتن والحيوانــات، والنباتــات والمعادن واحدة، دار واألرض

ــدون العائلة هذه خدمة في كلها الماء وظهر الهواء أو بخل ب وكيفية الثروات هذه من االنتاج كيفية عرفنا لو ألسنا تقتير؟ــراد بين التوزيع ــ ــاء، بالعدالة األفـ ــ ــزواج وكيفية واإلخـ ــ الـ

ولــدى والولــد، بالمــال معمــورة دولة كل ألصبح واالستيالد،المزيد؟! الله

غــذاء لجعل تكفي بما البشر هــذا طاقة قدروا العلماء إن الــذين اإلنســان من مليــون وخمســمائة مليــون األلفين هذا

39

Page 40: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــون يعيشـ ــذا في فعال ــوكب هـ ــ(19)األرضي الكـ ــرق ــ بطـ ـ التحسين مليون. ألف عشر لخمسة يكفي قدرا

سـتة إلى األفراد من الكمية هذه تصيير إمكان قدروا كما ال )آفــاق يقوله كما ـــ قصيرة مدة في ذلك كل مليون، آالف

تحد( ـ. تبــديل والسـفاهة الحمق من يكــون وذاك هــذا بعد أليس األلفين تجعل شـــــريرة بطاقة الخـــــيرة، الطاقة هـــــذه

والخمسمائة أكــبر بــرقم أو النســبة نحــوه؟! وبهــذه أو ألفــاالعيش؟! مرافه اهباطــترس وحش من إنسان! تتعجب يا أغربك ما فريســته يفــده يمد ال من القساوة إلى وتنسب بطنه، لشبع فقــير إلى يــه، أوقعه ــ ــنع ثم بؤس ــ ــدمر طن، مائة زنتها قنبلة تص ــ كل ت والطفل والــبريء، المجــرم وفيهم أحــد، بكل وتفتك شيء،

والمخــترع العبقــري، والعــالم الكبــير، والشــيخ الصــغير عمر أول من الحيوان افترسه من جميع جمعنا ولو المقتدر،

حــرب، دمرته ما معشار عشر بلغ لما الحال هذا إلى األرضالموهومة. السلطة ابتغاء شرذمة أنانية وأهلكته

لكن منها، البد مما الفضيلة سبيل في أدبي بإطار الحرب للــوحش ظلم الــوحش إلى نســبتها القاســية الحــروب هذه

وبحر وســماء أرض من شــيء كل العاتي اإلنسان حقا! أيها الذي الحرب، عن الكف ويسألك الضراعة يد إليك يمد وماء لها ترى ال بدورك نفسك أنت عقليا. مبررا

وأزهـــاري وأطيـــاري، أشـــجاري الـــروض: ارحم يقـــولــواري، ــاري، وجــداولي وأن ومنظــري وظلي، وعشــبي وأنهومخبري..

ومعـــادني وأســـماكي، نبـــاتي البحـــر: ارحم ويقـــولومرجاني.. ودري وأصدافي، المعبــدة، ومنــاكبي الجميلــة، مدني األرض: ارحم وتقوليعمرني.. بمن وانسي اللطيف، ومناخي

مني: استثمرته وما عهدي، سابق الحيوان: ارحم ويقول صــادحي وكلــبي، قطي ويحمــوري، غــزالي وبقــري، شــائي

عام مليارات، ستة بلغت البشر نفوس بأن األخيرة االحصاءات صرحت وقد)?(19م.2000

40

Page 41: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

وباغمي.. وهنـــدامي اللطيـــف، قـــوامي اإلنســـان: ارحم ويقـــول وولــدي ومكتشــفي، ومخــترعي وفهمي، وعلمي الظريــف، من إليك أســـديته ما وتـــذكر الصـــريع، وشـــيخي الرضـــيع،

ــاب، من عنك طردته وما الرفاه، يقابل أن النصف أمن األتعوأنانية؟ بقساوة الضراعات هذه كل اإلنسان

ونصــرانية ويهودية مجوســية السماوية: من الشريعة إنــأبى كلها اإلنسانية والشريعة القانونية، والشريعة وإسالم، ت

تنادي وكلها الوحشية، الحروب هذه نداءا الــدمار ضد واحدا ارحم اإلنســان تقول: أيها كلها المزعوم، سبيل في والهالك تستعين التي وبحواسك تزهقها، أن جنبيك بين التي بنفسك

تشــوهه، أن البهيج وبمنظرك بها، تذهب أن حوائجك في بها والشــنار، العــار بسمة تسمها ال أن حياتك وتاريخ وبسمعتك وبمصانعك تدمرها، أن األنيقة وبمدنك والوحشية، والهمجية يبابا، تجعلها أن النضرة وبرياضك خرابا، تجعلها أن الضخمة كنت إن ـ وبالجملة في إنســان أنت كما ضــميرك في إنسانا دفء على المــوت ورهبة العــدم، بــرد تفضل فال ـــ صــورتكالحياة. والفة الوجود، وأمريكـــا.. روســـيا الضـــراعات هـــذه تســـمع هل ولكنوغيرها؟! وإيطاليا.. وغيرها وإنكلترا.. وألمانيا وفرنسا

41

Page 42: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الناس رضا الشــخص يتطلب أن الســفاهة ومن يملك، ال الناس رضا

ــاين وكل خلقوا الناس إن مرضاتهم، ــة، في اآلخر يب الطريق يقبحــه، اآلخر بينما شــيئا، يحسن فهــذا الفكرة، في ويضاده فيكون غيره، عليه يفضل الثاني ان حين أمرا، يفضل ورجل لقفها فــإذا لــذاك، هــذا يطرحها الــتي كــالكرة رضاهم مرتادــده، في تلبث ال اآلخر ــتى يـ ــر، نحو يرميها حـ ــذا اآلخـ وهكـ

ــذا ــك.. وبهـ ــاس رضا خسر قد دواليـ دفعة نفسه ورضا النـ وســيئة، وحسنة وشر، خير من اإلنسان عمل ومهما واحدة،

عملــه، عليه ويزدري بلسانه، يناله الناس بعض فإن وقــديماالناس: ألسنة من أحد يسلم قيل: ال

ــان ــال، في اقتصد ف ــل، الم ــل: بخي ــاد، وان قي ــل: ج قي أحجم وان قيل: متهــور، المخاوف، على أقدم وان مسرف،

قيل: ترفع، وان قيل: مبتذل، تواضع، وان قيل: جبان، عنها، قيــل: به أكثر، وان عي، قيل: به الكالم من قلل وان متكبر، قيل: يبحث افتقر، وان بأنفه، قيل: يشمخ غنى، وان ثرثرة،

ــه، حتفه عن ــالي رام وان بظلفـ ــور، معـ ــل: يحب األمـ قيـ قيل: ظرف، وان الهمة، قيل: دنيء يرمها، لم وان الظهور، قيــل: باالصــالح، قــام وان قيل: متجهم، سكت، وان مهذار،

بــالتكليف، يقــوم قيــل: ال يقم، لم وان العظمــة، جنــون فيه إذا انه حتى قيل: كسول، جهل وان قيل: مرائي، تعلم، وان على القــرآن هــذا انــزل قيل: لــوال الحكيم، الذكر عليه نزلعظيم؟! القريتين من رجل

البنه لقمــان ضرب وقد مثال وكــان ـــ يحكى فيما ـــ رائعــا حينذاك فقــال مزرعتــه، إلى حمــاره يســوق ولده مع سائرا

فقــال الناس، لسان من يسلم ال الشخص ان بني، البنه: أيبتجربة: آتيك لقمان: اآلن قال أبه؟ يا ذاك الولد: وكيف له

ســارا فما يردفــه، بــأن ولــده وأمر حمــاره هو ركب ثم هو يــركب انه الشــيخ، هذا أقسى الناس: ما قال حتى شيئا، وولده بهما. له طاقة ال ضعيفا، حمارا

أن وما الحمــار، على من ولده وأنزل راكبا، لقمان فبقي

42

Page 43: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

وذاك راكبا، هذا ـ سارا نظــروا ولما بمأل، مــرا حــتى ـــ راجال وولــده الحمار، يركب إنه الشيخ، هذا أظلم قالوا: ما إليهما، يسير وإنه كبده، فلذة ألنه بالركوب، أحق الولد أن مع راجال

الكبير! يتحمل ما يقوى الــده، وأركب هو، األمر: فنزل لقمان فعكس ســارا فما ول

يــؤدب ال الشيخ، هذا أحمق فقالوا: ما بقوم، مرا حتى شيئا، الركــوب، على يجرئه انه كبــيرا، به ينتفع حــتى صغيرا، ولده

راجال! الوالد، الضعيف الشيخ هذا ويبقىــأنزل ــان ف ــده لقم ــار، عن ول راجال، كالهما وســارا الحم

أســفه قالوا: ما حتى بجماعة مرا أن فما قدامهما، والحمار ويتعب هــو، فيمشي للركــوب، خلق الحمــار إن الشــيخ، هذا

راكب. ال الحمار ويجعل ولده، جميع في والناس المطلب، تصوير في لقمان أصاب حقا يصــيخ الغافل والغر بعضــا، بعضــهم يشــابه واألمكنة األزمنة

المثلى، الطريقة يختــــار من العاقل والنبيه مقــــالهم، إلىــوي ال عليه، فيسير المستقيم، والصراط مما شــيء على يل

أعمل كنت فقد بنفســي، األمر هــذا جــربت ولقد فيــه، يقال ــاركون جمع فيأتيني صوابا، أراه عمال ويطــرون صــفقتي، يب

ــاك صــنيعي، لي ويشكرون مخلصا، ويمدحوني فكرتي، وهن في بعضــهم إلي يــأتي أو بكالمهم، إلي يــؤتى آخــرون أقوام يقول، ما يعتقد مخلص بين ـ أعلم فيما ـ وهم ناصح، لسان

بتركه. وينصحوني عملي، فيذمون غرضه، حركه ومغرض ويبــاين رأيهم، يخالف من كل الناس: أن بعض يزعم وقد

ــلكهم ــ ــرض فهو مس ــ ــبيث، مغ ــ ما على ليس األمر لكن خ أن إال حاســدون، أعــداء النــاس في كــان وان فانه زعمــوا، المــدارك، بــاختالف االختالف، وإنما كــذلك، ليســوا جميعهم

ــار أحــدهم أن فكما ــة، يخت ــف، واآلخر المدين وبعضــهم الري فعال، أحــدهم يصــطفي كذلك للخريف، وبعض للربيع، يهش

وعلى نـــده، واآلخر عمال، شـــخص ويجتـــبي ضـــده، واآلخر خطأ غـــيره رآه وإن صـــوابا، يـــراه ما يســـلك أن اإلنســـان فقد غـــيره، يرتضـــيه خطأ إلى صـــوابه تـــرك ولو وعـــذابا،واحد. وقت في والرضا الصواب

43

Page 44: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

األخالق سوءــاس من ــتخفه من الن ــب، يس ــب، ويستنهضه الغض النص

ــتراه عادته، عن والعطش والجوع حاله، عن الكد ويخرجه ف باســرا، اللـون وكاسف كاشــرا، الوجه عابس ـ األغلب في ـ

ــه، وجه في فيتهجم ــده، وينهر زوج ــديقه، ويجبه ول ويهر صالشاعر: قال كما فيكون وديده، وجه في

فأقبل كــأني مغتاظاواتر

الوجه باسر كالح ذو لهقاطبه كلح مــرض به ألم وإن وبســر، عبس ســيئة أصــابته فــان

ســائل منه ســأل وإن وشــتم، سب منه نيل وإن واكفهــر، منه طالب طلب وإن زبره، يكلم، لم جــاع وإن نهــره، شــيئا

ــيح يفهم، لم غضب وإن ــياح يصـ ــانين، صـ لغم ويلغم المجـ نصــب، في منه وأهله تعب، في منه فصديقه هاج، إذا البعير

اقتعد ولو صار أو رفيعا، مقعدا رئيسا بالله فالعيــاذ ـــ مطاعا ولو بتجبــه، مرؤوســيه ويطــرد ببسارة، مراجعيه يلقى ـ منهملوما. يكن لم المجاهل، بعض إلى فار منه فر

ــالعكس المــتين، والحصــيف الــرزين، الحليم هــذا من وب وأصــدقاؤه بشــرا، منه يلقــون فأهله الضــحوك، والبشــوش

ويهتز للسؤال، يتهلل ظرافة، ــالنزال، فرحا الــرائي ويــرى ب والطالب وبشاشة، دماثة فيه منه فنفسه وهشاشة، إشراقا صــديقه، يكــثر واحة، في كأنهم كنفه في والناس راحة، في

مجانبه. ويضأل جانبه، ويتسع عدوه، ويقلــبرنا ولو ــوار س ــاس أغ ــدناهم الن ــنين: إما أحد لوج أن اث يفكــروا أن وعليهم قليلــون وهم طبعــا، األخالق سيء يكون

وجشــوبة الــويالت، من هــذا، أخالقهم عليهم يجلب ما في وسكون، حركة كل في والتهلل البشاشة يلتزموا ثم الحياة،ــدة، وقومة ــا، التخلق يكــون حــتى وذهــاب، وجيئة وقع خلق

إذا كالصــفحة، النفس فــان ملكــة، والفضيلة طبعا، والتطبعــوس فيها نقشت ــاوير، عكـ ــعب وتصـ ــا، صـ لو لكنها زوالهـ

ــولجت ــوالت، بأدوية عـ فيها ينقش أن وأمكن ازيلت، ومحلـ الخلق سـوء كـان وربما األول، غـير بلـون ويلون آخر، نقش

يعالجه أن فـــالالزم عصـــب، ضـــعف أو مـــرض، جـــراء من

44

Page 45: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

األطباء. ويراجع المرضى، معالجة ادعــاءا، وادعــاه انتحاال، الخلق سوء انتحل يكون أن وإما

عرسه، ويسب ذلك، بخالف نفسه أن مع وجهه، يقطب فهو ويــرفس يرضــى، ال وخلــده ويضــرب يخالفه، ضميره أن مع

وجـــاه، مقـــام صـــاحب كـــان لو أنه فليعلم ينهى، وفـــؤادهــة، ومنصب ــ ــوء ومرتب ــ ــعه، بل يرفعه ال الخلق فس ــ وال يض يزيــده وال يخفضه، بل يسميه وجاهــا، رتبة وال وشــرفا، عــزا ــيرا وتزحزحه منصــته، عن إنزاله خلقه ســوء يــوجب ما وكث

مراجعــــوه، يمله حــــتى مقطبا يفتأ ال فانه كرســــيه، عنــه، في فيســعون ــيره، مجلسه يجلس كي قلع يهش ممن غ

ــرق، ويتهلل ويبش، ــثر الكالم، ويطيب ويش ــترام.. ويك االح العيش من له البد أنه فليعلم النـاس، أوسـاط من كـان وإن وحــبيب وعشــير، وصــديق وولــد، زوج نوعــه: من بــني بين

منه هــؤالء رأى وكلما ومشــتر، وبائع وخليل، وبســرا، كالحــاــتري وال بائع، منه فاليبيع حوله، من وانفضوا عنه تفرقوا يش

أهله ويســتثقله وديــده، منه ويــبرم خليله، ويمله مشتر، منه يصـبح حـتى وولده، ولدته كيــوم ظلـه، حـتى منه يفر فريـدا

ــاس، أحبه األمثل، الخلق واختار المقول، أطاب ولو أمه، الن ويكــثر نجمــه، فيتــألق وصــغيرهم، كبيرهم وبعيدهم، قريبهمــه.. وإن ويقتبل باله، ويستريح أوداؤه، أداني من كــان أحوال

األصـــل، وجهالة المحتـــد، ســـفل إلى يجمع فال الطبقـــات،ــول ــذكر، وخمـ ــوء الـ ــذاءة األخالق، وسـ ــان وبـ وقبح اللسـاألدب. وسيئ الغضب،ــرد رقي أن وكما ــه، الف وضــده، الخلق بحسن وانحطاط

أخالقها، تحسن أمه فكل بهما، وانحطاطها األمة رقي كذلك بها ويزدهر األمم، بها تفتخر راقيـة، تكـون أعراقهـا، وتطيب:(20)شوقي يقول التاريخ،

ما األخالق األمم وإنمابقيت

ذهبت هم وإنذهبــــــوا أخالقهم، إال يذكرون ال منحطة، أمة فهي أخالقها، تسيء أمة، وكل

بحقارة. إال التاريخ واليذكرهم بسب،

عصــره شــعراء م( بايعه1932-1868) مصــري شاعر)?(20 في للشــعراء أمــيراآثاره: الشوقيات. من (،1927) القاهرة

45

Page 46: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

األنانية المــدارك، ضــعيف العقــل، قاصر إال األنــاني الرجل ليس

المنة، قليل الهواجس، كثير اإلنسانية، عن بعيدا عند وضــيعا النــاس، الرجل يغــتر فال النفس، ضــئيل األعين، في صــغيرا العلم إذ الحجى، خفيف العلم، وطيف كـــان إذا إال بعلمـــه،

ــع، بحر ــدرك ال واس ــوره، ي ــبر وال غ ــره، يس ــاط وال قع يح من الشــخص أوتي ومهما وعرضــه، طوله يعلم وال بجانبيــه،

جميع إلى بالقيـــاس فانه الجمـــة، والمعرفة الغزيـــر، العلمــوم، ــبة من أقل العل ــرة نس ــر، إلى القط ــون البح مثل فيك ثم غرفــة، االقيــانوس من اغــترف من كمثل بعلمه المغرور

ــده بما شــمخ ــاء، من عن ــتر الم ــه، والمغ يعلم ال إما بمعلومــدود ــدرك ال وإما العلم، بح ــه، ضــآلة ي ــرين وكال معلوم األم جهل…

العقل، زهيد المشاعر، ضعيف كان من إال بماله، يغتر وال بحسبه المرء رفعة وإنما بالمال، يرتفع ال الشخص مقدار إذ

الــذين األغبيــاء المــال يحــترم وإنما وذهبــه، بفضته ال وأدبه،ــاريخ أن ذلــك، على ويدل مأرب، المثرين في لهم يحفظ الت

ــاء: من ــوك العظم ــاء المل ــأنف ونحــوهم، والعلم أن من ويباألغنياء. صفحاته من صفحة يخص الــدهور، لتقلب المحجــوب غــير الني إال بجماله، يعتز وال

االعتـــدال من أوتي مهما الجميل فـــان األحـــوال، واختالف جماله، سلطان يتقوض حتى يلبث ال الهندام، وإناقة القوام،

ــذهب ــه، رونقه ويـ الجميل أنقلب وربما العمر إدراج وبهجتـالوجه. كريه الصورة، قبيح المنظر، بشع يؤت من إال ببالغته، يبالي ال يــرزق ولم النهيــة، من حظــا

ــغ، فصــيح من أكثر ما يرى أما اللب، من قسطا وخطيب بليــدر له يعرف ال مجيد، وشاعر مفوه، ــع، في ق وليس المجتم

يتكلم أن يعرف ال من بينما الحياة، من حظ له ــرا، عيا وحص يجد ال وهو وذكــر، بالبنــان إليه أشــير أو أومر، أو استوزر قد

وقومه؟.. زوجه حتى واليحترمه يومه، قوت حتى بالتــاريخ، إلمــام أقل له كــان من ومنصبه، بجاهه يغتر وال

46

Page 47: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــان الحجى، بعض أو ــاه ف ــزول الج البصر لمح من بأســرع ي العبر ترينا وقد الطرف، وارتداد فأصبحوا سادة، كانوا أناسا

بـأم نظرنا ولقد عبيـدا، فأمسـوا أمـراء، أضـحوا أو مسـودا،ــك، إلى أعيننا ــان ملـ ــاع كـ ــد، الله دون يطـ له ويركع ويعبـ

ــه، حــان فلما ويســجد، ــه، وأتى حين ــالنزول أجــبر وقت عن ب نازحة جزيرة إلى وطنه عن وبعد به، ولده واستبدال عرشه

ــران، عن ــرض نصب رهين العم ــان.! وإلى وفقر وم وحرم والـــود واإلخالص، الطاعة له يظهـــرون النـــاس كـــان ملك

ويهتفون لسيده، العبد استقبال جاء إذا يستقبلونه والمحبة، وهــاج دوره، جــاء أن فلما بوحيــدها، الوالــدة هتــاف باســمه

قتلــة!. وإلى شر وقتلــوه داره، عقر في عليه هجمــوا ثوره،ــحابه، به أودى ملك ــبرأ أص ــه، أخالؤه منه وت في وهو وأحبابفيطاع. يأمر مطاع، بينهم غدة

واألهل واألقــوام، واألقربـاء والجـيران، بـالخالن يغـتر وال فلربما المدارك، قليل كان من إال والصفد، والعطاء والولد، وبــاال، والعطــاء حســادا، واألقربــاء أعــداءا، األخالء تغــير

األهل مع والعيش ... محاال الظمــآن يحســبه بقيعة كســراب فهي الصــحة أما

األيــام تــذهب فال دأماءا، الهواء باصرته عند ويتألأل ،(21)ماء تنقلب حتى مضنيا، مرضا مرديا. وسقما

والكمال واألخالق، بالفضيلة فليغتر يغتر، أن أحد أراد ولوــات واآلداب، ــنة، والملكـ ــال الحسـ ــنة، والخصـ المستحسـ

واإلخالص والعفـــو، والســـخاء والعمـــل، بـــالعلم وليبـــاهيــدق، ــاء والص ــاء، والوف ــر… وحسن واألمانة والحي أما البش

ألنه بهم االعتنــاء عــدم أو حــاكم، ألنه النــاس احــترام عــدم المباهــات أو أصــيل، محتد ذو ألنه بالنسب االفتخار أو عالم،

ــان ــيح ألنه باللس ــغ، فص ــال من إال فليس بلي ــوكى، أعم النالمساجين. وأحالم المجانين وأفكار الحمقى، وأطوار

ال ومن بالشر، يتعزى وأن البد الخير، على يقدر ال من إن يكـــاثر ال ومن بالرذيلـــة، يعـــتز وأن البد الفضـــيلة، يعـــرف

األنــانيين حــال وكذلك بالسيئات، يباهي وأن البد بالحسنات، أن المقــادير قــدرت وقد المحــدودين، والبلهــاء المغرورين،

.39النور: سورة)?(21

47

Page 48: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

حقــيرا، إال النــاس عين في يكــون فال المغــتر، طلبة تعكســهم وفي ــخيفا، إال أنفس ــالس وفي س ــا، إال المج وعن مهان

ــاس ــا، إال الن ــبرم مبان ــديق، به يت ــتثقله الص ــق، ويس الرفيالغريب. عنه ويتباعد القريب، ويتجانبه

يكــون وما بــاألمس كان وما نفسه، في األناني افتكر ولو عن ألقلع والشرور، الويالت من األنانية عليه تجلب وما غدا،

تســـتقذرها نطفة كـــان فقد كبريائـــه، عن وأقصر غلوائـــه،السباع. حتى منها تتنفر جيفة وسيكون الطباع،

كـــــــــــبره على وهوونخوته

(22) العـــــــــــــــذرة

والهمــوم، اآلالم نفسه إلى يجلب وكبريائــه، بنخوته وهو ويــترقب تقــديره، أحد كل من ينتظر ألنه والغموم واألحزان

ويفرون إذالال، إال لمثله يأبون والناس احترامه، بشر كل من بال ويصــبح أوداؤه، ويقل أعــداؤه، فيكثر وأمياال، فراسخ منه

هــؤالء، بمثل األمر آل وربما قــريب، نجي وال حــبيب، صديق ذل عيش يعيشوا أو القفار، وحش انعزال الناس ينعزلوا أن

وصغار.ــذي االريحي هؤالء من وبالعكس موضــعها، نفسه يضع ال

ــنزل بل مقــدارها، لشخصــيته ويعــرف عن الطــائر نــزول ي لنفسه يــرى فال مقامــه، على يتكــبر وال ســواه، على فضــال

وجاهه قليال، أعطي وما ضئيال، علم ما فيرى وعاه، بما غيره أحد لكل ويقــوم األنــام، يكــرم وبهــذا وطيفــا، وعزه طفيفا، ويتعــاظم النــاس، عين في بــذلك فيكــبر االحــترام، بــواجب

لثقله المــاء، في يغوص الذي كالدر فهو جده، ويعتلي قدره،ــافته، ــاءة بينما وحص ــوم الهب ــواء، في تع ــدم لخفتها اله وع

متانتها.ــذا ــرى ول ــان كلما أنه ن ــدرا، أعظم الشــخص ك وأعلى ق

عند يكــون وبهــذا أكــثر، وتواضــعه أقــل، أنانيته تكــون شأنا، واطمينان، راحة في وهو أشرف، األبصار وفي أرفع، الناســان، وواحة ــنزل األنانية إن بل وجن ــ صــاحبها ت ـ ــا ــ دوم في ـ وتلفحه الطوائح، به فتطيح مقفرة، وصحارى مردية، مهالك

اللوافح.

.92الفؤاد: مسكن راجع)?(22

48

Page 49: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الذات تزكية نحو بــأي ترفيعها وإرادة النفس، حب على اإلنســان جبل

ال؟ أم رفيعة الحقيقة في أكان كان،ــترفيع، أقسام ويختلف ــالعلوم نفسه يرفع من فمنهم ال ب من ومنهم واالخــتراع، واالكتشاف والعمل، والجد والصنائع،

المرمـــوق، والمقـــام والكبريـــاء، الجـــاه باكتســـاب يرفعها فــتراه والــثروة، بالمادة يرفعها من ومنهم العالية، والمرتبة

الـــدراهم من وافـــرة كمية على يحصل كي نهـــار ليل يجهدــبيض ــدنانير ال ــر، وال ــدائق، والقصــور الحم ــاجر والح والمت

أو لــذاتها، األمــور هــذه ســبيل في يجتهد من وقل والمنازه، واالعتالء والسمو، الرفعة يريد أن دون خالصا، مجتمعه لنفع

لــدى مكروه أجله من والعمل القصد هذا ونفس والسموق، يلبث ال أنه نــرى ولــذا الحصــيفة، واألحالم الرفيعة، النفوس

فيقولون: العلو، يريد من ويذمون المخلص، يمدحون الناســان، في النيابة كرسي ليجلب أو يسود، ألن يعمل فالن برلم

على يعتلي أو األمــير، محل يجلس أو الوزير، مقعد يقتعد أوبالبنان. إليه يشار أو األقران،

ــاك ــرا وهنـ ــوأ آخر أمـ ــذات، تزكية وهو ذاك، من أسـ الـ الشخصية، الحسنات في والتكلم النفس، بمحامد والتشدق

ــواء ــان سـ ــول فيما أكـ يقـ ــادقا ــا، أم صـ ــذهب فانه كاذبـ يـــدة، ــروف، ويضــؤل بالمحم ــان إن العمل من ويقلل المع ك

ــامال، ــترى ع ــان إليك أحسن من أن ف لو عظم، مهما باحس ينقص مجلس، في به افتخر أو منتــــدى، في بــــذلك نطق

اخــترع ومن النكــد، والطفيف الرتح، النزر تراه حتى كرمه، واختراعـــه، وفهمه وذكـــاءه، نفسه مـــدح لو بهـــا، ينتفع آلة

القلــوب، في الســامية مكانته عن وهوى العيون، من سقطحقيرا. إال ومكتشفه بكيا، إال عمله يرى فال

ــيره بالذم، مدحه الناس فيعوض األمر، انعكس وربما وخــل، وعظيمه بالشــر، ــيره بالقلي ــد، وكث يخسر وبــذلك بالزهي

على فطــروا النــاس فان جاهه، أو عمله وقيمة نفسه، قيمة عن هــذا ســكت ولو بأنفــه، ويشــمخ نفسه، يرفع من كراهة

49

Page 50: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

المؤنــة، يكفيه من النــاس في لكان هذره، عن وألجم لغوه،ــاء، ويطربه ــأريج ويرشــفه بالثن ــد، ب ــدح فمن الحم نفسه ماآلخر. مدحه سكت ومن غيره، عنه سكتــاك إن ثم هن ــؤاال ــادح عن س ــه، الم ــكل نفس اإلجابة يش

ــه، ــه، ســيق بخــير نفسه يمــدح لو أنه وهو علي ال فلمــاذا إلي يذمه ال فلمــاذا بصدق، ذاته أطرى وإن فيه؟ وقع لشر يذمها

ــذب؟ ــة، قرظه وألن بك ــاذا بأمان ــة؟ يعيبه ال فلم وألن بخيان بعصيان؟ يثلبه ال فلم بطاعة، زكاه

النفــوس، كــوامن إثــارة تــوجب النفس تزكية كــان وربما حبل ومناوئوه هو فيتجاذب قيمة، له يرى ال أو يحسده ممن

وفضــائله ومناقبــه، محاســنه هو فيــذكر والتخفيض، الترفيع ومــآثره.. ويــذكر ومســاعيه ومفــاخره، ومكارمه وفواضله،ــداد ــ ــانيه، مثالبه األن ــ ــاويه، ومناقصه ومش ــ ومقابحه ومسومخازيه.

ــكت كما نفسه خير عن يسكت بالرجل: أن فاألفضل يس بمحمـدة، نطق أو فضيلة ذكر دون ويجد، ويعمل شرها، عن

نفسه حمــده يكــون ما فكثــيرا تقريظه ويجلب عليــه، وبــاال إياها، به. له قبل ال مقرعا، ذما

االجتمـــاع من اعتـــادوه ما الجاهليـــة: هو به توصم ومماــالي وذكر ــار المع ــاب واالفتخ ــاب، باألحس أرانا وقد واألنس

ــانت فقد يرومون ما لهم يسلم كان ما التاريخ: أنه القبيلة ك وتعــيرهم، وتقــرعهم عليهم، وتطعن فيهم، تقــدح األخــرى،ــاترة، الســباب إلى األمر آل وربما بالقبائح، وتطيخهم والمهوالمدابرة. والبغضاء

واالزدراء، االحتقار ورائه من قصد إن ذاته، يطري من إن العظمة رام وإن الهــــدف، وأصــــاب وأجــــاد، أحسن فقد

ــواء ضل فقد واالعتالء، ــبيل، س ــاه الس ــير من وت دليــل، غ خــيرا، يرجــون فال وإال ذاته تقــريض عن متكلم فليســكت

األلسن، لرشق رمية نفسه وليهيئ األقالم، الســالت وغرضاــان ربما بل ــك: فلو من بالضد األمر ك ــيرا، عمله رأى ذل حق

ــئيال، وجاهه ــ ــدر في وزيد االنفس، في ارتفع ض ــ ــه، ق ــ عمل مــدح، الــذم بعض مفكــر: إن على يذهب وال مقامه، واعتالء ــيرا في بــذلك يريد وهو قــدره، من الشــخص ينتقص ما فكث

50

Page 51: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

وتكــون السـامعين، على يخفى ال مما وهــذا مدحه، الحقيقةــلة النتيجة هي النتيجة ــ ــدح، من الحاصـ ــ ــوان من المـ ــ الهـ

والهبوط. والنزول والسقوط،

51

Page 52: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

القرآن وأعال وأســمى، أعز ســفر اليــوم المســلمين عند ليس

جانبــا، وأمنع رفعــة، وأجل قدرا، وأرفع مرتبة، وأعظم شأنا،الحكيم. القرآن من سموا، وأعظمــرقهم، اختالف على فهم ــاين فـ ــذاهبهم، وتبـ ــاد مـ وتضـ

وتشــتت آرائهم، وتنــاطح ألســنتهم، وتخــالف مشــاربهم، وال اختالف، أي فيه يختلفــون ال ممــالكهم، وابتعــاد لغــاتهم، فالكل والتكرمة، واالحترام والتجلة، باالكبار إال إليه ينظرون

يعــترفون: بأنه وكــافتهم خضوع، أمامه والجميع خنوع، لديه من وال يديــه، بين من الباطل اليأتيه الــذي السماوي الكتابــد، حكيم من وتنزيل خلفـــه، ــيزان هو وانه حميـ الثـــواب مـ

والعلم والشـــقاء، والســـعادة والنـــار، والجنة والعقـــاب، به أخذ فمن واالختالف، واالتحــاد والهالك، والنجــاة والعمل،

الدين اصل القرآن يعتبرون والكل شقى، رفضه ومن سعد، ومنه يتبــع، وإيــاه يرجــع، إليه وجرثومتــه، ومحتــده وارومته، ينضب ال الـــتي الخـــرارة العين وهي يعـــول، وعليه يؤخـــذ،ــا، ــيرة، والشــمس معينه ــتي المن ال أشــعتها، تضــمحل ال الــيعي ذلك في يختلف ــ ــني، الشـ ــ والحنفي، والحنبلي والسـ

ــتزلي، واألشــعري والشــافعي، والمــالكي والمــوالي والمعــبي، ــالم والناص ــل، والع ــرأة، والرجل والجاه ــير والم والكب والــتركي والعــرب، والعجم والحقــير، والشــريف والصــغير، والمصــري، والشــامي والعــراقي، والحجــازي والهنــدي،

ــاني، واألردني ــ ــني واللبن ــ ــطيني، واليم ــ والتونسي والفلس والجديــدي، والقــديمي والباكســتاني، واإليراني والجزائري،والحكومات. والشعوب وفي وخلوة، واجتماع وندوة، حفلة كل في الناس ويقرأهــات، والمدارس والمسجالت، المكبرات كل في وله واالذاع

يختلف ال مما هذه وكل المثلى، والمرتبة العليا المكانة ذلك القسط المطــابع وتبــذل منــازع، فيها ينــازع وال اثنــان، فيها

ــا، من الســخي ــاء أوقاته ــوافر الحظ واألثري أمــوالهم من الــة، أغالطه وتصحيح وإناقته، وإجادته ونشره، لطبعه الطباعي

52

Page 53: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

وينتفع وســــطوره، وطروسه وغالفــــه، ورقه وتحســــين والخطبــاء والطــابعون، والناشــرون والمقرئــون، القــارئون

المفســـرون ويجـــود انتفـــاع، أعظم ذلك من والحفـــاظ، وترجمتــه، لتفســيره والمــترجمون، طــواال، أعمــارا ودهــورا

عراضا. تظــاهر من الــرائي، يــراه كلــه: ما ذلك بعد الغريب ومن وســــنن أحكــــام من فيه بما التمسك عــــدم على أغلبهم

ــات وآداب، وأخالق وشــرائع وقــوانين، واقتصــاديات وعقوب كأنه وعظة، ونهي وأمر ومندوب، وحرام وحالل وإجراءات،

أحكـــام ال واإلعجـــاب، باإلكبـــار إليه ينظر ظريـــف، تمثـــالتتبع.. ودساتير إال القــرآن من يبقى ال»قــال: حيث النــبي صــدق ولقد معنــاه لكن مشــهود، وصــوته موجــود، فرســمه(23)«رسمه. ـ الله عصمهم ممن قليل عند إال ـ الماضي أمس مع ذهب

ال من فمنهم بـه، األخذ عــدم في مختلفــون والمسـلمون يــؤتي ال من ومنهم الصالة، يقيم ال من ومنهم بالغيب، يؤمن

العـدل، يـرى ال من ومنهم الـبيت، يحج ال من ومنهم الزكاة، ال من ومنهم ، األمر وأولي الرســــول يطيع ال من ومنهم من ومنهم الربا، بحكم يبالي ال من ومنهم الخمر، بآية يؤمن العمل يــرى ال من ومنهم ظهريــا، وراءه الميسر حكم يجعل

بحبل االعتصــام بآية يســتخف من ومنهم التــبرج، حرمة بآية رزقنــاهم ومما بدســتور يعتني ال من ومنهم جميعا، الله

والرجم، الجلد الزاني حد يرى ال من ومنهم ،(24)ينفقون ورســوله الله يحــاربون الــذين وحد اليــد، قطع السارق وحد يرى ال من ومنهم يقتلوا… أن ومنتعــالى: لقوله مقــدارا

بــذلك، يرضى ال بل(25)الله أنــزل ما مثل سأنزل قال من ومنهم الله، أنزل مما أفضل تشريعه: سأنزل لسان بل يــرى ال يــرى ال من ومنهم الكفــار، لمــوادة مانعــا من مانعــا

بآية اليعتـــني من ومنهم ومضـــادتهم، المســـلمين مشـــاقة

غــرر أيضا وراجع األعمــال، عقــاب من جــاء ما بــاب406الــدين: ص اعالم)?(23.1981 ح111الكلم: ص ودرر الحكم

.3البقرة: سورة)?(24.93األنعام: سورة)?(25

53

Page 54: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

حظ مثل للـــــذكرتعــــــالى: الله فليقل المــــــيراث، والــذين يــرى ال من ومنهم ـــ بالله والعياذ ـ(26)األنثيين

ومنهم. ومنهم. ومنهم.(27)…حــافظون لفروجهم همالقرآنية. اآليات تتم حيث إلى

أكــثر لكم طــال الــذي مجــدكم أتذكرون المسلمون، أيهايذكركم. التأريخ فهذا تذكروه، لم فان قرنا؟ عشر اثني من

ذلك؟ كان أتدرون: لماذا عز؟ وال لكم مجد ال اليوم أتعلمون: إنكم هذا؟ صار أتدركون: لماذا

الباســـق، ومجـــدكم الســـابق، عـــزكم رجـــوع أتحبـــون المنيعة؟ وسعادتكم الرفيعة، وسيادتكم

ذلك؟ طريق أتعلمون لكن الرفيعــــة، الســــعادة نطلب كال انا فيه شك ال مما بااللتحــاق أنه يرتــئي فبعض مختلفــون، الطريق في النــاس البعــثي، إلى باالنضــمام أنه يــرون وفرقة القــومي، بالحزب

ــون وثلة ــيادة أنه يظن ــتراكية، بس ــرة االش ــالون وزم انه يخــاع ــيوعي، المنهج باتبـ ــون وجماعة الشـ ــبيق أنه يقولـ بتطـالديمقراطية. المبادئ

في جربنا ثم الحكيم، القرآن منهاج جربنا قد أقول: إنا أنا قــوانين قــرن نصف على تزيد ال الــتي األخــيرة، اآلونة هــذه

والتحــابب باالجتمــاع كفيل األول أن فرأينا والغرب، الشرقــوادد، ــعادة والتـ ــيادة، والرفاهية والسـ والمنعة والعز والسـ

أمده طال وقد والسمو، فكره، وسعة أصله، قوة على دليال ورأينا منبثقــه، وحصــافة أســلوبه، ورصــانة سياسته، وجودة

ــة، ــاه الثاني فرأين ــا ــادا، بغض وعن ــا، وتشــتتا ــداوة وتفرق وعوفوضوية. وثرثرة وتمزقا، األحكــــــام بين ويخلط القــــــارئ، على يشــــــتبه وقد

يفعل عاقل وأي االخــــتراع، نقد أريد ال أنا واالختراعــــات، وهل الشرقية، والدساتير الغربية األحكام نقد أريد بل ذلك؟ــام؟ وبين االختراع بين تالزم هناك كال! كلنا كال! وألف األحك وبقي الـــــــــــــزمن، ركب عن تأخرنا اليقين: إنا علم يعلم

.11النساء: سورة)?(26.29المعارج: . وسورة5المؤمنون: سورة)?(27

54

Page 55: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

هــذا يســتعطون قرن، نصف قبل الكرام السادة المسلمونــاء، ــون، وذاك الكهرب ــارة، وتلك التلف ــيارة، وذاك الطي الس

ــوقت هو أنه في شاك يشك ال القرن، النصف وهذا ــذي ال ال فصــاروا شريعتهم، وقوانين دينهم، أحكام المسلمون رفض

واحد. آن في والدنيا الدين فقد من إليه صاروا ما إلى كما ـــ لتثقيفنا جــاءوا الغــرب أن جــدا، المــدهش ومن

كــان فبينما ســافلين، أســفل ردونا رأينا: أنهم ثم ـ يزعمون أصــبحوا متماســكة، وحــدة ،(28)مليــون الستمائة هذه فرقــا

ومــدنا، ألحــدهم نجم كلما أيــادي، فتفرقــوا ولغاثــا، وأحزابــا شــيء، أقل اخــتراع اراد لو حــتى شمس، له بزغت أو نجم، يــزور، وال يــزار ال مجهلــة، في يقــبروه حــتى باكظامه أخذوا

عبيدا، فقراء فأصبحنا مــال، وال ســيادة، وال أعــداءا، وبلهــاءا اخــتراع، وال أخالق، وال أدب، وال علم، وال ثقافة، وال جاه، والــوة، وال اكتشــاف، وال ــدة، وال ق ــاد، وال وح وال أرزاق، وال عت

بل بأجمعهــا، الفضــائل تنتهي حــتى وال.. وال.. وال اســتقالل، تنتهي أن و.. و.. و. إلى وعــداء وجهــل، ومتربة، وذلة، فقر،

قاطبة. الرذائل إلى المياه وجريان كانت، ما إلى السيادة رجوع أردنا ولو

فنجعل أمس، عليه كنا ما إلى نرجع وأن البد مجاريهـــــــــا، والنهي، واألمر والسياسة والحكم القضــاء محـــور القــرآن

واالعطـــاء، واألخذ والعمـــل، والعلم والتجـــارة، واالقتصـــاد زواجــره عن ونــنزجر بــأوامره، فنــأتمر واالحجــام، واالقدام

ــالتحرك، أمر حيث ونتحرك بالوقوف، أمر حيث ونقف وإال ب أمــرا، الله يقضي حــتى أســوأ إلى ســيئ من الحالة رجعت األســلحة بــأقوى والشــرق، الغــرب حكومــات تتجهز اليــوم

وترفه والعلميــة، الثقافية المؤسســات بأكبر وتتمتع والعتاد،ــها عن ــائل، بأجمل أنفسـ ــات، وأحسن الوسـ لكنا المخترعـ

العلم وبعد أذالء، العــزة وبعد مســودا، الســيادة بعد أصــبحناــاال، ــ ــالال، الهداية وبعد جه ــ ــواء، لنا يخفق ال ض ــ يرفف وال لــمنا ــينا علم، باسـ ــالكرة وأمسـ ــدي في كـ ــات، أيـ الحكومـ

ويحوله اآلخر، إلى أحدهم يرميها البلد، أهالي بين وكالريفي م،2000 عــام إحصــاءات حسب المليــارين بلغ المســلمين عدد أن يخفى ال)?(28

ظله(. )دام المؤلف مسلم( لإلمام مليارا )المتخلفون كتاب انظر

55

Page 56: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

بعض. إلى بعضهم شــيء كل واســتيراد بمقاديرنــا، جهلنا جــراء من ذلك كل

بأيدينا، ما بين النسبة مالحظة غير من والشرق، الغرب من البنــاء، ومــواد األقمشة، فنستورد المستوردة، البضائع وبين

لنا تســـبق لم كأنه واألحكـــام والقـــوانين واألفكـــار، واآلراء لــدينا أن جهلنا وقد شــيء، في المدنية من ولســنا حضــارة،

وسيعا، ثراءا يباريها ال ومبادئ إسالمية، ووحدة ضخما، ودينا مبدأ، بين األقــدمين، آباءنا أســعد كما باسعادنا، يكفل وكتابا فارســية، حضــارة اآلونــة، تلك في تعرف كانت حضارة أهم

رومية. وحضارةــة، المبادئ هذه نشر على تساعد ال والحكومات في الحي

ــات ــدارس والصــحف االذاع ــة، والم ــتى واألندي ــزعم ال ح يــزاعم ــزعم ما شــبيبتنا من ال ــده وال ي بما المســتعمرون يم

ــدون، ــدين يبق ولم يمـ ــالت على إال الـ من جملة أقالم اسـ العلمــاء من حفنة اذهــان أو اليــوم، قليل أقل وهم الكتــاب،

ــاء، ــاس أخذ وليس والخطبـ ــوس انها بما إال منهم، النـ طقـــة، ــة، وأحكــام عادي وادراك للحقــائق، تفهم غــير من تقليدي

ممــزق، كل اإلســالمية البالد تمــزق يرون انهم ثم المغازي، ركب مجاهل في وموتها واالخــتراع، الصــناعة عن وخمودها من ذلك كل أن فيحســبون األمــام، نحو الســائرة اإلنسانية،

ــدين، ســيئات ــ القــرآن أو ال ــاذ ـ ــ بالله والعي ــدين ان مع ـ ال الخمــود عن وينهيــان التمزيقــات، هذه من يتبرءان والقرآن

والخنوع. والتأخر والخمول، كنتم البشر قافلة أول في المســلم القــرآن جعل وقد

ــداء، موضع عرفنا وإذا ،(29)للنــاس أخــرجت أمة خير الــادر أن فــالالزم عزنا وأردنا أنفســنا، أحببنا إن العالج، إلى نب

بين بالتعـــاون يتم وذلك ورفاهنـــا، وســـؤددنا وســـعادتنا، األقالم، وحملة والعلمـاء، والشـعوب، اإلسالمية، الحكوماتاألخالق. وأصحاب والشعراء والوعاظ، والخطباء

اإلسالم درس إلى نحتاج اليوم فانا يرضــاه صميما، درسا اإلسالم، ــة، الفلسفة ترضاه الدرسا تحليله ثم والمدني تحليالــا، ــر، ظرفنا على تطبيقه ثم عميق ــاكل حل ثم الحاض المش

.110عمران: آل سورة)?(29

56

Page 57: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

بين نقــارن األعمــال، هــذه وبعد التطــبيق، عند تواجهنا التي وديمقراطية شـــيوعية، من المبـــادئ ســـائر وبين اإلســـالم

ــارق ونرمق وبعثية، وقومية، واشتراكية، من ضــوء على الف يجب المواد، هذه لنا توفرت وحين السليم، والمنطق العقلــا، العــالم أهل وســائر أوال، المسلمين ذلك نبلغ أن علينا ثاني

ــتى ــرق، يتضح حـ ــذلك ونتمكن الفـ ــيز من بـ ــدة تركـ العقيـ نشأ ينشأ كي األذهــان في والقــرآن، اإلسالم وبث وااليمان،

عن ويعــرف الغــرب، بمنظــار اإلســالم إلى ينظر ال صــالح،المستعمرون. أخفاه ما اإلسالم حقيقة

العمــل، من الــوافر القسط اإلســالمية الحكومات وعلى وتفسح القــرآن، بأحكــام وتعمل وتتحــد، تتقــارب، أن فعليها

المنـــاهج في الـــدين وتجعل الدينيـــة، للخطابـــات المجـــال المــال يســرقون الــذين الســارقين أيــدي وتقطع الدراسية،واحد. وقت في والدين، والوحدة والشرف،

ــد: هو وإن ــوم العي ــذي الي ــتبدل ال ــوانين الحكومة تس ق القرآن االيمــان عقيدة وتعوض الغرب، قوانين عن بدال بــدال

وذلك إليهـــا، وما مقراطيســـية وذي الماركســـية اآلراء عن قد إنا ونعــرف باالســتقالل، فيه يطمئن الذي اليوم هو اليوم

اإلسالم. عز إلى المستغلة، الدول عبودية ذل عن خرجنا أنى؟ لكن

وكيف؟ ومن؟

ومتى؟.

57

Page 58: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الصالة الضــمير أصــحاب )ســيكارة( رأى أحد إلى يقــدم من إن

يشـكره لم لو أنه حـتى السـيكارة، تلك بقـدر شكره وجوب لكان إلحسانه، كافرا اإلنسانية. عن بعيدا

شــكر من أزيد شــكره وجــوب رأوا دارا، إليه قــدم ولوالدار. وبين بينها النسبة بقدر السيكارة، االعطيــات، قيم بــاختالف الشــكر مــراتب تتــدرج وكذلك

الـــدار، له فيهـــيئ شخصـــا، نعمه يغمر الـــذي فالســـلطانــه، ويمنحه ويزوج ــزا ــا، ع ــه، يكفيه ما ويعطيه وجاه لمعاش

الشــخص هذا يشكره وأن البد شؤونه، من شأن بكل ويقومــه، وغدواته ونهاره، ليله ممن لكــان يشــكره لم ولم وروحات

الوجدان. أهل والمه بالكفران، االحسان قابل الوجـــود، إلى العـــدم من اإلنســـان أوجد تعـــالى الله إن صير ثم بحيوان، بدلها ثم خضراء، نبتة الغبراء، التربة فجعل العظــام كسى ثم فعظامــا، فمضــغة، فعلقة، نطفة، الجميع له وأنشأ والبصــر، الســمع له وشق لحما، يعي، قلبــا وفكــرا يقي، ظلمات من أخرجه ثم ورجلين، ويدين وأذنين، ولسانا

ترعــرع حــتى واألرحــام، األبــوين قلب عليه وأمــال األرحام، النهــار وأطــراف الليل آنــاء في وراقبه وبصــر، وسمع وكبر،

األرزاق له وهيأ المردية، والالسعات المهلكة، المؤذيات منــاة ســبل له ومهد والراحــة، واحتلم بلغ حــتى الــوعرة، الحي منه أراد ثم أشده، واستوى شكرا وال إليه، نفعه يرجع خفيفا

الصالة! وهو هو، به ينتفع حد تجــاوزت الــتي نعمائه على تعالى لله شكر الصالة إن

ــه، لعز وخشوع له وانقياد والوصف، اإلحصاء فتشــتمل جاللــيره على ــده تكب ــده وتهليله وتحمي ــره، وتوحي وعد وقد وذكالعقاب. من تاركها وحذر الثواب، بذلك

ــترك أن والوجــدان، الضــمير عــدم من أليس اإلنســان ي في فواضــله إلى يحتاج الذي العظيم، الخالق هذا مثل شكر

وحركة وزفير، شهيق وكل وقعدة، وقومة وكلمة غمضة كل ذلك ومـرض، وصـحة ويقظـة، ونـوم وترك، وفعل وسكون،

58

Page 59: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

العظيم. العرش رب هو إال إله ال اللهــالى الله إن فرضنا ولو أدوار في البشر إلى يحسن لم تع

ــه، وجنينيته وحيوانيته ونباتيته أرضــيته شــرع وإنما وطفوليت يرى العقل لكان البلوغ، حال أول من واألنعام اإلحسان في

جنابــه، وحمد ببابــه، واالســتكانة إليه والتضــرع شكره لزوم لكن إليــه، أســداها الــتي الكثــيرة الجميلة األيــادي لهــذه

يــأل ال العاتي اإلنسان فال العظيم، الــرب مخالفة في جهــدا ال انه حــتى شــكره، على ويتمرد حرمته، وينتهك حقه، يؤديــة، اليوم في ركعة عشرة سبع إلى يقدم هو ينتفع مما والليلأجلها. من باريه بقرب ويتنور بها،

أن فرضنا ولو مواليه بعض إلى أســدى الملــوك من أحدا لكان يومه نصف ألجله يعمل أن منه أراد ثم النعم، هذه ربع

ــديرا ــة، ج باالطاع ــا ــأن حقيق ــكر ب ــذكر، يش بالله فكيف وي نعمة؟ كل ومنه شيء، كل له الذي العظيم وســــــــيجزي شــــــــيئا، الله يضر فليس يفعل لم ومن

العاصــي: يقــول يــوم في المخــالفين، ويعــاقب الشــاكرين،ــول: كال، ،(30)(ارجعوني ربي) ــدم، ينفعه وال فيق والت الن

مناص. ساعة وأوصــياءه العظيم النــبي يــزل لم وذاك، هذا أجل ومنــبررة ــدون ، ال ــد، فضل الصــالة أمر في يؤك ــرآن تأكي والق وهت وقد اليــوم أما اآليــات، من كثير في عليها حث الحكيم

الخــالق بين الصــلة وضــعفت اآلخــر، واليــوم بالله العقيــدةــوق، ــاألمس الصــالة ذهبت فقد والمخل ــدابر، ك وصــارت ال

ــيرة ــعين على إال كب ــذين الخاش ــون ال ربهم مالقو أنهم يظنــادق فترى راجعون، إليه وأنهم في اإلســالمية البالد في الفن

ــوم في مســتغرقة الصــبح ــادئ ن ــق، ه فيها يتنفس ال وعميــع، فيها لربه يركع وال متنفس، ــاف ممن شذ من إال راكـ يخـ

والمــدارس العســكرية، الثكنــات حــال وكــذلك بالغيب، الله الثقافـــة، لتحصـــيل بالدهم عن النـــازحون فيها ينـــام الـــتي

الــتي والســائرة الطــائرة من النقل وســائل وسائر والقطارــالة، وقت طيلة تمشي ــ ــوقت أول فتحيط الص ــ ــآخره، ال ــ ب

ــارة)?(30 ــالى: قوله إلى اش ــاء إذا حــتىتع ــال المــوت أحــدهم ج رب ق.100-99المؤمنون: سورة...صالحا أعمل لعلي ارجعون

59

Page 60: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الظــاهرة، هــذه في وأخواتها، الفنادق على تفضل ال والدور أقمعليه: ينزل محمد أمة ال وسجاح، مسيلمة أمة فكأنا

ــدلوك الصــالة وقــرآن الليل غسق إلى الشــمس لــرآن إن الفجر ــان الفجر ق ــهودا ك الليل ومن مش ربك يبعثك أن عسى لك نافلة به فتهجد مقامـــــــا

.(31)محمودا أشــداء معه آمنــوا والــذين الله، رسول محمدو: ــراهم بينهم، رحمــاء الكفــار، على ت ــا ســجدا، ركع

ــون يبتغ ــال ــوانا، ربهم من فض ــيماهم ورض في س.(32)السجود أثر من وجوههم

ــدل رقي عصر العصر لكن ــة! تبـ ــيء، كل فيه وثقافـ شـ والســيف باخرة، والسفينة وسائرة، طائرة الجمال فصارت

الصــالة… تقم اآلية: )ال تبدل فلتكن كهرباء، والشمع قنبلة، الكفــار.. أشــداء على رحمــاء بــه...، تتهجد فال الليل ومن

ــراهم ــون.. وال ال بينهم.. ت ــجدون.. وال يركع ــون… يس يبتغالسجود(. أثر من وجوههم في سيماؤهم ليس

المســـجد في ويطـــوف المؤمـــنين أمـــير علي فليقم خلــوا»عنــه: يــروى فيما وينشــد، للصــالة النــائمين ليوقظــ أن إلى ـ المجاهد المؤمن سبيل إلى النــاس ويوقظ قال: ـ

.(33)«المساجد الفــرائض على يقتصــرون كــانوا ما واألئمة النــبي إن

المســنونة: نوافلها عليها يزيــدون بل ركعــة، عشــرة الســبع أربــع، وللمغرب ثمان، وللعصر ثمان، وللظهر اثنتان، للصبح

اليقفــون ثم وثمــان، ثالث ولليل اثنتــان، أو واحدة وللعشاءــبي صالة إليها يضيفون بل أيضا، الحد هذا في ،وجعفر الن

. التسعة واألئمة وابنيه، وزوجه وعلي (34)قــدماه تــورمت حــتى الصالة في النبي يقف كان ثم

ــنزلت: ــرآن عليك أنزلنا ما طهف ــقى الق (35)لتش

.79-78اإلسراء: سورة)?(31.29الفتح: سورة)?(32. مقتله في فصل310 ص3 المناقب: ج)?(33طه. سورة تفسير في ،57 ص2القمي: ج تفسير)?(34.2-1طه: سورة)?(35

60

Page 61: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ليلة كل يصــلي علي وكــان ،(36)الصــديقة ابنته به واقتدتــدى ،(37)ركعة ألف ــده، به واقت ــتى ول ــان الســجاد أن ح ك

.(38)سنة كل مساجده ثفنات يقرضــا! كما عنهم أولئك صــلى أفهل المســيحيون: يقــول وعن. عيسى افتداهم ــا إال لكبــيرة وإنهاالعليم: الحكيم قاله ما صــحيح حق

إن(39)الخاشعين على الصالة تركوا اإلباحيين من فريقا فاعبدبقوله: مستدلين اليقين، آتاهم انهم بزعمــتى ربك يأته لم الرســـول كـــأن(40)اليقيـن يأتيك ح

قد وهم حياتــه، من لفظة آخر حــتى يصــلي كان ولذا اليقينآتاهم؟!

وهم الخاشعون، إال لها يبق ولم استثقاال، تركوها وآخرين.(41)الشكور عبادي من وقليل قليلون، ـ اليوم ـ

أريد إني أحــــد، ذهن إلى يســــبق وال كرامة من حطــــا الصــالة أقــول: إن أن أريد لكــني ـ بالله والعياذ ـ المسلمين

فنــدق كل في بشــأنها االهتمــام فيلزم اليوم، نراها مما أهم إن وريــف، وثكنة ومدينة ومدرسة وقطــار، وســائرة ودار،

المؤمن على كانت الصالة كتابا .(42)موقوتا

.62 ح3 ب75 ص43األنوار: ج بحار راجع)?(36.1 ح154 ص4 الكافي: ج)?(37.12 ح1 ب6 ص46األنوار: ج بحار)?(38.45البقرة: سورة)?(39.99الحجر: سورة)?(40.13سبأ: سورة)?(41.103النساء: سورة)?(42

61

Page 62: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الوقيعةــرارهم والوقيعة السب من الناس غالب يفر األسد من ف

أن عرفـــوا فلو الغضـــبان، األرض بهم دارت ســـبهم، أحـــدا وتتغير جوارحهم، وتتهاوى قلوبهم، لذلك ويضطرب الفضاء،

قــامت قد القيامة فكــأن غضــبا، ويستشــيطون ألــوانهم، الكـــوا فـــان النـــاس، ألسن رهن احـــترامهم وإن عليهم،

ــعتهم، ــبر عن ولو بشـ ــاء، كـ ــقطت ريحهم، ذهب وعنـ وســـهم إلى يخيل وربما القلوب، في مكانتهم إليه ينظر أنه بعض يتهيئوا وقد مجلس، في يجلس أو بمنتدى، يمر حين الناس،

فيكيلـون لالنتقــام، وافـتراءات مقذعــة، سـبابا من وسـقطانال. ما منهم ونال كرامتهم، مس لمن القول، من الكرامة وحراسة األمــور، أهم لمن العــرض حفظ إن منه صـــدرت من على والغضب والشـــهامة، النفس كـــبر

خــواص من وخاصة الغــيرة، ســمات من ســمة الوقيعــة، قيل وما قال بما يبال لم من فإن واألخالق، الفضيلة صاحب

لكن الحيــاء، قليل النجــدة، عــديم الهمة، منقوص يكون فيه البد ومفسد مصـــلح كل وهـــو: ان بيانه إلى دعانا مهم أمر مرمى من فليس المفسد أما تحب، ال بما األلسن تناله وان

فنقول: المصلح، في البحث وإنما الكلمة، هذه في البحث االنتقاد، بسهام الناس يرميه وأن البد بإصالح قام من كل

وينقسم حــداد، بألســنه ويســلقوه الســب، بنبــال ويرشقوهرجلين: إلى منه النائلون من بصــيرة على كــان وإن يعتلي، يــراه أن يقــدر ال رجلــره، ــبه فهو أم ــدا، يس منعته من إنزاله من يتمكن لعله حس صغرت من فان نفسه، مستوى حيث إلى والسمو، الرفيعةــه، وقلت نفسه، ــه، عال حيث إلى يعلو أن يتمكن ال همت قرين كمن فهو ربقتــه، في يجعله حــتى قرينه، إلنزال حيلة فيتأخذ

ــال الصعود، من يتمكن ال وإذ السطح، على صديقه يرى يحتمقره. إلى صديقه إلنزال

أو االصـــالح، يريد وانه أمـــره دخيلة على يطلع ال ورجل النـــوع مصـــالح أو الشخصـــية، مصـــالحه ينـــافي لكنه يعلم

62

Page 63: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــره، ــال فهو بنظ ــام يفسد لئال منه ين ــاعي، النظ فهو االجتم أن يـــزعم كمن قتله إلى فيســـبق يقتلـــه، أن يريد فالنـــا

منه. ليستريحــلح إلى الموجه السب إن ــ ــذين أحد من يخلو ال المص ــ ه

من تستوحش ال اإلصالحية والنظرة ـ األغلب في ـ الوجهين نفسه وطن إذا إال اإلصالح، على يقدم ال الرجل فان السب،

ما ســرعان لكن فيــه، والوقيعة الشــتم أهونها أمــور علىــاب، فيطريه العمى، ويجلو السحاب، يتقشع به ويفتخر الس

المصــلح كان ولو منه، النائل ويعظمه الشاتم، بحلم مجهــزا من أكــثر بالسب يفرح أن عليه الالزم لكان شديدين، وثبات

إذ له، قيمة ال الناس، جميع يمدحه من فان بالمدح يفرح أن ذليل وعنق أحــد، لكل تنقــاد ضــعيفة نفس عن ذلك يكشفــاس يجعله ــرا، الن ــبرون جس ــدهم، إلى عليه يع ومن مقاص ومطــري، وساب وذام، مادح فرقتان، حقه في الناس يكون

حجر يحمل الساب قيل: إن ولو والقدر، المكانة له الذي هو فــان الصواب، من محل القول لهذا لكان المسبوب، عظمة

ســـواء، حد على والعـــدو الصـــديق أحجارها يحمل العظمة تكون حتى ينحتها، والثاني يرصفها فاألول قصرا فخما مطال

ــال، على ــير يزحزحه ال األجي ــان، تغ ــان، واختالف الزم المكاألفكار. وتشتت األقوام، وتشعب وتركــيز المســبوب، تــدعيم إلى أقرب الساب يكون وقد

ــذوره، ــديق من جـ ــادح، الصـ ــادح إذ المـ بخالف متهم، المـ يـذكر أن له البد فانه السـاب، المسـبوب، أعمــال من شـيئا

فيــه، والقــدح لســبه الطريق له يتمهد كي يكــون ما وكثــيراــذكر عمله ل ــا ــه، ترفيع ل ــا ــه، وتثبيت لدعامت ــول: انه مثال يق

مقــول، صـاحب أو االفسـاد، في يصـرفه لكن قلم، صـاحب لكنه عــالم أو غــاش، لكنه تــاجر أو االضالل، في يطلقه لكن أو الظهــور، يحب لكنه مخــترع أو بالــدنيا، الــدين يــبيع ممن

قد يكــون هــذا أشــبه. وفي ما أو الذوق، معوج لكنه مدرســيراع له أثبت ــان، الـ ــارة واللسـ ــتراع والثقافة والتجـ واالخـ

الـــذام، من المـــدح يقبلـــون النـــاس وغـــالب والتـــدريس،ــية، أغـــراض على ذمه ويحملـــون ــافع شخصـ ماديـــة، ومنـ

مديحته. وتتركز وقيعته، فتسقط

63

Page 64: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــادح الذام يخدمه العظمة، إلى يرجع آخر أمر وهناك والم بل الريــاح، أدراج لــذهبت الــذام، لوال بحيث سواء، حد على إليه، فيه األكبر النصيب ويرجع أكثر، الذام خدمة كانت ربما

المســبة ببسط إال جأشه يســكن ال الــذام، الســاب وهو: أن في وهجنته المســبوب عــورة وإبــداء مجالســه، مائــدة على

فيعارضه غضــبا، المــادح يستشيط وبذلك ومصبحه، ممساهــدوح، محاسن وإعالء كالمه، بدحض الحجى أهل ويأخذ المم

يستطيل وبذلك فيه، المنازع عظمة صورة األمرين بين من جــذره، ويقــوى أنصــاره، ويكثر فرعه، وهو يعظم ما وكثــيرا

ــثر ويرجع رميم، عظام وهو له ويحتفل دفين، التراب في أكــاب، إلى ذلك في الفضل ــ ــواله فانه الس ــ ــه، لخفي ل ــ مدح

عظمته. وانهارت محاسنه، واندرست ــيرا ــاحثون يظن ما وكث ــاء أن الب ــاء عظمة بق من العظم

ــماء، أنامل عوامله ــوال الخصـ ــرف ما الظلمة فلـ عظمة عـ يعــرف لم المــرض ولوال الظل، يقدر لم الحرور ولوال النور، ولــوال الراحــة، قيمة ظهــرت ما التعب ولــوال الصــحة، نعمة

بالطس، وذي ،(43)وهــيردوس وقــارون، وفرعــون، نمــرود،ــل، وأبو ــة، لهب، وأبو جهـ ــد، ومعاويـ لنا يظهر يكن لم ويزيـ

قبــال في والحلم الفاضــلة واألخالق الكريمة، السجايا بعض القســوة، قبال في والعفو الجهل، قبال في والعلم الطيش،

الظلم، قبـــال في والعدالة الشـــدة، قبـــال في واالحســـان من بــرزت الــتي أشــبه، وما التكــالب، قبال في والزهد

ــراهيم ــ ــى، إبـ ــ ــى، ومحمد وموسـ ــ والحسن وعلي وعيسـ هــذا وليس الســالم، وأزكى التحية أفضل عليهم والحســين،

يــؤلب، كــان ســفيان أبا فــان الصواب، عن بعيد بكثير الظنــاال، الجميل ازدياد يرى والذوق أطلق، النبي ملك ولما جم

البشع. القبيح قابله إذاــان لهدم األسباب أقوى من الذام، الساب يكون وربما كي

يبــدي بالــذم فانه أراد، لو المــذموم عليه اليقدر بنحو نفسه، جبلتــه، وخباثة قلبــه، عليه انطــوى ما وقبح نفســه، دخيلة

ــذارة ــه، وقـ طينتـ ــاد، آكلة زوج يكن لم لو مثال ينتقص األكبـ أطفال جميع بذبح وفاته قبيل أمر الرومان، ظل في اليهودية ملك هيدروس)?(43

يسوع. الطفل لقتل محاولة في لحم بيت

64

Page 65: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــبي ــانه ويناله الن ــه، بلس ــاريخ، مجاهل في النغمر وبنان الت القلم له يســطر لم من كســائر وكان عن البعــداء من ذكــرا

األجيـــال، مســـبة نفسه نصب هـــذا بعمله لكنه االنســـانية، أخــبر ثم ذلك ولــوال واألعقــاب، األمم لــدى ســوءته وكشفــبي ــؤاده، دخيلة عن الن ــذلك آلمنا صــدره، وغل ف ب ــدا تعب

وعيانا. رؤية ال واذعانا،

65

Page 66: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الجد الجد، يقطعه ومسرب األعمال، تنيره مظلم، نفق الحياة

وال البلدان، في بالتفرج يتمتع ال مكانه، في الواقف أن فكما له يتهيأ ال العاطل أن وكما والخالن، األصــــــــــدقاء بكسبــنيء العيش ــاد اله ــير، والمه يتنعم ال يجــد ال من كــذلك الوث تلبث ال الــتي النابتــة، كالشــجرة الجد ببقــاء، يتلذذ وال بخير، الــورق نــوع كــان مهما ثمرهــا، ويشــهى ورقهــا، يخضر حتى

الملقى كــالحجر والكســول والشــجر، النبت وصــنف والثمرمنه. ينتفع وال به يستظل ال الصحراء، في

ــدان إلى نظر من ــبر نظر البلـ ــار رأى معتـ بادية الجد آثـ بالرخــام، مبلطة وأرصــفة بالقار، معبدة شوارع فمن عليها،ــألواح مبوبة باأللوان، ملونة والحديد، اآلجر من مبنية ودور ب

المــاء تمخر وبــاخرة تطير، وطائرة تسير، وسائرة الخشب،ــرا، ــار مخـ ــير وقطـ ــيرا، يسـ ــيها ال مما غيرها إلى سـ يحصـ

وســمات الجــد، آثــار هذه كل العادون، يعدها وال المحصون،ــان واليعمل، يجد ال فمن العمل، وعالمات الجهد، ك على كالالبعيد. منه ويشمئز القريب، يلفظه الحياة،ــاة يكــدران كانا وإن والجد العمل إن التكــدير، بعض الحي منصــلت وينبيــان الجســم، وينهكان األعصاب، يتعبان فانهما االجتماع نظام وآل وحوشا، الناس عاد بطال لو أنه إال الفكر،

وعملــه، وجــده فكــره بمقيــاس يقــاس المرء وإن تبدد، إلى نــرى ولــذا وجاهــه، ونســبه ثروته بمقيــاس يقــاس مما أكثر

االحــترام من بهالة الملــوك من العامل الكــاد يحيط التــاريخ الصف المخترع المفكر ويشق منهم، العاطل الكسول دون

اســمه بــذكر يحظى ال قد غــيره بينما الصــفحات، في األولالتاريخ. ديوان آخر في

ــاة، في العلو إن في والشــرف الممــات، في والعلو الحي كالمرقــاة وهو بالجــد، ينــاط األخــرى، في والشــرف الــدنيا، ورقيــا، رفعة ازدادت منها درجة الشــخص اعتلى كلما الــتي

كتب مثال: من ــا لم ممن أرقى فهو المجتمــع، منه ينتفع كتاب كتب ممن أرقى كــان كتابين كتب ومن يكتب، واحــدا، كتابــا

66

Page 67: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــترع ومن ــرا، اخ ــترع، لم ممن أرقى فهو أم كشف ومن يخــرين ــرار من س ــاة، أس ــرا، اكتشف ممن أرقى فهو الحي أم

حقلين زرع ومن يــزرع، لم ممن أرقى كــان حقال، زرع ومنجرا.. وهلم حقال، زرع ممن أرقى كان

العظمـــة، من جو في التــاريخ يحفظهم الــذين والكبـــارــوا إال ليس ــرادا ــاديين أف ــدوا ع ــدوا، ج ــتى واجته ــزغت ح ب

ــوا التوفيق، وساعدهم شمسهم، وإذا قصــدوا، ما على فغلب العظمــاء، صف في يذكرون بهم محتــدهم يكــون ما وكثــيرا أنســاب في اإلنســان نظر ولو متألق، غير وأصلهم نابه، غير

ــرع وثانيهم عامل، بيت في نشأ أحدهم أن لرأى الكبار، ترع شب ورابعهم جبــل، مصــعد في يقع وثــالثهم زارع، كوخ في فان وهكذا، بادية، خباء في كبر وخامسهم رمل، منقطع في

والعمــل، الفكر مجــدبي األراضي مخصبي من كثيرا وكثــيراوالعمل. الفكر مخصبي األراضي مجدبي من

الجد غــير والعظمة للنبــوغ ان ثم علو وهو آخــر، شــرطا اجتهد وإن فالكنــاس وإال الفكر، وبعد النظر، وارتفاع الهمة،

ــاره، بياض ذلك على وصرف واألزقة، الشوارع كنس في نه اصبع، عقد قدر ولو المعالي نحو يتقدم ال فانه ليله، سواد أو

،(44 )بجناحيــه( الطــائر يطــير كما بهمتــه، يطــير المرء )فانــق، رائده كان فيمن اليجتمعان شرطان فهذان نبغ إال التوفيحظه. وارتفع نجمه، وازدهر علو في فيحسده النوابغ، من نابغة إلى الناظر ينظر وقد

الفلك دوران من يتعجب أو الحضيض، في نفسه وبقاء ذاك، إلى فلينظر كــذلك، ليس األمر لكن نفســه، دون بســعده،

ــر، الحر في وحركته الليل، في وسهره النهار، في جده والقــل، على ودؤوبه ــرى كي نفسه لنحو يتوجه ثم العم بطالته ي حل كل في وخفته العمــل، عن وتكاســله ليال، ونومه نهــارا،

ومرتحل. أيــام في كــان ربما أنه الــدين، رجــال أحد لي نقل وقد كــان بينما ســاعتين، قدر إال وبحثا، مطالعة ليله يقطع شبابه في أو يمرحـــون، ســـفر في أو يلعبـــون، منـــتزه في رفاقه رأيتهم ثم عائليــة، ملــذة أو أنســية، جلسة بالكــاد جميعــا

.177 ص1. والمناقب: ج86 ح3 ب380 ص18األنوار: ج بحار راجع)?(44

67

Page 68: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

لي حكى الــذي الكــاد فكــان شيخوختهم، أبان في والعاطل الحكايــة، مرموقــا، مرجعــا رفاقه كــان حيث مكرمــا، ومالذا

وهوان. وسقوط وخسران، خمول في أولئكــدثت ــترعين أحد عن وح ــار، المخ ــان ربما أنه الكب في ك

اختباره غرفة صــلبه، يقــوم ما قدر إال يأكل ال كامال، أسبوعاأراد. ما ونال بمطلوبه، ظفر حتى مضمضة، إال ينام وال

توأمان.. والظفر الجدشقيقان.. والحرمان والبطالة

حرم.. كسل ومن ظفر، جد فمن أكــثر االجتهــاد كان فكلما نهاية، وللعمل غاية للجد وليس

النتيجة كــانت أدوم العمل كــان وحينما أكبر، المطلوب كانأقوم.

ــالة والجد ــان والكسـ ــر، وقودهما حالتـ أطلق فمن الفكـ إلى أمــره آل ومســتقبله، ماضــيه في يفكر ولم نفسه عنان

ــة، الكسل ــطر ومن والبطال ــل، إلى نفسه اض ورفض العمبالمراد.. فاز الكسلوجد.. جد من فانرشد.. اجتهد ومنولج.. لج ومنعرج. شج ومن

68

Page 69: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

اإلصالح؟ يمكن هلــرف كلنا ــداء، نع ــالح، في الخالف وإنما ال فاألغلبية اإلص

ومستندات. حجج ولهم ممكن، غير أنه يرون الساحقةــق: أمــير يقــول اهتمامه كــثرة مع علي المؤمــنين فريــالح ــان أنه مع يتمكن، لم باإلص ك ــاال ــيء لكل مث للعدالة ش وكان والدين..، والنشاط ومصادرها. األمور بمواقع بصيراــبي به أخبر الذي الوقت هو الوقت آخرون: إن ويقول الن

وآله ، ــان، آخر بكونه ــع، ما يقع أن والبد الزم تجد ولن وقتحويال. تعالى الله لمشيئة

ــول ــدور ويق ــرة: ي ــار زم ــدار المنتج العق ــدة م كلمة وحــاس، صلح اتحدت فان العلماء بالل، إال راج يرجو فال وإال الن

محال.. االتحاد لكن كالم يفيد فال الراقـــع، على الخـــرق ثلـــة: اتسع ويقـــول

وقدم. وقلم ولطم، وبكاء ونياح، وصياح وعظة، فكيف أنفســنا إصــالح من نتمكن ال جماعــة: نحن ويقول

غيرنا. إصالح من نتمكن هذه اللتهام فاهما فغرا والشرق الغرب بعض: إن ويقول

ــدة ــلمين، من القليلة الع ــلمين وليس المس ــدد للمس وال ع الزمن، يتطلبه بما مجهزين وليسوا كراع، وال سالح وال عدد،ــدات، اآلالت من ــ ــانع، والمعامل والمع ــ ــدافع والمص ــ والم

شبر. تقدم يمكن ال األوضاع هذه ومع والقنابل، أن فرضنا فئة: لو ويقول حــتى ـ رماه باإلصالح، قام أحدا

وما والعينيــة، األجــرة، وأخذ بــالجنون، ـــ إليه النــاس أقــربــبه، ــذلك أش ــقط وب ــه، تس ــذهب كلمت ــهيد بنفسه هو وي ش

نفســـه، أفسد اإلصـــالح، من تمكنه عـــدم مع فانه التهمـــة،آخر. عالم على بروحه وأذهب

يقولون.. وهكذاويقولون..

بدو في مهددة كانت فكرة، وكل نهضة، كل أدري: إن أنا والمصــاعب، المتــاعب هــذه كل القت وقد هذه، بكل أمرها

ــير نجح فقد ذلك ومع المجابهــات، هــذه بجميع وجــوبهت كث

69

Page 70: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

فــان الصواب، عن بعيد يذكرونه ما أن مع منها، وفق عليــا يســتتب االصــالح: أن شــرط ليس إذ التوفيق، تمام لالصالح

ــذره ما إلى نظرنا ولو حياته، زمان في له األمر أمــير علي بــه، ببركة تكونت التي الشجراء غابته لرأينا ، المؤمنين بذرت

ربها. باذن حين كل أكلها تؤتي تزال وال وقد شــاهد، يدعمه الزمــان: ال آخر الــوقت كون وحديث

كلمة وحــدة وأما زمــانهم، إلى بالنســبة هــذا قــوم كل ظن ـــ القائل يزعمه ما على ـ الوحيد المدار هي فليست العلماء

ســلطان، من لــذلك الله ينزل لم فانه توحيد أن إلى مضــافا وهل عزيــز، غــير ذيلــه، المشمر المصلح على العلماء كلمة األرض غــرب في الشــائعة والمبادئ األخر الحكومات تفوق

علمائهم؟! كلمة اتحاد من ناجمة وشرقها دليــل؟ كالمه يــدعم فهل وعظة، كالم ينفع يقول: ال ومن

ــوحي من إليه أوحي أو ــه؟ إلى يـ ــذا كل وهل أوليائـ األثر هـوالعظة؟! الكالم من إال الباقي بمعــزل فهو نفســه، إصــالح من يتمكن ال بمن لنا كالم وال

من على يـــدور الحـــديث نطـــاق وإنما الكالم، مـــدار عن لكن صــحيح، والشــرق الغرب حديث نعم اإلصالح، يزعمون

ــحة ــذا، ص ــداول الفكر عن يمنع ال ه ــول الكالم وت طريق ح يرصــدون كانوا المسلمين أن يشهد: على والتاريخ اإلصالح،

قــرن نصف منذ األمر عكس فما والشــرق، الغــرب غــزواألولية. مجاريها في المياه يجري بأن كفيل هو تقريبا، التاريخ في له فكم أشبه، وما بالجنون المصلح رمي وأما

ونحوه. بالجنون رموا الذين نجح وكم نظير، من

70

Page 71: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الفاضلة األخالقــنى أن الظــان يظن ربما البشاشة األخالق: هو حسن مع

ــاس، مع ــادرتهم النـ ــالم ومبـ ــة، بالسـ ــانعة والتحيـ والمصـ بهـــذا ليس األمر لكن واالستســـالم، والمداهنة واالبتســـام،

الحسن الخلق بل الســهولة، بهــذه الحــال وليست الهــوان،ــمس ــ ــعتها القلب، مطلعها شـ ــ ــوارح في منبثة وأشـ ــ الجـ

حقــه، حق ذي كل إيفاء إال ليس الحسن والخلق والمشاعر، مخلوقا، أم كان خالقا بعيدا، أو قريبا أو جمادا أو نباتا ــا حيوان

إنسانا، أو أم ماءا أم ترابا نورا. أم هواءا مــذهب، كل في اللســان تطلق ال أن الفاضل: هو الخلق

وال تغتــاب وال تكــذب، وال تسب فال مأتي، كل في تلجمه وال تقـــول وال تجـــرح، وال والتطعن تلمـــز، وال تهمز وال تعيب،

ــرا، ــأمر وال هج ــرا، ت ــدا، تهجو وال نك الكالم في تتخذ وال أحــدا، ــوض وال ملتحـ ــدر وال الكالم، أباطيل في تخـ ــدير تهـ هـــك، كــان وإن الحق تقــول الحمــام، ولو بالعــدل وتحكم علي

عن وتنهى الحســـن، بـــالمعروف وتـــأمر األقـــربين، على ولو الكــذب على ضــرك، ولو الصدق تختار القبيح، المحذور

نفعك.ــدها، في العين تحد أن هو ــرب ح الرذائل وبين بينها وتض

النظــر، تســرق وال خيانـــة، نظر أحد إلى تنظر فال بســور، في اللحظ وتســرح الحــق، وعالمــات الكــون، آيــات وتطالع حســرة، يــورث فيما السوم عن العين وتمنع الفكر، مجاري

مغرما. يعب أو ألما، يسبب أو غصة، يجلب أوــزم أن هو ــام األذن ت ــير، بزم في ســراحها تطلق وال الخ

ــد، ذم إلى فالتسمع المهلكة، المقافر عيب، إلى تصغ وال أح باطل، كالم أو تهمة، أو غيبة، أو بهتان، أو كذب، أو نقص، أو أو حــديث، لغو أو واش، وشــاية إلى تصيخ وال لهو، صوت أوــك، يفسد ما ــؤادك، يبتل أو قلب من ينفعك ما إلى وتســمع ف

وقصص الكبــار، وتـواريخ والثقافـة، والعلم والدين، الفضيلةواألخبار. والعظة واآلثار، والعبر العظام،

والضــــرب والخيانــــة، الســــرقة عن اليد تقبض أن هو

71

Page 72: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

من المحظـــور ونيل الرشـــا، وأخذ واللعب، واللهو واللطم،ــان، والجود والمعروف، الخير نحو وتبسطها المنى، واإلحس من األرملة ســـلة بها وتحمل اليـــتيم، رأس على بها تمسح

ــوق ــانية وتخــدم الــدار، إلى الس اخــتراع، أو بــيراع اإلنسوتخريب. ونهب وقتل وتطفيف الغش تخفيف، أو وتنظيف

تمشي العــام، للصــالح العمل في الرجل تستعمل أن هو وتحضر والعيال، األهل على للكد وتذهب الناس، حوائج في والمعاهد العلمية، والمدارس والفضيلة، األخالق حفالت في

األدبية.ــ القلب تحفظ أن هو ــ ــاس وهو ـ ــ ــ األس ــ رذيلة كل عن ـ

ترتــاب وال تــرائي، وال الشر، تنوي فال مهلكة، وصفة مردية،ــداء، تضمر وال تحقد، وال تحسد، وال الحق، في تخفي وال الع

واإلخالص، واإلحســان والمعروف، الخير فيه وتبذر البغضاء،ــوداد، والحب ــالح وال ــاد، والص ــجاعة والرش ــود، والش والج

والبسالة. والشهامة واإلنسانية، والحمية الفضــيلة الفضــيلة، وهو األخالق، وهو الجمال، هو هذا إن

هي والريــاء، المصــانعة ابتســامة تبتسم أن ال تعدل، أن هيتعاشر. من وسائر وولدك أهلك معاشرة تحسن أن

في تجلس ثم ويابســــــه، التــــــاريخ رطب تحفظ أن الــالس ــوز المجـ ــبق قصب وتحـ ــثرثرة في السـ ــل، الـ والنقـ

والطراوة. والظرافة والعيــون الجفــون وكسر بالســالم، اليد رفع تحسن أن ال في وتقع هــواك، شــاء ما تكــذب ثم والمجتمع، المحشد في

كبرياك. إليك يوحي ما الناس أعراض تغشــهم ثم األراقم، من الين بلســان الزبائن تصانع أن ال

بــالبغي ويشــير والنفــاق، الخديعة عقــارب عليه تــدب بقلبوالشقاق.

الخالء: في تعادي ثم المالء، في تصانع أن الــان أما فمطلي اللسـعسل به

زنـــابير القلـــوب أماوحيـــــــــــــــــــات تحت األخالق، علمــــاء يجعله مما غيرهــــا، ألــــوف إلى

والمحاسن. والمساوئ والرذيلة، الفضيلة عموديــزال وقع وكأنه العصــر، هــذا في اآلية انقلبت وقد في زل

ــيلة قائمة في ما فانتقل األخالق، أبنية ــ ــوان تحت الفض ــ عن

72

Page 73: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

المحاســن، عنــوان تحت المســاوئ قائمة في وما الرذيلــة، اسرافا، والكرم مخاطرا، والشجاع محتاطا، الجبان فسمي واليقين تمدينا، واالستهتار توحشا، والغيرة اقتصادا، والبخل أدبيــة، جــرأة والخالعة جبنــا، والعفة حريــة، والشك خرافة،

ــا، الصــادق وســمي ــا، والكــاذب أحمق والغــاش ذكي ــا عالم والناصح بالمكسب، الزمن. بمقتضى جاهال

صــفحات في يطــالع أو الغــابرين، تــاريخ في يقرأ من إن هناك المدائن: ان بعض ــة، في يغشون ال أناسا ال أو المعامل

خيرية، بجمعيات الضعفاء يرحمون أو معاشرة، في يكذبونــون أو ــاء يكرمـ ــاوة، بحفالت الغربـ ــدافعون أو الحفـ عن يـ

ــهم ــ ــهم نواميس ــ ــال، مدافعة وأعراض ــ ــدحون أو األبط ــ يم من تلك أن يخيل أن يكـــاد المســـيء، ويـــذمون المحسن على تتمتع لم تلك وإن اآلخرين، خياالت أو األولين، أساطير

ســـكان عن حكاية فهي يـــوم، بعض أو بيـــوم الكـــرة هـــذهوليلة. ليلة ألف أو ودمنة، كحكايات: كليلة قضايا أو المريخ، قدر ولو والجــور منبســطا، العدل أعيننا بأم رأينا أن يوما

ــة، واألمانة فاشــيا، والصــدق منكمشــا، ــا، والنصح ذائع بادي واألخـــوة معـــدوما، والجهل عامـــا، والعلم ظـــاهرا، والحلم

ــداوة شــاملة، ــة، والع ــدا، والمكر زائل ــا، واالخالص بعي قريب حين األعمى يــرى ما لرأينا مقبال، واالســتواء مدبرا، والنفاق

حيث نورا، بها فيستبدل الظلمة في كان من أو بصيرا، يرتد واألشـــجار والريـــاض، والمـــروج الفســـيحة، األرض يـــرى

والقمر الســاطعة، والشــمس الزاهــرة، والكواكب واألنهار، الجميلــة، والصور الزاهية، واأللوان الزرقاء والسماء البازغ،

ــدائق ــة، ذات والح ــالم من انتقل أنه إليه فيخيل بهج إلى عآخر. عالم

ــات لكن ــك؟ لنا وكيف وأنى؟ هيهـ ــية، والجهالة ذلـ فاشـ يخفي واحد كل فــترى متنــافرة، والقلــوب زائغــة، واألخالق

وذاك بالكــذب، ذاك يعامل فهذا سوءا، له ويضمر ضبا، آلخرــذه إال يدور ال مصالحه دوالب أن يرى وكل بالغش، يبادله به

األعمال. وتلك األخالق ونحن رحمتــه، من قنــوط وال اللــه، روح من يــأس ال لكن

اإلصـــالح، منهم تســـتمنح بعين المصـــلحين إلى ننظر بعد

73

Page 74: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

أن وساســـتها، وعلمائها وكتابهـــا، األمة قـــادة من وننتظر والزائغ النظم، من المعــوج ويقيمــوا ساعدهم، عن يشمروا

على ذلك وما الطريق إلى المتنكب ويرجعــوا األهــواء، منبعزيز. الله

74

Page 75: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

اإلسالمية الحكومة يقبضــها خليفــة، ســيطرة تحت المســلمين ممالك كــانت

ما ويحكم يشــاء ما فيها يــأمر وينشــرها، ويطويها ويبسطها، التي والقمة اإلسالمية، البالد لعامة األعلى المرجع هو يريد،

ــدر ــ ــ ــيول منها تنح ــ ــ ــات األوامر س ــ ــ والمناصب واألعطيــات، ــرق ال والعقوبـ ــرقها ذلك في يفـ ــمالها وغربها شـ وشـ

ــا، ــا، برها وجنوبه ــا، ســهولها وبحره ــا، مــدنها وجباله وقراه يخــاف كما البعيــد، جانبه يخــاف فكــان وصــحاريها، وأريافها في يتصــرف كما قاصــيها، في ويتصــرف القــريب، ســطوتهــا، ــار وإن دانيه ــائر، ث يخمد من إليه أرسل متغلب، غلب أو ث

أم مصــير المخــالف مصــير يكون حتى ثورته، ويطفي ناره،ــتي عمر ــار، بها ذهب والـ ــانت الحمـ ــوط فكـ السياسة خيـ

ــاد ــارف واالقتص ــودة إليها وما والزراعة والمع ــابع معق بأص الرقعة تكن ولم مــدها، شــاء وإن أرســلها شــاء إن الخليفة،

على يــتربعون كــانوا المسلمين فان قليلة، عليها يحكم التي ثالثة الخالفة هــذه امتــدت وقد العالم، في امبراطورية أكبر

عشر آل ســـالطين من الســـادس محمد إلى وانتهت قرنـــا انشــــــعاب العامة االمبراطورية يضر يكن ولم عثمــــــان، الصلة فان كان، مهما االنشقاق فان فترات، في المسلمين تجمع كــانت المحمدية واألخــوة واهيــة، تكن لم اإلســالمية

أشد كــانت ربما بأواصر والخليفة الملك أو الخليفــتين، بين صـــاحبه علو في أن فريق كل فـــيرى الـــرحم، أواصر من

انحطاطه. زميله انحطاطه وفي علوه،ــور ــذه كل في األساسي والمح ــدة ه ــ الطويلة الم في ـ

ــ الجملة ــرآن ــ ــنة الحكيم، القـ ــة، والسـ اختلف وان النبويـ األصــول بعض وفي بل الفــروع، من كثــير في المستفيدون

واآلراء المســلك في واحد بيت أهل كــاختالف كان ذلك فانعالئقهم. قطع يوجب ال

لم الطائفية أو المذهبيــة، االختالفــات القــول: إن وجملةــير باألمر تكن والمكانة العامــة، االمبراطورية حيث من الكث

رســول ببركة المســلمون بها فــاز الــتي العالمية المرموقة

75

Page 76: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

أحايين في ـ يجتمعان النزاع خيط طرفا كان ولذا ، اإلسالم الــتي النكبــات من نكبة دفع أو جامعــة، مشكلة لحل ـ كثيرةــذلك الشــواهد أروع ومن اإلســالمية، البالد تواجه كــان ما ل من تقدمه من إلى بالنســـبة علي المؤمـــنين أمـــير يفعله

يألو كان ما فانه الخلفاء، األمة مشاكل حل في جهدا ــا علمي من واحد غــير في إليه يرجعون أنهم كما وغيرهما، وسياسياــالرغم القضــايا مســألة في وبينهم بينه الشــقة ســعة من بالخالفة. إذ العـــالم، في امبراطورية بـــأول المســـلمون تمتع وقد حكومــتين يعــرف كــان اإلســالم شــمس بــزوغ قبل الكــون

ــب، ــرس، امبراطورية فحسـ ــروم، وامبراطورية الفـ أما الـ فصــــارت اإلســــالمية، االمبراطورية في ذابت فقد األولى إيران والعراق لمصر ما لها المسلمين، مسارح من مسرحا

وقد الثانيــة، إال تبق ولم عليهــا، ما وعليها وغيرهــا، والشــام مـــدنها من كثـــير تبع فقد الرفيـــع، اإلســـالم أما ضـــؤلت

كــالنجم آنــذاك المســلمون فكــان المســلمين، امبراطورية في تعيث وال العــابثين، أيــدي تنــالهم ال الســماء، في الزاهر

الخائنين. أرجل أراضيهم هــذا من األول النصف قبيل عـــزهم شــمس أخـــذت ثم

ــرن ــوال في الق ــذت األف ــرب فأخ ــرق الغ ــزو والش بالد تغ يشــنون وجعلــوا أنهكــوهم، حــتى فقطعة، قطعة المسلمين

فطفقــوا الــدفاع، مجــال لهم يبق لم حــتى الحــروب عليهم كل مزقــوهم حــتى الســتار، وراء من أمــورهم في يتدخلون االمبراطورية هــذه الدنيا خريطة من انمحت وبذلك ممزق،

ألنفســها تملك ال صــغيرة دويالت مكانها وأخــذت العظيمــة،حالهم. هكذا صار ثم المسلمين، أمر ذلك كان شيئا،

تنتفض اإلســالمية البالد أخــذت األخــيرة، اآلونة هذه وفيــاض ــفور، كانتف ــذلك ظهر وقد العص ــاس ب ــيص للن من بص

الخمود. أو االشعاع من الزمان له نوى ما يدري ال األمل، فـــازوا أمـــرين، عملـــوا إن المســـلمين ان أرى والـــذي

االنتقاضــات كــانت وإال إليهم، واالمبراطورية العزة ورجعت يســلم فانه صــقرين، بين العصــفور بانتقاضة شــيء أشــبهــادام بينهما ــازع م ــم، التن ــا، لو أما والتخاص ــارت أو اتفق ص

76

Page 77: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

العدم. برد العصفور فمصير ألحدهما، الغلبة فهمـا: الشـأن بهـذا ضرورتهما ارتئيت اللذان األمران أما

وحــدة بتكــوين وذلك بعض من بعضــها الــدول هــذه تقــارب باســتقاللها واحــدة كل تتمتع وان كلهــا، الــدول تشمل عامة حــال المســلمين، دول حــال تكــون حتى الوحدة، هذه تحت

الــذاتي باستقالله أهاليها من فرد كل يتمتع حيث واحدة، دار ومع وأصــدقائه، وكســبه وقعدتــه، وقومته وشــربه أكله في ودخــولهم الوحـدة، رابطة أسـرته أفـراد بسائر يرتبطه ذلك

قويــة، وألفة واحــدة، أم وأحضــان واحد، أب ظل في جميعا المتحــدة الــدول لهذه األساسي القانون جامع. وجعل ووداد

االجتماعية األحكــام مــدار يكونان بحيث والسنة، القرآن هو كــان كما والتبــاغض، والتحابب والعطاء، واألخذ واالنفرادية،

السابقة. اإلسالمية االمبراطورية في اإلسالم أن من المثقفين بعض به يلهج ما المغالطة ومن

األمــر، حقيقة يدركوا لم إما هؤالء ان الذرة، زمن غير لزمنــدون أو ــال في يتعم ــل، انتح ــون أن هل الجه ــالم ك ذا اإلس

من مليــــــــون ســــــــتمائة جناحيها بين تضم قوية حكومةــارة في والسنة، القرآن نهج على تعمل ،(45)المسلمين التج ينـــــافي إليهـــــا، وما والتعليم والتربية والعقوبة والسياسة والغواصة، والسيارة، والذرة، والرادار، والطائرة، الكهرباء،

وقصـــاص وسياسة ومعنويـــة، روح إليهـــا.. اإلســـالم وماــاد، ــيلة، وآداب وأخالق واقتصـ ــذكورات وفضـ ــادة، والمـ مـ

نــزاع، أي واألخــرى األولى بين يكــون وال واخــتراع، وكشفمخاصمة. وأية

يقع أن من أبسط ديــني، بقــانون المــدني، القانون تبديل ألمانيا إن الــذرة، أو العلم ينــافي بأنه يقــال أو حــوار، فيه

مــدنهم على يطبقــون ــا وفرنسا فرنســا، قــانون غــير قانون ممتلكاتها على تطبق ــا ــير قانون ــانون غ ــترا، ق ــذا إنكل وهك

وغيرها والهنــد، والســوفيت، وأمريكــا، إيطاليا، إلى بالنسبة اإلسالم قانون فليكن اإلسالمية. البالد في مطبقا

ــرب أوغل ــ ــرق الغـ ــ ــالمية، البالد في والشـ ــ وقلد اإلســـلمون ــزال وال أولئك المسـ ــزاعمهم مكهربة أدمغتهم تـ بمـ

م.2000 عام المليارين بلغوا المسلمين أن على تؤكد األخيرة االحصاءات)?(45

77

Page 78: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ينــافي اإلســالم المســلمين، بعض يــرى ولــذا االســتعمارية،ــرأوا ذكرناهــا، التي الحكومة الله قيض ولو والعصر، العلم ل

زعموا. كما يكن لم األمر ان

78

Page 79: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ولسان قلم ويراعه الجاري، الكثار: مقوله البشر معاجز من معجزانــاري، ــان من إن الس ــحرا، البي ــزا، القلم من وإن لس لمعج

األمر نهاية العــالم، ضــمير مثل على يطــوي الجاهل ضــمير على تنحــني الخطيب وضــلوع مفصــل، وهــذا مجمل ذاك

أشدق ذاك الفرق منتهى األبكم، ضلوع عليه تنحني ما شبيه فــؤاد عليه يشــمل ما على يشمل الكاتب وفؤاد ألكن، وهذا

ــراء على قادر ذاك ان التفاوت أقصى األمي، قلبه في ما إجهذا. دون طروسه بياض على مداده مع

ومن اجتمعــا، لو الخــير وغاية أهــل، ولكل ولســان، قلم، فكما كالمســلح، كــان يجــدهما ومن كاألعزل، كان يفقدهما

ــلح ان ــ ــيرته وأوالده، وماله وعرضه نفسه عن المس ــ وعش الكــاتب مثل كــذلك بالســالح، وقطــره، بلــده وأهل وأقاربه، لهــذا كثــيرة شــواهد التــاريخ وفي البليــغ، والمتكلم القــدير جلبت تكتب أو تلفظ كلمة فرب المقال، نقما، ودفعت نعما

حسرة. أورث سكوت ورب ويؤمنـــون ويضـــلون، النـــاس يهـــدى واللســـان بـــالقلم

ويفســـدون، ويصـــلحون ويمنعـــون، ويعطـــون ويكفـــرون، إليهمــا، احتــاج البشر هداية أراد فمن ويقســون، ويرحمــون

ــدأ كل إن عنهما، يستغني ال اضاللهم أراد ومن في انتشر مب على قــامت دولة وكل منتشــرا، الحــال في كــان أو العــالم،

فعــزم، فكــرة، أمــره بــدء في كان فعال، قائمة هي أو ساق،ــدأ، فسعة وجهد، فجهاد فقوة، فأنصار قلم، أو فنطق أو ومبــة، ممالك ــدأ أن وكما ودول ــان والدولة المب ــدء في يحتاج ب في يحتاجان كذلك واليراع اآللتين: المقول هاتين إلى األمر

إلى أقــرب مقــوال، يمــده وال قلم، يظله ال فــدين دوامهمــا،ــار أســالت تــدعمها ال دولة وكل النهــار، إلى الليل من االنهيــدها وال األقالم، ــ ــنة تعض ــ ــدعاة، ألس ــ عن بمحوها أذنت ال

الخارطة.ــالتبليغ، أمر محمد والرسول بالتبليغ، أمر موسى إن ب

79

Page 80: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

(46)الجزارين: هتلر ومن بالتبليغ، أمر علي المؤمنين وأمير

الدعايــــــة، على حث(47)وتشرشل الدعايــــــة، على حثــنين ــ ــة، على حثا(49) وروزفلت(48)ولي ــ إال ذلك ليس الدعاي

مما النفــوس في العميق التأثير من واللسان للقلم ما ألجل الدول إن األرض، أعماق في والدولة المبدأ جذور مد يورث التــاريخ، يشــاهدها لم التي الحربية اآلالت أقوى اليوم تملك يرصد تراها ذلك ومع الذرة، وهي قسطا اهتمامها من كبيرا

والدعاية. للتبليغ ومعنوياتها، ومادياتهاــاجون اليـــوم المســـلمين إن من أكـــثر هـــذين إلى يحتـ

المضـادة فالـدعايات مضـى، وقت كل في إليهما احتيــاجهم وغربهــا.. األرض شــرق من تنهــال وفروعه اإلســالم الصول

ــاد ــربي والعتـ ــالمية البالد ضد الموجه الحـ أدهش من اإلســـوفر وقلم.. فهل لســان المسلم نهضة وأول العتاد، فيهم يتالعامالن؟ هذان

غربية تراها االذاعـــــات، خطب إلى اســـــتمعت إن إنكــرقية، ــالمية أما وش ــل، فأقل فيها اإلس ــدوم، أو قلي ولو مع

إلى اإلســالمية رأيت المطابع، تخرجها التي الكتب تصفحتآالف! عشرة إلى الواحد نسبة غيرها

ذاك؟ ولمالمسلمين! نحن فينا والقلم اللسان توفر لعدم

ــة، ألمانيا م( زعيم1945-1889) هتلر أدولف)?(46 ــته أدت النازي الظالمة سياســام الثانية العالمية الحــرب نشــوب إلى ــام م. انتحر1945 ع ــاء م1945 ع أثن

برلين. حصارــتون)?(47 ــ ــيزي، دولة م( رجل1965-1874) تشرشل ونس ــ ــزب زعيم انكل ــ ح

الثانية. العالمية الحرب في الحلفاء نصر محققي احد المحافظين،ــنين فالديمر)?(48 ــورة م( زعيم1924-1870) لي الحــزب ومؤسس الروســية الث

الشيوعي. األمريكية المتحــدة الواليــات م( رئيس1945-1882) روزفلت فــرانكلين)?(49

الثانية. العالمية حرب في هام دور له والثالثون، الثاني

80

Page 81: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

األدب ال وبــئر ينفــد، ال كــنز فهو األدب، الحسب أفضل من إن

يـــزول، ال وكمـــال يغيب، ال ونجم التنضـــب، وعين تـــنزف،ــدانيها ال وفضــيلة ــبر ولو فضــيلة، ت ــبر األدب اعت ســاتر معت األدب وليس بموقع، الصواب من كان للعيوب، بحالة خاصــا

ــة، دون بل مكــان، دون مكــان أو زمــان، دون زمــان أو حال ولفتة العين، ونظــرة واألفعــال، األقــوال في اآلداب تجــريــد، ــيراع، ومرعف اللســان، واســلة الجي ــدوة، وجلسة ال الن ومـــراودة األصـــابع، وحركة النهـــار، ويقظة الليـــل، ونـــوم

العقل أن فكما لألدب: العقـــل، مثل المجـــامع.. وأقـــربــدخل ــيء، كل في يتـ ــه، شـ ــري فينظمـ حركة كل في ويجـاألدب. كذلك فينسقهما، وسكون، ونــدوة، منتــدى كل في تسيمها ال الناظرة: أن في األدب وان الفاغرة، والمآسد الزاهرة، والرياض وجلسة، ومجلس

ــرة من دار كل في تقحمها ال ــاب، الك ــاجم والب على بها وته الصــور بها تخطف ال وان البــارز، والجسم العــاري البــدن

ندامة. ويعقب حسرة، يوجب ما تختلس وال المستورة،ــامعة: أن في واألدب ــغي ال الس ــوم، سر إلى تص أو مكت

ــوى ــوز، نج ــتمع مرم ــا، يورثك كالم إلى والتس يجر أو هيجان إليك وأشجانا. محنا

من تنال وال األبرياء، بها ترمي ال الالفظة: أن في واألدب كل يعض العقــور كــالكلب تجعلها ال وان الشــرفاء أعــراض ينبغي حيث التطلقها وان وســري، ونــذل وبــريء، مجــرماالطالق. يرجح حيث تقيدها وال التقييد،

أو الناس، أموال إلى ترسلها ال الباطشة: أن في واألدب بها تخط أو بــاطال، بها تعين في بها تبطش أو زعافــا، ســمامورده. غير

تجلس وال تمتخــط، وال تبصق ال المجمــع: أن في واألدب أحــد، كالم أثنــاء تتكلم وال واتكــاء، وفتور وخيالء، كبر جلسة

وجه أو رجل أو بيد والتقلد بعين، تشــير وال وتهمــز، تلمز والحاجب. أو

81

Page 82: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

وال تصـــيح وال تنهى، وال تـــأمر ال العائلـــة: أن في واألدب البطش وأما تــزعج، وال تقطب وال للتوافه، والتغضب تعيب،

ــيران، الحمر أعمــال من فهما بالرجل، والرفس باليد ال والثاإلنسان. بني من العقالء

ــل: أن في واألدب ــواة يلفظ ال األك ــبه ما الن فمه من أش وأن اللقم، يكــبر ال وأن رفاقــه، أمــام من يأكل ال وان لفظا،مضغه. صوت يسمع ال حتى فاه يحفظ

وال يجــادل، وال يــثرثر، ال الــدرس: أن مجلس في واألدببشيء. يلهو وال كثيرا، يناقش

ويحــترم والغريب، الصديق يزور العشرة: أن في واألدب يحمل وال أخالئــه، نيل عن لســانه ويحفظ والصــغير، الكبــير

وديده. على عبأه وال يسب وال يمــاري، وال يبــاهي ال الكتابة: أن في واألدب

قعر إلى أخــرى ويــنزل الســماء إلى مــرة واليصــعد يتضجر،ــدأماء، ــالغ وال ال ــدح، في يب ــرق الم ــذم، في واليغ ويجعل ال

والتعصب. االجرة ال واألمانة، الصدق رائدهيغط. وال يكثره، وال يقله ال النوم: أن في واألدب قمامته يلقي وال جــاره، يــؤذي ال التجــاور: أن في واألدب

المناسبة. األوقات في ويزوره داره، عند واألخذ والكنس، الغسل في األدب من ذلك غــــــــير إلى

والـــزواج والنهي، واألمر والحضـــر، والســـفر والعطـــاء،إليها… وما والشراء، والبيع واالختتان، النفس ثالثــة: إما أشــياء أحد منبعه الغــالب في واألدب

وفضــيلة وآداب، أخالق ذات بطبيعتها تكــون الــتي المؤدبةــة، ــاحبة وأما وعدالـ ــة، وملكة جم، أدب ذي مصـ وإما رفيعـ

الخارج. مع وتطبيقها اآلداب، كتب مطالعة من االكثار نظر إذا اإلنسان فان يتأدب، ال ممن األدب، يستفاد وربما

يسـتنكر حـتى يـبرح ال السـخيف، الوسخ البذئ القميء إلى وتصغير، احتقار نظر فاعله إلى وينظر عمله، ويزدري فعله، ذلك ويفيده يتجنب، أن ينبغي وانه العمل نقص يدرك وبذلك

األدب…ــاذورة، الرجل نظــرت إذا فانك ــرت الق نفســك، منه تنف حسن إلى القذارة فتترك يحتقر، أن ينبغي مثله أن وعلمت

82

Page 83: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

وحسن الثرثرة، قبح أدركت الثرثار، إلى نظرت وإذا الخلق،ــمت، ــبت الص ــذلك واكتس ــمت، ب ــذا، الص ــذا وهك ــال ول ق

األدب؟ تعلمت منــه: عمن ســئل حين )بــوذرجمهر( الحكيم أن يمكن بل كلمــــة، من أعظمها لــــه« وما أدب ال »عمن

االنحــاء من أفضــل، االكتســاب من النحو هــذا يقــال: ان الفضــائل اإلنســان يــدرك إنما االنحــاء تلك في إذ الســابقة،

ان يعــرف من بين فــرق فكم عمال، يــدرك هذا وفي صورة، انتظره ثم بشيء، شخص وعده من وبين قبيح، الوعد خلف

وهكذا… فأخلف، حاجته، أبان في من مــدة عليه نفسه وقهر األدب، على اإلنسان داوم ولو

ــزمن، ــه، األدب يعلق أن يلبث لم ال ــوق بذهن ــجاعة عل الش رفيـع، أدب ذا فيكــون الكريم، بروح والكرم الشجاع، بنفس

إال شــيء في يتدخل ال إال شــيء من يخــرج وال أدبيــا، تــدخال للمتأدبين، قدوة ويكون أدبيا، خروجا ومثاال ــالبين، فذا للمط وكتابا واآلداب. لألخالق متحركا

الكــــرم، ككــــثرة األدب، مراعــــاة كــــثرة وليعلم: أنــة، الصفات من وغيرهما والشجاعة، إلى تنقلب ربما الجميل

في واالفراط اسرافا، الكرم في االفراط يكون فكما الضد، اآلداب، في االفــراط يكــون تهــورا، الشجاعة وســفها، قيــدا

في جلوسه خلواته في ونزاهة، أدب جلوس يجلس من فان يتعلم ال ومن العقــل، من الســخف إلى أقــرب كان النوادي،

ــباحة ــار، منافية لكونها السـ ــرب للوقـ ــفه إلى أقـ من السـ والشــيء محــل، موضــوع ولكل مقام، شيء فلكل الحجى،

ضده. إلى انقلب حده جاوز إذا

83

Page 84: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الدارسة ميــادين في الوحيــدة اآللة الســيف كان الذي اليوم ذهب والحمــير والبغــال الخيل كــانت الذي اليوم وانقضى الجهاد،

ــباب ــارق إلى النقل أس ــا، األرض مش ــرت ومغاربه وانحس قواعد بعض يعــرف أن العــالم من يكتفي كــان التي األزمنة

من وزمــرة والمنطــق، واألصــول والبيــان والصــرف، النحوــائل ــة، المس ــدابر، األمس كمضي ذلك كل مضت الفقهي ال

زمان. شيء ولكل شيء زمان ولكلــدورة، هــذه في العــدو يقــاوم أن يريد من إن وأن البد ال

وكــذلك والبــاخرات، والقنابل والطــائرات، بالمــدافع يتسلحــوم دراسته، منهج يصلح وان البد والتبليغ العلم يريد من ويق

ــوج ــه، مع ــعث ويلم بحوث ــه، ش وقته يقسم أن فالبد معلومــير ــذي القصـ ــنة أربعين على يزيد ال الـ ــال مهما سـ إلى طـ

للعلم وقسم وآدابـــه، بأدبه األســـبق للعلم قســـمين: قسم األول، القسم منهج في ويقتنع وأبوابــه، بفصــوله الحــديث

ويصــرف والبيــان، واللغة والصــرف النحو قواعد من بشيءــيراع اللســان على التطــبيق في وقته من األكــثر حــتى وال معرفة أمر وليعتــبر تطبيقهــا، من ويتمكن القاعــدة، يعــرف وضعت ما القواعد فان ذاتيا، التطبيق وأمر عرضيا، القواعد

لم الطيب وأبي كــالمعري ذلك في كــان فلو للتطــبيق، إال وعــرف بعلمه انتفع لو أنه كما القواعــد، معرفة عــدم يضره

ذلك. يفده لم القواعد،ــذا وبعد ــرف ه فليص ــطرا ــره من آخر ش معرفة في عم والتطــبيق، التمكن إلى تــؤدي معرفة والسفســطة المنطق المختلطــات عرفــان ال صــحيحها، من القضــايا فاسد وتمييز

والمخيالت. والمشبهات والنقل، بالعقل الصحيح الدين ومعرفة بالكالم ليبتدئ ثم اهتمــام من أكثر واألديان، المذاهب بمعرفة ذلك أثناء ويهتم

ما وبعد والمحــل، والحــال والعــدم، الوجود بعرفان القدماء الفقه أصــول في فليشــرع ذلــك، من كاف مقدار لديه توفر ال والخطــأ، الصــواب مواقع إلى واالهتــداء الحاجة قدر على

84

Page 85: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

على يكب ذلك وبعد االعمــار، بل للعمــر، المســتغرق القدرــيره، الحكيم الكتـــاب معرفة ــالم على يـــدل بما وتفسـ معـ

ــواهر، الظ ــتعينا ــبي عن ورد بما ذلك في مس ــترة الن والع وليس دليــل، عليه يــدل لم مما رجــال احتمله ما ال الهادين،

ارتئي: والذي سبيل، الظاهر من له المقام، هذا في يدرج أن يجب مما ،اإلمام بالغة نهج إن التاريخ ومعرفة واألخالق، الدين أصول فهم على معين فانه

ــالمي ــاهلي، اإلسـ ــذا وبعد والجـ ــير منهل فهو وذاك، هـ نمـ والصــرف النحو لقواعد وتمــرين واللســان، القلم الســتقاءوالبيان.

ــرآن جنب في وليجعل ــ ــاب الحكيم الق ــ ــريم، والكت ــ الكــامية، األخالق دراسة ــرين السـ ــا، التخلق وتمـ ومطالعة بهـ

ــا، لحــاظ مع المروية األحــاديث ما حين يصــبح حــتى درايته الفهم، قــوي الفقــه، جم المادة، غزير االستنباط، في يدخل

به تهوى أو الطير، يأخذه فال الكالمية، األساليب على مطلعاسحيق. مكان في الريح

ال واالقتصــاد، الــوقت بقــدر كال األمــور، هــذه أتم ولما المــواج، الفقه بحر في فليشــرع واالمتداد، االسهاب دخــوال

إلى المــوج واليأخــذه الجــرف، على يبقى ال حــتى متوســطا فال الغرق، محل ــا يأخذ قد كما حصــل، معرفة وال أبقى، وقت

ال فــتراه ذلــك، ـــ األزمنة هــذه في ـــ األكــثري بل األوحــدي، أربعين من يقطع المكاسب إال الفقــــــه، كتب من كتابــــــا

عمـــره، فحمة احـــترقت وقد والنكـــاح، والحج والطهـــارة،ــواه وأذنت ــعف، ق ــوال إن بالض ــاء أق ــرة تتم، ال العلم ودائ

إن الــرائي، يــرى ولذا اتساعا، إال تزداد ال والتدقيق التحقيق الفقه ربع على يــزد لم الفســيح، الميــدان هــذا في كتب من

الـــدين علم منهج هـــذا ــــ ونـــدر شذ من إال ــــ األكـــثر علىبمقدماته.

في موجه اتسع الـذي وهو العلم، من الثـاني القسم وأما في كـان وإن وبـدوي، قـروي كل شـمل حـتى العصــر، هـذا

يقرأ أن درسه فمنهج أيضا، الوجود من حظ له السابق شيئا والجمـــع، الضـــرب من التمكن على يعينه الحســـاب، من

الكســور إلى يصل أن إلى إليهــا، وما والتقســيم والطــرح

85

Page 86: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

والعشرية. االعتيادية يكـــون أن أراد لمن فهي والمقابلة الجـــبر مســـائل وأما

يصير أن أراد من ال فاضال، محاسبا جامعا.. عالما والمربع، المثلث لمعرفة به يتبلغ بما الهندسة، من وشيئا ويدرك واألحواض، الدور مساحة ليعرف والقطاع، والدائرة ونحوهــا، البوصــلة المختصــر، قديمه الفلك علم من وشــيئا

ــتطر، وحديثه ــ ــرف المسـ ــ ــدماء، كتبها بما القبلة ليعـ ــ القـ المتداولة والمقــاييس ألســنة على فعال من األدبــاء.. وشــيئا

ــاريخ، الجغرافيا ــان والت ــذين ف ــوم أصــبحا قد العلمين ه اليوالصغير. والكبير والفقيه، لألديب عنهما مناص ال ضروريين

بمقــدار إليهما وما والكيميــاء الفيزيــاء إلى تطــرق ولو يعرف الــتي ومروحته بــه، يستضــيء الــذي ضــوئه من شيئا

ومـــداره، وطائرته وقطـــاره وســـائرته الهـــواء، له تحـــرك والهــاتف والمكــبرة والمكــواة، والــبرودة الحــرارة ومــيزان أكــثر لكــان والمضخات، والفوتوغراف والالسلكي والمذياع

ــا، وأوسع معرفة ــرق لو أنه كما إطالع ــات علم إلى تط النب الحيــوان، تــركيب وعجــائب الطب وبعض اإلنسان، وتشريح

إزداد ــا ــماء، بإله علمـ ــثرت السـ ــدى قيمته وكـ ــاء لـ األقربـــداء، ــان والبع ــرء كل قيمة ف ــن، ما ام ــاع يحس الفلز وارتف

المعدن. جوهر بحسن كل في ويكتب مختصــرا، علم كل في يحفظ أن واألجــود

بقي ما ويبقى الســيار، كــالمكتب يكــون حــتى أســطرا، فنــار، الليل ــان وقد والنه ــاء ك ــلمين علم ــون المس ــذه يتبع ه

وزمان، وقت كل في الطريقة يعلم كــان حيث لنــبيهم تبعاالمنان. الله من بوحي كان، وما يكون ما

االجتمــــاعي، األدبي، الــــديني، المرجع هو العــــالم إن العــالم من الناس يريد وقد الفلسفي، التأريخي، السياسي،

أن يمكن فكيف والتفســـير، والجفر والرمل التعبـــير، علم فــان بعجب، منا الكالم هــذا وليس الفقه، من بضفيرة يقتنعــيرة الحظ من ــبي س ــلوات واألئمة الن ــاري )ص عليهم(، الب

وحقير. وجليل وكبير، صغير كل في إليهم الرجوع لرأى والعـــــروض كالتجويد نـــــذكرها، لم علـــــوم بقي وقد

في كـــان وإن بالزوائـــد، أشـــبه بعضـــها لكن والقـــراءات،

86

Page 87: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

فوائد. منها االغترافــابها يحتاج والمعارف، العلوم من ذكر ما إن وليعلم اكتس

ــاد، جد إلى ــمر واجته ــاعد عن وتش ــود، س ــرب فال الجه تغ إال نهاره شمس شـعر يشـيب وال باحثــا، الـدرس على مكبـا

إال ليله ــا ــا، مطالع ــان فاحص ــال كما العلم ف ــانه عن يق لسيقول:

بعضي«. أعطك كلك، »أعطني ومجـــامع ولبابهـــا، العلـــوم معـــالي إلى همه وليصـــرف

من ســواه ما ســبيل ســبيله العلم فــان وعبابهــا، المعــارف والحسن والســــمين، الغث على اشــــتمل الموجــــودات،

الســمين فليأخذ الحكم، وأطراف الكلم، وجوامع واألحسن، ثمنه الــذي الغث وليــترك أبــواب، منه يفتح الــذي األحســن،

التوفيق. ولي والله أجله، من المصروف العمر من أقل

والمحيط التربية الحي، الكــائن بحيــاة المباشر التــأثير كمــال لهما أمــران

والمحيط. هما: التربية وإنسان، وحيوان نبات من كان مهما تشــرق ال الــتي المســتنقعة األراضي في ينجم النبات إنــون الشــمس، عليها فيك أصــفرا ــدون ضــعيفا رواء، بهجة ب

ــارة ــق، ونضـ ــذا ورونـ ــات وهـ ــه، النبـ التربة في ينبت بعينـ ال الصالحة، وال مغيبهــا، عند الشــمس أشــعة فيعــدم شرقيا

ــرى فال غربيــا ــمس مطلع ي ــا، فيخضر الش ــتلفت بهيج يس تبـــدل عن نشأ االختالف وهـــذا القلب، ويســـتهوي البصـــر،

أن كما المحيـــط، العناية لهما هـــيئت لو القســـمين من كال لم وما ربي، ما بين الفــرق كــان الصحيحة، والتربية الكافية

في النــابت من المحيــط، هــذا في النابت بين كالفرق يرب،المحيط. ذاك

لقوامــه، مناسب موضع في ينشأ فالذي الحيوان، وكذلك في ينشأ الــذي عن يفــرق عــارف، مــرب تــأثير تحت وكــان ال ملموس أمر وهذا بتربيته، أحد يهتم لم أو يناسبه، ال محل

اثنان. في يختلف هــذه في يختلف ال الحيــة، الموجودات أحد وهو اإلنسان،

87

Page 88: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

تــأثير كــان ربما بل والحيــوان، أخويــه: النبــات عن الظاهرةــثر، أكـــثر فيه والمحيط التربية والســـواد، البيـــاض ان وأكـ

اختالف عن ناجمة اإلنســان أفــراد في والصــفرة والحمــرة ســوادا، أكــثر كــان المحور إلى أقرب كان فمن المحيطات،

والصفرة، الحمرة بينهما وما بياضا، اكثر كان أبعد كان ومن كما واألمزجــة، واألخالق، والشــكل، اللون في المحيط يؤثر

والصـــحة والقبح، والحسن والقصـــر، الطـــول في يـــؤثرإليها… وما والبالدة، والذكاء والمرض،

إليها يمت وما األخالق ناحية من كبرى أهمية للتربية وكذا تــأثير من أقل والشــكل اللــون في تأثيرها كــان وإن بصــلة،

ال الخــير، بحب عمــره فاتحة من الصــغير ربي لو المحيــط، كالشــمع الصــغير حبــه.. فــان ال الشــر، حب علم حبه.. ولو

غالب ذلك إلى ويرجع طبع، بكل ويتطبع شكل، بكل يتشكلــداد من متصــلة حلقها تزال ما التي الدينية التقاليد إلى األج حــتى وهكــذا.، األحفــاد إلى ومنهم األبناء، إلى ومنهم اآلباء،

أبنــاء نــرى ولــذا قاســر، حلقاتها بين ويفــرق قاطع، يقطعها االباحيــة، يتخــذون واالبــاحيين بالطبيعة، يعتقدون الطبيعيين

آباءهم، يتبعون والمسلمين، والنصارى اليهود أبناء من وكل هــــذه مثل في التقليد بحرمة العقل صــــياح من بــــالرغم

العقائد.ــة، التقاليد ومثل عــادة جــرت فلو العــادات، تقاليد الدينيــدغ، إلى اليد رفع التحية بجعل جماعة ــ أوالدهم، تبعهم الصـ

صــباح قــول أو الســالم، أو القبعــة، برفع جــرت لو وكــذلك لبنــاء األساسي كــالحجر فالتربية ذلــك، غــير إلى الخــير،

على ومحيطه ومعلمه أبـــواه علمه فمن العمـــر، مســـتقبل أمينــا، صار األمانة وعلى كذب، الكذب وعلى صدق، الصدق الظلم وعلى عــدل، العدالة وعلى خائنــا، صار الخيانة وعلىــا، األخالق فضــائل من هذه غير إلى ظلم، ومحاسن ورذائله

األمــور وخـير وفاسـدها األعمال وصالح ومساويها، الصفاتوخبيثها. األقوال وطيب وشرها،ــدعم الرائعة األمثلة ومن ــ عمر عن يحكى ما المطلب، ل

السبب عن سئل انه حيث المرواني، الخليفة العزيز عبد بن الناس أن مع المؤمنين أمير علي سب أجله من منع الذي

88

Page 89: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

األمــويين، دعايات جراء من يتناولونه كانوا العصور تلك فيــ الساحقة األغلبية لدى الموروثة التقاليد من أصبح حتى إال ـأمرين: لذلك العلة بأن فأجاب ـ الله عصمه من

كـــانوا حين انهماألول: ــاال ــ يقـــرأون المعلم عند أطف المكتب، في لســبه عادتهم جرت الدروس، وسائر القرآن

العزيز عبد ابن على استاذه اطلع انه ثم من ينــال وهو يومــا الله إن بلغك المعلم: هل له قــال المكــان، خال فلما علي

يــدل ما لك قال: وهل قال: نعم، بدر؟ أهل عن رضي تعالى تسب قـــال: فلم قـــال: ال، عليهم؟ ذلك بعد غضب انه علىــه، الله رضي علمت من ــه؟ ســخطه تعلم ولم عن ــال علي ق

ــر: قلت ــه: وهل عم ــان ل علي ك ــدر؟ في حاضــرا ــال ب ق عمر: بسيفه؟! قال إال الحرب تلك نار خمدت المعلم: وهل

أقربـــائي وأمر أمـــري من وعجبت نفســـي، إلى فـــرجعت يمنع ال وكيف الشــخص؟ هــذا مثل يسب والمسلمين! كيف

عجاب!!! أمر ذلك ان أحد؟ ذلك عن والدي كان انهالثاني: ــا كــالليث، يخطب مفوهــا، خطيب

إليه التفت انه ثم وأراد خطبته أتم فلما يخطب، وهو يومــــا يسب أن ــا ــاء مرســوم هو كما علي ــه، في الخطب رأيته أيام

كــأن ــا عن الكالم يقلع وكأنه ويتلجلج، ذلــك، عن يمنعه مانع اني ثم عارض له عرض نفسي: لعله في فقلت قلعا، لسانه فهو خطبــه، جميع في يكــون كــذلك فرأيته ذلــك، بعد جربته

اإلمام سب إلى الدور يصل فلما الجارف، كالسيل يخطب األمر هــذا من فتعجبت لســانه، ويتلجلج ويطمطم، يجمجم

خفي سر األمر لهـــذا يكـــون وأن وقلت: البد العجب، غاية عنه فسألت االستفسار، صدد في عني! وصرت يكتمه يوما

ضــلوعه، في بما يبــوح وال عــني، يخفي فرأيته السبب؟ عن والمواثيــق، العهــود مــني أخذ حــتى إصرارا، عليه فأصررت

ــأن أمــري، دخيلة من اطمئن ما وبعد ألحــد، األمر أبــدي ال ب من أتقاضاه الذي الراتب بدافع الشخص لهذا سبي قال: إن

فــان وإال ومنصــبي، مقــامي على االبقــاء وبحــافز الخليفــة، يمــدح أن يلــزم ممن وهو ، الله رســول خلفاء من اإلمام

ــذان األمران هما هذان ويهان، يسب أن ال ويعظم، ســببا اللــام سب من منعي ــويت قد وكنت ، اإلمـ الحين: ذلك من نـ

89

Page 90: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ولو االمكــان، أزمنة أول في ألمنع المنــع، من تمكنت لو إنيوثمين. غال كل منعه اقتضىــاريخ كتب ذكرتها ظريفة، حيلة السب لمنع احتال وقد الت

ــذه يهمنا مما وليس والســير، ــة، ه ذكر المقصد وإنما الكلم يــرى أن أحب فمن بالعمــل، التربية صــلة شــدة يــبين مثــال

ــير ــيربهم أوالده، في الخ ــحيحة، تربية فل ــه، بهم تقر ص عين عليها، كان الشعوب، خير تحب دولة وكل صدره، بهم ويثلج

وأدب وعلم ودين وأخالق، فضــــــيلة تربية تحت يكنفهم أنوثقافة.

90

Page 91: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

العمر رثاء واشــتعل كثب، عن الجــاثم المــوت شــبح ترائى وقد اآلن

قيظ حمـــارة عـــني وذهبت مســـوده، في رأسي مـــبيض وأخذ الشــيب، قر صــبارة جنبــاتي في وترقــرقت الشــباب،

يذوب العمر شيئا يبقى ال حــتى الخريــف، شمس في فشيئا الحــارة الــروح وانشــأت األخــيرة، الحفنة حــتى شــيء منه

تمطر النشــاط ســماء وطفقت تصــريدا، القــوة على تصــرد ال رذاذا، طال ــرا، وابال الــتي الفكر أراضي تعشوشب فال غزي

يسر وال مرعاه، ينجح ال نكدا، إال ربها باذن نباتها يخرج كانت مـــال من لديه ما أعز فقد من تنهد أتنهد وشـــرعت مـــرآه،

وجاه. وعلم وولدحياتي.. قمة وصلت وقد اآلن أقــدره الــذي الطبيعي العمر نصف وهو الثالثين بلغت قد

ــي، ــه، بيد واإلرادة لنفس ــدر؟ كيف أدري وال الل كما هل أنحــارة وأفــرح أخــرى، وأقعد مــرة أقــوم صــعدت؟ وأكــتئب ت

ويوقفني أمل يسوقني نحس، وينزلني سعد يرفعني تارات، ورضى وذل، وعز ومــرض، وصــحة وفقــر، غــنى بين يــأس،

وغضب.. عــل، من الســيل حطه صــخر كجلمــود انحداري يكون أم

بيــاض ومالئمة الضــعف، وهــدوء الشــيب، لين غــير أرى فالــعر، ــدهر لي خفي أم الش ــات بين ال ــتقبله طي ــائب مس الغ وآالما، شرورا وأسقاما، وأمراضا وضربا، وسبا وذال، وحبسا ومقصلة. وهونا

ــرك ــ ــدري ما لعم ــ تــوارق ــ بالحصى الط

ما الطــير زاجرات والفاعل الله تــترى، الشــيب نذر أخذت وقد اآلن، اآلخــر، تلــوى واحــدا

الثــاني يقــوم اللمــة، في أحدها يقوم فبينما األول، تلو وثانياــدغ، في ــالث الص ــون، في والث ــال كأنها العثن من مريشة نب

كي ترميها الشــيخوخة، أكمة وراء الكــامن المــوت مــرامي الغلب له ويكون الصراع، عليه تعضل فال المنة، هذه تضعف

العمر ســطور حياتي سجل في قرأت وقد اآلن، اللقاء، عن وجــده ووهــده، ونجــده وشــره، خــيره وتــذكرت المنقضــي،

91

Page 92: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

وصدقه واقامته، وضعته وترحاله، وحله وذله، وعزه وهزله،وقوته. وضعفه وغروره، وأمانيه وآماله، وأحالمه وكذبه،

ــذكرت كنت حين ت ــرد طفال ــحرور أغ أغصــان في كالش حــزن شــائب خــاطري يشــوب وال همــا، أحمل ال الريــاض،

أتـــرابي، مع ألعب وارتمـــاض، مضض يخـــالجني وال وألم، جــذالنا، إال أســتيقظ وال فرحا، إال أنام ال أصحابي، مع وأمرح

حزنا. فرحي بعد وال يوما، يومي وراء أرى ال صــباحا، الدرس إلى أغدو كنت حين يفعتي أبان وتذكرت

ــالطني وقد أكن لم إن الرفـــاق وشـــماتة العلم، خـــوف خـ أروح ثم حفظتــه، ما في ذهــني بي نــبى أو درســي، حفظت

ــدار إلى ال ــرا ــا، مستبش ــير فرح ــيران إليها أط ــام ط الحم وتــذكرت الكاهــل، عن والتالميذ المعلم تعب ألقى الزاجــل،

الفتيــان، من فــتى أعد كنت زمــان يجد الشــبان، من وشــابا والنقض، والحل والنقــد، والبحث والتعلم، التعليم في جــدي الحسـاب وأبـاحث أخــرى، النحو وأعلم تـارة، األصول أتعلمــا، التاريخ وأطالع زمانا، والهندسة حينا، وأمــارس والجغرافي

والفقه. الكالم بي؟ يمر كيف أدري وال الرابــع، دوري إلى وصــلت أنا وها دفعة الشــهب هــوى أم الســماء؟ في الزاهر الكوكب أمرور

ــاء؟ في ــ ــذا أدري ال الظلمـ ــ خطفة أدري وإنما ذاك؟ وال هـ إلى حــال من الــدهر وانتقــال األيام، تقلب وعجيب الزمان،

مستقبلي وبين بيني هو، كما يبقى وال أنا كما أبقى فال حال، وما وراؤه، ما أرى حتى تسلقه، واليعقل نقبه، يمكن ال جدار األقســـــــام بين لي يقسم وما الخطـــــــوط، من لي تخط

بنحسي أم فأغتبـــط؟ بســـعدي الطـــير أيزجر واألنصـــبة،ــأحزن؟ ــ ــاء أنامل وأتمد ف ــ ــري خط القض ــ خرائط في عم

األمل فأقصر تقصر أم البناء؟ وأحكم األمل فأطيل األعمالــدارك العمــل، في وأزيد ــات، ما وأت هو لما الحــزام وأشد فآت.ــأي لي علم ال ــ ــرين، ب ــ ــتطالع من أتمكن وال األم ــ ما اس

الـدنيا عمر ان أعلم ما كل المسـتور، الغيب ضـلوع احتــوت فكــأني امتــدت، وان انقضــاء إلى ومدته طــال، مهما قصــير

فوصــلت اليــوم، عليها أنا الــتي القمة هــذه من انحــدرت

92

Page 93: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

بقضــائه علي وقضى المنــون، داعي دعــاني وهناك السفح،ــير، ــا، معه الأرجو بترحــال علي وحكم األخ ال وبظعن رجوع لـــوداع يمهلـــني ال ربما وانه حـــتى اقامـــة، في معه آمـــال

يرضيني. وال يستعتبني وال أحبابي، واسترضاء أصحابي،

93

Page 94: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

المبالغة االضــطراب، جــائش نفسهم في يجيش الناس من قسم

ــاعر، إحدى بإعمال إال الطفائه ملجأ يجدون فال أن إما المش بيده يبطش فتكا يرفس أن وإما ولعبا، وحركة وضربا، وقتالــركض برجله ــة، ويحركها وي ــيغ أن وإما حرك ــام إلى يص أنغ

أو مدهشــة، منــاظر إلى ينظر أن وإما أشــبه، وما وأصــوات في لســانه يســوم أن وإما عجيبــة، أمــور أو مطربــة، منــازه

والخالء، الحشــيش في الماشــية ســوم واليــابس، الــرطب مقوله فيطلق وخفضا، رفعا واغراقــا، ومبالغة وشتما، وسبا

المســدود، التنور في المحبوسة كالنار الجائشة النفس فان تجد ال تتنفس حـــتى ثقوبـــه، بعض من تخـــرج أن من أبـــدا

ــذف ــذا الضــغط، من بها ما بعض وتق ــدأ ول إذا الغضــبان يه أعضائه بعض استعمل استعماال المعتاد. عن خارجا

لم إذا به يؤاخذ ال كــذب أنه إال الكذب، من قسم المبالغة ساعة في المسهر يبالغ فربما المعروفة، حدودها عن يخرج

فــوق إلى يخطو وربما البارحــة، نمت ما فيقــول الليــل، من وربما الماضــي، الشــهر في جفن لي غمض فيقول: ما ذلك

ــني الكــرى زار فيقــول: ما يغــرق ان الغــابر، العــام في عي وإن الــذوق، يستســيغها ال بشــعة مبالغة ـــ والحق ـــ األخــير

الواقع. وتنافي الحقيقة، تخالف كونها في الثالثة اشتركت المبالغ: إن يقول قد كفــا، كــالمزن أو جــودا، كالبحر فالنا

منه: أفضل أووتضحك(. تعطي وأنت ويبكي، يعطي )فذاك

البــدر، ليلة القمر أو الضــاحية، بالشمس وجهه يمثل وقدــ المســلمين يشــبه وقد ــ(50)مليــون ســتمائة وهم ـ بحفنة ـ

أعــدائها تجــاه الحفنة هــذه تصــنع ما قــدر فيقول: ما الكف،األلداء.

قــدر إال وكثيرهــا، قليلها المبالغة يترك أن للرجل األفضل الــذوق منه يتنفر وال الطبــع، ويستســيغه الواقــع، يستلذه ما

ــليم، ــال والـــذي السـ ــعر كراهة أن أخـ ــريعة في الشـ الشـم.2000 عام األخيرة االحصاءات حسب المليارين المسلمين عدد بلغ)?(50

94

Page 95: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ال التي التافهة المبالغات هذه أسبابها: هي بعض اإلسالمية،ــزال ــعراء ي ــتعملونها، الش أن واأللطف يس ــالغ من كال المب

ال الــدواوين، في والنــاظرين الســامعين ومن فيــه، والمبالغ هنــاك وان المقــال، كــذب يفوتهم مأربــا الشــعر جعل خفيــاــتاره ــدول، س ــة، أو رغبة من المس ــاطر، تفريغ أو رهب أو خ

بأوهام. متعة تحت يخفى أن من أظهر الواقع ان المبـــــالغ ويفـــــوت

ــواجب ــراق، المبالغة ح ــاتم أن نعلم كال إنا واالغ الطــائي ح هي بمــدائح الشــعراء مــدحهم ممن وفلتــان، فالن من أجودــاعر، فكر إليه بلغ ما غاية ــير إلى الش ــافهم من ذلك غ أوصــاطة في ــدة، البسـ ــدام والنجـ ــام، واالقـ والحسن واالقتحـ

والكمال. والعلم والحشم، والخدم والجمال، الشــعر، في المبالغ من أسقط فهو النثر في المبالغ وأما

أعذبه أو أعذبه، الشعر فيقول: أكذب ناصر الشاعر ينصر إذ يجد ال القــول في المبــالغ لكن أكذبه، وال األرض في ناصــرا

ــماء، في ــزال فال الس ــالغ، ي ــتى يب ــاس يعرفه ح ــذلك، الن بــون فتقتحمه ــارا، العي ــوس منه وتشــمئز احتق صــغارا، النف

المأل في فيعــرف واســتكبارا، أنفة المســامع عنه وتتجــافى ســماءا، واألرض درة، والــذرة قبـــة، الجنة يجعل ممن بأنه

دماءا. والقطرة اســـتقبال عن يقـــول برجل به مـــنيت فيما مـــنيت ولقدــاوة ــد، حف ــون وقد بوف ــدد اليك ــة: من أزيد المحتفين ع مائ الليل من هزيع لســهاد ويقول يزيدون، أو ألف مائة استقبله

ــام: انه بعض به ألم سن وجع من ــ ــيب االلم ــ الليلة في أصــة، لوجع مســـتمر بســـهر األولين من بأحد يـــنزل لم رباعيـ

حــدود تجاوز أظنه ما عالم عن يقول أن يبالي وال واآلخرين، من بعد ـــ بالصــراط يمر ال أنه ـــ الظن أحســنت لو ـــ أقرانه وأقــوم ذهنــا، أدق ـــ للوالية اصطفاه أو للرسالة الله اختاره وأقــرب ســليقة، وأعدل ذوقا، فيمن رأيت ولقد منــه، فهمــا المدرسين بعض تالميذ عدد جعل من الطبقة هذه من رأيت درسه أحضر كنت الحــظ! إني سوء ومن الخمسمائة، فوق من غــيرهم إلى العشــرين، عن عــددهم يتجــاوز يكن ولم

المبالغين.

95

Page 96: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

يرفع وال فصــال، ويقــول عــدال، يتكلم من إن فــوق شــيئا واالستناد عليه، االعتماد يكثر مأواه، دون ينزله وال مستواه،

مقل غــير وانه الوسط، بسمة الناس عند ويوسم قوله، إلى محور هو الشخص هذا ومثل محقر، وال معظم وال مكثر، وال

الحوادث ومقياس الرجال، وميزان األخبار، وقطب التاريخ، يوصــمون المــؤرخين بعض أن يرى فيما نرى ولذا والوقائع،

التعظيم أو التعــديل، أو الجــرح أو االكثار، أو االقالل بوصمة عن واليكتب موصـــما، إال ناقل عنهم ينقل فال التحقـــير، أو

االجتماعيــة، مكــانتهم تنهار وبذلك معلقا، إال كاتب أسفارهمالفشل. ويلحقهم ريحهم، وتذهب

وعــار هجنة المبالغة أن الكــاتب، وليـدرك المتكلم، ليعلم والنفوذ الناس، قبول إلى أقرب المبالغة ترك وإن ومنقصة،

وال تعالى، وإن اليعلو الباطل فان المبالغة، من أفئدتهم إلىــترك وأبقى، خير هو الحق وإن تكبر، وإن يكبر منهما كل ولي

منزلته. وأكبر سمعته، أحب ان المبالغةــريب ومن ــتي المناقضة الغ ــالغين، بين تقع ال ــذا المب فه وكل بالــدقعاء، يلصــقه حتى ينزله وذاك السماء، إلى يرفعه لكالم اليقـدر الجنــان، مضــطرب الفكــر، ضـئيل منهما واحد

بخســران بــاآلخرة ويبــوء حســابا، لقلمه يحسب وال ميزانــا، من رامه ما يحصل ولم والنـــاظرين، الســـامعين عن الثقة أعين في خصــمه وإنزال المصغين، أنفس في ممدوحه رفع

ــرين، ــ ــراق، يتطرقه مما إليهما ما أو المبص ــ ــينه االغ ــ وتشالمبالغة.

ــراق، والمبالغة ــ ــران كانا وإن واالغ ــ ــول في يظه ــ المق حفظ قلبه حفظ فمن القلب، منبثقهما أن إال والـــــــــيراع،

الخصــلتين: هــاتين بين وليس بنانــه، وأطراف لسانه اسالت فمن التمــرين، من الحاصــلة الملكة إال والمبالغــة، االعتدال

يفــرط فلم مــدة والميــل، الزيغ عن بنانــه، ولجم لسانه، زمــرط ولم الكالم، في ــ ــ وحصل للوسط وفق األقالم، في يفـ

ــة، ملكة على المبالغة بشــاعة فــيرى مســتقيم، وذوق عادلــا، ــه، االغــراق وقبح فيتركه ــذلك فيتجنب يصــبح وب ــا في أمين الحديث، شططه، يؤمن األنظار، في ثقة النقل، في معتمدا

ــون ولغطــه، مينه يخــاف وال ــاريخ به يفتخر ممن ويك إن الت

96

Page 97: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــا، كــان ــا، كــان إن والصــحف مؤرخ كــان إن والجليس كاتبمطلعا. كان إن والبعيد حميما، كان إن والتريب صديقا،

كــان فــان حــال، كل على جانبه يــؤمن ال والمبالغ مادحــا كــان وإن الجــوزاء، إلى الممــدوح أوصل ــا ــزل ذام إلى به ن

كــان وإن الغــبراء، الــثرثرة، أحب ان الحــديث في زاد نــاقال تبقى ال الــتي كاالرجوحة فهو االنتقــاص، راقه إن منه ونقص

ــترجح وإنما حــال، على والمــترنح والصــعود، الهبــوط بين تويسرة. يمنة يتمايل الذي

97

Page 98: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

والعمل القول فلــوال ومظهــره، ومبــدؤه ومصــدره، العمل منجم القولــول ــائم، للعمل يقم لم الق ــان وال ق ــاس له ك ــائم، أس ودع فلــوال المطــر، إلى البخــار كنسبة العمل، إلى القول ونسبة الوابل وال وجــود، للســحب يكن لم الصــاعدة، األمواه صغار

بموجود. القول وإن وحده، العمل في األثر القائل: إن يخطئ وقد

وبينها. بينه عالقة ال النتيجة، عن نازحــئت ولو ــذرة، الكالم قلت: ان ش ــجرة والعمل كالب كالش

لم الشــجرة ولــوال شــجرة، تكن لم البــذرة فلــوال الباســقة، العمــل، رجل ال القــول رجل يقول: فالن والذي ثمرة، توجد إخراجه يمكن ال القــول أن إال الصواب، من بمكانة كان وإن والقول الفكر يضم العمل اطار فان بالكل، العمل إطار عن

عن صــدورها أن إال جميعهــا، على تــترتب والنتيجة والعمل، والفكر بمرتبــة، أبعد القول.. فانه بخالف بالمباشرة، العمل

بمرتبتين. أبعد فانه لــوال أنه كما العمــل، رجــال يتكون لم القول، رجال ولوال

فعمــل، فقــول، فكــر، القــول، رجــال يتكون لم الفكر رجالفنتيجة.

ــهد ــذلك ويش ــام ل ــة، األندية من كل اهتم والدعاية الديني بــالقول الحكوميــة، والصــحف المــذياع فــان بليغــا، اهتمامــا

ــول، وشبه قول كلها أشبه، وما والمجالت والكتب أليست ق قول، كلها الوعاظ وعظة الشعراء، وألسنة الخطباء، خطب

األعمال؟ عن الناجمة النتائج كلها على وتترتب على منها كبــــير شــــطر وضع قد العقوبــــات أفليست على منها ســــخى قسط جعل قد والمثوبــــات األقــــوال؟

تلك فما ـــ الزاعم يزعم كما ـ أثر للقول يكن لم ولو الكالم؟وهذه؟!

ايمــاني بــالفكر وأؤمن بالعمــل، ايمــاني بــالقول أؤمن أناــرأيت معتبر، نظرة العالم إلى نظرت ولو والعمل، بالقول ل

على مبنية كلها والســـابقة الفعلية والحكومـــات الشـــرائع،

98

Page 99: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

القول. من أساس إال أمـــره بـــدء يكن لم(51)فبـــوذا مبدئه إلى يـــدعو رجال

ويســود الشــرائع من صــارت حتى قوى ثم فحسب، بالكالم العالم. أهل خمس على فعال

كيــان حطم حــتى قــوي ثم بلســان يدعو كان ، وموسىعظيم. ملك

بــدون يــدعو فكــان القــول، على شريعته بنى ، وعيسى الحاضر العــالم في ســاد حــتى دينــه، انتشر ثم وعــدد، عــددالعالم. أهل ربع من أكثر على

يــدعو فكــان القــول، على مبينة شــريعته كانت ومحمدــان المكرمة مكة في ــ ــب، باللس ــ ــدما فحس ــ له اكتمل وبع

ــدافعا، جاهد الناصر ــوم دينه ويعتنق م ــثر الي أهل ربع من أكالعالم.

ــال ــدين و)جمـ ــاني( الـ داعية من بأزيد يكن لم(52)األفغـــالقول، ــالح له يكن ولم ب ــان، إال س ــاس ذكر وقد اللس )عب

هو وغـيره: انه المعاصـر، المصـري العقاد( الكـاتب محمود األماكن هذه العلم: إن مع والهند، وإيران مصر حركات مبدأ غــير العالم. إلى أهل خمس من يقرب ما جوانحها بين تضمالكثيرة. األمثلة من ذلك أقـول: له بل المائـة، في مائة نـاجح القـول أقـول: إن ال

ــادة دولة، وتأسيس آخر، وهدم أمر بناء في الوافر الحظ وإبــاء كأديــان ســماوي دين وتشــييد دولــة، )عليهم الثالثة األنبي

ــالة ــ ــالم( أو الص ــ ــيرة هي كما بدعية طريقة والس ــ في كثومغاربها. األرض مشارق

رشــدا، أرادوا إن القــائلون، ويقــول المتكلمــون، فيتكلم التــــأثير أراد إن شــــرط رعاية المتكلم على يلــــزم ولكن

بمناســبة الكالم القــاء بمعــنى بليغــا، يكون أن وهو القريب، الكالم يكــون فال المصغون، يرتضيه ما على الظروف، ــا نابي

المسامع، عن المــدارك، عن بعيــدا موقعــه، غــير في واقعــا ال عليه ويكــون المــرمى، وينقلب النتيجة، تنعكس ربما فانه

ولد البوذية، الديانة مؤسس هندي، م( فيلسوف ق483-563) بوذا غوتاما)?(51والنيبال. الهند بين الحالية الحدود على نبلية أسرة في

الكتاب. هذا من14 الصفحة في ترجمته مرت)?(52

99

Page 100: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

له.ــرة العلة فهو العمل وأما ــأثير، المباش ــائم لكن للت به القــل، من أقل بل قليــل، ــذا القلي القائل بين النســبة تكــون ول

نحوها. أو األلف إلى الواحد نسبة والعامل،

100

Page 101: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

أ~ميــ أخجل كم ــاه يا ـ ــ أم ــديم، في كنت إني ـ ــرف ال الق أع

ــدرك، ــتي منزلتك أنزلك وال ق ــك، تليق ال حق أحترمك وال بــك، ــ ــون وال احترام ــ ــرك عند أك ــ ــك، أوام ــ ورغباتك ونواهي

ــك، ــ ــ واالزدراء، المهانة بنظر إليك أنظر قد كنت بل وطلباتوالكبرياء. بالعظمة أرمقك أن عوض من وعــانيت التعب، من أجلي من حملت ما أكــثر وما آه

كنت أبان حملتني فقد النصب، عندك: عيبة احفظ في جنيناــلوعك، حنايا بين ض ــال ــؤادك متص ــذي بف الرحمة منبع هو ال

والــذهاب والقعــود، القيــام عن بك ينوء ثقلي فكان والخير، فرحة مغتبطـــــة، راضـــــية ذلك تحملي فكنت وااليـــــاب، إال ــ جــنين وأنا ــ أزدد أكن فلم مستبشرة، ثقلـك، على ثقال

ــا ــك، على ووهن ــزددين، تكن ولم وهن إال ت رضــا، على رضــا صبر. على وصبراــاتي، وأزفت والدتي، اقتربت أن فلما آالم من تحملت حيــدرك وال بشر، يحمله ال ما والمخاض، الطلق أم إال قــدرها ي وتكبين مرة، تتنهدين السليم، تململ تتململين فكنت مثلك،

ــرى صــوتك، يسمع من كل يندبك مرات، الوجع شدة من وي تقدر تكن لم القابلة حتى آهاتك، إلى ويصغي لونك، تغيرات

محتسـبة، صــابرة كلــه، ذلك مع وكنت حاالتك، ترى أن علىــلين ــالى الله إلى تتوسـ ــهل أن في تعـ ــوالدة، عليك يسـ الـفؤادك. وثمرة عينيك، قرة ترين أن في إليه وتتضرعين

آه! : اللفظة هذه من أماه، يا أخجلني ما

فؤادك«. وثمرة عينيك، »قرة مــرة، ألول العــالم هــذا وزرت األرض، إلى ســقطت وإذ

ــادت استبشــرت ــك، تنســيك أن بي غبطتك وك فعلقت آالم وبكيت فــؤادك، وثلج عينيــك، بولدك وقرت بي، قلبك فرحــا

ــورا، وغبطة وسرورا، وحفظي، رضــاعي على كببت ثم وحبــامين ال فكنت علي، كلها حياتك فكرست ــتى تن ــام، ح ثم أنــذ، نومك أعمق من يوقظك ــ ــوتي اللذي ــ ــذي ص ــ ــرع ال ــ يق

101

Page 102: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

إياك. ازعاجي من أذية ترين ال راضية، فتقومين مسامعك

102

Page 103: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

منخل الحياة وكل حــادث كل على يشـمل أن من أضـيق التـاريخ صدر

ــرقم أن من أضن الكتاب وأوراق تافه، أو جل أمر كل فيها يــاظرين وأعين دق، ــامعين وآذان النـ ــدة السـ ــاة وأفئـ الوعـ

أو صـغر شـيء كل تحتـوي أن من أقصر النـاطقين والسـنةكبر.

ما لكل تكفي ال محدودة، فطرت والمشاعر المدارك إن للكــون الكــون. فــان يحتويه رحبــا، دفــترا وســيعا، وفضــاءا العــالم خلقة أول من الطــولي بعده في يمتد عريضا، طويال

بســطحها األرضــية الكــرة العرضي بعده وفي انقضائه، إلى سـعة قـدرت الـذي المهـول، الوسـيع الفضـاء بل وجسمها،

بين من احـــدى هي الـــتي مجرتنا وهي مجراتها من مجـــرة الضــوء ســير قــدر قطرها مســيرة بــأن والســدم، المجرات ــا ــوام، من مليونـ ــرة، تحجبه بصر يسع وكيف األعـ وأذن ابـ المشــاعر هــذه وفــؤاد شــكيمة، تمنعه وفم صــمة، تســدها

ــاريخ والدأماء، والبر والسماء، األرض طرائقها، إال ليس والت هذه تضم مما أكثر على يضم فال الحواس، هذه آثار من أثرا

المشاعر. ذو وهو الغش، ويطـــرح الســـهمين، يبقى منخل الحيـــاة

ما وهي المهمة األمــور من األنــدر إال تبقى ال فطبقة أطباق، عظـــــام ذلك أمثلة ومن الســـــاحقة، األغلبية أو الكل تعم

ــلين، ــار المرس ــلحين، وكب ــالهم، المص فربما ذلك ومع وأمث ـ معرفتهم، عن القلوب تضن يتمتع أنه العلم مع بــوذا، ـ مثال يعــرف ال التــابعين، من مليــون بخمســمائة العصر هــذا في

ـ اسمه األوســط، الشــرق في ـ به يتعلق ما سائر عن فضالــاحثين، من القليل إال ــبي البـ ــدنيا مأل ما مع محمد والنـ الـ

ــابعوه، صــوته، ــام هــذه في أحصــوا حــتى وت يقــرب بما األي ـــ ألمانيا أهالي من كثير باسمه يسمع لم(53)مليون ستمائة

في الغــالب أن مع ـــ العلمية البعثات بعض بذلك حدثني كما العمومية… والثقافة االطالع غزارة األيام هذه

م.2000 عام المليارين، بلغ المسلمين لنفوس إحصائية آخر أن سبق)?(53

103

Page 104: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــاء، المــراتب ذوي من المتوســطين تبقى وطبقة والكبري ما أو خاصة مدينة أو خـــاص، صـــقع بمعرفة يتمتعـــون فهم

إليها..ــغار تبقى وطبقة ــابهين من الص ــغ، الن ــذه والنواب هي وه

واالنزواء. الفناء فطعمة عداها ما وأما الباقية،ــنى، وبالعمل يبقى بالعمل الرجل ان ــ ــبر وبالعمل يف ــ يك

ــغر، وبالعمل ــة، هو إنما والعمل يصـ همته علت فمن بالهمـ لصــغائر استســلم همه ســفت ومن كــبره، وذاع عمله كــثر

ــور ــا، األم ــوم فال وتوافهه ــائم، له يق ــيره يحلق وال ق في ط المــرء ورد: »يطــير وقد والعظمــة، والمجد الكرامة ســماء أو أدركه شيئا، رام بجناحيه« و»من الطائر يطير كما بهمته،

بعضه«.ــا.. وســعيه عظيما، وعلمه بعيدا، اإلنسان هم فليكن حثيث

البقاء، أراد ان ــرآن: يقول والبهاء، للكبر ال لالقتداء بقاءا القإماما للمتقين واجعلنا(54).

.74الفرقان: سورة)?(54

104

Page 105: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الصراحة فــإذا منــه، اليــومي حتى كالمه وجه الناس من كثير يلوي

في ما يقــول أن ويريد آخــر، عن أجــاب شــيء؟ عن ســئل فال أمــر، عن يســأل أن ويحب غامضا، فيقوله نفسه، قرارة

ألمر ويستشـهد ويجمجم، يطرفه بل النظــر، بمصب يصــرح فيطمطم… كالم؟ عن ويستفهم فيؤدي،

هنا فيفعل فعله، ووجه اليوم هذا ويقوم آخر، وهناك شيئا بعمـــل، ويظهر آخـــر، بعمل وغـــدا ويبطن عمال آخـــر، عمال ويرائي ويفعل الواقع، يطابق ال شيئا يخفيه… ثم شيئا

فيقــرأ درسه، ووجه يقــرأه، ال ما ويبــدي يبديــه، فال كتابــا نفسه ويرفع هنـــاك، وليس عـــالم، موضع في نفسه ويضع

هناك… وهو علمي مقام عن إلى نظر أنه يظهر ثم مســتملح، إلى فينظر نظره، ووجه نفســه، بالبل ليخفي ذاهــل، وهو كتــاب في وينظر الســقف

ينظر أنه يظهر وهو شــيء إلى ينظر وال صــدره، وهــواجسفيه..

وبؤسه، ونعيمه وفقره، وغناه وغضبه، رضاه يلوي وهكذا وصحته ويقظته، ونومه وولده، وماله وأهله وصفته، ورفعته

من يقصد ســائل: ما عنه ســأل ذلك.. ولو غير إلى ومرضه، وال جوابــا، يتحــرى ال رآه إليــه؟ يعــود شي وأي االلتواء؟ هذا

ــدي ــبيال بنفسه هو يهتـ ــك، علة إلى سـ ــرن ولو ذلـ عمله قـــوي ــيره بعمل الملت يمشي ممن غ صــراط على وهو ســويا يعيش فهذا النتائج، حيث من بينهما، فرق يوجد لم مستقيم،

والســعة الضــيق فان كذلك، يعيش وذاك ضنك، أو رفاه فيواالستقامة. بااللتواء اليعلالن هو شاعر، كل ويحسه المس، كل يلمسه فرق هناك نعم

الثــاني، دون األول إلى بالنســبة يقالن واالعتمــاد الوثوق أن ويســتقيم سبيله، يستوي من قول إلى يركنون الناس فترى في يشــكوا لم وعد وإن بصــدقه، اطمــأنوا حدث فان قوله،

ــاه، ــوا نقل وإن وفـ ــة، كالمه مطابقة علمـ أبى وان للحقيقـ كــان فــان عملــه، اســتقام من بعمل ويهتــدون منه… يئسوا

105

Page 106: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

كان وإن بخرائطه، وثقوا مهندسا في اخالصه يــتيقنوا طبيبــا كان وإن والدواء، الداء وتشخيص الفحص صوابه رأوا حاكما

كـــان وإن والحكم، القضـــاء في بيعه إلى ســـكنوا تـــاجراــان األخر، أحواله إلى ويسكنون وشرائه… في الرضا رأوا ف

ــوا وجهه ــه، دخيلة عرف ــدت وإن قلب مالمحه على الغضــبة ب أدبر وإن وده، توســـموا أقبل وإن فـــؤاده، في ما تفرســـوا

عداه. تفرسوا ويعــرف شــره، يــؤمن الصــريح الرجل القول: ان وجملة

جوانحــه، عليه ضــمت ما ويكشف دخيلتــه، ويــرى أمــره، راحـــة!! وليس في منه فالنـــاس ضـــميره، عليه وانطـــوى

إليهــا.. إال وما والريــاء، والخيانــة، والغــدر، والغش، الكذب،ــدق الصريح فان الصراحة، وعدم االلتواء شجرة أغصان يص

ــابق ألنه ــ ــده، لما مط ــ ــراه، ما ألنه وينصح عن ــ ألنه ويفي يــير وهكذا ديدنه، ألنه ويخلص دأبه، ألنه يخون وال مسلكه، كث

االلتواء. عن الناجمة الذميمة الصفات منــراحة بين وليس ــواء، الص ــخة الملكة إال وااللت في الراســدء، ذي بادئ الصراحة مشاكل بعض وتحمل النفس، فــان ب على فتجــري بنفســه، الصــراحة تعلق حــتى يصــرح الصريح حركة وكل ورجوعــه، وذهابه ورجلــه، ويــده وعينــه، لســانه

واألمانــة، بالصــدق، النــاس فيعرفه منــه، يصــدران وسكون عنده، الصراحة حالة وتكون إليها، وما والنصاحة واالخالص،

ــواء كحالة ــاده، من عند االلتـ ــرق ال اعتـ ذاك أن إال بينهما فـملتو. غامض وهذا صريح

ــا، وال صراحة يسمى ال آخر شيء هناك ان وليعلم غموض يلتحق وال الصراحة، عن يتجافى بما المأزق عن الفرار وهو

من أفضل كان ربما الذي بينهما الوسط هو وهذا بالغموض، ال يحبــه، ال وهو لــه؟ حبه عن اإلنســان سأل فمن الصراحة،

فانه العــداء، إليه يجر حــتى الحقيقــة، بقوله الصراحة تجبره مهما عنه الســكوت أو الموضــوع، عن الخــروج لذلك يكفيــبيال، وجد ــ ــراحة ان شك وال سـ ــ يكلف لم مهما التامة الصـ

أمرها غــير آخر حــديث وهــذا أفضــل، االلتواء من أضر شيئاــديث ــواء حـ ــذي االلتـ ــالقلب، يعلق الـ ــاره فتظهر بـ من آثـ

والتلجلج. فكر بال عفوا، المشاعر

106

Page 107: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

يقال: إن فلم قتله، فأراد زمنه، سلطان عليه غضب رجال الرجل يجد يقع وال مكــروه، يصــيبه ال كي االختفــاء، من بــداــالب في ــ ــة، الملك مخ ــ يظفر لم الملك عقب وكلما الدامي

ــه، ــ ــ ــان ألنه ببغيت ــ ــ ــية يناله أن من أخفى ك ــ ــ الملك حاش يزداد ال والملك سنتين، مدة ذلك على ومضت وجواسيسه،

إال اليزداد والفتى إصرارا، إال طلبه في ثم وتســترا، اختفــاءا المطلــوب للفتى للملك: إن رجل قال األيام أحد في ان أبــا

تحضــره، أن رأيت فـان قـط، يكــذب وال يكــذب لم صـدوقا، عليه بالداللة يبــال لم مكانه علم فــان فتاه، أمر عن وتسأله أبا الملك أحضر الوقت وفي وكبيرة، صغيرة كل في لصدقه إال الوالد يتحــاش فلم ولــده؟ مكــان عن يســأله وأخذ الفتى

ــال: هو مكانه أراهم أن ــدار في وقـ ــة، الـ غرفة في الفالنيـ وشك ذلك من الملك تعجب النســاء، بزي متزي مخصوصة،

هناك أرسل أن يلبث ولم صدقه، في جنــودا وضــباطا قبضوا وقد متبشرين الجنود جاءت برهة وبعد عليه، للقبض

الفتى. علىــرى، الفتى وجه وفي مرة، الوالد وجه في الملك نظر أخ النظر يكرر وجعل إلى هــداه الوالد أن كيف وذهــوال، تحــيرا المحتــوم عقــابي يخــاف ليس أم يحبــه؟ أليس فتــاه؟ محل

قـــائال: رأسه رفع ثم ولـــده؟ على بحلوله يعلم كـــان الـــذي لصــدقه، كرامة لوالــده، ووهبنــاه الولــد، عن عفونا واكبــارا

الرهيب!!! الموقف هذا مثل في حتى لصراحته، والملتوي، الرجلين: الصريح، هذين أمر غريب من ان ثم

ــا، من وكبيرة صغيرة كل على يطلعون الناس أن فال أمرهم الواقع وضــعه حيث بل نفســه، يضع حيث الغــامض يضــعون

حــتى الخائن، يأتمنون فال ذلك، عن تعدوا ربما ثم والحقيقة، وال صدق، ما في حتى الكذوب، يصدقون وال األمانة، نوى لو

المـرائي، يقـدرون وال نصـح، فيما حتى الغاش، إلى يركنونــتى ــقط أخلص، فيما ح ــاس، أعين عن فيس ــوي الن في ويه السـابعة، السـماء في نفسه يرائي كان بينما سحيق، مهوى لف وإن يضـــيء، الـــذي كــالنور الحقيقة ألن إال ذلك وليس

يخسر وبهــذا الرذائل، من سوداء وأردية االلتواء من بلفائف ثقة كل الصــريح يــربح حين في حقيقتــه، حــتى الغــامض

107

Page 108: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

واعتماد. واطمينان وركونالملتوي.. ونذم الصريح، نمدح نزل لم إنا

الثاني؟ أو األول من أنا فهليكون.. ما أبسط من السؤال هذا على اإلجابة

ســاعات من ساعة بل حياتنا، أيام من واحد يوم فمراقبةــك، بكشف كفيلة اجتماعنا ــوء على الحظنــاه إذا لكن ذل ضالذات. وتبرير األنانية ظلمة في ال الحقيقة،

108

Page 109: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

التبليغ ــدأ كل إن ــاريخ عرفه مب فكر في يتجلى ما أول يتجلى الت

الظــروف من بــوحي أو ســبحانه، الله من بوحي إما إنسان، يجــري حــتى ينمو يــزال ال ثم ونحوهــا، االجتمــاع ومقتضيات

على مــداده مع يجــري أو المفكــر، ذلك لســان اسالت على أن إلى ورابــع، وثــالث، آخــر، إلى يتعدى ومنه يراعه، أنبوب

يمأل له ويكون األفكار، من جوا األدمغة. من مركزا يصيب قد كالبذر فانه كان مهما والمبدأ في خصــبة أرضــا

يصير حتى ينمو ثم فينمو وتربية، وشمس وهواء ماء شــجراــوة وثمار وجذور وفروع أغصان ذا طبيعة حسب مــرة أو حل

له يمتد فال األرض جــوف في بحجر يصــطدم وقد الشــجرة، يقلعه أو نــار، فيه إعصــار يصيبه أو فرع، له يرتفع وال عرف،كفايته. قدر والشمس والماء الهواء يصيبه ال أو قالع،

أصاب إن فالمبدأ خصــبة، وأدمغة موافقــة، أفكارا وآذانــا سامعة، فــآزره شــطأه أخرج كزرع كان واعية، وقلوبا

ــوفر لم وإن ،(55)ســوقه على فاســتوى فاســتغلظ تت خبيثة كشــجرة كــان بمــانع، اصــطدم أو الشــرائط، فيه

يبلغ ال أو ،(56)قرار من لها ما األرض فوق من اجتثتأوانه. قبل يحترق بل المرتبة، هذه

ــال كل وعلى ــالتبليغ ح ــادئ أســاس ف ــان، المب ثم واألدي في القــوة، فيســتخدم أنصــارا، وجد بعــدما المبــدأ، يتطــورالسماء. في وفروعه األرض، في جذوره ومد تنفيذه

في كحالها حاله يكــون ـــ المبــادئ أحد هو بما ـــ اإلســالم بل عروقه، وامتدت شجرته، طالت مهما التبليغ إلى الحاجة الضـرورية الحـاالت في إال القـوة يسـتخدم يكن لم النـبيــتي ــا، البد الـ ــان منهـ ــدعو فكـ ــبيل إلى يـ بالحكمة الله سـ

رأى فــإذا أحســن، هي بــالتي ويجــادل الحســنة، والموعظة أكيدا، عنادا وبغضا، وشحناءا يتعــدى حتى صبر وغال، وحسدا

يجاهد ثم اآلخر الطــرف شــرف دفــاع ويــدافع نــبيال، جهــاداــذا وفضــيلة، ــان ول ــير ك ــاس من كث ــه، تســتهويهم الن دعوت

.29الفتح: سورة)?(55.26إبراهيم: سورة)?(56

109

Page 110: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــربهم ــه، ويق ــؤلفهم خلق ــه، عطفه وي على حث وقد وحنان منهم فرقة كل من نفر فلـــــوال والتبليغ الــــــدعوة

إذا قــومهم ولينــذروا الــدين في ليتفقهــوا طائفة.(57)إليهم رجعوا يكن لم الــذي التبليغ في للمســلمين الكون أذن قد اليوم

فــرد يتكلم الــذي المــذياع لهم هيأ األقــدمون، آباؤهم يعرفه شـــخص، يكتب الـــتي المطـــابع لهم وأعد ماليين، ويســـمع

التعليم في الســـهل الطريق لهم ومهد ألـــوف، ويســـتفيدــة، مدينة كل في المــدارس انتشــار بســبب تعــدى بل وقري

والقفــار، الصــحارى في المــدارس فبــنيت ذلك عن األمراستغلوها. إن التبليغ، رقعة اتسعت وهذه وتلك وبذاك

مع التبليغ تــرك في ـــ تعــالى الله عند ـــ عــذر ألحد وليس ما مع اإلسالمية الحكومات تساعد ربما الوسائل، هذه توفر

ــدين جعل أو المــذياع، في الخطابة إلقــاء على فيهــا، في ال أو الجرائــد، إخراج أو والكليات، المدارس فتح أو المدارس،

المجالت. اصدارــارى لبـــاب يكـــون أن المؤسف من أليس األعظم النصـ

دين ويبلغ لغــة، بــأربعين العــالم مع فيه يتكلم خــاص مــذياع العهــدين، من آي ويتلو وأحكامــه، تعاليمه ويــوقر المســيحــق، ويشــرح ويفسر حــتى ذلك مثل للمســلمين وليس ويعل إلى الظلمــات من ويهدوهم والحكمة، الكتاب الناس يعلموا اإلســالم نــبي أخالق يــبينوا الحــرور، إلى الظل ومن النور،

ــرائعه وأحكامه ــاتيره وش ــه، ودس ــرحوا وقوانين قرآنه ويشالمستقيم؟ الصراط إلى البشر ويهدوا ويفسروه الحكيم،

بالتبليغ األمر وليس فــان شــخص، أو صــنف، إلى متوجها مريديــه، عن مســؤول والفقيه رعيتــه، عن مســؤول الملك

ــزوج ــؤول وال ــه، عن مس ــؤول واألب زوجت ــده، عن مس ولــذا ــ ــ ــنف كل وهك ــ ــ ــؤول وكلكم راع »كلكم ص ــ ــ عن مس

.(58)رعيته« أفكارنا عن ننفض أن المســـلمين نحن بنا الجـــدير فمن

الــدين تبليغ في ونشــرع المضــاجع، عن ونهب الخمود، قتام.122التوبة: سورة)?(57.36 ح35 ب38 ص75األنوار: ج بحار)?(58

110

Page 111: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

وعمل بقولنــــا، أخذ فــــان واآلداب، والفضــــيلة واألخالق،ــدئنا، ــعد بمب ــل، س ــعد العام ــل، وس ولم يؤخذ لم وإن القائ

بعد العمل تــرك من على الوبال وكان بقولنا، فنجونا يعمل،العلم.

111

Page 112: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

التعمق المقدمة في توافقا وإن النتيجــة، في متعاكســان أمــران

المعنويات. في والتعمق الماديات، في وهما: التعمق أورث المادية األمــور من شــيء في الشخص تعمق كلما بحثه وفتح علمــا، تعمقه ــا كــان باب ــك، قبل عليه موصــدا ذل وال جوهره، اليقدر ثمين بكنز ذلك نتيجة في يظفر ما وكثيرا الـتي المخترعـات من اليـوم نشـاهد ما وأكـثر قيمته، تدرك وذلك التعمــق، وليــدة العرم، السيل فيض الدنيا على تفيض

بــالفكر تــدرك وال بالمشاعر، تلمس ال أركزة الكون في ألن والتجربة والتنقيب، البحث الوحيد بابه وإنما المجـــــــــــرد،

ــوم، ازداد التجربة ازدادت وكلما والتقليب، ــاده المعل وبازدي هــذه تــاريخ في اإلنســان نظر ولو واالنتــاج، االخــتراع يــزداد فشــبت، فــترعرعت، ولــدت كيف وانها المستحدثة، الهنات

والتعمق الفكر تأثير بمدى آلمن الحالي، كمالها حد فوصلتوالعمران. والرقي المدنية في والتجربة

حـــــيرة إال فيها المتفكر يـــــزداد فال المعنويـــــات، أما غــير فانها بيــد، تلمس ال مما نتائجها ألن وذلك واضــطرابا،

ــذا العرفية، األلفاظ في التعمق بذلك ويحلق لذلك، قابلة ولــرى ــاحث أن ت ــير مب ــوم من كث فيها دخلت إذا اللفظية العل

إال التزداد التدقيقات تعقيدا واعضاال. وغموضا والنحو الصــرف مبــاحث من كثــير في بــاحث نظر ولوــول والمنطق واللغة ــ متعمق قلم نمقها مما والكالم، واألصــاه لما لوجد ــاهد ألف ذكرن ــاهد ش وش ــيرا اللف يقع ما وكث

العقيمة. التعمقات جراء من المسألة في والدوران منصــرفة، غــير العــرب اســتعملتها )أشــياء( لفظة إن

كذا، أصلها أن أما أقل، وال أزيد ال اللغة: العرب، في والمتبعــة، اليرتبط فمما كذا، صارت ثم كذا بها عمل ثم هو بل باللغ

في الحقيقة وعن الظالم، في الضـــياء عن بـــالبحث أشـــبهــام، ــذا: األمر األوه ــاه وك ــرفي معن ــوب هو هل الع أو الوج

في اليهم كالرجوع العرف، إلى فيه يرجع شيء االستحباب،

112

Page 113: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــذلك االستدالل أما هي؟ أين زيد ودار هو؟ ما الماء ان بأنه ل عهــــدة في القــــاء انه أو الوجــــوب، يفيد والطلب طلب،

ــف، ــك، نحو أو المكل ــبه هو فمما ذل ــاللف أش ــدوران، ب وال أصـــاب لقد اإلنســـان، يشـــمه جسم بأنها الـــوردة وتعريف العرف موارد وعلى اللغة، متن على اقتصروا حيث األولون

فربما ذلـــك، بعد الطريقة والتـــوت األصـــولي، المبحث في الحكم عن يبحث فهو يعرفــه، ال علم في نفسه الباحث وجد

ــإذا الفقهي، ــ ــرى ف ــ ــول في نفسه ي ــ آخر انه يظن ثم األص آخر انه يخـــال ثم الكالم، علم في نفسه فـــإذا المطـــاف،

حيث من يرجع أن اما ثم الحكمــة، في نفسه فــإذا الشــوطاليد. صفر يبقى أو أتى،

ــذي اللغز عن البحوث هذه مثل أثناء في تذكرت وربما ال )شــرقي( بعــدما ضد )القبلة( فقــال: هي عن بعضهم جعله وسلسلة والتصحيف، والقلب والتعجيم التعريب عليه أجرى

هكذا: الوصولشرقي.غربي.عربي.

ربيع.

بهار.

نهار.يوم.

موي.

شعر.

شعر.بيت.دار.راد.زاد.

توشه.القبلة. بوسه: وهي

وأما إلى باإلنســــــان ينتهي ما )الحكمــــــة( فكثــــــيراــار ــائق )السفســطة( وانك ــذا األشــياء، حق الجــدير فمن ول

113

Page 114: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ما إلى يجـــاوزوه وال علم، كل حد عند يقفـــوا أن بالبـــاحثين نفسه وحق العلم، حق أدى قد يكــون وبذا فصيله، من ليسواحد. آن في

العرب، استعمال موارد من أهلها ذكره اللغة: ما فمعنىالمعاني. بأزاء الكلمات

واألسماء. األفعال مشتقات الصرف: بيان ومعنى حيث من والجمل الكلمــات آخر النحــو: عرفــان ومعــنى

إليها. وما والجر والنصب الرفع وأقالم العــرف، لســان في يدور ما المنطق: بيان ومعنى

وأيها تنتج، أيها وان والفاســدة، الصحيحة القضايا من الناستنتج. ال

كالم بمراجعة والبالغة الفصــاحة البيــان: عرفــان ومعنىــورهم، منظــومهم في والممارسة العــرب تعلق حــتى ومنث بمقتضى فصــيح كالم من بها الشــخص يتمكن ملكة بالــذهن

التكلم. موارد في الحال األمر معــنى في العــرف مــوارد األصــول: اتبــاع ومعــنى

ــد، المطلق في عملهم وكيفية والنهي، ــ ــاص والمقيـ ــ والخـوالعام.

ــا، اثباتا الــدين بأصــول يتعلق ما الكالم: بيان ومعنى ونفيالعلوم. سائر حال وهكذا العقل، جهة من

والغاية الغــرض يالحظ إنما واضــعه يضــعه ما أول والعلم فيزيــدون آخــرون، أقوام يأتي حتى يزال ال ثم حوله، ويتكلم

علم موضــوع ويســتخدمون ويســفون، ويحلقون وينقصون، علــوم في عقيلة مســائل ويســتوفدون آخــر، علم لموضــوع

حب إال المعامالت هذه من الغرض وليس وبالعكس، نقلية، الــذين والتعمق التحقيق أو الناس، بعض في الذاتي الظهور

عن يخلع حــتى العلم يلبث فال طبعــا، المحققــون يشــغفهماــيب ثوبه نفسه ــيط، القش ويلبس البس ــا ــبه ال آخر ثوب يناسوذاك. هذا بين الطالب وقت ويضيع

ــان اللغة في التعمق ــامع بيـ ــابهات، بين الجـ وفي المشـ بتحشــية النحو وفي والفــرع، واألصل القلب بــذكر الصــرف

االصــطالحات بتكثــير المنطق وفي وفلتان، فالن بين النزاع عبد رأي بــذكر البيــان وفي الطــبيعي، الكلي ذيل وتطويل

114

Page 115: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــاهر ــ ــني والخطيب الق ــ ــتعارة في القزوي ــ ــة، االس ــ والكناي حد حــول الكالم بإطالة األصــول وفي والجــواب، واالشــكال

ــاء، آراء بـــذكر الكالم وفي الحـــرف، ومعـــنى األمر الحكمـ مئات إلى والمادي، المجرد حول والبحث الفالسفة، وأقوال

ــوف ــذه نحو من وألـ ــذكورات هـ إال يفيد ال علم كل في المـ البــاحث يخــرج الغــالب وفي الفكر، واضطراب البال، تبلبل

ــاب، عن اليد صــفر معرفة يريد من حــال حاله فيكــون الكت ويبحث يذهب ثم الخياط، سم من رزقه ليستقطر الخياطة،

صــنعها، من وأول منه، تصنع الذي الحديد ومعدن االبرة عنــيره؟ أم ادريس أهو ــاج روجه غ ــذي األول االحتي أوجب ال

عمر ومــدة ألمــاني؟ أو أمــريكي أو فعال، وصانعها اختراعه، في وهكــذا وشــرائها، بيعها ومظــان قيمتهــا، ومقدار االبرة،وغيرهما. واللباس الخيط،

ــارئ إن ــرف النحو ق ــاني والص ــروض واللغة والمع والع العــرب كلمــات منظــوم مطالعة بها اســتبدل لو والتجويــد،ــاء وقــرأ ومنثورهــا، رفع من منها البد الــتي القواعد ذلك أثن

صــار إليهــا، وما إليه المضــاف وجر المفعول ونصب الفاعل ملكة ذا األمـــور، هـــذه لدراسة المتداولة المـــدة نصف في

ــه، بين تمأل عربية ــ ــانه من تفيض جوانح ــ ــة، فيض لس ــ دجل المنطق ذلك ويشــبه الفــرات، جريــان مــداده على وتجــري

وغيرها. والكالم واألصولــذا ــادئ يرجع األمر وه ــدء ذي ب ــالالزم األســاتذة، إلى ب ف

التالميذ توجيه مســتقبلهم في يتمتعــوا كي صــحيحا، توجيهــا من يكونــوا بليغــة، وقلــوب فصــيحة، وألســنة قويــة، بــأقالم

العصر. ونوابغ الدهر، حسنات

115

Page 116: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

األحمقــان إن ــه، حــول المناحة اقيمت لو اإلنس يفترسه أو رحل فتجعلها داره في النار تقع أو عظمه، فيهصر الهصور الهزبر

بين أو يديه بين من العــذاب يأتيه أو الريــاح، تــذروه هشــيما في يجد يكن لم عليــه، عروشه على الــبيت يخــوي أو خلفه، لو ما مثل الحنجرة، قلبه يبلغ وال والضنك، الضيق من نفسهــاة همــوم من فيســتريح الشخص يموت باألحمق، مني الحي

وتحترق منه، مفر ال حيوان أنه فيرى األسد ويهصره وآالمها ويأتيه المصــيبة، عليه فتهــون تــدرك ال أنها فيعلم بالنار داره

ــذاب ــلي العـ ــدر بأنه نفسه فيسـ ــالم الله من وحكم قـ العـ الله حكم وكان بالمصالح، مقدورا. قدرا

العظــام، وتكسر الفؤاد، تمرد فهي األحمق، مصادقة أما األحمق ليس الفم، من وتفــور الــدم، وتشرب اللحم، وتأكل

وال اإلنسان، تصيب صاعقة وال تحرقه، نارا ــا، وال فقرا مرض أجد ولست فحســــب، األحمق هو وإنما على أثقل لفظــــا

ــدرك اللفظــة، هــذه من القلب أو إليها محسن أنك الهــرة ت وتفهم شــرها، يخــاف المصــيدة أن الفــأرة وتــدرك مسيء،

ــاقط النملة ــار مس ــدأب النث ــا، فت ــرف نحوه ــوان ويع الحي أن الحديد قفص في المحبـــوس المفـــترس يخدمه فالنـــا

ذنبه فيحرك الطعام، له ويقدم له. شكرا وتنصـــحه تضـــره، أنك يـــزعم وهو فتنفعه األحمـــق، أما نفعــا، ورائه من تريد أنك فيظن وتعلمه غشا، نصحك فيخال

قال إذا قوال من فــأنت تصــدقه لم فان تصديقك، يريد غلطا عمل وإذا الحقيقـــة، أعـــداء من أو أعدائه عمال يريد بـــاطال

أن تتمكن ال أو تحســده، فــأنت تمدحه لم فــان تحســينك،ــأنت تعــذره لم فان عذره، منك أراد واجبه ترك وإذا تراه، ف أن أرادك له ليس ما فعل وإذا العــــــــــرف، بمواقع جاهل

قدرها. األشياء يقدر ال ممن فأنت توافقه لم فان توافقه، مــرآة ال لنفســه، مــرآة تكــون أن القــول: يريد وجملة كــان وان ذلك شــاء إذا عمله من الصــغير فتكــبر للحقيقــة،

ــغر من الحقيقة بنظر عمله ــور، أص ــغر األم ــير وتص إذا الكب

116

Page 117: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

تعظم وهكذا جدا، كبير أنه يرى العقل كان وإن صغره أحب وإن يجعله أن يحب حيث عمله وتجعل تافهــا، كان وإن قوله

ــاك، يكن لم ــحك هن ــحك، إذا تض ــان في ولو ض ــاء، مك البك أمثــال من كثير إلى الضحك، موضع في ولو بكى، إذا وتبكي

بأحمق. بلي من يعرفها التي ذلكــرق وإنما األولية، مواده في غيره عن يزق ال واألحمق يف

المكتبــة، في مرحاضه بــني كـبيت فهو تفكــيره، طرائق في البــاب، مكــان الرواشن جعلت أو النوم، غرفة في ومطبخه األبيض، بالســمنت بــئره طلى أو الرواشــن، مكــان والبــابــمنت وغرفته ــود. ومن بالس لمثل عالج ال انه الظريف األس

يعــالج والحريق فيبــل، يعــالج المــريض فــان الشــخص، هذا الصحة، من عليه كان ما إلى فيرجع يعالج والغريق فيطيب،ــولج كلما األحمق لكن فيتعلم، يعلم والجاهل ازداد ع ــا حمق ولذا(59)هبنقة« من »أحمق آية عليه تنطبق أن إلى وبالهة،

واألكمــه، األبــرص قــال: »عــالجت انه المســيح عن يروي.(60)األحمق« معالجة عن وعجزت

ـ أدري فيما ـ أدري وال وتجنب منه، الفرار من أنجع عالجاــه، فرحه مواقع ــ ــدوه وقعدته وقومته وبؤس ــ ــه، وغ ــ ورواح

ومصبحه. وممساه الزقــوم شــجرة كأنها القلب، في تنبت شجرة الحمق إنــتي ــرع تطــول ثم الجحيم، أصل في تنبت ال تثمر حــتى وتف

والمسيء مسيئا، الحسن فيرى مشاعره، جميع في الحمق أبيضـــا، واألســـود قليال، والكثـــير كثـــيرا، والقليل محســـنا،ــا، والمحزن محزنا، المطرب ويسمع أصفرا، واألحمر مطرب قرآنــا، والتـوراة تـوراة، والقـرآن مــدحا، والذم ذما، والمدح

أنها فيتخيل المسك ويشم شـــعرا، والنـــثر نـــثرا، والشـــعرــتيت، ــورد حل انه فيخــال والمرحــاض عــذرة، انه فينظر والــذوق روضــة، ــامض وي ــوا، فيدركه الح ــالح حل فيزعمه والم

وهكذا. أملس، أنه فيتخيل الخشن ويلمس تافها، والشــرق أرضــين، نظــره في الســماوات تبدل وبالجملة

عريي. مثل)?(59ــار راجع)?(60 ــوار: ج بح ــرأت ،36 ح21 ب323 ص14األن ــه: )أب ــرص وفي األب

إصالحه(. على أقدر فلم االحمق وعالجت واألكمه

117

Page 118: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

عراقا. والشام رجال، والمرأة شماال، والجنوب غربا، سم في الجمل يلج حــتى له عالج ال الشخص هذا مثل ان

ــاحبة عن الشعراء بعض يحذر الخياط، من أشد األحمق مصــذيره ــ ــاحبة عن تح ــ ــول: ان األفعى، مص ــ يلسع األفعى يق

القلب. يلسع واألحمق الجسم، العلم، ينتحل ممن بــأحمق أنســى: ابتالئي ال أنســى، وإذا بالموضـــوع له ربط ال ما اآليـــات بعض من يســـتفيد فكـــان

ــا، ــرت إطالق ــهورة: ان الظريفة ذاك حين وذك المش ــدا أح كتب آية بكل لــذلك واســتدل اللحية، حلق تحريم لبيان كتاباــرآن في ــتدل الحكيم، القـ ــ فاسـ الـــرحمن الله بسمبــ

ــرحيم ــذه(61)ال ــة: أن به ــذي الله الكيفي ــمه ال ــذه اس بهــتى العظمة ــدأ ح ــتعان أو يبت ــمى أول في به يس الكتب اس

ــراد أظهر ومن الشــكر، حق يشــكر وان البد الســماوية، أف ال أن فيجب الله، خلق من واللحية خلقه، يؤذي ال ان شكرهبالحلق. تؤذى األول أخو كأنه آخــر، بــأحمق بليت أخرى مدة بعد ثم نقال

وبراعة فانشدت: وفهما، وعلما فعجــزت بــأحمق بليتعنه

بليت إذا فكيفـــــــــــــــأحمقين ـب نسب أو يكــبره، جــاه أو يرفعــه، مــال األحمق ساعد وإذا

ــادالكريمـــة: اآلية صـــدقت عليـــل، وسط أو طويـــل، تكــماوات ــ ــرن السـ ــ وتخر األرض وتنشق منه يتفطـ

وليس بصــحبته، وابتلي بــه، مني من على(62)هدا الجبال رمال منقطع أو الفلوات، وحش إلى ولو الفرار، إال عالج له

البراكين. جبال رؤوس أو الصحارى،

.1الفاتحة: سورة)?(61.90مريم: سورة)?(62

118

Page 119: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الع~مر

الخطا وبوسع ســراعا، العمر يخطو ــاال ــا، ال أمي فما ذراع األفول، إلى ويدنوا برحيل، يأذن حتى لمحة، أو لحظة إال هو إال بالضــحى، النهار وجه يفتتح فما وأصيل، وغدو ونهار، ليل

ــيل، يتجهم ــير وما لألصـ ــون يطـ ــها الكـ ــار، شمسـ إال للنهـ دالة يرفع ال الــذي كــالمجنون فهو البهيم، للليل ليســترجعها

يظهرها وال ليخفضها، إال دلوائه من فمن ليضــمرها، إال حينــا يختلس كأنه الزمــان، أقــدام وقع ســمع الساعة إلى استمع ويملس للفرار، الخطاء ــوذا، ويتســلل امالسا أن من خوفا ل

في كــالبرد فــالعمر معقب، يعقبه أو الهــرب، من أحد يمنعه وال شــيء، على يلــوي ال عجــل، على يــذوب التموز، شمس

وســاعة دقيقة، تتبع ودقيقة ثانية، تتلو ثانية السير، عن يقفــاعة، تعقب ــلخ وليل س ــار، من ينس ــار النه ــلخ ونه من ينس ويجمع أســبوع، ملف في الســبع األيام الكون يلف ثم الليل،

عشر االثنى ويشع شهر، في األربع األسابيع سنة، في شهرايبعثون. يوم إلى عليها ويختم علبة، في العمر سني ويلم

األقــدام، تدوسه تــراب واالنســان يــوم، شــمس تطلع آخــر، يــوم شــمس تطلع ثم واألنعام، الماشية عليه وتمشي

خضرة ويرتج بهيجا، يهتز نبات وهو يلبث ال ثم رجــا، ونشاطا فيســتبدل حــائم، طــير يلتقطه أو ســائم، حيــوان يأكله حتى

فيكــون اإلنســان يأكله ثم والحب، بالنبــات والــدم، اللحمــني من نطفة ــنى، م في يأخذ ثم تســوى، علقة يجعل ثم يم يموت ثم ويشيب، يشب ثم والرضيع، والطفل الجنين أدوار

وينقلب كان. كما ترابا وعز وتــرح، وفــرح ورفــع، خفض العمــر! فيه أمر عجيب

ال ثم وكمــال، ونقص وحضــيض، وأوج وضــيق، وســعة وذل، إال منها وليس مضت والجميع إال ليـال، تـذهب وال أيـام، تمرقبيح. سيء أو جميل، واتر: طيب ذكر

فكنبعده حديث المرء وإيما حديثا لمن حسناروى ــاريخ إلى نظر من ــار، لفت بعين الت ــذكار، لهو ال واعتب وت

119

Page 120: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الكبــار، والقضــاة الفخــام، واألمراء العظام، السالطين رأىــاد كــانوا قد ممن الكثار، والحكام ــاد، وساسة البالد، أوت العب وتنقاد الرقاب، لهم تثنى القصور، ويسكنون األمور، يديرون

يــدار وال بأحــاديثهم، إال الســامرون يســمر لم الصعاب، لهم وعددهم، وعددهم وبذخهم فرحهم كؤوس إال المجالس في

أحــدهم، بنحس الطــير ويزجر يرافــق، وذاك يحــارب، هــذا العز قمة إلى أحــدهم يصـعد اآلخــر، بسـعد الكــوكب ويظهر في حيث إلى مركبه عن اآلخر ويــنزل الــدوار، الفلك دوالب يزهر ولم قمــر، يغرب ولم شمس، تطلع فلم قرار، له الذلــذر ولم نجم، ــيان، طي في والكل إال فلـــك، تـ وثـــني النسـ

ظعنــوا، وال ســكنوا وال ذهبــوا، وال جــاءوا ما كــأنهم األذهان، باســمهم الطــروس على يجر ولم علم، لهم يرفع لم وكأنهييأسوا. ولم يتنعموا ولم يزجروا، ولم يأمروا ولم قلم،

وظــاهره وآخــره، أوله وهذا مقداره، وهذا العمر، هو هذا الخــاطف، بالبرق أشبهه من أصاب وسفله، وعلوه وباطنه، الطارية األفكــار أو الخيــال، أو األحالم أو العاصــف، والــريح ملك من كم يبقى، عــزه وال يدوم، بؤسه ال الجارية، والصور مــدقعا، بــات فقــير من وكم أســيرا، وأمسى أمــيرا، أضحى لم شــقي ورب الغنــاء، له يــدم لم غني ورب مرفعا، وأصبح

يــدري وال نزالهــا، والتســلم أحوالهــا، تدون ال العناء، به يطل ألحد قدر ولو يضحي، فيم الممسي وال يمسي، فيم المصبح

الحــدثان، طــوارق ينشــره وال والمكان، الزمان يطويه ال أن وتلك الشـاحنة، والفلك الطاحنــة، الـرحى هـذه إلى نظر ثم

مشاعره، يهلك عجبا، األمر من لرأى األنام، واختالف األيام،لبه. ويذهل

الزمــان، مار به مر قد أنه يرى حاله إلى نظر إذا اإلنسان وألفت، قــال: قــرأت ســألته؟ ولو مكــان، إلى مكان ولفظه

علي، وســادوا وســدت وافتقــرت، وغنيت وأبللت، ومرضت وقلت تــركت، ما وتركت فعلت، ما وفعلت وأوريت، ورأيت

ولم شــيء، يكن لم كأنه واآلن صمت، عما وصمت قلت، ما وال علوه وال شره، وال خيره وال مره، وال حلوه ال مار بي يمر

ــفله، ــلت وإنما س حص ــا ــابين: كتاب ربي، إلى كت ــا إلى وكتابــير، االختالف بينها كان وإن مجتمعي، ــاألول الكث اليغادر ف

120

Page 121: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

حقيقته على كال ،(63)أحصــاها إال كبــيرة وال صــغيرة أخذ والثـاني ومسـاويه، ومحاسـنه واقعـة، الخـير من ضـغثا فأكبره، وســجل فأصــغره، الشر من وضغثا حقــيرا، عظيمــا خطيرا. وضئيال

. 49الكهف: سورة)?(63

121

Page 122: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

إما خطوات، بضع إال النزع، أنة إلى اآلونة هذه بين وليســبر ما تمحق أن وإما الســيئات، من سلف ما تمحو أن من غ

الحسنات.. كان وإن الديار، سائر وألوان األعمار، سائر كتاب وكذلك

والمــذموم، والمحمــود والرســوم، الخطوط في فرق هناكــوي فملك ــدل، على كتابه يط ــير الظلم، على وآخر الع وأم

ــاتب المســاوي، وآخر المحاســن، له يســجل عنه يحفظ وك الزيــغ، وآخر االســتقامة، له يــرقم وحاكم الشر، وآخر الخير منــه، ينتفع وعـالم بالبخـل، وآخر الجـود، بطـابع يطبع وغنيــالغش، وآخر النصح، بسمة يوسم وتاجر عنه، يتضرر وآخر بهؤالء. غير إلى

رده، يمكن فال فــات ما فــات إذ جنــاح، على كل نحن وإذ عن نشــمر أن الجــدير فمن طمــه، فاليمكن بقي ما وبقي

ونلم أحــدثنا، الــتي الثغــور فنسد الممكن، قــدر الجد ســاعد الخلل ونصلح أبدينا، الذي الخرق ونرقع بددنا، الذي الشعث

تحوصه(.. أن الشق دواء )إن أظهرنا، التيــرص، ولنغتنم ــول الســحاب، مر تمر فانها الف والنق ــدا غ

ــأين، سيأتيك وما مضى فات )ما فان غدا، وبعد واغتنم قم فالعدمين(.. بين الفرصة

والعمــل، بالجد منوطــان اآلخــرة، وخير الدنيا، سعادة إن هلــك، بطيء وطــالب نجى، ســريع قســمان: ســاع والناس ماضــيه، يتــدارك وال ذاهبــه، يؤوب وال فائته، يرجع ال والعمر

مستقبله. يأتي بم يدري وال ويكفي نفس، لكل حاديــا من يــراه ما فــرد، لكل وســائقا

تقــوض وتتقــوض البنــاء، تهدم يديه، بين تتهدم التي األعمار ينظر وذاك عمــره، انســاب وقد صــديقه يــرى فهــذا الخيام،

ــد، يسمع وذلك أمده، طار وقد قريبه، إلى خفقت وقد بالبعيــل، أجنحة رأسه على ــاب األج ــاب، أدق بيد والحس ال الحس

ــة، الثانية حــتى تفوته ــاء، ســاكن عنه يــذهب وال والثالث الخبالماء. في ويغوص الهواء، في يطير ومن الصحراء، ونازح

122

Page 123: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

والقوة المبدأ كان مهما المبدأ إن أم خــيرا بــالقوة، إال له قــوام ال شــرا

بفساده لعلمهم ـ به يدينون ال الناس فألن الفاسد المبدأ أما لكــان القــوة يدعمه لم فــإذا ـــ قبل وإن يقبــل، ال بــأن حريــا

لكان ارتفعت ثم بالقوة الشواهد من ولعل ينهار، بأن حقيقا و)موســوليني((65) و)هتلــر((64))نــابليون( مبــادئ األمر لهذا

معــنى من لهما بما والقــوة باالرهــاب المبــدأ قــام حيث(66)قواهم. بانهيار انهارت ثم متسع

قام ولو الصالح يدرك ال البشر فألن الصحيح، المبدأ وأما التقاليد عــارض ما إليه ينســاب ال أدرك ولو دليل، ألف عليه

ســيؤدي مما آخــرون، اضــطهده إليه انســاب ولو والعادات، المبــدأ اعتنــاق تكــافح أخــرى عوامل هنــاك ثم رجوعه، إلى اآلخــر.. المبدأ أرباب كفاح وهو الكمال، طرف في كان وإن

ال فانه المعتنق، عاتق على ثقل فهو خف مهما المبدأ وكون فــرد، لكل اآلخــرين، أضــرت ما حــتى المطلقة الحرية يــتيح الجماعة ومصــالح الفــرد مصالح بين التصادم يقع وأن فالبد وراء يمشي كي عنقــه، عن المبــدأ الفــرد خلع إلى ينجر مما

صالحه. وغيرهم األديان أصحاب من أمثلة لذلك التاريخ صاغ وقد

لما ثم إليه، ملتفت غير القوة تدعمه لم ما المبدأ كان حيث النــاس، إليه آوى ـــ صــنوفها اختالف على ـــ القــوة عاضــدته

دعى الزبالــة، على الفــراش تهــافت عليه يتهــافتون وأقبلوا لما ثم قليــل، نفر إال به يــؤمن فلم أعــزل، الله إلى عيسى

ــدأه، القــوة ســاعدت األرض غــرب في رقعته يوسع أخذ مب يكن فلم عمـــره من برهة دعى محمد والنـــبي وشـــرقها،

امــبراطور بونابرت، أسرة من أجاكسيو في م( ولد1821-1769) نابوليون)?(64 ،1799 والثانية1794 األولى إيطاليا حملة في ( اشتهر1815-1804) فرنسا

(.1799-1798) مصر على حملة قادالكتاب. هذا من101 الصفحة راجع ترجمته، سبقت)?(65ــنيتو)?(66 الحــزب أسس الفاشــية، إيطاليا م( زعيم1945-1883) موســوليني ب

ــام الفاشي ــور هتلر مع أنشأ م1919 ع ــرلين روما مح ــام ب أعلن م،1936 ع عــام ســقوطه إلى أدت قواته هزيمة ولكن1940 عــام الحلفــاء على الحــربم.1945 عام خصومه قتله م،1943

123

Page 124: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

وتعــزز هــاجر وبعــدما قبــل، من أخيه نصيب من أكثر نصيبهأفواجا. الله دين في يدخلون الناس رأيت اإلسالم، جانب

ــدأ أخذنا ولو المبدأ، دعامة القوة القول: ان وجملة بال مبــوة هناك كان لو انه كما ينهار، بأن فجدير قوة ــدأ بال ق لم مب

استقلت ولو القيام من تتمكن يوم.. بعض أو يوما الرسـول زمن في القوة مبدؤهم يدعم كان المسلمون

الخالفة زمن في الحلقــات تــوالت وهكــذا الهجرة، بعد حقــا أم عباسية أم أموية ام عمرية أم بكرية أبي باطلة، أم كانت

قائمة تــزل لم والقــرآن اإلســالم قــوانين كان ولذا عثمانية، تلك الخلفاء فهم اختلف وإن أخرى، أو بنسبة ولو ساق على

هذا أفاد كان وإذا المبادئ، شيئا، وذاك شيئا ــيرا كــان ما وكث فســـيكون السياسة قـــوالب يفـــرغ الـــدين أذن في شـــنفا

زوجه، رقبة في وقالدة الخليفة، ــه، على ووشاحا لكن جاريت هو واالتفاق واالختالف الثقافة ومنبع قائم دين هو بما الدين

وراءه الخليفة نبذه وان الحكيم، القرآن في خال حين ظهريا في المسلمين حال وليس ومغنيه، وأنبذته وجواريه، بندمائه

المبــادئ، يعتنقــون الــذين الملــوك ســائر حــال إال األمر هذا قميص تقمص أو خليفــة، لباس في تجلى البشر هو فالبشرقيصر. مجلس جلس أو كسرى، طيلسان لبس أو الملك،ــار جناحه عن ونفض القــرن، هذا في عينه الغرب فتح غب

في ما أحــوال عن ليتأكد عينيه، على يديه يمد وأخذ الخمود، الفرصة لهم أتــاح وهذا نائمون، المسلمين قادة فإذا الكون،

ــدخل ــراد الــذي الحق بلفظ المســلمين شــؤون في للت به يــل، ــاهر الباط ــوي الخالب والظ ــار، من آخر على المنط الن

األمر أول قطعوا عثمان آل مملكة من أفالذا ومعاهدة حربا ـــ والــترقي االتحــاد ـــ الدســتور جمعية أسسوا ثم وغيرهما،

وتتبعه الحميد عبد بين إال الحــــــــرب تكن لم الحقيقة وفي الغــرب، دول وبين وقضيضــها، بقضــها اإلســالمية الخالفة

اإلســالمية الوحــدة فصــارت األول، ســقوط عن وتمخضت بين مبعــثرة أشــالء المبــدأ، تــدعم الــتي والقوة المتماسكة،

الخــديو، فيها يتصــرف ومصر الحسين، فيصل يملكها عراقــاز ــ ــعود، فيها يتقلب وحج ــ الله عبد بزمامها يأخذ وأردن س

ــين، ــ ــان، ودمشق الحس ــ ــال ودروز، ولبن ــ ــويين، وجب ــ العل

124

Page 125: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــة، من هذا وفلسطين، واسكندرونة، أخــرى ناحية ومن ناحي الهند يشــملهم الــذين االبعــدين المســلمين شــمل تشــتيتــدينون كانوا ممن وغيرهما والصين على العثمانية بالخالفة ي

ــبح بينهم، بعد ــادت أن بعد تركيا وأصـ عنها تزيد ال البالد، سـ أو عدة، أو عددا نفوذا. أو سالحا عن ينم تــدخال التنبــاك انحصار باسم إيران في تدخلوا ثم

قصــته في(67)الشــيرازي اإلمام تحريم يفد ولم مقاصدهم، ويتبعه الغــرب مع الملك كان فقد الشيء بعض إال التاريخية

طبعا. الدولة رجال الفسـيحة، اإلســالمية الخالفة الـدعامتين هـاتين وبانهيــار بقواعـــده، اإلســـالم انهــار االيرانيـــة، الشــرعية والملوكية القوميــة، الهمســات وجــالت الطائفيــة، النعــرات وارتفعت

ــلمون وانقلب المسـ ــا ــذت عقب، على رأسـ ــوانين وأخـ قـ تــارة ذاتهــا، حــول وتنكمش نفســها، على تتقلص الشــريعة

ــة، باسم ــرى الرجعيـ ــمة وأخـ ــة، بسـ بطابعة وثالثة الخرافـ ـــ زعمهم على ـــ أصــلح كانت التي الغرب لقواعد مناقضتها العلم تنـــافي انها بقـــول ورابعة الســـائر، الـــزمن لمـــوكب

والســائرة والتلفزيــون والراديو والمــاء الحــديث: الكهربــاء الحيــاة، في منها البد وهــذه إليهــا، وما والبــاخرة والطــائرة

ألحد حق وال ذلك كل بعدها… وما والسادسة خامسة وهكذا إلى ميزانها مــال قد القــوة إذ المــزاعم، هــذه عن يسأل أن

أخيه، يحارب المسلم أخ وهو المسلم فأصبح الغرب، جانبــواد بينما ــارب من يـ ــوله الله حـ ــول ورسـ إال أردت ان ويقـ

الحسنى. المسلمين، أصابع عن والدين الملك خيوط خرجت وبهذا

ولم واحــد، وقت في ودنيــاهم دينهم على يبكــون فأصــبحواــديهم يبق ــزمن، ركب مع المزعــوم التقــدم ل يلبث لم ثم ال

المسلمون الخداع ورأوا عينين، لذي الصبح أسفر حتى زمنا الغــرب لهم يســمح فلم أيضــا، هــذا في وال عمرانيــا، تقــدما

ــناعيا، ــا، وال ص ــانت فبينما غيرهم ــراق أرض ك ــمى الع تس أصبحت وخضرتها، عشبها لكثرة االسالم، أوائل في السواد

المعــروف ، الشــيرازي حسن محمد الســيد اإلمــام األعلى الــديني المرجع)?(67هـ(.1312)ت: الشهيرة التنباك قصة صاحب الشيرازي، بالمجدد

125

Page 126: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الكــواكب وتظللها يوم، كل الشمس تكسوها البياض، أرضــرة ــة، كل الزاه ــدان وبينهما ليل ــبان كانا الراف ــذهب يص ال

ليزيــدا البحــر، في ينصــبان أصبحا العراق، أرض في األحمر مائــه، على ماءا يســمح لم وهكــذا أســماكه، على وأســماكا مصــنوع، صــناعة أو مخــترع، اختراع أو معمل، استيراد لهم ذلــك، على والغرامــات العقوبــات فجعلــوا األمر عكسوا بل

ــزل ولم ــلمون ي ــامهم المس ــالمية بأحك ــاط في اإلس انحطاليوم. بعد مصيرنا يعلم وال هذا، يومنا إلى وانهيار

ــذي الوحيد والعالج ــ ــة: هو في يمر الـ ــ ــوع المخيلـ ــ رجـ تفــرقت وان واالئتالف، الوحدة من كانوا ما على المسلمين هي وهــذه ألســنتهم، واختلفت بالدهم وتباعــدت مــذاهبهم،

حتى المسلمين كيان عليه اإلسالم نبي بنى الذي األساســوا ــماء في تحلقـ ــروا المجد سـ ــرب بين أجنحتهم ونشـ الغـ

ــار حتى الهجير مهد في الجديد الوليد هذا وكبر والشرق، صــادر ــدين، )فــرس قرنيه يب وبقى قــرن، ربع في وروم( العتي عشر ثالثة زهــاء ــا أعــداؤه أراد كلما متماســكة، وحــدة قرن

والمنجـــنيق النـــواة، الفم لفظ رفضـــهم بالده في االيغـــالالحجر.

واألحمرية باألبيضية الشكل وتباين اآلراء، اختالف كان لو والحجازية بالصـــينية البالد وتباعد واألســـودية، واألســـمرية وحــدة وعــدم والتونســية، والجزائرية والعراقية والمصــرية

تــــــوجب والتركيــــــة، والهندية وااليرانية بالعربية األلسن الواحــد، القطر في البالد اختالف لكــان والتجانب، التضارب

ــاين ــدة في المحالت وتب ــايرة الواحــدة، البل ــدور ومغ في ال تــوجب الواحــدة، الــدار في األفــراد وتعــدد الواحدة، المحلة

المسلمين أفراد من فرد كل يصبح حتى والتباعد، التضارب وال رابــط، بغــيره يربطه ال الصــحراء كنبت ـــ بالله والعيــاذ ـ

يــذكره ال عصر إلى رجــوع وهو جــامع، وذاك هــذا بين يجمعبه. يشبه أن الوحش ويجل التاريخ،

اختالف أنكر وال آراء، إلى المســلمين انشــعاب أنكر ال أنا تشــتتهم االنكــار كل أنكر وإنما وألســنتهم، وألوانهم بلدانهم

ويلعن بعضــا، بعضــهم يسب الــذي الفظيع الشــكل بهــذا الخريطية والحــدود الكمركية الحــواجز ويرفع اآلخر، أحدهم

126

Page 127: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

اآلخر. وجه في أحدهم أنهم إال كثـــيرة، أشـــياء في اختلفـــوا وإن المســـلمون

مريــد، حي، قادر، عالم، األكثر: فإلههم: واحد، في متفقون حكيم، رحيم، رؤوف، صــادق، متكلم، أزلي، قــديم، مــدرك،ــه، الخــير يحب بصــير، ســميع، وأهلــه… الشر ويبغض وأهلــبيهم جــاء واحــد، ون مبشرا ونــذيرا الله إلى وداعيــا بإذنه وسراجا ــيرا (68)، من من يديه بين لما مصــدقا

… (69)الكتابــفاء فيه واحـــد، وقـــرآنهم ــدور في لما ش ،(70)الص

ــدى ــذين ورحمة ه ــربهم هم لل ــون ل ال(71)، يرهبــه، من وال يديه بين من الباطل يأتيه ــزيل خلفـ تنــ مصــدقون، صــادقون نبيهم … وعترة(72)حميد حكيم من

ــوح سفينة كمثل ،(73)فيهم الرسول تركهم نجى، ركبها من ن… (74)هوى عنها تخلف ومن

والحج والزكــاة، والخمس والصــوم، وأحكــامهم: الصــالةــاد، ــالمعروف واألمر والجه ــر، عن والنهي ب ــولي المنك والت

واحــدة، وكعبتهم أعــدائهم، من والتبري ورسوله الله ألولياء بــالقبر يعتقــدون وكلهم ســبحانه، الله بعدل يعتقدون وكلهم

ــرون وكلهم والنار، والجنة والمعاد والحساب الخمر حرمة يــاب والميسر ــ ــواط والزنا واألزالم واألنص ــ ــحق، والل ــ والس والربا والمــيزان، المكيــال وبخس والغــدر والخيانة والكذب واالهانــة، والكــبر والعقــوق والبدعة، والتبرج الزور وشهادة

ــرات من إليها وما ــوف عش ــام أل ــا، أو مئاتها أو األحك ألوفهبالمعاد. يعتقدون وكلهم

ــلمون نحن ــالء بقينا إذا المس ــثرة، أش ــون، بين متبع مليــة، ماليين وثالثة ــر، وثمانية وخمس ــرين، عش وثالثين، وعش

.46-45األحزاب: سورة)?(68.48المائدة: سورة)?(69.57يونس: سورة)?(70.154األعراف: سورة)?(71.42فصلت: سورة)?(72ــارك : »إني قوله إلى إشــارة)?(73 ــاب الثقلين فيكم ت ــترتي عزوجل الله كت وع

الحــوض« علي يــردا حــتى يفترقا ولن بعدي، من الخليفتان وهما أال بيتي، أهل. 415الصدوق: ص الشيخ أمالي

.81 ص2المستقيم: ج الصراط)?(74

127

Page 128: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

عــدى لمن والالمقاومة كياننــا، حفظ من نتمكن ال أشبه وما أن نرى ولذا األمم، من علينا ــالم دول من كثيرا يحتمي اإلس أو جنوبية غربيــة، أو شــرقية مســلمة غــير دولة حمى في

أصــبح ولــذا الخسف، الدولة تلك تسومها ذلك ومع شمالية، ألنفســهم يملكــون ال المسلمون، وال ضــرا نفعــا وال والموتــا

ــاة، المســلم؟ غــير من بالمســلم، أرأف المســلم أليس حي الخسف هذا أليس لالتحاد؟ مبررا

لســانه االيــراني يــترك أن االتحــاد من اآلن أقصد ولست للـتركي، بالدة العـربي يـترك أن وال مثال، العـربي أو للهندي

هــذا فــان شابه، ما أو للتونسي طريقته الهندي يترك أن وال القرآن غير أحكام يرفضوا أن المقصد كل بل ـ يكون ال مما

مجلس وال البرلمــان، وال الدســتور، لهم يشــرع فال والســنة المحكمة إال محكمة وال اإلســالم، قــانون إال قانون فال األمة،

زنا. وال ربا وال فجور وال خمور وال الشرعية، ومــذهبا، دينــا، عناصــرها تختلف المتحــدة الواليات أليس وبــذلك واحــد؟ دســتور يجمعهم ثم ولســانا، ولونا، وطريقة،

ما والحضــارة العلم ميــادين في وتقــدموا حــازوا، ما حــازوا والذل؟ الضيم عن جانبهم ومنعوا تقدموا، ثم جمهوريات من مركب كذلك، السوفيتي االتحاد أليس واالتفاق؟ االتحاد جامع يجمعهم كل من واالتفاق، االتحاد بهذا أولى المسلمين نحن ألسنا

أمة؟ــا: الله يقول ألسنا الله بحبل واعتصــمواعن جميعــا

ــام؟ التفـــرق ذل رأينا أما ؟(75)تفرقــوا وال ألم واالنقسـ للتجربة؟ القرن النصف هذا يكفينا

ــدعون فريق ــ ــة، إلى ي ــ ــرون القومي ــ ــدعون وآخ ــ إلى ي قبلنا إنا هب الديمقراطيــــــة، إلى وجمعية الماركســــــية،

ــة، ــربي يتمكن أهل القومي ــون أن الع يك ــا ــافح قوم عن يك أو اإليــــــراني، يتمكن وهل القويــــــة؟ الدولة عادية نفسه

ذلك؟ الهندي أو التركي،ــابعون؟ أم مستقلون إنا فهل الماركسية، نداء أجبنا ولو ت

علم غير آخر علم ذلك بعد يحكمنا ثم كافرون؟ أم مسلمون.103عمران: آل سورة)?(75

128

والقوة المبدأ

Page 129: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــوطن القومية ــدين، والـ ــكنا ولو والـ ــة، تمسـ فهل بالوطنيـ أنفســنا جمعنا لو إنا المعتدين؟ شر تكفي أوطاننا إلى بعضــا لونه اختلف وان مســــــــلم، كل جامعتنا في وأدخلنا بعض،

،(76)مليــون ســتمائة األكــثر على كنا وبلــده، ولسانه ومذهبهالمائة. في خمسين النجاح يكون وحينئذ

ــاج ذلك وبعد ــداء إلى نحتـ ــناعة من شـــيء بكل االبتـ صـ نصف زهاء عنه ابتعدنا الذي الدين حتى ومواصالت، وتجارة وال جانبهــا، يخــاف قويــة، دولة نصــبح وذاك هــذا وبعد قرن، حالنا ويكــون ومســتثمر، مســتعمر لكل ســائغة لقمة تكــون يخـــاف ال عليهم ما وعلينا لهم، ما لنا الـــدول، ســـائر حـــال

الحياة. ويستنشق ويعطي، ويأخذ منه، ويخافــدرك أن المؤسف من ــابليون( ي ــذا(77))ن ــنى ه وهو المع فرنسا، ملكة رقعة توسيع في يأخذ ثم الثالثين يبلغ لم شاب (78))موســوليني( ويــدرك جــامع، دولة أطراف يجمع لم وإن

توســيع في فيأخذ هذا(79))هتلر( ويدرك إيطاليا، فيوسع هذا توســـيع في فيأخذ ذلـــك،(80))ليـــنين( ويـــدرك ألمانيـــا،

ــفيك، ــذلك البلش ــترا تجمع وك ــهما، وأمريكا انكل ال ثم أنفس ما أن مع التوفيق يرجــون وال يــدركون أو المســلمون يدرك

(81)ينصــركم الله تنصــروا إن قــرآني سند من بأيديهم

أولئك. بأيدي يكن لم ما مشــــهورة! ال وأوالده القطب( والملــــك، )حزمة قصة

أحد يمنع وال آخـــرين، إلى انضم إذا إال بقـــوة أحد أي يتمتعبالتفرق. إال جامعة تنهار وال واالئتالف، بالوحدة إال جانبهــلمون أيها فيا ــ ــدوا، المس ــ ــكوا اتح ــ الله بحبل وتمس

إناتعــالى: الله قــول وطبقــوا ،(82)تفرقــوا وال جميعــا وجعلنــاكم وأنثى ذكر من خلقناكم وقبائل شــعوبا

ــوا ،(83)أتقــاكم الله عند أكــرمكم إن لتعــارفوا وكون.2000 عام المليارين بلغ المسلمين عدد ان سبق)?(76ترجمته. سبقت)?(77ترجمته. سبقت)?(78ترجمته. سبقت)?(79ترجمته. سبقت)?(80.: 7 محمد سورة)?(81.103عمران: آل سورة)?(82.13الحجرات: سورة)?(83

129

Page 130: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــدة ــرآن يجمعكم جامعة وحـ ــنة، القـ ــرف والسـ على ويرفـ الخفـــاق،(84)أخوة المؤمنون إنما األخوة علم رؤسكم

معـــنى ان يقـــال وكما مذهبـــه، في وحريته كل ذلك بعد ثم كــذلك المجتمــع، حرية اطــار في الفــرد حرية هي الحريــة،

ــذهب حرية ــار في الم ــدين، اط ــارق يد يقطع كل ال ــ الس ـ من وذاك االشـــاجع، من هـــذا قطعها وإن ــــ(85)بشـــروطه

التجــارة مــال من هذا أعطاها وإن الزكاة، يعطي كل الزند، وإن الكعبــة، إلى الصــلوات يصلي كل واجبا، وذاك مستحبا،

وإن الخمر يشــرب ال كل مكتفــا، واآلخر مســبال هــذا صــالها الخمس، يعطي كل ذاك، يمتنع ولم هــــــذا، النبيذ من امتنعذاك.. وهكذا.. يعطه ولم أيضا، األرباح من هذا أعطاه وإن

ــذي االتحــاد هــذا وبعد العــزة، ومنبع القــوة، منبثق هو ال الســماوي دينهم تبليغ من المســلمون يتمكن المنعة وجماع

ــرب في من كل إلى ــ ــرقها، األرض غ ــ ــا، برها وش ــ وبحره النــير، الســلك هــذا في ينخرطــوا حتى ومتوحشها، متمدنها

ــموا ــ ــتين، الله بحبل ويعتص ــ ــلكوا الم ــ ــراطه في ويس ــ ص الشــريعة ونــواميس االســالم، حقــائق فــان المســتقيم،

هــذا إلى البشر عرفها الــتي المبادئ أحسن من المحمديةــوم، الي ــا ــاس خصوص ــورون، والن ــالب في والتعصب متن غ المســلمون يزداد وبهذا الدبر، وولى انهزم قد األماكن يومــا ــا ــوا حين ازدادوا كما فيوم ــائق علم ــرآن حق األزمنة في الق

السابقة. أقول: ـ وأخيرا لم ما اإلسالمي المبدأ إن ـ بدء على عودا

ــوة يدعمه ــوم الق ــثر ســاق، على اليق من المســلمون فليك كما وأخراهم، ودنياهم ودينهم عزهم إليهم يرجع حتى القوة ومن قوة، من استطعتم ما لهم وأعدواتعالى: قال

.(86)الخيل رباطــنا ــالقوة نريد ولس ــوة ب ــة، الق ــوة بل الحربي العلمية القوالدفاعية.. وغيرها.. والصناعية

.10الحجرات: سورة)?(84 أربعين من ظلـــه( أكـــثر )دام الشـــيرازي اإلمـــام ذكر)?(85 يد قطع في شـــرطا

)ممارسة وكتــاب والتعزيــرات، الحــدود كتــاب الفقه، موسوعة راجع السارق،المسلمين(. النقاذ التغيير

.60األنفال: سورة)?(86

130

Page 131: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

ــبحان ــ ــزة رب ربك س ــ ــفون عما الع ــ ــالم يص ــ على وس

محمد على الله وصــلى العالمين رب لله والحمد المرسلينالطاهرين. وآله

المقدسة كربالءالشيرازي الحسيني المهدي بن محمد

131

Page 132: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

التهميش مصادر من

الكريم القرآنالبالغة نهج

الصدوق الشيخ أماليالدين اعالم

االختصاصالخصالالمستقيم الصراطالكافي

المناقبواألعالم اللغة في المنجد

األنوار بحارالقمي تفسيرالفؤاد مسكناألخالق مكارم

المسلمين النقاذ التغيير ممارسةوالتعزيرات الحدود كتاب الفقه، موسوعة

132

Page 133: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

الفهرس5..............................الناشر كلمة

7...........................المؤلف مقدمة9...............................الفضيلة سمة

12....................................اإلصالح17...............................اآلخرة الدار22...............................نعمل؟ كيف

25...................................المدرسة28...............................الدين رجال34.......................................الدين41.......................................اآلراء45............................والمدنية الدين

49.....................................الحرب54................................الناس رضا57..............................األخالق سوء

60.....................................األنانية64...............................الذات تزكية

67.....................................القرآن75.....................................الصالة

80....................................الوقيعة84........................................الجد

88...............................................اإلصالح؟ يمكن هل

91..........................الفاضلة األخالق

133

Page 134: 204.93.193.134204.93.193.134/book/moalfat/word/108.doc  · Web viewأليس الإنسان يخاطر بمال ضئيل تجاه احتمال ربح كبير، وان كانت النسبة

96.......................اإلسالمية الحكومة100..............................ولسان قلم

103.....................................األدب107..................................الدارسة112........................والمحيط التربية

116...............................العمر رثاء119..................................المبالغة

124..........................والعمل القول127......................................أ~مي

129.............................منخل الحياة131.................................الصراحة

136....................................التبليغ139...................................التعمق145...................................األحمق

149.....................................الع~مر154...........................والقوة المبدأ165.................التهميش مصادر من

167...............................الفهرس

134