P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء

(287 )الحلقة

/ / 14

م: بسم هللا الرحمن الرحيم. المقد الحم��د هلل رب الع��المين، وص��لى هللا وس��لم وب��ارك على عب��ده ورس��وله محم��د وآل��ه وص��حبه أجمعين، أيه��ا اإلخ��وة واألخ��وات الس��الم عليكم ورحم��ة هللا وبركات��ه، وأهال< بكم إلى لق��اء جدي��د في برن��امجكم "ش��رح كت��اب

2 التجريد الصريح– الحلقة مائتين وسيعوثمانون

التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح". مع بداية ه�ذه الحلق��ة يس��رنا أن ن��رحب بص�احب الفض��يلة الش��يخ ال�دكتور/ عب��د الك��ريم بن عب��د هللا الخض��ير،

فأهال< ومرحب<ا بكم فضيلة الشيخ.حياكم هللا وبارك فيكم، وفي اإلخوة المستمعين.

م: الزلنا مع حديث ابن عباس- رضي هللا عنهما- توقفنا عند قوله: ين«المقد . »اللهم فقهه في الد الحمد هلل رب الع!المين، وص!!لى هللا وس!!لم وب!ارك على عب!ده ورس!!وله نبين!ا محم!د وعلى آل!ه وأص!حابه أجمعين،

أما بعد، ففي حديث ابن عباس لما وضع الوض!!وء للن!!بي- علي!!ه الص!!الة والس!!الم- س!أل، ق!!ال- علي!!ه الص!!الة والس!!الم-:

، تقدم أن المخبر هي خالة ابن عباس ميمونة بنت الحارث، كم!!ا تق!دم في كت!!اب العلم،»من وضع هذا؟ فأخبر« »اللهم دع!!!ا ل!!!ه الن!!!بي- علي!!!ه الص!!!الة والس!!!الم- فق!!!ال:»ومن ص!!!نع إليكم معروف!!!ا فك!!!افؤوه«فمن ب!!!اب المكاف!!!أة ين« ه في ال��د عن ابن عب!!اس»اللهم علم��ه الكت��اب«، وتق!!دم في ب!!اب ق!!ول الن!!بي-علي!!ه الص!!الة والس!!الم-: فقه��

قال: ضمني رسول هللا- صلى هللا عليه وسلم-.م: عليه الصالة والسالم. المقد

يق!ول ابن »اللهم علم!!ه الكت!!اب« ، ض!!مني رس!!ول هللا- ص!!لى هللا علي!!ه وس!!لم- وق!!ال:»اللهم علم!!ه الكت!اب«ق!!ال: لى س!!بيل الش!!فقة، والم!!راد بالكت!!اب الق!!رآن؛ ألن الع!!رفعحج!!ر: يس!!تفاد من!!ه، ج!!واز احتض!!ان الص!!بي الق!!ريب

العرف الشرعي، لماذا لم يقل العرف فقط؟»اللهم علمه الكتاب« الشرعي عليه، م: ألن العرف الكتاب ما هو الزم القرآن. المقد

يعني تعارف أهل اللغة.م: يعني أطلق. المقد

على أن الكتاب كتاب سيبويه.م: نعم. المقد

نعم، هو الكتاب عندهم.م: نعم. المقد

والم!راد بالكت!اب الق!رآن؛ ألنإذا ذكر في الكتاب، وشواهد الكتاب، كذا الكتاب، يعني كتاب سيبويه، وهنا ق!!ال: العرف الشرعي عليه.

م: نعم. المقد »علم!!ه الكت!اب«ما ه!و أعم من حفظ!ه والتفهم في!ه، الم!راد ب!التعليم »اللهم علمه الكتاب« والمراد بالتعليم، يعني

ه!و أعم من حفظ!!ه والتفهم في!!ه، فال ش!ك أن حف!ظ الق!رآن من أهم المهم!!ات بالنس!بة لط!!الب العلم، لكن الم!رادما ما هو أعم من ذلك.م: علم الكتاب. المقد

فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

يعني بجميع ما تحتمله هذه الكلمة، من حفظ، وتعلم، وعمل.»علمه الكتاب« علم الكتاب م: صحيح. المقد

ألن من مقتضيات العلم العمل، وهذه طريقة الصحابة والسلف- رضوان هللا عليهم-.م: نعم. المقد

كانوا ال يتجاوزون السورة أو العش!!ر آي!ات ح!تى يتعلم!وا م!!ا فيه!!ا من العلم والعم!!ل، ق!!د يق!ول قائ!ل: أن!!ا وهللا من أهل العناي!ة بالكت!اب، أق!!رأ الق!رآن باس!تمرار، دي!دني ق!!راءة الق!رآن، لك!ني ح!اولت الحف!ظ وعج!زت، دي!دني ك!ثرة الق!!!راءة في الق!!!رآن، وتعلم الق!!!رآن، ومراجع!!!ة كالم أه!!!ل العلم عن الق!!!رآن، وحض!!!ور دروس التفس!!!ير، وأت!!!دبر

القرآن، هل نقول: إن هذا من أهل القرآن وهو لم يحفظ؟يقول ابن القيم- رحمه هللا-: وأهل القرآن هم أهل العناية به.

م: نعم. المقدهم أهل العناية به، في تعلمه والعمل به وإدامة النظر فيه ولو لم يحفظوه، لئال ييأس من..

م: لم يستطع الحفظ. المقدا إذا فرط يقول: أنا وهللا حفظي ضعيف، وال حاول، مث!!ل ه!!ذا ال ش!!ك ابتلي بسوء الحافظة، ال سيما إذا بذل، أم أنه يالم، وال يستحق أن يعد من أهل الق!رآن، لكن إذا ح!اول وب!!ذل وعج!!ز، ثم اتج!ه إلى قرائت!!ه وت!!دبره والنظ!!ر فيه وتعلمه وتعليمه واالستنباط منه والعمل به فهذا ال شك أنه من أهل القرآن كم!!ا ق!!ال ابن القيم- رحم!!ه هللا-، وال يعني هذا أن نفتح المجال لمن يقول إنه من أهل القرآن وه!و لم يحف!ظ الق!!رآن، نق!ول: ش!!ريطة أن يك!!ون ق!!دا إال وس!!عها، وم!!ر بن!!ا م!!رارا أن الحف!!ظ ال ح!!اول، وب!!ذل ق!!در جه!!ده واس!!تطاعته فلم يس!!تطع، وال يكل!!ف هللا نفس!!

شك أنه من أعظم وسائل التحصيل، ومعه بل ال يقل عنه في األهمية الفهم، فالبد من الحفظ والفهم.م: صحيح. المقد

البد أن يجتمعا، لكن من كانت حافظته تسعف، وفهمه أقل هذا يعوض بكثرة..م: الحفظ. المقد

ومراجعة ما حفظ.م: نعم. المقد

من كالم أهل العلم يحاول جاهدا أن يفهم، ويسأل عما يش!!كل علي!!ه، والث!!اني ال!!ذي رزق الفهم ولم ي!!رزق الحف!!ظ يعاني العلم، ما معنى يعاني العلم؟ يعني يتعب في تحصيله، يعني يردد ما أراد فهم!!ه ويكتب!!ه م!!رارا ح!!تى يثبت ويرس!!!!خ في!!!!ه، ويش!!!!رحه إن ك!!!!ان مختص!!!!را، ويختص!!!!ره إن ك!!!!ان مط!!!!وال، وبه!!!!ذا يثبت في!!!!ه ول!!!!و ك!!!!انت حافظت!!!!ه ض!!!عيفة، وإذا علم هللا- ج!!ل وعال- ص!!!دق الني!!!ة من ه!!ذا أو ذاك أع!!ان، وإال فكم في عم!!!وم المس!!!لمين من لدي!!ه الحافظ!!ة القوي!!ة، ولدي!!ه الفهم الث!!اقب، وم!!ع ذل!!ك لم يكتب ل!!ه ش!!يء من العلم ح!!تى في ص!!فوف طالب العلم يوج!!د

عها{ه!!ذا، لكن على اإلنس!!ان أن يب!!ذل م!!ا يس!!تطيع، ق!!در اس!!تطاعته، ا إال وس�� نفس��< ]س!!ورة البق!!رة: }ال يكل��ف هللا286.]

4 التجريد الصريح– الحلقة مائتين وسيعوثمانون

يقول: وقع في رواية مسدد الحكمة، يقول ابن حجر: وقع في رواية مسدد الحكمة بدل الكتاب.م: »اللهم علمه الحكمة«المقد

ا الق!!رآن، فيك!!ون بعض!!هم رواه ب!!المعنى، يع!!ني ج!!اء في نعم، ب!!دل الكت!!اب، فيحم!!ل على أن الم!!راد بالحكم!!ة أيض!!نصوص الكتاب والحكمة، وفسرت الحكمة في هذه النصوص.

م: بالكتاب. المقدنة؛ ألن الكتاب هي عطفت على الكتاب. بالس

م: إذا جمعتا. المقدنة، لكن هن!!!ا في رواي!!!ة مس!!!دد ي!!!دل ب!!!دل»اللهم علم!!!ه الحكم!!!ة« إذا جمع!!!ا أري!!!د بالكت!!!اب الق!!!رآن، وبالحكم!!!ة الس!!!

الكتاب يحمل على أن المراد بالحكمة القرآن، فيكون بعض!!هم رواه ب!المعنى، لم!اذا قلن!ا هن!ا الحكم!ة الق!رآن، ولمنة؟ نقل الس

م: ألنها جاءت مفردة. المقدلماذا وهي مفردة أيضا؟ لماذا اضطررنا أن نفسرها بالقرآن؟ ألن الروايات األخرى تدل على..

م: على القرآن. المقدنة يفسر بعضها بعضا. على الكتاب، والس

نة؟ ا جمعتا أردنا بهذا الكتاب القرآن، والحكمة الس م: لكن لم المقدنعم.

م: لما جمعتا في لفظ واحد. المقدنعم؛ ألنه ال يمكن أن يراد باللفظين شيء واحد.

م: جميل. المقد نعم، وللنسائي والترمذي من طريق عطاء عن ابن عباس قال: دع!!ا لي رس!!ول هللا- ص!!لى هللا علي!!ه وس!!لم- أن

ين«أوتى الحكمة مرتين، فيحتمل تعدد الواقعة، لكن التي عندنا في ه!!ذا الب!!اب ، وهن!!اك في»اللهم فقهه في الدهي واقعة واحدة في مبيته عند... »اللهم علمه الكتاب« كتاب العلم

م: خالته ميمونة. المقدنة. خالته ميمونة، فيحتمل تعدد الواقعة، فيكون المراد بالكتاب القرآن والحكمة الس

ين« ه في ال�د الفق!!ه الفهم، يق!!ال: فق!!ه بالض!!م إذا ص!!ار الفق!!ه ل!!ه س!!جية، فق!!ه إذا ص!!ار الفق!!ه ل!!هفق��ال: »اللهم فقه� سجية، وفقه بالفتح إذا سبق غيره إلى الفهم، وفقه بالكسر إذا فهم، فقه، وفقه إذا سبق غيره إلى الفهم، وفق!!ه إذا

صار الفقه...م: سجية. المقد

ين« له سجية، والمراد بالدين ا يفقه��ه فيكما تقدم في حديث معاوية»اللهم فقهه في الد »من يرد هللا به خ��ير< الم!!!راد بال!!!دين جمي!!!ع أبواب!!!ه، جمي!!!ع أب!!!واب ال!!!دين، يفس!!!ر ذل!!!ك ح!!!ديث جبري!!!ل في س!!!ؤاله عن اإلس!!!المال��دين«

فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

. »هذا جبريل«واإليمان واإلحسان، ثم قال النبي- عليه الصالة والسالم-:م: .»أتاكم يعلمكم دينكم«المقد

، ف!!!المراد بال!!!دين م!!!ا يش!!!مل اإلس!!!الم، واإليم!!!ان، واإلحس!!!ان، ال خص!!!وص األحك!!!ام، وإن»ج!!!اءكم يعلمكم دينكم«ا باألحكام العملية. كانت منه؛ ألنه صار الفقه العرفي خاص

م: صحيح. المقدوقد خصه الستعمال العرف بها- يعني باألحكام- وإال فالعقائد هي..وإن كانت منه، م: الدين. المقد

هي الفقه األك!!بر كم!!ا ه!!و معل!وم، ق!!ال ابن المن!!ير: مناس!!بة ال!دعاء البن عب!اس بالتفق!ه في!ه على وض!!عه الم!!اء من جهة أنه ت!ردد بين ثالث!ة أم!ور، ابن عب!اس يري!د أن يض!ع الم!!اء للن!بي- علي!ه الص!!الة والس!!الم-، يري!د أن يخ!دم

النبي- عليه الصالة والسالم-، لكنه تردد بين ثالثة، ماذا يصنع؟ا أن يدخل بالماء إلى الخالء، أو يضعه على الباب ليتناوله من قرب، أو ال يفعل شيئا، وهذا في حالة م!!ا إذا إم

دخل الخالء وانتهى، يعني وجد في الخالء، ماذا يصنع؟ ا أن يترك بهذه العلة، أو يدخل وي!!ترتب على يقول لو لم يدخل ألحضرت له الماء، لكن أنا ال أستطيع هذا، فإم

هذا االطالع على العورة.م: على العورة. المقد

ألن هذا مكان كشف العورة، الضرورة تقتضي ذلك، أو يجعله عند باب الخالء، مكان الخالء.م: ويتناوله النبي. المقد

فيتناول من قرب، يعني هذا محسوس.م: صحيح. المقد

يعني من أراد أن يخدم مثل هذه الخدمة يتردد بين هذه األمور فيكون أقرب األمور ما فعل!!ه ابن عب!!اس، ف!!تردد ابن عب!!!اس بين ثالث!!!ة أم!!!ور، إما أن ي!!!دخل بالم!!!اء إلى الخالء، أو يض!!!عه على الب!!!اب ليتناول!!!ه من ق!!!رب، أو ال يفعل شيئا، فرأى الثاني أوفق؛ ألن في األول تعرضه لالطالع، يع!!ني االحتم!!ال األول ي!!دخل بالم!!اء إلى الخالء يتع!!رض لالطالع، لكن ق!!د يق!!ول قائ!!ل: لم!!اذا ال ي!!دخل ويغمض عيني!!ه؟ أو مثال اف!!ترض أن المك!!ان مظلم بلي!!ل، على ك!!ل ح!!ال ه!!و عرض!!ة لالطالع س!!واء اطل!!ع على نفس الع!!ورة، أو اطل!!ع على م!!ا ال ينبغي االطالع علي!!ه. المقصود أن هذا االحتمال ض!!عيف، والث!الث يس!تدعي مش!قة في طلب الم!اء، اف!!ترض أنه م!!ا ج!اء ب!ه عن!!د الب!اب

يحتاج إلى أن يدعو.م: من يحضره. المقد

من يحضر ل!ه الم!!اء، يس!!تدعي مش!قة في طلب الم!!اء، والث!!اني أس!!هلها، ففعل!ه ي!!دل على ذكائ!!ه، فناس!!ب أن ي!دعىله بالتفقه في الدين؛ ليحصل به النفع وكذا كان.

يعني العالم أو األب مثال بين أبنائه إذا توسم في أحدهم، في أحد الطالب بعد أبنائه النجابة، وفي غيره من هو

6 التجريد الصريح– الحلقة مائتين وسيعوثمانون

أقل وفي قسم ثالث من ال توجد فيهم المقومات يعتني بأي األقسام؟م: يعتني باألول. المقد

األول النجيب، هذا الذي يعني التعب عليه.. م: مضمون. المقد

ا، يع!ني ل!ه م!ردوده؛ يع!ني ول!ذلك لما توس!م في!!ه النجاب!ة اس!تدل على ذكائ!ه؛ .. من مناس!!بات كث!يرة م!ا مفي!د أيض! يل!!زم أن يك!!ون من ه!!ذه، لكن ه!!ذه واح!!دة منه!!ا، فناس!!ب أن ي!!دعى ل!!ه بالتفق!!ه في ال!!دين؛ ليحص!!ل ب!!ه النف!!ع وك!!ذا

كان. يع!!ني افترض!!نا أن أب!!ا عن!!ده خمس!!ة أوالد، واح!!د توس!!م في!!ه ال!!ذكاء والنجاب!!ة، الث!!اني توس!!م في!!ه الجل!!د والق!!وة في الب!!دن، والث!!الث توس!!م في!!ه التص!!رف، وحس!!ن التص!!رف م!!ع الن!!اس وال!!دخول والخ!!روج وك!!ذا، المطل!!وب من ه!!ذا األب بعد دراسته لمواهب أوالده أن يهيئ لك!ل واح!د م!ا يناس!!به، فمث!ل ه!ذا النجيب دع!ه وال تكلف!ه بش!يء، دع!ها من األس!باب م!ا لطلب العلم، ويسر له أسباب الطلب، وهذا القوي النشيط دعه ألعم!ال تلي!ق ب!ه وه!يئ ل!ه أيض!ا ويس!!!ر ل!!!ه م!!!ا يعين!!!ه على تحقي!!!ق م!!!ا يحس!!!نه وهك!!!ذا، أما أن يعام!!!ل ا دع!!!ه أيض!!! يعين!!!ه على ذل!!!ك، والث!!!الث أيض!!! األوالد كلهم معامل!!ة واح!!دة، الع!!دل يقتض!!ي ه!!ذا، لكن هن!!اك أم!!ور ال ش!!ك أن مردوده!!ا على اإلنس!!ان قب!!ل غ!!يره أفضل من األمور األخرى، لكن لو كلفت واحدا، ل!و واح!د نجيب، ط!الب توس!م في!ه النجاب!ة، وأخ!وه أق!ل بكث!ير، ب!!!!ل طلب!!!!ه للعلم تعب ليس في!!!!ه إال مج!!!!رد س!!!!لوك الطري!!!!ق م!!!!ع أنه ينتج في أم!!!!ور أخ!!!!رى، ينف!!!!ع في النف!!!!ع الع!!!!ام

للمسلمين، هل يقال إنه من العدل أن تيسر له من األسباب الواحدة ما يعينهم على ذلك؟ال شك أن العدل مطلوب، لكن ينبغي أن تدرس أحوال وقدرات الناس.

كما أن العالم إذا توسم أو لمح من بعض طالبه أن هذا عنده من الحفظ ما يتميز به، والثاني عنده من الفهم م!!ا يتم!!يز ب!!ه، يوج!!ه ه!!ذا إلى م!!ا ينبغي حفظ!!ه، ويوج!!ه ه!!ذا إلى م!!ا ينبغي فهم!!ه، يوج!!ه ه!!ذا عن!!ده طاق!!ة في الكتاب!!ة،

وهذا طاقة.. عنده قدرة على بحث المسائل العلمية يوجهه إلى هذا.ا هو فعل النبي- صلى هللا عليه وسلم- مع أصحابه. م: يبدو أن هذا هو سبيل أو دائم< المقد

اللهم صل عليه، هذا الحاصل.م: يعني عندما ق�ال ألبي: ؛ »إنكم تظلم!!ون خال!!دا«:لم يقله��ا لغ��يره، وعن��دما ق��ال»أي آي!!ة في كت!!اب هللا« المقد

ا هكذا مجاله في الجهاد، فتقس�يمه- ص�لى هللا، أف!!رض أم!!تي زي!!د، أعلم أم!!تي ب!!الحالل والح!!رام..« »ألن خالد<عليه وسلم- للصحابة دليل على معرفته بمواهبهم.

ولذلك أجوبته- عليه الصالة والسالم- المختلفة عن سؤال واحد.م: بحسب الحال. المقد

أفض!!!ل األعم!!ال، فالن يق!!ول أفض!!!ل األعم!!ال يجاه!!د في س!!بيل هللا، فالن يق!!ول الص!!الة على وقته!!ا، فالن يق!!ولكذا، تختلف األجوبة باعتبار..

م: السائل. المقد

فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

أنه يجيب كل واحد بما يناسبه- عليه الصالة والسالم-. وفيه دليل قاطع على إجابة دعاء الرسول- ص!!لى هللايقول الكرماني: فيه أنه يجوز أن يخدم العالم بغير أمره،

ا وأي فقي!!!ه- رض!!!ي هللا عن!!!ه وأرض!!!اه-، لكن مس!!!ألة ه!!!ل أجيب- علي!!!ه الص!!!الة علي!!!ه وس!!!لم-؛ ألنه ص!!!ار فقيه!!! والس!!!!الم- في ك!!!!ل م!!!!ا طلب، ه!!!!ذه مس!!!!ألة أخ!!!!رى؛ ألنه دع!!!!ا ف!!!!أجيب بك!!!!ذا، ومن!!!!ع من ك!!!!ذا كم!!!!ا دلت على ذل!!!!ك

النصوص. يقول ابن بطال: معلوم أن وضع الم!!اء عن!!د الخالء إنم!!ا ه!!و لالس!!تنجاء ب!!ه عن!د الح!!دث، وفي!ه رد ق!!ول من أنك!ر

االستنجاء بالماء وقال: إنما ذلك وضوء النساء، وقال إنما كان يتمسحون بالحجارة. نعم في عهده- عليه الصالة والسالم- يعني الصحابة في شح في موارد المياه، فكان أكثر ص!نيع، أك!ثر عملهما ليس عن!!!!دهم من األم!!!!اكن المع!!!!دة لقض!!!!اء الحاج!!!!ة، وإنم!!!!ا ك!!!!انوا يخرج!!!!ون إلى ال!!!!براز، إلى االس!!!!تنجاء، وأيض!!!! الخالء، فأقرب ما عندهم في هذا الظرف الحجارة، فه!ذا أك!ثر أح!والهم، وق!ال: إنم!!ا ك!انوا يتمس!حون بالحج!ارة، لكن الن!!بي- علي!!ه الص!!الة والس!!الم- ثبت ثبوت!!ا قطعيا أنه اس!!تنجى بالم!!اء، فال وج!!ه ل!!رد من ق!!ول..، لق!!ول من

أنكر االستنجاء بالماء. س!رورا من!ه بانتباه!ه إلى وض!!ع الم!اء قال أبو الزناد: دعا له النبي- ص!لى هللا علي!ه وس!!لم- أن يفقه!ه هللا تع!الى

وهو من أمور الدين، وفيه المكافأة بالدعاء لمن كان منه إحسان أو عون أو معروف. في عمدة القاري نقل ابن التين عن مالك أنه- صلى هللا عليه وسلم- لم يستنج عمره بالماء، وه!!و عجيب من!!ه، وق!!د عق!د البخ!اري قريب!ا باب!ا لالس!تنجاء بالم!اء، وذك!!ر في!ه أنه- علي!ه الص!!الة والس!!الم- اس!تنجى، وس!يأتي بيان!ه

» م!ا رأيت رس!!ول هللا-إن شاء هللا تعالى، وفي صحيح ابن حبان من حديث عائشة- رضي هللا عنه!ا- ق!!الت:ا أنه!!ا ق!!الت:ص!!لى هللا علي!!ه وس!!لم- خ!!رج من غائ!!ط ق!!ط إال مس م!!اء« ، وفي ج!!امع الترم!!ذي من ح!!ديثها أيض!!

م!!رن أزواجكن أن يغس!!لوا أث!!ر الغائ!!ط والب!!ول، فإنه- علي!!ه الص!!الة والس!!الم- ك!!ان يفعل!!ه، ثم ق!!ال: ه!!ذا ح!!ديثا من ح!!ديث أبي هري!رة- رض!!ي هللا تع!الى عن!ه- »أن رس!!ول هللا-حس!!ن ص!!حيح، وفي ص!!حيح ابن حب!!ان أيض!!

وك!!!ره ق!!!وم من الس!!!لف االس!!!تنجاء بالم!!!اء، وزعمص!!!لى هللا علي!!!ه وس!!!لم- قض!!!ى حاجت!!!ه ثم اس!!!تنجى من ت!!!ور«، بعض المت!!أخرين أن الم!!اء من المطع!!وم فكره!!ه، وزعم بعض المت!!أخرين أن الم!!اء ن!!وع من المطع!!وم فكره!!ه،

يعني إذا كان العظم ال يجوز االستنجاء به، الروث ال يجوز االستنجاء به، لماذا؟ العظم زاد الجن.م: والروث زاد دوابهم. المقد

والروث زاد دوابهم، إذا ماذا عن الماء الذي هو زاد اإلنس؟ يعني من باب..م: أولى. المقد

أولى من وجهة نظر بعض المتأخرين؛ ألنه كره قوم من الس!!لف االس!!تنجاء بالم!!اء، وزعم بعض المت!!أخرين أنالماء نوع من المطعوم فكرهه ألجل ذلك. وكان بعض القراء يكره الوضوء في مشارع المياه الجارية، لماذا؟

م: ينقل األذى. المقد ال، ليس له!!!!ذا، وك!!!!ان يس!!!!تحب أن يؤخ!!!!ذ ل!!!!ه الم!!!!اء في رك!!!!وة ونحوه!!!!ا؛ ألنه لم يبلغ!!!!ه أن الن!!!!بي- علي!!!!ه الص!!!!الة

8 التجريد الصريح– الحلقة مائتين وسيعوثمانون

والسالم- توضأ على نهر أو مشرع من ماء جار، الن!!بي- علي!!ه الص!!الة والس!!الم- لما لم يتوض!!أ من نه!!ر، ه!!ل ألن الوض!!وء من النه!!ر مك!!روه؟ يع!!ني يتن!!اول تن!!اوال كم!!ا ق!!ال أب!!و هري!!رة، ه!!ل مث!!ل ه!!ذا مك!!روه؟ لم!!اذا لم يفعل!!ه

النبي- عليه الصالة والسالم-؟م: ما عنده نهر؟ المقد

نعم، هم ق!!الوا إنه يك!!ره، ك!!ره بعض الق!!راء الوض!!وء في المش!!ارع المي!!اه الجاري!!ة، وك!!ان يس!!تحب أن يؤخ!!ذ ل!!ه الم!!اء في رك!!وة ونحوه!!ا؛ ألنه لم يبلغ!!ه أن الن!!بي- علي!!ه الص!!الة والس!!الم- توض!!أ على نه!!ر أو مش!!رع من م!!اء جار، وهذا من أجل أنه لم يكن بحضرته المياه الجارية واألنهار، فأما من ك!!ان بين ظه!راني مي!اه جاري!ة ف!!أراد

أن يشرع فيها ويتوضأ منها كان له ذلك من غير حرج. يع!!ني األم!!ور ال!!تي يت!!داولها الن!!اس اآلن من المباح!!ات ل!!و قي!!ل: الن!!بي- علي!!ه الص!!الة والس!!الم- م!!ا ركب س!!يارة

نحن ما نركب سيارة، هل في هذا دليل مستمسك؟م: ال. المقد

ما وجدت في عصره- عليه الصالة والسالم-. يقول النووي في شرح مسلم: اختلف الناس في هذه المسألة، مسألة االستنجاء بالماء واس!!تحبابه ورجحان!!ه على االقتص!ار على الحج!ر، فال!ذي علي!!ه الجم!اهير من الس!!لف والخل!ف وأجم!ع علي!ه أه!ل الفت!وى من أئم!ة األمص!!ار أن األفض!!ل أن يجم!!ع بين الم!!اء والحج!!ر، يق!!ول: فال!!ذي علي!!ه الجم!!اهير من الس!!لف والخل!!ف وأجم!!ع علي!!ه أه!!ل الفت!!وى، يع!!ني ه!!ل ت!!أتي كلم!!ة جم!!اهير م!!ع أجم!!ع؟ ألن اإلجم!!اع ق!!ول الك!!ل، فكي!!ف يق!!ول الجم!!اهير من الس!!لف والخل!!ف، وأجم!!ع علي!!ه أه!!ل الفت!!وى، يع!!ني ه!!ل نق!!ول: إن هن!!اك من أه!!ل العلم من ي!!رى ه!!ذا ال!!رأي من الس!!لف

والخلف ممن ليسوا من أهل الفتوى؟م: ال، ما يمكن. المقد

يع!!ني ع!!الم دون منزل!!ة الفت!!وى، فق!!ال مث!!ل ه!!ذا الق!!ول، ويخ!!الف، ش!!ذ عن ه!!ؤالء الجم!!اهير، وخ!!رق إجم!!اع أه!!ل الفت!!وى؛ ألن الجم!!ع بين الجم!!اهير واإلجم!!اع في!!ه قل!!ق، الحاف!!ظ الع!!راقي يق!!ول: أجم!!ع جمه!!ور أئم!!ة األث!!ر والفق!!ه في قبول ناقل الخبر، يع!ني الجم!ع بين لفظين أح!دهما يقتض!!ي الجمي!ع، واآلخ!ر يقتض!!ي األك!!ثر في!ه قل!ق؛ ول!ذلك يق!!ول: فال!!ذي علي!!ه الجم!!اهير من الس!!لف والخل!!ف وأجم!!ع علي!!ه أه!!ل الفت!!وى من أئم!!ة األمص!!ار أن األفض!!ل أن يجمع بين الماء والحجر، فيستعمل الحجر أوال لتخف النجاسة وتقل مباشرتها بيده، ثم يستعمل الم!!اء، ف!!إن أراد االقتص!!ار على أح!!دهما ج!!از االقتص!!ار على أيهم!!ا ش!!اء س!!واء وج!!د اآلخ!!ر أو لم يج!!ده، فيج!!وز االقتص!!ار على الحج!!ر م!!ع وج!!ود الم!!اء، ويج!!وز عكس!!ه، ف!!إن اقتص!!ر على أح!!دهما فالم!!اء أفض!!ل من الحج!!ر؛ ألن الم!!اء يطه!!ر المح!!!ل طه!!!ارة حقيقي!!!ة، وأما الحج!!!ر فال يطه!!!ره، يع!!!ني طه!!!ارة حقيق!!!ة، وإن ك!!!ان يطه!!!ره طه!!!ارة حكمي!!!ة، نعم،

يطهره طهارة حكمية، وأما الحجر فال يطهره، وإنما يخفف النجاسة. ول!!ذلك حينم!!ا يقول!!ون في عالم!!ة طه!!ارة المح!!ل في االس!!تنجاء يقول!!ون: ع!!ود خش!!ونة المح!!ل، بمع!!نى أن األث!!ر زال بالكلي!!!ة، وفي االس!!!تجمار يقول!!ون أن ال يبقى إال أث!!!ر ال يزيل!!ه إال الم!!اء، ف!!!دل على أنه يبقى أث!!!ر، لكن ه!!ذا

فضيلة الشيخ عبد الكريم9الخضير

األث!!ر معف!!و عن!!ه، ب!!دليل أن الن!!بي- علي!!ه الص!!الة والس!!الم- في مناس!!بات كث!!يرة اقتص!!ر على االس!!تجمار، وأماالحجر فال يطهره وإنما يخفف النجاسة ويبيح الصالة مع النجاسة المعفو عنها.

يعني هل قوله: يبيح الصالة مع النجاسة المعفو عنها قوله: فال يطهره، الص!!واب أنه يطه!!ر، لكن ه!!ذه الطه!!ارة وإن لم تكن حقيقية إال أنها حكمية، وعلى هذا يرتفع حكمه بالكلية، فال نق!!ول: إنه م!!بيح بمع!!نى أنه ي!!بيح إلى أن

يجد الماء مثلما قالوا في التيمم، ال، يختلف الحكم. وبعض الس!!!لف ذهب!!!وا إلى أن األفض!!!ل ه!!!و الحج!!!ر، وربم!!!ا أوهم كالم بعض!!!هم أن الم!!!اء ال يج!!!زئ. وق!!!ال ابن حبيب المالكي: ال يجزىء الحجر إال لمن عدم الماء، وهذا خالف ما عليه السلف، م!!ا علي!!ه العلم!!اء من الس!!لف

والخلف، وخالف ظواهر النصوص المتظاهرة. ن!!زلت ه!!ذه اآلي!!ة في»روى أب!!و داود في س!!ننه بس!!نده عن أبي هري!!رة عن الن!!بي- علي!!ه الص!!الة والس!!الم- ق!!ال:

روا{أه!!ل قب!!اء [ ق!!ال: ك!!انوا يس!!تنجون بالم!!اء ف!!نزلت فيهم ه!!ذه108 ]س!!ورة التوب!!ة: }فيه رجال يحبون أن يتطه والحديث جيد، وفي سنن ابن ماجة عن أبي أيوب األنصاري وجابر بن عبد هللا وأنس بن مال!!ك أن ه!!ذهاآلية«

رين{اآلي!!ة ن!!زلت يحب المطه� روا وهللا ال يحبون أن يتطه رس!!ول هللا-[ ، ق!!ال108 ]س!!ورة التوب!!ة: } في�ه رج� » ي!!ا معش!!ر األنص!!ار، إن هللا ق!!د أث!!نى عليكم في الطه!!ور فم!!ا طه!!وركم؟ ق!!الوا: نتوض!!أص!!لى هللا علي!!ه وس!!لم-:

ا» فه!!و ذاك فعليكم!!وه«، ، ق!!ال: للص!!الة ونغتس!!ل من الجناب!!ة ونس!!تنجي بالم!!اء، فه!!و ذاك فعليكم!!وه« وه!!ذا أيض!!جيد.

مسألة في المسجد الذي أسس على التقوى والخالف في ذلك هل هو المسجد النبوي أو مس!!جد قب!!اء؟ يع!!ني ج!اء الحديث الصحيح أنه المسجد النبوي، سئل النبي- عليه الصالة والسالم- عن المسجد الذي أسس على التقوى،

وهذه النصوص تدل على أن المسجد ال!!ذي أس!!سا«، »هذنعم، فأخذ كبة من حصباء فرماها في مسجده، فقال:على التقوى...

م: مسجد قباء. المقدمسجد قباء، ال شك أن األولية المطلقة لمسجد قباء؛ ألنه بني قبل المسجد..

م: النبوي. المقد النب!!وي، بن!!اه الن!!بي- علي!!ه الص!!الة والس!!الم- ف!!المجزوم ب!!ه أنه على التق!!وى، لكن لئال، وه!!ذه تظه!!ر أحيان!!ا في

أوقات النزاع، لئال تظهر مسألة تنقص جهة أو رفع جهة فوق منزلتها حينئذ يرفع شأن..م: مسجد قباء. المقد

»ال تفض!!!لوني على ي!!!ونس بن، »ال تفض!!!لوا بين األنبي!!!اء«م!!!ا يظن تنقص!!!ه كالمفاض!!!لة كالتفض!!!يل بين األنبي!!!اء وهكذا، وإال فاألصل أن النبي- عليه الصالة والسالم-.متى«

م: أفضل.المقدأفضل الخلق.

»اللهم أط!!!راف الح!!!ديث س!!!بق ذكره!!!ا عن!!!د ش!!!رحه في كت!!!اب العلم، ب!!!اب ق!!!ول الن!!!بي- ص!!!لى هللا علي!!!ه وس!!!لم-:

10 التجريد الصريح– الحلقة مائتين وسيعوثمانون

علمه الكتاب«.ا، وأحس��ن إليكم، ونس��أل هللا تع��الى أن يفقهن��ا وإياكم في ال��دين، ويعلمن��ا م��ا ينفعن��ا، م: ج��زاكم هللا خ��ير< د المق��

. وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا جميع<ا علم<ا وعمال< أيها اإلخوة واألخوات بهذا نصل وإياكم إلى ختام هذه الحلقة، لنا بكم لقاء ب�إذن هللا تع�الى في حلق��ة قادم�ة،

ا لطيب المتابعة، والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته. وأنتم على خير، شكر<