kenanaonline.com › files › 0036 › 36919 › دمية القصر... · web view الجزء...

239
ء ز ج ل ا ول الأ دمة ق م اب ت لك ا ص ن ن م حة ف ص37 - 51 ل ص ف اج ت اب ت لك ا ص ن ن م حة ف ص52 - 55 م س ق ل ا ول الأ+ ي ف اب ق ب ط زاء ع1 ش دو ت ل ا از ج ح ل وا ول ق ا+ ي ف ه هد: ّ ن> ا ة ق ب لط ا ن س ح ا اب+ تD ب ا عاز1 ش الأ ماْ تَ لع ط ن مٍ اب+ تD ب ا عاز1 ش الأْ تَ ع وز ع م اء تّ R لط ا ح+ ي1 س ل ا دبّ وV ز ت و ع م اب تِ ّ ض ل ا ح+ ي ر ل اً ة+ ي ن ع ب س م ها سنُ ح ي ن ع عّ ب ض ت ل ا لُ ّ م ع ب ل واً وه حل ا د> ا ها ق ا د زR ظ ا ت ل ا ن س ح ي لُ ّ م ا ت ل ا ولة ق مص وب قزُ لع ا لأ تٍ مُ ّ 1 س ح ي ة ون و م لu امَ ّ مَ ح ل ا دوه ج م وز غ1 ب ل ا لأ تٍ ةّ ي مزوع لف. لك وكد ام1 شَ لب ا ال ق: + ي ب ت ت م ل اُ ن سُ ح ازه ص ح ل اٌ وب ل ج مٍ ة+ زن ط ت ب+ ي ف و داوه ت ل اٌ ن سُ حُ ر+ ي غِ وب ل ج م=== ا هد قٌ لأم ك ة+ ي عل مازه ا مازه> الأ ولة لأحة م داوه ت ل ا ة اق1 وزش. ولأ ازه ص ح ل اّ ك1 ش ا ن ا ن+ ي هد ل ن+ ي ح و ر ل اٍ واب خ ا+ زي ج ي ما ه زا ج م ر+ ي غ ن ا رواه ل ا م ل ها ل داو ت ب+ ري س ت ق. ا ت وا ما ه را س م ون غ ب لة ال ن سُ ح و ره+ سي+ ب ت ن م وزاء ها طلن يّ حبَ + هديُ ا ى ل> ا اب ت لك ا+ ي الد ت ضُ ن ها لً ا رتَ ض ن م ها ب ر ض ن> ا اء1 ش لة ال. ى ل عا ب ر+ مي الأ و ب ا ع+ ب مت ل ا1 واشْ ر ق ن ي دَ ّ ل ق م ل ا ر+ مي ا زب لع ا مَ ّ د ق م ل ا ها جل ف و. + ى ن د1 ش ن ا مّ ز مف ل ا و ب ا ل ص ف ل ا ي+ حب+ ي ن يٍ ر ص ن+ عدي س ل ا+ ادي د ع ب ل ا: ال ق+ ى ن د1 ش ن ا: سة ق ب ل لة لُ ّ دز اب ت ب ا ت ل اu ها ب> ا قً صدا ام تِ ّ ل ل ا ل+ ت قَ ص واز ز ح الأ ل م كا ما ت ن كّ لأ> اً زهْ تُ ز+ ي ب ن ع ب ط فً ا ق+ ب سَ ق ل ط واّ نُ هُ ق رَ ض+ ازي زِ غ+ ى ن د1 ش ن وا و ب ا مد ح م د ت ع لة ال ن ي مد ح مّ + ى ن مدا ح ل ا+ ي فزا ج ل ا: + ى ن د1 ش ن ا ال ق و ب اازم ك م ل ا ل ص ف ل ا ن ي د ت ع لة ال+ ي م1 ش ها ل ا: + ى ن د1 ش ن ا ال ق: سة ق ب ل ن م كانُ مد حُ + ي و اُ ّ مV دُ + تً ا1 تَ ّ وز م مالل ل ن م ة ان ت اu وده دُ وح=== + ى ن> اٌ رو م ا لة لُ ز ك1 ش اُ وحدهً زا كُ 1 شً را+ يD ب كً ا ت ل ا ح ده+ ت ز م ل+ ى لٌ ز ف1 ش اُ ح م ش ان ت لع اٌ اوز ع م ك+ ت عطُ + ب ماَ ك+ ت ض زُ + ت ن م وده ه ج مٌ د ت هُ م وٌ ت ض ع ا د> اُ ةُ دنَ ّ زَ حُ ت لِ حَ روق لي اُ وج م ت+ ي ف ده+ زت ج يٌ فَ ّ ق1 ب م وُ نْ لدِ ام تَ ّ س ل ا ماّ ت كاُ ّ م ا ا+ ات ت م ل ا ت نِ ّ كُ ز+ ي ف وده ع ا د وتُ ت+ ي وَ خَ مال ل اّ لأ> ا+ يV ب ب اُ ت طّ شل ود خ+ دي+ ت ي عل ده+ دت ت ب ر+ مي الأُ ّ + ي عل ن ي مد ح مُ ّ + ي ح+ ي لُ ّ ص ل اُ م ج ا ت ل ا از ج ح ل ا ت+ ى ن د1 ش ن ا و ب ا ل ص ف ل اُ ز غف ج ن ي ي+ حب+ ي ن ي اكّ ك ح ل اُ ّ + ي مك ل ا لة ن م ده+ ت ض ف: ها لّ و ا ول ق ا ا د> ا واَ ه ا تِ ّ زَ ج ي ل لأد الدَ + ي س ا ت ل+ ي ع زِ د لأُ اش ت لِ ل ت لأَ لع ا ل+ ت و ط: اه ت م و+ ي ج رَ س و+ ي1 سراِ قُ شامُ ح ل وا+ ي ع ج ا صُ مُ هّ دُ وع+ ى ن زَ ح لأُ واب د ل ح لأَ ج ل ا+ ي ح مُ وز+ ي ب+ ن ط عاُ + بَ د+ ت ع ب ل ا+ يV ب ب لأُ ت ل او ت ب ما ا+ ت ع ا ي عل اول ت مت ل ا=== + ى ل و ن م+ ي ب بَ حطانَ ف صاز ن اٍ دولةُ ق+ ب طاز ن ن مِ اد ج ي اِ ّ ل ك ل ت ا ت ق ل ا ي حك و+ ى ل و ب ا ل ص ف ل از غف ج ن ي ي+ حب+ ي اكّ ك ح ل ا ا هد ن ا اه ح ا ن+ شيُ ح ل ا ن ي ي+ حب+ ي اكّ ك ح ل اّ + ي مك ل ا اب ح ا ر+ مي الأَ ّ + ي ح+ ي لً ّ ص ل ا ن ع ه هد ة+ ي م لأ ل ا: ولة ق ب دك+ وتُ ز س+ لبُ ّ ق ح ل ا ي ف بُ + بِ ل ط ا تD ب س+ لب وٌ ّ د جُ م+ ي ف وز مُ الأ ل هاز ك ل+ ت و ط مك ع ر ك ن ا الدزعَ كُ ش بُ ل+ ي ف ي ع و ل ا اك ودٍ ن يِ ج ل ك+ ت ف ر+ ي غ ل+ ت ا رُ م ل ه وّ ن ع ق ب+ بُ ف+ ب س ل اً وما+ ب عة+ ب ح ض ا د> ا م ل عة اج صُ + نِ ةR ظ ف+ بD بِ لِ ش ا تّ لأ ه قَ ب د جّ ي ا ر صي ل اً زعاِ دٍ ةّ V يُ ح و ما ك ر صي ل ا+ ي ع زِ د+ ي ف وب ط ح ل ا ل واز ن ل از ج ف ب و ن ا ت ح ي ض ا ول م ماٍ ة ي ضُ عْ نِ س ح ا قٍ ول م ما تْ سِ س خ وا لِ م ا ت

Upload: others

Post on 25-Feb-2020

32 views

Category:

Documents


1 download

TRANSCRIPT

الجزء الأول

الجزء الأول

مقدمة الكتاب

نص من صفحة 37 - 51

فصل

تاج الكتاب

نص من صفحة 52 - 55

القسم الأول

في طبقات شعراء البدو والحجاز

أقـــول فـــي هـــذه الطبقـــة: إنّ أحســـن أبيـــات الأشعـــار مـــا طلعَـــتْ مـــن أبيـــاتٍ الأشعـــار ورعَــــتْ مــــع

الظّبــاء الشيــح وتــزوّدت مــع الضِّبـــاب الريـــح مستغنيـــةً بحُسنهـــا عـــن التصنّـــع والتعمُّـــل حلـــوةً إذا ذاقهـــا

الناظـــر بحســـن التأمُّـــل مصقولـــة العُرقـــوب بـــلا تجشُّـــمٍ لمؤونـــة الحَمَّــــام مجــــدوة الثغــــور بــــلا منّــــةٍ لفــــروع

البَشام. وكذلك قال المنتبي:

حُسنُ الحضارة مجلوبٌ بتطريـةٍ وفي البداوة حُسنٌ غيرُ مجلـوبِ

===

فهــــذا كلــــامٌ عليــــه أمــــارة الإمــــارة ولــــه ملاحــــة البـــــداوة ورشاقـــــة الحضـــــارة. ولا أشـــــكّ أن لهذيـــــن

الزوجيـــن أخـــواتٍ تجـــري مجراهمـــا غيـــر أن الـــرواة لـــم تتداولهـــا فتســـري مسراهمـــا. وأنــــا بعــــون اللــــه

وحُســن تيسيــره مــن وراء طلبهــا حتّــى أُهــديَ إلــى الكتــاب الـــذي نُصـــب لهـــا ضَربـــاً مـــن ضربهـــا إن

شاء الله تعالى.

الأمير أبو المنيع قرْواش بن المقلَّد

أميــر العــرب المقــدَّم وفحلهــا المقـــرّم. أنشدنـــي أبـــو الفضـــل يحيـــى بـــن نصـــرٍ السعـــدي البغـــدادي قـــال:

أنشدني لنفسه:

للـــــــه درُّ النائبـــــــات فإنهــــــــا صـدأً اللِّئـام وصَقيـل الأحـرار

كامل

مـــا كنـــت إلاّ زُبْرةً فطبعننـــي سيفاً وأطلقَ صَرفُهُـنّ غِـراري

وأنشدنــي أبــو محمــد عبــد اللــه بــن محمــد الحمدانــيّ الخرافـــي قـــال: أنشدنـــي أبـــو المكـــارم الفضـــل بـــن

عبد الله الهاشمي قال: أنشدني لنفسه:

من كـان يُحمـدُ أو يُـذمُّ مورَّثـاً للمــــال مــــن آبائــــه وجُــــدوده

===

إنـي امــرؤٌ للــه أشكــرُ وحــدهُ شُكـــراً كبيـــراً جالبـــاً لمزيـــده

لي أشقـرٌ سمـحُ العنـان مغـاورٌ يُعطيك ما يُرضيكَ من مجهوده

ومُهنـــدٌ عضــــبٌ إذا جَرَّدتُــــهُ خِلتُ البروقَ تموجُ فـي تجريـده

ومثقَّــفٌ لــدْنُ السَّنـــامِ كأنّمـــا أمُّ المنايــا رُكِّبــت فـــي عـــوده

وبــذا حَويـــتُ المـــالَ إلاّ أننـــي سلّطتُ جود يدي على تبديده

الأمير عليُّ بن محمد الصُّليحيُّ

الناجمُ بالحجاز

أنشدني أبو الفضل جعفرُ بن يحيى بن الحكّاك المكيُّ له من قصيدة أوّلها:

أقــول إذا باهَــوا بجَــرِّ الذلـــاذل لباسيَ دِرعي لا لباسُ الغَلائلِ

طويل

ومناه:

وسَرجي فِراشي والحُسامُ مُضاجعي وعُدّةُ حَربي لا ذواتُ الخَلاخل

ورُمحي يُعاطيني البعيـدَ لأننـي تناولتُ ما أعيا علـى المتنـاول

===

ولي من بني قَحطانَ أنصار دولةٍ بطاريقُ مـن أنجـادِ كـلِّ القبائـل

وحكــى لــي أبــو الفضــل جعفــر بــن يحيـــى الحكّـــاك هـــذا أن أخـــاه الحُسيـــن بـــن يحيـــى الحكّـــاك المكـــيّ

أجاب الأمير الصًّليحيَّ عن هذه اللامية بقوله:

رُويدك ليس الحقُّ يُنفى بباطلِ وليس مُجدٌّ في الأُمور كهـازل

طويل

كزعمك أن الدرع لُبسُكَ في الوغى وذاك لجِبــنٍ فيــك غيــر مُزايــل

وهل ينفعنّ السيفُ يوماً ضجيعه إذا لـم يُضاجعـه بيقظـةِ باسِـلِ

فهلاّ اتّخذتَ الصبر دِرعاً وجُنّةٍ كما الصبر دِرعي في الخطوب النوازل

وتفخر أن أصبحت مأمول عُصبةٍ فأحسِنْ بمأمولٍ وأخسِسْ بآمِل

وهل هي إلاّ في تُـرابٍ جمعتَـهُ فهلاّ غدتْ في بَذلِ عُرفٍ ونائل

كما هَمَّنـا فاعلـمْ إغاثـةُ سائـلٍ وإسعافُ ملهوفٍ وإغناءُ عائل

وختم القصيدة بقوله فيها:

ولا تَغتَرْ بالليثِ عندَ خُـدورهِ فكَمْ خادِرٍ فاجا بوثْبةِ صائـلِ

===

قصــد الحضــرة النظاميــة مــن مكــة وحرسهـــا اللـــه تعالـــى والسعـــد يقـــوم أمامـــه والنُّـــجْحُ يقـــود زمامـــه.

ولقيها بهذه القصيدة على باب مَنار جُرْد سنة ثلاث وستّين وأربعمائة:

جوى ما جوى بين الحشا والجوانحِ وفَرطُ اشتياقٍ بين غادٍ ورائـحِ

عذيري من العُذّالِ لم ينصفوا فنىً فتينَ الغَوانـي والحِسـانِ الملائـحِ

وعانٍ بأرض الشام غانٍ يَشوقُهُ إذا شامَ علويُّ البُروقِ اللوامـحِ

إلى الله أشكو في فُـؤادي غُلّـةً شَفاها بَرودَ الرُّودِ لا ماءُ ماتِح

لقد نَزَحـتْ للبَـيْن دارُ أحِبَّتـي فمَن لي بهاتيكَ الديار النَّوازِحِ

وأنضـاءُ أسفـارٍ سَــرَيْنَ بمثلهــا يجُبْنَ بِهِم جَوباً بُطونَ الصحاصِحِ

وركْبٍ نَشاوي قد سَقَتْهُمُ يدُ الكرى بكأس عُقارٍ فوقَ قـودٍ طلائِـحِ

وميلٍ على الأكوار صيدٍ كأنَّهم سُرىً صبَّحوا الصَّهباءَ من كفِّ صابِحِ

فنبّهتُهـم والنـوم كُحــلُ عُيونهــم بمدْحِ نظامِ المُلـك أهـلِ المَدائـح

ومنهل في المدح:

يجــود بمَضنــونِ الثــراء تكرُّمـــاً إذا قامَ عِلاّتُ النفوسِ الشَّحائحِ

===

لقد ملكَ الشامَ المقدَّسَ حامياً حِماهُ بمَجْرٍ فـوقَ جُـرْدٍ سَوابِـحِ

رَضيُّ أميرِ المؤمنين رضىً بها لما دارَ من رأيِ بمحْضِ النصائح

منَ الحرمِ الميمونِ أمّتْ ركائبي حِمى حلبٍ تَبغي جَزيل المنائح

وردْنَ بنـا مـاءَ الفُـراتِ وطالمـا وردْنَ الرَّكايا بين عذبٍ ومالح

تيمَّمْنَ بي كافي الكُفـاةِ وعنـده مواردُ بحرٍ في المكـارمِ طامـح

تزاحمـــتِ الـــوُرّادُ فيــــهِ كأنّــــه زِحامُ حَجيجِ البيت بين الأباطِحِ

جَلتْ سُخطَ دهري نظرةٌ رَضَويَّةُ نظاميةُ الأسبابِ سَبْطَ المَنادحِ

أبو دُلْفٍ الخَزرجيّ

قال في أبي عبد الله العَلَوي رضي الله عنه:

لــــــــــولا النبــــــــــيُّ وصَفــــــــــوُهُ وابْناهُمـــــــــا ثــــــــــمَّ البَتــــــــــولْ

مجزوء الكامل

لعلمـــــــــتُ أنـــــــــي شاعــــــــــرٌ أسِـــــمُ الرِّجــــــالَ بمــــــا أقــــــولْ

لكنّنـــــــي أعـــــــرضْتُ عــــــــن ذاكَ الحديـــــثِ وفيـــــه طــــــولْ

===

محمد بن جَرّاحٍ البَكريُّ

له:

إنا لنبني علـى مـا شيَّـدَتْهُ لنـا آباؤنا الغُرُّ في مَجـدٍ ومـن كَـرمِ

بسيط

لا يرفع الضيفُ عنا في منازلنا إلا إلـى ضاحـكٍ منّـا ومبتسِـمِ

إني وإنْ كان قومي في الورى عَلَماً فإننــي عَلَــمٌ فــي ذلـــك العَلَـــمِ

أنشدنيها له الأستاذ أبو محمد العبد لْكاني الزوزني رحمه الله بزوزن سنة ثمانٍ وعشرين.

قــال: أنشدنــي إبراهيــم بــن محمــد بــن شُعيــب البَكــري قــال: أنشدنـــي عمـــي محمـــد بـــن الجـــرّاح هـــذا

لنفسه.

أبو كامل

تميم بن المفرح الطائي

كامـــل وبالكمـــال قـــد كنـــي وإذا وصـــف تمـــام الفضــــل فتميــــم عنــــي وناهيــــك بــــذاك الألمعــــي مفرِّجــــاً

كاسم أبيه لغماء العِي.

===

ذكـر لـي الشيـخ أبـو عامـر الجرجانـي أنــه اجتــاز بــه قاصــداً غزتــة ولــم يقــف لــه علــى جليــة خبــر بعــد

ذلـك. والغالـب علـى الظـن أنـه استوفـى رزقـه هنالــك. أنشدنــي الشيــخ أبــو عامــر لــه قــال: أنشدينهــا

لنفسه في الوزير أبي القاسم علي بن عبد الله الجويني رحمه الله:

ودِّعينا إنْ كنت أزمعتِ جاره قبــل أن يمنـــع الفِـــراقُ الزيـــارهْ

خفيف

زودِّي وامِقـــاً أجـــدَّ ارتحــــالاً مـا قضـى فـي مقامـه أوْطـارَه

مُغرماً مـا علمـت يـا أمَّ عمـروٍ أين صار الهوى به يوم صـارَهْ

لـم يـزلْ يًحــذَرُ التَّفــرُّقَ حتــى حقَّقــوا يــوم رامَتيـــنِ حِـــذارهْ

كـــان يكفيـــه والمُحـــبُّ قنـــوعٌ وقفـــــةُ أو تحيـــــةٌ أو إشــــــاره

قوله: والمحب قنوع من حشوات اللوزينج.

منظــــرٌ مـــــا رأيتـــــه قـــــطُّ إلا قلـتُ: بـدرٌ لِتِمِّـهِ وسـطَ دارَه

كاعِبٌ في الحجابِ يمنَعُها الزّو - - رَ حياءٌ يصونها وغَراره

ذاتُ ثغـــرٍ كأنـــه حيـــن يبــــدو عِقـــدُ دُرٍّ أو أقحـــوانُ قَـــراره

ومنها في المدح:

===

إنَّ فيـــه لكـــلِّ وهـــي ســـداداً ولديـــه لكــــلِّ وهــــنٍ جبــــاره

وأنشدني القاضي أبو جعفر محمد بن إسحاق البحاثي قال: أنشدينها لنفسه من خمرية:

قُمْ سَقني قبـل الصَّبـاح المُسفِـر يوم الخميس على طلوع المشتري

كامل

وإذا لَقيتَ الجمعةَ الزَّهراء فل - - يكُن الغَبوقُ على جبينٍ أزْهرِ

واستقبِـلِ اليـوم السَّعيـدَ بمقبــلٍ طَـلْقٍ وأدبِـرْ عـن عَـذولٍ مُدْبِــر

إن قال: إنَّ الـراحَ حُـرِّمَ شُربُهـا عـن أهــل ديــنِ محمــدٍ فَتَنصَّــرِ

عــن ههنــا بمعنــى علــى وهمــا يتعاقبــان. قــال اللــه عــز وجــل: ومــن يبخــل فإنمــا يبخـــل عـــن نفســـه أي

على نفسه:

قُـلْ للغزالـةِ وهــي غيــرُ غزالــةٍ والجؤذَرِ النَّعسانِ غيـرِ الجُـؤذَرِ

لِمذكَّـرِ الخُطــواتِ غيــر مُؤنَّــثٍ ومؤنــثِ الخَلــوات غيــر مذكَّــرِ

قلــت: هــذا بيــت شعــري يســاوي بيــت تبــر وفيــه قلــب يقبلــه كــل قلــب. ثــم الموازنــة بيـــن الخطـــوات

والخلوات في نهاية الملاحة وهو ينظر إلى قول البحتري:

قَدٌّ يُؤنَّث تارةً ويُذَكَّرُ

===

قومي إلى الشيءِ الذي مُتنا به بالأمس فانشُرني بذاكَ الجوهرِ

وتَسربلـي قبـل القيـام وأَسبلــي ذاكَ العِـذارَ الجــونَ ثــم تزنــري

فتنبهـــتْ هيفـــاء غيـــر بطيَّــــةٍ عما التمستُ ولا سحوبِ المئزر

يعنـــي أنهــــا تشمَّــــرت للخدمــــة فقلَّصــــت ذيلهــــا لا كالكسلــــان الــــذي يــــزود الــــأرض فضــــل ردائــــه إمــــا

لكسله وإما لخيلائه:

تفتــرُّ عــن بــردٍ وتنظــم مثلهـــا عِقـداً وتنظـر مـن جفــونٍ فُتَّــرِ

وتيممــت دنيــن فــي مطمــورةٍ كانــا معــاً فيمــا أظــنُّ لقيصــرِ

فتحتهمـــــا وكأنمــــــا فتحتمــــــا عـن لـون ياقـوتٍ ونكهــة عنبــر

وله أيضاً رحمه الله تعالى:

قد أفـرط الأمـر عـن الشكـوى وعــاد مكتـــوم الهـــوى نجـــوى

سريع

لا أدَّعـي الحـب وفــي حالتــي للنـاس مـا يغنـي عـن الدَّعــوى

ولــي دواءٌ مــن سقــام الهـــوى لو كنت أروى مـن لمـى أروى

===

حمَّلتنـــي أكثــــر مــــن طاقتــــي يُغنيـك عـن تصريحـي الفحـوى

حُــبُّ وصــدٌّ واشتيـــاق إلـــى مـن رشـق القلـب فمـا أشـوى

وله أيضاً عُفي عنه:

أبصروا حالتـي ودقَّـةَ جسمـي كُلُّ هذا من حبِّ من لا أسمي

ولعمــــري إن الوفـــــاة لأحلـــــى مـن حيـاة بيـن اشتيـاق وسُقـمِ

خفيف

غير أني أخشى العقاب على من أنــــا أهـــــواه أن يبـــــوء بإثمـــــي

وله أيضاً:

وليلـةٍ لـي جمعــت كــلَّ طيــبْ زار بها الألف وغاب الرقيب

سريع

فبــــتُّ للبــــدرِ سميـــــراً ومـــــا ذلــك بــدرٌ لا ولكــن حبيـــب

مذكـــــرُ الذكـــــرِ ســـــوى أنـــــه حوريــةٌ ذات بنــات خضيـــب

يجرحهـــا اللَّحـــظ علـــى أنهــــا تجـرح باللحــظ ســواد القلــوب

===

ثــمّ افترقنــا سَحَـــراً لـــم يكـــن حـالٌ ومـا ذاك لخـوف الذُّنـوبْ

وإنّمـــا خِفـــتُ علــــى زائــــري لــو أنّنــي جَمَشتُـــه أنْ يَـــذوبْ

قلت: اجتمع في هذا البيت عاشِقٌ من الريبةِ تائبٌ ومَعشوقٌ من الرَّقةِ ذائِب. وله من حَمَرية:

قُـــمْ إلـــى الـــراحِ مـــعَ الصُّــــبْحِ إذا قـــــــــــــــــــام المُــــــــــــــــــــؤذِّنْ

مجزوء من الرمل

وإذا أعلــــــــــــــــــنْ باللّـــــــــــــــــــهِ قَفُـــــــــــلْ للعُــــــــــــودِ أعلِــــــــــــنْ

إنْ تُسِـــــئْ يـــــا أيُّهـــــا العَبــــــدُ فـــــــــــإنَّ اللّـــــــــــه مُحســــــــــــنْ

وأنشدني القاضي أبو جعفرٍ البَحّائيُّ الزَّوزَنيُّ رضي الله عنه قال: أنشدني من قصيدةٍ أوَّلهُا:

ســلا عــن بانــةَ الطَّلَــلَ البَبابــا بحيــث يقابــلُ البــرقُ الهضابـــا

وافر

وعيـشِ غَضـارةٍ لــو دام لكــن تكدَّر ذاك حيـنَ صَفـا وطابـا

ومنها

ليالـيَ فـي الخُـدورِ مُحجَّبــاتٌ يدعـنَ القلـبَ مُختبـلاً مُصابــا

كَعِيــنِ سٌويقَـــةِ حَدقـــاً ولكـــن رأيناهـــا هُنـــا شُنُبـــا عِذابــــا

===

وأطرافـــاً يَحـــارُ الحَلـــيُ فيهـــا فليسَ يَكادُ يَضطربُ اضطرابا

قـد قيـل فـي الأطـرافِ المنعمِـة: إنهـا تعـضُّ لحلــي وتُخــرسُ وساوسَهــا. وأمــا قولــه: بَحــارُ الحلــيُ فيهــا

فلم أسمع به إلاّ في شعره وقد أتى ببدعِ المُستعارِ وبكره وهو في غاية الفصاحة ونهايةِ المّلاحة:

يَطُفنَ بملءِ عَينِ الصبِّ حُسنـاً وإن كانــــت بمُهجتـــــهِ عَذابـــــا

وحدَّثني الأديبُ يعقوب بن أحمد النيسابوريُّ رحمه الله قال: أنشدت بحضرةِ أبي كاملٍ:

صَهــــــــــــــــــلَ الكُميــــــــــــــــــتُ فقلــــــــتُ: مالــــــــك تَصهــــــــلُ

فغيّرهُ بعضُ الحاضرينَ وقال:

نَعبَ الغرابُ فقلتُ: مالكَ تَنعبُ

فأجازهُ أبو كاملٍ بديهةً وقال:

نَعبَ الغُرابُ فقلتُ: مالكَ تَنعبُ أنـأَى أليفُــكَ أم لِحــالٍ تُرهــبُ

كامل

أم أنــت تُخبرنــا بفُرقـــةِ جيـــرةٍ قد آن في شعبـان أن يتشعَّبـوا

عزموا على تركِ النُّفوسِ وراءَهم مـاء يسيـلُ علـى لظـىّ يتلَّهــبُ

===

سمعـت الشيـخ أبـا عامـر الجرجانـيَّ يقــول: سمعــت العميــد أبــا بكــر القُهِستانــيّ يقــول: كتــب إلــيَّ عالــي

بن جبلة هذا في أول ما قدم عليَّ:

من بنـي جفنـةَ بـنِ عَمـرٍو فتـىً بالبابِ يَبغي إلي العَميدِ الوصُولا

خفيف

أغبرٌ قبّحته غبراءُ للريحِ دَويّ فيها وكان جميلاً

قــال: فأذنــت لــه وأكرمــن مثــواه واغتنمــت قــراه. والعجيــب أنــه أحــال قبحــه علــى غبــراء يسمــع فيهـــا

دوي الريـح واعتـذر عنــه بمــا قاســاه مــن أنــواع التباريــح وإنمــا أتــي مــن جانــب الخلقــة حيــن لفتــه القابلــة

في الخرقة

أبو الحسين علي بن أحمد

العبشمي العثماني

حدثنــي القاضــي أبــو جعفــر محمــد بــن إسحــاق البحاثــي الزوزنـــي قـــال: كتـــبَ إلـــيَّ العبشمـــي هـــذا

أبياتاً أعتوبةٍ سابقة بيني وبينه وهي:

يــا أبــا جَعفــرٍ محمــدُ يـــا مَـــن جازَ فينا الفخارَ عَن إسحاقِ

===

ذا الخِلـالِ المُهذَّبـاتِ وذا الطَّبــعِ المصفَّـى وذا السَّجايــا العِتــاقِ

والأديبَ الذي بأشعاره الآ - - دابُ مثلُ الغُصونِ في الأوراق

مُحدقاتٌ بكلِّ كإحدا - - قِ جُفونٍ العُيونِ بالأحداق

لك في النظم والبراعةِ في الآ - - دابِ ذكرٌ قد سار في الآفاقِ

والذي قد حَكى تَفوَّه بالإف - - - كِ وحقِّ المُهيمِنِ الخَلاّق

فاقبل العُذرَ من أخٍ ذي اعتدادٍ بـــك وافـــي الذِّمـــامِ والميثـــاقِ

واستمعهــــا يــــا أنفــــسَ طُــــرّاً كعقـودِ الحِســانِ فَــوقَ التَّراقــي

قد أتت وهي كالهديُّ تهادى فـي بُـرودٍ مـن المعانـي الدِّقـاق

وابـق للفضــلِ والتفضُّــلِ بــدراً عاجزاً عن سناهُ حكمُ المحـاق

أبو جوثة

أحـد بنـي أعمـام الأميـر قـرواش بـن المقلــد أنشدنــي الشيــخ أبــو عامــر الجرجانــي قــال: أنشدنــي العميــد

أبو بكر القهستاني رحمه الله قال: أنشدني أبو جوثة لنفسه:

قَومٌ إذا اقتحموا العَجاجَ رأيتهُمْ شُمساً وخِلتَ وجوهَهُم أقمارا

===

لا يعدِلون برفدهـم عـن سائـل عَــدلَ الزمــانُ عليهــمُ أوْجَــارا

فــإذا الصَّريـــخُ دعاهُـــمُ لمُلمَّـــةٍ بَذلوا النفوسَ وفارقوا الأعمارا

وإذا زنادُ الحَربِ أخمِد نارُهـا قَدَحـوا بأطـرافِ الأسِنَّـةِ نــاراً

الحَجّافُ

أنشدني أبو الفضل يحيى بن نصرٍ البغداديُّ قال: أنشدني هذا البدويُّ لنفسه من قصيدةٍ:

سَرى طيفُها والصُّبحُ قَد طَرَّز الدُّجى كما طُرزت غُبـرُ المهامـةِ بالـآلِ

طويل

الأمير نورُ الدَّولةِ

أبو الأعزِّ دُبيسُ بنُ عليِّ بنِ مزيدٍ

خدمتـــه ببغـــداد وعبــــرتُ إليــــه أخــــت بــــده الجــــواد أعنــــي دجلــــة وهــــي زاخــــرة الأمــــداد وأنشدتــــه

أرجــوزةً قلتهــا فيــه فــإذا باحــه للطارقيــن مباحــة وراحــه فــي كدهــا للعفــاة راحــة وقبــاب التفـــت بهـــا

غـــابُ القنـــا واشتـــرك مـــع أسودهــــا النــــاس فــــي فرائــــس الغنــــى. وذاكــــرتُ وزيــــره الملقــــب بالمهــــذب

فأنشدني لذي أمره نتفة من شعره وهي:

===

مجزوء الكامل

يا دولة الملك المُحجّب لستُ نوركِ إن عَجِزتُ

المنيع الهمذاني

أنشدنــي لــه بعــض الأشــراف الطارئيــن علينــا مــن مدينــة الرســول صلـــى اللـــه عليـــه وسلـــم قـــال: ورد

علينا هذا الغُليمُ وهو مشغوفٌ بابنة عمّ له تُسمى ذؤابة فأنشدنا لنفسه أبياتاً فيها وهي:

خَليلـيَّ مالـي وكيـفَ احْتيالـي وبــي مــن ذؤابــةَ شِبــهُ الخَبــالِ

متقارب

غَــــزالٌ يُراعــــى رِمــــالَ الفَــــلا بجيـــدِ الغـــزالِ ورِدفِ الرِّمـــالِ

كــأن ذُؤابَــةَ فــي القَــزِّ تَمشـــي رَبيــبُ مَهـــاً يَرتـــدي بِالظِّلـــال

أبو الفضل جعفر بن الحسين

الشَّبيبيُّ المكيُّ

شــابٌّ حســنُ الــدواء الرُّوايــة رأيتــهُ بيــن يــدي الشيــخ عميــد الحضــرة مُدليــاً إليـــه بحرمـــة العربيـــة مـــدلاً

عليـــه الداليـــة السنيـــة يطـــرب الحاضريــــن ينشدهــــا يرقــــص ذوائبهــــم بأغاريدهــــا فمهــــا التقطتــــه منهــــا

===

تَولاّكَ بالإحسانِ عَن حُسنِ خِبرةٍ وأعطاكَ ما لم يُعطَه أحدٌ بَعـدُ

طويل

وحُمِّلتَ ما حُمِّلتَ لا ناهِضاً بِهِ سِـواكَ وللأثْقـالِ بازِلُهــا النَّهــدُ

فأنـتَ بحمـدِ اللــهِ أثبــتُ وطْأةً وأصدقُ بأساً حينَ تُستنطَقُ الهِندُ

وما قَدرُ مُلكٍ فاتَهُ منكَ حَظُّهُ إذا ما عَدِمتَ السيفَ لم يَنفعِ الغِمدُ

فَأبشرْ بتصريفِ الأمورِ ودولـةٍ نَظمتَ معانِيها كما نُظمَ العِقد

كأنِّي بِكَ استوليتَ من كلِّ وُجْهةٍ عَليها كما اسْتولى على الجَسَدِ الجِلد

ما أحسن ما جعل إحاطته بالبلاد كإحاطة الجلود بالأجساد

فدُونَكَهــا مــن رُتبــةِ عَضُدِيَّــةٍ بِها أمرُ الملكِ واستَحكمَ العقْد

تُجِلُّــكَ ســـاداتُ البريَّـــةِ كلُّهـــا ويأتي إليكَ الوفدُ يَتبعُـهُ الوَفـد

وتَبلـغُ أَقصـى مـا تُريـد مُيسَّــراً وما لكَ عن شيءٍ تُحاولُه رَدُّ

وعِشْ وابقَ في عزِّ وفي ظِلِّ نِِعمةٍ وقَدرٍ رفيعٍ ما يحيـطُ بـهِ حَـدّ

===

تَولَّـــى الصبـــرُ تَتْعُبـــه الدمـــوعُ لِتُرجِعَـــه وقـــد عَــــزَّ الرُّجــــوعُ

وافر

وطـــارَ بمهجتـــي لِلبيـــنِ حـــادٍ يُقصِّـــرُ دونَـــه الوَهـــم السَّريــــعُ

وأوَحشني الخَيـالُ وكـانَ أُنسـي لَـوَ أنَّ العيـنَ كــان لهــا هُجــوع

أرى أُدمَ الظبـــاِْ لهـــا امتنـــاعُ وأطيــبُ مــا يُفــازُ بـــهِ المَنـــوع

هذا كما يقال: الممنوع متبوع والمبذول مملول:

وفــي العُشّــاقِ مَفتــونُ بِمعنــىّ ومَوضــعُ فِتنتــي منــك الجميــعْ

ومِنهــم مــن يُشيــرُ ولا يُسَمِّـــي ومِنهـم فـي المحَّبـةِ مضــن يُذيــع

بِنَفسـي مَـن يَخـونُ الصبـرُ فيـهِ ولا تُغنـــي المذلَّلـــةُ والخُضــــوعُ

حَبيــــــنٌ لا أوالُ وبــــــي نــــــزاعٌ إليـــهِ وليـــسَ لـــي عنـــهُ نُـــزوعُ

يَطيرُ القلبُ من شَوقٍ إليهِ فَتُمسكُهُ لِشِقوتِيَ الضُّلوعُ

محمد بن عصام بن الأعمى الربعيُّ

أرســل وهــو موثــق فــي الجامعــة إلــى صاحبيــن لــه يشكــو حالــه ويصــف قلادتـــه وخلخالـــه. والقافيـــة

===

ألا يا ابن عمِّي هَل يُؤدِّي رسالةً إذا كنت تغدو من غدٍ أو تُروَّحْ

طويل

فسلَّـمْ علـى فتيـانِ أثبــجَ كلِّهــم وخُـصَّ لطيفـاً بالسَّلـامِ المُطـوّحُ

وقُلْ لابنِ كَسلانٍ وقُلْ لابنٍ مُطرفٍ خليلُكما بين الحَنايا مُشبَّح

لقد صيغ خلخالانِ لي وقِلـادةٌ فها أنا فيها مُوثَقـاً لسـتُ أبـرح

أنشدنيهــا لــه بعــض أشــراف المدينــة. وسألتــه عـــن الحنايـــا فقـــال: أعـــواد تمـــدُّ عليهـــا أذرع المأسوريـــن

وتشدُّ. ويقال: فلان مشبوح الذراعين أي طويلهما.

قيس العامريُّ

أنشدني له بعض أشراف الحجاز قال: سمعته يُنشد لنفسه:

قِفــــا صاحِبــــيَّ قليــــلاً عَلَيّــــا ولا تُعجِلانــــي يــــا صاحِبَيّـــــا

متقارب

وعُوجــــا علــــى طَلـــــلٍ دائـــــرٍ لِريَّـــا وأيـــنَ مــــن العَيــــنِ ريّــــا

===

الحكاك المكيُّ

قـد سبـق ذكـر أخيـه وربطـت مــا دار بينــه وبيــن الصُّليحــي علــى أواخيــه وهــذه أبيــات أنشدنيهــا أبــو

الفضل هذا لنفسه في مثل ما مضى من المعنى السابق:

توقَّر مـن جِماحِـكَ فـي الزِّمـامِ وأَسفِــرْ عــن قِناعِـــكَ واللِّثـــامِ

وافر

وَزَعْ مِن غَربِ لفظكَ في مقالٍ تُعــــرَّف غِبَّـــــهُ عنـــــدَ المُقـــــامِ

ولا تَبــــذخْ بُهــــودٍ فـــــهْوَ مِنّـــــا تَحَدَّرنــا جَميعـــاً مِـــن غمـــامِ

ولا تَفْخـــرْ بقـــومٍ أنـــتَ منُهــــمُ مكــانَ المَنسِميــنِ مــنَ السَّنـــامِ

ولا تَحسـبْ جَوابـي ذا ولكـنْ جوابي صدرُ رمْحي أو حُسامي

هذابُ بن دَهثَمٍ الشَّيبانيُّ

ورد علــى المعسكــر الميمــون وألقــى بــه تفنــات العرمـــس الأمـــون ولقـــي صـــدر الـــوزارة النظاميـــة بهـــذه

اللامية وارتشف دُرر الأماني معسولة الحلب على باب حلب. ومطلع القصيدة قوله:

مــا خَلَــقَ اللـــهُ تعالـــى وجَـــلّ مثـــلَ وزيـــرِ الـــوزراءِ الأجـــلُّ

===

أروعُ كالنَّصـــــــــــلِ ولكَّنـــــــــــهُ أمضى من النَّصلِ إذا ما بَسـلْ

قوله: بسل أي اشتدَّ. ومنه يقالُ للشجاعِ باسِل:

يَهــدي إذا ســارَ أمــامَ القَضــا ويَنــــزلُ المــــوتُ إذا مـــــا نَـــــزلْ

علــى العِــدا والحــربُ تَنّورهــا يُسعَـرُ بالبيــضِ وسُمــرِ الأســل

ومنها:

يـــا عَلـــمَ الخالـــقِ فـــي خَلقِــــهِ حَسبُـكَ أن تَعقِـدَ مـا لا يُحــلّ

لا أَيتَـــم اللـــهُ العُــــلا والــــوَرى منـــكَ ووفّـــاكَ المُنـــى والأمـــل

عبدُ الواحِد بنُ الفضل

بن أبي دُلَفِ العِجليُّ

قـرأتُ لــه فــي كتــاب قلائــد الشَّــرف مــن تأليــف الشيــخ أبــي عامــر الجُرجانــي أبياتــاً خــدم بهــا المجلــس

العالي النظامي القوامي شام بها منه أيام مقُامِه بالشّام بوارق الأنعام وهي:

إشربْ على سعدِ السُّعو - - دِ ورَغم شانيكَ الحَسودْ

مجزوء الكامل

===

لا زالَ نَجــــــمُ عِــــــداكَ فــــــي نَحـــسٍ ونجمـــك فـــي سُعـــود

مُستمتعاً بالطَّيَّبا - - تِ ومُحرزاً شكرَ العبيد

ولا تَحرِمَنْ هذا المؤمِّ - - لَ نَوءَ بارقكَ الحَميد

فَوراءَهُ مُستنجِزا - - تٌ من قِيامٍ أو قُعود

من كلِّ راكعةٍ تَنو - - ءُ ومستعدَّ للسُّجود

يرفعنَ أيديهنَّ خا - شِعةً بتَعفيرِ الخُدود

يسألنَ مُلكَكَ أنْ يُبَلَّغ مَن مَشى فَوقَ الصَّعيد

قلــت: هــذا كلــام فــي القلــة دون القلــة وإنمــا أثبــت لقــدر الممــدوح لا المـــادح. ولمثـــل ذلـــك القـــدر جـــر

الرماح على السَّماك الرامح.

كامل المُنتفقيُّ

لمـا وطئـت البصـرة فـي جملـة عميـد الحضـرة أبــي سعــد حمــزة بــن منصــور أدام اللــه أيامــه ماجــت إلينــا

الباديــة وانثالــت وفودهــا علــى تلــك الرِّيــاع كمـــا تنثـــالُ أعـــراف الضِّبـــاع. فوجَّـــهَ بعضهـــم سُفـــراءَ إلـــى

الخفــراء يستودعبــم الشُّعــث الغبــر مـــن الحُجـــاج السالكيـــن لذلـــك المنهـــاج المترادفيـــن فريقـــاً بعـــد فريـــق

===

الآتيـن مـن كـل فـج عميـق. وارتبـط البعـض فـي غمـار المرتزقـةِ مـن الجنـود أو المرتفعــة مــن الوفــود فبينــا

أنــا يومــاً بيــن يديــه إذا دخــل هــذا المنتفقــي عليــه وشكـــا إليـــه سنـــة أرســـت عليـــه الكلاكـــل وأثكلتـــهُ

الكُـــوم البـــوازل وأركبـــت إليـــه النـــوازل. ثـــم وصـــف لـــه الأمـــل الـــذي ركـــب إليـــه مطـــاه والسَّهـــر فـــي

السفـــر الـــذي نغـــص بســــراه النــــوم علــــى قطــــاهُ. فأوسعــــه تأهيــــلاً وترحيبــــاً وأوطــــأهُ مــــن ذراه كنفــــاً

رحيبـاً. فكـان مـن جملـة مفاوضـات عميـد الحضـرة إيّــاه أن قــال لــه: قــد عــم علينــا هــذا الهــراءُ الــذي

اصطلينـا منــه نــاراً حاميــة لــم تبــق للعيــس منسمــاً ولا للخيــل حاميــةَ فهــل لكــم فــي آن نطنِّــبَ الخيــامَ

بجواركــــم ونقــــرط الــــآذان بحواركــــم ونواردكــــم علــــى نطــــف الــــأداوى ونرنِّـــــحَ معكـــــم علـــــى أغاريـــــد

حفيـــف الريـــاح نشـــاوى.. فقـــال: كرامـــةً لمولانـــا. ولـــو استطعنـــا لنثرنـــا عليـــه الـــأرواح علــــى مــــرادك

وفرشنــا الخــدود تحــت نعــال جيــادك ولــي فــي خدمــة أمثالــك مــن الكُبـــراء عـــادة ولـــك عنـــدي علـــى

الحُسنــى زيــادة فقــال عميــدُ الحضــرة: ومــا هــي قــال شقيقــة لــي كأنهــا فلقــة قمــرٍ أجيبــك إليهـــا لتبنـــي

عليهــا فصدقــت رغبتــهُ والتهبــت شهوتــه وركـــب مـــن الغـــد إلـــى حلِّتَـــه بعسفـــان وهـــي رملـــةٌ ميثـــاءُ

خاليـة الجنبــات بزرابــيَّ مبثوثــةٍ مــن النّبــاتِ وتتنَّفــس أبرادهــا عــن نسيــم يطيــر بجنــاح الهــوى ويُجــاذب

بحسن المـس أهـداب الـرّداء. فـإذا فيـه مـن بيـن سائـر قبـاب الحـيِّ تُنسـبُ أرآنـا فـي قصدهـا إلـى الغـيِّ

وتشهــدُ أنــا قــد تركنــا الــرأي بالــريِّ لمــا نسجتهــا مــن دبــور الأدبــار وركبتهــا مـــن غواشـــي الغُبـــار ومـــا

===

بهــا إلا كلــابٌ تلــغ فــي أســار القِعــاب أو تتمضمــضُ مــن الطُّــرّاق بالعراقيــب والكعـــاب ومـــا مـــن قعـــبٍ

إلا وهــو أشــدُّ عيمـــة منـــا إلـــى الألبـــان ومـــا مـــن جفنـــةٍ إلا ولهـــا جراحـــة علـــى اللَّبـــان فحاجتهـــا إلـــى

الزّائـب كحاجتنـا إلـى الرائـب. وفـي أحـد جوانـب البيـت عجـوز فـي الغابريـن تقـدي بطلعتهـا الشوهــاء

عيـــون الحاضريـــن قـــد تركهـــا الانحنـــاء محطوطـــة المناكـــب وكـــأن بنواصيهـــا غـــزول العناكـــب فأنشـــدت

عميد الحضرة مُاعباً:

يا ليتني حين خرجـت خاطبـا

مشطور الرجز

لَقّانِـــيَ اللــــه طريقــــاً شاطبــــا

لا أَمَمـــــاً منِّـــــي ولا مُقاربــــــا

حتى إذا ما سرتُ شهراً دائبا

ضَـلَّ بَعيـري ورَجَعـتُ خائِبــا

ثــم قلــت لــه: أبصــر فلقــة القمــر التــي وعدتهــا فبهــت أولاً حتــى كلــت نوافــده واستغـــرب ثانيـــاً حتـــى

استهلــت نواجــذه وحلــف عليــه كامــل لينزلــنَّ فأبــي وجــاءه مــن ناحبــة الــذُّلِّ فنبــا واعتــلَّ عليــه بمعاذيــر

رخصــت لــه فــي سرعــة الانصــراف وحببــت إليــه الرضــا مــن الغنمــة بالإبـــاب. ولكامـــل هـــذا شعـــر

===

إنسانَةُ الحَيِّ أم أُدمانـةُ السُّمـرِِ بالنَّهـي رقَّصَهـا لحَـنٌ مـن الوَتَـرِ

بسيط

يا مـا أمَيلـحَ غِزلانـاً شَـدَنَّ لنـا مـن هؤَليّائِكُـنَّ الضـالِ والسَّمُـر

بالله يا ظَبَيات القـاع قُلـن لنـا: ليلايَ مِنكنَّ أم ليلى من البشر

قلــت: الإبهــام فــي الشَّعــرِ صنعــة لا يتوصــل إليهــا الحضريــون إلا بتعريـــق جبيـــن الخاطـــر وبعثـــرة دفيـــن

الضَّمائـــر. وقـــد أخـــذ هـــذا البـــدويُّ مـــن عفـــوِ خاطـــرهِ نوعـــاً مـــن الإيهـــام تنبـــو عنـــه صـــوارم الأفهــــام

وذلك قوله:

بالنَّهـيِ رقَّصَهـا لحـنٌ مـن الوتـر

فـــإن لحـــن الوتـــر الـــذي يضربــــه اللاهــــي للإنــــس مرقــــص ولحــــن الوتــــر الــــذي ينزعــــه الرامــــي للوحــــش

مقمِّص. وما أشبهَ ذلك التَّرقيصَ بهذا التقميص!

الواثلِيُّ

واسمــه أحمــد حدثنــي الأديــب أبــو جعفــر محمــد بــن أحمــد المختــار الزوزنــي قــال: ورد الوائلـــي علـــى

الشيـخ الفقيـه أبـي يحيـي زكريـا بـن الحسـن الخوافـي بقربـه جُـرد فباهـت بــه قريتــه علــى كــل بلــد وخلــد

===

حــب فضلــه فــي كــل خلــد قــال: وكــان مــن الفصاحــة بحيــث يسحــب الذَّيـــل علـــى سحبـــان وائـــل إذا

نضنــض ببيانــه اللســان. وأنشدنــي لــه قــال: أنشديــه لنفســه مــن قصيـــدة صاغـــت نسختهـــا ومـــن رأى

من السيف أثره فقد رأى أكثرهُ:

أصلي النواعِـجَ نـار كـلِّ تنوفَـةٍ وأُخيضُهـا فـي بَحـرِ كـلِّ ظَلـامٍ

كامل

قــال: ورآنــي هــذا الوائلـــي يومـــاً وأنـــا أهـــزُّ الـــرأس إلـــى هـــذا البيـــت إعجابـــاً بـــه وتعجبـــاً منـــه فقـــال:

كأنـي بـك وقـد زججتـه أثنـاء قصيــدةِ لــك ولعلــه لــم يأمنــه عليــه فاتهمــه باحتجانــه ونقلــه عــن مكانــه.

وأنشدني له أيضاً من أبيات كتبها إليه أولها:

ألبستَنـــي حُلـــلاً مــــنَ الحَمــــدِ وحَللــتَ بــي فــي قلَّــةِ المَجــدِ

كامل

وبَدَأتنـــــي بالمـــــدحِ مُلتمِســــــاً ردّي وقَـد قَصـرتُ فــي رَدّي

ونظمتُ شِعراً قـد شَـأوتُ بـهِ من كانَ مِن قَبلـي ومِـن بَعـدي

أعـــداك مَهـــديُّ بقربــــكَ مِــــن آدابـــه والفضــــلُ قــــد يُغــــدي

فعلقـــــت مـــــن ودُّي بأوثَقِـــــهِ إنـي شَديــدُ قُــوى عُــرى الــوُدّ

===

ولتعلمَــنْ أنِّـــي وإنْ شَحطـــتْ عنكــمُ دِيــاري ثابـــتُ العَهـــد

فاسُلَمْ مُحمدُ للمَحامِدِ وال - - آدابِ مُنفرداً بِلا نِدِّ

قال وكتب إلى الشيخ الفقيه أبي يحيى رحمه الله تعالى

ما يُميلُّ الحَبيبُ هَجراً ووصلاً وانتِجازاً منـهُ العِـدات ومَـطْلا

خفيف

وهوَ إن كانَ يَسمعُ العَذلَ فِينـا مِن أُناسٍ لم نَستمـع فيـهٍ عَـذلا

أمِن العَدلِ أن تَرى العدلَ ظلماً في هَواهُ وأن تَـرى الظُّلـمَ عَـدلاً

كم قطعتْ البلادَ شَرقاً وغرباً وسَلكت الخطوبَ حَزناً وسَهلا!

قاصداً مُحييَ السَّحابِ أب يَح - - يى الفقيه الحبر الإمام الأجلاَّ

فلقد دَلَّني على زكرّيا - - ءَ ثَناءٌ يدلُّ من عنه ضلاّ

هو عالمٌ بحرُ العُلومِ يغترفُ العا - - لَمُ منه إذا احتبى ثُمّ أملى

مِصقعٌ بذَّ في الخطابِ بني الدّم هرِ كما بذَّهم شَخاءً وبَذْلا

وسَحابٌ على العُفاةِ فما يَنفكُّ يهمــي جُـــوداً وهَطـــلاً ووَبـــلا

===

قٌلْ: فَموتوا بغيظكـم كـلُّ هـذا أن رآهُ الإلـــــــهُ للفَضـــــــل أهْلا

عَـمَّ يـا ابـن الحُسيـنِ إحسانُــكَ الغَمْرُ فَلا زِلتَ للأفاضلِ ظِلا

قبلَ اللهُ صومَكَ يا أكرمَ مَن صامَ للإلهِ وصَلّى

اللَّبَّانِيُّ

أنشدنـــي الشيـــخ أبـــو القاســـم بكـــر بـــن المستعيـــن كاتـــبُ الحضـــرة الطُّغرليـــة رحمـــه اللـــه عليـــه. قـــال:

أنشدني اللباني لنفسه:

إذا المَـــرءُ شَـــدَّ نطـــاقَ العَنـــا وبَيَّــتَ عـــزمَ الرِّجـــالِ الكِـــرامُ

مقارب

تَرقّـــى سَمـــاوَةَ هـــذا الزَّمــــانِ وسخَّــرَ عَفـــواً رِقـــابَ الأنـــامُ

أبو سليمان رحمة بن غانم الأسدي

أنشدنـــي الأديـــب أبــــو يوســــف يعقــــوب بــــن أحمــــد النيسابــــوري قــــال: أنشدنــــي الشيــــخ أبــــو صالــــح

المستوفي قال: أنشدني أبو سليمان رحمة بن غانم لنفسه:

أقولُ لصاحبي والكأسُ صِرفٌ ولـم يَعـرفْ غِنائـي مِــن أنينــي

===

أرى خَمــراً تُشاكِلُهــا دُموعــي كـأنَّ ظُروفهــا كانَــت شُؤؤنــي

وأنشدني أيضاً قال: أنشدني أبو صالح قال: أنشدني أبو سليمان لنفسه:

وعُــــــودٍ تُغنّــــــي بــــــه طِفْلــــــةٌ شديــــــدُ الغِنــــــاء بأنساقِهــــــا

متقارب

فشبَّهتُ فـي حُجْرهـا عودَهـا بفخـــذِ الجــــرادة مَــــعْ ساقِهــــا

سلمان بن خضر الطائفي

حدثنــي الأديــب يعقــوب قــال: أنشدنــي سلمــان بــن خضــر الطائفــي لنفســه وكنيتــه أبــو الفتــح قـــد مـــر

مجتازاً بنيسابور إلى مرو وقال: كان شاباً كثير البهجة فصيح اللهجة:

كــــأنَّ الغَمـــــامَ لهـــــا عاشـــــقٌ يُسايـــرُ هَودَجَهـــا أيـــنَ ســـارا

متقارب

وبالــأرضِ مِـــن حُبِّهـــا صُـــفْرةٌ فمــا تنبِــتُ الــأرضُ إلا بَهــارا

وأنشدني أيضاً له قال: أنشدنيه لنفسه:

بَـــرزتُ فـــي غِلالــــةٍ زَرقــــاءِ لا زَوَردَّيـــــةٍ كَلـــــونِ السمـــــاءِ

===

فَتبيّنـــتُ فــــي الغِلالــــةِ مِنهــــا قمرَ الصيفِ في ليالـي الشتـاءِ

وأنشدني له أيضاً:

لي حَبيـبٌ مـنَ الـوَرى شَبَّهـوه بِهِلـــالِ الدُّجـــى وقَـــدْ ظَلمــــوهُ

خفيف

ليسَ لي عَنهُ فـي سُلـوِّيَ وَجـهٌ ولــهُ فــي السُّلــوِّ عنِّــي وُجـــوهُ

قَمـــــرٌ كلَّمـــــا كتمـــــتُ هَــــــواهُ قالَ دَمعي: هذا المُريبُ خُذوه

أبو محمد علي بن الأزهر

ابـن عمــرو بــن حســان حيانــي الأديــب يعقــوب بــن أحمــد أيــده اللــه بريحانــة شعــره وأرخــى طولــي منــه

في روضة مستأسدة الأعشاب مترنمِّةِ الذُّبابِ. فمما سحر لُبِّي من لُبِّ كلامِهِ قوله:

دِيارَهُـــمُ بالرَّقمتيــــنِ سُقيــــتِ سحاباً منَ الوشمـيِّ ثـم وُليـتِ

طويل

وما لَكِ في ريِّ السحائِبِ حاجةٌ وقد طالمـا مـن مُقلتـي رُويـتِ

وإن كانَ ماءُ العَينِ ليـسَ بنافـعٍ فحسبُـكِ قـد أبلَيـتِ ثـم بَلِيـتِ

===

وألمى عليهِ لُعسَةٌ زِينَ حُسنُهـا بأبيضَ معسولِ الرُّضابِ شَتيت

أيا بأبي الغورانِ طَنَّبتِ فيهمـا وأرضٌ من الغَورَين كنتِ وَطيتِ

وماء حَللتهِ وإنْ كانَ آجِناً وروضٌ رعَيتِ العُشبَ فيهِ رُعيتِ

قلــت: مــا أحســن مــا جمــع بيــن قولــه رعيــت العشــب علــى الإخبـــار ورعيـــت.. علـــى الدُّعـــاء!!

فهما إذا سبرهما تقدير روضة وغدير:

ورَكبٍ عِجالٍ مُدلِجينَ تَرَوَّحوا على كـلِّ مَـوّارِ اليَديـنِ هَربـتِ

فقلتُ لهم: سِيروا ولا تَتروَّحوا فليس لنا وادي الغَضا بِمَبيـت

فقالتْ: ولِمْ أمسيتَ تطوي بِلادَنا فَقُلـتُ: أمرتينـي غَــداةَ نَهِيــتِ

أراد أمرتني إلا أنه أشبع الكسرة فصارت باءً.

وقد كُنتِ لا تَرضينَ منهم بِما أرى منَ الضيمِ لي فاليومَ كيفَ رَضيتِ

وأَقْسمتِ ألاّ تقبلي قول كاشِحٍ كَذوبٍ فلِمْ أقسمتِ ثُمّ نَسيتِ

قلـت كنايتـهُ عـن الحنـث بالنسيــان عنــدي أقصــى غايــة مــن الإحســان وقــد قيــل: لــم يكــن أحــد كنــى

عن تكذيب الحبيبةِ بأحسن من قول المتنبي:

تَشْتكي ما اشْتكيتُ من ألمِ الشْوْ - - قِ إِليْها والشوقُ حيثُ النُّحولُ

===

سَقَتِ السحائب قبل أنْ تَتقوَّضا خِيَماً على الخابورِ أمسَتْ رُفَّضا

كامل

فيهــنَّ مــن أبنـــاءِ جَوثَـــة فِتيـــةٌ غُضُبٌ فما يَرضَوْنَ إلاّ بالرّضا

مـن كـلِّ أروعَ. مـا يقـرُّ فُــؤادُهُ كالحَّـةِ النَّضنـاض لمّــا نضنضــا

مـــا يَقتَنـــي إلا طِمِـــرّا مُلجَمـــاً ومُفاضةً زعفاً وسَيفاً مُنتضى

يـا راِكبـاً إمّـا عَرضـتَ فبلِّغَــنْ مَنْ بالعِراقِ مصرِّحاَ ومعرّضـا

إني غَرضتُ عن المُقام بأرضِكم صِفرَ اليدينِ وحُقَّ لي أن أغرضا

بُعـداً لمـنْ يَرضـى بــدار مَذَلــةٍ يُمسي بِها حَرِضاً ويُصبحُ مُحرَضا

وإذا الكريـمُ رأى الهَـوانَ ببلـدةٍ رفضَ الهَوانَ بها وراحَ مُركِّضا

وأنــادمُ الجبــارَ لا أرضــى بـــهِ إلا إذا كــانَ اللبــابَ المُرتَضـــى

وأفُـضُّ أوعيـةَ المُــدامِ وأجتلــي ألوانَهــــنَّ مذَّهبــــاً ومفضَّضـــــا

إنْ ضاقَ مَسرُح ناقَتي في بلـدةِ فزِمامُها بيدي وما ضَاقَ الفَضا

===

كامل

لا مــــاءَ إلا باللغُويَــــرِ ودونَنـــــا عشـرُ يعـودُ بِهــا الدَّليــلُ بليــدا

واستَبعَدتُ أرضَ السماوَةِ والذي في الرَّحلِ ليس يَرى السماءَ بَعيدا

قواه: والذي في الرحل يعني نفسه وقريب منه قول المتنبي:

ومَن خُلقتْ عيناكَ بينَ جُفونِـهِ أصابَ الخدورَ السَّهل في المُرتقى الصَّعبِ

وقولـــــــــــــــــــه المتنبـــــــــــــــــــي:

مـــا الخِـــلُّ إلا مــــن أودُّ بقلبِــــهِ ويَـرى بطــرفٍ لا يَــرى بسوائِــهِ

عود إلى السعر:

يا سعدُ سعدَ بني سُليمٍ لا تُنِخْ حتــى تَــرى أعلامَهُــنَّ السُّــودا

وتنوفَــةٍ مجهولـــةٍ جَـــونُ القَطـــا فيهـــــا يحـــــارُ إذا أرادَ ورُودا

قطعتْ مناكبُها مناكب جَسرةٍ جَسَرتْ فصيّرتِ الجِبالَ صَعيدا

ولطالمــــــا رفَّهتُهـــــــا بمـــــــؤدَّبٍ فــي الجَــريِ أن يُــرى مَــكْدودا

متمرِّدٍ في الركـضِ لا يَسطيعُـه فَخِــذاكَ إلاّ أن تكـــونَ مَريـــدا

===

يَمتارُنـي مـا يَشتهــي ويُمِيرنــي منـــه حَديثـــاً تــــارةً ونَشيــــدا

هــــذا وباديــــةٍ حَللنـــــا فيهـــــمُ لا طالبيـــنَ قِــــرىً ولا تَزويــــدا

نحروا لنا الخيلَ الإناثَ وأَصبحوا رَجلـى وكانـت عـدةَ وعَديـدا

وكريمـةٍ مِـن قَومِهــا استنقذتُهــا والطعــنُ يَخــرقُ لَبّــةً ووَريـــدا

أصحَبتُها كلتا يَدَيَّ ومـا رأتْ عَينــايَ منهــا مِعْصمــاً ونُهــودا

وضممتُ هودَجَها وقلتُ لصاحبي: سِرْ بَينَنا حتـى تكـونَ شَهيـدا

ما كنتُ في هَذي العَشيرةِ كُلَّها مُذ كنـتُ إلاّ واحـداً ووَحيـدا

علي بن علي بن حسان

قــال: وهــو ممــا عملتــه ببغــداد أيــام الصِّبــا. قــال السيــد الأجــل شــرف الســادة: وأشعـــار الصبـــا هـــي

التمر باللبا.

سَقيــــــــاً لأيــــــــامِ التَّصابـــــــــي مَـــــعَ كـــــلِّ خَرعَبـــــةِ كَعــــــابِ

مجزوء الكامل

إذْ نحــــنُ نرتـــــعُ فـــــي الهَـــــوى ونَـــــــدرُّ أرديــــــــةَ الشبــــــــابِ

===

فاسْتَنهِــــــزوا فُــــــرصَ المُنـــــــى فالعُمــــرُ يركُــــض كالسَّحـــــابِ

وتَناقَلوا الكاساتِ مُتْر - - عةَ تَرامى بالحَباب

مـــــــــــا ذاقهــــــــــــا مُتعِّبــــــــــــدٌ إلاّ وزَلَّ عـــــــــــنِ الصَّـــــــــــواب

وترى البخيلَ إذا احتسا - - ها عن طَريقِ البُخلِ نابِ

وله أيضاً:

يـــــا حَبَّــــــذا الخَــــــدُّ المــــــورَّدْ والعِطفُ فـي الصُّـدغِ المُجعَّـدْ

مجزوء الكامل

والمَبسِمْ العذبُ الرُّضا - - ب وحسنُ لؤلئه المُنَضَّد

قمـــــــــــرٌ أقـــــــــــامَ قِيامَتـــــــــــي بقَوامِــــــــــــهِ لمّــــــــــــا تَـــــــــــــأوَّد

قَــــــد ســــــلَّ مـــــــن أَجْفاِنـــــــهِ سَيفــاَ علـــى ضَعفـــي مُجـــرَّد

لمــــــــــا تَطـــــــــــاولَ هَجـــــــــــرُه وخَشيـــــتُ أنَّ العُمـــــرَ ينفـــــدْ

خَلّيـــــتُ عنـــــهُ يـــــدَ الهَــــــوى وتركتُــــهُ والهَجـــــرُ فـــــي يَـــــدْ

وحَلَفــــــتُ حِلفــــــةَ صـــــــادِقٍ باللــــــــهِ والبَيــــــــتِ المُشَيَّــــــــد

===

وكيفَ أرجو راحةً في هـوىَ كلَّفنــــي بَلــــواهُ مــــا لا أطيـــــق

سريع

بيــــنَ ضلوعــــي زَفــــرةٌ كلَّمـــــا أخفيتُهـــا نَـــمَّ علــــيَّ الشَّهيــــقْ

وَيْلــي علـــى قَلبـــي ومـــا نالَـــهُ من حُبِّ ظبيٍ لم يَكُنْ بي رَقيق

رَمـــى فُــــؤادي بِســــامِ القِلــــى ولــم أكُـــنْ منـــهُ بِهـــذا حَقيـــق

واقْتادَنـــي بالرِّفــــقِ حتّــــى إذا ملَّكتُــــــهُ مِنِّـــــــيَ ذُلَّ الرَّفيـــــــق

عزَّ على بَختـي حتـى اغتَـدى بحيــثُ ألقـــى وَكْرُهُ الشَّوْذَنيـــق

وحقَّ لي وَجْدي علـى شـادنٍ أدَقَّ جِسمي منهُ خَضرٌ دَقيـق

ومَبسِــمٌ عــذبٌ حكـــى لُؤلـــؤاً مركَّبـاً فـي سَفَــطٍ مــن عَقيــق

وشاهـــدٍ يَشهـــدُ فـــي خَــــدِّهِ أنْ ليسَ في الحسنِ لهذا رَفيـق

فكلَّمـــــــا عذَّبنـــــــي هَــــــــجْرُهُ صِحتُ منَ الوَجدِ: الحَريقَ الحريقْ

يـا أيُّهـا النـاسُ ارحَمـوا مُدْنَفــاً قَيَّــــدَهُ العِشــــقُ بقيــــدٍ وثَيـــــق

===

منسرح

صَوالِــجٌ مــن زَبَرجـــدٍ نْحُـــف تَحمِلُ دُرّاً ما فُضَّ عن صَدَفِ

الشاعر الأوسي كدي

كــذا حكــى لــي القاضــي أبــو جعفــر البحائــي عــن الحاكــم أبــي سعــد ابــن دوســت أنــه قـــال: سمعـــت

الشاعــر الأوســى يقــول: مدحــت الصاحــب إسماعيــل بــن عبــاد بقصيــدة وكنــت أنشدهــا بيــن يديـــه.

فلما بلغت إلى قولي:

لمّا ركبتُ إليـكَ مُهـري أُنعِلـتْ بدرَ السّماءِ وسُمِّرتْ بكواكبِ

كامل

قــال: قــال لــي الصاحــب: لــم أنَّثــتَ المهــر وهــو مذكــر ولــم شبهــت النَّعــل بالبـــدر وهـــو لا يشبهـــه ولـــو

شبهتــه بالهلــال لكــان أحســن فإنــه علــى هيئتــه وصورتــه. قــال: قلـــت لـــه: أمـــا تأتينـــي المهـــر فلأنـــي

عنيت المهرة وأما تشبيهي النَّعل ببدر السماء فلأنِّي أردت النعل المطبقة والله تعالى أعلم.

أبو الرَّبيع سليمان بن أحمد بن غانم

ابن المغيرة الأسديُّ

===

أحـد بنـي معيـن أنشدنـي القاضـي أبـو جعفـر البحاثـي قــال: أنشدنــي الأستــاذ أبــو محمــد العبــدُ لكانــيُّ

قال: أنشدني أبو الربيع هذا لنفسه:

يَهُنيـكَ أنّـا قاصِــدوكَ بِمِدحــةٍ يـا ليـتَ أنّ جلودنَـا قِرطاسُهــا

كامل

تَبــــري أناملُنــــا لهــــا أقلامَهــــا وتُـري ســوادَ عيوننــا أنقاسُهــا

وكأنَّما كُسيتْ رؤوسَ ديوكِها ما احمرَّ من أوراقِها مَيّاسُها

الرِّيباس أم كلثوم

المغنِّية

هـذه امـرأة مغنيــة إذا وصفــت النســاء الشواعــر فهــي بأحســن صفاتهــن معنيِّــة. حدثنــي الشريــف أبــو

طالـــب محمـــد بـــن عبـــد اللـــه الأنصـــاري قـــال: جمعنـــي وإيّاهـــا الطريـــق وهـــي وافــــدة علــــى دغفــــل.

فاستنشدتها فأنشدت قصيدة منها:

كأنَّ الرِّياح الهُوجَ غادَرْنَ فوقَها من البارِحِ الصَّيفيِّ بُرداً مُسَهَّما

طويل

===

وقلتُ: اسلَمي من دارِ حيَّ تميَّزتْ بِهم شُعَبُ النِّيّاتِ فالقَلْبُ مُغرَما

قــال: فقلــت لهــا: لحنــت قالــت: أو لحــن هـــو قلـــت: نعـــم فقالـــت: أصلحـــه بيّـــض اللـــه وجهـــك. ثـــم

أعملــت الفكــر وأشــارت إلــي صــهٍ صــهٍ. وأنشــدت بيتــاً مقسمـــاً. قـــال: فتجَّبـــت مـــن توقُّـــد ذهنهـــا

وسرعة إجابة خاطرها.

والله تبارك وتعالى أعلم

القسم الثاني

في طبقات شعراء الشام وديار بكر وآذربايجان

والجزيرة وسائر بلاد العرب

تميم بن معد صاحب مصر

أنشدنــي الشيــخ أبــو محمــد الحمدانــي قــال: أنشدنــي الأديـــب أبـــو شُجـــاع السُّهـــرورديُّ بمدينـــة السَّلـــام

له:

يا ليلةً باتَ فيها البدرُ مُعتَنقي وأمْستِ الشمسُ لي من بَعضِ جلاّسي

===

فَعطَّــرنَ مــن ريحهِـــنَّ النَّسيـــمَ وأبـدَيْنَ مِـن لَوعَتــي المُستْكِنّــه

فلِلّــــه هاتــــا غَــــداةَ انقضــــتْ بِطاعِتنــــــــــــا وبعصيانهنــــــــــــه

وصهبــــــاء تغــــــدو لشرابهــــــا إذا ابتكروهــا مــن الهَــمِّ جُنّــه

تَـــــــروحُ عَلَينـــــــا بأقداحِهــــــــا حِسـانٌ حَكَتُهـنَّ مِــن نَشرِهِنّــه

نَواعِــــمُ لا يَستطِعــــنَ النُّـــــوضَ إذا قُمـــنَ مـــن ثِقـــل أردافِهنّـــه

حَسُــنَّ كحُســنِ ليالــي العَزيـــزِ وجِـــــــئْن بِبَهجَــــــــةِ أيّامهنَّــــــــه

إمــــامٌ يضــــنُّ علــــى عِرضـــــه ولا يَعتَريــهِ علــى المـــالِ ضِنَّـــه

فسـلْ هَـلْ غَــدَتْ قَــطُّ أموالُــهُ وأمسَيــنَ فــي جُـــودِه مُطمئَـــة

وسَـلْ هـل وَأَتْ قَـطُّ أَرماحــهُ عُيونَ العِدا غَيرُ زُرقِ الأسنـه

سَحائـــــــبُ كفَّــــــــيْهِ مُنهَلَّــــــــةٌ عَلَينـــــا بمَعروفِــــــه مُرجَحِنَّــــــه

مَنعــتَ الخلافــةَ منــعَ الأســـودِ إذا مـــــا غَضِبـــــنَ لأشبالِهنَّـــــه

وأمضيتَ عَزمكَ حتّى أخفتَ بـهِ فـي بطــونِ النَّســاءِ الأجِنَّــه

===

رأى الخيرَ مَن أضمَرَ الخَيرَ فيكَ وكُوفِــئ بالشَّــرِّ مَــنْ قَــد أكَنَّــه

ورأيـــت لـــه هـــذه الأبيـــات فـــي بعـــض التعاليـــق وهـــي مستوفيـــة لجمـــل الجمـــال وإن كانـــت مـــن عـــداد

التَّفاريق:

ما بانَ عُذري فيهِ حتّى عُذِّرا ومَشى الدُّجى في خَدِّهِ فَتَبَخترا

رجز

همَّـتْ تُقَبِّلـهُ عقـاربُ صُدغِـه فاستـلَّ ناظِــرُه عليهــا خَنجَــرا

قولـــه: همـــت تقبلـــه عقـــارب صدغـــه كنايـــة حسنـــة عـــن عطفــــة الصُّــــدغ يــــدل علــــى مــــن انعطافهــــا

بحيـث دنـت مــن الشفــة وكــادت تقبلــه وكــأن انعطافهــا إلــى جانــب المقبــل منــه طمــأ منهــا إلــى التقبيــل.

وقلما تتفق مثل هذه الاستعارة من هذا القبيل. عاد الشعرُ

واللـــه لــــولا أن يقــــالَ: تَغيّــــرا وصَبا وإنْ كانَ الثَّصابي أجدرا

لأعدتُ تفاحَ الخُـدودِ بنفسَجـاً لَثمــاً وكافــورَ التَّرائِــبِ عَنبَــرا

أبو القاسم الوزير المغربي

قـرأت مـن رسائـل أبـي العـلاء المعـري إليـه مــا نبهنــي عليــه وعرفنــي درجتــه فــي البلاغــة واختصاصــه

===

مـن صناعـة النظـم والنثـر بحسـن الصياغـة وكـان يلقـب بالكامـل ذي الجلالتيـن. ولــم يقــع إلــي مــن شعــره

إلا ما أنشدنيه الأديب مسعود بن أحمد النيسابوريُّ.

قال: أنشدني أبو الحسن عليُّ بن محمد البغداديُّ له في غلام يسبح ليعبر:

عُلِّمــــــتُ منطــــــق حاجبيــــــهِ والبيـــــــــنُ يَنْشُـــــــــرُ رايَتيـــــــــهِ

مجزوء الكامل

ولقد أراهُ في الخَليجِ يَشقُّه مِن جانِبَيهِ

والنهرُ مثلُ السيفِ وه - و فرِندُهُ في صَفحَتيهِ

قلت: هذا لعمري أفضل تشبيهٍ مالهُ شبيه وتمثيل هو لمخترعه مجد أثيل:

لا تشربـــــــــوا مــــــــــن مائِــــــــــهِ أبــــــــداً ولا تـــــــــردوا عليـــــــــه

قــــد دبَّ فيــــهِ السحــــرُ مِــــنْ أجْفانــــــــــــــــه أو مُقلتيــــــــــــــــهِ

ها قَد رَضِيتُ من الحَيا - - ةِ بنظرةٍ منِّي إليهِ

قلــتُ: وعنــدي أن الملــح الأجــاج لــو مـــزج بمجـــاج هـــذه الألفـــاظ لعـــاد عذبـــاً والسيـــف الكهـــام لوســـنَّ

على هذا الكلام لصار عضباً. وأنشدني الأمام أبو عامر الجرجانيُّ له:

كسانــــي الهَجـــــرُ ثوبـــــاً مـــــن نُحـــــــــولٍ مُسبَـــــــــلِ الذَّيــــــــــلِ

===

ومــــــا يَعلـــــــمُ مـــــــا أُخفـــــــي مـــــن الدمـــــعِ سِــــــوى لَيلــــــي

وقــــــــد أرجـــــــــفَ بالبَيـــــــــنِ فــــــإن صَـــــــحَّ فـــــــوا وَيلـــــــي

وأنشدني له أيضاً الأستاذ أبو العلاء وشتاسف بن اسفنديار الرازي بالرّي:

يا صاحبيَّ إذا أعياكُما سَقَمي فَلَقِّياني نَسيمَ الريحِ في حَلَـبِ

مِنَ الديارِ التي كانَ الصِّبا وَطَري فيها وكانَ الهوى العذريُّ مِن أرَبي

وأنشدني له أيضاً:

قارعـــتِ الأيــــامُ منــــي امــــرأً قـــد عُلَــــقَ المَجــــدُ بأَمراسِــــهِ

سريع

يَستنــــــزلُ الــــــروقَ بأقدامِـــــــهِ ويَستــــدِرُّ العــــزَّ مــــن باسِـــــهِ

أروعُ لا يَنحـــــطُّ عـــــن تيهـــــهِ والسيـفُ مسلـولٌ علـى راسِـهِ

وأنشدني له أيضاً:

ألا حُيِّيـــتَ يـــا يـــومَ التلاقــــي ولا حُييـــتَ يـــا يــــومَ الفــــراقِ

وافر

قَطعتُ الأرضَ في شهرَي ربيعٍ إلى مصرٍ وعدتُ إلى العـراقِِ

===

رَكبتَ على البُراقِ فقلتُ: كلاّ ولكني ركبـتُ علـى اشتِياقـي

وأنشدني له أيضاً:

أيا أمَّنا إن غالني غائِـلُ الـرَّدى فلا تَجزعي بل أحسِني بَعديَ الصَّبرا

طويل

فما مُتُّ حتى شَيَّدَ المجدَ والعُلا فَعاليَ واستوفَتْ مَناقِبيَ الفَجرا

وحتى شَفَيتُ النفسَ من كلِّ حاسدٍ وأبقيتُ في أعقابِ أولادكِ الذِّكرى

وقال يرثي الشريف الرَّضي رضي الله عنه من قصيدة أولها:

رزءُ أغـار بـه النَّعــيُّ وأَنجَــدا ومآتـمٌ راشَـت أقاديـحَ الــرَّدى

كامل

ومنها

أذكَرتَنــا يــا ابــنَ النبــيَّ محمـــدٍ يومـاً طَـوى عنّـا أبـاكَ مُحَّمــدا

ولقد عرفتُ الدَّهرَ قبلكَ سالِياً إلاّ عليــكَ فمــا أطــاقَ تَجلُّــدا

ما زلتَ نصلً الدَّهرِ يأكلُ غِمدَه حتى رأيتُكَ في حَشاهُ مُغْمَـدا

===

هـو أبـو علـي أبـزون المجوسـي مــن أهــل عمــان وكنــت أسمــع لــه بالفقــرة بعــد الفقــرة فأفتقــر إلــى أخواتهــا

ويلتهب حرصي على إثباتها.

ثـم ظفـرت بديـوان شعـره فـي خزانـة الكتـب النظاميــة بنيسابــور. وكنــت علــى جنــاح الانصــراف إلــى

الناحية فلم أتمكن من احتلاب درَرها ,

ولـم أتوصـل إلـى اجتلـاب دُررَهـا. قـال محمـد بـن أحمـد المعـروف بأبـي الحاجـب: كتـب قبــل حصولــي

بعمــان أسمــع بأشعــار الكافــي أبــي علــي وتمــرّ بــي القصيــدة بعـــد القصيـــدة. وكنـــت أعجـــب لفـــرط

أعجابــي أودُّ لــو ظفــرت بمــن يرويهــا لــي عــن مؤلفهــا فتكــون النفـــس لحفظهـــا أنشـــط والفكـــر بجبـــل مـــن

جبال عمان فقصدته.

ولمــا اجتمعــت معــه لــم أتمكــن مــن مجالستـــه إلا لمعـــاً ولا مـــن مفاوضتـــه لاشتغالـــه بالأعمـــال السلطانيـــة

إلا خُلســاً. ثــم إنــي استنبطتــه فوجدتــه غيــر معجــب بشعــر نفســه علـــى عـــادة أبنـــاء جنســـه. وإذا

ديباجــة شعـــره مـــع بهائهـــا ورونقهـــا متناسبـــة الألفـــاظ متناصـــرةُ المعانـــي. وإذا هـــو يتجنـــب إيـــراد مـــا

يمجــه السمــعُ وتأبــاه النفــس فلــم أزل أنتســخ مـــن حافظيهـــا وألتقـــط مـــن منشديهـــا إلـــى أن حصـــل لـــي

منها ما قيدتها ورويتها عنه. وهذه القصيدة من أفراد قصائده وأوساط قلائده. وهي:

هَل في مودَّةِ ناكثٍ من راغبِ أم هَل على فِقْدانِها من نـادِبِ

===

أم هل يُفيدك أن تُعاتب مولَعاً بتتبُّــعِ العَثَـــراتِ غيـــرَ مُراقَـــب

جَعلَ اعتراضَكَ للسَّفاهِة دَيدَناً والذئبُ دُيدَنُهُ اعتراضُ الراكِبِ

ومنها:

إنَّ الفُتـــــوّةَ عَلَّمتنـــــي شِيمــــــةً تُهدي الضِّياءَ إلى الشِّهابِ الثاقِبِ

ما زال يسلب كل من حمل الظبي قلمي وأحداق الظباء سوالبي

فهوى التّصرفِ والتصرّفُ في الهوى دَفَنا شَبابي في عِذاري الشائِب

فَتَظَلُّمــي مــن ناظـــرٍ أو ناظـــرِ وتألُّمي من حاجِبٍ أو حاجبِ

ومنها:

وقَبِلتُ عُذرَ بَني الزَّمـانِ لأنَّهـم سَلكوا طريقَ بني الزَّمانِ الذَّاهبِ

جُبِلوا على رَفضِ الوفاءِ كَغَيرِهم وتَمسَّكوا بالغَدرِ ضَربةَ لا زِبِ

وله من قصيدة رحمة الله أيضاً:

إلذمْ جَفاءَكَ لي ولو فيهِ الضَّنى وارفَعْ حَديثَ البَينِ عمَّـا بَيننـا

===

تُبدي الإساءةَ في التيقُّظِ عامِداً وأراكَ تُحسِنُ في الكرَرى أنْ تُحسِنا

مالي إذا استَهْطفتُ رأيَكَ رُمتَ لي عَتْبا جَديداً مِن هُناك ومن هُنا

وله أيضاً من قصيدة أخرى:

كــم تُرسِلـــونَ أعِنَّـــةَ الهِجـــرانِ فَقــدُ الحَيــاةِ وهَجْرُكــم سِيّـــانِ

كامل

إنـي أغـارُ عليكُـمُ أن تَسلُكـوا فـي الـودِّ غيـرَ طَرائــقِ الفِتيــانِ

وأخافُ مُرَّ عِتابكُم ما لم أخفْ تحــتَ العَجــاجِ عَوالــيَ المُـــرَّان

لم أَجْنِ فاستَعطَفتكمْ لكنَّ بي شَوقاَ إلى استعطافِكُمْ أَلجْاني

وهَبونيَ الجاني ألَستُ شَقيقَكُم هَــلاّ غفرتُــمُ للشَّقيـــقِ الجانـــي

غَطُّـوا بأذيـالِ التجــاوزِ منكُــمُ هفَــواتِ جــانِ للنَّدامـــةِ جـــانِ

ولربَّمـــا كـــرِهَ العُقوبـــةَ حــــازمٌ كَيمــــا يفــــوزَ بلـــــذَّةِ الغُفـــــران

بِبِعادِكم أبغضتُ دارَ كَرامتي وبِقُربكم أحببتُ دارَ هَواني

وله أيضاً رحمه الله قال: وهو منقول من الفارسية:

===

فهبّــتْ ريــاحٌ للصَّبــا فطمَمْنــهُ بِمسـكٍ فعــادَتْ نُزهــةً للنَّوظِــرِ

وله أيضاً:

قد كنتُ أرجوكَ للبَلْوى إذا عَرضت فصـرتُ أخشـاكَ والأيـام للغَيـرِ

بسيط

أخشى وحُكميَ أنْ أرجُو ولا عجبُ ورَّبمــا يتــأذى الــروضُ بالمطـــرِ

قلت: هذا معنى ماله نهاية وغاية في الاختراع ليس وراءها غاية وله أيضاً:

أراكَ علـى العِلـاَّتِ غيـرَ موفَّـقٍ وما أحسنَ التوفيقَ حيث تكونُ!

طويل

تريدُ تَلافي الأمر من بعـدِ فَوتِـهِ ولو شئتَ كان العصبُ مِنه يَهونُ

كلبلهاءِ قومٍ حينَ بَلّتْ طَحينَهـا بدتْ تَنخُلُ المَبلولَ وهوَ عَجيبنُ

وأنشدني أيضاً له أبو الفضل يحيى بن نصر البغدادي:

سكــنٌ ساِكــنٌ ســـوادَ الفُـــؤادِ مَــلَّ قُربــي ومــالَ نحــوَ بِعــادي

خفيف

قـالَ: لِــمْ لا تَنــامُ قلــتُ لإعــرا ضِــكَ وهــو الخِلــافُ للمُعتـــادِ

===

فــــإذا لــــم يَـــــزُرْ خيالُـــــكَ إلاّ مُغضَباً فالكَـرى فِـداءُ السُّهـادِ

وله أيضاً:

بِأبـــي حَبيـــبٌ كلمَّــــا عانقتُــــهُ عــادتْ إلــيَّ شَبيبتــي بعِناقِـــه

كامل

كالراحِ يجمعُ بينَ طيـبِ نَسيمِـهِ وبهـاءِ منظــرِه وطِيــبِ مَذاقِــهِ

أخلافُــه نُــزهُ القلــوبِ وبالحَــرِي أن يستعيرَ الروضُ مِـن أخلاقِـه

أيقنـتُ أن لا عيـشَ غيـرَ لقائِـه أبـداً وأن لا مــوتَ غيــرَ فراقــه

وله أيضاً:

أيُّهـــــــــــا العـــــــــــاذِلُ مَــــــــــــهْلاً ليـــــسَ هـــــذا العَـــــذلُ شَيّـــــاً

مجزوء الكامل

لا تُكلِّفنـــــــــــــــــي سُلُـــــــــــــــــوّاً إنَّ ذا لا يَتَهيّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

وأنشدنـــي الشيـــخُ أبـــو عامـــر الفضــــل بــــن إسماعيــــل التميمــــي أيــــده اللــــه قــــال: أنشدنــــي أبــــو الحــــرث

الأصفهاني كاتب الحضرة قال: أنشدني أبزون هذا لنفسه:

لهنِـكَ أنَّ مُلكَــكَ فــي ازديــادِ وأنَّ عُلــــــاكَ واريــــــة الزِّنـــــــادِ

===

وأنَّـكَ مَـن إذا وَصـفَ الموالــي مَناقبَـــــــه أقرَّبهـــــــا المُعــــــــادي

حَديــثُ قِــاكَ مَتَّــعَ كــلَّ سَمــعِ وذِكــرُ نَـــداك عطَّـــرَ كـــلَّ نـــادِ

وتَنقـــادُ الملـــوكُ لـــكَ اعتقـــاداً ومــا انقــادوا لغيـــرِك باعتقـــادِ

ملكـتَ رِقابَهـم بأســاً وجُــوداً فهُمْ مُلـكُ السيـوفِ أو الأيـادي

إذا استعرضتَ جَيشَ الرأي لَيلاً جَعلـتَ عطـاءَهُ طـولَ السُّهــادِ

إذا أدَّرعوا الدُّجى والهَولُ بادٍ سَـروَا ونُجومهـمْ غُــرَرُ الجِيــادِ

فبالسُّمـــرِ اللَّـــدانِ إذا تَمــــادَوا ألنتَهُــــــمُ وبالبيــــــضِ الحِـــــــدادِ

وأنشدني القاضي أبو جعفر محمد بن إسحاق البحائي قال: أنشدني حمد ابن محمد الثوريُّ

قال: أنشدني الكافي أبو علي أبزون بن مهفرد المجوسي لنفسه:

تأبـى قَبولـيَ أيُّ أرضٍ زُرتهــا قَدَمي رَجائيَ وافتقاريَ سائِقي

كامل

فكأنَّمــا الدُّنيـــا بَـــدا مُتَحـــرِّز وكأنَّنــي فيهــا ودَيعــةُ ســـارِقِ

وانصرف يوما من الصيد ونضد ما حصل منها بين يديه. وقال والكأس نهزُّ عطفيه

===

وله من قصيدة غير قصيرة:

فــــلا ملّــــتْ مُعاتَبتــــي فإنّــــي أعــدُّ عتابَهــا إحــدى الهَدايـــا

وافر

وله قصيدة أخرى:

فَخُذي إلى ديوانِ عَطفِك وَقِّعى يُكتـب لنـا مـن مُقلتيــكِ أمــانُ

كامل

ثابت بن هارون الرِّقيُّ النَّصرانيُّ

هــذا ممــن شــذَّ عــن الثعالبــيِّ ذكــره وذهــب عنـــه شعـــره. وإذا كـــان المتنبـــي فـــي طبقـــات يتيمتـــه مـــن

العصريِّين فالذي بعده ممّن يُهدي المرثية إليه وينوح ورق الحمائم عليه أولى بأن يعد من الطبقة.

وقـد عـرض علـى أبـي للشيـخ أبـي الحســن علــي بــن يحيــى الكاتــب فــي ديــوان الحضــرة ديــوان المتنبــي

محلـــى الظهّـــر بتوقيعيـــن لـــه خطهمـــا بيمينـــه وأثبـــت بهمـــا سمـــاع هــــذا الفاضــــل أشعــــاره منــــه مرتيــــن

وعرضـــه مجموعهـــا علـــى سمعـــه كرَّتيـــن وجـــرى بعـــد حصولـــه تحـــت كلاكـــلِ الأجـــل المُتـــاح وتصديقـــه

قولــه فــي تــرك مهجتــه سائلــة علــى الأرمــاح علــى فضيــة كــرم العهــد واستئثــار الأميــر عضـــد الدولـــة

===

الدَّهـرُ أغــدرُ والليالــي أنكَــدُ مِن أنْ تَعيشَ لأهلِها يـا أحَمـدُ

كامل

قَصدتكَ لمّا أنْ رأتـكَ نَفيسَهـا بُخلاً بِمثلـكَ والنفائـسُ تُقصَـدُ

ومنها:

دقـتَ الكريهــةَ بَغيــةً وفَقدتَهــا وكريه فقدِك في الورى لا يُفقَدُ

مـا كـانَ تاركـكَ الزمـانُ لأهِلـه إنَّ الزمانَ على الغريبةِ يُحسـدُ

قُل لي إنِ اسطَعتَ الخِطابَ فإنني صَبُّ الفؤاد إلى خِطابِك مُكمَد:

أتركتَ بعـدكَ شاعـراً واللـهِ لا لم يبقَ بعدكَ في الزمانِ مقصِّـد

إنَّ العلــــومَ فإنَّهـــــا يـــــا ربَّهـــــا تَبكي عليك بأدمعٍِ ما تَجمُد

غَدرَ الزمانُّ به فخانَ ولم تـزلْ أيـدي الزمـانِ بِبأسِـهِ تَستنجِـدُ

لقيَّ الخطوبَ فبذَّها حتّى جرى غَلطُ القضاءِ عليهِ وهو تَعمـد

ومنها:

صَه يا بَني أسَدٍ فلستِ بنجدةٍ أثَّــرتِ فيــهِ بــلِ القضــاءُ يقيِّـــدُ

===

وله عليكَ بقصـده يـا ذا العُـلا حَـقُّ التحـرم والذِّمــامُ الأوكَــد

فازعَ الذِّمامَ وكن لضيفِكَ طالباً إنَّ الذمـامَ علـى الكريـمِ مُؤيَّــد

اِرعَ الحقـوق لقصـده وقصيـدهِ عَضُدَ الملوك فليسَ غيرُكَ يُقصَد

وإذا المكارمُ والمحامدُ أسنِدت فإلى الأميرِ أبـي شجـاعٍ تُسنَـدُ

محمد بن عبيد الله بن محمد

الكاتب النصيبي

القـول �