fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · web viewوهو علم...

25
446 ة ث ل ا ث ل ا رة ض حا م ل ا ي ع و ض و م ل ر ا سي ف ت ل ا را ق م ي ح ر ل ن’ ا م ح ر ل له ا م ال ب ي ع و ض و م ل ر ا سي ف ت ل ا/ ه ب ث ل ص و ات/ ث س ا ث م ل م ا عل ر و سي ف ت ل ا/ ب ي ل سا ا1 : ر سي ف ت ل ن’ ا م رى خ واع الأ ن الأ/ ب ي ع و ض و م ل ر ا سي ف ت ل ا له ولأ: ص ا. ا: ر سي ف ت ل واع ا ن ا: ي لK ب ما ها من ر كP ذ م ب ي ر لك ن’ اW را لق ر ا سي ف ت ي ف عذدة ت م ج ه ا ث م رون س ف م ل اa لك س ب1 : ي ل ث ل حe ت ل ر ا سي ف ت لل ص ي ا علذا م ت ع مl اظ ف ل الأ ي نا ع م ر ك ذ ث فلأ، ص ف معا س و م لأ ث ل ح تا ه ل ث ل حe ب وم ق ت ، و ه يW ل ا كام م ر ا س ف م ل ا ف ق ت ه ث ف و ي، ن ع م ل ي ا عل رة ث وا ه م ل لك ا/ رات ع ن’ اK ي/ ثK ب ، و / ذت ن’ وج ا ات بW الأ ولP ر ث/ ات/ ث س ر ا ك ذ ، وب ه غ ل ل ا ي ف ها م ذا ح ت س ا ان ث ب ي ف اق ث س ل ر ا ث ا رز/ يK ي و ردات مق ل ا ي نا ع م نK ي/ ب ط/ رب ث م يا، ه ه/ ج و ن و / ذت ن’ وج ا ه يW الأ ي ف راءات لق ر ا ك ذ وب وال ق ع ا م/ ح ي عل و / ذت ن’ وج ا ه يW ر الأ ي س ف ت ي ف وازدة ل ا ث ي اد ج ي الأ عل ذا م ت ع م ه يW ي الأ ن ع م نK ي/ ثK ب ، و ه يW ي الأ ن ع م لأف ت ح الأaك ل ه د/ وج ن و لأف ت ح ن’ ا م م ه ل وا ق ن’ اK ي/ ب ا ن’ مK ي/ ثK ب م، و ه ع ا/ ث ب ن’ وا ت/ عي ا ث ل وا ه/ حاي ص ل ن’ ا م ن ي ر س ف م ل ا ل با س م ل وا اطات/ ثP ن ث س ذ والأ واب ق ل ن’ ا م ه ل م/ ح ي ل ر ا ي س ب ذ ال، وق و ق ن’ الأK ي/ ب ج ي/ ح ر ي ل ي ا ل ذ ا م ع ت ذ ه وق وع ن/ ب س ح/ ت ها. مل ش ب و ا ه يW الأ ها لن ع ذل ب ي لن ا ه ث م ل ع ل ا2 : ي ل ما/ ح الأ ر سي ف ت ل . ا1 1

Upload: others

Post on 20-Feb-2020

0 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

بسم الله الرحمن الرحيم1أساليب التفسير وعلم المناسبات وصلته بالتفسير الموضوعي

أوال: صلة التفسير الموضوعي باألنواع األخرى من التفسير:أنواع التفسير:أ.

يسلك المفسرون مناهج متعددة في تفسير القرآن الكريم نذكر منها ما يلي:.التفسير التحليلي:1

وفيه يقف المفسر أم11ام ك11ل آي11ة ، ويق11وم بتحليله11ا تحليال موس11عا مفص11ال، في11ذكر معاني األلفاظ معتمدا على أصل استخدامها في اللغة، ويذكر أسباب نزول اآلي11ات إن وجدت، ويبين إعراب الكلمة وأثره على المعنى، ويذكر الق11راءات في اآلي11ة إن وجدت ويوجهها، ثم يربط بين معاني المفردات ويبرز أثر الس11ياق في بي11ان مع11نى اآلية، ويبين معنى اآلية معتمدا على األحاديث ال1واردة في تفس11ير اآلي11ة إن وج11دت وعلى جم11ع أق11وال المفس11رين من الص11حابة والت11ابعين واتب11اعهم، وي11بين م11ا بين أقوالهم من اختالف ويوجه ذلك االختالف بحسب نوعه وقد يعم11د إلى ال11ترجيح بين األقوال، وقد يشير إلى جملة من الفوائ11د واالس11تنباطات والمس11ائل العلمي11ة ال11تي

تدل عليها اآلية أو تشملها. . التفسير اإلجمالي:2

فيه يقدم المفسر تفسيرا لآليات على سبيل اإليجاز وبيان المعنى الع11ام لآلي11ة دون الدخول في التفاصيل كما هو الشأن في التفسير التحليلي، إذ مقصد المؤلف بي11ان

المعنى العام لآلية وإبراز ما تشتمل عليه اآلية من أحكام وهدايات. 2. التفسير المقارن:3

صلة التفسير الموضوعي بأنواع التفسير: ب.

1

2 . ص الرومي، فهد د التفسير، أصول في .60بحوث3

1

Page 2: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

إن االختالف في من11اهح المفس11رين ليس اختالف تب11اين وانفص11ال وتض11اد ب11ل ه11واختالف تنوع وتعاضد وترادف.

وبعض أنواع التفسير تعد أساسا لالنطالق منه إلى غيره فال يستغني عن11ه المفس11رالباحث في أي نوع من أنواع التفسير.

فالتفسير التحليلي ال يستغني عنه الباحث في التفسير اإلجمالي أو الموض11وعي أو المقارن، وذل11ك ألن التفس11ير التحليلي ينص11ب على معرف11ة دالل11ة الكلم11ة اللغوي11ة وداللتها القرآنية والشرعية، والتع1رف على الراب1ط بين الكلم1ات في الجمل1ة وبين الجمل في اآلية وبين اآليات في الس11ورة. وك11ذلك التع11رف على الق11راءات وأثره11ا على داللة اآلي11ة، ووج11وه اإلع11راب ودوره11ا في األس11اليب البياني11ة وإعج11از الق11رآن

الكريم. وغيرها من الوجوه التي تساعد على إجالء المعنى وتوضيح المراد.11ا ال يس1تطيع أن يع1بر عن موض1وع اآلي11ات فالذي يريد تفسير اآليات تفسيرا إجمالي التي يريد التعبير عنها بأسلوبه الخاص لتقريب المعاني وإبراز جوانب الهداي11ة منه11ا ما لم يلم بتفصيالت ما تقدم من أمور التفسير التحليلي الس11تجالء المع11نى الم11راد

.4ثم صياغته بأسلوب يتناسب مع المدارك الثقافية للمخاطبين وكذلك بالنسبة للموض11وعي فإن11ه الب11احث في11ه الب11د أوال أن يفس11ر اآلي11ات تفس1يرا تحليال ليس11تنبط منه11ا م11ا تض11منته من ه11دايات ودالالت ح11تى ال يحم11ل النص م11ا ال

يحتمل أو يقع في التأويل المنحرف. إن طبيعة التفسير الموضوعي تستدعي الحذر حين إيراد اآليات واالس11تنباط منه11ا،

كيال يضل فهم، أو تزل قدم، والضمان في هذا التفسير التحليلي بكل معطياته. : 5مثال ذلك

4. . مسلم مصطفى د الموضوعي، التفسير5 . العيص زيد د الموضوعي، التفسير

2

Page 3: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

علم المناسبات والتفسير الموضوعي:أوال- تعريف علم المناسبات:

المناسبة في اللغة: المقاربة والمشاكلة. وفي االصطالح: هي الرابط11ة بين ش11يئين ب11أي وج11ه من الوج11وه. وفي كت11اب الل11ه تعني ارتباط السورة بما قبلها وما بعدها. وفي اآليات تعني وج11ه االرتب11اط في ك11ل

آية بما قبلها وما بعدها.:ثانيا: أهمية علم المناسبات وأقوال العلماء فيه

علم المناسبات بين سور الق11رآن الك11ريم أو بين اآلي11ات في الس11ورة الواح11دة من العلوم الدقيقة التي تحتاج إلى فهم دقي11ق لمقاص11د الق11رآن الك11ريم، وت11ذوق لنظم

3

Page 4: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

القرآن الكريم وبيانه المعجز، وإلى معايشه جو التنزيل، وكث11يرا م11ا ت11أتي إلى ذهنالمفسر على شاكلة إشراقات فكرية أو روحية.

وقد اعتبر بعض المفسرين أن نسبة ه11ذا العلم من علم التفس11ير مث11ل نس11بة علم.1البيان من علم النحو

وهو علم يجعل أجزاء الكالم بعضها آخذا بأعناق بعض، فيقوي بذلك االرتباط ويصير.2التأليف حاله حال البناء المحكم المتالئم األجزاء

وهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البالغ11ة ألدائ11ه إلى تحقي11قمطابقة المقال لما اقتضاه من الحال.

ه11 في "س1راج المري1دين":543قال القاضي أب1و بك1ر بن الع1ربي المت1وفى س11نة "ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى يكون كالكلمة

الواحدة متسعة المعاني منتظمة المباني، علم عظيم لم يتعرض له إال ع11الم واح11د عمل فيه سورة البقرة. ثم فتح الله عز وجل لنا فيه، فلما لم نجد له حمل11ة ورأين11ا

.6الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه" قال الزركشي: "وقال بعض مش11ايخنا المحققين -وس11ماه الس11يوطي في اإلتق11ان: الشيخ ولي الدين الملوي، قد وهم من قال: ال يطلب لآلي الكريم11ة مناس11بة، ألنه11ا على حسب الوقائع المتفرقة، وفصل الخطاب أنها على سحب الوقائع تنزيال وعلى حسب الحكمة ترتيبا وتأصيال، مرتبة سوره كلها وآيات11ه ب11التوقيف كم11ا أنزل11ه جمل11ة إلى بيت العزة، ومن المعجز البين أسلوبه ونظمه الباهر والذي ينبغي في ك11ل آي11ة أن يبحث أول كل شيء عن كونها تكمل11ة لم11ا قبله11ا أو مس11تقلة، ثم المس11تقلة م11ا وجه مناسبتها لما قبلها، ففي ذلك علم جم. وهكذا في السور يطلب وج11ه اتص11الها

. ا. ه2.1بما قبلها وما سيقت له" قال البقاعي في نظم ال11درر: "وبه11ذا العلم يرس11خ اإليم11ان في القلب ويتمكن من اللب، وذلك أنه يكشف أن لإلعجاز طريقين: أحدهما: نظم ك11ل جمل11ة على حياله11ا

بحسب التركيب. والثاني: نظمها مع أختها بالنظر إلى الترتيب.

واألول أقرب تناوال وأسهل ذوقا، فإن كل من سمع القرآن بما تلته وما تاله11ا خفي عليه وج11ه ذل11ك، ورأى أن الجم11ل متباع11دة األغ11راض متنائي11ة المقاص11د فظن أنه11ا متنافرة، فحصل له من القبض والكرب أضعاف ما كان حصل له بالسماع من الهز

إلى أن يق11ول: ف11إذا...والبسط، ربم11ا ش11ككه ذل11ك وزل1زل إيمان11ه وزح11زح إيقان11ه استعان بالله وأدام الطرق لباب الفرج بإنعام التأمل وإظهار العجز والوق11وف بأن11ه في الذروة من إحكام الربط كما كان من األوج من حسن المعنى. ف11انفتح ل11ه ذلك

، ط. دار القلم.155-154 النبأ العظيم: 6

4

Page 5: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

11ا وش11كر الباب والحت له من ورائه بوارق أنوار تلك األسرار. رقص الفكر منه طرب "...الله استغرابا وعجبا وشاط لعظمة ذل11ك جنان11ه فرس11خ من غ11ير مري11ة إيمان11ه

إلخ . ويق11ول ال11رازي: "علم المناس11بات علم عظيم أودعت في11ه أك11ثر لط11ائف الق11رآن

وروائعه، وهو أمر معقول إذا عرض على العقول تلقته بالقبول" وعدم مراعاة علم المناسبات بين اآليات يوقع في بعد عن المع11نى ح11تى في اآلي11ة الواحدة. وهذا ما حدث لكثير من المفسرين في تفسير آية األهلة: ج11اء في س11بب نزول صدر اآلية عن ابن عباس: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عناس والحج{ ة ق1ل هي م1واقيت للن ألونك عن األهل األهل11ة ف1نزلت ه1ذه اآلي1ة: }يس1

[ . وقال أبو العالية: بلغنا أنهم قالوا: يا رسول الله لم خلقت األهلة؟189]البقرة: ة{ وفي تفسير الطبري: ذكر أن رسول الله ص11لى فأنزل الله: }يسألونك عن األهل الله عليه وسلم سئل عن زيادة األهلة ونقصانها واختالف أحوالها فأنزل الله تع11الى

ذكره هذه اآلية جوابا لهم فيما سألوا عنه. وبعد أن ساق الروايات في ذلك قال الطبري: فتأويل اآلية إذا ك11ان األم11ر على م11ا ذكرن11ا عمن ذكرن11ا عن11ه قول11ه في ذل11ك: يس11ألونك ي11ا محم11د عن األهل11ة ومحاقه11ا وسرارها وتمامها واستوائها وتغير أحوالها بزيادة ونقصان ومح1اق واستس1رار، وم1ا المعنى الذي خالف بين11ه وبين الش11مس ال11تي هي دائم11ة أب11دا على ح11ال واح11دة ال تتغير بزيادة وال نقصان، فقل يا محمد خالف بين ذل11ك ربكم لتص11ييره األهل11ة ال11تي سألتم عن أمرها ومخالفة ما بينها وبين غيرها فيما خالف بينها وبين11ه م11واقيت لكم ولغيركم من بني آدم في معاش1هم ترقب1ون بزيادته1ا ونقص11انها ومحاقه1ا وس11رارها وإهاللكم إياها أوقات حل ديونكم وانقضاء مدة إجارة من استأجرتموه وتصرم عدة

نسائكم ووقت صومكم وإفطاركم فجعلها مواقيت للناس.11وت من ظهوره11ا{ ]البق11رة: 11أتوا البي 11أن ت 11ر ب ثم ذكر تأويل قوله تع11الى: }ليس الب

[ ، قيل: نزلت هذه اآلية في قوم كانوا ال يدخلون إذا أحرموا بي11وتهم من قب11ل189أبوابها. وذكر الروايات في ذلك.

وعادة دخول البيوت من ظهورها في حال اإلحرام أو عند الع11ودة من س11فر ك11انتعادة متبعة في الجاهلية، وعلى الرغم من ورود

الشطر الثاني لآلية إلبطال تلك العادة فإن وضعه في المكان المح11دد ل11ه من قب11ل الحكيم الخبير ال بد من وجود رابط بين صدر اآلية وشطرها الث1اني، ولم يش11ر أح1د

من المفسرين الذين ال يلتفتون إلى المناسبة بين اآليات إلى ذلك. ونجد اإلم11ام ال11رازي -وألن11ه يهتم بالمناس11بة بين اآلي11ات- أول من التفت إلى ذل11ك. يقول الرازي -بعد أن ذكر أقوال المتقدمين والروايات التي ذكرها جل المفس11رين:

"المسألة الثانية: ذكروا في تفسير اآلية ثالثة أوجه:

5

Page 6: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

األول: وهو قول أكثر المفسرين حم11ل اآلي11ة على ه11ذه األح11وال ال11تي رويناه11ا في سبب النزول، إال أن11ه على ه11ذا التق11دير ص11عب الكالم في نظم اآلي11ة، ف11إن الق11وم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحكمة في تغيير نور القمر فذكر اللهاس والحج{ ، ف11أي تعل11ق تعالى الحكمة في ذلك وهي قوله: }قل هي م11واقيت للن

بين بيان الحكمة في اختالف نور القمر وبين هذه القصة؟ ثم ساق وجوها من أقوال المفسرين لتوجيه ه11ذا الق11ول والمالءم11ة بين أول اآلي11ة

وآخرها. ثم ذكر في ثنايا القول الثاني وجه11ا في غاي11ة االنس11جام حيث ق11ال: "فجع11ل إتي11ان البيوت من ظهورها كناية عن العدول عن الطريق الصحيح وإتيانها من أبوابها كناية

عن التمسك بالطريق المستقيم". أي إن سؤالهم عن حادثة فلكية دقيقة قبل تمكنهم من علم الفلك وتعاطي أسباب

معرفته كمن يأتي البيت من ظهره وذلك مناقض للحكمة والبر.ثالثا- ظهوره وأهم المؤلفات فيه:

أو من أظه11ر علم المناس11بات: يعت11بر اإلم11ام أب11و بك11ر النيس11ابوري المت11وفى س11نة ه1 أول من أظهر علم المناس11بات في بغ11داد، وك11ان ي11زري على علم11اء بغ11داد324

لجهلهم وج1وه المناس11بة بين اآلي1ات، وك1ان ال ي1ني يق11ول إذا ق1رئت علي1ه اآلي1ة أو السورة: لم جعلت هذه اآلية إلى جنب هذه؟ وما الحكمة في جع11ل ه11ذه إلى جنب

هذه السورة؟ ه111 وتق11دمت اإلش11ارة إلى543وكذلك أبو بكر ابن العربي المالكي المت11وفى س11نة

كالمه ضمن كالم البق11اعي. كم11ا تج11د ذك11ر المناس11بات من خالل تفس11يره "أحك11امالقرآن".

ومن المكثرين في إيراد المناسبات بين اآليات اإلمام فخر الدين ال11رازي المت11وفىه1111111 في تفس111111يره الكب111111ير المس111111مى بمف111111اتيح الغيب.606س111111نة

ه8071وقد أفرده بالتصنيف األستاذ أبو جعفر بن الزب1ير األندلس1ي المت11وفى س11نة في كتاب1111111ه "البره1111111ان في مناس1111111بة ت1111111رتيب س1111111ور الق1111111رآن".

ه1 في كتاب11ه "البره11ان في عل11وم الق11رآن"794وقد خص الزركشي المتوفى سنة فصال خاصا تحت عنوان "النوع الثاني" معرفة المناس11بات بين اآلي11ات، تح11دث في11ه عن أهمية هذا العلم وض11رب أمثل11ة على المناس11بات بين الس11ور، وبين اآلي11ات فيالس111111111111111111111111111111111111111111111ورة الواح111111111111111111111111111111111111111111111دة. ومن أوسع المراجع في هذا العلم كتاب "نظم الدرر في تناس11ب اآلي11ات والس11ور"

ه111، حيث ذك11ر المناس11بات بين آي11ات885لبره11ان ال11دين البق11اعي المت11وفى س11نة القرآن الكريم سورة سورة. ويقع كتاب11ه في اث11نين وعش11رين ج11زءا وق11د طب11ع فيالهن111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111د.

ه1 كتابا خاصا س11ماه "تناس11ق ال1درر في911وألف اإلمام السيوطي المتوفى سنة

6

Page 7: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

تناسب السور" تحدث فيه عن أهمية علم المناسبات وذكر وجوه11ا للمناس11بات بينسور القرآن الكريم.

كما خصص النوع الثاني والستين من كتابه اإلتقان في عل11وم الق11رآن للح11ديث عن "مناسبات اآليات والسور" ذكر في11ه أغلب م11ا ذك11ره الزركش11ي في البره11ان، وزاد

عليه في األمثلة. ومن العلماء المعاصرين الذين كتبوا في علم المناس11بات الش11يخ عب11د الل11ه محم11د الصديق الغماري، كتب كتابا سماه "جواهر البيان في تناس11ب س11ور الق11رآن" ذك11ر

فيه وجه المناسبة بين سور القرآن سورة سورة. كما تحدث الشيخ محمد عبد الله دراز في كتابه "النبأ العظيم" عن المناس11بات بين

آيات سورة البقرة.القسم األول: المناسبات في السورة الواحدة

وقبل البدء بعرض أنواع المناسبات ال بد لنا من ذكر أم11ر مجم11ع علي11ه بين العلم11اءوهو أن ترتيب اآليات في السورة الواحدة أمر توقيفي ال مجال فيه لالجتهاد.

واألصل في اآليات ضمن الس1ورة أن تك11ون بينه1ا وج1ه مناس1بة؛ ألنه1ا في الغ1الب11ا، فاألص11ل أن يك1ون الس1ياق "وبخاصة في السور القصيرة" تعرض موض1وعا معين موحدا. وال ينتق11ل من موض11ع إلى آخ11ر، أو ال يبحث موض11وع جدي11د بع11د الموض11وع األول إال وهن11اك وج11ه مناس11ب وراب11ط بين الموض11وعين. ومعرف11ة ف11ترات زمني11ة متباعدة، أو تكون الموضوعات متباينة في نظ11ر الق11ارئ أو في ح11ال ظه11ور جمل11ة وكأنها مستقلة عما قبلها وما بعدها، عن11د ذل11ك ي11أتي دور الغواص11ين على المع11اني

لمعرفة الرابط والمناسبة بين اآليات.:أنواع المناسبات في السورة الواحدة

ذكر للمناسبات بين اآليات في السورة أنواعا:النوع األول: المناسبة بين اآليات في السورة الواحدة

ومن أمثلة ذلك:المناسبات بين اآليات الكريمة في سورة البقرة:-1

وم ال تأخذه سنة وال نوم{ ه ال إله إال هو الحي القي }اللشد من الغي{ ن الر }ال إكراه في الدين قد تبي

ور{ ذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى الن ه ولي ال ....}الله الملك{ ه أن آتاه الل ...}ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في رب

ذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها{ ....}أو كال

7

Page 8: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

11ف تحيي الم11وتى{ 11راهيم رب أرني كي عيا...}وإذ قال إب 11ك س11 }ثم ادعهن يأتينه عزيز حكيم{ ]البقرة: .2[ 260-255واعلم أن الل

فمن الممكن أن يقال: إن آي1ة الكرس11ي ق11د بينت ص1فات الجالل والكم11ال لل11ه سبحانه وتعالى وحده وإذا كان األمر بهذا الشكل من الوضوح فالعقول السليمة تؤمن به من غير حاجة إلى إكراه، لوضوح البراهين إال أن بعض العقول قد يؤثر عليه11ا والءاته11ا وارتباطه11ا فتحرفه11ا عن س11لوك الطري11ق الق11ويم في التفك11ير واالستدالل فتخرجها هذه الوالءات من ن11ور الفط11رة إلى ظلم11ات الش11رك. أم11ا الذين آمنوا فوليهم الله ال11ذي يزي11د ه11ذه الفط11رة ن11ورا وض11ياءا وإذا التبس به11ا

شيء أنقذها الله سبحانه وتعالى من تلك الظلمات إلى النور. ومن األمثلة على انحراف التفكير نمروذ الذي زعم في نفسه األلوهية علما أن11ه أدرى الناس بحقيقة عجزه. ثم تفسيره لإلحياء واإلماتة، ولكنه بهت عندما جوبه

بأن من شأن اإلله التصرف المطلق في الكون. ثم عقب على ذلك بأن حقيقية اإلماتة واإلحياء ما حدث لعبد الله الص11الح عزي11ر وحماره وما أجراه الله سبحانه وتعالى على يد خليله إبراهيم علي11ه الس11الم في إحياء الطيور األربع1ة. ثم انتق1ل إلى إحي1اء من ل1ون آخ1ر: وه1و إحي1اء النف1وس بالصدقة واإلنفاق في سبيل الل11ه وم11وت النف11وس وخن1ق األج11ر وإماتت11ه ب1المن

واألذى.النوع الثاني: مناسبة فواتح السور لخواتمها

حيث نجد أن السورة تبدأ بأمر ثم تختم بنفس الموضوع.ومن األمثلة على ذلك:

11ده-1 11زل على عب ذي أن ه ال افتتحت س11ورة الكه11ف بقول11ه تع11الى: }الحم11د لل11ه{ اآلي11ات، ديدا من لدن ا ش11 11ذر بأس11 م11ا لين 11ه عوج11ا، قي 11اب ولم يجع11ل ل الكتي لنف11د 1ان البح11ر م1دادا لكلم11ات رب وختمت السورة بقوله تعالى: }قل لو كر مثلكم 11ا بش11 ما أن ي ولو جئنا بمثله مددا، قل إن البحر قبل أن تنفد كلمات ربه فليعمل عمال صالحا ما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء رب يوحى إلي أنه أحدا{ . فالحديث في أول الس11ورة وخاتمته11ا عن كالم وال يشرك بعبادة رب

الله المنزل الموحى به على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.ذين هم في-2 11ون، ال وافتتحت سورة المؤمنون بقوله تعالى: }ق11د أفلح المؤمن

عون{ حيث تح11دثت عن فالح المؤم11نين ال11ذين يتص11فون به11ذه صالتهم خاش11ه إلها آخر ال الصفات النبيلة. وختمت السورة بقوله تعالى: }ومن يدع مع الل11افرون، وق11ل رب اغف11ر ه ال يفلح الك ه إن 11د رب ابه عن م11ا حس11 11ه فإن برهان له باحمين{ حيث ذكرت عاقبة الكفر وعدم فالح الك11افرين وارحم وأنت خير الرفالفالح لمن اتصف بصفات معينة، والهالك وعدم الفالح لمن لم يتصف بها.

8

Page 9: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

:أنواع المناسبات بين كل سورتين متجاورتينالنوع األول: المناسبة بين أول السورة وخاتمة وما قبلها

11ا وظ11اهرا بين من أنواع الربط بين السور: الرابط بين الس11ور إم11ا أن يك11ون لفظي11ا أول السورة وختام ما قبلها. والظاهر يكون بتكرار اللفظ أو مرادفه ويك11ون أحيان

بالمعنى المستفاد أو بعالقة اإلسناد والتعلق بالعامل إلخ. فمثال:11وا إال1في ختام س11ورة األحق11اف-1 11رون م11ا يوع11دون لم يلبث 11وم ي هم ي 11أن }ك

قون{ وفي مطل11ع س11ورة 11ك إال الق11وم الفاس11 ساعة من نهار بالغ فهل يهلذين كف1روا2محمد ا }ال صلى الله عليه وسلم وتسمى س11ورة القت11ال أيض11

ه أضل أعمالهم{ فالقوم الفاسقون هم ال11ذين كف11روا وصدوا عن سبيل اللوصدوا عن سبيل الله.

11وا-2 11ركم ثم ال يكون تبدل قوم11ا غي وا يس11 وفي نهاية سورة القت11ال: }وإن تتولا فتحنا لك فتحا مبينا{ ، فكأن هؤالء أمثالكم{ وفي مطلع سورة الفتح: }إنالق1111111111وم الموع1111111111ود بهم س1111111111يتحقق الفتح على أي1111111111ديهم.

ج11وم{ ، وفي-11 3 11ار الن حه وإدب ب يل فس11 وفي ختام سورة الطور: }ومن اللجم إذا ه1111111111111111وى{ . مطل1111111111111111ع س1111111111111111ورة النجم }والن

ات ونهر، في مقعد صدق عند ملي11ك-11 4 قين في جن وقوله تعالى: }إن المت مقتدر{ في خت11ام س11ورة القم11ر، وفي أول س11ورة ال11رحمن قول11ه تع11الى:م القرآن، خلق األنسان{ فالملك المقت11در ه11و ال1رحمن ج11ل حمن، عل }الرجالل111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111ه.

ك العظيم{ وفي بداي1ة الحدي11د-1 5 م رب ح باس11 ب وفي خت11ام الواقع1ة: }فس11ماوات واألرض وه11و العزي11ز الحكيم{ فكأن11ه أم11ر ه م11ا في الس11 ح لل ب }س11 بتسبيح الله س11بحانه وتع11الى ال11ذي س11بحت ل11ه ك11ل الكائن11ات، الس11ماوات

واألرض.ه ذو الفضل العظيم{ وفي بداية المجادلة-1 6 }قد وفي نهاية الحديد }والل

تي تجادلك في زوجه1ا{ فك1ان من عظيم فض1له س1بحانه ه قول ال سمع الل وتعالى أن لم يترك صغيرة وال كبيرة إال شمله الفضل ومنه سماع ش11كوىالم1111111111111111111111111111111111111111رأة الض1111111111111111111111111111111111111111عيفة.

وفي ختام سورة المرسالت }فبأي حديث بعده يؤمنون{ وبداية سورة-1 7بأ العظيم{ فكأنه عين الحديث الذي ينبغي أن النبأ }عم يتساءلون، عن الن

يؤمنوا به فهو النبأ العظيم.ك فح11دث{ م11ع بداي11ة س11ورة-11 8 وكذلك نهاية سورة الضحى }وأما بنعم11ة رب

الشرح }ألم نشرح لك صدرك{ ، فانشراح الصدر، ووضع الوزر ورف11ع ال11ذكرمن أعظم النعم.

9

Page 10: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

11ير{ م11ع بداي11ة القارع11ة-11 9 هم بهم يومئذ لخب ونهاي11ة س11ورة العادي11ات }إن رب }القارعة، ما القارعة{ فكأنه عين اليوم ال11ذي يكش11ف م11ا في الص11دور وه11و

يوم القارعة. وآخر سورة الفيل }فجعلهم كعصف م11أكول{ م11ع بداي11ة س11ورة ق11ريش-11 10

}إليالف قريش، إيالفهم{ حتى قال األخفش عن هذا االتصال: اتصالها بها من [ أي8 ]القصص: 1باب قوله: }فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا{

فعل بأصحاب الفيل ما فعل ليتألف قلب قريش غلى اإليمان. ومن لطائف سورة الكوثر كالمقابلة للتي قبلها، ألن السابقة ق11د وص11ف-11 11

الله فيه1ا المن11افق ب1أمور أربع1ة: البخ11ل، وت11رك الص11الة، والري1اء فيه1ا، ومن11ع1وثر{ أي الكث1ير، وفي 1اك الك ا أعطين الزكاة. فذكر هن1ا في مقابل1ة البخ1ل }إنك{ أي ل{ أي دم عليه11ا، وفي مقابل11ة الري11اء }لرب مقابلة ت11رك الص11الة }فص11 لرضاه ال للناس، وفي مقابله منع الماعون: }وانحر{ وأراد ب11ه التص11دق بلحم

.2األضاحي، فاعتبر هذه المناسبة العجيبة وليس هذا التراب11ط بين الس11ورتين المكي11تين أو الم11دنيتين ب11ل نح11و ذل11ك بين

السور المكية والمدنية أيضا. ففي نهاية سورة التوبة وهي سورة مدنية }لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز-

ه ال بي الل وا فقل حس11 م حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تول عليه ما عنتلت وهو رب العرش العظيم{ . إله إال هو عليه توك

11اب 11ات الكت 11ك آي وبعدها سورة يونس وهي سورة مكية بدئت بقوله تعالى: }الر تلذين ر ال اس وبش11 11ذر الن 11ا إلى رج11ل منهم أن أن 11ا أن أوحين اس عجب الحكيم، أكان للنهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين{ . فالح11ديث آمنوا أن لهم قدم صدق عند رب

عن الرسول في الموضوعين.النوع الثاني: مناسبة مضمون كل سورة لما قبلها

ومن وجوه المناسبات بين السور: أن ينظر إلى مضمون كل س11ورة ومض11مون م11اقبلها وما بعدها:

وقد ذهب اإلمام السيوطي إلى أن كل سورة ورد فيها إجم11ال في ش11يء م11ا ف11إنالس11111ورة الالحق11111ة له11111ا ت11111أتي بتفص11111يل ه11111ذا اإلجم11111ال فمن ذل11111ك: - أن س11ورة الفاتح11ة ق11د جمعت مقاص11د الق11رآن الك11ريم "فهي ك11العنوان للق11رآن

الكريم وبراعة االستهالل له". أخرج البيهقي في "شعب اإليمان" عن الحسن البصري قوله: "إن الله أودع عل11وم الكتب الس11ابقة في الق11رآن ثم أودع عل11وم الق11رآن في المفص11ل ثم أودع عل11وم المفص11ل في الفاتح11ة. فمن علم تفس11يرها ك11ان كمن علم تفس11ير جمي11ع الكتب

.1المنزل11111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111ة"ففي سورة الفاتحة:

10

Page 11: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

راط-11 1 دع11اء ال11ذين خص11وا الل11ه بالعب11ادة واالس11تقامة في ق11ولهم }اه11دنا الص11 المستقيم{ وصراطه هو كتاب11ه الم11بين كم11ا قال11ه ابن مس11عود وغ11يره. فق11ال الل11ه11اب ال ريب في11ه{ ف11اتبعوه فإن11ه 11ك الكت سبحانه وتعالى في أول س11ورة البق11رة }ذل

الصراط المستقيم. ذكر الله سبحانه وتعالى في س11ورة الفاتح11ة الطوائ11ف الثالث: ال11ذين أنعم الل11ه-11

عليهم، المغض11وب عليهم، الض11الين، وأش11ار في س11ورة البق11رة إلى ش11ئون ه11ذهالطوائف الثالث.

فذكر الذين على هدى من ربهم.وذكر الذين اشتروا الضاللة بالهدى.

وذكر الذين باءوا بغضب من الل11ه.وذك11ر الس11يوطي وجوه11ا أخ11رى ظه11رت ل11ه في، وهي باالختصار:83-78الربط بين الفاتحة والبقرة وردت في تناسق الدرر، ص

ه{ فص11لت في-1 الوج1ه األول: أن البق11رة تفص11يل مجم11ل الفاتح11ة }الحم11د لل }رب العالمين{ فصلت 286، 186، 152مواضع

ذي خلقكم{ -2 كم ال 1دوا رب ، وك1ذلك قص11ة خل1ق29 وك1ذلك 1،22 21في }اعبآدم.

حيم{ فصلت في }فتاب عليكم{ حمن الر 1،286 1،163 1،52 1،126 54}الر.284}مالك يوم الدين{ }إن تبدوا ما في أنفسكم{

11د{ جمي11ع ف11روع الش11ريعة، وردت في البق11رة: الطه11ارة، الحيض،}إي اك نعبالصالة، الجماعة، صالة الخوف، الزكاة، الصوم،

الحج.اك نستعين{ ورد تفصيلها في البق11رة ش11امال جمي11ع علم األخالق، التوب11ة، }إيالص1111111111بر، الش1111111111كر، الرض1111111111ا، التف1111111111ويض، المراقب1111111111ة. }اهدنا الصراط المستقيم{ مفصل عن طريق ذكر طريق األنبي11اء وق11د ح11اد

.1111111111،213 1111111111،145 142عن1111111111ه اليه1111111111ود والنص1111111111ارى ذين أنعمت عليهم{ فصلت في ذكر النبيين .137، 136}صراط ال

الوجه الثاني: الح11ديث واإلجم1اع على أن تفس1ير المغض1وب عليهم ب1اليهود،-3 والضالين بالنص11ارى، وذك11روا في الفاتح11ة على حس11ب ت11رتيبهم في الزم11ان فعقب بسورة البقرة وجميع م11ا ذك11ر فيه11ا من خط11اب أه11ل الكت11اب لليه11ود خاصة وم11ا وق11ع فيه11ا من ذك11ر النص11ارى لم يق11ع ب11ذكر الخط11اب. ثم عقبت

آل عمران، وأكثر ما فيها من خطاب أه11ل الكت11اب النص11ارى. البقرة بسورة فإن ثمانين آية من أولها نازلة في وفد نصارى نجران وختمت بقول11ه تع11الى:ه{ وهي في النجاش11ي وأص11حابه من 11ؤمن بالل 11اب لمن ي }وإن من أه11ل الكت مؤمني النصارى. وهذا وجه ب11ديع في ت11رتيب الس11ورتين، كأن11ه لم11ا ذك11ر في الفاتحة الفريقين قص في كل سورة مما بعدها حال كل فريق على الترتيب

الواقع فيها.ولهذا كان صدر سورة النساء في ذكر اليهود وآخرها في ذكر النصارى.

11

Page 12: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

الوجه الثالث: أن سورة البقرة أجمع سور الق11رآن لألحك11ام والمث11ال، وله11ذا-4 س11ميت في أث11ر رواه ال11دارمي عن خال11د بن مع11دان: "فس11طاط الق11رآن".والفس11طاط ه11و المدين11ة الجامع11ة فناس11ب تق11ديمها على جمي11ع س11وره.

الوجه الرابع: أنها أطول سورة في القرآن، وق11د افتتح بالس11بع الط11وال،-11 4فناس11111111111111111111111111ب الب11111111111111111111111111داءة به11111111111111111111111111ا.

الوجه الخامس: أنها أول سورة نزلت بالمدينة فناسب الب11داءة به11ا ف11إن-11 5لألولي111111111111111111111111ة نوع111111111111111111111111ا من األولوي111111111111111111111111ة.

الوجه السادس: ختمت سورة الفاتحة بال11دعاء للمؤم11نين ب11أن ال يس11لك-11 6 بهم طري11ق المغض11وب عليهم وال الض11الين إجم11اال. ختمت س11ورة البق11رة بالدعاء بأن ال يسلك بهم ط11ريقهم في المؤاخ11ذة بالخط11أ والنس11يان وحم11لا اإلش11ارة إلى طري1ق اإلصر وما ال طاقة لهم به تفصيال. وتضمن آخره1ا أيض11له{ ق بين أح11د من رس11 المغض11وب عليهم والض11الين بقول11ه تع11الى: }ال نف11ر

.1فتآخت السورتان وتشابهتا في المقطعومن وجوه المناسبة بين البقرة وآل عمران:

قال السيوطي في "تناسق الدرر": - "فالبقرة بمنزلة إقامة الدليل على الحكم، وآل عمران بمنزلة الجواب عن

شبهاب الخصوم، ولهذا ورد فيها كثير من المتشابه لما تمسك به النصارى. - فأوجب الحج في آل عمران، وأما في البقرة فذكر أنه مشروع، وأمر بإتمامه بعد

الشروع فيه. - وكان خطاب النص11ارى في آل عم11ران أك11ثر، كم11ا أن خط11اب اليه11ود في البق11رة أكثر، ألن التوراة أصل واإلنجيل فرع لها. والنبي صلى الله علي11ه وس11لم لم11ا ه11اجرإلى المدين111ة دع11ا اليه111ود وجاه111دهم وك111ان جه111اده للنص111ارى في آخ11ر األم111ر. كما كان دعاؤه ألهل الشرك قبل أه11ل الكت11اب. وله11ذا ك11انت الس11ور المكي11ة فيه11ا الدين الذي اتفق عليه األنبي11اء. فخ11وطب ب11ه جمي11ع الن11اس. والس11ور المدني11ة فيه11ا

ي11ا...خطاب من أقر باألنبياء من أهل الكتاب والمؤمنين فخوطبوا يا أه11ل الكت11اب . ا. ه1. وقال في موضع آخر: ق11د ظه11ر لي1 ... يا أيها الذين آمنوا ...بني إسرائيل

بحم111111111111111111د الل111111111111111111ه وج111111111111111111وه من المناس111111111111111111بات: أحدها: مراعاة القاعدة التي قررتها من شرح كل س11ورة إلجم11ال م11ا في الس11ورةقبله1111111111ا. وذل1111111111ك هن1111111111ا في ع1111111111دة موض1111111111اع، منه1111111111ا:

11ك-11 1 ل علي 11ز افتتحت البقرة بوصف الكتاب بأنه ال ريب فيه، وفي آل عم11ران: }نالكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه{ وذلك بسط وإطناب لنفي الريب.

أن11ه ذك11ر في البق11رة إن11زال الكت11اب مجمال، وقس11مه هن11ا إلى آي11ات محكم11ات-11 2ومتشابهات.

وراة-3 11زل الت أنه ذكر في البقرة }وما أنزل من قبلك{ وفي آل عمران }وأناس{ وص11رح ب11ذكر اإلنجي11ل هن11ا ألن الس11ورة 11ل ه11دى للن واألنجيل، من قب

12

Page 13: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

خطاب للنصارى، ولم يق1ع التص1ريح ب1ه في س1ورة البق1رة بطوله1ا، وإنم1اصرح في البقرة بذكر التوراة خاصة ألنها خطاب لليهود.

بيل الله{ ] -4 ذكر القتال في البقرة مجمال بقول11ه تع11الى: }وق11اتلوا في س1111ال{ ]190-194 [ وفص11لت في آل216[ وقوله تع11الى: }كتب عليكم القت

عمران قصة أحد بكمالها.11اء ولكن ال-5 أنه أوجز في البقرة ذكر المقتولين في سبيل الله بقول11ه: }أحي

ه من154تشعرون{ ] 11اهم الل هم يرزقون، فرحين بما آت [ وزاد هنا }عند ربذين لم يلحق111وا بهم من خلفهم{ ]آل عم111ران: رون بال له ويستبش111 فض111

170. 1111111111111111111111111111111111111111111111]ه يؤتي ملكه من يشاء{ ]- 6 [ وفي آل عمران }قل247وفي البقرة }والل

هم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء{ ] [ .26الليتم إال قليال منكم{ ]-11 7 11ول [ فأجم11ل83في البق11رة في أه11ل الكت11اب }ثم ت

11اب أمة قائم11ة واء من أه11ل الكت وا س11 القليل وفصله في آل عمران }ليس11جدون{ ] 111111ل وهم يس111111 ي 111111اء الل ه آن 111111ات الل 111111ون آي .113يتل 111]

11ذلك-11 8 في البقرة ذكر تفض11يل ه11ذه األم11ة على س11ائر األمم إبهام11ا }وكطا{ ] 11اكم أمة وس11 [ وأتى في آل عم11ران بتفض11يل ه11ذه األم11ة143جعلن

11المعروف{ فكنتم أص11رح 11أمرون ب اس ت صراحة }كنتم خير أمة أخرجت للن في قوله من }جعلناكم{ ثم زاد وجه الخيرية بقوله: }تأمرون بالمعروف{

[110. ] الوج11ه الث11اني: أن بين س11ورة البق11رة وس11ورة آل عم11ران اتح11ادا وتالحم11ا

متأكدا:فذكر في سورة البقرة خلق الناس وذكر هنا تصويرهم في األرحام.

وذكر في البقرة مبدأ خلق آدم وذكر في آل عمران مبدأ خلق أوالده. وفي البقرة افتتح بقصة آدم حيث خلقه من غ11ير أب وال أم، وذك11ر في آل عم11راننظ111111111يره من غ111111111ير أب وه111111111و عيس111111111ى علي111111111ه الس111111111الم. وفي البقرة لما كان الخطاب لليهود، وقد قالوا في م11ريم عليه11ا الس11الم م11ا ق11الوا وأنكروا وجود وليد بدون أب، فوتحوا بقصة آدم لتشبه في أذه11انهم فال ت11أتي قص11ة

عيسى إال وقد ذكر عندهم ما يشبهها من جنسها.11ل آدم{ ] [ والمقيس59وألن قصة عيسى قيس11ت على قص11ة آدم في قول11ه }كمث

عليه ال بد وأن يكون معلوما لتتم الحجة بالقياس. فكانت القص11ة والس11ورة ج11ديرةبالتقدم.

النوع الثالث: - ويقول أمر آخر استقرأته وه11و: أن1ه إذا وردت س11ورتان بينهم1ا تالزم واتح11اد ف1إن

السورة الثانية تكون خاتمتها مناسبة لفاتحة األولى للداللة على االتحاد.وفي السورة المستقلة عما بعدها يكون آخر السورة نفسها مناسبا ألولها.

13

Page 14: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

وآخ11ر آل عم11ران مناس11ب ألول البق11رة، فإنه11ا افتتحت -أي البق11رة- ب11ذكر المتقينكم تفلحون{ ] ه لعل قوا الل [ .200وأنهم المفلحون، وختمت آل عمران بقوله }وات

نا{ ]البق11رة: ا حس11 ه قرض11 ذي يق11رض الل [245- وقد ورد أنه لما ن11زلت }من ذا ال قال اليهود: يا محمد افتقر ربك. فسأل القرض عب11اده. ف11نزل قول11ه تع11الى في آل

ه فقير ونحن أغنياء{ ذين قالوا إن الل ه قول ال [ .181 ]1عمران }لقد سمع اللفذاك أيضا من تالزم السورتين.

11و وال منهم يتل 11ا وابعث فيهم رس11 ن - وفي البقرة ورد دعاء إبراهيم عليه الس11الم }رب[ .129عليهم آياتك{ ]

وال ه على الم11ؤمنين إذ بعث فيهم رس11 ووردت اإلجابة في آل عم11ران }لق11د من الل11ل مهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قب يهم ويعل من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزك

الل مبين{ ]آل عم1111ران: ا من تالزم الس1111ورتين164لفي ض1111 .2[ ، وذاك أيض1111 هذه جملة مما ذك11ره الس11يوطي في المناس11بات والتالزم بين س11ورتي البق11رة وآل

عمران. وهذه االس11تقراءات ج11اءت من غ11ير نس11ق معين، ولم ترص11د باس11تقراء من زاوي11ة

معينة فجاءت منثورة من غير أن ينتظمها منهج معين. ومع كل ذلك فإننا نلحظ وجود مناسبات ع11دة بين الس11ورتين الكريم11تين، ولم يكن اقتران رسول الله صلى الل11ه علي1ه وس1لم بينهم11ا في تس1ميتهما ب111"الزه11راوين أو

إال عن حكمة ووج11ود عالئ11ق تش11د إح11داهما إلى األخ11رى ول11و أن بعض1الغمامتين الباحثين وضع منهجا محددا لدراسة السورتين دراسة موضوعية ألم11اط اللث11ام عنكث1111111111ير من أس1111111111رار كت1111111111اب الل1111111111ه س1111111111بحانه وتع1111111111الى. وهكذا نجد أن علم المناس11بات بين اآلي11ات بعض11ها م11ع بعض وبين الس11ور ي11برز لن11ا

جانبا من إعجاز القرآن الكريم، وأنه كالم الله المنزل وليس من عند البشر. فمن المعلوم أن القرآن الكريم نزل مفرقا منجم1ا لبض11عة وعش11رين عام11ا حس1ب الوق11ائع المختلف11ة وفي ظ11روف متباين11ة، وإجاب11ة الستفس11ارات متنوع11ة، ثم ك11انالترتيب المحكم الذي ال نجد فيه آية ينبو به11ا مكانه11ا من الس11ياق الق11رآني العتي11د. وال نجد كلمة يتململ بها موضعها في النظم المحكم. ولقد نج11د اآلي11ة المدني11ة في السورة المكية أو اآلية تتلو اآلية والفاصل في نزولهما يبلغ عدة سنوات فأي عق11ل بشري يستطيع أن يراعي هذه الدقة وهذا اإلحكام في النسق والترتيب والمالءم11ة

بحيث يكون ذلك في الذروة من الفصاحة والبالغة واالنسجام.ه لوجدوا فيه اختالفا كثيرا{ ]النساء: رون القرآن ولو كان من عند غير الل }أفال يتدب

82. ] "إن عقال بشريا مهما أوتي من القوة والحفظ واإلحكام ال يستطيع أن يذكر موض11ع فقرة من كالم سابق مضى عليه سنوات طويل11ة. فيض11عها في مكانه11ا بحيث تلتحم مع سابقاتها والحقاته1ا في اللف1ظ والمع1نى والس1ياق. ول1و أن عقال أتقن ذل1ك في

14

Page 15: fac.ksu.edu.safac.ksu.edu.sa/sites/default/files/lmhdr_lthlth_2.docx · Web viewوهو علم تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن، وهو سر البلاغة

قرأ التفسير الموضوعي446المحاضرة الثالثة

حال واحدة فلن يس11تطيع أن يحكم11ه في ح11االت كث11يرة وفي س11ور كث11يرة بحيث ال.2تش11ذ حال11ة واح11دة عن قاع11دة اإلحك11ام المش11اهدة في كت11اب الل11ه الحكيم"

إن إدراك المناسبات بين مق11اطع الس11ورة وافتتاحيته11ا وخاتمته11ا وس11ائر آياته11ا أمر على جانب كبيرة من األهمية لمن أراد تفسير السورة تفس11يرا موض11وعيا، فوج11وه المناسبات هذه تلقي أضواء كاش11فة على مح11ور الس11ورة وه11دفها، وبالت11الي يح11دد

الزاوية التي ينطلق منها المفسر في بيان معاني اآليات الكريمة. لذا كان لزاما على المفسر اإلحاطة بما قاله العلماء في وج11وه الرب11ط بين اآلي11ات والمقاطع في السورة. فربم11ا وردت إش11ارة س11ريعة في ق11ول بعض11هم تفتح آفاق11ا

واسعة في ذهن الباحث وتحدد له مسار البحث.

15