ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ...

© 2013 All rights reserved © 2013 Mominoun Without Borders ﺗ� ﻄﺗﺿﻃ

Upload: others

Post on 03-Nov-2019

0 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

©2013

All rights reserved © 2013 Mominoun Without Borders

طتضط�ت�

Page 2: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

23

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

تمهيد:

ــرز أهميتــه ــرز وا�هــم فــي الدراســات ا�ســالمية المعاصــرة، وتب يشــكل ســؤال المنهــج العنــوان ا�بــا، أو ــة بينه ــا أو العالق ــث فهمه ــن حي ــواء م ــنة، س ــ� وس ــي قرآن ــوص الوح ــة نص ــي مقارب ــوص ف بالخصمحاولــة اســتنطاق المضمــون الداللــي لهــا عبــر المدخــل اللغــوي، انطالقــ� مــن توظيــف مناهــج جديــدة. linguis) علــى مســألة التــرادف اللغوي، ques modern) وركــزت الدراســة فــي مجــال اللســانيات المعاصــرةــي ــادي"، الت ــود الم ــي الوج ــه ف ــا يقابل ــي مم ــوم ذهن ــكل مفه ــد ل ــه ال ب ــرة "أن ــى فك ــز عل ــي ترتك التتتداخــل مــع الماديــة التاريخيــة كنظريــة قــادرة لوحدهــا علــى قــراءة التــراث بطريقــة حداثيــة، تســتوعب حركــة التاريــخ وقيمــه النســبية ومطابقتهــا للقــرآن الكريــم، والتــي ال يمكــن إبرازهــا، بحســب الحداثييــن، ــذي ــرآن، ال ــطورية للق ــة ا�س ــط بالبني ــي المرتب ــر الدين ــتغال الفك ــق اش ــة طرائ ــم كيفي ــالل فه ــن خ إال ماختلطــت بــه الحــوادث التاريخيــة الجزئيــة والحكايــات الشــعبية وا�ســاطير القديمــة، علــى شــاكلة العهــد القديــم والجديــد. وبهــذا يكــون مقصــد جــل هــذه المناهــج محاولــة إخضــاع كل مــا ورد فــي القــرآن إلــى منطــق الحــس والتجربــة، وبمــا أن الواقــع المعاصــر ل�مــة يســتوجب علــى الباحــث العلمــي ــة ــي كمحط ــص القرآن ــع الن ــر م ــكل أو بآخ ــل بش ــانية- أن يتعام ــوم ا�نس ــي العل ــيما ف ــر -الس المعاصعلميــة يفرضهــا االختصــاص الدقيــق، فلــم تعــد دراســة القــرآن وتفســيره مجــرد اختصــاص ضيق يســلكه الدارســون للشــريعة فقــط، ومــن خــالل تخصصــات أدق، إنمــا فرضــت المعرفــة الحديثــة فضــاء مفتوحــ�

ــرآن. ــة والق ــكال المعرف ــع أش ــن جمي بي

وقــد تنازعــت هــذا الفضــاء تيــارات تراوحــت بيــن االرتجــال والســطحية فــي التعامــل مــع النــص القرآنــي، وبيــن ا�يغــال فــي التدقيــق التخصصــي، وبيــن هذيــن البعديــن تفاوتــت مقاربــات النــص فــي العمــق، ممــا جعــل ســؤال المنهــج فــي التعامــل مــع القــرآن ســؤاال مركزيــ� فــي ســياق أســئلة أعــم تتعلــق بالتعامــل

مــع الديــن والتــراث، والبحــث عــن وســطية أصبحــت هــي ا�خــرى موضــع تجاذبــات جديــدة.

ومــن التعــدد المنهجــي الــذي عرفتــه الحضــارة الغربيــة ونقلــت إلــى المجــال التداولــي العربــي وا�ســالمي، بفعــل االســتالب الثقافــي والهيمنــة الفكريــة التــي افرزهــا الفــارق الحضــاري بيــن المنظومتين، ــالمي ــر ا�س ــي الفك ــين ف ــض الدارس ــعى بع ــاري، س ــب الحض ــاق بالرك ــف واللح ــاوز التخل ــة لتج ومحاولــرة. ــة المعاص ــات القرآني ــي الدارس ــا ف ــم توظيفه ــج، ليت ــذه المناه ــن ه ــض م ــتمداد بع ــى اس ــر إل المعاص

Page 3: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

3

مصطفى الغرافي

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

ويعتبــر المهنــدس (محمــد شــحرور) واحــد� مــن الدارســين المهتميــن بتوظيــف المناهــج المعاصــرة البنيويــة (ا�لســنة، واللســاني اللغــوي الجانــب أساســي وبشــكل القرآنيــة، للمفــردة دراســته فــي ــراءة ــرآن ق ــاب والق ــا "الكت ــاث، أوله ــب وأبح ــة كت ــي مجموع ــه ف ــدم رؤيت ــك) وق Structuralism، التفكيــة ــان (منظوم ــالم وا�يم ــام 1994م، و"ا�س ــع" ع ــة والمجتم ــم "الدول ــنة 1990م، ث ــر س ــرة" نش معاصالقيــم)" عــام 1996م، ثــم كتــاب "نحــو أصــول جديــدة للفقــه ا�ســالمي" فــي عــام 2000م، ثــم

"تجفيــف منابــع ا�رهــاب" ســنة 2008م.

ويشــكل كتابــه الموســوم {ب} «الكتــاب و القــرآن قــراءة معاصــرة» - والــذي نخصصــه لهــذا البحــث - مثــار نقــاش وجــدل بيــن الباحثيــن والدارســين1، ويعــد الكتــاب محاولــة جــادة في طريــق البحث عــن طريقة معاصــرة فــي فهــم التنزيــل الحكيــم، أراد مــن خاللــه صاحبــه حــل مشــكلة الجمــود التــي ســيطرت علــى الفكــر ا�ســالمي لعــدة قــرون، مســتدال بكــون معنــى النــص متغيــر حســب ا�حــوال النفســية للمتلقــي،

والمتغيــرات الثقافيــة واالجتماعيــة والظــروف البيئيــة2.

واســتعرض الدكتــور فــي بدايــة كتابــه منهجــه الــذي أقــام كتابــه عليــه، وهــو اعتمــاد المنهــج اللغــوي فــي تحديــد معانــي ا�لفــاظ، والقــول بعــدم وجــود التــرادف فــي اللغــة مســتند� علــى نظريــة (أبــي علــي ــعر ــى الش ــتند� إل ــي)، مس ــر الجرجان ــد القاه ــي وعب ــن جن ــن (اب ــج ا�ماميي ــي منه ــة ف ــي)، والمتمثل الفارس

الجاهلــي.

ونحــاول فــي هــذا البحــث تقديــم قــراءة نقديــة فــي ا�ســس المنهجيــة والمعرفيــة التــي يعتمدهــا المهنــدس محمــد شــحرور فــي دراســته للنــص القرآني، لكشــف الخلــل المنهجي فــي دراســته للمفاهيم القرآنيــة، وهــو مــا يقودنــا إلــى مســاءلة أفــق توظيــف هــذه المناهــج فــي النــص القرآنــي، عبــر البحــث فــي

عــدد مــن ا�شــكاالت المرتبطــة بالدراســة منهــا:

ما هي ا�طر المعرفية والمنهجية المؤطرة لدراسة محمد شحرور حول المفردة القرآنية؟. 1إلى أي مدى نستطيع فهم داللة المفردة القرآنية بالمناهج اللغوية وا�لسنية المعاصرة؟ . 2

ــة ــة اليهودي ــوان: «الخلفي ــت عن ــدد 42، ك 1، 1990م، تح ــالم، ع ــج ا�س ــة نه ــي مجل ــي، ف ــان البوط ــعيد رمض ــد س ــ� لمحم ــر� بحث ــر حص 1 . نذك

لشــعار قــراءة معاصــرة».2 - شــوقي أبــو خليــل، فــي مقالتــه: «تقاطعــات خطــرة فــي درب القــراءات المعاصــرة» التــي نشــرت كذلــك فــي نهــج

ا�ســالم، عــدد 43، عــام 1991م، 3ـ نصــر حامــد أبــو زيــد، فــي مجلــة الهــالل، العــدد 10، عــام 1991م. تحــت عنــوان: «لمــاذا طغــت التلفيقيــة علــى

كثيــر مــن مشــروعات تجديــد ا�ســالم؟»، ومقالــة أخــرى تحــت عنــوان: «المنهــج النفعــي فــي فهــم النصــوص الدينيــة» فــي نفــس المجلــة،

ــام ــق، ع ــر بدمش ــة» دار الفك ــة نقدي ــرآن: دراس ــاب والق ــي الكت ــة ف ــكالية المنهجي ــي كتابه:«ا�ش ــد، ف ــر المنج ــام 1992م، -4 ماه ــدد 3، ع الع

1994م.

2 2. يقــول المؤلــف فــي ذلــك "التشــريع ا�ســالمي؛ هــو تشــريع مدنــي إنســاني حنفــي متطــور يتناســب مــع رغبــات النــاس ودرجــات

تطورهــم التاريخــي االجتماعــي واالقتصــادي والسياســي ويقــرأ بأعــراف النــاس.." الكتــاب والقــرآن، ص 580.

Page 4: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

43

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

ما هو العائد المعرفي والحضاري من خالل تطبيق هذه المناهج في الدراسات القرآنية؟. 3

أســئلة تطرحهــا المداخلــة ســعي� �عطــاء مقاربــة معرفيــة منهجيــة فــي هــذا الموضــوع، وذلــك مــن خــالل ثالثــة مباحــث بعــد هــذا التمهيــد وهــي:

المبحث ا�ول: المهندس محمد شحرور، السيرة والمنهج »المبحث الثاني: ا�طر المرجعية وا�ليات المنهجية التفسيرية في دراسة محمد شحرور »المبحث الثالث: المآالت المعرفية والعائد الحضاري من خالل تطبيق منهج شحرور »خاتمة: »

محمد شحرور الحسن الحما

(1). نبذة عين حياته وسيرته العلمية:وقبــل الشــروع فــي دراســة ومناقشــة شــحرور فــي أفــكاره نقــدم نبــذة مختصــرة عــن حياتــه وســيرته الذاتيــة، بمــا يخــدم البحــث وينســجم

ــه.3 ــع موضوعات مفــي ســورية / دمشــق فــي ولــد ديــب، بــن شــحرور محمــد 1938/4/11م، درس المراحــل االبتدائيــة وا�عداديــة والثانويــة فــي مــدارس دمشــق، وحــاز علــى الشــهادة الثانويــة من مدرســة عبــد الرحمــن الكواكبي

1957 عــام بدمشــق ثــم ســافر فــي بعثــة حكوميــة إلــى االتحــاد الســوفييتي فــي مــارس (آذار) عــام 1958 لدراســة الهندســة المدنيــة فــي موســكو عــام

والجوائــز: الشــواهد مــن العديــد علــى وحصــل مســؤوليات عــدة تحمــل ذلــك وخــالل 1959م. حاز على شهادة الدبلوم في الهندسة المدنية عام 1964م. »عين معيد� في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق عام 1965م. »

ــر ــة، لتحضي ــة ا�يرلندي ــة القومي ــدا (Irlande) الجامع ــة إيرلن ــى جمهوري ــق إل ــة دمش ــه جامع أوفدتــات). ــة وأساس ــك ترب ــاص (ميكاني ــة اختص ــة المدني ــي الهندس ــوراه ف ــتير والدكت ــهادتي الماجس ش

ــى » ــام 1969، وعل ــورة ع ــة المذك ــن الجامع ــة م ــة المدني ــي الهندس ــتير ف ــهادة الماجس ــى ش ــاز عل حشــهادة الدكتــوراه عــام 1972م.

عين مدرس� في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق 1972م. »

3 . أورد هــذه الســيرة فــي كتابــه "الكتــاب والقــرآن: قــراءة معاصــرة" طبعــة دار ا�هالــي، دمشــق: 1992م، نقــال عــن الشــربجي يوســف محمــد،

مجلــة جامعــة دمشــق للعلــوم االقتصاديــة والقانونيــة، ســنة 2007م، العــدد ا�ول، المجلــد 23، ص 525/524.

Page 5: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

5

مصطفى الغرافي

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

حــاز علــى اســتيداع مــن جامعــة دمشــق عــام 1982-1983م، وســافر إلــى الســعودية وعمــل خبيــر� فــي »اختصاصــه فــي شــركة دراســات (ســعود كونســلت).

افتتــح مكتبــ� هندســي� خاصــ� مــع بعــض زمالئــه فــي الكليــة عــام 1972م، با�ضافــة إلــى التدريــس فــي »الجامعة.

يتقن اللغتين ا�نكليزية والروسية، وهوايته الخاصة (الفلسفة وفقه اللغة). »كتــب عــدة مؤلفــات فــي الهندســة المدنيــة نشــرت فــي دمشــق ( هندســة ا�ساســات، ثالثــة أجــزاء) »

و(هندســة التربــة، جــزء واحــد).

وفــي المقدمــة يشــير إلــى أنــه تأثــر تأثــر� كبيــر� بالدكتــور جعفــر دك البــاب، الــذي يعــده أســتاذه فــي اللغــة العربيــة، وقــد ســاعده كمــا يقــول فــي صياغــة الفصــل ا�ول مــن البــاب الثانــي حــول "قوانيــن الجــدل

العــام".

مــن هــذا المنطلــق يتبيــن لنــا أن صاحــب الكتــاب ليــس مختصــ� فــي الشــريعة ا�ســالمية، أو اللغــة العربيــة لغــة القــرآن الكريــم، وإنمــا هــو أســتاذ فــي الهندســة المدنيــة، وهوايتــه كمــا يقــول "الفلســفة وفقــه اللغــة". هــذه الســيرة تبيــن لنــا حــظ الباحــث مــن اللغــة العربيــة، فهــو ليــس متخصصــ� بالقــدر الــذي يســمح لــه بالحســم فــي ا�شــكاالت اللغويــة، التــي صاحبــت اللغــة وخــاض فيهــا علمــاء اللغــة، كمــا هــو

ا�مــر فــي قضيــة هــل اللغــة توقيفيــة أم وضعيــة.

(2). المنهج المعتمد:اعتمد شحرور في دراسته الخطوات المنهجية ا�تية:

مصــدر المعرفــة ا�نســانية هــو العالــم المــادي خــارج الــذات ا�نســانية، فالمعرفــة الحقيقيــة ليســت »مجــرد صــور ذهنيــة بــل تقابلهــا أشــياء فــي الواقــع، �ن وجــود ا�شــياء خــارج الوعــي هــو عيــن حقيقتهــا.

بمــا أن المعرفــة تأتــي مــن خــارج الــذات ا�نســانية فإنــه ينبغــي الدعــوة إلــى فلســفة إســالمية معاصرة، »تعتمــد المعرفــة العقليــة التــي تنطلــق مــن المحسوســات عــن طريــق الحــواس وعلى رأســها (الســمع ــانية ــا ا�نس ــي بلغته ــة الت ــزات العلمي ــوء المنج ــي ض ــردة، ف ــة المج ــة النظري ــغ المعرف ــر)، لتبل والبصــراقية ــارف ا�ش ــع المع ــض جمي ــى رف ــف إل ــو المؤل ــري، ويدع ــر الهج ــس عش ــرن الخام ــة الق ــي بداي ف

ا�لهاميــة الخاصــة بأهــل العرفــان وأهــل الكشــف ونحــو ذلــك.

الكــون مــادي والعقــل ا�نســاني قــادر علــى إدراكــه ومعرفتــه، وال توجــد حــدود يتوقف العقــل عندها، »وتتصــف المعرفــة ا�نســانية بالتواصــل، وترتبــط بدرجــة التطــور التــي بلغتهــا العلــوم فــي عصــر مــن

العصــور، وكل مــا فــي الكــون مــادي.

بــدأت المعرفــة ا�نســانية بالتفكيــر المشــخص المحــدد بحاســتي الســمع والبصــر، وارتقــت ببلوغهــا »التفكيــر المجــرد العــام، وعليــه فــإن عالــم الشــهادة وعالــم الغيــب ماديــان، وتاريــخ تقــدم المعــارف ا�نســانية والعلــوم، هــو توســع مســتمر لمــا يدخــل فــي عالــم الشــهادة، وتقلــص مســتمر لمــا يدخــل

Page 6: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

63

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

فــي عالــم الغيــب، وبهــذا المعنــى يظهــر بــأن عالــم الغيــب هــو عالــم مــادي ولكنــه غــاب عــن إدراكنــا حتــى ا�ن، �ن درجــة تطــور العلــوم لــم تبلــغ مرحلــة تمكــن مــن معرفتــه.

ــر » ــوم، وتنحص ــد أم العل ــي تع ــفة الت ــن الفلس ــم وبي ــرآن الكري ــي الق ــاء ف ــا ج ــن م ــض بي ــد تناق ال يوجبفئــة الراســخين فــي العلــم مهمــة تأويــل القــرآن طبقــ� لمــا أدى إليــه البرهــان العلمــي وذلــك وفــق

ــي. التأويــل فــي اللســان العرب

ــر » ــى تغي ــل، أدى إل ــار هائ ــة انفج ــادي كان نتيج ــون الم ــور الك ــأن ظه ــة ب ــار، القائل ــة االنفج ــي نظري تبنــل ــات التنزي ــه لآلي ــي تحليل ــة ف ــات مفاهيمي ــا انعكاس ــتكون له ــة س ــذه ا�طروح ــادة، وه ــة الم طبيع

ــم. الحكي

ومــن خــالل مــا ســبق بلــور رؤيتــه المعاصــرة، مســتند� إلى معجــم مقاييــس اللغة البــن فــارس، معتمد� »علــى ا�ســس ا�تيــة4: "مســح عــام لخصائــص اللســان العربــي باالعتمــاد علــى المنهــج اللغــوي لـــ (أبــي

علــي الفارســي)، الــذي جمــع بيــن نظريتــي (ابــن جنــي وعبــد القاهــر الجرجانــي) فــي الــدرس اللغــوي.

ا�طــالع علــى آخــر مــا توصلــت إليــه اللســانيات الحديثــة مــن نتائــج، وعلــى رأســها أن كل ا�لســن »ا�نســانية ال تحتــوي خاصيــة التــرادف.

ــا » ــزل علين ــد تن ــاب ق ــة أن الكت ــن فرضي ــالق م االنطوأنــه جــاء لجيلنــا، وكأن النبــي صلــى ا� عليــه وســلم جديــدة بقــراءة القيــام يعنــي ممــا حديثــ�، توفــي

للقــرآن الكريــم.

كل مــا جــاء فــي الكتــاب قابــل للفهــم بالضــرورة، »ــول ــض الق ــل، ورف ــه العق ــو يقتضي ــى نح ــم عل ويفه

بوجــود آيــات فــي القــرآن غيــر قابلــة للفهــم.

ال » كمــا والعقــل، الوحــي بيــن تناقــض يوجــد ال والحقيقــة. الوحــي بيــن تناقــض يوجــد

احترام عقل القارئ أكثر من احترام عواطفه. »

44/45

Page 7: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

7

مصطفى الغرافي

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

المبحث الثاني: ا�طر المرجعية وا�ليات المنهجية التفسيرية

يقضــي القيــام بــأي دراســة نقديــة تحليليــة، �ي مفكــر أو شــخصية، النظــر فــي أطــره المرجعيــة والمعرفيــة التــي تشــكل فلســفته المعرفيــة فــي تحليــل ا�مــور، ومــن أجــل ذلــك نوجــه هــذا المبحــث لمحاولــة قــراءة ا�نســاق الفكريــة والمدرســية التــي تشــغل فكــر شــحرور، ويتضــح مــن خــالل دراســة كتابــه (الكتــاب والقــرآن) أن المهنــدس ينطلــق مــن ثالثــة أســس رئيســية فــي تحليلــه، تســتند إلــى آليــات منهجيــة فــي عمليــة التفســير، وال ندعــي فــي هــذه الورقــة مناقشــة الباحــث شــحرور فــي كل أفــكاره وفــي جميــع

هــذه ا�ليــات فهــذا ال يســمح بــه المقــام، ولذلــك نكتفــي بالحديــث عــن آليتيــن فــي منهجــه.

(1). نفي الترادف في اللغة والقرآن العظيم كأساس منهجي في التأويل:

يعتبــر هــذا ا�ســاس المنهجــي ا�كثــر حضــور� فــي كتــاب شــحرور، ويعتمــد عليهــا بشــكل كلــي، إذ تختــرق منهجــه أفقيــ� وعموديــ� فــي تحديــد معانــي ا�لفــاظ، فالقــول بعــدم وجــود التــرادف فــي اللغــة ــي ــي) ف ــر الجرجان ــد القاه ــي وعب ــن جن ــا (اب ــي اعتمده ــي)، والت ــي الفارس ــي عل ــة (أب ــى نظري ــتند إل مسدراســة الشــعر الجاهلــي. أدى بشــحرور إلــى نفيــه فــي القــرآن، يقــول فــي ذلــك "التنزيــل الحكيــم خــال مــن التــرادف، فــي ا�لفــاظ وفــي التركيــب، فاللــوح المحفــوظ غيــر ا�مــام المبيــن، وا�والد غيــر ا�بنــاء والفــؤاد ال يعنــي القلــب، وللذكــر مثــل حــظ ا�نثييــن ال تعنــي للذكــر مثــال حــظ ا�نثــى"5 علــى هــذا ا�ســاس، غيــاب ــرآن" ــن "الق ــز بي ــات فمي ــدة للكلم ــي جدي ــحرور لمعان ــد ش ــي، قع ــص القرآن ــي الن ــة وف ــي اللغ ــرادف ف الت

ــاب" و"الكت

@ فالكتــاب فــي منظــوره، انطالقــ� مــن اللســان العربــي "هــو جمــع أشــياء بعضهــا مــع بعــض �خــراج ــة ــا إضاف ــط له ــم نع ــاب ول ــة كت ــا كلم ــإذا قلن ــل، ف ــى متكام ــوع ذي معن ــراج موض ــد، أو �خ ــى مفي معنــت إلــى محمــد (صلــى ا� لتوضيــح الموضــوع، يصبــح المعنــى ناقصــ�، فمجموعــة المواضيــع التــي أوحيعليــه وســلم) هــي مجموعــة الكتــب التــي ســميت "الكتــاب" والتــي تؤلــف فــي مجموعهــا كل آيــات

ــي: ــية ه ــع رئيس ــى مواضي ــوي عل ــاب يحت ــذا الكت ــف، ه المصح

�الذين يؤمنون بالغيب� البقرة ا�ية 3، كتاب الغيبا رزقناهم ينفقون�6 كتاب العبادات والسلوك. لاة ومم �ويقيمون الص

5 . شــحرور محمــد، "نحــو أصــول جديــدة للفقــه ا�ســالمي فقــه المــرأة ( الوصيــة- ا�رث- القوامــة- التعدديــة- اللبــاس)"، الطبعــة ا�ولــى

2000م، دراســات إســالمية معاصــرة ( 4)، ا�هالــي للطباعــة والنشــر والتوزيــع، ســورية � دمشــق- ص 190/189.

6 . سورة البقرة ا�ية 3.

Page 8: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

83

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

وبناء� على هذا فالكتاب يحوي كتابين رئيسيين: كتــاب النبــوة: ويشــتمل علــى بيــان حقيقــة الوجــود الموضوعــي، ويفــرق بيــن الحــق والباطــل أي الحقيقــة

والوهــم. كتاب الرسالة: ويشتمل على قواعد السلوك ا�نساني الواعي، ويفرق بين الحالل والحرام."7

ــب ــادة كت ــي م ــارس) ف ــن ف ــول (اب ــة يق ــس اللغ ــم مقايي ــي معج ــاء ف ــا ج ــذا م ــي ه ــه ف ومنطلق"الــكاف والتــاء والبــاء أصــل صحيــح واحــد يــدل� علــى جمــع شــيء إلــى شــيء"8 فــي حيــن أن لفــظ "كتــب" حيفــة" 9 تفســير كلمــة "كتــاب" على ــث علــى نيــة الص ــ� فــي كل كتــاب ويؤن فــي المعاجــم ا�خــرى ورد "عامالنحــو الــذي تقــدم عنــد شــحرور يخالفــه القــرآن الكريــم، فقــد ورد لفــظ "الكتــاب" فــي القــرآن الكريــم

�حــد عشــر معنــى تقريبــ�.10 فــي كل منهــا لــه داللتــه التــي تفهــم مــن ســياق ا�يــة. @ أمــا لفــظ القــرآن، عنــد شــحرور، فــال يقصــد منــه "القــرآن العظيــم" كمــا هــو متعــارف عليــه عنــد أهــل ــن ــل ع ــذه، تغاف ــه ه ــي قراءت ــحرور ف ــدس ش ــدو أن المهن ــذي يب ــاب. وال ــن الكت ــزء م ــو ج ــا ه ــير، إنم التفسمعانــي معجميــة لبعــض ا�لفــاظ، وحملهــا معانــي أخــرى؟ ثــم فــي تمييــزه بيــن "الكتــاب" و"القــرآن" أخــذ بالتــرادف المطلــق، فــي حيــن أن التــرادف فــي اللغــة تــرادف تقريبــي. ولهذا فــإن علمــاء القرآن ناقشــوا هذه المســألة مــن جهــة اتفــاق واختــالف لفظــي "الكتــاب والقــرآن" مــن ذلــك مــا أورده الزركشــي قائــال "الكتــاب ــا ســمعنا قرآنــا عجبــا� وقــال فــي موضــع آخــر القــرآن وقيــل بــل متغايــران ورد بقولــه تعالــى عــن الجــن �إنــه ــا ســمعنا كتابــا أنــزل مــن بعــد موســى� فــدل علــى ترادفهمــا وفيــه البيــان لجميــع الأحــكام قــال الل �إن

لنــا عليــك الكتــاب تبيانــا لــكل شــيء�"11 تعالــى �ونز

7 . الكتاب والقرآن قراءة معاصرة، مرجع سابق، ص 55/51.

8 . أبــو الحســين أحمــد بــن فــارس بــن زكريــا "معجــم مقاييــس اللغــة"، تحقيــق، عبــد الســالم محمــد هــارون، طبعــة 1399هـــ - 1979م، بــدون

رقــم، دار الفكــر، الجــزء 5 ص 158

ــق ــوس"، تحقي ــر القام ــن جواه ــروس م ــاج الع ــدي، "ت بي ــى الز ــب بمرتض ــض ، الملق ــو الفي ــيني أب ــرزاق الحس ــد ال ــن عب ــد ب ــن محم ــد ب 9 . محم

ــزء 4 ص 101. ــة، الج ــة مرقون ــنة، طبع ــدون س ــة، ب ــة، دار الهداي ــن، طبع ــن المحققي ــة م مجموع

ــوراة ــزل الت ــه وأن ــن يدي ــا بي قــ� لم ــاب بالحــق مصد ــك الكت ل علي ــز 10 . ورد بمعنــى مــرادف للقــرآن فــي مواطــن عديــدة منهــا قولــه تعالــى �ن

ــه� المائــدة ا�يــة 83.ورد ــ� علي ــاب ومهيمن ــن الكت ــه م ــن يدي ــا بي قــ� لم ــاب بالحــق مصد ــك الكت ــا إلي وا�نجيــل � آل عمــران ا�يــة 2 وقولــه �وأنزلن

ســل� ســورة البقــرة ا�يــة 87، ورد بمعنــى الكتابــة فــي ــا مــن بعــده بالر� ين ــاب وقف ــا موســى الكت بمعنــى التــوراة فــي قولــه تعالــى �ولقــد آتين

ــوراة وا�نجيــل� آل عمــران ا�يــة 48. ورد الكتــاب بمعنــى صحــف إبراهيــم فــي قولــه تعالــى" �فقــد مــه الكتــاب والحكمــة والت قولــه تعالى�ويعل

آتينــا آل إبراهيــم الكتــاب والحكمــة� " النســاء 54. والكتــاب بمعنــى اللــوح المحفــوظ فــي قولــه تعالى�وعنــده مفاتــح الغيــب ال يعلمهــا إال هــو

ــة فــي ظلمــات الأرض وال رطــب وال يابــس إال فــي كتــاب مبيــن� " ا�نعــام ويعلــم مــا فــي البــر والبحــر ومــا تســقط مــن ورقــة إال يعلمهــا وال حب

ــاس نــات وأنزلنــا معهــم الكتــاب والميــزان ليقــوم الن 34. والكتــاب بمعنــى جنــس الكتــب الســماوية فــي قولــه تعالــى �لقــد أرســلنا رســلنا بالبي

ــه آتانــي الكتــاب وجعلنــي نبيــ�� ســورة مريــم ا�يــة 30، والكتــاب بالقســط� الحديــد: 25، والكتــاب بمعنــى ا�نجيــل فــي قولــه � قــال إنــي عبــد الل

ــا ملكــت أيمانكــم فكاتبوهــم إن علمتــم فيهــم خيــر�� و الكتــاب بمعنــى جــزاء ــاب مم ذيــن يبتغــون الكت بمعنــى المكاتبــة فــي قولــه �وال

ــا فيــه� ســورة مريــم ا�يــة 49. ا�عمــال فــي قولــه �ووضــع الكتــاب فتــرى المجرميــن مشــفقين مم

11 . بــدر الديــن محمــد بــن بهــادر بــن عبــد ا� الزركشــي ، ســنة النشــر 1421هـــ - 2000م "البحــر المحيــط فــي أصــول الفقــه"، تحقيــق، د. محمــد

Page 9: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

9

مصطفى الغرافي

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

ــى ــات، فالمعن ــي الكلم ــد معان ــي تحدي ــي� ف ــ� أساس ــكل منطلق ــذي يش ــياق ال ــار الس ــع اعتب ــذا م هــة، ــة الكلم ــدد وضعي ــذي يح ــياق ال ــن الس ــذ م ــا يؤخ ــظ، وإنم ــن ذات اللف ــذ م ــة ال يؤخ ــي للكلم الحقيقلهــذا فــإن علمــاء اللغــة تناولــوا الكلمــة مــن جهــة الوضــع أوال ثــم مــن جهــة االســتعمال فــي القــرآن، ثــم الحديــث، ثــم ا�شــعار العربيــة، وأخيــر� وجــوه المجــاز، فالمعنــى ا�صلــي فــي الجــذر ال يطمئــن إليــه، حيــث إن اللفظــة يعطيهــا المعجــم معانــي كثيــرة ولكنهــا تعــود إلــى أصــل مشــترك. وهــو مــا لــم ينتبــه إليــه المهنــدس محمــد شــحرور ولذلــك فالقــرآن عنــده "ليــس منــاط التكليــف وال يوجــد فيــه أي أحــكام وأوامــر تكليفيــة فهــو حــق حتمــي ســاحق ماحــق، لــذا فهــو منــاط القــدر فــي قانونــه العــام، ومنــاط المعرفــة ا�نســانية فــي القوانيــن الجزئيــة، ومنــاط المعرفــة ا�نســانية بالتاريــخ. وموقــف ا�نســان مــن القــرآن ا�يمــان

بــه أو عدمــه"12

واســتدل بقولــه تعالــى �وقــل الحــق� مــن ربكــم فمــن شــاء فليؤمــن ومــن شــاء فليكفــر...�13. ليصــل لــت آياتــه شــحرور إلــى أنــه مــن الخطــأ المنهجــي الظــن بــأن الكتــاب الــوارد فــي قولــه تعالــى: �كتــاب فصــه ــعر� من ــي تقش ــابها مثان ــا متش ــث كتاب ــن الحدي ل أحس ــز ــه ن ــه �الل ــون�14 وقول ــوم يعلم ــا لق ــا عربي قرآنــذه ــود به ــو المقص ــف، ه ــي المصح ــن دفت ــود بي ــاب الموج ــو الكت ــم... �15 ه ــون ربه ــن يخش ذي ــود ال جلــرآن ــكام و ق ــن أح ــاب م ــم الكت ــي لفه ــج علم ــع منه ــن وض ــق ال يمك ــذا التفري ــدون ه ــا وب ــات كله ا�ي

ــا."16 ــز بينه ــي التميي ــك ينبغ ــاب، ولذل ــل الكت وتفصي

غيــر أن مــا ذهــب إليــه المهنــدس شــحرور ينبغــي التنبيــه فيــه، إضافــة إلــى االعتبــارات اللغويــة والمعجميــة، إلــى ضــرورة اعتبــار الفــارق بيــن لغــة القــرآن واللغــة العربيــة، فداللــة المفــردات القرآنيــة مقيدة ــم ــاوز المفاهي ــي يتج ــام مفاهيم ــص بنظ ــرآن يخت ــي "فالق ــرآن الكل ــق الق ــي نس ــرأ ف ــرعية تق ــة ش بداللالفرديــة إذا أخــذت منعزلــة عــن التركيــب، فينبغــي مراعــاة كل مفهــوم مفــرد فــي عالقتــه بالمفاهيــم ــها ــي نفس ــت ه ــة ليس ــم القرآني ــات والمفاهي ــك الكلم ــص، فتل ــي للن ــام الكل ــام الع ــي النظ ــرى ف ا�خــتخدام ــاد اس ــرآن أع ــالم، فالق ــل ا�س ــتخدمة قب ــت مس ــي كان ــة الت ــم الفردي ــات والمفاهي ــك الكلم تلــي ــول ف ــذا التح ــإدراك ه ــي، وب ــياقها القرآن ــالل س ــن خ ــدة م ــ� جدي ــا قيم ــى عليه ــم وأضف ــك المفاهي تل

ــرآن"17 ــة للق ــة الكوني ــن الرؤي ــف ع ــن الكش ــوي يمك ــتخدام اللغ االس

12 . الكتاب والقرآن مرجع سابق ص 105.

13 . سورة الكهف ا�ية 29.

14 . سورة فصلت ا�ية 3.

15 . سورة الزمر ا�ية 23.

16 . الكتاب والقرآن، مرجع سابق ص 116/115.

17 . حللــي عبــد الرحمــن، شــتاء 1425هـــ / 2004م، "المفاهيــم والمصطلحــات القرآنيــة: مقاربــة منهجيــة"، مجلــة إســالمية المعرفــة، الســنة

ــدد35، ص 73/72. ــعة، الع التاس

Page 10: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

103

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

ــث ــن حي ــكالم م ــى أن ال ــه إل ــد نب ــألة، فق ــذه المس ــى ه ــه ا� إل ــاطبي رحم ــام الش ــرض ا�م ــد تع وقــن: ــى اعتباري ــذ عل ــى يأخ ــى المعن ــه عل داللت

جهة داللته على المعنى ا�صلي »جهة داللته على المعنى التبعي الذي هو خادم ل�صل »

لذلــك فإنــه مــن الواجــب، فــي نظــر (أبــي إســحاق الشــاطبي)، أن ينظــر فــي الوجــه الــذي تســتفاد منــه ا�حــكام، وهــل يختــص بجهــة المعنــى ا�صلــي أو يعــم الجهتيــن معــ� أمــا جهــة المعنــى ا�صلــي فــال إشــكال فــي صحــة اعتبارهــا فــي الداللــة علــى ا�حــكام بإطــالق وال يســع فيــه خــالف علــى حــال، ومثــال ذلــك صيــغ ا�وامــر والنواهــي والعمومــات والخصوصــات ومــا أشــبه ذلــك، مجــرد� مــن القرائــن الصارفــة لهــا عــن مقتضــى الوضــع ا�ول. وأمــا جهــة المعنــى التبعــي فقــد وضــع لهــا شــروط� ينبغــي اعتبارهــا،

لكــي تأخــذ فــي الداللــة علــى ا�حــكام مــن حيــث يفهــم منهــا معــان زائــدة علــى المعنــى ا�صلــي.18

ــام ــذي ق ــل ال ــي العم ــظ ف ــذي يالح ــي ال ــل المنهج والخلــي ــات الت ــن المصطلح ــروق بي ــى ف ــول إل ــي الوص ــحرور ف ــه ش بكل معانــي اســتنباط فــي اللغــة اعتمــاده عليهــا، اشــتغل ــوم ــظ المفه ــن اللف ــرق بي ــم يف ــا، ول ــرض له ــي تع ــاظ الت ا�لفالــذي أعطــاه الشــرع معنــى محــدد�، واللفــظ العــادي الــذي يمكــن أن يســتقرأ معنــاه مــن معاجــم اللغــة فقــط، ا�مــر ــه إلــى تأويــالت أبعــد مــا تكــون عــن منطــق اللغــة الــذي أوصلالعربيــة. فا�لفــاظ التــي أعطاهــا القرآن معنــى معين�، أو ســياق� خاصــ� بهــا، يجــب الوقــوف فيهــا عنــد ذلــك المعنــى والســياق وال ينبغــي االنســياق فــي تقمــص معانيهــا المعجميــة اللغويــة

ــغ19 ــف والزي ــن التكل ــت م ــا بلغ ــا مهم وتنزيله

18 . أبــو إســحاق إبراهيــم بــن موســى اللخمــي الشــاطبي، "الموافقــات فــي أصــول الفقه"،الطبعــة ا�ولى1997م/1417هـــ، تحقيــق أبــو عبيــدة

مشــهور بــن حســن آل ســلمان، دار بــن عفــان، المملكــة العربيــة الســعودية، المجلــد الثانــي، ص 105

ــات ــي الدراس ــة ف ــا المنهجي ــل وأبعاده ــط التأوي ــي ضواب ــراءة ف ــي، "ق ــر العلوان ــه جاب ــة ط . دة. رقي 19القرآنيــة المعاصــرة" بيــروت 11-12 شــباط 2006م، بحــث ألقــي فــي نــدوة دراســة التطــورات الحديثــة فــي

www.drruqaia.com 15 الدراســات القرآنيــة المعاصــرة، ص

Page 11: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

11

مصطفى الغرافي

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

تفريق شحرور بين الرسالة والنبوة

الموضوعيــة بالعلــوم مربوطــة النبــوة أن مدعيــ� والنبــوة، الرســالة بيــن فــرق المنهــج وبنفــس والتاريخيــة، والرســالة مربوطــة بالعلــوم االجتماعيــة والشــرعية، أي أن "الرســالة أحــكام والنبــوة علــوم"20 وهــو مــا يفنــده أحــد الباحثيــن بقولــه أن مــا بنــى عليــه شــحرور دراســته يبقــى دعــوى عامــة، "ال يميــز فيهــا بيــن وجــود التــرادف علــى مســتوى (المعجــم)، وبيــن اختفائــه علــى مســتوى التركيــب اللغــوي فكمــا هــو معــروف يميــز علمــاء اللغــة فــي داللــة المفــردات اللغويــة بيــن (الداللــة المعجميــة)، حيــث يوجــد التــرادف،

وبيــن الداللــة التركيبــة التــي ال تــرادف فيهــا البتــة"21

مــن هنــا يتضــح أن عــدم اعتبــار االســتخدام ا�لهــي للمفــردة القرآنيــة قــد يــؤدي إلــى صــرف اللفظــة عــن حمولتهــا الشــرعية، والخــروج عــن المقصــد الــذي يريــده الشــارع مــن وضعهــا، بــل إن بعــض الدارســين اعتبــر أن "معالجــة النــص القرآنــي عبــر ضوابــط االســتخدام ا�لهــي للمفــردة، وهــو اســتخدام مميــز يرقــي بالمفــردة إلــى مســتوى المصطلــح، يتعــارض مــع مــا وثقــه العرب فــي لســانهم البالغي ويصطــدم كذلك بمرجعيــة المــوروث، فاالســتمرار فــي مثــل هــذا العمــل وانجــازه ليــس با�مــر الســهل (...) فبمــا أن القــرآن مركــب علــى اللغــة كأداة تعبيريــة، وبمــا أنــه مركــب علــى منهجيــة معرفيــة ضابــط لــكل الموضوعــات التــي يعالجهــا فــي كل واحــد، فــإن اســتخدام هــذه ا�داة التعبيريــة (أي اللغــة) يجــب أن يكــون بمســتوى االنضبــاط المنهجــي نفســه، بحيــث تتحــول المفــردات مــن مجــرد كالم إلى (مصطلحــات) دقيقــة، وبحيث ال تعطــي المفــردة أكثــر مــن معنــى واحــد محــدد حيثمــا اســتخدمت فــي الكتــاب، وكيفمــا اختلــف ســياق

توظيفهــا"22

(2). سيطرة المفاهيم المادية وإشكالية توظيف اللسانيات الحديثة في التحليل:

ــن ــة م ــرة، وجمل ــانيات المعاص ــن اللس ــتقى م ــيرية تس ــات تفس ــه آلي ــي تحليل ــحرور ف ــتدعي ش يسالمفاهيــم ذات حمــوالت إيديلوجيــة (idéologie)، تكشــف عــن مشــارب فلســفية متعــددة عنــد المؤلــف، كمــا هــو ا�مــر فــي حديثــه عــن نظريــة المعرفــة القرآنية الموســوم عنــده {ب} "جــدل ا�نســان والمعرفة ا�نســانية" وهــي التــي تقابــل {ب} "النظريــة المعرفــة ا�نعكاســية الماديــة التــي تقــول إن المعرفــة ــة ــذه النظري ــي"23، وه ــات الداخل ــراع المتناقض ــى ص ــم عل ــادي القائ ــع الم ــن الواق ــق م ــانية تنطل ا�نس

20 . شحرور محمد المرجع السابق ص 112.

ــاط، دار أبــي 21 . يراجــع الفــران محمــد، 1428هـــ/2007م، "مظاهــر التجديــد فــي الخطــاب الدينــي ا�ســالمي المعاصــر"، ط، 2007م، ا�ولــى، الرب

ــر، ص 179/178. ــة والنش ــراق للطباع رق

ــى، 1425هـــ/2004م،دار ــة ا�ول ــة " الطبع ــالمية الثاني ــة ا�س ــة ؛ العالمي ــان والطبيع ــب وا�نس ــة الغي ــم، "جدلي ــو القاس ــد أب ــد محم ــاج حم 22. ح

ــداد، ص 53. ــي بغ ــن ف ــفة الدي ــات فلس ــز دراس ــان، مرك ــروت لبن ــادي، بي اله

23 . الكتاب والقرآن؛ قراءة معاصرة، مرجع سابق، ص 253.

Page 12: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

123

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

التــي تلتقــي مــن حيــث المنطــق، عنــد شــحرور، مــع نظريــة المعرفــة القرآنيــة فــي منظــوره، فقــد لخصهــا فــي قدرتهــا علــى تقديــم التفســير العلمــي القــادر علــى ا�جابــة عــن تلــك ا�ســئلة عــن طريــق طــرح مقولــة نفخــة الــروح مــن ا� تعالــى، و يدعــي شــحرور أن هــذا الفهــم المــادي لنظريــة المعرفــة القرآنيــة يــرد علــى أوهــام ذوي الفهــم المثالــي للقــرآن، الذيــن يرفضــون نظريــة التطــور واالرتقــاء ــن، إذ ــة داروي ــى نظري ــحرور يتبن ــذا فش ــة."24 وبه ــر علمي ــا غي ــم أنه ــن بزع ــة داروي ــن نظري ــخرون م ويسأرجــع وجــود ا�نســان إلــى التطــور الــذي اســتمر مالييــن الســنين (البــث) حيــث أن المخلوقــات الحيــة بــث ــ� ــض طبق ــن بع ــا م ــة وبعضه ــع الطبيع ــت م ــدل، وتكيف ــون ا�ول للج ــ� للقان ــض طبق ــن بع ــا م بعضه

للقانــون الثانــي للجــدل."25

ــا ــي له ــة الت ــات القرآني ــه لآلي ــي تحليل ــتتضح ف ــي س ــيس المعرف ــي التأس ــة ف ــر المرجعي ــذه ا�ط هــألة ــك مس ــاال لذل ــوق مث ــي ا�رض، ونس ــاني ف ــد ا�نس ــي التواج ــث ف ــي تبح ــان والت ــأة ا�نس ــة بنش عالقــر، إذ ــذا ا�م ــه به ــة ل ــي ال عالق ــط) القرآن ــل (هب ــأن فع ــول ب ــدس يق ــة، فالمهن ــن الجن ــي م ــوط ا�دم الهبفعــل هبــط عنــده يحيــل إلــى االنتقــال المرحلــي، أي انتقــال مــن مرحلــة إلــى أخــرى، ويســتبعد أن تكــون لــه عالقــة بالنــزول والهبــوط ا�دمــي مــن الجنــة، يقــول، يجــب علينــا أن نفهــم قولــه تعالــى �قلنــا اهبطــوا ــي هــدى فمــن تبــع هــداي فــلا خــوف عليهــم ولا هــم يحزنــون�26 علــى كــم من ــا يأتين منهــا جميعــا فإمأنــه انتقــال مــن مرحلــة إلــى مرحلــة أخــرى، وليــس المعنــى "انزلــوا منهــا" ونحــن نقــول: إن ا� أنــزل ونــزل القــرآن وال نقــول أهبــط وهبــط القــرآن، وقــد اســتعمل الكتــاب فعــل هبــط فــي مجــال االنتقــال المكانــي

ــي... أو الكيف

ــوح ــا ن ــل ي ــى �قي ــه تعال ــي قول ــى ا�رض ف ــر عل ــى آخ ــكان إل ــن م ــي أي م ــال المكان ــال االنتق ــي مج فــا عــذاب ــهم من عهم ثــم يمس� ــن معــك وأمــم ســنمت ــا وبــركات عليــك وعلــى أمــم مم اهبــط بســلام منــك يخــرج لنــا أليــم) (48�27 وقولــه تعالــى �وإذ قلتــم يــا موســى لــن نصبــر علــى طعــام واحــد فــادع لنــا ربــذي ــذي هــو أدنــى بال ائهــا وفومهــا وعدســها وبصلهــا قــال أتســتبدلون ال ــا تنبــت الأرض مــن بقلهــا وقث ممــر اهبطــوا مصــرا فــإن لكــم مــا ســألتم�28 هنــا يجــب أن نفهــم اهبطــوا منهــا انتقــال كيفــي أو هــو خيمكانــي أو ا�ثنيــن معــ�، وكل ذلــك حصــل علــى ا�رض وجنــة الخلــد ليــس لهــا أيــة عالقــة بذلــك �نهــا أصــال

لــم توجــد بعــد."29

24 . الكتاب والقرآن مرجع سابق ص 253

25 . المرجع السابق ص 290.

26 . سورة البقرة ا�ية 38

27 . سورة هود ا�ية 48

28 . سورة البقرة ا�ية: 61.

29 . شحرور محمد المرجع السابق ص 290. ثم أنه هنا يحاكم زمان القرآن بزمان البشر دون اعتبار لالختالف الموجود بينهما.

Page 13: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

13

مصطفى الغرافي

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

لكــن البحــث المعجمــي فــي داللــة "هبــط" تحيــل علــى "النــزول واالنحــدار"30 وبهــذا فشــحرور يخالــف منهجــه الســابق القائــم علــى االســتقراء التــام للمعاجــم اللغويــة، ثــم إن بعــض المفســرين رجحــوا هــذا المعنــى اللغــوي فقــد وأورد الزمخشــري فــي تفســيره فــي قولــه تعالــى �اهبطــوا مصــرا فــإن لكــم مــا ســألتم � قــال "«اهبطــوا» بالضــم: أي انحــدروا إليــه مــن التيــه. يقــال: هبــط الــوادي إذا نــزل بــه، وهبــط منــه، إذا خــرج."31 وهــو مــا تكــرر عنــه فــي عــدد مــن المفاهيــم إذ يعطيهــا الباحــث دالالت يدعــي أنهــا مســتقاة

مــن اللســان العربــي لكــن العــودة للمعاجــم العربيــة تؤكــد لنــا عكــس ذلــك.

توظيف اللسانيات الحديثة

أمــا فيمــا يخــص توظيفــه لآلليــات اللســانية المعاصــرة، فالمنهــج البنيــوي32 يبــدو واضحــ� لديــه فــي خطواتــه التحليليــة للنــص القرآنــي، وفــي هــذا الصــدد ينبغــي ا�شــارة إلــى أن المهنــدس شــحرور عمــل علــى تكييــف المنهــج البنيــوي فــي أسســه وآلياتــه بمــا يخــدم منهجــه، ولذلــك فإنــه لــم يوظــف هــذا ا�خيــر بشــكل استنســاخي وإنمــا اســتفاد مــن الخطــوات المنهجيــة التــي تعتمدهــا اللســانيات الحديثــة، Introspec) والــذي يعنــي مالحظــة مــا يجــري on) ومــن مقوماتهــا "رفــض منهــج التأمــل الباطنــيفــي الشــعور مــن خبــرات حســية أو عقليــة أو انفعاليــة، وبالتالــي العمــل علــى وصفهــا وتحليلهــا وتأويلها."33وهــذا يتقــرر عنــد شــحرور فــي مواطــن عــدة مــن دراســاته، يقــول: "وندعــو إلــى رفــض االعتــراف بالمعرفــة ا�شــراقية ا�لهاميــة الخاصــة بأهــل العرفــان وحدهــم أو مــن يســمون (بأهــل

ا�)"34. (أهــل أو الكشــف)

30 . انظــر مــادة (هبــط) فــي ففــي "مختــار الصحــاح" ورد فيهــا «هبــط نــزل والهبــوط بالفتــح الحــدور»، وعنــد "مقايــس اللغــة" جــاء فيهــا «هبــط:

الهــاء والبــاء والطــاء: كلمــة تــدل� علــى انحــدار. وهبــط هبوطــ�. والهبــوط: الحــدور»، وفــي "لســان العــرب" البــن منظــور المجلــد الســابع، دار صبــاد

عــود»، وفــي "المعجــم الوســيط "«هبــط هبوطــا نــزل وانحــدر». بيــروت، فصــل الهــاء، جــاء «( هبــط ) الهبــوط نقيــض الص�

31 . أبــو القاســم جــار ا� محمــود بــن عمــر الزمخشــري الخوارزمــي، "الكشــاف عــن حقائــق التنزيــل وعيــون ا�قاويــل فــي وجــوه التأويل"،بدون

ســنة، طبعــة دار الفكــر، بيــروت، الجــزء ا�ول، ص 285.

ــات ــي الدراس ــدي ف ــاه النق ــذا ا�تج ــور ه ــة لظه ــفية المصاحب ــات الفلس ــع الغاي ــوي، م ــج البني ــحرور للمنه ــور ش ــق تطبيــق الدكت 32 . يتطاب

ا�دبيــة، إذ ظهــور البنيويــة (ولعلهــا مــا زالــت) إنمــا المــراد منهــا أن تشــكل منهجيــة لهــا إيحاءاتهــا ا�يديولوجيــة بمــا أنهــا تســعى �ن تكــون

ــت أو ــة كان ــة، علمي ــانية كاف ــر ا�نس ــا الظواه ــر علمي ــأنه أن يفس ــن ش ــد م ــي جدي ــام إيمان ــي نظ ــوم ف ــع العل ــد جمي ــاملة توح ــة ش منهجي

ــن ــون م ــا وبالك ــانية بلغته ــذات ا�نس ــة ال ــتحوذت عالق ــتيمولوجيا). فاس ــا (ابس ــز� معرفي ــز مرتك ــة أن ترتك ــا كان للبنيوي ــن هن ــة. م ــر علمي غي

ــفة ــاع، والفلس ــم االجتم ــا، وعل ــات، وا�نتروبولوجي ــاء، والرياضي ــة: الفيزي ــاالت المعرف ــوم مج ــي عم ــوي ف ــرح البني ــام الط ــى اهتم ــا عل حوله

وا�دب. وركــزت المعرفــة البنيويــة علــى كــون "العالــم" حقيقــة واقعيــة يمكــن ل�نســان إدراكهــا. ولذلــك توجهــت البنيويــة توجهــا شــمولي�

... إدماجيــ� يعالــج العالــم بأكملــه بمــا فيــه ا�نســان." أنظــر د.الرويلــي ميجــان، و د.البازغــي ســعد، "دليــل الناقــد ا�دبــي" الطبعــة الثالثــة، 2002م،

ــرب-، ص 68/67. ــاء المغ ــدار البيض ــروت، ال ــي العربي،بي ــر،المركز الثقاف الناش

33 . عزت أحمد، "أصول علم النفس" ط.المكتب المصري، ط. مزيدة ومنقحة،بدون سنة، ص 42،62،63.

34 . الكتاب والقرآن قراءة معاصرة مرجع سابق ص 43.

Page 14: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

143

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

ثــم إن التمييــز بيــن المصطلحــات التــي بحثهــا والوصــول إلــى مــا تقــرر عنــده جــاء مــن خــالل البحــث المــادي فــي المعاجــم بعيــد� عــن التأويــل والبحــث فــي المفــردات فــي النســق (système) القرآنــي والعالئقــي للنــص. "فالمنهــج البنيــوي (Structuralisme) يركــز أساســ� علــى الجانــب المــادي والكليــة

ــات". ــات والمخرج ــالت والعملي ــل والمدخ والتفاع

إن هــذا المنهــج يبحــث العالقــات التفاعليــة بيــن عناصــر النســق (système) ثــم يجزئهــا ثــم يحلــل ثــم يركــب، ويفعــل هــذا دون أن يفكــر فــي ربــط النــص أو الخطــاب اللغــوي بصاحبــه أو إطــاره الزمكانــي أو الظــروف التاريخيــة واالجتماعيــة واالقتصاديــة والسياســية التــي أنتجتــه، فقــراءة النصــوص إذن قــراءة

متواليــة محايثــة (immanente ) وليســت تأويليــة.

ــة ــة لصرام ــادة اللغوي ــاع الم ــرورة "إخض ــن ض ــا م ــك االنطالق ــج كذل ــذا المنه ــز ه ــن ركائ ــه م ــا أن كمالدراســة العلميــة مــن خــالل إزاحــة حقيقتهــا المعطــاة فــي التجربــة التاريخيــة أو المجتمعيــة أو التطوريــة" وشــحرور اســتند إلــى هــذا حينمــا عمــل إبعــاد كل الــدالالت والحمــوالت المعرفيــة المتعــارف عليهــا عنــد علمــاء التفســير وأهــل اللغــة، لجملــة مــن المفاهيــم التــي تناولهــا (القــرآن، الكتــاب، الذكــر، النبوة، الرســالة، ــن ــدف م ــة، وإن كان اله ــة والمجتمعي ــة التاريخي ــتبعد التجرب ــري تس ــا دالالت أخ ــل مكانه ــان...) ليح الفرقالــدرس اللســاني هــو التعامــل مــع النــص ا�دبــي مــن الداخــل وتجــاوز المرجــع الخارجــي، واعتبــاره نســق�

لغويــ� فــي ســكونه وثباتــه.

ــون ــه الدارس ــب علي ــا انك ــة، حينم ــانية وا�دبي ــاحتين اللس ــي الس ــه ف ــج نجاح ــذا المنه ــق ه ــد حق وقبشــغف كبيــر للتســلح بــه واســتعماله منهجــ� وتصــور� فــي التعامــل مــع الظواهــر ا�دبيــة والنصيــة واللغويــة، غيــر أن عمليــة نقــل وتحويــل هــذا المنهــج إلــى الدارســات القرآنيــة، أدت بشــحرور إلــى الســقوط فــي الخطــأ المنهجــي الــذي أشــار إليــه أحــد الباحثيــن بـــقوله "بال نــص وال داللــة ثابتة ال تفســير نهائــي للنص، ال تفســير مفصــل أو موثــوق بــه اللعــب الحــر للغــة، فــكل القــراءات إســاءة قــراءات إلــى آخــر تلــك المتاهــات

التــي أدخلتنــا فيهــا الحداثــة الغربيــة ومدارســها النقديــة" 35

المبحث الثالث: الما�ت المعرفية والحضارية لهذه الدراسات القرآنية المعاصرة

إن هــذا النقــد الــذي أثبــت عــدم قــدرة هــذه المناهــج علــى تقديــم قــراءة ســليمة تنســجم مــع روح النــص، يقودنــا للســؤال عــن المقاربــة المنهجيــة التــي يمكــن بواســطتها أن نحقــق قــراءة قرآنيــة بمفهــوم القــرآن نفســه، ويقودنــا كذلــك إلــى مســألة ا�فــق المعرفــي لهــا ومآالتهــا الحضاريــة علــى أمــة الشــهادة

35 . حمــودة عبــد العزيــز، دو الحجــة 1418هـــ نيســان 1998م، "المرايــا المحدبــة مــن البنيويــة إلــى التفكيــك"، سلســلة (عالــم المعرفــة)، رقــم

32،ص 34.

Page 15: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

15

مصطفى الغرافي

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

ــول س ــون الر ــاس ويك ــى الن ــهداء عل ــوا ش ــط� لتكون ــة وس ــم أم ــك جعلناك ــانية �وكذل ــى ا�نس ــا إل ومنهعليكــم شــهيدا�36.

ــص ــة الن ــي دراس ــوي ف ــل اللغ ــوا، المدخ ــن جعل ــره مم ــحرور وغي ــد ش ــه محم ــا يقدم ــل فيم فالمتأمكأســاس رئيســي، يجــد أنهــم تعاملــوا مــع النــص بمنهــج تتحكــم فيــه ا�ليــات اللغويــة أكثــر مــن كلياتــه، فإعجــاز القــرآن إعجــاز بيانــي ولكــن إعجــازه ال يكمــن فقــط فــي ا�ليــات بــل فيمــا يقدمه القــرآن مــن كليات مقاصديــة كونيــة، فالمطلــوب أن تكــون لدينــا هندســة جامعــة لنصــل إلــى معياريــة النــص التــي تشــكل ــي ــث ف ــن البح ــل م ــص ننتق ــة الن ــطة معياري ــع، وبواس ــاري جام ــل معي ــكيل عق ــعي� لتش ــون، س ــا للك رؤيالنــص الشــرعي إلــى البحــث فــي كلياتــه النصيــة (العقــل ا�نســان، االســتخالف، ا�مانــة، ا�صــالح، التعــارف،

الكرامــة، الحــق،...) بمــا يجعلنــا ننتقــل مــن مفهــوم النــص الشــرعي إلــى بنــاء علــم النــص الشــرعي.

وهــذا ا�مــر يتطلــب البحــث فــي البنيــة الدالليــة لمفــردات القــرآن الكريــم، إذ المدخــل اللغــوي يظــل ــه لتنزيــل رب العالمين مطلوبــ� ورئيســي�، فالقــرآن العظيــم نــزل بلســان عربــي مبيــن يقــول الحــق تعالــى �وإنــي مبيــن�37 وال ســبيل لفهمــه إال ــن المنذريــن @ بلســان عرب ــك لتكــون م ــى قلب وح الأميــن @ عل ــر� ــه ال ــزل ب @ نباســتيعاب خصائــص اللســان العربــي، مــع االســتفادة مــن المناهــج المعاصــرة فــي مجــال اللســانيات، دون االســتالب المنهجــي، بــل البــد مــن القيــام بمحــاوالت لتبيئــة هــذه المناهــج وفــق الخصوصيــات والمعطيات الدينيــة والثقافيــة للحضــارة ا�ســالمية. وهــو الشــيء الــذي غــاب فــي دراســة شــحرور، "فثمــة انســجام بيــن اللســانيات والبحــث الداللــي فــي القــرآن الكريــم مــن زاويــة اعتمــاد الدليــل اللغــوي المــادي المحســوس، لكــن مســألة الوضعيــة ال تتوقــف عنــد هــذه الحــدود فــي اللســانيات، فاللســانيات نشــأت وتعاملــت مــع النصــوص اللغويــة ضمــن المنــاخ العلمانــي، فمجــال عملهــا كان االســتخدام ا�نســاني للغــة. فكــون النص القرآنــي نصــ� لغويــ� ال يعنــي تقديــس اللغــة وتجــاوز التعامــل معهــا بوصفهــا موضوعــ� يخضــع لشــروط البحــث العلمــي، فاللغــة وســيلة اتصــال، وتقديــس الرســالة ال يعنــي تقديــس أداة االتصــال ذاتهــا، فثمــة اتفــاق بيــن العلمــاء علــى هــذا المنظــور الوظيفــي للغــة، وهــذا يعنــي نفــي أن تكــون اللغــة قيمــة مطلقــة

فــي حــد ذاتهــا يســلبها طابــع القداســة وســمة التعالــي."38

ثــم إن قراءتــه للمفاهيــم غــاب فيهــا البعــد البنائــي أو مــا يعــرف بالقــراءة النســقية للقــرآن الكريــم، وهــو ا�مــر الــذي تنبــه لــه علمــاء ا�ســالم مبكــر�، وعــرف بنظريــة النظــم يقــول (الجرجانــي) "ليــس النظــم

36 . سورة البقرة ا�ية 143.

37 . سورة الشعراء ا�يات 195/192.

. الحــاج عبــد الرحمــن، 05 نونبــر 2007م، "هــل يمكــن تطبيــق البحــث اللســاني فــي الدراســات 38القرآنيــة"، دراســات قرآنيــة، موقــع الملتقــى الفكــري ل�بداع،موقــع محكــم، ينظــر تحــث الوصلــة ا�تيــة:

h p://www.almultaka.net

Page 16: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

163

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

ــاطبي) ــام (الش ــار ا�م ــد أش ــض"39، وق ــبب بع ــا بس ــل بعضه ــض، وجع ــا ببع ــم بعضه ــق الكل ــوى تعلي سرحمــه ا� إلــى ضــرورة اعتبــار الجزئــي والكلــي فــي النظــر للســورة القرآنيــة، فيــرى أن النظــر فــي الســورة

لــه اعتبــاران: ا�ول من جهة تعدد قضاياها »الثاني من جهة النظم »

فــال بــد مــن النظــر فــي أول الــكالم وآخــره بحســب االعتبــار، فاعتبــار جهــة النظــم ال يتــم بــه فائــدة ــكالم ــر ال ــن رد آخ ــم ع ــص للمتفه ــال محي ــه ا� "ف ــول رحم ــر. يق ــورة بالنظ ــع الس ــتيفاء جمي ــد اس إال بععلــى أولــه، وأولــه علــى آخــره، وإذ ذاك يحصــل مقصــود الشــارع فــي فهــم المكلــف، فــإن فــرق النظــر فــي أجزائــه، فــال يتوصــل بــه إلــى مــراده، فــال يصــح االقتصــار فــي النظــر علــى بعــض أجــزاء الــكالم دون بعــض، إال فــي موطــن واحــد، وهــو النظــر فــي فهــم الظاهــر بحســب اللســان العربــي ومــا يقتضيــه، ال بحســب

مقصــود المتكلــم، فــإذا صــح لــه الظاهــر علــى العربيــة، رجــع إلــى نفــس الــكالم"40

فكانــت نظريــة النظــم مــن التنظيــرات المبكــرة للنظــر الكلــي إلــى القــرآن بالتركيــز علــى ا�نســاق والروابــط بيــن أجــزاء النــص وتراكيبــه. فــال بــد عنــد دراســة المفاهيــم

ــن: ــاة معنيي ــن مراع ــة م القرآنيأو المعجمــي المعنــى هــو ا�ول - للكلمــة، الضمنــي المفهــوم أو ا�ســاس ــه فــي كيانهــا أيــن أخــذت والــذي تحتفــظ ب

وفــي أي ســياق وضعــت.

- الثانــي فهــو المعنــى العالئقــي أو ،(rela ona meaning) للكلمــة الســياقي ضمــن الكلمــة توضــع عندمــا وذلــك فيــه مكانهــا وتأخــذ خــاص نظــام مــن بكثيــر فتشــحن أخــرى كلمــات مــع العناصــر الدالليــة الجديــدة التــي تنشــأ مــن الســياق إن حتــى الخاصــة، الحالــة هــذه

39 . الجرجانــي عبــد القاهــر، 2004م،"دالئــل ا�عجــاز"، تحقيــق محمــود محمد شــاكر، الطبعة الخامســة، مكتبــة الخانجــي بالقاهرة،المقدمة،

ص 4.

40 . الموفقات في أصول الفقه، مرجع سابق، جزء4 ص 266.

Page 17: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

17

مصطفى الغرافي

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

جديــدة."41 كلمــة والدة ونشــهد للكلمــة ا�ســاس المعنــى تــام بشــكل أحيانــ� ليعــدل الجديــد

"بالداللــة والثانيــة المركزيــة" "بالداللــة ا�ول بتســمية المعنــى هــذا عــن الباحثيــن بعــض وعبــر الهامشــية"42. وهــذه القــراءة المســتوعبة لهــذه ا�بعــاد بإمكانهــا التأســيس لرؤيــة متكاملــة، فــأي دراســة للنــص القرآنــي ينبغــي أن تســعى إلــى تقديــم رؤيــة معرفيــة تؤســس ل�قــالع الحضــاري، بمــا يمكــن مــن

ــي. ــده الكون ــي بع ــص ف ــم الن فه

.Toshihko, Izutsu. God and Man in the Koran lbid.p:19-21 نقــال عــن حللــي عبــد الرحمــن، 41ــعة، ــنة التاس ــة، الس ــالمية المعرف ــة إس ــة"، مجل ــة منهجي ــة: مقارب ــات القرآني ــم والمصطلح "المفاهي

ــتاء 1425هـــ/2004م، ص 73/72. ــدد 35، ش الع42 . أنيس إبراهيم، سنة 1984م، "داللة ا�لفاظ"، الطبعة الخامسة، مكتبة ا�نجلو مصرية، ص 110/106.

Page 18: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

183

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

خاتمة...

ســعى الدكتــور محمــد شــحرور إلــى تقديــم قــراءة جديــدة للقــرآن الكريــم، عــن طريــق إعمــال المناهــج الجديــدة الوافــدة إلــى المجــال التداولــي العربــي وا�ســالمي، غيــر أنــه ومــن خــالل التحليــل ــة ــه المنهجي ــفية، و بآليات ــة والفلس ــه الفكري ــث وبخلفيت ــده الباح ــذي اعتم ــج ال ــح أن المنه ــدم يتض المتقالوظيفيــة، غيــر قــادر علــى قــراءة النــص القرآنــي بمفهــوم القــراءة التــي يؤسســها النــص نفســه وبأبعــاده ــرة ــنية المعاص ــكلية ا�لس ــى الش ــة عل ــردة القرآني ــة للمف ــة المعجمي ــي الدالل ــث ف ــة، إذ البح المقاصديــي والنــص القرآنــي. ــار االختــالف الجوهــري الموجــود بيــن النــص ا�دب ــر وافيــة بهــذا الغــرض، علــى اعتب غيوهــذا االهتمــام بالمفــردات القرآنيــة هــو مــا كان يعــرف بعلــوم الوجــوه والنظائــر وأخــذ لــدى المتأخريــن اســم المصطلحــات أو المفاهيــم القرآنيــة، لكــن مــا قــدم فــي هــذا ا�طــار لــم يكــن إال تنســيق� جديــد� للتفاســير القرآنيــة، فلــم يقــدم جديــد� غيــر الشــك، فكانــت ا�زمــة فــي تلــك المقاربــات منهجيــة كمــا هــو الشــأن فــي معظــم مقاربــات التجديــد فــي الفكــر ا�ســالمي، تهتــم بالعناويــن والشــك دون الغــوص فــي

ــي. ــكال المنهج ا�ش

وتبقــى القــراءة النســقية هــي الكفيلــة بالوصــول إلــى كنــه القــرآن المعرفــي، إذ إن اكتشــاف إحــكام آيــات القــرآن وتفصيلهــا يتضــح أجلــى وضــوح مــن خــالل الــدرس البنائــي للقــرآن الكريــم، الــذي ال يفصــل بيــن أجزائــه وبيــن كليتــه، ولئــن أدرك دارســو القــرآن الكريــم جوانــب مــن ذلــك (بعــض كتابــات المعهــد العالمــي للفكــر ا�ســالمي)، فــإن التأصيــل المنهجــي لهــذا الجانــب ال يــزال ضعيفــ�، ولــم يســتثمر كمــا ينبغــي، هــذا فضــال عــن قلــة الجانــب التطبيقــي الــذي يعتبــر أساســي� فــي بنــاء المنهــج واختبــاره، وإن الحاجــة الملحــة �حيــاء الوعــي بأهميــة بنيــة القــرآن كمدخــل �عــادة القــراءة، لكونهــا تفتــح أفقــ� ل�بــداع فــي فهــم القرآن

وتدبــر معانيــه، كمــا أن هــذه الحاجــة تتأكــد لتفعيــل مكانــة القــرآن فــي البنــاء المعرفــي والحضــاري.

Page 19: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

19

مصطفى الغرافي

3

ق ال�ذي ل�م عدم مباالته لصوت الصافرة ولنداء تنبيه أمه له. لكن القطار توقف فجأة قبل انعطافه دون إرادة السائ

. 5يعلم بوجود الصبي، فتفاجأ السائق، وشكرت األم هللا على هذه "المعجزة"

كان حدوثه ن�ادرا، لكن�ه يق�ع. ف�األوالد ع�ادة م�ا يلعب�ون بج�وار من�ازلهم، الحدث غريب وغير متوقع وإن

ن�ه ك�ذلك وأنوالمعدات الميكانيكي�ة تتوق�ف فج�أة ألس�باب غي�ر مباش�رة، ولم�ن ي�ؤمن ب�المعجزة س�يرى الح�دث أ

عناية إلهية تدخلت إلنقاذ الصبي من الموت.

الحدث أسبابه طبيعية وليست غيبي�ة، وال يوص�ف ب�المعجزة بحس�ب التعري�ف ف�ي المقدم�ة. وفيم�ا يت�داول

عامة الناس لفظ المعج�زة للح�دث الم�دهش والغري�ب وغي�ر المتوق�ع وفي�ه منفع�ة كش�فاء م�ريض باألس�باب غي�ر

ليش�مل الح�دث غي�ر المتوق�ع حت�ى بأس�باب - بمفهوم�ه ال�ديني -وسع في تعري�ف المعج�زة الطبيعية؛ هناك من يت

ويدعي أن أسبابه غيبية، ليبين ما خصته العناية اإللهية من جزاء على إيمانه - كقصة الصبي والقطار -طبيعية

ماع�ات الديني�ة دل�يال عل�ى ص�دق الغيبي، ينتشر أيض�ا ب�ين الج السليم وأفعاله الحسنة. وما يشيعه من هذا التفسير

األخرى إذ يعني الحظوة والتأييد اإللهي لهم. - المذاهب -دينهم أو مذهبهم، بقصد التباهي أمام معتنقي األديان

إلى: 7المعجزة 6لذلك؛ يقسم دافيس

من معجزة بسيطة: الحدث الذي ال يخالف ما اعتاده -1 الناس من انتظام الطبيعة، ويتفق على وقوعه كل

الم��ؤمن ب��المعجزة والمتش��كك به��ا، واالخ��تالف ف��ي س��بب وقوع��ه. إذ يتف��ق كالهم��ا عل��ى ح��دث ش��فاء الم��ريض،

ويختلفان على السبب ما إذا كان طبيعيا كاستجابته للعالج، أو غيبيا كالصالة والدعاء.

، وتع�رف الكنيس�ة بالمورموني�ة LDS Churchكنيس�ة يس�وع المس�يح لقديس�ي األي�ام األخي�رة جيفري روي هوالند فيلس�وف أمريك�ي معاص�ر وعض�و ف�ي 5. هوالند من الموالين المخلص�ين لمب�ادئ الفيلس�وف المش�هور بفلس�فته ح�ول اللغ�ة وال�ذهن والم�ذهب اإليم�اني - كما يعتقد أعضاؤها -نسبة إلى النبي مورمون

التي يعرفها "ليست الحدث ال�ذي يخ�رق الق�وانين الطبيعي�ة، والقصة التي أشار إليها يمكن اعتبارها موجزا لرأي هوالند في المعجزة. لودفيغ فتغنشتايننقصد صادفة". ويوافق على كثير مما قاله هيوم، و"حيث ال يمكن التأكد من وقوعها فلنعتبرها حدثت صدفة، كحادثة الص�بي م�ع القط�ار". تعريف�ه بل حدث يقع بالم

يمك�نلمعج�زة، وعلى الرغم مما يشكله من أهمية إال أننا ال نجده يختلف ع�ن التعري�ف الس�ائد "خ�رق الق�وانين". للتوس�ع ح�ول ه�ذين االتج�اهين ف�ي تعري�ف ااالطالع على

Philosophy of Religion, Anne Jordan, Neil Lockyer and Edwin Tate, (Cheltenham: Nelson Throne Ltd, 2004) P. 176.وكت�ب م�ا يق�رب م�ن خمس�ة الفك�ر المس�يحيال�دين و ف�ي فلس�فة متخص�ص ن�دا،لأستاذ الفلس�فة بجامع�ة أوكالن�د ف�ي نيوز، Stephen Daviesستيفن دافيس 6

عشر كتابا والعديد من المقاالت، وفي كتابه:

Risen Indeed: Making Sense of the Resurrection .يتوسع في المفهوم المسيحي حول معجزة قيامة المسيح

به�ا. يرى أن المعجزة تعتمد على الشخص نفسه ونظرته إلى العالم، فإن كانت نظرته طبيعية فل�ن ي�ؤمن بوقوعه�ا، وإن كان�ت نظرت�ه ديني�ة فه�و ي�ؤمن دافيسوسنبين رأيه بتفصيل في جزء (نظرة العالم).

7 Davis, S. T., Philosophy of Religion, (Oxford: Oxford University press, 2010), P. 435

@ الئحة المصادر والمراجع:ابن منظور، لسان العرب المجلد السابع، دار صباد بيروت، بدون طبعة، بدون سنة.. 1

الجرجاني عبد القاهر، 2004م، "دالئل ا�عجاز"، تحقيق محمود محمد شاكر، الطبعة الخامسة، مكتبة الخانجي بالقاهرة.. 2

الحــاج عبــد الرحمــن، "هــل يمكــن تطبيــق البحــث اللســاني فــي الدراســات القرآنيــة"، 05 نونبــر 2007م، دراســات قرآنيــة، موقــع الملتقــى . 3

h p://www.almultaka.net ــة ــة ا�تي ــث الوصل ــر تح ــم، ينظ ــع محك ــري ل�بداع،موق الفك

الرويلــي ميجــان، ود.البازغــي ســعد، "دليــل الناقــد ا�دبــي" الطبعــة الثالثــة، 2002م، الناشــر، المركــز الثقافــي العربــي، بيــروت، الــدار البيضــاء . 4

(المغــرب)-

الشربجي يوسف محمد، مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية، سنة 2007م، العدد ا�ول، المجلد 23.. 5

ــراق . 6 ــي رق ــاط، دار أب ــى، الرب ــر"، ط، 2007م، ا�ول ــالمي المعاص ــي ا�س ــاب الدين ــي الخط ــد ف ــر التجدي ــد، 1428هـــ/2007م، "مظاه ــران محم الف

ــر. ــة والنش للطباع

أبــو إســحاق إبراهيــم بــن موســى اللخمــي الشــاطبي، "الموافقــات فــي أصــول الفقــه"، الطبعــة ا�ولى1997م/1417هـــ، تحقيــق أبــو عبيــدة . 7

مشــهور بــن حســن آل ســلمان، دار بــن عفــان، المملكــة العربيــة الســعودية، المجلــد الثانــي.

8. أبــو القاســم جــار ا� محمــود بــن عمــر الزمخشــري الخوارزمــي، "الكشــاف عــن حقائــق التنزيــل وعيــون ا�قاويــل فــي وجــوه التأويــل"، . 8

بــدون ســنة، طبعــة دار الفكــر، بيــروت، الجــزء ا�ول.

أبــو الحســين أحمــد بــن فــارس بــن زكريــا "معجــم مقاييــس اللغــة"، تحقيــق، عبــد الســالم محمــد هــارون، الطبعــة 1399هـــ - 1979م، دار . 9

الفكــر، الجــزء 5 .

أنيس إبراهيم "داللة ا�لفاظ" الطبعة الخامسة 1984م، مكتبة ا�نجلو مصرية.. 10

ــة دار . 11 ــر، طبع ــد تام ــد محم ــق، د.محم ــه"، تحقي ــول الفق ــي أص ــط ف ــر المحي ــي، "البح ــد ا� الزركش ــن عب ــادر ب ــن به ــد ب ــن محم ــدر الدي ب

ــزء 1. ــروت)، الج ــان (بي ــر 1421هـــ - 2000م، لبن ــنة النش ــة، س ــب العلمي الكت

ــو القاســم، "جدليــة الغيــب وا�نســان والطبيعــة، العالميــة ا�ســالمية الثانيــة" الطبعــة ا�ولــى، 1425هـــ/2004م، دار . 12 حــاج حمــد محمــد أب

الهــادي، بيــروت لبنــان، مركــز دراســات فلســفة الديــن فــي بغــداد.

حللــي عبــد الرحمــن، "المفاهيــم والمصطلحــات القرآنيــة: مقاربــة منهجيــة"، مجلــة إســالمية المعرفــة، الســنة التاســعة، شــتاء 1425هـــ / . 13

2004م، العــدد35.

حمودة عبد العزيز، "المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك"، دو الحجة 1418هـ نيسان 1998م سلسلة (عالم المعرفة)، رقم 32. 14

رقيــة طــه جابــر العلوانــي، "قــراءة فــي ضوابــط التأويــل وأبعادهــا المنهجيــة فــي الدراســات القرآنيــة المعاصــرة" بيــروت 11-12 شــباط 2006م، . 15

www.drruqaia.com بحــث ألقــي فــي نــدوة دراســة التطــورات الحديثــة فــي الدراســات القرآنيــة المعاصــرة

شــحرور محمــد، "نحــو أصــول جديــدة للفقــه ا�ســالمي فقــه المــرأة ( الوصيــة، ا�رث، القوامــة، التعدديــة، اللبــاس)"، الطبعــة ا�ولــى 2000م، . 16

دراســات إســالمية معاصــرة (4)، ا�هالــي للطباعــة والنشــر والتوزيــع، ســورية / دمشــق

شحرور محمد، الكتاب والقرآن قراءة معاصرة، ط، غير موجودة، دمشق، ا�هالي للطباعة والنشر والتوزيع.. 17

عزت أحمد، "أصول علم النفس" المكتب المصري، ط. مزيدة ومنقحة، بدون سنة.. 18

ــق . 19 ــوس"، تحقي ــر القام ــن جواه ــروس م ــاج الع ــدي، "ت بي ــى الز ــب بمرتض ــض ، الملق ــو الفي ــيني أب ــرزاق الحس ــد ال ــن عب ــد ب ــن محم ــد ب محم

ــزء 4. ــة، الج ــة مرقون ــنة، طبع ــدون س ــة، ب ــة، دار الهداي ــن، طبع ــن المحققي ــة م مجموع

20 .21-Toshihko, Izutsu. God and Man in the Koran lbid.p:19

ــعة، . 21 ــنة التاس ــة، الس ــالمية المعرف ــة إس ــة"، مجل ــة منهجي ــة: مقارب ــات القرآني ــم والمصطلح ــن، "المفاهي ــد الرحم ــي عب ــن حلل ــال ع نق

ــتاء 1425هـــ/2004م. ــدد 35، ش الع

Page 20: ﻃﺿﺗﻄ ﺗ · 3 2 ﻢ ﻟ ﻱﺬ ﻟﺍ ﻖﺋﺎﺴﻟﺍ ﺓﺩﺍﺭﺇ ﻥﻭﺩ ﻪﻓﺎﻄﻌﻧﺍ ﻞﺒﻗ ﺓﺄﺠﻓ ﻒﻗﻮﺗ ﺭﺎﻄﻘﻟﺍ ﻦﻜﻟ .ﻪﻟ

23

10569

00212537779954

00212537778827

[email protected] www.mominoun.com

Mominoun @ Mominoun_sm MominounWithoutBorders