الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

الواديحمة لخضر الشهيد جامعة كليـة اآلداب واللغات قسم اللغة واألدب العربي

: لعنوانا

التغير االجتماعي من خالل المفارقة في شعر أحمد بن سعود دويم

في األدب الشعبي مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر :شراف الدكتور إ : عداد الطالبة إ

عزوزي حرزولي مباركة رشدان

م2014/2015:الموسـم الجامعي

هـ1436/1437

شــكر وامتـنـانال يسعين يف هذا املقام إال أن نتـوجه باحلمـد والشكر للذي كان السبب واملدد يف هذا العمل،

.ه لن نوفيه ذرة من فضله علينا املوىل والذي مهما اجتهدنا يف عد نعمكما نتوجه بأمسى معاين الشكر واالمتنان لكل مـن كان لـه يد يف هـذا العمل من قريب أو من

ا علي واجب قضائه، فمن مل يشكر الناس مل يشكر اهللا كما ن بعيد؛ ذلك أين أرى شكري هلم ديـ :جاء يف األثر، من هؤالء الفضالء

الدكتور أمحد زغب الذي ما قصر فيما باستطاعته مساعدتنا به، من نصائحه وإرشاداته األستاذ - .وما حوت مكتبته من مراجع إىل ترمجة بعض الفقرات من اللغة الفرنسية إىل العربية

.األستاذ الدكتور عزوزي حرزويل الذي تفضل بإشرافه على إجناز هذا العمل -األستاذ الدكتور - . خدجية بن ناصر اليت كانت يل ذخر وصدر رحبا يف أعسر مراحل هذا البحثزميليت وصديقيت -شقيقايا حسني وبشري اللذان كانا يل سند ويد عون ممـدودة لـي فـي كل مراحـل البحث، وباألخص -

.مرحلة اجلمعم حفاوة وترحيبا، وأمدوين بكل ما اح - تفظت الرواة الفضالء من رجال ونساء الذين فتحوا يل قلو

م من قصائد الشاعر .به ذاكراألستاذ سعود دومي حفيد الشاعر الذي بذل كل ما بوسعه من أجـل مل شتـات أشعـار جده، ورفع -

ا استطاعت عائلته االحتفاظ به من آثاره خاصة منها األشرطة السمعية . الغبار عم

ـةـــقــــدمـــــــمـ

أ

ن كان حافال مبالمح التغري يف اجلزائر بصفة عامة ومل يكن اجلنوب مبعزل عن إن مطلع القرن العشريلنفوذه االستعمارمتثلت أساسا يف تثبيت .فقد شهد خالل النصف األول منه تغريات كبرية ،ذلك

وسلطته منذ أواخر القرن التاسع عشر يف منطقة وادي سوف، والذي كان له أبلغ األثر على األوضاع مث ما تلته من تأثريات وتفاعالت سريعة ومتالحقة ابتداء من ،واالجتماعية للمنطقة اإلقتصادية

اندالع الثورة التحريرية الكربى فاالستقالل وما متخض عنه من تنفيذ للمخططات التنموية اليت تبنتها .االدولة الوطنية

فة على كافة أصعدة نتج عن تلك األوضاع السياسية املتقلبة موجة من التغريات مفاجئة وكثي تمع، عجلت برحيل اخليمة واهلودج ، سوف عن كثبان -بكل ما ميثالنه من قيم ومبادئ أصيلة-ا

فاستقر البدو الرحل يف املدن واألرياف، وانتقل النشاط االقتصادي للجماعات البدوية املشكـلة الصناعي، إضافة -الزراعيللغالبـية العظمى مـن سكان سـوف آن ذاك من النمط الرعوي إىل النمط

. إىل انتشار وتعميم التعليم احلكومي بينـهم، والتأثر بنمط احلياة العصرية جمتمع املنطقة وحجمه بنيةكان هلذا التغري يف طرق كسب العيش ووسائله انعكاسات عميقة على

نظومة القيمية العرفية املرتكزة كليا على طبيعة العالقات داخل األسرة وعلى امل ومنظوماته األساسية،للقبيلة؛ حبيث عدلت يف درجة االستجابة هلذه القيم، ويف طرييقة متثلها، مفرزة تباين يف سلم قيمه

تقاليده من جمتمع متميز بقيمه وأعرافه و وتناقض بني أجياله، فقد شكلت حتوال نوعيا للمجتمع احملليديدا خلصائصه . الثقافية واهلوياتية البدوية اخلاصة إىل جمتمع بسمات جديدة مثلت

وعلى اعتبار الشاعر الشعيب لسان حال مجاعته، خيتلف دوره عن غريه بارتباطه الشديد بأحوال مومه والتعبري تجمتمعه، فمكان ه يف الوسط الشعيب مرهون مبدى الغوص يف أعماق قضاياه واالنشغال

ن ذاتيته وتبىن ذات اجلماعية، ومحل لواء ـخلي عـتعن طموحاته وآماله، يدفع به ذلك ال حمالة إىل الا، وذلك عن طريق ما ترسخ يف وعي الشاعـر من مبادئها و قيمها الذود عن األسس البانية لكيا

.وتفعيل آليات إدراكه للسياق االجتماعي الراهناملة يف حياة ك التحوالت الشـرا أوج تلـورا وشعـوكان من بني أولئك الشعراء الذين عايشوا حض

الذي ، "أمحد بن سعود دومي"االستعمارية واالستقالل، الشاعر : نـخالل املرحلتي" سوف"منطقة

ب

تمع إىل قيمه ـانربى انطالقا من ذلك الدور اخلاص املن تمع الشعيب إىل تنبيه ا وط بالشاعر يف اوذلك عرب تناوله حاالت األخالقية األصيلة اليت خيشى أن تضيع يف زمحة اندفاع حضاري جارف،

تمع، وترصده حبسه اجلمايل املفارقات يف سلوك الناس وأفعاهلم، اجتماعية غري منسجمة مع قيم ا . األصيلةومالحظة املظاهر املستحدثة اليت ال تستقيم مع روح املنطقة وثقافتها

فارقة، املطعمة بنكهة منتهجا يف سبيل االضطالع مبهمته االجتماعية على أكمل وجه أسلوب امل تمع من جهة، وتوفري قدر املراوغة والسخرية أحيانا؛ قصد حتاشي اخلطابية واملواجهة املباشرة مع ادد كيانه من االجنذاب إىل مادته االنتقادية املتضمنة التنديد مبا حيدث فيه من تغريات واختالالت

يار من جهة أخرى .باالنا هي نظرة الشاعر لتلك املستجدات احلداثية وآثارها على تواجهالية ـنا كانت أهم إشكومن ه

ماهي أهم جوانب التغيرات االجتماعية في فـ، وطريقة تعبريه عنها فنيا جمتمع سوف البدويا الهتمامه؟ ويتفرع منها إشكال آخر مهم يتعلق بكيفية تصويره . مجتمع ما بعد البداوة جلب

اهي الطريقة الفنية التي استعان به الشاعر في معالجته لظاهرة فم ،الفني لتصوره االجتماعي . التغير االجتماعي؟

على كل ما تقدم جاء عنوان حبثنا هذا كالتايل التغري االجتماعي من خالل املفارقة يف شعر : بناء ".أمحد بن سعود دومي"

هو مجع ما استطعنا من قصائد أوهلما : جانبني مهمنيوتكمن أمهية هذا املوضوع يف نظرنا يف الشاعر أمحد بن سعود باعتباره جزء من الرتاث الثقايف احمللي، والذي تكاد موجات التغري الثقايف أن

أما الثاين فيتمثل يف تلك الظاهرة املتميزة يف الشعر الشعيب عموما وهي . متحو أثره من ذاكرة الشعبيةقدية حديثة على أميته، يف حني كان استعماهلا عند قدرة الشاعر الشعيب على استعمال أساليب ن

وهذا خاصة بعد ما اكتسبه األدب الشعيب من . غريهم من األدباء والباحثني كسلعة غربية مستوردةائج الدراسات األدبية النقدية يف ظل النظريات املعاصرة فـي ـن نتـأمهية على ضوء املعطيات النامجة ع

ال الة والعمق، واخلصوبة ـاليت اكتشفت يف فضاءاته النصية املتنوعة مـن األصتلك النظريات . هـذا ا الفنية اجلمالية أو التـارخيية واملعرفية، وهو ما أغرانا بالتوغل يف عوامل والثراء يف مجيع جوانبه سواء

ت

حبثا عن نبضات احلياة االجتماعية يف منطقة؛ "أمحد بن سعود دومي"اإلبداعات الشعرية للشاعر عمار إىل العشريات األوىل ـن العشريات األخرية لالستـسوف خالل حقبة زمنية امتدت ما بي

إىل جانب القيام بعمل مهم متثل يف مجع شعره .م1985م إىل 1930لالستقالل أي تقريبا من .الذي كاد النسيان أن يطويه

ذا االجتاه ه احملافظة على موروثنا يف ة الرغبو أما أبرز دافع لنا إىل اختيار املوضوع وحث اخلطى ؛ إذ اجلماعي الذي حيوي ذاكرة املنطقةالشفوي الشعيب ومجعه صيانة له من االندثار، باعتباره الوعاء

ذا العمل واجب من واجباتنا الثقافية الوطنية اليت تلح على كل باحث الشعبية حنسب أن القيام فتنا الوطنية األصيلة واحملافظة عليها السيما يف ظل قادر أن يسهم مبا استطاع يف إعادة بعث ثقا

. التحديات اليت يفرضها الغزو الثقايف الغريب املسلط عليهاعدا ما ورد املفارقة يف الشعر الشعيب موضوع دبية النقدية من دراسات تتناول كان خللو الساحة األ

كبري يف الدفع بنا إىل حبثه، فرغم كون معاجلة يف دراسة الدكتور أمحد زغب لشعر أمحد عطاء اهللا أثراالختالالت األخالقية والعرفية السمـة األبـرز يف الشعر الشعيب عموما، إال أن التفات الباحثني يف

يف اجلزائر عامة ويف منطقتنا -حسب املراجع اليت اطلعنا عليها يف املوضوع–امليدان هلذا اجلانب نادر وضوع التغري االجتماعي واستخدام تقنية املفارقة يف الشعر الشعيب يعد م غوص يفبشكل أخص، فال

.ضرورة حتمية تفرضها طبيعة هذا الشعرمشلت مرحلة اجلمع على مل شتات شعره عن . اجلمع، والدراسة: هذا البحث مبرحلتني مها ولقد مر

من أقرباء الشاعر خاصة منهم طريق التلقي املباشر لقصائده احملفوظة يف صدور بعض الرواة واحلفظةا "الطالب العريب"املتواجدون مبنطقة ، إضافة إىل أشرطة مسعية مسجلة بصوت الشاعر نفسه أفادنا

28ك خالل مقابلة معه يف بيته، الكائن ببلدية الطالب العريب، يوم اجلمعة ـحفيده سعود دومي، وذل . م على الساعة التاسعة صباحا2014مارس

: رحلة الدراسة فقد قسمناها إىل فصل متهييدي وفصلني أساسيني وخامتةأما م

ث

كل من التغري االجتماعي واملفارقة، من خالل إطاللة عن ماهيةيف الفصل التمهيدي تطرقنا إىل مث تقدمي حملة خمتصرة عن نظريات وعوامل . معانيهما يف كل من اللغة واالصطالح مث يف القرآن الكرمي

.واع وصفات وعوائق التغري االجتماعي، كذلك صفات وأنواع وعناصر ووظيفة املفارقةوأنأما الفصل األول فبعد التعريف الشاعر واحمليط اجلغرايف املؤثر يف شعره، تناولنا جتليات التغري

، من خالل تفحص العوامل "أمحد بن سعود دومي"االجتماعي احلاصل مبنطقة واد سوف يف شعر بنية جمتمع املنطقة، مث دراسة املوضوعات االجتماعية ية االقتصادية والبئية املؤثرة علىسية والتارخيالسيا

األخالق والقيم العامة واإلدارية، املعاملة بني األجيال، وضع املرأة، املعتقدات : اليت تناوهلا يف شعره . صف مظاهر الباديةالدينية ، مث حاولنا طرح فكرته عن التحضر يف املناطق الرعوية وو

أما الفصل الثاين فقد خصصناه لتعقب أثر املفارقة يف تناوله للوضع االجتماعي فبدأناه بالتنقيب عن مالمح منطقة وادي سوف الثقافية العرفية والعمرانية والتارخيية والبيئية يف مفارقاته، مث أنواع املفارقة

ا على توصيل رسالتهاليت استخدمها الشاعر، مث اآلليات الفن . ية اليت استعان . وكانت اخلامتة لتدوين أهم ما استخلصناه من هذا البحث

ي أثارها البحث اعتماد أكثر من منهج ـاالت التـة اإلشكـا طبيعة هذا املوضوع ونوعيكما اقتضت من ه التحليل والتفسري، يف الدراسة، وإن كان املنهج الغالب يف االفصول الثالثة هو الوصف الذي يعقب

فبعد وصف العينات الشعرية نقدم مقاربات حتليلية بغية كشف واستخالص اجلوانب املستهدفة من البحث، وذلك يف ضوء املعطيات اليت منلكها عن الطبيعة الثقافية ملنطقة سوف واحمليط العام للشاعر،

باملنهج التارخيي يف موضوع العوامل كما استعنا . واليت حاولنا اإلحالة إليها باستمرار يف املدخلكذلك حاولنا اإلفادة من بعض اآلليات .ري االجتماعي يف منطقة وادي سوفالتارخيية وعالقتها بالتغ

.داويل يف بيان أثر السياقات املتنوعة حمليط الشاعر على مفارقاتهـالتحليلية للمنهج التالتغري : الشتمال البحث قسمني خمتلفني أما مصادر البحث ومراجعه فامتازت بالتنوع نظرا

االجتماعي وهو مبحث يف العلوم االجتماعية، واملفارقة وهو مبحث يف النقد األديب؛ مما جعل . املراجع تتوزع بني هاتني احلقلني املعرفيني إضافة إىل املراجع التارخيية والثقافية عن منطقة وادي سوف

: وضوعوقد كان أكثرها إفادة لنا يف هذا امل

ج

دد من ـالرتاث والتغري االجتماعي، حملمد اجلوهري وع: جمموعة من البحوث االجتماعية بعنوان - . األساتذة جبامعة القاهرة

ا - . ميويك. سي. د، لـ الرعوية–الرتميز –املفارقة وصفا .، حملمد العبد)دراسة يف بنية الداللة(املفارقة القرآنية - . االحتالل الفرنسي إىل بداية الثورة التحريرية، لعلي غنابزية جمتمع واد سوف من -وكأي حبث وككل باحث خاصة يف ميدان األدب الشعيب وقفت يف طريقنا مجلة من العقبات

منها ما تعلق مبرحلة اجلمع أين واجهنا صعوبة مجع الشعر خاصة عجز بعض الرواة بسبب املرض لقصائد، وهو سبب كاد يثنينا عن الوصول إىل القصد لوال العزمية ونسيان البعض األخر للكثري من ا

. ومدد العون من املوىل عز وجل ومنها ما تعلق بالدراسة كان أمهها ندرة الدراسات االجتماعية يف األدب الشعيب مما دفع بنا

ء الكثري بالنظر لقلة لالعتماد على جهودنا اخلاصة يف التحليل واالستنباط وهو ما القينا فيه من العنا . خربتنا يف البحث

جزيل الشكر املوصول بوافر االمتنان ألستاذنا الكرمي البد من كلمة أخرية هاهنا فهي وإن كان على صربه علينا ومقامسته لنا متاعب هذا املشرف على جمريات هذا البحث الدكتور عزوزي حرزويل

.ا حوت مكتبته من مراجعـستطاعته مساعتنا به من نصائحه ومالذي ما قصر فيما باو البحث،

ماهية التغري االجتماعي واملفارقة: الفصل التمهيدي .تــوطئـــة

.ماهية التغير االجتماعي: أوال .في القرآن الكريم، لغة، اصطالحا: وم التغير االجتماعيمفه -1 نظريات التغير االجتماعي -2 .ر االجتماعيالتغيـعوامل -3 .مراحل التغير االجتماعي -4 .ر االجتماعيأنواع التغيـ -5 .مستويات التغير االجتماعي -6 .سمـات التغـير االجتماعي -7 .عوائـق التغير االجتماعي -8 .ماهية المفاررقة: ثانيا

.في القرآن الكريم، لغة، اصطالحا :مفهوم المفارقة - 1 .وظيفة المفارقة ودورها - 2 .وأدوارهمأطراف المفارقة - 3 .عناصر المفارقة - 4 .أنواع المفارقة - 5 .صفات المفارقة - 6

11

ةـئـــوطـــت

إن التغري االجتماعي من بني أهم الظواهر االجتماعية وأكثرها شغال الهتمام كبار املفكرين ا يف كب ا من احلضـاهـارات وأرقـرى احلضـوالفالسفة عرب التاريخ البشري؛ إذ وطأت هلا قدم ارة ا ابتداء

م على اختالفها، من ـاليونانية إىل يوم الناس هذا، فقد لفت انتباههم إليها عدم ثب ات أنظمة جمتمعان إىل آخر من حاالت غري ـو من حيـآداب األكل إىل نظام احلكم، فانصب اهتمامهم على ما يطف

. مألوفة يف سلوكات الناس وأفكارهماجلوانب احمليطة بالظاهرة، ابتداءا من أصوهلا ومداخلها انطالقا من ذلك اندفعوا إىل حبث خمتلف

وهكذا حتولت ظاهرة التغري االجتماعي إىل مبحث مهم يف العلوم ،وصوال إىل نتائجها وآثارهاالتغري اإلنسانية، فتمخض عن متحيصهم هلا نظريات عديدة حاولت يف جمملها الغوص يف كنه

ذه النظريات واختلفت باختالف تصورات الباحثني وقد تنوعت ه .االجتماعي وحتديد مفهومه .للظاهرة ومناهجهم يف البحث

بعد هذه اللمحة عن ظاهرة التغري االجتماعي حنط الرحال عند ظاهرة أدبية عدت هي أخرى من القضايا اإلنسانية أال وهي ظاهرة املفارقة، وهي مصطلح حي تتنازعه حقول معرفية عديدة الرتباطها

ظهورها رتبطط البشري على تنوعه، فقد كانت كغريها من الظواهر ذات منطلق فلسفي؛ إذ ابالنشافكانت من احملطات املصادفة للمفكرين والفالسفة يف سبيل سعيهم ملعرفة األوىل، الذاتية بظهور

هلا موقع اإلنسان يف الكون والوجود، كما قد تكون جتليا للعالقات االجتماعية بيـن األفـراد فتجـدتمع جاء انعكاس مكان يف الدراسات االجتماعية، ومن تبديها يف هاته املظاهر املتصلة بالوجود وا

.صورها على األدب، فاختذت وسيلة فنية للتعبريعن طريق لقد حتولت املفارقة يف العصر احلديث على يد املفكرين الرومانسيني إىل ظاهرة تعبريية

منذ ذلك العهد عد و حلياة وعرضها يف شكل لعبة تقوم على التناقض،تصور لألحداث والناس وا . مصطلح املفارقة مبحثا نقديا وتوالت الدراسات الساعية لتحديد ماهيتها واإلحاطة مبختلف جوانبها

ة الباحثة يف ـة والنقديـات االجتماعيـانطالقا مما سبق سنحاول عرض بعض نتائج تلك الدراس .لتغري االجتماعي واملفارقةا: ماهية ظاهريت

12

ماهية التغير االجتماعي -أوال

ص، وضرورة حياتية يتوقف عليها اإن التغري باعتباره ظاهرة كونية عامة هو مسة البشرية بشكل خ ذور األوىل اجل تعود .بقاء اجلنس البشري واالستمرار على هذه األرض، ومبدأ أساسيا هلذا االستمرار

ا اإلنسان األولتلك يف احلياة البشرية إىل لبحث ظاهرة التغري ة ـملعرف احملاوالت املبكرة اليت قام ي حتدث يف ـرات التـلتغييف ا تهالـوالتأم املبـاشرة حظاتـهالمب ةرتبطمـ ،هـن حولـري مـي جتــرات التـالتغي

. املوجودات كفصول السنة والنبات واإلنسان واحليوان ،ة مستمرة ويف تغري دائمـأن هذا الكون يف حركالدائمة يف األشياء إىل التغريات لقد هدته تلك

اء، وطبيعة ـة األشيـربوز جدل فلسفي متواصل حول ماهيلوالتأمالت املشاهدات هاتهت سسأكما ر يف الكون الفيلسوف ـرة التغيـهم ظاهـل الذين شغلتـن أوائـوكان م .حتدث فيها املتغريات اليت

ا إىل أن هذا «، "ليطسهرق"اإلغريقـي الذي اهتم يف جانب كبري من فلسفته بقضايا التغري، مشريإنك ال تستطيع أن تنزل يف نفس "الكون يف حركة وتغري دائمني، وقد عرفت عنه مقولته الشهرية

ذا يقرر أن كل شيء يف ه". النهر مرتني ون يف حركة مستمرة وتغري، وأن كل شيء ـذا الكـوهو .1»، وهلذا فإنه خاضع للتوتر الداخلي، أي للصراع"متقابالت"تضادات مؤلف من م

ومثلما كانت التغريات الكبرية اليت حدثت أثناء احلضارة اليونانية سببا يف طرح تلك التساؤالت واجلدل الفلسفي حول كنه الوجود، وتفسري الظواهر اليت جتري يف هذا الكون، فإن االنتصارات

ضة أوربا يف العصر احلديث أسهمت االعلمية، واالك تشافات اجلغرافية، والثورات االجتماعية غداة هي األخرى يف إثارة ذلك اجلدل من جديد وطرح موضوع التغري االجتماعي جبدية أكثر، وبأطروحة

أن التقدم اإلنساين يتم وفق مراحل "اليبينز"وجد الفيلسوف األملاين «متباينة ومتناقضة، فقد

- هرقليطس)Héraclites ("540 قال إن كل شيء مصنوع من. فيلسوف يوناين نشيط عاش يف القرن السادس قبل امليالد. "م.؟ ق480-؟

د . النار ل منري ( .نظرا لصعوبة فهم فلسفته الغامض مسي وقدميا. يف إيفيسوس يف تركيا اآلن، يف عائلة أرستقراطية وعاش منعزال عن الناس هرقليطس و ).473م، ص1992، 1ورد، دار العلم للماليني، بريوت، لبنان، طالبعلبكي، معجم أعالم مل

.311م، ص1983، دار الكتاب اللبناين، بريوت، لبنان، دط، 1مجيل صليبا، املعجم الفلسفي، ج -1 - اليبنيز )Leibnitz" (1646-1716ض بني اإلميان قال بأن الطبيعة يف جوهرها متناغمة وخرية، وبأنه ال تعار . فيلسوف رياضي أملاين "م

منري البعلبكي، معجم (. م أول آلة حاسبة تقوم بعمليات اجلمع والضرب1671وينسب إليه استنباط حساب التفاضل والتكامل، ابتكر عام . والعقل ).387أعالم ملورد، ص

13

فاعترب أن التاريخ "إمانويل كانط"وجاء بعده . ة، وأن الطبيعة ال تقفز فوق املراحل أبداضروري .1»اإلنساين يسري بثبات ولكن ببطء إىل األمام

.لقد شكلت هاته التنظريات الفلسفية إطارا مرجعيا وأرضية انطلقت منها الدراسات العلمية الراهنة

:صطالحامفهـوم التغير االجتماعي لغة وا -1 :لغة -أ

لك جـاءت تعريفاهـا متطابقـة يف أغلــب ذيف اللغــة العربيـة معـان حمـددة، لــ" التغـري"لقـد كـان للفظـة ابــن "لـــ" لســان العــرب"معــاجم اللغــة القدميــة واحلديثــة تقريبــا، وعــن معــىن هاتــه اللفظــة جــاء يف معجــم

ـــة" منظــور ــر الشـــ« :وغــريه مـــن معاجـــم اللغـــة العربيـ يـ غ ــول تـ ــ. يء عــن حالــه، حت وغيـ ه د حو : ر وب ــه كــأن ل ــه ل حو : ، وغيـر عليه األمر(...)جعله غري ما كان ه ت األشياء. ل ر ايـ غ .«2اختلفت: وتـ

فــالتغري يف اللغــة يشــري إىل التحــول مــن وضــع إىل وضــع؛ حيــث يكــون هنــاك اخــتالف كمــي وكيفــي .بني هاتني احلالتني

:طالحااص -بـــ دراســـة علميـــة هالتغـــري االجتمـــاعي بوصـــفإن مصـــطلح و عليهـــا اآلن يعتـــرب مـــن ـي هــــة التــــعلـــى احلال

وعلـى ، "آدم مسيـث"ة يف كتابـات ـفقد استخدم أول مرة وبصـورة عرضيـ«نسبيا، ةديثاملصطلحات احلنتشر هذا املصـطلح لكن مل ي. الذي نشر يف القرن الثامن عشر" ثروة األمم"األخص يف كتابه املشهور

- م، مث انتقل للتدريس جبامعة 1755إىل غاية 1746فيلسوف املاين شهري، عمل كانط بالتدريس من عام " م1804- 1724" إميانويل كانطمنري البعلبكي، معجم أعالم ملورد، (. يعترب ابو الفلسفة العقلية يف العصر احلديث. بروسيا الشرقية ملدة مخسني عام أي إىل أن وافته املنية" كوجنزبريج"

).52ص .311، ص1مجيل صليبا، املعجم الفلسفي، ج -1 - لزبيدي"، معجم تاج العروس يف جواهر القاموس لـ"ابن سيدة"معجم احملكم واحمليط األعظم لـ: يف كل من"التغري"ذه الصيغة ورد تعريف لفظة" ،

".جممع اللغة العربية"، املعجم الوسيط لـ "لفريوز آبادي"القاموس احمليط لـحممد عبد الوهاب وحممد الصادق العبيدي، أمني: ، تصحيح10، معجم لسان العرب، جمكرم األنصاري املصري ابن منظور مجال الدين حممد بن -2

.155، ص"غري"م، مادة 1999/هــ1419، 3دار إحياء الرتاث العريب، مؤسسة التاريخ العريب، بريوت، لبنان، ط - آدم مسيث )Adam Smith" (1723-1790يعترب مؤسس علم االقتصاد الكالسيكي. فيلسوف اجتماعي وعامل اقتصاد اسكتلندي". م .

حبث يف "كتاب : أهم آثاره. تعزيز املبادرة الفردية، واملنافسة وحرية التجارة بوصفها الوسيلة الفضلى لتحقيق أكرب قدرا من الثروة والسعادة دعى إىلا ).243منري البعلبكي، معجم أعالم ملورد، ص( ."ثروة األمم"الذي اشتهر باسم " طبيعة ثروة األمة وأسبا

14

وذلــك "التغــري االجتمــاعي"ـكتابــه املعــروف بــ "ولــيم أوجــربن"بعــد أن وضــع ويصــبح واســع التــداول إال مســـار إىل أخـــذت الدراســـات االجتماعيـــة يف التغـــري العشـــرين أيـــن القـــرن أي مطلـــع ،م1922عـــام

ــــة حبثــــو ،علمــــي ــــه واجتاهاتــــه ةقامــــت دراســــات علمي ــــة التغــــري وعوامل التغــــري مصــــطلح كــــان و .يف ماهيالتقــدم والتطــور والنمــو : مثــلوخمتلطــا مــع مصــطلحات أخــرى ،يعــين معــاين عــدةقبــل هــذا االجتمــاعي

نظــرة تشــاؤمية مبنيــة الثــامن عشــر كانــت نظــرة العلمــاء للتغــري االجتمــاعي حــىت القــرن كمــا .1»والتنميــةتمعات يف القدمي أفضل من احل نظـرةمل تتغـري هاتـه و . الة الراهنةعلى اخلوف من املستقبل، وأن حالة ا

.للتغـري االجتمـاعي نظـرة علميـة متفائلـة أصـبحت نظـرة العلمـاءالعلمية أين حىت نتائج تلك الدراساتاع يف العديـــد مـــن منـــاطق العـــامل مــن ذلـــك احلـــني حـــاز التغـــري االجتمـــاعي علـــى اهتمـــام علمـــاء االجتمـــ

ه التعريفــات ذن هـــلة عــه، لـذلك سـوف نعـرض أمثــبـ غلوا مبحاولة حتديـد مفهـوم واجلوانـب احمليطـةتشوا .ن الباحثني العرب، واألجانبـدد مـد عـعن :التغري االجتماعي عند االفالسفة والعلماء العرب -1باعتبـــاره مؤســـس علـــم االجتمـــاع احلـــديث مـــن خـــالل مقدمتـــه -"ابـــن خلـــدون"يبـــدو أن العالمـــة

ن املفكـرين العـرب، فقـد ـهرة التغري االجتماعي وحاولوا حتليلها مـين تناولوا ظاذمن األوائل ال -املشهورةتمعـات مبـرور الـزمن وتعاقـب األيـام؛ حيـث الحـظ أن أحــوال «انتبه لظـاهرة التغـري يف أحـوال األمـم وا

- أيكه (. ختصص يف دراسة التغري االجتماعي، ويعرف بنظريته الشهرية يف التخلف الثقايف. عامل اجتماع أمريكي )1886 من مواليد( وليم أوجربن

م، ص 1972، 1حممد اجلوهري وحسن الشامي، دار املعارف، القاهرة، مصر، ط: هولتكرانس، قاموس مصطلحات األنثروبولوجيا والفلوكلور، ترمجة389 .(

ي، التغري االجتماعي ونظرياته، قسم الدراسات االجتماعية، كلية الرتبية األساسية، جامعة امللك فيصل، اململكة العربية السعودية، سعود راشد العنز -1 .19، ص 2001القاهرة، ،2ط املصرية، األجنلو مكتبة، االجتماعي التغري زايد، أمحد: نقال عن. 4دط، دت، ص

- ولد يف تونس وينتمي إىل فرع .مؤسس علم االجتماع ،)م1406 - 1332(املوافق لـ )هـ732 -808( دونن بن حممد بن خلاالرمح عبدالعالمةوفيها درس العربية والقرآن، .دخل أجداده األندلس، وبسقوط أشبيليا انتقلوا إىل تونس. يف حضرموت قبل اإلسالم من قبيلة كندة كان أجداده يعيشونا وإمارات متنافسة ومتنازعة فيما بينها يف بيئةعاش ابن خلدون . لية واملنطقوالفقه، واحلديث ودرس العلوم العق قاده طموحه إىل تقلد . مضطربة سياسي

ا أليبإىل م، مث انتقل 1351/هـ752إسحاق سلطان تونس عام ابن املناصب منها كاتب بعض ، إىل غري م1355 /هـ756عنان سلطان فاس كاتبيف ونقدها، ودقة املالحظة مع حرية وقدرته على استعراض اآلراء ،اطالعه على ما كتبه األقدمون وعلى أحوال البشر امتاز بسعة .ذلك اليت توالها

مشايل إفريقية كان خلربته يف احلياة السياسية واإلدارية ويف القضاء، إىل جانب أسفاره الكثرية يف وقد. وإنصاف أصحاب اآلراء املخالفة لرأيه ،التفكريعامل اجتماع وهو أول من وضع علم ابن خلدون كان .عن التاريخ ومالحظاته إىل مصر واحلجاز والشام، أثر بالغ يف موضوعية وعلمية كتاباتهوغربيها

الدول ومالحظاته الدقيقة حول قيام وسقوط ،ونظرية العصبية ،االجتماعية حول قوانني العمران حيث خرج بنظرياته ؛االجتماع على أسسه احلديثةعبد السالم شدادي، بيت الفنون والعلوم واآلداب، الدار البيضاء، املغرب، : ، حتقيق1عبد الرمحان ابن خلدون، املقدمة، ج: ينظر( .وأعمارها وأطوارها

).16- 15م، ص2005، 1ط

15

هاج مسـتقر، وإمنـا هــو اخـتالف علـى ـالعامل واألمـم، وعوائـدهم وحنلهـم ال تـدوم علـى وتـري واحـدة، ومنـك يف األشــخاص واألوقــات واألمصــار، ـزمنــة، وانتقــال مــن حــال إىل حــال، وكمــا يكــون ذلــاأليــام واأل

.1»فكذلك يقع يف اآلفاق واألقطار واألزمنة والدول، سنة اهللا اليت قد خلت يف عباده

تــ، عرفتهـا كـهو يرى أن التغـري حقيقـة تارخييـة يفرضـها الواقـعفا ذ معات اإلنسانيــة، ـل الشـعوب واــا تشــهد عــدم اســتقرار علــى منــط واحــد مــن الــنظم والقــيم والعــادات االجتماعيــة، وأســلوب ويال حــظ أ

.بل يقع دائما التحديث والتكيف وفق متطلبات أجياهلا. املعيشة عرب حقبها الزمنية املتعاقبةوالســبب الشــائع يف تبــدل « :يف تفســري أســباب وعوامــل هــذا التبــدل، يقــول" ابــن خلــدون"يســتطرد النــاس علــى "حـوال والعوائــد أن عوائـد كــل جيـل تــابع لعوائــد سـلطانه كمــا يقـال يف األمثــال احلكيمـة األ

د مـن قـبلهم ـ، وأهـل امللـك والسـلطان إذا اسـتولوا علـى دولـة فـال بـد مـن أن يفزعـوا إىل عوائـ"دين امللكاملخالفــة لعوائــد ويأخــذوا الكثــري منهــا وال يغفلــوا عوائــد جــيلهم مــع ذلــك، يقــع يف عوائــد الدولــة بعــض

اجليـــل األول فـــإذا جـــاءت دولـــة أخـــرى ومزجـــت مـــن عوائـــدهم وعوائـــدها خالفـــة أيضـــا بعـــض الشـــيء، فمــا دامــت . وكانـت لــألوىل أشــد خمالفـة، مث اليــزال التــدريج يف املخالفـة حــىت ينتهــي إىل املباينـة باجلملــة

وائـــد واألحـــوال واقعـــة، والقيـــاس األمـــم واألجيـــال تتعاقـــب يف امللـــك والســـلطان ال تـــزال املخالفـــة يف الع .2»واحملاكاة لإلنسان طبيعة معروفة

يكاد حيصر التغريات االجتماعية يف تغريات السياسة وتعاقب امللوك " ابن خلدون"نالحظ أن ا قيم تمع، يضيفونه أو يغريون واحلكام وما يفرضونه من معايري وقيم جديدة يف خمتلف جوانب ا

.سابقة :فمنها. ء الباحثني العرب احملدثنيأما آرا كل حتول حيدث يف النظم واألنساق واألجهزة «أن التغري االجتماعي هو " عادل اهلواري" يرى

االجتماعية من الناحية املورفولوجية أو الفيويولوجية خالل فرتة زمنية حمددة، ويتميز التغري االجتماعي

م، 2005، 1البيضاء، املغرب، طعبد السالم شدادي، بيت الفنون والعلوم واآلداب، الدار : ، حتقيق1عبد الرمحان ابن خلدون، املقدمة، ج -1

. 41ص .42عبد الرمحان ابن خلدون، املقدمة، ص -2

16

رة االجتماعية سيؤدي إىل التغريات النوعية اليت تصيب احلياة بصفة الرتابط والتداخل، فالتغرييف الظاه .1»بدرجات خمتلفة

التغـــــريات الــــيت حتــــدث يف التنظـــــيم «: فيشـــــري إىل أن التغــــري االجتمــــاعي هــــو" عــــاطف غيــــث"أمــــا تمع ووظائف هذا البناء املتعددة واملختلفة .2»االجتماعي، أي يف بناء ا

ائه أو يف ـكــل حتــول يقــع يف التنظــيم االجتمــاعي ســواء يف بنــ«: بأنــه "ي بــدويـأمحــد زكــ"كمــا عرفــه . 3»وظائفه خالل فرتة زمنية معينة

إعـــادة صـــياغة املالحـــظ أن آراء البـــاحثني العـــرب احملـــدثني يف الظـــاهرة كانـــت عبـــارة عـــن ترمجـــات أو . ملفاهيم اليت وضعها علماء االجتماع واملفكرين الغربيني

: اعي عند االفالسفة والعلماء األجانبالتغري االجتم -2، فقـد خ الفكـر األورويبـيف تاريـ رـاإلغريق قدم السـبق يف تـاريخ حبـث ظـاهرة التغيـلفالسفة كان للقد

. شغل موضوع اجلدل بني الثبوت والتغري يف ظواهر الكون فكر فالسفة ذلك العصريف معـرض دراسـته لطبيعـة -«الـذي قـال الذي نـاقش موضـوع التغـري االجتمـاعي" أرسطو"من بينهم

ـــة يف كتـــاب بوجـــود نظـــام يف الكـــائن العضـــوي ميكنـــه مـــن االنتقـــال مـــن مرحلـــة إىل -"السياســـة"الدولأخـــرى؛ يبـــدأ بـــالوالدة، فالنضـــج، وأخـــريا االضـــمحالل، وكـــل مرحلـــة مـــن مراحـــل النمـــو هـــذه ختتـــزن يف

.4»باطنها حافز نشوء املرحلة اليت تليهالعصـر احلـديث فقـد تنـاول هـذه الظـاهرة العديـد مـن املفكـرين والعلمـاء، وحبثتهـا كـل املـدارس أما يف ا

ت احملاوالت األوىل للتحليـل السوسـيولوجي إىل حيـز الوجـود ـبزغ«إذ الفكرية والفلسفية عندهم تقريبا؛ذي كـــان ني مــن التغـــري الـــر مــوجتني هائلتــــيف منتصــف القــرن التاســـع عشــر مدفوعـــة باحلاجــة إىل تفسيـــ

.45ص ،2001 الكويت، الفالح، مكتبة العريب، الوطن يف والتنمية االجتماعي التغري اهلواري، خمتار عادل -1 .169م، 1974دط، ، دار النهضة العربية، بريوت، لبنان،)دراسة تطبيقية(علم االجتماع حممد عاطف غيث، -2 . 382م، ص1977أمحد زكي بدوي، معجم مصطلحات العلوم االجتماعية، مكتبة لبنان، بريوت، لبنان، دط، -3تمع، املكتب اجلامعي احلديث، اإلسكندرية، مصر، ط -4 م، 2003، 4حسني عبد احلميد أمحد رشوان، تطور النظم االجتماعية وأثرها يف الفرد وا

.9ص

17

التصنيع والتطور الدميقراطي وحقـوق اإلنسـان يف أعقـاب : يكتسح أوروبا آنذاك مها على وجه التحديد .1»الثورتني األمريكية والفرنسية

تــدة الوجـود يف كــأن التغـري االجتمـاعي حقيقـة مؤكـ "جـون ديـوي"فقـد الحـظ : معات، يقــولـل ا .2»األوىل كذلك فإن التغري حقيقة اجتماعيةكما أن احلركة هي احلقيقة الفيزيقية «

الحــــظ أن التغــــري االجتمــــاعي ظــــاهرة غامضــــة بالنســــبة للمجتمعــــات فقــــد "ردكليــــف بــــراون"أمــــا واألكثـر دقـة منـه لفـظ ) change(إن لفـظ التغـري «: البشرية؛ إذ هناك نوعان مـن التغـري، كمـا يقـول

تمع) process(عمليــة اإلنســاين، وهنــاك نوعــان مــن التغــري، أوهلمــا لفــظ غــامض فيمــا يتعلــق بــاتمعــات البدائيــة؛ حيــث نشــاهد حفــل زواج والنتــائج املرتتبــة عليــه إننــا أمــام تغــري (...) فيمــا يتعلــق با

)change ( أو عملية)process(أما النوع اآلخـر مـن . ، وهناك تغري حدث يف البناء االجتماعيتمع إما نتيجة عو تمـع، وإمـا نتيجـة عوامـل تـأيت مـن اخلـارج ـثق مــامل تنبالتغري، فيقع يف ا ن داخـل ا

.3»كاالحتكاك الثقايف

لس األعلى للثقافة، : ، ترمجة حممد اجلوهري وجمموعة من األساتذة، مراجعة1مارشال، موسوعة علم االجتماع، ججوردون -1 حممد اجلوهري، ا

.389م، ص2007، 2القاهرة، مصر، ط - اليت وضعها ،نظرية التطورفيلسوف وعامل تربية أمريكي، كان أحد الفالسفة األوائل الذين تأثروا بعلم النفس وب. "م1952 - 1859" جون ديوي

من بني األمور األخرى، اعتقد بأننا نستخدم الذكاء . أحد رواد احلركة املعروفة بالذرائعية جون ديوي وكان. عامل الطبيعيات الربيطاين تشارلز دارويندرس يف .فريمونت بالواليات املتحدة األمريكية ديوي يف بريلينجتون بواليةجون ولد . لنتغلب على صراع أو حتد وأن التجربة أمر حيوي من أجل احلياة

.ألف كتبا عديدة يف الفلسفة والرتبية. م1930 - 1904جامعات عديدة وخاصة يف جامعة كولومبيا بنيويورك لفرتة طويلة، حيث عمل من عام ).132جوردون مارشال، موسوعة علم االجتماع، ص(تمع، صحسني عبد احلميد أمحد رشوان، تطور النظم -2 .10االجتماعية وأثرها يف الفرد وا - ليف براون، أ أسهم يف تطوير النظريات األمريكية والربيطانية احلالية ،)األنثروبولوجيا(عامل بريطاين يف علم اإلنسان ). م1955-1881(ر . رادك

عة كمربدج بعد عدة سنوات من البحث والتدريس يف لندن وأسرتاليا ـ جامرا، وخترج يفـيف إجنلتبراون ولد ألفرد رجيينالد رادكليف . املتعلقة بعلم اإلنسانم، مث أصبح بعد ذلك األستاذ األول لعلم 1937م وحىت عام 1931التحق جبامعة شيكاغو وعمل حماضرا منذ عام . واحتاد جنوب إفريقيا

لس األعلى للثقافة، القاهرة، : اإلنسان، ترمجة شارلوت سيمو مشيث، موسوعة علم( .األنثروبولوجيا االجتماعية جبامعة أكسفورد حممد اجلوهري، ا ).278-277م، ص2005مصر، دط،

تمع، ص -3 .11 حسني عبد احلميد أمحد رشوان، تطور النظم االجتماعية وأثرها يف الفرد وا

18

"بيلـز"مقابل هذه الظاهرة اليت طرحت نفسـها علـى العلمـاء حـاول العديـد مـنهم تعريفهـا، فقـد عـد ـا ا«، التغري االجتماعي "فريث"و ألفـراد وكـل التحول الذي يطرأ علـى األدوار االجتماعيـة الـيت يقـوم

اليت يتضمنها البناء يف مدة معينـة مـن ،"الضبط االجتماعي"ما يطرأ على النظم االجتماعية، وقواعد .2»الزمن

يف "البنـاء االجتمـاعي"كـل تغـري يطـرأ علـى «و ـفيذهب إىل أن التغـري االجتمـاعي هـ "جنزبرج"أما فراد ميارسون أدوارا اجتماعية خمتلفة عن تلك الكل واجلزء، ويف شكل النظام االجتماعي، وهلذا فإن األ

ا خالل حقبة من الزمن أي أننا إذا حاولنا حتليل جمتمع يف ضـوء بنائـه القـائم، وجـب اليت كانوا ميارسوأن ننظر إليه من خالل حلظة معينة من الزمن، أي نالحظ اختالف التفاعل االجتمـاعي الـذي حيـدث

.3»لهريفـات يبـدو لنــا أن جـل املفكـرين والفالسـفة، جممعـون علـى أن الفكــرة مـن خـالل تفحـص هاتـه التع

خــالل فــرتة زمنيــة حمــددة مــن تغــريات العامــة ملفهــوم التغــري االجتمــاعي تنطلــق مــن أنــه يعــين كــل مــا يقــع تمــع وســواء كــان اجتاههــا تقــدميا ،ســواء أدت إىل تغــريات جزئيــة أم كليــة .علــى الــنظم وأنســاق وقــيم ا

.و انتكاسيا حنو التخلفحنو األفضل أ

- رالف ليون بيلز)(Beals, Ralf نثروبولوجيا أمريكا الالتنية، وموضوع التغري ختصص يف أ. أنثروبولوجي أمريكي. "م1901"من مواليد

تمع احمللي ). 380أيكه هولتكرانس، قاموس مصطلحات األنثروبولوجيا والفلوكلور، ص . (االجتماعي ودراسات ا - فريث رميوند)(firch Raymod ماعية جبامعة سيدين قام بتدريس األنثروبولوجيا االجت. عامل أنثروبولوجيا إجنليزي شهري ".1901"من مواليد

االقتصاد البدائي عند شعب املاوري : وقد ترك مؤلفات عدة نذكر منها. 1968م حىت إحالته على املعاش 1933بأسرتاليا مث جبامعة لندن ابتداءا من ). 387أيكه هولتكرانس، قاموس مصطلحات األنثروبولوجيا والفلوكلور، ص. (م1963م، األمناط البشرية 1929يف نيوزيلنده

- تم: الضبط االجتماعي وت سيمو مشيث، موسوعة ـارلـش. (ريـع البشـيشري إىل كل أمناط القسر والقيود اليت تفرض االمتثال للمعايري والعادات يف ا ).347علم اإلنسان، ص

.19ص التغري، زايد، أمحد: نقال عن. 4سعود راشد العنزي، التغري االجتماعي ونظرياته، ص -2 - 1889-1970".( نز برج موريسج" (Girsberg Morrs من أوائل علماء االجتماع يف بريطانيا، اشتهر بتأثريه على أجيال ما بني

م االجتماع يف عام ـال لعلـمن أشهر علماء االجتماع يف مدرسة لندن لالقتصاد والعلوم، نشر يف وقت مبكر مدخ. احلربني وما بعد احلرب العاملية الثانية ."وحدة اإلنسانية"، و"طبيعة املسؤولية"، و"فكرة التقدم"م، وتشمل أعماله املنشورة أيضا على مقاالت ذات صفة اخالقية يف موضوعات مثل 1934

).513جوردون مارشال، موسوعة علم االجتماع، ص( - ي، أو بشكل أكثر حتديدا على عالقات التفاعل مصطلح يطلق بشكل عام غري دقيق على أي منط متكرر من السلوك االجتماع: البناء االجتماعي

تمع ). 260جوردون مارشال، موسوعة علم االجتماع، ص(. املنظم بني خمتلف عناصر ا ، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة)يف ماهية التغري االجتماعي واجتاهاته الفكرية(يوسف عناد زامل، سوسيولوجيا التغيري قراءة مفاهيمية -3

.7واسط، اململكة العربية السعودية، دط، دت، ص

19

كـل مـن البـاحثني احملـدثني العـرب دجتماعي عنـصطالحية للتغري االونالحظ أن تلك التعريفات اال : والغربيني تلتقي مع املعىن اللغوي للتغري يف عدة نقاط، أمهها

تمع من حالة إىل أخرى - .حتول ا

تمــع يف حالتــه الثانيــة كمــا أن هــذا التحــول الــذي يصــيب البنــاء أو الوظــائ - ف يــؤدي إىل اخــتالف ا .كما وكيفا عن حالته األوىل

وفيمــــا يتعلــــق باحلضــــارة العربيــــة اإلســــالمية فــــيمكن مقاربــــة مصــــطلح التغــــري االجتمــــاعي مــــن خــــالل ها لفظــة التغــري يف ـيت محلتـــالتنقيــب عــن هــذا الظــاهرة يف الــرتاث العــريب اإلســالمي عــن طريــق املعــاين الــ

.الكرمي القرآني حتمل املعاين نفسها اليت محلتها يف كـل ـيف القرآن الكرمي عدة مرات، وه" التغري"فقد وردت لفظة

ا :مــن اللغــة واالصــطالح، منهــا مــا جــاء يف ســورة األنفــال، قــال تعــاىل ــر غيـ ــك م ــم ي ــه ل ــأن الل ــك ب ل ذــ غيـ م حتــى يـ ــو ــى قـ مهــا عل ــيم نعمــة أنـع ــه ســميع عل أن الل فســهم و أنـ ــا ب وا م جــاء عــن معــىن هــذه . ر

ا نعمـة : أن قوله" ابن عشور"اآلية يف تفسري ـر غيـ ك م مؤذنـة بأنـه سـنة اهللا ومقتضـى حكمـه، « لم يـه ا يضــاده، فقــد تبـديل شــيء مبـ" التغيــري"و. ألن نفـي الكــون بصـيغة املضــارع تقتضـي جتــدد النفــي ومنفي

غــريت داري، ويكـون تغيــري حــال وصــفة ومنــه تغيــري الشــيب أي : يكـون تبــديل صــورة جســم كمــا يقــالصباغه، وكأنه مشتق من الغري وهـو املخـالف، فتغيـري النعمـة وإبـداهلا بضـدها وهـو النقمـة وسـوء احلـال،

ال يغري نعمة أنعمهـا علـى أن اهللا«وهكذا يكون املعىن اإلمجايل .1 »أي تبديل حالة حسنة حبالة سيئة . 2»ارتكبه، وأنه ال يبدل النعمة بالنقمة حىت يبدلوا نعمة اهللا بالكفر والعصيانأحد إال بسبب ذنب

ــن : ومــن بــني مواضــع ورودهــا يف القــرآن الكــرمي مــا جــاء يف ســورة الرعــد، قــال تعــاىل ــات م قب ع ــه م لحفظ ه ي ن خلف م ه و دي ن ي ي ا بـ إذ فسـهم و أنـ ـا ب وا م ـر غيـ م حتـى يـ ـا بقـو غيـر م ر الله إن الله ال يـ ن أم ه م ون

ال ــن و ــه م ــن دون ــا لهــم م م ــه و د ل ــر ــال م ا ف م ســوء ــه بقــو اد الل ذه اآليــة يف ـى هـــن معنـــجــاء عــ. أر

- ،53، اآلية )برواية حفص عن عاصم(سورة األنفال. .45م، ص1984، الدار التونسية للنشر، تونس العاصمة، تونس، دط، 10حممد الطاهر بن عاشور، تفسري التحرير والتنوير، ج -1 .105م، ص2007، 2، عامل الفكر، احملمدية، اجلزائر العاصمة، اجلزائر، طعبد اللطيف عبادة، فقه التغري يف فكر مالك بن نيب -2 - ،11، اآلية)برواية حفص عن عاصم(سورة الرعد.

20

ـم «" ابن عشور"لـ" التحرير والتنوير"تفسري كـانوا يف نعمـة مـن العـيش فبطـرو االنعمـة وقـابلوا " قـريش"أ، فــــذكرهم اهللا بنعمتــــه (...)دعــــوة رســــول اهللا صــــلى اهللا عليــــه وســــلم بــــاهلزء وعــــاملوا املــــؤمنني بــــالتحقري

.عليهم، ونبههم إىل أن زواهلا ال يكون إىل بسبب أعماهلم السيئة بعد ما أنذرهم ودعاهمم قـد تعرضـوا لتغيريهـا فمـا . التبـديل باملغـاير :والتغيري ديـد ألويل النعمـة مـن املشـركني بـأ فـال جـرم أنـه ـــا حمـــل . املوصـــولة حالـــة، والبـــاء للمالبســـة، أي حالـــة مالبســـة لقـــوم) مـــا(صـــدق أي حالـــة نعمـــة أل

غ :وأطلـق التغيـري يف تعـاىل. وأما غريها فتغيـريه مطلـوب. التحذير من التغري فسـهم حتـى يـ أنـ ـا ب وا م ـر يـاز العقلي .1»على التسبب فيه على طريقة ا

نه تعاىل ال يبدل ما مبجتمع مـن عافيـة ونعمـة، وأمـن وعـزة إال من سنن اهللا االجتماعية أذه تكون . إذا أفراده تلك النعم وارتكبوا املعاصي

يف األحـــوال اخلارجيـــة بتغيــري داخلـــي، أي أن تغـــري ويبــدو ظـــاهرا مـــن اآليــات الكرميـــة اشـــرتاط التغــري م م وأخالقهم ومعتقدا ويف هـذه اآليـات ردا واضـح . حياة الناس سلبا أو إجيابا مرهونة أساسا مبعنويا

وصـــــريح علـــــى مـــــا يعتقـــــده الـــــبعض األفـــــراد املنتمـــــني للثقافـــــة الغربيـــــة احلديثـــــة مـــــن أن اجلانـــــب املـــــادي ري يف االجتـاه احلسـن حتسـنت أحـوال النـاس، وإذا تغـريت يف االجتـاه واالقتصادي هو كل شـيء، فـإذا تغـ

. السيء تردت أحوال الناسكما تشري بوضوح إىل أن التغري فطرة جبل عليها البشر وأحد عناصر تركيبتهم النفسية؛ إذ أنه حيقق

م متحركة ومتجددة .أمناطا وقيما جديدة تشعر األفراد أن حيا

:االجتماعينظريات التغير - 2الدراســات مـن عـن الظــواهر االجتماعيـة اختفــى أثـر ظــاهرة التغـري االجتمــاعي ابـن خلــدون منـذ آراء

حـــىت البـــدايات األوىل لعصـــر -حســـب مـــا تـــوفر لـــدينا مـــن مراجـــع عـــن املوضـــوع-الفكريـــة والفلســـفية ،غــري االجتمــاعيمفهــوم التنميــة والتلــوحظ تطــور نوعــا مــا خبصــوص نأيــ، ث يف أوروبــاـالنهضــة والبعــــ التطــورات وذلــك بســبب الحقــة، تة املـوالثــورات الفكريــة والدينيــة واالجتماعيــة والسياســية واالقتصادي

ن ـماعي مـمفاهيم التغري االجتمنه يف و ،اإلنسانية ومـال العلـة واسعة يف جمـرات جذريـتغي تحدثي أـوالت

.102-101، ص13حممد الطاهر بن عاشور، تفسري التحرير والتنوير، ج -1

21

املفســرة نظريــات عنـه الانبثقــت ،من عشـرالقــرن الثــا اجلـدل الفلســفي الـذي بلــغ ذروتــه يف ذلــكخـالل فقـد حاولــت املـدارس الفلســفية الغربيـة دراســة الظـاهرة وحمالــة تفسـريها وفــق لظـاهرة التغـري االجتمــاعي،

.وال إىل املدرسة األنثروبولوجيةـرؤيتها اخلاصة ابتداءا من املدرسة التارخيية ووصيف نظريتــه حــول " كونــت"ولقــد ذهــب « "نــتأوجســت كو "ميثــل هــذه النظريــة : النظريــة التارخييــة -أتمعـــات تقــدمت عـــرب سلســـلة مــن املراحـــل التـــ" الــديناميكا االجتماعيـــة" ــــا، ـي ميكـــإىل أن ا ن التنبـــؤ

.1»حيث يتم االنتقال من مرحلة إىل أخرى وفقا لدرجة تطور املعرفة اإلنسانيةجتمــاعي لــه اجتــاه واحــد وهــو التقــدم والنمــو وفــق هــذااملنظور فــإن النظريــة التارخييــة تــرى أن التغــري اال

. دائما، ولعل هذا من أبرز العيوب اليت انتقدت فيها النظريةطرحت ضـمن هـذه النظريـة عـدة آراء مل تتجـاوز كلهـا املسـارين املعلميـني هلـذه : النظرية التطويرية -ب

والــذي يعتقــد «، "ت سبنســرهــاربر "نأخــذ كمثـال عنهــا نظريــة . النظريـة املســار الــدئري واملســار اخلطــيتمع يتطور ويتحول من جمتمع بسيط برتكيبته ووظائفه إىل جمت ، فهـو يـرى 2»مع معقـد ومتشـعبـبأن ا

تمــع يتطـــور ككـــائن حـــي، فكلمـــا ازداد تركيبــا كلمـــا ازدادت قدرتـــه علـــى أن يفهـــم بـــوعي ذايت «أن اافس احلـاد للحصـول علـى املــوارد، وهـي آليات حتقيق جناحه وأن يتحكم فيها، وأهـم تلـك اآلليـات التنـ

وكـــان يـــؤمن بـــأن تطبيـــق هـــذا املبـــدأ ســـوف يـــؤدي يف النهايـــة إىل ". البقـــاء لألصـــلح" (...)الـــيت مساهـــا تمـع علـى أفضــل حنـو هكـذا يبـدو أن مفهـوم التغــري االجتمـاعي عنـد التطـوريني هــو . 3»حتقيـق صـاحل ا

تمع وتشابك يف وظائفه، مما .يؤدي به إىل تطوير نفسه وتغريه حنو األفضل زيادة يف تعقيد ا

- أوجست كونت)(Conte Auguste "1798 -1857ح علم االجتماع كما قسمه إىل صك مصطل. فيلسوف وعامل اجتماع فرنسي ."م

دعى كونت إىل الدراسة العلمية للمجتمع والتاريخ . قسم خاص بدراسة االستيتيكا االجتماعية، واألخر خاص بدراسة الدينميكا االجتماعية: قسمني .)425-424شارلوت سيمو مشيث، موسوعة علم اإلنسان، ص(. وفقا ملنهج الفلسفة الوضعية

.389ل، موسوعة علم االجتماع، صجوردون مارشا -1 - م1903-1820"هاربرت سبنسر) ".(sqehcer Herbert وري، حقق شهرة واسعة يف ـهو نيب الدروينية االجتماعية طوال العصر الفيكت

وبدأ يؤلف بانتظام جمموعة مث انتقل إىل العمل الصحفي. ولد يف منطقة ميالند باجنلرتا؛ حيث عمل لفرتة يف السكة احلديدية، ورساما هندسيا. عصرهدراسة علم االجتماع الصادر عام . م1815االستيتيكا االجتماعية الصادر عام : من مؤلفاته. من الكتب، اليت بنت مسعته يف العلوم االجتماعية

). 688جوردون مارشال، موسوعة علم االجتماع، ص( .م1873 .190م، ص1986، 2ن حممد احلسن، دار الطليعة، بريوت، لبنان، طإحسا: دينكن ميتشيل، معجم علم االجتماع، ترمجة -2 .688جوردون مارشال، موسوعة علم االجتماع، ص -3

22

ـــــال عنهـــــا نظريـــــة : النظريـــــة الوظيفيـــــة -ت ـــــالكوت "هـــــي األخـــــرى عرفـــــت آراء متعـــــددة، نأخـــــذ كمث تلكي يستمر النسق املوجود ال بد وأن نعمل «حيث يرى أنه "األنساق االجتماعية"حول "بارسونز

التكيـف : اع أربعة احتياجات، وهذه املتطلبات هـيعلى الوفاء بأربعة متطلبات وظيفية أساسية أو إشبــــــة أو ــــــة الطبيعي ــــــ"مــــــع البيئ ــــــق اهلــــــدف كوســــــيلة لتنظي ـــــــحتقي ــــــداخلي وطــــــرق التعامــــــل مــــــع ـم التنسي ق ال

، لـذلك يطـور كـل نسـق أربعـة "وسـائل حتقيـق االسـتقرار املقـارن"، والكمـون أو دعـم منـط "االختالفاتـــ الثقــــايف، االجتمـــاعي، ونســــق : ذه املتطلبــــات، وهـــيأنســـاق فرعيـــة خاصــــة يف ســـياق عمليــــة الوفـــاء

الشخصية، والنسق البيولوجي، تشـكل مـا أمسـاه النسـق العـام للفعـل، ويقابـل كـل نسـق أحـد املتطلبـات تمــع ،1»الوظيفــة ويصــبح مــن املمكــن تفســري . منــط مركــب ومــرتابط مــن الوظــائف«وهكــذا يصــبح ا

تمــع الــدائم لتحقيــق التــوازن، فمــالتغــري االجتمــاعي كظــاهرة ثانويــة مصــاحبة لســع مكن علــى ـن املـــي اميكـن فهمهـا علـى و ،(...) سبيل املثال أن يؤدي انتشار البطالة إىل خلق نظام من الرعاية االجتماعيـة

ا صور من التوافق مع أحد حاالت الفشل أو االختالل الوظيفي يف إطار الكيان االجتماعي . 2»أتعتقـد أن وسـائل اإلنتـاج أو «، والـيت "كـارل مـاركس"النظرية اليت طرحها هي: نظرية املاركسيةال -ث

تكنولوجيـا اإلنتــاج ومــا يــدور فيهـا مــن عالقــات اجتماعيــة انتاجيــة هـي العنصــر األساســي الــذي يســتند ــــيت يستــــ تمــــع، أو هــــي القاعــــدة التحتيــــة للمجتمــــع وال ــــه ا ها البنــــاء الفــــوقي املتكــــون مــــن ـند عليـــــعلي

- 1902-1979". (تالكوت بارسونز" (Parsohs Talcott عامل اجتماع أمريكي، يعترب من أحد كبار مفكري النظرية الوظيفية يف علم

. م1987بناء الفعل االجتماعي : من أبرز مؤلفاته. النظرية الوظيفية يف األنثروبولوجيا، كما كان له تأثري عليها أيضاتأثر بارسونز يف تفكريه ب .االجتماع . )140 شارلوت سيمو مشيث، موسوعة علم اإلنسان، ص(. م1951النسق االجتماعي

- ه هولتكرانس، قاموس مصطلحات األنثروبولوجيا والفلوكلور، أيك. (النسق االجتماعي هو أي وحدة اجتماعية تؤدي وظيفة: األنساق االجتماعية ).347ص

.258-257جوردون مارشال، موسوعة علم االجتماع، ص -1 .390، صاملرجع نفسه -2 - ماركس كارل )Karl Heinrich ."1883-1818" (Marx كان املؤسس الرئيسي حلركتني ، فيلسوف أملاين واجتماعي وثوري حمرتف

ل أنصاره أنفسهم. االشرتاكية الدميقراطية والشيوعية الثورية: ني قويتني مهامجاهرييت ل أحيانا بالتجاهل أو سوء الفهم حىت من قب قاب لد . وقد كان ي وعرف باسم كارل ماركس م 1835 عام امعة يفـالتحق باجل. دراسته قدراته العقلية واتخالل سنبرزت . بروسياونشأ يف إقليم ترير التابع ملا كان ي

منها أمراضا نفسيةـررة كـأمراضا متك كارل عاىن ماركس. م1841لدراسة القانون، وحصل على الدكتوراه يف الفلسفة من جامعة جينا عام . ان كثريا من الناحية اجلسمية، قد مجيع أصدقائه، عدا فريدريك وقد فـ . كان يعاين الكآبة والفتور وعدم القدرة على العمل لفرتات طويلة وحىت حينما كان سليم

له . إجنلز، وأصبح كثري منهم أعداء ة اجلدلية، وهي ذات مفاهيم صعبة وغامضة كارل ماركس طلق على نظريةي كان البيان الشيوعي .أحيانا اسم املاديا لكنه ق1848مع إجنلز عشية الثورة األملانية يف عام ماركس مذكرة كتبها ، "األسس. "السياسية والتارخيية :وي لنظريات املؤلفني م يتضمن عرضا موجز

.) 434 مو مشيث، موسوعة علم اإلنسان، صـوت سيـارلـش( .الرئيسية هفإنه من أعمال "رأس املال" أما كتاب، "األسرة املقدسة"

23

فـرص االقتصـادية اجلديـدة الـيت الوبتقـدم التكنولوجيـا وظهـور . عائلية، والدينيـة، والسياسـيةاملؤسسات التعتمد عليها وسائل اإلنتاج األكثر فعالية ودقة تظهر الطبقات املسـيطرة علـى وسائــل االنــتاج، وينتهـي

هكـذا . 1»مجتمـعالصراع بفوز الطبقة الكادحة اليت تعمل ما يف استطاعتها لتغري السمات اجلوهريـة للقات الكادحــة الفـــائزة يف هـــذا الصــراع لقـــوانني وأعـــراف ـن الطبــــيتولــد التغـــري االجتمــاعي عـــن طريـــق ســ

اقتصــادية جديــدة تصــب يف خــدمتها وتقلــص الفــوارق بينهــا وبــني الطبقــات املســيطرة، فينــتج عنــه تغــري .فكري شامل -ثقايف -اجتماعي

، والـذي ال يعــول علــى اجلوانــب املاديــة "مــاكس فيــرب"ثـال عــن نأخــذ كم: النظريـة املاديــة التارخييــة -جالقائلة بأن النظـام " ماركس"يتفق مع نظرية «فقط ألحداث التغري بل يضم إليها عوامل أخرى؛ حيث

"الربولتاريـة"ائل االنتـاج، و ـطر عــلى وســي تسيــالتـ "الربجوازيـة"الرأمسايل يعتمد علـى وجـود طبقتـني؛ غــري أنــه . ون جمــردة عــن امللكيــة والســيطرةـود البشــرية لعمليــة االنتــاج التكنولــوجي، وتكــالــيت تقــدم اجلهــ

هـــو أســـاس التحـــول املـــادي " الـــوعي وااليديولوجيـــة االجتماعيـــة"يعتقـــد بـــأن البنـــاء الفـــوقي للمجتمـــع .2»والتكنولوجي

علـى عكـس النظريـة أمهية للوجود اإلنساين وقدرته على تقريـر مصـريه" ماكس فيرب"إذا تعطي نظرية املاركســية الــيت جعلتــه باملــادة وحــدها، لــذلك شــكلت هــذه النظريــة حماولــة للتعــديل مــن التطــرف املــادي

.ثقافية -ايديولوجية -، فالتغري االجتماعي فيها هو نتاج تفاعل عوامل مادية"ماركس"عند وينصحون «حديث، يربط أصحاب هذه النظرية التغري االجتماعي بالت: النظرية التحديثية -ح

تمعات تمعات الغربية ا مرت اليت للمشاكل جتنبا الغريب التنموي النهج على بالسري النامية ا ا

.190دينكن ميتشيل، معجم علم االجتماع، ص -1 - ماكس فيرب)Mox (Weber "1864-1920جتماع أملاين يعد إىل جانب دوركامي وماركس أحد األباء املؤسسني لعلم عامل ا. "م

من بني . االجتماع، وقد أثرت أعماله تأثري عظيما على األنثروبولوجيا، خاصة دراسات عن الدين، ونظريته عن التدرج الطبقي، وإسهاماته املنهجيةتمع ترجم م،1958األخالق الربتستانتية وروح الرأمسالية ترجم : مؤلفاته ث، موسوعة علم اإلنسان، ص ـشارلوت سيمو مشي. (م1986االقتصاد وا400 (.

- اجوسائل اإلنت اكو لفالربجوازيون هم مالهي الطبقة املسيطرة ، :الربجوازية. - يف إحداث التغري الثوري والتحريري بسبب طبيعة و تعىن عند ماركس الطبقة العاملة يف ظل الرأمسالية وينسب إىل الربولتاريا الدور الرئيسي : الربولتارية

ا على إحراز النصر يف النهاية ا، وقدر .) 252جوردون مارشال، موسوعة علم االجتماع، ص. (تكوينها، وسيطرات مركز البحوث أمحد زايد وحممد حمي الدين وحممد اجلوهري وعديل السمري، مطبوع: أنتوين جيدنز، مقدمة نقدية يف علم االجتماع، ترمجة -2

.82-81م، ص2002والدراسات االجتماعية، كلية اآلداب، جامعة القاهرة، القاهرة، دط،

24

أنه "سرنمس"التحديث؛ حيث يرى عملية يف لإلسراع الغربية النماذج ونقل مسرية التحديث، أثناءتمع حتديث مسرية يف البد ولربت "أما . الوقت نفس ويف عدة جماالت يف التحوالت بعض من اتمعات أن فريى" مور االت يف ةـالغربي قافةـالث طـمن بأخذ إال للتحديث تصل لن التقليديه ا املاديه ا

تغري –تغري املؤسسات –تغري القيم - :يـع وهـوأوضح الشروط الالزمة للتحول إىل التصني ،والفكريةواضح جتاهل أي الذي أتت النظرية التحديثية فيهالر إن هذا. 1»تغري الدافعية –التنظيم

تمعات خاصة وأن أغلبها ذات حضارة سابقة الثقافية للخصوصيات .تلك ا

فهي , شارـاالنت لـعام إىل يرجع الثقايف التغري أن من«تنطلق هذه النظرية : نظرية االنتشار الثقايف -خ ألن العامل أحناء السمات تلك تعم أن إىل, أخرى إىل منطقة من ثقافية مسات مبوجبها تنتشر عملية

مسات استعارة نتيجة تأيت ما إمنا جمتمع يف حتدث اليت أن التغريات وترى االنتشار، الثقافة مسات من مبصدر االجتاه القائل :يف هذه النظرية أمهها جتاهاتاال عدد من متييز ميكن. ثاين جمتمع من ثقافيةا وحلت اليونانية احلضارة جاءت أن إىل العامل عمت اليت املصرية احلضارة وهي للثقافة واحد . مكا

تمعات يف قايفـالث شارـاالنت عملية ىـعل ةـرتبـاملت باآلثار هتمي واالجتاه الذي . 2»اتقرر «وهي من النظريات احلديثة املفسرة لظاهرة التغري االجتماعي، و: نظرية التفاعل الثقايف - د

دما يتفاعل أعضاء ثقافيني يكون هناك اجتاه حنو التغري الثقايف أو حنو زيادة سرعة التغري ببساطة أنه عنوهو أن الزيادة يف عدد املفردات الثقافية املتغرية وافرة لكل منها يؤدي إمكانية تركيبات (...)الثقايف،

.3»جديدة من هذه املفرداتتنظر إىل احلقيقة من زاوية واحدة، " العاملية"ى بـلقد كانت نظريات املرحلة الكالسكية أو ما تسم

فبعضها تغفل كل الزوايا عدا ما تراه هي عامال أساسيا متاما والبعض األخر يعطي قدرا من االعتبار متيزت فقد ماعي،ـتاريخ البحث االجت يف واملعاصرة احلديثة املرحلة النظرياتأما .لباقي اجلوانب

- مسنسر ويليام جراهام)Wil iam Graham Sumner" (1840-1910 ." من أهم علماء االجتماع األمريكيني، تراس مجعية علماء

أيكه هولتكرانس، قاموس مصطلحات (. م1906الذي نشر عام " العادات الشعبية" أشهر مؤلفاته على اإلطالق كتاب. االجتماع األمريكية ). 400األنثروبولوجيا والفلوكلور، ص

ـــــــــــــف، التغـــــــــــــري االجتمـــــــــــــاعي، جامعـــــــــــــة امللـــــــــــــك فيصـــــــــــــل، العربيـــــــــــــة -1 ـــــــــــــد الرمحـــــــــــــان اخلري ــــــــد بـــــــــــــن عب : الســـــــــــــعودية، املوقـــــــــــــع اإللكـــــــــــــرتوين فهـــــIbtihalino.blogspot.com42، ص . .

.30سعود راشد العنزي، التغري االجتماعي ونظرياته، ص -2 .31-30، صاملرجع نفسه -3

25

إذ أكدت والتفاعل؛ العوامل مجاعية على تأكيدها خالل من جتماعياال للتغيري رؤيتها باختالفتمع لبناء املشكلة العناصر من ألي من املمكن أنه للتغري دافعة قوة باعتبارها دورها تؤدي أن ا

االجتماعي، للتغري مثرية عوامل هناك تكون أن املمكن من أنه أيضا أكدت كما االجتماعي، أيضا املرحلة هذه كما طرحت .تفاعالته استمرار تأكيد على قادرة أخرى هناك عوامل بينما

الوقت احلاضر فلم يعد لبعض هذه النظريات أثر يف يف أما. باجتاه يتعلق فيما دقة أكثر أفكار .الوجود كالنظرية احلتمية

:عوامل التغير االجتماعي -3تمعــات ا إلنســـانية إال أنــه ال ميكــن أن حيـــدث دون إن التغــري وإن كــان ظــاهرة طبيعيـــة ودائمــة يف ا

تمع ذاته كنتيجة لتطورات يف بعض جماالته، كما ميكن أن أسباب ودوافع، ميكن أن تنبع من داخل الكن هـذه العوامـل ال ميكـن أن تعمـل بـانعزال عـن بعضـها الـبعض؛ إذ . حتركها ظروف وتيارات خارجية

وتصـنف هـذه العوامـل . عض حيـتم ضـرورة تـداخلها يف العمـلأن ضرورة تبادهلا االعتماد على بعضها الب :على النحو التايل

تمــع : العوامــل البيئيــة -أ ــا الظــروف املناخيــة والبيئيــة الــيت يعــيش فيهــا ا كســطح األرض ومــا «نعــين ال والســهوب، كــذلك ـاه، واجلبـــع األرض، وامليـــعليــه مــن عوامــل فيزيقيــة ومصــادر للثــروة الطبيعيــة، وتوزيــ

ــــاه، وفيــــاقط امليــــحلـــرارة والـــربودة، واألمطـــار واجلفـــاف ومســـا (...)ار، والـــزالزل، والرباكـــني،ـضانات األإذا تغري املنـاخ يف منطقـة مـن «، فـ1»وهذه العوامل الطبيعية هلا أثرها الواضح على العالقات االجتماعيةتغري تبعا لذلك؛ إذ حيـاول السـكان املناطق فإن االنتاج الزراعي والصناعي والتجاري والنشاط البشري ي

. 2»أن يكيفوا أنفسهم تبعا للتغريات املناخية اجلديدةحدثتـه الطبيعـة وكمثال عن التغري االجتمـاعي النـاتج عـن تغـري املصـادر الطبيعيـة التغـري اهلائـل الـذي أ

فاكتشــاف البــرتول يف منطقــة الشــرق األوســط أدى إىل تغيــري كبــري يف حيــاة «يف منطقــة اخللــيج العــريب، هجـروا مـواطن القبيلـة األصـلية إىل املـدن (...)الذين كـانوا يعيشـون علـى الرعـي ،. سكان هذه املناطق

تمع، -1 .20صحسني عبد احلميد أمحد رشوان، تطور النظم االجتماعية وأثرها يف الفرد وا .21املرجع نفسه، ص -2

26

ي لألســـرة املكونـــة مـــن األبـــوين الـــيت أنشـــئت حـــول مـــوارد البـــرتول، وقبلـــوا فكـــرة االســـتقالل االقتصـــاد .1»واألوالد على نطاق العشرية

ــــــة -ب ــــــواء التغيــــــ: العوامــــــل الدميغرافي ـــــــري، فكثـالســــــكان عنصــــــر فعــــــال يف محــــــل ل هم، ــــــــهم وختلخلـافتــــره يف التغــــري ــــه أث ــــنهم، كــــذلك التكــــوين اجلنســــي والعمــــري كــــل هــــذا ل وخصــــوبتهم، وحركــــة اهلجــــرة بي

تـــرتبط بعمليـــيت التحضـــر والتصـــنيع، كـــذلك اهلجـــرة ســـواء كانـــت االجتمـــاعي، فعمليـــة النمـــو الســـكاينكــذلك . داخليـة أم خارجيــة قــد تسـهم يف توســع املــدن وازدهـار الصــناعة، ومنــه تغـري القــيم والســلوكات

حاالت الغزو واالستعمار ميكنها أن تؤثر على التطور اجلنسي والعمري للسكان، فاخنفاظ اليد العاملـة قــد يــؤدي إىل تــدهور يف اجلانــب االقتصــادي، ومــن حيــث التكــوين العمــري الذكوريــة بســبب احلــروب

تمع 2.يتباين التمسك بالقيم واألعراف وتغريها بني ارتفاع نسبة الشيوخ وارتفاع نسبة الشباب يف ايت الثقافــة أحــد العوامــل اهلامــة الــيت تــؤدي إىل التغــري االجتمــاعي، وقــد تــأ«تعــد : العوامـل الثقافيــة -ت

تمـــع عـــن طريـــق تمـــع كمـــا يف عمليـــيت االخـــرتاع واالكتشـــاف، أو مـــن خـــارج ا الثقافـــة مـــن داخـــل ا؛ حيــث لــوحظ أن 3»االتصــال، ذلــك أن معظــم الســمات الثقافيــة اجلديــدة تنتقــل مــن خــالل االنتشــار

تمعــات الوثيقــة االتصــال بغريهــا هــي األكثــر عرضــة للتغــري، فعــ تقــل إىل ق االتصــال الثقــايف تنـن طريـــاتمع آخر تمع مسات ثقافية يؤدي االنتشار الثقايف عن «كما . أفكار، معتقدات، فنون، معارف: ا

تمـع وأفكـار أفـراده، ممـ عكس ـا ينــطريق تقدم وسائل االتصال الفكرية إىل كثري مـن التغـريات يف نظـم افـي جمتمعـات كثـرية سـاعد علــى ف ،راطيـةه يف انتشـار فكـرة احلريـة والدميقـماعي يف ذاتــناء االجتــى البــعلـ

تمعـــات ونظمهـــا يـــتم علـــى (...)والتعليميـــة، ،واالقتصـــادية ،السياســـية :إجيـــاد تغيـــري يف حيـــاة هاتـــه اتمــع ن الثقافـــة عامـــل إكـــذلك فـــ .أســاس تغـــري جـــوهري يف العالقـــات األساســية الـــيت تقـــوم بـــني أفـــراد ا

يقوم على أساس تعارض أفكار اجلماعـات و اهليئـات و املنافسة االجتماعية مبا ختلقه من صراع فكري تمع .4»املؤسسات املختلفة اليت يتكون منها ا

.20، صنفسهاملرجع -1تمع، صحسني عبد احلميد أمحد رشوان، تط: ينظر -2 .24-23-22ور النظم االجتماعية وأثرها يف الفرد وا .25، صنفسهاملرجع -3 .، الصفحة نفسهانفسهاملرجع -4

27

تمـــع اإلنســـاين، الـــيت حافـــل باحلركـــات الفكريـــة البشـــري والتـــاريخ مثـــل أحـــدثت انقـــالب يف حيـــاة ا .حركة النهضة األوروبية

ـــا أن التقلبـــات السياســـية كاالنتقـــ: العوامـــل السياســـية -ث ال مـــن نظـــام سياســـي إىل آخـــر هلـــا تأثرياتمعـــات بعضـــها بـــبعض، ممـــا يـــؤثر خاصـــة علـــى ـصادي وعلـــى عــــانب االقتــــاحلتميـــة علـــى اجلـــ القات ا

االســرتاتيجيات الـــيت تســـتهدف حتقيـــق الرفاهيـــة االقتصـــادية وحتقيـــق األمـــن واالســـتقرار، فكلمـــا حقـــق « .1»اعال يف إحداث التغريات الداخلية وضبطهاالنظام السياسي درجة من القوة استطاع أن يكون ف

معقـــدة تســـتهدف إحـــداث التغـــريات يف جوانـــب «وهـــي عبـــارة عـــن عمليـــات : العوامـــل التحـــديث -جدورا هامــا يف عمليــة التنميــة التحــديثيلعــب . 2»احليــاة االقتصــادية والسياســية والثقافيــة وااليديولوجيــة

االجتماعيـــة، الـــيت تتطلـــب بـــدورها تغـــريات يف التزامـــات الـــيت تســـتلزم تشـــبعا وتعقيـــدا مســـتمر يف الـــنظم .األفراد االجتماعية واالقتصادية والسيكولوجية

إن العامل الفكري هو أحد أهم العوامل املنتجة للتغري االجتماعي؛ إذ : العوامل االديولوجية - ح ة وفقا لسياسة متكاملة االجتماعية الواقعي تعترب اإليديولوجية قوة فكرية تعمل على تطوير النماذج«

أو أحكام ،أو نظريات فلسفية ،تتخذ أساليب ووسائل هادفة، وتساندها عادة تربيرات االجتماعيةفهي ليست جمرد ،ومن هنا ترتبط اإليديولوجية باحلركة االجتماعية .3»أو أفكار تقليدية ،عقائدية

سواء كان هذا ،عا معينا من الناستصور مجتشكل جمموعة من األفكار واملعتقدات واالجتاهات اليت تمع وإمنا هي فكرة هادفة هلا فعالية . أو غريها ،أو طبقة من الطبقات االجتماعية ،مة من األممأا

وتنعكس روحها على التنشئة االجتماعية ملا ،جيابية يف البيئة االجتماعية ويف العالقات االجتماعيةإ ون انبثاق األفكار واآلراء احملركة منـيك انطالقا مما سبق .يف القيم االجتماعية تتغيريامن هدثحت

حمركا لكثري من التغريات الــعام هاته الوضعيات وفئات اجتماعية صادرة عن معينة وضعياتخالل تمع .يف ا

.53م، ص2002/هـ 1423، 2مالك بن نيب، بني الرشاد التيه، دار الفكر املعاصر، بريوت، لبنان، ط -1تمع اجلزائري املعاصر -2 .98م، ص1990، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، دط، حممد السويدي، مقدمة يف دراسة ا، مطبعة مزوار، الوادي، اجلزائر، دط، )نظرة سيكو سوسيولوجية للتغري االجتماعي بوادي سوف(بوبكر منصور، من العائلة إىل التعاقدية -3

.23 م، ص2004

28

التأثري الكبري لالبتكارات العلمية -خاصة–لقد ظهر يف هذا العصر : العوامل التكنولوجية -خ م يف خمتلف أمناط حياة البشر، واملباشر عل ثار آفالتغري التكنولوجي له «ى سلوكات األفراد وعالقا

تمع سواء من النواحي االقتصادية ماالجتماعية، أ مأ ،واسعة النطاق يف حتديد شكل ووظيفة اكما .ية الصناعية عن قيام تكنولوجيا آلية واقتصاد تسويق وجمتمع صناعنيولقد أسفرت املد ،العمرانية

تمع فلم يكن ،أدى األسلوب الصناعي يف اإلنتاج إىل قيام تنظيم اقتصادي يؤثر على مجيع أجزاء ا ،ي مؤسسة اجتماعية من اخلضوع لتأثري التغري التكنولوجي و االقتصادي للمجتمعألهناك مفر

.1»احلديثةترتكه التكنولوجيا ذيفاملدرسة واملنزل وغريها تتأثر مجيعا باإلطار املادي اليعتــرب العامــل االقتصــادي أكــرب حمــدادت البنــاء االجتمــاعي وطبيعــة العمليــات : العوامــل االقتصــادية -د

االجتماعية والسياسية والروحية فيه، ويتمثل هذا العامل يف طبيعة االنتاج، وطرق التوزيـع واالسـتهالك، تمـع؛ إذ يلعـب التغـري يف هـذه اجل وانـب دورا أساسـيا يف تغـري منـط العالقـات ونظام امللكية السائد يف ا

من خالل اآلثار اليت حتدثها خطـط التصـنيع وخطـط تنميـة اجلتمعـات الريفيـة علـى األبنيـة «بني األفراد .2»ق التفكري والسلوكر والعالقات االجتماعية، وعلى نوعية وشكل العمل، ونظام األسرة وط

؛ حيــث االجتمــاعي ى دور الــدين يف إحــداث التغــرييؤكــد الكثــري مــن الفالســفة علــ: العامــل الــديين -ذأن الــدين هـــو القــوة الوحيــدة املـــؤثرة يف التقــدم، فالــدين هــو الـــذي يوحــد بــني األجيـــال «يــرى بعضــهم

تمعــات، وينقــذ احلضـــارة مــن األفكــار، والـــدين هــو الــذي مســـح بوجــود التقـــدم وحيقــق التكامــل بـــني ا . 3»االجتماعي والتغري مستمرين

:التغير االجتماعي مراحل -4 التجديدات تدخلت حىت عليها متفق منطية تكون أن ىلإ اليومية واملواقف االجتماعية احلياة متيل

النظام توازن يف واخللل االضطراب من نوع حدثتف والثقافية، االجتماعية احلياة طارإ يف

، وإىل غاية حدوث جتماعياال بالسلوك املرتبطة نساقاأل يف توافقية تغريات يستدعي االجتماعيا اجتماعية تغريات . شاملة البد من مراحل معينة مير

.23 ، ص)للتغري االجتماعي بوادي سوف نظرة سيكو سوسيولوجية (بوبكر منصور، من العائلة إىل التعاقدية -1تمع، ص -2 .25حسني عبد احلميد أمحد رشوان، تطور النظم االجتماعية وأثرها يف الفرد وا .147-146السيد حممد خريي، دار النهضة العربية، بريوت، لبنان، دط، دت، ص: حممود عودة، أساليب االتصال والتغري االجتماعي، تقدمي -3

29

بناءا على هذا حاول بعض الباحثني حتديد تلك املراحل ترتيبها، من بينهم عند الباحثني الغربيني ".غيث عاطف"، وعند الباحثني العرب "ليونربجر هربرت"

ا مير املراحل من سلسلة هناك أن يرى« ":ليونربجر تهربر "عند مراحل التغري االجتماعي - أ : وهي املتغرياجلديد بالنمط يأخذ أن قبل الفرد

.اجلديد باملوضوع معرفة أو مساع أول عند: االحساس مرحلة -1 معرفــة بغـرض اجلديـد، املوضــوع حـول املعلومـات بتجميــع وتكـون: االهتمـام مرحلـة -2

. فائدته مـدى ومعرفـة وتفسـريها اجلديـد املوضـوع عـن املعلومـات اختبـار يأ: التقيـيم مرحلـة -3

. ا االخذ أجل من مالئمتها . تطبيقها كيفية ودراسة الفكرة وجتريب اختبار أي: احملاولة مرحلة -4 .1»السائد النمط يف مكانه ليأخذ اعتماده و اجلديد املوضوع قبول أي: التبين مرحلة -5 مالحظــة ميكــن أنــههــذا الباحــث يــرى ":غيــث عــاطف"عنــد عي مراحـل التغــري االجتمــا -ب

: هي املضطردة التغري عملية يف مراحل أربع

تمع، يف جديد عنصر أو مسة انتشار -1« مستعارا أو الواحدة الثقافة داخل اخرتاعا كان سواء ا

.االنتشار بسب أخر ثقافة منبل من القدمية السمات يف خلخلة حدوث -2 حيـث البقاء أجل من صراع أو اجلديدة السمات ق

بعـد يتغـري أن إىل ملحوظـة وظيفـة يؤدي و القدمي، العنصر جبانب مكانه بأخذ اجلديد العنصر يبدأ

.حني الثقافـة عناصـر فتـنظم بـه، املتصـلة السـمات يف توافقيـة تغـريات اجلديـدة العناصـر انتشـار يثـري -3

.متصاصها أو اجلديد العنصر ملواجهة نفسها القائمة

.9بد الرمحان اخلريف، التغري االجتماعي، صفهد بن ع -1

30

عناصـر مـن جديـدة خلخلـة إىل يتعـرض مل مـا الثقـايف، النسـق يف مكانـه اجلديـد العنصـر يأخـذ -4

.1»أخرى جديدة ثقافية

:أنواع التغير االجتماعي -5 : هناك عدة أشكال ومظاهر للتغري االجتماعي أمهها

تمع ع: التغري يف القيم االجتماعية - أ كسا ألي تغري فيه صغريا كان أم إن القيم من أهم جوانب ا، لذلك فإن تغري 2»الدافع االيديولوجي الذي يؤثر يف أفكار اإلنسان وأفعاله«كبريا؛ إذ باعتبارها

.3»يؤثر بطريقة مباشرة يف مضمون األدوار االجتماعية ومعايري التفاعل االجتماعي«هذه الدوافع التايل فهو يعين ب. 4»ري يف البناءات االجتماعيةيقصد به التغ«و: التغري يف النظم االجتماعية -ب

التغري الذي يصيب النظم واألبنية املتنوعة للمجتمع كالنظام السياسي، واالقتصادي، والثقايف ن النظام امللكي إىل النظام الدميقراطي، والتغري يف ـاسي مـالتغري يف البناء السي: اخل، وذلك مثل...و

االشرتاكي إىل النظام الرأمسايل، والتغري يف النظام األسري من تعدد النظام االقتصادي من النظام .اخل....الزوجات إىل نظام الزوجة الواحدة

م دور هـام يف : التغري يف مراكز األشخاص -ت ميكن لـبعض األشـخاص أن يكـون حلضـورهم أو غيـامن خالل ما يضعون من إحداث تغري اجتماعي مثل القادة السياسيني واملسؤلني االقتصاديني، وذلك

كـأن يقـدم زعـيم سياسـي علـى تطبيـق نظـام اقتصـادي أو سياسـي معـني، مث يـأيت ،برامج وخطط تنمويةقـــد يكـــون يف تعاقـــب «وهكـــذا . آخـــر فيغـــري هـــذا النظـــام بعـــدة نظـــم أخـــرى فيحـــدث تغـــري اجتمـــاعي

إىل ذلــك يف ظــروف د ذاتــه ولكنــه قــد يــؤدي ـاالشــخاص يف املراكــز اجتماعيــة عاليــة تغــري بنــائي يف حــ . ، أو بسبب أشخاص معينني5»معينة

.173، ص)دراسة تطبيقية(علم االجتماع حممد عاطف غيث، -1 .295أيكه هولتكرانس، قاموس مصطلحات األنثروبولوجيا والفلوكلور، ص -2 .170، ص)دراسة تطبيقية(علم االجتماع حممد عاطف غيث، -3تمع، ص حسني عبد احلميد أمحد رشوان، تطور النظم -4 .16االجتماعية وأثرها يف الفرد واتمع، ص -5 .16حسني عبد احلميد أمحد رشوان، تطور النظم االجتماعية وأثرها يف الفرد وا

31

:مستويات التغير االجتماعي -6 : يتدرج التغري االجتماعي على عدة مستويات هي

، مبعىن أثر 1»التغري يف االجتاهات واآلراء واألفعال أو التغري على املستوى الفردي«: املستوى األول -أ .عل أو االجتاه على العالقات االجتماعية املختلفةهذا التغري الفردي يف الرأي أو الف

يتمثـــل يف الطريقـــة واألســـلوب الـــذي ينتشـــر بـــه جتديـــد معـــني متمثـــل يف فكـــرة «: املســـتوى الثـــاين -بــرد االنتشــار وإمنــا مــا جديــدة، أو ممارســة جديــدة، أو معتقــد اجتمــاعي أو سياســي جديــدين، لــيس

هـذا يعـين رصـد جمـال . 2»مـا يالقيـه مـن رفـض وحـد ومقاومـة يالقيه هذا اجلديد من ترحيـب وتقبـل أو .اتساع وحدة التغري االجتماعي أو حمدوديته على مستوى األفراد

تمع، : املستوى الثالث -ت تمـع التقليـدي إىل «وهو التغري على املستوى ا ونقصد به التحـول مـن ا .3»العصرية أو ختليه عن املعايري التقليدية

:ير االجتماعيسمات التغ -7التغري االجتماعي كغريه من الظوهر البشرية العامة له عدة مسات خاصة، حاول الباحثني يف هذه

: الظاهرة رصدها، منهمتمعات املعاصرة، "ويلربت مور"العامل - أ الذي أحصى عدد من السمات التغيريية اليت تشهدها ا

: ورتبها على النحو التايلتمع أو احلضارة يكون إما مستمر أو متقطعاالتغري« -1 . السريع الذي حيدث يف ا

تكون الغيريات بشكل سلسلة متتابعة من األحداث تتبعها فرتات هادئة يعم فيها البناء والتعمري -2 .ويكون لذلك صدى على العامل

.146حممود عودة، أساليب االتصال والتغري االجتماعي، ص -1 .املرجع نفسه، الصفحة نفسها -2 .املرجع نفسه، الصفحة نفسها -3

- طرة السليمة دافع ،فيلسوف غريب أثر يف كثري من الفالسفة الربيطانيني املعاصرين .)م1958-1873(ولربت مور وشجع على ،عن نظريات الفا ك وعمل .يف لندن مور ولد .أداة للفلسفة اللغة العادية دراسة ا تقريب لة العقل، وهي جم ان حيرر جملةـمدرسا للفلسفة يف جامعة كمربدج، وملدة ثالثني عام

طرة السليمـاع عـدف م،1912ق األخال . م1903مبادئ علم األخالق تشمل مؤلفاته. فلسفية منري البعلبكي، معجم أعالم ملورد، ( .م1925 ن الف ). 473ص

32

.قأن نسبة التغري يف الوقت احلاضر هي أعلى من نسبة التغري يف الزمن الساب -3 .يكون التغري سريعا يف جماالت التكنولوجيا املادية، ويف السياسات االجتماعية -4

يؤثر التغري الطبيعي على خربات األفراد، وعلى النواحي الوظيفية للمجتمعات املعاصرة، وذلك -5تمع لعمليات التغري . 1»لتعرض مجيع أجزاء ا

ا درجة التغيري فقد أحصى بدوره بعض " تالكوت بارسونز"أما -ب السمات اليت ميكن أن نقيس تمعات اإلنسانية، منها منو اللغة، ودستورية النظام، واستخدام، وتفاوة سرعة التغري زمنيا وبني : يف ا

: خمتلف النظم؛ حيث يرىتمع البدائي"إن منو اللغة هو حمك االنتقال من « -1 تمع املتطور"إىل "ا من ، ألن اللغة جزء "ا

.الثقافة

تمع املتطـور"إن دستورية النظام واستخدام القانون حمك االنتقال من -2 تمـع املتمـدن"إىل " ا . "ا .فاللغة املكتوبة واستخدام االتفاقيات التعاقدية حتل حمل االعتماد على الذاكرة والشهود

هنــاك عصــور تتميــز بــبطء خيتلــف مــدى ســرعة التغــري االجتمــاعي خــالل فــرتات التــاريخ املختلفــة ف -3 .التغري، وأخرى تتميز بسرعة التغري، ويعترب القرن العشرين من أكثر فرتات التاريخ سرعة يف التغري

خيتلــف مــدى ســرعة التغــري بــني الــنظم االجتماعيــة املختلفــة، فهنــاك نظــم تتغــري بــبطء مثــل الــنظم -4 .الدينية، وهناك نظم تتغري بسرعة مثل النظم الرتبوية

د يكـــون التغـــري ســـريعا ومفاجئـــا، وهـــذا مـــا نســـميه بـــالثورة االجتماعيـــة، وقـــد يكـــون شـــامال وقـــد قـــ -5 .يقتصر على جانب واحد من جوانب احلياة االجتماعية

.191دينكن ميتشيل، معجم علم االجتماع، ص -1 - تمع البدائي .القبيلة وأعرافهاهو جمتمع تعيش على صيد احلوانات والزراعة التقليدية وحياة : ا - تمع املتطور هو جمتمع يتميز بالعالقات الواسعة النطاق واملفتوحة، كما قد يتمثل هذا املعيار يف مستوى التطور التكنولوجي للمجتمع، تعقيد : ا

).447 صشارلوت سيمو مشيث، موسوعة علم اإلنسان، . (طبيعة شبكة العالقات االجتماعيةتمع املتمدن -* التعقيد، والتباين، وتقسيم العمل، ارتفاع مستوى : و جمتمع مثايل يتميز بكل تلك السمات اليت ال جندها يف جمتمع الشعيب، وهيه: ا

أيكه هولتكرانس، قاموس مصطلحات األنثروبولوجيا . (اخل...التكنولوجيا، وتباين السلوك، وتقدم التنظيم االجتماعي، العلمانية، التقدم العلمي ).309ور، صوالفلوكل

33

كمــا ـقـد يكــون التغــري نســيب يف عمقــه فقــد ال يتــأثر بــه إال املظــاهر الســطحية أو العرضــية للنســـق -6 .1»ي من أمناط السلوك كلهااالجتماعي، وقد يعدل التغري االجتماع

:عوائق التغير االجتماعي -8

تتعدد معيقات التغري االجتماعي مثلما تتعدد عوامله ومصادره، تكاد تكون العوامل نفسها اليت ميكن أن تكون سبب يف حدوثه إذا كانت يف جانبها اإلجيايب، قد تكون سبب يف إعاقة حدوثه إذا

:هذه املعيقات هي كانت يف اجلانب السليب، وأهم

تمعات : العوائق اإلجتماعية - أ هناك عوائق اجتماعية كثرية تقف يف وجه التغيري، وتتجلى يف اتمعات احلديثة، من بينها الثقافة التقليدية القائمة : الثقافة التقليدية -1«: التقليدية أكثر منها يف ااعد على حدوث عملية التغري االجتماعي بيسر؛ على العادات والتقاليد والقيم بوجه عام، فهي ال تس

ا متي ، من أمثلتهاـواء كـديد سـل جتـري وكـاوم التغـات وتقـل إىل الثبـأل طبيعة البناء -: ان ماديا أو معنوياتمع - الطبقي امليال للمحافظة على االمتيازات -األسري احملافظة على القيم واخلوف من -عزلة ا

تمع -ماعةمتاسك اجل -التغري البناء لطبيعة: الطبقي البناء طبيعة -2. عدم التجانس يف تركيب ا

تمع يف الطبقي للطبقات الصارم فالنظام ،التغري االجتماعي رفض أو قبول يف الكبري األثر ا

،الطبقي لالنغالق نتيجة حمدودا يكون فيها التفاعل ألن االجتماعي التغري عملية يعيق االجتماعية يف مثل هذا النظام يكونو .الباكستانو اهلند يف هو كما التغري درجة نـم دـحي املغلق الطبقي لنظامفا

التنقل ةـعملي نـم حيد الطبقي التماسك أن أي، ا وااللتزام التقليدية القدمية الطرق تعزيز حنو امليل

تمعات يف مـيع يكاد ذيـال االجتماعي تظهر: االمتيازات على محافظةلل امليل -3. اليوم النامية ا

يف تتمثل قد يـالت املصاحل تلك ،مصاحلهم زوال على خيشون الذين األفراد قبل من للتغري املقاومة أولئك يشعر حينما ذلكو ،غري أو االجتماعية أو االقتصادية االمتيازات أو االجتماعية املكانة

م بأن األفراد يف عديدة ذلك وأمثلة املعارضة، تقوم ما سرعان دللتجدي نتيجة بالزوال مهددة امتيازاتمعات هذه تكون ما وغالبا .اخل....اليدويني والعمال ،السياسية واألحزاب ،الرأمسالية كالطبقة ا

تمع، ص - 1 .15-14حسني عبد احلميد أمحد رشوان، تطور النظم االجتماعية وأثرها يف الفرد وا

34

تعرضت كلما قوية املقاومة تكون احلال وبطبيعة املستقرة املصاحل على واخلوف اجلهل نتيجة املقاومة

ا إجهاض . 1»بريك تغيري إىل املصاحل تلك كل هذه املشاكل االجتماعية أثبت الواقع أنه بإمكاتمع السائر يف طريق النمو والتطور .التنمية والتغري يف ا

ب االقتصادي دوره كذلك يف إعاقة حركة التغري االجتماعي، ومن ـللجان: صاديةـق اإلقتـالعوائ -بهي نتيجة انعدام روح : كتشافات العلميةود حركة االخرتاعات واال ـرك - 1«: بني تلك األسباب

اخنفاض املستوى العلمي واملستوى االجتماعي : االبتكار والتجديد، وتعود إىل عوامل فرعية كثرية منها . 2»بوجه عام، وعدم وجود احلاجة امللحة الدافعة إىل االخرتاع

عملية إعاقة بالتايل و اتراعـاالخت دمـتق دون ولـحي الزمةـال االقتصادية اإلمكانات نقص إن

يف كثري من احلاالت يرغب األفراد يف امتالك املخرتعات : التكلفة املالية -2« :التغري االجتماعيالتكنولوجية إال أن ارتفاع تكلفتها املالية حيول دون حتقيق ذلك، أي أن توفر الرغبة ال يكفي مامل

إن شح املوارد االقتصادية : دودية املصادر االقتصاديةحم - 3. تتوفر القدرة املالية اليت تسمح باإلقتناءتمعات من شأنه أن يعيق عملية التغري االجتماعي .3»لدى ا

تمعات واضح يف كل جوانبها االقتصادية : العوائق األيكولوجية -ت إن تأثري البيئة الطبيعية على اا أو تصبح عدمية اجلدوى هلمقد تقدم إمكانيات تف ،الثقافية والنفسية وحىت الفيزيولوجية , فيد سكا

كما ميكن أن تضع من العقبات .ـولوجي الطاغييار التكنـويف احلالة الثانية تضع البيئة العراقيل أمام التار تؤثر ما يكفي للحد من فاعلية التواصل بني الشعوب، فالبيئة الطبيعية من مناخ وسهول وجبال وأ

تمعات صعوبة املوقع اجلغرايف وشح املوارد الطبيعية وقفت حاجزا أمام بناء إن. يف تكوين حضارة اتمعات نفسها فيها بسبب حضارات كبرية يف الكثري من مناطق العامل، فالعزلة الطبيعية اليت جتد ا

تمعات بغريها 4.إحاطتها بالصحراء أو السالسل اجلبلية تعيق اتصال هاته ا

.45-44فهد بن عبد الرمحان اخلريف، التغري االجتماعي، ص - 1تمع، ص - 2 .30حسني عبد احلميد أمحد رشوان، تطور النظم االجتماعية وأثرها يف الفرد وا . 45الرمحان اخلريف، التغري االجتماعي، صفهد بن عبد -3 . 46املرجع نفسه، ص: ينظر - 4

35

ال دواليب التغيري يف ـالسياسة داخلية أم خارجية آثار بليغة يف إعم لتدعيات: العوائق السياسية -ثتمع، لذلك ميكن تقسيم العوائق السياسية إىل ضعف -أ: منها ،ةـالداخلي اسيةـالسي العوائق -1«: ا

الدولة، تتبناها اليت لأليديولوجيا للدولة الداخلية للسياسة التغري عملية ختضع: التنموية األيديولوجيا التنمية فخطط للدولة، التنموي والنهج السياسة على تنعكس املرتددة أو الواضحة غري فاأليديولوجيا

داخل واألقليات القوميات تعدد -ب. وإشرافا وتطبيقا إعدادا سياسي إيديولوجي إطار يف تصاغتمع ت يف واألقليات القوميات بعض مصاحل مع يتعرض قد اجتماعي تغري أي أن: ا مما, معاتمعات حني التغيري، يف فكرة يرفضون جيعلهم . وأسهل أفضل فيها التغري عملية تكون املتجانسة ا

وتنمية األمن استتباب إعادة اىل الدول جهود صرف إىل يؤدي: السياسي االستقرار عدم -جتمع االستعمارية القوى أن املعلوم من: اإلمربيالية السياسة - أ: اخلارجية السياسية العوائق - 2 .ا احلروب تستنزف: اخلارجية احلروب -ب. تستعمرها اليت البلدان يف حيدث قد إجيايب تغري كل حتارب

ت يكون هائلة مادية اخلارجية موارد .1»التنمية إحداث أجل من إليها ماسة ةـحاج يف معـا

جزا أمام عمليات التحديث وقفت ثقافات الشعوب يف الكثري من األحيان حا: االعوائق الثقافية –جنالحظ يف جمتمعات أخرى : نوعية الرتاث وطبيعته - 1«: من خالل عدة جوانب هلذه الثقافة، منها

طلقا من مبدأ إن الشيء الذي ـقافية منـظة الثـافـوة كبرية عليهما ويتسم أيضا باحملـارس سطـإن الرتاث ميهي القبول ملعتقد ال : اخلرافات - 2 .اده أحياناالئم على الرغم من فسـيء مـو شـادة هـيستند إىل ع

كمثال عن ،عائق يف طريق التغيرياألحيان الكثري من كانت يف اخلرافاتف ،ميكن استبداله حبقائقنه أمن الواضح . أن تناول األطفال للحم والسمك يسبب هلم ديدان معوية" غانا"يفالناس يعتقد هذا

رض اآلراء التقليدية يكون حمال للمقاومة اقبول باجلديد الذي يعن الإحيث تسود مثل هذه اخلرافات فأن األفكار اخلاصة بالتواضع تشبه األفكار املتعلقة بأي شيء يف : معايري التواضع -3 .والرفض

تظهر املقاومة للفحص الطيب يف كثري من الثقافات وخاصة إذا كان قد : فمثل ،حالتها الثقافيةالرجل أن تظهر زوجته أمام رجل غريب ولو كان طبيبا يف حني أن حيث يعارض ؛الطبيب رجال

. 47فهد بن عبد الرمحان اخلريف، التغري االجتماعي، ص -1

36

إخفاء األعضاء برتبط احلشمة تالعري أو نصف العري يف جمتمعات أخرى قد يكون مقبوال وال .1»اجلنسية

ا ختتلف سرعة التغي تمعات اإلنسانية وذلك عائد على ـر االجتـإذ ماعي وانتشاره وعمقه بني اتمعات فقد تطغى على جمتمع ما وتقل أو تنعدم يف وجود عوامل حت ده، ختتلف نسبة توفرها بني ا

.غريه

ة، وهي ـارقـرة املفـبعد اإلسهاب يف احلديث عن ظاهرة التغري اجتماعي نصل إىل احلديث عن ظاه ا إىل اشرتكت مع التغري يف ارتباطهما بالطبيعة اإلنسانية وميوهل ،ظاهرة أدبية ذات جذور اجتماعية

التجدد املستمر؛ فمثلما كان التغري االجتماعي معربا عن إحدى نقاط التحول يف سريورة احلياة تمع كذلك األمر بالنسبة على خالف ما كانت عليه يف املاضياالجتماعية، تبدو فيها مالمح اتعرب عن حتول ناجم إذ ؛دة خمالفة متاما لداللته األوىلـة جديـللمفارقة، فهي تعبري أديب مبالمح داللي

عن تغري يف عالقات األلفاظ عن طريق تغري املبدعني لألساليب الفنية، يف سبيل سعيهم النتاج انطالقا من هذا سوف نعرض . إبداعات أدبية جديدة مسايرة لرغبة التغري األصيلة يف النفس البشرية

ا، مماثلة ملا سبق عرضه فيما بالنسبة ملصطلح التغري حملة عن املفارقة وخمتلف اجلوانب املتعلقة .االجتماعي، وعليه تكون حمطتنا الثانية يف هذا الفصل النظري ماهية املفارقة

المفارقة ماهية -ثانياد أمجع الباحثون على أن ـإن املفارقة كمفهوم فلسفي ضاربة جذورها يف أعماق التاريخ اإلنساين فق

،"أفالطون"يف التاريخ، وقد وجد املصطلح ألول مرة يف مجهورية سقراط هو الصانع األول للمفارقة نفسه ) irony(؛ وهي املصطلح "أفالطون"يف مجهورية )EIRONEIA(لقد وردت كلمة «فـ

وقد ورد على لسان أحد األشخاص الذين وقعوا فريسة (...)يف اللغة اإلجنليزية، ويعين املفارقة .2»حماورات سقراط

. 46-44م، ص2010حممد اجلوهري، التغري االجتماعي والثقايف، دار الكتاب، اإلسكندرية، مصر، دط، -1 .197تطبيق، دار قباء، القاهرة، مصر، دط، دت، صنبيلة إبراهيم، فن القص يف النظرية وال -2

37

حلديث فقد كانت املفارقة مبحث مهم يف نظريات كبار الفالسفة احملدثني ابتداء أما يف العصر ا (...)بالنسبة لوضع اإلنسان من احملدود والالحمدود «" كانط"، إذ تعد نظرية "هيجل"و" كانط"من

ال يف الفلسفة احلديثة، بل يف النقد احلديث للبحث يف جذور املفارقة األمر الذي هي اليت فتحت ا .1»رتب عليه شيوع هذا املصطلح يف النقد واألدب بصفة عامةت

بل هي احلياة نفسها املليئة مبا يعجز «جوهر احلياة، "م1829-1772شيلجل"كما اعتربها .2»اإلنسان عن فهمه وإخضاعه ملنطق العقل اإلنساين

:المفارقة في اللغة واالصطالحمفهــوم -1 :لغـــة -أ

:يف املعاجم العربية بعدة معان، أمهها" فارقةامل"وردت لفظة باينـه واالسم الفرقة، : فارق الشيء مفارقة وفراقا« ": ابن منظور"لـ " لسان العرب"املباينة، جاء يف -

.3»باينها: فارق بعضهم بعضا، وفارق فالن إمراته مفارقة وفراقا: وتفارق القومق بينهما فرقا وفرقانا بالضم فصل، «": فريوز أباديلا"لـ" احمليط"الفصل، كما جاء يف قاموس - فـرر حكيم ق كل أم فر يها يـ كث أي يقضى، ◌ف أه على الناس على م قر تـ اه ل قـن ا فـر آن قـر و

زيال ن اه تـ نـزلن أ أي فصلناه واحكمناه، ◌و حر ف ا بكم الب ن قـ إذ فـر ن و عو ر ا آل ف قـن أغر اكم و ن جيـ نون نظر تم تـ أنـ افلقناه، و ق الفارقات فـر املالئكة تتنزل بالفرق بني احلق والباطل، والفرق ف

4.»الطريق يف شعر الرأس

.203، صاملرجع نفسه -1 - م1829-1772"شيلجل فردريش فون) "Schlegel Friedrich von( فيلسوف وشاعر وناقد أملاين، أسهم إسهاما ملحوظا يف وضع ،

).261منري البعلبكي، معجم أعالم ملورد، ص. (م1815ب احلديث تاريخ األدب القدمي واألد: من أهم أعماله. األساس للحركة الرمانتيكية األملانية .205نبيلة إبراهيم، فن القص يف النظرية والتطبيق، ص -2 .244، ص"فرق"، مادة 10، معجم لسان العرب ، جمكرم األنصاري املصري ابن منظور مجال الدين حممد بن -3 - ،4، اآلية )برواية حفص عن عاصم(سورة الدخان. - ،106، اآلية)برواية حفص عن عاصم(سورة اإلسراء. - ،50، اآلية )برواية حفص عن عاصم(سورة البقرة. - ،4، اآلية )برواية حفص عن عاصم(سورة املرسالت. م، 1979/هـ1399، 3ط ، اهليئة املصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر،3، القاموس احمليط، جبن يعقوب الفريوزآبادي الشريازي جمد الدين حممد -4

.267-266، ص)فرق(مادة

38

ض من أفرق املري«": الزبيدي"لـ" تاج العروس يف جواهر القاموس"الشفاء، كما جاء يف معجم - -املوت–ل عليل أفاق من علته أفرق ـوك": ريـاألزه"ال ـق (...)مرضه واحملموم من محاه، أي أقبل،

.1»كأن يقال عن الناقة اليت فارقها ولدها باملوت

قيـل الفـارق مـن «": الزبيدي"لـ" تاج العروس يف جواهر القاموس"النتاج والتفرد، كما جاء يف معجم -الفـارق مـن اإلبـل هـي الـيت تشـد ": ابـن األعـرايب"وقال (...)فها فتنتج وحدها،اإلبل هي اليت تفارق إل

ا م : ه فيقـالذا شبهوا السحابة املتفردة عن السحاب ـع، ورمبـن الوجـمث تلقي ولدها من شدة ما مير .2»فارق

ق بالتحر «": اجلوهري"لـ" تاج اللغة وصحاح العربية"اخلوف، كما جاء يف معجم - اخلـوف، : يكالفرــت منــك ــرق بالكســر، تقــول فرق رب : "، ويف املثــل(...) ، وإمــرأة فروقــة ورجــل فروقــة أيضــا(...) وقــد فب ريثا، ورب فروقة تدعى ليثا .3»"عجلة

:يف اللغة العربية معنيان أساسيان" فرق"ا ملادة ذ إ ق"املباينة أو الفصل، بفتح الراء يف املاضي -1 . لك ما يتبعهما من معان ثانويةذ ، يضاف إىل"فر ".فرق"لك بكسر الراء ذمعىن اخلوف و -2 :اصطالحا -برمبا كان حضور مصطلح املفارقة يف الفكر اإلنساين قدميا وحديثا وكثرة استخدامه يف خمتلف

االت، من أهم األسباب اليت جعلت من املفارقة مصطلح مائع وكثري التفلت -كمبحث نقدي- امن الصعوبة مبكان حماولة « التحديد الدقيق، وهو ما أدى بالعديد من النقاد إىل اإلعرتاف بـأنه عن

أن «لك ذو ،4»ه احملاولة تكون أشبه باإلمساك بالضبابذوضع تعريف حمدد ودقيق للمفارقة، فه

مصطفى احلجازي، مطبعة : عبد الكرمي العزباوي، مراجعة: ، حتقيق26سيد حممد مريضى احلسيين الزبيدي، تاج العروس يف جواهر القاموس، ج -1

.298، ص)فرق(م، مادة1990/هـ1410احلكومة، دط، ، ص26املصدر نفسه، ج -2، 3أمحد عبد الغفور عطار، دار العلم للماليني، بريوت، لبنان، ط: ، حتقيق4وهري، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، جإمساعيل بن محاد اجل -3

.1540، ص)فرق(م، مادة1984/هـ1404ا . سي. د -4 م، 1993، 1وت، لبنان، طعبد الواحد لؤلؤة، املؤسسة العربية للدراسات والنشر، بري : الرعوية، ترمجة–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا

.18ص

39

ص باملفارقة هذا الوضع اخلا. 1»ناك عقبة رئيسية يف تعريفهاها ذاملفارقة ليست بالظاهرة البسيطة، هللك سوف ذاص هلا، لـمه اخلـب فهـكان سبب اختالف وتباين واضح بني معرفيها، فكل تناوهلا حبس

.ه التعريفات عند عدد من النقاد العرب، واألجانبذنعرض أمثلة عن ه : عند النقاد العرب -1هنية بني األلفاظ ذة الـلعالقق اـى حتقيـا علـتعبري بالغي يرتكز أساس« أن املفارقة" نبيلة إبراهيم"ترى -

أكثر مما تعتمد على العالقة النغمية أو التشكيلية، وهي ال تنبع من تأمالت راسخة ومستقرة يف هن متوقد، ذدر أساسا عن ـها تصـولكن. ات طابع غنائي أو عاطفيذلك ذات، فتكون بذداخل ال

.2»ات مبا حوهلاذووعي شديد لللعبة «هي ذهاننا؛ إذل على غري مقصده احلقيقي كما يتبادر يف ألك فهي تسمو عن جمرد قو ذل

كية بني طرفني، صانع املفارقة وقارئها، على حنو يقدم فيه صانع املفارقة النص بطريقة ذ لغوية ماهرة و ي غالبا ما يكون املعىن ذلك لصاحل املعىن اخلفي الذتستثري القارئ وتدعوه إىل رفضه مبعناه احلريف، و

لك جيعل اللغة يرتطم بعضها ببعض، حبيث ال يهدء للقارئ بال إال بعد أن ذهو يف أثناء و . الضد .3»ي يرتضيه ليستقر عندهذيصل إىل املعىن ال

، فهي عمل فين حيتاج 4»أداة أسلوبية فعالة للتهكم واالستهزاء«فريى أن املفارقة " حممد العبد"أما -غ الدقة للعالقة بني الشكل والوظيفة، أو بعبارة ـإحكام بالاج إىل ـإىل مهارة لغوية خاصة كما حتت«

ن ـم–تعد املفارقة «هام يف التطور الداليل للغة؛ إذ ـكما يرى أن هلا إس. 5»املقام واملقال: أخرى بنيي للغة، من حيث أن اللفظ يكتسب معها ـطور الداللـعامال من عوامل الت - ة معجمية تارخييةـزاوي

، 6»لك حني يكون اخلطاب يف التهكم وحنوهذن معناه القدمي مبنزلة النقيض، و معىن جديد، هو ما تعد تغري لغوي؛ أو إذ حينما تسمح صيغتان لغويتان بالتعبري عن الشيء نفسه «فاملفارقة يف حد ذا

ا . سي. د -1 .19صالرعوية، –الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا .197نبيلة إبراهيم، فن القص يف النظرية والتطبيق، ص -2 .198املرجع نفسه، -3 .18م، ص1994/هـ1415، 1، دار الفكر العريب، القاهرة، مصر، ط)دراسة يف بنية الداللة(حممد العبد، املفارقة القرآنية -4 .8املرجع نفسه، ص -5 .8، ص)دراسة يف بنية الداللة(حممد العبد، املفارقة القرآنية -6

40

العكس حينما ينطوي دال واحد على املدلول ونقيضه، ذلك أن هذه االختالفات املوجودة تظطلع . 1»ي الوظيفة األسلوبية أو االجتماعيةـرى، هـخفة أـبوظي

.2»نظرة إىل العامل وموقف من حقيقة األشياء« املفارقة " أمينة رشيد"وتعترب -ا شكل من األشكال البالغية «" سيزا قاسم"يف حني ترى - املفارقة طريقة خلداع الرقابة؛ حيث أ

.3»اليت تشبه اإلستعارة يف ثنائيات الداللة

:يتداخل مفهومها عند النقاد بني عدة معان: املفارقة يف النقد األجنيب -2 . 4»األسلوب الناعم اهلادئ يف خداع اآلخرين«يف مجهوريته تعين " أفالطون"فاملفارقة عند -طريقة معينة يف احملاورة الستدراج شخص ما حىت يصل إىل االعرتف «أما بالنسبة لسقراط فهي -

.5»جبهلهاإلستخدام املراوغ للغة، وهي عنده شكل من أشكال البالغة، «تعين " أرسطوا"املفارقة عند وكلمة -

.6»م يف صيغة املدحذم والذيندرج حتتها املدح يف صيغة الومل جرى 1502عام «أما يف العصر احلديث فقد ظهر مصطلح املفارقة يف اللغات األجنبية

اية هذا القرن وبداية القرن التاسع عشر . 7»الثامن عشر استعماهلا بشكل عام حىت بواكري القرن مع وسيلة فنية يظهر فيها الشخص «تعين أصبحتحيث ؛- خاصة يف أملانيا –أخذت معاين جديدة ذا املصطلح؛ إذ . 8»نفسه أقل مما هي عليه ا شيء «كما زاد اإلهتمام أصبح ينظر إليها على أ

أي مكان، وأصبح ينظر إىل العامل أمجع على أنه مسرح ذو غري مقصودا شيء ميكن مالحظته يف

.79م، ص2006حممد حيياتن، دار القصبة، اجلزائر العاصمة، دط، : لويس جان كالفي، علم االجنماع اللغوي، ترمجة -1لداملفارقة الروائية والزمن التارخيي، مينة رشيد،أ -2 .143م، ص1993، 4، ع11جملة فصول، اهليئة العامة للكتاب، القاهرة، مصر، ا .143م، ص1993، 4، ع2سيزا قاسم، املفارقة يف القص العريب املعاصر، جملة فصول، اهليئة العامة للكتاب، القاهرة، مصر، جملد -3ا . سي. د -4 .140الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا .197يلة إبراهيم، فن القص يف النظرية والتطبيق، صنب -5 . الصفحة نفسها، املرجع نفسه -6ا . سي. د -7 .179الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا .59م، ص1991/هـ1412حممد عصفور، منشورات اجلامعية األردنية، عمان، األردن دط، : نورثرب فراي، تشريح النقد، ترمجة -8

41

إىل أن «" إكسفورد"أما يف اللغة اإلجنليزية فيشري قاموس . 1»مفارقة والبشر مجيع حمض ممثلني .2»مشتق من الكلمة الالتنية اليت تعين التخفي وراء مظهر خمادع )irony( مصطلح

3.»ا توازن األضدادبأ«يعرف املفارقة "ريتشاردز"وقد كان ال تتحقق يف األدب إال عندما يكون األثر الناتج عنها مزجيا من «فريى أن املفارقة "تومبسن"أما

.4»األمل والتسليةرك السؤال قائم على املعىن احلريف املقصود، فثمة ـابة تريد أن تتـطريقة يف الكت«" ميويك"وهي عند

املفارقة قول شيء بطريقة يسيثري ال تفسري واحدا بل سلسة ال تنتهي ، ف(...) تأجيل أبدي للمغزى .5»من التفسريات

ــ حــدوث مــا ال «فــإن املفارقــة تعــين أيضــا ،ا كــان البنــاء املفــارقي يفــرز داللتــني أو أكثــروبغـض النظــر عم .6»يتوقع

ـــا تكـــاد جتتمـــعذرغـــم اخـــتالف هـــ علـــى أنـــه ه املفـــاهيم عنـــد كـــل مـــن النقـــاد العـــرب واألجانـــب، فإ : للمفارقة ثالث مسات أساسية هي

ا عمل عقلي خالص يف الصناعة اللغوية، وشكل بالغي للتعبري املناسب عن الواقع -1 .كو .أسلوب مميز للتهكم بالناس -2

.املراوغة والتفلت من الرقابة االجتماعية والسياسية -3

ا . يس. د -1 .31الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا: م، املوقع اإللكرتوين18/07/2009، 53جناة علي، مفهوم املفارقة يف النقد الغريب، جملة نزوى، مؤسسة عمان للصحافة والنشر والتوزيع، ع -2

http:// www.nizwa.comم24/03/2014: ، بتاريخ. - م، كان هلذا 1923، بعنوان معىن املعىن "أجدين.ك.س"نشر كتابا . ولد يف تشيشاير باجنلرتا. ناقد اجنليزي" م1979-1893"ريتشاردز، إي، إيه

يب يتخذ مسارا علميا وقد أفاد من علم النفس يف دراسة اللغة، كما أصبح ريتشاردز رائدا يف حماوالته جعل النقد األد. الكتاب أثر كبري على علم املعاينمنري البعلبكي، ( .م1936فلسفة علم البالغة . م1929النقد العملي . م1925العلم والشعر . م1924مبادئ النقد الديب : كما ظهر يف مؤلفاته

).214معجم أعالم املورد، ص .16، ص)دراسة يف بنية الداللة(حممد العبد، املفارقة القرآنية -3 - م1907-1859"تومبسن فرنسيس) "Francis Thompson .( شاعر اجنليزي اضطره ضيق ذات اليد إىل كسب رزقه عن طريق بيع

م، قصائد جديدة 1895، أغنيات شقيقات 1893قصائد : ترك ثالث دواوين. الصحف وعيدان الثقاب، وعن طريق العمل يف دكان لبيع األحذية .)277منري البعلبكي، معجم أعالم املورد، ص. (م1879

.26م، ص2001، 1سعيد شوقي، بناء املفارقة يف املسرحية الشعرية، دار إيرتاك، القاهرة، مصر، ط -4ا . سي. د -5 .161الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا .نفسها، الصفحة نفسه املرجع -6

42

بة مصطلح املفارقة من خالل دراسة الرتاث العريب وفيما يتعلق باحلضارة العربية اإلسالمية ميكن مقار . اإلسالمي، بالتنقيب عن املعاين اليت محلتها لفظة املفارقة يف القرآن الكرمي

: مرتني" فراق"مل ترد يف القرآن الكرمي مطلقا، ولكن ورد املصدر القياسي " املفارقة"إن لفظة ا لم تستطع قال : ، قال تعاىل"الكهف"األوىل يف سورة أويل م بئك بت نك سأنـ ي بـ ني و ي اق بـ ر هذا ف

ر ه صبـ أي . وأصله فراق بيين. وف إىل الصفةـافة املوصـمن إض" بيين"إىل " فراق"إضافة «. عليت يف سورة وردـة فـأما الثاني. 1»ولهـأو من إضافة املصدر العامل يف الظرف إىل معم. حاصل بيننا

اقي :، قال تعاىل"القيامة" لغت التـر ا بـ اق كال إذ ن ر يل م ق اق و ر ظن أنه الف جاء يف . واق :عن معىن قوله تعاىل" التحرير والتنوير"تفسري ر ظن أنه الف أي أيقن أنه، األمر العظيم «، و

.2»الفراق، أي فراق احلياةفقد ورد يف القرآن - "املفارقة"وهو ما اشتقت منه –أما الفعل الرباعي املزيد باأللف املشاركة

وف أو : اىلـال تعـ، ق"الطالق"الكرمي مرة واحدة يف سورة سكوهن بمعر أم لغن أجلهن ف ا بـ ذ إ في عدل م و أشهدوا ذ وف و ارقوهن بمعر ن ف ؤم ن كان يـ وعظ به م كم ي ل له ذ يموا الشهادة ل أق نكم و

جا خر ل له م جع تق الله ي ن يـ م م اآلخر و و اليـ عن " التحرير والتنوير"، وقد جاء يف تفسري بالله ووف : معىن قوله ارقوهن بمعر ا مبأو ف . 3بني الزوجني ةـح املفارقـى والطالق والتسريـعن، أ

رمي يف أكثر مـن سبعيـن مناسـبة، وهي يف كل ـيف القرآن الك" رقـف"ر ذا وقد وردت مشتقات اجلذه .تلك املواضع وسواء كان مصدر أو فعل، تعين املباينة والفصل

- ،78، اآلية )برواية حفص عن عاصم(سورة الكهف . .10، ص16تفسري التحرير والتنوير، جحممد الطاهر بن عاشور، -1 - ،28-27-26، اآليات )برواية حفص عن عاصم(سورة القيامة. .359، ص29حممد الطاهر بن عاشور، تفسري التحرير والتنوير، ج -2 - ،2، اآلية )برواية حفص عن عاصم(سورة الطالق. .309- 308ص ،28حممد الطاهر بن عاشور، تفسري التحرير والتنوير، ج: ينظر -3

43

:وظيفة المفارقة ودورها -2ا مع « ذارقة تسهم يف عملية اإلتصال؛ إأن املف" حممد العبد"يرى إن الطاقة التعبريية اليت نشعر

واملســتمع . املفارقــة تنطلــق مــن جعــل املفارقــة أعظــم إســهاما يف عمليــة اإلتصــال مــن جمــرد الفهــم الســليبهنــا مطالــب بــأن يفقــه الســياق، ويقــف علــى الــدور الــذي يلعبــه يف املنطوقــات املفارقيــة وفهمهــا ، إنــه

أن يتوصل إىل املعىن املنطوق، باملرور من خالل معـىن اجلملـة ، مث إنـه يعـود عـودة مزدوجـة إىل مطالب ب .1»نقيض معىن اجلملة ، لكي يعيد للمنطوق احلريف مالءمته للموقف

للمفارقــة وظيفــة إصــالحية يف األســاس، يف تشــبه أداة التــوازن الــيت تبقــي احليــاة «أن " ميويــك"ويــرى ا عندما حتمل على حممل اجلـد املفـرط، أو الحتمـل متوازنة أو سائرة خبط مستقيم، تعيد إىل احلياة تواز

.2»على ما يكفي من اجلدقد تكون سالحا للهجـوم السـاخر، وقـد تكـون أشـبه بسـتار رقيـق «فاملفارقة " نبيلة إبراهيم"أما عند

عاملنـــا الــواقعي وقلبتـــه رأســا علـــى يكشــف عمــا وراءه مـــن هزميــة اإلنســـان، ورمبــا أدارت املفارقـــة ظهرهــا لدف إىل إخراج أحشاء قلب اإلنسان الض ه مـن تناقضـات ـحية لنرى ما فيـعقب، ورمبا كانت املفارقة

.3»وتضاربات تثري الضحكإذا كان كل واحد من هـؤالء النقـاد يـرى هلـا وظيفـة خاصـة، فـنحن نالحـظ أن املفارقـة تشـمل علـى

ــا وســيلة طورهــا اإلنســـتلــك الوظــائف جمتمعــة؛ وذلــ ياة مــن حولــه، ســواء ـات احلـــهة جمريـــان ملواجـــك ألحـني عجــزه عـن مواجهتهــا بأسـلوب مباشــر أو رغبـة منــه يف زيـادة فوائــد املواجهـة لتحقيــق منفعـة أكثــر

.لصاحله

.36، ص)دراسة يف بنية الداللة(حممد العبد، املفارقة القرآنية -1ا . سي. د -2 .125الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا .198نبيلة إبراهيم، فن القص يف النظرية والتطبيق، ص -3

44

:أطراف المفارقة وأدوارهم -3صــانع املفارقــة، :"ه األطــراف هــيذـللمفارقــة ثــالث أطــراف أساســية تســهم يف انتاجهــا وحتقيقهــا، وهــ

، ولكـل طـرف دور مركـزي يؤديـه، فيسـهم بـه يف إقامـة األداء املفـارق، "وضحية املفارقـة، وقـارئ املفارقـة : وتكون هذه األدوار على النحو التايل

احب املفارقة على توصـيل ـمة صـز مهـترتك :)le rôle de l’ironiste(دور صاحب املفارقة -أجهلهــا باحلقيقــة وخبــداعها بــاملظهر، فــال يرتكهــا إال بعــد أن تكــون قــد فقــدت كــل رؤيــة الضــحية إىل «

ضه بغيـــة الوصـــول إىل قمـــة الوضـــوح، ـ، فصـــاحب املفارقـــة إذ يـــدس املعـــىن يف نقيـــ1»واضـــحة يف احليـــاةانتــاج املفارقـة عمـل يتطلــب «ذلـك ألن ؛ و 2»حيـاول إىل أقصـى درجـات القبــول ملـا يبـدو أنــه سـيقوله«و

ربة الواســعة يف احليــاة باإلضــافة إىل احلكمــة الدنيويــة، واملهــارة الــيت يــدعمها ظــرف، يــرى األشــياء يف اخلــا ــذا يتضــح مــدى أمهيــة الــدور الــذي يقــوم بــه صــاحب . أشــياء خمتلفــة وخيــالف بــني مــا يبــدو متشــا و

ينتظــر ردود فعــل املفارقــة؛ إذ هــو املبــادر إىل إكتشــافها، وإعــادة تشــكيلها ليغــدو دوره هــو الفعــل الــذي . 3»متوقعة من القارئ أو املتلقي الذي عليه أن يقوم بدوره على أكمل وجه

وهكــذا يكــون األديــب صــاحب املفارقــة صــانع مــاهر يقتــنص املــادة اخلــام مــن بيئتــه، ليخرجهــا حتفــة . مجالية مميزة، بعد أن كان قد اشتغل عليها مدة وأخضعها ملراحل الصهر والتحويل

ي يكــون للقـارئ فهــم يف الغايـة املنشــودة مــن ـلكـ): le cteur le rôle du(ارئ ـدور القـ -بوعيه التام بأن العمل األديب بصفة عامـة ال حيـاكي «: ال بد أن تتوفر فيه بعض الشروط أمههاـاملفارقة ف

ويتضـارب الواقع أو ميثله، وإمنا هو كشف وإضاءة جلانب من جوانب احلياة اليت خيـتلط بعضـها بـبعض ون القـارئ مـدربا علـى قـراءة النصـوص اللغويـة حـىت يتكـون لديـه حـس مـا ـد أن يكــبعضها ببعض، والب

.4»بشفافية اللغة

.208نبيلة إبراهيم، فن القص يف النظرية والتطبيق، ص -1ا ميويك. سي. د -2 .211صالرعوية، –الرتميز –، املفارقة وصفادكتوراه، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة : ، خمطوط)جممع األمثال للميداين أمنوذجا(نوال بن صاحل، خطاب املفارقة يف األمثال العربية -3

.42م، ص2012-2011: بسكرة، السنة اجلامعية .216ة والتطبيق، صنبيلة إبراهيم، فن القص يف النظري -4

45

وصــول النــربة : 1«: كمــا جيــب أن تكــون لــه عالقــة وصــل طيبــة مــع نصــها تتــدرج علــى مراحــل هــي –قـني مـن أن بعـض العبـارات أن يكـون علـى ي: 2. ن خـالل اللغـةـاليت يرسلها صاحب املفارقة إليه مـ

أن يبحــث عــن : 3. وال للفهــم إال بعــد رفــض مــا يقــال ظاهريــاـالميكــن أن يصــر مقبــ -بــل العمــل كلــهبديل ملا ال يقبله؛ والبد أن يكون هـذا البـديل متصـل بإشـارت لغويـة يف الـنص مـن ناحيـة ومؤتلـف مـن

هايـة إىل وحـدة مـن الصـياغة املوضـوعية ول يف النـالوصـ: 4. رىـة أخــوجهة نظر صانع املفارقة مـن ناحيـ .1»املتكاملة

شــريكا أساســيا يف خلـق العمــل الفـين؛ حيــث أنــه هـو الــذي يعيـد إليــه نظامــه «وهكـذا يصــبح القـارئ ، وهكـــذا ينـــتج حمصـــول الـــنص بـــني صـــاحب 2»عنـــدما جيتمـــع شـــتاته يف حزمـــة فكريـــة موحـــدة ومؤتلفـــة

:على النحو التايل املفارقة ومتلقيها بعد مرورها بآلة املفارقة املعىن احلقيقي شيفرة املعىن احلقيقي صاحب املفارقة ن دور كــل مـــن ـة عـــلف دور الضحيـــخيتـــ): la victime le rôle de(حية ـدور الضــ -ت

ـــه يف هـــذا املوقـــف الـــذي وضـــع فيـــه فهـــو دور نقـــدي، إذ هـــو صـــاحب املفارقـــة ومتلقيهـــا إذ ال إرادة لالــذي حيــدد دور الضــحية، هــو زاويــة نظــر صــاحب «اســتجابة ملشــيئة صــاحب املفارقــة وتــابع لــدوره، فـــ

والقــارئ مكتشـف املفارقــة الــذي . املفارقـة أو صــانعها إىل أن يكتشـف أن حيلتــه انطلـت علــى الضـحية . 3»ينظر إىل الضحية نظرة متعاطف أو الساخر أو كليهما

مما جيعلها هشة غري حمصنة ومعرضة «كن أن تبدو الضحية يف كربيائها وغرورها املبالغ فيه فرضا، ومي .4»، أو معرضة للتسليم ملا هو أقوى منها(...)للهجوم ممن هو أعلى منها

ازداد تــــأثري املفارقــــة (...) كلمــــا ازدادات غفلــــة الضــــحية وجهلهــــا، وعـــدم إدراكهــــا لألمــــور«لـــذلك حهـــا، وضـــحية املفارقـــة هـــي اهلـــدف الـــذي تريـــد املفارقـــة إصـــابته، أو هـــي الشـــخص الـــذي وعمقـــه وجنا

. 5»أخفق يف إدراك املفارقة

.217نبيلة إبراهيم، فن القص يف النظرية والتطبيق، ص -1 .املرجع نفسه، الصفحة نفسها -2 .31، ص)جممع األمثال للميداين أمنوذجا(نوال بن صاحل، خطاب املفارقة يف األمثال العربية -3 .44املرجع نفسه، ص -4 .202ق، صنبيلة إبراهيم، فن القص يف النظرية والتطبي -5

ـة آلـ

46

وهكذا يشارك كل طرف من أطراف املفارقة يف خلـق تلـك الطاقـة التعبرييـة واجلماليـة الـيت متيـز العمـل .املفارقي عن غريه من الفنون

:عناصر المفارقة -4 :أن املفارقة ال ميكن تتحقق إال حبضور مخسة عناصر رئيسية هي" كميوي"يرى

أن صـــاحب املفارقـــة يقـــول شـــيء لكنـــه يف الواقـــع يقـــول شـــيئا آخـــر «يعـــين : تضـــاد املخـــرب واملظهـــر -أـــا خمتلفـــة خمتلـــف متامـــا، وضـــحية املفارقـــة مطمـــئن إىل أن األمـــور هـــي علـــى مـــا تبـــدو عليـــه وال حيـــس أ

رقـــة تتطلـــب تضــادا أو تنـــافر بـــني احلقيقــة واملظهـــر، فتكـــون أشــد وقعـــا كلمـــا يشـــتد ؛ إذ أن املفا1»متامــااألول «: وعلى ذلك التضاد يعول يف خلق ازدواج يف املعـىن، فنجـد أنفسـنا يف مواجهـة معنيـني. التضاد

ميارس فعله التوصيلي على السطح، والثاين ميارس فعله يف العمق، ومـن خـالل االحتكـاك بـني املسـتوى .2»ل والثاين، أو الثاين واألول تتولد داللة املفارقةاألو انطالقـا مـن ذلـك إن املفارقـة موجــودة يف كـل نـواحي حياتنـا، وميكــن أن تتبـدى بعـدة أشـكال لفظــا

شـك أن وجـود مسـتويني للمعـىن يف التعبـري الواحـد ال يـنهض علـى املسـتوى اللفظـي مـن «وسلوكا، فال ـــردة، املوقـــف، األمكنـــة، ولكنـــه يشـــتمل علـــى . األداء فقـــط أشـــياء أخـــرى غـــري لفظيـــة مثـــل األفكـــار ا .3»واألشكال

ة علــى الشــخوص الــيت تنخــرط يف ـفة الغفلـــإضــفاء صــ«وجمــال عملهــا متمثــل يف : الغفلــة املطمئنــة -ب، 4»راءة مــرتبط بوظيفـة التغفيــلـظاهر بالبــوالتــ. فاملفارقـة غالبــا مـا تــرتبط بالتظـاهر بـالرباءة، (...) آدائهـا

اعة الذاتيــة، والســذاجة، ـالــيت تقــوم علــى عمــى الضــحية املتفــاوت الــدرجات يف الكربيــاء، والغــرور والقنــ . والرباءة، وهي غفلة مصطنعة من صاحب املفارقة فعلية لدى الضحية

حيـــث يكـــون تضـــاد « ؛وهـــو مـــن العناصـــر الـــيت تقـــوم عليهـــا املفارقـــة كـــذلك: العنصـــر الكوميـــدي -تـــاملفارقـــة مؤملـــا و كار، ويثـــري الضـــحك ولكنـــه يتالشـــى علـــى ـه العواطـــف واألفــــكوميـــديا معـــا تتضـــارب في

ا . سي. د -1 .46صالرعوية، –الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا .38سعيد شوقي، بناء املفارقة يف املسرحية الشعرية، ص -2 .39املرجع نفسه، ص -3 .193نبيلة إبراهيم، فن القص يف النظرية والتطبيق، ص -4

47

. 1»الشفاه، فثمة شيء حنبه يغدو موضوعا للسخرية بشكل قاس، حيث ندرك النكتة لكـن نتـأمل منهـاأن يكون العنصـر الكوميـدي ضـعيفا يف بعـض أمثلـة املفارقـة؛ إذ يكـون العنصـر املـؤمل شـديدا، «وحيدث .2»رقة قد تكون أكثر تأثريا إذا اجتمع فيها العنصر الكوميدي والعنصر املؤمللكن املفا

املتســــم «يقــــوم هـــذا العنصــــر علـــى األســـلوب املصــــطنع لـــدى صــــاحب املفارقـــة : عنصـــر التجـــرد -ث وعــي صــاحب املفارقــة بنفســه بوصــفه « ، فــــ3»وعــدم احلمــاس كــأن األمــر ال يعنيــه باملوضــوعية والصــفاء

ه ـن وعيـإ. مـن احلبـورة وتـوفري حالـة مـن الصـفاء أو االبتهـاج، أو رمبـا ـادة شعوره باحلريـ زيل إىلـا مييـمراقبـــبغفلــ ؛ حيــث يكــون (...) ة مقيــدا متورطــا حيــث يــنعم هــو باحلريــةـرى الضحيـــة يدفعــه ألن يـــة الضحي

.4»موقفه موقف إمرء يبدوا عامله حقيقيا ينطوي على معىن، جيد عامل الضحية ومهيا وتافهاإن القصـة الظريفـة الـيت حتـوي املكونــات «: هـذا العنصـر بقولـه" ميويـك"لخـص ي: العنصـر اجلمـايل -جعث السرور إذا أسيء سردها، كـذلك األمـر يف املفارقـة الـيت جيـب أن تتقلـب إذا أريـد هلـا ـالزمة ال تبـال

وجــــودة ســـــرد ا يعــــين حســــن الســــبك وتركيــــب املتضــــادات،، فالعنصــــر اجلمــــايل إذ 5»أن تكــــون مــــؤثرة .األحداث يف إخراج حتفة املفارقة

ــا بــني ـيبــ دو أن العناصــر األربعــة األوىل ضــرورية يف اجلســد املفــارقي، فهــي األعضــاء الــيت تتحــرك .مرسلها ومتلقيها، أما العنصر اجلمايل فهو نتاج حسن صنعة صاحبها

:أنواع المفارقة -5د للمفارقة ظهرت كثرة وصعوبة إحصاء أنواعها، فقـد عـدد مبقابل مراوغة وصعوبة وضع مفهوم حمد

دارســوها مــن أنواعهــا مــا يعــز عــن احلصــر، وذلــك أن كــل مــنهم قســمها مــن الزاويــة الــيت يراهــا األهــم،

//:http: نزوى، مؤسسة عمان للصحافة والنشر والتوزيع واإلعالن، املوقع اإللكرتوينكمال أمحد غنيم، املفارقة التصويرية يف شعر أمحد مطر، جملة -1

www.nizwa.com05/01/2014: ، بتاريخ. . جناة علي، مفهوم املفارقة يف النقد الغريب، جملة نزوى -2 . د مطر، جملة نزوىكمال أمحد غنيم، املفارقة التصويرية يف شعر أمح -3 . جناة علي، مفهوم املفارقة يف النقد الغريب، جملة نزوى -4ا . سي. د -5 .66صالرعوية، –الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا

48

ـــ ــا، وبعضــها مــن ناحيــة تأثريهــا، «ف بعــض الدراســات انطلقــت يف تقســيمها للمفارقــة مــن ناحيــة درجا .1»وبعضها من ناحية موضعها

قـد ف ،طلق سوف نأخذ مثاال واحد عن تقسيمها لدى كل من النقـاد العـرب واألجانـبـذا املنـهمن ا"يف كتابه " ميويك.سي.د"م ـمدت تقسيـاعت عن النقد الغريب، وذلك ألن مؤلفـه هـذا " املفارقة وصفا

. يعد أهم الدراسات يف جمال املفارقة يف األدب الغريبألن هـذا " املفارقـة القرآنيـة"يف كتابـه " حممـد العبـد"مـدت علـى تقسـيم أمـا عـن النقـد العـريب فقـد اعت

، -كمــــا صــــرح بــــه صــــاحبه–طلح املفارقــــة ـة ملصـــــة احلديثـــــم الدراســــات العربيـــــالكتــــاب اعتــــرب مــــن أهــــوأنــه يبحــث يف أرفــع مــا عرفــه اللســان العــريب يف -خاصــة–يعــد عمــل تأسيســيا يف جمــال اهتمامــه «فهــو

ـــاقي ـ، إىل جانـــ2.»"ميالقـــرآن الكـــر "التعبـــري ب ذلـــك يعـــد هـــذا املرجـــع األكثـــر تـــوفر لـــدينا كطلبـــة مـــن ب .املوضوع يفالدراسات العربية

":المفارقة وصفاتها"في كتابه " ميويك.سي.د"تقسيم -أقاط ـبه إىل أن مثة معـايري للتمييـز بـني األنـواع املختلفـة للمفارقـة، حصـرها يف النــقد انت" ويكـمي"ان ـك وقــد يــرتاوح هــذا املوقــف بــني درجــات عاليــة مــن التجــرد إىل : وقف مــن ضــحية املفارقــةـاملــ -«: ليــةالتا

ويعــين وجهــة : مفهــوم احلقيقــة –. انتصــار أو انتحــار: مصــري الضــحية –. درجــات عاليــة مــن التعــاطفـا معاديـةـما إذا كـنظر املراقب ذي املفارقة من احلقيقة في ـا تعكـس قيمـة أو أ جلميـع القـيم ان يعتقـد أ

.3»البشريةيف أشـكاهلا تبـدى «وانطالقا من هذه املعايري استخرج عدة أنواع، فقد التفت إىل أن املفارقة عمومـا

:يف شكلني رئيسيني مها .املفارقة اللفظية -1

.مفارقة املوقف -2

.45، ص)جممع األمثال للميداين أمنوذجا(نوال بن صاحل، خطاب املفارقة يف األمثال العربية -1 .12، ص)دراسة يف بنية الداللة( حممد العبد، املفارقة القرآنية -2 - ناصر شبانة"لـ" املفارقة يف الشعر العريب احلديث"ككتاب ." ا . سي. د -3 .188صالرعوية، –الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا

49

ــــنقش "ســــلوب فهــــو أ: ، أمــــا الثــــاين" اإلبــــراز"أســــلوب: ففــــي املفارقــــة اللفظيــــة جنــــد منطــــني األول ال .1»"الغائر

:مخسة أمناط«كما قسم مفارقة املوقف إىل .حينما يكون هناكتجاور بني ظاهرتني بينهما تنافر شديد قتتحق: التنافر البسيط -1

.حقق عندما يكون هناك تعارض بني ما نتوقعه وبينما حيدثتت: مفارقة األحداث -2

.ملراقب ماال تعرفه الضحيةحقق عندما يعرف اتت: املفارقة الدرامية -3

-غـري واع-يتمثل هذا النوع من املفارقـة حينمـا يكشـف شـخص مـا بشـكل: مفارقة خداع النفس -4 .جهله أو ضعفه أو خطأه أو محاقته مبا يقول أو يفعل وليس مبا حيدث له

.2»تأخذ املفارقة فيه شكل التناقض الظاهري أو شكل الورطة: مفارقة الورطة -5

:إىل ثالث أنواع، هي«املفارقة " ميويك"من ناحية الدرجات فقد قسم أما يكـون فيهــا الضـحية أو القــارئ أو كليهمـا علـى وعــي وإدراك بـاملعىن احلقيقــي الـذي يعنيــه : صـرحية -1

.صاحب املفارقة ويدركه يف احلال، وتتميز بظهور التناقض بشكل واضح

.إخفائها وجعلها غري مرئيةصاحبها هي اليت يتعمد : املفارقة اخلفية -2

تنـــدرج ضـــمن اخلفيــة وتتطلـــب دلـــيال خارجيـــا أو إضــافيا ميلكـــه صـــاحب املفارقـــة : املفارقــة اخلاصـــة -3 .3»وحده، كأن ميتدح أحد الساسة وهو يعرف أنه ميارس الفساد

: العالقة بني املفارقة وصاحبها إىل أربعة أمناط، هي«كما قسمها على ضوء وهـي طريقـة يف اختـاذ املفارقـة ال تسـتند إىل أي وزن ميـنح لشخصـية صـاحب :لالشخصـيةاملفارقة ا -1

املفارقــة؛ حيــث خيفــي نفســه داخــل قنــاع، فكلماتــه وحــدها، أو تعارضــها مــع مــا نعــرف، ينــتج املفارقــة، ــــرة املـــتكلم عاقـــل ينطلـــق علـــى رســـله، وهـــو يتميـــز عـــادة جبفـــاف أو صـــرامة يف األســـلوب، وتكــــون نب

.ري عاطفيمتواضع غ

.45، ص)جممع األمثال للميداين أمنوذجا(نوال بن صاحل، خطاب املفارقة يف األمثال العربية -1ا ميويك،. سي. د -2 .192-189صالرعوية، –الرتميز –املفارقة وصفاا . سي. د -3 .195صالرعوية، –الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا

50

وهي طريقة يف املفارقة يلبس فيها صاحب املفارقة قناعـا ":السقراطية"مفارقة االسخفاف بالذات -2ذا أثر إجيايب يف هيئة تقمص الشخصية؛ حيث حيمل نفسه إىل املسرح يف شـخص إمـرء جاهـل، سـريع

عطيـه مـن انطبـاع التصديق، جاد، مفرط يف احلمـاس، يعمـل علـى التقليـل مـن قـدر نفسـه، مسـتغال مـا ي .عن نفسه ليكون جزء من وسيلة املفارقة

تعتمــد هــذه املفارقــة علــى ختلـــي صـــاحب املفـــارقة عـــن مكانــه لســاذج أو فــج، :املفارقــة الســاذجة -3يراد أن ينظر إليه على أنه غري صاحب املفارقة، رغم أنه يتصرف نيابة عنه دون علم بأمره، وقد يسأل

. بتعليقات ال يدرك مغزاها الكاملهذا الفج أسئلة أو يديل

تشــكل هــذه املفارقــة قــوام املفارقــة يف املســرح، وهــي تقــوم علــى جهــل الضــحية :املفارقــة املمســرحة -4باملوقف الذي هي فيه، وتبدو أبلغ أثر عندما ال يكون املتلقـي وحسـب؛ بـل شـخص أخـر يف التمثيليـة

.1»أو القصة على وعي جبهل الضحية

املفارقـة -املفارقـة الكوميديـة - :أمناط أخرى للمفارقة منهـا" ميويك"ذه األمناط يذكر ـب هـوإىل جان -املفارقــة الكونيــة - املفارقــة العامــة-املفارقــة العدميــة -املفارقــة املتناقضــة -املفارقــة املأســاوية -اهلجائيــة

.املفارقة الرومانسية ":لقرآنيةالمفارقة ا"في كتابه " محمد العبد"تقسيم -بيف كتابــه " حممــد العبــد"ســنأخذ كمثــال عــن أنــواع املفارقــة عنــد النقــاد العــرب التقســيم الــذي قدمــه :والذي حدد فيه أشكال تبدي املفارقة يف القرآن الكرمي، وهي على النحو اآليت" املفارقة القرآنية"يف حــني يقصــد منــه معــىن شــكل مــن أشــكال القــول يســاق فيــه معــىن مــا، « وهــي :املفارقــة اللفظيــة -1

.2»آخر خيالف غالبا املعىن السطحي

كميــة، يعــول عليهــا يف إظهــار -علــى الكليــة–تعــىن أداء املنطــوق «وهــي :مفارقــة النغمــة -2 بنغمــة التعـــارض أو التضـــاد، بـــني ظـــاهر املنطـــوق وباطنـــه، وبـــني ســـطحه وعمقـــه؛ حبيـــث تقتلـــع هـــذه النغمـــة

.3»ة الباطن املضادالتهكمية حمتوى ذلك الظاهر ملصلح

.199-196ص، املرجع نفسه -1 .71، ص)دراسة في بنیة الداللة(محمد العبد، المفارقة القرآنیة -2 .53، صالمرجع نفسھ -3

51

ترسم هذه املفارقة صورة للسلوك احلركي ملن تقع منـه، أو عليـه عناصـرها « :مفارقة السلوك احلركي -3ا، وهي حركة عضوية أو جسدية عامة تربز فيها عناصر خاصة مثرية للغرابة والسخرية .1»ومكونا

. ملخاطـب دون مـا يف األمـر نفسـهخطاب بالشيء عن اعتقاد ا«وهي : مفارقة احلكاية أو اإليهام -4 .2»إنه حكاية عن زعم املخاطب أو املتحدث عنه يف املفارقة

ــــإميـــ«هـــي عبـــارة عـــن : اعـمفارقـــة اإلملـــ -5 حية تصـــوب إىل شـــخص أو شـــيء مـــا، قصـــدا إىل ـاءة تلمي .3»االنتقاص من قدره وحتقريه على وجه اخلصوص

س التعـــارض بـــني موقـــف الضـــحية ومفهومهـــا علـــى أســـا«وهـــي تبـــىن : مفارقـــة املفهـــوم أو التصـــور -6ب وخاطئ ومثار االنتقاد، وما جيب أن يكون عليه األمـر، وكلمـا ـو عادة غريـلكها، وهـلألشياء أو مس

بعد الدافع الظاهري احملرك ملوقف الضحية وسلوكها عن حقيقة األمر ومداره اشتد التعارض وشـحذت .4»املفارقة

وتعتمـــد علـــى مقصـــد املؤلـــف (...) عبـــري عـــن فكـــرة علـــى لســـان اآلخـــرالت«هـــي :املفارقـــة البنائيـــة -7 .5»ولكنه جمهول عند املتكلم. الساخر، الذي هو من نصيب املستمع

:صفات المفارقة -6االنتقـال مـن «تسـمو إىل حتقيـق أهـدافها عـن طريـق -مع كافة الفنون البالغية األخـرى–إن املفارقة

، فهـــي تعــد حالـــة خاصــة مـــن (...)احلركيــة التعبرييـــة وشــد عـــرى اخلطــاب اآلليــة واملباشــرة واحلرفيـــة إىل .6»إشكالية عامة، عن كيفية تفسري انفراد معىن املتكلم عن معىن اجلملة أو الكلمة

ق غرضــها، وإن كانــت يف ـيقــرتح عــدد مــن املبــادئ لتحســني أداء املفارقــة وحتقيــ" ميويــك"لــذلك فــإن ا الصفات املمي :زة للمفارقة، وهياحلقيقة هي ذا

.198، صالمرجع نفسھ -1 .111ص، المرجع نفسھ -2 .152ص، المرجع نفسھ -3 .165، صالمرجع نفسھ -4ا . سي. د -5 .141صالرعوية ، –الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا .35املرجع نفسه، ص -6

52

اإلشارة إىل الفرق بني ما ينتظر حدوثه وما حيدث فعال، وكلما ازداد «ويراد به : مبدأ التضاد العايل -أفتــزداد حــدة 2»أن يســرق الســارق أو يغــرق مــدرب الســباحة«، مــن أمثلتهــا 1»ارقةـرت املفـــرق كبـــالفــ

أيصـا بزيـادة الظلـم، وتوسـيع الفـرق بـني الـذنب وميكـن تصـعيد املفارقـة ،ه أمـر نـادر احلـدوثـاملفارقة ألن . والثواب غري املستحق

إحــداث (...) مــن الناحيــة األســلوبية املفارقــة ضــرب مــن التــأنق هــدفها األول«: مبــدأ االقتصــاد -ب؛ أي أن 3»أبلــغ األثــر بأقــل الوســـائل تبــذيرا، وصــاحب املفارقــة املتمـــرس يســتعمل مــن اإلشــارت أقلهـــا

قصد به إصابة أكـرب عـدد مـن املعـاين بتوظيـف أقـل عـدد مـن اإلشـارات البالغيـة، وهـو مبدأ االقتصاد ي .ما يكسبها اإلبداع واجلمالية واملنفعة يف آن واحد

سواء كانت املفارقة صانعة لتلك الشخصيات املتحركـة ضـمنها أو احملاكيــة هلــا، فهـي : لغة املفارقة -تـا «يف احلقيقة ال تعكس الواقع كما هو، فـهي ا تتعمد أن تكون خارج املوضوع، كما إ لغة منعزلة أل

ـرب منـا مبجـرد أن نقـرتب منهـا. تتعمد عدم اإلفهام على حنو مباشر مث هـي . وهي لغة جتعـل األشـياء لغــة تظــل عائمــة حــول إشــكاليات اجتماعيــة فكريــة علــى مســتوى احملــدود والالحمــدود، دون أن تقــف

إبــراز احلقــائق مســتعينا بــالعلوم النفســية واالجتماعيــة وااليــديولوجيات منهــا موقــف احمللــل الــذي يتعمــد ا يف إطار السرية . 4»والفلسفات، بل الذي يظل حمتفظا

ا بسبب هاته الصفات اخلاصة اختلفت املفارقة عن غريها من الفنون األدبية .إذ

.192ص، املرجع نفسه -1 .املرجع نفسه، الصفحة نفسها -2 .190املرجع نفسه، ص -3 .217نبيلة إبراهيم، فن القص يف النظرية والتطبيق، ص -4

"ويمأمحد بن سعود د"التغري االجتماعي يف شعر : الفصل األول .تــوطئـــة

.و بيئة شعره" أحمد بن سعود دويم"الشاعر : أوال ".أحمد بن سعود دويم"الشاعر -1 .ـرهــــبيئـــة شع -2أحمد بن سعود "عوامل التغير االجتماعي في منطقة سوف من خالل شعر : ثانيا

"دويم .عوامل التغير االجتماعي في منطقة سوف خالل االستعمار -1 .ل التغير االجتماعي في منطقة سوف بعد االستقاللعوام -2 .التغير في سلم القيم االجتماعية لمنطقة سوف: ثالثا

.التغير في القيم واألخالق العامة -1 .التغير في المعاملة واألخالق اإلدارية -2 .التغير في المعاملة بين األجيال -3 .التغير وضع المرأة -4 .التغير في المعتقدات الدينية -5 .رـحضـداوة إلى التـن البـر مـالتغي: رابعا

.تحضر المناطق الرعوية -1 .مظاهر البادية -2

57

تـــوطـــئـةتمعات اإلنسانية شهد منذ القرن التاسع عش تمع اجلزائري كغريه من ا ر تغيـرات كبـرية، سواءا ـا

االجتماعية على مستوى العالقات بني اجلماعات أوالعالقات األسرية الداخلية، أو يف قيمه -رة انتقاله من جمتمع رعويـت مسيـماعي صاحبـاجت -واألخالقية، وذلك ضمن حركة تغري ثقايف

زراعي تقليدي إىل جمتمع صناعي حديث، وهذا بفعل االستعمار الفرنسي االستطاين، مث بفعل .املخططات التنموية بعد االستقالل

ت–وهو احلال يف جمتمع منطقة سوف عرف هو اآلخر تغريات -مع اجلزائري الكبريكجزء من اوإن كان هذا التغري يف الفرتة االستعمارية - تقريبا–جذرية منذ وصول االستعمار الفرنسي إىل املنطقة

بطيء نوعا ما؛ حيث حتول من جمتمع رعوي خالص يقوم على نظام القبلية، اليت ترتكز على نظام ل، إىل جمتمع ريفي وحضري مستقر، فلقد كانت األسر تعتمد ، وحياة الرتحال والتنقمتدةاألسرة امل

كانت تتمركز تربية املواشي «على تربية املواشي والرتحال الدائم يف الرباري حبثا عن مصادر العيش؛ إذ الليبية جنوبا، ومن احلدود " غدامس"مشاال إىل أطراف مدينة " تبسة"يف البوادي من جنوب مدينة

غربا، معتمدة على " ورقلة"و" واد ريغ"وحدود " واد سوف"شرقا إىل قرى ومداشر اجلزائرية التونسية .1»ما جادت به األرض من األعشاب الصحراوية واملرتبطة بنزول املطر

ا املنطقة أدت إىل ـاقتصادية وسياسية وتارخيية مرت متنوعة أسباب هذا احلال كان قبل تدخل ف واملدن، ومنو يف حجم احلواضر القليلة آنذاك، وتغري يف طرق استقرار مجاعات البدوي يف األريا

راجع سلطة ـعا لتـكسب عيش األفرد ووسائله، مما أدى إىل تغيري بنية األسرة، واجلماعات الشعبية تبتمع املنطقة؛ ذلك أن التغري االجتماعي ـالقبي لة، ومن مث تغري يف املنظومة العرفية والقيمية واملعتقدية ادي يبدو أسرع من التغري املعنوي، فإنه ـر املـث أن التغيـحي ؛فاوتةـيسري بسرعات مت«ملنطقة كان يف ا

يؤدي إىل انبثاق مشاكل اجتماعية، واملشاكل االجتماعية تؤدي بدورها إىل تغريات اجتماعية .2»أخرى

.29-28م، ص2012، 1حممد الصاحل بن علي، األلغاز الشعبية بوادي سوف، مطبعة مزوار، الوادي، اجلزئر، ط -1 .169، ص)دراسة تطبيقية(حممد عاطف غيث، علم االجتماع -2

58

ا طبي(...) ظواهر سلبية مما يعترب آفات اجتماعية«وهكذا برزت عدة عية دعت إليها احلاجة أو أا غري مألوفة يف األعراف االجتماعية كخروج املرأة للعمل كما شكلت تلك التغريات . 1»إال أ

تمع احمللي من جمتمع حمافظ على قيمه وأعرافه وعاداته إىل جمتمع الشاملة حتوال نوعيا لوعي اديدا للخصائص الثقافية واهل .وياتية األصيلة لهخبصائص اجتماعية وثقافية متثل

الذي عايش أهم وأبرز مراحل حتول جمتمع منطقة سوف، فلقد طفت " أمحد بن سعود"والشاعر عن «ه العديد من القضايا االجتماعية والثقافية الطارئة، فعرب كواحد من شعراء سوف ـى لسانـعل

نه الذين كانوا القحط واجلفاف وضيق العيش، كما عرب عن تذمره وسخطه من االستعمار وأعوايثقلون كاهل الشعب باألتاوى والرشاوى، كما عرب عن هويته بدءا حبدود قبيلته مرورا مبحيطه اجلهوي

.، هذا أثناء الفرتة االستعمارية2»ووصوال إىل اإلنتماء القومي والوطينتمع، و اليت سببتها أما بعد االستقالل فقد كان مهه خملفات عواصف التغري اليت هبت عاتية على ا

بعد ظهور سحب الذهب األسود يف مساء اجلزائر وهطوهلا -خاصة–التقلبات السياسية واالقتصادية القطاع الفالحي، واالستقرار ـم ودعمبأمطار التنمية الشاملة، واليت ركزت جهودها على نشر التعلي

.اخل...السكاين، فاستدعى ضرورة تراجع البداوة وأعراف القبيلةها ثذه العوامل جعلت من األجيال اجلديدة تتخلى عن كثري من العادات والتقاليد اليت توار كل ه

كما نظرت هذه األجيال . أسالفهم، خاصة منها ما تعلق بتسيري شؤون األسرة وعادات الزواجبازدراء وأبطلت العديد من املمارسات واملعتقدات الشعبية والدينية والسحرية كاالعتقاد بقوى

م، وإحياء املناسبات الدينية ممزوجة بالعادات والتقاليدالطب . يعة، واألولياء الصاحلني وكراما، "أمحد بن سعود"جدات االجتماعية كانت املواضيع اليت تناوهلا الشاعر ـك املستـمن جنس تل

ختلف ذلك أن الشعر الشعيب أكثر األشكال التعبريية تداوال يف األوساط الشعبية، واحتواءا ملتمع، ومواكبة ملستجداته، وتقاليده وأعرافه، ومن مث فيأخذ ألوانه من مواد ثقافته نشاطات ال شعور ا

تمع وبالتايل من حتوالت يف األفكار واملقاييس والقيم«فهو . 3»يعكس حلظة أو مرحلة من تطور ا

.11م، ص2012، 1أمحد زغب، ديوان أمحد عطا اهللا، مطبعة مزوار، الوادي، اجلزئر، ط -1 .09م، ص2009، 1، مطبعة مزوار، الوادي، اجلزئر، ط)جاذاهلادي جاب اهللا منو (عيب اجلزائري من اإلصالح إىل الثورة أمحد زغب، الشعر الش -2ا، مطبعة النجاح اجلديدة، الدار البيضاء، املغرب، ط -3 .126م، ص2010، 1عبد الصمد بلكبري، الشعر امللحون الظاهرة والدالال

59

ات الطارئة واألمراض اخلبيثة قدرته على التعبري عن تلك احملدث" أمحد بن سعود"عر اولقد أظهر ش تمعي ا منطقة . اليت أصابت اجلسد ا اعات اليت شهد أثناء املرحلة " سوف"فأرخ للكثري من ا

اروة - خاصة–االستعمارية، واهلجرات اجلماعية والفردية حنو العديد مـن املناطق حنو الدول ا . التونسية" اجلريد"قة إىل منط" الربايع"، منها هجرة قبيلة "ليبيا"و" تونس"

ا املنطقة يف تلك الفرتة وبعد االستقالل، أمهها أحداث كما أرخ لألحداث التارخيية اليت شهدوسجل كذلك منتجات التقلبات السياسية واالقتصادية للجزائر املستقلة وبعض . الثورة التحريرية

.تمع املنطقةاألزمات احلدودية، واليت كان هلا أثرها على ثقافة وقيم جم

60

وبيئة شعره" أحمد بن سعود"الشاعر -أوال :تعريف الشاعر -1بــراهيم بــن ربــح مسينــة، خالــه الشــاعر املعــروف إأمحــد بــن ســعود بــن عبــد القــادر بــن حممــد دومي و هــو

أوالد هـــو ةبنـــات وثالثـــ رىب يف عائلـــة تضـــم ســـبعة إخـــوة أربعـــةم بالربـــاح، تـــ1896ولـــد خـــالل . مسينـــةمــن اويبــدو أن الشــاعر قــد تــزوج أكثــر مــن مــرة فقــد أجنــب أربعــة بنــات مــن زوجتــه األوىل وابنــ. أكــربهم

. زوجته الثانيةأمضــى طفولتــه وشــبابه يف البــوادي الشــرقية املتامخـــة عمــل منــذ الصــغر يف رعايــة الغــنم واإلبــل حيــث

ة احلدوديــة ملنطقــة ســوف بشــقيها الشــمايل املنطقــ ى، فكــان كثــري الرتحــال بــني صــحار للحـدود التونســيةكمـا عمـل .كذلك باقي صـحراء سـوف وورقلـة والقسـم اجلنـويب الغـريب مـن الصـحراء التونسـية، واجلنويب

خــــــالل الثالثنيــــــات " البياضــــــة"و" حاســــــي خليفــــــة: "يف الفالحــــــة وزراعــــــة النخيــــــل بضــــــواحي بلــــــديت .واألربعينيات من القرن العشرين

اهـــدين ومــع انــدالع الثـــورة التحريريــة مل يـــدخر الشــاعر جهــدا يف تقـــدمي املســاعدات للعديـــد مــن ااهــد أمحــد بــن "املعــروفني يف املنطقــة والــيت كانــت معــربا للســالح القــادم مــن ليبيــا وتــونس، مــن بيــنهم ا

ابــن عـــم الشــاعر، كمـــا اهـــتم بلــم مشـــل أســرة أخيـــه األصـــغر " دومي العيــد بـــن حممـــد"والشـــهيد " ابــراهيمومل تتوقــــف . الــــذي فــــر إىل األراضــــي التونســــية بســــبب مالحقــــة الســــلطات االســــتعمارية لــــه" مشياهلــــا"

بــل كــان لســان الثــورة يف اجلهــة الشــرقية، ممــا جعــل قصــائده علــى اجلانــب املــادي فقــطمســاعدته للثــورة . تلقى صدى كبريا لدى الشباب البدو

، يرحتـل بصـحراء آخـر ال حينا واالستقرار حينـاأما بعد االستقالل فقد ظل الشاعر يرتاوح بني الرتح الطالب العريب وينزل مبنطقة البياضة إىل أن استقر به املقام فيها أثناء الفرتة ما بني منتصف السـبعينات

بنــه الــذي الطالــب العــريب لالســتقرار مــع ا بلــدةأيــن ارحتــل الشــاعر إىل . م1984إىل غايــة أواخــر ســنة

- مارس 28قيناها من حفيده سعود دومي، وذلك خالل مقابلة معه يف بيته الكائن ببلدية الطالب العريب يوم اجلمعة املعلومات اخلاصة بالشاعر است

. ميالد ووفاة له: كما أفادنا سعود بوثائق تثبت هوية الشاعر وشهاديت. م على الساعة التاسعة صباحا2014

61

م 1985جــانفي 12ه املنيــة بعــد رحيلــه بأيــام قالئــل، كــان ذلــك يــوم وافتــ. كــان يعمــل شــرطيا هنــاك ".الطالب العريب"ببلدية " اخلفج"ودفن مبقربة

وكـــان الشـــتغاله بـــالرعي يف تلـــك املنـــاطق . كـــان الشـــاعر أميـــا مل يـــدرس ومل يلتحـــق بزاويـــة أو مســـجد ا وبطبيعتها اخلالبة، كما كان ل .ذلك بصمة خاصة على شعرهاملذكورة آنفا أثرها يف جعله يولع

بقي شعره حيا يف مجيع عروش قبيلة الربايع وأوالد جامع وبدو والية ورقلة وحىت لدى بدو تونس كان يشارك يف املسابقات الشعرية واالحتفاالت احمللية، كما شارك يف مهرجان ثقايف باجلزائر . 1وليبيا

. العاصمة مطلع السبعينياتوهي من القبائل املؤسسة " الربايع"من قبيلة " الدومية"إىل عرش " ن سعود دوميأمحد ب"نتمي الشاعري

بين "و" بين هالل"مبنطقة سوف، وكغريها من القبائل اليت استقرت باملنطقة تعود أصوهلم إىل قبائل .القادمتني من اجلزيرة العربية" سليم

مجع ريبعة، وقد كانوا ثالثة من «": إبراهيم العوامر"لـ " الصروف"والربايع حسب ما جاء يف كتاب وهو ابن متيم بن مرة بن دا بن طاخبة بن إلياس بن مضر . نسل مالك بن زيد مناة، يقال هلم الربايع

ومجيع الذين ،رون منهم يف الشام ومنهم يف السودانـوام كثيـم أقـوه. ابن نزار بن معد بن عدنان اخلإليها وبعد أوالد أمحد وبعض املصاعبة بقليل، خصوصا بأرض سوف دخلوا إفريقيا زمن دخول العرب

م متأخرين من وادي اآلجال بالقرب من فزان م سبقوهم إال أوالد حجاج فإ وتركوا . أوالد بلول فإذا االسم م هناك وإىل اآلن يعرفون .كثريا من إخوا

ود، أوالد محد، أوالد ـوالزيأوالد بلول، : وتشمل هذه القبيلة على أربعة عشر فصيلة صغرية وهي زقزاو، الرقيعات، واألفايز، واألغواث، والدوامية، والعتايرة، واحلوامد، واملصابيح، وأوالد مسعود،

.2»والقطايطة، وأوالد حجاج

. م، أستاذ بابتدائية جممع الطالب العريب2009يج املركز اجلامعي بالوادي دفعة سنة، خر 28سعود بن عبد اهللا دومي، حفيد الشاعر، عمره -1 - كما كرم الشاعر وحتصل على -سوف ندرجها ضمن الديوان–ذكر الشاعر هذا املهرجان يف قصيدة له مل نعثر منها سوى على مخسة أبيات

. إحدى جوائز هذا املهرجان حسب إفادة حفيده .375م، ص2007الساسي العوامر، الصروف يف تاريخ الصحراء وسوف، منشورات ثالة، األبيار، اجلزائر، دط، إبراهيم حممد -2

62

إذ ليس هذا من هذا مقاصد ؛لإلفاضة يف هذه اجلوانب -هاهنا–ال يتسع املقام :بيئة شعره -2لشاعر، وتسليط الضوء عن هذه احميط يف إطار تقدمي إشارات عامة عن هلا حبثنا وإمنا أردنا التطرق

وامللهم له يف معظم صوره الشعرية" أمحد بن سعود"اجلوانب باعتبارها من أهم املؤثرات يف شعر . خاصة

باعتبارمها " حزوة"و" الطالب العريب: "على هذا األساس سوف نعرض لتعريف موجز ملنطقيت . ألصلي أين قضى فيهما القسم األكرب من حياتهموطنه ا

وهي منطقة صحراوية حدودية تشتمل حاليا بلدية ودائرة تتشكل من بلدة مقر « :الطالب العريبتقع يف اجلهة الشمالية الشرقية ، "بن قشة"بلدية و" دوار املاء" بلدية البلدية وقرى أخرى جتاورها كـشرقا اجلمهورية التونسية، غربا ،صحراء والية ورقلةجنوبا ،ية تبسةواللوالية الوادي، حيدها مشاال

.1»بلدية حاسي خليفةفقد بقيت ورغم غزو التحضر وانتشار ممارسة الفالحة باملنطقة فهي ال تزال رعوية بالدرجة األوىل،

.عن طريق الرتحالوالغنم بلاإل جمموعات كبرية من البدو على أرضها يقومون برتبيةقرب احلدود مع والية توزر، تقع يف اجلمهورية التونسيةإحدى مدن «فهي : حزوةأما منطقة

رها قرى صغرية مثل بري أشلني، بري و اجت ،ميال إىل الغرب من مدينة توزر 30تقع حوايل . اجلزائر يبلغوهي مركز املعتمدية . حلمري، بري مويلش، بري العوابد، وبري الكوش وبري ثابت أبياراخليم، بري ا

ا مساحة واسعة تتألف من كما ترتبع على، 2004نسمة حسب تعداد عام 3610عدد سكااملنطقة أساسا اقتصاديقوم .شط اجلريدواألراضي القاحلة إىل الغرب من شط الغرسةاجلزء الغريب من

.2»يوموقعها احلدود وزراعة النخيلالثروة احليوانية على ، وهو بطبيعة احلال ال خيتلف "أمحد بن سعود"كما يعترب مناخ املنطقة كذلك من املؤثرات يف شعر

إنه " أندريه روجيه فوازان"ملناخ العام ملنطقة سوف، حسب دراسة الباحث الفرنسي يف شيء عن افإن املناخ السائد فيها هو املناخ الصحراوي القاري الذي يتميز «حبكم الطابع الصحراوي للمنطقة،

ا مصلحة البناء والتعمري لبلدية الطالب العريب -1 .وثيقة لتعريف منطقة الطالب العريب، أفادتنا :املوقع اإللكرتويندليل بلديات اجلمهورية التونسية، -2 catalog / annuaire – des nuncipalites. Opendata . interieur . gov . tn / ar /

.م11/02/2015: بتاريخ

63

ففي بعض أيام الصيف قد تتعدى درجة احلرارة . بشدة احلرارة صيفا، وشدة الربودة شتاءا جلفافه . م، ويف بعض ليايل الشتاء تنخفض إىل ما دون الصفر50رارة احلا على الطقس، ومنها ا، وتأثريا الذي يأيت " الشهيلي: "أما الرياح فتعرف حبسب مصادرها واجتاها

يغشى اإلقليم بربودة وهو ريح رطب" البحري"من جهة اجلنوب ويتميز بشدة حررارته وجفافه، وب على املنطقة. الشرقية بالتحديد من خليج قابس بتونسب من اجلهة منعشة، ويه أنواع كما

.وهي رياح قوية تثري يف الغالب زوابع رملية مزعجة" الظهراوي"و" الغريب"ح كـا خرى من الريأطل شتاء -على العموم–أما األمطار يف اإلقليم فهي نادرة بسبب بعد املنطقة عن البحار، فقد

طل فيها مجيع ولكن ذلك نادر، وقد يكون هطوهلا يف اخلريف يف بعض اجلهات دون األخرى وقد .1»أو أوائل الربيع

":أحمد بن سعود"عوامل التغير االجتماعي في منطقة سوف من خالل شعر -ثانياإن كان التغري مسة احلياة االجتماعية فإنه ال ميكن أن حيدث دون أسباب موضوعية، مث إنه ال ميكن تمعي مرتابطة أي خلل يصيب أحدها يؤثر أ ن حيدث نتيجة لسبب واحد؛ ذلك أن أعضاء اجلسد ا

التغري االجتماعي حيدث نتيجة عدة عوامل متداخلة ومتشابكة وال يعمل أي منها «يف البقية، فـ .2»منفصال عن اآلخر، وإمنا تتداخل بعضها يف بعض ويؤثر بعضها يف بعض

تمع احلديث املفتوح على كل ما عملية االنتق«كما أن تمع الرتاتيب املغلق إىل ا ال التدرجيي من اراك يف ـن حـد عـتول 3»هو خارجي، واملتحرر من سلطة التقاليد، وسلطة السياسة التقليدية املطلقة

.السياسة واالقتصاد: خمتلف اجلوانب االجتماعية، خاصة منها احملركني الرئيسينيابتداءا من السياسة االستعمارية املهدمة للثقافة التقليدية، ووصوال إىل خمططات وقد كان ذلك

(...)كان عدم االستقرار السياسي الذي متيزت به احلياة السياسية «الدولة الوطنية احلديثة، فلقد تيجية يشمل التحوالت اجلذرية يف السياسة واالسرتا (...) عامال حامسا يف زيادة حدة األزمة احلضارية

1- , p44-45. Voisin , André - Roger , le souf Monographie , El oued : El walid, 2004 تمع، ص -2 .10حسني عبد احلميد أمحد رشوان، تطور النظم االجتماعية وأثرها يف الفرد واماجستري، كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية، جامعة إيب بكر بلقايد، : العالقات، خمطوط -سليمان دمحاين، ظاهرة التغيري يف األسرة اجلزائرية -3

.24م، ص2006-2005: تلمسان، اجلزائر، السنة اجلامعية

64

، وما تتبناه من السياسات االقتصادية والتقلب بني النظام االشرتاكي والنظام 1»العامة للدولةتمع االنتقايل اهلشة. الرامسايل .يضاف إىل ذلك انعكاسات العوملة والتقدم التكنولوجي على بنية ا

:املرحلتني خالل"أمحد بن سعود"ومن هنا فسوف حناول تتبع أثر هذه العوامل يف شعر .الفرتة االستعمارية اليت مشلت حياة الشاعر -

.بعد االستقالل كذلك يف الفرتة اليت مشلت حياة الشاعر -

:خالل فترة االستعمار - 1لقد مرت منطقة سوف خالل مسرية حتديثها بظروف اقتصادية، وسياسية، وبيئية، متواترة أخذت

هذه املسرية التحديثية بدأت منذ دخول االستعمار ا من عامل البداوة إىل التحضر، ويبدو أنيعترب من أبرز عوامل -كظاهرة عامة–عمار احلديث ـك أن االستـ، ذل-تقريبا –الفرنسي املنطقة

قد لعب على املستوى الكوين دورين متناقضني، السيطرة والنهب من جهة، «التحديث يف العامل، فـكان لالستعمار آثار سلبية وأخرى إجيابية على كل من ، ف2»وإجناز التحديث والتقدم من جهة ثانية

رات والدول ست املستعم ة على حدـامل مر ـ ع القوى االستعمارية فيه قامت الذي الوقت يفإذ ؛سواءا و ااالباستغالل مستعمرا ا ـحقق املستعمرون شي ستفادت منها اقتصادي االقتصاديةمن التنمية ئ

. خلوا إليها طرق الزراعة والصناعة والعلوم الطبية الغربيةللمستعمرات، فأدباستقرار االستعمار الفرنسي باملنطقة سنة " سوف"إذا ميكننا أن نؤرخ لبداية التحضر يف

ات يف ـع عالمـاز بعض الطرق ووضـم، وقيامه بإنشاء بعض املرافق الصحية، كذلك إجن1882موضوعة باألساس خلدمة - على كل حال-اخل، وهي ...صالمسالك صحراوية، وإدخاله ألجهزة ات

ا أحدثت نوعا من التحضر ولو نسبيا . مصاحله وأعوانه يف املنطقة، إال أكما عمل االستعمار الفرنسي من خالل فرض الضرائب على زيادة عدد سكان احلواضر وأسهم

األدارة الفرنسية «متذبذب؛ ذلك أن يف ظهور عدد من القرى واملداشر اليت تعرف استقرار سكاين ومنذ احتالهلا للجزائر انتهجت سياسة التفكيك االقتصادي واالجتماعي، وفرضت سياستها هذه

دف من وراء هاته القوانني إىل اغتصاب أراضي الفالحني، وتفتيت (...)بقوة السالح والقانون،

. 67م، ص1985، فرباير6لس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، ععزت احلجازي، الشباب العريب ومشكالته، سلسلة عامل املعرفة، ا -1 .25العالقات، ص -سليمان دمحاين، ظاهرة التغيري يف األسرة اجلزائرية -2

65

ة سياسية، شكلت عنصر مقاومة ـة اجتماعيدـارها وحـالنسيج االجتماعي القبلي، ألن القبيلة باعتبا االستعمارية التوسعية .1»وعرقلة ألهدافها وخمططا

فسجل ظلم ومضايقة السلطات االستعمارية املستمرة ألهايل املنطقة " أمحد بن سعود"أما الشاعر )28:النص: (التونسي، يقول" اجلريد"من خالل رحيل قبيلته إىل

ــــــــــــــــــــ ن ع حــــــــــــــــــــل جن ش ر قــــــــــــــــــــام حـــــــــــــــــــو ا بامل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه م ـــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا عن 2م

ام د ــــــــــــــــــــــــم جــــــــــــــــــــــــور و ل ــــــــــــــــــــــــوب والظ كت 3امل

ة ة اعـــــم بشـــــري ـــــع ســـــالم حـــــل جن ش ر حـــــو

ة حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــري ب 4زاز ل

ه ــــــــــــــــــري ــــــــــــــــــع خب ط ــــــــــــــــــل ق ي لمــــــــــــــــــة الل يف ظ 5و

ه يصـــــــــــــفي غـــــــــــــدير ـــــــــــــى اهللا ـــــــــــــب عل ل نط

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال ◌زوا لع 6م انـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

قـــــــــــــــام ب يف احجـــــــــــــــا ـــــــــــــــح امل هـــــــــــــــوم مس ر 7بـ

ا يف نشر ثقافتها، واليت ـه خمططات فرنسـد بأعرافـلقد أعاق النظام القبلي يف املنطقة ومتسكه الشدي تمع احملـق بيـن التفريـما بعد مـها فيـوف متكنـس م، لذلك سعى بكل ـلي والتحكم يف حتركـن أفراد ا ا

إرهاق «كسر هذه الوحدة، فعمد إىل فرض األحكام العسكرية وسياسة التجويع؛ إذ عمل وسائله إىل ا دون مراعاة املستوى االجتماعي، الذي اضطر السكان حفة، وجبايا كاهل األهايل بالضرائب ام ومواشيهم، وقوة عياهلم، ورهن أمالكهم لدفعها، وحني إذ كشفت السياسية الظاملة إىل بيع عقارا

تمعـن مسامهتها يف تكريس الفقر والبـع ، هذا الوضع اضطر الكثري من القبائل البدوية 8»ؤس يف ااورة لـ " سوف"إىل التخلي عن حياة البادية، وفضل البعض اآلخر اهلجرة مبواشيهم إىل املناطق ا

.27العالقات، ص -سليمان دمحاين، ظاهرة التغيري يف األسرة اجلزائرية -1ش -2 قام . مجع أثاثه: حو امل .رحل هروب: ب3- دام امل م جور و ل .أي القدر واعتداءات السلطات االستعمارية املتكررة على األهايل: كتوب والظة -4 شري ة ب ة . بنات الشاعر: سالم حري ب . جتاوز الصحراء: زاز له -5 ري ع خب ط .قرر زعيمه: قه -6 دير صفي غ . عضيتآخون وتنشرح صدورهم لبعضهم الب: يالم -7 وا الع قام ب احجا. يستقل وطننا: ز ح امل هوم مس ر .يف محاية الويل الصاحل إبراهيم بن : بـكلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية، جامعة دكتوراة، : علي غنابزية، جمتمع واد سوف من االحتالل الفرنسي إىل بداية الثورة التحريرية، خمطوط -8

.371م، ص2009-2008 :زائر، اجلزائر العاصمة، السنة اجلامعيةاجل

66

: اعــر، يقولالـش" جنــع"نظرا لقربه اجلغرايف، وهـو حـال قبيلة " اجلريد التونسي"خاصة منها )28:النص(

لجريــــــــــــــــــد ــــــــــــــــــا ل ن ع حــــــــــــــــــل جن ش ر حــــــــــــــــــو

يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ح بع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو 1اط

ارت غريـــــــــــــــــــــــــــد ـــــــــــــــــه ونســـــــــــــــــــــــــــاه د اريـــــــــ ر 2ذ

شـــــــــــة ة وعي ـــــــــــع فجـــــــــــر حـــــــــــل جن ش ر حـــــــــــو

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ي زازن اهل 3و

شــــــــــــــــــــــه جي و ــــــــــــــــــــــامل يفكهــــــــــــــــــــــن م الظ 4اهللا

ـــــــــــــــين طـــــــــــــــري ت ـــــــــــــــا ري ي ريشـــــــــــــــه و ـــــــــــــــاير ب ط

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام غي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــش ل 5خن

ــــــــــــالم ــــــــــــا فجــــــــــــر شــــــــــــق الظ م ــــــــــــدف ك 6و

ــــــــــــــــــدس ــــــــــــــــــا وان ن ع شــــــــــــــــــي جن ش م حــــــــــــــــــو

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 7وزاز الع

ص شـــــــــــــــــــي زارب احــــــــــــــــــــر وه بامل ب ضـــــــــــــــــــر 8 و

س س حـــــــــــــــــــــــــب س ر ـــــــــــــــــــــــــون ـــــــــــــــــــــــــر ت يف بـ و

قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانه امل 9و

ـــــــــــــا جان ـــــــــــــام و ن ـــــــــــــم امل ـــــــــــــا حل م ـــــــــــــر ك بـ 10اخل

هروبا من قسوة احلياة يف ظل " اجلريد"قبيلته ملنطقة " جنعه"إن الشاعر بتسجيله حلادثة رحيل أثناء احلقبة االستعمارية، فقد شهدت " سوف"االستعمار أرخ كذلك لظاهرة اهلجرة اليت عرفتها

لجريد -1 يد . منطقة يف اجلنوب التونسي: ل ع ح ب . ابتعد كثريا: اطواريه -2 ر .أطفاهلم:ذشة -3 ي ة وع جر زازن . أخوات الشاعر: ف شة . جتاوزن: و ي . اسم موضع: اهلفكهن م -4 ي شه اهللا جي و .حيميهم اهللا من اجليش الفرنسي وأعوانه: الظاملريشه -5 ر ب اي تين طري ط ا ري ي ام . يا ليتين أطري يف السماء مثل الطيور: و غي . أشق السحب: خنش لدف -6 .أدخل عليهم وهم يف غفلة: سس . اختفى: اندس -7 . حلاجز احلدوديجتاوز ا: وزاز العوه -8 ب ص . استعجلوه وطلبوا منه السرعة اكثر: زر د احر .زاد يف سرعته: زايس -9 س حب س ر ر تون يف بـ قام . على أرض تونس استقر وأقام: و . استحسن اإلقامة يف ذلك املكان: زانه امل

ام -10 ن م امل ا حل .بتلك البالد البعيدة متنينا أن هذا اخلرب كان حلما وليس واقع نعيشهحني وصلنا خرب استقرارهم : كم

67

-خاصة-مال اجلزائري، وفرنسا، ودول اجلوارـشناطق الـم: موجات هجرة كبرية إىل عدة جهات منهاا اجلغرايف من املن ا الثقايف من خالل التقارب ـطقة وطـتونس، وذلك لقر ول احلدود معها، وقر

تمعني . الشديد بني اللهجتني، والتشابه يف عادات وتقاليد ومعتقدات كل من اعادات األسرة السوفية خاصة مع غياب تأثري يف بعض «لقد كان للهجرة خارج املنطقة عموما

األب لسنوات فيحصل نوعا من االستقاللية لدى األبناء؛ إذ يكثر اعتمادهم على أنفسهم فيصبحون كما أن األباء الذين يبقون لفرتات باملهجر حيصل أيضا لديهم تغري . مستقلني وأقل ارتباطا بالتقاليد

م، لو أن ذلك يظل نسبيا عاال يف التأثري على ـصر فـعن" سوف"، فاهلجرة بـيف أفكارهم وسلوكا .1»عادات وتقاليد املنطقة

تمع يف املن جري السكان، ـكما كان للعوامل البيئية الطبيعية دور كذلك يف تغري طبيعة ا طقة و، وهي من دون (...) ع الظواهر الفيزيائية اليت ليست من صنع اإلنسانـك العوامل مجيـضمن تلـتت«

. 2»هلا أثرها يف توزيع السكان ونشأة املدن واهلجرات شكلقد كان من بني أسباب استقرار بعض البدو أثناء الفرتة االستعمارية قسوة طبيعة املنطقة وتعرضها

فاف الذي مس اجلهة ما ـبب اجلـموت بعض املواشي بس«لنوبات من اجلفاف أدت إىل . 3»وتراجع املراعي" م1947-1993"بنيوقد سجل لنا الشاعر أزمة اجلفاف والقحط هذه، واليت دفعته إىل ترك أهله والرحيل بأغنامه وإبله

، "سـوف"اللبـية حبثا عن مراعي أوفـر عشـبا مـن مراعـي" سـغدام"رفقة رعاته إىل املناطق املتامخة ملنطقة وذلك من خال

)29:النص: (ليهم، يقول الشاعرل قصيدة عرب فيها عن غربته بفرقة وطنه وأهله وحنينه إه ر ـــــــــــو قـ ـــــــــــاد و م ت احل حـــــــــــت خشـــــــــــي اطو

ة شــــــــــــــــــــــكور م ــــــــــــــــــــــدة و ــــــــــــــــــــــه جي الت لقــــــــــــــــــــــى ف 4نـ

ماجستري، : خمطوطوتأثريها على العالقات مع ليبيا وتونس، ) 1947-1981(عثمان زقب، األوضاع االقتصادية واالجتماعية يف منطقة سوف -1

.189-188م، ص2006-2005: اجلزائر، السنة اجلامعية ماجستري، كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية، جامعة احلاج خلضر، باتنة،تمع، ص -2 .20حسني عبد احلميد أمحد رشوان، تطور النظم االجتماعية وأثرها يف الفرد وا .290علي غنابزية، جمتمع واد سوف من االحتالل الفرنسي إىل بداية الثورة التحريرية، ص -3حت -4 ت . ابتعدت كثريا: اطو اد . خلتد: خشي م ا سحابة زرقاء ؛األرض السخرية املنبسطة: احل ه . حبيث تلتقي السماء مع األرض فتبدو كأ ر : قـو

قى. املرتفع السخري أو اجلبل الصغري ل الته . وجدت: نـ .أعشابه كثرية: ف

68

ـــــــــــــــــــــــــــــاد امســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب ـــــــــــــــــــــــــــــ م احل

ـــــــــــــــــــد يقـــــــــــــــــــرب ب ـــــــــــــــــــايني يـ ب ـــــــــــــــــــور مت ـــــــــــــــــــن ق م 1و

ــــــــــرب غ احــــــــــه م ــــــــــن جن ــــــــــل جــــــــــي م والرم

ه م حت خــــــــــــــــــــايل شــــــــــــــــــــب ــــــــــــــــــــوحش و ة م كــــــــــــــــــــور 2ن

ـــــــــرب ه ـــــــــة تـ كوم لـــــــــم احل ـــــــــن ظ ـــــــــه م ي ال ام

ه ه واســــــــــــــــــــجور ت عشـــــــــــــــــــب ـــــــــــــــــــه و ت ــــي وطا ـــــــــــــــ ل 3اخت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد اقســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاين م احل

الين ــــــــــــــــــي ي ذكــــــــــــــــــرة اجل ــــــــــــــــــاد ين ــــــــــــــــــن ا ون م د 4و

ــــــــــــــــا هنــــــــــــــــاين ــــــــــــــــل م ق احــــــــــــــــيت والع يف ر و

ضــــــــــــــــــر م اطر كاســــــــــــــــــدة و ــــــــــــــــــو ـــــــــــــس اخل ـــــ ة احن 5ور

ـــــاين ب ر حشـــــكم د قـــــدون◌ي و ف ـــــا ايل ت ي و

ة حــــــــــــــــــــــدور ــــــــــــــــــــــة و ب ــــــــــــــــــــــداكم زار ــــــــــــــــــــــي ق رجل 6و

يصور لنا يف هذه األبيات شعوره بالغربة والوحشة يف هذه الرباري البعيدة، اليت أخذه إليها شبح ا فلم ينجو من جفاف ـن جفـإال أنه وإن جنى م. املوت احملتم الذي يتهدد مواشيه اف الطبيعة وشد

: وظلم السلطات االستعمارية؛ إذ حىت يف تلك األرض املوحشة الحقته بالضرائب، كما يقول )29:النص(

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدنا ع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد اب م احل

قاصــــدنا ــــا و ن يل جايـ ب عــــن ا ة تصــــع اســــع ور و ــــر بـ

د ـــــــــه اور ي عل د اهللا ـــــــــب ســـــــــع ل ـــــــــاد قـ ـــــــــامث ن

ة ر ــــــــــــــل الــــــــــــــدو س عم ــــــــــــــو ــــــــــــــل قـ ــــــم الرم خشــــــــ 7و

حشــــــــــــــدنا ا و ين و ســــــــــــــع ــــــــــــــك ســــــــــــــاقـ ي مث و

ه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــور ي ة خم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــر يـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا خم ين ادو عل 8و

هدم وتدمري الثقافة احمللية يف اجلزائر، فقد استعمل كل الوسائل «لقد عمل االستعمار جاهدا على جري املزارعني وإجبارهم على (...) على ثقافة املزارعني والبدو املتاحة له للقضاء التام ووصوال إىل

. التنقل إىل مناطق أخرى، وحماصرة البـدو والسعي إىل توطينهم

ب -1 ني . يشبه السراب من كثري الزرقة واالمتداد: امسر اي ب قرب .اسم موضع: قور مت د ي ب .تبدأ هذه األرض: يـل -2 غرب . يأيت: جىب . منطقة رملية تنتشر فيها اجلبال الرملية الشديدة االرتفاع: والرم احه م ن جن .من جانبه الغريب: مرب -3 ه ة تـ كوم م احل ل ن ظ يه م ال اته . أهله تركوه وهربوا من ظلم السلطات االستعمارية: ام ه . أرضه: وط ه وسجور ت شب ع .أعشابه وأشجاره: وساين -4 الين . وقف حاجز بيين وبينهم: ق ي ادي ذكرة اجل ين .أهله وأبناء إخوته: اا هناين -5 ل م ق احيت والع يف ر اطر ك . رغم أنين مرتاح إال أنين ال أشعر باالطمئنان: و س اخلو ة احن ضرور م .أجد نفسي قلقة وحزينة: اسدة و .تسرع رجلي يف املشي باجتاه العودة إليكم: ورجلي قداكم زاربة وحدورة. حنيين إليكم ال يفارقين: وحشكم درباين -6اد -7 . نواحي: مث د اهللا ب سع ل ل . اسم موضع: قـ خشم الرم ل . أعلى الكثبان الرملية: و م س ع ة قـو ر . شكله مقوس يف شكل دائرة: الدوك -8 ي مث ه . وهناك: و ور ة خمي ر يـ ا خم ين ل ادوا ع م: و .فرضت عليهم السلطات االستعمارية ضريبة من املال أخذت بدال عنها أفضل حيوانا

69

رن، وبأشكال خمتلفة وعلى مجيع ـر مـن قـكان ال بد هلذا التدميـر اهلائـل الـذي تواصـل أكث بداوة، وأن تكون له آثـار بالغة وانعكاسات خطرية على الوجهات، أن يرتك بصماته على جسد ال

ائيا ودون رجعة (...)ثقافة البدو، ومن أهم نتائج هذا السطو وهذه الغطرسة .1»استقالة البداوة

تمعية للمنطقة الثورة التحريرية، ومن األحداث التارخيية اليت نتج عنها تغريات كبرية على اخلريطة اقام الشاعر بدور بارز يف جمال اإلعالم «حضورها يف حياة الشاعر وقصائده، فقد واليت كان هلا

ا ؛ حيث يتلقاها الرواة واحلفظة وبالتايل فقد كان يصوغ (...)والتبليغ، فكان ينظم القصيدة ويتغين ه قد كانت ألشعار ، ل2»أحداث الثورة ومعاركها الضارية شعرا ونشيد للعربة والعظة، وإذكاء احلماس

.أثر كبري يف شحن نفوس الشباب البدو وإيقاد نار الثورة والغضب ضد االستعمار الفرنسي فيهما على أرض حاسي خليفة "منها معركة " سوف"كما حفظت وقائع أغلب املعارك اليت دارت جمريا

)33:النص(: ، يقول"17/11/1954يفــة "يف ة " حاســي خل جــت اول هــد

ــــــــــــــــــــار ث حــــــــــــــــــــال و م ــــــــــــــــــــت ل ل قابـ ــــــــــــــــــــزع وتـ 3الف

دة ــــــــــــر دة بـ ب ر ــــــــــــر وا ف احل واداحــــــــــــر

ني احـــــــــــــالل ت ي ــــــــــــــم ين حـــــــــــــىت ال ـــــــــــــد ـــــــــــــى ال 4عل

ــــــده تحــــــزم ســــــالحه عن وكــــــل حــــــد م

ــــــــــــــــــــن الــــــــــــــــــــذالل ــــــــــــــــــــايت م ــــــــــــــوش الع ــــــ ف ر ع ن م 5و

ة ـــــــــــن ســـــــــــلم عطـــــــــــي بالصـــــــــــد ال م و

ـــــــــــــــــــــــــازال ــــــــــــــــــــــــر م بـ وم حــــــــــــــــــــــــرب واخل 6الــــــــــــــــــــــــر

، الشهرية، والـيت يبدو أن للشاعر فيها يد" 15/01/1956هـود شيكـة "ومنها كذلك واقعة )32:النص(: يقول

.220م، ص2008، ربيع األول 2نسانية، تونس، عبشري التليلي، البداوة املطاردة، جملة إضافات، املعهد العايل للعلوم اإل -1- 99م، ص1983، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، اجلزائر، دط، )م1945-1850(التلي بن الشيخ، دور الشعر الشعيب اجلزائري يف الثورة -2

100. يفة -3 ول هدة . إحدى بلديات والية الوادي، تقع شرق الوالية: حاسي خل اهدين واجليش الفرنسيأول : ا زع . معركة بني ا ار الف ث . قامت احلرب: و

حال ت لم ل قابـ . التقى الطرفان: تـوا -4 دة . تقاتل الطرفان: اداحر ر دة بـ .يف كل مرة يتفوق طرف: رتحزم -5 فوش . مستعد: م ر ع ن ايت . مل يتبني لنا: م .الذليل اخلائف: الذالل . الشجاع: العوم حرب -6 ازال . احتشد عدد كبري من عناصر اجليش الفرنسي: الر ر م بـ .خرب النصر ألحد الفريقني مازال مل يظهر بعد: اخل - ريب السالح من ذ ت اإلعداد للثورة، إذ أثناء" سوف"إىل منطقة " تونس"كر الروايات احمللية اليت وصلتنا أن الشاعر كان من بني حلقات الوصل يف

ا، باعتباره راعى إبل مما أكسبه خربة بتلك املسالك هولة لدى السلطات االستعمارية وأعوا وهو ما . واآلبار كان الدليل هلم على املسالك الصحراوية ا ". عد ثاري خاطي منايةيق: "كره بلسانه يف إحدى قصائده، ورمبا هو ما قصده بقولهذ عرضه للسجن مدة تقارب األربعة سنوات كما

70

د شــــــــيكة "يف ركــــــــة " هــــــــو جــــــــت الع

اح كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــري شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاو صـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب ب

ه كـــــــر ب عـــــــن ف ضـــــــر احـــــــد ي كـــــــل و

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ل عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد الغ 1ب ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالح و

ة " محـــــــــــــــــــة خلضـــــــــــــــــــر " د ـــــــــــــــــــده زر ي ف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاح فت ه يف امل ع صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبـ 2و

ة ـــــــــــــــــــــا ســـــــــــــــــــــلع ه نـ اخـــــــــــــــــــــذ م وايل ي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــاح ــــــــــــــــــــــــــــــــــه ط ــــــــــــــــــــــــــــــــــا كســــــــــــــــــــــــــــــــــر ام 3ي

ة ا حقــــــــــــــــر ــــــــــــــــه عــــــــــــــــد ان ــــــــــــــــن عدي م

اح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر خـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــش ام ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب و ي 4ذ

ه ــــــــــــــــر ــــــــــــــــر شـــــــــــــــايد خبـ علـــــــــــــــى دزاي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيح بالع 5شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرين يط

بسالحه فكان ميارس القتال والنزال - إىل جانب الشعر- أسهم الشاعر يف الثورة اجلزائرية «لقد ا نظم الشعر اهد، لثائر، وإصاء شعره مطايقا إلحساس اـفج. بنفس الروح اليت كان ميارس رار ا

مرتبطا بواقع الظروف القاسية اليت بعيدا عن التكلف واجلري وراء األلفاظ الرنانة واملبالغات الفارغة، .6»كانت تعيشها البالد

)32:النص(: كما سجل الشاعر التحاق جمموعات من الشباب بالثوار يف اجلبال، يقول

ــــــــــــــة ال ب م اقـ ــــــــــــــو جــــــــــــــال اليـ ــــــــــــــوا ر ع ز ف

مخســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــني ــــــــــــــــــــــــــة و ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ع 7ف الربـ

ـــــــــــــــــــــــــة ـــــــــــــــــــــــــني الرجال يب تع ـــــــــــــــــــــــــا ر ي

ين ال تضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب ع ا 8لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد

ــــــــــــــدوا ع م تـ ــــــــــــــو جــــــــــــــال اليـ ــــــــــــــوا ر ع ز ف

عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ر ـــــــــال الع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ب 9جل

اهم حـــــــــــــــــــــــىت صـــــــــــــــــــــــدوا ن شـــــــــــــــــــــــيـع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ب جـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا يف خل ر نـ 10و

ب سالح -1 ل اد الغ ع .أصبح احلل الوحيد لالستقالل هو السالح: ودة -2 يده زر اح . بيده وليمة: ف فت ه يف امل ع .قارب من الوصول إىل اهلدف والنصر: صبـة -3 ع ا سل ه نـ اخذ م مه ط . من تصادفه رصاصته: وايل ي ا كسر ا . ويح أمه ميوت بالتأكيد: اح ية -4 ا حقر د انه ع دي ن ع اح . لقد احتقره أعداؤه: م ر خش ام يب و .فهم كالذئب الذي يسطو على الغنم: ذر -5 العشرين . اجلزائر: دزاي يح ب ط .يقتل بالعشرين جنديا: ي .99، ص)م1945-1850(يف الثورة التلي بن الشيخ، دور الشعر الشعيب اجلزائري -6وا -7 ع ز ة . خرجوا: ف ال ب مخسني . مستعدين: اقـ ة و ع بـ .م1954سنة : ف الر .الذين حياربون من أجل اإلسالم: تضرب ع الدين -8ار -9 ع ر ال الع ب .جبال مشهورة يف منطقة باتنة: جل

.ابتعدوا واختفوا: صدوا -10

71

ــــــــــــــــــــدوا ني يف وب ل غ ــــــــــــــــــــوب الـــــــــــــــــــــم ل قـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ح الكف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب 1م

وا د ر ـــــــــــــــــــوا و ل ش امج ـــــــــــــــــــي ـــــــــــــــــــم اجل ل تـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــاد الضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب اجه عـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 2ار و

زم وميــــــــــــــــــــدوا ــــــــــــــــــــر وا ف امل ــــــــــــــــــــر م يع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار م ع ــــــــــرية ل قصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 3ل

تمع اجلزائري ككل، االستقالل الذي أحدث انقالب جذريأما عن )33:النص(: يقولا يف حياة اــــــدى ن نســــــي ر ني الفر ســــــت ــــــني و ف اثن و

ـــــــــــــــــــــــال ت قـفـــــــــــــــــــــــوا الق و ـــــــــــــــــــــــم و ل 4هـــــــــــــــــــــــزوا الع

ش الفر ــــــــي ــــــــدىاجل ع نســــــــي ســــــــحتوه تـ

ــــــــــــــــــــازال ــــــــــــــــــــا م اش م ركــــــــــــــــــــة او ــــــت الع ــــــــــــــ 5فات

وال الشعب، وتربمه من ـايا الوطـن، يعكـس أحـع قضـوهكذا جند الشاعر قد سار جنب إىل جنب م االضطهاد والظلم، كما كانت الثورة عامال هاما يف اتساع مدارك الشاعر وثراء شعره وتعميق نظرته

. 6لوطنيةللقضايا ا :بعد االستقالل – 2تعمقت «بعد االستقالل واصلت الدولة اجلزائرية وترية التحديث على خطى االستعمار؛ فلقد

وتسارعت بعد االستقالل بتوجيه من الدولة الوطنية، اليت قامت بوضع وتنفيذ مشاريع التنمية ت احملروقات، ولقد صاحب ظاهرة االجتماعية مبا توفر هلا من رؤوس أموال ضخمة ناجتة عن عائدا

.7»التحديث املادي يف اجلزائر حتوالت اجتماعية كربىإن طبيعة النشاط االقتصادي للسكان ووضعية الدولة ككل تؤثر بشكل مباشر على طبيعة

تمع؛ ألن العامل االقتصادي من بني احملاور األساسية لبنائـه العالقات االجتماعية بني أفراد ا

د -1 ف ح الكفار . تضيق صدورهم: واي ن شب .من رؤية املستعمر على أرضهم: مار -2 اد الضرب اجه ع .أعلنت احلراب صراحة: وزم -3 ر دوا. السالح: امل ار . يطلقون الرصاص: مي م ع قصرية ل اهدين: ل .اجلنود الفرنسيني الذين قدر اهللا هلم املوت على أيد ام . اعرتف باهلزمية: ندىر -4 ل .رفع علم اجلزائر: هزوا العدى -5 ع ازال .طردوه وذهب: سحتوه تـ ام اش م ركة او اتت الع .فاتت معركة االستقالل وماذا بقي من معارك التنمية والتطور: فر مبنطقة سوف، جملة البحوث والدراسات، املركز اجلامعي، الوادي، اجلزائر، أمحد زغب، دور الشعر الشفوي يف النضال الوطين وثورة التحري: ينظر -6 .187م، ص2004، أفريل 1ع .30العالقات، ص -سليمان دمحاين، ظاهرة التغيري يف األسرة اجلزائرية -7

72

طابع التحوالت - بشكل كبري–ه، فأسلوب إنتاج اجلزائر ودخلها العام هو الذي حدد وتطور .االجتماعية والسياسية فيها، فكانت خملفاته وآثاره بالغة على املنظومة األخالقية والقيمية للمجتمع

ة والفالحني؛ ففيـرا بالفالحـماما كبيـراكي اهتـوجه االشتـة ذات التـت الدولـأعط«ولقد املزيد من األراضي للفالحني؛ ودعم التعاونيات الفالحية وبىن " بومدين"السبعينييات منح الرئيس

وقد أمكن لعائدات النفط الطبيعي (...)" الثورة الزراعية"يف إطار ما أمساه " القرى االشرتاكية"مئات املسكن كان حىت منتصف الثمنينات للدولة أن توفر للمواطن مستوى معيشي حيسد عليه، فحىت

مينح له من الدولة جمانا أو بأجر رمزي للغاية، وكذلك كان كلفة املواصالت والكهرباء والغاز واملياه انيني .1»زهيدة، إضافة إىل التعليم والطب ا

تمع منطقة من خالل " سوف"وقد سجل الشاعر تلك النقلة النوعية يف الوضع االقتصادي تمع، يقولالعديد من املظاهر امل )27:النص: (تغرية يف ا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت غــــــــــــــــــــــــــــــــــــــايل شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانه ي ب

ــــــــــــــــــــــــــــــة ان يط ــــــــــــــــــــــــــــــا ق دن ايل ر ــــــــــــــــــــــــــــــة الــــــــــــــــــــــــــــــو ل 2ق

ــــــــاب التـــــــاي يف ســــــــخانه ـــــــاز ط و ع الغ

ه ــــــــــــــــــــــــار ــــــــــــــــــــــــون يقــــــــــــــــــــــــدي ن ان والكن د ــــــــــــــــــــــــر 3بـ

ـــــــــــــــــا ان يب الكـــــــــــــــــرمي اعط دوا ر ســـــــــــــــــتحم ن

ـــــــــــــــــــــدى ســـــــــــــــــــــاعت ع ـــــــــــــــــــــن يتـ ال م ه و ـــــــــــــــــــــار ه وانـه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ي ن ب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا م ن تـ بي

ــــــــــــــــــــــــــــة ي ال ا ال عــــــــــــــــــــــــــــرض ال م ال خاصــــــــــــــــــــــــــــن 4و

ـــــــــــــــــــــة ي دن ـــــــــــــــــــــا امل دن ايل ر ـــــــــــــــــــــة الـــــــــــــــــــــو ل ق و

ة ــــــــــــــــــــــــــار ــــــــــــــــــــــوا ال حــــــــــــــــــــــــــرث وال خط 5وال جنمــــ

تمع بتصويره هلذه التغريات يف حياته صور لنا مظاهر متعددة للتحول يف أسلوب عيش أفراد اكذلك انتشار استعمال بعض مصادر الطاقة . ك البادية واالستقرار يف املدينة والعمل بالفالحةكرت

والت اقتصادية يف أساسها كان هلا فعلها على ـوهي حتاملنزلية، كالغاز الطبيعي يف خمتلف األعمال

.24-23م، ص1999إىل أين؟، دار سندباد، عمان، األردن، دط، ...حامت رشيد، األزمة اجلزائرية -1ل -2 ايل ق م هم الذين كانوا سيقومون بكل األعمال املتعلقة بالرعي والرتحال بدال عنهأي ليس له : ة الو دنا. أبناء الذكور أل انة . جعلنا: ر يط نقاطن : ق

.نقاطن ونستقر يف القرية أو املدينة .إبريقه: سخانه. الشاي: التاي. على: ع -3ة -4 ي دن ة . زرع: حرث . ال نستطيعوا: اجنمو . نسكن املدينة: امل .آلة تقليدية للسقي: خطارت . جمموعة كبرية من األغنام: جالد -5 اي ة . بت: ب ار ه اعم ي . اسم موضع: ام

73

التغري االجتماعي التمنية مبفهومها العام مرتبطة ارتباطا وثيقا ب«البناء االجتماعي للمنطقة؛ ذلك أن ا أسلوبا عملية لتحقيقه وتوجيهه، وعملية حتول وتغري من أسلوب إنتاج إىل آخر، ومن من حيث كو

. 1»بناء اجتماعي إىل بناء اجتماعي مغاير" اجلزائر"ومن العوامل السياسية اليت أدت إىل حتضر املناطق الرعوية للوالية قضايا احلدود بني ار أن هذه املناطق تشمل أراضي من الدولتني مما جعل الصراع حول خط الفصل ؛ إذ باعتب"تونس"و

يف أواخر الثمنينات -حسب رواية أهايل املنطقة–احلدودي، فقد شهدت املنطقة بعض األحداث "احلبيب بورقيبة"و "الشاذيل بن جديد: " من القرن املاضي، انتهت باتفاق سياسي بني الرئيسني

، واجلزء الغريب منها "تونس"وما جاورها لـ" حزوة "الشرقي منها : طقة إىل جزئنيقضى بتقسيم املن ".اجلزائر"وما جاورها لـ" الطالب العريب"وكانت املراعي املشرتكة من «وقد كانت فيما سبق موحدة يشرتك يف حقوق الرعي فيها بدو البلدين

اورة، حىت أن البدو الرحل ملنطقة مظاهر االتصال والعالقات بني إقليم سوف واألقاليم الت ونسية اسوف كان هلـم حقوق التنقل والرعي إىل الشرق مـن احلدود التونسية والطرابلسية، وهذا ما يوحي

. 2»مبدى االرتباط املوجود بني املنطقتني

تمع اجلزائري املعاصر، ص -1 .97حممد السويدي، مقدمة يف دراسة ا - إلتحق ابتداءا من عام . واضعةـمن أسرة مت) والية عنابة(بقرية بوثلجة 1929أبريل 14م ولـد الرئيـس الشاديل بن اجلديد يو : الشاذيل بن جديد

ة، ويف شهر يونيو ـواحي العسكريـدا لعدد من النـن قائـبعد اسرتجاع االستقالل الوطين عي. بالتنظيم السياسي العسكري جلبهة التحرير الوطين 1954. توىل تنسيق شؤون الدفاع الوطين 1978، ويف سنة 1969يونيو رقي إىل رتبة عقيد سنة 19سس يف كان من بني أعضاء جملس الثورة املؤ 1965

نادى باإلصالحات السياسية 1988غداة حوادث أكتوبر . 1988و 1984انتخب رئيسا للجمهورية أعيد انتخابه مرتني يف 1979فرباير 7ويف .1992يناير 11س بن جديد من مهامه يوم ـقال الرئيـاست. إقرار التعددية السياسيةو 1989اليت أفضت إىل املصادقة على دستور فرباير

- انوي املنستريولد يف حي الطرابلسية مبدينة : احلبيب بورقيبة ى تعليمه الثـ فمعهد كارنو باملعهد الصادقيالساحلية، من عائلة من الطبقة املتوسطة، تلقـ، 1927اسية وحصل على اإلجازة يف سنة ـوم السيـلـ، واخنرط يف كلية احلقوق والعالباكالوريابعد حصوله على 1924سنة باريسبتونس، مث توجه إىل

احلزب 1934 مارس 2السنة، ليؤسس يف واستقال منه يف نفس 1933سنة احلزب احلر الدستوريانضم إىل . مث عاد إىل تونس ليشتغل باحملاماةوزمالؤه يف احلزب وتنقل بني السجون ، اعتقل الزعيم احلبيب بورقيبة 1952 جانفي 18، وملا اندلعت الثورة املسلحة التونسية يف احلر الدستوري اجلديد

ويف ليت متنح تونس استقالهلا الداخلي، وعني على إثرها الزعيم بورقيبة رئيس لتونس، املعاهدة ا 1955 جوان 3وبع توقيع فرنسا يف . يف تونس وفرنسازين العابدين بن قام الوزير األول 1987 نوفمرب 7ويف . واسناد رئاسة تونس مدى احلياة إىل الرئيس بورقيبة الدستورمت تعديل 1974 يسمربد 27 .حتول السابع من نوفمرببازاحة بورقيبة من احلكم وأعلن نفسه رئيسا جديدا للجمهورية فيما عرف باسم علي

.75م، ص2008، 1عثمان زقب، واد سوف دراسات تارخيية واقتصادية وثقافية متنوعة، مطبعة مزوار، الوادي، اجلزائر، ط -2

74

إثر هذا اليت قاهلا" نتباشروا باخلري"بصدق يف قصيدة " أمحد بن سعود"هذا االرتباط الذي عرب عنه )26:النص: (االتفاق وما نتج عنه، يقول

ــــــــــــــــــــــا لقان يف م ــــــــــــــــــــــاخلري وا ب اشــــــــــــــــــــــر ب ت ن

يب الكـــــــــــــــــــــــــرمي اهـــــــــــــــــــــــــدانا دوا ر ـــــــــــــــــتحم ســــــــ ن 1و

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا وحن وا ر اشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ب ت ن

ـــــــــــــــــــا ــــــــــــــــــد الكســــــــــــــــــاد افرحن ع وا بـ اشــــــــــــــــــر ب ت 2و ن

ـــــــــــــا ن حي ـــــــــــــب ر ع ـــــــــــــد التـ ع بـ وانشـــــــــــــا اهللا

ن غـــــــــــــــــــــــــــــــــــايل شـــــــــــــــــــــــــــــــــــانه و وا هللا غفر ســـــــــــــــــــــــــــــــــــتـ

ــــــــــه ب ي ع شــــــــــي ب ــــــــــب مي ي ــــــــــب الع ل وايل ط

ــــــــــــــــــــــــــــــــه يب عان ر ــــــــــــــــــــــــــــــــري ــــــــــــــــــــــــــــــــب اخل ل 3وايل ط

ــــــــــة يب ق ور ب ا الشـــــــــاديل و و يـ ـــــــــوا وســـــــــنـ ب ت ك

ــــــــــــــــــــــــــا اتان ــــــــــــــــــــــــــا والزهـــــــــــــــــــــــــر و ن حب ا ار ـــــــــــــــــــــــــالو ق 4و

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة وا باللم اشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ب ت ن

ا ب ت ن ـــــــــــــــــــــة و ك واحلم ـــــــــــــــــــــز الـــــــــــــــــــــدر ه وا تـ ـــــر 5شــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــة مه ــــــــــــــــــدر و ــــــــــــــــــوا ق ا رحب ــــــــــــــــــن رياس و

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ان م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــادقة ل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بالص ن اتـ ين ب 6و

ى اخلوف الفزع بسبب اخلالف ذا االتفاق الذي أ يصف الشاعر فرحة وسعادة بدو املنطقة إىل أنــه إن كـان -الل هذه القصيدة املطولةمن خ–احلدودي بني البلدين، ويلفت انتباه املسؤلني

االتفـاق بيــن السـاسة بالفعل، فإنـه بشـرى بيـن البـدو يف البـلديـن بالسـالم وعــودة الوصـــل بينـــهم؛ إذ ) 26:النص: (يعتبـــرون أهـــل فمعظمهم ينحدرون من أصل واحد، كما يقول

ة شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار وا بب ـــــــــــــــــــــــــــــر اشــــــــــــــــــــــــ ب ت ن

ب ت ة و ن ــــــــــــــــــــار وا بصــــــــــــــــــــالح كــــــــــــــــــــل ادب 7اشــــــــــــــــــــر

ة ــــــــــــــــــــــــار ــــــــــــــــــــــــايني زي ــــــــــــــــــــــــا باجل رحب ام ي و

ــــــــــــــــة ان ــــــــــــــــوا عو ل م ــــــــــــــــل جن كام ــــــــــــــــري ــــــــــــــــى اخل 8عل

ة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاجلري وا ب اشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ب ت ن

ة ــــــــــــــــــــــــري ــــــــــــــــــــــــد احل ع ــــــــــــــــــــــــالفرح بـ وا ب اشــــــــــــــــــــــــر ب ت ن و

قانا -1 ل . تقينا بعد الفرقةإذ ال: ما -2 وحن . احلزن والكرب بسبب تلك املشاكل بني البلدين اليت أدت إىل تفريق البدو: الكساد . عدنا إىل موطننا ومراعينا: را -3 و يـ وا وسنـ ب ت ة . الرئيس اجلزائري الشاذيل بن جديد: الشاديل . اتفقوا: ك يب ق ور . يبةالرئيس التونسي احلبيب بورق: با -4 ن حب انا. عاد الوئام والصلح بيينا: ار ات .حالفنا احلظ: الزهر وة -5 ز . اجلمعة وااللتقاء بني بدو البلدين: اللم ه ك . ذهب: تـ ة . احلزن والقلق: الدر . احلمة، ارتفاع حرارة اإلنسان: احلم

ا 6- ة . رأسائنا: رياسن مه در و وا ق انة . عاد االحرتام بينهم: رحب م ة ل الصادق ا ب ن اتـ ين .بينهما ثقة تامة: بة -7 شار ب .هذا االتفاق بني البلدين: بة -8 ار ني زي اي اجل وا. القادمني لزيارة األولياء الصاحلني: ب ل م . جنتمعوا: جن

75

ة صــــــــــــــــوير ور ال ت صــــــــــــــــب ــــــــــــــــوا ب لب ال نط و

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ل ــــــــــــــــــــــــــــــــــه يف م ان ــــــــــــــــــــــــــــــــــة بيب يب فاحت 1ك ر

ه ير صــــــــــــاد ــــــــــــالة الســــــــــــعي وم ــــــــــــع ف ت ر م

ـــــــــــــــــــــا ان اب ب ـــــــــــــــــــــالد اجـــــــــــــــــــــدودنا و هـــــــــــــــــــــذي ب 2و

نفسها داخل أوطان سياسية وقوميات متعددة، وأصبحت القبيلة «لقد وجدت اجلماعات البدوية م (...)الدولية، بالتايل موزعة بني عدد من الوحدات السياسية ذات احلدود ومل تعد فيها وحد

وهكذا فإن نشأة القوميات . القبلية ومسارحهم اجلغرافية متثل اإلطار االجتماعي والسياسي املميزاملستقلة، وطبيعة تكوين الدولة احلديثة ذات النفوذ اإلداري كانت من أهم عوامل التغيري االجتماعي

رارة عن خملفات هذا التقسيم احلدودي للمنطقة، يقول كما حتدث الشاعر مب .3»يف القطاع البدوي )25:النص": (حزوة"عن

ـــــــــــــــــــــة◌ دين ة م عـــــــــــــــــــــاد ـــــــــــــــــــــرت و عم

نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ل بـ ال 4و

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ن الكي وجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدودنا م

غـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراف جل 5بلخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــط و

ــــــــــــــــــــة ــــــــــــــــــــط الرســــــــــــــــــــم عدال م◌ اخل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ال م ع ق ل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو 6فـ

ت ب ـــــــــــــــــــرض ضـــــــــــــــــــر يف ل ــــــــــــــــــــة و ال الب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاف فت جــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاح احل ط و7

ـــــــــــــــع ال ـــــــــــــــر و اق جـــــــــــــــي صـــــــــــــــي◌د د

ع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال الفجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ط 8و

ارع ـــــــــــــــــــــو ـــــــــــــــــــــك حجـــــــــــــــــــــر الش حس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاف ن ر شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار يف ك ن 9م

ور -1 صب ة . جواز سفر: ب صوير عين الشاعر أنه كيف يعقل أن يطلب منهم جواز السفر وبطاقة التعريف وهم السكان األصليني بطاقة اهلوية، ي: تما أهل وأقارب. للمنطقة . فمن املفرتض أنه ال يوجد حواجز حدودية بني البلدين ألن سكا

ه -2 ير صاد الة السعي وم تع ف ر . مرعي احليوانات: متمع اجلزائري املعاصر، صحممد السويدي، مقدمة يف د -3 .156-155راسة انا -4 ر ل البـ .هذه األرض لنا: وغراف -5 جل خط و ل .واعرتاف غريهم من القبائل البدوية بالوثائق : بة -6 ة . اخلط الفاصل وضعته الدولة: م◌ اخلط الرسم عدال ال م ع ق ل .رغم عن إرادتنا: فـوت -7 ب ة ضر ال اح . أين تعمل اجلرافات: الب اف . سقط: ط فت .قطع صغرية: تع -8 ال . رجل شجاع ومتحمس للعمل: صيد داقر وناف . قطع : حسك -9 ر نشار يف ك . كاملنشار الذي يقص أغصان النخيل اجلافة: م

76

ــــــــــــــــــب اي ب يف الغر ــــــــــــــــــر ــــــــــــــــــى الع خل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب غاي ــــــــــــــــــر و حاضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1و

وف ــــــر ع ــــــذايب م ــــــا امل ه ي جــــــارت عل و

ال ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب ال و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداف كل ن 2م

اليت كانت من أفضل مراعي البدو حتولت إىل نقطة عبور حدودية، وسارعت الدولة " حزوة" .التونسية إىل تعمريها قصد تثبيت اخلط احلدودي

اجلزائرية، فقد قامت الدولة ببناء عدد كبري من " ريبـب العـالطال"كذلك األمر بالنسبة ملنطقة ساكن واملؤسسات احلكومية ومرافقة عامة خاصة بعدما حتولت إىل بلدية مستقلة، قصد إغراء امل

موعات البدوية «السكان من مناطق أخرى بالوالية للرحيل إليها، وتوطني بدوها عن طريق إدماج االثقافية ذات الثقافة الرعوية التقليدية بشكل مجاعي يف الوحدة السياسية والقانونية واالقتصادية و

م يف قرى أو مدن يف مناطق اإلصالح . 3»للمجتمع القومي دف من جهة إىل إسكا هذه العملية يئة أحسن الظروف لرعايتهم ضمانا الستقرارهم وخوف من اإلصالح اجلديدة، جتهز خصيصا هلم و

م إىل حياة التنقل والرتحال دف إىل إرساء ودعم جانبها احلدودي كذلك. عود ، ومن جهة أخرى )24:النص: (وهو ما حوهلا يف زمن وجيز إىل منطقة حضرية وقـد سجل ذلـك الشاعـر، يقول

ـــــــــــــــــادى ة ن و ـــــــــــــــــوعر ـــــــــــــــــاس ب ـــــــــــــــــا ن ي

ة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد الد غــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 4ع او

ه الد ـــــــــــــــــــــــــــــــــب وح ل ـــــــــــــــــــــــــــــــــع ر ــــــــل جن 5وكـــــــــــــــــــــــــ

احـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه طر وح م نجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ر ال

احــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ار هب 6و

ــــــــــــــــــــــــــــــــدل ط ب ت ا ت ي نـ 7لفاحــــــــــــــــــــــــــــــــة الــــــــــــــــــــــــــــــــد

ب -1 اي ب يف الغر ر . ء يف حرية من أمرهمهذا التغري ترك البدو غربا: خلى العب -2 ذاي ا امل ه ي ل نداف . لقد توىل أمر املنطقة خمادعون ال يراعون مصلحة أهلها: جارت ع ب ال م ال كل مل جيدوا من يواجهه ويوقف هذا اهلدم : و

. حلضارة املنطقة البدويةتمع اجلزائري املعاصر، ص -3 .157حممد السويدي، مقدمة يف دراسة اة -4 و ر وع ادة . املنطقة املسماة حاليا الطالب العريب: ب الد غ . عرش الدووامية، ألن جدهم األول يسمى عبد القادر: ع اوالده -5 ب وح ل . لقد عادة القبيلة ملوطنها األصلي: وكل جنع راحه -6 طر ◌طرحه: م احه . م ي هبت ار . كبرية عاد بأعداد: وفاحة -7 ل دل ط ب ت ا ت ي نـ .لقد تغري الوضع فلم يعد شيء من حياة البادية اليت كان يعيشها الشاعر يف هاته األملاكن: الد

77

احــــــــــــه فت ش شــــــــــــدوا م وكــــــــــــل حــــــــــــو

ة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد ي وا لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه قـ دار 1و

ه وا عـــــــــــــــــــــــــــــدايل شــــــــــــــــــــــــــــــهاد ــــــــــــــــر حضـــــــــــــ 2و

التغري الذي حلق النمط العمراين األصيل واالنتشار الواسع للسكن العصري يتبعه تأثري على «إن التقليدي املصمم بشكل ميكن أفراد العالقات االجتماعية بني األفراد؛ إذ أدى انتقال من املنزل

م يف إطار العائلة الكبرية إىل ـاألسرة م ن احملافظة على القيمة األخالقية واالجتماعية اليت تنظم حيا .3»منط العصري إىل تكريس مفهوم الفردية

القبلي " سوف"واملالحظ أنه إذا كان لالستعمار الفرنسي دورا بارزا يف تفتيت جمتمع منطقة وتدمري أعرافه القبلية، كذلك إرساء بعض اجلوانب املادية بالتحضر، فإن للدولة اجلزائرية احلديثة الدور

، فقد كان تغري منط املعيشة، وصعوبة استقرار البدو يف "سوف"احلاسم يف حتديث وحتضر جمتمع ت . الثقايف يف املنطقة–األسري -معي ـاملدن واألرياف، وانتشار التعليم، أهم حمركات هذا التغري ا

:االجتماعية لمنطقة سوف التغير في سلم القيم –ثانياالقيم والعادات االجتماعية مظهران من مظاهر العقل اجلمعي والسيطرة االجتماعية فهما «أن

موع لتحقيق التوافق والتماسك، وحتقيق الضبط والتنظيم االجتماعي، تعمالن على إدماج الفرد يف ا. 4»وسيلتها إىل ذلك ما يفرضانه من إجراء على من خيلفهما وخيرج عن أوامرمهاوإن

لقد كان السلم القيمي أهم قطاعات النظم االجتماعية اليت ظهرت عليها آثار التغري يف هذه ك اآلثار واضحة وعميقة يف كل أقسامه؛ ذلك ـد بدت تلـ، فق"سوف"تمع منطقة املرحلة االنتقالية

ي إال انعكاس لألسلوب الذي يفكر األشخاص به يف ثقافة معينة ويف فرتة زمنية ـالقيم ما ه«أن

ش -1 احه .منزل: حو فت ادة . سلمت ألصحابه مفتاحه: شدوا م ي وا له قـ ر . أصببح له ملكيته: دال شه -2 داي وا ع .حبضور شهود على هاته امللكية: اده حضر .48، ص)نظرة سيكو سوسيولوجية للتغري االجتماعي بوادي سوف(بوبكر منصور، من العائلة إىل التعاقدية -3م، 1980، دار النهضة العربية، بريوت، لبنان، دط، )مع حبث ميداين لبعض العادات االجتماعية(فوزية دياب، القيم والعادات االجتماعية -4

.342-341ص

78

م في ا هي اليت توجه سلوك األفراد وأحكامهم واجتاها صل مبا هو مرغوب فيه أو ـما يتـمعينة، كما أتمع من قواعد ومعايريمرغ . 1»وب عنه من أشكال السلوك يف ضوء ما يضعه ا -:كـما يرتبط الطابع العام ملنظومـة القيم ألي جمتمع بثالث عوامـل رئيسية هـي مصادرهـا، وهي

.الدين –البنية العائلية –أمناط املعيشة

: النابعة عن التقليدي كانت له منظومته القيمية" سوف"لذلك فإن جمتمع . هيمنة الطابع الرعوي على بنيته االقتصادية -

،طبيعته االجتماعية القائمة على أساس ترابط بنية العالقات األسرية، واليت تغذيها عالقات القرابة -" القبيلة"تركيبه الرتاتيب الطبقي الذي تشكل قمة هرمه وحديت .نظام األسرة األبوية املمتدة

". الطرقية"و

. هيمنة اخلرافات واملعتقدات العرفية على الدين -هذه العوامل جمتمعة أوعزت للثقافة التقليدية بالرتكيز على عالقات القرابة، واعتبارها الركيزة «إن

األساسية يف العالقات االجتماعية، من خالل الرتكيز على الرتاتبية أو السلمية يف العالقات بني ة ـاعيـوبني الذكور واإلناث من جهة أخرى، والرتكيز على املصلحة اجلم الكبار والصغار من جهة،

شكلت (...)واعتبارها أهم من املصلحة الفردية، وكان ال بد من مسوغ هلذا الواقع االجتماعي .2»جانب منه القيم القبلية

تمع احلديث الذي مير مبرحلة انتقالية تطغى في على " االزدواجية"، أو "الثنائية"فة ـص«ها ـأما ا، واملنظومة الثقافية (...) عناصر ثقافته االجتماعية، جراء تصادم منظومته الثقافية والقيم التقليدية

على هيكله السياسي، واالقتصادي، االجتماعي والذي تسوده (...)احلديثة، وتربز االزدواجية ، 3»زدواج القيم ومنـاذج السلوكالالنظامية أو الفوضى والذعـر األخالقي؛ وهي حالة نامجة عن ا

لس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، دط، ع)دراسة نفسية(عبد اللطيف حممد خليفة، ارتقاء القيم -1 ، أفريل 160، سلسلة عامل املعرفة، ا

.128-127م، ص1992 .128-127العالقات، ص -سليمان دمحاين، ظاهرة التغيري يف األسرة اجلزائرية -2 .130-129ه، صاملرجع نفس -3

79

تمع ميل إىل املساواة بني اجلنسني، واحلرية الفردية، وتغليب املصلحة اخلاصة على لذلك أظهر امصلحة اجلماعة إىل غري ذلك من قيم احلداثة، فأثرت بذلك على نظام العالقات وقيم الرتاتبية يف

تمع؛ وذلك ألن ا الداخلية أو احلركية االجتماعية والص«ا ريورة التارخيية لكل أمة سواء بفعل تناقضاا اخلارجية اليت تفعل فعلها اليومي واملرتاكم يف تغيي ماعية، فتستحيل مجيعا ـات االجتـر الرتاتبـنزاعا

وعندئذ فقط يصري املتقدم منها . وبالتدريج إىل نقائضها إىل تبدل مستمر يف مواقعها ومصاحلهارديئا وهكذا، ويف مثل هذه األحوال وخالل مرحلة أو مراحل انتقالية، قد تطول متأخر واملتوسط

تمعي . ر يف فرتاتـد تقصـاد وقـآلم .1»الثقايف خلل وتعثر –يطرأ على امليثاق ايف جمموع " أمحد بن سعود"واليت طرحها الشاعر " سوف"وقد ظهرت هذه االختالالت يف جمتمع

: كلة منالعالقات االجتماعية املش .القيم العامة واإلدارية -

.العالقات بني األجيال -

.وضعية املرأة -

.النظرة للدين - :التغير في القيم واألخالق العامة –1كان جمتمع منطقة سوف يف غالبيته بدو رحل، له منظومة قيمية أخالقية تنظم عالقات األفراد

من هذه القيم ما توافرت له من خالل مبادئ .فيما بينهم، كما تنظم عالقة الفرد جبماعته القبيليةكل جمتمع يفرز «ومنها ما أملته طبيعة احلياة البدوية وضرورة حفظ النظام يف القبيلة، فـ دينية إسالمية،

نظام املعتقدات والقيم الذي يليب مطالبه، ويتواءم مع منطه االجتماعي السائد، وبنية جمتمعه . 2»الداخلية

تمع العريب االسالمي ككل منظومة لتهنا فقد شكومن ا ا جمموعة من القيم العامة اليت عرف تمع املن م أخرى تطلبتها ظروف احلياة يف الصحراء؛ ـها قيـطقة، يضاف إليـالقيم األخالقية األساسية

ا، ص -1 .38عبد الصمد بلكبري، الشعر امللحون الظاهرة والدالاللس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، دط، ع نبيل علي، الثقافة العربية وعصر املعلومات، -2 م، 2001، 265سلسلة عامل املعرفة، ا

.447ص

80

ي داوة من تفاعل البدو مع بيئتهم، وضرورة التالؤم مع النظام القاسي الذـم البـتستمد قي«حيث وهي قيم : قيم العصيبة القبيلة -:ة هيـة اجتهات رئيسيـذه القيم إىل مخسـتصنف ه. تفرضه الصحراء

االفتخار بالنسب، : ، تشمل(...)التظامن والتماسك الداخلي جتاه التحديات الصحراء وخماطرهاوالثأر، احلشمة، ونصرة القريب، واملساواة بني أفراد القيلة، و احرتام وطاعة األهل والكبار يف السن،

الشجاعة، : قيم الفروسية، وتشمل هذه القيم -قافة البدوية على ـدد الثـا تشـكم(...). والشرف (...)، والرجولة والكربياء واإلباء(...)والبأس، والبسالة واإلقدام واالعتزاز بالسالح، واخليل، واملرأة

ا البدو وهي من بني أهم: قيم الكرم والضيافة -. اخل...واملروءة .1»القيم اليت يتمسك وإلن كانت هذه القيم نبات البداوة فقد أتت عليها آلة التحضر والتقدم اليت صنعتها التحوالت

العامة، فمجتمع املنطقة أثناء انتقاله من الطور التقليدي إىل الطور احلديث مر بتغريات مست قيمه لتغيري املتنوعة مصادرها؛ مما أدى إىل تغري يف أخالقيات القبلية العشائرية والعائلية كنتيجة لرياح ا

م وتقدم البعض اآلخر، أو ـتأخرت بعض القيـالتعامل بني األفراد ومن مث يف سلم القيمي للمجتمع، فتمع على الكثري من القيم املرتبطة حل حملها قيم جديدة متاشيا مع هاته املستجدات، فتخلى أفراد ا

الطبقية- : بنمط معيشة املدينة هي إىل حد بعيد قيم (...)القيم املرتبطة «ا باملقابل بالبداوة، واكتسبو النجاح، والسعي، والربح، والكسب املادي، والرفاهية، والطموح، والتحديث عن طريق : وتشمل

ضت ـكما اقت (...) اقتباس األزياء واملستحدثات االستهالكية، واالنضباط، واالعتماد على الذاتاء، ـاومة، والعقالنية، والفعالية، والدهـدال واملسـة واالعتـالسعي يف املدينة التشديد على الواقعي حياة

. ادة املشروعة وغري املشروعة من الفرصـوالشطارة، واالستفوحياة الرتف، (...)كالتسلط والتعايل، واملكانة، والوجاهة، :وتشمل أيضا القيم العمودية الفردية-

هذه القيم املكتسبة أحدثت انقالب جذري يف بناء جمتمع منطقة . 2»اخل...تنافس والنفوذ، وال .سوف، وانفالت عن املنظومة العرفية املوروثة

تمع العريب املعاصر، مركز در -1 .73م، ص1986، 3اسات الوحدة العربية، بريوت، لبنان، طحليم بركات، اتمع العريب املعاصر، ص -2 .326-325حليم بركات، ا

81

باعتباره من ذلك اجليل الذي بنيت أسس فكره من القيم واملبادئ " أمحد بن سعود"أما عن الشاعر قي، واالنفالت العريف الرهيب الذي مل يعهد له البدوية السامية يوجعه ويوروعه هذا االنقالب األخال

نظريا؛ لذلك جاء أغلب شعره املتأخر يف هجاء أخالق هذا الزمن وأهله، من ذلك " سوف"جمتمع )6:النص: (قوله

ــــــــي و جــــــــ ال ت ق جــــــــاين ر تـ ال اك جــــــــر نـ

ــــــــــــــــل ا ي يب اح صــــــــــــــــ ه وحــــــــــــــــر د قــــــــــــــــا يـ 1اين ســــــــــــــــن يـ

)8:النص: (ذا الزمنويقول عن أخالق الناس يف ه

ــــــــــــــــــــــــــام حك ــــــــــــــــــــــــــة و ت عام ـــــــــــــــــــــــــو انس

ني وف ســـــــــــــــــــع ـــــــــــــــــــب م ي ـــــــــــــــــــة والع ايب ـــــــــــــــــــى اخل 2عل

ام ــــــــــــــــــــــــــــن احــــــــــــــــــــــــــــر ــــــــــــــــــــــــــوا م ــ ب ر ه ال يـ و

ـــــــــــــــــني ح الع ـــــــــــــــــال شـــــــــــــــــب ب ال يســـــــــــــــــتحوا م اقـ 3و

دية بالناس إىل ذا الزمن أصبح ال يؤمن له جانب يف نظر الشاعر، فقد دفع طغيان النزعة املاـأن ه التخلي عن بعضهم البعض مقابل املكاسب املادية واملصاحل الفردية الضيقة، فلقد ختلى القريب عن ا، فال أحد ينصر قريبه وتنكر الصديق لصديقه، ومل يبقى أثر للحمية القبلية وروابط الدم اليت عهده

،ى مصيبته بالشماتة والتشهريمظلوما أو يغيث من أحاط به ضيق وشدة، بل كثري ما يزيدون عل )8:النص: (ويرجع الشاعر سبب استفحال هذه اآلفات إىل غياب احلق وأهله، كما يقول

ه الب ب ع صــــــو ــــــق ضــــــاي ــــــر واحل ه اطــــــل ظ

ــــــــــــــــــــــــة وب ل غ م ـــــــــــــــــــــــة و اهب يـــــــــــــــــــــــه عــــــــــــــــــــــــادت ر ال م ا

ـــــــــــــــــــــــتالم ـــــــــــــــــــــــا ي ـــــــــــــــــــــــت م ق هــــــــــــــــــــــــ الو

ق م ــــــــــــــــــــــــــــــــاحل ــــــــــــــــــــــــــــــــوا ب ني ايل يتكلم ــــــــــــــــــــــــــــــــوب غل

على حد –وء والبغض سود القلوب ـحاب السـما أصـمع دائـأما ميعادهم فيحذر منه الشاعر ألنه جي )4:النص: (يقول -وصفهــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد ن عــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يك صــــــــــــــــــــــــــــــــــــو نـ ع م

اتة شـــــــــــــــــم ـــــــــــــــــو وال ــــــــــــــــد اصـــــــــــــــــحاب اس مـ ل م 4ا

اد ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو م ت ه ـــــــــــــــــــــوبـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ل وقـ

ز ا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــز مب وك حــــــــــــــــــــــــــــــــــــب ل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ه م ه ي 5ة ات

ت . أتىجاء، : جي -1 ق جاك ال ال . زمن وعهد جديد: و جاين نـر ر تم حلايل: تـ وحه . ال أهتم حلالك وال قد ر ا يـ ي ل .إذا قضى حاجته :اني -2 وف سع .أمجعوا: مام -3 ن احر وا م ب ر ه ال يـ ح العني . ال يتجنبوا احملرمات: و ال شب ب ستحوا م اقـ ال ي .من دون حياء: واد . حديث املعاين: م النحو كال -4 ع و . حوار: م اتة . السوء: اس .الذين يتشمتون يف الناس: الشماد -5 سو م ت ه وبـ ل م سوداء :وقـ حوك . قلو ب زل هم هياتة . خيدعوك: ا يز .مبظهرهم اخلادع: مب

82

اد و قــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال و يه ف الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــ او ام حي ـــــــــــــــ م عـــــــــــــــا ن اي اخل ـــــــــــــــيتـ ا ـــــــــــــــوا ذ ق 1ه ات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب اد ه ي شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ور الص

ــــــــــــــــــــــــــــايل و ش ال ب ال ب ــــــــــــــــــــــــــــيـ ع ا ــــــــــــــــــــــــــــع نـ وا م ل 2ه ات

تمع لعدد من اآلفات املستشرية فـيـه، فالشاعر حياول من خالل هـذه األبيات لفت انتباه ااغتياب الناس لبعضهم البعض، وشهادة الزور والكذب، وعدم احلياء، وهي كلها كشيوع النميمة و

تمع املرتدي صفات مستهجنة انتشرت إثر التحول عن القيم القبلية، وهو يف تصويره القامت لواقع ا )4:النص: (كما يقول الشاعر يف ذات السياق. يضرب هلذه احلال أمثلة مستمدة منه

شــــــــــاد ان كــــــــــيل و ــــــــــم ا ع ال و ك ين ار ســــــــــيل

ـــــــــخ د اهـــــــــو ع ال و ــــــــــو ت ان ـــــــــى ت ل ــــــــــخ عل 3ر ط

ار جـــــ اب ســـــح ب ســـــحي ر كـــــف ي اد عـــــ ن مـــــل

و ــــــت و ت اح ســــــك لــــــوب ق ال ــــــك ل 4ر جــــــا احل يم

تمع كما صوره الشاعر يف هاته األبيات خيان ود ـة العهمن هذه املظاهر الواقعية النفالت أخالق اائم على الوعد، واالرتباط بالقيم ـيب قـرف الشعـي العـالعهد وامليثاق ف«اة حقوق اجلار، إلن ـدم مراعـوع

. 5»األخالقية اليت ال تستقل عن النظر الغييب، وكثري ما يقرتن عقد صفقة ما بقسم يؤديه الطرفانة البدوية؛ لذلك كان هلا مكانة كما تدخل قيم حسن اجلرية أيضا يف إطار دعم قوة ترابط اجلماع

. خاصة يف أعراف جمتمع املنطقة، فقد تصل العالقة بني اجلريان إىل ما ميكن تسميته بالقرابة باجلريةأما بعد التحول إىل جمتمع حضري فرتت العالقات ورق حبل الوصل بني األسر واألقارب، كل مهته

تتمركز يف منطقة بعينها كما «ه؛ فالعائالت مل تعد الع على أحوال غري ـن االطـاه عـه دنيـنفسه وشغلتا تفرقت وتشتت، أصبحت األسر املتجاورة ال تعرف بعضها البعض معرفة ـكان احلال يف املاضي، إمن

. 6»مل تعد وثيقة االتصال -اليت ترتبط بوشائج القرىب–وثيقة، كما إن فروع العائالت القدمية

اد -1 وا. الناقل للكالم: القو ام اته . يدافعون: حي قوا ذ يتـ .يتسرتون عليه: ااد -2 دي شه الصور ال . يشهدون باحلق مع من يدفع هلم النقود ولو كان ظاملا: ب الب اته . ذي مل ميلك النقودال: ش ب ع نـ وا م ل يـ ع . يظللونه: ايسار -3 ال ع ل ينك و م ذه التقاليد املتوارثة عن السلف قد أصبح معارضا هلا: شاد ا .من كان يؤمن ا احلجر . قست: اكساحت -4 يم لت ك .أصبحت مثل احلجر: و .108م، ص1971هضة العربية، القاهرة، مصر، دط، أمحد رشدي صاحل، األدب الشعيب، دار الن -5، 1ر، طعلياء شكري، قضايا املرأة املصرية بني الرتاث والواقع، مطبوعات مركز البحوث والدراسات االجتماعية، كلية اآلداب، جامعة القاهرة، مص -6 .104م، ص2003، 1ط

83

األخالقي يف جمتمعنا إىل استبدالنا لقيمنا وفضائلنا األصيلة كـقيم ويرجع الشاعر هذا الرتدي ل يف البداوة، بالرذائل ـة والتكتـروح اجلماعيـة لـوار وغريها من القيم البانيـن اجلـالوفـاء، والكرم، وحساليت و ،ما يعزز الفردانية واالنتصار للذات على حساب اجلماعةـرها مـغالل وغيـوالقيم املادية كاالس

: يف نظره هدم لإلسالم، كما يقول هرب ـعتهـذا األمـر ا. زينها الغرب يف أعيننا باسم التحضر والتقدم )8:النص(

ام ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ت ل ــــــــــــــــــــــــــــــــدل ـــــــــــــــــــ ب واتـ

ـــــــــــــــــــــــــــــع بالتضـــــــــــــــــــــــــــــمني ي ى والب ر شتـ ــــــــم 1والــــــــــــــــــــــ

قــــــــــــــــــــــــــــــــام ــــــــــــــــــــــــــــــــوه اتـ اطــــــــــــــــــــــــــــــــل بن الب

شــــــــــــــــــــــــــــيطني ــــــــــــــــــــــــــــر والت ــــــــــــــــــوا بالش حــــــــــ ر ف 2ايل ي

ار اعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالم شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي د ع و

ين ود صـــــــــــــــــــــه ــــــه فســـــــــــــــــــــط النـــــــــــــــــــــار م يـــــــــــــــ ال 3ام

ســــــــــــــــــــــــــــــــــالم ـــــــــــــــــــــــــــــــــا ل ـــــــــــــــــــــــــــــــــااله ي م و

ين وا ف الــــــــــــــــــد ــــــــــــــــــدم ه تـ ـــــــوا اكلكــــــــــــــــــم ا تـــــــــــ 4ع

لقد نقل لنا الشاعر من خالل قصائده صور وتأمالت عن أحوال هذا العصر، ومظاهر االحنالل تمع احمللي، وحاول تنبيه أعني الناس وضمائرهم إىل والفساد األخالقي واالنقالب الق يمي يف ا

ا جمتمع ما بعد البداوة .تلك األمراض والتشوهات األخالقية اليت ولد ، واليت تعكس بشكل واضح الفجوة السلوكية (...) إن التحوالت املهولة اليت حدثت يف القيم«

فردية أو مجوحات شخصية، بقدر ما هي انعكاس والذهنية اليت تفصل بني األجيال ليست نزواتتمع، أي الشروط اجلديدة اليت جيد األفراد أنفسهم ضمنها يف طور (...) للتحوالت اليت دامهت ا

5.»االنتقال العنبف واملتسارع حنو احلداثة

ام -1 سو ت ل دل ب .تغريت املوازين: واتـنوه -2 اطل ب قام الب الشر والتشيطني . ارتفعت مكانته: اتـ حوا ب ر ف .أصحاب الشر شبيهوا الشيطان: ايل يعالم -3 دار ا ين . انتشر ورفعت راياته: شيع و ود صه سط النار م يه ف ال .أصحابه سيدخلون جهنم: اما لسالم -4 االه ي م .لألسف أيها املسلمون: و .115العالقات، ص -سليمان دمحاين، ظاهرة التغيري يف األسرة اجلزائرية -5

84

:التغير في المعاملة واألخالق اإلدارية –2ستعمارية بأهايل املنطقة حضورها على لسان الشاعـر، فقد اتب واإلدارة االـان لعالقة املكـلقد ك

ا من احتقار وسوء املعاملة ، -وهو حال املواطنني عموما–رصد كل القاه من مسؤوليها وأعوا )30:النص( :يقول هاجيا أعوان االستعمار. ليكشف به عن بشاعة املظاهر املتفشية فيهااك ين نصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــغ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر خبـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــاش القص يفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1ة ك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهللا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ب وك المتـ

قســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه يـ ق 2عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن ح

اطــــــــــــــــــــــل ايل صــــــــــــــــــــــار يف "ســــــــــــــــــــــوف "الب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ام ن اهلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاجع م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر يـ 3حي

ف هــــــــــــــــــــــــــــــب واخلــــــــــــــــــــــــــــــو ــــــــــــــــل والر ــــــــــــــ ه اجل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــب عالم اك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ر ل 4والظ

ـــــــــــــــــــوف تكلفـــــــــــــــــــة كل ـــــــــــــــــــاس م ــــــــــــــــت ن يـــ الق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ام و ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتوا الر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــالكفر ف 5ىب

بتصويره هلذه ملظاهر الالمباالت واالحتقار اإلدارية صور لنا ما يعانيه اإلنسان اجلزائري عموما من تعطيل مصاحله وإضاعة حقوقه، فقد جتاوز هؤالء املوظفني التعسف وسوء املعاملة املستعمرين

م ليسوا أهل للمسذـرد هـأنفسهم، وم -كما قال–" ني كلوفـمتكلف" ؤولية أوـه املظاهر يف رأيه إىل أ . أقحموا أنفسهم يف هذه الوظائف عن غري خربة

)15:النص(: كما يصور الشاعر تفنن هؤالء يف تسليط التهم على العامة دون أسباب، يقول ـــــــــب اي ـــــــــه القر ب ايـ رب ـــــــــاكم و ـــــــــن احل ـــــــــك م وحي

ظيــــف ــــى الن ركــــب عل د يـ 6يهلكــــوك باالســــو

يشبه أعماهلم املخزية هذه بتوسيخ الورق األبيض باحلرب األسود؛ حيث يستغل هؤالء املناصب م يف ظلم املواطن وهضم حقوقه حتت سلطة القانون؛ أذ نرى يف كثري من ـحها هلـوالسلطة اليت متن

يكون القانون يف يد من ينفذه، ويتخذه أداة لقضاء مصاحله والويل إذا للمواطن الذي «األحيان

اك -1 يفاش . أصغي أليك: نصغ .احلادثة: القصة . كيف هي: ك2- اهللا وكل ب متـ قسى. من توكل على اهللا ومل يتعامل بالرشاوى: ال ن حقه يـ .يضيع حقه: عاطل ايل صار يف -3 ا أعوان اإلدارة االستعمارية يف املنطقة": سوف " الب ه . االتصرفات السيئة اليت يقوم ام ن اجع م ر اهل يـ . يوقظ املوتى من قبورهم: حيل -4 ه ف . األمية املفروضة على أهايل املنطقة: اجل هب واخلو ه . واعتداءات السلطات االستعمارية: الر اكب عالم .رفوعة رايته من طرف املستعمرم: ريت ناس -5 وف . أعوان االستعمار من أبناء املنطقة: الق تكلفة كل ى. يزجون بأنفسهم يف مسائل ال تعنيهم: م ام و اتوا الر الكفر ف فاقت معاملتهم السيئة : ب

.السيئة لألهايل ما فعله الفرنسيني أنفسهمب -6 اي ه القر ب ايـ د . عديه املقربنيمسا: رب االسو ظيف . احلرب: ب ى الن ل ركب ع .يوسخ الورقة البيضاء: يـ

85

فيسخر كل ما أويت من قوة وسلطة ،1»ة صغري خيضع باسم الدولة هلواهـت رمحة طاغيـحتت رمحته، حتب أموال الدولة بينما املواطن املسكني عزائه يف حقوقه الصرب، كما . وسلطة يف سبيل مجع الثروة و

)13:النص(: يقول الشاعر اصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ي ر اشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادين حل

يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ع ة والب لحاصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل 2ة ل

ـــــــــــــــــــــــــا اســـــــــــــــــــــــــة ي ني الدو خـــــــــــــــــــــــــادم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ف اجلري ط القل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 3خب

داســــــــــــــــه ــــــــــــــــدير يف ام هــــــــــــــــذاك◌ ي و

ة جديـــــــــــــــــــــــــــــــــدة ـــــــــــــــــــــــــــــــــار ◌ يف دب 4ويـــــــــــــــــــــــــــــــــدبـر

اصــــــــــــــــه ل ضــــــــــــــــاقت احم ا صـــــــــــــــرب ي و

ه وجيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة ــــــــــــــــــــور ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يب خي ر 5و

التسلط والفساد اإلداري قد انتقلت لإلدارة اجلزائرية بعد يبدو من خالل أبياته هاته أن عدوى داء االستقالل، اليت توالها أبناء الشعب، فكان املواطن يعلق عليهم آماله وطموحه يف العدل وحسن

. لكن ما حصل كان العكس على حد تعبري الشاعر. املعاملة )30:النص(: كر هؤالء املسؤولني قائالذ كما ي

ــــــــــــــــــــــــــــل كشـــــــــــــــــــــــــــــوف وايل فـع ــــــــــــــــــــــــــــل م ع ف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ـــــــــــــ دام اه الن ر 6الزم و

وف ـــــــــــــــــــــــر ع ــــــــــــــــــــــر م ـــــم النـــــــــــــــــــــــيب جه ـــــــــــــــــ عل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــة ام ــــــــــــــــــــــــــــــــاس الفه اه ن 7تصــــــــــــــــــــــــــــــــغ

وف ـــــــــــــــــــــــــــــــــه احـــــــــــــــــــــــــــــــــر ازل ن م ــــــــف و يـــــــــــــــــــــــــ أل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ام ي م الق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــو 8والفـــــــــــــــــــــــــــــــــــوز يـ

م على االحتيال والتنكر بفعل مناصبهم وتعليمهم يذكر الشاعر هؤالء املبهورين بسلطتهم وقدر، وهو معروف مشاع عدله ومساواته يعلمه املتعلم "رسول اهللا "بأن العلم احلقيقي هو ما أيت به

وهنا تظهر النزعة الدينية جبالء يف معاجلة الشاعر ملثل هذه القضايا، فالنزوع إىل التدين هو ما . األمي

.47مالك بن نيب، بني الرشاد التيه، ص -12- اصة ي ر ة . يا من تعملون باحلرس احلدودي: اشادين حل حاصل ل . العاطلة: لا -3 ني ي اسة . العموميةيا من تعملون باملكاتب واإلدارات : خادم .الورقة: اجلريدة . امللفات والوثائف: الدوهذاك◌ -4 دير . يعين املسؤول: و داسه . يضع، خيفي: ي م .حذاؤه، ويعين أنه خيفي عن أين الناس: ااصه -5 حم ت ا ه . ضاقت نفسه ومل جيد من يعيد له حقه: ضاق ور .قريبة: وجيدة العون من اهللا ليس ببعيد، : خيكشوف -6 عل م ل ف .اخلطاب موجه لؤلئك األعوان من أبناء الشعب: وايل فـعم النيب -7 ل ة . شرائع اإلسالم ومبادئه: ع ام اه ناس الفه .يعمل به أصحاب البصائر النرية: تصغوف -8 ه احر ازل ن م يف و ة . كرمياألمر واضح يف القرآن ال: أل ام ي م الق و .الشطارة ليست يف أكل أموال الغري بل يف النجاة يوم القيامة: والفوز يـ

86

ائما بالدين وعلومه وشرائعه فينظر إىل املتعلم مييز الذهنية الشعبية، كذلك ربط مسألة العلم والتعلم د .من زاوية أخالقية دينية صرفة

)3:النص: (أما عن حال املستشفيات فيقول الشاعر

ـــــف احل و ب جـــــع ال و ـــــ ل كــــــ ة ل ار ط ب ســــــيف وم ي

ـــــــــــــة ب اء والط ـــــــــــــد الـــــــــــــدو ع ر يل و بـ 1حـــــــــــــديث ذ

تمع الشعيب يف امل نطقة على عهد القبيلة يعتمد على ما حصده من خربة عرب سنني لقد كان اعالج خمتلف املراض العادية واحلوادث الطارئة «طويلة يف جمال الصحة والتطبيب الشعيب، ويتم

واإلصابات اخلطرية، من طرف األفراد داخل األسرة مبا تعارفوا عليه من أدوية جمربة وعقاقري مشهورة . 2»ستدعي مراجعة املختصني بالقرية أو خارجهاـا احلاالت املستعصية فتـماص، أـد العام واخلـعناعر على التعامل مع املعاجلني الشعبيني الذين يعرف عليهم اخلربة واملهارة يف جمال ـعود الشـونظرا لت

تمع الواحد عملهم، إضافة إىل معاملتهم اجليدة للمرضى؛ ذلك أن الطبيب واملريض من أفراد او يتعجب من معاملة األطباء واملمرضني اجلافة للمرضى، كما يعيب ـربطهم القرابة واجلوار، لذلك فهت

. عليهم نقص اخلربة :التغير في المعاملة بين األجيال –3

تمع القبلي باملنطقة، إضافة إىل احرتام الكبار عموما "العصوبة"كانت أهم مظاهر التنظيم يف ان لألب أو اجلد كامل السلطة يف شؤون األسرة؛ إذ تتم تنشئة الصغار على كبار وتبجيلهم، فقد كا

م والتسليم تمع وطاعة أوامرهم، دومنا اعرتاض على مصيبها وخاطئها، مع التقبل آرائهم وسلوكا ا. بشكل مكثف يف سنوات العمر األوىل«كما تتم عملية توارث هذه القيم واألعراف . التام بصحتها

تظل مع ذلك مستمرة طول العمر؛ حيث يتم امتصاص القيم واملعايري ومناذج السلوك لكنها

ار -1 ط وم يف سب ة كل ي فل جب واحل ر . والعجب العجاب ما حيدث يف املستشفى: والع .األطفال الصغار: ذ .313ىل بداية الثورة التحريرية، صعلي غنابزية، جمتمع واد سوف من االحتالل الفرنسي إ -2 - هي سلطة األب أو اجلد املطلقة على األسرة: العصوبة.

87

تمع احمللي بوجه عام يسخر كل ما لديه من ذخرية (...) االجتماعية امتصاصا كامال ، فاألسرة وا .1»لتحقيق هذا اهلدف

التالية الستقالل خالل العقود -خارجية وداخلية– لكن، كان للظروف املعتملة مع بعضها البعض تمع، أدت اجلزائر، واليت برزت بصمتها اخلاصة يف تشكيل موجة من التحوالت على كافة أصعدة ا

مما . إىل نسف كربى معامل النظام العريف للمجتمع، مسببة تباين يف القيم وظهور تناقضات بني أجيالهتمععجل بانقسامه إىل طبقات وعزز صعوبة وجود نظام قيمي واحد حيك . م ا

ر متيزا بالنسبة لبعض الفيئات، ـواقع أكثـماعيا إىل مـلقد أحدثت هذه لتحوالت حراكا اجت« .2»تنوعت قنواته مما أثر يف وجود أمناط جيدة من القيم أثرت بذلك يف البنية االجتماعيةمن خالل «غري وكانت األسرة من أوىل املؤسسات االجتماعية اليت بدت على حمياها أعراض هذا الت

:بعض املظاهر، أمهها ."األسرة النووية"إىل املمتدةأو الشبه "األسرة املمتدة"وضح يف التحول من -

.وضح يف التحول من األسرة املتماسكة ذات العالقات القوية بني أفرادها إىل أسرة أقل قوة -

.أصبحت الفجوة بني األجيال يف األسرة أكثر وضوحا وحدة -

تتسم بقدر كبري من (...) ور واإلناث أمناطا جديدة على حياة األسرةـمن الذك ابـفرض الشب - .3»احلرية واحلركة واإلقبال على الثقافة احلديثة من جانب وعلى الثقافة الدينية من جانب آخر

.3»آخر

مطبوعات مركز البحوث والدراسات االجتماعية، كلية اآلداب، جامعة القاهرة، حممد اجلوهري وجمموعة واألساتذة، الطفل والتنشئة االجتماعية، -1

.37م، ص2008، 1مصر، ط، 1افظ، الفنون األدبية الشعبية، مطبوعات مركز البحوث والدراسات االجتماعية، كلية اآلداب، جامعة القاهرة، مصر، طإبراهيم عبد احل -2

.49م، ص2004 - يف عادة تتكون من الزوج والزوجة وأبنائهما الصغار كما تضمن املتزوجني منهم مع أبنائهم ويقيم اجلميع يف منزل واحد غالبا أو: األسرة املمتدة

.عدة منازل متجاورة - تتكون من األب واألم وأبنائهما غري املتزوجني وميكن توسيع هذا ليشمل الزوج والزوجة واألطفال أو األم واألبناء : األسرة النووية. .49إبراهيم عبد احلافظ، الفنون األدبية الشعبية، ص -3

88

فعند ما نالت األجيال الصاعدة نصيبا من التعليم واطلعت على الشرائع الصحيحة برزت اهلوة ا اآلباء واألجداد من ممارسات وما يؤمنون به من العميقة بني شرائع الدين األصيلة، وما يقوم

اهرة بذلك، )3:النص: (يقول ،حفيظة الشاعروهو ما أثار املعتقدات، والتشكيك يف صحتها واـــــــــــــار قـــــــــــــة دي ة واخلربـ كر ـــــــــــــالف ـــــــــــــين ب الغ

كـــــــري وكـــــــان للحـــــــد ـــــــني كنـــــــا ب ن م 1يث ســـــــر ا

و ع هـــــــــــــز و يـ واليـــــــــــــوم عـــــــــــــاد ـــــــــــــك ل ار ب

ــــــــــــــــــالك و ســــــــــــــــــاي ري ب ــــــــــــــــــ يــــــــــــــــــب ر غ يل و و م ل 2ر بـ

يقارن الشاعر بني جيله متميز ببعد النظر واحلكمة والتفكري العميق يف دقائق األمور؛ فحىت من حيسن قراءة الدالالت فال يتمكن من جمالسة اجلماعة إال ،احلديث بينهم كان باأللغاز واملعاين

م العميقة باحلياة وأسرارها وبني هذا اجليل الذي يستهزء وبطريقة تفكري ،اخلفية، مما يدل على خربوعقول الكبار، وهي املليئة حبصاد خربات وجتارب مكنتهم من مغالبة رماهلا ومشسها احملرقة، فخلقوا

معريف، ذهلت له حضارة الغرب املتطورة واعرتف ألنفسهم منط من احلياة حققوا به اكتفاءا ماديا و : يقول عن خربة وحكمة سكان سوف" اندري فوازان"فهذا .هلم به كل من مروا باملنطقة

نكتشف أننا بأفكارنا املتمدنة ما حنن إال مساكني جاهلون إىل جانب الكم اهلائل من املعارف «علة وجمحفة معارفنا يف حق اإلنسان وقدراته وكم هي مفت. ذه الصحراءـي هـالذي خبتزنه كل فرد ف

. 3»الفطريةراف فإنه قد جيوز للشاعر أن يصف الشباب باجلهل وعدم اخلربة باملقارنة مع ـذا االعتـأمام ه

)2:النص: (إمكانيات أسالفه، كما يقولــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق ــــــــــــــــــــــــل التـلحي جيــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ريــــــــــــــــــــق ط ــــــــــــــــــــن غــــــــــــــــــــري ــــــــــــــــــــى م ق ر 4ع ايل يـ

زها الكبار هي اليت جعلتهم يستغنون عن رأيهم يف ـمة املعارف اليت يكتنـقيإن جهل الشباب ب م معاملة الصغار )1:النص: (كما يقول الشاعر ،خمتلف شؤون احلياة ويعاملو

قة -1 ة : .اخلربـ كر الف قة ديار . د أن حيتوي على حكم وعرب يستفيد منها الناسالشعر الب: الغين ب قة " احلياة مثل لعبة : اخلربـ . الفوز فيها للذكي" اخلربـ

حديث سر كري وكان لل نني كنا ب م .وكان للحديث قيمته ومعناه كل هذا كان يف املاضي: اار -2 كب و ع ل هز ر . يستهزء بالكبار ليوم أصبحا: واليوم عادو يـ ريب بـ يل غ تمع احلديث: وو .أصبح غريب يف هذا ا3- Voisin , André - Roger , le souf Monographie, p7. حيق -4 طريق . جيل : جيل التـل ري ن غ ى م ق ر .يصعد عن الطريق اخلطأ: يـ

89

م وســـــــــجاعة ـــــــــن حـــــــــر حنا م ا شـــــــــب ـــــــــاذ م

وا تباعــــــــــــــــــــة ـــــــــــــــــــدنا انشـــــــــــــــــــاور م ع ـــــــــــــــــــو 1واليـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــة حنا غام ا شـــــــــــــــــــــــــــــــــــب ــــــــــــــــــــــــــــــــــاذ م

ــــــــــــــــاذ م ــــــــــــــــة و ام ى حو ا يف الــــــــــــــــوط ن شــــــــــــــــي 2ا م

ـــــــــــــــــة ام و وا ل ر ـــــــــــــــــدنا نشــــــــــــــــاو م ع ــــــــــــــــو واليـ

ســــــــــــــاعة ــــــــــــــت ســــــــــــــاعة ب ق ــــــــــــــدلوا يف الو ب 3ونـ

تمع إقصاء الكبري واالستخفاف برأيه، فهذا الوضع الذي آل إليه حال يستنكر الشاعر على اتمع إثر تغيـر النمط األسري فيـه، وتربأه الكبار مـا هو إال نتيجة حلالة الفوضى الع امة اليت يعيشها ا

. من عرف الرتاتبية )1:النص: (أما عن طريقة تعامل الشباب مع غريهم يقول الشاعر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ردة ن ع ط ا ق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذ م

ـــــــــــــدى ع ـــــــــــــان تـ ـــــــــــــن زم ا م حن ا شـــــــــــــب ـــــــــــــاذ م 4و

ــــــــــــــــدى ن تـ ال ي ع و ســــــــــــــــم قــــــــــــــــون ال ي الع

ـــــــــــوع ك يف ضـــــــــــالعة نـ ـــــــــــد شـــــــــــو ك ل ـــــــــــن تـ 5م

ة ــــــــــد ر اهل ــــــــــو ثـ كــــــــــون تـ ت ــــــــــب ت ــــــــــال عي ب

اعة ال يســـــــــــــت وف و ـــــــــــــر ـــــــــــــب ال يـ ـــــــــــــا غل ي 6وال

فهو يتأمل حلالة هذا اجليل الذي يصم أذنيه عن النصيحة، وينزع إىل الفنت واختالق املشاكل ن يرمي بنفسه على كومة من أشواك النخيل؛ فحيث ما دون أسباب، ويشبه املتعامل معهم كم

متكنوا من زمام األمور تسلطوا وأزاحوا هؤالء الكبار جانبا دون أدىن اعتبار جلهودهم، كما يقول )1:النص: (الشاعر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين ي ع شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفت ب

ين ــــــــــــــــــــه ال خــــــــــــــــــــاطي ار ال خاطي م ع 7اســــــــــــــــــــت

ــــــــــزيين ــــــــــت الغــــــــــين ي ــــــــــن هي ــــــــــت م طل ب

اعـــــــــــــــة خد غضـــــــــــــــة و بـ قـــــــــــــــة م ي ل ـــــــــــــــت اخل ي 8لق

يين يه و◌يشــــــاك ــــــه نشــــــاك يــــــب حاب ـــــــــــــــاعة حب ـــــــــــــــن القص ىل حـــــــــــــــنش خـــــــــــــــارج م 1و

.احرتام وتوقري: عةحرم وسجا. رأينا وعشنا: شبحنا. كم: ماذا -1ة -2 ام ة . األرض: الوطى. صحة ومال: غ ام .من احلوم والطواف، ويعين كثريي التجوال: حووا -3 ر ة . نستشري: نشاو ام و ة . نكثر اللوم: ل ساع ة ب ت ساع ق وا يف الو دل ب .نعد ساعات اليوم من كثرة الفراغ: ونـدى. عين األماكن القريبة منه، أو اجتاه املكانردة املكان ت: ردة -4 ع ان تـ .ماضي مجيل يف حياة البادية: زمقون -5 ندى. الغيب: الع تـ ال ي د . ال يستجيب ملن يناديه: و ك ل ة . دامهه: تـ ك يف ضالع .جريدة النخل الكثرية األشواك: شودة -6 ر اهل و ثـ وف . تكون املشكليتأجج املوقف، وي: تـ ر ة . يرأف بالكبري: يـ اع ست .يستيقظ من غفلته: يار . رأيت: شفت -7 م ع ين . التسلط: است ه ال خاطي .يرافقين يف كل مكان وساعة من حياته: ال خاطيت -8 طل ت الغين . توقفت: ب زيين . قول الشعر: هي قة . يكفيين: ي ي ل .الناس: اخل

90

يشبه انفراد الشباب برأيهم وعدم إشراك الكبار يف القرارات اليت ختص تسيري األسرة وشؤون فحىت اإلبن الذي ينتظر الوالد كربه يوما بعد يوم ليشاركه محل أعضائها املستقبلية باالستعمار؛

يف شدة خداعه ومكره، " احلنش"أثقال احلياة ويشاكيه مهومها، أصبح خيالفه الرأي والتفكري، يشبه يف الوقت الذي تزداد فيه حاجة األب إىل جيل الشباب تزيد الظروف املوضوعية من «خاصة أنه

. 2»النفسية االجتماعية، والفوارق يف الفهم والتصرف اليت تفصل بينهماالبعد الفيزيقي واهلوة اهلوة الفكرية واملعتقدية الشاسعة هونظرا لالختالف الكبري يف وجهات النظر بني اجليلني وهذ

. بينهما يرى الشاعر أنه على الكبري أن يسلم األمر وينسحبتمع حاليا أن إال أنه بالنظر ملا متيز به أسالفنا من مهارات وقدرات خاصة فإنه جيب على ا

يكون مدركا لتلك القدرات واملهارات الذاتية، واعيا لدور قيمه املتوارثة عنهم، وأن يعطي األمهية م ومعارفهم، فهذا جييب األجيال الصاعدة عن الطريقة املثلى لإلفادة " اندري فوازان"الكافية خلربا

حىت إذا تغريت العادات اليومية، هناك أمر «: على الرتاث يف نفس الوقت، يقولمن احلداثة واحملافظة ا التقاليد احمللية واحلكمة الشعبية، واحلفاظ على حضارة املتينة للصحراء فالنتبىن . جيب أن ال يتغري، إ

.3»ماهو مقبول من املدنية احلديثة، لكن من غري أن نرفض ما هو مجيل من حضارة املاضي :لتغير وضع المرأةا –4كأي جمتمع عريب، قبلي تقليدي للمرأة فيه وضع خاص حتكمه أعراف " واد سوف"كان جمتمع

تمع فهي ال تظهر للعيان كعنصر متحرك يف وتقاليد صارمة؛ حيث وإن كانت أحد جناحي هذا ااالت، فقد حرص على جعلها عنصر ثانويا، وحجبها بكل أنواع األغطية :خمتلف ا

مادية من خالل متجيد دور الرجل باعتباره الكافل هلذا اجلانب، فمنحه السلطة املطلقة للتحكم يف - . شؤون األسرة

والفكرية املعتقدية اليت ألبسها ثوبا دينيا باإليهام بأن الدين اإلسالمي أقصى املرأة، وجعلها مرتبة - .ثانية بعد الرجل

ة -1 ن القصاع .ثعبان خيرج من جحره: حنش خارج م .156عزت احلجازي، الشباب العريب ومشكالته، ص -23- p8. Voisin , André - Roger , le souf Monographie,

91

ال ترى وضح النهار خارج البيت، الذي ميثل هلا العامل " سوف"ومن هنا كانت املرأة يف منطقة ا وتق«بأسره فيه حتيا وفيه متوت، أين دورها يف استمرارية جمتمعها بصمت، ويظهر ـوم بـمتارس نشاطا

ة ـ، وتربي"الشيوخ والعجائز"ورعاية الكبار (...)دورها االجتماعي جليا يف خدمة الزوج واألوالد، ق ثقافتها البسيطة، وتزرع يف نفوسهم قيم األمانة، والصدق، والوفاء، وحب ـههم وفـاء وتوجيـاألبن

ا على العفة واحلياء .1»العمل، واحرتام الكبار، وتنشئ بناتمع احمللي من زاوية نظره القاصرة قائمة من األعراف اخلاصة باملرأة، يكون ميدان كما صنع ا

ا التفوق التميز بني النساء يف مد ا مثرية –ى االمتثال هلذه األعراف وإتقان االلتزام رغم كومتنع بتاتا عن بعض التصرفات يف حضرة الرجال خاصة زوجها، «كأن -لالستغراب والدهشة أحيانا

فيعترب األكل أمامه عيب وعار، ويتطور التصرف الذي يعترب جرمية نكراء إذا جترأت وطلبت منه أن أما التمرد عن هذه األعراف فهو فعل . البيت، وقد يكون سببا يف طالقهاحيضر هلا بعض الغراض يف

.2»شنيع تستحق من أجله اإلهانة وأهلها االحتقاررياح التغيري اليت هبت عنيفة على جمتمع املنطقة بعد االستقالل خلعت هذا الوضع مل يصمد أمام

ن التعليم ـمك«ث ـمن أساسها؛ حي" السوفية"ة أبواب زنزانة األعراف والتقاليد اليت سجنت فيها املرأاملرأة من اكتساب املهارات واخلربات الالزمة لولوج عامل الشغل والتمتع بدخل وظيفي مستقل، و

ك من األسباب، ـري ذلـاية مرتب الزوج أو غـجة لعدم كفـدان العمل كنتيـروج املرأة إىل ميـسواء جاء خهكذا كسرت املرأة . 3»ات األسرة، ويدعم حظوظها يف صنع القرارفأنه يسمح هلا باملشاركة يف نفق

القيود االجتماعية وانطلقت مسرعة يف كل اجتاهات احلياة وميادينها، وهو أمر اعتربه الشاعر تراجع )7:النص: (ملكانة الرجل واحتالل املرأة هلا، كما يقول

ـــــــة ال ـــــــا رج قضـــــــتوش ي ـــــــا او م خصـــــــتوا و ار

ــــــــــــ ع ب ــــــــــــة و ال ب ــــــــــــال عــــــــــــاد الطحــــــــــــني اقـ 4د الغ

.354علي غنابزية، جمتمع واد سوف من االحتالل الفرنسي إىل بداية الثورة التحريرية، ص -1 .354غنابزية، جمتمع واد سوف من االحتالل الفرنسي إىل بداية الثورة التحريرية، صعلي -2 .88العالقات، ص -سليمان دمحاين، ظاهرة التغيري يف األسرة اجلزائرية -3خصتوا -4 قضتوش . أهنتوا ضاعت هيبتكم: ار ا او م ة . وأنتم يف غفلة: و ال ج ا ر .يارجال: ي

92

فاملرأة بدخوهلا معرتك احلياة االجتماعية باستقالهلا وسائل النقل غلى جانب الرجل وتركها الغزل تمع -يف نظره-والنسيج بل ضعف وإهانة .هو احنالل وتفسخ يف حيائها، وخنوع دب يف جسد ا

)7:النص: (للرجل على حد وصفه، يقول

غزهلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ــــــــــــــــــــــــــت م وحـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ل

ا ــــــــــــله ص ــــــــــــت خلصــــــــــــت و يف الكــــــــــــار ركب 1و

اوي أدت ــــــــــــــه ــــــــــــــوقت شــــــــــــــاو الش 2واس

تمع كاملدرسة، والسوق، واملكاتب اإلدارية، بعد انفراد الرجل بأكثر األعمال واألماكن فعالية يف اأخذ هذا الوضع . اخل....زلية خاصة النسيج ودباغة اجللود واقتصار املرأة على النشاطات اليدوية املن

كغريها من العربية محالت متنوعة يف سبيل " اجلزائر"يف التغري تدرجييا بعد االستقالل، فقد عرفت ذت املرأة تشارك ـها، فأخـذ احلجاب ينحصر تدرجييا، وأخـأغراض«حترير املرأة وحققت تلك الدعوات

ى تعليـم البنـات، وخفت حدة خصوم هذه الدعوة ـألعمال، وزاد اإلقبـال علر من اـالرجل يف الكثي .3»الذين ظلوا يتباكون على الفضيلة واألخالق كلما أحرزت املرأة مزيدا من احلرية والتقدم

من بني هؤالء اخلصوم؛ إذ يرى أن مشاركة املرأة للرجل أماكن " أمحد بن سعود"ويبدو أن الشاعر )7:النص: (محته يف وسائل النقل نقص يف حيائها وحشمتها، يقولالعمل، ومزا

ين ◌ر ـــــــــــــــــــــــــــــتكم حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ــــــــــــــــــــــــ قـ و

ين ــــــــــــر ــــــــــــن م الف◌جــــــــــــار◌ي ت ط ــــــــــــاهيج خل 4عم

ين ــــــــة يتخـــــــاطفن يف الكــــــــر ل ـــــــن الطابـ م

ــــــــــــــــــــــه ـــــــــــــــــــــا عنجال ي ـــــــــــــــــــــة واحل م ـــــــــــــــــــــاعن اهل ب 5و

ن العامة هو نفي لفضل الرجل عليها، واستنقاص من قدره أن اختالط املرأة بالرجل يف األمكا . حسب اعتقاده، كما أنه ألمر حمري للشاعر أن خترج منذ الصباح الباكر للعمل أو الدراسة

وحت -1 ا. متر : ل زهل غ .احلافلة: الكار . املنوال الذي تغزل به الصوف: ماوي أدت -2 .اشرتت كل ما تشتهي: شاو الشه .199م، ص1978، 2علي احلافظة، االجتاهات الفكرية عند العرب يف عصر النهضة، الدار األهلية، بريوت، لبنانن ط -3ين -4 ◌ر تكم حي قـ اهيج . ق الناس يف هذا الزمنأحتار ألخال: و م ن . الفتيات اليافعات: ع ط ين . منذ الصباح الباكر: أتني، م الف◌جار◌ي: خل ر : ت

. مسرعاتة -5 ل ين. الطاولة: الطابـ ن . السجل: الكر اع ه . تركن: ب نجال .من أجله: ع

93

تمع احلديث يعترب ختلي عن آداب االحشام -يف نظره- هذا الوضع الذي آلت إليه املرأة يف ا . العرف االجنماعي املتمثلة يف تقدمي الرجل كما يفرضه

تمع الشعيب : حسب قوله فهن ،عموما إن رأي الشاعر يف املرأة ال خيتلف عن عموم ا )43:النص(

ان ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوق الن

نـــــــــــــــــــــــــــــه خص شـــــــــــــــــــــــــــــانه يغل ـــــــــــــــــــــــــــــر 1ايل ي

رف ـقد اعت رب خروج املرأة ترك لفضائل األخالق وخلـع لسـتار احلشـمة، فإنهـاعر قد اعتـان الشـوإن ك ولو كان هذا –ماعي عليها ليست من اإلسالم يف شيء ـي فرضها العرف االجتـك القيود التـبأن تل )7:النص: (يقوله -ضمنيا

ـــــــــــــــــــــــــــــا ال حلله ـــــــــــــــرع ال حـــــــــــــــــــــــــــــرم و ــــــــــــــ والش

ــــــــــــــــــــــدت ال ق ت و م ــــــــــــــــــــــا الســــــــــــــــــــــل ن جال 2ور

تمع الشعيب بأن اإلسالم و إن مل يبيح هلا االختالط بالرجل دون من اعرتافه هذا يظهر علم اغياب املرأة املسلمة عن «ضوابط فإنه ال يكبلها بتلك الطريقة اليت فرضتها األعراف القبيلية؛ ذلك أن

الساحة االجتماعية وحضورها اليومي يف سدى احلركة االجتماعية وحلمتها، هلو تقليد متاخر ما عرفته من أجل أن (...)ة الطويلة، فصحيح أن البيت هو مكان املرأة ر املسري ـألقة عبـعصور اإلسالم املت

إال أن هذا مل حيجب أو مينع (...)متارس وظيفتها األساسية يف حجر الزاوية واخللية األوىل للمجتمع تمع، إىل ساحته الكبرية لكي تسهم بفعلها، وحضورها هناك جنبا إىل جنب نزول املرأة إىل قلب ا

.3»البيت مع إسهامها يفومهما كانت نظرة الشاعر للمرأة وتغري وضعها االجتماعي، فقد محلت استنكاره عليها ختليها

ها وراء بعض املكاسب الضئيلة من ـائها، وهلثـعن مهمتها األساسية أال وهي رعاية بيتها وتربية أبن

ان -1 . النساء: سوق النسودت . سالمدين اإل: الشرع -2 ال ق ت و م . مل يستطيعوا تقبل هذا الوضع وال السماح به: السل، 28حممد مصطفى طه، صفحات مشرقة من الواقع احلضاري للمرأة يف تاريخ املسلمني، جملة جذور، النادي األديب الثقايف، جدة، السعودية، ع -3

.298ص م،2009جويلية /هـ1430، رجب 11جملد

94

تمع احلديث يف هذه النواحي، احلرية كاخلروج إىل السوق وتنقلها بيـن املناطق، اسغالال لليـونة اتمع . واستنكاره كذلك ملا نتج عن هذا الوضع اجلديد للمرأة من آفات واختالل توازن ا

:التغير في المعتقدات الدينية –5لقد أصبح معلوما أنه هناك فرق بني الدين الرمسي بنصوصه وشرائعه اليت يعرفها العلماء والفقهاء،

تمع الشعيب والذي هو مزيج بني الشرائع الدينية الرمسية واملعتقدات والتقاليد والدين الذي يعتقد به اتمع ذا ا .اخلاصة

إن ما مرت به األمة اإلسالمية منذ عصور االحنطاط، وما فرضه االستعمار الفرنسي على الشعب عاليمه مبا ابتدعته الذاكرة اجلزائري من جتهيل، وفصل عن دينه ولغته، أدى إىل مزج شرائع اإلسالم وت

ى ما ترسب من معتقدات وتقاليد للثقافات السابقة لإلسالم، فنشئ ـادات بل حتـمن أعراف وعقدات قد انبعثت من نفوس أبناء الشعب عن طريق الكشف أو ـذه املعتـه«بذلك الدين الشعيب، إن

ا كانت أصال معتقدات دينية إسالمية ، مث حتولت يف صدور الناس إىل ...)(الرؤية أو اإلهلام، أو أأشكال أخرى جديدة بفعل الرتاث القدمي الكامن على مدى األجيال، فلم تعد بذلك معتقدات

ا ال حتظى بقبول وإقرار رجال الدين الرمسي . 1»دينية رمسية باملعىن الصحيح أي أ، الذي تقهقرت "سوف"قة إن هذا الدين الشعيب رغم ما فيه من فجوات كان حصن جمتمع منط

تمع مبا علمه وما وصل إليه عرب أمامه كل آالت املستعمر لصهر وتذويب كيانه، فقد متسك اتمدة من الدين اإلسالمي وإن علقت به بعض الشوائب من ـاملس«ه وشرائعه ـالتوارث من قيم ديني

فرائض اإلسالم كالصالة، ف ،2»البدع واخلرافات، وآثار الثقافة واضحة جلية يف حياة سكان سوفاخل من املبادئ اليت تنشأ عليها ..والزكاة، والصوم، واحلج، واألخالق كالعفة، والصدق، واألمانة

إضافة إىل أنه –ماعي السائد بصرامة؛ إذ يعترب ترك هذه الفرائض ـها العرف االجتـاألجيال ويفرضتـمت -كبرية يف الدين بذ كل من ختلى عنها ويشار إليه ـمع، فينـرد على العرف وخروج عن سلم قيم ا

تمع منطقة سوف .بالبنان، هلذا السبب االلتزام والتدين هو من الصفات واملظاهر العامة

.42م، ص1978، 1، دار الكتاب، القاهرة، مصر، ط1ري، الدراسة العلمية املعتقدات، جحممد اجلوه -1ماجستري، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة احلاج خلضر، باتنة، اجلزائر، السنة : كمال بن عمر، األلغاز الشعبية يف منطقة واد سوف، خمطوط -2

.39ص ،م2007-2006: اجلامعيية

95

الشاعر ما أحدثته التحوالت االجتماعية املختلفة مـن جشع مـادي، وهلف طلق عد◌ ـذا املنـمن ه مشروعة، والذي أدى بالبعض إىل التخلي عن أركان وراء املصاحل اخلاصة بكل الطرق مشروعة وغري

دينهم األساسية كالصالة والذكر من عالمات الساعة؛ ألن مثل هذه التصرفات ليست من املاضي )3:النص: (القيمي للمنطقة يف شيء، يقول

ـــــ نـ الـــــد وط ر شـــــ ن م ار غ صـــــ همب ي شـــــيـــــا ا ي

اخل و ـــــــــــــــع ة يقــــــــــــــل ـــــــــــــــ ة ام وت احل ك 1ر حـــــــــــــــيف الب

ــــــــــ م ز ــــــــــم ل ــــــــــل و م ر ع ــــــــــ اتكي ــــــــــال ع ب ار ب

يل و ال ب د ه شـــــ ي ل اطـــــب 2ر شـــــ اب ح صـــــا م هـــــل ك ا

ـــيل و ر ج ى ســـل صـــ ال ر كـــا ذ م ـــ ة ار مثـــ ال ب

ســــــــــــــ ة يقـــــــــــــــالرب و د عــــــــــــــالر ـــــــــــــــ ة حاب ـــــــــــــــم ال ب ر ط

التحلل من القيم الدينية للمجتمع أحدث اختالط فالشاعر يرى أن الرتاجع عن مبادئ اإلسالم و كبري يف األفكار والسلوكات، وفوضى عارمة يف حياة الفرد واجلماعة، فأصبح الناس كأمساك البحر تتدافعها التيارات الفكرية والثقافية الوافدة ميينا ومشاال، وكل هذا سببه حسب الشاعر هو التخلي ذكر

ما، فاملتخلي عنهما كالشجرة اليت تظل واقفة اهللا والصالة؛ إذ األخالق احل ميدة هي نتاج االلتزام طوال السنة دون مثار تستفيد منه املخلوقات، أو كالسحابة اليت تصم األذان رعودها وختطف األبصار بروقها لكنها متر دون أن تنزل مطرا يروي األرض ومن عليها، كذلك هو حال املسلمني

.املصاحل يتخلون عن أخالقهم وفرائض دينهماليوم، مقابل املكاسب و ومن أهم مظاهر الدين الشعيب يف املنطقة االرتباط بالطرق الصوفية والزوايا، وقد جتسدت هذه

م، فعلى حد تعبري قد "املرزوقي"املظاهر يف تعلق السكان الشديد باألولياء الصاحلني وكرامام وأضرحتهم وزو « لكل قرية أو قبيلة جد صاحل يزار ومينح (...)اياهمامتألت أرض اجلنوب بقبا

دى إليه من كل مكان . 3»الربكة للزوار، وينتصب شيخ من أحفاد ذلك الويل يقبل النذور اليت نية وثقافية منذ ظهور مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني، ـضة ديـإال أن ما شهدته اجلزائر من

ا تراجع سلطة «من حراك فكري ديين سياسي بعد االستقالل، أدى إىل وخباصة ما تولد عن دعو

وط الد -1 اشر ي اية الدنيا وقيام الساعة: نـ حر . يرى أن القيم اجلديدة هي شروط وت يف الب احل ة ك ام يقة ع ل الناس مل تعد هلم أي قيم وأعراف : اخل .ضابطة

ار -2 ال عب رم واتكيل ب ع م ز م ل . ق احلميدة كشهادة الزور والكذبيتحدث الناس يف أعراض بعضهم البعض بدون حجة، وال يلتزمون باألخال: .181م، ص1984، 2حممد املرزوقي، مع البدو يف حلهم وترحاهلم، الدار العربية للكتاب، ليبيا، تونس، ط -3

96

اجلماعة اليت كانت ذات طابع روحي، ممثلة يف شيوخ الزوايا واألئمة وكبار العلماء، من حيث ضبط نشوء ما يعرف بالصراع الفكري اخلفي بني . سلوك األفراد من خالل املرجعية األخالقية واالجتماعية

شباب الصحوة "ة التقليدية من جهة وبني ممثلي التيار اإلسالمي املعروف مبصطلح السلطة االجتماعينتج عن . 1»كال التمرد على الشكل القدمي لسلطة اجلماعةـل أشـاياه كـوالذي حيمل يف ثن" اإلسالمية

ا واالعتقاد يف تمع عن زيار عن هذا إبطال مفعول الزوايا والطرق نسبيا، وختلى الكثري من شرائح ام، وهو ما آمل الشاعر واعتربه ترك للدين، كما يقول )3:النص: (أضرحة األولياء وكراما

ــــــــز و و ال ي ا ــــــــ ت كــــــــر تـ ار ز مــــــــال ش اد ا عــــــــم

ــــــــــــــــــــع اجل و ام ـــــــــــــــــــــط خ و ــــــــــــــــــــ و بـ ال ب ـــــــــــــــــــــواخل م عل 2ر بـ

ــــ خــــيص ر ىل ايل و عــــ ه يت صــــ ان كــــيل ا ار ب

ــــــــــــــــــــل خ خل ــــــــــــــــــــق ع ه ول ــــــــــــــــــــو ه ل ـــــــــــــــــــــالن ف ال خت 3ر ظ

ا ـيرى الشاعر أن ترك زيارة والعادات املرتب كان سبب ما يفيت به األئمة يف -حسب رأيه–طة املساجد من أن االعتقاد باألولياء هو نوع من الشرك، فهذه األفكار قد تسربت حىت إىل عدد من

تمع الشعيب مين ا؛ الشيوخ القائمني بالزوايا وأهلها الذين كان ا حهم مكانة عالية بسبب ارتباطهم وهكذا اختفت عادة . إذ وىل الكثري منهم عن تلك الطريق والتحقوا بركب التيارات اإلسالمية اجلديدة

كثري ما يقيم البدو مهرجانات سنوية جبوار هذه األضرحة حبيث «السنوية للويل؛ إذ " الزردة"الزيارة أو ا الزيارة السنوية، فيذحبون الذبائح اليت غالبا ما تكون من النذور اليت ينذرها املؤمنون بربكة يزورو

4.»صاحب الضريح، كأن يطلبوا منه شفاء مريض، أو إعادة غائب، أو اجناب عاقر

.43، ص)نظرة سيكو سوسيولوجية للتغري االجتماعي بوادي سوف(بوبكر منصور، من العائلة إىل التعاقدية -1ار . ةالزوايا الصوفي: الزوي -2 ش المز اد ا ع تـركت م ر . مل يعد يرتدد عليها زوارها: ا بـ م واخل العل و ب بـ ع خط ام املساجد ذكر األئمة يف خطبهم بتحرمي : واجلو

.بتحرمي زيارة قبور األولياء الصاحلنيار -3 ىل رخيص ب ايل و ه ع يل كان صيت ر .وايا وزالت املكانتهم االجتماعيةمن كان له وجاهة من شيوخ الز : ا ف النظ ال ه وخت قل ه ع ول خل غري أفكاره : خل

.عن الزوايا واألولياء الصاحلنيدكتوراه، كلية اآلداب، جامعة بن يوسف بن : ، خمطوط)حنو مقاربة أسلوبية وسيميائية للنص الشعري الشفاهي(أمحد زغب، مجالية الشعر الشفاهي -4

. 98م، ص2007- 2006: ، اجلزائر، السنة اجلامعيةبن خدة

97

لقد ارتبطت هذه االحتفاالت الطقوسية مبشاعر دينية لدى مجاعة البدو، فاصبحت ظاهرة دينية ا مبثابة «طراف الدين؛ ذلك أن بالنسبة هلم وتركها هو ترك ألحد أ الذهنية الشعبية بأفكارها وممارسا

. 1»على العقل الفكري الرمسي" ثورة"أما عندما تعددت التيارات الدينية وكثرت الفتاوى يف خمتلف الشؤون االجتماعية، دعى الشاعر

)5:النص: (، يقول-ويقصد به الدين الشعيب–إىل احملافظة على الدين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم اه ر ع ر الش ني ع

ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــاع ال احل ــــــــــــــــــــــالز و ب ق 2اف ر صــــــــــــــــــــــ ان م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن احن◌يــــــ اه اهللا ر و

ـــــــــــــــــــــاف الصـــــــــــــــــــــني نظ ــــــــــــــــــــر ذنـــــــــــــــــــــوب اخل 3يغف

ني صـــــــــــــــــــــــح ا ور صـــــــــــــــــــــــ اب جـــــــــــــــــــــــح يف

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــم ال يب ر ل ا ب ار اهل ــــــــــــــــــــــــــ اش ن 4اف خي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ب ر اهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ىل و للم

ــــــــــــــــ ح ت فــــــــــــــــيـ ــــــــــــــــب ك ل ــــــــــــــــك ان يب ــــــــــــــــف ق م ت ان 5ة ول

ك التيارت، وتصادم اآلراء بني من حيلل ومن حيرم، ومن يدعو إىل ـواج تلـإذا يف ظل تالطم أم تصحيح بعض السلوكات واملعتقدات الشعبية وبني من ينسفها بصحيحها وخاطئها، دعى الشاعر

تمع إىل التمسك بقيمه ومعتقداته ورمي تلك األفكار واآلراء اجلديدة جانبا، خاص ا حتمل من ا ة وأتمع الشعيب أحيانا ،التشدد بشأن موروثات اجلماعة الشعبية إىل درجة إلغائها متاما . وتكفري ا

اإلحساس بالقهر «وهي آراء نشأت حتت وطأة ضغوطات الظروف السياسية واالقتصادية للبالد، فـ ل خطري ومؤسف على دور الدين يف إىل التاثري بشكـد وأن يقود صادي ال بـالسياسي، والضغط االقت

تمع وترقيته والنهوض به، فنرى تياراته األساسية الظاهرة ترتاجع عن دورها املوجه حلياة (...)تنمية ا

، مطبوعات مركز البحوث والدراسات االجتماعية، )دراسة أنثروبولوجية يف الصحراء الغربية(فاروق أمحد مصطفى وحممد عباس إبراهيم، صناعة الويل -1

.15، ص2004، 1االجتماعية، كلية اآلداب، القاهرة، طعني -2 اه م اف . وعدم التشددلنيإىل ايدعو : الشرع ر ان صر ب والزم ق ال ع .يام حسنة وال السيئةالزمن ميضي ال تدوم األ: احل .التوابني: اخلالصني نظاف. اهللا لطيف بعباده: اهللا واه احنني -3 .طاعة اهللا سبحانه وتعاىل صور حصني للمسلم -4ىل -5 و فتح . نه وتعاىلاالتجئ هللا سبح: اهرب للم ة يـ قفول ان كانت م يب ك ب .يفتح لك أبواب اخلري: ل

98

مجاهري الشعب، وتتبىن موقف رفض النظام القائم وتكفريه ليس النظام احلاكم فقط، ولكن نظام حياة . 1»الناس وعيشهم

شاعر إىل التذكري بأن الدين يسر، وأنه يف محى القرآن الصور احلصني يأمن كل هذا الوضع دفع بال )3:النص: (واتقاه، وهو يؤكد على هذا املعىن بقوله من التجئ إىل اهللا

ـــــــــــــــاجل ل صـــــــــــــــو ل ه ـــــــــــــــع ل ل ــــــــــــــــد و ب ي ار م

يب ر وف خــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــق و ع نــــــــــــــــــــم ا 2ر هــــــــــــــــــــالز د ع

ـــب ـــنـ م ض ع و ق ر غـــا تـ ه ـــي ح شـــمت ـــ ب ط ار ن

ــــــــ م عــــــــا ــــــــ ة ف ر فــــــــك ل و ود هل ـــــــــاجل و د ه الص 3ر م

ســـامل ـــع م ل ـــف ال ي ك و ضـــي ة يقـــق ى ح ل ارين

ــــــــــــــــــن ذ ل ســــــــــــــــــغ تـ ت ه وب 4ر حــــــــــــــــــ ب هــــــــــــــــــ ذ يل و ا

تمع هو اجلهل بسماحة اإلسالم ففي رأي الشاعر سبب الفنت والدمار الذي يعيشه الفرد وادله والبعد عن التقوى، أما املسلم امللتزم بفرائض دينه وأخالقه وأعراف جمتمعه، فهو مثل املصباح وع

: ينري يف دجى الظالم أين ما حل اجنلت من حوله، لذلك يذكر الشاعر األجيال حبقيقة الدين، يقول )9:النص(

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ل ع تـ احلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق امل

ر وتصـــــــــــــــلى ـــــــــــــــذك ـــــــــــــــوالك ت ـــــــــــــــد م ب ع ـــــــــــــــي ت 5ك

:التغير من البداوة إلى التحضر –ثالثاة على واملعنوي من النواحي املادية" سوف"ميالدي حافظ جمتمع منطقة حىت أواخر القرن العشرين

بكل معايريه املتمثلة يف منط معيشة خاص يقوم على تربية املواشي والرعي ،البدوي اخلالص مظهرهأي البداية أو بدء احلياة يف "ة، فقد نشأ هذا النمط يف البداية تالؤما مع البيئة الصحراوي«رحال ـوالت

ا "الصحراء ، وتكون تارخييا نتيجة لتفاعل دائما وطويل مع هذه البيئة واستجابة حلدودها وقسوا إن البيئة الصحراوية هي اليت حددت يف األساس حجم اجلماعات اليت قطنتها وأصنافها، . ومتطلبا

موالتنظيم االجتماع م ومعتقدا ، 6»ي من قبل هذه اجلماعات، وأساليب معيشتهم، وقيمهم وعادا

م، 2008، 1مطبوعات مركز البحوث والدراسات االجتماعية، كلية اآلداب، جامعة القاهرة، مصر، ط حممد اجلوهري، علم االجتماع التطبيقي، -1 .200م، ص2008

عد الزهر -2 نع وق م يب ا .ألسلم للحياة السعيدةاالستقامة هي السبيل ا: خوف ر .حطب لنار جهنم: حطب نار -3ار -4 ين غسل . القنديل: الف تـ .متحى: تلي -5 ع تـ .احلقيقة اليت تعلو على كل احلقائق: احلق امل

99

م قيم ومشاعر وأخالق وسلوك ال «، فالبداوة ليست مظهر ماديا فحسب، وإمنا هي 1»ومعتقداا ألزمان .2»ميكن أن ترحل مع البدوي حني يغادر باديته بل إن أبناؤه يتوارثو

ذا كل ومما ال شك فيه أن الثقافة البدوية ختتلف ا ختالف ظاهر عن الثقافة احلضارية شهدت مراحل التاريخ اإلنساين خاصة حضارة العصر احلديث، وهي تعين عند العرب عموما تبين كل

االتـمظاهراحلضارة والثقافة الغربي ال ،ة يف كل ا كتبين النظام الدميقراطي الربملاين أو اجلمهوري يف اال االقتصادي النظام االشرتاكي أو .السياسي اقتناء الوسائل العلمية والتقنية، وتطبيق . الرأمسايل يف ا

االت اإلدارية، والقضائية، والرتبية، والصحية اخل، وهو ما أحدث ...برامج ونظم التسيري الغربية يف اكنولوجيا يف اجلوانب املادية للثقافة احمللية مبا يف ذلك العلوم والفنون والفلسفة والت«تغيري جذريا

تمع . واألذواق اخلاصة باملأكل واملشرب واللغة هذا باإلضافة للتغريات اليت حتدث يف بنيان اتمع 3»ووظائفه أما عند الشاعر . يف خمتلف نواحي احلياة" سوف"، وتتجلى هذه التغريات الثقافية

: الشاعر فتربز يف جانبني .حتضر املناطق الرعوية -

.تذكره الدائم ملظاهر البداوة -

: تحضر المناطق الرعوية -1وقصائده " أمحد بن سعود"من أهم األراضي الرعوية اليت كان هلا نصيب من ذكريات الشاعر

–احلدودية، اليت شهدت بدورها تغريات كبرية بعد استقالل كل من اجلزائر وتونس " حزوة"منطقة ا منطقة حضارية مستقرة، وكانت يف ، حولتها إىل-سبق احلديث عن احلوادث التارخيية اليت مرت

" مرعى لعدد من عروش قبيلة -مع باقي األراضي احلدودية الشرقية لوالية الوادي–ما مضى ، إضافة إىل بعض القبائل األخرى كـ "ربايع اجلنوب"خاصة منها املشكلة ملا يسمى " الربايع

.اخل...، "أوالد محيد"، و"الفرجان"

تمع العريب املعاصر، ص -1 .66حليم بركات، الس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، دط، عحممد حسني عبد اهللا، الريف يف الرواية العربية، سلسلة -2 ، نوفمرب 143عامل املعرفة، ا

.174م، ص1989 .382أمحد زكي بدوي، معجم مصطلحات العلوم االجتماعية، ص -3

100

فقد كانت موطنه وأكثر األماكن اليت مارس فيها حياة الرعي بايع اجلنوبر والشاعر باعتباره من والرتحال أيام صباه وشبابه، خزن خالهلا أحلى ذكريات تلك احلياة وأمجل صورها، فلكل واد ولكل

)25:النص: (مرتفع فيها ذكرى خاصة يف حياته، يقولقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاف يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ع حل رق

ة و حت حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز ــــــــــــــــــــب شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1و

د ر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاف و ي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ر 2ي

ة ـــــــــــــــــــــــــار اس ق ـــــــــــــــــــــــــوق ر يـــــــــــــــــــــــــت ف رق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــني ب ى و ◌جــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار 3مل

ه ــــــــــــــــار ـــــــــــــــت دي هـــــــــــــــين النجــــــــــــــــع كان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــد احل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاف عن احل 4و

للشاعر ذكرياته، أين رتعت مواشيهم انتصبت خيامهم، وهي " حزوة"لقد أعادت رؤية مدينة سة واالقتصاد إىل حكايات وقصص تروى عن الكبار، كما كلها مشاهد حولتها دواليب السيا

)25:النص: (يقول الشاعرــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــت ن ــــــــــــــــــــــــــــر ع ايل ز كان ان ب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان وف عشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب ط 5و

ان ســــــــــب ســـــــــعي حــــــــــو ـــــــــن ك ـــــــــد م ق

خــــــــــــــــــــــــــــــــــراف كيــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ـــــــادت حم 6عـــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــاد يع كيــــــــــــــــــــــة و م عــــــــــــــــــــــادت حم

اد د الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرو و ــــــــــــن ر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 7وي

الرتفاع معدل تساقط األمطار، وكثافة غطائها العشيب نسبيا عن باقي املناطق الصحراوية نظرا اورة، فإن منطقة تستقطب اهتمام -واملناطق احلدودية الشرقية للوالية–وما جاورها " حزوة"ا

، خاصة منهم الذين ينتمون إىل الصنف األول؛ إذ هناك من "سوف"جمموعات كبرية من بدو الرعاة الرحل الذين يتنقلون مومسيا يف دائرة واسعة، ويهتمون برتبية : أوال«: بدو إىل قسمنييقسم ال

يت -1 قاف . على: ع . ارتقيت: رق حت .مجع حقف وهو مرتفع ميكن من االستطلباع على ماحوله: حل ة ح . رأيت: شب و مدينة يف أقصى اجلنوب : ز

.الغريب التونسي على احلدود مع اجلزائرك اسرتجعت ذكريايت وحنيين للمنطقة -2 اف ي يت كل ر د ر .وة -3 ار ى . املكان املرتفع أو اجلبل الصغري: ق ◌جار ني امل .بني جماري الوديان: باف . هنا: هين -4 اف عند احل .لجنبجنبا ل: احلان . كاانت متألها جتمعات البدو: كانت نزايل عربان -5 وف عشب ط .والعشب ميأل األرض كالفيضان: وان -6 ن كسب سعي حو د م اف . كم رعت فيها احليوانات: ق خر ية و ادت حمك .أصبحت حكايات تقص على الصغار: عاد -7 يع ية و م ادت حمك الس للسمر: ع اد . أصبحت حكايات تقص يف ا د الرو و ن ر .تلك املناطق كان خيتارها اخلرباء البدو للرعي: وي

101

أنصاف الرعاة، والذين : ، ثانيا(...) اإلبل بالدرجة األوىل، واألغنام واألبقار واملاعز بالدرجة الثانيةا خالل فصل الشتاء، وي ا يف فصلي ميارسون الزراعة يف الواحات والقرى اليت يقيمون هجرو

الربيع والصيف إىل الصحراء، وتكون دائرة ترحاهلم ضيقة، ويهتم هؤالء أيضا برتبية األغنام واملاعز هذا الوضع كان سبب يف جعل املنطقة ال تعـرف استقرار سكاين إال يف عهد . 1»والقليل من اإلبل

.عهد قريب أين تغري كل شيء يف هاته املنطقة )25:النص(: كما يقول الشاعر

ـــــــــــــــــــــــــــالد ســـــــــــــــــــــــــــة وب در ـــــــــــــــــــــــاد م عــــ

اف ار ضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي د ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب و كت 2م

يــــــــــــــــــــــــت ان حو عــــــــــــــــــــــــاد ســــــــــــــــــــــــوق و

و ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت و اش بع ت و 3اش شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــري

ـــــــــــــــــــــــــت ي ح الب ــــــــــــــــــــــــوع شـــــــــــــــــــــــــب قط م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاف لش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانطي ل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن الش 4م

يم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال ع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانطي وامل والش

م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن حشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد الغ وي

ميــــــــ ــــــــالد اهل ـــــــــد ب يس ال عــــــــادت م د

لنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال ل احم 5و

عســــــــــــــــاس ر و ت عســــــــــــــــاك عــــــــــــــــاد و

اجحــــــــــــــــــــــــــــــاف ب و ـــــــــــــــــــت عــــــــــــــــــــــــــــــر ـــــــــــ 6ايل كان

ـــــــــــــــــــــــوع ب و جن ـــــــــــــــــــــــت عـــــــــــــــــــــــر كان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدوع ال ب ــــــــــــــــدع ال م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 7ب

وع شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدل امل ب وتـ

ـــــــــــــــــــــــــــجـــــــــــــــــــــــــــي ـــــــــــــــــــــــــــق حت 8الكـــــــــــــــــــــــــــاف ت حل

ان الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق ل ضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم

هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ال ر 9ر ال بـ

تمع العريب املعاصر، ص -1 .67حليم بركات، ااف -2 دار ضي كتب و الد م سة وب در اد م .فندقمدرسة، مساكن، مكتب بريدي، و : حتولت إىل مرافق حضارية: عيت -3 ان .متاجر: حوت -4 ي ح الب وع شب قط لشاف . اانقطعت راية اخليمة: م انطي ل .مشاريع للبناء: الشميل -5 الد اهل يس . موطن اإلبل: ب دد .املباين: م .و وهوادج تتمايللقد حتولت املنطقة إىل مبانيي، ومساكن للناس، ومراكز حدودية، اليت كانت بد: معىن البيت -6دوع -7 ب دع ال م ا: ال ب .ال أثر للمباين واملزارع وع -8 شر دل امل ب . مبعىن أصبحت تلك األعمال يف قلب املنطقة: جي احلق حتت الكاف . احلفرة عمييقة يف األرض: الكاف . تغري حاهلا: وتـان -9 ضم ادخيل عن طبيعة املنطق: الحق ل هان . ة ال عالقة له ر ذا التغري املنطقة مظهرها اجلميل: ال سر ال بـ .نزع

102

ــــــــــــــــــــة اعــــــــــــــــــــادت حي م صــــــــــــــــــــافت و

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ي 1كــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان الثن

ــــــــــــــــــــة خليــــــــــــــــــــة ◌وب كر ت ل عــــــــــــــــــــاد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــش خت ط ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن الع م 2و

بعد فصل اخلط احلدودي املنطقة إىل جزئني، سارعت كل من الدولتني إىل تعمري جانبها من دف تثبيت احلدود، فبذلت قصارى ج هدها يف سبيل توطني البدو؛ مما جعل موجة املنطقة

التحضر جتتاح املنطقة، وطغت مهن جديدة كالفالحة واحلرف اليدوية املتنوعة على العمل بالرعي، م لالستقرار فتحولت املنطقة إىل وهو ما اضطر البدو إىل التخلي عن حياة التنقل الدائم واطمئنا

ديثة، واملدارس، واملساجد، وحتولت مراعيهم إىل أسواق حواضر، وحلت مكان خيام البدو املباين احلبة ـر بالنسـان األمـوي من حياة املنطقة وإن كـو املعنمبظهرها املادي دواة ـفى بذلك البـتاجر، لتختـوم

د نسبيا، فهو على العكس بالنسبة للمظاهر املادية ـم واألعراف والتقاليـنوية كالقيـر املعـللمظاهائيا كاخليام والرعي . فهي تكاد تنقرض

هذا األمر صوره لنا الشاعر من خالل انتشار مشاريع البناء يف مراعي اإلبل وملتقى الرعاة، مما جعل أثر اخليمة ينقطع وتتحول األماكن اليت خيتارها خمربي قبيلتهم لإلقامة إىل مساكن ومرافق

ة للمنطقة، يرى فيها الشاعر جناية يف حق هذه املشاريع اليت ترى فيها الدولة حتديث وترقي. عامةكانت حية حني كانت مراعيها عامرة جبماعات " فحزوة"وموت للمنطقة؛ " البداوة "احلياة احلقيقية

ا ومواشيها"العرب"البدو .، متأل أرجائها وترتاد ودياجلزائرية، فقد ا" الطالب العريب"التونسية عرفته كذلك منطقة " حزوة"احلال نفسه الذي عرفته

والدعم الكبري الذي منحته الدولة، أين فضل الكثري " الثورة الزراعية"هجرها أغلب البدو إثر قيام ال ا تغريات . منهم العمل الفالحي واالستفادة من دعم الدولة يف هذا ا كما شهدت املنطقة ذا

كن واملرافـق اإلداريـة، والصحيـة، ة حولتـها إىل منطقة حضارية بعد قيـام الدولـة بتوفيـر السـجذري )24:النص: (، يقولالشاعر هصففعاد إليها البدو من جديد، كما و والدراسية الالزمة لالستقرار

ـــــــــــــــــــادى ة ن و ــــــــــــــــــوعر ـــــــــــــــــــاس ب ــــــــــــــــــا ن ي

ة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد الد غـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1ع او

ت -1 ة . ماتت: صاف ي .مل تبقى إال الطرق: كان الثناف -2 ش خت ط ن الع م ت فيها: و ا وآبارها حيث أنك قد متوت عطش إذا .جفت وديا

103

ه الد ـــــــــــــــــــــــــــــــــب وح ل ـــــــــــــــــــــــــــــــــع ر ــــــــل جن 2وكـــــــــــــــــــــــــ

ه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدود ن وح ل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ر والنج

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد اي ه عو 3جــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدود

ه ـــــــــــــــــــــود ـــــــــــــــــــــق ع جن حل 4كـــــــــــــــــــــل طـــــــــــــــــــــري

ه وكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار وح ل ــــــــــــــــــــــــــــــــــع ر النجــــــــــ

ه ــــــــــــــــــت انصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هب 5و

ه ســــــــــــــــــــــــــــــــــار ــــــــــــــــــــــــــــــــــه وي ين ــــــــــــــــــــــــــــــــــوا امي حط 6و

لكن، هذه املرة ليست للممارسة . لوكرها وموطنها األصلي" النجع"فلقد عادت قبيلة الشاعر ه الشاعر يف املاضي، إمنا لالستقرار واالستفادة من خدمات ـاد عليـا اعترحال اجلماعي كمـي والتـالرع

إضافة إىل افتقاد متعة .هياكل ومؤسسات حضارية، وهو ما أثر على الكثري من قيم اجلماعة البدوية )24:النص: (حياة البداوة، كما الحظ الشاعر، يقولاحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه طر وح م نجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ر ال

احــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ار هب 7ه و

لفاحــــــــــــــــــــــــــــــــة ــــــــــــــــــــــــــــــــدل ط ب ت ا ت ي نـ 8الــــــــــــــــــــــــــــــــد

يرى الشاعر أنه حىت وإن عادت قبيلته إىل موطنها األصلي فإن احلياة مل تعد كما كانت عليه يف ا توحي به هذه اخلصوصية من ـاملاضي، فكل عائلة أصبح هلا بيتها املستقل وملكيتها اخلاصة مب

متثل املدينة اليت ينتقل إليها «واضمحالل أعرافها؛ إذ انفصال للعائالت، وتفتت روح القبيلة شكال جديدا للنتظيم االقتصادي أو بيئة فيزيقية فحسب، ولكنها تعترب (...)املهاجرون البدو

م التقليديةخمتلفة أيضا نظاما اجتماعيا خضع لتغريات عميقة كما . عن النظام السائد يف جمتمعا

ة -1 و ر وع ادة . الطالب العريب املنطقة املسماة حاليا: ب الد غ . عرش الدووامية، ألن جدهم األول يسمى عبد القادر: ع اوالده -2 ب وح ل . لقد عادة القبيلة ملوطنها األصلي: وكل جنع رندوده -3 وح ل . عاد كغريه من القبائل: ر حلق ع جنوده -4 .طنه ووقومه قد عاد إليهمكل من ابتعد عن مو : كل طريه -5 هبت انصار . حالفه احلظ: وه -6 سار ينه وي وا امي حط . سكن يف كل النواحي: واحه -7 طر ◌طرحه: م احه . م ي هبت ار . عاد بأعداد كبرية: وفاحة -8 ل دل ط ب ت ا ت ي نـ .من حياة البادية اليت كان يعيشها الشاعر يف هاته األملاكنلقد تغري الوضع فلم يعد شيء : الد

104

تؤثر على طبيعة االتصال واالحتكاك وشدة (...) الناس وتفكريهمتؤثر تأثريا شديدا يف سلوكات . 1»مداه

: مظاهر البادية -2هذا املوضوع سوف لن نتحدث عنه باعتباره غرض من أغراض الشعر الشعيب، مماثال ملا هو

لكن سنطرق به أبواب املاضي ونتناوله كجزء من ذكريات . معروف يف الشعر العريب الفصيحاحلنني إىل «ر عن البداوة الراحلة إىل مثواها اخلري، وكمقابل لنموذج حضاري جديد؛ ألن اعـالش

عف وعدم االرتياح يف املدينة، ـق والضـمل معاين القلـن إىل الوطن، حيـضربا من احلني (...)البادية إىل - ولو يف اخليال- هرب الشاعرـعتها من صراعات شىت، فيـي جمتمـوما يلقاه الشاعر البدوي ف

ا اإلنسانية، وتظل البادية جنة يفيء إليها من الوهج واهلجري والقحل املدين، حىت ولو البادية بسما .2»كانت حياة البادية بطيئة اإليقاع

، دليلنا على ذلك ما ورد يف شعره من عبارات توحي بأن تلك الصور واملظاهر ذكريات ليس إالبالتذكر " سوف"وهي لفظة توحي يف اللهجة احمللية ملنطقة " ت هس : " منها تلميحات كثرية كقوله

وهي يف أغلب قصائده مبعىن التذكر . واسرتجاع املاضي، أو استحباب الشيء والرغبة فيه بشدة ) 16:النص: (واستعادة صور املاضي، ومنها كثرب يف شعره كقوله

ه ــــــــــــــــواجري ـــــــــــــــت حب ي ـــــــــــــــي ب ـــــــــــــــت عل هس

ة و ــــــــــــــــر صــــــــــــــــاب ط ه م اوير ــــــــــــــــو نـ 3عشــــــــــــــــب بـ

)16:النص: (ومنها قولهي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــالد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــت عل هس

ــــــــــــــادي يع م قــــــــــــــيت و ــــــــــــــي حل ــــــــــــــت عل 4و هس

)20:النص: (ومنها قوله كذلك د ــــــــــــــي ر ــــــــــــــون احل ــــــــــــــت عي ــــــــــــــه ا هس اف ي ر

تحــــــــــــــــــــواحــــــــــــــــــــانوت يغشــــــــــــــــــــي ــــــــــــــــــــه فـ ان 5بيب

تمع، وكالة املطبوعات، الكويت، دط، دت، ص -1 .76حممد عبده حمجوب، االجتاه السوسيولوجي يف دراسة الس الوطين للثقافة والفنخمتار علي أبو غايل، املدينة يف الشعر العريب املعاصر، -2 ، أبريل 196ون واآلداب، الكويت، دط، عسلسلة عامل املعرفة، ا

.26م، ص1995ت - 3 ه . اشتقت: هس واجري ت حب ي ا: ب .خيمة بأسرتالدي -4 ادي. البادية: ب يع م قيت و .جلسيت وحديثي مع رفاقي: حلون احلي -5 غشي .الرخاءاستعاد مشاعر الشوق إىل حياة :رد أريافه .يقصد الشاعر باحلي نفسه: عي .متجر مليئ بالبضاعة: حانوت ي

105

)17:النص: (ومنها قوله أيضاه ـــــــــه افكـــــــــار ي ـــــــــت عل ـــــــــا هس ن تـ احـــــــــين بي

ة ح والقــــــــار ــــــــط ــــــــني الس ك ب وت ــــــــت شــــــــه 1ان

د "ارة ـأما عب افه ا ر ي حة مبعىن أعاد، واستعاد، و ـي فصيـوه" رد"لفظة : نـن لفظتيـكون مـفتت" روهو كثري " مرايف"ومنها الفعل وهي يف هلجة املنطقة مبعىن اشتاق إىل ما ألفه، " ريافه"لفظة

مرايف على "وحتمل كذلك معىن األلفة فقوهلم .االستعمال عند شعرائنا الشعبيني يف معىن مشتاق . تعين ألفت هذا املكان" هذا املكان

استعاد : مشحونة بالعديد من الدالالت منها" رد ريافه"بناءا على ما تقدم يكون معىن عبارة .ه، حن إىل ما ألفهذكرياته، تذكر إلف

)17:النص: (ومن التلميحات كذلك بعض عبارات اخلتام، كقوله ـــــــــــة كتوب ـــــــــــى م ـــــــــــدل وخلط ب ت ا تـ ي نـ الـــــــــــد

ة ار ـــــــــــــــــــــــــــر ـــــــــــــــــــــــــــل ف اجل ب ـــــــــــــــــــــــــــوع احل ادور نـ 2و

) 17:النص: (وقولهــــــــــــــا ان يب الكــــــــــــــرمي اعط دوا ر ســــــــــــــتحم ن

ــــــــــــــــــدى ســــــــــــــــــاعت ع ـــــــــــــــــن يتـ ال م ه و ــــــــــــــــــار ه ونـه

)18:النص: (وقوله ــــــــه ام يدة اي ــــــــت ســــــــع ــــــــا وكان ن ع وكــــــــان جن

ة ــــــــــــــــــــــــــــــــدار ة ب ار ــــــــــــــــــــــــــــــــام د ي ــــــــــــــــــــــــــــــــدلوا ل ب ت 3وي

هذه عبارات يذكر فيها الشاعر نفسه بأن الزمن واأليام تتغري دائما فال حال يدوم، فهاهو ا سجينا يف واحة خنيل؛ إذ العمل بالفالحة يف اليوم بعد أن جاب صحراء املنطقة من شر قها إىل غر

نظر البدوي نوع من العبودية لألرض، كما أنه صعب وممل ملن ألف حياة احلرية االنطالق وألف . تلك املناظر واملناطق

فهي على ،كما يلجأ الشاعر كثريا إىل مواساة نفسه وتصبريها على هذا الوضع فهكذا حال الدنيا )18:النص: (ومن مواساته لنفسه قوله ."مرة رخاء ومرة درك وشدة"تعبريه حد

ه . حنن: احين -1 كار ه اف ي ل ت ع ح . خيمتنا عادت له ذكرياته: هس ط ة : الس : القارة -2 كتوب دل واخلطى م ب ت ا تـ ي نـ ة . تتغري أحوال الدنيا واخلطى مقدرة من اهللا سبحانه: الد ار ر ا املاء من البئراآللة ا: اجل . ليت يستخرج ة -3 دار ة ب يام دار وا ل دل ب ت .لقد تغري احلياة وولت أيام البادية: وي

106

اعــــــة م ـــــا ط ـــــس ي ـــــا نف اصـــــربي ي وغـــــري

ة ار حـــــــــــــــــــــــــــــــــوا غـــــــــــــــــــــــــــــــــد ب ل ام يز ـــــــــــــــــــــــــــــــــام ر ي 1ل

)17:النص: (ومنها أيضا قولهـــــه ف ـــــد شـــــهوة عر ب ع ل ـــــو كـــــان جـــــت ل ل و

ــــــــــــــــــ ل ــــــــــــــــــدي م امل ي ه يقســــــــــــــــــم و ــــــــــــــــــار ح خي 2ي

ر على الشباب والصحة؛ ألن تقدم سنه وعجزه عن الرتحال ومن تلميحاته كذلك التحس )17:النص: (والتنقل ساهم بدوره يف جعله يتخلى عن الرعي، منها قوله

ـــــة ـــــت حي ـــــا عـــــني وان حي ي ـــــا تشـــــب م و

ة ـــــــــــــه خســـــــــــــار ات ـــــــــــــت حي ل و كـــــــــــــرب اه ل ـــــــــــــر 3ثـ

)17:النص: (منها قوله ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي نت ــــــــــــــــــة كالم م م واهل ــــــــــــــــــر م يف احل ــــــــــــــــــاد ن بـ ـــــــــــــــــار ل خي

هذا وإن كان الشاعر قد غض الطرف عن مظاهر املدينة فإن هذه العبارات املثقلة معاين التحصر ه هلا، وعدم ارتياحه حلياة واحلرية كفته التعبري عن مقصوده، وكفتنا دليال على نفوره من املدينة وبغض

كل تلك العبارات يف حقيقتها بقدر ما دلتنا على أن تلك األوصاف والصور اجلميلة . االستقرارهي خمزون ذاكرته عن املاضي، كانت يف ذات الوقت دليال ساطعا على شدة نفوره من التحضر،

حلزينة ومشاعر املرارة واألمل اليت ورغبته اجلاحمة يف العودة إىل حياة البداوة؛ إذ نكاد نلمس روحه ابينما نكاد نشاهد هذه الروح حملقة عاليا من سعادته وفرحه كلما . يكابدها يف حياته اجلديدة هاته

حتدث عن البادية، فإذا كان معلوما أن البداوة هي أصل احلياة اإلنسانية ككل، فإن تلك الرباري أغلب أيام حياته، وهو املعىن الذي يؤكد عليه هي موطن الشاعر األول واألصيل الذي قضى فيه

)16:النص: (يقول يف إحدى قصائده" بالدي"مرارا وتكرارا بلفظ

ـــــــــــــــــــــــــــــالدي ـــــــــــــــــــــــــــــي ب ــــــــــــــــــــــــــــت عل هس

ــــــــــــــــادي يع م قــــــــــــــــيت و ــــــــــــــــي حل ــــــــــــــــت عل 4و هس

:ويقول يف موضع آخر من القصيدة

ة -1 اع ة . تأملني يف العودة لتلك احلياة: طم ار د حوا غ ب ل ز ام ي يام ر .األيام خادعة لإلنسان تتقلب باستمرار: لو كان جت -2 ل ه و ف ر د شهوة ع ب ع ل ه . لو كان األمر برغبته: ل ار ح خي ي ل دي م امل ي قسم و .خيتار لنفسه البقاء االستمرار يف حياة البادية: يا عني وانت حية -3 حي ي ا تشب م اه . وكم ترى عيين وأنا حي: و : ثـرالدي -4 . البادية: ب يع م قيت و يحل .جلسيت وحديثي مع رفاقي: : اد

107

ـــــــــــــــــــــــــــــالدي ـــــــــــــــــــــــــــــي ب ــــــــــــــــــــــــــــت عل هس

ب ـــــــــــــب عـــــــــــــر طان ـــــــــــــع م ي اعـــــــــــــم جن اد ـــــــــــــو بـ 1و

نرى أن هذا التكرار يف القصيدة واحدة لذات املعىن هو إصرار من الشاعر على التمسك حبياة . البداوة، ومن هنا نفهم إمهاله للمدينة وعدم اهتمامه مبظاهرها وأحداثها

بيعية النجعة، واخليمة، ووصف مظاهر الط: ز ألنفسنا تناول مواضيععلى هذا األساس أيضا جني ا مواضيع التدخل يف جمال التغري االجتماعي .الصحراوية كاملطر، واحليوانات، والتضاريس، على أ

: وصف مظاهر الطبيعة الصحراوية -أا مياثله، فهذا الغرض له إذا كان اإلعجاب مبظاهر الطبيعة قدميا قدم اإلنسان، فإن تغين الشعراء

طبيعة ساحرة للوطن العريب، وطبيعة حسية : ت وجوده طبيعتانفرض. قدم راسخة يف الشعر العريبا الشعراء، فـ م من «مرهفة متيز كثري ما تغىن األدباء العرب منذ العصر اجلاهلي بالنظر إىل ما حييط

إطار طبيعي، وكثريا ما حاولوا اإلشارة إىل مواطن اجلمال فيه، وكثري ما قاموا أيضا بتشخيص الطبيعةهكذا هو احلال منذ أن كان الشاعر . 2»اطبوها وجعلوها تشاركهم أفراحهم وأتراحهم، فخ(...)

ا، فنت بروعة مسائها، ومشسها، ومطرها، ونباتا العريب جاهلي إىل أن أصبح شعيب، كلا، .اخل، وأبدع أميا إبداع يف وصفه....وحيوانا

ا فشاعرنا شرق اجلزائر واجلنوب التونسي ومشال الذي صال وجال فيايف جنوب" أمحد بن سعود"إذ . ليبيا، تابع وليس بادع يف هيامه بطبيعة هاته املناطق

:وصف المطر -1يأيت بعد ذلك «وهو أكثر مظاهر الطبيعة إهلاما للشاعر؛ وذلك لتوقف حياة جمتمع البدو عليها، و

جة وفرح، فالطري ميأل الكون بأغاريده واألرض تكتسي حبلة من اخلضرة اليانعة ما ترتكه املطر من ا العيون، واحليوانات ترتع مطمئنة مبا توفر هلا من العشب . 3»واألزهار تبهج بألوا

اته الدفقة من احلياة اليت متنحها املطر لألرض وأهلها، يقول : يقف الشاعر أمام كل هذا مبهور )19:النص(

طانب -1 .مصطف خيامه: م .138م، ص2004، 2فوزي القرقوري، أهم مظاهر الرومنطيقية يف األدب العريب احلديث، الدار العربية للكتاب، مصر، ط -2 . 85م، ص2009عبية، املنامة، البحرين، صيف حمي الدين خريف، أغراض الشعر الشعيب التونسي، جملة الثقافة الشعبية، أرشيف الثقافة الش -3

108

ــــــــــــــــــــــــــــــــل ي شــــــــــــــــــــــــــــــــيـر عقــــــــــــــــــــــــــــــــاب الل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1ب هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدف كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان غاي

ل قاســــــــــــــــــــــــــــــــــم ســــــــــــــــــــــــــــــــــي ـــــــــــــــــــــــــــــــــى امل 2خل

ــــــــــــــــــــاه ســــــــــــــــــــيال ـــــــــــــــــه ضــــــــــــــــــــوى م ـــ ق ر بـ

فصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــني ل ـــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ب 3م

ـــــــــــــــال اب هـــــــــــــــوش مه ـــــــــــــــف شـــــــــــــــر خل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب ات المجاي ـــــــــــــــــــــــــــــع اســـــــــــــــــــــــ 4يف وـــــــــــــــــــــــــ ◌ دك قفـــــــــــــــــــــــــال م ه بل ســـــــــــــــــــــــــحاب

ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز الرعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد زل 5و

فــــــــــــــــــال ـــــــــــــــــيح ال ـــــــــــــــــاو النخــــــــــــــــــل ط ش

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبم اي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر الله 6وتذه الغزارة تتدفق مياهه سيوال خملفة شقوق واجنرافات على الرتبة يهتز الشاعر لرؤية املطر تنزل

اهلشة وهو املشهد النادر يف صحراء قاحة وجافة، مث ينتقل بعدها إىل وصف السحب والرعد فيشبه . ح، ويشبه الرعد بالزلزال لشدة دويهتكاثف السحب باألبواب اليت أحكم إقفاهلا باملفاتي

كما يصوغ الشاعر كل ذلك بطريقة تشعرنا كأنه يتحدث عن عودة حبيب غاب طويال واملطر ا خاصة بعد هليب حرارة صيف كذلك عند البدو؛ نظرا ملا ختلفه من نعيم على األرض وحيوانا

يف كثري " العرب"طر دعاء الشاعر للبدو ن مث على مالكها، هلذا السبب كانت املـد ومـالصحراء الشدي )20:النص: (من املناسبات، يقول يف إحداها

ــــــــــــــــ ــــــــــــــــه جن ــــــــــــــــة حيفان ب طانـ ب م ــــــــــــــــر ع الع

ــــــــــــــر ا ــــــــــــــا خــــــــــــــالقيعطيــــــــــــــه المط ــــــــــــــا ي والن 7م )20:النص: (ويقول أيضا

ا ب شـــــــــــــــــــــــــــــــــاغلن ـــــــــــــــــــــــــــــــــر ـــــــــــع الع ـــــــــــــــــــــ جن

ه يتـ ــــــــــــــــــاكر ــــــــــــــــــر يف أم ــــــــــــــــــىن اعطيــــــــــــــــــه المط 8ه

ل . ظهر: شيـر -1 ي قاب الل ب . حضر فجأة: هدف . آخر الليل: ع اي .بعد غياب طويل: كان غقاسم -2 ل . الرتببة اهلشة: امل .ينهدر منه املاء سيوال: سي .الشقوق اليت تسببها االجنرافات لتدفق املياه :لفصال -3ا: هوش مهال. ترك: خلف -4 ايب. احليوانات الربية واحليوانات اليت أمهلها أصحا .ما يقطعه طوال يوم كامل: ، وقيلراض الواسعةاألمجع جمابة : ا◌ دك -5 .بسبب كثافة الغيمحمكما بدون قفل كأمنا غلق إغالقا : قفال بل .تكاثف: ميح الفال .مبكرا النخيل اليت أمثرت: شاو النخل -6 وتان . ظهر فيه بعض حبات الرطب: ط ب .انتهاء: م اي الشهرين األولني من الصيف، أي : حر الله

.أي بداية شهر أوت .مصطفه خيامه جنبا إىل جنب: مطانبه حيفانه.البدو: العرب -7 .أوكاره أماكنه األصلية: أماكره –8

109

والشاعر يركز دائما يف حديثه عن املطر على ما يعقبها من عشب واخضرار أينما حلت، من )20:النص: (ذلك قوله

ـــــــه ع ـــــــع صـــــــالة اجلم ـــــــي م اق ـــــــزن ر جــــــي م و

يســـــــــــــــــــانه ين يف ق ـــــــــــــــــــد ل ق ـــــــــــــــــــز ه ن ســـــــــــــــــــيل 1وــــــــــة ع ــــــــــد اهلم ع ي بـ ــــــــــع ــــــــــام الس ــــــــــف جن خل

ر ـــــــــــــــــــــــــــه و ان لي غـــــــــــــــــــــــــــة م يـــــــــــــــــــــــــــب الفار 2ب جي

ة من اهللا واإلبل، ووفرة األغنام، فبارتواء األرض تكتسي عشبا وافر يؤدي إىل انتعاش هذه األمطار هبا ك ا كان ليب واللحوم وغريها، لذلك فاملطر بشرى خري حلامل مسؤولية األسرة واإلنفاق عليها سواءاحلمشتقا

)19:النص(: فالح يف الريف، يف رأي الشاعر، يقول أم راعيا يف الصحراء

ـــــــــــــــــال ب هـــــــــــــــــة ال ز ـــــــــــــــــر نـ وب المط شـــــــــــــــــب

قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال ثـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد ل 3لرفــــــــــــــــــــــال ح ر ــــــــــــــــــــــدين و ــــــــــــــــــــــه م ــــــرح بي ــــــــــــــــ ف

ــــــــــــــــــــــــــــــب ا◌ اي الطن ــــــــــــــــــــــــــــــفف و 4هــــــــــــــــــــــــــــــل الض

ــــــــــــــال حــــــــــــــاف اجـــــــــــــي النجــــــــــــــع باج مج

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام اغن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال و آب 5وتخ ـــــــــــــــــرض م ـــــــــــــــــى ل ق ان ل ــــــــــــــــــو فـــــــــــــــــة ال ال

ـــــــــــــــــــــــــب اي و ـــــــــــــــــــــــــر ذ اي ار د ـــــــــــــــــــــــــو 6كـــــــــــــــــــــــــان النـ

:وصف التضاريس الصحراوية -2 ، "الرقراق"، و"احلماد"، و"القور"، و"الكرب"يكثر الشاعر من وصف التضاريس الصحراوية كـ ا أو نفوره منها تبعا ألمهيتها يف ... "الرمل"و احلياة اخل، وهي تضاريس ختتلف درجة إعجابه

)16:النص": (الكرب"يقول عن . البدوية وللظروف اليت عاشها فيها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــت ـــــــــــــــــــــــــــــــــــر تاق ظه ــــــــــــــــــــــــــــــــــت ي ي ب

ــــــــــــت ب تالق ـــــــــــر ــــــــــــن الع ـــــــــــع يف وي 1اعـــــــــــم جن

زن -1 ي. سحاب ممطر: م اق يسانه . قامة االنسان العادي قدرها هو وحدة حملية لقياس الطول،مثىن قد : قدين .عدصا: ر .قياسه: قي .ترك: خلف -2 ع ام الس ة. انتعاش الغنم: جن ع م .النعاس وهنا الذبول واخلمول: اهلر -3 وب المط . الدفقات القوية من املطر وهو عريب فصيح أصله شؤبوب :شب .اخليم: الضفف والطنايب. أي البدو واحلضر :مدين ورحال .الضمري يعود على الشؤبوب :بيه -4اجحاف -5 ال . مجع جحفة وهي اهلودج: ب .إبل كثرية: آبان -6 تخالفة الو ار . مغطاة بأعشاب وفرية متنوعة ألوان زهورها: م ب . أزهار األعشاب: النـو اي و ر ذ . كليف ش: داي - أرض رملية تكثر فيها املرتفعات واملنخفضات: الكرب. - مجع قارة وهي املكان املرتفع أو اجلبل الصغري: القور . - األرض صخرية منبسطة :احلماد. - وهي أرض يتألأل فيها السراب من فرط شدة االنبساط واالتساع: الرقراق. - ا الكثبان رملية شديد: الرمل .ة االرتفاعمنطقة تكثر

110

ـــــــــــــت اق مـــــــــــــت وزر ـــــــــــــة غي وب يـــــــــــــن الكر او

ه ــــــــــــــــــــري ع ب ــــــــــــــــــــة و احل اس كــــــــــــــــــــان الر ــــــــــــــــــــر 2التـ

يلتقون عندها لنصب لإلقامة عادة عة تكون حمل اختيار البدوأرض منبسطة واس" كرب"مبا أن ا سحابة زرقاء متتد إىل منتهى البصر؛ حبيث ال يرى فيها "البيوت"خيامهم ، يصورها الشاعر كأ

. كما يذكر أمساء عدد من هذه األراضي املشهورة يف مناطق رعيه وتنقالته ،سوى الرجل وراحلتهبارتياح؛ لعل السبب يف هذا يعود إىل أن هذا النوع من " الكرب"عن حدث دائم ـونالحظ أنه يت

التضاريس مفضل لإلقامة املؤقتة عند البدو كما سبقت إشارة إليه، بالتايل فهو ميثل االستقرار واألمان .بالنسبة له

بية، اللي" غدامس"اجلزائرية " ورقلة"ي أراضي تنتشر خاصة ما بني منطقيت ـوه" احلماد"ن ـأما ع يف " سوف"وهي ليست إقليم رعي قبيلة الشاعر، لكن الظروف البيئية واجلفاف الذي أصاب منطقة

.فرتات قبل االستقالل اضطرته للرحيل إليها )26:النص: (وعنها يقول

ه ر ـــــــــــو قـ ـــــــــــاد و م ت احل حـــــــــــت خشـــــــــــي اطو

ة شــــــــــــــــــــكور م ــــــــــــــــــــدة و ــــــــــــــــــــه جي الت لقــــــــــــــــــــى ف 3نـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــاد امســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ م رب احل

ـــــــــــــــــد يقـــــــــــــــــرب ب ـــــــــــــــــايني يـ ب ـــــــــــــــــن قـــــــــــــــــور مت م 4و

ـــــــــرب غ احـــــــــه م ـــــــــن جن ـــــــــل جـــــــــي م والرم

ة كـــــــــــــــــور ن ه م حت خـــــــــــــــــايل شـــــــــــــــــب ــــــــــــوحش و ـــــ 5م

ـــــــــرب ه ـــــــــة تـ كوم لـــــــــم احل ـــــــــن ظ يـــــــــه م ال ام

ه ه واســـــــــــــــــجور ت عشـــــــــــــــــب ـــــــــــــــــه و ت ـــــــــــي وطا ــــــ ل 6اخت

ت احل حـــــــــــت خشـــــــــــي ه اطو ر ـــــــــــو قـ ـــــــــــاد و م

ة شـــــــــــــــــــــكور م ـــــــــــــــــــــدة و ـــــــــــــــــــــه جي الت لقـــــــــــــــــــــى ف نـ

اطى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ـــــــــــــــــــــــــــاد تـ ــــــــــــــــــــــــــــــــ م احل

ـــــــــــــــــه اط ب ـــــــــــــــــايني حـــــــــــــــــل ر ب ـــــــــــــــــور مت ـــــــــــــــــن ق م 1و

ت -1 ب . أين: وين . جمموعة البدو اليت تتنقل مع بعضها منتجعة املاء والكأل: جنع. مع: اعم. ظهرت وبرزت: تاق ر ت . البدو: الع .التقت: تالقة -2 وب ت . مجع كرب وهي أرض رملية تكثر فيها املرتفعات واملنخفضات: الكر اق مت وزر اس .الغيمة الزرقاءتبدو ممتدت ك: غي ر الرجل ميشي على : التـ

راس: قدميه، وأصلها حامل الرتس مث أطلقت على اجلماعة فقيل .التـحت -3 ت . ابتعدت كثريا: اطو اد . دخلت: خشي م ا سحابة زرقاء: احل ه . األرض السخرية املنبسطة حبيث تلتقي السماء مع األرض فتبدو كأ ر مجع : قـو

قى. املرتفع السخري أو اجلبل الصغريوهي املكان قارة ل الته . وجدت: نـ .أعشابه كثرية: فب -4 ني . يشبه السراب من كثري الزرقة واالمتداد: امسر اي ب قرب . اسم موضع: قور مت د ي ب .تبدأ هذه األرض: يـل -5 غرب . أحاط: جىب . شديدة االرتفاعالرملية ال الكثبانمنطقة رملية تنتشر فيها : والرم احه م ن جن .من جانبه الغريب: مرب -6 ه ة تـ كوم م احل ل ن ظ يه م ال اته . أهله تركوه وهربوا من ظلم السلطات االستعمارية: ام ه . أرضه: وط ه وسجور ت شب ع .أعشابه وأشجاره: و

111

منطقة صعبة جدا وبعيدة، لذلك يصف الشاعر وصوله إليها باالغرتاب، وهي كذلك " احلماد"فـ ا تتوفر على الكأل املناسب للرعي، وهو ما أشعره موحشة خالية ال يستأنس أحد سكنها رغم أ

.باخلوف وعدم االطمئنانيف ذات اإلطار يكثر الشاعر يف قصائده من ذكر أمساء األماكن اليت تفضلها قبيلته للرعي واألبار ون عليها واملسالك املوصلة إليها، من ذلك بئر ـالت رد الذي يكثر الشاعر من ذكره يف "اخلفج"ي ي

)16:النص: (ائده، يقول يف إحداهاقصارد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي و ـــــــــــــــــــــــــــــت عل ــــــــــــــــــــــــ هس

ــــــــــــــــــــارد ه ب ــــــــــــــــــــري نســــــــــــــــــــوم ــــــــــــــــــــايو حب 2يف م

د ــــــــــــار غ تـ ل ت ي الشــــــــــــو ــــــــــــب و لع ان تـ ــــــــــــري احل

ه ير صــــــــاد م ــــــــج و ــــــــى اخلف دكــــــــم شــــــــرب عل 3و

)20:النص: (يها، يقول الشاعرأما عن األماكن اليت يفضلون اإلقامة فيها واملسالك توصلهم إل ـــــــــع و ب نـــــــــة اعـــــــــن صـــــــــيفر دخـــــــــال احل

ــــــــــــــــه ال م جـــــــــــــــب الو ع يحــــــــــــــــة ت ض المل ـــــــــــــــر 4ل

القنــــــــــــة ــــــــــــد و يدين وشويشــــــــــــة مح ســــــــــــع

ــــــــــه ـــــــــان عــــــــــاد حذان خصــــــــــيب يب ب و 5كـــــــــر ع ناســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــينواجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فـــــــــــــــــــايض ــــــــــــــــــارى ن االت وجم 6ياســـــــــــــــــــد دو

قاســــــــي الطويـــــــل و ـــــــه و ي ـــــــن عل ب ب كـــــــر

اع م بالنصـــــــــــــــــــي ذر ـــــــــــــــــــه و ت ي الم ـــــــــــــــــــه ك ل و 7انــــــــــــايف ـــــــــــر بالش بـ ادهـــــــــــم جـــــــــــاب اخل و ور

ــــــــــــه فان قضــــــــــــو خر س نـ ـــــــــــون يــــــــــــه ي ـــــــــــى ام 8عل

ـــــــــــــــــــــــــــــــدو الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرو ة اد انشــــــــــــــــــــــــــ

شـــــــب ف ا ـــــــت الع ب ـــــــو نـ ف ر ه اللـــــــي يع اد 9هـــــــو

اطى -1 و ا. اخنفض: تـ ب ه حل ر .ت مصاعبهأبد: ط - ويقع على بعد ثالث كلومرتات تقريا من مقر البلدية حاليا"الطالب العريب"وهو أحد األبار املعروف قدميا يف منطقة : بئر اخلفج ، . ايو -2 ري. شهر ماي: م .الريح الشمالية: حبان -3 د . صغار اإلبل: احلري ار غ تـ ج . ت اإلبل حول البئرجتمع: دكم . تصدر أصوات: ت وهو أحد األبار املعروف قدميا يف منطقة : بئر اخلفج: اخلفه . ، ويقع على بعد ثالث كلومرتات تقريا من مقر البلدية حاليا"الطالب العريب" ير صاد : .ميحة .اسم موضع يف البادية: ادخال احلنة -4 بلمريب املواشي واإل: الوماله .وافرة العشب: الملاد حذانه . األرض املستوية: الكرب .ضع يف الباديةامو : القنة ، شويشة محد سعيدين، -5 ان ع ب .يظهر قريب منا: ياالت –6 م: دو ج هم والدوامية يعودان إىل جد واحد وإن كان أخواهلم أوالد حجا ) الدواالت(اسم قبيلة ، والشاعر من الدوامية ال من الدواالت غري أ

ض .فانتسبوا إليهم فاي .اسم موضع: اسيد ن .كلها أمساء مواضع –7ادهم -8 و الشايف .مستكشفهم: ور ر ب بـ س .اخلرب اليقني: جاب اخل ون يه ي انه . اسم موضع: ام ف .جزوا أصوافه: نـقضو خراد . اسألوا: انشدو -9 اده .واخلبري األراضي الصحراويةستكشف املوهو ،الرواد: مجع: ة الرو .مجع اهلود، وهو املوضع املنخفض: اهو

112

ح اق غـــــــــيم عـــــــــن ســـــــــط ـــــــــر قـ ة الر اد جـــــــــر

ــــــــــــي هـــــــــــــز ــــــــــــوجيني ك ـــــــــــــه ط ان اب يب ــــــــــــر 1السه ـــالد ه وب ــوكر ـــابض م ـــع ق ة كــل جن اد اهـــو

ود ـــــــن ســـــــع ـــــــد ب انه امح ضـــــــم ـــــــى م ـــــــه عل ل و 2قـ

، علب الطويل، مرقب العلواين، الدويالت،"فكل من نفيض داسي، كرب بن علية، ذراع النصياد، طوجيني أمساء ملواضع ومسالك كانت ترتادها قبيلته؛ إذ كثري " بري يونس، امليتة، ملكانة، كرب جر

ق؛ إذ ـما جند الشاعر وهو يف موقف احلنني إىل البادية مييل إىل إراد أمساء املواضع ووصفها وصف دقيالفضاء الصحراوي، وهي ما بقي له يف ذاكرته بعد أن أخذه الشوق هي املعامل اليت تثبت عالقته مع

.إىل تلك احلياة اليت ختلى عنها: ن الشاعر يف وصف كثرة ومجال أعشاب نبتات تلـك األمـاكن وتعداد أنواعـها، يقولـكما يتفن )20:النص(

ــــــــــــــــــــــــــــه اجحاف ب و ــــــــــــــــــــــــــــر ــــــــــــــــــع الع ــــــــــ جن

يـــــــــــه أ ـــــــــــت عل ب هس ـــــــــــر ـــــــــــع الع جن ـــــــــــه و الف 3وفــــــــات تخال شــــــــب م قــــــــاه الع صــــــــافه ال و

ـــــــــــــــــ م ل يفـــــــــــــــــة و ــــــــــــــــــه عق ان ي رب حـــــــــــــــــارة و 4ص و

)18:النص: (ويقول عنه أيضا ــــــــه ام يدة اي ــــــــت ســــــــع ــــــــا وكان ن ع وكــــــــان جن

ــــــــــــــــــــــة ا لطام ن ســـــــــــــــــــــع ي ب اد ــــــــــــــــــــــو ـــــــــــــــــــــا بـ 5وكن

ه مت ار ـــــــــــــــو شـــــــــــــــب نـ ع ـــــــــــــــن ل ـــــــــــــــه اوي ام جن

ة ـــــــــــــــــة وشـــــــــــــــــقار لث ث ل ـــــــــــــــــص و م ل فـــــــــــــــــة و ي 6عق

أمساء لنباتات تكثر يف تلك املناطق " عقيفة، ملص، حارة، ربياين، لثلثة، شقارة"فكل من األلفاظ .اليت عددها الشاعر

ت فكرة واضحة عن أصناف املراعي يف منطقة يقل فيها معدل التساقطا«لقد منحتنا هذه القصائد كما مكنتنا من التعرف على عدة أشكال . 1»ة احليوانات واختالفها بني الفصولـن تغذيـ، وع(...)

. أشكال للتضاريس املوجودة باملناطق الصحراوية اليت تنقل بينها الشاعر

يم -1 ح . احتشد: غ ادة سط اب . اسم موضع: طوجيني . اسم موضع: جر ر انه .حني انقشع الضباب: كي هز الس ب .بدى قريب: يانه -2 ضم ى م ل .صاق وأكيد: ع .اشتاق إىل ما ألفه: فههست عليه أوال -3شب –4 لع تخالفات .وجد العشب: لقاه ا ه ام صاف .كلها أنواع من العشب: العقيفة وملص واحلارة والربيانه .كثرية أنواعه: وا -5 ن سع ة . السعي لفظة تطلق على األغنام، إبل، غنم، ماعز: ب طام م يفضل: ل .ون الرتحال إىل املناطق البعيدةشجعان ورمبا قصد الشاعر أه -6 ام ة . أمت منوه: مت جن ة وشقار ث ل ث ل ص و م ل فة و ي ق .كلها امساء لنبباتات صحراوية: ع

113

: وصف مظاهر حياة البداوة -ب :وصف المراعي والحيوانات -1 رافقته هاته احليوانات يف أسفارهللغنم واإلبل، فقد اته راعيا ـر من حيـم األكبـى الشاعر القسـأمض

كما شاركته صفاء وروعة أمجل املناطق وآنسته يف أوحشها، فال عجب أن حين الشاعر إىل تلك )16:النص: (يقول حني استعاد مشاعره وذكريات رعيه لإلبل .النسمات املنعشة من ذاكرته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــارح ب ـــــــــــــــــــــــــــــــــي ال ــــــــــــــــــــــــــــــــت عل هس

ي ــــــــــــــــــابض اهل ايل ســــــــــــــــــارح ق ــــــــــــــــــو 2شــــــــــــــــــة بالش

ــــــــــــــــــــــــــــارح لـــــــــــــــــــــــــــيب ف قـ ح و ــــــــــــــد وارو ـــــــــــــ امن

ة ك ال حــــــــــــــــــــي◌ر ر ــــــــــــــــــــل ال د 3يف عــــــــــــــــــــام قاب

يسرتجع الشاعر يف ذكرياته قسما كبريا من حياته حيث كان يرافق نوقه منذ طلوع الشمس إىل يا الذهن ال يكدره ضنك حاضر وال مغيبها، يستمتع مبنظرها وهي تتسابق على الكأل، سعيدا صاف

. حرية عن املستقبل )16:النص: (أما عن سقاية اإلبل فيقول

ارد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي و ـــــــــــــــــــــــــــــت عل ــــــــــــــــــــــــ هس

ــــــــــــــــــــــارد ه ب ــــــــــــــــــــــري نســــــــــــــــــــــوم ــــــــــــــــــــــايو حب 4يف م

د ــــــــــــار غ تـ ل ت ي الشــــــــــــو ــــــــــــب و لع ان تـ ــــــــــــري احل

ه ير صــــــــــاد م ــــــــــج و دكـــــــــم شــــــــــرب علــــــــــى اخلف 5و

؛ حيث مينع "النقضة"يد شهر ماي للشاعر ذكريات سقاية اإلبل اليت يطلقون عليها تسمية يع البدو اإلبل عن املاء طيلة شهور الشتاء الثالثة وقرابة الشهرين من الربيع، أي حىت أواخر شهر أفريل

، السنة 12، االبحرين، عحممد اجلزيراوي، التهليم من أغاين رعاة اإلبل يف الصحراء التونسية، جملة الثقافة الشعبية، أرشيف الثقافة الشعبية، املنامة -1

.31م، ص2011الرابعة، شتاء ض . تذكرت: هست -2 اب شة . أجول: ق ي ل . الصحراء: اهل اي .راعي: سارح . النوق: الشوح . أرعى: امند -3 ك .أعود على خيميت: ارو . قلق والضيق: درايو -4 ري. شهر ماي: م .الريح الشمالية: حبان -5 د . صغار اإلبل: احلري ار غ تـ ج . جتمعت اإلبل حول البئر: دكم . تصدر أصوات: ت وهو أحد األبار املعروف قدميا يف منطقة : بئر اخلفج: اخلفه . ، ويقع على بعد ثالث كلومرتات تقريا من مقر البلدية حاليا"الطالب العريب" ير صاد : .م - نم، وأيام النقضة هي أواخر الربيعمن نقض صوف الغ: النقضة .

114

يف حاجة إىل ن تبدأ احلرارة يف اإلرتفاع، وتكون اإلناث قد ولدت بالتايل فهي ـاي حيـوبداية شهر م . 1املاء إلنتاج احلليب الذي تتغذى عليه صغارها

ا الصـي كانـك احلركات التـكما يرسم لنا صورة مجيلة عن تل ا عنـت تقوم اجتماعها دغار وأمها .حول البئر فيشبهها مبجموعة من األطفال وهم يلعبون

باإلبل أكثر من غريها له (...)القبائل اهتمام أفراد «كما نالحظ تعلقه الشديد باإلبل؛ ذلك أن دالالت اجتماعية واقتصادية عديدة، فاإلبل هي اليت جتعل للرجل قيمة بني أهله وذويه بل تصنعه من

لذلك فهم يكثرون من إطرائها ووصفها بشىت األوصاف احلميدة ويطلقون عليها ألقابا (...)العدم : يف قوله" احلنانة"لناقة بأمساء عديدة، منها وصفها بـي اـ، هلذا السبب جند الشاعر يكن2»خمتلفة

)20:النص(ة لـــــــــــــو الع ـــــــــــــة و ي اط اب الو ـــــــــــــت اشـــــــــــــع ل مح

ـــــــــــــــــة كـــــــــــــــــرب بـــــــــــــــــن عوينـــــــــــــــــة نان ـــــــــــــــــع احل ت ر 3م

الة"تطلق على املرأة املتميزة باحلنان والعطف على صيغة مبالغة " احلنانة"فكلمة وهي عادة ما " فعا األم ف ناقته وهذا دليل على ما للناقة من دور بارز يف ـاعر استعارها لوصـلكن الش .توصف

. حياته، وما هلا من مكانة مرموقة بني كل مظاهر البداوة )47:النص: (، يف قوله"اهلدباء"كما وصفها بـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد ع ــــــــــــــــــــار م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ث

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة يداب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد اهل ق ول ر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز 4ل

ة صـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ـــــــــــــــــــــــــــــــــر كــــــــــــــــــــــــ م الب

ـــــــــــــــــــــــــــل عـــــــــــــــــــــــــــن عم ـــــــــــــــــــــــــــه و اب ـــــــــــــــــــــــــــاتح ب 5ف

)18:النص: (يقول" الكحيلة"ووصفها بـ ــــــــــــــــــــــــــــــه ل و ــــــــــــــــــــــــــــــت قـ اب ديد ث صــــــــــــــــــــــــــــــن

ــــــــــه ال ث يــــــــــع ام ش رد ــــــــــا كــــــــــان ـــــــــان جيــــــــــل م 6وكـ

.م2014/مارس/23يوم )مقابلة معه يف بيته(سنة، بلدية الطالب العريب، 70احلاج عمارة دومي بن بلقاسم بن حممد، عمره حوايل : ينظر -1 .34حممد اجلزيراوي، التهليم من أغاين رعاة اإلبل يف الصحراء التونسية، ص -2اب -3 ت اشع ل ة مح و ل الع ة و ي اط نانة .اسم موضع: كرب بن عوينة .تدفقت باملاء سواقي األراضي املنخفضة واملرتفعة: الو تع احل ر .الناقةمرعى :مرد -4 ع ار م ق . قام رافعا رأسه: ث ر ز ة . وصف للجمل وهو اجلمل الذي لونه أسود مييل إىل الزرقة: ل يداب السريعة، وقالوا هي طويل أهذاب هي الناقة: اهل

ا .عيوة . من: م -5 كر ه . رحل: صد . الصباح الباكر: الب اب اتح ب ن ف ل ع م .توكل على اهللا: عه -6 ال ث يع ام ا كانش رد .كان ذلك اجليل من األسالف ال مثيل هلم: وكان جيل م

115

ــــة ل ا ف كحي و ـــا نكســـبـ ـــاس كن ـــا ن اي احن

ة ار ـــــــــــــــــــــو قطـــــــــــــــــــــف النـ ـــــــــــــــــــــث تـ ي ث ـــــــــــــــــــــن الع 1وي

م البشرية، إال هاته األوصاف يطلقها الشعراء الشاعر استعارها لوصف أن عندما التغزلون حببوبا . ناقته، نظرا ملكانتها الرفيعة يف قلبه

أما الغنم فتأيت يف املرتبة الثانية يف اهتماماته وشعره، وهي األخرى هلا مكانة يف ذاكرته فما ذكر )17:النص: (املطر إال وأردفها بالغنم، من ذلك قوله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيت ي حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ب مس

حة ــــــــــــر ضـــــــــــــب اي ة غــــــــــــنم والفطــــــــــــم د ــــــــاهي 2شــــ

ــــــــــن◌ ة م ر ـــــــــايـ اي◌◌◌ر ث ة حـــــــــر شـــــــــاهيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الص◌حب

ة ــــــــــــــار م ل ف احل ــــــــــــــو ة والش ◌ صــــــــــــــاب ــــــــــــــر ط 3م

لفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيت ك ي ب

لفــــــــــــــــــة اش خن ســــــــــــــــــط مخ ة غــــــــــــــــــنم و 4شــــــــــــــــــاهي

ا ــــــــــــز اير ن ــــــــــــع بالــــــــــــد يل ضــــــــــــفة اعــــــــــــم جن

ه ار ــــــــــــــــــو شــــــــــــــــــب زاهــــــــــــــــــي طفــــــــــــــــــح نـ ع 5و م ل

م كانوا يعتمدون يف تربيتها على العشب ولعل السبب يف ربط نزول املطر بالغنم عند البدو هو أا بالتأكيد سوف ترتك خريا على األرض .وهو ما يفسر فرحهم الشديد بنزول املطر؛ أل

:وصف الخيمة -2ا األماكن اليت تثري يف ـاة اإلنسانيـيف حي ارتبط املكان ة مبعاىن األمن واالستقرار والراحة، ونعين

اإلنسان اإلحساس باأللفة كالبيت، وهي املكان الذي يقضي فيه معظم وقته، ويشعر فيه بالدفء .واحلماية، ومن مث فهو يشكل مادة لذكرياتنا

ألفته ملكان واحد جند الشاعر يكثف ألفته لكل ومبا أن البدوي تتعدد عنده األماكن فال تكون . ، وجيعلها معادال هلا"اخليمة"تلك األماكن يف رمز االستقرار يف الصحراء

ة -1 ل كحي ا ف و سبـ ة . اإلبل منتلك: نك ار قطف النـو يث تـ ث ن الع ا يف أجود األراضي: وي .نرعىي حة -2 يت مس ي ر . صغار: الفطم .ترغب: شاهية. خيمة مجيلة: ب حة . فعل: داي .ضجة: ضبة -3 ن◌ الص◌حب ة م ر ايـ ل . يستيقضن باكرا: ث ة . احلليب الكثري: والشو ار م .:احلفة -4 ل اش . هلا قيمة ومكانة: ك سط فة . مخسة عشر: مخ .اليت ولدت السنة املاضيةالناقة : خله . جتمعات البدو متجاورة: نزايل ضفة . من كل اجلهات: بالداير -5 ار .تفتحت وروده: طفح نـو

116

دو ـاخليمة املصنوعة من الشعر والوبر، ويقوم الب: كما يسميها البدو هي" البيت"واخليمة أو يف "الطنب"، ويربط كل وتد بـ"ملاثق" ث تطرح على األرض وتدق األوتاد اليت تسمىـائها؛ حيـببنا يف مفتتح اخليمة فتوجد ثالثة أوتاد إثنان يف الطرف والثالث يف الوسط، ويف املؤخرة ـ، أم"الزازل"

وترفع واجهتها بثالثة "الطريقة"م يرفع جانبا اخليمة بأعمدة تثبت يف ـة، ثـثالثة أوتاد كاألمامي، هكذا تبىن كل خيام النجع "الركيزة"أو " الوساط"عمود يسمى ، مث يرفع وسط اخليمة ب"أشرعة"

أما بعد بناء اخليام . وتكون قائمة ممتدة من الغرب إىل الشرق حبيث تكون كلها مفتوحة إىل القبلةا من الربد، تسمى هذه العملية تشرع النساء يف محايتها باألغصان من الريح ومحاية سكا

ثالثا أمام وسط اخليمة جتتمع حتته النساء للطبخ والقيام باألعمال مث يضعن جدارا "بالتحجري" .1اليدوية األخرى

ونظرا لدورها الكبري وأمهيتها يف حياة البدو جند اخليمة من بني أكثر مظاهر احلياة البدوية ترددا يف )16:النص: (شعره وعلى ذاكرته، يقول الشاعر

ه ــــــــــــــواجري ــــــــــــــت حب ي ــــــــــــــي ب ـــــــــــــت عل هس

ه اوير ــــــــــــــــــو نـ عشــــــــــــــــــب بـ ة و ـــــــــر صــــــــــــــــــاب ـــــــــ ط 2م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا فه ال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت خبو ي ب

ا فه ـــــــــــــــــة ســـــــــــــــــال ي دربـ ـــــــــــــــــا م ه ي خـــــــــــــــــرت عل 3و

ا ويلقبها بألقاب تؤكد هذه املكانة، وتدل على شدة وهلذا السبب كذلك جنده يعدد توصيفا )16:النص: (ارتباطها مبشاعره، يقول

اجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه احل ي ة ب

اجــــــــــــــــة و ب ل ــــــــــــــــر ــــــــــــــــن الع ــــــــــــــــع يف وي اعــــــــــــــــم جن1

- األوتاد اليت تقوم عليها اخليمة: ملاثق. - من الشعر والوبرهو حبل يفتل :الطنب . - أعواد مقوسة مثبتة يف طرف اخليمة: الزازل. - نسيج من الشعر حياط يف جانيب اخليمة وسطها :الطريقة. - وهي أعواد طويلة يتفرع رأس كل منها من األعلى إىل عودين: أشرعة. - عمود الذي يرفع به وسط اخلييمة:الركيزة. - األغصان يف طريف اخليمة األماميني، على أن يكون اجلداران مقوسان األيسر يقوس إىل اليمني، واألمين إىل وهي جدران كبريان من : التحجري

.اليسار .111- 110- 109حممد املرزوقي، مع البدو يف حلهم وترحاهلم، ص: ينظر -1ه . اشتقت: هست -2 واجري ت حب ي ا: ب .خيمة بأسرتا -3 فه ال دربـ : . خبو ام فه ة سال .ظفائر شعرها متدلية: ي

117

)16:النص: (و يقولدة ــــــــــــــت عـــــــــــــــــــــــــــــــــدها شـــــــــــــــــــــــــــــــــي ـــــــــــــــــــ ي اب ي

يـــــــــــــــــــدة ع ور ب ـــــــــــــــــــر ـــــــــــــــــــوح بـ ط ـــــــــــــــــــع م 2اعـــــــــــــــــــم جن

)17:النص: (و يقولـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت غـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــايل شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانه ي ب

ـــــــــــــــــــــــــــة ان يط ـــــــــــــــــــــــــــا ق دن ايل ر ـــــــــــــــــــــــــــة الـــــــــــــــــــــــــــو ل 3ق

)17:النص: (و يقولـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــايل ي ه ب صـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيت

ه كــــــــــــــــري انســـــــــــــــــيت وا يف زهــــــــــــــــو ب فكــــــــــــــــر تـ ن 4و

اجة، عدها : " من خالل هذه األوصاف" البيت"اخليمة ، بيه احل ه ، عايل صيت غايل شانها اهلادئةـتظهر ما للشاعر من حن "اخل...شيدة، ففي اخليمة ولد وكرب وارتاح من ،ني إىل البادية وحيا

.ته املستمرة وأحس باالطمئنانتعب رحالإن هذه املشاعر اليت جتمعه باخليمة جعلته يعريها شخصيته ويفتح هلا أبواب ذاكرته، لتحن بدل

)17:النص: (منه إىل أهله وجنعه، وتعرب بلسانه عن أيامه اليت ال تنسى، يقوله ـــــــــــه افكـــــــــــار ي ـــــــــــت عل ـــــــــــا هس ن تـ احـــــــــــين بي

ــــــــ ك ب وت ــــــــت شــــــــه ة ان ح والقــــــــار ــــــــط 5ني الس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ل ي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت الع ي ب

ــــــــــــــه احيل ر ــــــــــــــا النجــــــــــــــع وم ه ي ــــــــــــــت عل 6هس

ـــــــــــــــــــــت ه عهس ي بشـــــــــــــــــــــويل د و ـــــــــــــــــــــا ذ ه ي ل

ه ــــــــــــــــه والفحــــــــــــــــل وعشــــــــــــــــار يل ــــــــــــــــد مه م ل 7م

دران، فقد حنت كما صور لنا الشاعر اخليمة وهي ملفوفة تئن يف زاوية منسية من البيت بني اجل إىل الوقوف شاخمة يف البادية، واشتاقت إىل أماكن التقاء البدو، وذلك بعدما ختلى الشاعر عن حياة

)17:النص: (الرتحال وانشغل بالفالحة وغراسة النخيل، راميا باخليمة جانبا، يقول

اجة -1 يه احل ت ب ي اجة . هلا مكانتها: ب و ب ل ر ن الع .أين يفضل البدو نصب خيامهم: ويدها -2 طوح . عندها: ع .بعيد جدا: مايل -3 لة الو م هم الذين كانوا سيقومون بكل األعأي ليس له : ق دنا. مال املتعلقة بالرعي والرتحال بدال عنهأبناء الذكور أل انة . جعلنا: ر يط نقاطن : ق

.ونستقر يف القرية أو املدينةه -4 ايل صيت ت ع ي ه . له شهرته: ب كري انسيت .ذكرايات ماضيه يف البادية: زهو به . حنن: احين -5 كار ه اف ي ل ت ع ح ال. عادت له ذكرياته: هس ط ة : س : القارة -6 ل ي ت الع ي ه . خيمة العائلة: ب احيل ر .العرش وتنقالته: النجع ومدي -7 و ه . ذكر اإلبل املخصص للقاح: ذ شويل مد . مع جمموعة نوقه: ب ل ه . جيمع: م يل ذكر اإلبل املعد : الفحل . وصف لإلبل املهملة يف الصحراء: مه

ه ع . للقاح .النوق احلوامل: شار

118

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة وب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت اعر ي ب

ــــــــــــــــــــة توب ر م ة و ــــــــــــــــــــر قج ــــــــــــــــــــوط م ي ــــــــــــــــــــني حل 1ب

ــــــــت شــــــــ ــــــــة ان وب ــــــــني كر ــــــــع ب ك يف جن وت ه

ة ـــــــــــــــــار ب ـــــــــــــــــى اجل ـــــــــــــــــدم عل ويت خن ين شــــــــــــــــه 2و

ادية وبني احلبس داخل اجلدران يف ـياة احلرية واالنطالق يف البـن حـيقارن دائما بي«فالشاعر ها وبني هذا ؛ لذلك كان يضع اخليمة يف مقابل البيت احلديث ليؤكد أنه ال جمال للمقارنة بين3»القرية

)16:النص: (هذا البيت املقفلة أبوابه ال حركة فيه وال حياة، يقولــــــــــــــــــــــــــــــــــــت بغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالق◌ات◌ه ـــــــ ي ب

ـــــــــــــــه ق◌دات ـــــــــــــــة و ف ار ـــــــــــــــا الع ه ي خـــــــــــــــرت عل 4و

ـــــــــــــــــــــــــــــــه ات ة هز ســـــــــــــــــــــــــــــــقم ة م ــــــــــــز يـــــــــــــــــــ رك و

ه ـــــــــــــــــــــان و مســـــــــــــــــــــاكري يب ش بالب ال حـــــــــــــــــــــو 5و

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا فه ال ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت خبو ي ب

خـــــــــــــــــر او فه ـــــــــــــــــة ســـــــــــــــــال ي دربـ ـــــــــــــــــا م ه ي 6ت عل

ــــــــا فه ــــــــة اع◌ط تشــــــــد يف اجلحفــــــــة طويل

ة ـــــــــك يف الســـــــــري ـــــــــاوي يعجب هـــــــــر ق 7عـــــــــن ظ

)16:النص: (ويقول كذلك ـــــــــــــــــــــــــــــــة يم ـــــــــــــــــــــــــــــــت عـــــــــــــــــــــــــــــــدها ق ي الب

ة ســــــــــــــــــــــيم ب حـــــــــــــــــــــت الت ـــــــــــــــــــــا مس ه ي ارت عل د 8و

ــــــــــين بل ب ش م الحــــــــــو ة و ــــــــــيم ــــــــــي بالس ل ع

ة ـــــــــــــــــــــــــاجلري ه ب ـــــــــــــــــــــــــر تـ ن ـــــــــــــــــــــــــم بـ ل ع م ـــــــــــــــــــــــــد ل 9عن

ونظرا هلذه املكانة الرفيعة للخيمة عنده فهو يرى أن السكن يف البيت احلديث تدين وتراجع بعد )16:النص: (الرفعة والعلو، كما يقولــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا الب ه ي ال م ل

ن ب ـــــــــــــــــــة ت ف ار ـــــــــــــــــــا الع ه ي خـــــــــــــــــــرت عل ـــــــــــــــــــاو 10 يه

ة -1 وب ت اعر ي ة . مخة البدو: ب توب ر م ة و ر قج ني حليوط م ا: ب . مطوية مرتوكة بني اجلدران تراوح مكاة -2 وب ة : . كر بار ى اجل ل دم ع ويت خن ين شه .وأنا أريد العمل بالفالحة: و3- .12p Voisin - André - Roger , le souf Monographie, غالق◌ات◌ه -4 ا اخليمة: مجع: ب ا. غالق، وهي األغطية اليت تسرت ه ي ل خرت ع ة . طافت حوهلا: و ف ار : ق◌داته . وصف لزوجته، وتعين احلكيمة: الع

.جهزته: ◌ق◌داته ة -5 يز ة : . رك سقم اته . مستقيمة: م ش . رفعته: هز ه . سياملنزل اجلب: حو .أقفاله: مساكريا -6 فه ال ا: . خبو فه ة سال ي دربـ .ظفائر شعرها متدلية: ماوي: . طويلة اعطفها. اهلودج: اجلحفة -7 ة . وصف للجمل، يعين مجل مسني: ق ك يف السري عجب .سريع يف السري: ية -8 يم ت عدها ق ي . اخليمة هلا قيمة: البة -9 يم الس ي ب ل ع ل ين ب ب ش م م .منزل به درج مبين باإلمسنت: حو ل ع م ة . البناء: ل اجلري ه ب ر تـ ن . دهن جدرانه باجلري: بـ

ا -10 ه ي ال م ت ل ي .أي ملن يقدرون مكانتها: الب

119

يهــــــــــــــــا ا ف حن ــــــــــــــــا شــــــــــــــــب زهن نـ ا ت ــــــــــــــــاذ وم

ة ـــــــــــــــــر التـقصـــــــــــــــــري ـــــــــــــــــدنا ف اخ م ع ـــــــــــــــــو يـ 1وال

:وصف النجعة -3ة املواشي وطبيعة املنطقة الصحراوية قليلة املاء والكأل به إىل ـيدفع اعتماد حياة البدوي على تربي

ا يضمن استمراره واستمرار مواشيه، عدم االستقرار طويال يف مكان واحد، والتنقل املس تمر حبثا عميضاف إىل ذلك ما متثله الرحلة . فالرحيل وانتجاع مواطن املاء والكأل هو أكثر ما يشغل البدوي

ي يف تركيبته النفسية، وما حتدثه من سريورة زمنية ـزء أساسـشكل جـللبدوي من االنعتاق والتحرر، فتمكانة مرموقة يف حياة البدو ويف نفوسهم ومشاعرهم؛ إذ هي جتديد للرحلة«وجتديد دائم حلياته، فـ

يجة عند االستعداد هلا وعند الرحيل وعند الوصول . 2»لدورة احلياة كل مرة، لذا يقيمون احتفاالت . 2»الوصول

ع ـإعداد اخليمة وذلك بتفقد أجزائها وترقي: وللرحيل عند البدو زمن حمدد وإعدادات خاصة أمهها ا من خ ا من فتـروق، وخيـما ا وأوتادها، ومن أهم ـاطة وما ور وجتديد ما نقص من أعمد

اليت يضعون فيها أواين الطبخ واجللود "العدايل"التحضريات أيضا إعداد األثاث كالفراش واألغطية، و، "الطبق"، و"الغربال"، و"الرحى احلجرية"املدبوغة املليئة خبزين األطعمة كالدقيق والتمر، و

الذي خيزن فيه "اجلولق"املخصصة جلب الطعام من األسواق يف املدينة، وقرب املاء، و "الغراير"و. ، وأدوات الصيد كالفخاخ وأدوات النسيج كالصوف"اجللم"خمتلف األدوات الالزمة كالسكاكني و

. لأما الرجال فيقومون بتفقد وجتهيز اإلبل والغنم للرحي. وهذه كلها من أعمال املرأة

يها -1 ا ف حن ا شب زهن نـ ا ت اذ ة اليـ . كم رأينا من زهو يف اخليمة: م ر التـقصري دنا ف اخ م ع . واليوم أصبحنا يف غنب ومهانة بسبب التخلي عن البادية: و .78، ص)حنو مقاربة أسلوبية وسيميائية للنص الشعري الشفاهي(أمحد زغب، مجالية الشعر الشفاهي -2 - مجع عديلة، وهي نوع من القفاف الكبار املصنوعة مسبقا: العدايل. - وهي مصنوعة من األحجار املقطوعة من اجلبا لطحن القمح والشعري ومثلها: احلجرية الرحى. - وهو عبارة عن دائرة مسطحة من اخلشب له قاع من احلديد مثقب يصفى به الدقيق: الغربال. - وهو إناء دائري الشكل مصنوع من السعف يصصفى به الدقيق: الطبق. - كبري مصنوع من الشعر والوبرمجع غرارة، وهي كيسس : الغراير. - قفة اسطوانية مصنوعة من السعف: اجلولق. - مقص كبري مصنوع يدويا: اجللم.

120

يف املرحلة األوىل، حتمل األدباش يف صباح اليوم املعني له، يسوق : وينقسم الرحيل إىل مرحلتني والنساء وراءهم جمموعة واحدة، أما الصبيان فيتنقلون بينهم عدا غري القادرين على "املرحول"الرجال

ا ـأم. أو املبيت إذا اضطرواسري منهم والعجزة يركبون على اجلمال، وكلما تعبوا توقفوا لالسرتاحة -كما سلف ذكره–ث تقوم النساء بإعداد اخليام ـة، تبدأ بالوصول إىل املكان املعني حيـاملرحلة الثاني

. 1ويهتم الرجال بشؤون املاشيةفيتجهون دائما حنو املناطق «ونظرا لطبيعة صحراء املنطقة اليت حتدد اجتاه تنقالت قبائل الرحل،

م فقط، أما غذاؤهم فهو مضمونالتلية حبثا ، ويتمثل يف التمر احملمول معهم (...) عن الكأل حليوانام، وأما املاء فيوجد تقريبا يف حميط ال يتجاوز مخسة عشر كيلومرت، وهي مسافة وحليب حيوانا

. 2»تتماشى مع قدرة احليوانات على حتمل العطشمعاين -إضافة إىل تلك املعاين املرتبطة بالرحلة–مل حي" أمحد بن سعود"والنجع عند الشاعر

فيقولون " النجع"اجلماعة والقبيلة واألهل، فعادة ما يطلق البدو على اجلماعة الراحلة مع بعضها بـ اخل؛ رمبا هلذا السبب جند الشاعر يتحدث دائما بصيغة اجلمع " ...جنع أوالد محيد"و" جنع الربايع"

ا قبيلتناواليت ي" جنعنا"فيقول .قصد اإلحساس بالوحدة، والشعور «من هذا املنطلق ترتبط النجعة بالشعور الداخلي للجماعة وذلك

. 3»ينشأ عن القرابة واجلوار، واالرتباط يف االتصال اليومي أو الدوري (...) بالتضامن داخل اجلماعةواالرتباط باجلماعة؛ إذ جعة تدخل يف إطار اإلنتماء القبلي ـاس فإن النـى هذا األسـوعل. 3»الدوري

وابتكارها يف صحراء جافة قاحلة ال " اجلماعة"خلق «هي ضرورة من ضرورات احلياة البدوية، فـوإلن مل توجد . تعرتف مبن تفرد، وال ترحم من خرج عن الصف وال تكرتث مبن انبت وضاع انتماؤه

ها من جديد، فهي احلبل املدود ـراعـدو اختـى البـفإن عل (...)"العشرية"أو " القبيلة"أو " اجلماعة"

- وهم اجلماعة الراحلة مع بعضهم البعض: املرحول. .9-8-7حممد املرزوقي، مع البدو يف حلهم وترحاهلم، ص : ينظر -1 .271نسي إىل بداية الثورة التحريرية، صعلي غنابزية، جمتمع واد سوف من االحتالل الفر -2 .239أيكه هولتكرانس، قاموس مصطلحات األنثروبولوجيا والفلوكلور، ص -3

121

، وهلذا السبب كان للنجع من ذكريات 1»وامللجأ األخري والسفينة، واملظلة واملنارة، وحامية احلمى )20:النص: (الشاعر وقصائده احلظ الوافر، ومن أمثلة ذلك قوله

بص ـــــــــــــــــــــــــــــــــر تـ ب م ـــــــــــــــــــــــــــــــــر ـــــــــع الع ــــــــــــــــــــــــ جن

ب ــــــــــــــــز وه ع الم ب ذكــــــــــــــــر ــــــــــــــــر ــــــــــــــــع الع جن 2س و

شـــــــــــــــــب ـــــــــــــــــن الع ـــــــــــــــــروي ص و كث لـــــــــــــــــب خت

ــــــــــــــى ــــــــــــــانه عل احلش ــــــــــــــر و ــــــــــــــت عم ــــــــــــــار ب ي 3بــــــ اد الس نكـــــس ر ج ســـــو ـــــم اخضـــــار ود ل ظ

ـــــــــ ـــــــــه اب ح ويـــــــــن الس ان ز ـــــــــار ام ط ـــــــــف ام 4خل

ا أنه رزين ال يستعجل يف قرارات تنقالته، فهم ال خيتارون إىل من صفات جنع الشاعر اليت يشيد ود تكرار الشاعر هلذا املعىن كثري يف العديد من قصائده ـما يعـاألماكن الوفرية املاء كثري العشب؛ ورب

. هو أن ميدان التفوق والتميز بني القبائل يف حسن اختيار أماكن اإلقامة والرعي )18:النص: (يقول الشاعر عن النجع يف موضع آخر

ــــــــا وك ن ع ه كــــــــان جن ار ــــــــد د اي ــــــــت رد ان

ه ار ـــــــــــــــو شـــــــــــــــب زاهـــــــــــــــي طفـــــــــــــــح نـ ع ــان ل 5وكـــــــــــــ

ــــــــــــه و ـــــــــــت حيفان ــــــــــــا وكان ن ع كـــــــــــان جن

ــــــــــــه ان ز ــــــــــــار ام ط ــــــــــــف ام وب خل ــــــــــــب يــــــــــــن الش 6او

ـــــــــــــــــه ام صـــــــــــــــــب خي ـــــــــــــــــب ن ان مث اط و

ـــــــــــــــــه ان ر ز جب ع م يســـــــــــــــــتـ ه ـــــــــــــــــنـ ـــــــــــــد م 7وكـــــــــــــــــل حــــ

ه األبيات بأن قبيلته تقيم دائما كجماعة واحدة؛ حيث يشكلون حلمة واحدة يذكرنا يف هذ ويتعاونون وميدون يد املساعدة إىل بعضهم البعض، ولعله من مسة التعاون تلك جاء دعاء الشاعر م على رخاء السنة للبدو عموما بالغيث واخلري ونزول أمطار غزيرة تروي األرض، فهناؤهم وطمئنا

.دل تساقط األمطارهو ارتفاع معأما ذكرى تلك القوافل تعلوها اهلوادج تتاميل يف اطئنان جتعله يتوق للرحيل ويتحمس إىل تلك

)20:النص: (احلياة اجلميلة، يقول

.216بشري التليلي، البداوة املطاردة، ص -1بص -2 ر تـ بس . ال يتخذ قراراته بسرع وعجل: م ز موضع معروف بالصحراء : المص -3 ب ل احلشانه بـ . تشابكت أغصانه: خت ر و ت عم ار ب .امساء ملواضع: ياد الس -4 لم اخضار ر ج سو وأصلها الشؤبوب: الشبوب .مال إىل جانب بسبب كثرته: دنكس .يبدو العشب من كثرته وشدة اخضراره كأنه أسود: ظ

.سحابه املمطر :أمزانه .دفعات غريرة من املطر وهي الشؤبوبد د -5 ه رداي ه . املناطق القريبة من مكان إقامته: ار ار .يانع تفتحت وروده: زاهي طفح نـووب . خيامه: حيفانه -6 .أصلها فصيح وهي الشؤبوب أي الدفقات الغزيرة من املطر: الشبانب -7 ز . اصطف: اط ع ستـ . يستأنس، حيتمي: ي

122

ش ــــــــــــــــــــــــــــــوع تشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ـــــــــــــــــــــــــــ جن

احيـــــــــــــل ر ش يفم ــــــــــــــو ي حت ـــــــــــــاد 1علــــــــــــــب المنيـــــد ج او ـــــن بع ـــــر م ـــــحــــاف تظه ش اط و

او ــــــــــــــــــــــو ك ال هان ــــــــــــــــــــــدر ــــــــــــــــــــــق ال 2ة الد ال تطي

على هذا النسق يواصل الشاعر سرد مسلسل ذكرياته مع البادية ومظاهرها اجلميلة، وطوافه بني أرجائها أين يستوقفنا بالتفصيل الدقيق لصور تلك احلياة وذكر أمساء األماكن بكل إبداع، وكأننا به

. لطبيعية وبراءة تلك األيامفنان يرسم لوحة عن روعة املناظر اتعاون الذاكرة مع اخليال للكشف عن ماض غري بعيد يتسم بالرباءة «وما كل هذا إال نتاج

.3»النسبية ويبدو أكثر امتاع من حاضر قاسأن تلك اجلوالت يف البادية خبيامها وجنوعها وأمطارها اليت جعلنا الشاعر نعيشها معه ماهي إال

ات ذلك املاضي التليد يف ذاكرته اخلصبة؛ إذ يشبه كثرة وزدحام ذاكرته بتلك الصور بدكان حصاد لنب ) 20:النص: (مليء بأمجل السلع حيتار أيها خيتار، كما عرب عنه قائال

د ـــــــــــــــي ر ـــــــــــــــون احل ـــــــــــــــت عي ـــــــــــــــه ا هس اف ي ر

تحــــــــــــــــــواحــــــــــــــــــانوت يغشــــــــــــــــــي ــــــــــــــــــه فـ ان 4بيب

ش -1 لب .يف الرحيل تثري احلماس والرغبة: جنوع تشو ادي. ربوة: ع ش .سيف ملنادي مكان قرب قرية احلمراية إىل اجلنوب منه: المن و . تطوف: حتش اط .جحفة وهو اهلودج :عمج: جحاف ا -2 الد . تتمايل من أعلى: و ك .شبان فتيان :او .الضيم: الدرا . سي. د -3 .380وية، ص الرع–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفاون احلي -4 غشي .استعاد مشاعر الشوق إىل حياة الرخاء :رد أريافه .يقصد الشاعر باحلي نفسه: عي .متجر مليئ بالبضاعة: حانوت ي

"أمحد بن سعود دويم"ة االجتماعية يف شعر املفارق: الفصل الثاني

.تــوطئـــة

".أحمد بن سعود دويم"المفارقة والسياق في شعر: أوال "أحمد بن سعود دويم"أنواع المفارقة في شعر: ثانيا

.ةـارقة العامـالمف -1 .يةـالمفارقة اللفظ -2 .المفارقة السلوكية -3 .مةـة النغـمفارق -4 .درـة القـمفارق -5

" أحمد بن سعود دويم"آليات المفارقة في شعر: لثاثا .السخرية والتهكم الهجائي - 1 .ةــالغـالمب - 2 .ية التضادـأبن - 3

.اإليقاع المفارق - 4

126

ةـئـــوطـــتــ ة الغــري، فمهمــا كــان الشــعر معــربا عــن ـر عــن وجدانيــة الشــاعر نفســه وإبــراز لوجدانيـــإن الشــعر تعبي

اصــة، فــإن مدلوالتــه ال ميكــن أن تنحصــر يف ذات صــاحبه فقــط بــل البــد لــه مـــن ة وخـقضــايا شخصيــالقيمـة احلقيقيـة ألي شـاعر تكمـن يف تلـك اخلصـائص الـيت يلتـزم و ه،ـروابط توثق الصلة بينه وبني متلقيـ

و احملـيط بصـفة عامــة، هلـذا عــرف الشـعر بأنــه سـواء كانــت نابعـة مــن ذات الشـاعر أم ذات اآلخــر ـا، . روح مبدعه ومتلقيه، وامتزاج بالبيئة وقضايا العصر مرآة تعكس

، والذي فضل يف معاجلته هلذه التغريات "أمحد بن سعود"ذلك األمر الذي جتلى بوضوح يف شعر االجتماعية واالختالالت األخالقية االنـزياح عن املباشرة، واعتماد أسلوب املراوغة بصياغة تلك

الشاعر الشعيب «موازاتا مع مفارقات الواقع االجتماعي؛ ذلك أن الظواهر يف شكل مفارقات شعريةا وسخطه عليها، وقد يصورها تصويرا ا ومن مثة يعرب عن تنديده يتأمل هذه الظواهر ويرى خطورساخرا األمر الذي يربز املفارقات االجتماعية بني ما ينبغي أن يكون حسب األعراف والتقاليد وما

. 1»فعلهو واقع موجود بالثوري معىن حيمل "أمحد بن سعود"تلك اهلوة الواسعة بني وقائع احلياة االجتماعية جعلت شعر

ا، لتصبح تلك الثورة نقطة التقاء بني تصورات الشاعـر االجتماعيـة واملفارق ة؛ ـعلى احلداثة وتناقضات ىـعل ثورة ربـيعت" أمحد بن سعود"ان شعر ـك فإذا عيوب من فيه ملا ضااحلديث ورف معتا

دف غري جديد وبطريقة من إلعادة تأمله وتناقضات، ودعوة واستعادة وإصالحه، تقوميه مباشرة،

على وحضها للمعرفة املدعية الذات يقني خلخلة املفارقة هو فإن غاية، جمد البداوة ومبادئها األصيلة

ا تأمل ثورة على عليها، فهي املتواضع ركاتواملد املعارف قيود من بالتحرر مرة أخرى، ودلك ذا

.أيضا املعىن وعلى الذاتمنط السلوك أو طريقة يف معاملة اخلصم تقوم على إدعاء اجلهل، لتصبح صيغة انتقلت بعدها من

.بالغية أساسها قول املرء نقيض ما يعنيه

.11اهللا، ص ءأمحد زغب، ديوان أمحد عطا -1

127

عه االجتمـاعي، فهـي ولعل اختيار الشاعر لفن املفارقة دون غريها كان ضرورة تفرضها طبيـعة موضـو تتصـل شـىت مظـاهر يف املفارقـة تتبـدى«مـن أكثـر الفنـون األدبيـة ارتباطـا باحليـاة االجتماعيـة؛ إذ

تمـع، بـالوجود ثـل األدب، يف تنــعكس صـورها ثــم ومـن وا تـ اقضـالتنـ أوجـه يف وتتم يف ضادـوال .1»احلقيقة والزيف يف ،اجلد يف العبث نرى حيث متـوافـقة؛ ونـأن تك بـجي وأطراف عالقات

والدهشـة، واألمل واإلحسـاس والسـخرية، بـالتهكم صـورها مـن كثـري يف املفارقـة تتصـل كمـا فهـي تتميــز بقـدرة خاصـة علــى إمكانيـة التعبـري عــن انفعـاالت الـنفس البشــرية يف اة،ـواملأسـ عةـبالفجيـ

. احلياة االجتماعية شـىت صـورها، لذلك تعد من أوثق حبال الوصل بني األدب ووقائعيعطيهــا هـــذا االرتبــاط بـــالواقع االجتمــاعي خاصـــية التواصــل مـــع خمتلفــة اجلوانـــب احمليطــة باإلنســـان

" أمحـد بـن سـعود"ية، وثقافية، وتارخيية، لذلك جنـد الشـاعر ـبيئية، وسياسية، واقتصادية، ودين: ونشاطه . نقش من خالهلا كل مالمح منطقة سوف على شعره

ا كان الشاعر يرغب يف أن يكون لشعره صدى أكرب يف األوساط الشعبية وعند خمتلف الشرائح، ومل تأثري أفضل على خماطبه يف املقام التواصلي «ناد على بعض دعائم أسلوبية بغية حصول ـد جلأ لالستـفق

مبعــزل عــن هــذا ، كمــا جلــأ إىل اســرتاتيجيات عــدة والــيت تلعــب دورا يف البــىن البالغيــة واألســلوبية(...)من هنا وجدت عدة اآلليات . 2»األفعال الكالمية يف التفسري االجتماعي/الدور الذي تلعبه النصوص

.فنية سبيلها إىل صرح مفارقاتهوانطالقا مما سـبق تقتضـي بنـا رغبـة الوصـول إىل أثـر املفارقـة الالهجـة تنديـدا مبظـاهر التغـريات القيميـة

تــاألخالقيـة املعلمــة علــى كيــ ضــرورة التعــريج علــى كــل مــن " أمحـد بــن ســعود"مع الســويف يف شــعر ـان ا : القضايا اآلتية

".أمحد بن سعود"املفارقة والسياق يف شعر - ".أمحد بن سعود"أنواع املفارقة يف شعر - ".أمحد بن سعود"آليات املفارقة يف شعر -

.6، ص)وذجاجممع األمثال للميداين أمن(نوال بن صاحل، خطاب املفارقة يف األمثال العربية -1م، 2000/هـ1421، 1، مطبعة النجاح اجلديدة، الدار البيضاء، املغرب، ط)من البنية إىل القراءة(علي آيت أوشان، السياق والنص الشعري -2

.87ص

128

":أحمد بن سعود"المفارقة والسياق في شعر -أوالود املفارقـة بالتجربـة واخلـربة، وإدراك مـا يف الكـون مـن متناقضـات وأضـداد، كمـا أن الشـعر يرتبط وج

افة لغويــة وتعبرييــة، ومبــا لــه مــن ارتبــاط وثيــق باحلكمــة املســتنبطة مــن حيــاة ـالشــعيب مبــا يتمتــع بــه مــن كثــة والطبيعـة اجلماعة الشعبية، يعد أرضية خصبة لوجود مفارقات مستشـفة مـن وقـائع احليـاة االجتمكاعيـ

.الصحراويةإن الظـــــروف املتنوعـــــة احمليطـــــة بـــــالنص هلـــــا فعلهـــــا يف مضـــــاعفة قدرتـــــه علـــــى آداء وظيفتـــــه يف احليـــــاة

ر على املتلقـني، بـل إن تلـك الـدالالت املعـربة عـن حمـيط الشـعيب للـنص الشـعري هـي ـاالجتماعية والتأثييــون احملــدثون الســياق يف إطــار تأكيــدهم تنــاول اللغو «الــيت متنحــه مكانــه وحتــدد جناحــه مــن فشــله، فقــد

الواقــع أن «و. 1»علــى الوظيفــة االجتماعيــة للغــة، وبيــان أثــر الســياق يف البنيــة، ودوره يف تنويــع الداللــةــــه؛ إذ يلعــــب دورا أساســــيا يف حتديــــد املعــــىن وفهــــم الســــياق أداة إجرائيــــة فعالــــة ال ميكــــن االســــتغناء عن

ــــاه ا لواســــع حيــــث يســــتدعي مــــا هــــو اجتمــــاعي وتــــارخيي وثقــــايف امللفوظــــات، خاصــــة إذا أخــــذناه مبعن، فتطـــابق معـــىن الصـــيغة عنـــد كـــل مـــن املـــتكلم والســـامع يؤمنـــه اشـــرتاكهما يف كـــل الظـــروف 2»ونفســـي

ا .احمليطة -إن جـاز هـذا التعبـري–من هذا املنطلق وجـب علينـا وحنـن بصـدد دراسـة املفارقـات الشـعرية الشـعبية

لغوي والسياقي؛ ذلك أن الطابع اجلمعوي للشعر الشعيب يفرض على قائله أن أن نتناوهلا من جانبها اليتخـذ مــن الصــور واحلكــم املقتنصــة مــن واقــع احليـاة وخالصــة جتــارب األفــراد فيهــا مطيــة لوصــول صــدى ــذا يكــون للســياقات املختلفــة دورهــا يف االحنــراف بــه عــن قصــائده إىل أبعــد حــدود الــذاكرة الشــعبية،

. املباشر إىل املعىن املفارقياملعىن احلريفوإن كان يف احلقيقة ال ميكن فصل أي نص عن السـياق عمومـا، إال أننـا نالحـظ يف بعـض النمـاذج

ا اجتماعيـــة، ثقافيـــة، بئيـــة، ـات حيــــلف نبضــــطقة وخمتــــد روح املنــــجتسيـــ" أمحـــد بـــن ســـعود"مـــن شـــعر ا

.39، ص)دراسة يف بنية الداللة(حممد العبد، املفارقة القرآنية -1 .املرجع نفسه، الصفحة نفسها -2

129

له مبسـتجدات احليـاة االجتماعيـة والبصـمات الـيت اخل، واليت كـان هلـا حضـورها يف إطـار انشـغا...تارخيية . علمتها احلركة الغري مألوفة على روح املنطقة وجمتمعها

)11:النص: (من بني النماذج اليت استعان فيها مبظاهر الثقافة العمرانية احمللية، يقول

ــــــــــــــــــــــــــاس جــــــــــــــــــــــــــر بالس ـــــــــــــــــــــــــين احل ب

ان يــــــــــــــــــــــــــــــــــــز ــــــــــــــــــــــــــــــــــــة وامل يقل ط والر 1واخلــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

مــــــــــــــــــــــــــا اس و ـــــــــــــــــــــــــــدم ــــــــــــــــــــــــــوا ل لع ط ي

ان ـــــــــــــــــيم ص والـــــــــــــــــزبس والس ر ـــــــــــــــــالع ـــــــــــان ب 2كــــــ

إن إلقـاء نظــرة عــن املعــىن الظــاهر هلــذين البيتــني جيعنـا نتســائل عــن ســبب حشــر الشــاعر لطريقــة بنــاء

. القبة وشروط قيامها، وتعداد ووسائل البناء املتني يف هذا املوضع

رئ يف لبس دالليا، فتلقي هـاتني البيتـني علـى هـذا النحـو ال ميكـن أن إن هذا املظهر املراوغ يوقع القا حيضـر بعمــق كـأداة إجرائيــة «يتحقـق إال بتحقـق العنصــر التواضـعي باســتدعاء سـياق البيتيـنن، فالســياق

وبنـاءا عليـه يضـمن (...)ميكنها أن توسع من دائرة فهم النص األديب وتأويله وإخراجـه إىل أفـق أوسـع ، ليأخـــذنا الســـياق الثقـــايف إىل القبـــة كمظهـــر للثقافـــة العمرانيـــة احملليـــة مييـــز 3»تواصـــل معـــهانســـجامه وال

منطقــة ســوف عــن غريهــا وخصوصــية بنائهــا؛ إذ ال ميكنهــا أن تقــف شــاخمة يف مواجهــة طبيعــة املنطقــة . الصحراوية القاسية إال بتوفر تلك الوسائل والشروط

الـذي ينبهنـا إىل أن مـراد الشـاعر هـو انتقـاده لغيـاب األسـس يأيت بعـد ذلـك السـياق العـام للقصـيدة فكان ذلك البناء العمراين جتسـيدا ماديـا ،والشروط الضرورية يف جمتمع احلداثة من قيم وأعراف ضابطة

)11:النص: (يقول يف أبيات الحقة هلاكما يوضحه الشاعر للبناء االجتماعي،

ين -1 . بناء: ب اس . اجلدار: جر احل ط . األساس والقاعدة: الس ة . هو خيط يستعمله البناء لقياس طول اجلدار: اخلي يقل عصا خشبية مستقيمة : الر

ان . يستعملها لتسوية اجلدار يز .آلة يستعملها البناء للتأكد من استقامة اجلدار: املوا -2 ع ل ط اس . تستقيم وتكتمل: ي دم ص . وهي القبة الدائرية اليت تصنع من اجلبس املشهورة يف منطقة سوف :مجع دمسة: ل ر وهو : الزبس . الدعائم: الع

ان . وهو اجلبس التقليدي املصنوع من احلجارة اهلشة احملروقة يم .اإلمسنت املسلح: الس .18، ص)من البنية إىل القراءة(علي آيت أوشان، السياق والنص الشعري -3

130

ــــــــــــــــــــــــــاس ــــــــــــــــــــــــــدخل الري ــــــــــــــــــــــــــا ي ◌م

ان كـــــــــــــــــــــان بالثـ ـــــــــــــــــــــم والقــــــــــــــــــــــر ل ــــــــــــــــــــــة والع 1قاف

اس ــــــــــــــــــــــــــر ـــــــــــــــــــــــــا يتحســــــــــــــــــــــــــب تـ م و

ــــــــــــــــــــان م ض القو ــــــــــــــــــــر ع ة يـ ــــــــــــــــــــاو ت 2كــــــــــــــــــــان بالع

وه النــــــــــــــــــــــــــاس شــــــــــــــــــــــــــكر مــــــــــــــــــــــــــا ي و

ـــــــــــــــــــــــــيفان ــــــــــــــــــــــــزل الض م ين ــــــــــــــــــــــــالكر كــــــــــــــــــــــــان ب

ط الـيت البـد أن تتـوفر ي البد أن تتوفر للبناء املتني معادال هلاته الشـرو ـك الشروط التـذا تكون تلـوهك تمع حىت ينشأ جمتمع حديث ومتماسك .يف أفراد ا

لقـد أعانتــه اسـتعارة هــذه العناصــر الثقافيـة علــى تصـوير الوضــع االجتمــاعي بأيسـر الســبل، وتتشــكل :داللة هذه العناصر الثقافية على النحو التايل

مظهر اجتماعي مظهر ثقايف

"قيم، أعراف، نظم" "لدماس، حليوط، الزبس السيمان، الريقلة، امليزان، الساس"

داللة عميقة داللة سطحية )3:النص: (ومن املفارقات اليت املعربة عن الثقافة العرفية للمنطقة، قول الشاعر

ـــــــو ك ت ي م شـــــــ كـــــــل ة ن ـــــــالل ـــــــالنـ و ل ي ار ه

خم ــــــــــــــــل ــــــــــــــــو وف الصــــــــــــــــ ة وســــــــــــــــد ر م و ة ط 3ر ع الش

"النهــــــــــار/الليـــــــــل"جيلـــــــــب انتباهنـــــــــا يف هـــــــــذا البيـــــــــت ثنائيـــــــــات مــــــــــن مظـــــــــاهر البيئـــــــــة الطبيعيـــــــــة النور أفضل مـن =، فهي حسب الذهنية الشعبية ثنائيات متضادة أو مرتاتبة، فالنهار"الشعر/فالصو "و

. الظالم، كذلك الصوف أفضل من الشعر=الليلإال إن هــذا البيــت الشــعري ال ينجلــي مدلولــه احلقيقــي دون العــودة إىل األبيــات الســابقة لــه، خاصــة

)3:النص: (منها قول الشاعر

دخل ال -1 تمع: رياس ي ان . يصبح له قيمة يف ا .املستوى التعليمي: القرتحسب -2 اس . حيسب: ي ر ة . الرتاس: الرجل على قدميه وهي يف األصل تطلق على حامل الرتس، مث اطلقت على اجلماعة من الرجال فيقال: تـ او ت : الع

ة او ت ان . الشجاعة: الع م ض القو ر ع .يواجه األعداء: يـار كل -3 ل والنـه ي نة الل تكو ر : . شي م وسة الصوف والشع د ر م ة و ط . خيتلط النساء بالرجال يف األماكن العامة: خمل

131

ــــــــــــال ــــــــــــ ل اجــــــــــــالر ا و ر م ار كــــــــــــل ف و از د ي

محـــــــــــــــ ال ـــــــــــــــ ال ر 1ر د غــــــــــــــــ ال ل ضـــــــــــــــف ال ة مه

يتضــح أن الشــاعر اســتنجد بتلــك الثنائيــات عــن قاصــد التحايــل علــى املســتمع، فنتخــذها مســالك ترســينا علــى الفكــر الرتاتــيب للمجتمــع احمللــي وإقصــائه للمــرأة، حبيــث نفهــم مــن قــول الشــاعر أن املعــاين

وهذا خاصـة ألفضل النهار والصوف متثل الرجل، ومتثل املرأة املعاين األقل أو األسوء أي الليل والشعراثقافــة البيئـــة مــن العـــادات والتقاليــد واألعـــراف الــيت يكتســـبها الفـــرد «بعــد االســـتعانة بــالواقع؛ ذلـــك أن

املرسـل أو البـاث واملتلقـي : اوتؤثر يف فهمه لبعض األساليب؛ إذ تقوم العملية التواصلية بني الطـرفني مهـأو املستقبل، وال ميكن هلذه العمليـة أن تـتم علـى أكمـل وجـه مـا مل تتـوفر عوامـل قـد تطلـق عليهـا جتـوزا

.2»العوامل الوسيطة اليت توضح مضمون الرسالة وحتقق الغرض منها : كما كان للبيئة الصحراوية أثرها العميق على مفارقات الشاعر، منها قوله

ـــــــــا اح ضـــــــــح الض علـــــــــى رة اعـــــــــو وت م ي

ــــــــــــــــــق ي ال شــــــــــــــــــم ر عــــــــــــــــــاو ر اط ن 3فيــــــــــــــــــك ح ا

إن هــــذه املفارقـــــة ال ميكـــــن أن حتقـــــق وظيفتهـــــا التواصــــلية إال مـــــن خـــــالل إدراك طبيعـــــة املواصـــــفات " اح ضـح الض علـى رة اعـو وت يام :"االجتماعية والسياق البيئي الذي أطلقت فيه، فعندما يقول الشاعر

ـق ي ال شـم : "؟، لتزيد يف لبس العبارة قوله"الضحضاح"جيعلنا نتساءل كيف ميوت ر عـاو ر اط ن ". ك ـفيـح االشـمال، الصـحراء، ومـا بـني هـاتني : لكـن، إذا تواضـعنا مع الواقـع الطبيعي للجزائـر املقسـم بـني جـزئني

. اخل...الطبيعتني من تضاد من حيث احلرارة والرطوبةوجبمــع شــتات الصــورة الطبيعيــة وبإســقاط الواقــع البيئــي علــى الوضــع االجتمــاعي مــن خــالل هكــذا

:قرينة هذه املفارقة املتمثلة األبيات السابقة هلذا البيت، يقول الشاعر

دازو يف الكار -1 در . يتدافعون يف احلافلة: ي .احرتام: غ .93م، ص2013، 1بنان، طعرفات فيصل املناع، السياق واملعىن، منشورات االختاف، بريوت، ل -2اعرة -3 اطر ا. يقال أرض رملية وعرة: الضحضاح . صعبة: و ن اطر : لق ن املشي يف مجع قنطرة وهي اجلسر أو الطريق الصخري، ورمبا قصد الشاعر الق

حفيك . خرية ملسافات طويلةصاألرض ال ذه : معىن البيت. يوجع أقدامك: ا تمع القيمي يشبه املشي على األرض التغريات واضطرابإن العيش يف ا .القيم غريبة على جمتمع املنطقة كغربة هذه األرض على قدم اإلنسان السويفكذلك هذه خرية يؤمل أقدام من تعود على رمال الصحراء اللينة، صال

132

جــــــــــــــــــــا اب و ح ضـــــــــــــــــــاع الصــــــــــــــــــــو

صـــــــــــــــــــــــحك يهـــــــــــــــــــــــديك ش ايل ين اعـــــــــــــــــــــــاد م 1و

ــــــــــــــــــــــــتـ ل اطــــــــــــــــــــــــالب بـ اح شــــــــــــــــــــــــ ني

ــــــــــــك اج ح شــــــــــــوف ت ت ــــــــــــتـ ت ــــــــــــني ز غ ب ــــــــــــد ا 2يك ي

واإلنســان البــدوي " البــداوة"هــي حيــاة الصــحراء " الضحضــاح"نكتشــف أن مقصــود الشــاعر بلفظــة املعروفـــة يف " القنـــاطر"الـــذي ميشـــي علـــى أرض مل تعهـــدها قدميــــه وهـــذه األرض التــــي مساهـــا الشـــاعر

ـا الشـاعر احلداثـة الغريبـة علــى أخـالق وقـيم البـدوي لـذلك فهـي صـعبة ســوف الشـمال، والـيت يقصـد لقد عمل توظيـف الشـاعر للسـياق البيئـي علـى إيصـال . توجعه، بل هي موت للبداوة األصيلة باملنطقة

تمـع احمللـي ويف ذلـك الـزمن بشـكل أخـص، املعىن بطريقة ضمنت له التواصل املناسب مع متلقيـه يف امشاعره ال خيرج عن حـدود هـذه البيئـة ومـا متنحـه مـن اإلنسان ابن بيئته وهو يف تعبريه عن أفكاره و «فـ

.3»صور :وتتشكل داللة هذه املفارقة على النحو التايل

بيئة الشمال بيئة الصحراء: املظهر البيئي

ر ع او ر ط ان ق ي ال ش م " "اح ض ح الض على رة اع و وت يام " ""ك ـفيح ا

التخلي عن قيم البداوة صعوبة التأقلم مع قيم احلداثة: املظهر االجتماعي خــالل بعــض املفارقــات الــيت اســتخدم فيهــا الســياقمــن وقــد كــان للســياق التــارخيي حضــوره كــذلك

)3:النص: (قولهمنها ، لغواية املعىن االجتماعي التارخييار م ع ســـت ـــا ل ن لي ـــا اســـتحري◌نا و ـــد م ع بـ

عر ـــــــــــــا ع الـــــــــــــو ين ق ـــــــــــــة ور ي ـــــــــــــا الث◌◌ن ن 4خطي

اب -1 .مل يبقى: وماعادش. من جوح الثمار أي فسدت قبل نضجها :جاح . مل تعد له سلطة على القلوب تركت القيم واحلكمة األصيلة: ضاع الصو

.من يدلك على السبيل السوي :يهديك .يبقى شاح -2 ني بـ اطل تـ تمعتان: الب غز . شر الظلم وطغت املادية على ا تـ . ختتطف: ت .138م، ص2011يا، طبعة مهدي إبراهيم الغويل، السياق وأثره يف املعىن، أكادميية الفكر اجلماهريي، بنغازي، ليب -3 .حدنا عن السبيل الصحيحة ومشينا يف طريق خطأ: خطينا الثنية ورقينا ع الوعر. عدنا: ولينا. حصلنا على االستقالل: استحرينا -4

133

تعمـــــــــد الشـــــــــاعر مراوغـــــــــة املتلقـــــــــي بإحالتـــــــــه علـــــــــى التـــــــــاريخ مـــــــــن خـــــــــالل اســـــــــتخدامه للفظـــــــــيت عدنا لالسـتعمار ر بأننافضحه ذلك التضاد التارخيي يف قول الشاعي، ل"استقلينا=استحرينا/االستعمار"

الدالـة علـى " خطينا الثنية ورقينا على الـوعر: "يزيد من تأكيده على هذا املعىن يف قولهبعد استقاللنا، و االحنـراف عــن الطريــق الصــحيح، وهـي يف ذات الوقــت مفتــاح لفهــم مغـزى اســتثمار الشــاعر لألحــداث

حينهـا فقــط تتجلـى أمامنــا . كعنصـر تواضــعي التارخييـة، خاصـة بعــد االسـتعانة باملوضــوع العـام للقصــيدةالداللة االجتماعية وهي املعىن اخلفي هلذا البيت؛ حبيث وإن حصلنا على احلرية سياسـيا فقـد اسـتعمرنا

وهكــذا ينتفــي التضــاد اللفظــي الظــاهر لصــاحل املعــىن العميــق، . ثقافيــا عــن طريقــة تبنيــي ثقافــة املســتعمر :دالتني" االستعمار"ويكون للفظة

استعمار حدث تارخيي: ظاهرة استعمار حدث اجتماعي: خفية :أنواع المفارقة -ثانيا، "أمحـد بـن سـعود"ها اخلاصـة يف الصـنعة املفارقتيـة لـدى الشـاعر ـلقد كان للعديد من العوامل بصمتـ

ثنــا عــن آثــار املفارقــة فيهــا، فشخصــية الشــاعر املشــبعة وهــو مــا جتلــى مــن خــالل دراســتنا لقصــائده وحبا، كذلك الوسـط البيئـي الـذي ترعـرع فيـه، يضـاف إىل ذلـك مـا عايشـه بالثقافة البدوية بأعرافها وعادامـن تقلبـات وحتــوالت اجتماعيـة متالحقـة إثــر عاصـفة احلداثـة، فقــد كـان شـاعرنا حــامال للمسـؤلية الــيت

لقيمـه وتـذكري مببادئـه والتشـهري بكـل مـاهو غريـب مبتـدع فيهـا مـن طـرف ينيطهـا بـه جمتمعـه مـن حراسـة . األفراد

كــل هــذا دفـــع بالشــاعر إىل احلملـــة العنيفــة ضــد احلداثـــة ومــا جـــاءت بــه مــن تغيـــري ثقــايف اجتمـــاعي شـــامل عـــن طريـــق اهلجـــاء املقـــدع لكـــل مظاهرهـــا، فـــربزت عـــدة انـــواع مـــن املفارقـــة يف شـــعره، أظهـــرت

تيــة يف الصــناعة اللغويــة والتالعــب اللفظــي، ومتيــزه يف اقتنــاص أمجــل الصــور ســواء كانــت إمكانياتــه الذاخياليـــة أم وصـــفية وأقـــدرها علـــى التعبـــري، وحســـن توظيفهـــا فنيـــا مبـــا خيـــدم أفكـــاره باعتبـــاره أحـــد فحـــول

.ميدان الشعر الشعيب يف املنطقة

134

لشاعر البدوية؛ أين كان للقدر فيها نصـيبه كما برز أثر الثقافة العربية اإلسالمية واضحا على ثقافة ا ا يف شعرهـاهه إىل ما حيـوالذي لفت انتب بنـاءا . دث من حوله من مصدفات أخذت هي األخرى مكا

:هي ،أهم أنواع املفارقة يف شعره كانت على هذا .املفارقة العامة -1

.املفارقة اللفظية -2

.املفارقة السلوكية -3

.مفارقة النغمة -4

.مفارقة القدر -5

كمـا سـبقت اإلشـارة –واجلدير بالذكر هنا أنه نظـرا لالختالفـات الكثـرية بـني النقـاد يف تقسـيمها ، وهـذا "حممـد العبـد"والتقسـيم الـذي وضـعه " ميويـك"فـإنين اعتمـدت التقسـيم الـذي وضـعه -إليه

. بناءا على ما توفر يف شعره من مفارقات ميكن أن تصنف حسب تلك التقسيمات :لعامةـ المفارقة ا1

ؤون غرضـــهم كشـــف الريـــاء، أو ـرعها ويقدمــــميكـــن أن خيتـــ«" ويكـميـــ"هـــذا النـــوع حســـب ها هجـــا، وهــي مــن أوســع أبــواب املفارقــة الــيت ســلكها 1»اخل....اجلهــل العنيــد، أو الكربيــاء، أواحلماقــة املطمئنــة

: ؛ فلقد كانت بقسميها"أمحد بن سعود"الشاعر . من خالل انتقاده للتغري يف سلم قيم وأعراف جمتمع منطقة سوفاهلجاء االجتماعي اإلصالحي -

كذلك التأرجح بني اجلماعية والفردانية، والذي يربز خاصة يف قصائده الغزلية وموضوع التعامل بـني - . لقد كان هذان النوعان من املفارقة العامة احملور الرئيسي لشعره. األجيال

ضـــرب مـــن اهلجـــاء يوجـــه فيـــه الشـــاعر ســـهامه إىل أمـــور «و وهـــ :الهجـــاء االجتمـــاعي اإلصـــالحي -أم، وهو ال يتناوهلا من جوانبهـا اإلجيابيـة ومثاليـة (...)تتصل بعادات الناس وطباعهم وأخالقهم وصفا

بـــل مبـــا فيهـــا مـــن فســـاد واخـــتالل، واهلجـــاء ســـريع النفـــاذ إىل مـــواطن العيـــب واخللـــل، وال يســـتهويه إال

ا . سي. د -1 .95الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا

135

لـــنقص، فيلتقطهـــا بعينـــه النافـــذة ويـــرى فيهـــا مـــادة غنيـــة بالصـــور فيجمعهـــا املثالـــب ومواضـــع القصـــور وا .1»ويربزها يف صورة منفردة تثري الضيق واالمشئزاز

عنــد اســتخدام اهلجــاء لغـــرض «كمــا يــدخل اهلجــاء االجتمــاعي يف بـــاب املفارقــة العامــة؛ ذلــك أنـــه علـى "عـن أمـره والنيـل منـه، فهـو وف جيري الكشفـة الذي سـري إبراز الضحيـاسي جيـالحي أو قيـإص

أو علــى األقــل يف مــأمن مــن هــذا اهلجــوم " علــى صــواب"ويكــون الــذي سيكشــف أمــره أمــامهم " خطــأ .2»بعينه، وهـــو غـــري "شـــعر الوقـــت"فيمـــا يســـمى " أمحـــد بـــن ســـعود"النـــوع اهلجـــاء يف شـــعر مـــن جتلـــى هـــذا

تمـع بسـبب تغـري انتقد من خالله االحنرافات األخالقية وتفشي. شحيح يف شعره الرذائل والظلـم يف اتمع وأساليب عيشه )2:النص: (، يقول الشاعر-كما مت شرحه يف الفصل األول–نظم ا

يـــــــــــــــــــه ـــــــــــــــــــدنا ف يل ع ـــــــــــــــــــت ا ق هـــــــــــــــــــا الو

يــــــــــــــــــــه ال ــــــــــــــــــــع ام ب ــــــــــــــــــــب ط ي 3شــــــــــــــــــــوف خم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاش ط ع بـ ن ار ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر قـ

ه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد يع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن م ــــك مت ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ال 4ب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس ا ن و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ظ ي ف

ة اد م بشــــــــــــــــــــــــــــــه ــــــــــــــــــــــــــــــديه ــــــــــــــوا اي ــــــــــــــــ يع ب 5اي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاث يس ادي هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال د

ة ـــــــــــــــــــــــــــــــاد ـــــــــــــــــــــــــــــــل جب اف 6هـــــــــــــــــــــــــــــــم ف الغ

م اوكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس ـــــــــــــــــــــــــــــــــــي ف الضــــــــــــــــ

ه ـــــــــــــــــــــــــــــــــاد ت ع ـــــــــــــــــــــــــــــــــابض م ـــــــــــــــــــــــــــــــــن ق 7ال م

يعــدد الشــاعر خصــال أهلــه، فهــم " القــرن الرابــع عشــر هجــري"مــن خــالل حديثــه عــن هــذا الــزمن ينصرون مظلوما وال يراعون عهدا وال ذمة، وهي مثالب وعيوب متثل قيم جبناء منشغلون بالنميمة، ال

والشــاعر بعــد أن راقــب هــذه . ، ومفارقــة لقيمــه البدويــة األصــيلة"واد ســوف"ســلبية غريبــة عــن جمتمــع ـــة ويـــرتك تمـــع انســـحب مـــن امليـــدان مـــدعيا الغفلـــة، ليـــتقمص شخصـــية خماطبـــة جمهول التصـــرفات يف ا

.135م، ص2007، 1سكندرية، مصر، طفوزي عيسي، اهلجاء يف األدب األندلسي، دار الوفاء، اإل - 1ا . سي. د -2 .95الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفايه . أنظر: شوف -3 ال ع ام ب ب ط .أي ما أفضع أخالق أهله: خمياش قـ -4 ط ع بـ ن ار اده . القرن الرابع عشر هجري: ر يع الك متن م .لزمنإحذ، ال تصدق حديث أهل هذا ا: بادة -5 شه م ب ه دي وا اي يع ب . ميكن أن يبيع مقابل املال ويشهد بالزور ضد أقرب الناس إليه: اياث -6 يس ادي ل جبادة . يف: ف . جبناء، ال حيملون أخالق الرجولة: دهال اف .كثريي النميمة، والكالم يف أعراض الغافلني: هم ف الغ . ثقيل محل: اوكاس -7

136

تمــــع حمــــاورة هاتــــه الشخصــــية، وكشــــف هــــذه اآلفــــات والظــــواهر الســــلبية النطباعاتــــه عــــن تصــــرفا ت ا . الدخيلة

تمــع الغافــل كليــة عــن ترصـد الشــاعر لــه، والــذي ميعــن يف ـويتضـح لنــا أن ضحيــ ة هــذه املفارقــة هـو اوع مـن ـضـحية اهلجـاء نـ«فــكمـا قـال الشـاعر، " النـاس"عـة أوفضح عيوبه من خالل أخالق هـذه اجلما

تمع مثقال بذنوب مجيع أفراده، شـريطة أال يكـون مجهـور اهلجـاء ممـن يسـاهم يف كبش ال فداء يقدمه ا . 1»هذه النظرة

الته، كمـا أنـه باسـتنكاره هلـذه العيـوب ووقوفـه يف صـف ـظهر عـدم مبــة فيــأما الشاعر صاحب املفارقـ .القيم األصيلة للمجتمع يبدو على صواب

همنــا أمـا اجلمهـور الــذي يفضـح أ تمـع وخبايـاه فهــو شخصـية مصـطنعة خياليــة؛ حيـث ي مامـه عــار اـــه يـــه : "مـــن خـــالل بعـــض العبـــارات كقول ال ـــع ام ب ـــب ط ي ه "، "شـــوف خم ـــاد يع ـــن م ـــك مت ال بأنـــه حيـــدث " ب

تمع املهجو، فصيغة األمر اليت ورد عليها فعل ، كذلك "انظر= شوف"شخص قريبا منه غريب عن ا، كلهــا دلـت علــى أن املخاطـب شــخص لـيس مــن هــذا "احــذر= بالـك"األمــر وكـاف املخاطــب صـيغة

تمع، إال أنه سرعان ما نكتشف أنه يف احلقيقة هذا املأمور املخاطب هـو املتلقـي وهـو بالضـرورة فـرد انمع . من ذات ا

)4:النص(: ومن مفارقات الشاعر اهلجائية كذلك بعض الوصايا الوعظية، يقول

ــــــــ يب اح ا صــــــــي ــــــــ ت ــــــــال ع ب ـــــــــخ ل اذ ر م ه ص

يل ا ــــــــــــف يـ ـــــــــــــ م ه ـــــــــــــو تـ ي ال و حـــــــــــــالن م ال ك 2ىص

ــــــــــــــــــــــــــــن ــــــــــــــــــــــــــــل ال ضــــــــــــــــــــــــــــجيت م اش ي

ـــــــــــــــــس ا ـــــــــــــــــ حن قة ر اط و اخل ذ م ضـــــــــــــــــايـ ـــــــــــــــــب 3ة ال

ـــــــــــــــــــــــــــــــو الص ـــــــــــــــــــــــــــــــ رب اش ت ب صـــــــــــــــــــــــــــــــا م

ــــــــــــــــــــــــال و ار ع ــــــــــــــــــــــــك ي ــــــــــــــــــــــــ ر بـ ــــــــــــــــــــــــج ر ال ب 4ة ال

ا . سي. د -1 .95الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفال -2 اذ ر . نقص يف األخالق: خصه . الرذائل: الماش . ضقت ذرع منهم: ضجيت -3 ي .الناكرون للجميل: اللاش -4 ت ا صب م كبـ . ال تستطيع الصرب على هاته املنكرات: والصرب ار ي ة والع ال ال رج تمع تزداد انتشار كلما زاد عدد : ر ب هذه السلوكات الغريبة عن ا

.ضعفاء النفوس

137

ـــــــــــــــــــــو ـــــــــــــــــــــا قـ ي ـــــــــــــــــــــ ب ل اش ق شـــــــــــــــــــــا ت م

ـــــــــــــــــك ـــــــــــــــــ ر ثـ اق الش ع يل و ا اقـ يـــــــــــــــــك ل ـــــــــــــــــاب 1ة ل

ـــــــــــــــــــــــــــــــتـ تـ ـــــــــــــــــــــــــــــــو ب ع اش قـــــــــــــــــــــــــــــــل ا تـ م

و ـــــــــــب ـــــــــــتـ ك ال ـــــــــــ ع ب ـــــــــــع افـ صيصـــــــــــة خ ن م 2ه ال

الل اســتدعائه هلــذا النصــائح والوصـــايا لصــديقه املزعــوم يكشــف بطريقــة خفيــة عـــن ـاعر مــن خـــالشــ تمـــع، كمـــا يعيـــ ب علـــى مـــن يوصـــى ســـوء الفهـــم مث ينصـــرف فيمـــا بعـــد اســـتفحال هـــذه الظـــواهر يف ا

ا عليه من قبل . لتوصيته وهو الذي عاونعتقد أن هذا األسلوب سلكه الشاعر للتفلت من اخلطاب املباشر، ولكي حيقق الغاية الكافيـة مـن

.فضح هذه العيوبلقــيم جمتمــع املنطقــة كمــا يتضــح أن هــذه القــيم الــيت ينهــى عنهــا الشــاعر صــديقه قــيم ســلبية مفارقــة

ا...البدوي، فالكذب، واخلبث، وإذاء اآلخرين .اخل، كلها قيم منبوذة ومنبوذ أصحاويكــون ضــحية هــذه املفارقــة األجيــال اجلديــدة للمجتمــع الســائر يف طريــق احلداثــة، والــذين يصــفهم

خبوثـــوا األفعـــال، وصى صـــاحبه املزعـــوم بعـــدم خمـــالطتهم، فهـــم ـفيـــ" نـــاكروا املعـــروف=لليـــاش"الشـــاعر بــــيف حني يبدو الشاعر حكيما صاحب رأي سديد حياول أن يضـع صـاحبه . ميالون إىل الفنت واملشاكل

.على أعلى درجات سلم القيم األصيلةأمــا مجهورهــا فهــو هــذا الصــديق املزعــوم وهــي طريقــة يعتمــدها الشــاعر كثــريا؛ إذ ينســخ لنــا مــن خيالــه

تمع من نقـائص ومسـاوئ، وهكـذا يبعـد مجهـوره دائمـا عـن شخصية ليحاورها ويوصيها عما يف ه ذا اتمع صـاحب تلـك املثالـب هـو املشاركة يف هذه املثالب وهو يف احلقيقة املتلقي والسامع، من مث فإن ا

.نفسه املوصى واحملذر منها )15:النص: (ومن مفارقات الشاعر اهلاجية للمجتمع احلديث، قوله

نـ ـــــــــــة م ل و ـــــــــــا الرضـــــــــــيع شـــــــــــايب جـــــــــــتكم د ه

صــــــــــيف ا ق اســــــــــه ي ــــــــــة وقـ عقون ــــــــــة و كم تكل 3م

ــــــــــــــب اي ز ــــــــــــــب واهل ي وا ع الع ــــــــــــــار ــــــــــــــا يتم له اه

ف ــــــــــــــه ســــــــــــــي ي وا عل ار ــــــــــــــى د ــــــــــــــد اتك 4ايل رق

ؤالء الناس: تشقاش -1 ة . التتعب نفسك يف التفكري ال ب يك اقـ ل يل ع و قا ا ر الش .كثرة التفكري يعود ضرره عليك بسرعة: كثـالك -2 . إحذر: ب ع ه خصيصة افـ .سيء األخالق: الة -3 ل و ة . أتى عليكم عهد جديد: جتكم د كم تكل قونة . خرصاء، غامضة: م صيف . غبية: ع ا ق اسه ي . قيمها ليست مستقيمة: قـب -4 اي ز ب واهل ي وا ع الع ار تم د . يتنافسون على الفنت واملشاكل: ي ف . رضمتدد على األ: اتكى. نام: رق ه سي ي وا عل .وضعوا عليه كثيب من الرمل: دار

138

ــــــــب اي ــــــــوش ط ــــــــزرع م نجــــــــل وال صــــــــدوا بامل حي

ـــــــــ ع ـــــــــن ب ـــــــــة م توت غ وا امل ـــــــــاكل ـــــــــا تزيـــــــــف ي 1د م

صـــــــــــايب يب كـــــــــــان يف امل هم ر ـــــــــــي ط عل يســـــــــــل

ـــــــــــار يف اخلريـــــــــــف ط ر ال م ـــــــــــاد ـــــــــــة ن اك ر 2ال بـ

الــذين ختلــوا " جــتكم دولــة"يف هــذا األبيــات اهلجائيــة تظهــر الغفلــة املطمئنــة يف ضــحية هــذه املفارقــة ـذا علـى خطـأ، ويكـون عن قيمهم األصيلة، فكانت نتيجة ذلـك انتشـار اآلفـا ت والفـنت بيـنهم، وهـم

. الشاعر صاحب املفارقة على صواب باعتباره عايش اجليلنيكمــا يظهــر عنصــر التجــرد يف حيــاده؛ حبيــث يبــدو كأنــه لــيس ممــن أيت علــيهم هــذا الــزمن باســتخدامه

كـائي حـني فحني يتجلـي العنصـر اجلمـايل يف اسـتخدامه األسـلوب احل". جتكم دولة"ضمري املخاطب .يقص جلمهوره أخبار هذا الزمان وأهله

ـذا النـوع مـن النقـد يبــدو جليـا الـدور االجتمـاعي البـارز للشــاعر وهكـذا مـن اهتمـام الشـاعر البــالغ أن يقدم صورة للمجتمع عن نفسه، أن يسمح له برؤية واقعـه وتناقضـاته، أن يكـون بصـره «الشعيب يف

. 3»قاضيه وحكمه، مصلحه وداعية اإلصالح فيه ويف نفس الوقت أن يكون. وبصريته :ب ـ التأرجح بين الفردانية والجماعية

يقــع أســاس املفارقــة العامــة يف تلــك التناقضــات «يــدخل هــذا النــوع يف بــاب املفارقــة العامــة؛ إذ يقــع والـــذايت، دما يتـــأملون مســـائل مثـــل املوضـــوعي ـا يواجـــه النـــاس عنــــالـــيت تبـــدو جوهريـــة ال ميكـــن حلهـــا ممـــ

تمع والفرد، تمع هي أكثر هذه الثنائيات اجتذابا للشـعراء، . 4»اخل...ا إال أن التناقض بني الفرد وام مــن حيــث هــي مقــوم أساســي ومشــرتك وحمــرض أويل للرؤيــة «فالفردانيــة لــدى الشــعراء كافــة يف نظــر

. 5»املخالفة يف عمومها لآلخرحيــث ؛ذاتيــة الشــاعر واجلماعيــة بوضــوح يف قصــائده الغزليــة علــى هــذا األســاس يظهــر التــأرجح بــني

)41:النص: (يربز التضاد بني عاطفته واألعراف البدوية للمجتمع، من أمثلتها قول الشاعر

ب -1 اي وش ط ا تزيف . ال يلتزمون باألعراف والقيم: الزرع م عد م ن ب توتة م غ وا امل اكل .موال احلرام يف اخلفاء يأكلون الرباء واأل: ير -2 ة ناد اك ر . وفرة يف حصاد املنتوجات الزراعية: بـا، ص -3 .161 عبد الصمد بلكبري، الشعر امللحون الظاهرة والدالالا . سي. د -4 ..96الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفان، رؤية يف جتربة الشاعر صالح دبشة، جملة نزوى، مؤسسة عمان للصحافة والنشر والتوزيع واإلعال" سيد اجلنحة"حممد عليم، غواية املفارقة يف -5

.05/01/2014: ، بتاريخhttp:// www.nizwa.com: املوقع اإللكرتوين

139

ــــــــه حيل ـــــــــبل ســــــــاق ار ــــــــع ال ق جن

ــــــــــــة ل ق كحي ــــــــــــو اشــــــــــــه فـ 1هــــــــــــز ادب

حة ــــــــــــــــــــــــب ــــــــــــــــــــــــن الص هــــــــــــــــــــــــز م

ـــــــــــــــن ا ـــــــــــــــه قاصـــــــــــــــد وي رحب و ـــــــــــــــري خل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــة 2فالي

حة غريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده ضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب و

حه ه واتـقـــــــــــــــــــــــى شـــــــــــــــــــــــب ت شــــــــــــــــــــــيـع

ــــن احــــذاي 3مة ـــــــــــــــــــــــــــــن الـــــــــــــــــــــــــــــرد ـــــــــــــــــــــــــز م هــــ

ــــــــــدى ع ة واتـ و حــــــــــدر عــــــــــن حــــــــــز 4و

ـــــــــدى النجـــــــــع ايل عطـــــــــي بالص

ــــــــــــــــــــــــه ــــــــــــــــــــــــد تاويل م ـــــــــــــــــــــــرب ل 5وحم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ب ه قـ اب ل يف اصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو

ه اب س هـــــــــــــــــــــــــز شـــــــــــــــــــــــــر ب ــــــــــــــــــــــــز بـ م ل

ــــــــــــــــــــــــــــــــة هري 6ظــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ه يف عقاب ي ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

ـــــــــــــــــــــة حالب ـــــــــــــــــــــب وجـــــــــــــــــــــالد و ركي

ة شـــــــــــــــــــــــــــاوي 7و

ة ادز شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاوي

ـــــــــــز قـــــــــــل يف ا الع حه ـــــــــــن نشـــــــــــب 8وي

" جنـع"يصور لنا حزنه وأمله الشديد حلادثة رحيل أهل " سعود أمحد بن"يف هذه القصيدة املشهورة لـ ملرات عديدة وهو ما يعـرب عـن شـدة شـعوره بـالغنب " رحل=هز"حمبوبته من جوارهم، فنجده يكرر لفظ

واملـــرارة لفراقهـــا، ومـــع كـــل هـــذا العـــذاب النفســـي جنـــد الشـــاعر ال يـــذكر امسهـــا وال أي وصـــف ملظهرهـــا تمــع "الشــاوية" احلســي عــدا وصــف عــام يف لفظــة ، وهــذه الكلمــة تطلــق كنايــة عــن املــرأة الشــقراء يف ا

. سوف قدميا، وهو ما يدفعنا إىل التساءل عن سبب تكتم الشاعر عن أوصاف حمبوبتهــام ويفســر ســبب هــذا تمــع القبلــي يف املنطقــة ســابقا جنــد مــا جيلــي هــذا اإل وبــالعودة إىل أعــراف ا

إفصاح الشاب عن مشاعره اجتاه الفتاة تعديا على عـرض أهلهـا وقبيلتهـا، التكتم من الشاعر؛ إذ يعتربكمـا تعتـرب الفتـاة الـيت . ونيال من شرفهم وكرامتهم، فيتعرض خلطر ثأر أهلها ومعاقبته علـى هـذه اجلرميـة

تمـع عمومـا أمـا إذا تعلـق األمـر بفتـاة مـن قبيلـة . يصرح الشاب برغربته يف وصلها غري شريفة يف نظر ا

ـبل -1 ه . اجته إىل اجلنوب: ق حيل اشه . ساق مواشيه: ساق ار . أثاثه: ادبحة -2 ة . منذ الصباح الباكر: الصب الي . من أجل استإجار أراضي للرعي: فحة -3 حه . صوت مرتفع بالبكاء: غريده ضب ن احذاي . اختفى عين: اتـقى شب .من قريب: مة . ذهب: حدر .حميط املكان: الردة -4 و ن حز .عن الطريق الذي مير حبزوة: عالصدى -5 طي ب رب . تركنا وسافر: ع د تاو . مصر على الرحيل: حم م ه ل .مجع لوازم سفره: يله -6 اب س . من: م .اختياره صائب: اصو ب ز بـ ه . البئر، حيث توضع له حاشية من اجلبس حىت ال تغطيه الرمال: ل اب .أخذ ما حيتاجه من املاء: هز شره -7 ه ف عقاب ي م يف اخللف: سع . جمموعة احليوانات كبرية من األغنام: وجالد . ركبون على اإلبلالفراد العاجزون عن املشي، ي: ركيب . متشي حيوانا

ة حالب ة . النساء الاليت حيلنب، أو إناث احليوانات احللوبة: و .وصف للمراة الشقراء: شاويا . متشي باختيال: ادز -8 حه ن نشب ز . حني أراها: وي ف قل ي . يندهش عقلي: الع

140

إضـافة إىل مــا ســبق -تربطهـا بقبيلتــه عالقـة جــرية أو قرابـة فــأن اجلرميـة تكــون أكـرب؛ إذ يعتــرب هـذا األمــر . إخالل بقيم القرابة واجلرية، وطعن يف أخالق قبيلته وهو ما يسبب له النبذ واإلقصاء -ذكرهنفهــم كــذلك والشــاعر باعتبــاره حــارس قــيم اجلماعــة وأعرافهــا لــن يرضــى علــى نفســه هــذا، مــن هنــا

عدم جترؤه على ذكر امسها أو أوصافها حىت ال يتعرف عليها فيكشف أمـره، وهكـذا تصـطدم رغبتـه يف إقامــة عالقــة طبيعيــة مــع هاتــه املــرأة بــأعراف وقــيم جمتمعــه الــيت تأكــد علــى أن مصــلحة اجلماعــة مقدمــة

)41:النص: (على مصلحة الفرد، وهو ما اعرتف به الشاعر يف قولهــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــايل ع جن ــــــــــــــــــــــــــــ ق ار ف ز الع ب

ـــــــــــــــــــــــــين ز اي حـــــــــــــــــــــــــو ر د ق ـــــــــــــــــــــــــمج و ه ه يل

ويف موضــع آخــر جنــد الشــاعر يشــكو مــن جديــد رحيلهــا وبعــدها عنــه، ومعانتــه بســبب وقوعــه بــني تمع، يقول )40:النص: (سندان عاطفته ومطرقة ا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــجل ق اي ت ال ي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــالب و ت احــــــــــــــــــــــــــــــــــــز انـ 1اين ســــــــــــــــــــــــــــــــــــاق د ع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ت جـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ال د ر ا د ن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي و يق د صـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ او ل اين ي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ال قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل اجب ع

ش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــح ر م اعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم حل 2ه ول

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ع ح وب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو اط

يــــــــــــــــــــــــــب ــــــــــــــــــــــــــو ز ن ي عــــــــــــــــــــــــــح شــــــــــــــــــــــــــن حب 3ه ل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد اح ضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــح ض ك ون

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف جب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ال حي م ر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب 4ه وب

يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق ح ال كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوالر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب ق ل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه بـ ه د ه صـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ي 5ه وب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ج ن غ اح ب

ـــــــــــــــــــــــــــــــع ـــــــــــــــــــــــــــــــ ك ن ـــــــــــــــــــــــــــــــو نـ ر اب ا صـــــــــــــــــــــــــــــــم 6ة ب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــط ن اح ر وا جل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالك س حن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــط ع م ة د ب 7ة وب

ق جل -1 ال تاي احت .املتفردة جبماهلا على كل األجيال: ي ساين . ابتعدت: انـز .أعجزين عن الوصول إليك: اقد -2 ه . مال إليه: اجب حول ر ش م و .مع من رحل من قريب: اعم حلعد -3 ح وب ه . ابتعد بعدا سحيقا: اطو ل ن زو .أشتاق كثريا لرؤيته: نشحي عه : . ضاح ضح -4 وب ب : .حيف جبيق كالح -5 ي. تغري طعمه: الر ل ب ه . ريح السموم: ق وب ه د هبـ صه .تلفح نسائمه احملرقة: ياح -6 شب نج ل غ .مجيل العيون: ماح -7 ر فوا جل ة . نكأت جروح قليب: نط وب ط ع .متورمة: م

141

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر م ين ال ــــــــــــ اح ت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذ ه ناق ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د اق 1ه وب

بصعوبة التوفيق بني عاطفته واألعراف القبيلية الصارمة، ووقوعه بني األبيات يف هاته يصرح الشاعر تمـع ويسـعى خيارين « أحالمها مر، إمـا أن يقمـع رغبتـه يف احلـب الطبيعـي، وإمـا أن يتمـرد علـى قـيم ا

بنفســه إىل إقامــة العالقــة كمــا متليهــا عليــه عاطفتــه اإلنســانية، ويف هــذه احلالــة ال بــد مــن تكســري قيــود ذه العاطفة . 2»املعايري االجتماعية اليت ال تعرتف

تمــع مبفـرده فـال يـرى لنفسـه حــال سـوى كـتم هـذا السـر وكــبح ومبـا أن الشـاعر عـاجز عـن موا جهـة امجـــاح رغبتـــه حـــىت حيـــافظ مكانتـــه يف جمتمعـــه، لـــذلك نـــراه رغـــم مـــا يعانيـــه مـــن أمل يفتخـــر بقدرتـــه علـــى

)40:النص: (الصرب وإخفاء السر واحملافظة على العرف االجتماعي، يقولــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر م ين ال ــــــــــــ اح ت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذ ه ناق ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د اق 3ه وب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ين ال ـــــــــــــــ اح ب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاك ي ف ر ي ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك ن 4اين ن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنـ ر بـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ى ن اح ت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ع جــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر نـ 5اين هــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ي د ر غ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد والكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذب حي

الش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالل يث د حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو 6اين ق

ومن املفارقات اليت يظهر فيها التعارض بني الرغبة الفردية وقيم اجلماعة يف موضوع صراع األجيـال، ز التصادم بني السلطة األبوية املطلقة وحريـة التصـرف يف شـؤون األسـرة صـغارها وكبارهـا، ورغبـة أين يرب .يف االستقاللية الذاتية وتسيري األسرهم املصغرة -خباصة الذكور–األبناء

مـن خـالل قصـيدته " أمحـد بـن سـعود"جتلى هذا التصادم بني رغبات األبناء وسلطة اآلباء يف شـعر )38:النص: (حادثة بيعه جلمل ونقض والده هلذا القرار برد اجلمل، يقولاليت تروى

تاح -1 ر ه .لست سعيدا: الين م .ناعسة العيون: سناق هذوب .12اهللا، ص ءأمحد زغب، ديوان أمحد عطا -2تاح -3 ر ه . لست سعيدا: الين م .ناعسة العيون: سناق هذوباح -4 ب كمي. لست ثرثار: الين م اين . أخبأ، أحتفظ: ن .الكنني هو الضمري وما يكنه يف الصدر: اكنري د -5 هاين غ .حر طليقا: رد -6 الش . يتوقف: حي قاين . ما سبب، ملاذا: و . احلديث التافه اجلارح: حديث الل

142

ىل ـــــــــــي و جـــــــــــل عل ـــــــــــدل حل ـــــــــــرت ب غم

اجي ســــــــــــــــله ــــــــــــــــو ــــــــــــــــني اجل ــــــــــــــــا ب ــــــــــــــــب م 1والقل

وهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا د ــــــــــــــــــــــــــــيت ر ـــــــــــــــــــــــــــــــــ بيع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــا غزوهـــــــــــــــــــــــــــــــــا ه تـ ـــــــــي ايل زد ــــــــــــــــــــــــ امه ر د 2و

ــــــــــــــــــــــــــــــى توص ــــــــــــــــــــــــــــــا ن ســــــــــــــــــــــــــــــاب م حن

ــــــــــــــا ســــــــــــــاب م ــــــــــــــه و حن ــــــــــــــاير خص ب ــــــــــــــدير د 3ن

ـــــــــة ـــــــــا عس ي ـــــــــوا عل ط ال حي ـــــــــت و ال خن و

ة ال خطيــــــــــــــــــــــت الشــــــــــــــــــــــار اب و ين كــــــــــــــــــــــذ ال 4و

ة فــــــــار وز كــــــــل قـ ــــــــز وحــــــــي نـ ســــــــاب ر حن

ه ـــــــــــــــــــار ـــــــــــــــــــا دي ـــــــــــــــــــم علي ه ـــــــــــــــــــا جي ـــــــــــــــــــد م ع 5والب

ىل ــــــــــــــــــــــــــــو وحــــــــــــــــــــــــــــي م ــــــــــــــــــــــــــاب ر ســ حن

ســــــــــــاب روحــــــــــــي نـ لــــــــــــة و حن و ىل ط ــــــــــــو ــــــــــــود م 6ع

، ليتبعهــا بأبيــات يشــيد فيهــا بنفســه باعتبــاره "غمــرة"لقــد افتــتح هــذه القصــيدة بوصــف احلادثــة بـــ ـــا كاملـــروءة، والشــهامة، والصــدق، : حارســا للقــيم االجتماعيــة ويعــدد املناقــب واخلصــال الــيت يتصــف

وكأمنا لسـان حالـه يقـول «اخل، ...طاعة الوالدين،واألمانة، واحلرص على القيام بالوجبات االجتماعية و تمعيـــة النبيلـــة ال يعقـــل اجتماعيـــا وال أخالقيـــا أن تكـــون حالـــه علـــى هـــذه إنـــه بســـبب رعايتـــه للقـــيم ا

، فاملنطق أن التميز بتلك اخلصال واحملامد تكسب صاحبها مكانة تفرض علـى اجلميـع احـرتام 7»اخليبة . احرتام قراراته

األب هـــو املتصـــرف يف ملكيـــة العائلـــة وخيضـــع لـــه أفرادهـــا «تمـــاعي يقضـــي بـــأن إال أن العـــرف االج ويلقـى االحــرتام مــن اجلميــع، ويشــرف علــى مراقبــة ســلوك مجيــع األفــراد ويــرى نفســه املســؤول األول عــن

، هـذا األمـر خيلـق 8»كل ما خيصـهم، حـىت أبنـاءه الكبـار الـذين جتـاوزوا سـن الطفولـة وأصـبحوا راشـدينتمـــع تعـــارض مـــا يشـــعر بـــه األبنـــاء مـــن نضـــج جيعلـــه يرغـــب يف احلصـــول علـــى العضـــوية الكاملـــة يف ا

رت - 1 م اجي. وصف للجمل: حلجل .غريبة من الغرائب: غ .اقتلعه: سله . جوارحي: اجلوي -2 امه در زوها. نقودي: و . استولوا عليها: غ3- ة . الغريبة الكبرية: دة اشاي ب يل . الواجب: الصايـ و تـ ا ت ه ابـ .الواجب يف حقه يرفض: يف صوة -4 ي عس ل وا ع ة . وضعوا على مراقب لتصرفايت: حيط .حدت عن الطريق: خطيت الشارساب روحي -5 وز . أظن نفسي: حن ة . أجتاوز: نـز فار هم . كل الصعاب: كل قـ .ال أهاب: جيىل -6 و لة . صاحب امللك: م و ىل ط و ود م .أصبح صاحب شأن وقيمة عالية: نـع - غريبة من الغرائب: غمرة. .11اهللا، ص ءأمحد زغب، ديوان أمحد عطا -7 .17، ص 1986زائر ، دط، ، املؤسسة الوطنية للكتاب، اجل)دراسة ميدانية(عبد احلميد بورايو، القصص الشعيب يف منطقة بسكرة -8

143

اذ القــرارات وحتمــل املســؤولية، ومــا تقضــي بــه األعــراف االجتماعيــة مـــن ـباعتبــاره رجــال قــادرا علــى اختــ )38:النص: (متنح الوصاية لألباء على أبنائهم، وهو ما يلخصه الشاعر بقوله" عصوبة"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ايكيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ي ه الب

يــــــــــده ـــــــــاش ف ـــــــــه م فت ل يل ك ـــــــــى ا ب عل صـــــــــع ي 1و

د عنـــــــه ســــــــيده يل ر ـــــــب حـــــــىت ا اشـــــــي عي م

ة ـــــــــــــــري ق ـــــــــــــــه حت ـــــــــــــــر ل ي خصـــــــــــــــه واد م تـر 2القـــــــــــــــو

اعيـــــــــــــــــــده م يـــــــــــــــــــه الـــــــــــــــــــرتس ا ـــــــــــــــــــب عل ايرك

ـــــــــــــــديرة ـــــــــــــــال حت دة ب ـــــــــــــــوك عـــــــــــــــن صـــــــــــــــع ق 3اير

ى و ر شــــــــــــــــــــــــــتـ ه امل صــــــــــــــــــــــــــري ــــــــــــــــــــــــــع واصم ي الب

ه ــــــــــــه عــــــــــــد غــــــــــــري فت ل يل ك ــــــــــــى ا ب عل ــــــــــــع ص 4ي

هكــذا تــربز املفارقــة بــني الــذايت واالجتمــاعي بوضــوح مــن خــالل رغبتــه يف التصــرف يف أمــالك أســرته .ومعارضة والده رغم ما يبذله من جهد يف سبيل محاية إسعاد أهله

:المفارقة اللفظية -2ا النـــوع مـــن املفارقـــات األبـــرز واألكثـــر شـــيوعا مـــن بـــاقي أنـــواع املفارقـــة يف جـــل األجنـــاس ذهـــيعتـــرب

شــكل مــن أشــكال القــول يســاق فيــه معــىن مــا، يف حــني يقصــد منــه معــىن آخــر خيــالف « األدبيــة، وهــيكمـا؛ مبعـىن «، ويعتمد أساسا على 5»غالبا املعىن السطحي تغيري جمال االستعمال اللفظـي إىل الضـد

حبيــث إىل حقــل داليل آخــر؛ تقــال اللفــظ مــن حقلــه الــداليل املعــروف لــه يف أصــل االســتخداممبعــىن ان . 6»يقيم عالقة داللية جديدة مع لفظ آخر، من نوع التضاد أو التخالف لغاية انتقادية

مـدلولني متناقضـني، أحـدمها ظـاهر قريـب نتيجـة تفسـري البنيـة «ذا يؤدي الـدال يف املفارقـة اللفظيـة ذلـك أن جـوهر هــذا ،7»غويـة حرفيـا، واآلخـر ســياقي خفـي جيتهـد القــارئ يف البحـث عنـه واكتشــافهالل

.8»انقالب يف الداللة«" ميويك"النوع من املفارقة حسب

يده -1 ك يده . يعجز عنه: اي اش ف ه م فت ل .حيكم فيه غريه: كاشي -2 نه سيده . ليس عيب: م د ع يل ر م . أن ينقض بيعته والده: حىت ا خصه. الناس: القو ة . تنقص من مكانته: تـر ري ق ه حت ر ل .ويستهزء به: وادير -3 اعيده اي م يه : كب الرتس ا ل ديرة . جيعلونه موضوع حوارهم ع ال حت دة ب ن صع قوك ع ر .يعظمون من شأن هذا األمر التافه: ايه -4 د غري ه ع فت ل .مسؤولية األسرة بيد غريه: ك .71، ص)دراسة يف بنية الداللة(حممد العبد، املفارقة القرآنية -5 .73جع نفسه، صاملر -6 .73، ص)جممع األمثال للميداين أمنوذجا(نوال بن صاحل، خطاب املفارقة يف األمثال العربية -7ا . سي. د -8 .147الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا

144

ـا املفارقـة الـيت يكـون فيهـا املعـىن الظـاهري واضـحا ال «ومن هنا ميكن حتديد املفارقة اللفظيـة علـى أ. لية مؤثرة، وكثـري مـا يكـون املعـىن فيهـا هجوميـا وخاصـة يف الشـعر اهلجـائييتسم بالغموض وذا قوة دال

ى ـ، لـذلك فإنـه إلدراك املعنـ1»هذه املفارقة يتعمدها الشاعر وخيطط هلا عرب التضاد بني املظهر واملخربيقي هلــذه املفارقــة البــد مــن النفــاذ مــن احلــدث اللغــوي اللفظــي إىل حــدث املغــزى، أو مــن ـى احلقـــاملعنــ

. مقصد القائلالقول إىل .التنافر البسيط، املفارقة البالغية: مفارقيت" أمحد بن سعود"ولقد توافر من أقسامها يف شعر

:أـ مفارقة التنافر البسيط، وهـــو (...)ني علـــى التنـــافر أو عـــدم التوافـــقجتـــاور شـــديد بـــني ظـــاهرت«وهـــي مفارقـــة تشـــمل علـــى

.2»أو صورتني متنافرتنيأسلوب يقوم على جتاور دون تعليق بني قولني )17:النص: (انتقاده الساخر ملظاهر احلداثة، يقول" أمحد بن سعود"من أمثلتها يف شعر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــت غــــــــــــــــــــــــــــــــــايل شــــــــــــــــــــــــــــــــــانه ي ب

ـــــــــــــــــــــــــــة ان يط ـــــــــــــــــــــــــــا ق دن ايل ر ـــــــــــــــــــــــــــة الـــــــــــــــــــــــــــو ل 3ق

ـــــاب التـــــاي يف ســـــخانه ـــــاز ط و ع الغ

ه ــــــــــــــــــــــار ــــــــــــــــــــــون يقــــــــــــــــــــــدي ن ان والكن ــــــــــــــــــــــرد بـ4

ـا يف تغطيـة حاجـة الفـرد علـى حنـو لقد كشف تنافر الصـورة عجـز منتجـات احلداثـة علـى أخـذ مكاشر دفئـــه يف أرجـــاء اخليمـــة، ـد احلطـــب الـــذي ينتـــن موقــــمــا كانـــت عليـــه البــداوة، فـــال جمـــال للمقارنـــة بيــ

يميـة فيجمع حوله أفراد األسـرة يف شـتاء الصـحراء القـارس ويضـفي علـى عالقـات األسـرة املتماسـكة مح .ودفئ، وبني موقد الغاز الذي ال يتجاوز دفئه من يقابله

ن املتجـاورين يف عجـز البيــت الثــاين بتفتيـت املعـىن ظاهريـا مــن جهـة، وربـط ـارخ بيـاقض السـيقوم التن أواصــر الصــورة املفارقــة بإحكــام مبــا خيــدم تنديــده باملظــاهر املاديــة للحداثــة مــن جهــة أخــرى؛ إذ كيــف

ذا الربد هو بـرد يعقل أن ي شعر املرء بالربد واملوقد يستعر أمامه، إال أن الواقع يكشف لنا أن املقصود

.26/03/2014: يوان العرب، بتاريخد: ، موقع)جمروح قوي(أسامة عبد العزيز جاب اهللا، مجالية املفارقة النصية قراءة بدائية يف ديوان -1ا . سي. د -2 .87الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفاايل -3 لة الو م هم الذين كانوا سيقومون بكل األعمال املتعلقة بالرعي والرتحال بدال عنهأي ليس له : ق دنا. أبناء الذكور أل انة . جعلنا: ر يط نقاطن : ق

.القرية أو املدينةنقاطن ونستقر يف .إبريقه: سخانه. الشاي: التاي. على: ع -4

145

ات األســـرية الـــذي كانـــت تؤمنـــه قـــيم البـــداوة، فـــاملعىن األول بـــرد جســـدي ـقاد لـــدفئ العالقــــروحـــي وافتـــ .واملعىن الثاين برد معنوي

التنـاقض الـواقعي بيــن البـداوة والتحضـر، فــ ذا التنـاقض اللفظـي إلبـراز مـدى ـهكـذا يسـتغل الشـاعر هـ . 1»التناقض فكرة تقوم على استنكار االختالف والتفاوة بني أوضاع كان ينبغي أن تتفق وتتماثل«

:ويتشكل املسار الداليل هلذه املفارقة على النحو التايله ( )الكنون يقدي نار

النار تستعر

ان (احلدث املفارقي احلدث الطبيعي الدفء د ر )بـ تناقض

. برد معنوي مفكك األسرة برد جسدي )2:النص: (ويف ذات املعىن يقول الشاعر

ـــــــــــــــــــــــــــوا يف ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ن بـ ي

ة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد ي اشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي بز ع ر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال 2ط

الــذي " ســاس"يف هــذا البيــت املبــين علــى التنــاقض اللفظــي يقــدم لنــا الشــاعر تصــوير هلــذا األســاس ما زاد ارتفاعا زاد ضعف وتفكك عكس مـا هـو مـألوف، فاألسـاس عـادة مـا يوضـع لتمتـني وتثبيـت كل

وهــي صــورة معــربة عــن املســار العكســي والتنــاقض الــواقعي للمجتمــع؛ إذ كــان ينتظــر مــن . بــاقي البنــاءــــؤدي إىل املزيــــد مــــن االســــتقرار والتما ســــك احلداثــــة مبــــا فيهــــا مــــن انتشــــار للتعلــــيم والرفــــاه املــــادي أن ت

إال أن ما حدث كان العكس، فقد صاحب هذا الرخاء املادي والتنـوير الفكـري تيـار مـن . االجتماعي . اآلفات االجتماعية واالحنالل األخالقي، مؤدية إىل اضطراب حياة الفرد واجلماعة على حد سواء

: ، بتاريخhttp:// www.nizwa.com :كمال أمحد غنيم، املفارقة التصويرية يف شعر أمحد مطر، جملة نزوى، املوقع اإللكرتوين -1

05/01/2014. اشي -2 .بايل، رث: ر

146

: يتشكل املسار الداليل هلذه املفارقة على النحو التايل ع ( ال مرتفع) ط

نوا يف ساس ( )يبـ

ة ( اد ي اشي بز .كلما ارتفع رث أكثر) رتمــع أن تلــك النتــائج غــري املتوقعــة لــذلك املســار كــان هلــا وقعهــا البــالغ العكســي املصــاحبة حلداثــة ا

: يره بطــرق شــىت منهــا مــا رمســه يف موقــف آخــر متنــاقض، يقــولعلــى نفــس الشــاعر وهــو مــا دعــاه لتصــو )2:النص(

ـــــــــــــــــــــــور القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراص ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يث

ه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد ل ف زن ــــــــــــــــــــــــــــــــق صــــــــــــــــــ 1ع ايل ي

:يتشكل املسار الداليل هلذه املفارقة على النحو التايل تنطلق الرصاصة) يثور القراص ( ه ( ناد ز ل ف صق ).تعود على من أطلقها( سار العكسي امل) ع ايل ي

اإلدانـة واملـرح، «لقد خدمت مفارقاته اللفظية موقفه من هذه التغريات االجتماعية، فقـد مجعـت بـني ا الشـاعر عـن األسـلوب الـوعظي املباشـر . 2»ومحاية املتكلم من التعليقات احلرفية املباشرة كما انزاح

قـي، ليوصـل رسـالته التنبيهيـة مـن خمـاطر تغـري أخالقيـات جمتمـع املنطقـة علـى املباشر الذي ينفر منـه املتل .أكمل وجه عن طريق مراوغات لفظية مجعت بني املتعة واإلفادة يف آن واحد

":الكناية المعكوسة"ب ـ المفارقة البالغية ، فقـد 3»بينهمـا ة تقوم على اجلمع بـني شـيئني متنـافرين ال عالقـة جتمـعـارة عن صورة بالغيـعب«وهي

فقــــد اختــــذ الشــــاعر مــــن بعــــض األجنــــاس البالغيــــة مطيــــة لقلــــب العالقــــات اللغويــــة جتســــيدا النقــــالب العالقــات االجتماعيــة، فنجــده يعــول علــى بعــض الكنايــات لغوايــة الصــورة ومــن مث غوايــة املغــزى، منهــا

)13:النص: (قوله

ثو -1 اص ي ل :. ر القر صق .بندقيته: جيهز زناده : ي .80، ص)جممع األمثال للميداين أمنوذجا(نوال بن صاحل، خطاب املفارقة يف األمثال العربية -2 .13م، ص2008/هـ1425، 1موسى ربابعة، مجالية األسلوب والتلقي، دار جرير، عمان، األردن، ط -3

147

اســـــــــــــــــــــــــه ـــــــــــــــــــــــــد النـز ع ـــــــــــــــــــــــــر بـ والطه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة دي 1صـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــياد صـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد احل

إال أنــه . تــوحي يف ســياقها الــديين بالتوبــة والتحــول عــن املعصــية" الطهــر بعــد النزاســة"فتوظيفــه لعبــارة يفاجئنا بتلـك الصـورة املعكوسـة؛ ففـي حـني توقعنـا أن يصـور لنـا هـذا التائـب بالصـياد الـذي يعثـر علـى

ا . ، وهــو مــا يوقعنــا ظاهريــا يف حــرية"حديــدة"صــيد مثــني جنــد هــذا الصــياد يصــيد لكــن تعريــة مالبســااللغوية واالجتماعية تكشف أن هذا الصائد هـو املسـؤول الـذي يقـوم بكـل احليـل يف اسـتغالل منصـبه، مث يظهـــر بلســـانه احلـــرص علـــى خدمـــة املـــواطن، وهـــي أالعيـــب مل تعـــد جتـــدي نفعـــا مـــع املـــواطن الـــذي

. ه سوى سنارتهضاقت نفسه من مثل هذه التصرفات، لذلك لن يصيد هذا املسؤول بأكاذيب : وعليه يتشكل املسار الداليل هلذه املفارقة على النحو التايل اسه ( :القسم األول من اخلرب د النـز ع ر بـ أصاب صيدا مثينا: التوبةـ ـ ـ املتوقع )الطه

ديدة صياد :(غري متوقع: القسم الثاين )صاد احل )8:النص: (ومن كناياته اليت وظفها لتصوير االختالل القيمي لعصر احلداثة، قوله

اه حن اء صــــــــــــــــــــــــــاص شــــــــــــــــــــــــــب الـــــــــــــــــــــــــــم

ف بالكتــــــــــــــــــــــــــان ل ـــــــــــــــــــــــــدلوا ف الـــــــــــــــــــــــــــم ب 2ونـ

دون جيعل مـن البيـت يبـدوا للوهلـة األوىل بـ" فسد= املاء صاص"إن التناقض الذي قامت عليه عبارة . معىن :إال أنه بالعودة لألبيات السابقة له يف القصيدة، منها قوله يف املطلع

ــــــــــــــــــــــــــاله ــــــــــــــــــــــــــا م ــــــــــــــــــــــــــت ي ق هـــــــــــــــــــــــــــ الو

ــــده شــــان ــــا عــــاد عن ــــق م قــــص واحل ه نـ ط 3شــــر

تمـع ومعـايري ه وبربط هذه األبيات كذلك بالسياق االجتمـاعي الـواردة فيـه، أيـن خيربنـا بـأن ثوابـت انكتشــف أن هـذا التنــاقض يف العبــارة هـو الــذي وجــده . قـد تزعزعــت ومل يعـد للعــدل واحلــق فيهـا مكــان

الشــاعر مناســبا حلمــل املعــاين املعــربة عــن مــدى التغــري الــذي مــس القــيم والثوابــت األساسيـــة للمجتـــمع، ل فســاد العنصــر والفسـاد األخالقــي الـذي كــان أول غيـث احلداثــة إىل جمتمـع املنطقــة، فلـيس مــن املعقـو

ر -1 اسه . لطف الكالم بالكذبالطهارة، ويعين : الطه ديدة . النجاسة، ويعين األعمال الرديئة: النـز .السنارة: احل صاص -2 اء اه . فسد املاء: الـم حن تمع: ومعىن هذه الكناية. رأينا وحدث بالتأكيد: شب . لقد فسد كل شيء أصيل من ثوابت هذا االه -3 ا م ت ي ق ه نـقص . رجى منه خريهذا الزمن ال ي: هـ الو ط نده شان . احنصرت فيه القيم األصيلة: شر اد ع ا ع ق م ختلى الناس عن احلق : احل

.واألخالق الكيمة وانتشرت فيه املنكرات

148

كعنصـــر الضـــروري واألساســـي حليــاة كـــل شـــيء علـــى األرض والـــذي ال حيتـــاج إىل أي " املـــاء"الطبيعــي . إضافة إلصالحه

، واملعـىن "املـاء"ا واملزدوجة دالليا، إذ املعـىن الظـاهر فسـاد شـيء ماديـا ـاقضة لفظيـارة املتنـإن هذه العب :لتها على النحو التايلتتشكل الدال" األخالق"الباطن فساد معنوي

اه حن اء صاص شب فساد شيء طبيعي : املعىن السطحي الـم فساد أخالقي: املعين املفارق

ة تعاضــد فيهــا لعبـة لغويــ«لقـد جنــح الشــاعر يف صـياغة مفارقــات الواقــع االجتمـاعي املتغــري يف شــكل . 1»العبقرية الذهنية مع اإلدراك العقلي، إلشراك القارئ يف متعة اإلبداع واملراوغة

:مفارقة القدر -3تنشــأ هــذه املفارقــة عــن مصــادفات الــيت تعــرتض ســبيل وصــول اإلنســان إىل غاياتــه وطموحاتــه تفــوق

إذ يعتقــد أن بعــض مــا حيــدث «در؛ قدراتــه الطبيعيــة، ويعجــز عــن تفســريها فريجعهــا إىل قــوة غيبيــة كالقــأو يف هيئــة (...)، يكــون مــن فعــل قــدرة شخصــية غــري بشــرية ســواء كانــت تلــك القــدرة يف شــكل إلــه

.2»قدر، أو احلياة، أو احلظحتـدث مصـادفة دومنـا «هذه املفارقة تقوم على غرابة املوقف ووقوع األحداث بأسباب خفية؛ حيث

وجنـد مثـاال عنهـا عنـد . 3»ال دخـل لإلنسـان يف توليـدها(...)قـدار مسبق، إمنا هي من صـنع األترتيب يف حديثه عن التفـاوت يف حظـوظ النـاس يف هـذه احليـاة، واالسـتفادة مـن " أمحد بن سعود"عند شاعر

)19:النص: (خريات الطبيعة، معقبا عن شعوره إثر سقوط املطر، يقول الشاعر

ــــــــــــــــــــــــــال هر يف احل ـــــــــــــــــــــــــن الـــــــــــــــــــــــــد ال مت و

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ال تـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال و وم عي 4ر

اج خلضر، باتنة، اجلزائر، السنة دكتوراه، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة احل: جنوى منصوري، املوروث السردي يف الرواية اجلزائرية، خمطوط -1 .195، ص2012-2011: اجلامعية

ا . سي. د -2 .42الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا .151-150، ص)جممع األمثال للميداين أمنوذجا(نوال بن صاحل، خطاب املفارقة يف األمثال العربية -3ال -4 هر يف احل ال متن الد وم . ن لصروف الدهرال تأم: و ر يال . تستحسن صحبته: تـ .من ال ينصح غريه: ع

149

ـــــــــــال ي ة ر م ســـــــــــو ك ب ـــــــــــع صـــــــــــاحب ي ب ال ت و

ـــــــــــــــــــــــــــــــــب ـــــــــــــــــــــــــــــــــظ خاي ف ه ل ع ــــــــــــم ال تســـــــــــــــــــــ 1وـــــــــــــــــــالل ـــــــــــــــــــى صـــــــــــــــــــهد م حـــــــــــــــــــد عل ا و

ـــــــــــــــــكني ينجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 2م

ــــــــــــــــــــالل ظ ــــــــــــــــــــني ل ــــــــــــــــــــد ب آلخــــــــــــــــــــر رق و

ــــــــــــــــــــــــــــــــــب اي ــــــــــــــــــــــــــــــــــب والكت 3كــــــــــــــــــــــــــــــــــان خلطـــــــــــــــــــــــــــــــالل ع نصــــــــــــــــــــــــــــــر بـ ــــــــــــــــالم تـ ســــــــــــــ ل

حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال قضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقا م 4ض ل

ســــــــــــــــال ســــــــــــــــل بضــــــــــــــــع يب كــــــــــــــــاس الع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه تاي ل غفرت ل 5اســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــتـــــات، تمـــع يف احلقــــوق والواجب ينتقـــد الشـــاعر يف هـــذه األبيـــات ظـــاهرة عـــدم التســـاوي بـــني أفـــراد ا

والتفــاوت يف االســتفادة مــن خــريات الــبالد بــني مــن يتعــب ويشــقى دائمــا وهــو يكــاد يعجــز عــن لقمــةعيشه، ومن هو يف النعيم والظالل صارفا وقته يف امللذات واللهـو دون أن ينـزف قطـرة عـرق مقابـل كـل

. ذلك الرتف، فـال جنـد ملفارقتـه 6»القـيم السـلبية جمـردة دون نسـبتها إىل أحـد بعينـه«كما جند الشـاعر يصـور هـذه

ويرجـع -حسـب قولـه–اخلوان هذه ضحية بارزة؛ إذ ينسب التفاوت وعدم املساواة إىل صروف الدهر خادعـا متعمـدا (...) مـن املـألوف أن تتصـور القـدر«سببه إىل القدر والقضـاء ومشـيئة اهللا يف خلقـه، فــ

ــاز أن مثــة قصــدا وراء عمليــة إثــارة األمــل فينــا أول األمــر مث ، (...) فقــد حيســب املــرء ولــو مــن بــاب ا .7»قلبته بشكل منتظم

:مفارقة النغمة -4

ال -1 ي ة ر م سو ك ب يع صاحب ال تب ب . ال تتخلى عن صديقك مقابل املال: و ظ خاي ف ه ل ع ال تسم .ال تشتمه: والل -2 نجال . يتربم من الضيق والشدة كأنه على نار: صهد م ا من لفظة اجلايل وهي تعين الذي ليس له مأوىأعتقد : ي .أني لظالل -3 د ب ب . ك إال :كان . يعيش يف نعيم وراحة: رق اي ت .امللفات والوثائق: خلطب والكالل . املسلمون: لسالم -4 ع حال . علي ابن أيب طالب كرم اهللا وجهه: بـ ضقاض لم .معىن يشبه فاتح املدن يقطع قطعا قويا، يف: قسال -5 ب ضع ي .مر ال يستصاغ طعمه: ب .14اهللا، ص ءأمحد زغب، ديوان أمحد عطا -6ا . سي. د -7 .43الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا

150

–تعىن أداء املنطوق «مد هذا النوع من املفارقة على نربة املتكلم وطريقة أدائه الكالمي، وهي يعت كمية، يعول عليها يف إظهار التعارض أو التضاد، بني ظاهر املنطوق وباطنه، -على الكلية بنغمة

وبني سطحه وعمقه؛ حبيث تقتلع هذه النغمة التهكمية حمتوى ذلك الظاهر ملصلحة الباطن، ومبا أن هذه املفارقة تعول أكثر على املعىن التهكمي فهي تدخل يف باب الذم مبا يشبه 1»املضاد

توجيه إهانة يف كياسة أو أدب ال «املدح كما هو معروف يف البالغة العربية القدمية، فهي على شاكل يستحقها ، وذلك كأن نطلق لقبا يدل على املكانة العالية والسمو على شخص ال2»لوم عليهما

.كما وإظهارا ملكانته احلقيقية على عكس القولبنغمة سامية عالية، وذلك إلظهار التهكم على مستوى اللفظي «وعموما تتميز هذه املفارقة

:وتعرف هذه املستويات باألرقام (...)أربع مستويات «، كما تنشط نربة الصوت يف إطار 3»والرتكييب :باألرقام .درجة منخفـضة -1 .وسطةدرجة مـت -2

.درجة عاليــة -3

.درجة عالية جدا -4

.4»من املؤكد أن هذه املستويات األربعة ليست مطلقة بل نسبية )1:النص: (جند من أمثلة هذه املفارقات قوله" أمحد بن سعود"وإذا تفحصنا شعر

حنا شـــــــــــــــــــــــــــــــيدة ا شـــــــــــــــــــــــــــــــب ـــــــــــــــــــــــــــــــاذ م

عيــــــــــــــــدة ور ب ــــــــــــــــر ــــــــــــــــن بـ نــــــــــــــــا م ع ط ا ق ــــــــــــــــاذ 5وم

ـــــــــــــا ـــــــــــــوم ران ـــــــــــــوم اجديـــــــــــــدة والي يف عل

ـــــــــــــــــع والطاعـــــــــــــــــة ـــــــــــــــــا امس اخي ـــــــــــــــــت ي ل اش قـ 6و

.53، ص)دراسة يف بنية الداللة(حممد العبد، املفارقة القرآنية -1 .53املرجع نفسه، ص -2 .115، ص)جممع األمثال للميداين أمنوذجا(ال بن صاحل، خطاب املفارقة يف األمثال العربية نو -3 .58، ص)دراسة يف بنية الداللة(حممد العبد، املفارقة القرآنية -4عيدة . رفعة الشأن :شيدة -5 ور ب ر .أماكن بعيدة: بـوم اجديدة -6 ت . .وضع جديد، أخالق وقيم غري مألوفة: عل ل اش قـ .كل ما قلت: و

151

تمـع البـدوي الرتاتبيـة مـع مـا أتـت هذه األبيات اليت وردت يف سياق اجتمـاعي تعارضـت فيـه قـيم اتمع، لذلك فإن معرفة معناهـا احلقيقـي مسـتعص به احلداثة من منح حريات أكثر لفئات خمتلفة من ا

لتفسري احلريف األلفاظ دومنا اسـتعانة بـالواقع االجتمـاعي للمنطقـة، ففـي منظـور حتليـل اخلطـاب أن عن احوي أو الــــداليل منعــــزال عــــن غــــريه، ولكنــــه ـه النـــــيف تركيبــــ -رجعـأو يستــــ –معــــىن املنطــــوق ال يســــرتد «

ن يســـرتجع فقـــط مـــن موقعـــه يف سلســـلة اخلطـــاب، وبنيـــة اخلطـــاب هـــي الـــيت تضـــبط املعـــىن الـــذي ميكـــ . 1»توصيله

أي ،مـن هــذا املنطلـق فــإن قرينـة هــذه املفارقـة تكــون يف عالقـة التضــاد الـداليل مــع البيـت الســابق لــه :قوله

حنا شـــــــــــــــــــــــــــــــيدة ا شـــــــــــــــــــــــــــــــب ـــــــــــــــــــــــــــــــاذ م

عيـــــــــــــــــدة ور ب ـــــــــــــــــر ـــــــــــــــــن بـ نـــــــــــــــــا م ع ط ا ق ـــــــــــــــــاذ وم

ـوم اجديـدة " أمـا يف قولـه ـا يف عل ـوم ران أفكــار، =اعلـوم"أن هــناك يف صـدر البيـت فقـد أفـادت" واليتمع؛ أي هناك وضع جديـد، وبربطهـا مـع البيـت األول جيعلنـا نتوقـع " قيم، حالة جديدة وافدة على ا

تعطينـا حملــة عـن هـذه القــيم " الســمع والطاعـة: "أن هـذه القـيم اجلديــدة هـي زيـادة يف مكانتــه ليـأيت قولـه البيــت األول؛ إذ هنـاك عـدم مواءمــة بـني قولــه اجلديـدة، فتكسـر أفــق توقعنـا بالتضـادها دالليــا مـع معـىن

، ومبقارنـة احملتـوى الـداليل "السمــع والطاعـة: "وقـوة جسدية، وقولــه" شيدة"بأنه كان على مكانة وهيبة للمعىن األول والثاين املتوقع أن هـذه العبـارة األقـل ملـن هـو أعلـى مرتبـة منـه أو اإلبـن ألبيـه، فقـول األب

. تبدو غريبة وغري ملتئمة مع معىن باقي البيتني" ةالسمع والطاع"لإلبن هنا يأيت دور التنغيم اخلاص الذي تنطـق بـه تلـك العبـارة كمقـوم رادا للتباعـد الـداليل بـني املعـاين مـن

خـالل نغمتــه التهكميــة، الــيت اســتخدمها الشــاعر كــأداة لــتهكم مــن طريقــة تعامــل الشــباب مــع الكبــار، م قول هذه العبارةإظهارا للنقيض وهو أن ال . شباب هم من يفرتض

يف نقل املدح الظاهر إىل ذم يعكـس «وهكذا فقد تآزر كل من النصي اللغوي والسياق االجتماعي الثقــايف " ســوف"، فبــالعودة إىل ماضــي جمتمــع منطقــة 2»املفهــوم الضــمين الــذي ترشــحه تلــك الســياقات

.55، ص)دراسة يف بنية الداللة(حممد العبد، املفارقة القرآنية -1 .57، ص)دراسة يف بنية الداللة(حممد العبد، املفارقة القرآنية -2

152

م أعرافــه، أمــا يف احلاضــر فــنالحظ تغــري هــذا العــرف البــدوي جنــد عــادة احــرتام الكبــار وطــاعتهم مــن أهــتمع واألسرة . بشكل أخص" السوفية"بسبب التغري الذي يشهده ا

هـو الـتهكم وهـو مـا يتجلـى " السـمع والطاعـة"من خالل هذا الوضع ميكننا فهـم أن املقصـود بعبـارة ــا العبــارة فتعطيهــا نغمــة عاليــ ت الشــعري، ـاطع البيـــعــن بــاقي مقــ ةـأكثــر مــن خــالل النــربة الــيت تنطــق

زيد من نربها، ومييزهـا عـن ـكلم إىل كلمة يف مجلته فيـو أن يعمد املتـبنرب اجلمل، وه«هذه عملية تسمى ، مما يعطينا نغمة مفارقـة 1»غريها من كلمات اجلملة رغبة منه يف تأكيدها أو اإلشارة إىل غرض خاص

.ي احلالة النفسية والشعورية للشاعرمفارقة مضادة لنغمة البيت ككل مبا يظهر للمتلق )6:النص: (أما يف قوله

ـــــــــــــــــــــــــــف كل ـــــــــــــــــــــــــــت عـــــــــــــــــــــــــــاد م ق هالو

ف ة ليقـــــــــــــــــــــاخل عـــــــــــــــــــــت ـــــــــــــــــــــل س ال ت 2ف الـــــــــــــــــــــب

ـــــــــــف تخل حـــــــــــق امل ـــــــــــف يل ل ـــــــــــن يو ال م

ــــــــــــــــــــــــاين ــــــــــــــــــــــــه الرمح اق ــــــــــــــــــــــــف د ل ت م 3كــــــــــــــــــــــــان ل

ـــاين : " داليل بـــني قولـــهضاد الــــة هـــذه املفارقـــة يف عالقـــة التــــتكـــون قرينـــ ـــه الرمح اق ـــف د ل ت م يف " كـــان الف : "البيت الثاين وقولـه تسـل ال ت ليقـة يف الـب يف البيـت األول؛ حيـث يظهـر التضـاد التـام وعـدم " عـت اخل

املواءمـــة بـــني هـــاتني املعنيـــني، فكيـــف يســـوى يف الـــذم عـــدم تســـامح أهـــل هـــذا الزمـــان ومـــن يســـعى يف . غريه؟ مساعدة

" إال=كــان"وبتمحــيص احملتــوى الــداليل للعبــارتني، جنــد أن صــيغة االســتثناء الــيت اســتعملها الشــاعر ينفصـل عـن معـىن بـاقي البيتـني، رغـم ذلـك يبقـى " كـان ملتلـف الداقـه الرمحـاين"جعلـت مـن معـىن عبـارة

معــىن هــذه األبيــات علــى الغمــوض قائمــا يف هــذا الــذم الظــاهر مــن العبــارة، ليــأيت التنغــيم الــذي يرســي يف حتديــد الداللــة «رافــدها االجتمــاعي اخلــارجي، فيجعــل مــن دور للســياق االجتمــاعي الــدور احلاســم

ــــاختالف التنغــــيم يف نطقهــــا وفقــــا للمواقــــف (...) ؛ ذلــــك أنــــه جيعــــل العبــــارة حتمــــل دالالت ختتلــــف بواالضـــطراب القيمـــي كانـــت ، فمـــن خـــالل الوضـــع االجتمـــاعي املتســـم بـــالتغري 4»االجتماعيـــة املختلفـــة

.102إبراهيم أنيس، األصوات اللغوية، مطبعة النهضة، القاهرة، مصر، دط، دت، ص -1ف -2 كل اد م ف . ح خطريأصب: ع سل ى ت ل ليقة يف الب . أصبح خيتلقون املشاكل والفنت: عت اخلف -3 ل و تمع: ي ف . يعمل على التأليف بني قلوب أفراد ا تخل حق امل ل ف . يساعد احملتاج والفقري: ي ل ت م نون: ال اين . ا ه الرمح .غاضب عليه ربه: داق .160م، ص1997، 2زي، مدخل إىل علم اللغة، دار قباء، القاهرة، مصر، طحممود فهمي احلجا -4

153

كميـــة، وبتعاضـــد الســـياق النصـــي مـــع الســـياق االجتمـــاعي يتبـــني لنـــا أن الصـــيغة النغميـــة لالســـتثناء ـ دالـة علـى حالـة فاعـل اخلـري يف " لف ال داقـه الرمحـاينـتـكـان مل"ا عبـارة الصيغة التهكميـة الـيت نطقـت

كــم تمــع إليــه، ومعــربا بالضــد علــى تمــع ونظــرة ا تمــع، هــذا ا ـــها ا الشــاعر مــن احلالــة الــيت آل إليـــم، تمـع الـذي جعـل السـاعني للخــري فيـه قلـة مسـتهزء وفضـاعة طغيـان روح املـادة واالنتفاعيـة علــى افقـد أصـبح معيــار ذكـاء الشــخص يقـاس مبــدى عملـه لصــاحله علـى حســاب غـريه ومــدى حمافظتـه علــى

يف مســـاعدة اآلخـــرين تافـــه جمنونـــا متخلـــف عـــن ـــذا يكـــون مـــن يهـــتم بغـــريه ويســـعى. مصـــاحل اخلاصـــة ) 6:النص: (حضارة هذا العصر وحيتقر من اجلميع، كما يقول الشاعر

ــــــح اش و ة ال ــــــل قـ يل ا ــــــ ه ب ــــــغ م يض ر م ف ل

ون قــــــــــــــــــالع ـــــــــــــــــــق يـ ك ر الـــــــــــــــــــد يف د ع 1اين عـــــــــــــــــــا

ولــت القــيم الســلبية إىل إجيابيــة، ث حتـادين؛ حبيـــن املتضـــورة بيـــاعر انقــالب الصـــوهكــذا يوظــف الشــ )6:النص: (واإلجيابة إىل سلبية، فمن يسمع قوله

ـــــــــــف تخل حـــــــــــق امل ـــــــــــف يل ل ـــــــــــن يو ال م

ـــــــــــــــــــــــــاين ـــــــــــــــــــــــــه الرمح اق ـــــــــــــــــــــــــف د ل ت م كـــــــــــــــــــــــــان ال

إال بعد رفـع قشـرة الداللـة " املتخلف"ال يساوره شك يف تزكية الشاعر املطلقة يف لعدم مساعدة احملتاج تمعيال ا أداة استغلها الشاعر لتعرية شدة انقالب يف الواقع ا . سطحية املظللة، أين يكتشف أ

اش -1 ف . كيف هي: و ل غ قون . ال يرى حقيقة بشاعة هاته التغريات: م قعد . الغيب: الع ك . يبقى: يـ .الضيق والشدة: الدر

154

:مفارقة السلوك الحركي -5ــا األفــراد، فالتواصـل غــري اللف ــا اإلنســان ويتواصـل ظــي يعتـرب الســلوك مــن بـني الوســائل الــيت يعـرب

وك احلركـــي مـــن العوامـــل اهلامـــة يف التمييـــز بـــني الشـــكلني يعـــد الســـل«يـــدخل يف االتصـــال اللفظـــي؛ إذ الرئيسيني لالتصال اللفظي ذاته، أي التمييز بني اللغة املنطوقة واللغة املكتوبة، وذلك أن اللغـة املنطوقـة

، وال تعرف الشفرة املكتوبة (...)حلركة اجلسمية والتعبري بالوجه مصحوبة با -يف هيئتها الكربى–تبدو .1»اشرا لذلكمعادال مب

فإنه يتبني لنا أن الشفرة املكتوبة ميكنها أن «وملا كانت التعبريات اجلسمية جزء من الوظيفة التبليغية تتعهـــد بـــالتعبري عـــن املوقـــف بطريـــق غـــري مباشـــر، وعنـــد حتويـــل اللغـــة املكتوبـــة إىل شـــكل صـــويت احلركـــة

. 2»يباجلسمية وتعبريات الوجه تفسريية وغري مقيدة باحلدث الكتارية مــن االعتبــارات تــتحكم فينــا لتوظيــف اجلســد، ـهنــاك جمموعــة كبــ«ظ أن ـمــن هــذا املنطلــق نالحــ

وهي اعتبارات ال ختتزل فيه لكونه هيكل من حلم وعظام ودم، ولكن لكونـه أساسـا حيتـوي علـى شـيء كيـان بيولـوجي ، والـيت تشـكل احملـرك األساسـي لـه مبـا هـو "الـروح"أمسى من ذلك هي الـذات اإلنسـانية

املكتســــب، ميكننـــا فـــرز شــــكلني مـــن أشـــكال احلركــــة /وثقـــايف، فمـــن خـــالل الثنائيــــة اجلســـدية الطبيعـــين الشـكل األول باعتبـاره طبيعـي غريـزي فهـو ثابـت يف السـلوك اإلنسـاين، ـغض النظر عــ، فب3»اجلسمية

يعـــيش فيـــه جنــد الشـــكل الثــاين مكتســـب حتكمـــه حاجــة اإلنســـان وضـــرورة التكيــف مـــع الوســـط الــذي اخل، لـذلك فهـو قابـل للتغـري بتغـري ظـروف ...طبـيعيـا كان أو اجتماعيا أو سياسيا أو ثقافيا أو اقتصـاديا

ــــاإلنســـان وتبعـــا لتغـــري توجهـــات فكـــره، فتكشـــف احلركـــة اجلســـدية الـــيت هـــي أداة هـــ قايف ـذا الســـلوك الثون غــرض املفارقــة الســلوكية إذ يكــ«ر ممــا ينشــأ عنــه مفارقــات تكشــف آثــاره؛ ـسب عــن هــذا التغيـــاملكتــ

، ليرتصـد لنـا الشـاعر هـذه السـلوكات املفارقـة 4»ال املعـىنـمجيعا بغض النظر عن الوسيلة املستعملة إيصـ

.106، ص)اين أمنوذجاجممع األمثال للميد(نوال بن صاحل، خطاب املفارقة يف األمثال العربية -1 .106املرجع نفسه، ص -2 .110م، ص2009/هـ1430، 1عبيدة صبطي وجنيب خبوش، الداللة واملعىن يف الصورة، دار اخللدونية، اجلزائر العاصمة، اجلزائر، ط -3ا . سي. د -4 .71الرعوية، ص–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا

155

ــا، «للواقـع؛ حيــث ترســم هــذه املفارقــة صــورة للســلوك احلركــي ملــن تقــع منــه، أو عليــه عناصــرها ومكونا .1»صة مثرية للغرابة والسخريةوهي حركة عضوية أو جسدية عامة تربز فيها عناصر خا

ر االجتمــاعي بيئــة مناســبة جــدا لظهــور مفارقــات يف الســلوك احلركــي، مــن ـوع التغيـــدو أن موضـــويبــ تصـويره حلالـة املـرأة وهـي تتخلـي عـن عملهـا يف البيـت وختـرج لتضـييع " أمحد بن سعود"أمثلتها يف شعر

)7:النص: (يقولوقتها يف أمور تبدو تافهة يف نظر الشاعركالتسوق، غزهلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ـــــــــــــــــــــــــت م وحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ل

ا ــــــــــــــــله ص ــــــــــــــــت خلصــــــــــــــــت و يف الكــــــــــــــــار ركب 2و

اوي أدت ــــــــــــــــــــه ــــــــــــــــــــوقت شــــــــــــــــــــاو الش 3واس

يف هــذه األبيــات يرصــد لنـــا الشــاعر ســلوك املـــرأة املتنــاقض مــع مقتضـــيات واقعهــا االجتمــاعي، وهـــو ـذا االنسـالخ انتقاد لظـاهرة خـروج املـرأة عـن عـرف وتقاليـ تمـع احمللـي ومظـاهر احلداثـة، والتشـهري د ا

تمع املنطقة والذي سبق احلديث عنه يف وضع املرأة .العريف الشامل الحظة؛ إذ يظـــل ينتظـــر حلظـــة الـــذروة ليســـلط عدســـته الدقيقـــة علـــى ـوي املــــقـــ«دو الشـــاعر ـكمـــا يبـــ

حلـال املـرأة 4»ذي يبتسـم، وقـد يضـحك ويأسـىالضحية ويتابعها يف ريبة، فيحظـى بإعجـاب املتلقـي الـاملــرأة الضــحية يف هــذه الصــورة، والــيت تفــنن الشــاعر يف رمسهــا للمــرأة وهــي يف غفلــة تامــة عمــا يرتصــده

. الشاعر من سلوكها، لربز به وضعها وهي تواكب موجة التحررمـه احليـاد وعـدم كما فسرت بصدق رسـالة الشـاعر الـرافض هلـذا التغيـري رغـم جتـرده الـذي يـربز يف التزا

إبــداء رأيــه اخلــاص بشــأن هــذا الســلوك، تاركــا للجمهــور احلكــم بعــد مقارنتــه بــاألعراف، ليبــدو الشــاعر باعتباره حارس قيمه األصيلة على حق يف هـذا االنتقاد، ويكون مجهوره من الرجـال ليسـوا مشـاركني يف

أمـا ضـحية هـذه . اق علـى املـرأةـخلنـي إحكـام اـهذه املفارقة؛ إذ يستنهض فيهم الشاعر جمـدهم التليـد فـتمع، فـاخلروج عـن سـلم القـيم «املفارقة فهي املرأة اليت جانبت الصواب خبروجها عن تقاليد وأعراف ا

.198، ص)راسة يف بنية الداللةد(حممد العبد، املفارقة القرآنية -1وحت -2 ا. رمت: ل زهل غ .احلافلة: الكار . املنوال الذي تغزل به الصوف: ماوي أدت -3 .اشرتت كل ما تشتهي: شاو الشه .108-107، ص)جممع األمثال للميداين أمنوذجا(نوال بن صاحل، خطاب املفارقة يف األمثال العربية -4

156

تمعيـــة تمعـــي الـــذي ختضـــع لـــه املؤسســـة ا -وســـلم القـــيم معـــرتف بـــه بشـــكل ضـــمين علـــى األقـــل–ا . 1»جوهر املفارقة ة لدى فرد أو جمموعة أفراد ميثلذمبمارسة واقعية شا

كمــا يبــدو جليـــا يف هــذه املفارقـــات الســلوكية احتفـــال الشــاعر بكوميـــديا املوقــف أكثـــر مــن احتفالـــه تمـع والتغـريات بكوميديا اللفظ، فقـط رصـدت مفارقاتـه هاتـه أبـرز املواقـف املعـربة عـن اخـتالل تـوازن ا

ة زمنيـة مشلـت أواخـر العهـد االسـتعماري ، طـوال فـرت "سـوف"اليت طرأت على شخصية الفرد يف منطقـة .والعشريات األوىل لالستقالل

م األخالقية، فقد كان التقاط م، ومشكال يتعرض ألدق التصرافات وسلوكات األفراد وأمناط حياالصور الغريبة للسـلوكات املختلفـة مـن أهـم اآلليـات الـيت وظفهـا يف انتقـاد التغـريات االجتماعيـة، مثلمـا

)7:النص: ( هذه األبيات يقوليظهر يفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــر شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــني افضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــايح أم

ح ــــــــــــــــــــــــــــــاي ط هــــــــــــــــــــــــــــــا ت يز كاك ع 2شــــــــــــــــــــــــــــــياب بـ

ايح ـــــــــــــون والكتـــــــــــــان جـــــــــــــت ضـــــــــــــب ع الب

ة ــــــــــــا الرســــــــــــال ــــــــــــيهم كم صــــــــــــا ف ــــــــــــرب الع ض 3و

اقتنـاء احلاجيـات مـن يف هاته الصـورة الـيت التقطهـا للشـيوخ وهـم يتـدافعون مـع الولـدان والنسـاء علـى وك مفـارق للواقـع الـذي كـان عليـه حـال كبـار السـن مـن مكانـة علـى عهـده ـ، وهي سل"سوق الفالح"

تـــ دوي، ممـــا جعلهـــم حمـــل ســـخرية وشـــفقة يف نظـــر الشـــاعر، وهـــي يف ـمع البــــومـــا تقضـــي بـــه أعـــراف اتمع احمللي .احلقيقة سخرية من تزعزع سلم قيم ا

)8:النص: (ة القائمة على على التصوير اخليايل، قولهومن املفارقاته السلوكيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه ن س قجر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب ف احل

ــــــــــــــــــــــــان يب وا الب ر ســــــــــــــــــــــــك يــــــــــــــــــــــــه و ــــــــــــــــــــــــوا عل فل 4ق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــاه ـــــــــــــــــــــــــــــــــب اجل ل ـــــــــــــــــــــــــــــــــه ط ب جت ا

ـــــــــــــــــــــان اس بالقص يـــــــــــــــــــــه الـــــــــــــــــــــر ــــــــــــــــــــوا عل 5حكم

.10اهللا، ص ءمحد زغب، ديوان أمحد عطاأ -1ح -2 ضاي ر شني اف ح . أمر فضيع ومشني: أم اي ط ها ت يز كاك ع .شيوخ ميشون على العكاز يتعاثرون يف األسواق: شياب بـون -3 ح .القماش: الكتان . النب: ع الب اي .جاءوا يتهافتون كالتائهني: جت ضب - عبارة عن سوق تشرف عليها الدولة تعرض فيها سلع خمتلفة وبأسعار منخفضة ورمزية، يف إطار النظام االشرتاكي والتوزيع املتساوي :حسوق الفال

.للموارد االقتصاديةس يف السجن -4 ب ناه . يف احل جر ان . حبسناه وسجناه ورميناه: ق يب وا الب ر سك يه و ل وا ع فل .أبواب زنزانته احكموا إغالق: قاه -5 ب اجل ل به ط جت القصان . توسل إىل سجانيه بالرمحة: ا اس ب .حكم عليه باإلعدام: الر

157

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه ىل مس ـــــــــــــــــــــــــــــوه و ــــــــــــــــــــــــــ ل ت ق

وا بـ ــــــــــــــــــدع ل خي ــــــــــــــــــة ا ــــــــــــــــــالل الثميل ــــــــــــــــــان ق م 1ل

األوىل لفظيـة والثانيـة غــري لفظيـة، لتحقيــق مفارقـة الســلوك : اسـتخدم الشـاعر يف هــذه املفارقـة قنــاتني )8:النص: (احلركي، اعتمد على القناة السمعية من خالل مطلع القصيدة، يقول

ه الب ب ع صـــــــو ــــــق ضــــــاي ــــــر واحل ه اطــــــل ظ

م ـــــــــــــــــــــة و اهب يـــــــــــــــــــــه عــــــــــــــــــــــادت ر ال م ــــــــــــــــــــــة ا وب ل 2غ

لكنـه اختـذ يف الوقـت نفـس قنـاة غـري لفظيـة، بصـرية مصـاحبة اعتمـد فيهـا علـى حكايـة السـلوك احلركــي مـن طـرف مجاعـة " احلـق"وهؤالء اجلماعة، فظاهر هـذه املفارقـة حادثـة سـجن واغتيـال " احلق"لكل من

ر قيمــي للبــداوة يف مــن االشــرار، وهــو مشــهد رصــد لنــا الشــاعر فيــه مصــري احلــق والعــدل باعتبــاره مظهــجمتمــع احلداثــة، يف تصــوير درامــي لواقــع جمتمــع خلــع ثوبــه الثقــايف مبــا فيهــا مبــادئ دينــه وأخالقــه ولــبس

.ثوب ثقافة الغربية مبا فيها من حماسن وعيوبـــــم؛ إذ مل " قــــالل الثميلــــة"تبــــدو الغفلــــة املطمئنــــة واضــــحة يف غطرســــة هــــؤالء األشــــرار وشــــدة قسو

بــل مل يتوانــوا يف احلكــم " جتبــه طلــب اجلــاه"بالرمحــة وطلــب العفــو مــن احلــق الســجني يســتجيبوا للتوســليف حني يظهر عنصر التجرد يف موضوعية الشاعر وحياده ". حكموا عليه الراس بالقصان"عليه بالفناء

وابتعــاده عــن التعليــق ونقــد أطــراف الصــورة ســلبا أوإجيابــا باســتخدامه ضــمري الغائــب للجماعــة واملفــرد، املفارقـــة تعـــين بالضـــرورة قـــدرا مـــن «ليضـــع هـــذه الصـــورة بـــني يـــدي املتلقـــي للحكـــم علـــى وقائعهـــا، ألن

. 3»التباعد من قبل القائل عن قولهأمــا العنصــر اجلمــايل فبــارز للعيــان يف رمســه لصــورة مكتملــة مســتخدما يف ذلــك البنــاء الــدرامي القــائم

. على السرد القصصي

اه -1 ىل مس ة . اختفى من حياة الناس، وانقطع ذكره: و الل الثميل ان . األراذل، ضعفاء النفوس: ق م ل وا بـ .عليهم الغدريغدرون من حيث ال يظن : خيدع2- ر . القيم الرديئة: اطل الب ه ق . انتشرت: ظ ه . الفضائل واألخالق احلميدة: احل ب ع صو .ضعفت وتراجعت: ضايلس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، دط، أغسطس -3 م، 1992صالح فضل، بالغة اخلطاب وعلم النص، سلسلة عامل املعرفة، ا

.95ص

158

":أحمد بن سعود"رقة في شعر آليات المفا -ثالثااســتخدم الشــاعر وســائل إبداعيــة وفنيــة متنوعــة بغيــة الوصــول إىل جــودة عاليــة ملفارقتـــه االجتماعيــة،

الســـخرية : كـــان الســـبيل يف اســـتغالهلا يف صـــنع مفارقاتـــه قيامهـــا علـــى معـــدن التنـــاقض والتضـــاد، منهـــاهض علــــى التضــــاد، فـــــال مكــــان هلــــا يف طريـــــق ـإذا مل تنـــــ«ائل ـوالــــتهكم اهلجــــائي واملبالغـــــة، وهــــي وســــ

. 1»املفارقةكما رشح عنصر التضـاد بعـض البـىن البالغيـة واإليقاعيـة كالطبـاق واملقابلـة والتكـرار والتشـاكل ألخـذ

ـــا يف بنـــاء مفارقاتـــه؛ حيـــث جنـــد هـــذه البــــىن البالغــــية ذات طبــــيعة وظيفيــــة خاصــــة، وتســـتهدف «مكاي؛ إذ يلجـــأ املـــتكلم يلجـــأ إىل البـــىن البالغيـــة ألســـباب اســـرتاتيجية، فـــإذا فعاليـــة الـــنص يف مقـــام تواصـــل

كانــت البــىن اإلســلوبية هــي تغيــريات يف إطــار البــىن النصــية املمكنــة، فــإن مثــة مقــوالت جديــدة يف البــىن . 2»البالغية تلعب دورا خاصا ومتنح النص بنية إضافية

علـى إثـراء الرصـيد الـداليل للـنص الشـعري مبعـاين متباينـة إن هذه البىن تعترب تغيريات بالغية هلا قدرة السـامع وحتـدد بالتـايل /على مضامني إدراكية جتذب وتوجه انتباه القـارئ«ومتـنافرة، إضافة إىل انطوائها

:ومن هنا كانت العديد من الفنون األدبية مواد أولية لصناعة شاعرنا، أمهها. 3»الفهم املعريف للنص .اهلجائي السخرية والتهكم -

.املبالغة -

.أبنية التضاد -

.اإليقاع املفارق -

.72يد شوقي، بناء املفارقة يف املسرحية الشعرية، صسع -1 .81، ص)من البنية إىل القراءة(علي آيت أوشان، السياق والنص الشعري -2 .82املرجع نفسه، ص -3

159

:السخرية والتهكم الهجائي -1 :السخرية -أ

، تعـد 1»ن السـاخر وموضـوع سـخريتهـية قويـة بيــنقد الذع حيمل عالقة عاطفـ«إن السخرية بوصفها جتمــاعي املتغــري؛ إذ تعــد مــن أهــم عناصــر نســج املفارقــات الفنيــة اهلادفــة إىل تعريــة مفارقــات الواقــع اال

اهلــزء بشــيء مــا، ال ينســجم مــع القناعــة العقليــة وال يســتقيم مــع املفــاهيم املنتظمــة يف عــرف «باعتبارهــا ، لـــذلك كــان هـــذا الفـــن 2»الفــرد أو اجلماعـــة، ففـــي كــل انقطـــاع عـــن املــألوف شـــيء مـــا يثــري الضـــحك

. التعربي يسمو عن اللهو والعبث إىل مدلوالت إنسانية عميقةــا ال تعمــد إىل تعريــة «ســخرية املفارقــة إن ال تعــين اهلجــوم علــى حنــو تفعــل الســخرية املباشــرة، كمــا أ

دف كشـف حقيــقة داخلـه إمنـا يظـل صـاحب املفارقـة علـى . الشخص املهاجم من ادعاءاته وأسلحته ا وحمنتهـا ته واعيـا بسـخري«كمـا يكـون السـاخر فيهـا . 3»خالف ذلك شريك كامال للضحية يف مأسا

ربة منـذ إحساسـه بعــدم الرضـى حـىت مرحلـة التعبـري عــن ـته إىل درجـة أننـا حنـس بكــل ظـالل التجـبسـخريحتـدث الســخرية بعبــارات غــري موســومة بـأي شــكل، لكــن القائــل يظــل «، وعــادة مــا 4»هـذا اإلحســاس

.5»على ثقة من أن املرسل إليه عنده معلومات كافية جتعله ال ميكن له أن يصدق القول حرفيايف الســـخرية وســـيلة للكشـــف عـــن الكثـــري مـــن املواقـــف " أمحـــد بـــن ســـعود"د وجـــد الشـــاعر هـــذا وقـــ

)13:النص: (واملظاهر االجتماعية غري املنسجمة مع مفاهيم جمتمع املنطقة وأعرافه، منها قولهاســـــــــــــــــة ي الس قـــــــــــــــــل و صـــــــــــــــــاحب الع

يب يزيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده ر 6م اخلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــري

ـــــــــــــرف خالصـــــــــــــه وكـــــــــــــل حـــــــــــــد يع

ديـــــــــــــــــــــــــــده ــــــــــــــــــــــــــرف ن 7وكــــــــــــــــــــــــــل جيـــــــــــــــــــــــــــل يع

.224، دت، ص3نبيلة إبراهيم، أشكال التعبري يف األدب الشعيب، دار غريب، القاهرة، مصر، ط -1 .28م، ص1972، 1الشعر، دار العودة، بريوت، لبنان، ط، زمن )أدونيس(أمحد سعيد -2 .205نبيلة إبراهيم، فن القص يف النظرية والتطبيق، ص -3 .225نبيلة إبراهيم، أشكال التعبري يف األدب الشعيب، ص -4 .95صالح فضل، بالغة اخلطاب وعلم النص، ص -5قل -6 اسة . الدهاء: الع ي . لطف الكالم: السديده . صاحله: صه خال -7 رف ن ع .الطيور على أشكاهلا تقع: كل شخص يعرف من هو مثله يف األخالق، وهي مبعىن املثل القائل: وكل جيل ي

160

يســتخدم الشــاعر سياســة اإلغــواء مــن خــالل الــدعاء بــاخلري ملــن ميتلــك احلكمــة وحســن التعامــل مــع الغري، كذلك يف خطابه الوعظي؛ حبيث يبدو رزين معـرتف بـاحلق، فصـاحب العقـل والسياسـة يسـتحق

هـو معـىن سـطحي خمـادع؛ حيـث ال يظهـر أي احلكمـة ولطـف املعاملـة، و : كل اخلري المتالكه لفضـيليتمــة السـخرية عنـد أثـر يثبـت ع قطـاع مـن املتلقــني، وهـم الـذين ليسـت لـديهم بيانــات «لـى هـذا القـول

كافيــة عــن القائــل لكــي يــدركوا أنــه ال ميكــن أن يقصــد حرفيــا مــا يقــول، كمــا يــتم تأويلــه مــن قبــل قطــاع تاليات القــول وجمموعــة ـوبطبيعــة احلــال فــإن متــ . ةآخــر ميلــك هــذه البيانــات فيعتــرب القــول حينئــذ ســخري

، فيفتضح سره مع اجنالء غبار املعىن احلـريف، وظهـور 1»العناصر السياقية ميكن أن توضح سلوك القائل .وظهور الشكل والصفات احلقيقية هلذا املسؤول

: انطالقا من ذلك تتشكل املنحىن الداليل هلذه املفارقة على الشكل االتايليب يزيده ( ر )م اخلري

اإلستهزاء الدعاء باخلري

تناقض

يفجــــر تصــــادم هــــذا املعــــىن احلقيقــــي مــــع املعــــىن الســــطحي املــــراوغ ســــخرية ختفــــف مــــن مــــرارة الواقــــع اســـرتاتيجية خطـــاب مقمـــوع يقـــاوم بـــه املقمـــوع قامعـــه، وينـــزع عنـــه «االجتمـــاعي؛ إذ تشـــكل الســـخرية

على واالنتصار كائن ميكن مقاومته، برائته، وذلك على حنو خيلع عن القامع أقنعته املخفية، وحيوله إىل .2»أدوات قمعه اليت تتحطم مع بسمة السخرية املاكرة اليت هي نوع من املقاومة باحليلة

كمــا تنتشــر نكهــة الســخرية مــن مظــاهر التغــري االجتمــاعي يف كــل قصــائده اهلجائيــة عمومــا، خاصــة تمع، على أنه مـن مظـاهر ى األفراد وارتفاع صوت طبقةـادية علـمنها مظاهر سيطرة امل االنتهازين يف ا

ـــا واملبـــادئ، خاصـــة تلـــك املتوارثـــة عـــن ،احلداثـــة والتطـــور مقابـــل احنصـــار أصـــوات أصـــحاب املثـــل العلي )6:النص: (البداوة، فمن بني هجائيات الشاعر املتهكمة مبثل هذه املظاهر قوله

.96صالح فضل، بالغة اخلطاب وعلم النص، ص -1 .26/03/2014: خم، نسخة إلكرتونية، بتاري2009، مارس 604جابر عصفور، سخرية املقموع، جملة العريب، ع -2

161

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ال ت ق ين مت

ـــــــــ ال و ـــــــــ ت د ع ـــــــــع ن ب ـــــــــ ال و ك م ـــــــــع ن ب 1يم

ـــــــــــتـ ي م ر اط ي خـــــــــــوحـــــــــــر اب ســـــــــــحن ين ه

ذ حـــــــــــــــــ كم يـــــــــــــــــت ق ل ـــــــــــــــــتـ ا خت اي د وا عــــــــــــــــــل 2اين ي

يــــــــــــــــين ع يـــــــــــــــت ز ه و ــــــــــــــــ هم يــــــــــــــــد ن ق لين اب

ــــــــــــــــــــــ ري خــــــــــــــــــــــ ال 3ايل التــــــــــــــــــــــ ف ال و ل و يف ل

اعتمادا علـى اخليــال؛ خراـوى سـي، وحمتـار أخالقـداثة على معيـتقوم هذه األبيات اهلاجية لقيم احل ، وحمتـــوى يثـــري يف القـــارئ قـــدرا مـــن االمشئـــزاز، ومعيـــار (...)اهلــــجاء يتــــطلب قــــدرا مـــن اخليـــال «إذ أن

ـذا . 4»ومن هنا كان اهلجاء سخرية قريبة يف بنيتهـا ممـا هـو كوميـدي(...)ا على األقل،ـأخالقي ضمنين بني جمتمعني، جسده الشاعر يف صراعه مـع ـن جيليـدي بيـكانت هاته األبيات عبارة عن صراع كومي

هــؤالء اجلماعـــة ليمـــارس بـــه مراوغـــة ســـطحية للمعـــىن، يضـــاف إليـــه اســـتخدامه أســـلوب احلكايـــة الـــذي تمــع املهجــو علــى مســتوى البنيــة الســطحية لكــن، مبجــرد رفــع قنــاع . جعلنــا ال نــراى أي هجــوم علــى ا

تمـع احلـديث الـذي اختـزل املشاركني يف هذا الصراع ينكشف الوجه احلقيقي هل ؤالء اجلماعة؛ إذ هم ا . الشاعر صفاته يف عيوب هذه اجلماعة

تمـع وتكـريس السـلوك القـومي «وهكـذا حتقـق أهـداف السـخرية ، فهــي (...)يف احلفـاظ علــى قـيم اإىل وتنتقــد التسـلط والتعســف، وتســعى (...)لوك، والفهـم،ـي الفكـر، والســـتنـاكف التصــلب والـرتف فــ

ياره يف النهاية .5»ثقب جدار الفساد املستحكم واالحنراف املستشري، مسهلة درب ا :ب ـ التهكم الهجائي الهزل

دف السـخرية، وهـو لـيس جمـرد أداة «التهكم تعبري لفظي حيمل معىن حريف مغاير للمعىن احلقيقي ابـــة مـــنهج اســـتطاع أن يشـــكل رؤيـــة أدبيـــة وفنيـــة لصـــياغة األعمـــال األدبيـــة، بـــل ميكـــن أن نقـــول أنـــه مبث

ا، وبالتايل فإن استخدامهم لألدوات الفنية املتعددة للتهكم خيضع هلـذه الرؤيـة .6»األدباء للحياة ذا

.ال تأمتنين على أسرارك: ال متين -1ين -2 ه تـ وحي خاطري م ساب ر ا. كانت أظن أنك الختونين: حن اين . بقريب: حذاي دي وا ع ل تـ .أعدائي تتحينون يب الفرص: ختيد -3 لين . الغول: ن اب . خرينيشبهون الغول من شدة سوء نواياهم وتربصهم باأل: ق .289نورثرب فراي، تشريح النقد، ص -4ا يف القصة القصرية السورية، جملة االستهالل، ع ءعادل عطا -5 .40م، ص2011، نوفمرب 1اهللا الفرجيات، السخرية وتقنيا . 196، ص)جممع األمثال للميداين أمنوذجا(نوال بن صاحل، خطاب املفارقة يف األمثال العربية -6

162

ما يدالن علـى اهلـزء والتكـرب والشـعور باألفضـلية أكثـر مـن ذلـك ـركان فـيشت«والتهكم والسخرية ي كو . 1»ميثل أقصى درجات السخرية" التهكم"فهوـاء، واجتـاه سـليب هـدام: يف اجتـاهني«كما أن السخرية تسـري واهلـدم مرحلـة حتميـة يف . اجتـاه إجيـايب بن

نوع من الزجـر والـردع شـبيه بالعقوبـة لكنـه أخـف منهـا وقعـا، وإن اتفـق معهـا «، فهو إذا 2»إعادة البناءتمع، ومبعث التهكم الرغبة يف .3»اإلصالح معها يف الغاية، وهي خدمة الفرد وا

ــــا وتضخــــيم العيــــب، " أمحـــد بـــن ســـعود"والظـــاهر أن الشـــاعر قـــد اســـتغل بعـــض املواقـــف للـــتهكم كــــم بأولئـــك املتنكـــرون للقـــيم واألعــــراف تمـــع ككـــل، ففـــي باعتبارهـــا منـــاذج مصـــغرة عـــن عيــــوب ا

)3:النص: (القبيلية، يقولـــــــــــار م ـــــــــــا حل م ط ميكـــــــــــر ك ـــــــــــال يـــــــــــل الغ ب اهل

ال ــــــــــــــجر و ـــــــــــــن◌ الس اين عــــــــــــــايش م 4 حيـــــــــــــو

)11:النص: (يف ذات السياق يقول الشاعر مقارنا بني فئتني من الناس احســـــــــــــــــــــاس ى هـــــــــــــــــــــرج و ـــــــــــــــــــــر خل و

ان ــــــــــــــــــى النســــــــــــــــــو ة عل ــــــــــــــــــر م ع ـــــــــــــــا م اهلـــ 5ف احم

ش اوكـــــــــــــــــــــــــــاس ـــــــــــــــــــــــــــو فع ن ـــــــــــــــــــــــــــا ي م

ان ـــــــــــــــــــــــــري يمـــــــــــــــــــــــــة اجل ـــــــــــــــــــــــــوش ق ف ـــــــــــــــــــــــــا يعر م 6و

ــــــــــــــــــــــــ اس نـ ــــــــــــــــــــــــد وك وع صــــــــــــــــــــــــوف ب

نــــــــــــــــــــــــان ــــــــــــــــــــــــه احل ب اير جايـ ــــــــــــــــــــــــط صــــــــــــــــــــــــر ل خم7

يبـــدو الظـــاهر مـــن األبيـــات أن الشـــاعر خيـــري املتلقـــي يف أن يكـــون مـــن إحـــدى الفئتـــني؛ حبيـــث بعـــد ـــذه األبيـــات اهلجائيـــة كصـــفات للفئـــة تعـــداده لشـــروط احلصـــول علـــى املكانـــة املرموقـــة اجتماعيـــا يـــأيت

تمع الــدنيا، إال كمــه املقــذع بــا أنــه باســتدعاء خمتلــف الســياقات احمليطــة بــالنص تكشــف لنــا حقيقــة . املنسلخ عن قيم البداوة، واليت مجعها يف صفات الفئة الثانية

جامعة آزاد اإلسالمية، وامني، بيشوا، ، فصلية الدراسات األدب املعاصر،ف زاده، األدب الساخر أنواعه و تطوره مدى العصور املاضيةمشسي واق -1

.104، السنة الثالثة، ص12بيشوا، إيران، العدد .104ص، مشسي واقف زاده، األدب الساخر أنواعه و تطوره مدى العصور املاضية -2 .197، ص)جممع األمثال للميداين أمنوذجا(ملفارقة يف األمثال العربية نوال بن صاحل، خطاب ا -3 .األشجار: السجر. حيوان: حيواين . اجلبان: اهلبيل الغالط -4ى -5 خلر احساس . الباقي: و .ال فائدة منهم : هرج وش -6 و فع ن وكاس . ال يفيدون بشيء: ي تمع: ا .ثقل زائد على اوكداس صوف -7 ر . صوف جمموع فوق بعضه البعض: ب اي ه . مجع صرة، لفظة فصيحة وهي الرزمة: صر ب نان . أتى به: جايـ شخص متجول يبيع : احل

ذا االسم .األعشاب واحللي الفضية والنحاس وأشياء أخرى يسمى يف املنطقة قدميا

163

يهـــدف إىل الســـخر مـــن الظـــواهر املدانـــة يف احليـــاة ونقـــدها مـــن خـــالل أفـــراد « فالشـــعر الســـاخر إمنـــا ســــواء اكانــــت هــــذه الظــــواهر املنقــــودة املســــخور منهــــا اجتماعيــــة، أم (...)بعيــــنهم، أو مجاعــــة بعينهــــا،

كما إن التهكم واهلزء بالسـلوكات الشـاذة عرفيـا حباجـة إىل درايـة بـأحوال النـاس وطبـائعهم . 1»سياسيةال مســعف للموازنــة بــني مــا هــو كــائن يف ـوطبــائعهم ومالحظــة دقيقــة ملــا اســتجد فيهــا مــن عيــوب، وخيــ

.ي ويراه الشاعر جيب أن يكون عليه احلال يف هذا العصرالواقع وما كان عليه يف املاض :المبالغة -2ا اإلفراط يف الصفة، وهي أن يذكر الشاعر حاال مـن األحـوال يف شـعر ولـو وقـف عليهـا «ويقصد

ده، فـال يقـف حـىت يزيـد مـن معـىن مـا ذكـره يف تلـك احلـال مـا يكـون ـألجزأه ذلك يف الغرض الذي قص .2»أبلغ فيما قصده

يف التعبري عن فضاعة انقالب املشـهد " أمحد بن سعود"وهي من األساليب اليت استخدمها الشاعر تمـع الســائر يف ، فاملبالغــة تلعـب دورا هامــا يف طريـق احلداثـة االجتمـاعي، واإلفـراط يف جتســيم عيـوب ا

. املفارقات العامةالتهويـل القـويل واملبالغـة يف املعـاىن مطيـة حلبـك ولكي حتقـق الغـرض منهـا فـإن الشـاعر اختـذ أسـلوب

)9:النص: (مفارقات هجائية للمجتمع الالحق بركب احلداثة والتطور، من ذلك قولهيــــــــــــــــــــــــــد م ر ــــــــــــــــــــــــــرج وامت ـــــــــــــــــــــــر اهل ـــ وكثـ

ح شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــازال ي واحل3

فاريــــــــــــــــــــت ـــــــــــــــــــور الع ي ـــــــــــــــــــت ط حام

فجـــــــــــــــــــــع ـــــــــــــــــــــد تـ ب حت الع ـــــات شـــــــــــــــــــــب عــــــــــــــــ 4و

اىل مناريـــــــــــــــــــــــــد عـــــــــــــــــــــــــ ت غـــــــــــــــــــــــــو اد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع طم 5والحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد يف حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ي

:يأخذنا اهلول واالستغراب عند الوقوف على البنية السطحية لقولهفاريــــــــــــــــــــت ـــــــــــــــــــور الع ي ـــــــــــــــــــت ط حام

فجـــــــــــــــــــــــع ــــــــــــــــــــــد تـ ب حت الع ات شـــــــــــــــــــــــب عــــــــــــــــــــــ و

.106ى العصور املاضية، صمشسي واقف زاده، األدب الساخر أنواعه و تطوره مد- 1 .146حممد عبد املنعم خفاجي، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، دط، دت، ص: ، نقد الشعر، حتقيق)أيب الفرج(قدامة بن جعفر -2رج -3 تمع: اهل يد . التكلف أواألفكار الغريبة عن ا م . املعاناة: امترفاريت -4 الع ور فجع . أصبحت: ات ع . كثر األشرار: طي د تـ ب حت الع .رؤية اإلنسان ترعب: شباىل -5 و م أصبحوا وحوش: غ .مجع غول وهو كائن أسطوري تذكره احلكايات اخلرافية، واملعىن هنا أ

164

اب مــن رؤيتــه كمــا زعــم إذ عــادة مــا يســتأنس اإلنســان بغــريه أو علــى األقــل ال يصــل إىل درجــة االرتعــ ". وعادت شبحت العبد تفجع"الشاعر

ويــل يــدفع بنــا إىل احلفــر يف كومــة املعــاين املتكونــة منهــا هــذه األبيــات بغيــة العثــور علــى املعــىن وهــو احلقيقي هلا ومقصود الشاعر من هـذا التضـخيم، والـذي يتضـح بعـد اسـتدعاء كافـة اجلوانـب احمليطـة بـه

لصـــورة احلقيقيـــة للوضـــع األخالقـــي املـــرتدي، ومجـــوح األفـــراد إىل التفلـــت مـــن القـــيم أنـــه حماولـــة توصـــيل اواألعراف الضابطة للسلوك؛ حبيث أصبح االعتداء على الغري متوقع مـن كـل مـن حولـه، وهـو مـا جيعلـه

.يرتعب يف رأيه من كل إنسانواآلفــــات احلــــادثة، ومــن مبالغـــات الشـــاعر وصـــفه هلـــذا العصـــر بأنـــه يشـــيب الرضـــع مـــن كثـــرة الفـــنت )15:النص: (يقول

ـــــــا الرضـــــــيع شـــــــايب ه نـ ـــــــة م ل و جـــــــتكم د

صــــــــيف ا ق اســــــــه ي ــــــــة وقـ عقون ــــــــة و كم تكل 1م

يف تغري مبالغ فيه؛ حبيث حيول املستحيل إىل " الشايب/ الرضيع"جيمع يف هذه املفارقة بني الضدين ة البنيــة املفارقتييــة بدفقــة دالليــة جعلتهــا متــارس بقــوة التنــاقض أســلوب معقــول، فلقــد أمــدت هــذه املبالغــ

م ـالكشــف والتعريــة علــى الكثــري مــن احلــوادث الشــاذة والدخيلــة علــى جمتمــع املنطقــة، الــذي حصــنته قيــ .ل عهد التحديث مما جيعل الشاعر يلجأ دائما إىل أسلوب املبالغة يف الوصفـداوة منها قبـالبأفكـــار الشـــاعر ونظرتـــه للواقـــع إىل حتقيـــق تواصـــل محـــلمقـــدرة هـــذه املبالغـــات علـــى هـــذا وقـــد أدت

. بالغيا قويا بينه وبني املتلقي :أبنية التضاد -3ـــه البالغيـــون تســـميات التضـــاد مـــن املصـــطلحات البالغيـــة املعروفـــة يف الـــرتاث العـــريب، كمـــا عـــرف ل

. املطابقة، التضاد: عديدة أمههام كمــا . 2»أن يــأتلف يف معنــاه مــا يتضــاد يف فحــواه: املطابقــة يف الكــالم«للتضــاد أنــه مــن تعريفــا

ــــاب املشــــرتك اللفظــــي، وهــــو مــــا يقــــع علــــى شــــيئني ضــــدين وعلــــى خمتلفــــني غــــري «يــــدخل التضــــاد يف ب

ة -1 ل و ة . أتى عليكم عهد جديد: جتكم د كم تكل قونة . خرصاء، غامضة: م ص . غبية: ع ا ق اسه ي . قيمها ليست مستقيمة: يف قـحممد حمي الدين عبد احلميد، : حتقيق، العمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقده ،)هـ456- 390(األزدي القريواين) أيب علي(احلسن بن رشيق -2 . 5م، ص1981/هـ5،1401ط بريوت، لبنان، ،دار اجليل، 2ج

165

الطبيعــي أن الكلمــة مــن الكلمــات األضــداد لـــم توضــع للمعنيــني املتضــادين يف أول «، فمــن 1»ضــدينألحـــدمها، مث وجــدت عوامـــل خمتلفـــة أدت إىل نشــأة املعـــىن الثــاين املضـــاد للمعـــىن وإمنـــا وضــعت. األمـــر :وعليه تكون أبرز عوامل نشأة التضاد. 2»األول

قـد يكـون املعـىن األصـلي للكلمـة عامـا، مث يتخصـص هـذا املعـىن يف هلجــة : عمـوم املعـىن األصـلي -1« .3»من اللهجات، كما يتخصص يف اجتاه مضاد يف هلجة أخرى

عـــدد مـــن الكلمـــات الـــيت جـــاء اشـــرتاكهاعن طريـــق مقابلـــة بعضـــها بـــبعض لنكتـــة «كمـــا أنـــه هنـــاك -2بالغيــة فمــن النكتــات البالغيــة أن تعــرب عــن الشــيء الســيء بالعبــارة احلســنة واثقــا مــن فهــم املخاطــب

وأكثــر مــا يكــون ذلــك علــى ســبيل التفــاؤل وهــو أمــر يعــود بالدرجــة األوىل إىل العقليــة (...)كالمــك، . 4»االجتماعية السائدة يف بيئة ما

العوامـــل الـــيت تـــؤدي إىل قلـــب املعـــىن، وتغيـــري «وهـــي األخـــرى مـــن أهـــم : الـــتهكم واهلـــزء والســـخرية -3 .5»الداللة إىل ضدها يف الكثري من األحيان

مـا يتكئـان علـى بنيـة ثنائيـة تـأيت وميكن أن نضع كل من الطباق واملقابلة ضمن دائرة املفارقـة ذلـك أويظهـر مفعـول هـاتني . بالتضاد السطحي بينهما، ينتجان عن طريقها يف العمق داللة تؤول إىل التوافـق

؛ حيـث جنـد للتضـاد أمثلـة كثـرية، ممـا "أمحـد بـن سـعود"اآلليتـني أكثـر يف املفارقـات اللفظيـة عنـد الشـاعرة فيســهم يف صــالبة املعــىن ادم املعــاىن املتضــادـي تتولــد عــن تصـــة التـــيــوفر لــه عنصــري اإلدهــاش واملفاجئــ

. املفارقايت عنده بنيـــة التضـــاد املعجمـــي املفارقـــة االجت قـــدم ره عـــن طريـــق التقابـــل بـــني لفظـــني أو ـة يف شعــــماعيــــكمـــا تـ

ا ومعنويـا، كمثـال عـن ـداوة والتحضـر ماديــن البــعبارتني أو حىت بيتني، وهذا كله إلبراز مدى التضاد بي )8:صالن: (ذلك يقول الشاعر

، 3ط ،مصر دار الرتاث، القاهرة، ،1ج، حممد أمحد جاد املوىل: حتقيق، لغة وأنواعهااملزهر يف علوم ال عبد الرمحان جالل الدين السيوطي، -1

.387م، ص2008 .338ص ،م1999/هـ1420، 6ط ،مصر القاهرة،، مكتبة اخلاجني، فصول يف فقه اللغة رمضان عبد التواب، -2 . 342ص، املرجع نفسه -3 . 310ص ،2004 ،16لبنان، ط ،بريوت، الينيعلم للم، دار الدراسات يف فقه اللغة صبحي صاحل، -4 . 369ص، فصول يف فقه اللغة رمضان عبد التواب، -5

166

ــــــــــــــــــــــــــــــــاه ــــــــــــــــــــــــــــــــد جفــــــــــــــــــــــــــــــــاه اغن ال الو

ان ــــــــــــــــدي وا الع نصــــــــــــــــحب ــــــــــــــــوا الصــــــــــــــــديقة و ل 1خن

اه ن بـ ــــــــــــــــــــــــــــــــريف كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذ الشـــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــان هب ــــــــــــــــــــــــــــــــال الر اش ق ونصــــــــــــــــــــــــــــــــدقوا و

إن التضاد هو حمور معاين هذه األبيات، فهو يعـرب عـن إحسـاس حـاد مبفارقـات الواقـع االجتماعــي؛ كــذب الشــريف، ويصــدق الــدجال الكــاذب، ويعــادى الصــديق الناصــح، إذ انقلبــت املفــاهي م فأصــبح ي

. ويصاحب العدو املتشمت" كــذب/رهبــان، صــدق/ عــدو، شــريف/صــديق"كمــا جــاء اعتمــاد الشــاعر علــى الثنائيــات املتضــادة

داخليـا، ارات متقابلـة مـع بعضـها الـبعض ومتناقضـةـإبراز املعىن أكثر عندما جيمع هـذه الثنائيـات يف عبـ يكتســبفينــتج نســيج لغــوي متــداخل ومتنــاقض ومتقابــل يف الوقــت ذاتــه، وهــو مــا جيعــل مــن التضــاد

أمهيــة كبــرية عنــد حضــوره يف الســياق الشــعري، إذ أنــه يشــكل خمالفــة، واملخالفــة تغــدو فاعليــة أساســية «يف " بــن ســعودأمحــد "واحلــال كــذلك عنــد الشــاعر . 2»يتلقاهــا القــارئ عــرب كســر الســياق واخلــروج عليــه

. اعتماد التضاد كحيلة مجيلة منه لعكس مدى تناقض وتضاد تيارات احلياة االجتماعية )8:النص: (كما تقوم املقابلة بدورها يف إذكاء فاعلية التضاد، يقول الشاعر

ــــــــــــــــــــــــاله ــــــــــــــــــــــــا م ــــــــــــــــــــــــت ي ق هـــــــــــــــــــــــــ الو

ــــــده شــــــان ــــــا عــــــاد عن ــــــق م قــــــص واحل ه نـ ط 3شــــــر

خص الــــــــــــــــــــــــــــث ــــــــــــــــــــــــــــر ــــــــــــــــــــــــــــاه بـ ن ن بع م

ان ضـــــــــــــم ـــــــــــــوع ال م ـــــــــــــب ال دف كت 4ال خـــــــــــــط ل

ــــــــــــــــــــــــــــــــاه ــــــــــــــــــــــــــــــــر جين اظــــــــــــــــــــــــــــــــل حب الب

ان يز ــــــــــــــــــــــــــــــــــــامل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ب ي ى والب ر شـــــــــــــــــــــــــــــــــــتـ 5وامل

يــربز التماثــل يف البنــاء ولكنــه متاثــل «يف هــذه األبيــات يظهــر التماثــل علــى مســتوى اإليقــاعي، كمــا خص "، وهو تناقض بدا جليا؛ إذ كيف يباع احلـق بـالرخيص 6»يشي بالتناقض على الصعيد الداليل ـر بـ

اه -1 غن ان . ابنه: ا وا العدي نصحب خلوا الصديقة و . نتخلى عن قيمنا األصيلة ونتبىن القيم الغربية املرتدية: انا . 184صموسى ربابعة، مجالية األسلوب والتلقي، -2اله -3 ا م ت ي ق ه نـقص . هذا الزمن ال يرجى منه خري: هـ الو ط نده شان . احنصرت فيه القيم األصيلة: شر اد ع ا ع ق م ختلى الناس عن احلق : احل

.واألخالق الكيمة وانتشرت فيه املنكراتاه -4 ن ع ن ب خص الثم ر كتب الخ . ختلينا عنه بدون مقابل: بـ ان . بدون مقابل من النقود: ال دفوع . من دون عهد مكتوب للبيع: ط ل ضم بدون : ال م

. شاهد على البيعاه -5 ر جين اظل حب ان . تعد الفنت واآلفات وتتالطم كأمواج البحر: الب يز امل ع ب ي ى والب ر شتـ موقة عند الناس يف أي أن تلك األخالق الغريبة هلا مكانة مر : امل

.يف هذا الزمن، يتنافسون على إحداثها .185صموسى ربابعة، مجالية األسلوب والتلقي، - 6

167

ـاه " ن ن بع م خص الـث ر ان "ويشـرتى الباطـل بـأغلى األمثـان " بـ يز ـامل ـع ب ي ى والب ر شـتـ ، ليعطـي عنصـر التضـاد "امل .واملخالفة هلذه األبيات بينية إحيائية عمقت مغزاها

ال تنحصــر وظيفتهمــا يف " أمحــد بــن ســعود"بلــة يف شــعر اق واملقاـعمومــا فالظــاهر ممــا ســبق أن الطبــ جمــرد حيلــة بديعيــة ميكــن االســتغناء عنهــا فحســب، بــل إن هلمــا دورا بــارزا يف بنــاء مفارقاتــه وتالمحهــا، فلقد قامـت هـذه النقـائض واألضـداد بتوليـد وضـع حركيـا مـن خـالل التقابـل احليـوي الـذي أخـذ شـكل

ــا بــني الشــاعر واملتلقــني مــن كمــا صــنعت نوعــا مــا ازدواجيــة. لغويــا يف الداللــة تتحــدد أبعادهــا وعالقامـــــــــــا للحيـــــــــــاة ومواقفهمـــــــــــا مـــــــــــن القضـــــــــــايا االجتماعيـــــــــــة، والسياســـــــــــية، والثقافيـــــــــــة، خـــــــــــالل تأويال

. اخل....والعقائدية، :ـ اإليقاع المفارق4

ا علـى موسـيقى ة كركيزة أساسية،ـة اإليقاعيـارق على البنيـري املفـيقوم اخلطاب الشع : تقـوم أساسـاداخليـــة وخارجيـــة، يضـــفي تآزرمهـــا علـــى معـــاين الشـــاعر وأفكـــاره ملســـة مجاليـــة مميـــزة تســـهم يف تســـويقها

ميكـــن أن -كتنظــيم للعناصـــر–مبعنـــاه العـــام « ووصــوهلا إىل ألبـــاب املتلقــني وعقـــوهلم؛ ذلـــك أن اإليقــاعـــاة مبظاهرهـــا املختلفـــة، فلـــيس مثـــة مظهـــر ميكـــن أن يتخلـــى عـــن نظامـــه يكـــون خاصـــية جوهريـــة يف احلي

غـري أن اإليقــاع يف الشـعر ال يقـف عنـد حـدود هـذا املعـىن العــام . وظائفـه -عـربه-اخلـاص الـذي يـؤدي . 1»عـلى األرض وإمنا حيقق عالقة مع اإليقاع املوسيقي متتد منـذ بدايـة نشأة اإلنسان

ق القـدم، فقــد أدرك اإلنسـان البــدائي تلــك العالقـة بــني الشـعر واملوســيقى موغلـة يف أعمــا«ومنـه فــإن ا باإلمكانيات الكائنة يف املوسيقىاإلمكانيات الصوتية اليت يتوفر عليها فأنتج . الشعر، فسعى إىل قر

اإليقــاع خاصــية «علــى هــذا األســاس يكــون ، 2»حبدســه لغــة شــعرية مبنيــة علــى تنظــيم موســيقي حمــضوهذه اخلاصية ناجتة يف احلقيقة عـن طبيعـة التجربـة . ارجـن اخلـجوهرية يف الشعر، وليس مفروض عليه م

ا، تلك الرمزية اليت حتتاج إىل وسائل حسية لتجسيدها وتوصيلها .3»الشعرية ذا

.109م، ص1993 ،دط القاهرة، مصر،، اهليئة املصرية العامة للكتاب، العروض وإيقاع الشعر سيد حبراوي، -1دكتوراه، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة احلاج خلضر، باتنة، : لبيايت، خمطوطمسعود وقاد، مجاليات التشكيل اإليقاعي يف شعر عبد الوهاب ا -2

.13م، ص2011-2010: اجلزائر، السنة اجلامعية .109ص ،العروض وإيقاع الشعر سيد حبراوي، -3

168

أمـــا الشـــعر الشـــعيب باعتبـــاره خطابـــا شـــفاهيا يعتمــــد يف تداولـــه بـــني النـــاس علـــى الســـماع واحلفــــظ إذ يعطـــي الكلمـــات واجلمـــل بـــروزا خاصـــا مـــن ناحيـــة واالســـتعادة، يكـــون لإليقـــاع فيـــه الـــدور الـــرئيس؛

ا كلما دعت احلاجة .املتلقي، كما يساعد على تثبيت معاين الشاعر يف ذاكرة احلفظة واستعادناوله الفــين للقضــايا االجتماعيــة بطريقــة املفارقــة قــد مــزج بــني ـيف تــ" أمحــد بــن ســعود"وكــان الشــاعر

الئق األصوات واملعاين والصور، وطاقة الكــالم اإلجيـابيــة، والـذيول إيقاع اجلملة وع«اإليقاع العمودي و . 1»اليت جترها اإلحياءات وراءها يف أصداء املتلونة املتعددة

مــن وقـع موسيــقي يف -خاصـة–ومن هنا ال ميكننا أن ننكر ما للصيغة العموديـة لقصـائده اهلجائيـة ؤديهــا الــوزن والقافيــة تكشــف أننــا ال نفكــر يف القــيم الصــوتية الوظيفــة الدالليــة الــيت ي«نفـــس املتلـــقي، فـــ

منفصــــلة عــــن املعــــىن بــــل نفكــــر يف املعــــىن، مــــن خــــالل مســــتويات متعــــددة تتجــــاوب جتاوبــــا ال يســــمح .2»بالتفكري فيها منفصلة عن غريها

اإليقاعيـة ويرقيها يف سلم األدبية واجلمالية هي تلـك البنيـة" أمحد بن سعود"إال أن أهم ما مييز شعر موجـة صـوتية «ز شـعره مبوسـيقى داخليـة مـؤثرة، وهـي عبـارة عـن ـوى االنفعال، لتميـاليت حتركه على مست

داخلية يف صميم البناء اإليقاعي للشعر، تسري سري الشاعـر وتردد صــدى أنفاسـه، وتلـون رؤيتـه جبمـال . 3»أصدائها

مــادة صــناعته ومتكنــه مــن مل شـــواردها ورد هاتــه املوجــة الصــوتية ناجتــة عــن خــربة الشـــاعر خبصــائص ي ينســـاب يف اللفظـــة والرتكيـــب فيعطـــي إشـــراقة ووقـــدة، تـــومئ إىل ـاإليقـــاع الداخلـــ«نوافرهـــا، ممـــا جيعـــل

. 4»املشاعر فتجليها وحتسن التعبري عن أدق اخللجات وأخفاهاوبكــل انســجام وتآلــف، وله مقدرة كذلك على محل الدالالت املتنافرة واملتباعدة يف وعاء لغوي واحـد

لتضـــفي علـــى العمـــل الشـــعري مجاليـــة ومتعـــة يف اجلمـــع بيــــن التبـــاين واالنســـجام يف آن واحـــد، وهـــو مـــا .يرشحه لإلدالء بسهمه ضمن جمموع السهام املشاركة يف صنع املفارقة

.134مسعود وقاد، مجاليات التشكيل اإليقاعي يف شعر عبد الوهاب البيايت، ص -1 .193م، ص2004منشورات احتاد الكتاب العرب، دمشق، سوريا، دط، ، ات عمود الشعر األسلوبية يف النظرية والتطبيقمقوم رمحن غركان، -2 .80صم، 1989، حزيران 1عبد الرمحان الوجي، اإليقاع يف الشعر العريب، دار احلصاد، دمشق، سوريا، ط -3 .78املرجع نفسه، ص -4

169

إيقـاع يف الرتاكيـب مـن خـالل " أمحـد بـن سـعود"وقد جتلـى مظهـر اإليقـاع الـداخلي املفـارق يف شـعر . كذلك األلفاظ من خالل التكرار، التشاكل اإليقاعي الناتج عن اجلناس والسجع. الصورة البالغية

:أـ إيقاع التراكيبوجــد الشــاعر يف الصــورة وســيلة لوصــف قضــاياه وتبليــغ أحاسيســه ونظراتــه إىل النــاس واحليــاة «لقــد

مــن املعـىن املـألوف إىل معـىن جديـد، ممـا ؛ حيث تقوم الصـورة البالغيـة عمومـا علـى اخلـروج1»من حولهممــا جيعــل منهــا مكنــز للــدالالت مــن خــالل تنشــيط اخليــال لــدى كــل مـــن الشاعـــر واملتلـــقي علــى حــد

دورها يف ازدواج املعـىن الـذي تعمـل علـى أساسـه املفارقـة عـن طريـق اخلـروج ـي تسـهم بــسواء، لـذلك فهـحجـز املكانـة املميـزة للصـورة البالغيـة بكــل أنواعــها عن املألوف أو التغيـري الـداليل، وهـو مـا أسـهم يف

.التشبـيه، والكنـاية، واالستعارة: وحضورها ملفت للنظر مـن خالل" أمحـد بـن سعـود"يف شعر )30:النص: (، منها قوله"أمحد بن سعود"توفر هذا النوع من صور الشعرية يف شعر :ـ التشبيه1

ــــــــــــــــــــــــوق ــــــــــــــــــــــــل حت اف يــــــــــــــــــــــــق ف الغ ات عو

ــــــــــــــــــــــــة ام حت مح شــــــــــــــــــــــــب 2مــــــــــــــــــــــــذايب و

لقـــد أســـهم هـــذا التشـــبيه الســـاخر يف صـــناعة املعـــىن املفـــارقي بفعـــل تركيبتـــه ومـــا يشـــيعه مـــن دالالت مكثفــة يلتــئم فيهــا مشــل الــنص بســياقاته؛ إذ عمــل الشــاعر علــى قلــب الفضــاءات فأدخــل احملــيط البيئــي

. يط االجتماعي، الذي قلبت فيه املفاهيم والقيـمداخل النص الشعري لتفيض معانيه خارجا على احمللقد أجربنـا هـذا االسـتدعاء للصـورة الطبيعيـة علـى العبـور إىل البنيـة املسـترتة للعبـارة، مـن خـالل خيالـه

ــاز مضــيفا إليهــا دالالت مــن عــوامل خمتلفــة ــا يف فضــاءات ا الشــعري الــذي خيتطــف احلقيقــة ليحلــق ـا على املستوى السطحي، فري اوغ هذا التشبيه البليغ أذهاننا بصورة ملنظر طبيعي لذئاب شرسـة اشـتد

لكن على املستوى الباطن تنفتح هذه البنية السطحية القريبـة علـى . اجلوع تقفز يف حماولة افرتاس محامة، بوصــف تكالــب املســؤولني ــل بعيــدة مرتاميــة أطرافهــا علــى حــدود الواقـــع االجتـــماعي املـــر باحــات تأوي

. تسابقهم يف اختطاف كل ما تصل إليه أيديهم بتلك الذئاب اهلائجة املتضورة جوعاو :وقد متثل املسار الداليل هلذا التشبيه البليغ كما يلي

، منشورات رابطة األدب الشعيب واحتاد الكتاب اجلزائرين ودار الرائد، اجلزائر، دط، )من عامل الشعر الشعيباقرتابات (أمحد قنشوبة، الشعر الغض -1

.130م، ص2006ل حتوق -2 اف يق ف الغ ات و ة . وحوش يرتبصون بالغافل عن حقه: ع ام حت مح شب ب و ذاي م ذئاب رأت محامة: م .كأ

170

املشبه املعىن الباطن املشبه به املعىن السطحي التشبيه ام ( حت مح شب ذايب و مظهر اجتماعي املسؤولون املظهر الطبيعي الذئاب ) ة م

مـن خـالل تفاعـل العالقـة بـني إحيائيـة –الشاعر حني يقـوم بالعمليـة التشـبيهية يسـعى للكشـف «إن عن معـىن أعمـق وأمشـل مـن كـل مـن الطـرفني مبفـرده علـى حنـو جيعـل املتلقـي -املشبه وإحياءات املشبه به

.1» حدودمها إن كانت حسية أو معنويةال يفرق بنيد أكثـر مـن داللـة عـن طريـق ـب اللفظـي الواحــمتتلك االستعارة مقدرة على حتميـل الرتكيـ :ـ االستعارة2

نـوع «إضافة بعض خصائص املستعار منه للمستعار له، مما يعطيـه دفقـة دالليـة إضـافية، فهـي األخـرى ة، بــ ــا مــن مظــاهر النشــاط الشــعري الــذي يطلــق املعــىن مــن مــن التغــري الــداليل القــائم علــى املشــا ل أ

درجــة اخللــق الفــين والتفجــري الثــري -يف أحــداث مفــاهيم االســتخدام االســتعاري–عقابيــل الواقــع ليبلــغ أمحــــد بــــن "مــــن أمثلــــة هــــذه االســــتعارات املفارقتيــــة يف شــــعر . 2»للطاقــــات الكامنــــة يف عالقــــات اللغــــة

)6:النص: (، قوله"سعود

ـــــــــــــالظ و ع ك د كـــــــــــــل تـ م م ل ـــــــــــــي ـــــــــــــ ه ون ق رب اتـ

ــــــــــــــــــــــــو ــــــــــــــــــــــــم ق احل ش د اق ا ــــــــــــــــــــــــقـ 3اين هــــــــــــــــــــــــ ه ل

يســتعري الشـــاعر للظلـــم صـــفات الــوحش املتأهـــب للهجـــوم يف حـــني يســتعري للحـــق صـــفات الفريســـة الضعيفة، وذلك يف جتسيد للصراع بني قيم احلداثة الغازية بشكل رهيب ومفاجئ للمجتمع التقليدي،

تمـع يـده مـن عصـمة البـداوة وعـدم سـتطاعته وقيم البدا وة املتقهقرة واآليلة إىل الـزوال بسـبب إطـالق ا" الظلــــم، احلـــق"يف الوقـــت ذاتـــه حتمـــل قســـوة القـــيم املاديـــة للحداثـــة، فقـــد اكسبــــت االســـتعارة املعنـــوي

. صفات املعادل امللموس مما أضفي عليها غطاء ساهم يف ازدواج الداللة

م، 1997/هـ1418، 1دار القلم العريب، حلب، سوريا، ط، ألسس اجلمالية لإليقاع البالغي يف العصر العباسيا ابتسام أمحد محدان، -1

.249ص .250ص، املرجع نفسه -2كدك -3 ل تـ ربق . يدامهك: م ونه اتـ . مثل الوحش تربق عيناه: عي

171

:ناء الداليل هلذه الصورة االستعارية على النحو التايليتشكل الب ربق ( ونه اتـ كدك عي ل تـ ه هاين ( ) م ل قـ اقدش ا )م

حلداثة، الفردية االحنالل اخللقي البداوة، اجلماعية، االلتزام األخالقي تراجع سيطرة

لقـد سـاعدت الكنايـة الشـاعر يف حماولـة االبتعـاد عـن املباشـرة يف اخلطـاب وخلـق نـوع مـن :ـ الكناية3

لفــظ لــه معــىن حقيقــي يقصــد بــه معــىن آخــر جمــازي ملــزوم للمعــىن «ازدواجيــة الداللــة، فهــي عبــارة عــن :ةاألول، ميكن متثيل ذلك بالرتسيمة اآلتي

ازي معىن أصلي لفظ . 1»املعىن اأمحـد بـن "هذه الطاقة التوليدية للداللة يف الكناية رشحتها بقوة للمسـامهة يف انتـاج الداللـة يف شـعر

)7:النص: (، منها قوله"سعوداد صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــط ا ت عضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه يف ب

ــــــخ ــــــع ب ط اب ي ــــــ ف طــــــا خت ه ــــــا و يل ن ام 2ه ت

تمـع للقـيم الغربيـة دون متييـز بـني مـا يف هذه الكناية يظهر فعل اخليـال مـن خـالل تصـويره اتبـاع اهـــو متناســـب مـــع مبادئـــه أم معـــارض هلـــا فوصـــفه بـــاخلطف؛ ذلـــك أن الـــذي خيطـــف الشـــيء ينصـــب

ءا ماديــــا اهتمامــــه عــــن الفــــوز بــــه أوال أكثــــر مــــن اهتمامــــه مبحتــــواه، فقــــد أعطــــى التمثيــــل احلركــــي غطــــاللمضــمون املعنــوي للشــاعر يف تعبــريه عــن التغــري الفكــري، فشــكل احتادمهــا يف هــذه الصــورة ازدواجــا يف

: املعىن متثل مساره الداليل على النحو التايلا املعىن األصلي الكناية زياملعىن ا

اته ( تبىن القيم الغربية خطف الشيء مظهرمادي ) ختطف م ايل و

جستري، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة ملود معمري، تيزي وزو، السنة ما: خمطوط، النسق الثقايف يف الكناية عبد الرمحان عبد الدامي، -1

.41م، ص2012-2011:اجلامعيةاته . يرتبصون ببعضهم البعض: يف بعضها تصطاد -2 ا ختطف م ايل و ه ع ب اب ط .ضعفت أخالقهم، وأصبحوا يقلدون غريهم: اخي

172

:ب ـ إيقاع األلفاظإنـه يف . تعبرييـة حيتوي على كل ما يتضمنه أي أسلوب آخر من إمكانيات« وهو أسلوب :ـ التكرار1

رفعـه إىل مرتبـة األصـالة، ذلـك إن اسـتطاع الشـاعر الشعر مثله يف لغة الكالم يسـتطيع أن يغـين املعـىن وي .1»أن يسيطر عليه سيطرة كاملة، ويستخدمه يف موضعه

ويعترب التكرار من األسس اجلمالية األسلوبية اليت تقـوم بتمتـني بنـاء املفارقـة الشـعرية وتكثيـف املعـاين الشـاعر وهـو بـذلك أحـد األضـواء يضع يف أيدينا مفتاحا للفكرة املتسلطة علـى«املشكلة هلا، فالتكرار

أو لنقـل إنـه جـزء مـن . الالشعورية اليت يسلطها الشعر على أعماق الشاعر فيضيئها حبيث نطلـع عليهـااعر فيـــه أن يـــنظم كلماتـــه؛ حبيـــث يقـــيم أساســـا عاطفيـــا مـــن نـــوع ـاهلندســـة العاطفيـــة للعبـــارة حيـــاول الشـــ

.2»ما )2:النص(: يقول الشاعر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس ي يســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا ف قـ يق

ة اد ــــــــــــــــــــــــــــــــــد ــــــــــــــــــــــــــــــــــد الع ص عن ـــــــاق ـــــــــــــــــــــــــــ ن

املعــىن الــذي ســعى الشــاعر إىل إيصــاله لســامعيه يف دائــرة أكثــر " قيــاس/ يقيســوا"وضــع تكــرار لفظــة وضـــوح عـــن معـــىن بـــاقي األبيـــات، فالقيـــاس كقيمـــة حمـــددة يتعـــارف عليهـــا النـــاس معيـــار ثابـــت، عمـــل

خمتلــة باملقابــل مــع " قــرن أربعطــاش"ا الــزمن تكرارهــا إبــراز إحلــاح الشــاعر علــى أن معــايري النــاس يف هــذتمـع البـدوي املتضـمنة يف قولـه ، فالشـاعر حـاول أن جيسـد هـذه الفكـرة "نـاقص عنـد العـدادة"معايري ا

يف صــورة ماديــة تقــوم علــى املفارقــة؛ إذ يــربز التضــاد بــني كــون القيــاس معيــار ثابــت وقــول الشــاعر بأنــه .إبراز لالختالل والنقص يف القيم ليثبت لنا أن هذا التكرار هو" ناقص"

)13:النص(: ويف قول الشاعر اســـــــــــــــــة ي الس قـــــــــــــــــل و صـــــــــــــــــاحب الع

يب يزيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده ر 3م اخلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــري

اصــــــــــــــــه ل ضــــــــــــــــاقت احم ا صـــــــــــــــرب ي و

ه وجيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة ــــــــــــــــــــور ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يب خي ر 4و

.230م، ص1967، 3مكتبة النهضة، بريوت، لبنان، ط، صرقضايا الشعر املعا نازك املالئكة، -1 .243ص ،املرجع نفسه -2قل -3 اسة . الدهاء: الع ي . لطف الكالم: الساصه -4 حم ت ا ه . ضاقت نفسه ومل جيد من يعيد له حقه: ضاق ور .قريبة: العون من اهللا ليس ببعيد، وجيدة : خي

173

عـاين املتعاكسـة جنبـا إىل جنـب؛ ففـي املـرة ف املـى رصــل علــعم" ور ريبـر ريب، خيـخي"ارة ـكرار عبـفت نـ له يف النهـب، ويف املــرة الثانيــة ـئة للظــامل املتســلط علـى جنــاح حيـــاألوىل وردت لالسـتهزاء علــى شــكل

هكـذا سـاعدت هـذه العبـارة املكـررة علـى حبـك املعـىن . جاءت لتعزيـة املظلـوم يف حقـه الـذي ضـاع منـه .ى املسخور منهاملفارقي الساخر دومنا هجوم مباشر عل

واضــحة، سـواء يف تــدعيم الـوزن وإضــفاء أدت وظـائف « "أمحـد بــن سـعود"إن بنيـة التكـرار يف شــعر ـــا تشـــي بـــرتابط بـــني ذات الشـــاعر (...)نـــوع مـــن املوســـيقى الداخليـــة وبـــني " حالتـــه النفســـية"، كمـــا أعنــــد الشــــعراء إضــــافة إىل جانــــب آخــــر ميكــــن أن يفســــر هــــذه اخلاصــــية. أصــــوات القصــــيدة وإيقاعهــــا

.1»الشعبيني، يتمثل يف ظاهرة ارتباط الشعر بالشفوية واإللقاء واإلنشاد :ـ التشاكل اإليقاعي2واملشاكلة من األبواب البالغية الـيت عرفتهـا البالغـة . من بني حمركات مفارقة اإليقاع عنصر التشاكل

أمــا التشــاكل اإليقــاعي كعنصــر . 2»ذكــر الشــيء بلفــظ غــريه لوقوعــه يف صــحبته«العربيــة قــدميا، وهــي بــني وحــدتني دالليتــني تنتميــان إىل مســتويني خمتلفــني «أســلويب حــديث، فهــو نــوع مــن التعــالق حيــدث

بينهما تشاكل، تظهران يف الوقت ذاته منطني من العالقات الرتكيبية، كأن تكـون املسـتويات املعجميـة، . 3»والصرفية، والنحوية، متطابقة من حيث الرتكييب

نـاتج عـن عنصـري اجلنـاس والسـجع، فمـن " د بـن سـعودـأمحـ"ي يف شـعر ـدو أن التشاكل اإليقاعــويب ة كليـــا أو جزئيـــا «بـــني مولـــدات اإليقـــاع الـــداخلي املفـــارق التجـــانس الصـــويت املتـــألف عـــن دوال متشـــا

يتفـق «لـك بـأن ذو ، 4»ه البالغة القدميـة باجلنـاس التـام أو النـاقصـو ما عرفتـتؤدي مدلوالت خمتلفة، وه

، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة )1950- 1850(فين يف القصيدة الشعبية اجلزائرية منطقة مشال الصحراء أمنوذج أمحد قنشوبة، البناء ال -1

.65م، ص2008العقيد احلاج خلضر، باتنة، ، 1والتوزيع، القاهرة، مصر، ط حممد عبد املنعم خفاجي وحممد السعدي فرهود، األسلوبية والبيان العريب، الدار املصرية اللبنانية للطباعة والنشر -2

.122صم، 1992/هـ1412 .75م، ص2009/هـ1430: ماجستري، جامعة تشرين، مصر، السنة اجلامعية: ميساء مضر الشيخ، لغة األسطورة بني التأويل والتعليل، خمطوط -3

.75ص .144مسعود وقاد، مجاليات التشكيل اإليقاعي يف شعر عبد الوهاب البيايت، ص -4

174

: قولـــــه" أمحـــــد بـــــن ســـــعود"مـــــن أمثلتهـــــا يف شـــــعر . 1»يتفـــــق اللفظـــــان يف النطـــــق وخيتلفـــــان يف املعـــــىن« )1:النص(

م وســـــــــجاعة ـــــــــن حـــــــــر حنا م ا شـــــــــب ـــــــــاذ م

وا تباعـــــــــــــــــــــــة ـــــــــــــــــــــــدنا انشـــــــــــــــــــــــاور ـــــــــــــــــــــــوم ع واليـ2

املرصـع مجاليـة سـامهت يف هلـذا البيـت " تباعـة/سـجاعة"قي املتنـاظر يف لفظـيتـلقد أعطى الوقـع املوسيـ تقريـــب املعـــاين املتناقضـــة هلـــاتني اللفظتـــني، ونظمهـــا يف إيقـــاع موســـيقي متتـــايل يـــربز الفـــارق بـــني حـــال

.الشاعر يف املاضي وحاله يف احلاضر )8:النص(: ويف قول الشاعر

ــــــــــــــــــــــــــــاه ن ن بع م خص الــــــــــــــــــــــــــــث ــــــــــــــــــــر ــــــــ بـ

ان ضـــــــــــــم ـــــــــــــوع ال م ـــــــــــــب ال دف كت 3ال خـــــــــــــط ل

ــــــــــــــــــــــــــــــــاه الب ــــــــــــــــــــــــــــــــر جين اظــــــــــــــــــــــــــــــــل حب

ان يز ــــــــــــــــــــــــــــــــــــامل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ب ي ى والب ر شـــــــــــــــــــــــــــــــــــتـ 4وامل

ا يف معـىن هـاتني البيتـني؛ حبيـث أدى إىل ـاملتضـادتني دالليـ" جينـاه/بعنـاه"أثر التماثل النغمي للفظـيت ه املفارقـة االجتماعيـة ذا التجـانس ركيـزة هـذسبكهما نغميا وفصلهما دالليا يف الوقت نفسـه، ليكـون هـ

.ملصورةاج عنــه خدمـة مجاليــة تداوليـة لقصـائده مبــا للسـجع مــن ـاع الســجع فقـد نتــأمـا اسـتخدام الشــاعر إليقـ

قـدرة علــى إيصــال الفكـرة واإلحســاس للمتلقــني، وضـمان اســتمرارية تــداوهلم لـه وبالتــايل ضــمان انتشــار ان ذيـــه أســــرع، وآلظ إلـفاحلفــــ« ،"ظـاجلاحـــ"زات كمــــا رأى ـأكـــرب ألفكــــاره، وذلـــك ملــــا للســـجع مــــن ميـــ

لســماعه أنشــط، وهــو أحــق بالتقيــد وبقلــة التفلــت، ومــا تكلمــت بــه العــرب مــن جيــد املنثــور أكثــر ممــا .5»تكلمت به من جيد املوزون، فلم حيفظ من املنثور عشره، وال ضاع من املوزون عشره

م، ص 1999، 1يوسف الصميلي، املكتبة العصرية، بريوت، لبنان، ط: د اهلامشي، جواهر البالغة يف املعاىن والبيان والبديع، تدقيقسيد أمح -1

325. .احرتام وتوقري: حرم وسجاعة. رأينا وعشنا: شبحنا. كم: ماذا -2اه -3 ن ع ن ب خص الثم ر كتب . ختلينا عنه بدون مقابل: بـ ان . بدون مقابل من النقود: ال دفوع . من دون عهد مكتوب للبيع: الخط ل ضم بدون : ال م

. شاهد على البيعاه -4 ر جين اظل حب ان . تعد الفنت واآلفات وتتالطم كأمواج البحر: الب يز امل ع ب ي ى والب ر شتـ س يف أي أن تلك األخالق الغريبة هلا مكانة مرموقة عند النا: امل

.يف هذا الزمن، يتنافسون على إحداثها، 7، مصر، ط، مكتبة اخلاجني، القاهرة1عبد السالم حممد هارون، ج: ، البيان والتبيني، حتقيق)أيب عثمان(عمرو بن حبر اجلاحظ -5

.287م، ص1997/هـ1417

175

)10:النص(: قوله" بن سعود"من أمثلته يف شعر اجفـــــــــــــــــ صــــــــــــــــل غــــــــــــــــري يــــــــــــــــل ل اه قل

ه ار ك اشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ـــــــر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1واتـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه ـــــــــــــــــــــــــــتحس◌ب اعم ــــــــــــــــــــــــــ ال ت 2و

ركــــــــه ط◌ول اتـ صــــــــل غــــــــري ــــــــل ل ي قل

ل◌ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ـــــــــــــــــــــــــــــــــــد ل◌ه◌ قـ ال ت◌عــــــــ 3و

شـــــــــــــــــغول ـــــــــــــــــات م ب ـــــــــــــــــه تـ ن ال تدايـ و

ه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــود جـــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ع ه تـ ال تصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاحب و

يه ال تشـــــــــــــــــــــــــــــاك ه و ال تصـــــــــــــــــــــــــــــاحب

ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ال ت ز بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه و ع 4تـ

يـــــــــــــه غل ـــــــــــــن◌ ت رخ◌صـــــــــــــك وي او يـ ر

ة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ك عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن دب ر ال يشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاو 5و

ـــــارات يف األفهـــــ ـــــة الغاضـــــبة مـــــن هـــــذه ذا التقســـــيم املتســـــاوي للعب ـــــربة الشـــــاعر العالي بيـــــات يشـــــي بنلســماع الســلوكات، وقــد تســهم هاتــه التقســيمات اإليقاعيــة يف إجبــار الســامع والقــارئ علــى مواصــلة ا

اية معناه .حىت إذا لقــد كــان لكــل مــن اجلنــاس والســجع دورا هامــا يف تقويــة اإليقــاع ملــا حيدثانــه مــن وقــع نغمــي علــى

.األذن، وأثر نفسي باستلذاذ متااثل الكلمات واجلمل إيقاعيا وتساوي الفواصل

يل لصل -1 ل ه . ابتعد عنه: اجفاه . اللئيم: ق ار .اجتاهته وقربه: اشواه -2 تحس◌ب اعم ال ت .ال تعد رفيق له: و .ائيا: ط◌ول -3يه -4 ز ب ع ستـ .ال تطلب منه حاجتك: تيه -5 ل غ ن◌ ت رخ◌صك وي ة .يتخلى عنك يف عز حاجتك له: يـ ار .مصلحة أو مشروع جديد: دب

176

خــــــــامتـــــــــة

177

ارقة النص بطريقة تستثري القارئ وتدعوه إىل رفضه ـع املفـه صانـفي لعبة لغوية يقدمخترج عن اعتبارها ا ،مث عرفنا بوظيفتها ،ي غالبا ما يكون املعىن الضدذلك لصاحل املعىن اخلفي الذمبعناه احلريف، و وصفا

قيامها مث التعريف باألطراف املشاركة يف ،لغة املفارقةو ومبدأ االقتصاد واملتمثلة يف مبدأ التضاد العايل: صرحها وهم صاحب املفارقة وضحيتها وقارئها وسرد دور كل منهم، مث عناصرها الرئيسية املتمثلة يف

العنصر –عنصر التجرد –العنصر الكوميدي –الغفلة املطمئنة –التضاد بني املخرب واملظهر -نواع عديدة اختلفت الباحثون للمفارقة أمنها أحصى واليت ، مث حاولنا إحصاء أنواعها، اجلمايل

ن نقديتني خمتلفتني ـادا على دراستيـلذلك حاولنا حصر بعض أنواعها اعتم ،باختالف مفهومهم هلاا : للظاهرة ميويك، وكتاب املفارقة القرآنية . سي. الرتميز، لـ د–الرعوية –كتاب املفارقة وصفا

.، حملمد العبد)دراسة يف بنية الداللة(فهو أمي ينظم الشعر على سليقته الذي ينتمي إىل قبيلة الربايع" عود دومين سأمحد ب"أما الشاعر

مل يسبق له أن تعلم يف أي زاوية أو كتاب، قضى معظم حياته راعيا باملنطقة املتامخة للحدود الشرقية اطق بصمتها فكان للبيئة الطبيعية لتلك املن ،لوالية الوادي وجزء من الصحراء اجلنوبية الغربية التونسية

كان نبت ثقافته من معينها، كما ى طفولته وشـبابه يف حضن البداوة فأين قض ،املميزة على شعره . عايش حتول جمتمع وادي سوف من البداوة إىل التحضر

سياســية وتارخييــة : تنــاول الشــاعر تربمــات أوضـاع منطقــة وادي ســوف مــا ختلــل منهـا فــرتة حياتــهلقـد ات ـيـة، فغطـى شــعره قلـب األحـداث التغرييـة انطالقــا مـن املرحلـة االسـتعمارية إىل خملفــواالقتصـادية وبيئ

ة علـــى األهـــايل، وآثـــار الثـــورة ـور الســـلطات االستعماريــــجل جــــة، فســــقات التنمويـــة للدولـــة الوطنيــــالدفــ . التحريرية، مث سعي الدولة الوطنية اجلاهد للقضاء على البداوة بكل الطرق والوسائل

178

إال أن أوفرهــا حظــا كــان لســلم القيمــي ،ا غطــى شــعره أيضــا معظــم املوضــوعات املصــابة بــالتغريكمــ هلذا أفرد له الشـاعر عـدد مـن قصـائد ،ر فيه أكثر تفشيا وأشد خطورةـي الذي كان التغيـمع احمللـللمجت

. العريف املستشري يف جمتمع التحضرندد فيها باالنفالت اخللقي واجلموح ان لزامـا عليـه التعـريج علـى موضـوعات شـكلت فيمـا سـبق مسـة الثقافـة البدويـة، فقـد عـاجل من هنا كـ

الـــذي أخلطـــت أوراقـــه انتشـــار التعلـــيم ،الشـــاعر مبـــرارة موضـــوع زعزعـــت الرتاتبيـــة والتـــدرج االجتمـــاعيم املتعلقـة بالعمـل والعال قـات األسـرية والتفتح على الثقافة الغربية املتنادية حبرية الشـباب يف تنفيـذ رغبـا

ممــــا أودى بأواصــــرها إىل االهــــرتاء والتمــــزق، ؛فانقســــمت األســــر الكبــــرية إىل وحــــدات صــــغرية ،والــــزواجتمـع البـدوي بـأعراف متميـزة حجبتهـا عـن مث ،وتزعزع عرف هرمية األسرة موضـوع املـرأة الـيت خصـها ا

ـا أشـالء متنـاثرة، وهـو مـا رآه األعني زمنا طويال لتقتلع عاصفة احلداثة والتحضر تلك احلجب وترمي تمع حنو غياهب جمهولة . الشاعر كناطق بلسان الثقافة التقليدية احنالل خلقي وانزالق خطري با

تمع الشعيب املبنية علـى االعتقـاد باألوليـاء الصـاحلني يضاف إىل هذا موضوع املعتقدات الدينية يف ام يت صــدأت وتآكلــت بســـبب تــوارث وقـــدم العهــد فجرفتهـــا واإلميــان بالغيبيـــات واخلرافــات الـــ ،وكرامــا

تيــارات النهضــة الدينيــة والصــحوة اإلســالمية علــى عهــده، فقامــت قائمــة الشــاعر الــذي طاملــا آمــن بــأن . تلك املعتقدات جزء من الدين

فكـان لتلـك ،أما صور البادية وذكريات حياة االنتجاع فال يدانيها يف قصـائده وخيالـه موضـوع أخـر رحـال وكـل مـا عــاوده اليـاة الربيئـة اهلادئـة صـدها يف كـل ركــن مـن قصـائــده، يـزج بصـورها أينمـا حـط احل

. احلنني إليهاالشاعر قد وجد يف تلك املوجة العارمة من التحوالت االجتماعية والثقافية اليت أغرقـت جمتمـع وكان

ال وجــال يف أرجائـه كــل مـا ســنحت ميـدان رحبــا صـ -ةـقالل خاصـــعقــب االستـ-منطقـة وادي سـوف له الفرصة، يقيس تلك املظاهر مبيزان البدواة فينصب عدسته أينما حـل ليلـتقط كـل الصـور الغريبـة عـن

تمــع البدويـــة قامـــت ناقضــة مــع أعرافـــه ليخرجهــا يف قالـــب شــعريمث يشــخص الســـلوكات املت ،ثقافــة ا . رقةأساساته على التناقض والتضاد املستخرج من مادة املفا

179

كما دعته الضرورة يف بعض أحيان إىل مترير تلك الصور امللتقطـة مـن الواقـع علـى آلـة اخليـال ليلبسـها .اخل...أغطية جديدة وتغليفها بصور من حميطه املتعدد املظاهر، ثقايف، تارخيي، بيئي، ديين

املتغـــرية يف الوســــط وتعـــدد املظـــاهر ،كمـــا أســـهم كثـــرة الصـــدف الغريبــــة املعجـــزة عـــن التفســـري واقعيــــا الشاعر إىل التنويع مـن أشـكال املفارقـة مبـا يتناسـب مـع تلـك املظـاهر، فـرتاوح بـني باالجتماعي يف دفع

اســتخدام التنــاقض اللفظــي أوالتنــاقض النغمــي أو الســلوكي حينــا إىل وصــف غرابــة مصــادفات و اهلجــاء . القدر وظلمه أحيانا أخرى

ختلف املوضوعات االجتماعية والتنويع يف أشكال املفارقة على فرضت هذه التغطية الواسعة ملكما الشاعر االستعانة بعدد من الدعائم األسلوبية بغية ضمان صالحية أطول هلاته املفارقات االجتماعية،

زيد من مجاليتها تلك ـمن خالل اعتماده أسلوب السخرية والتهكم اهلجائي واملبالغات واألضداد، لياختيار الصور البالغية اعرفيـة منها اإليقاع الداخلي أين تتبدى عناية الشـرقتية خاصقى املفاـاملوسي

.بإحكام وترتيب األلفاظ

180

قائمة املصادر واملراجع

181

:النصوص المقدسة -أ .القرآن الكرمي، برواية حفص عن عاصم -*

:الموردون -ب .بلدية الطالب العريبسنة، 60عمرها حوايل مي أمحد بن سعود، اجلبارية دومي ابنة الشاعر دو -1 .سنة، بلدية الطالب العريب 28دومي حفيد الشاعر دومي أمحد بن سعود، عمره سعود -2 . سنة، بلدية الطالب العريب 50صاحل دومي حفيد الشاعر دومي أمحد بن سعود، عمره -3 . سنة، بلدية الطالب العريب 60 عمارة دومي بن بلقاسم بن حممد، عمره حوايل -4 . بلدية الطالب العريب سنة، 75، عمره حوايل مبارك دومي -5 .اخلبنة، بلدية سنة 97حممد الصاحل قمودي، عمره -6 :المصادر والمراجع العربية -ت إبراهيم عبد احلافظ، الفنون األدبية الشعبية، مطبوعات مركز البحوث والدراسات االجتماعية، -1

.م2004، 1كلية اآلداب، جامعة القاهرة، مصر، طدار القلم العريب، ، األسس اجلمالية لإليقاع البالغي يف العصر العباسي ابتسام أمحد محدان، -2

.م1997/هـ1418، 1حلب، سوريا، ط .إبراهيم أنيس، األصوات اللغوية، مطبعة النهضة، القاهرة، مصر، دط، دت -3ورات ثالة، األبيار، العوامر، الصروف يف تاريخ الصحراء وسوف، منش إبراهيم حممد الساسي -4

.م2007 اجلزائر، دط، .2001القاهرة، ،2 ط املصرية، األجنلو االجتماعي، مكتبة التغري زيد، ا أمحد -5 .م1971أمحد رشدي صاحل، األدب الشعيب، دار النهضة العربية، القاهرة، مصر، دط، -6

182

، مطبعة )اهلادي جاب اهللا منوذجا(لشعيب اجلزائري من اإلصالح إىل الثورة أمحد زغب، الشعر ا -7 .م2009، 1مزوار، الوادي، اجلزئر، ط

.م2012، 1أمحد زغب، ديوان أمحد عطا اهللا، مطبعة مزوار، الوادي، اجلزئر، ط -8اجلزائر، دط، أمحد زغب، ديوان إبراهيم بن مسينة، رابطة الفكر واإلبداع، مطبعة دركي، الوادي، -9

.م2004أمحد زكي بدوي، معجم مصطلحات العلوم االجتماعية، مكتبة لبنان، بريوت، لبنان، دط، -10

. م1977 .م1972، 1، زمن الشعر، دار العودة، بريوت، لبنان، ط)أدونيس(أمحد سعيد -11األدب الشعيب ، منشورات رابطة)اقرتابات من عامل الشعر الشعيب(أمحد قنشوبة، الشعر الغض -12

.م2006واحتاد الكتاب اجلزائرين ودار الرائد، اجلزائر، دط، أمحد عبد الغفور : ، حتقيق4إمساعيل بن محاد اجلوهري، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، ج -13

.م1984/هـ1404، 3عطار، دار العلم للماليني، بريوت، لبنان، طأمحد زايد وحممد حمي الدين وحممد : جتماع، ترمجةأنتوين جيدنز، مقدمة نقدية يف علم اال -14

اجلوهري وعديل السمري، مطبوعات مركز البحوث والدراسات االجتماعية، كلية اآلداب، جامعة .م2002القاهرة، القاهرة، دط،

حممد اجلوهري وحسن : أيكه هولتكرانس، قاموس مصطلحات األنثروبولوجيا والفلوكلور، ترمجة -15 .م1972، 1املعارف، القاهرة، مصر، ط الشامي، دار

نظرة سيكو سوسيولوجية للتغري االجتماعي بوادي (بوبكر منصور، من العائلة إىل التعاقدية -16 .م2004، مطبعة مزوار، الوادي، اجلزائر، دط، )سوف، الشركة الوطنية )م1945-1850(التلي بن الشيخ، دور الشعر الشعيب اجلزائري يف الثورة -17

.م1983نشر والتوزيع، اجلزائر، دط، لل، معجم لسان )هـ711- 630(مجال الدين حممد بن مكرم األنصاري املصري ابن منظور -18

أمني حممد عبد الوهاب وحممد الصادق العبيدي، دار إحياء الرتاث العريب، : ، تصحيح10العرب، ج .م1999/هــ1419، 3مؤسسة التاريخ العريب، بريوت، لبنان، ط

.م1983، دار الكتاب اللبناين، بريوت، لبنان، دط، 1مجيل صليبا، املعجم الفلسفي، ج -19، ترمجة حممد اجلوهري وجمموعة من األساتذة، 1جوردون مارشال، موسوعة علم االجتماع، ج -20

لس األعلى للثقافة، القاهرة، مصر، ط: مراجعة . م2007، 2حممد اجلوهري، ا

183

.م1999إىل أين؟، دار سندباد، عمان، األردن، دط، ...اجلزائرية حامت رشيد، األزمة -21العمدة يف حماسن الشعر، ،)هـ456-390(األزدي احلسن أيب علي بن رشيق القريواين -22

بريوت، لبنان،،دار اجليل، 2حممد حمي الدين عبد احلميد، ج: حتقيق، وآدابه،ونقده .م1981/هـ5،1401ط

تمع، املكتب حسني عبد احلميد أمح -23 د رشوان، تطور النظم االجتماعية وأثرها يف الفرد وا .م2003، 4اجلامعي احلديث، اإلسكندرية، مصر، ط

تمع العريب املعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية، بريوت، لبنان، ط -24 ، 3حليم بركات، ا .م1986

ا . سي. د -25 عبد الواحد لؤلؤة، املؤسسة العربية : رمجةالرعوية، ت–الرتميز –ميويك، املفارقة وصفا .م1993، 1للدراسات والنشر، بريوت، لبنان، ط

إحسان حممد احلسن، دار الطليعة، بريوت، : دينكن ميتشيل، معجم علم االجتماع، ترمجة -26 . م1986، 2لبنان، ط

احتاد الكتاب منشورات، مقومات عمود الشعر األسلوبية يف النظرية والتطبيق رمحن غركان، -27 .م2004العرب، دمشق، سوريا، دط،

،مصر القاهرة،، مكتبة اخلاجني، فصول يف فقه اللغة رمضان عبد التواب، -28 .م1999هـ61420ط

سعود راشد العنزي، التغري االجتماعي ونظرياته، قسم الدراسات االجتماعية، كلية الرتبية -29 .عربية السعودية، دط، دتاألساسية، جامعة امللك فيصل، اململكة ال

سعيد شوقي، بناء املفارقة يف املسرحية الشعرية، دار إيرتاك للطباعة والنشر، القاهرة، مصر، -30 .م2001، 1ط

يوسف الصميلي، املكتبة : سيد أمحد اهلامشي، جواهر البالغة يف املعاىن والبيان والبديع، تدقيق -31 .م1999، 1العصرية، بريوت، لبنان، ط

،دط القاهرة، مصر،، اهليئة املصرية العامة للكتاب، العروض وإيقاع الشعر سيد حبراوي، -32 .م1993

عبد : ، حتقيق26سيد حممد مريضى احلسيين الزبيدي، تاج العروس يف جواهر القاموس، ج -33 .م1990/هـ1410مصطفى احلجازي، مطبعة احلكومة، دط، : الكرمي العزباوي، مراجعة

184

لس األعلى للثقافة، : يمو مشيث، موسوعة علم اإلنسان، ترمجةشارلوت س -34 حممد اجلوهري، ا .م2005القاهرة، مصر، دط،

.2004 ،16لبنان، ط ،بريوت، علم للماليني، دار الدراسات يف فقه اللغة صبحي صاحل، -35لس الوطين للث سلسلةصالح فضل، بالغة اخلطاب وعلم النص، -36 قافة والفنون عامل املعرفة، ا

.م1992واآلداب، الكويت، دط، أغسطس الفالح، مكتبة . العريب الوطن يف والتنمية االجتماعي التغري اهلواري، خمتار عادل -37

.2001الكويت،، املؤسسة الوطنية )دراسة ميدانية(عبد احلميد بورايو، القصص الشعيب يف منطقة بسكرة -38

.1986للكتاب، اجلزائر ، دط، عبد السالم شدادي، بيت الفنون والعلوم : ، حتقيق1عبد الرمحان ابن خلدون، املقدمة، ج -39

. م2005، 1واآلداب، الدار البيضاء، املغرب، ط، حزيران 1عبد الرمحان الوجي، اإليقاع يف الشعر العريب، دار احلصاد، دمشق، سوريا، ط -40

.م1989حممد أمحد جاد : حتقيق، زهر يف علوم اللغة وأنواعهاامل عبد الرمحان جالل الدين السيوطي، -41 .م2008، 3ط ،مصر دار الرتاث، القاهرة، ،1ج، املوىلا، مطبعة النجاح اجلديدة، الدار البيضاء، -42 عبد الصمد بلكبري، الشعر امللحون الظاهرة والدالال

.م2010، 1املغرب، طبن نيب، عامل الفكر، احملمدية، اجلزائر العاصمة، عبد اللطيف عبادة، فقه التغري يف فكر مالك -43

.م2007، 2اجلزائر، طلس الوطين سلسلة، )دراسة نفسية(عبد اللطيف حممد خليفة، ارتقاء القيم -44 عامل املعرفة، ا

.م1992، أفريل 160للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، دط، عيف الصورة، دار اخللدونية، اجلزائر العاصمة، عبيدة صبطي وجنيب خبوش، الداللة واملعىن -45

.م2009/هـ1430، 1اجلزائر، طعثمان زقب، واد سوف دراسات تارخيية واقتصادية وثقافية متنوعة، مطبعة مزوار، الوادي، -46

.م2008، 1اجلزائر، ط .م2013، 1عرفات فيصل املناع، السياق واملعىن، منشورات االختاف، بريوت، لبنان، ط -47

185

لس الوطين للثقافة والفنون سلسلةعزت احلجازي، الشباب العريب ومشكالته، -48 عامل املعرفة، ا .م1985، فرباير6واآلداب، الكويت، ع

علي احلافظة، االجتاهات الفكرية عند العرب يف عصر النهضة، الدار األهلية، بريوت، لبنان، -49 .م1978، 2ط

، مطبعة النجاح اجلديدة، )من البنية إىل القراءة(الشعري علي آيت أوشان، السياق والنص -50 .م2000/هـ1421، 1الدار البيضاء، املغرب، ط

علياء شكري، قضايا املرأة املصرية بني الرتاث والواقع، مطبوعات مركز البحوث والدراسات -51 .م2003، 1االجتماعية، كلية اآلداب، جامعة القاهرة، مصر، ط

، 1عبد السالم حممد هارون، ج: ، البيان والتبيني، حتقيق)أيب عثمان( اجلاحظعمرو بن حبر -52 .م1997/هـ1417، 7، مصر، طمكتبة اخلاجني، القاهرة

دراسة أنثروبولوجية يف الصحراء (فاروق أمحد مصطفى وحممد عباس إبراهيم، صناعة الويل -53 .2004، 1ة اآلداب، القاهرة، ط، مطبوعات مركز البحوث والدراسات االجتماعية، كلي)الغربيةفوزي القرقوري، أهم مظاهر الرومنطيقية يف األدب العريب احلديث، الدار العربية للكتاب، -54

.م2004، 2مصر، ط .م2007، 1فوزي عيسي، اهلجاء يف األدب األندلسي، دار الوفاء، اإلسكندرية، مصر، ط -55، دار )مع حبث ميداين لبعض العادات االجتماعية(فوزية دياب، القيم والعادات االجتماعية -56

.م1980النهضة العربية، بريوت، لبنان، دط، حممد عبد املنعم خفاجي، دار الكتب : ، نقد الشعر، حتقيق)أيب الفرج(قدامة بن جعفر -57

.العلمية، بريوت، لبنان، دط، دتن، دار القصبة، اجلزائر العاصمة، حممد حييات: لويس جان كالفي، علم االجنماع اللغوي، ترمجة -58

.م2006دط، هـ 1423، 2مالك بن نيب، بني الرشاد التيه، دار الفكر املعاصر، بريوت، لبنان، ط -59

.م2002/، 3، القاموس احمليط، ج)هـ817-729(جمد الدين حممد بن يعقوب الفريوزآبادي الشريازي -60

.م1979/هـ1399، 3ط اهليئة املصرية العامة للكتاب، القاهرة، مصر،حممد اجلوهري وجمموعة واألساتذة، الطفل والتنشئة االجتماعية، مطبوعات مركز البحوث -61

.م2008، 1والدراسات االجتماعية، كلية اآلداب، جامعة القاهرة، مصر، ط

186

.م2010حممد اجلوهري، التغري االجتماعي والثقايف، دار الكتاب، اإلسكندرية، مصر، دط، -62حممد اجلوهري، علم االجتماع التطبيقي، مطبوعات مركز البحوث والدراسات االجتماعية، -63

.م2008، 1كلية اآلداب، جامعة القاهرة، مصر، ط، 1، دار الكتاب، القاهرة، مصر، ط1حممد اجلوهري،الدراسة العلمية املعتقدات، ج -64

.م1978تمع اجلزائ -65 ري املعاصر، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، حممد السويدي، مقدمة يف دراسة ا

.م1990دط،

، الدار التونسية 29-16-13- 10حممد الطاهر بن عاشور، تفسري التحرير والتنوير، ج -66 .م1984للنشر، تونس العاصمة، تونس، دط،

، 1حممد الصاحل بن علي، األلغاز الشعبية بوادي سوف، مطبعة مزوار، الوادي، اجلزئر، ط -67 .م2012

، 1، دار الفكر العريب، القاهرة، مصر، ط)دراسة يف بنية الداللة(حممد العبد، املفارقة القرآنية -68 .م1994/هـ1415

، 2حممد املرزوقي، مع البدو يف حلهم وترحاهلم، الدار العربية للكتاب، ليبيا، تونس، ط -69 .م1984

لس الوطين للثقافة سلسلةربية، حممد حسني عبد اهللا، الريف يف الرواية الع -70 عامل املعرفة، ا .م1989، نوفمرب 143والفنون واآلداب، الكويت، دط، ع

، دار النهضة العربية، بريوت لبنان، دط، )دراسة تطبيقية(حممد عاطف غيث، علم االجتماع -71 .م1974

عريب، الدار املصرية حممد عبد املنعم خفاجي وحممد السعدي فرهود، األسلوبية والبيان ال -72 .م1992/هـ1412، 1اللبنانية للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، ط

تمع، وكالة املطبوعات، الكويت، -73 حممد عبده حمجوب، االجتاه السوسيولوجي يف دراسة ا .دط، دت

النهضة السيد حممد خريي، دار: حممود عودة، أساليب االتصال والتغري االجتماعي، تقدمي -74 .العربية، بريوت، لبنان، دط، دت

.م1997، 2حممود فهمي احلجازي، مدخل إىل علم اللغة، دار قباء، القاهرة، مصر، ط -75

187

لس الوطين سلسلةعريب املعاصر، ي أبو غايل، املدينة يف الشعر الخمتار عل -76 عامل املعرفة، ا .م1995ل ، أبري196للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، دط، ع

.م1992، 1منري البعلبكي، معجم أعالم ملورد، دار العلم للماليني، بريوت، لبنان، ط -77مهدي إبراهيم الغويل، السياق وأثره يف املعىن، أكادميية الفكر اجلماهريي، بنغازي، ليبيا، طبعة -78

.م2011، 1، طموسى ربابعة، مجالية األسلوب والتلقي، دار جرير، عمان، األردن -79

.م2008/هـ1425 .م1967، 3مكتبة النهضة، بريوت، لبنان، ط، قضايا الشعر املعاصر نازك املالئكة، -80لس الوطين للثقافة والفنون سلسلةنبيل علي، الثقافة العربية وعصر املعلومات، -81 عامل املعرفة، ا

.م2001، 265واآلداب، الكويت، دط، ع .، دت3لتعبري يف األدب الشعيب، دار غريب، القاهرة، مصر، طنبيلة إبراهيم، أشكال ا -82 . نبيلة إبراهيم، فن القص يف النظرية والتطبيق، دار قباء، القاهرة، مصر، دط، دت -83نورثرب فراي، تشريح النقد، ترمجة حممد عصفور، منشورات اجلامعية األردنية، عمان، األردن -84

.م1991/هـ1412دط، يف ماهية التغري االجتماعي واجتاهاته (زامل، سوسيولوجيا التغيري قراءة مفاهيمية يوسف عناد -85

. ، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة واسط، اململكة العربية السعودية، دط، دت)الفكرية : المراجع األجنبية -ث

- Voisin , André - Roger , le souf Monographie , El oued : El walid, 2004. :المجالت والدوريات -ج أمحــد زغــب، دور الشــعر الشــفوي يف النضــال الــوطين وثــورة التحريــر مبنطقــة ســوف، جملــة البحــوث -1

.م2004، أفريل 1والدراسات، املركز اجلامعي، الوادي، اجلزائر، عامـة للكتـاب، القـاهرة، مصـر، املفارقـة الروائيـة والـزمن التـارخيي، جملـة فصـول، اهليئـة الع. أمينة رشـيد -2

لد .م1993، 4، ع11ا، ربيــع 2بشــري التليلــي، البــداوة املطــارة، جملــة إضــافات، املعهــد العــايل للعلــوم اإلنســانية، تــونس، ع -3

.م2008األول م، نســــخة إلكرتونيــــة، 2009، مــــارس 604جــــابر عصــــفور، ســــخرية املقمــــوع، جملــــة العــــريب، ع -4

.26/03/2014: بتاريخ

188

زا قاسم، املفارقة يف القص العريب املعاصر، جملة فصول، اهليئـة العامـة للكتـاب، القـاهرة، مصـر، سي -5 .م1993، 4، ع2جملد

مشســـي واقـــف زاده، األدب الســـاخر أنواعـــه و تطـــوره مـــدى العصـــور املاضـــية، فصـــلية الدراســـات -6 .السنة الثالثة ،12األدب املعاصر، جامعة آزاد اإلسالمية، وامني، بيشوا، إيران، العدد

ــا يف القصــة القصـرية الســورية، جملــة االســتهالل، ع -7 ، 1عـادل عطــا اهللا الفرجيــات، السـخرية وتقنيا .م2011نوفمرب

كمال أمحد غنيم، املفارقة التصويرية يف شعر أمحد مطر، جملة نزوى، مؤسسة عمان للصحافة -8: ، بتاريخhttp:// www.nizwa.com: والنشر والتوزيع واإلعالن، املوقع اإللكرتوين

05/01/2014. حممد اجلزيراوي، التهليم من أغاين رعاة اإلبل يف الصحراء التونسية، جملة الثقافة الشعبية، أرشيف -9

.م2011، السنة الرابعة، شتاء 12الثقافة الشعبية، املنامة، االبحرين، عرؤيــة يف جتربـة الشـاعر صــالح دبشـة، جملـة نــزوى، " سـيد اجلنحـة"ايـة املفارقــة يف حممـد علـيم، غو -10

:مؤسسة عمان للصحافة والنشر والتوزيع واإلعالن، املوقع اإللكرتوين http:// www.nizwa.com05/01/2014: ، بتاريخ.

ع احلضـــاري للمـــرأة يف تـــاريخ املســـلمني، جملـــة حممـــد مصـــطفى طـــه، صـــفحات مشـــرقة مـــن الواقـــ -11ـــــــــــــــــــادي األديب الثقـــــــــــــــــــايف، جـــــــــــــــــــدة، الســـــــــــــــــــعودية، ع ـــــــــــــــــــد 28جـــــــــــــــــــذور، الن ، رجـــــــــــــــــــب 11، جمل

.م2009جويليه/هـ1430حمـــي الـــدين خريـــف، أغـــراض الشـــعر الشـــعيب التونســـي، جملـــة الثقافـــة الشـــعبية، أرشـــيف الثقافـــة -12

.م2009الشعبية، املنامة، البحرين، ع، صيف ــــزوى، مؤسســــة عمــــان للصــــحافة والنشــــر جنــــاة -13 علــــي، مفهــــوم املفارقــــة يف النقــــد الغــــريب، جملــــة ن

:م، املوقع اإللكرتوين18/07/2009، 53والتوزيع، ع http:// www.nizwa.com26/03/2014: ، بتاريخ.

:الوثائق والمخطوطات –ح ، )حنو مقاربة أسلوبية وسيميائية للنص الشعري الشفاهي(فاهيأمحد زغب، مجالية الشعر الش -1

-2006: دكتوراه، كلية اآلداب، جامعة بن يوسف بن خدة، اجلزائر، السنة اجلامعية: خمطوط .م2007

189

.دفرت مكتوب خبط اليد نقلنا منه عدد من قصائد الشاعر: أمحد زغب، خمطوط -2-1850(لشعبية اجلزائرية منطقة مشال الصحراء أمنوذج أمحد قنشوبة، البناء الفين يف القصيدة ا -3

.م2008، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة العقيد احلاج خلضر، باتنة، )1950ماجستري، كلية العلوم : العالقات،خمطوط - سليمان دمحاين، ظاهرة التغيري يف األسرة اجلزائرية -4

-2005: بكر بلقايد، تلمسان، اجلزائر، السنة اجلامعيةاإلنسانية والعلوم االجتماعية، جامعة إيب .م2006

ماجستري، كلية اآلداب والعلوم : خمطوط، النسق الثقايف يف الكناية عبد الرمحان عبد الدامي، -5 .م2012- 2011:اإلنسانية، جامعة ملود معمري، تيزي وزو، السنة اجلامعية

وتاثريها ) 1947-1981(يف منطقة سوف عثمان زقب، األوضاع االقتصادية واالجتماعية -6ماجستري، كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية، جامعة : على العالقات مع ليبيا وتونس، خمطوط

.م2006- 2005: احلاج خلضر، باتنة، اجلزائر، السنة اجلامعية: يرية، خمطوطعلي غنابزية، جمتمع واد سوف من االحتالل الفرنسي إىل بداية الثورة التحر -7

دكتوراة، كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية، جامعة اجلزائر، اجلزائر العاصمة، السنة .م2009-2008:اجلامعية

ماجستري، كلية اآلداب والعلوم : كمال بن عمر، األلغاز الشعبية يف منطقة واد سوف، خمطوط -8 .م2007-2006: سنة اجلامعييةاإلنسانية، جامعة احلاج خلضر، باتنة، اجلزائر، ال

دكتوراه، كلية : مسعود وقاد، مجاليات التشكيل اإليقاعي يف شعر عبد الوهاب البيايت، خمطوط -9 .م2011-2010: اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة احلاج خلضر، باتنة، اجلزائر، السنة اجلامعية

ماجستري، جامعة تشرين، : ل، خمطوطميساء مضر الشيخ، لغة األسطورة بني التأويل والتعلي -10 .م2009/هـ1430: مصر، السنة اجلامعية

دكتوراه، كلية اآلداب والعلوم : جنوى منصوري، املوروث السردي يف الرواية اجلزائرية، خمطوط -11 .2012-2011: اإلنسانية، جامعة احلاج خلضر، باتنة، اجلزائر، السنة اجلامعية

: ، خمطوط)جممع األمثال للميداين أمنوذجا(ارقة يف األمثال العربية نوال بن صاحل، خطاب املف -12 .م2012- 2011: دكتوراه، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة بسكرة، السنة اجلامعية

.ريعمتبلدية الطالب العريب، مصلحة البناء والوثيقة لتعريف منطقة الطالب العريب، -13م 1983ثانية، سجل صيف 49دقيقة 58ساعة و2ته شريط مسعي بصوت الشاعر، مد -14

.م2014من طرف أقرباء الشاعر وأعيد تسجيله من طرف حفيده األستاذ سعود دومي مارس

190

:اإللكترونيةمواقع ال -خ وقعامل، )جمروح قوي(أسامة عبد العزيز جاب اهللا، مجالية املفارقة النصية قراءة بدائية يف ديوان -1

.م26/03/2014: ن العرب، بتاريخديوا: اإللكرتوينفهد بن عبد الرمحان اخلريف، التغري االجتماعي، جامعة امللك فيصل، العربية السعودية، املوقع -2

.مIbtihalino.blogspot.com. 29/01/1015 : اإللكرتوين :املوقع اإللكرتويندليل بلديات اجلمهورية التونسية، -3 catalog / annuaire – des nuncipalites. Opendata . interieur . gov . tn / ar /

.م11/02/2015: بتاريخ

191

فهرس احملتويات

192

ج-أ ةـدمــمق 58-11 المفارقةو التغير االجتماعيماهية : الفصل التمهيدي*** 12-11 تــوطئــة 22-13 ماهية التغير االجتماعي -أوال

22-14 فهوم التغير االجتماعيم -1 14 لغة -أ

20-15 اصطالحا -ب 17-16 الباحثني العرب دالتغري االجتماعي عن -1 20-18 الباحثني الغرب دالتغري االجتماعي عن -2

22-21 ن الكرمي التغري االجتماعي يف القرأن الكرميالتغري االجتماعي يف القرآ 27-23 نظريات التغير االجتماعي -2 23 النظرية التارخيية -أ

24-23 النظرية التطويرية -ب 24 النظرية الوظيفية -ت 25 نظرية املاركسية -ث 26-25 النظرية املادية التارخيية -ج 26 النظرية التحديثية -ح 27 نظرية االنتشار الثقايف -خ 27 الثقايف التفاعلنظرية -د 31-28 عوامل التغير االجتماعي -3 28 العوامل البيئية -أ

29-28 العوامل الدميغرافية -ب 29 العوامل الثقافية -ت

193

30 العوامل السياسية -ث 30 العوامل التحديث -ج 30 العوامل االديولوجية -ح 31 عوامل التكنولوجيةال -خ 31 العوامل االقتصادية -د 31 العامل الديين -ذ 33-32 مراحل التغير االجتماعي -4 32 ليونربجر هربرتعند -أ

33-32 غيث عاطفعند -ب 34-33 أنواع التغير االجتماعي -5 33 التغري يف القيم االجتماعية -أ

33 التغري يف النظم االجتماعية -ب 34-33 التغري يف مراكز األشخاص -ت 34 مستويات التغير االجتماعي -6 34 املستوى األول -أ

34 املستوى الثاين -ب 34 املستوى الثالث -ت 36-35 سمات التغير االجتماعي -7 35 "ويلربت مور"عند مسات التغري االجتماعي -أ

36-35 "تالكوت بارسونز"عند مسات التغري االجتماعي -ب 39-36 عوائق التغير االجتماعي -8 37-36 العوائق اإلجتماعية -أ

38-37 العوائق اإلقتصادية -ب 38 العوائق األيكولوجية -ت 39-38 العوائق السياسية -ث 39 االعوائق الثقافية –ج

194

58-40 المفارقةماهية -ثانيا 47-41 المفارقةمفهــوم -1 42-41 لغـــة -أ

46-43 ااصطالح -ب 44-41 الباحثني العرب دعن املفارقة -1 44-43 األجانبالباحثني دعن املفارقة -2

47-46 املفارقة يف القرآن الكرميمفهــوم 48 وظيفة المفارقة ودورها -2 51-49 أطراف المفارقة وأدوارهم -3 49 دور صاحب املفارقة -أ

50-49 دور القارئ -ب 51-50 دور الضحية -ت 53-51 عناصر المفارقة -4 51 تضاد املخرب واملظهر -أ

52-51 الغفلة املطمئنة -ب 51 العنصر الكوميدي -ت 51 عنصر التجرد -ث 52-51 العنصر اجلمايل -ج 57-53 أنواع المفارقة -5ا"يف كتابه " ميويك.سي.د"تقسيم -أ 56-53 "املفارقة وصفا

57-56 "املفارقة القرآنية"كتابه يف " حممد العبد"تقسيم -ب 58-57 صفات المفارقة -6 57 مبدأ التضاد العايل -أ

58-57 مبدأ االقتصاد -ب 58 لغة املفارقة -ت

133-60 التغيـر االجتــماعي في شعـر : الفصل األول***

195

"أحمد بن سعود دويم" 62-60 تــوطئــة

66-63 وبيئة شعره" أحمد بن سعود"الشاعر -أوال 64-63 تعريف الشاعر -1 66-65 بيئة شعره -2

عوامل التغير االجتماعي في منطقة سوف من خالل شعر -ثانيا "أحمد بن سعود"

67-82

76-68 خالل فترة االستعمار - 1 82-76 بعد االستقالل – 2

105-83 االجتماعية لمنطقة سوف التغير في سلم القيم –ثالثا 89-85 التغير في القيم واألخالق العامة –1 93-90 التغير في المعاملة واألخالق اإلدارية –2 97-93 التغير في المعاملة بين األجيال –3 100-97 التغير وضع المرأة –4 105-100 التغير في المعتقدات الدينية –5

133-106 التغير من البداوة إلى التحضر –رابعا 112-107 ضر المناطق الرعويةتح -1 133-112 مظاهر البادية -2 122-116 وصف مظاهر الطبيعة الصحراوية -أ

118-116 وصف املطر -1 122-119 وصف التضاريس الصحراوية -2 133-123 وصف مظاهر حياة البداوة -ب 125-123 وصف املراعي واحليوانات -1 129-126 وصف اخليمة -3

133-129 ةوصف النجع -4

196

المفـارقة االجتـماعية في شعـر : الفصل الثاني*** "أحمد بن سعود دويم"

135-192

137-135 تــوطئــة 143-138 "أحمد بن سعود"المفارقة والسياق في شعر -أوال 171-144 أنواع المفارقة -ثانيا

154-145 ـ المفارقة العامة1 149-145 صالحياهلجاء االجتماعي اإل -أ

154-149 ب ـ التأرجح بني الفردانية واجلماعية 160-155 المفارقة اللفظية -2

158-156 أـ مفارقة التنافر البسيط 160-159 "الكناية املعكوسة"ب ـ املفارقة البالغية

162-161 مفارقة القدر -3 166-162 مفارقة النغمة -4 171-167 مفارقة السلوك الحركي -5

192-172 "أحمد بن سعود"آليات المفارقة في شعر -ثالثا 177-173 السخرية والتهكم الهجائي -1 175-173 السخرية -أ

177-176 ب ـ التهكم اهلجائي اهلزل 179-178 المبالغة -2 182-180 أبنية التضاد -3 192-183 ـ اإليقاع المفارق4

188-185 أـ إيقاع الرتاكيب 186-185 ـ التشبيه1 187-186 ـ االستعارة2 188-187 ـ الكناية3

197

192-188 ب ـ إيقاع األلفاظ 189-188 ـ التكرار1 192-190 ـ التشاكل اإليقاعي2

197-193 ةــاتمــالخ 340-199 قـالحــالم

350-341 قائمة المصادر والمراجع 356-351 فهرس المحتويات