يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٦٠

املقدمةاملقدمةاملقدمةاملقدمةاحلمد هللا الذي خلق اإلنسان من عدم، وعلمه ما مل يعلم، ورغبه يف العلم والتعليم، والصالة والسالم على هادى البشرية، ومعلم اإلنسانية الذي أمر بالقراءة يف أول آية

.أنزلت عليه، ورغب يف التعليم وحث عليه أما بعد

اجلرائم بطبيعتها توجد بوجود اإلنسان وتتطور بتطوره ، ومبا أن اإلنسان دائما إنيف تطور مستمر بفضل ثورة املعلومات والتكنولوجيا املتطورة فإننا جند العلماء والصاحلون حياولون االستفادة منها، وباملقابل جند أن ارمني حياولون االستفادة

التكنولوجيا كأل مباحا للجميع الصاحل والطاحل ، بل أيضا من التقدم التقين فأصبحت إن ارمني كثر، واستطاعوا اكتساب خربات ومهارات أكثر يف تعاملهم مع االنترنت وارتكام للجرائم اإللكترونية عرب األقمار الصناعية، ومل تعد جرائمهم

جرائم مبتكرة تقتصر على إقليم دوله واحدة بعينها بل جتاوزت حدود الدولة، وهيومستحدثة متثل ضربا من ضروب الذكاء اإلجرامي، استعصى إدراجها ضمن األوصاف اجلنائية التقليدية يف القوانني اجلنائية الوطنية واألجنبية، مما أوجب تطوير

١

اجلرمية اإللكترونية وسبل مواجهتهاالشريعة اإلسالمية فــــــــي

واألنظمة الدولية )دراسة حتليلية تطبيقية (

دكتور ياإبراهيم رمضان إبراهيم عطا/ د

أستاذ الفقه املساعد بكلية الشريعة و القانون بطنطا

م٢٠١٥/ هـ ١٤٣٦

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٦١

األنظمة التشريعية اجلنائية الوطنية بذكاء تشريعي مماثل للذكاء اإلجرامي تعكس فيه املستوى القانوين وسائر جوانب تلك التقنيات وأبعادها اجلديدة، الدقة الواجبة على

مبا يضمن يف كافة األحوال احترام مبدأ شرعية اجلرائم والعقوبات من ناحية، ومبدأ الشرعية اإلجرائية من ناحية أخرى، وتتكامل يف الدور واهلدف مع املعاهدات

مواجهة هذه اجلرائم واألنظمة الدولية ، وذا كله ميكن الوصول إىل سبل اإللكترونية من خالل تعاون األنظمة الدولية وفهمها للسبل الشرعية والعمل ا يف مكافحة هذا النوع من اجلرائم املبتكرة واملستحدثة، فتكثر االستفادة من هذه الوسائل واألجهزة االلكترونية، ويقل خطرها فيسعد وينعم اتمع ويعيش اجلميع يف

.سالمأمان وسلم و �و��א��������:����������ع�א� �

:ميكن إجياز أمهية املوضوع وسبب اختياره فيما يليهلذا املوضوع أمهية من الناحية النظرية والعملية لكونه ميس كثريا من مصاحل -١

اتمع، وعلى وجه اخلصوص املصارف من خالل التعامل اإللكتروين .غنطة أو الدفع االلكتروينوالسحب من األرصدة بواسطة البطاقة املم

أيضا هذا املوضوع يعاجل قضية املساس باحلياة اخلاصة لألفراد عن طريق -٢ .التسجيل وغريها من ااالت اليت تدخل يف استعمال احلاسب اآليل

التعرف على أدلة إثبات اجلرائم االلكترونية يف الشريعة اإلسالمية واألنظمة -٣ .الدولية

عظمة الشريعة اإلسالمية يف كوا أسبق من النظم ويف هذا املوضوع تتجلى -٤الدولية يف وضع سبل ملواجهة هذا النوع من اجلرائم املبتكرة واملستحدثة، ويف هذا كله بيان أن اإلسالم دين شامل يتناول مجيع مظاهر احلياة، فهو كاف وواف، وليس يف حاجه إىل استرياد أنظمة غربية، وما على األنظمة

. إال اكتشاف جوهر هذا الدين والعمل مبا فيه الدولية ��:�����א� �

لقد اتبعت يف دراسة هذا املوضوع املزج بني املنهج الوصفي التحليلي واملنهج التارخيي حيث قمت ببيان مفهوم اجلرمية وخصائصها ومظاهرها، والتحديات اليت

ليل املادة العلمية تقف أمام القضاء عليها ، وتوضيح احلكم الشرعي فيها ، مع حت، مع تتبع املراحل التارخيية ملواجهتها من خالل األنظمة الدولية، كل ب عليهاوالتعقي

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٦٢

هذا بطريقة صوغ نظريه، كالنظريات اليت عرفها رجال القانون وبناء غريها عليها مما .له شبه ا، كما سيتضح يف سبل مواجهة جرمية السرقة االلكترونية

����א���:� � .ن البحث من مقدمة،ومتهيد ، وثالثة مباحث وخامتة يتكو

:املقدمة .التعريف باملوضوع،وأمهيته وسبب اختياره واملنهج املتبع يف البحث، وخطة البحث

:التمهيد .احلاسب اآليل،إجيابياته وسلبياته

:املبحث األول :وينتظم يف مطلبني. مفهوم اجلرمية اإللكترونية، وخصائصها ومظاهر حتدياا

.مفهوم اجلرمية اإللكترونية، وخصائصها:املطلب األول .مظاهر حتديات اجلرمية االلكترونية: املطلب الثاين :املبحث الثاين

:أدلة إثبات اجلرائم اإللكترونية يف الشريعة اإلسالمية ويقع يف مطلبني .اإلثبات وأمهيته: املطلب األول .هاءوسائل مجع األدلة عند الفق: املطلب الثاين

: املبحث الثالث :سبل مواجهة اجلرائم اإللكترونية ويضم مطلبني

.سبل مواجهة اجلرائم اإللكترونية يف الشريعة اإلسالمية: املطلب األول .سبل مواجهة اجلرائم اإللكترونية يف األنظمة الدولية:املطلب الثاين

:اخلامتة .وفيها مثرة البحث وأهم نتائجه

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٦٣

التمهيدالتمهيدالتمهيدالتمهيد آليل إجيابياته وسلبياتهاحلاسب ا

بادئ ذي بدء البد من إلقاء الضوء على مفهوم احلاسب اآليل يف عجالة سريعة على :النحو التايل

� ا����� �� هو عبارة عن جهاز إلكتروين يعمل طبقا لتعليمات حمددة، : ا��استخراج وميكنه استقبال البيانات وختزينها والقيام مبعاجلتها بدون تدخل اإلنسان، مث

:وهلذا اجلهاز إجيابيات وسلبيات أوردها فيما يلي )١(النتائج املطلوبة، :إ�����ت ا����� ا�� :أو�

وهذه اإلجيابية من األمور اليت برز فيها دور احلاسب اآليل : الدعوة إىل اهللا - أبشكل الفت حيث إنه يقوم على توفري الوقت لدى الباحثني يف علوم الشريعة

ر العلوم األخرى ؛ لتمكنه من مجع املعلومات الغزيرة يف الوقت القليل جدا وسائ، فأفضلية ن هذا ال يعىن أنه أفضل من البشرخباصة أنه ال يكل وال ميل كالبشر، لك

البشر وتكرميه تكمن يف العقل الذي منحه اهللا إياه وساعده على اختراع هذا اجلهاز الشر ، وكذلك متيزه يف هاز يف اخلري أواجل وعلى متيز اإلنسان يف استخدام هذا

. سائر ااالت األخرى بالعقل ؛ فاإلنسان صنع اهللا الذي أتقن كل شيء :ومن أبرز مظاهر استخدام احلاسب اآليل يف خدمة الدعوة إىل اهللا ما يلي

.تيسري البحث والكتابة يف القران الكرمي والسنة النبوية ومجع األسانيد -١ .ث ومعرفة مواضعها ومجع طرقها ومتيز اآلحاد والضعيف منهاعزو األحادي -٢ .مجع املواضيع املتتابعة يف املوضوع الواحد -٣ .البحث املوضوعي -٤ .البحث اللغوي يف املعاجم والقواميس -٥يسر االتصال بقواعد املعلومات واملراكز العلمية على الباحث والداعية، -٦

.ووفر الكثري من العناء يف األسعار والبحث .)٢(مل تعد استطاعة الداعي إىل اهللا حمدودة مبن يقابلهم أو حىت يسافر إليهم -٧

. ١٢فهد بن محود العصيمي األستاذ بكلية املعلمني بالرياض، ص/ احلاسب والشبكة إجيابيات وسلبيات أد ) ١( .وما بعدها مرجع سبق ذكره ١٢احلاسب والشبكة إجيابيات وسلبيات صـ)٢(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٦٤

.التنبيه على أوقات الصالة واجتاه القبلة ومواعيد اإلمساك واإلفطار -٨من مظاهر استخدام احلاسب يف الدعوة إىل اهللا أيضا، استخدامه يف احلرب -٩

طيل كافة ضد من يبدأ احلرب على اإلسالم واملسلمني، فيتم به تعاتصاالم، وميكن أيضا إلغاء أو التشويش على خططهم، وذلك يف سبيل

. الدفاع عن الدين ورفع كلمة اهللام وما زال ٢٠٠١هـ١٤٢١ولعل أبرز األمور اليت حدثت يف اآلونة األخرية عام

هلا بعض اآلثار إىل اآلن هي احلرب الضروس بني املسلمني ومن اشترك معهم يف ضد اليهود ومن ساند هم من هجوم كل طرف على املواقع اخلاصة باآلخر ضرم

وكانت الغلبة للمسلمني، ليقينهم بأن اليهود املعتدون على حق غريهم، وكان للحاسب اآليل بفضل اهللا دور مهم يف حتقيق هذه الغلبة وصدق اهللا عز وجل إذ

.)١()وها وزينة ويخلق ما ال تعلمونالخيل والبغال والحمري لتركبو: (يقولفاحلاسب حني نزول هذه اآلية كان مما ال يعلم واستخدمه اإلنسان فيما مل يكن

.يعلم حينئذ، ومنها استخدامه يف احلروب وغريها :وللحاسب اآليل إجيابيات تربوية وشرعية منها - ب

.مجع املعلومات وترتيبها -١ . اختصار الوقت -٢ .الستفادة من األقراص املدجمةا -٣االستفادة من قوائم احلاسب مع بعض األجهزة مثل الفاكس، أو مسجل -٤

.الصوت واهلاتف والتلفاز والفيديوإعداد الربامج احلاسوبية التعليمية والشرعية لنشرها وبيعها أو إهدائها أو -٥

.تبادهلا عرب أجهزة االتصال والشبكاتالتعليم والتربية مبساعدة احلاسب من : اسب اآليلأيضا من إجيابيات احل - جـ

)٢(.خالل الربامج التعليمية، والربامج الترفيهية، واملواد التعليمية املربجمة وغريها

).٨(آية : النحل)١(مفتاح أبو بكر املطردى املستشار باحملكمة العليا الليبية إىل املؤمتر / اجلرمية اإللكترونية والتغلب على حتديتها ورقة مقدمة من د) ٢(

.٤م ص٢٠١٢/ ٩/ ٢٥إىل ٢٣الثالث لرؤساء احملاكم العليا يف الدول العربية جبمهورية السودان املنعقد يف الفترة من

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٦٥

����� : :�����ت ا����� ا��احلاسب اآليل شأنه شأن أي آلة ميكن أن تتحول إىل آداه خطرية إذا استعملت يف

:يف الشر عدة سلبيات منهاالشر، ويترتب على استعماله إمكانية تعطيل اجلهاز عن طريق دس الفريوسات يف برامج يتم تداوهلا من خالل - أ

األقراص املرنة أو شبكات ألنت، مما قد يؤدي إىل فقد البيانات املخزنة عليه أو .تعطيله بالكلية

يا لوحظ إدمان استخدام احلاسب اآليل أضر بصحة كثري من املستخدمني صح - ب .ونفسياثقة البعض فيه واعتمادهم عليه؛ أدى إىل إمهال بعض الباحثني للتوثيق - جـ

والتدقيق اكتفاء منهم على مقدرة احلاسب يف هذا الشأن وبالطبع هو جهاز أصم ال ميكن أن يقوم بالتدقيق كما ينبغي علما أن مدى صحة املعلومات ترجع إىل دقة

.لك املعلوماتوعلم وخربة من قام بتحميله لتمداومة البعض على استخدام احلاسب أدى إىل خلل يف عالقته وخاصة بربه مث –د

.باآلخرين من أهل ووالدين وأقارب وجمتمعاستخدام اجلهاز يف احلوار والنقاش عرب الشبكة مع ما يبهر من ألوان وصور -هـ

١(مخيشى معها على كثري من الناس أن تذهب ببعض أخالقهم ومعتقدا(. وسلبياته ) ٢(هذا ومما جتدر اإلشارة إليه يف هذا املقام ذكر بعض من إجيابيات اإلنترنت

:باإلضافة إىل ما سبق ذكره من إجيابيا وسلبيات احلاسب فيما يلي

أثر استخدام االنترنت على العالقات األسرية بني أفراد األسرة السعودية يف حمافظة جدة رسالة ماجستري للباحثة إهلام بنت فرج بن ) ١( ١٤م، واحلاسب والشبكة إجيابيات وسلبيات ص٢٠٠٤/هـ ١٤٢٤سنة ٦٦سعيد العويضي جبدة قسم السكن وإدارة املرتل ص

:االنترنت عبارة عن )٢( .ة من الشبكات املعلوماتية احمللية والعاملية املربوطة ببعضها البعض بغرض التواصلأجهز -أ

. وهم جمموعة من الناس املرتبطة ببعضهم البعض من خالل شبكة حاسبات آلية: أشخاص- ب نترنت إىل عام عدة أشكال من املعلومات يتم تناقلها بني األشخاص باستخدام الشبكة، ويرجع تاريخ نشأة اال: معلومات - جـ

، حيث أسست وزارة الدفاع األمريكية مشروعا يهدف إىل تبادل املعلومات بينها وبني عدد من مراكز البحوث العلمية ١٩٦٩عرب خطوط التليفون السريعة وبدأت هذا املشروع بأربعة أجهزة كمبيوتر، ومبرور الوقت مت توصيل العامة يف خمتلف أحناء العامل

مجيل / االنترنت والقانون اجلنائي د: ينظر. كة احلربية واتني الشبكتني ظهر ما يطلق عليه اليوم اسم االنترنتهذه الشبكة بالشب .وما بعدها، ط دار النهضة العربية ٤الصغري صـ

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٦٦

�: أو����� :��� إ�����ت ا :قدم االنترنت خدمات مجة يف جمال االتصاالت كافة منها -١

.ومات من كربيات املكتبات العامليةسهل احلصول على املعل - أ .ساعد كثريا يف االتصال مبراكز البحوث العاملية -ب

إرسال الربيد بسرعة هائلة، فبدال من استغرق الربيد أسبوعا أو أسبوعني، - جـ .أصبح ال يستغرق إال ثواين معدودة

. )١(ساهم بشكل كبري يف اخنفاض أسعار املكاملات - د الت والبيوت واملدارس عن بعد للحافظ عليها من السرقات أو مراقبة احمل -٢

ضبط العمل ا، فيمكنك متابعة ما يدور يف مصانعهم وإدارم عن بعد والتحدث مع بعض موظفيهم، ومن خالل هذه اخلدمة يستطيع األبوان

.)٢(متابعة ابنهما، وهو يف الفصل مع زمالئه .سهولة احلصول على االستشارات الطبية -٣سهولة التجارة اإللكترونية بطريق الشراء السهل من املواقع املختصة -٤

.)٣(بالبيع، وسهولة استعراض السلع بسهولة واالطالع عليها����� :����� :��� �����ت ا

إفساد عقائد املسلمني والقول على اهللا بغري علم، فإن مما ال شك فيه أن -١من بينها املواقع املتخصصة مستخدم شبكة اإلنترنت جيد أمامه كل املوقع

.اليت تعمل على التشكيك بثوابت اإلسالم باللغتني االجنليزية والعربيةإن الكنائس والفرق الديين :"ويف ذلك يقول الباحث االجتماعي كرستوففولف

".اكتشف يف االنترنت وسيلة النشر وسائلها ت وإمنا العروض ليس اجلنس واإلباحية هو ما يسود يف االنترن: "وقال أيضا

.)٤(" الكنسية

.breik.comwww.saadal،٤اجلرمية اإللكترونية والتغلب على حتدياا ص: ينظر )١( .هـ١٤٢٦شعبان ١٧٢:جملة املستقبل اإلسالمي العدد )٢( .املرجع السابق نفس العدد) ٣( .هـ١٤٢٠، رمضان )١٣٨٣(جملة اتمع العدد ٤)(

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٦٧

ويف جمال الدعوة إىل اليهودية توجد مواقع تقدم خدمات متنوعة باألملانية واالجنليزية .)١(والعربية إضافة إىل ربط مباشر باإلذاعات اإلسرائيلية

إن مما حيزن القلب ما نراه اليوم عند املسلمني من إضاعة : إضاعة الوقت -٢إىل التبديد من خالل الوقت الذي ميضيه بعضهم لألوقات فاقت حد التبذير

من أغرب األمور :" أمام اإلنترنت، فها هو صاحب مقهى إنترنت،يقوللدينا زبون ال يذهب إىل املرتل إال ساعة واحدة .... ولعلك ال تصدقها

- ٢٩فقط يوميا ويقضي يومه بالكامل أمام اإلنترنت ويتراوح عمره بني .)٢("يف احملادثة سنة، ويقضي معظم وقته ٣٢

حيث : الكذب وتبادل األلفاظ واملناظر اليت جتر إىل الفاحشة وإثارة الغرائز -٣من مستخدمي مواقع احملادثة أو ما يسمي بغرفة % ٧٠لوحظ إن أكثر من

يكذبون ويعطون معلومات كاذبة عن أنفسهم ينخدع ا ) الدردشة(اظ فاحشة ، كما البعض ، بل قد يتجاوز بعضهم األدب ويتجاوز بألف

بدأت املرأة مبحادثة الشباب بألفاظ ختدش احلياء ، وتؤذى العفاف ، ويستحي منها الرجال ، تراسل من تشاء أينما كان حىت ولو كان يف أبعد البلدان ، ووصل األمر إىل أا بواسطة العدسات تستطيع أن ترى من

وجل وقد يصل حيادثها ويراها على أي وضع يشاء دون حياء من اهللا عز األمر إىل أن تكون هذه املرأة ضحية اخلداع من ذاك الشاب صاحب الكالم

.)٣(املعسول املخادع كما جاء يف بعض اجلرائدالعزلة واالنطوائية والتفريط يف آداء احلقوق فبعض مدمين استخدام اإلنترنت -٤

يقضي معظم وقته معه، مما يبعده عن أسرته وزوجته وأوالده، ووالديه أقاربه، وجيعله يقصر يف حقوقهم اليت أوجبها اهللا عليه ويف هذا حيذرنا و

.املرجع السابق نفس العدد١) ( هـ١٤٢٠شوال ) ١١٨(جملة الفرقان العدد) ٢( .م٢٠٠٨أكتوبر ١٧وافق هـ امل١٤٢٩شوال ١٨اجلمعة )١٥٣٩٢(جريدة عكاظ األسبوعية العدد )٣(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٦٨

ما من عبد يسترعيه اهللا رعيه : " بقوله –صلى اهللا عليه وسلم –املصطفى .)١("فلم حيطها بنصحه إال مل جيد رائحة اجلنة

وقد يصل األمر بسبب إدمان استخدام االنترنت إىل التسبب يف عقوق الوالدين، فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض : (األرحام واهللا عز وجل يقولوقطع

كمامحوا أرقطعت٢()و( ولوحظ أن كثريا من الزوجات بدأن يشتكني من أزواجهن الذين يقتلون أوقام

.ويضيعون حقوق أسرهم بسبب العكوف على االنترنتصيل العلمي لدى الطالب كما يذكر بعض التربوين أن تدين مستوى التح -٥

بعض الطالب جيلسون يف الفصول الدراسية وهم يف شرود دائم وأذهام خارج القاعة وكثري من طلبة اجلامعات أضاعوا حصص احملاضرات

.النشغاهلم افجل اهتمامهم أم خيططون ويفكرون يف كيفية الرد على رسائل الصداقة، أو سبل

.ويتها، أو كيفية السفر ملالقاة األصدقاء وما إىل ذلكتقباإلضافة إىل دور االنترنت يف تسهيل ارتكاب اجلرائم االلكترونية اليت هي -٦

املقصود األصلي من كتابة البحث، وهنا ألقي بإشارة موجزة إىل بعضها ويف املباحث التالية ألقي الضوء عليها بشيء من التفصيل واضعا سبل

:ها نصب عيين، ومن هذه اجلرائم ما يليمواجهتوتتم باستغالل السارق رقم البطاقات االئتمانية وحماولة سرقة أموال : السرقة- أ

.البنوك عن طريق اإلنترنتفهناك مواقع تدعو إىل االنتحار ينشر : قتل النفس بدعوى اليأس من احلياة –ب

ولا تقتلوا أنفسكم إن (عاىل يقول فيها عشرات الطرق يف كيفية االنتحار، واهللا ت )٣()الله كان بكم رحيما

.واللفظ للبخاري) ١٤٢(ومسلم برقم ) ٧١٥٠(أخرجه البخاري برقم )١( .٢٢:حممد ) ٢( .٢٩اآلية : النساء )٣(

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٦٩

وقد انتحر أناس بالفعل متأثرين ذه الدعوات، فقد اعتقلت الشرطة يف إحدى مدن عاما استخدم أحد مواقع ٢٦والية أورجين األمريكية شابا عاطال عن العمل عمره

م انتحار مجاعي فيما يسمى بعيد احلب ملن مل يوفق يف الدردشة على االنترنت لتنظي . )١(حياته العاطفية

.)٢(جرمية االعتداء على احلياة اخلاصة عن طريق التصنت على أسرار الغري - جـجرمية السطو على أموال البنوك باستخدام اإلنترنت املتمثل يف االعتداء على -د

. )٣(فيةاحلسابات املصرفية من خالل البطاقات املصرجرمية قيادة اجلماعات اإلرهابية عن بعد ببث األفكار املتطرفة والتجسس على -هـ

.)٤(األسرار العسكرية مما ينتج عنه ديد األمن القومي والعسكري ٥(جرمية القذف اإللكتروين والترويج للفواحش -و

.هـ١٤٢٦شوال ) ١٥١(جملة األسرة العدد ) ١( .هضة العربيةدار الن/ ط ١٠،١١أسامة عبد اهللا فايد صـ / احلماية اجلنائية للحياة اخلاصة وبنوك املعلومات د )٢( .م٢٠٠٢،دار النهضة العربية، القاهرة/ ، ط٣٨، ٣٧اإلنترنت والقانون اجلنائي جلميل عبد الباقي صـ )٣(/ هـ١٤٣٣دار كنوز إشبيلية للنشر والتوزيع، السعودية / ، ط٣٦٧عبد العزيز بن إبراهيم الشبل، صـ/ االعتداء اإللكتروين د )٤(

.م٢٠١٢ .٤١٥، ٣٧٩املرجع السابق صـ )٥(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٧٠

ر حتدياتهار حتدياتهار حتدياتهار حتدياتهامفهوم اجلرمية اإللكرتونية،وخصائصها، ومظاهمفهوم اجلرمية اإللكرتونية،وخصائصها، ومظاهمفهوم اجلرمية اإللكرتونية،وخصائصها، ومظاهمفهوم اجلرمية اإللكرتونية،وخصائصها، ومظاه: : : : املبحث األولاملبحث األولاملبحث األولاملبحث األول :وينتظم يف مطلبني

.مفهوم اجلرمية اإللكترونية،وخصائصها: املطلب األول

.مظاهر حتديات اجلرمية اإللكترونية: املطلب الثاين

��,��م�א*()��א'�&%و$��،�و�!�"!��:��א ���א�ول �

و�� �!�� :'&%$م ا��" ا

جهة النظرة إىل الزاوية اليت تعددت اآلراء بشأن مفهوم اجلرمية اإللكترونية حبسب و

تشكل اجلرمية االلكترونية، فبعض الدراسات اجتهت إىل تعريفها بالنظر إىل تبين

منهج يقوم على تصنيف النشاطات املتعلقة باحلاسب اآليل إىل فئات وأنواع ولكل

.نوع منها تصور خاص للجرمية املتعلقة به

نظر إىل موضوع اجلرمية وبعض الدراسات األخرى اجتهت إىل تعريفها بال

اإللكترونية، وهذه الوجهة تنوعت إىل نوعني حبسب الزاوية اليت ينظر إليها فمن

ناحية، قد يكون احلاسب اآليل أو املعلومات املخزنة فيه موضوعا للجرمية

.)١(اإللكترونية، ومن ناحية أخرى قد يكون احلاسب اآليل وسيلة لتنفيذها

التصورات ميكن القول إنه بالرغم من وجود الفارق بني ومن خالل التأمل يف هذه

ميدان جرائم احلاسب اآليل وميدان جرائم اإلنترنت ؛ فبينما تتحقق األوىل باالعتداء

. وما بعدها ١١اجلرمية اإللكترونية والتغلب على حتدياا ص) ١(

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٧١

على جمموعة األدوات املكونة للحاسب وبراجمه واملعلومات املخزنة به ، فإن جرائم

حلاسب عرب خطوط اهلاتف اإلنترنت تتحقق بنقل املعلومات والبيانات بني أجهزة ا

احلوسبة (أو الشبكات الفضائية ، إال أن الواقع التقين أدى إىل اندماج امليدانني

، ولكن هذا االندماج مل يثن جانب من الدراسات عن تقسيم تلك ) واالتصاالت

:اجلرائم إىل أربعة أنواع تبعا للمفهوم الذي تتبناه الدراسة على النحو التايل

يقصد ا األفعال اليت تشكل اعتداء على أجهزة : ب اآليلجرائم احلاس -١

احلاسب اآليل سواء على مكوناته املادية كوحدات اإلدخال واإلخراج أو

.على مكوناته املعنوية كالبيانات واملعلومات املخزنة داخل احلاسب اآليل

وهي كل فعل غري مشروع يقع على املوقع بقصد تعطيله : جرائم االنترنت -٢

ويهه أو تعديله والدخول غري املشروع ملواضع غري مصرح بالدخول أو تش

إليها، واستخدام عناوين غري حقيقية للدخول يف شبكة املعلومات واقتحام

الشبكات ونقل الفريوسات، وإرسال الرسائل بكافة أنوعها عرب الربيد

اإللكتروين كاليت متس بكرامة األشخاص، أو املستهدفة ترويج مواد أو

.ال غري مشروعةأفع

وهي كل فعل غري مشروع يقع على وثيقة أو : جرائم شبكة املعلومات -٣

انتهاك امللكية الفكرية للربامج، واإلنتاج : نص موجود بالشبكة ومن أمثلته

الفين واألديب والعلمي، وارتكاب هذه اجلرائم عرب شبكة املعلومات يتطلب

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٧٢

لوصول إىل قواعد البيانات اتصاال باإلنترنت واستخداما للحاسب اآليل ل

.لالطالع عليها أو تغيريها

:اجلرائم املتعلقة باستخدام احلاسب اآليل -٤

:هي اجلرائم اليت يكون احلاسب اآليل وسيلة الرتكاا ومن أمثلتها

االحتيال والتزوير بواسطة احلاسب، هذا ومما جتدر اإلشارة إليه أن هذا النوع من

دخل يف النوع األول وهو جرائم احلاسب اآليل وهذا اجلرائم ميكن أن يقال إنه ي

صحيح عندما كان مصطلح جرائم احلاسب اآليل يستخدم للداللة على كل صور

جرائم احلاسب اآليل سواء كان احلاسب هدفا صرحيا للفعل اإلجرامي أو وسيلة له،

ائم إال أنه بعد اتساع جرائم احلاسب ووالدة جرائم اإلنترنت أصبح مصطلح اجلر

.)١(املتعلقة باحلاسب أآليل تعد من اجلرائم اليت يكون احلاسب وسيلة الرتكاا

وحممل القول الذي ميكن التوصل إليه يف تعريف اجلرمية تعريفا جامعا بعد هذا

عبارة عن أفعال : العرض التفصيلي لوجهات النظر يف تعريف اجلرمية اإللكترونية إا

.يل حمال هلا أو وسيلة الرتكااغري مشروعة يكون احلاسب اآل

و�� �!�� :+*�() ا��" ا

من املتبادر إىل الذهن عند احلديث عن خصائص اجلرمية اإللكترونية أن جلاين له دور

كبري يف معظم حاالا ، ونبين عليه تصور العمدية من اجلاين ؛ ألنه يف الغالب يتعمد

:سامل حممد األوجلي منشور على املوقع/التحقيق يف جرائم الكومبيوتر واالنترنت د )١( http:/afaitauri.aaktaebblo.com/1624946.

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٧٣

ختلفة مثل جمال املعاجلة اإللكترونية للبيانات ، التدخل يف جماالت النظام أملعلومايت امل

وجمال املعاجلة اإللكترونية للنصوص ، والكلمات اإللكترونية ، ففي جمال املعاجلة

اإللكترونية للبيانات يتعمد اجلاين إدخال البيانات اليت ميكن أن تساعده يف احلصول

بواسطة احلاسب اآليل ، ويف على املعلومات اليت من خالهلا تتم اجلرمية اإللكترونية

جمال املعاجلة اإللكترونية للنصوص والكلمات يتمكن مستخدم احلاسب اآليل من

كتابة الوثائق املطلوبة بدقة متناهية بفضل األدوات املوجودة حتت يده ، وإمكانيات

احلاسب اآليل أيضا هلا دور كبري يف تيسري ارتكاب اجلرمية ، فكلما ارتفعت

احلاسب متكن املستخدم من التصحيح ، والتعديل ، واحملو ، والتخزين ، إمكانيات

.)١(واالسترجاع والطباعة ، وغريها

وبعد هذا العرض لبعض الصور من اجلرمية اإللكترونية يتضح أن خصائص اجلرمية

:أإللكترونية ميكن بياا على النحو التايل

ز بالذكاء، والدهاء ذو مرتكب اجلرمية اإللكترونية يف الغالب شخص يتمي -١مهارات تقنية عالية ودراية باألسلوب املستخدم يف جمال أنظمة احلاسب وكيفية تشغيله، وكيفية ختزين املعلومات واحلصول عليها، يف حني أن

.مرتكب اجلرمية التقليدية يف الغالب شخص أمي بسيط متوسط التعليمتماعيا وقادرا ماديا، إال مرتكب اجلرمية اإللكترونية قد يكون منسجما اج -٢

. أن باعثه على ارتكاب جرميته يف كثري من األحيان رغبته يف قهر النظاميف حني أن . وهذه الرغبة قد تزيد عنده على رغبته يف احلصول على املال

.م٢٠٠٤يدة للنشر اإلسكندرية ، ط دار اجلامعة اجلد٣٧جمدي على العربان، ص/ اجلرائم املعلوماتية،د) ١(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٧٤

مرتكب اجلرمية التقليدية يف الغالب يكون غري منسجم اجتماعيا ورغبته يف . أي رغبة أخرىاحلصول على املال تفوق بكثري

تقع اجلرمية اإللكترونية يف جمال املعاجلة اآللية للمعلومات وتستهدف -٣املعنويات ال أملاديات، وهي بالتايل أقل عنفا وأكثر صعوبة يف اإلثبات؛ ألن اجلاين مرتكب هذه اجلرمية ال يترك وراءه أي اثر مادي خارجي ملموس

جلرمية ومعرفة مرتكبها، ميكن فحصه، وهذا يعرقل إجراءات اكتشاف اخبالف اجلرمية التقليدية اليت عادة ما تترك وراءها دليال ماديا أو شهادة شهود، أو غريها من أدلة اإلثبات، كما أن موضوع التفتيش والضبط قد

.يتطلب أحيانا امتداده إىل أشخاص آخرين غري املشتبه فيه أو املتهمأي أا عابرة احلدود، فهي قد تتجاوز اجلرمية االلكترونية ذات بعد دويل، -٤

احلدود اجلغرافية بسبب أن تنفيذها يتم عرب الشبكة املعلوماتية، وهو ما يثري يف كثري من األحيان حتديات قانونية إدارية فنية، بل سياسية بشأن مواجهتها

.)١(السيما فيما يتعلق بإجراءات املالحقة اجلنائية

���3א*()��א'�&%و��2���$(�01/:��א ���א�.�$- �مما سبق حول مفهوم اجلرائم اإللكترونية وخصائصها ميكن إجياز مظاهر حتديات

:اجلرمية اإللكترونية فيما يليعدم وجود اتفاق عام بني الدول على مفهوم اجلرائم اإللكترونية، وبالتايل -١

يف عدم وجود توافق بني قوانني اإلجراءات اجلنائية للدول بشأن التحقيق .تلك اجلرائم

.١٦اجلرمية اإللكترونية والتغلب على حتدياا ص) ١(

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٧٥

أيضا ميثل النقص الظاهر يف جمال اخلربة لدى رجال الشرطة وجهات -٢ .االدعاء والقضاء حتديا كبريا يف القضاء على هذه اجلرمية

االعتداء على برامج ومعلومات احلاسب جيعلنا أمام مشكلة قانونية ذات -٣لتحايل طبيعة خاصة مسيت هذه اجلرمية يف فرنسا جبرمية التوصل بطريق ا

.)١(لنظام املعاجلة اآللية للبيانات وهي جرمية مستحدثةظهور وتنامي األنشطة اإلجرامية اإللكترونية وتوسل مرتكبيها بتقنيات -٤

.جديدة غري مسبوقة يف جمال تكنولوجيا املعلومات واالتصاالتتستعصي بعض هذه األنشطة اإلجرامية اإللكترونية على إدراجها ضمن -٥

.ئية التقليدية يف القوانني اجلنائية الوطنية واألجنبيةاألوصاف اجلناظاهرة اجلرائم اإللكترونية باتت تتخذ أمناطا جديدة وضربا من ضروب -٦

الذكاء اإلجرامي وهذا بال شك ميثل حتديا جديا وجديدا يف الوقت .احلاضر

هرة هشاشة نظام املالحقة اإلجرائية اليت تبدو قاصرة على استيعاب هذه الظا -٧اإلجرامية اجلديدة سواء على صعيد املالحقة اجلنائية يف إطار القوانني

.الوطنية أم على صعيد املالحقة اجلنائية الدوليةيعد اجلدل احلاصل يف مسالة ختزين املعلومات أو البيانات املعاجلة إلكترونيا -٨

خارج إقليم الدولة من أكرب حتديات اجلرمية اإللكترونية حيث نتج عنه :اجتاهان ملكافحة هذا النوع من اجلرائم

إنه من غري املشروع أن تقوم سلطات دولة ما بالتدخل : االجتاه األول يقولوتفتيش النظم املعلوماتية املوجودة يف إقليم دولة أخرى، دف كشف وضبط

.٢١اجلرمية االلكترونية والتغلب على حتدياا ص)١(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٧٦

أدلة إلثبات جرمية كانت قد وقعت على أراضيها، وذلك استنادا إىل مبدأ )١(.ونإقليمية القان

إن القانون الدويل ميكن أن يتشكل من خالل توافق اآلراء على : االجتاه الثاين يقولالصعيد الدويل باجتاه السماح بتنفيذ هذه اإلجراءات حال توافر ظروف معينة يتم

حتديدها، كإشعار الدولة املراد تفتيش البيانات واملعلومات املخزنة بنظمها هذين االجتاهني أنصار يأخذون به ويدافعون عنه، فقد املعلوماتية، ولكل اجتاه من

م وعمل باالجتاه الثاين ٢٠٠٠حكمت باالجتاه األول إحدى احملاكم األملانية عام .)٢(م١٩٩٥سبتمرب سنة ١١الس األورويب يف

.م١٩٩٤ط مكتبة اآلالت احلديثة سنة ٧١،٧٠هشام حممد فريد رستم ص/ اجلوانب اإلجرامية للجرائم املعلوماتية د )١(هالل عبد اهللا أمحد / ، وتفتيش نظم احلاسب اآليل وضمانات املتهم املعلوماتية د٢٣ية والتغلب على حتديتها صاجلرمية االلكترون )٢(

. م١٩٩٧ط دار النهضة العربية،القاهرة، األوىل سنة ٧٧ص

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٧٧

أدلة إثبات اجلرائم اإللكرتونيةأدلة إثبات اجلرائم اإللكرتونيةأدلة إثبات اجلرائم اإللكرتونيةأدلة إثبات اجلرائم اإللكرتونية: : : : املبحث الثانياملبحث الثانياملبحث الثانياملبحث الثاني :ويقع يف مطلبني

.التعريف باإلثبات وأمهيته: املطلب األول

.وسائل مجع األدلة: املطلب الثاين

�א��8(/�6�7'5��3و�����4:��א ���א�ول �

� ا����ت��:

اإلثبات مشتق من ثبت الشيء ثبوتا أي دام واستقر وعرف فمادة ثبت تفيد املعرفة احلجة على أمر والبيان والدوام واالستقرار، وعلى هذا فاإلثبات يف اللغة معناه إقامة

.)١(ما

واإلثبات يف الشريعة ال يبعد عن اإلثبات اللغوي وهو إقامة احلجة، فالفقهاء يعربون .عنه ذا املعين غري أنه يؤخذ من استعماالم أم يطلقونه على معنيني عام وخاص

فقد يطلقونه ويردون به معناه العام، وهو إقامة احلجة مطلقا سواء أكان ذلك على أم على واقعة، سواء أكان أمام القاضي أم أمام غريه، وسواء أكان عند التنازع حق

أم قبله، حىت أطلقوه على توثيق احلق وتأكيده عند إنشاء احلقوق والديون، وعلى .كتابة احملاضر والسجالت والدعاوى عند الكاتب العدل

ل أو احلجة أمام وقد يطلقون اإلثبات ويريدون به معناه اخلاص، وهو إقامة الدلي .القضاء بالطرق اليت حددا الشريعة على حق أو واقعة تترتب عليها آثار شرعية

.لسان العرب البن منظور، الصحاح للجوهري، وتاج العروس ملرتضى الزبيدي، املصباح املنري للفيومي: مادة ثبت) ١(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٧٨

.)١(وهذا اإلطالق األخري هو الغالب يف استعمال لفظ اإلثبات عند الفقهاء

فقد عرفه بعض القانونني بتعريفات متعددة متقاربة ال خترج : أما اإلثبات يف القانونا ورد يف الشريعة اإلسالمية من بني هذه التعريفات ما جاء يف يف معىن اإلثبات عم

هو إقامة الدليل أمام القضاء بالطرق اليت : (تعريف اإلثبات للدكتور السنهوري بقوله .)٢( )حددها القانون على وجود واقعة قانونية ترتبت عليها آثارها

ليل، وإمنا حدد طرق هذا ومما جتدر اإلشارة إليه أن القانون مل يبح التمسك بأي د .)٣(اإلثبات وعني جمال كل طريق من الطرق وحدودها اليت جيوز فيها اإلثبات

:أه"� ا����ت

إن أمهية اإلثبات وحتديد طرقه من األمور اليت ال ختفى ، فهي واضحة وضوح الشمس يف رابعة النهار ؛ لكوا جتعل صاحب احلق على بينة ومعرفة واطالع فيما

القيام به ، ومبا يلزمه التمسك فيه أو إحضاره عند نشوء احلق ضمانا من جيب عليه وأما من جهة املنكر فبدون ) املدعي (اجلحود وارتكاب هذا من جهة صاحب احلق

إثبات ما ينسب إليه فهو برئ منه ، وأما من جهة القاضي فيكون على بصرية تامة ، ألدلة وإعماهلا وذا كله تكتمل وعلى يقني كامل حلكمه من خالل نظره يف هذه ا

. املنظومة القضائية ، وتصل احلقوق إىل أصحاا كاملة غري منقوصة ويكف ارم عن ارتكاب جرميته؛ ليقينه التام أنه لن يفلت من العقوبة على اجلرمية اليت ارتكبها بفضل هذه األدلة املثبتة جلرميته وذا ينعم اجلميع بالعيش السعيد،

اإلثبات ووسائله تعم الفوضى، ويعدم األمن ويعيش اجلميع يف جحيم ال وبدونيطاق، ويظلم القوى الضعيف، وحتدث أمورا قطيعة تكاد السموات يتفطرن منها

قيض اهللا تعاىل هلذه -عز وجل -وتنشق األرض وختر اجلبال هدا لكن بفضل اهللا ء والقانون؛ ليضئيوا هلم طريق البشرية فقهاء الشريعة اإلسالمية، ومعهم رجال القضا

.اهلداية وسبيل الرشاد

.١/٢٣٢املوسوعة الفقهية الكويتية )١( .م١٩٨٢/هـ ١٤٠٢، ط دار البيان دمشق١/٢٢حممد مصطفى الزحيلى / وسائل اإلثبات، د )٢( .وما بعدها ط املكتبة التوفيقية ٢/٦٧٨بداية اتهد واية املقتصد البن رشد )٣(

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٧٩

�و��"?�<=�א�د���;��0א�,:��9:��א ���א�.�$- �

إن وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية مما أختلف فيها فقهاء اإلسالم من حيث :حصرها يف عدد معني أو عدم احلصر يف عدد معني على النحو التايل

حيث : )١(اء وهم احلنفية، واملالكية، والشافعية، واحلنابلةجلمهور الفقه: الرأي األوليرون أن وسائل اإلثبات حمصورة فيما ورد به النص الشرعي صراحة، أو

كالشهادة واإلقرار واليمني واستدل أصحاب هذا القول باألدلة اليت فيها . )٢(استنباطا :حتديد لطرق اإلثبات كقوله تعاىل

)هيدوا شهدشتاسنوي نمكمالرج فإن لمانأترامل وجن فرليا رجكوني نمميأب ولا تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرىأن الشهداءمن ترضون ذلكم أجلهإلى كبريا أو صغريا تكتبوهأن تسأمواولا دعواإذا ما الشهداءتكون تجارة حاضرة إلا أن ترتابواألا الله وأقوم للشهادة وأدنىعند أقسط

يضار ولا تبايعتمإذا تكتبوها وأشهدواألا جناحبينكم فليس عليكم تديرونهابلا كاتوهيدإن شلواوفعت هفإنوقفس قوابكماتو اللهو الله كملمعيو الله .)٣() عليم شيءبكل

.)٤()ه شهداء بالقسطيا أيها الذين آمنوا كونوا قوامني لل: (وقوله تعاىل .)٥( )على املدعي عليه اليمني: (- وقوله صلى اهللا عليه وسلم

جلمع من احملققني منهم شيخ اإلسالم ابن تيمية وتلميذه ابن القيم : الرأي الثاينإىل أن وسائل اإلثبات غري حمصورة يف عدد معني من وسائل )٦(-رمحهما اهللا-

.٢/٦٨٨،٦٩٤،٧٠٠بداية اتهد واية املقتصد البن رشد )١(إعداد إدارة الدراسات والبحوث .١٤، ١٣دعاوى اجلرائم االلكترونية وأدلة إثباا يف التشريعات العربية بني الواقع واملأمول ص) ٢(

. هـ السعودية١٤٣٣سنة .٢٨٢:البقرة )٣( ١٣٥:النساء )٤( .١٧١١، ومسلم يف صحيحة برقم ٤٥٥٢أخرجه البخاري يف تصحيحه برقم )٥( .١/٢٥، والطرق احلكمية البن القيم ٧١، وإعالم املوقعني البن القيم ٣٩٢/ ٣٥البن تيمية جمموع الفتاوى) ٦(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٨٠

- صلى اهللا عليه وسلم–ما يبني احلق ويظهره واستدلوا بقوله اإلثبات، بل تشمل كل )١(). البينة على املدعي(

) ٢.("هل لك بنية " أنه قال للحضرمي –صلى اهللا عليه وسلم –وثبت عن النيب والبنية يف كالم اهللا ورسوله وكالم الصحابة اسم لكل ما يبني احلق من شهود أو

مل تأت : (صطالح الفقهاء ، يقول ابن القيم رمحه اهللا داللة فهي أعم من البنية يف ا ا الشاهدان ، وإمنا أتت مرادا ا احلجة والدليل البينة قط يف القرآن ، مرادا

البينة على املدعي : " ، وكذلك قول النيب صلى اهللا عليه وسلم .....والربهان لشاهدين من البينة ، وال املراد به أن عليه بيان ما يصحح دعواه ليحكم له، وا)٣("

ريب أن غريها من أنواع البينة قد يكون أقوى منها ؛ لداللة احلال على صدق ).٤( ).املدعى ؛ فإا أقوى من داللة إخبار الشاهد

وبعد التأمل يف أدلة مجهور الفقهاء وابن تيمية وابن القيم بشأن حصر طرق اإلثبات خالف لفظي؛ ألن اجلمهور ال مينعون يف عدد معني وعدم حصره يتضح أن اخلالف

أية وسيلة ثبت ا احلق ويتأكد منها القاضي ويلزمه احلكم ا، فال خالف جبعلها وسيلة شرعية يف اإلثبات غري أن ابن تيمية ومن وافقه يعدوا وسيلة جديدة مستقلة،

.اتلكن اجلمهور يعدوا حتت ما ذكر من الوسائل والقواعد الكلية لطرق اإلثب

أن طرق اإلثبات ليست تعبدية ، ولكنها قابلة : هذا ومما جتدر اإلشارة إليهللتعليل ، وأن العلة فيها إظهار احلق وإثباته وأا خاضعة لالجتهاد ، وبناء على ذلك تكون وسائل اإلثبات غري حمصورة يف عدد معني وطرق خاصة ، بل تكون مطلقة

، وتكشف الواقع ، يصح االعتماد عليها يف وغري حمدودة وكل وسيلة تظهر احلق

والعمل على هذا عند أهل العلم من : (وقال١٣٤١، وأخرجه الترمذي يف سنته برقم ،٤٣١١أخرجه الدار قطين يف سننه برقم ) ١( ).أصحاب النيب صلى اهللا عليه وسلم وغريهم

.١٣٩لم يف صحيحة برقم أخرجه اإلمام مس )٢( نفس الصفحة ٢سبق خترجيه هامش) ٣( .٧١/ ١إعالم املوقعني البن القيم ) ٤(

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٨١

، وصنفت ددت وسائل اإلثبات يف قواعد عامةاحلكم والقضاء مبوجبها ، وإذا ح، فإمنا يقصد منه التنظيم وسد الذرائع يف احلدود اليت خوهلا الشارع ضوابط كلية

ني ما قال لوىل األمر ، يتصرف مبا يراه مناسبا للمصلحة العامة ، وذا ميكن اجلمع ببه مجهور الفقهاء وبني ما قال به ابن تيمية وابن القيم وهذا أوىل ؛ ألن إعمال مجيع

أوىل من إعمال البعض وإمهال البعض األخر خصوصا إذا ما أمكن واآلراءألدلة ا . واهللا أعلم. اجلمع بني اجلميع

خلربة، والكتابة، إن البينة واإلقرار، والقرائن، وا :وبناء على ما سبق ميكن القولوأن .)٣(، من وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية)٢(، واللعان)١(واليمني، والقسامة

والفراسة ،)٤(جمال القرائن يف الشريعة اإلسالمية جمال رحب يدخل حتته القيافة .يف القسامة، وداللة احلال أو ظاهره، والصالحية، والعرف، والعادة )٥(واللوث

دورا بارزا يف جمال إثبات اجلرائم اإللكترونية،وهي تشمل معاينة كما أن للخربةالقاضي أو نائبه، وخربة املتخصصني يف كل علم أو فرع من فروع احلياة، ويدخل فيها شهادة الطبيب واملقوم للمتلفات واخلارص، واملتمرس املتخصص يف استخدام

معرفة وخربة وجتربة يف ناحية احلاسب واإلنترنت، وغريها مما حيتاج إىل مزيد علم ومن نواحي احلياة والعلم وخصوصا يف جمال اإللكترونيات مما ال يستطيع القاضي أو

.)٦(اإلنسان العادي معرفتها مبجرد معلوماته العامة

امع الوسيط : ينظر. أن يقسم عدد من األشخاص إلثبات شيء، وهي مشتهرة يف جمال القتل وتنعقد خبمسني ميينا: القسامة )١( .قسم: مادة

صدقه يف قذف زوجته بالزنا واخلامسة باستحقاقه لعنة اهللا إن كان كاذبا وبذا يربأ من أن يقسم الزوج أربع مرات على: اللعان )٢(: حد القذف، مث تقسم الزوجة أربع مرات على كذبه، واخلامسة باستحقاقها غضب اهللا إن كان صادقا، فتربأ من حد الزنا، ينظر

.وزارة التربية والتعليم/ املعجم الوجيز، مادة، لعن، ط .،ط دار الشروق١٤ة اإلثبات يف الفقه اجلنائي اإلسالمي للدكتور أمحد فتحي نسي صنظري) ٣(املعجم : تتبع األثر ومعرفة الشبه بالشبه، وهي جتري يف معرفة نسب املولود بالنظر إىل أعضائه وأعضاء والدة، ينظر: القيافة )٤(

. قاف: الوجيز، مادة .لوث: املرجع السابق، مادة: تول واملدعى عليه، حيث ال بينة تامة، ينظرهو العداوة الظاهرة بني املق: اللوث )٥( .،ط دار الشروق١٤نظرية اإلثبات يف الفقه اجلنائي اإلسالمي للدكتور أمحد فتحي نسي ص )٦(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٨٢

هذا عن وسائل اإلثبات لدى فقهاء الشريعة اإلسالمية أما عند فقهاء القضاء ن فقهاء الشريعة اإلسالمية غري أم قد أولو اخلربة والقانون فلم خيتلف احلال كثريا ع

واحملررات أو الدليل الكتايب عناية خاصة وعولوا عليهما الكثري والكثري يف جمال .اإلثبات وخاصة يف إثبات اجلرمية اإللكترونية

خشية اإلطالة واخلروج عن املقصد . لذا سأقتصر عليها بنبذة عن كل منهما :لبحث وذلك على النحو التايلاألصلي إلعداد هذا ا

هي إجراء يتعلق مبوضوع يتطلب إملاما بعلم أو فن معني إلمكان : اخلربة -١استخالص الدليل منه لذلك فإن اخلربة تقترض وجود شيء مادي أو واقعة

، ويعد تقرير اخلبري من األدلة أما إجراء ندبه، فهو )١(يستظهر منها اخلبري رأيه .شأنه شأن املعاينة والتفتيش وضبط األشياء من إجراءات مجع األدلة،

جمموعة من العالمات :" احملررات أو الدليل الكتايب، وميكن تعريفه بأنه -٢ )٢("والرموز تعرب اصطالحا عن جمموعة مترابطة من األفكار واملعاين

واحملررات رمسية كانت أو عرفية اليت تثبت وقوع اجلرمية سواء أكانت هذه السلوك اإلجرامي ذاته كما يف جرمية التزوير أو التهديد كتابة، احملررات موضوع

أم كانت تتضمن دليال على ارتكاب اجلرمية، فهذه بطبيعتها ختضع ملطلق تقدير احملكمة اليت هلا أن تأخذ ا أو تطرحها دون أن تكون ملزمة ببيان سبب طرحها

.)٣(هلا

.بدون تاريخبكلية احلقوق باجلامعة الليبية بنغازي ١/٦٠٣مأمون حممد سالمة /اإلجراءات اجلنائية يف التشريع اللييب د)١( م ١٩٩٨القاهرة سنة ٢ط ٤٨٣/ ١حممود جنيب حسىن / شرح قانون اإلجراءات اجلنائية د )٢(، منشور بكلية احلقوق باجلامعة الليبية بنغازي بدون ٢/١٩٣اإلجراءات اجلنائية يف التشريع اللييب للدكتور مأمون حممد سالمة ) ٣(

.تاريخ

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٨٣

الدليل املأخوذ من أجهزة (ه وهناك ما يسمي بالدليل الرقمي وهو ما يعرف بأناحلاسب اآليل يف شكل جماالت ونبضات مغناطيسية أو كهربائية ممكن جتميعها

.)١()وحتليلها باستخدام برامج وتطبيقات وتكنولوجية خاصةواألصل أن الدليل الرقمي غري مادي يتكون من بيانات ومعلومات ذات هيئة رقمية

موس يتطلب االستعانة بأجهزة احلاسب غري ملموسة وإخراجه يف شكل مادي ملاآليل وأدواته استخدم نظم برجمية حاسوبية ، ويتميز بالسرعة والسهولة وصعوبة

حتطيمه ، وإن حاول اجلاين حمو الدليل الرقمي ، فإن هذه احملاولة بذاا حموه أوض تسجل عليه كدليل ، كما أن الطبيعة الفنية للدليل الرقمي تكمن يف إخضاعه لبع

الربامج والتطبيقات للتعرف على ما إذا كان تعرض للغش والتحريف ، هذا من ناحية اجلانب اإلجيايب ، أما من حيث اجلانب السليب ، فإن ذلك يف االستخدام غري املشروع أو غري املصرح به للحاسب اآليل واإلنترنت ، وما عرف باجلرائم

ن مشكالت على املستوى التنظيمي اإللكترونية أو املعلوماتية وما يكتنف ذلك موالقانوين والتقين ، األمر الذي يتطلب وسائل تقنية وقواعد قانونية حتيطه بسياج من احلماية ، وهو ما أدى إىل صدور العديد من التشريعات كمحاولة لوضع ضوابط وتنظيم قانوين بقصد توفري احلماية الالزمة للمستخدمني والقائمني على تقدمي خدمة

.)٢(إلنترنتا

حبث منشور على أالنترنت . حتقيق اجلرائم على الكمبيوتر ملمدوح عبد ايد عبد املطلبيف حبث و ip/tcpاستخدام بروتكول ) ١( dpolice.maktoobblo89املوقع االلكتروين

.مرجع سبق ذكره ٣٥اجلرمية اإللكترونية والتغلب على حتدياا ص )٢(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٨٤

يف الشريعة اإلسالمية يف الشريعة اإلسالمية يف الشريعة اإلسالمية يف الشريعة اإلسالمية سبل مواجهة اجلرائم اإللكرتونيةسبل مواجهة اجلرائم اإللكرتونيةسبل مواجهة اجلرائم اإللكرتونيةسبل مواجهة اجلرائم اإللكرتونية: : : : املبحث الثالثاملبحث الثالثاملبحث الثالثاملبحث الثالث واألنظمة الدوليةواألنظمة الدوليةواألنظمة الدوليةواألنظمة الدولية

:ويضم مطلبني

.سبل مواجهة اجلرائم اإللكترونية يف الشريعة اإلسالمية:املطلب األول

.سبل مواجهة اجلرائم اإللكترونية يف األنظمة الدولية:املطلب الثاين

?���א���Aא*(א"@�א'�&%و$��:��א ���א�ول�����B�'��8א/)Cא��D� �

من املسلم به أن الشريعة اإلسالمية شريعة عامة لكل زمان ومكان، وأن الناس خمتلفون يف ضبط نفوسهم، فالبد من وجود عقاب رادع يضبط أصحاب النفوس

طنا من أجل الضعيفة من الوقع يف اجلرائم حىت يسلم اتمع من الفساد ظاهرا وباذلك حاربت الشريعة اإلسالمية اجلرائم بشىت صورها؛ ألن شريعة اإلسالم تفترض أن اإلنسان جيب أن يعيش من طريق شريف، وأن حييا على مثرات كفاحه وجهده

والشريعة اإلسالمية ال جتعل أي فعل من األفعال جرمية إال ما فيه ضرر حمقق . اخلاصالضرر فيما ميس الدين، أو العرض، أو النفس، أو للفرد واجلماعة، ويظهر هذا

النسل، أو املال، أو العقل، وهذه الكليات مقصد مهم من مقاصد الشريعة اإلسالمية .اليت شرعت من اجل احلفاظ عليها

وقد متيزت الشريعة اإلسالمية مبنهجها الفريد يف مكافحة اجلرمية واستئصاهلا من :ومتوازنني ومهاجذورها من خالل خطني متالزمني

ومن أهم مالحمه إصالح اجلاين ، وفتح أبواب التوبة أمامه : ا����� ا�$-�( : أو�على مصراعيها ، وعدم تيئيسه من رمحة اهللا ، وحثه على اإلقالع والندم ، وعدم التمادي يف الباطل ، فالشريعة بداهة تكره اجلرمية ، وتتوعد عليها بالنكال يف الدنيا

قال .)١(ودد أقواما يرتكبوا سرا مث يربزون للناس وكأم أطهار شرفاء واآلخرة

.م ١٩٧٥/هـ ١٣٩٥،حسان القاهرة ٣ط ٢٢٩هذا ديننا حملمد الغزايل ص )١(

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٨٥

ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا (تعاىل هو الله نفون مختسلا ياس والن نفون مختا يسيمى أثضرا لا يون متيبإذ ي مهعم و

)١( )من القول وكان الله بما يعملون محيطا

فدور الشريعة يف اجلانب الوقائي جتاه اجلرمية ال يقتصر على وضع عقاب رادع للجاين فحسب، بل تتخذ كل اإلجراءات والتدابري اليت من شأا احليلولة دون وقوعاجلرمية، فالتربية اإلسالمية املستمرة باحلكمة واملوعظة احلسنة مث التوعية املستمرة باجلرمية وأخطارها من كافة اجلهات املعيشية ، وأيضا سد األبواب واملنافذ اليت

.تؤدي إىل اقتراف اجلرمية�����: بصفة وهذا اجلانب يلي اجلانب الوقائي يف مواجهة اجلرمية : ا����� ا��/.

عامة واجلرمية اإللكترونية بصفة خاصة ومبا أن اجلرمية سلوك شاذ يهدد امن األفراد واستقرار اتمعات ويقوض أركان الدولة والبالد فإن أحكام الشريعة اإلسالمية الغراء بعدهلا القومي ومبادئها الشاملة يدور حول صيانة الضرورات األساسية اليت ال

تغين عنها ويعيش بدوا ، فوضعت العقوبات الشرعية يستطيع اإلنسان أن يسالزاجرة واألليمة لكل من يتعدى على هذه الضرورات األساسية وينتهك حرمتها ، فوضعت لكل جرمية من اجلرائم العقوبات املناسبة للحد من ارتكاب هذه اجلرمية،

، وبذلك كل هذه اخلطوات تؤدي إىل مكافحة اجلرمية وتقي اتمع من أخطارها فقد تكفلت التشريعات اجلنائية اإلسالمية على عاتقها عبء مكافحة اجلرمية والتصدي هلا ؛ محاية للمجتمع من أن يقع فريسة هلا مبختلف أنوعها ، وهناك حقان

:متميزان ترعامها الشريعة اإلسالمية مها .حق املخطئ يف فرصة يتوب منها، ويستأنف ملكا أنظف -١انة كيانه من نزوات العصيان وختبطه الذي يصيب األبرياء حق اتمع يف صي -٢

.والغافلني

واإلسالم يرعى احلقني كليهما، فأما حق املخطئ يف التوبة، فليس يف األرض دين ييسر املتاب للخاطئني ويدفعهم إليه دفعا كدين اإلسالم، ولكن ما العمل إذا حتول

.١٠٨ـــــ ١٠٧ساء الن)١(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٨٦

يده أال ضراوة، وال يزيد اتمع به إال املرء إىل كلب مسعور، فأصبح تركه حرا ال يز .)١(شقاوة، إن عقاب مثل هذا ال مناص منه

،العقوبة مية أفردت لكل جرمية من اجلرائمإن مما ال شك فيه أن الشريعة اإلسال اليت تالئمها، ونصت على الضوابط والشروط واألحكام اليت ختص كل جرمية

ت التقليدية مثل جرمية القتل وعقوبتها القصاص وعقوبتها وهذا يف اجلرائم والعقوباة السرقة وعقوبتها وجرمي- الرجم أو اجللد - أو الدية، وجرمية الزنا وعقوبتها احلد

وهكذا وكل جرمية هلا - اجللد–، وجرمية الشرب وعقوبتها احلدالقطع –احلد عقوبة منصوص عليها فهي عقوبة حدية وكل جرمية هلا عقوبة ليست منصوص

.ها، فهي عقوبة تعزيريةعليوهذه كلها جرائم تقليدية قدمية عرفها الفقه اإلسالمي ووضع هلا العقوبات

، لكن يف هذا العصر ظهرت - التعزيرات- وغري املقدرة - احلدود –الشرعية املقدرة ة مرتبطة بالتقدم يف مجيع جماالت التقنية يف جمال احلاسب اآليل جرائم كثري

واإلنترنت، فكان لزاما على املشتغلني بالفقه اإلسالمي أن يتعرفوا على هذا النوع .من اجلرائم ويضعوا له العقوبات اليت تناسبه

صف هذا ومما جتدر اإلشارة إليه أن احلاسب اآليل مل يكن له أدين تأثري يف و اجلرمية املرتكبة عن طريقه ، فجرائم النصب مثال تأخذ هذه الصفة حىت لو ارتكب بطريق االنترنت مثلها يف ذلك مثل جرمية النصب اليت ترتكب بالطريقة التقليدية ، وكذلك جرمية السرقة ، والقذف ، وغريها ، وملزيد من اإليضاح يف بيان مواجهة

كترونية ، حيسن التعرف على وصف بعض اجلرائم الشريعة اإلسالمية للجرمية اإللوتطبيقاا حىت ميكن معرفة مدى انطباق هذا الوصف على نفس اجلرمية الواقعة بطريق احلاسب اآليل ، ولنأخذ مثال جرمية السرقة ؛ لكوا من أخطر جرائم احلاسب اآليل واالنترنت يف هذا العصر ، ونطبق عليها أركان وشروط هذه اجلرمية كما ذكرها الفقهاء يف عصر تدوين الفقه ، وميكن تصور جرمية السرقة يف هذا العصر عن طريق االنترنت من خالل بطاقات االئتمان املسروقة ، فلو نظرنا يف تعريف السرقة وشروطها ، والعقوبات املقدرة هلا يف كتب الفقهاء وطبقناه على

. ١٥٤هذا ديننا حملمد الغزايل ص )١(

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٨٧

باطمئنان أن جرمية السرقة من خالل جرمية السرقة عرب اإلنترنت الستطعنا أن نقرر اإلنترنت هي بذاا جرمية السرقة التقليدية وبالتايل فالعقوبة املقررة هلا شرعا هي

:وها هو التفصيل على النحو التايل. نفس العقوبة املقررة جلرمية السرقة التقليدية -� ا�0�� :

ا حمرزا، أو ما قيمته نصابا ملكا للغري اخذ العاقل البالغ نصاب: عرفها احلنفية بأا . )١(ال شبهة له فيه على وجه اخلفية

.)٢(هي أخذ مال الغري مستترا من غري أن يؤمتن عليه: وعرفها املالكية بقوهلم

.)٣(هي أخذ املال خفية ظلما من حرز بشروط: وعرفها الشافعية بقوهلموجه اخلفية واالستتار ومنه استراق هي أخذ املال على: بقوهلم وعرفها احلنابلة

.)٤(السمع، ومسارقة النظر إذا كان يستخفى بذلك -2وط ا�0 :

من التعاريف السابقة ميكن القول إنه يشترط جلعل هذا الفعل سرقة توجب القطع أن : يتوافر فيه الشروط التالية

.)٥(أن يكون السارق مكلفا، فإن كان صبيا أو جمنونا فال حد عليه -١ .)٦(أن يكون قد سرق خمتارا ال مكرها -٢أن ال يكون السارق مضطرا لسد جوعته حيث مل جيد من الطعام احلالل -٣

.)٧(شيئا يأكلهأن يبلغ املسروق نصابا، والنصاب الذي تقطع به يد السارق وهو ربع دينار -٤

من الذهب، أو ثالثة دراهم من الفضة عند اجلمهور خالفا للحنفية حيث ومنشأ . )٨(أن مقدار النصاب دينار أو عشرة دراهم أو قيمة أحدمها يرون

صلى اهللا عليه وسلم –اخلالف هو يف تقدير مثن ان الذي قطع رسول اهللا

.ط دار إحياء التراث العريب٥/١٢٠شرح فتح القدير للكمال بن اهلمام احلنفي ) ١( .حتقيق أبو عبد الرمحن عبد احلكيم بن حممد ط املكتبية التوفيقية القاهرة ٢/٢٦٢بداية اتهد واية املقتصد البن رشد ) ٢( .ط املعاهد األزهرية٤/١٨٦ية قليويب وعمرية حاش) ٣( .دار الفكر بريوت/ ، ط٤٣٩الروض املربع شرح زاد املستقنع يف اختصار املقنع للشيخ منصور بن يوسف البهويت ص) ٤( .ريةط املعاهد األزه٤٠/١٨٧، وحاشية قليويب وعمرية ٢٥٩، والقوانني الفقهية البن جزى ص ٣/٢١١تبيني احلقائق للزيلعي ) ٥( .٤/١٩٦حاشية قليويب وعمرية ) ٦( .٦/١٠٢وهبة الزحيلي / الفقه اإلسالمي وأدلته د) ٧( .ط املكتبية التوفيقية . وما بعدها ٢/٦٦٣بداية اتهد ) ٨(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٨٨

كان مثنه دينارا واجلمهور يقولون : بسرقته يد السارق، فاحلنفية يقولون –ومنها ما كان مثنه ربع دينار واألحاديث الصحيحة تشهد لقول اجلمهور

أنه قطع سارقا يف جمن قيمته ثالثة :(- صلى اهللا عليه وسلم –جاء عنه .)١( )دراهم

أن ال يكون للسارق يف املال الذي سرقه شبهة ملك ، فإن كان له فيه شبهة -٥ .)٢(ملك ، فإنه ال يعد سارقا

أن يكون املال املسروق قد سرق من حرزه وهذا الشرط متفق عليه عند -٦ .)٣(األمصار الذين تدور عليهم الفتوىمجيع فقهاء

�'/��و�� 4 ا�3� ا�!��5��6 �"$ا.% ." ا�0- ا� ا����� ا�وإذا طبقنا هذه الشروط على السرقة عن طريق االنترنت باستخدام بطاقات االئتمان املسروقة ميكن أن يتضح توفر هذه الشروط يف هذه اجلرمية حيث إن هذه البطاقات

.د ماالتعولعل هذا املثال يبني أن جرائم االنترنت ميكن تكييفها حبسب وصفها املدون يف كتب الفقه ، وذلك بعد استعانة القاضي باملتخصصني لشرح ما قد يرغب االستفسار عنه أو توضيحه حول األسلوب والطريقة اليت متت ا اجلرمية عرب شبكة

التفاصيل اليت ميكن من خالهلا أن يصدر اإلنترنت ؛ليكون على دراية تامة بكافة .حكمه على املتهم

هذا إذا سهل على املتخصصني يف العلوم الشرعية إحلاق وصف اجلرمية اإللكترونية بوصف اجلرمية التقليدية فإنه واحلالة هذه تأخذ هذه حكم تلك ، أما إذا مل يتمكن

وصف اجلرمية التقليدية املفتون والقاضي من إحلاق وصف اجلرمية اإللكترونية بالختالل شرط من الشروط مثال ، فإن ميدان العقوبة التعزيرية ميدان واسع ملواجهة هذه اجلرمية ، خيتار القاضي فيه ما هو مناسب ومالئم حلال ارم وجسامة ضرره ،

عقوبات غري مقدرة جتب حقا هللا : وباعثه ، وزمانه ومكانه ، فالعقوبات التعزيرية فهي كاحلدود يف الزجر )٤(دمي يف كل معصية ليس فيها حد وال كفارةأو آل

والتأديب لألمة ، وإذا كانت العقوبة التعزيرية غري مقدرة فللحاكم أو القاضي أن

.أخرجه مسلم يف صحيحة كتاب احلدود باب حد السرقة ونصاا) ١( .٤٤والروض املربع ص. ٤/١٨٨ويب وعمريه ، وحاشية قلي ٢/٦٦٩، وبداية اتهد ٢/١٢٣اهلداية ) ٢( .٢/٦٦٦بداية اتهد، ) ٣( .ط دار الفكر٦/١٩٧وهبة الزحيلي/ الفقه اإلسالمي وأدلته للدكتور )٤(

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٨٩

يفرض العقوبة اليت يراها مناسبة ، فقد تكون توبيخا ، وقد تكون ضربا ، وقد تكون ، )١(ا من احلدود عند مجهور الفقهاءحبسا ، وقد تكون مصادرة على أال تبلغ حد

خالفا للحنفية واملالكية الذين يتوسعون يف ميدان العقوبة التعزيرية حيث يرون أن . )٢(العقوبة التعزيرية قد تصل يف بعض األحيان إىل القتل

وهلذا القول وجاهة خباصة يف جمال اجلرائم اإللكترونية ، فهناك جرائم الكترونية ورا مبلغا يفوق بكثري جرمية القتل اليت عقوبتها أشد عقوبة وهى بلغت من خط

القصاص ، فيكفي يف وصف خطورا أا ال تعترف باحلدود بني الدول وال حىت وخالصة )٣(بني القارات ، فهي جرمية تقع يف أغلب األحيان عرب حدود دولية كثرية

رائم املستحدثة عرب االنترنت القول إن الفقه اإلسالمي واسع اال يف مواجهة اجلوغريه بفضل اجتهاد الفقهاء يف استنباط األحكام واستخدام القياس وإعمال القواعد الفقهية اليت تعد ضوابط حاكمة ملواجهة اجلرمية االلكترونية ومن بني هذه القواعد

وقاعدة درء املفاسد مقدم على جلب )٥(، وقاعدة سد الذرائع)٤(قاعدة الضرر يزال .وغريها )٦(صاحلامل

��Dא����2$א�0و�����?���א���Aא*(א"@�א'�&%و$��:��א ���א�.�$- �

إن مواجهة اجلرائم اإللكترونية قد القت اهتماما عامليا فقد عقدت املؤمترات والندوات املختلفة ، وصدرت من خالهلا قوانني وتشريعات جترم من يقدم على

يد أول دولة تسن تشريعات خاصة جبرائم ارتكاب هذه اجلرائم ، وتعد السوالذي ١٩٧٣احلاسب اآليل وإلنترنت حيث صدر قانون البيانات السويدي عام

عاجل قضايا االحتيال عن طريق احلاسب اآليل إضافة إىل مشوله فقرات عامة تشمل جرائم الدخول غري املشروع على البيانات احلاسوبية أو تزويرها أو حتويلها أو

،والسياسة الشرعية البن تيمية ٨/٣٣٤، واملغين ٢/٢٣٤، وحاشية الباجورى على ابن قاسم الغزى ٧/١٧٥اية احملتاج )١( .، ط دار علم الفوائد لنشر والتوزيع جده ١/٢٦٥لفوائد لنشر والتوزيع جده والطرق احلكمية البن القيم ، ط دار علم ا١٤٦ص

، ط املكتب الثقايف ٨/٣٣٤، واملغين البن قدامه ٤/٢٥٥، والشرح الكبري للدردير٣/١٩٦رد احملتار على الدر املختار البن عابدين )٢( .، وما بعدها ط دار الفكر العريب ٣٢٢لعزيز عامر ص، والعزيز يف الشريعة اإلسالمية لعبد ا

.هـ١٤١٩ط أكادميية نايف العربية للعلوم األمنية ، الرياض ٢٥٢اإلجرام املعاصر حملمد فتحي عيد ص )٣( .ط دار الكتب العلمية بريوت ٨٣األشباه والنظائر للسيوطي ص )٤( .٤/١٦٣املوافقات للشاطيب )٥( .٨٧يوطي صللساألشباه والنظائر )٦(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٩٠

غري املشروع عليها ، وجاءت الواليات املتحدة األمريكية بعد السويد حيث احلصول م ، ١٩٨٥ -١٩٧٦شرعت قانونا خاصا حبماية أنظمة احلاسب اآليل يف الفترة من

م حدد معهد العدالة القومي مخسة أنواع رئيسة للجرائم املعلوماتية ١٩٨٥ويف عام الستخدام غري املشروع عن بعد ، وهي جرائم احلاسب اآليل الداخلية ، وجرائم ا

وجرائم التالعب باحلاسب اآليل ، ودعم التعامالت اإلجرامية، وسرقة الربامج م صدر قانونا تشريعيا عرف ١٩٨٦اجلاهزة واملكونات املادية للحاسب ، ويف عام

فيه مجيع املصطلحات الضرورية لتطبيق القانون على اجلرائم املعلوماتية كما وضعت لبات الدستورية الالزمة التطبيقية ، وعلى أثر ذلك قامت الواليات الداخلية املتط

بإصدار تشريعاا اخلاصة ا للتعامل مع هذه اجلرائم ، ومن ذلك قانون والية م ٢٠٠٠تكساس جلرائم احلاسب اآليل ، وقد خولت وزارة العدل األمريكية يف عام

للتعامل مع جرائم احلاسب ) fb1( مخسة جهات منها مكتب التحقيقات الفيدرالية ).١(اآليل واالنترنت

ويلي ألواليات املتحدة يف االهتمام مبواجهة اجلرائم اإللكترونية مباشرة بريطانيا اليت تأيت يف املرتبة الثالثة بعد السويد وأمريكا فقد أقرت قانون مكافحة التزوير والتزيف

يف أداة التزوير وسائط التخزين م الذي مشل يف تعاريفه اخلاصة بتعر١٩٨١عام احلاسوبية املتنوعة أو أي أداة أخرى يتم التسجيل عليها سواء بالطرق التقليدية أو

).٢(اإللكترونية أو بأي طريقة أخرى

وحتظى كندا بالتصنيف بني هذه الدولة اليت أولت مواجهة اجلرائم اإللكترونية عناية اجلنائي حبيث مشل قواننب خاصة جبرائم م قانوا ١٩٨٥فائقة حيث عدلت يف عام

احلاسب اآليل واإلنترنت ، كما مشل القانون اجلديد جتديد عقوبات املخالفات احلاسوبية وجرائم التدمري ، أو الدخول غري املشروع ألنظمة احلاسب اآليل ، كما وضح فيه صالحيات جهات التحقيق كما جاء يف قانون املنافسة الذي خيول املأمور

.اجلرائم املعلوماتية من منظور شرعي وقانوين هشام عبد القادر حبث منشور بشبكة االنترنت بدون ترقيم صفحات )١( .ط األوىل الرياض ١٠٨أمن املعلومات وجرائم احلاسب اآليل لعبد الرمحن عبد العزيز الشنيقي ص )٢(

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٩١

لضبط القضائي مىت ما حصل على أمر قضائي حق تفتيش أنظمة احلاسب اآليل ا .)١(والتعامل معها وضبطها

وها هي الدمنارك قد سنت أول قوانينها اخلاصة جبرائم احلاسب اآليل وإلنترنت واليت مشلت يف فقراا العقوبات احملددة جلرائم احلاسب اآليل كالدخول غري املشروع إىل

شروع ، سواء للجاين أو لطرف يل ، أو التزوير ، أو أي كسب غري ماحلاسب اآلاآليل كإتالقها ، أو تعبريها ، أو التالعب غري املشروع ببيانات احلاسب ثالث .)٢(االستفادة منها أو

وكذلك اهتمت فرنسا بتطوير قوانينها اجلنائية للتوافق مع املستجدات اإلجرامية نون الذي أضاف إىل قانون العقوبات اجلنائي م القا١٩٨٨حيث أصدرت يف عام

جرائم احلاسب اآليل والعقوبات املقررة هلا كما مت تعديل قانون العقوبات لديها عام م ليشمل جمموعة جديدة من القواعد القانونية اخلاصة باجلرائم املعلوماتية ١٩٩٤

ريات ومساع وأوكل إىل النيابة العامة سلطة التحقيق فيها مبا يف ذلك طلب التح .)٣(األقوال

كما توجد يف هولندا واليابان وار وبولندا قوانني خاصة جبرائم احلاسب اآليل واإلنترنت توضح كيفية التعامل مع تلك اجلرائم ومع املتهمني فيها ، وتعطي تلك القوانني املتهم احلق يف عدم طبع سجالت احلاسب اآليل ، أو إفشاء كلمات السر أو

اخلاصة بالربامج ، كما تعطي الشاهد أيضا احلق يف االمتناع عن طبع األكواد املعلومات املسترجعة من احلاسب اآليل مىت ما أدى ذلك إىل إدانته أو إدانة أحد

، بل تذهب القوانني اجلنائية املعمول ا يف بولندا إىل أبعد من هذا حيث إا أقاربه .)٤(ري أو تفسريه مبا يضر املتهمتنص على أن ال يقابل ذلك أي إجراء قس

.٢٦٣املرجع السابق ص )١( .١١٠احلاسب اآليل أمن املعلومات وجرائم) ٢( .ط دار النهضة العربية القاهرة٢٠٠اجلرائم الناشئة عن استخدام احلاسب اآليل ألمحد حسام طه متام ص )٣( .٢٦٣،٢٧٦،ص٢٢٢اجلرائم الناشئة عن استخدام احلاسب اآليل ألمحد حسام طه متامص ) ٤(

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٩٢

هذا وعلى مستوى الدول العربية جند أن القانون املصري جيتهد بتطبيق قواعد القانون اجلنائي التقليدي على اجلرائم املعلوماتية واليت تفرض نوعا من احلماية اجلنائية ضد

ك مثال أن قانون األفعال الشبيهة باألفعال املكونة ألركان اجلرمية التقليدية ، ومن ذلبراءات االختراع ينطبق على اجلانب املادي من نظام املعاجلة اآللية للمعلومات ، كما مت تطويع نصوص قانون محاية احلياة اخلاصة وقانون جترمي إفشاء األسرار حبيث

، وأوكل إىل القضاء اجلنائي النظر يف قها على بعض اجلرائم املعلوماتيةميكن تطبي )١( ترتكب ضد أو بواسطة النظم املعلوماتيةالقضايا اليت

وكذا احلال بالنسبة ململكة البحرين فال توجد قوانني خاصة جبرائم اإلنترنت ، وإن وجد نص قريب من الفعل املرتكب ، فإن العقوبة املنصوص عليها ال تتالءم مع

. )٢(حجم األضرار املترتبة على جرمية اإلنترنت

ة ومنها اململكة العربية السعودية، وميكن مواجهة مجيع وكذا معظم الدول العربي :الدول هلذه اجلرائم باتباع ما يلي

.التعاون الدويل يف جمال مكافحة اجلرائم -١

.حجب املواقع اإلباحية -٢

.إنشاء إدارات جديدة بوزارة الداخلية مسئولة عن مواجهة هذه اجلرائم -٣

.يةتفعيل دور وسائل اإلعالم يف التوع -٤

تطبيق شرع اهللا عز وجل لتطبيق العقوبات املناسبة هلذه اجلرائم من خالل -٥ .احلدود والتعازير

.١٠٤املرجع السابق ص )١(اسة مسحية على ضباط الشرطة يف دولة البحرين رسالة ماجستري منشورة لعبد الرمحن معوقات التحقيق يف جرائم اإلنترنت در )٢(

.هـ١٤٤٠حممد جند ـ أكادميية نايف العربية للعلوم األمنية بالرياض السعودية

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٩٣

وكما أوضحت يف املطلب السابق أن الشريعة اإلسالمية تركت الباب مفتوحا لتجرمي اجلرائم املستحدثة حتت قواعد وضوابط فقهية واضحة ولو أن كل اتمعات

ه النظرة الشمولية، العادلة لوجدوا فيه حال لكل معضلة نظرت إىل اإلسالم ذوسعدوا اجلميع يف ظل اإلسالم وعدالته وسعة رمحته املستمدة من املشرع سبحانه وتعاىل ، وأدركوا الفارق الكبري بني اإلسالم وغريه من األنظمة البشرية األخرى اليت

التطور واحلضارة وتسمح ظهر عوارها ونقصها حىت عند الدول اليت تدعي التقدم و، ولو فطن املسلمون ملكانتهم هلذه اتمعات وهذا قلب للحقائقلنفسها بالريادة

بإذن من اهللا عز -وإلسالمهم لكانوا حبق هم القادة والسادة واألمل يف ذلك كبري . وجل

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٩٤

اخلامتةاخلامتةاخلامتةاخلامتة، وأصلي وأسلم احلمد هللا الذي هداين هلذا وما كنت الهتدى لوال أن هداين اهللا على املبعوث رمحة للعاملني سيدنا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني

: وبعد :فهذه أهم نتائج هذا البحث والتوصيات املقترحة أوردها فيما يلي

�Fא����"�:�و�@�� : إن الشريعة اإلسالمية متتاز بأا شريعة عاملية تواكب كل زمان ومكان وال -١

غريها من الشرائع ، وكذلك الفقه اإلسالمي ميتاز توجد هذه امليزة يف مبرونة نصوصه مما جيعله قادرا على استيعاب ما استحدث من أمور يف اتمعات احلديثة ونلمس ذلك من خالل البحث يف مواجهة الفقه اإلسالمي للجرمية اإللكترونية رغم حداثتها ، وسالمته من العيوب اليت

.ليت عنيت ذا الشأن حلقت باألنظمة الدولية ااحلاسب اآليل واإلنترنت هلما إجيابيات وسلبيات والعاقل واملنضبط بتعاليم -٢

اإلسالم وقواعده الفقهية ميكنه كسب هذه اإلجيابيات والبعد قدر اإلمكان .عن هذه السلبيات

مرتكب اجلرمية اإللكترونية يف الغالب شخص يتميز بالذكاء والدهاء وذو -٣عالية ودراية باألسلوب املستخدم يف نظام احلاسب يف حني مهارات تقنية

.أن مرتكب اجلرمية التقليدية يف الغالب شخص أمي بسيط متوسط التعليم مرتكب اجلرمية اإللكترونية قد يكون منسجما اجتماعيا وقادرا ماديا إال أن -٤

وهذه باعثه من ارتكاب جرميته يف كثري من األحيان رغبته يف قهر النظام ، الرغبة قد تزيد عنده على رغبته يف احلصول على املال يف حني أن مرتكب اجلرمية التقليدية يف الغالب يكون غري منسجم اجتماعيا ، ورغبته يف

.احلصول على املال تفوق بكثري أي رغبة أخرى اجلرمية اإللكترونية ذات بعد دويل أي أا عابرة للحدود ،فهى قد تتجاوز -٥

جلغرافية على أساس أن تنفيذها يتم عرب الشبكة املعلوماتية ، وهو ما احلدود ا

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٩٥

يثري يف كثري من األحيان حتديات قانونية إدارية فنية بل وسياسية بشأن .مواجهتها ، السيما فيما يتعلق بإجراءات املالحقة اجلنائية

ميثل النقص الظاهر يف جمال اخلربة لدى رجال الشرطة وجهات اإلدعاء -٦ .قضاء حتديا كبريا يف القضاء على هذه اجلرمية وال

ظاهرة اجلرائم اإللكترونية باتت تتخذ أمناطا جديدة وضربا من ضروب -٧الذكاء اإلجرامي ، وهذا بال شك ميثل حتديا جديا وجديدا يف الوقت

.احلاضرهشاشة نظام املالحقة اإلجرائية اليت تبدو قاصرة على استيعاب هذه الظاهرة -٨

جرامية اجلديدة سواء على صعيد املالحقة اجلنائية يف إطار القوانني اإل .الوطنية ، ام على صعيد املالحقة اجلنائية الدولية

إن اإلثبات يف جمال اجلرمية اإللكترونية له أمهية عظمى شأنه شأن اإلثبات يف -٩ .اجلرمية التقليدية وسائر أمور القضاء

حصر وسائل اإلثبات يف عدد معني أو اخلالف احلاصل بني الفقهاء يف- ١٠عدم احلصر ميكن وصفه باخلالف اللفظي ، ألن اجلميع يقرر أن طرق اإلثبات ليست تعبدية ، وإمنا قابلة للتعليل ، وأن العلة منها إظهار احلق وإثباته ، وأا

.خاضعة لالجتهاديمني والقسامة، البينة واإلقرار ، واخلربة ، ومعلومات القاضي والكتابة وال - ١١

واللعان من وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية ، وأن جمال القرائن يف الشريعة اإلسالمية جمال رحب يدخل حتته القيافة والفراسة ، وداللة احلال أو ظاهره ،

.والعرف والعادةأيضا للخربة دور بارز يف جمال إثبات اجلرائم اإللكترونية ، وهي تشمل - ١٢

القاضي أو نائبه ، وخربة املتخصصني يف كل علم أو فرع من فروع معاينة .احلياةاخلربة واحملررات أو الدليل الكتايب من أهم وسائل اإلثبات يف جمال اجلرمية - ١٣

.اإللكترونية عند فقهاء القضاء والقانون

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٩٦

متيزت الشريعة اإلسالمية مبنهجها الفريد يف مكافحة اجلرمية واستئصاهلا - ١٤من جذورها من خالل خطني متالزمني ومتوازيني ومها اجلانب الوقائي ،

.واجلانب العالجي عنيت بعض األنظمة الدولية مبوضوع مواجهة اجلرمية اإللكترونية ، ولكن - ١٥

لعظم حتديات هذه اجلرمية بدا القصور واضحا لدي هذه األنظمة على عكس أتقن كل شيء ، فما على هذه الشريعة اإلسالمية اليت هي صنع اهللا الذي

األنظمة إن أرادت استئصال هذه اجلرمية من جذورها إال تطبيق شريعة اإلسالم . اخلالدة

: א����3��Jא :%��Iو)&8A�H�����Dא�Gو��א������:��$�5�� :ا�"�$ر ا8ول����4 '��ل ا��;:ام ا :

شرطة اإلنترنت تطوير القدرات التقنية على شبكة اإلنترنت ، وإنشاء - ١للقبض املباشر على مرتكب اجلرائم حال دخوهلم على الشبكة من خالل

.التتبع الفين للجهاز أو اخلط اهلاتفي الذي ارتكبت منه اجلرميةعدم فتح أي رسالة إلكترونية من مصدر جمهول ؛ ألن مرتكيب اجلرائم - ٢

فات اإللكترونية يستخدمون رسائل الربيد اإللكتروين ، إلرسال مل .التجسس إىل الضحايا

عدم استقبال أية ملفات أثناء الشات من أشخاص غري موثوق م ، ألا قد - ٣ .حتتوي على برامج تزرع ملفات التجسس يف جهازك

قم بوضع أرقام سرية على ملفاتك املهمة حيث ال يستطيع فتحها سوى - ٤مرار فهي من يعرف الرقم السري فقط ، وحاول دائما تغري كلمة السر باست

.قابلة لالختراق 4 '��ل ا��/-�ت ا�8 :ا�"�$ر ا�>��:

تعزيز احلوار اهلادئ بني اآلباء واألبناء ملساعدة األبناء يف قبول توجيه اآلباء - ١ .هلم واحلد من خماطر اإلنترنت

توعية األطفال بأمهية عدم ذكر أى معلومات شخصية ، أو أمسائهم احلقيقة - ٢ام وعناوينهم أو حىت عنوان الربيد اإللكتروين ألي إنسان أو أرقام تليفون

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٩٧

على الشبكة دون إذن الوالدين وهذا يف حق األوالد بصفة عامة والبنات .بصفة خاصة

3<:ا�"�$ر ا�>��=� : '��ل ا�أمهية تضافر اجلهود الدولية من أجل سن القوانني والتشريعات الدولية - ١

ة وقواعدها الفقهية القاضية مبواجهة جرائم املستمدة من الشريعة اإلسالمياإلنترنت ، وإلزام كافة دول العامل بتطبيق تلك القوانني لضمان القضاء أو

.التخفيف من هذه اجلرائم على شبكة اإلنترنت وضع الضوابط اليت متنع الغزو الثقايف املتمثل باألفكار املنحرفة واملواقع - ٢

عى إىل تدمريه والتأثري على معتقداته اإلباحية اليت تستهدف الشباب وتس .وإرادته

جعل القرصنة على الربامج مبثابة جرمية سرقة ، مثلها مثل سرقة أي سلعة - ٣ .أخرى

العمل على إنشاء حماكم للقضايا االفتراضية على شبكة اإلنترنت لتتمكن - ٤ .من التعامل مع هذه األنواع املستحدثة من اجلرائم

لقبض املباشر على مرتكب اجلرائم حال دخوهلم إنشاء شرطة اإلنترنت ل - ٥على الشبكة من خالل التتبع الفين للجهاز أو اخلط اهلاتفي الذي ارتكبت

.منه اجلرميةوبعد عرض هذه التوصيات أشكر اهللا سبحانه وتعاىل الذي أعانين على إمتام هذا

ن احلمد هللا رب البحث داعيا اهللا أن أكون موفقا فيما انتهيت إليه وآخر دعوانا أ .العاملني

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٣٩٨

فهرس املراجعفهرس املراجعفهرس املراجعفهرس املراجع

.القران الكرمي: أوال .احلديث وعلومه: ثانيا

صحيح البخاري مع كشف املشكل ط دار احلديث األوىل )١ .م٢٠٠٠/هـ١٤٢١سنة

صحيح مسلم لإلمام مسلم بن احلجاج ط دار إحياء التراث العريب بريوت )٢ .حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي

.ة العربية ومعامجهااللغ: ثالثا .تاج العروس من جواهر القاموس للمرتضى الزبيدي ط دار الفكر )١الصحاح إلمساعيل بن محاد اجلوهري حتقيق أمحد عبد الغفور عطا ط دار )٢

.م١٩٩٠العلم للماليني سنة لسان العرب أليب الفضل حممد بن مكرم بن علي بن أمحد بن منظور املتوىف )٣

.هـ ط دار املعارف٧١١سنة .دار املعارف ٢هـ ط٧٧٠املصباح املنري ألمحد الفيومي املتوىف سنة )٤ .املراجع الفقهية: رابعا

.الفقه احلنفيتبني احلقائق شرح كرت الدقائق لفخر الدين عثمان بن على الزيلعي احلنفي )١

.ط دار املعرفة بريوت .شرح فتح القدير للكمال بن اهلام احلنفي ط دار إحياء التراث العريب )٢اهلداية شرح بداية املبتدى لشيخ اإلسالم برهان الدين أيب احلسن على بن )٣

.أيب بكر املريغيناين ط احلليب .الفقه املالكي

.بداية اتهد واية املقتصد البن رشد ط املكتبة التوفيقية )١الشرح الكبري على خمتصر خليل للشيخ أبو الربكات أمحد الدردير ط )٢

.احلليب .هية البن جزى طالقوانني الفق )٣ .املوافقات أليب إسحاق الشاطيب ط اهليئة املصرية العامة للكتاب )٤

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٣٩٩

.الفقه الشافعي .األشباه والنظائر للسيوطي ط دار الكتب العلمية بريوت )١ .حاشية الباجوري على بن قاسم الغزي ط دار إحياء ألكتب العربية )٢ .حاشية قليويب وعمرية ط املعاهد األزهرية )٣ج إىل شرح املنهاج يف الفقه على مذهب اإلمام الشافعي لشمس اية احملتا )٤

هـ ١٠٠٤الدين حممد بن أيب العباس الشهري بالشافعي الصغري املتوىف سنة . الفقه احلنبلي

.إعالم املوقعني البن القيم ط دار عامل الفوائد للنشر والتوزيع جده )١ .والتوزيع جده السياسة الشرعية البن تيمية ط دار عامل الفوائد للنشر )٢ .الطرق احلكمية البن القيم ط دار عامل الفوائد للنشر والتوزيع جده )٣الروض املربع شرح زاد املستنقع يف اختصار املقنع للشيخ منصور بن يوسف )٤

.البهوتى ط دار الفكر بريوت .جمموع الفتاوى البن تيمية ط دار عامل الفوائد للنشر والتوزيع جده )٥ .ديثةاملراجع احل: خامساأثر استخدام اإلنترنت على العالقات األسرية بني أفراد األسرة السعودية يف )١

حمافظة جدة ، رسالة ماجستري للباحثة إهلام بنت فرج بن سعيد العويضي . م٢٠٠٤هـ ١٤٢٤جبدة قسم السكن وإدارة املرتل ط سنة

يف حبث وحتقيق اجلرائم على الكمبيوتر tcp/ipاستخدام بروتوكول )٢ح عبد ايد عبد املطلب حبث منشور على االنترنت املوقع اإللكتروين ملمدو

: police.maktoobbla89.

١أمن املعلومات وجرائم احلاسب اآليل لعبد الرمحن عبد العزيز الشنيقي ط )٣ .الرياض

اإلجراءات اجلنائية يف التشريع اللييب للدكتور مأمون حممد سالمه ط كلية )٤ .ة بنغازي بدون تاريخاحلقوق باجلامعة الليبي

اإلجرام املعاصر حملمد فتحي عيد ط أكادميية نايف العربية للعلوم األمنية )٥ .هـ ١٤١٩،الرياض سنة

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٤٠٠

دار كنوز إشبيلية / عبد العزيز بن إبراهيم الشبل، ط/ االعتداء اإللكتروين، د )٦ .م٢٠١٢/هـ١٤٣٣للنشر والتوزيع، السعودية،

.دار النهضة العربية/ يل الصغري، طمج/ اإلنترنت والقانون اجلنائي، د )٧سامل حممد األوجلى / التحقيق يف جرائم الكمبيوتر واإلنترنت للدكتور )٨

.منشور على اإلنترنت .التعزير يف الشريعة اإلسالمية لعبد العزيز عامر ط دار الفكر العريب )٩

هـ ١٤٢٩شوال ١٨،١٥٣٩٢/ جريدة عكاظ األسبوعية العدد )١٠ .م٢٠٠٨أكتوبر١٧

املعلوماتية ، للدكتور جمدي على العريان ط دار اجلامعة اجلديدة اجلرائم )١١ .م ٢٠٠٤للنشر اإلسكندرية سنة

مفتاح أبو بكر / اجلرمية اإللكترونية والتغلب على حتدياا للدكتور )١٢املطردي املستشار باحملكمة العليا الليبية ورقة مقدمة إىل املؤمتر الثالث

ة العربية جبمهورية السودان املنعقد يف الفترة لرؤساء احملاكم العليا يف الدول .م٢٥/٩/٢٠١٢ - ٢٣من

اجلرائم املعلوماتية من منظور شرعي وقانوين ، هشام عبد القادر حبث )١٣ .منشور على اإلنترنت

اجلرائم الناشئة عن استخدام احلاسب اآليل ألمحد حسام طه متام ط دار )١٤ .النهضة العربية القاهرة

هشام حممد فريد رستم ط / للجرائم املعلوماتية للدكتوراجلوانب اإلجرامية )١٥ .م١٩٩٤مكتبة اآلالت احلديثة سنة

فهد بن محود العصيمي األستاذ / احلاسب والشبكة إجيابيات وسلبيات ، أد )١٦ .بكلية املعلمني بالرياض مبحث على شبكة اإلنترنت

دار / ايد، طأسامة عبد اهللا ف/ احلماية اجلنائية للحياة وبنوك املعلومات، د )١٧ . النهضة العربية

دعاوى اجلرائم اإللكترونية وأدلة إثباا يف التشريعات العربية بني الواقع )١٨ .هـ السعودية١٤٣٣واملأمول ، إعداد إدارة الدراسات والبحوث سنة

القاهرة سنة ٢حممد جنيب حسين ط/ شرح قانون اإلجراءات اجلنائية د )١٩ .م١٩٩٨

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٤٠١

هالل عبد اهللا أمحد ط دار النهضة /للدكتور ضمانات املتهم املعلوماتية )٢٠ .م١٩٩٧العربية القاهرة سنة

.هـ ١٤٢٦، شوال ١٥١/جملة األسرة العدد )٢١ .هـ ١٤٢٠، شوال ١١٨/جملة الفرقان العدد )٢٢ .هـ ١٤٢٠رمضان١٣٨٣/جملة اتمع العدد )٢٣ .هـ ١٤٢٦، شعبان ١٧٢/جملة املستقبل اإلسالمي العدد )٢٤اإلنترنت دراسة مسحية على ضباط الشرطة يف معوقات التحقيق يف جرائم )٢٥

دولة البحرين ، رسالة ماجستري منشورة لعبد الرمحن حممد جند ط أكادميية .هـ ١٤٤٠نايف العربية للعلوم األمنية بالرياض السعودية سنة

.املوسوعة الفقهية الكويتية ط وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية بالكويت )٢٦ر حممد مصطفى الزحيلي ط دار البيان دمشق سنة وسائل اإلثبات للدكتو )٢٧

.م١٩٨٢/هـ١٤٠٢نظرية اإلثبات يف الفقه اجلنائي اإلسالمي للدكتور أمحد فتحي نسي ط )٢٨

.األوىل دار الشروق .م١٩٧٥/هـ١٣٩٥هذا ديننا للشيخ حممد الغزايل ط حسان القاهرة سنة )٢٩

30) http:lafa ita uri.aaktaebbia.162424946.com 31) Ww.saadalbreik.2am.

يةدراسة تحليلية تطبيق -الجريمة ا�لكترونية وسبل مواجھتھا في الشريعة ا�س�مية وا�نظمة الدولية

٤٠٢

فهرس املوضوعاتفهرس املوضوعاتفهرس املوضوعاتفهرس املوضوعات ٣٦٠ .......................................................................................... المقدمة

٣٦١ ................................................ :اختياره وسبب البحث موضوع أھمية

٣٦١ ............................................................................... :البحث منھج

٣٦٢ ...............................................................................: البحث خطة

٣٦٣ ........................................................................................... التمھيد

٣٦٣ ................................................................. ا8لي الحاسب تعريف

٣٦٣ ......................................................... ا8لي الحاسب إيجابيات:أو�

٣٦٥ .......................................................... ا8لي الحاسب سلبيات: ثانيا

٣٦٦ .......................................................ا�نترنت إيجابيات بعض: أو�

٣٦٦ ........................................................ ا�نترنت سلبيات بعض: ثانيا

٣٧٠ ..... تحدياتھا ومظاھر صھا،ا�لكترونية،وخصائ الجريمة مفھوم: ا�ول المبحث

٣٧٠ ......................... وخصائصھا ا�لكترونية، الجريمة مفھوم: ا�ول المطلب

٣٧٠ .......................................................... :ا�لكترونية الجريمة مفھوم

٣٧٢ ......................................................:ا�لكترونية الجريمة خصائص

٣٧٤ .............................. ا�لكترونية الجريمة تحديات مظاھر: الثاني المطلب

٣٧٧ ......................................... ا�لكترونية الجرائم إثبات أدلة: الثاني المبحث

٣٧٧ ........................................... وأھميته با�ثبات التعريف: ا�ول المطلب

٣٧٧ ........................................................................ :ا�ثبات تعريف

٣٧٨ .......................................................................... :ا�ثبات أھمية

٣٧٩ ...................................... الفقھاء عند ا�دلة جمع وسائل: الثاني المطلب

وا�نظمة ا�س�مية الشريعة في ا�لكترونية الجرائم مواجھة سبل: الثالث المبحث ٣٨٤ ........................................................................................... الدولية

٣٨٤ ...... ا�س�مية الشريعة في ا�لكترونية الجرائم مواجھة سبل: ا�ول المطلب

الجزء الثاني –العدد الث�ثون

٤٠٣

٣٨٤ ................................................................... الوقائي الجانب: أو�

٣٨٥ .................................................................. الع�جي الجانب:ثانيا

٣٨٧ .......................................................................... السرقة تعريف

٣٨٧ .......................................................................... السرقة شروط

٣٨٨ ا�س�مية الشريعة في ا�لكترونية السرقة جريمة لمواجھة التطبيقي الجانب

٣٨٩ .......... الدولية ا�نظمة في ا�لكترونية الجرائم مواجھة سبل: لثانيا المطلب

٣٩٤ .......................................................................................... الخاتمة

٣٩٤ ............................................................................ النتائج أھم: أو�

٣٩٦ ....................... التالية المحاور في جعلھا ويمكن المقترحة التوصيات: ثانيا

٣٩٦ ....................................... ا�نترنت استخدام مجال في: ا�ول المحور

٣٩٦ ....................................... ا�سرية الع�قات مجال في: الثاني المحور

٣٩٧ ........................................................ التشريع مجال:الثالث المحور

٣٩٨ ................................................................................ المراجع فھرس

٤٠٢ .......................................................................... الموضوعات فھرس