ﺐﻫﺬﻟﺍ ﺝﻭﺮﻣ ﻱﺩﻮﻌﺴﳌﺍ · to pdf: . 2...

990
1 ﻣﺮﻭﺝ ﺍﻟﺬﻫ- ﺍﳌﺴﻌﻮﺩﻱ ﻣﺮﻭﺝ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﳌﺴﻌﻮﺩﻱTo PDF: www.al www.al-mostafa.com

Upload: others

Post on 09-Oct-2019

11 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • املسعودي-بمروج الذه 1

    مروج الذهب

    املسعودي

    To PDF: www.alwww.al-mostafa.com

    www.al

  • املسعودي-بمروج الذه 2

    بسم اهللا الرحمن الرحيم

    لَمد، وصلِى اللّه على سيدنا حممد خامت النبيني، وعلى آله الطاهرين، وسوجب الثناء واتساحلمد ّهللا أهل احلمد، وم .ماً إىل يوم الدينتسلي

    باب ذكر جوامع أغراض هذا الكتاب

    أما بعد، فإنا صنفنا كتابنا يف أخبار الزمان، وقَذَمنا القول فيه يف هيئة األرض، ومدا، وعجائبها، وحبارها، وأغْوارها، ار، والبحيرات الصغار، وأخبار األبنية وجباهلا، وأارها، وبد ائع معادا، وأصناف مناهلها، وأخبار ِغياِضها، وجزائر البح

    املُعظّمة، واملساكن املشرفة، وذكر شأن املبدأ، وأصل النسل، وتباين األوطان، وما كان راً فصار حبراً، وما كان حبراً ي والطبيعي، وانقسام فصار برا، وما كان برا فصار حبراً، على مرور األيام، ومرور الدهور، وعلة ذلك، وسببه الفلك

    األقاليم خبواص الكواكب، ومعاطف األوتاد، ومقادير النواحي واالفاق، وتباين الناس يف التاريخ القدمي، واختالفهم يف بدِئه .وأوليته، من اهلند

    اِنينييلك بأخبار امللوك مث أتبعنا ذ. وأصناف امللحدين، وما ورد يف ذلك عن الشرعيني، وما نطقت به الكتب وورد على الدالغابرة، واألمم الداِثرة، والْقُرون اخلالية، والظوائف البائحة على مر سريهم، يف تغري أوقام وتضيف أعصارهم، من امللوك والفراعنة العادية واألكاسرة واليونانية، وما ظهر من حكمهم ومقائل فالسفتهم وأخبار ملوكهم، وأخبار العناصر، إىل ما

    ف برسالته حممداً نبيه صلى اهللا عليه يف ترى اّهللا بكرامته وشاِعيف ذلك من أخبار األنبياء والرسل واألتقياء، إىل أن أفضضوسلم، فذكَرنا مولده، ومنشأه، وبعثه، وهجرته، ومغاِزيه، وسراياه، إىل أواِن وفاته، واتصال اخلالفة، واتساق اململكة بزمن

    اِتل من ظهر من الطالبيني، إىل الوقت الذي شرعنا فيه يف تصنيف كتابنا هذا من خالفة املتقي للّه أمري املؤمنني، زمن، ومقَ .وهي سنة اثنتني وثالثني وثالمثائة

    للمؤلف كتابان اختصرهما في هذا الكتاب

    ة، من لدن البدء إىل الوقت الذي عنده انتهى مث أتبعناه بكتابنا األوسط يف األخبار على التاريخ وما اندرج يف السنني املاضيورأينا إجياز ما بسطناه واختصار ما وسطناه، يف كتاب لطيف نوِدعه لُمع ما . كتابنا األعظم وما تاله من الكتاب األوسط

    الية، مما مل يتقدم ذكره يف ذَيِنك الكتابني مما ضمناهما، وغري ذلك من أنواع العلوم، وأخبار األمم املاضية، واألعصار اخل .فيهما

    قد شاب خواِطرنا، وغَمر قلوبنا، من تقَاذُف األسفار، ! على أنا نعتنر من تقصٍري إنْ كان، ونتنصل من إغفاٍل إنْ عرض ملدة، عارفني خواص األقاليم وقَطْع الِْقفار، تارة على متن البحر، وتارة على ظهر الرب، مستعِمِلني بدائع األمم باملشاه

    باملُعاينة، كقَطْعنا ِبلَاد السند والزنج والصنف والصني والزابج، وتقَحمنا الشرق والغرب، فتارةً بأقصِى خراسان، وتارة

  • املسعودي-بمروج الذه 3

    الشمس يف بوسائط إرمينية وأذربيجان والران والبيلقان، وطوراَ بالعراق، وطوراً بالشام؟ فسِريي يف اآلفاق، سرى : اإلشراق؟ كما قال بعضهم

    تَيمم َأقْطَار الِْبلَاِدة فتَارةً لَدى شَرِقها األقْصى وطَوراً إلَى الْغَرِب

    افٍق نَاٍء يقَصر ِبالركب إلَى سرى الشَّمس، لَا ينْفك تَقِْذفه النَّوى امللوِك على تغاير أخالقهم، مث مفاوضتنا أصناف : قال املصنف

    ا مبسلك مسلك من مواقفهم، على أن العلم قد بادت آثاره، وطمس مناره، وكَثرذُنوتباين مهمهم، وتباعد ديارهم، وأخ نر االشتغال فيه العناء، وقلّ الْفهماء ة فال تعاين إال مموهاً جاهالً، ومتعاطياً ناقصاً، قد قنع بالظنون، وعِمي عن اليقني، مل

    ذا الضرب من العلوم والتفرغ هلذا الفن من اآلداب، حىت صنفنا كتبنا من ضروب املقاالت، وأنواع الديانات، ككتاب اِإلبانة عن أصول الديانة وكتاب املقاالت يف أصول الديانات وكتاب سر احلياة وكتاب نظم األدلة، يف أصول امللة وما

    كتيقن القياس، واالجتهاد يف األحكام، وقع الرأي واالستحسان، ومعرفة : توى وقوانني األحكاماشتمل عليه من أصول الفالناسخ من املنسوخ، وكيفية اإلمجاع و ماهيته، ومعرفة اخلاص والعام، واألوامر والنوا هي، واحلَظْر واِلإباحة، وما أتت به

    عليه وسلم، وما أحلق بذلك من أصول الفتوى، ومناظرة أنباء األخبار من االستفاضة واآلحاد، وأفعال النيب صلى اهللا اخلصوم فيما نازعونا فيه، موافقتهم يف شيء منه، وكتاب االستبصار يف اإلمامة ووصف قاويل الناس يف ذلك من أصحاب

    ضروب علم النص واالختيار، وِحجاج كل فريق منهم، وكتاب الصفوة يف اإلمامة وما احتواه ذلك، مع سائر نتبنا يفالظواهر والبواطن واجللي واخلفي والدائر الوافر، وإيقاظنا على ما يرتقبه املرتقبون، ويتوقَّعه احملدثون، وما ذكروه من نور

    يلمع يف األرض وينبسط يف اجلدب واخلصب، وما يف عقب املَالَحم الكائنة، الظاهر أنباؤها املتجلِّي أوائلُها، إىل سائر كتبنا ة، كالسياسة املدنية وأجزاء املدينة، ومثلها الطبيعية، انقسام أجزاء امللة، واِلإبانة عن املواد، وكيفية تركيب يف السياس

    .العوامل، األجسام السماوية، وما هو حمسوس وغري حمسوس، من الكثيف اللطيف، وما قال أهل النحلة يف ذلك

    الباعث له على التأليف

    يب هذا يف التاريخ، وأخبار العامل، ما مضى يف أكناف الزمان من أخبار األنبياء وامللوك وكان ما دعاين إىل تأليف كتاوسريها واألمم مساكنها محبةَ احتذاء الشاكلة اليت قَصدها العلماء، وقَفاها احلكماء، أن يبقى للعامل ذكراً حمموداً، وعلماً

    في كتب يف ذلك منصِهباً وخمتصرا ووجدنا األخبار زائدة مع زيادة األيام، منظوماً عتيداً؛ فإنا وجدنا مسمراً، وقَصمجيداً وحادثةً مع حدوث األزمان، ورمبا غاب البارع منها على فِطِن الذكي، ولكل واحد ِقسطٌ خيصه مبقدار عنايته، ولكل إقليم

    ي إليه من األخبار عن إقليمه كمن قسم عمره على عجائب يقتصر على علمها أهله، وليس من لَِزم جهةَ وطنه وقنع مبا نِم .قَطْع األقطار، ووزع أيامه بني تقَاذُف األسفار، واستخراج كل دقيق من معِدنه، وإثارة كل نفيس من مكْمنه

    قد اجتهد بغاية إمكانه، وقد ألَّف الناس كُتباً يف التاريخ واألخبار ِممن شلَف وخلَف، فأصاب البعض وأخطأ البعض، وكل

  • املسعودي-بمروج الذه 4

    كَوهب بن منبه، وأيب ِمخنف لوط بن حيمى العامري، وحممد بن إسحاق، والواقدي، وابن : وأظهر مكنون جوهر فطْنتهالراوية، الكليب، وأيب عبيدة معمر بن املثىن، وأيب العباس اهلمداين، والْهيثَم بن عدي الطائي، والشرقي بن القُطَامي، وحماد

    واألصمعي، وسهل بن هارون، وعبد اللّه بن املقفع، واليزيدي، وحممد بن عبد اللّه الْعتِبي، واألموي، وأيب زيد سعيد بن أوس األنصاري، والنضر بن شميل، وعبد اهللا بن عائشة، وأيب عبيٍد القاسم بن مسَألم، وعلي بن حممد املدائين، ودماذ بن

    ة، وحممد بن سالم الْجمِحي، وأيب عثمان عمرو بن حبر اجلاحظ، وأيب زيد عمر بن شبة النمريي، والزرقيئَ رفيع بن سلماألنصاري، وأيب السائب املخزومي، وعلي بن حممد بن سليمان النوفلي، والزبري بن بكَّار، اِلإجنيلي، والرياِشي، وابن عابد،

    ان الزيادي، وحممد بن موسى الْخوارزمي، وأيب جعفر حممد بن أيب لسري، وحممد وعمارة بن وسيمة املصري، وأيب حسبن اهليثم بن شبابة اخلراساين صاحب كتاب الدولة، إسحاق بن إبراهيم الْموِصلي صاحب كتاب األغاين وغريه من

    مد بن يزيد املربِد األزدي، وحممد بن الكتب، واخلليل بن اهليثم اهلرتمي صاحب كتاب احليل واملكايد يف احلروب غريه، وحمسليمان املنقري اجلوهري، وحممد، بن زكريا الْغاليب املصري املصنف للكتاب املترجم كتاب األجواد وغريه، وابن أيب

    الدنيا مؤدب املكتفي باّهللا، وأمحد بن حممد اخلزاعي املعروف باخلاقاين األنطاكي، وعبد اّهللا بن حممد بن حفوظ الب لَِوياألنصاري صاحب أيب يزيد عمارة بن زيد املديين، أمحد بن حممد بن خالد الربقي الكاتب صاحب التبيان، وأمحد بن أيب

    طاهر صأحب الكتاب املعروف بأخبار بغداد وغريه، وابن الوشاء، علي بن جماهد صاحب الكتاب املعروف بأخبار صاحب كتاب الدولة العباسية وغريه، ويوسف بن إبراهيم صاحب أخبار األمويني وغريه، وحممد بن صاحل بن النطاح

    إبراهيم بن املهدي وغريها، وحممد بن احلارث الثعليب صاحب الكتاب املعروف بأخالق امللوك املؤلف للفتح بن خاقَان كان إماماً يف التأليف وغريه، وأيب سعيد السكري صاحب كتاب أبيات العرب، وعبيد اللّه بن عبد اهللا بن خرداذبة؛ فإنه

    متربعاً يف ملَاحة التصنيف، أتبعه من يعتمد، وأخذ منه، ووطىء على عقبه، وقَفا أثره، وإذا أردت أن تعلم صحة ذلك فانظر إىل كتابه الكبري يف التاريخ فإنه امجع هذه الكتب جداً، وأبرعها نظماً، وأكثرها علماً، وأحوى ألخبار األمم

    سريها من األعاجم وغريها، ومن كتبه النفيسة كتابه يف املسالك واملمالك وغري ذلك مما إذا طلبته وجدته، وإذا وملوكهم وتفقدته محدته، وكتاب التاريخ من املولد إىل الوفاة، ومن كان بعد النيب صلى اهللا عليه وسلم من اخللفاء وامللوك إىل خالفة

    لكوائن يف أيامهم وأخبارهم، تأليف حممد بن علي احلسيين العلوي الدينوِري، املعتضد باللّه، وما كان من األجداث واوكتاب التاِريخ ألمحد بن حيمى الْبالَذُري، وكتابه أيضاً يف البلدان وفتوحها صلْحاَ وعنوةً من هجرة النيب صلى اهللا عليه

    خبار يف ذلك، ووصف البلدان يف الشرق والغرب والشمال وسلم وما فتح يف أيامه وعلى يد اخللفاء بعده، وما كان من األواجلنوب، وال نعلم يف فتوح البلدان أحسن منه، وكتاب داود بن اجلراح يف التاريخ اجلامع لكثري من أخبار الفرس وغريها

    الكوائن يف من األمم، وهو جد الوزير علي بن عيسى بن داود بن اجلراح، وكتاب التاريخ اجلامع لفنون من األخبار واألعصار قبل اِلإسالم وبعده، تأليف أيب عبد اللّه حممد بن احلسني ابن سوار املعروف بابن أخت عيسى بن املنجم على ما

    أنبأت به التوراة وغري ذلك من أخبار األنبياء وامللوك وكُتاب التاريخ، وأخبار األمويني ومناقبهم، وذكر فضائلهم، وما أتوا وما أحدثوه من السري يف أيامهم، تأليف أيب عبد الرمحن خالد بن هشام األموي، وكتاب القاضي أيب بشر به عن غريهم،

    الدوالِبي يف التاريخ، والكتاب الشريف تأليف أيب بكر حممد بن خلف بن وكيع القاضي يف التاريخ وغريه من األخبار،

  • املسعودي-بمروج الذه 5

    أليب إسحاق بن سليمان اهلامشي، وكتاب سري " اريخ والسريوكتاب السري واألخبار حملمد بن خالد اهلامشي، وكتاب الت اخللفاء أليب بكر

    حممد بن زكريا الرازي صاحب كتاب املنصوري يف الطب وغريه، فأما عبد اّهللا بن مسلم بن قتيبة الدينوري فممن كثرت .كتبه واتسع تصنيفه، ككتابه املترجم بكتاب املعارف وغريه من مصنفاته

    بن جرير الطبريثناؤه على ا

    وأما تاريخ أيب جعفر حممد بن جرير الطربي الزاهي على املؤلفات، والزائد على الكتب املصنفات، فقد مجع أنواع األخبار، .! وحوى فنون اآلثار، واشتمل على صنوف العلم، وهو كتاب تكثر فائدته، وتنفع عائدته، وكيف ال يكون كذلك

    ، إليه انتهت علوم فقهاء األمصار، وحملَة السنن واآلثار، وكذلك تاريخ أيب عبد اللّه ومؤلفه فقيه عصره، وناِسك دهرهإبراهيم بن حممد بن عرفةَ الواسطي النحوي امللقب بنفطَويِه فمحشؤ من مالَحة كتب اخلاصة، مملوء من فوائد السادة،

    مد بن حيمى الصويلُّ يف كتابه املترجم بكتاب وكان، أَحسن أهل عصره تأليفاً، وأملحهم تصنيفاً، وكذلك سلك حماألوراق يف أخبار اخللفاء من بين العباس وبين أمية، وشعرائهم، ووزرائهم، فإنه ذكر غرائب مل تقع لغريه، وأشياء تفرد ا

    كذلك كتاب ألنه شاهدها بنفسه، وكان حمظوظاً من العلم، ممحوداً من املعرفة مرزوقاً من التصنيف وحسن التأليف، و .الوزراء وأخبارهم أليب احلسن علي بن احلسن املعروف بابن املاشطة، فإنه بلغ يف تصنيفه إىل آخر أيام الراضِى باّهللا

    ثناؤه على قدامة بن جعفر

    ذا وكذلك أبو الفرج قُدأمة بن جعفر الكاتب؛ فإنه كان حسن التأليف، بارع التصنيف، موجزاً لأللفاظ، مقرباً للمعاين، وإأردت علم ذلك فانظر يف كتابه يف األخبار املعروف بكتاب زهر الربيع، وأشرف على كتابه املترجم بكتاب اخلراج؛ فإنك

    تشاهد ما حقيقة ما قد ذكرنا، وِصدق ما وصفنا، وما صنفه أبو القاسم جعفر بن حممد بن محدان املوصلي الفقيه يف الروضة للمربد ولقبه بالباهر، وكتاب إبراهيم بن ماهويه الفارسي الذي عارض كتابه يف األخبار الذي يعارض فيه كتاب

    فيه املربد يف كتابه امللقب بالكامل، وكتاب إبراهيم بن موسى الواسطي الكاتب يف أخبار الوزراء الذي عارض فيه كتاب وق يف أخبار عدة من وزراء املقتدر حممد بن داود بن الْجراح يف الوزراء، وكتاب علي بن الفتح الكاتب املعروف باملط

    باللّه، وكتاب زهرة العيون وجالء القلوب تأليف املصري، وكتاب التاريخ تأليف عبد الرمحن بن عبد الرازق املعروف بالْجوزجاين السعدي، وكتاب التاريخ وأخبار املوصل تأليف أيب ذكره املوصلي، وكتاب التاريخ تأليف أمحد بن يعقوب

    يف أخبار العباسيني وغريهم، وكتاب التاريخ يف أخبار اخللفاء من بين العباس وغريهم لعبد اّهللا بن احلسني بن سعد املصري .الكاتب، وكتاب حممد بن مزيد بن أيب األزهر يف التاريخ وغريه، وكتابه املترجم بكتاب اهلرج واألحداث

    نقد المؤلف لثابت بن قرة

  • املسعودي-بمروج الذه 6

    رة الْحراين حني انتحل ما ليس من صناعته، واستنهج ما ليس من طريقته قد ألَّف كتاباً جعله ورأيت ِسنانَ بن ثابت بن قرسالة إىل بعض إخوانه من الكتاب، واستفتحه جبوامع من الكالم يف أخالق النفس وأقسامها من الناطقة والغضبية

    ابه يف السياسة املدنية، وهو عشر مقاالت، وملعاً مما والشهوانية، وذكر لُمعاً من السياسات املدنية مما ذكره أفالطون يف كتجيب على امللوك والوزراء، مث خرج إىل أخباٍر يزعم أا صحت عنده ومل يشاهدها، ووصل ذلك بأخبار املعتضد باللّه،

    يخ وخروجاً عن وذكر صحبته إياه، وأيامه السالفة معه مث ترقى إىل خليفة خليفة يف التصنيف، مضادة لرسم اإلخبار والتوارمجلة أهل التأليف، وهو وإن أحسن فيه، ومل خيرجه عن معانيه، فإمنا عيبه أنه خرج عن مركز صناعته، وتكلف ما ليس من

    مهنته، ولو أقبل على علمه الذي انفرد به من علم إقليدس واملقطعات واملَجسطَى واحملورات، ولو استفتح آراء سقراط رب عن األشياء الفلكية، واآلثار العلوية، واملزاجات الطبيعية، والنسب والتأليفات، والنتائج وأفالطون وأرسطاطاليس، فأخ

    من اِلإهليات، واجلواهر واهليآت، ومقادير األشكال، وغري ذلك من : واملقدمات، والصنائع املركبات، ومعرفة الطبيعياتعته، ولكن العارف بقدره معِوز، والعامل مبواضع اخللة مفقود، أنواع الفلسفة لكان قد سلم مما تكلَّفه، وأتى مبا هو أليق بصن

    قال أبو .من وضع كتاباً فقد استهدف، فإن أجاد فقد استشرف، وإن أساء فقد استقذف : وقد قال عبد اللّه بن املقفع ما اشتهر مصنفوها، ومل نذكر من كتِب التواريخ واألخبار والسري واآلثار إال: احلسن علي بن احلسني بن علي املسعوعي

    وعرف مؤلفوها ومل نتعرض لذكر كتب تواريخ أصحاب األحاديث يف معرفة أمساء الرجال وأعصارهم وطبقام ؛ إذ كان ذلك كله أكثر من أن نأيت على ذكره يف هذا الكتاب، إذ كنا قد أتينا على مجيع تسمية أهل األعصار من محله اآلثار،

    ات أهل العلم من عصر الصحابة، مث من تالهم من التابعني، وأهل كل عصر على اختالف ونقلة السري واألخبار، وطبقمن فقهاء األمصار وغريهم من أهل اآلراء والنحل واملذاهب واجلدل، إىل سنة اثنتني وثالثني : أنواعهم، وتنازعهم يف آرائهم

    .وسطوثالمثائة، يف كتابنا املترجم بكتاب أخبار الزمان، ويف الكتاب األ

    المؤلف يذكر أنه أودع كتابه أجزل الفوائد

    من طوالع : وقد ومست كتايب هذا بكتاب مروج الذهب، ومعادن اجلوهر؟ لنفاسة ما حواه، وعظم خطر ما استوىل عليهملا قد بوارع ما تضمنته كتبنا السالفة يف معناه، وغرر مؤلفاتنا يف مغزاه، وجعلته حتفة لألشراف من امللوك وأهل الدرايات

    ضمنته من مجل ما تدعو احلاجة إليه، وتنازع النفوس إىل علمه من دراية ما سلف وغَرب يف الزمان، وجعلته منبهاً على أغراض ما سلف من كتبنا، ومشتمالً على جواِمِع حيسن باألديب العاقل معرفتها، وال يعذر يف التغافل عنها، ومل نترك نوعاَ

    من األخبار، وال طريقة من اآلثار، إال أوردناه يف هذا الكتاب مفصالً، أو ذكرناه جممالً، أو أشرنا إليه من العلوم، وال فناً .بضرب من اِلإشارات، أو لوحنا إليه بفحوى من العبارات

    المؤلف ينهي عن التصرف في الكتاب ويخوف من ذلك

  • املسعودي-بمروج الذه 7

    واضحة من معامله، أو لبس شاهدة من ترامجه، أو غريه، أو فمن حرف شيئاً من معناه، أو أزال ركناً من مبناه، أو طمس بدله، أو بشأنه، أو اختصره، أو نسبه إىل غرينا، أو أضافه إىل سوانا، فوافاه من غضب اّهللا وسرعة نقمه وفوادح بالياه ما

    واية للمتوسمني، وسلبه اّهللا ما أعطاه، وحال يعجز عنه صربه، ويحار له فكره، وجعله اللّه مثْلَةً للعاملني، وعربة للمعتربين،. من قوٍة ونعمٍة مبدع السماوات واألرض، من أي امللك كان واآلراء، إنه على كل شيء قدير: بينه وبني ما أنعم به عليه

    ربه، وقد جعلت هذا التخويف يف أول كتايب هذا وآخره، ليكون رادع املن ميله هوى، أو غلبه شقاء، فلرياقب اّهللاوهذا حني نبدأ جبمل ما استودعناه هذا الكتاب من . وليحافر منقلبه، فاملدة يسرية، واملسافة قصرية، وإىل اّهللا املصري

    .األبواب، وماحوى كل باب منها من أنواع األخبار، وباّهللا التوفيق

    الباب الثاني

    ذكر ما اشتمل عليه الكتاب من األبواب

    مباحث الكتاب

    قدمنا فيما سلف من هذا الكتاب ذكرنا ألغراضه، فلنذكر اآلن جمالً من كمية أبوابه على حسب مراتبها فيه، قد .واستِحقاقها منه، لكي يقرب تناوهلا على مريدها

    اهيم عليه ذكر قصة إبر. فأول ذلك ذكر املبدأ، وشأن اخلليقة، وذَرء البِريِة من آدم إىل إبراهيم عليهما الصالة والسالم .السالم، ومن تالَ عصره من األنبياء وامللوك من بين إسرائيل

    ذكر ملك أرخبعم بن سليمان بن داود، ومن تال عصره من ملوك بين إسرائيل، ومجل من أخبار األنبياء وامللوك من بين .إسرائيل

    أخبار اهلند وأرباا، ومدد ممالكها، وسريها ذكر أهل الفترِة ممن كان بني املسيح وحممد صلى اهللا عليه وسلم ذكر مجل من .وآرائها يف عبادا

    .ذكر األرض والبحار، ومبادئ األار واجلبال، واألقاليم السبعة وما واالها من الكواكب وغري ذلكقيل يف ذكر األخبار عن البحر احلبشي، وما .ذكر مجل من األخبار عن انتقال البحار، ومجل من أخبار األار الكبار

    .مقداره وتشعبه وخلْجانه .ذكر تنازع الناس يف املَد والْجزر، وجوامع ما قيل يف ذلك

    .ذكر البحر الرومي، ووصف ما قيل يف طوله وعرضه وابتدائه وانتهائه .ذكر حبر نيطس، وحبر مايطس، وخليج القسطنطينية

    .ألخبار عن ترتيب مجيع البحارذكر حبر الباب واألبواب والْخزِر وخرجان، ومجلة من ا .ذكر ملوك الصني والترك، وتفرق ولد عامور، وأخبار الصني وملوكهم، وجوامع من سريهم وسياسام وغري ذلك

  • املسعودي-بمروج الذه 8

    .ذكر مجل من األخبار عن البحار، وما فيها وما حوهلا من العجائب واألمم، ومراتب امللوك، وغري ذلك والسرير واخلزر، وأنواع من الترك والبلْغر، وأخبار الباب واألبواب، ومن حوهلم ذكر جبل القبج، وأخبار األمم من الالن

    .من امللوك واألمم .ذكر ملوك السريانيني

    .ذكر ملوك املوصل ويينوى، وهم الصوريون .ذكر ملوك بابل من النبِط وغريهم، وهم الكلدانيون

    .ذكر ملوك الفرس األوىل وسريها، وجوامح من أخبارها .ذكر ملوك الطوائف األشعانيني، وهم بني الفرس األوىل والثانية

    .ذكر أنساب فارس، وما قاله الناس يف ذلك .ذكر ملوك الساسانية، وهم الفرس الثانية، وسريهم، وجوامع من أ أخبارهم

    .ذكر ملوك اليونانيني وأخبارهم، وما قال الناس يف بدء أنسام .كندر بأرض اهلندذكر جوامع من أخبار حرب اإلس .ذكر ملوك اليونانيني بعد اِلإسكندر

    .ذكر الروم وما للناس يف بدء أنسام، وأحد ملوكهم، وتاريخ ِسنيِهم، وجوامع من سريهم .ذكر ملوك الروم املتنصرة، وهم ملوك القسطنطينية، وملع مما كان يف أعصارهم

    .وهو امللك يف سنة اثنتني وثالثني وثالمثائةذكر ملوك الروم بعد ظهور اِلإسالم، إىل أرمينوس، .ذكر مصر، ونيلها، وأخبارها، وبنائها، وعجائبها، وأخبار ملوكها

    .ذكر أخبار اِلإسكندرية، وبنائها، وملوكها وعجائبها، وما حلق ذا الباب .ذكر السودان، وأنسام واختالف أجناسهم وأنواعهم، وتباينهم يف ديارهم، وأخبار ملوكهم

    .ذكر الصقَالبة، ومساكنهم، وأخبار ملوكهم، وتفرق أجناسهم .ذكر اِلإفرجنة واجلاللقة وملوكهما، وجوامع من أخبارمها وسريمها وحروما مع أهل األندلس

    .ذكر النو كربد وملوكها، واألخبار عن مساكنها ذكر عاد وملوكها، ولُمع من أخبارها، وما قيل يف طول أ عما رهم .د وملوكها، وصاحل نبيها عليه السالم، وملع من أخبارهاذكر مثو

    .ذكر مكة وأخبارها، وبناء البيت، ومن تداوله من جرهم وغريهم، وما حلق ذا الباب .ذكر جوامع من األخبار يف وصف األرض والبلدان، وحنني النفوس إىل األوطان

    .، والشام شاماً، العراق، واحلجازذكر تنازع الناس يف املعىن الذي من أجله مسي اليمن ميناً .ذكر اليمن وأنساا، وما قاله الناس يف ذلك

    .ذكر اليمن وملوكها من التباِبعة وغريها، وسريها، ومقادير سنيها .ذكر ملوك اِحلريِة من اليمن وغريهم، وأخبارهم

  • املسعودي-بمروج الذه 9

    .ذكر ملوك الشام من اليمن من غسان وغريِهم، وما كان من أخبارهمبوادي من العرب، وغريهم من األمم، وِعلَةُ سكناها البدو، وأكراد اجلبال، وأنسام، وجمل من أخبارهم، وغري ذكر ال

    .ذلك مما اتصل ذا البابذكر ديانات العرب، وآرائها يف اجلاهلية، وتفرقها يف البالد، وأخبار أصحاب الذيل، وأمر األحابيش، وغريهم، وعبد

    . يلحق ذا الباباملطلب، وغري ذلك مما

    .ذكر ما ذهب إليه العرب يف النفوس واهلَام والصفر، وأخبارها يف ذلكذكر أقاويل العرب يف التغؤل والغيالن، وما قاله غريهم من الناس يف ذلك، وغري ذلك مما حلق ذا الباب واتصل ذه

    .املعاين .ب وغريهم ممن أثبت ذلك ونفاهذكر أقاويل الناس يف اهلَواِتف واجلانَ، من العر

    .ذكر ما ذهب إليه العرب من الِقيافة والِعيافة والزجر والسانح والبارح، وغري ذلكذكر الكَهانة وصفتها، وما قاله الناس يف ذلك من أخبارها، وحد الناطقة وغريها من النفوس، وما قيل فيما يراه النائم، وما

    .اتصل ذا الباب .من أخبار الكهان، وسيل الْعِرم بأرض سبأ ومأرب، وتفرق األزِد يف البلدان وسكناهم يف البالدذكر مجل

    .ذكرِسِني العرب والعجم، وشهورها، وما اتفق منها وما اختلف .ذكر شهور القبط والسريانيني، واخلالف يف أمسائها، ومجل من التاريخ، وغري ذلك مما اتصل ذا املعىن

    .ريانيني، ووصف موافقتها لشهور الروم، وعدد أيام السنة، ومعرفة األنواءذكر شهور الس .ذكر شهور الفرس، وما اتصل بذلك

    .ذكر أيام الفرس، وما اتصل بذلك .ذكر ِسِني العرِب وشهورها وتسمية أيامها ولَياليها

    .ذكر قول العرب يف ليايل الشهور القمرية، وغري ذلك مما اتصل ذا املعىن . القول يف تأثري النريين يف هذا العامل، ومجل مما قيل يف ذلك مما اتصل ذا البابذكر

    ذكر أرباع العامل والطبائع واألهِويِة، وما خص به كل جزء منه، منه الشرقي والغريب واليمين واجلنويب، وغري ذلك من .سلطان الكواكب

    رياِن واألصنام، وعبادات اهلند، وذكر الكواكب، وغري ذلك من عجائب ذكر البيوت املعظمة، واهلياكل املشرفة، وبيوت الن .العامل

    .ذكر البيوت املعظمة عند اليونانيني، ووصفها .ذكر البيوت املعظمة عند الصقَالبة، ووصفها

    .ذكر البيوت املعظمة عند أوائل الروم، ووصفها

  • املسعودي-بمروج الذه 10

    .وغريها،وما فيها من العجائب واألخبار وغريهاذكر بيوت معظمة وهياكل مشرفة للصابئة من احلَرانيني، .ذكر األخبار عن بيوت النرياِن، وكيفية بنائها، وأخبار اوس فيها،وما حلق ببنائها

    .ذكر جامع تاريخ العامل من بدئه إىل مولد النيب صلى اهللا عليه وسلم، وما اتصل ذا الباب من العلوم . ونسبه، وغريذلك مما حلق ذا البابذكر مولد النيب صلى اهللا عليه وسلم،

    .ذكر مبعثه عليه الصالة والسالم، وما كان يف ذلك إىل هجرته صلى اهللا عليه وسلم ذكر هجرته، وجوامع مما كان يف أيامه إىل وفاته صلى اهللا عليه وسلم ذكر األخبار عن أموٍر وأحو الً كانت من مولده إىل

    .ر ما بدىء به عليه الصالة والسالم من الكالم، مما مل حيفظ قبله عن أحد من األنام حني وفاته صلى اهللا عليه وسلم ذك .ذكر خالفة أيب بكر الصديق رضي اللّه عنه، ونسبه، وملع من أخباره وسريه .ذكر خالفة عمر بن اخلطاب رضي اّهللا عنه، ونسبه، وملع من أخباره وسريه

    .ونسبه، وملع من أخباره وسريهذكر خالفة عثمان بن عفان رضي اللّه عنه، .ونسب إخوته وأخواته. ذكر خالفة علي بن أيب طالب رضي اللّه عنه، ونسبه، وملع من أخباره وسريه

    .ذكر األخبار عن يوم اجلمل وبدئه، وما كان فيه من احلروب، وغريذلكذكر جوامع مما كان بني أهل العراق وأهل الشام ِبِصفني.

    .لتحكيمذكر احلكمني، وبدء ا .ذكر حروبه رضي اللّه عنه مع أهل النهروان، وهم الشراة، وماحلق ذا الباب

    .ذكرمقتل علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه .ذكر ملع من كالمه، وزهده، وما حلق ذا املعىن من أخباره

    .ذكرخالفة احلسن بن علي بن أيب طالب رضي اللّه عنه، وملع من أخباره وسريه .م معاوية بن أيب سفيان، وملع من أخباره وسريه، ونوادر من بعض أخبارهذكر أيا

    .ذكر مجل من أخالق معاوية وسياسته، وطرف من عيون أخباره .ذكر الصحابة ومدحهم، وعلي بن أيب طالب والعباس رضي اهللا كنهم، وفضلهم

    .ذكر أيام يزيد بن معاوية بن أيب سفيانذكر أمساء ولد علي بن أيب . بن أيب طالب رضي اهللا عنهما، ومن قتل من أهل بيته وشيعتهذكر مقتل احلسني بن علي

    .طالب رضي اهللا عنه .ذكر ملع من أخبار يزيد بن معاوية وسريه، ونوادر من بعض أفعاله، وما كان منه يف احلَرة وغريها

    ٍد، وعبد اللّه بن الزبري، وملع من أخبارهم وسريهم، ذكر أيام معاوية بن يزيد، ومروان بن احلكم، واملختار بن أيب عيب .وبعض ما كان يف أيامهم

    . وملع من أخباره وسريه، واحلجاج بن يوسف، وأفعاله، ونوادر من أخباره4ذكر أيام عبد امللك بن مروان

  • املسعودي-بمروج الذه 11

    .ذكر ملع من أخبار احلجاج بن يوسف وخطَبه، وما كان منه يف بعض أفعاله .وليد بن عبد امللك، وملع من أخباره وسريه وما كان من احلجاج يف أيامهذكر أيام ال

    .ذكر أيام سليمان بن عبد امللك، وملع من أخباره وسريه وملع من أخباره وسريه زهِد .ذكر خالفة عمر بن عبد العزيز بن مروان بن احلَكَم رضي اللّه عنه

    قاين هابيُل وشَب ولم فشسب يكن بينهماتباين كانت سنةَ ! وذكر أهل الكتاب أن آدم زوج أخت هابيل لقاين، وأخص قاين هلابيل، وفرق يف النكاح بني البطنني، وهنوقد زعمت . آدم عليه السالم احتياطاً ألقصى ما ميكنه يف يف احملارم ملوضع االضطرار وعجز النسل عن التباين واالغتراب

    كاح بني البطون ومل يتحر املخالفة، وهلم يف هذا املعىن سريدعون فيه الفضل يف صالح احلال اوس أن آدم مل خيالف يف النبتزويج األخ من أخته واألم من إبنها، وقد أتينا به يف الفن الرابع عشر من كتابنا املوسوم بأخبار الزمان، ومن أباده

    ليك الداثرة وإن هابيل وقاين قَربا قرباناً فَتحرى هابيل أجود غنمه احلدثان، من األمم املاضية، واألجيال اخلالية، واملماوأجود طعامه فقربه، وحترى قاين شر ماله وقربه، فكان من أمرمها ما قد حكاه اهللا تعاىل يف كتابه العزيز من قتل قاين

    : ام، وكان قتله شدخاً حبجر، فيقالإن ذلك كان ببالد دمشق من أرض الش: إنه اغتاله يف برية قاع، ويقال: هابيل، ويقالإن الوحوش هنالك استوحشت من اِلإنسان، وذلك أنه بدأ فبلغ الغرض بالشر والقتل، فلما قتله حتري يف توِريته، ومحله

    يا ويلتا أعجزت أن: ""يطوف به األرض، فبعث اللّه غراباً إىل غراب فقتله ودفنه، فأسف قاين مث قال ما حكاه القرآن عنه .فدفنه عند ذلك، فلما علم امث بذلك حزن وجزع وارتاع وهلع" أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي

    : وقد استفاض يف الناس شعر يعزونه إىل آدم، أنه قال حني حزن على ولده وأسف على فقده، وهو: قال املسعودي األرض مغْبر قبيح فجه البالدومن عليها تَغَيرِت بشاشَة الوجه الصبيح وقل ِذي لون وطعم تغيركل

    اً بجناٍت ِمن الفرعوس ِفيح أهلُها خَمطا وأثْل وبدل اليموت فنستريح لَِعين ينْسى وجاورنَاعموليس

    أسفاعلى الوجه المليح فا وقَتََل قاين هابيَل ظلما حتضمنه الضري وهابيل ال أجودبسكْب دمع فمالي أنا من حياتي مستريح وما طول الحياة علي غما أرى

    ووجدت يف عحة من كتب التواريخ والسري واألنساب أن آدم ملا نطق ذا الشعر أجابه إبليس من حيث يسمع صوته وال : يرى شخصه، وهو يقول

    فَقَدْ في األرض ضاق ِبك الفَِسيح تَنح عِن البلَاِد وساكنيها ِمن أذى الدنيا مريح أآدم وزوجك الْحواء فيها وكنتَ

    إلي أن فَاتَك الثمن الربيح زالَتْ مكايدتي ومكِري فما

  • املسعودي-بمروج الذه 12

    ِمن ِجنَاِن الْخُلِدِريح ِبكَفَك الرحمِن أضحت فَلَوالرحمةُ مفرداً عون ما ذكرنا من هذا الشعر، وهو ووجدت أن آدم عليه السالم مسع صوتاَ وال يرى شخصاً وهو يقول بيتاً آخر

    : هذا البيت وصارالْحي بالميت الذبيح هاِبيَل قَد قتالَ جميعاً أبا

    حواء تحمل بشيث

    فلما مسع آدم ذلك ازداد حزناً وجزعاً على املاضي والباقي، وعلم أن القاتل مقتول؟ فأوحى اللّه إليه إين خمرج منك نوري سلوك يف القَنوات الطاهرة واألرومات الشريفة، وأباهي به األنوار، وأجعله خامت األنبياء، وأجعل آله خيار األئمة الذي به ال

    وجتكز واغْش ،س، وسبحر، وقَدز وتطهم، وأنشرها بشيعتهم، فشمم، وأغص األرض بدعواخللفاء، وأختم الزمان مبدنكما إىل الولد الكائن منكما، فاقع آدم حواَء، فحملت لوقتها، وأشرق جبينها، على طهارة منها، فإن وديعىت تنتقل م

    وتألأل النور يف مخايلها، وملع من حماجرها، حِىت إذا انتهى محلها وضعت نسمةً كأسر ما يكون من الذّكْران، وأمتهم وقاراَ، نور واهليبة، موشحاً باجلاللة واألة، فانتقل النور من حواء إليه وأحسنهم صورة، وأكملهم هيئة، وأعدهلم خلْقاً، جملّلًا بال

    حىت ملع يف أساريرجبهته وبسق يف غرة طلعته، فسما ه آدم شيثاً، وقيل شيث هبة اّهللا، حىت إذا ترعرع وأيفع وكمل وخليفته يف األرض، واملؤِدي حق اللّه . دهواستبصر أوعز إليه آدم وِصيته، وعرفه حمل ما استودعه، وأعلمه أنه حجة اللّه بع

    .إىل أوِصيائه، وأنه ثاين انتقاىل النر الطاهرة، واجلُرثومة الزاهرة

    وصية آدم لشيث ثم وفاته

    مث إن آدم حني أدى الوصية إىل شيث احتقَبها، واحتفظ مبكنوا، وأتت وفاة آدم عليه السالم، وقرب انتقاله، فتويف يوم ة لست خلَون من نيسان، يف الساعة اليت كان فيها خلْقُه، وكان عمره عليه السالم تسعمائة سنة وثالثني سنة، وكان اجلمع

    وتنازع الناس يف قربه .إن آدم مات عن أربعني ألفاً من ولده وولد ولده: قد وصى ابنه شيثاً عليه السالم على ولده، ويقالد اخليِف، ومنهم من رأى أنه يف كهف يف جبل أيب قُبيس، وقيل غريذ لك، واللّه فمنهم من زعم أن قربه ِبمىن يف مسج

    .أعلم حبقيقة احلال

    حكم شيث بن آدم

    وإن شيثاً حكم يف الناس، واستشرع صحف أبيه وما أنزل عليه يف خاصته من األسفار واألشراع، وإن شيثاً واقع امرأته وضعته الح النور عليه، فلما بلغ الوصاةَ أوعز إليه شيث يف شأن الوديعة وعرفه فحملت بأنوش فانتقل النور إليها، حىت إذا

    شأا وأا شرفهم وكرمهم وأوعز إليه أن ينبه وللده على حقيقة هذا الشرف وكرب حمله، وأن ينبهوا أوالدهم عليه، وجيعل رن إيل قَرن، إىل أن أدى اهللا النور إىل عبد املطلب فكانت الوصية جارية تنتقل من قَ.ذلك فيهم وصية منتقلة ما دام النسل

  • املسعودي-بمروج الذه 13

    وولده عبد اللّه أيب رسول اللّه صلى اهللا عليه وسلم، وهذا موضع تنازع بني الناس من أهل امللة، ممن قال بالنص وغريهم اّهللا عنه والطاهرين من أصحاب االختيار، س القائلون بالنص هم اِلإباضية أهل اِلإمأمة من شيعة علي بن أيب طالب رضيت

    إما أنبياء وإما أوصياء منصوص على أمسائهم : من ولده الذين زعموا أن اللّه مل يخل عصراً ش األعصار من قائم حبق اللّهوأعيام من اللّه ورسوله، وأصحاب االختيار هم فقهاء األمصار املعتزلة وفرق من اخلوارج واملرجئة وكثري من أصحاب

    م فرق من الزيِدية فزعم هؤالء أن اللّه ورسوله فَؤض إىل األمة أن ختتار جلًا منها فتنصبه هلا إماماً، وأن بعض احلديث والعوااألعصار قد خيلو من حجة اللّه، هو اِلإمام املعصوم عند الشيعة، وسنذكر فيما يرد من هذا الكتاب لُمعاً من يضاح ما

    .تلفنيوصفنا من أقاويل املتنازعني وتباين املخ

    انوش بن شيث ولود

    وإن أنوش قد لبث يف األرض يعمرها، وقد قيل واهللا أعلم إن شيثَاَ أصل النسل من آدم عون سائر ولده، وقيل غري ذلك، وكانت وفاة شيث قد مضت له تسعمائة سنة واثنتا عشرة سنة ويف زمن أنوش قُِتلَ قاين ابن آدم قاتلُ أخيه هابيل، وملقتله

    ب قد أوردناه يف أخبار الزمان يف الكتاب األوسط، وكانت وفاة أنوش لثالث خلون من تشرين األول، كانت خرب عجي، سنة، وكان قد ولد له قينان،والح النور يف جبينه، وأخذ عليه العهد، فعمر البالد حىت مات، .مدته تسعمائة سنة وستيم

    كان يف متوز بعدما ولد ىل مهالئيل، فكانت مدة مهالئيل إن موته: فكانت مدت تسعمائة سنة وعشرين سنة، وقد قيلإن كثرياً من املالهي أحدثت يف أيامه، : مثامنائة سنة، وقد ولد له لود، والنور متوارث، والعهد مأخوذ، واحلق قائم، ويقال

    خبار الزمان ووقع أحدثها ولد قاين قاتل أخيه، ولولد قاين مع ولد لو حروب وقصص قد أتينا على ذكرها يف كتابنا أالتحارب بني ولد شيث وبني غريهم من ولد قاين، فنوع من اهلند ممن يقر بآدم، ينتسوبن إىل هذا الشعب من ولد قاين وأكثر هذا النوع بأرض قمار مز أرض اهلند، وإىل بلدهم أضيف العود القماري ة فكانت حياة لود سبعمائأ سنة واثنتني

    . آذاروثالثني سنة، وكانت وفاته يف

    أخنوخ

    أخنوخ، وهو إدريس النيب صلى اللّه عليه وسلم، والصابئة تزعم أنه هو هرمس، ومعىن هرمس عطارد، ! وقام بعحه وملوهو الذي أخرب اللّه عزوجل يف كتابه أنه رفعه مكاناً علياً وكانت حياته يف األرض ثالمثائأ سنة، وقيل أكثر من ذلك، وهو

    وخاط باِلإبرة، وأنزل عليه ثالثون صحيفة، وكان قد نزل قبل ذلك على آدم إحدى وعشرون أول من درز الدروز، .صحيفة، وأنزل على شيث تسع وعشرون صحيفة فيها ليل وتسبيح

    متوشلح

  • املسعودي-بمروج الذه 14

    لبلغر وقام بعده متوشلح بن أخنوخ، فعمر البالد والنور يف جبينه، وولد ال أوالد، وقد تكلم الناس يف كثري من ولده، وإق ا .والروس والصقالبة من ولده، وكانت حياته تسعمائة سنة وستني سنة، ومات يف أيلول

    لمك

    .وقام بعده ملك، وكان يف أيامه كوائن واختالط يف النسل، وتويف،وكانت حياته سبعمائة سنة وتسعني سنة

    نوح

    د تذَتاِجي الظلم، فقام يف األرض داعياً إىل اللّه، وقام بعدهنوح بن ملك عليه السالم، وقد كثرب الفساد يف األرض ة فاشيفأ بوا إال طغياناً وكفرأ، فدعا اللّه عليهم، فأوحى اللّه إليه أن اصنع الفلك، فلما فرغ من السفينة أتاه جربائيل عليه السالم

    ام نوح ومن معه يف السفينة بتابوت آدم فيه رمته وكان ركوم يف السفينة يوم اجلمعة لتسع عشرة ليلة خلت من آذار، فأقعلى ظهر املاء وقد غرق مجيع األرض خمسةَ أشهٍر، مث أمر اللّه تعاىل األرض أن تبتلع املاء والسماء أن تقِْلع، واستوت

    جبل ببالد باسورى، وجزيرة ابن عمر ببالد املوصل، وبينه وبني دجلة مثانية فراسخ، : السفينة على الْجودي، واجلودي .ضع جنوح السفينة على رأس هذا اجلبل إىل هذه الغايةومو

    وذكر أن بعض األرض مل يسِرع إِىل بلْع املاء، ومنها ما أسرع إلىبلِْعه عندما أمرت، فما أطاع كان ماؤه عذباَ إذا احتفر، ف من املاء الذي امتنعت األرض وما تأخر عن القبول أعقبها اللّه مباء ِملٍْح إذا احتفر، وسباٍخ ومالحات، ورمال، وما ختل

    من بلْعه احنحر إىل قعور مواضع من األرض، فمن ذلك البحار، وهي بقية املاء الذي عصت أرضه أهلك به أمم، وسنذكر .بعد هذا املوضع من كتابنا هذا أخبار البحار ووصفها

    أوالد نوح

    فث، وكًناته الثالث أزواج أوالثه، وأربعون رجلَاَ، سام، وحام، ويا: ونزل نوح من السفيتة ومعه أوالده الثالثة، وهموأربعون امرأة، وصاروا إىل سفح اجلبل فابتنوا هنالك مدينة ومسوها مثانني، وهو امسهاإىل وقتنا هذا، وهو سنة اثنتني

    ، وقد أخرب اللّه عز !ن وملوثالثني وثالمثائة، ودثر عقب هؤالء الثمانني نفساً، وجعل اللّه نسل اخلليقة من نوح من الثالثة م .واللّه أعلم ذا التأوبل" وجعلنا ذريته هم الباقني : ""وجل بذلك بقوله

    .يا بين اركب معنا هويام: "واملتخلف عنه من ومله الذي قال له، وقسم نوح األرض بني أوالثه أقساماً، وخص كل واحد مبوضع،ودعا على ولده حام ألمر كان منه مع أبيه قد اشتهر

    .مبارك سام، ويكثر اللّه يافث، وحيل يافث يف مسكن سام: فقال ة ملعون حام، عبد عنيد يكون ِإلخوته، مث قال

    ووجدت يف التوراة أن نوحاً عاش بعد الطوفان ثالمثائة سنة ومخسني سنة، فجميع عمرنوح تسعمائة ومخسون سنة وقد .قيل غريذلك

  • املسعودي-بمروج الذه 15

    مساكن حام بن نوح

    ولده، فرتلوا مساكنهم يف الرب والبحر على حسب ما نذكره بعد هذا املوضع من هذا الكتاب، وسنذكر فانطلق حام وأتبعه .تفرق النسل يف األرض ومساكنهم فيها من ولد يافث وسام وحام

    مساكن سام

    فأما سام فسكن وسط األرض من بالد احلرم إىل حضرموت إىل عمان إىل عاجل، فمن ولده إرم بن سام، وإرفخشذ بن .سام بن نوح

    إرم بن سام

    ..ومن ولد إرم بن سام عاذ بن عوص بن إرم بن سام وكانوا يرتلون األحقاف من الرمل، فأرِسلَ إليهم هوذ

    ثمود من ولد سام

    ومثود بن عابر بن إرم بن سام، وكانوا يرتلون اِحلجر بني الشام واحلجاز، فأرسل اهللا إليهم أخاهم صاحلاً، وكان من أمرهم احل ما قد اتضح أمره، واشتهر خربه، وسنذكر بغد هذا الوضع من هذا الكتاب ملعاً من أخباره وأخبار غريه من مع ص

    .األنبياء عليهم السالم

    طسم وجديسر وعمليق

    وطَسم وجديس ابنا الوذ إرم، وكانوا يرتلون اليمأمة والبحرين، وأخومها عمليق بن الوذ بن إرم، نزل بعضهم احلرم، الشام، ومنهم العماليق، تفرقوا يف البالد، وأخوهم أميم بن الوذ نزل أرض فارس، وسنذكر يف باب تنازع الناس وبعضهم

    إن أميماً نزل أرض وباِر وهي اليت غلبت عليها اجلن : يف أنساب الفرس من هذا الكتاب من أحلق كيومرت بأميم، وقيل .على ما زعم األخباريون من العرب

    .بن عوص أخي عاد بن عوص مدينة الرسول عليه السالمونزل بنو عبيل

    ماش بن إرم وأواللده

    وولد سام بن نوح ماش بن إرم بن سام، ونزل بابل على شاطىء الفرات فلد منروذ بن ماش، وهو الذي بىن الضرح ببابل، فجعل يف : زمانه فرق اللّه األلسن وجسر ِجسراً ببابل على شاطىء الفرات، وملك مخسمائة سنة، وهو ملك النبِط، ويف

    ولد سام تسعةَ عشر لساناً، ويف ولد حام سبعة عشر لساناً، ويف ولد يافث ستة وثالثني لساناً، وتشعبت بعد ذلك اللغات وتفرقت األلسن، وسنذكر هذا يف موضعه الذي يوجد يف كتابنا هذا، وتفرق الناس يف البالد، وما قالوا يف ذلك من

  • املسعودي-بمروج الذه 16

    : إن فالغ هو الذي قسم األرض بني األمم، ولذلك مسي فالغ، وهو فاحل: عند تفرقهم يف البالد بأرض بابل، ويقالاألشعار .أي قاسم

    فالغ بن سالخ وأوالده

    وولد إرفخشذ بن سام بن نوح شاخل، فلد شاخل فالغ بن شاخل الذي قسم األرض وهو جد إبراهيم عليه السالم، وعابر بن : بن عابر، وابنه يعرب بن قحطان، وهو أول من حياه ولده حتية امللك آنِعم صباحاً وأبيت اللعن وقيلشاخل، وابنه قحطان

    إن غريه حي ذه التحية من ملوك اجلرية، وتحطان أبو اليمن كلها على حسب ما نذكربن شاء اللّه تعاىل يف باب تنازع و أول من تكلم بالعربية ِلإعرابه من املعاين وإبانته عنها، ويقطن بن عابر بن الناس يف أنساب اليمن من هذا الكتاب، وه

    شاخل هو أبو جرهم وجرهم بنو عم يعرب، وكانت جرهم ممن سكن اليمن وتكلموا بالعربية، مث نزلوا مبكة فكانوا ا، ل عليه السالم، ونكح يف جرهم؛ فهم أخوال على حسب ما نورده من أخبارهم، وقَطُورا بنو عم هلم، مث أسكنها اهللا إمساعي

    .ولدهإن الذي وكلته جبسد اعم أبقيته إىل : وذكر أهل الكتاب أن ملك بن سام بن نوح حي، ألن اللّه عزوجل أوحى إىل سام

    ة؛ آخر األبد، وذلك أن سام بن نوح دفَن تابوت آدم يف وسط األرض، وكَّل ملكاً بقربه، وكانت وفاة سام يوم اجلمع .وذلك يف أيلول، وكان عمره إىل أن قبضه اهللا عزوجل ستماَئة سنة

    إرفخشذ بن سام

    وكان القيم بعد سام يف األرض وحله إرفخشذ، وكان عمره إىل أن قبضه اللّه عزوجلّ أربعمائة سنة ومخساً وستني سنة، .وكانت وفاته يف نيسان

    شالخ بن إرفخشذ

    .ه شاخل بن إرفخشذ، وكان عمره إىل أن قبضه اّهللا عز وجل أربعمائة سنة وثالثني سنةوملا قبض اللّه إرفخشذ قام بعده ولد

    عابر بن شالخ

    وملا قبض اللّه شاخل قام بعده ولده عابر؛ فعمر البالد، وكانت يف أيامه كوائن وتنازع يف مواضع من األرض، وكان عمره .إىل أن قبضه اللّه عز وجل إليه ثالمثائة سنة وأربعني سنة

    فالغ بن عابر

    وملا قبض اللّه عابر قام بعده وللى فالغ علىنهج من سلَف من آبائه، وكان عمره إىل أن قبضه اللّه عزوجل مائيت سنة .وثالثني سنة، وقد قدمنا ذكره يف هذا الكتاب فيما سلف، وما كان بأرض بابل عند تبلْبلى األلسن

  • املسعودي-بمروج الذه 17

    رعو بن فالغ

    كان مولد مخروذ اجلبار، وكان عمره إىل أن قبضه اللّه 0إن يف زمنه : م بعده ولده رعوبن فالغ، وقيلوملا قبض اللّه فالغ قا .مائيت سنة، وكانت وفاته يف نيسان

    ساروغ بن رعو

    إنه يف أيامه ظهرت عبادة األصنام والصور، لضروب من العلل أحدثت : وملا قبض اللّه رعو قام بعدهساروغ بن رعو، وقيل .رض وشبه ذلك، وكان عمره إىل أن قبضه اللّه إليه مائيت سنة وثالثني سنةيف األ

    ناحور بن ساروغ

    وملا قبض اللّه ساروغ قام بعده ناحور بن ساروغ مقتدياً مبن سلف من آبائه، وحدث يف أيامه رجف وزالزل مل تعهد فيما انت يف أيامه حروب وحتزيب األحزاب من اهلند سلف من األيام قبله، وأحدثت يف أيامه ضروب من املهن واالالت، وك .وغريها، وكان عمره إىل أن قبضه اللّه إليه مائة سنة وستاً وأربعني سنة

    تارح بن ناحور

    وملا قبض اللّه ناحور قام بعده ولده تارح، وهو آزر أبو إبراهيم اخلليل، ويف عصره كان منروذ بن كنعان، ويف أيام منروذ ة النريان واألنوار، وجعل هلا مراتب يف العبادات، وكان يف األرض هرج عظيم من حروب وإحداث حدثت يف األرض عباد

    كور وممالك بالشرق والغرب،وغري ذلك، وظهر القول بأحكام جنوم وصورت األفالك، وعملت هلا الآلالت، وقُرب فهم ا إبراهيم عليه السالم وماذا يوجب، فأخربوا ذلك إىل قلوب الناس، فنظر أصحاب النجوم إىل طالع السنة اليت ولد فيه

    النمروذ أن مولوداً يولد يسفّه أحالمهم، ويزيل عبادم، فأمر النمروذ بقتل الِولدان، وأخفي إبراهيم عليه السالم يف مغارة، .ومات آزر، وهو تارح، وكان عمره إىل أن قبضه اللّه عزوجل مائتني وستني سنة، واللّه املوفق للصواب

    ذكر قصة إبراهيم ومن تأل عصره من األنبياء

    والملوك من بني إسرائيل وغيرهم

    وملا نشأ إبراهيم عليه السالم، وخرج من املغارة اليت كان ا، وتأمل آفاق األرض والعامل، وما فيه دالئل احلدوث والتأثري، : هذا ريب، فلما رأى الشمس أبهر مما رأى قال: هذا ريب، فلما رأى القمر أنور منها قال: نظر إىل الزهرة وإشراقها فقال

    هذا ريب هذا أكرب، وقد تنازع الناس يف قول إبراهيم هذا ريب، فمنهم من رأى أن ذلك كان منه على طريق االستدالل ئيل فعلمه واالستخبار، ومنهم من رأى أن ذلك منه كان قبل البلوغ وحال التكليف، ومنهِم من رأى غري ذلك، فأتاه جربا

    دينه، واصطفاه اهللا نبياً وخليالَ، وكان قد أويب رشده من قبل، ومن أويت رشده فقد عصم من اخلطأ والزلل وعبادة غري الواحد الصمد، فعاب إبراهيم عليه السالم على قومه ما رأى من عبادم واختاذهم اَوفَاِت آهلة هلم، فلما كثر عليهم ذم

  • املسعودي-بمروج الذه 18

    واستفاض ذلك فيهم اختذ النمروذ النار وألقاه فيها، فجعلها اللّه برداً وملسالَماً، ومخدت النار يف سائر إبراهيم الهلتهم، .بقاع األرض يف ذلك اليوم

    مولد إسماعيل بن إبراهيم

    :وولد ِإلبراهيم إمساعيلُ عليهما السالم، وذلك بعد أن مضى من عمره ست ومثامنون سنة أو سبع ومثانون سنة وقيلتسعون سنة من هاجر جارية كانت ِلسارةَ، وكانت سارةُ أول من آمن بإبراهيم عليه السالم، وهي ابنة بتوايل بن ناحور،

    وهي ابنة عم إبراهيم، وقد قيل غري هذا مما سنورور بعد هذا املوضع، وأمن به لوط بن هاران بن تارح بن ناحور، وهو ابن .أخي إبراهيم عليه السالم

    حاب المؤتفكةأص

    سدوم، وعمورا، وأدموتا، وصاعورا، وصابورا، وإن قوم لوط هم أصحاب : وأرسل اهللا لوطاً إىل املدائن اخلسمن، وهي: املؤتفكة، وهذا االسم مشتق من اِلإفك، وهو الكذب على رأي من ذهب إىل االشتقاق، وقد ذكرهم اللّه يف كتابه بقوله

    بالد بني تخوم الشام واحلجاز مما يلي األردن وبالد فلسطني، إال أن ذلك يف حيز الشام، وهي وهذه " والْمؤتفكَةَ أهوى"مبقاة إىل وقتنا هذا، وهو سنة اثنتني وثالثني وثالمثائة خراباً ال أحد ا، واحلجارة املُسومة موجودة فيها يراها الناس السفَّار

    وعشرين سنة يدعوهم إىل اللّه فلم يؤمنوا، فأخذهم العذاب على حسب ما أخرب اللّه سوداء براقَةً، فأقام فيهم لوط بضعاً .من شأم

    وملا ولد إمساعيل ِلإبراهيم من هاجر غَارت سارة فحمل إبراهيم إمساعيل وهاجر إىل مكة فأسكنها ا، وذلك قوله عز وجل فأجاب اللّه دعوته، وآنس وحشتهم، " يف زرع عند بيتك احملرم رب إين أسكنت من فرييت بواٍد غري: ""خيرب عن إبراهيم

    .جبرهمٍ والعماليق، وجعل أفِئدةً من الناس تهِوي إليهموأهلك اهللا قوم لوط يف عهد إبراهيم ملا كان من فعلهم واتضح من خربهم مث أمر اللّه إبراهيم عليه السالم بذبح ولده،

    .لجبني؟ فَفداه اللّه ِبذبٍح عظيم، ورفع إبراهيم القواعد من البيت وإمساعيلفبادر إىل طاعة ربه،وتلَّه ل

    مولد إسحاق

    .إسحاق عليه السالم، وذلك بعد مضي عشرين ومائة سنة من عمره" مث ولد ِإلبراهيم من سارة

    الذبيح من ولد إبراهيم

    ى أنه إمساعيل، فإن كان األمر وقع بالذبح وقد تنازع الناس يف الذبيح، فمنهم من ذهب إىل أنه إسحاق، ومنهم من رأباحلجاز فالذبيح إمساعيل، ألن إسحاق مل يدخل احلجاز، هان كان األمر بالذبح وقع بالشام فالذبيح إسحاق، ألن إمساعيل

  • املسعودي-بمروج الذه 19

    مرق، : وتوفيت سارة وتزوج إبراهيم بعد ذلك بقنطوراء، فلد منها ستة ذكور، وهم. مل يدخل الشام بعد أن محل منهس، ومدن، ومد ين، وسنان، وسرح، وتويف إبراهيم بالشام، وكان عمره إىل أن قبضه اللّه عزوجل مائة سنة ومخساً ونف

    .وتسعني سنة، وأنزل اّهللا عليه عشراً من الصحف

    أوالد إسحاق بن إبراهيم الخليل

    كان البادىء منهما إىل الفَصل وتزوج إسحاق بعد إبراهيم برفقا ابنة بتوايل ؛ فلدت له العيص ويعقوب يف بطن واحد، وعيص، مث يعقوب، وكان ِلإسحاق يف وقت مولدمها ستون سنة، وذهب بصر إسحاق، فدعا ليعقوب بالرياسة على إخوته والنبوة يف ولده، ودعا لعيص يامللك يف ولده، وكان عمر إسحاق إىل أن قبضه اللّه مائة ومخساً ومثانني سنة، ودفن مع أبيه

    واضع قبورهم مشهورة، وذلك على مثانية عشر ميالً من بيت املقدس يف مسجد هناك يعرف مبسجد إبراهيم اخلليل، وم .ومراعيه

    يعقوب بن إسحاق وأخوه العيص

    الوى، ويهوذا، : وقد كان إسحاق أمر ولده يعقوب باملسري إىل أرض الشام وبشره بالنبوة ونبوة أوالده االثين عشر، وهم ويوسف، وبنيامني، ودان، ونفتاىل، وكان، وإشا ر، ومشعون، وروبيل، هؤالء األسباط االثنا عشر، ويساخر، وزبولون،

    الوى، ويهوذا، ويوسف، وبنيامني، وكثرجزع يعقوب من أخيه العيص و، فأمنه اللّه : والنبوة وامللك يف عقب أربعة منهمث ألخيه العيص العشرمن غنمه استكفاء للشر من ذلك، وكان ليعقوب مخسة آالف ومخسمائة من الغنم؛ فأعطى يعقو

    وخوقاً من سطْوته، من بعد أن آمنه اللّه عزوجل من خوفه، وأن ال سبيل له عليال، فعاقبه اهللا يف وللى ملخالفته لوعده، املدة منذ فألجعلن ولد العيص ميلكون ولدك مخسمائة ومخسني عاماً، وكانت . أمل تطمئن إىل قويل: فأوحى اللّه تعاىل إليه

    .أخربِت الروم بيت املقدس، واستعبدت بين إسراثيل إىل أن فتح عمر بن اخلطاب رضي اّهللا عنه بيت املقدسوكان أحب ولد يعقوب إليه يوسف؛ فحسده إخوته على ذلك، وكان من أمره مع إخوته ما قَص اهللا عزوجل يف كتابه،

    .وأخرب به على لسان نبيه، واشتهر ذلك يف أمته

    وفاة يعقوب ويوسف

    وقبض اللّه عز وجل يعقوب ببالد مصر، وهو ابن مائة وأربعني سنة، فحمله يوسف فدفنه ببالد فلسطني، عند تربة إبراهيم وإسحاق، وقبض اللّه يوسف مبصر وله مائة وعشرون سنة، وجعل يف تابوت من الرخام، وسد بالرصاص، وطلى األطلية

    إت يوسف أوصى أن حيمل فيدفن عند : يف نيل مصر حنو مدينة منف، وهناك مسجده وقيلالدافعة للهواء واملاء، وطرح قرب أبيه يعقوب يف مسجد إبراهيم عليه السالم

    أيوب النبي

  • املسعودي-بمروج الذه 20

    وكان يف عصره أيوب النيب صلى اللّه عليه وسلم، وهوأيوب بن موص بن زراح بن رعوايل بن العيص بن إسحاق بن ،وذلك يف بالد الشام من أرض حورانَ والبثنية من بالد األردن من بني دمشق واجلابية، وكان كثري إبراهيم عليه السالم

    املال والولد، فابتاله اللّه يف نفسه وماله وولده، فصبر، ورد اللّه عليه ذلك، وأقاله عثرته، واقتص ما اقتص من أخباره يف ده والعني اليت اغتِسل مئها يف وقتنا هذا، وهو سنة اثنتني وثالثني كتابه على لسان نبيه صلى اهللا عليه وسلم، ومسج

    وثالئمائة، مشهوران ببالد نوى واجلوالن فيما بني حملمشق وطربية من بالد األردن، وهذا املسجد والعني على ثالثة أميال وجته وامسها رمحةيف ذلك املسجد إىل هذا من مدينة نوى، أو حنو ذلك، والْحجر الذي كان يأوي إليه يف حال بالِئه هو وز

    وذكر أهل التوراة والكتب األوىل أن موسى بن ميشاء بن يوسف بن يعقوب نيب قبل موسى بن عمران، وأنه هو .الوقتالذي طلب اخلضربن ملكان ابن فالغ بن عابوربن شاخل بن إرفخشد بن سام بن نوح، وذكر بعض أهل الكتاب أن اخلضر

    .يائيل بن النفر بن العيص بن إسحاق ابن إبراهيم، وأنه أرسل إىل قومه فاستجابوا لههو خضرون بن عم

    موسى بن عمران

    فكان موسى بن عمران بن قاهث بن الوى بن يعقوب مبصر يف زمن فرعون اجلبار، وهو الوليد بن مصعب بن معاوية بن الرابع من فراعنة مصر، وقد كان طال عمره وعظم أيب منري بن أيب اهللواس بن ليث بن هران بن عمرو بن عمالق، وهو

    جسمه، وكان بنو إسرائيل قد استرقُوا بعد مضي يوسف، واشتد عليهم البالء، وأخرب أهل الكَهانة والنجوٍم والسحر فرعون أن مولودأ سيولد ويزيل ملكه وحيدث ببالد مصر أموراً عظيمة، فجزع لذلك فرعون، وأمر بذبح األطفال، وكان

    أن اقذفيه يف اليم، فقذفته، إىل آخر ما اقتص من خربه، وأوضحه : أمر موسى ما أوحى اللّه عزوجل إىل أمِه يف أمرهمن وكان يف ذلك الزمان شعيب عليه السالم، وهو شعيب بن نويت بن رعوايل بن مر . على لسان نبيه صلى اهللا عليه وسلم

    ربياً، وكان مبعوثاً إىل أهل مدين، وملا خرج موسى عليه السالم هارباً من بن عنقاء بن مدين بن إبراهيم، وكان لسانه ع .فرعون مر بشعيب النيب عليه السالم، وكان من أمره معه وتزوجيه ابنته ما قد ذكره اللّه عزوجل

    هارون أخو موسى وبعثهما إلى فرعون

    ا إىل فرعون، فخالفهما، فأغرق اللّه عز وجل فرعون، وأمره وكلم اللّه موسى تكليماً، وشد عضده بأخيه هارون، وبعثهماللّه عز وجل باخلروج ببين إسرائيل إىل التيه، وكان عددهم ستمائة ألف بالغ دون من ليس ببالغ، وكانت األلواح اليت

    من اجلبل رأى قوماً أنزهلا اللّه على موسى بن عمران على جبل طور سيناء من زمرد أخضر فيها كتابة بالذهب، فلما نزل من بين إسرائيل قد اعتكفا على عبادة عجل هلم، فارتعد، فسقطت األلواح من يده، فتكسرت، فجمعها وأودعها تابوت السكينة مع غريها وجعله يف اهليكل، وكان هارون كاهناً؛ وهو قيم اهليكل وأمت اهللا عزوجل نزول التوراة على موسى بن

    اهللا هارون يف التيه فدفن يف جبل ومواٍت من حنو جبل الشراة مما يلي الطور، وقربه مشهور يف عمران وهو يف التيه، وقبض

  • املسعودي-بمروج الذه 21

    إنه غري مدفن، بل هو موضوع يف : مغارة عادية يسمع منها يف بعض الليايل عوقي عظيم جيزع منه كل فىي روح، وقيلالزمان عن األمم املاضية واملمالك الداثرة ومن وصل إىل تلك املغارة، وهلذا املوضع خرب عجيب قد ذكرناه يف كتابنا أخبار

    هذا املوضع علم ما وصفنا، وكان ذلك قبل وفاة نوسى بسبعة أشهر، وقبض اللّه هارون وهو ابن مائة وثالث وعشرين شام إن موسى قبض بعد وفاة هارون بثالث سنني، وإنه خرج إىل ال: إنه قبض وهو ابق مائة وعشرين، وقيل: سنة، وقيل

    وكان له ا حروب من سرايا كانوا يسروا من الرب إىل العماليق والقربانيني واملدنيني وغيريهٍم ممن كانوا بالشام وغريهم من الطوائف على حسب مايف التوراة، وأنزل اللّه عز وجل على موسى عشر صحف، فاستتم مائة صحيفة، مث أنزل اللّه

    مر والنهي والتحرمي والتحلْيل والسنن واألحكام، وذنك يف مخسة أسفار، والسفر يريدون به عليه التوراة بالعربانية وفيها األالصحيفة، وكان موسى قد ضرب التابوت الذي فيه السكينة من الذهب من ستماتة ألف مثقال وسبعمائة ومخسني مثقاالً،

    ابن عشرين ومائة سنة، ومل حيدث ملوسى فصار الكاهن بعد هارون يوشع بن نون بن سبط يوسف، وقبض اّهللا موسى وهووملا قبض اللّه عز وجل موسى بن عمران سار يوشع بن نون . وال هلارون شيء من الشيب، وال حاال عن صفة الشباب

    ببين إسرائيل إىل بالد الشام، وقد كان غلب عليها اجلبابرة من ملوك العماليق وغريهم من ملوك الشام، فأسرى إليهم يوشع ن سرايا، وكانت له معهم وقائع، فافتتح بالد أرحياء وزغر من أرض الغور، وهي أرض البحرية املنتنة اليت ال تقبل بن نو

    الغرقى، وال يتكون فيها ف روح من مسك وال عيزه، وقد ذكرها صاحب املنطق وغريه من الفالسفْة ومن تقدم وتأخر من ردن، وبدء ماء حبرية طربية من حبرية كفرىل والقرعون من أرض دمشق، فإذا عصره، وإليها ينتهي ماء حبرية طربية، وهو األ

    انتهى مصب ر األردن إىل البحرية املنتنة خرقَها وانتهى إىل وسطها متميزاً عن مائها فيغوص يف وسطها، وهو ر عظيم، أعين املنتنة أخبار عجيبة وأقاصيص طويلة، فال يدري أين غاص من غري أن يزيد يف البحرية وال ينقص منها، وهلذه البحرية

    وقد أتينا على ذلك يف كتابنا أخبار الزمان عن األمم املاضية وامللوك الداثرة وذكرنا أخبار األحجار اليت خترج منها على ع صورة البطيخ على شكلني، ويعرف الواحد منها باحلجر اليهودي، وذكرته الفالسفة، واستعمله أهل الطب ملن به وج

    ذكر، وأنثى، فالذكر للرجال، واألنثى للنساء، ومن هذه البحرية خيرج الغبار املعروف : احلَصاة يف املَثَانة، وهو نوعانباحلمرة، وليس يف الدنيا واللّه أعلم حبرية ال يتكون فيها ف روح من مسك وغريه إال هذه البحرية، وحبرية رِكبتها ببالد

    واملراغة، وهي املعروفة هنا بكبودان، وقد ذكر الناس ممن تقدم عذر عدم تكون احليوان يف أفربيجان بني مدينة إرمينية .البحرية املنتنة، ومل يتعرضوا لبحرية كبودان، وينبغي على قياس قوهلم أيف تكون علّتهما واحدة

    ن قتله يوشع، واحتوى وسار ملك الشام وهو السميدع بن هوبر بن مالك إىل يوشع بن نون؛ فكانت بينهم حروب إىل أعلى مجيع ملكه، وأحلق به غريه من اجلبابرة والعماليق، وشن الغارات بأرض الشاِم، وكانت مدة يوشع بن نون يف بين

    إسرائيل بعد وفاة موسى بن عمران تسعاَ وعشرين سنة، وهو يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن نون كان بدء حماربته مللك العماليق وهو السميدع ببالد أيلَةَ حنو مدين، ففي ذلك يقول إن يوشع: بن إبراهيم، وقيل

    : عوف بن سعد اجلرمهي أمسى لَحمه قد تمزعا بأيلَةَ ترأن الْعملَقي ابن هوبٍر ألم

    ألفاً حاسرين ودرعا ثمانين عليه من يهود حجافل تداعت

  • املسعودي-بمروج الذه 22

    على األرض مشياً مصعدين وفُزعا عدهعداداً للعماليق ب فأمستدعا ولم لم يكونوا بين أجبال مكة كأنيمراء قبل ذاك السري

    بلعم بن باعوراء

    وكان بقرية من قرى البلقاء من بالد الشام رجل يقال له بلعم بن باعوراء بن سنور بن وسيم بن ناب بن لوط بن هاران، ه على الدعاء على يوشع بن نون، فلم يتأت له ذلك، وعجز عنه، فأشار على بعض وكان مستجاب الدعوة، فحمله قوم

    ملوك العماليق أن يربزوا احلسان من النساء حنو عسكر يوشعع بن نون ففعلوا، فتسرعوا إىل النساء فقع فيهم الطاعون، إن يومشع بن : ه اآليات فانسلخ منها وقيلفهلك منهم سبعون ألفاً، وقيل أكثر من ذلك وبلعم هو الذي أخرب اهللا عنه أنه آتا

    .نون قبض وهو ابن مائة وعشرين سنة

    كالب بن يوقنا

    وقام يف بين إسرائيل بعد يوشع بن نون كالب بن يوقنا بن بارض بن يهوذا، ويوشع وكالب الرجالن اللذان أنعم اهللا وفاة يوشع بن نون كوشان الكفري، وأنه أقام ووجدت يف نسخة أن القائم يف بين إسرائيل بعد: قال املسعودي. عليهما

    كوش جبار كان يف آب من أرض : فيهم مثانني سنة، وهلك، وملك عميائيل بن قابيل من سبط يهوذا أربعني سنة، وقيلالبلقاء، وإن بين إسرائيل كفرت بعد ذلك فملًك اهللا عليهم كنعان عشرين سنة، وهلك، فكان على بين إسرائيل عمالل

    قال . ري أربعني سنة، مث قام مشويل إىل أن وليهم طالوت، وخرج عليهم جالوت اجلبار ملك الرببر من أرض فلسطنياألحبافأما على الرواية األوىل اليت قمنا ذكرها أن القيم بعد يوشع يف بين إسرائيل كالب بن يوقنا وأن القائم بعده يف : املسعودي

    ر بن هارون بن عمران ثالئني سنة، وكان عمد إىل مصاحف موسى بن عمران بين إسرائيل واملدبر هلم فنحاص بن العازعليه السالم فجعلها يف خابية حناس ورصص رأسها، وأتى ا صخرة بيت املقدس، وذلك قبل بنائه فانفرجت، فإذا مغارة

    هلك فنحاص بن العازر دبر أمرهم وملا . فيها صخرة ثانية، فضع اخلابية فيها، وانضصت الصخرة على ذلك ككَوا أوالَكوشان األثيم ملك اجلزيرة فتعبد بين إسرائيل، وأخذهم البالء مثان سنني، مث دبرهم عنيائيل بن يوقنا أخو كالب من سبط يهوذا أربعني سنة، مث دبرهم أعلون ملك مواب جبهد شديد مثان عشرة سنة، مث دبرهم أهوذ من ولد إفرامي مخساً ومخسني

    مس وثالثني سنة خلت من أيامه مث للعامل أربعة آالف سنة وقيل غري ذلك من التاريخ، مث دبرهم شاعان بن أهوذ سنة، وخلإا ابنته، : مخساً وعشرين سنة، مث دبرهم يابني الكنعاين ملك الشام عشرين سنة مث دبرهم امرأة يقال هلا دبورا، وقيل

    اق أربعني سنة، مث تداولتهم رؤوس من بين مدين وهم عريب وربيب وضمت إليها رجالَ من سبط نفتايل يقال له بارمث ابنه .وبرسونا ودراع وصلنا تسع سنني وثالثة أشهر، مث دبرهم كدعون من آل منشا أربعني سنة، وقتل ملوك مدين،

    نشا اثنتني وعشرين أبيماخل ثالث سنني وثالثة أشهر، مث دبرهم تولع من آل إفراين ثالثاً وعشرين سنة، مث يامني من آل مسنة، مث ملوك عمان مثاين عشرة سنة وثالثة أشهر مث حنشون من بيت حلم سبع سنني، مث شنشون عشرين سنة، مث أملج

    عشر سنني، مث عجران مثاين سنني، مث قهرهم ملوك فلسطني أربعني سنة، مث عيالن الكاهن بعد ذلك أربعني سنة، ويف زمانه

  • املسعودي-بمروج الذه 23

    ئيل وغنموا التابوت، وكان بنو إسرائيل يستفتحون به، فحملوه إىل بابل، وأخرجوهم من ديارهم ظفر البابليون ببين إسراوأبناءهم، وكان ما كان من أمرف حزقيل، وهم الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حنر املوت، فقال هلم اهللا موتوا مث

    ت فرقة بالرمل، وفرقة بشواهق اجلبال، وفرقة جبزيرة أحياهم، وكان قد أصام الطاعون، فبقي منهم ثلثةز أسباط، فلحقال، : هل رأيت قوماً أصام ما أصابنا؟ قال: من جزائر البحر، وكان هلم خرب طويل حىت رجعوا إىل ديارهم، فقالوا حلزقيل

    ين إسرائيل بعد وال مسعت بقوم فروا من اللّه فراركم، فسلط اللّه عليهم الطاعون سبعة أيام، فماتوا عن آخرهم، ودبر ب .عيالن الكاهن مشويلُ بن بروحان ابن ناحورا، ونىبء فمكث فيهم عشرين سنة

    طالوت وجالوت

    ابعث لنا ملكاً يقاتل معنا يف سبيل : ووضع اللّه عز وجل عنهم القتال، وصلح أمرهم، فخلطوا بعد ذلك، فقالوا لشمويلال بن طرون بن حبرون بن أفيح بن مسيداح بن فاحل بن بنيامني بن اللّه، فأمر بتمليك طالوت، وهو ساود بن بشر بن إين

    يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السالم، فملكه اللّه عليهم، ومل جيمعهم قبل ذلك مثل طالوت، وكان بني خروج بعون سنة وثالثة موسى عليه السالم ببين إسرائيل من مصر إىل أن ملك على بين إسرائيِل طالوت مخسمائة سنة واثنتان وس

    أشهر، وكان طالوت دباغاَ يعمل األدم فأخربهم نبيهم مشويل أن اّهللا قد بدث لكم طالوت ملكاً، فقالوا فيه ما أخرب اللّه إن اللّه اصطفاه عليكم، : وأىن يكون له امللك علينا وحنن أحق بامللك منه، ومل يؤت سعةً من املال؟ قال:"عزوجل يف كتابه

    وآية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة، من ربكم وبقية مما ترك آل "وأخربهم نبيهم أن " طة يف العلم واجلسموزاعه بسوكان مدة ما مكث التابوت ببابل عشر سنني، فسمعوا عند الفجر حفيف املالئكة " موسى وآل هارون حتمله املالئكة