ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﲑﺴﻔﺘﻟﺍ ﰲ...

عايلـــليم الــــعـــوزارة الت رىـــة أم القـــعــامـج

كلية الدعوة وأصول الدين نةــكتاب والسـم الــــقس

شعبة التفسري وعلوم القرآن

التجديد يف التفسري يف العصر احلديثث مفهومه وضوابطه واجتاهاته

)نرسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في تخصص التفسير وعلوم القرآ(

إعداد الطالبة: السلمي البقيلي دالل بنت كويران بن هويمل

)٤٢٩٧٠١٦٥(الرقم الجامعي

إشراف فضيلة الشيخ:

أمين محمد عطية باشا .أ.د

م٢٠١٤ه/ ١٤٣٥

١

ملخص الرسالة

.مفهومه وضوابطه واجتاهاته :التجديد يف التفسري :عنوان الرسالةاهاتـه وبيـان اجت ،وحتديـد ضـوابطه ،ن مفهوم جتديد التفسريدف الرسالة إىل بيا :هدف الرسالة

.اليت ظهرت يف العصر احلديث .: تتكون الرسالة من مقدمة وثالثة أبواب وخامتةمكونات الرسالة

.معىن التجديد: الفصل األولوحيتوي على ثالثة فصول: ،: معىن التجديد وتارخيهالباب األولالتجديـــــد يف التفســـــري يف العصـــــر : الفصـــــل الثالـــــث .واعثـــــهأســـــباب التجديـــــد وب :الفصـــــل الثـــــاين

احلديث.ضوابط يف املفسر :الفصل األول :وفيه فصالن ،يف التفسري: ضوابط التجديد الباب الثاني

دد .ضوابط يف املنهج املتعلق بالتفسري :الفصل الثاين.ا :الفصـل األول :فصـالن وفيـه ،: اجتاهات التجديد يف التفسـري يف العصـر احلـديثثالثالباب ال

: االجتاهــات املقبولــة يف الفصــل الثــاين .االجتاهــات املنحرفــة يف جتديــد التفســري وحمــل اخللــل فيهــا .جتديد التفسري

هم نتائج وتوصيات البحث: أمن .بل هو أوضحها وألزمها ،ن التجديد يف التفسري أحد أوجه التجديد يف الدينأ -ولتطبيق أحكام القرآن ،ملحة إلحياء معاين كالم اهللا ونشرها ن التجديد يف التفسري حاجةأ -

.وهديه يف حياة املسلمني اهات التجديد املقبولة وتطبيقها توجيه االهتمام لتأصيل اجت -

الدرجة العلمية الباحثة الدكتوراه دالل كويران هوميل السلمي

Thesis abstract Thesis title : Renovation in Koran interpretation : Its concept , rules and trends .

Thesis objective : The thesis aims to clarify the concept of the Holy Koran

Interpretation renovation and determining its rules and its new trends that appeared

in the modern age .

Thesis components : It consists of an introduction , three parts and a conclusion .

Part one : the meaning of renovation and its history . It includes three chapters .

Chapter one : the meaning of renovation . chapter two : The reasons for renovation

and its prompts . chapter three :The renovation of The Holy Koran interpretation in

the modern age .

Part two : The rules of innovation in the Holy Koran interpretation including two

chapters . chapter one : the rules of innovated interpretation . chapter two : the rules

of the approach concerned with the interpretation process .

Part three : The new trends of interpretation in the modern age including two

chapters. Chapter one : the inappropriate trends of interpretation and the wrong points

in them. chapter two: the favorable acceptable trends in the interpretation innovation

process .

The main results and recommendations :

- the renovation of interpretation is one of the most obvious aspects of renovation in

Religion Islam in general .

- Renovation of interpretation is necessary to resurrect the meanings of the words

oof God and spreading them . to apply the rules of the Holy Koran and its

teachings to the lives of Muslims .

- Giving Due care to adopt the acceptable trends of renovation and applying them .

Researcher: Academic Degree: DALAL KUWAYRAN HUWEIMEL ALSULAMI PhD.

٣

قدمةـــمــــال والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلني، وبعد: ،احلمد هللا رب العاملني

ال يأتيه الباطل من بني يديه وال من خلفه، أحكمت ،فإن القرآن الكرمي كتاب اهللا وهو الصراط املستقيم الذي ال ، لليت هي أقوم يهدي وأساسه، آياته، وفصلت، مصدر التشريع

والنزل الكرمي الذي ال يشبع منه ،ال تزيغ به األهواء والذكر احلكيم الذي ،اآلراء متيل بهونوره املبني الذي ،وطريقه املوصلة لسالكها إليه ،فهو كتابه الدال عليه ملن أراد معرفته ،العلماء

ا صالح مجيع العاملني. ،أشرقت له الظلمات ورمحته املهداة اليت إذ سعوا إىل فهمه ؛ةس بالقرآن صحبة، وأدناهم له منزلعد النان أسو ولقد كان املفسر

وتدبره، وبيان معانيه وحكمه، وفق مناهج يف النظر معلومة القواعد، صحيحة التأسيس، ومع على منهاج سليم، واجتهادات ف منازعهم، إال أن التفسري سار زمنا تفاوت جهودهم واختال

مقصدا ،وعظم قدره ،على جاللة موضوعه ا فيهأن أتت أزمان أصبح التفسري إىل ،سديدة ويقرر مث يستشهد. ،يعتقد مث يفسر ،لكل صاحب هوى وبدعة

، آخر واملعاصرة حينا ،التجديد حينا تدثرت باسم ويف عصرنا احلديث ظهرت دعوات ا سهامهم للنصوص فجردوها من معانيها اجتهت إىل التفسري نقدا ودراسة، ووجه أصحا

هرت آراء ظف ،الناس باسم التجديد والتطوير ومواكبة تغريات العصر وحاجات ،وأحكامها وعن احلق جتافت. ،عن الصواب حادت ،خطرية سقيمة وأفكار

، وبيان عوارها، وكشف ولقد تصدى هلؤالء من تصدى للرد على آرائهم وأفكارهمإذ البد من بيان املنهج ؛كفيت ال توجيه اجلهود للرد والدفع إال أنسقمها، فأجادوا وأفادوا،

، وتوضيح ضوابطه، وبيان مفهومه، حىت يكون التجديد قصرا السليم يف التجديد يف التفسري على املناهج السليمة، واالجتاهات الصحيحة.

البد من التجديد يف تفسريه الشريعة، كانومنهاج ،الكرمي دستور األمة وألن القرآن وتصلح به حال األمة. ،ةويقمع البدع ،حيفظ العلم جتديدا

لصالحية كتاب اهللا ومشوله ؛فالتدبر لكتاب اهللا واالستنباط منه يكون يف كل وقت وآن

٤

تستلزم أن يواكب املفسر ذلك يف ،وأحوال تتغري ،كل زمان ومكان، فكم من قضايا تستجدلتشريع ل ا مصدر يبقى القرآن الكرمي كتاب اهللا اخلالدف، معاجلاته هدي القرآن وطرق نيتفسريه ليب واألحكام.

،املنبثق عن مفهوم جتديد الدينيف التفسري من هنا كان البد من بيان مفهوم التجديد وحنلة ينتحلها كل ،حىت ال يكون التجديد عرضة لكل مدع ؛وحتديد جماالته ،وبيان ضوابطه

وجماالت. ومعاين ،وضوابط عرف أن له أصوال يبل ،منتحلالتجديد يف التفسري يف العصر " االستشارة قررت أن يكون موضوع حبثية و ر االستخاوبعد .مفهومه وضوابطه واجتاهاته" :احلديث

أسباب اختيار الموضوع:الكتب ن غالبفاملطلع على املكتبة التفسريية اليوم جيد أ ؛احلاجة امللحة ملثل هذا املوضوع -١

فسريية حتتاج إىل سد هذا الفراغ مبا يوضح معىن ، فاملكتبة التوتأصيال ال تأسيسا ،تذكره تبعا .التجديد ويبني ضوابطه وجماالته

ودفع ،وذلك بأن ال يكتفى بالرد على املطاعن ،الدفاع عن القرآن الكرمي وتفسريه -٢بل ،ألن اهلدم وحده ال يكفي ؛وبناء أسس الفهم السليم ،بل توضيح الصواب ،الشبهات بناء.لل وضع قواعد قوية البد من

احلاجة إىل بيان طريقة التجديد الصائب املضبوط بضوابط الشرع ألمور عديدة منها: -٣سواء عند ،ويرجع هلا ،تكوين أسس سليمة لدى القارئ وطالب العلم يقاس عليها -أ

من فبدال ،أو عند االطالع على الكتب اليت تدعي ذلك ،التجديد يف التفسري ملعرفة احلق ورد الباطل. ؛بد من أسس يرجع إليهامالحقة كل كتاب وفكرة كان ال

دعاوى مجود يينف يف التفسري، وتوضيح قابلية التفسري له، التجديد مفهوم إن بيان -بال مفتوح لكل صاحب تأهيلإإذ ؛وعدم مواكبته للواقع ،التفسري ورؤية صحيح ن ا .سليمة

التجديد الذين يأتون أمام أدعياءيسد الباب يف التفسري، إن تبيني التجديد السليم -ج

٥

.وتستهني بعقول األمة ،بطل األحكامت ،بأفهام خمالفة للعقل والشرع ، وذلك لكثرةعن الشرع والدين ا يعين احنراف يف الدين يتصور أن كل جتديد حىت ال -د

، ضع الفروقو استعمال هذا املصطلح لدى أدعياء التجديد؛ لذلك كان البد من .والغث من السمني ،لتمييز اخلبيث من الطيب بط،وتوضيح الضوا

:الدراسات السابقة للموضوع ميكن تقسيم الدراسات السابقة للموضوع إىل عدة أقسام:

:في العصر الحديث الدراسات المختصة باتجاهات التفسير ومناهج المفسرين -١زمن أو مكان وهي كتب كثرية متنوعة عنيت بإيضاح االجتاهات السائدة يف التفسري يف

بعينه. :ومنها

.لفضل عباس ،مصر وسوريااتجاهات التفسير في - .لفهد الرومي ،اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر - لعبدالقادر محمد صالح. ،التفسير والمفسرون في العصر الحديث -

التفسري ومناهجها، تشارك تلك الكتب يف عرضها املفصل لكتب، وتوغريها كتب كثريةايمها حسب وتقس والثناء على بعض ،وعرض األمثلة بالتفصيل ،أو حسب أماكنها ،اجتاها

أو الرد على سقطات البعض اآلخر. ،مؤلفيها

:تلك الكتببين مواطن االختالف بين موضوع بحثي و ا، وليس هذا جمال حبثي ؛عنيت تلك الكتب بالكتب املؤلفة يف التفسري وبيان اجتاها

ا ن أذكر تلكلألنين ،أو ملنهج اتبع فيها ،للمحة جتديدية فيها ولكن استشهادا ،الكتب لذا حلقبة تارخيية معينة. أو عرضا

ا حملات و عرضي لكتب التفسري يف العصر احلديث يقتصر على الكتب اليت تكون وليس مجيع الكتب املؤلفة يف العصر احلديث. ،جتديدية

٦

بعينه كالقرن الرابع عشر مثال، بينما حدود كما أن بعض تلك الكتب اقتصرت على قرنوجمال حبثي العصر احلديث، وهو يشمل الفرتة من القرن الثاين عشر اهلجري إىل عصرنا

احلاضر، وهي الفرتة اليت شهدت قيام احلركات اإلصالحية التجديدية يف عاملنا اإلسالمي.

ن أهمها:الكتب التي عنيت باالتجاهات التجديدية في التفسير وم -٢ ، لمحمد شريف.عصر الحديثالاتجاهات التجديد في مصر في -وكثري من الدعوات ،عاما ثالثني يزيد عن أي قبل ما ،م١٩٨٢عام طبع الكتابو

.اأنه اقتصر على ذكر االجتاه التجديدي يف مصر دون غريه، كما واالجتاهات خرجت بعدهوإمنا هو ، لتجديدية وإن كنت سأعرض هلاموضوع حبثي الرئيس ليس التأريخ لالجتاهات او

.تأصيل موضوع التجديد ببيان مفهومه وحدوده، وضوابطه وجماالته لعثمان أحمد عبد الرحيم. ،التجديد في التفسير نظرة في المفهوم والضوابط -

يقع يف ،بدولة الكويت اإلسالميصدر عن جملة الوعي ،وهو كتيب من القطع املتوسط كملحق ا ت طبيعة الكتاب (كونه صادر نكا قدخمتصر، و هو كتاب ف ،صفحة ٨٠حوايل

وهلذا مل يعرض حملاوالت التجديد وينقدها بناء على ما ؛للمجلة) تقتضي االختصار واإلجياز .قرره من ضوابط

أنها كتب عنيت بالرد على القراءات المعاصرة للقرآن التي يزعم أصحابها -٣ ومنها: ،نوع من التجديد

ألحمد إدريس الطعان. ،نيون والقرآن الكريمالعلما - ،دراسة نقدية :الحداثيون العرب في العقود الثالثة األخيرة والقرآن الكريم -

لجيالني مفتاح. لمنى الشافعي. ،التيار العلماني الحديث وموقفه من تفسير القرآن ونقده - محمد محمود كالو.ل ،القراءات المعاصرة للقرآن الكريم -

واحد: هو شيءأو مناهج بعينها، جيمعها ،عنيت بالرد على أشخاص ،كثريةوغريها كتب

٧

ولقد كان اطالعي على كثري من تلك الكتب أحد الدوافع الختيار أدعياء التجديد، الرد على ، وتفرقت لطال األمر ومنهج سقيم ألننا لو صرفنا اجلهد للرد على كل فهم خاطئ ؛املوضوع

سائل اإلعالم، فكان البد من سد ثغرة و وتصدرهم ،أقواهلم مع تكاثر خصوصا بنا السبل، أخرى، وهي: بيان التجديد السليم الذي يقيم الشرع، وحيفظ الدين.

:وبين تلك الكتب موضوع بحثي بينومواطن االختالف إذ الغرض منها الرد ؛وبيانا ليه يف تلك الكتب تأسيسا إموضوع التجديد مل يتطرق أن

م ،وأرد على املدعني عرضا ،أؤصل للمسألة ابتداء، أما يف حبثي فتجديدعلى منتحلي ال فقراءاالجتاهات ل فصال تومع أنين أفرد ،ولكنها تساق للتمثيل والبيان ،ليست هي أساس البحث

وأسسها العقدية قبل التمثيل ،إال أنين حرصت على بيان أصوهلا الفكرية يف التجديد، املزعومة واالستشهاد.

نهجي في البحث:ماعتمدت يف دراسة هذا املوضوع على اجلمع بني عدد من املناهج العلمية اليت ارتأيت -

ا مالئمة لطبيعة البحث، واملتمثلة يف املناهج اآلتية: ، النقدي، التحليلي ،الوصفيأا، وعرض األفكار وأهم احملاوالت التجديدية ،لبيان تاريخ التجديد التارخيي، ، واجتاها

حتليلها وصوال إىل نقدها، وبيان مالئمتها للتطبيق على القرآن الكرمي.و أو الصحيحنيوختريج األحاديث مع احلكم عليها إن مل تكن يف ،عزو اآليات -

أحدمها.ترمجة املرتبطني مبوضوع البحث، ومن يكثر االستشهاد بأقواهلم، الرتمجة لألعالم -

خمتصرة.ا ،والتوثيقوعية يف النقل ضااللتزام باملو - .ونسبة اآلراء ألصحا

٨

:خطة البحث

قسمت البحث إىل مقدمة وثالثة أبواب وخامتة وفهارس على النحو التايل:وتتضمن أمهية املوضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة للموضوع، ومنهج :المقدمة

البحث، وخطته. وفيه ثالثة فصول: .ه وبواعثهد في الدين وتاريخالباب األول: معنى التجدي

:وفيه. الفصل األول: معنى التجديد .املبحث األول: معىن التجديد لغة واصطالحا .املبحث الثاين: األحاديث الواردة يف التجديد

ددين. املبحث الثالث: صفات اة .املبحث الرابع: التجديد ومصطلحات مشا .املبحث اخلامس: معىن التجديد عند أدعيائه

. لتجديد يف العلوم الشرعيةاالسادس: املبحث .املبحث السابع: مفهوم التجديد يف التفسري

:وفيه. أسباب التجديد وبواعثه :الفصل الثاني .بواعث التجديد املقبول املبحث األول: .بواعث التجديد عند أدعيائه املبحث الثاين:

وفيه:. الفصل الثالث: التجديد في التفسير في العصر الحديث .هيدمت

اإلسالمي.الدعوة إىل التجديد الصحيح يف العامل املبحث األول: .املبحث الثاين: أهم كتبه وأبرز مظاهره

.املبحث الثالث: الدعوة إىل التجديد التغرييب

٩

.وأبرز مظاهره أهم كتبهاملبحث الرابع: وفيه فصالن:. الباب الثاني: ضوابط التجديد في التفسير

وفيه:. ط في المفسر المجددالفصل األول: ضوابا .املبحث األول: الضوابط الدينية واخللقية، وأثر اإلخالل

.ا اإلخالل وأثر املبحث الثاين: الضوابط العلميةدد .ا اإلخالل وأثر املبحث الثالث: ضوابط خاصة باملفسر ا

وفيه: . الفصل الثاني: ضوابط في المنهج المتعلق بالتفسير .تعريف املنهج وأمهيتهمتهيد يف

فهو كالم اهللا للهداية واإلعجاز، صاحل ومصلح ،املبحث األول: اعتماد قدسية القرآن .لكل زمان ومكان

.املبحث الثاين: االعتماد على مصادر التفسري .املبحث الثالث: اعتماد عدم خمالفة نصوص القرآن والسنة أو اإلمجاع خمالفة تضاد

وال ،فال باطنية يف فهمه ،د عن طرق أهل البدع يف فهم القرآناملبحث الرابع: البع .استقالل مبجرد العقل أو اللغة أو اإلشارة

.ياق يف فهم املعىن وتعيني املراداملبحث اخلامس: اعتماد الس .املبحث السادس: مراعاة عدم اخلروج عن داللة األلفاظ يف العربية

وفيه فصالن: .في العصر الحديث سيرالباب الثالث: اتجاهات التجديد في التف وفيه: .الخلل فيها الفصل األول: االتجاهات المنحرفة في تجديد التفسير ومحل

جتاهات.يف نشأة تلك اال :متهيد hermeneuticاملبحث األول: اهلرمنيوطيقيا

linguistics املنهج األلسين النقدياملبحث الثاين:

١٠

historicism رخيياملبحث الثالث: املنهج التا mythology املبحث الرابع املنهج األسطوري structuralisme املبحث اخلامس: املنهج البنيوي

deconstructionاملبحث السادس: املنهج التفكيكي املبحث السابع: حمل اخللل يف املناهج املعاصرة لقراءة القرآن الكرمي.

وفيه:. ديد التفسيرجاهات المقبولة في تجالفصل الثاني: االت . املبحث األول: تنزيله يف معاجلة واقع الناس (التفسري االجتماعي)

.أصيل هدايته يف العلوم املستحدثةاملبحث الثاين: ت .لعلوم الطبيعية (التفسري العلمي)املبحث الثالث: الكشف عن وجوه إعجازه يف ا

.السورة واملوضوع املبحث الرابع: التفسري على أساس الوحدة املوضوعية يف

.هتمام مبقاصد القرآن يف التفسرياملبحث اخلامس: اال .يف حكم النوازل الفقهية التفسري االستنباطي :املبحث السادس .التفسري السياقي الذي يقوم على أساس مراعاة املناسبات املبحث السابع:

.التجديد يف التفسري وفق الضوابط املبحث الثامن: آثار تشتمل على أهم النتائج والتوصيات.و : الخاتمة

.الفهارس

١١

وختاما، فإين أسأل اهللا تعاىل مبنه وكرمه أن يكتب يل التسديد والقبول، وأن جيعل هذا العمل مما يبتغى به وجهه تعاىل.

الذي حرص دي أسأله مبنه وكرمه وعفوه الرمحة والغفران لوالدي وبعد شكر اهللا طريق العلم الشرعي، أنار اهللا قربه، ورفع يف العليني درجته.وجاهد على األخذ بأيدينا يفعلى ما قدمت وصربت وعلمت، ألبسها اهللا لباس -حفظها اهللا-والشكر والثناء لوالديت الصحة والعافية ورفع قدرها.

الذين صربوا وآزروا، فلهم مجيل -حفظهم اهللا-وال أنسى زوجي احلبيب وأوالدي األعزاء فر التقدير.الثناء، ووا

وخالص الشكر والثناء ملن أسهم معي يف هذا العمل باإلشراف واملساندة، والتعليم ، فقد منحين وقته -حفظه اهللا-والتسديد، فضيلة األستاذ الدكتور: أمني حممد عطية باشا

وعلمه، وقبل هذا صربه وحلمه، أجزل اهللا مثوبته، ورفع قدره، وجزاه خري اجلزاء، وبارك له يف لمه وعمله وذريته.ع

وختاما، فما كان يف هذا البحث من توفيق وسداد فهو فضل من اهللا وحده، ومنة منه تعاىل، وما كان من خطأ ونقص فمن نفسي وعجزي، وأستغفر اهللا من ذلك.

واهللا املوفق واهلادي إىل سواء السبيل، وصلى اهللا على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني.

١٢

األول: الباب

.معنى التجديد في الدين وتاريخه وفيه ثالثة فصول:

.الفصل األول: معنى التجديد في الدين .أسباب التجديد وبواعثه الفصل الثاني:

التجديد في التفسير في العصر الفصل الثالث: .الحديث

١٣

الفصل األول: .دـديـجـى التـمعن

.المبحث األول: معنى التجديد لغة واصطالحا .المبحث الثاني: األحاديث الواردة في التجديد

.المبحث الثالث: صفات المجددين .المبحث الرابع: التجديد ومصطلحات مشابهة .المبحث الخامس: معنى التجديد عند أدعيائه

.المبحث السادس: المراد بالتجديد في العلوم الشرعية .مفهوم التجديد في التفسير :ابعالمبحث الس

١٤

.لغة واصطالحا التجديد معنى: األول المبحث

.معنى التجديد لغة: المطلب األول

مقطوع، ومن :أي ،القطع، يقال جددت الشيء فهو جمدود وجديد :أصل اجلد يف اللغةمث جعل ، هذا هو األصل،)١(كأن ناسجه قطعه اآلن ،مقطوع :أي ،ثوب جديد :هذا قوهلم

إشارة إىل النشأة ،)٢(: M Ë Ê Ð Ï Î Í ÌLقال ،شاؤهإنلكل ما أحدث .)٣(الثانيةوهذا ،يف كل مامل تأت عليه األيام فصار اجلديد وصفا ،شاع هذا االستعمال مث

.االستعمال هو الذي جنده يف كافة القواميساجلديد نقيض اخللق، واخللق: القدمي، فاجلديد و ،دة بالكسر صار جديدا الشيء ج فجد ه جديدا، أي: جعله جديدا، أي: حول القدمي ،دميخالف الق وجدد الشيء جيدده: صري

ما ال يبليان ؛الليل والنهار :واجلديدان، فجعله جديدا .)٤(ألفإذا ، طرأ عليه ما غريه وأبالهمث ،يقتضي وجود شيء كان على حالة ما :فالتجديد لغة

.)٥(كان ذلك جتديدا ؛ن يصيبه البلىعيد إىل مثل حالته األوىل اليت كان عليها قبل أأذا املعىن اللغوي هإذا نظرنا إىل االستعمال القرآين هلذو حياء وهو اإلالكلمة جند أنه أتى ! " # $ % & ' )( : Mقال ، واندرس عادة ملا كان موجودا واإل

/ . - , + *L )ه من غري أن الذي تفرد خبلق ذلك وأنشأ :أي ،)٦

.)١/٤٠٩( باب اجليم وما يليها من املضعف ،ابن فارس ،) ينظر: مقاييس اللغة١( .١٦ :) سورة ق٢( ).١٨٨ :ص(لراغب األصفهاين ا ،) ينظر: املفردات٣( .)٢/٣١٤( دي، الزبيتاج العروس، )٢/٤٥١( ، اجلوهريالصحاح، )٣/١١١( ، ابن منظور) ينظر: لسان العرب٤( ).١/٩٢( ، الفيومي) ينظر: املصباح املنري٥( .١٩ :) سورة إبراهيم٦(

١٥

. )١(فيجدد خلقهم ،وأتى خبلق آخر سواكم مكانكم ،شريك، إن شاء أذهبكم وأفناكم

وإن :املعىن ،)٢(: M¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® Lوقال دد ا،وبلينا وعدمن أئذا كنا ترابا :فعجب قوهلم حممد من هؤالء املشركني تعجب يا أئنا

.)٣(كنا قبل وفاتنا كما ،جديدا قا خلإنشاؤنا وإعادتنا

¶ ¸ : M Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹وقال Æ ÅL)وتبعثون من قبوركم وتعودون إىل الصورة اليت جديدا ختلقون خلقا :أي ،)٤ ، .)٥(كنتم عليها

: MÄ Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ÅÆ É È Çويف آيات أخر يقول Ë ÊL)٦(، ويقول : M å ä ã â á à ß Þ ÝL)٧(، م أمرة لب الكفار إعادة خلقهم األو تفيد استغرا كاليت سبقها فهذه اآليات خرى بعد أن أصا

.مثل األول ولكن حبال جديدة خلقا :أي ،جديدا ذلك خلقا ىومس ،البلى

ميان إن اإل :عنه ثفي احلديف ،ث الشريف هلذا اللفظوكذلك أتت استعماالت احلدي .)٨(فاسألوا اهللا أن جيدد اإلميان يف قلوبكم ،وب اخللقثليخلق يف جوف أحدكم كما خيلق ال

.)٩(لو مل تذنبوا جلاء اهللا خبلق جديد كي يذنبوا فيغفر هلم :قال ويف احلديث اآلخر

)١٦/٥٥٦(لطربي ا ،ينظر: جامع البيان يف تفسري القرآن )١( .٥سورة الرعد: )٢( .)١٦/٣٤٦جامع البيان يف تفسري القرآن ( ينظر: )٣( .٧: ) سورة سبأ٤( ).٤/٣٥٩لشوكاين (ا ،) ينظر: فتح القدير٥( .١٠ :سورة السجدة )٦( .٤٩ :) سورة اإلسراء٧(ووافقه الذهيب ،رواته ثقات :وقال ،كتاب اإلميان، باب األمر بسؤال جتديد اإلميان ،) أخرجه احلاكم يف املستدرك٨(

).١/٥٢وحسنه اهليثمي يف جممع الزوائد ( ،)١/٤(، وصححه األلباين ٢٥٢٦ ، حديث رقم:عيمهاباب ما جاء يف صفة اجلنة ون ،، أبواب صفة اجلنة) أخرجه الرتمذي٩(

).٦/٢٥يف صحيح وضعيف سنن الرتمذي (

١٦

:الذي يقول ميد ابن الرو ملعجمي للكلمة جنده عناالستعمال ا هذاو )١(د شيء بعد إخالقوهل جيد م ك يد ود هل من سبيل إىل جتد

وقول آخر: )٢(فقد وعد اهللا املزيد على الشكر العباس نعمى جتددت وليشكر بن

ا ليتاوىل إىل حالته األ أو ،ق وبلي إىل حالة جديدةل إعادة ما خ :إذن التجديد لغة كان .جديدا

).٤٦٢ ) ديوان ابن الرومي (ص:(١ ) من قصيدة ليزيد املهليب.٢/١٣٨( ملربدا يف اللغة واألدب، ) الكامل(٢

١٧

.اصطالحا ى تجديد الدين نمعالمطلب الثاني:

يفيد ينا املعىن اللغوي للتجديد جند أن املعىن االصطالحي بإضافة الدين إليه ببعد أن ،دينلاعلماء اصطالح :صطالحالونقصد هنا با املعىن ذاته بإعادة الشيء إىل ما كان عليه،

م يف بيان ذلك، وإن و جتديد الدين وشراح احلديث الذين فهموا معىن املراد منه، وتنوعت عبارال عنهم تعريف حمدد؛ الشافعي وغريهم مل ينق األوائل كالزهري واإلمام أمحد و كان علماء السنة

م، لذا ن إال أن معىن التجديد يف الدين كان واضحا ددين يف أذها قل عنهم تعيني بعض امممن الدين أثرهم. وعظم يف ،حسنت سريوالسنة واألمر إحياء ما اندرس من العمل بالكتاببأنه )١(العظيم آباديقد عرفه ف

.)٢(، وإماتة ما ظهر من البدع واحملدثاتامبقتضامهدد فقال: )٣(املناويوبني ، وينصر أهله،ويكثر العلميبني السنة من البدعة أنوظيفة ا

.)٤(ويكسر أهل البدعة ويذهلموما ذهب من ،إحياء ما اندرس من أعمال الشريعة :قريب منه إذ قالب )٥(عرفه العلقميو

.)٦(وخفي من العلوم الظاهرة والباطنة ،معامل السنن :عدة حماور الدين يدور معناه حول إن جتديدومن هنا ميكن القول

ا الكتاب حيحة للدين كما جاء وإعادة املفاهيم الص ،إحياء الدين يف نفوس الناس -١ . والسنة بالكتاب العمل من اندرس ما إحياءبأنه -تقدمكما -وهلذا عرفه كثريون ،والسنة

أيب داوود، (ت: عون املعبود شرح سنن :) أبو الطيب حممد مشس احلق العظيم آبادي اهلندي، حمدث، أشهر كتبه(١

).٩/٦٣رضا كحالة ( ،ينظر: معجم املؤلفني .ه)١٣١٩ ).١١/٢٦٠لعظيم آبادي (ا ،عون املعبود شرح سنن أيب داود (٢)

) حممد عبد الرؤوف املناوي الشافعي، من علماء مصر، له مصنفات كثرية منها: فيض القدير شرح اجلامع الصغري، ٣( ).٦/٢٠٤لزركلي (ا ،ألعالمه). ا١٠٣١ (ت: ،شرح الشمائل للرتمذي

).٢/٢٨١ملناوي (ا ،) فيض القدير شرح اجلامع الصغري(٤الكوكب املنري شرح :) حممد بن عبدالرمحن العلقمي، فقيه شافعي، عارف باحلديث، من تالمذة السيوطي، من مؤلفاته(٥

).٧/٦٨ه). ينظر: األعالم (٩٦٩اجلامع الصغري، (ت: ).١/٩) فيض القدير ((٦

١٨

ا للناس، واحلث على :ومن أمثلة التجديد بالنشر واإلحياء نشر العلوم الشرعية، وبيالة يف اجلهود املتواص :ومنهاتعلمها وتعليمها، وحماولة تقريبها لكل األفهام مبختلف األساليب،

كل عصر لتفسري القرآن الكرمي وبيان معانيه وأسراره، وإحياء اللغة العربية بالكالم والكتابة الدعوة اإلسالمية يف العامل. ونشر ،واخلطابة

سن يف اإلسالم سنة من: هذا النوع من التجديد داخل يف حديث رسول اهللاو ا بعده من غري أن ين قص من أجورهم شيء، ومن سن يف حسنة فله أجرها وأجر من عمل

ا من بعده من غري أن ينقص من أوزارهم اإلسالم سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل .)١(شيء

.من البدع واخلرافات واألوهام الدين تنقية -٢ا ددوظيفة ا )٢(ديو املودوهلذا بني سالم من كل جزء من أجزاء اجلاهليةإلتنقية ا :بأ

.)٣(قدر اإلمكان حمضا ى إحيائه خالصا والعمل علهذا حيملجعل بعض العلماء حديث وملا كان هذا احملور من أهم معاين التجديد فقد

، )٤(العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه حتريف الغالني وانتحال املبطلني وتأويل اجلاهلني .وكيف يكون ،حلديث التجديد شرحا

نصوص على الباطلة التأويالت احملرفون سلط ملا بقوله: )٥(القيم ابنوهذا ما شرحه

).٢٣١٣رقم (احلديث كتاب: الزكاة، باب: احلث على الصدقة، ، سلمم رواه) (١ م)، أسهم بتأسيس دولة١٩٠٣ه/١٣٢١ولد يف شبه القارة اهلندية ( اإلمام والداعية والعالمة أبو األعلى املودودي، )٢(

لتطبيق نظام حكم مبادئ اإلسالم، ترأس حترير صحف إسالمية عدة، نادى :له العديد من الكتب منها ،باكستانينظر: م).١٣٧٩ه/١٣٩٩ إسالمي يف شىت مناحي احلياة، منح جائزة امللك فيصل خلدمة اإلسالم واملسلمني، (ت:

).٧٤-١/٧٣حممد خري يوسف ( ،تتمة األعالم ).٥٢ (ص: وإحيائه ) موجز تاريخ جتديد الدين(٣لشهادات، باب: الرجل من أهل الفقه يسأل عن كتاب: ا ،البيهقي يف الكربىو )، ٢/١٩٥) رواه أمحد يف مسنده ((٤

)، وصححه األلباين يف حتقيقه ملشكاة ٢٠٧٠٠)، رقم (٢٠٩/ ١٠( أهل احلديث فيقول: كفوا عن حديثهالرجل من ).٢٤٨رقم ( ،)١١/٥٣املصابيح (

لى يد شيخ اإلسالم ه)، تتلمذ ع٦٩١أبو عبداهللا، حممد بن أيب بكر بن أيوب الدمشقي، املعروف بابن القيم، ولد () (٥). ينظر: ٧٥١اإلسالم ابن تيمية، وسجن معه، له مؤلفات كثرية منها: زاد املعاد، وإعالم املوقعني، وغريها، (ت:

).٢/٩٠( ، الداودي)، طبقات املفسرين٦/١٦٨( ، احلنبليالذهب شذرات

١٩

من حبمايته وكلهم ،حرسا له وأقام حبفظه، تكفل سبحانه اهللا أن لوال فسادا الدين فسد ،الشرع برمحته اهللا ولكن السالفة، األديان على جرى ما عليه جلرى ،املبطلني وانتحال اجلاهلني، تأويل يزال وال دينها، هلا جيدد من البدعة وظهور السنة دروس عند هلا يبعث األمة ذه وعنايته .)١(وعمال علما فيه يستعملهم غرسا دينه يف يغرسومن هنا يكون ،تعاليم الدين ومقاصده الناس وفقكل ا اجلة مشعوم ،الدين باحلياة ربط -٣

؛)٢(فضي إىل جتديدين ة أيإذ نتيجة االجتهاد الطبيع ؛التجديد وآالتهاالجتهاد أحد أهم روافد دد قال: دد هو ا بل إن بعض من عرف ا وإذا محل احلديث على هذا املعىن ،تهدإن ا

.)٣(أشبه باحلكمةو أوىل كانلكان ،وبيان حكمها ،دون ربطها بالدين ولو تركت مسائل الناس ،العصر متغري بطبعهو

، وهلذا كان ربط الدين بالواقع، من أهم ريعةللش وتضييعا ، هلم عن اتباع هدي الدين هذا صادا معاين التجديد.

طاب عرض اخلليات آسائل وطرق و و التطوير يف :النوع من التجديد ويدخل يف هذاممته ألحوال املتلقني و ءومال اإلسالمي، .)٤(حاجا

مة طرقءومال ،ن ربط الدين بواقع الناسإإذ ؛وهذا احملور يرجع بنا إىل احملور األول هلا. ومرجعا ،على احلياة وجعله حاكما ،يؤدي إىل إحياء الدين يف نفوسهم ،هلم طاباخل

،يف التعريفذلك البد من مراعاة تشعر به األمة، كان واقعا التجديد البد أن يكون وألن ذا ميكننا بأنه: ما سبقإىل أن نعرف التجديد استنادا و

وتطبيقه في ،ونفي كل دخيل عنه ،الدينندرس من ا إصالح حال األمة بإحياء ما جميع مجاالت الحياة.

).٢/٤٠٠( ، ابن القيم) الصواعق املرسلة على اجلهمية واملعطلة(١ .)١٧٥سعيد شبار (ص: ،التجديد يف الفكر اإلسالمي املعاصر) ينظر: االجتهاد و (٢ ).١/٥٩لسيوطي (ا ،) تقرير االستناد يف تفسري االجتهاد(٣ ).٣٠ حممد حسانني (ص: ،جتديد الدينينظر: ) (٤

٢٠

.اديث الواردة في التجديداألح :المبحث الثاني

:الحديث األولإن اهللا يبعث هلذه األمة على رأس كل مائة سنة :قال عن أيب هريرة عن رسول اهللا

.)١(من جيدد هلا دينها، وعليه حدد كثري من علماء اإلسالم لهوعمدة وهذا احلديث أصل يف باب التجديد،

.جمددي هذا الدين

ي: الحديث الثانيرث هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تأويل : اهللا رسولعن عن أيب هريرة

.)٢(انتحال املبطلني، وحتريف الغالنياجلاهلني، و

:تلك األحاديث منومن الفوائد علماء األمة من كان احلديث، وهلذاجاء يف نص كما مةلألأثره عام ن فائدة التجديد و أ -١

ا كان يف عهده من جمدد القرن األول مل يعدون عمر بن عبد العزيزحىت زمننا احلاضر الزهري .)٣(جلهاخلري للناس الذي جاءت الشريعة ألالعدل و إقامة احلق و

رط أساسي يفهو ش ،وانتفاعها بهن اعتبار األمة يف جمال التجديد وحكمها على ذلك أ -٢ ،هاوعصمت ،بل باعتبار خريية األمة ،ليس بنص هذا احلديث فحسب ،عملية التجديد

م )، رق٢٥٩/ ١١أخرجه أبو داود يف سننه (بشرح عون املعبود)، كتاب: املالحم، باب: ما يذكر يف قرن املائة، ( (١)

وقد ذكر اإلمام األلباين روايات هذا ،)٤٢٩١). وصححه األلباين يف صحيح وضعيف سنن أيب داود برقم (٤٢٨٢( الفنت يف الواردة السنن)، وأبو عمرو الداين يف ٤٢٩١أخرجه أبو داود برقم (احلديث عند تصحيحه له، فقال:

، واخلطيب )٥٢ص(بيهقي يف "معرفة السنن واآلثار" )، وال٥٢٢/ ٤)، واحلاكم (١/ ٤٥( وأشراطها والساعة وغوائلها) من طرق عن ابن وهب... والسند صحيح، رجاله ٢/ ١١١)، واهلروي يف "ذم الكالم" (ق٦١/ ٢يف "التاريخ" (

.رجال مسلم ،ثقات .)١٨(ص: سبق خترجيه) (٢)، موجز تاريخ ١٣/٢٩٥( بن حجر، ا)، فتح الباري٧٤ ابن اجلوزي (ص: ،) ينظر: سرية ومناقب عمر بن عبد العزيز(٣

).٦٣ (ص: جتديد الدين وإحيائه

٢١

. / : M 3 2 1 0، قال نصوص كثريةاليت نصت عليها ووسطيتها 9 8 7 6 5 4 L )وقال ،)١ :M < ; :

A @ ? > = C B E DL)٢(. ، األمة ديد يف أوساطينبغي أن ينتشر الوعي والعلم والرغبة يف التجويف هذا دليل على أنه

،املنتفعة به هإذ هي احلاكمة علي ؛العمل التجديدي اجلماعية يف مسؤوليتهاوأن تستشعر دد بل العمل له وعليه ليسأنه عندئذ نعلم .املقصود من احلديث انتظار ا

ددين البد أن دد أو ا فليس املراد من ،أحوال أفراد األمة ايراعو وهو دليل على أن ايف االقتصاد عا يصالح أحوال األمة مجإوإمنا ؛التجديد بعث التدين يف نفوس الناس فقط

ذا العمل قد أحيا ف ،كالت العصر مبا يتوافق مع الدينوحل مش ،والسياسة والعلوم يكون بل ميتد ،لى مؤسسة أو فئة معينةاالنتفاع بالتجديد ال يقتصر عف، وأصلح حال األمةالدين

ا: الشباب والشيوخ، الذكور واإلناث، املوظف .)٣( والعمالنيلكل األمة بكل فئاهلذا جيوز أن ، علم واحد، وال ختتص بأمور حمدودة لتجديد ال تنحصر يفان جماالت أ -٣

دد ش وهلذا ،لهكل جيدد يف جماأو جمموعة أشخاص ،يقدر على التجديد واحدا خصا يكون اومنهم من فسره ،ةذا احلديث حبديث الطائفة املنصور كان هناك من العلماء من فسر ه

م ص ص وقد ن ،حيمل هذا العلم من كل خلف عدوله :حبديث راحة يف احلديثني على أ .)٤(مجاعة

ما بني شجاع املؤمنني،ة مجاعة متعددة من أنواع فجيوز أن تكون الطائ :)٥(قال النووي وزاهد ،ر، والنهى عن املنكمر باملعروف، وقائم باألوحمدث، ومفسر ،، وفقيهوبصري باحلرب

.١١٠ :) سورة آل عمران١( .١٤٣ :) سورة البقرة٢(جتديد الفكر :ورقة عمل لعصام البشري يف املؤمتر األعلى للشؤون اإلسالمية بالقاهرة الذي عقد بعنوانينظر: ) (٣

م.٢٠٠١ يونيو ٣يو حىت ما ٣١ من اإلسالمي خطوة للنهوض احلضاري، يف الفرتة ).١٣/٦٧( ، النووياملنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاجينظر: ) (٤ه)، له مصنفات كثرية منها: رياض ٦٣١أبو زكريا، حميي الدين حيىي بن شرف النووي الشافعي، فقيه حمدث، ولد () (٥

).٨/٣٩٥ي (، السبكالكربى ه). ينظر: طبقات الشافعية٦٧٦الصاحلني، وشرح صحيح مسلم، (ت:

٢٢

.)١(وعابد

ذا احلديث، والظاهر أ مامهمإوقد ادعى كل قوم يف :)٢(وقال احلافظ ابن كثري نه املراد الشارع، أو العلم العاملني به، من كل طائفة، ممن عمله مأخوذ من محلة أنه يعم -واهللا أعلم-

وحمدثني، وقراء، ، : مفسرينمن أصناف العلماءمن وكل صنف ،من كل طائفة ممن هو موافق .)٣(، إىل غري ذلك من أصناف العلوم النافعةغوينيوفقهاء، وحناة، ول

بل ،ال يلزم أن يكون يف رأس كل مئة سنة واحد فقط : )٤(حجراحلافظ ابن ويقول جتديدها ال الصفات احملتاج إىل اعفإن اجتم ؛الطائفة وهو متجه ه كما ذكر يف يكون األمر فيإال أن ،شخص واحد وال يلزم أن مجيع خصال اخلري كلها يف، من أنواع اخلري ينحصر يف نوع

األوىل باتصافه املائة س فإنه كان القائم باألمر على رأ ؛يدعى ذلك يف عمر بن عبدالعزيزم ،، وتقدمه فيهاجبميع صفات اخلري ، وأما كانوا حيملون احلديث عليه ومن مث أطلق أمحد أ

إال أنه مل يكن القائم بأمر -اجلميلة وإن كان متصفا بالصفات-؛ فالشافعي من جاء بعدهملئة هو من كان متصفا بشيء من ذلك عند رأس ا كل ،فعلى هذا ،واحلـكـــم بالعدل ،اجلهاد

.)٥(ال تعدد أم املراد سواءوإمنا قد ،املائة رجال واحدا ال يلــــزم أن يكون املبعوث على رأس :)٦(ل ابن األثريويقو

، وكذلك ال يلزم على الواحد واجلمع فإن لفظة (من) تقع ؛وقد يكون أكثر منه ،يكون واحدا فإن انتفاع ؛-كما ذهب إليه بعض العلماء- الفقهاء خاصة :منه أن يكون أراد باملبعـــوث

).١٣/٦٩( احلجاج بن مسلم صحيح شرح املنهاج) (١ه)، تتلمذ على يد اإلمام املزي، وابن ٧٠٠أبو الفداء، إمساعيل بن عمر بن كثري القيسي، الدمشقي الشافعي، ولد () (٢

)، ٦/٢٣١). ينظر: شذرات الذهب (٧٧٤ تفسري القرآن العظيم، (ت:و البداية والنهاية، :تيمية، من مصنفاته ).١/١١٠( ، الداوديطبقات املفسرين

.)١٩/٤٢( ) البداية والنهاية(٣ه)، تفرغ للحديث ٧٧٣أبو الفضل، أمحد بن علي بن حممد العسقالين مث املصري، الشافعي، اإلمام احلافظ، ولد () (٤

ذيب التهذيب، (ت: :وبرع فيه، من مصنفاته ، السخاويمعينظر: الضوء الال .ه)٨٥٢ فتح الباري، اإلصابة، ) .١/٨٧( ، الشوكاين)، البدر الطالع٢/٦٣( ).١٣/٢٩٥( فتح الباري) (٥جامع األصول، :ه)، من مؤلفاته٥٤٤أبو السعادات، جمد الدين املبارك بن حممد الشيباين، ابن األثري اجلزري، ولد () (٦

).٥/٢٢). ينظر: شذرات الذهب (٦٠٦ النهاية يف غريب احلديث واألثر، (ت:و األصول،

٢٣

، وأصحاب والقراء والوعاظ ،وأصحاب احلديث، مثل: أويل األمر ،مة بغريهم أيضا كثرياألينفعون بفن ال يـنـفــــع بــــه اآلخر؛ إذ األصل يف حفظ الدين ؛ فـإن كـل قـوم الطبقات من الزهاد

، ويتمكن من إقامة قوانني دل والتناصف الذي به حتقن الدماءوبث الع حفظ قانون السياسة،وكذلك أصحاب احلـديث ينفـعـون بضبط األحاديث اليت هي ، وظيفة أويل األمر الشرع، وهذا

واحلث ،، والزهاد ينفعون باملواعظوضبط الروايــات ،ن حبفظ القراءاتأدلة الشرع، والقراء ينفعو ل ويمحل تأفإذا ، خراآلبه ينفع فكل واحد ينفــع بغري ما ،لزوم التقوى والزهد يف الدنيا على

واألجدر أن يكون ذلك ن ، فاألحساحلديث على هذا الوجه كان أوىل، وأبعد من التهمة، جيددون للناس مائة سنةل من األكابر املشهورين على رأس ك إشارة إىل حدوث مجاعـــة

.)١(دينهم إىل الدين فنسب ،دينها هلا جيدد :قال ولذلك ،دين الناس ن الذي يدخله التجديدأ -٤

أن الدين على فهذا يدل ،اهللا دين هلا جيدد أو ،الدين هلا جيدد :-مثال - يقل ملو ،األمة فهو مبا اشتمل ؛، ال الدين اخلالص الذي أنزله اهللاعالقة األمة بالدين وتصورها له جدد هو ـ ملا

التغيري وال التجديد، لعليه من عبادات وأخالق ومعامالت وعقائد وشرائع ثابت ال يقبد لدين اخلالص الذي حبيث يتفق وا ،د هو جتديد الدين الذي يتصوره ويعتقده الناسفهدف ا . طريا على نبيه أنزله اهللا غضا يقتضي مجلة أمور: يف الدين حينئذ والتجديد

جبوهر البناء القدمي، واإلبقاء على طابعه وخصائصه، بل إبراز العناية به. االحتفاظ

عف من أركانه. ما بلي منه، وتقوية ما ض ترميم

.)٢( تغري من صفته، وال تبدل طبيعتهحتسينات عليه ال إدخال

ا من الدين ةجتديديمصداقية أي جمدد أو حركة نأ -٥ واحنرافها يكون مبدى ،تكون مبدى قرتبتغي قية النظرة إىل احلركات اليت مث تأيت مصدا ومن ،هعادها عنه وعن أهدافه ومقاصدتاب

، وهي أن حركات التجديد، ليست اليت تتجاوزمن خالل هذه احلقيقة يف اإلسالم التجديد

.)٣٢١ -١١/٣٢٠() جامع األصول (١ ).٣٠ ص:( بني األصالة والتجديد، القرضاوي الفقه اإلسالمي) (٢

٢٤

إىل حقيقة -وقيمهم فكرهم،-الناس جتاهد إلعادةمنا هي اليت إ، املعطيات األساسية للدينيكون يف مدى جناح ومقياس النجاح والفشل ،عليها سلفهم الصاحل اليت كان الدين وهيئته

أي دعوة تزعم التجديد إمنا ةومصداقي، ه سلفهم الصاحلناس مما كان عليالدعوة يف تقريب ال .)١(قةذه احلقيتنبع من مدى التزامها

يف غال وأ يف ذمها متطرف اإلسالم بنييف ةالتجديديوالناس يف احلكم على احلركات زم خر، ومعلوم أن راغب التجديد امللتيف اآلأن كل فريق يطعن جند نانأواألسى ،مدحها

،له الكمال املطلق، وال العصمة من اخلطأ ىرع ال يدعي وال ميكن أن يدعمبنهاج الشوليس إهالة الرتاب على ،حيث توقفت تلك احلركاتاألجيال القادمة هي البناء من ومسؤولية

كيز على أخطائها.اكرة األمة والرت وحماولة إخراجها من ذ ،تلك الدعواتاليت مل جتعلها تصل إىل وبيان األسباب ،كاتاحلر حباجة إىل النظرة املوضوعية لتلكإنا ا، ا يف عداد أعداء ،أن نتطلب منها الكمال وليس من الشرع وال العقلغايا أو جنعل أصحاألخطاء اليت وقعوا فيها، كما أنه ليس أو ا ،يد من النجاحات اليت حققوهاوال نستف ،اإلسالم

واجب ال حيتمل اخلطأ، ومنهجا صوابا وجنعل فكرها ،من الشرع وال العقل أن نغلو فيها .االلتزام واالتباع

،فهم يراعون حق اهللا تعاىل ؛ألن من صفات أهل السنة واجلماعة اإلنصاف والعدليغمطون ذا فضل وال جيورون يف معاد، وال ،الحق النفس أو الطائفة، وهلذا اليغلون يف موال

.)٢(كان فضله أيا

: M D C B Aقال ،صاحل لكل زمان ومكان ،اإلسالم كامل بنفسهأن -٦ S RQ P O N M L K JI H G F E

U TL)كما أسلفنا -جتديد األحكام والشرائع فليس املراد من التجديد واإلحياء ،)٣- ولكي نصل إىل إحياء ،مبعاجلة مساوئنا من الدين إصالح موقفناهو فعال حنتاج إليه الذي إمنا

).٣٣مجال سلطان (ص: ،سالميجتديد الفكر اإلينظر: ) (١

).٢٩ (ص: لفوزانا ،جممل أصول أهل السنة واجلماعة يف العقيدة(٢) .٥ :) سورة املائدة(٣

٢٥

ا من اخلارج، إننا إسالمي فإننا ال حنتاج إىل أن نبحث عن مبادئ جديدة يف السلوك، نأيت .)١(قدمية املهجورة، فنطبقها من جديدحنتاج فقط إىل أن نرجع تلك املبادئ ال

هلذا :ومل يقل ،إن اهللا يبعث هلذه األمة...: ولعل هذا ما يدل عليه احلديث يف قوله الدين.

).١١٤-١١٣ق، حممد أسد (ص: اإلسالم على مفرتق الطر ينظر: ) (١

٢٦

.ينحث الثالث: صفات المجددالمب

دد هو من يقوم بإحياء ما انطمس وذلك ،بإصالح حال األمةيتضح مما تقدم أن اوملا كانت هذه املهمة واسعة ، من جوانب احلق العلمية والعملية ودرس ،من معامل الدين

دد صفات عالية، ومواهب رفيعة تؤهل ا األرجاء، متشعبة املسالك، كان البد من توافر هلذا الواجب على الوجه املرام، والغاية املأمولة. للتصدي

،مبؤهالته اخلاصةمن هذه الصفات ما يتعلق باملواهب املكتسبة، ومنها ما يرتبط حيقق اليت، ومنها ما يتعلق بسريته ومسلكه، ومنها ما يعود إىل قدراته العملية ومواهبه الذاتية

.)١(ا الواجبات املنوطة به يلى: وع هذه الصفات يتمثل فيماوجمم

دد من أهل السنة واجلماعة، ساملا -١ ج على منه ثة، سائرا دمن البدع احمل أن يكون العظيم آبادي على السيوطي عده بعض املبتدعة وأصحابه، هلذا عاب مشس احلق ا الرسول

إلمام نه عد أبا جعفر اأ "جامع األصول"فالعجب كل العجب من صاحب جمددين فقال:ددين، وال ددين خطأ فاحش، وغلط بني؛ شبهة أن عدمها الشيعي، واملرتضى من ا من ا

راتب من أنواع العلوم، املإىل مرتبة االجتهاد، وبلغوا أقصى األن علماء الشيعة وإن وصلو ددية؛ كيف وهم خيربون الدين ،واشتهروا غاية االشتهار ؟ فكيف لكنهم ال يستأهلون ا

ا؟ومييتون السنن جيددون؟ ا؟ويروجون البدع ، فكيف حييو وليسوا إال من ، فكيف ميحوالضالني املبطلني اجلاهلني، وجل صناعتهم التحريف واالنتحال والتأويل، ال جتديد الدين، وال

.)٢(ندرس من العمل بالكتاب والسنةا إحياء مادد خيرج كثريا احلاضر ممن جديد يف عصرنامن أدعياء الت وهذا الضابط يف صفات ا

م أهوا م، ونأت ،منهج أهل السنة واجلماعةو هم عن هدي الرسولؤ سقمت عقيد خطرا وحماولة هدم الدين ال جتديده، هلم أشد ،وكانت جل صناعتهم التكذيب والتحريف

دد البد أن يكون عاملا ممن ذكروا آنفا وأعظم ضررا ، عية رشيدا باإلسالم، ودا بصريا ؛ ألن ا

سبقت. ،ورقة حبثية لعصام البشريينظر: ) (١ ).١١/٢٦٤) عون املعبود ((٢

٢٧

وجينبهم البدع، وحيذرهم حمدثات األمور، ويردهم ،رسوله يبصر الناس بكتاب اهللا وسنة .)١( إىل الصراط املستقيم، كتاب اهللا وسنة رسوله عن احنرافهم

اأن يكون له قدم راسخة، -٢ بالعلوم وال يكون إال عاملا ،ومتكن من العلوم الشرعية وآالالذهن، البصرية، وجودة يف لنظر، ونفاذ يفا أن يكون ذا دقة يفو ،اطنةالدينية الظاهرة والب

له بقوله: يالسقيم، وهذا ما عرب عنه املناو الفهم، وقدرة على متييز الصحيح من وسعة يفات إىل احملكمات، وقوة استنباط احلقائق والدقائق والنظريات من نصوص حنكة رد املتشا

.)٢(ته من قلب حاضر وفؤاد يقظانالودال ،وإشاراته ،الفرقان ،امـفيعرف آيات األحك، ألدوات االجتهاد فيما جيتهد فيه ومالكا اـون عاملـال بد أن يك -٣

ديث يعرف ـويف احل .نزولـوأسباب ال، واملطلق واملقيد ،والعام واخلاص ،خنسوخ واملـوالناسعيف الصحيح من الض رفـويع ،ستـال يقتصر على األمهات الو، مواقع أحاديث األحكام

، ويعرف مسائل اإلمجاع ،والتعديلرح ـباب اجلـوأس ،وعلم تاريخ الرجال، من األحاديثهذا مع إملامه مبقاصد ،العربية وجييد اللغة ،ليهإويتقن علم أصول الفقه ملسيس احلاجة

ة يفويندرج .صاحلـه املـوفق، الشريعة ا يستجد من الوقائع، ماهذا قدرته على االجتهاد ، والعجب كل العجب أن يتصدى للدعوة ول الشرع وضوابط الدينوفق أص تهاومعاجل

يكون قد امتلكأن عن فضال ،للتجديد وينظر هلا من ال ميلك من العلوم الشرعية مثقال ذرة .)٣(أدوات االجتهاد

ذا عمل بعلمه ليصبح قدوة صاحلة، وأسوة حسنة يهتدى ، مرضى السرية أن يكون عدال -٤ ،، بعيد املدى، وذلك أن مثرة علمهصادق األثرىت يكون جتديده ديها، ويقتفى أثرها، ح

م أهل العلم احملافظون و هديه ومسته، من صفات أهل السنة واجلماعة، والطائفة املنصورة أدد ،على شرع اهللا اليت قال ةالطائفأنه من هذه كال شاحلريصون على اجتناب نواهيه، وا حىت ،خذهلم من يضرهم ال ،احلق على ظاهرين أميت من ئفة طا تزال ال : فيها رسول اهللا

).٢/١٦٩( الدويش الرزاق عبد بن أمحد: وترتيب مجع واإلفتاء، العلمية للبحوث الدائمة اللجنة فتاوىينظر: ) (١ .)١/١٠فيض القدير ( :) ينظر(٢اج يف شرح املنها (٣ ).٤١ حسانني (ص:حممد ،)، جتديد الدين٤٩-١/٤٧لسبكي (ا ،ج) ينظر: اإل

٢٨

.)١(كذلك وهم الله أمر يأيت ، وإىل هذا أشار ثه باللسان والقلم حىت يفشو ويعملنشر العلم وب تصديأن ي -٥

.)٣(وأن يعم علمه أهل الزمنبقوله: )٢(يالسيوط ختذيلو ، دعةونصرة أهلها، وبيان الب ،وإظهارها ،إحياء السنن :إفشاء العلم ويندرج يف

ن فائدته لألمةأل ؛ثر العلمي للمجدد مهم بنص احلديثفاأل ،وكشف زيفهم ،أنصارهاددين يف اإلسالمبعض وهلذا كان العلماء و ،عامة باعتبار العلماء ؛اخللفاء من أهم ا

من :يـانب العملجتديدهم يف اجل فمجال خللفاءأما ا، الدين وحفظهم نشرهم للعلم، ،ه حتقن الدماءـوبث للعدل والتناصف الذي ب، ورعاية ألحوال الناس، إصالح للحكم .)٤(رعوتقام قوانني الش

، وما نشأ فيه من مذاهب وطوائف، وملل وحنل ذا خربة حبال زمانه ن يكون مدركا أ -٦على الوجه وهذا الضابط مهم للمجدد ليقوم بدوره ،وثقافة وأعراف، وأنظمة حكم وأساليب

وانطوى عليه من ،به من أحداثوما حفل ،للتاريخ السابق الصحيح، كذلك يكون مدركا إلدخال ويرسم طريقا ،يف عصره ينوالرقي العمرا ،األوضاع املدنية ويتبني اجتاه، مآثر

،روحها المةـشريعة سـللليضمن ؛التغيري والتعديل على صورة التمدن القدمية املتوارثة .)٥(هامقاصدوحتقيق

،ال تزال طائفة من أميت ظاهرين على احلق ال يضرهم من خالفهم :باب باب قوله ،كتاب األمارة ،) رواه مسلم(١

.١٩٢٠ :حديثله مؤلفات كثرية )، مفسر حمدث،ه٨٤٩أبو الفضل، جالل الدين عبدالرمحن بن الكمال السيوطي، الشافعي، ولد () (٢

)، الضوء الالمع ٢/٨٠( ، الداوديه). ينظر: طبقات املفسرين٩١١ الدر املنثور، (ت:و اإلتقان، :، منهابلغت ألفا )٤/٦٥.( ددين. ) (٣ من منظومته: حتفة املهتدين بأخبار اددون يف اإلسالم(٤ ).١/١٧أمني اخلويل ( ،) ينظر: ا .)٥٤ (ص:دين وإحيائه موجز تاريخ جتديد ال) ينظر: (٥

٢٩

.التجديد ومصطلحات مشابهة :رابعالمبحث ال

، تكون دالة على التجديد أو تشرتك معه أو تلتبس بههناك كثري من املصطلحات اليت قد ا عن التجديد أو آثاره، ومن تلك املصطلحات ما ينضبط وقد يستعملها البعض للتعبري

ت فيه، أو نية مستخدميه ومنها ما خيتلف معناه حبسب الواقع الذي نشأ ،معناها ويصحجتد قد و .أو تسحبه إىل جماالت أخرى ،وأهدافهم اليت قد تفرغ املصطلح من مضمونه

، ومدلوله عند كل منهما خيتلف عن اآلخر، لذاك كان فريقني م نفسه عنديستخد املصطلح ه، منعا رر املصطلح، ونبني مدلوله اللغوي، واستعماالته حبسب الواقع وما يراد بحنأن لزوما

ام، لإلشكال، .للحق وتوضيحا وإزالة لإل

٣٠

.حالمطلب األول: اإلصال

زال إذا :الشيء صلح :يقال ،الفساد خالف على يدل واحد أصل واحلاء والالم الصاد: الفسادو ،فاسد كل من اخلالص :والصاحل ،أقامه :فساده بعد الشيء وأصلح ،الفساد عنه

ذلك ويستعمل الصالح، ويضاد كثريا، أو عنه اخلروج كان قليال االعتدال عن الشيء خروج .)١(االستقامة عن اخلارجة واألشياء والبدن، النفس يف

:منها بتعريفات والصلح كاإلصالح يتبعه وما الصالح عرفوقد االستقامة على ما تدعو إليه :، أويتخلص به من الشرو ،الصالح: ما يتمكن به من اخلري

سلوك طريق اهلدى واستقامة احلال على ما يدعو إليه أو: ، إىل استقامة احلالوالتغري ،احلكمة .)٢(العقل والشرع

والضرر الشرور من الفاسدة األمور عليه حتتوي ما إزالة يف السعي :فهو اإلصالح أما .)٣(واخلاص العام

ذا املعىن هو مثرة للتجديدمصطلح اإلو إىل يفضي يف الدين ن التجديدإإذ ؛صالح ومن أهم أنواع اإلصالح: :)٤(، يقول الشيخ السعديإصالح أحوال األمة والفرد مجيعا

M Å Ä السعي يف إصالح أحوال املسلمني يف إصالح دينهم ودنياهم، كما قال شعيب:É È Ç ÆL)للمسلمني فإنه ل ساع يف مصلحة دينية أو دنيويةفك ،)٥

، وكل ساع بضد ذلك فهو مفسد، واهللا ال يصلح عمل واهللا يهديه ويرشده ويسدده مصلح، .)٦(املفسدين

). ٢/٥١٦)، لسان العرب (٣/٣٠٣ينظر: مقاييس اللغة () (١ )٥٦١ لكفوي (ص:ا ،)، الكليات٢١٠ هالل العسكري (ص: أبو ،الفروق اللغوية ) ينظر:(٢ ).١١٩ينظر: القواعد احلسان لتفسري القرآن، السعدي (ص: ) (٣تيسري الكرمي :ه)، فقيه أصويل مفسر، من كتبه١٣٠٧د يف عنيزة (أبو عبداهللا، عبد الرمحن بن ناصر السعدي، ول) (٤

) ألحد تالمذته. ٥ ه). ينظر يف ترمجته: مقدمة تفسريه (ص:١٣٧٦ الرمحن يف تفسري كالم املنان، (ت: .٨٨سورة هود: ) (٥ ).١١٩ :ص( القرآن لتفسري احلسان القواعد) (٦

٣١

، وجعل املصلحني ريا ثوقد امتدح القرآن ك ،قيمة شرعية كبرية لهلفظ اإلصالح ومعناه و ا، صفات يف النظر عند جليا يتبني وهذا ،للقول العمل موافقةمنها: هلم صفات يعرفون

« ¼ ½ ¾ ¿ M À :عيب شعيبيف قصة يقول ،القرآن يف املصلحني الرسل ÃÂ ÁL )١(.

وباطنا ظاهرا احلق على واستقامتهم ،مونزاهته أنفسهم، يف املهمة هلذه القائمني فصالحم رجال اإلصالح حيقق أن ميكن ال إذ اإلصالح؛ ليتحقق ضروري قد أشربت كراهية قلو

عن هدى ن، بل هم أبعد ما يكونو ا التزاما أو لدين اهللا، وأحكامه، ال يستطيعون هلا تطبيقا .)٢(M C B A @E DL :اهللا يف أقواهلم وأفعاهلم

كل يف شرعه وإىل إليه راجعني ،اهللا على متوكلني ،القرآن دي مهتدين يكونوا أن: ومنها .أمورهم

أخالق معليه وتتجلى والقسط، بالعدل الناس حقوق علىقائمني ومنها: أن يكونوا .ومهام مسؤوليات من يتولونه فيما والرمحة واإلتقان والعفة األمانة

اهرطال والعمل الراسخ، واإلميان ،اإلخالص ذوو إال حيققه ال اإلصالح فإن عامة وبصفة ، ورغبة فيما عنده.اهللا وجه ابتغاءيصلحون الذين اهللا، من اخلشية وذوو الصاحل،

أو من يتخذه ،من ال يريده حقيقة حاإلصالقد يزعم وكما يف غريه من املصطلحات فلفظ التجديد للطعن يف ثوابت األمة وحماولة عزهلا استخدم الشرع، كمايف ثوابت للطعن جماال

أو تطلق عليه وسائل اإلعالم ،ا صلحمن يسمي نفسه ميف فليس الفيصل هنا ، عن تارخيها والدين. شرعبال ا بصفات املصلحني مهتدي ملتزما بل من كان ،هذا

وإما مكابرة ، إما تومها الفريق الذي يظن أن إفساده إصالحولقد أنبأنا القرآن عن هذا : M o n m k j i h g f e d c b aللحق، يقول

s r q pL)٣(.

.٨٨ :) سورة هود١( .٨١ :) سورة يونس٢( .١٢ -١١ة البقرة: سور ) (٣

٣٢

.ةضالنه :المطلب الثاني

ض من ،ل على حركة يف علودهلا أصل واحد يالنهضة الطاقة :والنهضة ،قام :مكانهوحركة وقيام واستجماع :فالنهوض والنهضة، صاعد يف اجلبل :أي ،وطريق ناهض، والقوة .)١(للقوة

وليس االعرتاض هنا على ،بل هي هدف لكل جمدد صادق ،مةة مطلوبة لألالنهضو مبا ا يعط واقغري أن هذا اللفظ ارتب؛ حتمله من دالالت للقيام حبال األمة مسماها أو على ما

وامتازت تلك ،عامل العريباليت تلت مرحلة االستعمار يف ال وهي املرحلة ،النهضة العربيةعرف ب :النهضة بأمور منها

للغزو الفكري. ا أصبحت مرادف حىت ومناهجه يف احلياة والتعليم، حماولة نقل فكر الغرب -١السبب الرئيسي للتخلف فه الناس عنه بوص البعد عن الدين وحماولة إبعاده من حياة -٢

.)٢(واجلهل

،والتخلف والتفكك اجلهل من مزيد ىلإ إال العربية النهضة حماوالت تؤد مل هلذاو .الدين حماربة وحماولتها ،الغربية احلداثة مبشروع أساسا الرتباطها

ضة األمة احلقيقة مرتبطة بتجديدها لدينها التجديد احلقيقي املضبوط بضوابط إن .فتكون حينئذ مثرة من مثراته، وأحد نتائجه الشرع،

).٧/٢٤٥)، لسان العرب (٣/١١١١)، الصحاح (٥/٣٦٣) ينظر: مقاييس اللغة ((١ ) وسيأيت مزيد شرح وتقرير هلا الفصل القادم.(٢

٣٣

.التغيير :المطلب الثالث

يدل ينوالثا ،دل على صالح وإصالح ومنفعةاألول ي ،يف اللغة أصالن صحيحانالتغيري ا صالح العيال ،فمنه الغرية :فأما األول ،اختالف شيئنيعلى وغارهم اهللا ،وهي املرية

مأ :أي ،رهمو يغريهم ويغبالغيث .صلح شأ كأنه جعله غري ما، بدله وحوله :وغريه ،إذا حتول :فتغري الشيء عن حاله :وأما الثاين

.)٢( L | { ~ ے ¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦M :ويف التنزيل ،)١(كان :ىل قسمنيأن نقسم التغيري املراد إ لنا هناو الفرد، وتغري األوضاع نتيجة للفهم ن صح التعبري الذي ينتج عنه تغري إهو أثر التجديد :ولاأل

فالتغيري حينئذ يعين إعداد أمة ،وربطه مبناهج احلياة املختلفة ،حيائهإعادة ، وإالصحيح للدينا يف مدارج مسلمة تسلم وجهها لرب العاملني عن طريق غرس التوحيد يف النفوس، واالرتقاء

.)٣(بالعبادة ونشر القيم الدينية الصالحسالم عن احلياة، ويفصل الدين عن الدنيا، مثل يف التغيري اجلذري الذي يزحرح اإلوالثاين: يت

الذي قاد الشقاق )٤("مارتن لوثر"ركة حب بدءا باو حركة اإلصالح والتجديد يف أور أدت إليه كما عصر بداية عرف ذلك بالربوتستانيت ضد الكنيسة، ونادى بالتمرد على سلطتها الروحية، و

ا الروحية، اليت كانت هاجم عندما ،ويباألور النهضة تمع الغريب الكنيسة وثار علي سلطا ام مسلطا ، وسيفا خميفا بالنسبة هلم كابوسا للعلم الصحيح، ولعقل اإلنسان حماربا ،على رقا

على تلك املساوئ ارتن لوثر" صكوك الغفران وشن محلةولقد هاجم "م .وتفكريه وفكره ا طرأ على النصرانية منإصالحا مل د ذاته يع وهذا يف ية يف الكنيسة الرومانية،العلمية املتفش

).٤٠٤-٤/٤٠٣اللغة ( ينظر: مقاييس) (١ .١١ :) سورة الرعد٢( .).٣٢ (ص: حممد حسانني ،جتديد الدينينظر: ) ٣(وطالب ،لغاء صكوك الغفرانإ)، نادى ب١٥٤٦ -١٤٨٣ركة اإلصالح الربوتستانيت املسيحي، () راهب أملاين، زعيم ح(٤

د.ينظر: موسوعة الفلسفة، .ونادى بعدة إصالحات أخرى ،حدى الراهباتإوقام بالزواج من ،بزواج الكهنة ).٣٨٩ ص:( ، البعلبكي)، معجم أعالم املورد٢/٤٢عبدالرمحن بدوي (

٣٤

ما أدى إليه و ، )١(ة التامة بفصل الدين عن الدولةاىل املنادتطور من بعده إلكن األمر ،حتريففهم إزاحة سلطة ينادي به العلمانيون والليرباليون يف العامل اإلسالمي، وهد هو ما هذا اإلصالح

للحياة واحلكم. منهجا ين عن احلياة، واعتماد الليرباليةالد

).١٥٠-١٠٠(ص: ، هوبرت فيتشر، ترمجة: زينب عصمتيخ األوريب احلديث) ينظر: أصول التار ١(

٣٥

.التطوير :رابعالمطلب ال

يف االمتداد وهو واحد، معىن على يدل صحيح أصل والراء والواو الطاء ،"طور"من ولذلك، فنائها من معها ميتد الذي وهو الدار، طوار ذلك من. زمان أو مكان من شيء ،يتعدى شيء كل يف ذلك استعري مث. داره من له هو الذي احلد جاز :أي ه،طور اعد :يقال

.)١(أي: تعدى حده، وخرج عن ما ينبغي له ،ومن هذا قوهلم: "جاوز فالن طوره"مل ، وهو ككل سابقيه حيوهذا املعىن من املعاين املستحدثة املستعملة مبعىن التجديد

ا ن املقصودفيمكن قبوله إن كا ،أوجها يكون التطوير ، و به التطوير يف وسائل الدعوة، وآليااملضمون، ويكون التطوير هنا مبعىن الزيادة والنمو واالمتداد الذي للشكل ال ا حينئذ متجه

تتسع له رحاب الشريعة، مبا ميكن من دراسة األحوال واألحداث القائمة وحماولة امتداد أحكام .)٢(دين ومبادئهقواعد الخترج عن هلا ال

وإلغاء استخدامه بغرض توسيع دائرة املتغرياتهو غري أن أكثر استعمال هذا املصطلح وجماوزة للحد. يا ، مبا جيعل التطوير حينئذ تعدأحكام الشريعة

من كثريعند بقوة يف بدايات ما يسمى عصر النهضة العريب، كان لفظ التطوير حاضرا و لكاتب ا منهم على سبيل املثال و وتشربوا األفكار االشرتاكية، نذكراملثقفني العرب، الذين آمنمع إميانه بنظرية نادى بتطوير الدين اتساقا الذي ،م)١٩٥٨(ت: املصري سالمة موسى

صلب هي التطور ، وكانت نظرية)٣(على الدين عقائد وشرائع اوحماوالته تطبيقه ،التطور شرح يف جنحت النظرية تلك أن يرى كانه نأل واإلصالح؛ النهضة حول هكتابات وأساسا اإلنساين، باملاضي اخلاصة الظواهر من العديد ،احلاضر ظواهر شرح من ستمكنها تلك وقدر

بشكل مؤثرة ه،وأفكار هيف مفهوم حية النظرية تلك كانت السبب وهلذا أيضا، واملستقبل بلا يختط للمجتمعات ميكن اخالهل ومن فبها ،الفكرية واجتاهاته خطواته كل يف كبري مشكال

).٤/٥٠٧(لسان العرب )، ٣/٤٣٠( ، ابن فارس) ينظر: مقاييس اللغة(١ ).٤/٢٧٠) ينظر: يسألونك يف الدين واحلياة، أمحد الشرباصي ((٢ .)١١٥ ص:(سالمة موسى ،اليوم والغد :) ينظر٣(

٣٦

.)١(والسعادة بالرخاء مليء عامل حنو واالجتاها أن الشريعة اإلسالمية إمنا واملناداة بتطوير الدين وفقا هلذا ترجع إىل اعتقاد من ينادي

هي شريعة وضعية وضعها الفقهاء واحلكام استجابة ملطالب عصرهم وظروفهم السياسية ،وقصرها على العصور األوىل ،األحكامتلك ة، وهلذا كانت املناداة بتارخيية وأحواهلم املعيشي

.واستحداث أحكام وشرائع تناسب العصر احلاضر، وسيأيت بيان ذلك مفصال

اليت تبنتها الواليات املتحدة "تطوير اخلطاب الديين" كما ال نغفل هنا عن الدعوة لـد ،م٢٠٠١ األمريكية بعد أحداث سبتمرب سالمية ىل هدم القيم والثوابت اإلإ أساسا ف و

ا صميم مضمون اإلسالم الطعن يف واستبداهلا مبا يناسب املصاحل الغربية، وهي دعوة يراد وعقائده وأحكامه.

).١٣ (ص: دي عبد احلافظجم ،هضة والتطورسالمة موسى بني النينظر: ) (١

٣٧

.البدعة :الخامسالمطلب

يشبهه وما يلتبس به من أوىل ما لتجديد ومااإن حتديد املصطلحات وبيان الفروق بني ب ن التجديد قد يأيت أو يعقإإذ ؛البدعة)التجديد مفهوم ( ومما قد يلتبس مبعىن ،جيب تقريره

خصوصا أننا ذكرنا يف معناه أنه إصالح حلال ،من قبل مل تكن موجودة وأحكاما أمورا أحيانا .األمة، وأحوال األمة خمتلفة متجددة يف كل عصر ومكان

ومقارنتها بالتجديد وآثاره. ال يتضح لنا الفرق من خالل بيان معىن البدعة أو : ومنه قوهلم ،وصنعه الشيء ابتداء أحدمها: أصالن والعني والدال لباءا :لغةالبدعة

. وبدأه أنشأه :يبدعه الشيء وبدع، مثال سابق عن ال ابتدأته إذا: فعال أو قوال الشيء أبدعت ما :أي ،)١( M Z Y X ] \ [L :التنزيل ويف. أوال يكون الذي الشيء: والبدع بعد الدين من ابتدع وما ،احلدث: والبدعة ،كثري رسل قبلي أرسل قد أرسل، من أول كنت

.)٢(الذم يف عرفا املبتدع يستعمل ما وأكثر اإلكمال، كان ما فأما عليه، يدل الشريعة يف له أصل ال مما حدثأ ما :اصطالحا بالبدعة والمراد

له يكن ومل الدين إىل ونسبه شيئا أحدث من فكل ،ببدعة فليس عليه يدل الشرع من أصل له االعتقادات، مسائل ذلك يف وسواء ،براء منه والدين ،ضاللة فهو إليه يرجع الدين من أصل .)٣(ةوالباطن الظاهرة األقوال أم األعمال، أم

ألحكام يكون مستندا ومن هنا يتضح الفرق بني التجديد يف الدين والبدعة، فالتجديد بل إن من ألزم معانيه إعادة تلك األحكام إىل ما كانت عليه، وما كان فيه من إضافة ،الشريعة

ويكفي لكل فليس ببدعة، أصل له وكان أضيف فالبد أن ترجع ألصل شرعي، فكل ما درء املفاسد وحتصيل املصاحل كما حدث يف مجع القرآن يف جديد أن يكون أصله الشرعي

.)٤(هد أيب بكر الصديقع

.٩سورة األحقاف: ) (١ ).٨/٦)، لسان العرب (٢٠٩/ ١( اللغة مقاييس ينظر:) (٢ ).٢/٧٨١ابن رجب ( ،ينظر: جامع العلوم واحلكم) (٣ ).٢٩ حممد حسانني (ص: ،ينظر: جتديد الدين) (٤

٣٨

العز بن وألجل هذا كانت مقاصد الشريعة أحد أهم موارد االجتهاد والتجديد، يقول هذه بأن عرفان أو اعتقادومن تتبع مقاصد الشرع حصل له من جمموع ذلك :عبدالسالما جيوز ال املفسدة هذه وأن إمهاهلا، جيوز ال املصلحة نص، الو إمجاع، فيها يكن مل وإن ،قربا

والسنة، الكتاب يف ما مقاصد تتبعنا ولو ،ذلك يوجب الشرع نفس فهم فإن خاص قياس وال عن به يعرب اخلري فإن وجله، دقه شر كل عن وزجر وجله، دقه خري بكل أمر اهللا أن لعلمنا .)١(املصاحل ودرء املفاسد جلب عن به يعرب والشر املفاسد، ودرء املصاحل جلب

ا جتديدأي إض فال تقبل ، إال إن كان هلا أصل ترجع إليه، وكانت افة للدين حبجة أ ضاللة.و موافقة ملقاصد الشريعة، أما غري ذلك من االبتداع دون االتباع فهو بدعة

).٢/١٨٩( قواعد األحكام يف مصاحل األنام) (١

٣٩

.: معنى التجديد عند أدعيائهالخامسالمبحث

الذي يستعمل لفظه وال يراد به معناه الشرعي قد ن التجديد كسائر املصطلحات األخرى إهلذا ظهرت دعوات للتجديد كانت أقرب ما تكون للتغريب والطعن يف أصول الدين ،أثبتناه

ا ألو أطلق عليها ؛ حىت حقيقة ه الدعوات ال تكون جتديدا وهذ ،وتفريغ الدين من حمتواه صحا .أو مسيت بذلك ،جتديدا

الغرب، وكان أحد أسباب التجديد عند فهوممب ا وثيق ا والتجديد عند أدعيائه مرتبط ارتباطتشويه دالالت التجديد أن ربط بينه وبني حركة التجديد الديين عند الغرب الذي ظهر يف بيئة

غري البيئة اإلسالمية، هلا ظروفها وأحكامها اخلاصة.

م) ١٥٤٦ -١٤٨٣( "مارتن لوثر"حركة التجديد الديين يف أوروبا بدأت على يد وكانتحني شن محلة على صكوك الغفران، وعلى سلطة الكنيسة الدي،القرن السادس عشر املي يف

الزمت حركات وسلطتها االنتهازية كما أسلفنا، ولكن الدالالت اليت ،الكاثولكية الروميةمن ثورة على علماء الدين ،يف الغرب هي ما يستحضره أدعياء التجديد اإلصالح املتوالية

م ع امهم بالكهنوت، والتخلص من سيطر ، لذلك وفهما لى النصوص املقدسة تفسريا وا ، وتشربوا بأفكار املستشرقنيحاول من يسمون باملثقفني العرب ممن تربوا على الثقافة الغربية

والوقائع املختلفة ، بغض النظر عن الظروف وحتديدا وبيانا النزول مليادين أحكام الشريعة تفسريا فدعوته لإلصالح كانت ،عاملا متدينا كان قسيسا إن مارتن لوثر نفسه بل ؛بني احلضارتني

يقبله عقل وال يقره نقل عندهم، صحيح أن دعوته مما ال ،حملاربة ماطرأ على دينهم من الفساد ضمن أسباب كثرية لنشوء التيارات املعادية للتدين يف أوروبا، واليت حاول كانت فيما بعد سببا

ا لدى املسلمني، ومن مث فرض أفكار مستعارة ومواقف وحياول كثري من أدعياء التجديد استن با مستوردة بزعم التجديد واإلصالح.

إعادة النظر يف التشريع اإلسالمي كله دون قيد، :عند أدعيائه يعنيالديني والتجديد أو االقرتاب منها إىل أقصى ما تسمح به النصوص من ،وتطوير الشريعة لتطابق احلضارة الغربية

.)١(ى أقل تقديرتأويل عل

).٣٨ سالم واحلضارة الغربية، حممد حممد حسني (ص:ينظر: اإل) (١

٤٠

يف كتابات أرباب التجديد البدعي يف اإلسالم، ويلزم منه إجراء وهذا املعىن البدعي شائعتغيري يف أصول الدين وفروعه، لتتوافق مع تغريات قيم هذا العصر ومعطياته ومنطلقاته املستمدة

عصوم أثر فيه، من الثقافة الغربية املعاصرة اليت هي نتاج تفكري بشري حمض ليس للوحي امل .)١(من حتريفات اليهود والنصارى ووثنية الرومان يءإضافة إىل خليط ردمن البدعي قد ختتلف صوره وأشكاله، وقد تتفاوت درجات املنادين به قربا وهذا التجديد

م، والتجديد الذي يتنادون به له خصائص الدين أو بعدا م وثقافا عنه، وقد تتنوع مشار :ي لب منهاتظهر لكل ذ

، وهذا هو اهلدف الذي من أجله تنادوا بالتجديد تارة وباإلصالح إبعاد الدين عن احلياة -١من داخله؛ ألنه هو املؤثر األول يف حياة تارة أخرى، وحقيقة قصدهم ومرادهم: نقض الدين

م، أكثر إن املعتقدات الدينية هي منوهلذا يقول قائلهم: املسلمني، والذي مينع قيام خمططاا األساس الذي يكمن يف عمق الشخصية العربية، العوامل أمهية يف صنع اإلنسان العريب، إ

العريب فلن نفلح يف تغيري بناء اإلنسانللدين، وابتعاد الدين يف عصريا جديدا ومامل جند تفسريا .)٢(االجتماعيةالبىن ألخص يف دراسة نصوص القرآن وبا ،دراسة الرتاثاألخذ باألساليب الغربية يف مناهج -٢

ا ال تصلح ،بشبهة أن مناهج األقدمني عفا عليها الزمن الكرمي والسنة النبوية، للدراسة وأوهلذا استعريت املناهج الغربية اليت نشأت يف ظروف معادية العلمية املقننة يف العصر احلاضر؛ الصدد أنه ال يف هذا )٣(ؤكد اجلابريويولتفسري كالم اهللا تعاىل، ،للدين لدراسة الدين اإلسالمي

مع ضرورة االستعانة بوسائل عصرنا املنهجية ،ال من داخل الرتاث نفسهسبيل إىل التجديد إ .)٤(واملعرفية

).٣٧ ص:(جتديد اخلطاب الديين بني التأصيل والتحريف، حممد شاكر الشريف ينظر: ) ١(املرأة ودورها يف حركة الوحدة العربية، حبوث ومناقشات الندوة الفكرية اليت نظمها مركز دراسات الوحدة العربية مؤمتر ) (٢

.)٨٢ص: (بداية حياته، مث تركها للتنظري وحماولة تأصيل م)، كان ماركسيا ١٩٣٦ولد ( ،مد عابد اجلابري، كاتب ومفكر مغريبحم) (٣

رباعيته يف نقد :بالرباط، من أبرز كتبه اآلداب كلية يف اإلسالمي العريب والفكر لفلسفةل حداثة إسالمية، عمل أستاذا م).٢٠١٠ العقل العريب (ت:

).٥٦٨ العقل العريب (ص:بنية ينظر: ) (٤

٤١

،للنقد والرد قابال القران باعتباره نصا والتعامل مع، هلي للتشريععدم االعرتاف باملصدر اإل -٣م وأحباثهم. ، يصرح به مجيعهم، وهذا وإن ملنزع القداسة عنه ومن مث فهو ما تدل عليه دراسا

، واالدعاء بأنهيف خمتلف العلوم اإلسالمية نتاج السلفسالمي وإالرتاث اإلبنة االستها -٤م يرون أن ؛وال ميكن تطبيقه يف العصور احلديثة ، حمصور بوقته،وليد عصره األحكام غالب أل جعلوا أنفسهم العلماء وأن شيء، يف اإلسالم من ستولي واحملدثني الفقهاء وضع من الشرعية على بإشرافهم الشرع وعلى ،للشرع مبعرفتهم العباد على واملسيطرين ،والناس اهللا بني وسائط اقتنع كيف تعجبوي ،"الوضعية بالشريعة" األحكام تلك )٢(أركون حممد ويسمي ،)١(صحته .)٣(إهلي أصل ذات الشريعة أن البشر ينيمال

القرآن من اهلجر إىل :كتاب )، وينظر يف هذا أيضا ١٩٧ص: (أمني حسني أمحد ،دليل املسلم احلزينينظر: ) ١(

.إلثبات هذه الفكرة حيث ألفه خصيصا ،سامر اإلسالمبويل ،التفعيلودرس يف ، أكمل تعليمه يف فرنسامث م)، درس يف اجلزائر،١٩٢٨ري، ولد (حممد أركون مفكر جزائري من أصل برب) ٢(

ملعهد الدراسات العربية فيها، له مشاريع يف نقد القرآن وتفسريه والفكر اإلسالمي يؤلف وعمل مديرا ،السوربون م).٢٠١٠ بالفرنسية، (ت:

).٢٩٦ اإلسالمي (ص:و تارخيية الفكر العريب ينظر: ) ٣(

٤٢

.ةلمراد بالتجديد في العلوم الشرعيا :السادس المبحث

.لمطلب األول: معنى التجديد في العلوم الشرعيةا

ممن حياول تأصيل معىن التجديد يفرق بني التجديد يف الدين والفكر باعتبار أن كثريا إن أنه و ،ولأما الثاين فإنه عرضة للتغري حبسب العق ،بل ال جيوز فيه ،األول غري قابل للتجديد

عالقة الناس وبني التدين أو رسوله، بعث اهللا به يذلهلي اإلالتمييز بني املنهج االبد من .التجديدي يطرأ عليه ذفهذا ال ،بالدين وفهمهم له

والستعمال مصطلح ،التجديدب املعاين املغلوطة اليت قد تلتبسعن احرتاز هذا الفهم ولعلأن التجديد ومبا أننا أوضحنا يف البداية ،تحريف الدينمن قبل املدعني لالتجديد يف الدين

ميف الناس وتطبيقهإحياء الدين الذي اندرس يف نفوس : يعين وما ينتج عنه من ،واقع حيا" دون أن نقيده التجديد يف الدين"فال مشاحة أن نطلق مسمى ،ضة وإصالح وتطورويتناسب مع معناه يتالءمالصطالحي مبا بعد أن نكون قد ضبطنا معناه ا بالفكر، أو التدين،

."جيدد هلا دينها"يف هذا سيما أن نص احلديث جاء صرحيا ،اللغويببيان مفاهيمها الصحيحة، وتنقيتها ،يعين: إحياءهايف املقام األول العلوم الدينية جتديدو

إذ ؛شرعيةوهذا يدخل على كل علم من العلوم ال من البدع والدخيل، وربطها بواقع الناس،كما ،واإلعراض عن تعلمها وتطبيقها ،ببعد الناس عنها ،ضعفال يدخل عليهقد منها كال أن

كما أن الناس حباجة ،ن األفكار والتطبيقات ما دخلقد دخل عليها من البدع والدخيل مملتوضيح تلك العلوم .وربطها وتطبيقها بواقع حيا

بل هو نتاج مرتاكم من ،شخص واحديقوم به ديا فر إن جتديد العلوم الشرعية ليس عمال يف جمال كل ،إنه عمل يقوم به علماء األمة ،مر األزمان والعصور ىعل إصالحات املصلحني

الصحيح.ويعاد هلا فهمها دخل عليها، ى تلك العلوم مما أن تنق حبيث تصبح احملصلة ،ختصصهإنه ،هو أعم من ذلكبل ،عية فحسبالشر أن جتديد الدين ال يعين جتديد العلوم كما

مقاصد الشريعة ء مل كل ماله عالقة باحلياة يف ضو يش حإصالو ،تطبيق لتلك العلوم ومبادئهاوبعث الولوع ،وال يكفي لتجديد الدين يف زمن من األزمان إحياء العلوم الدينية ،وأهدافها

٤٣

ها مجيع العلوم والفنون نشاء حركة شاملة تشمل بتأثري إبل يلزم ،باتباع الشريعة فحسبالثمرة النهضة واإلصالح مهاتكون ذا و ،)١(نسانيةونواحي احلياة اإل والصناعاتواألفكار

.امللموسة للتجديد إىلا العودة يعين وهذا ،التجديد يف العقيدة :التجديد يف العلوم الشرعية أمثلةومن اإلضافات من وختليصها ،الناس نفوس يف وإحياءها ،والسنة الكتابمن الصافية منابعهاالتجديد يف العقيدة إضافة شيء غري وال يعين .الفلسفية واألوهام العقلية واملخرتعات البشرية

أو ،الصرحيةالصحيحة، أو تغيري ما نصت عليه النصوص ثابت بالقرآن الكرمي والسنة النبويةا عن مرادها يدة لوجدنا أن السلف الصاحل من القرن ولو نظرنا إىل تاريخ جتديد العق ،امليل

ذا األول وما .جلانبا بعده قد عنوا أميا اعتناء يف أواخر-األهواء والبدع بالظهور فما فتئ علماء أهل السنة واجلماعة منذ أن بدأت

ا، -والقدريةاخلوارج والرافضة الصحابة كبدع عهد ويتكلمون يف تبديع ،وحيذرون منها يواجهوم ،اأشخاصه والتحذير من جمالستهم، وحني قويت األهواء ،احلجة عليهم ةوإقام ،ومناظر

وتنوعت أساليبهم وتعددت مناهجهم، ،واشتد عودها، زادت عناية السلف بردها ومقاومتها .)٢( ومحاية الدين نا للصواب،للحق، وبيا إيضاحا

هل السنة واجلماعة:أهم صور جتديد العقيدة اليت اتبعها أوميكننا أن نعرض هنا والبعد عن الطرق ،يدةاحلرص على اتباع طريقة الكتاب والسنة يف تقرير مسائل العق -١

.)٣(الكالمية واجلداالت الفلسفية اليت أضلت كثريا السنة إمنا سنها من علم ما جاء يف خالفها من الزلل، العزيز:ويف هذا يقول عمر بن عبد

.)٤(منكم رجلدل أقدوهلم كانوا على املنازعة وافإنك لن تضل ما ،إن السنة قد سبقت قياسكم فاتبع وال تبتدع :القاضييقول شريح و

).٧٨ موجز تاريخ التجديد (ص: )(١ ).٩ :(صناصر العقل ،مات يف األهواء واالفرتاق والبدعمقدينظر: ) ٢( .)١٣٢ ص:(عدنان أمامة ،جتديد الفكر اإلسالميينظر: ) ٣( ).١٢٣ ص:(ابن بطة العكربي ،اإلبانة )٤(

٤٤

.)١(أخذت باألثر هم.ئوبيان خطرهم وخطالتحذير من أهل األهواء والبدع، -٢

قال: ؟وما البدع ،يا أبا عبد اهللا :إياكم والبدع، قيل: ويف هذا يقول اإلمام مالك بن أنسبدع الذين يتكلمون يف أمساء اهللا وصفاته، وكالمه وعلمه وقدرته، وال يسكتون عما أهل ال

.)٢(سكت عنه الصحابة والتابعون هلم بإحسانال يف إينظر يف الكالم ، وال ترى أحدا ال يفلح صاحب الكالم أبدا :وقال اإلمام أمحد

.)٣(قلبه مرض، والرد على كل خمالف ومبتدع، وتقريرها مةالعقيدة السلياليت تعتين ببيان تأليف الكتب -٣

ومن تلك الكتب: .ه)٢٢٤ (ت: ميان أليب عبيد القاسم بن سالمكتاب اإل ه).٢٤١ الرد على الزنادقة واجلهمية ألمحد بن حنبل (ت: ه).٣١١ (ت: السنة للخالل هـ).٤١٨ (ت: شرح اعتقاد أهل السنة لاللكائي

نيت بتنقية العقيدة وإبرازها، والرد على كل ضال وغريها من الكتب واملناظرات اليت ع مبتدع.

أن يعمل مبا يلي: ار مسرية التجديدولعل من استمر املقوالت الكالمية واجلدليات املنطقية اليت حولتها إىل نظريات مناستمرار تنقية العقيدة

.وتكل الفكر جامدة متيت القلبيت تستهدف أصول دين املسلمني، الدفاع عن العقيدة يف وجه اهلجمات الشرسة ال

وتشككهم باإلميان باهللا واليوم اآلخر، بطرق خمتلفة، وبتسميات عديدة.

).١/٢١٦( لبغويا ،شرح السنة )١( ).١/٢١٧( املرجع السابق )٢( ).٢/٩٤١جامع بيان العلم وفضله، ابن عبد الرب ( )٣(

٤٥

دد العقيدة اإلسالمية يف الصميم،جتاهات العقدية املعاصرة اليت اال تركيز االهتمام على إسالمية ضعف من استمرار الرتكيز حول فرق ، بدال ةالليرباليوالعلمانية والوجودية و كاملادية

وال شك أن لكل مرحلة حضورها اليوم إىل حد كبري، وال تشكل أولوية يف سلم األولويات،ا اليت تدفعنا إىل أخذ العربة من جهود .اليوم سلفنا الصاحل يف إدراك األولوية مالبسا

تمع، يف على الفرد و ربطها حبياة الناس وبالواقع، فال بد من إبراز أثر العقيدة اإلسالمية ا اإلميان باهللا وإن كان مطلوبا لذاته ألن ؛خمتلف جماالت احلياة السياسية واالقتصادية والثقافية

حيدث يف احلياة العملية لإلنسان من آثار تنعكس باعتباره حقيقة عليا، فإنه يطلب أيضا ملاليها من خرييته ما هذه احلياة كلها بصبغته، ويضفي ع إذ هو يصبغ ؛عليها بالتوفيق والصالح

.)١(بدونه ال تناله أبدا

، موقع السبيل. عبد العالريبش .د ي، مقال:تاريخ اإلسالمالظاهرة التجديد يف ينظر: ) (١

٤٦

.في العلوم الشرعية التجديد ضوابط: المطلب الثاني

للتجديد ضوابط وضع هو ن يف جمال العلوم الشرعيةو من أوىل ما حيتاج إليه الباحث إنوالصحيح من ،والغث من السمني ،حىت يتميز اخلبيث من الطيب ؛الصحيح، للعلوم واألفكار

ذلك أن دعوات التجديد للعلوم الشرعية كثرية متنوعة، منها دعوات خرية أهدافها م؛السقيمن خيطئ تارات ويصيب أخرى، ومنها دعوات اوفيهاملصيب احملسن، افيهصحيحة سليمة،

لذا سح يف الدين وليست منه، ينتج عن اتباعها نقض عرى الدين، واتباع املبطلني؛باطلة تتم . وتصويبا على كل دعوة، وبيان كل فكرة، تقييما كانت الضوابط للحكم

ا حيث من اإلسالمي الفكر عن ما خيتلفوالدعوات منها األفكار كما أن هذه منطلقافهي قد انطلقت وترعرعت يف عصور النهضة األوروبية يف أجواء معادية للدين وأهدافها،

ال ميكن أن شخصيا خيارا تبارهاحلياة؛ باع عن الدين عزل، وهدفها ولفكرة الغيب عموما يتبناها اليت األفكار هذه تغربل ضوابط وضع من البد يتجاوز حدود مكان العبادة، فكان

.اإلسالمي فكرنا لتجديد املسلمني بعض سببا تكون قد اليت الفكرية الفوضى منعلومنا الشرعية حتفظ اليت هي الضوابط هذهو

المية، وربطها مبناهج غريبة عنها، مما يؤدي لفصل لفصل تلك العلوم عن مصادرها اإلسااألجيال املسلمة عن دينها .وتقويض جمتمعا

: يلي ما العلوم الشرعية يف التجديد ضوابط أهم ولعل

ما أخربنا اهللا تعاىل به أو رسولهف ،كجديد واالجتهاد مما ال يقبل ذلمتييز ما يقبل الت كصفاتهوال جمال لالجتهاد فيها، ،ليصرحية ال حتتمل التأو من األمور الغيبية بنصوص صحيحة

ووجود اجلنة والنار ،زاءواجل ،واحلساب ،والبعث ،واملالئكة ،واجلن ،، وأصل خلق اإلنسان ،بسبب تقدمها يف الزمن األمور املشاهدة اليت غابت عنا :ومن األمور الغيبية، وصفتهما

نفي مبعىن إال التجديد يدخلها ال فهذه مم السابقة.واألحداث يف األ األنبياء والرسلقصص ك شبهات. من حوهلا أثري ما ورد عنها، الدخيل

له واألحكام الفتوى فتغري واملتغريات، الدائمة الثوابت بني التفرقة من للمجدد كما ال بد كتابه يف القيم ابن اإلمام إليه أشار ما منها كثرية، مواضع يف الفقهاء أوضحها كثرية أسباب

٤٧

األزمنة تغري حبسب واختالفها الفتوى تغري يف فصل: عنوانه جعل فصل يف "املوقعني عالم"إ املصاحل تغري حتت تقع كلها املتغريات تلك ولكن ،)١(والعوائد والنيات واألحوال واألمكنة

يقول ،أبدا ثابتة فهي نص على القائمة األحكام أما ،متغريا يكون أن ميكن ما وهو واألعراف، على ما أمر يف الثابتة السنة أو القرآن من النص ورد إذا :احلقيقة هذه مؤكدا )٢(حزم ابن اإلمام فهو ثبت ما وأن األحوال، لتغري وال املكان لتبدل وال الزمان لتبدل معىن ال أنه فصح ما حكم يف حكمه عن ينقله نص يأيت حىت ،حال كل وعلى مكان كل ويف زمان كل يف ،أبدا ثابت .)٣(أخرى حال أو آخر مكان أو آخر زمان

هو األصل ألن ؛ا اإلخالل أو الشرعية النصوص مع التصادم إىلالتجديد يؤدي أال : M LK J I H G لقوله ؛، وعدم خمالفتهاالشرعية بالنصوص التمسك

T S R Q P O N ML )وقوله ،)٤ : M s r q p u t ے ~ } | {z y xw vL)النصوص مع يتعارضفأي جتديد ،)٥ ،للمرأة الشرعي ويلغي احلجاب ،الربا يبيح الذي كالتجديد له، اعتبار ال القطعية الشرعية

.الشرعية احلدود ويستنكر إقامة ءآرا يتبىنلتجديد اعتبار فال اعتباره، وعدم برده العلماء صرحيكون التجديد مبا أال أصوهلا.أو غريهم من الفرق اليت رد عليها علماء اإلسالم، وبينوا فساد ،، أو الباطنيةاملعتزلةدد أن يراعي املذاهب يتتبع رخص أن جيوز فال ،واالجتهاد اإلفتاء يف العامة القواعدا كان وإن مذهب كل من واألسهل باألهون األخذ: املذاهب برخص العلماء، ونقصد وزلل .ضعيفا دليله

.)٤٢٥ /٢(وقعني عن رب العاملني إعالم امل )(١ الظاهري، الوزير األديب، املتكلم، احلافظ، الفقيه القرطيب األندلسي حزم بن سعيد بن أمحد بن علي حممد، أبو) (٢

سري . ينظر:)ه٤٥٦ (ت: الفلسفة، وأجزاء املنطق ويف والشعر، واألخبار األدب يف أوال مهر ،التصانيف صاحب .)١٨/٢١١( النبالء أعالم

).٥/٧٧١( حكام يف أصول األحكاماإل )(٣ .٩٢ ) املائدة:(٤ .٧) احلشر: (٥

٤٨

صحة أخذ :املذاهب بني بالتلفيق واملراد املذاهب، بني ملفقا يكون التجديدكما ال الواحدة، املسألة يف مبفرده منهما واحد كل على ببطالنه احلكم بعد معا مذهبني من الفعل

شهود بال والنكاح احلنفية، عند صحيح ويل بال النكاح فإن شهود، والويل بال كالنكاح كل عند باطل لكنه ،معا املذهبني من ملفقة حينئذ النكاح صحة فإن املالكية، ندع صحيح .)١(حدة على مذهب

واألقوال الضعيفة، وتتبع املوضوعات، ونقل الشاذة اآلراء من مستمدا التجديد يكون أال راء، ع لكل سقيم من املنقوالت واآلمتتب صحتها، مما ينتج عنه فكر شاذ اآلثار من غري مظان

اعتماده يف فهم الدين والسعي إلحيائه، على نصوص صحيحة موثقة معتمدة من القرآن بل والسنة وصحيح اآلثار.

م يف العلوم الشرعية، وأال م ومؤلفا األخذ مبناهج املسلمني اليت أقاموا عليها دراسا تعاىل ورسله تستبدل مبناهج مقطوعة الصلة بتلك العلوم، بل مقطوعة الصلة باإلميان باهللا

وكتبه.يف حدود املعاين اليت النصوص أيضا أن تفهمالتجديد يف العلوم الشرعية ومن ضوابط

جهم من العصور التالية، وال يعين ذلك مجود فهمها السلف من الصحابة والتابعني ومن تبع وتستوعب ن معاين القرآن ميكن أن تتسعإإذ ؛معاين القرآن على الرتاث املنقول عن السلف

لكن اتساع معاين القرآن املرتاكمة،معاين جديدة حبسب اتساع املعارف والتجارب البشرية هلا. فتظل معاين وخمالفا ، وال يكون مناقضا ينينبغي أن يكون أساسه ما فهمه السلف من املعا

،)٢(السلف للنصوص هي األصل واحملور الذي يتسع وينساح لكل جديد من علوم ومعارف .يف املبحث القادم يأيت بيان هذا مفصال وس

.)١٣/٢٩٣(، املوسوعة الفقهية )٣٢٦-٣٢٥/ ٦( ، الزركشي) ينظر: البحر احمليط(١وآثاره، ،وضوابطه ،مفهومه :)، جتديد الدين١٠٣-٧٧(ص حسانني، حممد ضوابط: جتديد الدين) ينظر يف تلك ال(٢

).٦٩-٥٥ حممد العلي (ص:

٤٩

.لتفسيرالتجديد في ا مفهوم :السابع بحثالم

.المطلب األول: معنى التجديد في التفسير

؛واستنباطا وتدبرا للعودة إىل القرآن الكرمي قراءة إن األمة اإلسالمية اليوم أحوج ما تكون ا لالستخالف يف األرض، من أجل اعوجاج وحتريف يف ما ظهر من وميوتقاستئناف مسري

، صاريف التشريع واملعرفة واألخالق مصدرها األولالقرآن الكرمي وألن ،الفهم والسلوكوما أصاب األمة من وهن وضعف يفرض نفسه بإحلاح، ، ضروريا أمرا تفسريه وبيانه التجديد يف

فهم عنعراض بسبب اإلقة إال يف احلقي وما ه ،واألخالقية االجتماعية واالقتصاديةأمورها يف ة.وسن فهم نصوص الشريعة قرآنا ةاصخبو ؛كما فهمه الرعيل األول صحيحا فهما الدين

وتعظم احلاجة للتجديد يف التفسري كلما سقمت أفهام من يتصدى له، أو ابتعد به عن و الفقهيةعن املذاهب العقدية أ للدفاع منربا تفسري القرآن الكرمي حىت صارغري مقاصده،

والزعم ،املعارف املختلفة واملتناقضة أحيانا أنواع من أو الستعراض ،حبسب اجتاهات من يفسرها مما حتتمله األلفاظ القرآنية كما ملعاين القرآن، مسماه بكونه بيانا ، مما أبعد التفسري عن بأ

.غاياته العقدية والرتبوية احلقةمقاصد القرآن و أبعده عن دون ربطها باملعاين ،عاين اجلزئية للمفرداتعلى فهم املصار بعض املفسرين كما أن اقتم القضايا الكلية لآليات، ا الفقهية وإثار جعل التفسري يكاد والنحوية والتوسع يف خالفا

.عموم الناس يف جمالس الوعظ واإلرشاد يستفيد منهأبعده أن و ،علوم اخلواصمن يكون يف التفسري ملا كثرت الدعوات الباطلة إلعادة النظر يف الرتاث وازدادت احلاجة للتجديد

وقطع كل صلة بكتب ،وكان اهلدف منها عزل فهم األمة عن أفهام السابقني ،التفسريي، فكانت احلاجة للتجديد ال ينبغي نقله لغريه وفهما والزعم بأن لكل عصر تفسريا ،األقدمني

خالية صاحب فكر وجتديد، وحىت ال ترتك الساحة املنضبط؛ حىت ال يدعي كل ذي هوى أنها ،للمرتبصني بالدين . عن الدين عظيما واحنرافا سقيما فهما ميلؤو

:وقبل أن نعرض ملعىن "التجديد يف التفسري" نعرج على معىن التفسريقال ابن فارس: ،البيان والكشف والوضوح :يف لغة العرب على معىن "فسر"تدور مادة

٥٠

.)١(تدل على بيان شيء وإيضاحه الفاء والسني والراء كلمة واحدةمعىن قال: ،)٢(ختار منها تعريف ابن جزيأوعرف يف االصطالح بتعريفات عدة، ويرى ،)٣(اهمبا يقتضيه بنصه أو إشارته أو فحو التفسري: شرح القرآن وبيان معناه، واإلفصاح

التفسري: إمنا هو يقول: ف ما أفاده معناه اللغوي عريفه علىالشيخ مساعد الطيار االقتصار يف ت .)٤(شرح وبيان للقرآن الكرمي

شرح جتديد علىيف التفسري قصر التجديدال ميكننا التفسرييف أننا يف جمال التجديد غري كل ما يستفاد من يشمل التجديد البد أن بل ،حلجرنا واسعا إذا وبيان معاين القرآن الكرمي؛

. ، أو استنباطا ، أو تدبرا سواء كان معىن مباشرا ،القرآن الكرميإال ،خيتلف عن معىن التجديد يف الدين مبحاوره املذكورة آنفا ومعىن التجديد يف التفسري ال

تعدد ال تضاد. بإضافة التفسري إليه، مع تنوع العبارات تنوع ا للناس، ونفي كل دخيل حياء معاين القرآن االتجديد يف التفسري يعين: إف لكرمي، ببياوما ميس العقيدة واألخالق، أو يدخل ،واستلهام آياته وهدايته يف كل ما يعرتض حياتنا ،عنها

.)٥( يف بناء جمتمعاتنا، وسياساتنا واقتصادنا، مبا يكشف وفاء القرآن حباجة البشرية إلغاء عليه يرتتب مما سابق هإلي يسبق مل بتفسري نأيتيعين أن ال التجديد يف التفسريو يف العلم من يعد ال هذا فإن ،حكاماأل أو اختالف ،للكلمات جديدة مبعان السابق، التفسري حلاجات التفسري بل يقصد منه مواكبة ،األقدمون بناه ما هدم من هو وإمنا قطمري، وال فتيل

واقع إلصالح ينطلق اوإمن ،والكتب األوراق حبيس التفسري يغدو ال حبيث ؛وإصالحها العصر

).٤/٥٠٤( ) مقاييس اللغة، مادة: فسر(١ صنف أديب، أصويل، فقيه، حافظ، ،مفسر املالكي، الغرناطي الكليب جزي بن حممد بن أمحد بن حممد القاسم أبو) (٢

إىل وتقريب الوصول، املالكية مذهب تلخيص يف الفقهية والقوانني التنزيل، لعلوم التسهيل: من مصنفاته شىت فنون يف ،القراء طبقات يف النهاية غاية ، ينظر:)ه٧٤١( سنة طريف يف الكائنة وقعة يف جماهدا قتل، وغريها، األصول علم ).٢/٨٥( ، الداودياملفسرين طبقات ،)٢/٨٣( اجلزري ابن

).١/٦لتسهيل لعلوم التنزيل () ا(٣ .) ٦٤: (ص فسر) مفهوم التفسري والتأويل واالستنباط والتدبر وامل(٤ ).٨٩ ص:(إبراهيم الشريف ،اجتاهات التجديد يف مصر يف العصر احلديث ينظر:) ٥(

٥١

م وتلبية ،الناس .)١(والنفسية الدينية حاجا، املنهجيةباألسس ملتزما ة، ميبالضوابط العل والبد أن يكون التجديد يف التفسري منضبطا

والثقافات املعاصرة، من العلوم واملعارف على اإلبداع والتحسني واجلدة، واالستفادة قائما ا على الواقع الذي تعيشه األمة، والعمل يات القرآنية، وإحسان تنزيلهأبعاد معاين اآل وتوسيع

.ة على هدي حقائق القرآن الكرميماأل على حل مشكالت س العلمية املنهجية، واالنفالتعلى القواعد والضوابط واألس يد اخلروجوال نعين بالتجد

ا، لتوافق أهواء هؤالء، معاين اآليات ودال وحتريف يف القرآن بدون علم، والفوضى، والقول ال .)٢(لكتاب اهللا لشرقيني، املخالفةني أو ارات الغربير مع مق وتتفقجتديد الفهم ملعاين ألفاظ الكتاب العزيز، ويقصد بتجديد يف التفسري يستلزم التجديدو وجهه الصواب، حىت كأنه إىل -صوابغري وهو- رجاع املعىن الذي استفيد من النصالفهم إانطالقته االجتهادية إىل بالتفسري العودة أي ، )٣(مل يطرأ عليه تغيري مرة جديدا ن أولكما كا

يف اآليات النظر اللواستق ،املنضبطة باملنهج الذي كان عليه سلفنا الصاحل حريتهاألوىل، إىل ،فسريبالرجوع إىل املصادر والطرائق اليت سار عليها الصحابة والتابعون وأتباع التابعني يف الت

، مما يؤدي لتكوين ملكة التفسري، وختريج جمتهدين يف علم ا تقييده يصح ال قيود عن والبعدالتفسري، يستطيعون أن يقوموا بتفسريه وفق املنهج اإلمجايل الذي كان عليه سلف األمة دون

.)٤(خروج عنه؛ ألن هذا منهج قطعي ال يستطيع أحد أن يتفلت عليه أو خيرج منهندرس من إصالح حال األمة بإحياء ما ا وبينت أن التجديد يف الدين هو:لقد سبق

الدين، ونفي كل دخيل عنه، وتطبيقه في جميع مجاالت الحياة. ميكن فهم معىن التجديد يف التفسري حسب ومن مث ،وعلم التفسري هو أحد علوم الدين

،مصر ،امعة املنياج ،سالميةملؤمتر التجديد يف العلوم اإل م، حبث مقدالتجديد يف التفسري مادة ومنهاجا ينظر: ) ١(

.مارس ٧ إىل ٥من ٢٠٠٥ ).٤٥ ) ينظر: تعريف الدارسني مبناهج املفسرين، صالح الدين اخلالدي (ص:(٢ ).٢١ (ص: لقرآن الكرمي والدراسة املصطلحية) ينظر: ا(٣ ية يفالتجديد يف التفسري، عقدها مركز تفسري للدراسات القرآن :) الشريف حامت العوين، من حماضرة بعنوان(٤

ه).٢٤/٢/١٤٢٤(

٥٢

حماور التعريف األول كما يلي:وهديه، وأحكامه يف نفوس إحياء معاين القرآن الكرمي، :يف التفسري حياء يعينحمور اإل

ه، وتوضيح معاين كلماته ومفرداته، واحلث على تعلم التفسري وتعليم، وبعث حب املسلمنيتدبره، والعمل على تكوين ملكة التفسري لدى طلبة العلم، حىت تؤلف الكتب، وتوضع الربامج

خدمة هلذا العلم.

مبادرة العلماء يف هذا الفن بنفي كل دخيل على التفسري من :حمور التنقية والنفي يعين أحاديث موضوعة، وإسرائيليات، وتأويالت باطلة، وأقوال شاذة، وتفسريات غريبة، ومناهج

، حيث تكاثر يف هذا حديثا أو فاسدة عن التفسري، يشمل هذا كل دخيل يف التفسري قدميا طلة، تصدوا لتأويل كالم اهللا وتفسريه حسب األهواء البان على اهللا بغري علم، ممن و العصر القائل

واملناهج املستوردة.البد من وضع الضوابط للتجديد، وتفعيل علم أصول التفسري، حىت ومن أجل متام التنقية

من مل يتأهل لذلك. ، وال يزعم التجديدال يتكلم يف التفسري من ليس من أهلهحيث يصبح هدي القرآن وأحكامه وآدابه ؛يد التفسريأما تطبيقه فهو الثمرة احلقيقة لتجد

م، وال يتم هذا إال بتوضيح م ومعامال هي الدستور حلياة املسلمني، واملصدر جلميع تشريعا موقف القرآن من القضايا املعاصرة، واملعامالت العصرية، لكي يستلهم املسلمون هديه يف كل

م الفكرية والعلمية والرتبوي ة واالقتصادية. جماالت حياعلى الشتمال كتاب اهللا ؛للتجديد يف الدين مرادفا عندئذ يكون التجديد يف التفسري

ت كل العلوم من عقيدة وفقه وأخالق وسياسة واقتصاد، اليت إن صلح فهم املسلمني هلا صلحم، وازداد متسكهم بدينهم؛ علم والغارة مستمرة على هذا ال ،وهلذا كانت اهلجمة شرسةحيا

½ M :للطعن يف الدين وإزاحته من هذا الباب ده، وتطبيق املناهج العصرية عليه؛حبجة جتدي¿ ¾ Ä Ã Â Á À ÅL)١(.

.٢١ :) سورة يوسف١(

٥٣

.في التفسير يقع عليه التجديد المطلب الثاني: ما

وألننا أسلفنا يف ،معىن التجديد يف التفسري واحملاور اليت يرتكز عليها سبق أن بينت آنفا التجديد يف العلوم الشرعية أنه البد من التمييز بني ما يقبل التجديد يف العلوم الشرعية ضوابط

ميكن قبول التجديد يقع عليه التجديد يف التفسري، و من بيان ما وما ال يقبل ذلك، كان البد فيه.

كمااجتهادات من املفسرين، مأثورة، ومعان لغوية، و روايات آثار منقولة، و والتفسري فيه فأيها يقبل التجديد فيه؟غيبية، وأحاديث مرفوعة، يتضمن أخبارا

بالشيء وعودة وتنقية، إحياء، هو بل ،يسبق مل مبا اإلتيان مطلق يعين ال التجديد وألن ه ميكن تفصيل التجديد يف التفسري حسب ما يأيت:فإن ،خيلق أن قبل عليه كان ما إىلإىل النيب مما يرد مرفوعا نيولعلنا هنا نذكر نوع ، ولالرس إىل ا عو رفورد يف التفسري م ما .١

اليت هي ما أضيف إىل النيب إفادة يستفيدها املفسر من السنةكل ما:أوهل :يف التفسرييف بيان القرآن وتفسريه، وهذه اإلفادة من عمل املفسر واجتهاده يف من قول أو فعل أو تقرير

،اليت يبحث املفسر فيها عن بيان القرآن التفسريادر ألن السنة تعد أحد أهم مص ؛الغالبألنه ؛ال ينبغي يف االستنباط من القرآن االقتصار عليه دون النظر يف شرحه وبيانه وهو السنةف

.)١(فال حميص من النظر يف بيانه ،وفيه أمور كلية ،إذا كان كليا

: Mo n m pتفسري قوله عند الطربي أورده ماومن األمثلة على ذلك: r q sL )ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو أنه قال: عباس عن ابن عباس ،)٢

إن اهللا كتب على ابن آدم حظه من الزىن، أدركه ذلك الحمالة، فزىن : هريرة عن النيب .)٣(العينني النظر، وزىن اللسان املنطق، والنفس تتمىن وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه

صرحيا يف تفسري كل قول أو فعل صدر عن النيب ونقصد به:التفسري النبوي، : ثانيهما

). ٤/١٨٣لشاطيب (ا ،) املوافقات(١ .٣٢ ) النجم:(٢ )،٥٨٨٩(باب زنا اجلوارح دون الفرج ،كتاب االستئذان ،واحلديث أخرجه البخاري ).٢٧/٦٥٦٦تفسري الطربي () (٣

). ٢٦٥٧( إن اهللا كتب على ابن آدم حظه من الزىن ،كتاب القدر ،مسلمو

٥٤

.)١(هب بتدأهمسواء سأله عنه الصحابة أم ا ،ية ببيان معىن أو حكم فيهاآ

M E :نزلت ملا :قال امت ومن األمثلة على ذلك ما أخرجه الشيخان عن عدي بن حامت N M L K J I H G FL )وإىل عقال عمدت إىل عقال أسود )٢

، فغدوت على رسول علت أنظر يف الليل فال يستبني يل، فجأبيض، فجعلتهما حتت وساديت .)٣(إمنا ذلك سواد الليل وبياض النهار :فقال ،فذكرت له ذلك اهللا

! M : : ملا نزلتقال ود وما أخرجه البخاري يف صحيحه، عن عبد اهللا بن مسعود $ # " & %L )ا رسول اهللا، أينا ال ي :فقالوا ،ملسلمنيشق ذلك على ا )٤

: عوا ما قال لقمان البنه وهو يعظه، أمل تسمليس ذلك، إمنا هو الشرك: قال يظلم نفسه؟MD C B A @? > = <L)٦()٥(.

ما أسلفنا وهو باب من اخلري عظيم، وك ،فالنوع األول: يدخل يف ربط القرآن بالسنة النبويةهو من اجتهاد املفسر سواء كان من الصحابة أو التابعني أو ممن بعدهم من املفسرين إىل

ما يصلح أن يكون منه كالم الرسولمن احلديث يف كتبهم كثريا زمننا، وقد ذكر أئمة .كتاب التفسرييف وأدرجوها ، كالمه أو فعله ألدىن سببما يتعلق باآلية من ومنه ، تفسريا ا أحد أهم إإذ ؛زال باإلمكان إضافات جديدة فيه لربط القرآن بالسنةهذا النوع ال يو

تفسرييقصر مصادر تفسري القرآن، كما أنه ال يلزم من اجتهاد أحد بتفسري القرآن بالسنة أن لنشر كالم اهللا وسنة بيانالحياء و يكون باإلفالتجديد هنا وال يتعدى عنه إىل غريه، اآلية عليه،

ن بعض املفسرين كحاطبإحيث ؛ملا يف بعض كتب التفسري نقيةبني الناس، وبالت رسولهما يروى من فمن فسر القرآن بكل ، ، والشاذ واملعللليل ال يفرق بني الصحيح والضعيف

ه.١٤٣٣/ ٣/ ٣٠: بتاريخ www.attyyar.netينظر: التفسري بالسنة حبث ملساعد الطيار يف موقعه ) (١ .١٨٧ ) البقرة:(٢ومسلم يف ،)١٨١٧(برقم ،( وكلوا واشربوا حىت يتبني .. ) :باب قول اهللا تعاىل ،أخرجه البخاري يف كتاب الصوم) (٣

.)١٠٩٠(برقم ،باب بيان أن الدخول يف الصوم حيصل بطلوع الفجر ،الصيام كتاب .٨٢ ) األنعام:(٤ .١٣ ) لقمان:(٥ ).١/١١٤)، (١٢٤أخرجه مسلم، كتاب اإلميان، باب صدق اإلميان وإخالصه، حديث () (٦

٥٥

على اهللا وعلى رسولهفقد قال ،بني صحيحها وضعيفها وموضوعها دون متييزاألحاديث .علم بغري

لصحيح بني الروايات املختلفة أو التوفيق بينها استنادا رتجيحالتجديد بكما يكون الم ومواكبتها السنة، ويكون ب ربط القرآن والسنة بواقع املسلمني، والكشف عن وفائها حلاجيا

م .يف كل زمان ومكان ألحكام معامال يف يطنب الرسول يكن ملو ألصحابه، ما فسره الرسول أما النوع الثاين: فهو

بيانا تفسريه جل فكان إدراكه، يف مثرة وال معرفته يف فائدة ال ما إىل خيرج أو اآلية تفسري أو لفظ ملعىن بيانا أو ملطلق، تقييدا أو لعام، ختصيصا أو ملشكل، توضيحا أو مل،: M 5، كما يدل عليه قوله وهذا النوع منه ما يقبل التجديد واجتهاد املفسر ،)١(متعلقه

> = < ; : 9 8 7 6L املنصوص بيان الرسول ف ،)٢(

الستنباط وجوه جديدة من يف معانيها ايف تدبر اآليات، والتفكر فيها، والغوصال ين عليهالنظر يف التفسري النبوي، كما أن ، M> =L ختم اآلية بقوله:بداللة ،البيان

طريقة التفسري النبوي أصل معتمد يف فيف جوانب عدة، واستنطاق األمثلة التفسريية فيه يفيد م بصحة هذه ، أو غري ذلك، حكل أو تفسري مبثا التفسري، فإذا ورد عنه تعميم للفظ،

ال الذي ا يف ا ،هقياس عليالميكن االقتداء به و األساليب التفسريية يف التفسري، وأاليت اعتمدها صحة بعض األساليبكما أنه يفيد يف بيان ،)٣(للقوة بالرمي كتفسريه

مث إن هذا يفيد يف تصحيح بعض مرويات السلف اليت جاءت خمالفة ، املفسرون من السلفللعبارة النبوية يف التفسري، ذلك أن حترير هذه األساليب يف التفسري النبوي يبني مدى احتمال

ه.وهذه من أبواب جتديد هذا العلم وإحيائ ، النص لغري عبارة النيب

حلكم كبيانه فال يقبل التجديد حينئذ، ،ومن التفسري النبوي ما ال يقبل القياس عليهة أو استنباط أسلوب تفسريي؛ ال ف غييب، شرعي أو أمر ال ميكن هنا قياس أمثلة مشا ألن ا

.)١٩ فهد الرومي (ص:التفسري ومناهجه، أصول يف حبوث) (١ .٤٤ لنحل:سورة ا) (٢ .)١٤/٣٢، ينظر: تفسري الطربي (]٦٠األنفال: [ : M ® ¬ « ª © ¨Lلقوله ند تفسريهع) (٣

٥٦

حبيث ميكن االستنباط منه، بل هو حمدد لبيان حكم شرعي أو أمر غييب، يف هذا ليس مفتوحا ،وال يدخله التجديد هنا إال من باب التنقية ،)١(ملفسر عند النص وال ميكنه جتاوزهيقف ا ولذا

حيث النظر لصحة احلديث ؛املتعلقة باألمور الغيبية الواردة عن الرسول يف التفاسري خصوصا نقيةالكثري الذي حيتاج للت ءلآلية، ويف كتب التفسري من ذلك الشي قبل اجلزم جبعله تفسريا أوال

والتمحيص.نقل عن الصحابة مما ليس وما، والقول بالنسخ ،أسباب النزولك الرفع: ماله حكم .٢

وهذه مازال للتجديد مكان مهم فيها بالرتجيح بني الروايات أو لالجتهاد واللغة مكان فيه، وما يدخل يف أحد أنواعها، وشرح صيغ هذه العبارات اآليةالتوفيق بينها، وبني ما يقع على

أما ما ينقل عن الصحابة من ومقصود الصحابة منها، وبيان صحيح الروايات من سقيمها، وتنقية ودراسة وتأصيال أمور الغيب وأخبار السابقني فباب التجديد فيها واسع مجعا

.وتصحيحا نقصد بالتفسري و ،اللغة العربية أحد أهم مصادر تفسري القرآن الكرمي: التفسري اللغوي .٣

ويف هذا عن الصحابة والتابعني مرويات كثرية يف ،املعىن املباشر للكلمة واملفردة نااللغوي هم أهل اللغة :وهي حجة من وجهني، كتب التفسري وأعرف بداللتها، وألن أقوال السلف أ

فما ورد عن هؤالء السلف من تفسري ألفاظ القرآن الكرمي، أو فهمهم له ،حجة على غريهموهو حجة جيب االحتكام إليه، وال يصح رده، أو االعرتاض ،)٢(العربفإنه جار على لغة

؟فهل ميكن دخول التجديد يف التفسري يف جانبه اللغوي ،)٣(عليهإذا أريد بالتجديد هنا النظر يف احملتمالت اللغوية من كالم الصحابة والتابعني مبا يظهر

من باب تعدد املعاين د مقبول، بل ويعللمجدد من داللة يف السياق أو الرتكيب أو غريه، فهذا أنه وردت عن السلف آثار متعددة يف تفسري القرآن منها ما حيمل للقرآن الكرمي، خصوصا

مساعد الطيار، حبث سابق. ،) التفسري بالسنة(١وأن الصحابة والتابعني كانوا يف عصر االحتجاج، وأتباع التابعني ،وهذا التحرير له عالقة بزمن االحتجاج اللغوي) (٢

للقرآن طبقة األوىل من اللغويني، وأقل أحواهلم أن يكونوا نقلة للغة كاللغويني. ينظر: التفسري اللغويمعاصرين للكانوا ).٥٦٢-٥٦٠( الكرمي، مساعد الطيار

).٥٦٣ (ص: ينظر: التفسري اللغوي للقرآن الكرمي) (٣

٥٧

،على التعدد، ومنها ما ميكن محل اآلية عليه وإن كان معناه اللغوي خيتلف اختالف تباين .منها ا احدتقبل اآلية إال و ومنها ما ال

أمر يرد يف القرآن الكرمي، وهو أحد األوجه اليت جتعل كثر من معىن واحتمال النص ألللتجديد، وملا أرسل علي بن أيب طالب ابن عباس للخوارج ليجادهلم، قال له: تفسريه قابال

إنك ال ونقل عن أيب الدرداء قوله: ،)١(ختاصمهم بالقرآن فإنه ذو وجوه اذهب إليهم، وال .)٢(قرآن وجوها تفقه كل الفقه حىت ترى لل

ألن واقع اختالف السلف يف ؛أو ضعفا األثرين صحة ذينكيعنينا هنا أن حنكم على وال ؤيد أن القرآن ذو ي ،)٣(آليات ألكثر من معىنقل عن بعضهم جبواز احتمال ان القرآن وما

.وجوهالت، ووجه التجديد فيما ينقل عن السلف من املعاين اللغوية يكون ببيان تلك االحتما

،األقوال بني التوفيقأو ، أو ترجيح أحدها عند تعذر االجتماعومدى احتمال النص هلا مجيعا الفكر وإعمال ،منها يصح ماال واطراح ،واختالفها اتفاقها أوجه وبيان فتصنيف تلك األقوال،

،للناس وتقريبه التفسري جتديد أوجه من وضبطه، لنوع من االختالف اللغويا هذا إنضاج يف .وتعلمه فيه للنظر وترغيبهم

، سواء نقل عنهم قول مل ترد عن الصحابة لغوية هل يصح اإلتيان مبعان :بقيت هنا مسألة يف اآلية أم مل ينقل، وتفصيل ذلك:

من املفسرين، ونقل فيه عن الصحابة معىن أو عدة معان، وجاء فيما مل يكن فيه إمجاعأنه ، ويف هذاأقواهلم كان ذلك صحيحا ال يبطلي صحيح مل لغو حم من فسر أو محل اآلية على

:)٤(يقول الشوكاين

). ٣٨٨ عزاه السيوطي البن سعد يف الطبقات، ينظر: معرتك األقران (ص:) (١ ).٦/١٤٢( يف املصنف )، وابن أيب شيبة١١/٢٥٥عبدالرزاق يف مصنفه ( أخرجه) (٢كما مجع سعيد بن جبري األقوال يف الكوثر وردها إىل كونه ،فقد نقل عن بعضهم مجع األقوال دون ختطئة أحدها) (٣

ري القرآن ليس يف تفس)، وقال سفيان بن عيينة: ٣٠/٣٢١الطربي ( :ينظر". اخلري الذي أعطاه اهللا لرسوله" ).٥/٣١٢. أخرجه سعيد بن منصور (اختالف إذا صح القول يف ذلك

وهلا ينسب، فقيه أصويل ،ه)، يف بلدة شوكان١١٧٣ولد ( ،حممد بن علي بن حممد بن عبد اهللا الشوكاين الصنعاين) (٤ ).٧/١٩٠الم (ينظر: األع .ه)١٢٥٠ فتح القدير، (ت:، و مفسر، من مصنفاته: نيل األوطار، وحتفة الذاكرين

٥٨

القرآين النظم يقتضيه مما واحد وجه على السلف من بعده ومن الصحايب يقتصر ما كثرياو العربية، اللغة تفيدها اليت املعاين سائر إمهال يستلزم ال ذلك أن ومعلوم اللغوي، املعىن باعتبار

فإن والبيان، املعاين كعلم وأسرارها العربية دقائق ا تتبني اليت العلوم من اديستف ما إمهال وال .)١(عنه املنهي الرأي مبحض تفسري ال باللغة، تفسري هو بذلك التفسري

بلغهم التابعون على ما كما أن فهم القرآن ال يقتصر على جيل دون آخر، لذا مل يقتصرمل ما أما .)٢(وردهم من الصحابة والتابعني التابعني على ما فيه من الصحابة، وال اقتصر تابعو

من تركيب كل يف يتيسر ال أحيانا و :يرد فيه عنهم تفسري لغوي وهو كثري كما قال الشوكاينفهذا ،)٣(القرآن من كثري ذلك عن خيلو قد بل السلف، عن ثابت تفسري القرآنية الرتاكيب

.)٤(لبيان معناه، وفق ضوابط التفسري باللغة ا وحالذي يكون فيه باب االجتهاد مفتأن يكون املعىن املفسر و ما جاء عن السلف، فالعربة يف املعىن اجلديد أال يبطل أو يناقض

.)٥(، حيتمله السياق، وأال يقصر املعىن على املعىن اجلديد دون غريهبه صحيحا فإن الوصول ،جديد يف التفسريولتلمس طريق الت ،ويف طريقة جيدة لتكوين ملكة التفسري

ألن من أول اخلطوات البحثية للتفسري؛ ،وفهمها وفق معناها يف لغة العرب ،للداللة اللغويةاإلدراك الدقيق للمعىن اللغوي للكلمة هو األداة الصحيحة ملعرفة الصواب يف معناها، ومفتاح

قد أغلق -فسري باللغةباب الت-مهم من مفاتيح الرتجيح، وال يظن ظان بأن هذا الباب كثري من الكلمات مل ينقل عن السلف تفسريها، وكثري فكما أسلفنا االجتهاد والبحث فيه،

دد الرتجيح بني أقواهلم امنها وقع االختالف بينهم فيه ، وهذا كله يوجب على املفسر اتفسري بالدليل أو البحث الدقيق عن معىن كلمة ما، وهذا يدل على أن االجتهاد يف باب

.)٦(اللفظة اللغوية مازال فيه جمال لالجتهاد

.)١٤/ ١( القدير فتح) (١ ).٣/١٢٤( ، الشنقيطيينظر: أضواء البيان) (٢ )١٤/ ١( القدير فتح) (٣ واليت سنتكلم عنها يف ضوابط املنهج بإذن اهللا.) (٤ ).٥١ ابن القيم (ص: ،ينظر: التبيان يف أقسام القرآن) (٥ ) بتصرف يسري.٢٤-٢٣حامت الشريف (الشريف ) ينظر: تكوين ملكة التفسري، (٦

٥٩

وينبغي التنبيه هنا إىل أن عبارة "القرآن محال أوجه" يستخدمها أدعياء التجديد، لنقض ذا فرق وسبقهم وال لغة، أقوال السلف، وخمالفة إمجاع األمة، واإلتيان مبا ال يصح شرعا

عقائدهم، وهذا ل ، وانتصارا ملذاهبهم استدالال ؛مللوا كالم اهللا ماال حيتفحم ،احنرفت قبلهمن احتمال النص ألوجه إإذ ؛مرفوض منهجا ،حيتمل ما االستخدام لتلك العبارة يف جتويز كلقبل هذا حتميل النص خالف مقاصده األساسية من سبق أن بينا شروطه، وال جيوز أصال

¿ M Á À :ة وأهواء مبتدعةفكيف مبن حيمله عقائد فاسد ،هداية البشر وإصالحهمÊ É È Ç Æ Å Ä ÃÂL)١(.

ربط كالم من معاين اآليات، واالستنباط: استنباطاالستنباطات: كثري مما يف كتب التفسري .٤مبدلول اآلية، بأي نوع من أنواع الربط، كأن يكون بداللة إشارة أو داللة مفهوم أو له معىن .)٢(غريها، واملعاين املأخوذة باالستنباط أكثر من املعاين الزائدة اللفظ وراء امبخيتص الستنباط فا

بل إن من أحكام احلوادث ما ال يعرف بالنص وإمنا ،أغىن من معاين األلفاظ املباشرةو وليس كل حكم ،باالستنباط، وكم من سر وحكم نـبهت عليهما اإلشارة، ومل تبينهما العبارة

.)٣(أكثرها تؤخذ من جهة املعاين واالستنباط من النصوص من اللفظ، بل يؤخذحكم استنباط ستنباطاالواالستنباط باب من أبواب فهم كالم اهللا عظيم، وقد يكون

فقهي أو أدب تشريعي عام، أو يكون استنباط أدب أخالقي يف معاملة الناس، أو فوائد تربوية االستنباطات.أو غري ذلك من أنواع ،)٤(تتعلق بتزكية النفوس

لكل زمان ، وهو ما جيعل اإلسالم صاحلا ا عظيم ا باب التجديد يف االستنباطكان الذو ومكان.

.١٦ سورة الرعد:) (١ ).١٦١ ) ينظر: مفهوم التفسري والتأويل واالستنباط والتدبر واملفسر (ص:(٢ ).٥٩ )، منهج االستنباط من القرآن الكرمي، فهد الوهيب (ص:٤/٢٠٢ينظر: املوافقات () (٣ ).١٦١ ) ينظر: مفهوم التفسري والتأويل واالستنباط والتدبر واملفسر (ص:(٤

٦٠

ابن القيمو )١(ض هلا عدد من األئمة كابن تيميةتعر شروط لصحة االستنباط و ا يصح تنزيل إن كانوا قد ساقوها يف شروط صحةو ،)٢(والشاطيب ها على التفسري اإلشاري إال أ

-أي التفسري على اإلشارة والقياس-وهذا : ابن القيميقول ،معىن مستحدث أو مستنبط كل رائط:ال بأس به بأربعة ش

.أن ال يناقض معىن اآلية -١ .وأن يكون معىن صحيحا يف نفسه -٢ .وأن يكون يف اللفظ إشعار به -٣ وأن يكون بينه وبني معىن اآلية ارتباط وتالزم. -٤

.)٣(مور األربعة كان استنباطا حسنا فإذا اجتمعت هذه األأحدمها: أن يصح :من اخلطاب يشرتط فيه شرطانكون الباطن هو املراد :وقال الشاطيب

وجيري على املقاصد العربية. والثاين: أن يكون له ،تضى الظاهر املقرر يف لسان العربعلى مق .)٤(هد لصحته من غري معارضشاهد نصا أو ظاهرا يف حمل آخر يش

ية بالنقض ملفإذا عاد على معىن اآل ،مبين عليها ،ة: ألنه تابع هلامعىن اآليفعدم مناقضة ا ،يعد استنباطا منها واملقصود باألقيسة :ابن القيم ، ويف هذا يقولوانقطعت صلته

.)٥(واالستنباطات فهم املنقول ال ختطئته

ولد، احلنبلي الدمشقي مث احلراين تيمية بن السالم عبد بن احلليم عبد بن أمحد العباس أبو الدين تقي اإلسالم شيخ) (١العقيدة احلموية، : تصانيفه من ا، يتعلق وما الشرعية العلوم مجيع يف جمتهد، برع عامل، فقيه علم إمام ،)ه٦٦١( سنة

وغريها ،األعالم األئمة عن املالم ورفع، اجلحيم أصحاب خمالفة يف املستقيم لصراطا والتدمرية، واقتضاء والواسطية،والنهاية البداية ينظر: الشام. بقلعة حمبوسا ه)٧٢٨ الصاحل، (ت: السلف بسبب متسكه بعقيدة كثري، أوذي كثريا

).١/١٦٨( ، ابن حجر)، الدرر الكامنة١٣٥/ ١٤( حمدث مفسر ،بارع أصويل، بالشاطيب الشهري املالكي الغرناطي اللخمي حممد بن موسى بن إبراهيم إسحاق أبو) (٢

. الكافية خالصة شرح يف واملقاصد الشافية النحو، وأصول واالعتصام، املوافقات،: منها نافعة مؤلفات عدة له لغوي، ).١/٧٥()، األعالم ١/١١٨( املؤلفني ينظر: معجم .ه) ٧٩٠(ت:

.)١٠٥: رآن (صالتبيان يف أقسام الق) (٣ .)٢٣٢ -٤/٢٣١املوافقات () (٤ .)٤/٩٨٥(الفوائد بدائع) (٥

٦١

س كذلك ال يصح منفردا وما لي ،أن يكون معىن صحيحا يف نفسهوشرط القبول الثاين: من قال يف القرآن :)١(قال القرطيب ،ارتباطه بآي من كتاب اهللا فضال عن أن يزعم ، بنفسه

ومن استنبط ،فهو خمطئ ،مبا سنح يف ومهه وخطر على باله من غري استدالل عليه باألصول .)٢(كمة املتفق على معناها فهو ممدوحمعناه حبمله على األصول احمل

ويتبع هذا ،يف تنبيهه وإشارته ومعاين معانيهبه: فيدخل يف اللفظ إشعار يف أن يكونأما قال ،لسان العرب وسننها يف كالمها وعدم خروجه عن ،موافقة املعىن املستنبط للعربية

،)٣(بد من اشرتاط العلم بالعربية االجتهاد إن تعلق باالستنباط من النصوص فال: الشاطيبفليس من علوم القرآن يف كل معىن مستنبط من القرآن غري جار على اللسان العريبوقال:

؛ )٤(ومن ادعى فيه ذلك فهو يف دعواه مبطل، وال مما يستفاد به ،فاد منهشيء؛ ال مما يست لة اللفظ وإشارته على املعىن املستنبط منه؛ إذ وذلك االشرتاط ليتمكن املفسر من علم وجه دال

اللفظ كاملدخل هلذه املعاين التابعة.ما؛ ليصح أن يكون بينه وبني معىن اآلية ارتباط وتالزم: وهي العالقة بينهوالشرط الرابع: ا ،االستنباط مبعزل عن معىن اآليةوإال بقي ،كونه مستنبطا منها .وال عالقة تربطه

ويضاف إلى تلك الشروط:إذ ينبغي صيانة كالم اهللا تعاىل عما ال فائدة فيه من ؛ن يكون املعىن املستنبط مفيدا أ

وما ال فائدة فيه من املعاين يشمل كل معىن أبطل معىن اآلية ، املعاين تفسريا أو استنباطا مه الواجب، أو ارتبط بعلوم له وتعظيأو حط من إجال ،، أو نزل ببيان القرآن العايلالظاهر .)٥( فائدة فيها شرعية أو دنيويةأو ال ،فاسدة

إذ وهذا شرط كمال يصون هذا العلم عن االبتذال؛ ،املعىن املستنبط متكلفا يكون أال

:ه)، له تصانيف مفيدة، أشهرها٦٧١أبو عبداهللا، حممد بن أمحد بن فرح األنصاري القرطيب، املفسر الفقيه، ولد () (١ .)٢/٩٥)، طبقات الداودي (٥/٣٣٥ه). ينظر: شذرات الذهب (٦٧١ اجلامع ألحكام القرآن، (ت:

).١/٥٨() اجلامع ألحكام القرآن (٢ ).٥/١٢٤(ملوافقات ا) (٣ ٤/٢٢٤املوافقات ) (٤ .)١/٩٢( ، ابن القيمإغاثة اللهفانينظر: ) (٥

٦٢

ل ضبط ك فلزم ،والبعد والظهور واخلفاء متفاوتة ومراتبها يف القرب ،املعاين املستنبطة ال حتد على بعض من وقع يف ذلك بقوله: )١(ابن العريب ب هلذا عا و ،ذلك بصيانة املعىن من التكلف

اللطائف "كتاب: -أي: كتب التفسري القائمة على االستنباطات- ومن أحسن ما ألف فيه .)٣( )٢(وإن فيه لتكلفا أوقعه فيه ما سلكه من مقاصد الصوفية ،للقشريي "واإلشارات

، العريب بابن املشهور، املالكي األشبيلي األندلسي املعافري عبداهللا بن حممد بن اهللا عبد بن حممد بكر أبو القاضي) (١

، أنس بن مالك موطأ على والقبس، القرآن أحكام :منها كثرية تصانيفه، يف العلوم هدجمت إمام، ه٤٦٨ سنة ولدطبقات )، ٤/١٢٩٤لذهيب (ا ،احلفاظ ينظر: تذكرة .ه) ٥٤٣ (ت: ،وغريها، التأويل وقانون، والعواصم والقواصم ).٩٠(ص: لسيوطيا ،املفسرين

).٢٠٧ قانون التأويل (ص:) (٢: نايف الزهراين ،معامل االستنباط يف علم التفسري :حبث )،٢٧٦-٢٤٣القرآن الكرمي ( ) ينظر: منهج االستنباط من(٣

http://vb.tafsir.net ، م٣٠/٠١/٢٠٠٩ - ه٤/٠٢/١٤٣٠بتاريخ.

٦٣

في التفسير. التجديد تاريخ المطلب الثالث:

حبسب ن التجديد يف العلوم الشرعية هو عمل مرتاكم عرب القرون، جيدد فيه كل عامل إ ة.لك العصر وأحواله الفكرية والعلميذا مسحت به ظروف مب، و علمه

أمور منها: من خاللويربز اهتمام السلف بالتجديد يف التفسري ثار حيث كان التفسري يف بداياته يعتمد على اآل ،واالقتصار عليهايف التفسري اراآلثمجع -١

هلذا كان التفسري يعد أحد أبواب أو أقوال الصحابة والتابعني؛ ، من أحاديث عن الرسولماء بإفرادها مستقله كمقاتل بن سليمان احلديث القتصاره على جانب النقل، مث بدأ بعض العل

، وعبد الرمحن بن أيب حامت (ت:)هـ٢١٠ ت:وعبد الرزاق الصنعاين ( ،)ه١٥٠البلخي (ت:يروى عن السلف دون العناية )، وكان يغلب على هذه الكتابات االهتمام بنقل ماه٣٢٧

.)١(بنقد األقوال املذكورة يف التفسري، أو متييز صحيحها من ضعيفهاواللغة برز فيه من أعالم التفسري يف تفسري القرآن الكرمي، وقداالهتمام باجلانب اللغوي -٢

ت:( والزجاجه)، ٢١٥ ت:)، واألخفش (ه٢٠٩ ت:)، وأبو عبيدة (ه٢٠٧ ت:الفراء ( ؛وهؤالء قد أحدثوا يف التفسري نقلة جديدة مل يسبقوا إليها ،)ه٣٣٨ ت:( والنحاس) ه٣١١

مما يعد ،همحيث بدأت بذور الدراسات النحوية يف التفسري تنمو وبتسارع شديد على أيدي وهذا ال شك نوع من التجديد. ،نقلة جديدة يف التفسري

برز فيه من وقد ،، يشمل تفسري القرآن الكرمي كامال كعلم مستقلتدوين التفسري -٣فقد مجع روايات ؛الذي يعد كتابه نقلة نوعية يف التفسري )هـ٣١٠ت: املفسرين اإلمام الطربي (

واالحتجاج له ،مع توجيه ترجيحهجح ما كان راجحا ر و ،ووازن بينها ،التفسري بأسانيدهاويعد الطربي حبق صاحب فتح جديد يف ،باآلثار أو القراءات أو اللغة ومقتضى السياق

فكان منهجه ، ويف الرتجيح، التفسري يف واملفسرين اللغويني أقوال مجع يف أبدعفقد ؛التفسرييستخرج منها من احلكم ين القرآنية ومالكشفه دقائق املعا ؛يف منهج التفسري يعد حتوال ا من استعماالت اللغة ومسائل العربية ،واألحكام ليعد املرجع ن كتابهأ حىت ،وما يتصل

).٢٨ ص:( للقرآن الكرمي )، التفسري اللغوي١/١٠٤( ، الذهيبالتفسري واملفسرون :) ينظر١(

٦٤

تابعت كتب املفسرين يف ذلك تمث . )١(األول لعلم التفسري، واملؤثر فيما ألف بعده من كتب البالغي باجلانب فمنهم من اهتم ،اهات مفسريها والعلوم اليت برعوا فيهاحبسب اجت وتنوعت

عطية ابنك التفسري يف السلف آلثار االعتبار أعاد الذيمنهم و ،)ه٥٣٨ ت:( لزخمشريكا مجع الذي) هـ٦٠٦ ت:( الرازيك العصر علوم ءاستيفا ، ومنهم من حاول)هـ٥٤٢ ت:(

ب النحوي كأيبومنهم من اهتم باجلان، منها العلمية وخباصة زمانه يف العلوم مستحدثات كثريا عد حىت والنحوية، اللغوية اتبالتفريع للقرآن تفسريه مأل الذي) هـ٧٤٥ ت:( األندلسي حيانوقف الذي) هـ٧٥٦ ت:( احلليب السمني تلميذه جاء مث ،ذلك يف املفسرين بني األوحد اإلمام وابن الزخمشري وخباصة تفسريه يف عليهم يعرتض كان والذين حيان أيب شيخه بني حكما .)٢(عطيةا االهتمام باجلانب الفقهي -٤ يف التفسري، بالرتكيز على آيات األحكام، واالحتجاج

) التفسري على آيات ه٣٧٠ ت:( احلنفي اجلصاص فقد قصر ؛للمذاهب الفقهية املختلفةكما ،وبراهينه من خالل التفسريوتقوية أدلته ،وحاول جاهدا إبراز مذهب احلنفية ،األحكام

، آيات األحكام على املذهب الشافعيالذي فسر )ه٥٠٤ ت:لكيا اهلراسي الشافعي (ابرز اإلمام مذهب على األحكام آيات فسر الذي) ه٥٤٣ ت:( املالكي العريب ابن جاء مث

واخلالف األحكام آيات بإبراز واهتم ،كله القرآن فسر الذي) ه٦٧١ ت:( والقرطيب ، مالك .العبارة سهل مباركا ا موسوعي كتابا حبق فكان فيها،

فسري من الضعيف واملوضوع تعين خلو املؤلفات يف الت ال غري أن أوجه االهتمام تلكمثلها، ىل التعديل واالستدراك وجتنب الوقوع يف إبل لقد برزت أوجه كثرية حتتاج ،واخلاطئ

:منهايربع فيه املفسر من مبا كتب التفسري وحماولة حشوه ،لثقافة املفسر تبعا االستطراد الطويل -١

.العلوم .وغريها ، والنحويةملء كتب التفسري باخلالفات املذهبية -٢

). ٣٢-٣٠ :ابن عاشور (ص ،) ينظر: التفسري ورجاله١( ،)، التجديد يف التفسري مادة ومنهاجا ١٠٨-١/١٠٧وما بعدها)، التفسري واملفسرون ( ٤٦التفسري ورجاله ( :) ينظر٢(

. مصر ،جامعة املنيا ،سالميةحبث مقدم ملؤمتر التجديد يف العلوم اإل

٦٥

.حماولة يل أعناق النصوص لالستدالل على عقائد املبتدعة عند أصحاب البدع -٣إىل جنب مع كثرة رواية األحاديث الضعيفة واملوضوعة يف التفسري واالستنباط منها جنبا -٤

.)١(األحاديث الصحيحة

.مصر ،جامعة املنيا ،سالميةعلوم اإلمقدم ملؤمتر التجديد يف ال حبث ،ومنهاجا ) ينظر: التجديد يف التفسري مادة (١

٦٦

:يالفصل الثان .أسباب التجديد وبواعثه

مبحثان: وفيه

.المقبول التجديد بواعث: األول المبحث .المبحث الثاني: بواعث التجديد عند أدعيائه

٦٧

.المقبول بواعث التجديد :المبحث األول

كلما تطور و ،داد كلما بعد الناس عن الدينمة، تز اجة ضرورية لألال ريب أن التجديد حسباب والبواعث ليكون للتجديد أمهية قصوى وضرورة ملحة وقد اجتمعت مجلة من األ ،العصر

:ومن ذلك ،يف كل زمان ومكانول ن التجديد من األمور اليت ترتبط خبصائص الشريعة اإلسالمية من بقاء وخلود ومشأ -١

يف قوله ذلك القرآن خامت النبيني كما نص على النيبو وزمان، جيعلها صاحلة لكل مكان :MÄ Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹L )وهو رسول )١ ،

رسالته هي و ،)٢(My x w v u t s rL اهللا للناس كافة:M T S R Q P O N M L K الكاملة: الرسالة

UL)ة يف اصة والعامن حياة اإلنسان اخلمن شؤو استيعاب الشريعة لكل شأن وهذا يعين ،)٣ ،وهللا فيها حكم ار واألحوال إال دنياه وأخراه، حبيث ال تقع حادثة يف مجيع األقطار واألعص

وما ،)٤( : MH G F E D C B A @ ?Lقال ا قابلة للتجديد الذي يرجع باملسلمني وما كانت الشريعة لتكون شاملة وتامة وعامة إال لكو

م. إىل أمور دينهم، ويفي هلم مبتطلبات حياا، ميكن النهوض با الف ،مستقيمة أمة واعية النهضة باألمة لتصبح -٢ ألمة لكي تتدارك ما فا

وإن الناظر يف مرتبة األمة ،عالقتها بهحتديد و ، إال من خالل جتديد دينها،حواهلاوتصلح أدوه األمل بأن تصلح ويف نفس الوقت حي ،قعهام بني األمم ليأخذه احلزن على مو سالمية اليو اإل

.عارفملوترجع كما كانت أمة رائدة يف شىت العلوم وا ،أحواهلاضة لألمة بعيدا عن الدين، فقد جرب ذلك فلم يزد األمة إال وخيطئ من يلتمس طريق

، وسعادة ه من جهة الرسولؤ وكل خري يف الوجود إما عام أو خاص، فمنششقاء وضالال،

.٤٠سورة األحزاب: ) (١ .١٥٨: األعرافسورة ) (٢ .٣سورة املائدة: ) (٣ .٨٩سورة النحل: ) (٤

٦٨

.)١(دهم باتباع الرسالةالعباد يف معاشهم ومعااألثر تفي ديد الدين تكون راسخة البنيان صادقة جتإن النهضة املبنية على أساس متني من

تمع ا نابعة من دينه وثقافته وأفكاره ؛حباجات الفرد وا ضة أساس وهنا يربز الفرق ب ،أل ني ضة تتخذ من الدين دستورا ،الدين دعواها االبتعاد عن M X W ، وحاكما و

j i h g f e d c b a ` _ ^ ] \ [ Z Yl k L )٢(.

االت: االقتصادية ضة املسلمني على أساس متني من دينهم تعين الريادة يف مجيع ا إن ة عا متب والسياسية والرتبوية واالجتماعية والثقافية، مما جيعل من األمة اإلسالمية أمة قائدة لغريه

. / : M 6 5 4 3 2 1 0لقوله ، حتقيقا ةالمتبع9 8 7L)٣(.

ويتبع تلك النهضة حتسني حال املسلمني وأوضاعهم اإلنسانية وفق رؤية إسالمية جتديدية، تمع مبا ميس أحوال الناس، ويصلح تسعى لتحقيق مقاصد الشريعة؛ واليت حتتاج إىل تفعيل يف ا

معيشتهم، فالتجديد تفكري وتدبري وعمل، وغايته النفع العام مبا حيفظ على الناس الدين هلم .على األمة مجيعا ا النفع يف التجديد عائد وهلذا جعل رسول اهللا ،والعقل والنفس واملال

ات هذ التغري دث وقائع حتتاج ألحكام شرعية، و حتات اهلائلة يف احلياة املعاصرة التغري -٣كي ال يكون الدين ؛أن يواكبوا تلك التغريات االقتصادية واالجتماعية علماء األمة منتستلزم

أن ينهض علماء األمة باالجتهاد يف يستلزم مما، عن واقع حياة املسلمني الذي يعيشونه بعيدا ض أسالفهم يف خمتلف العصور وواجهوا ،علوم الدين على تنوعها واتساع آفاقها كما

م وقض م دعاة حقمشكال بلغون املو ،سالموأمناء رسالة اإل ،اياهم، واضعني نصب أعينهم أوأن اجلهد يف ذلك جهد بشري حمكوم بزمانه من حيث القدرات والقضايا ومستويات ،هلا

).١٩/٩٣جمموع الفتاوى، ابن تيمية () (١ . ١٠٩سورة التوبة: ) (٢ . ١٠٣سورة آل عمران: ) (٣

٦٩

.)١(الناس العلمية والثقافيةا املختلفة يف تطور مستمر، وجتدد يف النوازل واملستجداتفإذا كانت احل ا ،ياة مبجاال فإ

حتتاج إىل من يضبط هذا كله ويؤصله من ناحية الشرع حىت يستقيم حال األمة مبا استقام به حال أوهلا.

بقاياه تزالردحا من الزمن، وال استمر الذياجلمود الفقهي، والتعصب املذهيب، -٤ددين إىل االجتهاد هو من أهم األسباب اليت، موجودة اجة لذلك كانت احلو ، تدفع با

مقاصد الناس وفق ألحوالوالبحث عن األصلح بني اآلراءقبول اخلالف لماسة تجديدلل كتاب اهللا وسنة وردهم إىل املنبع األساس لألحكام ،لتخليص األمة من هذا اجلمودو ،ةيعالشر . رسوله

وحنن ،حرمه تعاىل عماطاعة اهللا، والبعد وتعظيمحياء أمر الدين يف نفوس املسلمني، إ -٥ واوضل ،م الطرقتفرقت وكم عن دينهم،عصرنا احلاضر كم بعد كثري من املسلمني نرى يف

على التلويث بل كان حريصا ،منها االستعمار الذي مل يكتف باإلفقار املادي ،ألسباب كثريةمما ،ىل الدنياإركون لوا ،ومنها اتباع اهلوى ،)٢(األخالقي حىت ال تقوم للمجتمعات بعده قائمة

لفة لصريح الدين؛اار واستجالب املناكر املخوانتش ،التدين يف نفوس كثريين ضعفأدى ل ،حىت يصلح حال األمة ؛فكان البد من التجديد يف الدين وبيانه وتبليغه ،وهوى وتقليدا جهال

: MU T Z Y X W V، قال ملتطلبات اخلالفة وتكون مستكملة]\ [^ e d c ba ` _L )٣(.

ا ال تفيد تقدما إعادة االعتبار إىل العلوم الشرعية -٦ وال ،اليت انصرف عنها كثريون حبجة أتمعات اإلسالمية أمور دينها، ومل فكان نتيجة ذلك أن ؛هم يف صناعةتس جهلت كثري من ا

تتقدم يف أمور دنياها.ع فشو اجلهل، من أعظم أسباب حفظ الدين لألمة، السيما م فتعليم الناس أمور دينهم

لس اإلسالمي" الذي نظمه الفكر يف "التجديد عبداحملسن الرتكي يف مؤمتر القاهرة .) من ورقة د(١ للشؤون األعلى ا

.م٢٠٠١) يونيو( حزيران ٣و) مايو( أيار ٣١ بني اإلسالمية )٥١ :(ص نيب بن مالك ،املعركة مهب يف: ينظر) (٢ .٤١ ) احلج:(٣

٧٠

ددين الذين يعتنون وتصدر من مل يتأهل للحديث يف أمور الشرع، فاألمة حباجة للعلماء ابالعلم الشرعي، ويكرسون جهودهم لالعتناء بتخريج العلماء الراسخني، حىت يكون منهم من

يصلح حاهلا بإذن اهللا. يقود األمة إىل ماينه، وتكفله بأن يقيم له من جيدد أعالمه، ولوال ضمان اهللا حبفظ ديقول ابن القيم:

هلدمت أركانه، وتداعى بنيانه، ولكن اهللا ،وحييي ما أماته املبطلون، وينعش ما أمخله اجلاهلون .)١(ذو فضل على العاملني

، حىت ظن التاليس منه من األوهام واجله انتشار البدع واخلرافات، وإلباس الدين ما -٧لذا كان التجديد يف ؛بني اهللا وسائط فأصبحوا يطوفون بالقبور تقربا بينهم و بعض املسلمني أن

واملتأمل يف أحوال اجلزيرة العربية قبل دعوة الشيخ ،وتصحيحها لتنقية العقائد هاما الدين مطلبا واخلرافات قد أطنبت على قلوب الكثريين حممد بن عبد الوهاب جيد كيف كان اجلهل والبدع

من جيدد للعقائد وإقامة للدين، ومازالت األمة حباجة إىل عوة تصحيحا دوعقوهلم، فكانت ال .وختلفا هلا دينها بتصحيح العقائد وحماربة البدع واخلرافات اليت ال تزيدهم إال جهال

الريب أن من نتائج البعد عن الدين وانتشار اجلهل و تفرق املسلمني وتشتت كلمتهم، -٨: كما قال بعد أن مجعهم اهللا على دينه وحول نبيه والتعصب أن تفرقت كلمة املسلمني

M1 0 / - , + * )2 : 9 8 7 6 5 4 3@ ? > = < ;A D C BL)ريب أن جتديد الدين ونفي وال ،)٢

، مما يسبب اجتماع كلمة املسلمني وتوحد صفوفهم، وقد أوصى اهللا به كل دخيل عليه :مبا كان بينهم من عداوة أزاحها الدين فانقلبت مودة، قال ا إياهمني مذكر املسلم

M P O N M L K J I H GF E D C B A T S R QL)دد احلق من يتخذ من جتديد الدين وسيلة جلمع كلمة ،)٣ وا

ضة ورفعة وعلو شأن. املسلمني ال تفريقهم، ففي توحد الكلمة عزة و

).٣/٧٨( مدارج السالكني) (١ .٦٣-٦٢سورة األنفال: ) (٢ .١٠٣سورة آل عمران: ) (٣

٧١

اء األمة جتديد أمر ظهور الفرق الضالة، واملذاهب الفكرية املنحرفة، مما يوجب على علم -٩ .املسلمني، كي ال يقعوا فريسة تلك الفرق واآلراء الدين يف نفوس

ن إإذ ؛بإذن اهللا فتجديد الدين يف نفوس املسلمني هو احلافظ من الشبهات والشهواتالصحيح والرؤية السليمة للدين تكون يف منعة وقوة بإذن اهللا القلوب والعقول املمتلئة بالدين

خالف العقول اجلاهلة والقلوب الغافلة اليت يسهل اخرتاقها بدخيل األفكار ،من تلكم األفكارواملذاهب. فكان من بواعث التجديد إقامة أمر الدين يف نفوس املسلمني وإشاعة العقيدة

.جمال لتلك املذاهب واألفكار بالتسلل للعقول والقلوب الصحيحة السليمة بينهم حىت ال يرتك وهلذا كان بعض ائف التجديد،ظأحد أهم و ، وحتريف الكاذبني،لتصدي الفرتاءات املبطلنياو

العلماء يعدون هذا هو التجديد كما أسلفنا.

٧٢

.بواعث التجديد عند أدعيائه المبحث الثاني:

احث املنصف ال أن البائه البد من التنبيه إىل قبل البدء بذكر بواعث التجديد عند أدعي ،كانت أهدافه محيدة وبواعثه نبيلةو ،حياء الدينإسالم و شعار دعوته اإليساوي بني من كان

نت أهدافه وكا ،من كان شعاره التخلص من سيطرة الدينبني و لكنه أخطا يف بعض املواضع،حنراف أو أضعهم سواء هؤالء مجيعا باال مس فأن أ ه،حكاموبواعثه الطعن فيه، والتخلص من أ

يف ، فليس من املوضوعيةفاة للصواب واملنطقهلو جما ،من الدين بسواء مع دعاة التخلص أن أضع من أحسن القصد وأخطأ، مع من كان قصده خاطئا يف القول وال الصدق البحث

.وعمله خاطئا التجديد هلو أصل يف احلكم على أقول هذا الكالم ألن معرفة بواعث وأسباب الدعاة إىل

أعماهلم وآرائهم. ومن أهم أسباب الدعوة إلى التجديد في الدين عند أدعيائه:

اصة من درس يف بالد وخب-االنبهار بالفكر الغريب، وتصدي بعض هؤالء املبهورين -١م نللحديث عن قضايا شرعية ليسوا مؤهلني للخوض فيها، ف -الغرب زلوا وهم حيسبون أولقد كان رواد ما يعرف بالنهضة العربية ممن قاسوا تلك الفوارق بني جمتمعات ن صنعا. حيسنو

م اليت جا تمعات إمنا ؤ يسودها التقدم والقانون وجمتمعا وا منها، وظنوا أن سبب تقدم تلك اا حضارة عاملية هو بسبب بعدهم عن الدين؛ وهلذا ظهر ما يعرف باحلداثة العربية، وبزعمهم أ

من القومية إىل االشرتاكية اىل الليربالية واليت جتلت يف صور كثرية ،)١( ميكن الوقوف ضدهاال والعلمانية.

قرون الشخصية العربية توكان رواد هذه املناهج يصمون الدين بالتخلف والرجعية، وحيضة األمة. هاملسلمة، وكل منهم يدعي، أو يدعى له أن جمدد يريد

أن عند أدعيائه أمال قد كان أحد أسباب الدعوة للتجديد يف الدينل ،التحلل من الدين -٢سيكون وألن كثريين منهم يعلمون أن املناداة برتك الدين مباشرة ،الدينيؤدي هذا للتحلل من

).٣٤ عزيز العظمة (ص: ،العلمانية من منظور خمتلفر: ينظ) (١

٧٣

تمعات املسلمة وسيحاربغري مقبو ا أمر يف إىل التقية واحلذر او ؤ جللذلك ؛بشراسة ل لدى ا ،تفكيك الدين من داخله وافلذلك قرر ؛سالميي أثبت تنامي املد اإلالتعامل مع الواقع الذ

م التجديد دم األسس اليت يقوم عليها، واملناداة بقراءات جديدة للقرآن، وبرز هذا يف حماوال .يف التفسري على وجه اخلصوص

إبعاده ن باملناهج العصرية التحلل من الدين و آعادة جتديد الدين والنظر للقر اهلدف من إف .البناء والتغيريلتسهل عملية

،ث ذاتهل الرتااهتمامي بالرتاث ليس من أجواحلق أن :وهلذا يقول أحد رواد هذا التيارف شخصياتنا إىل أن يصل إىل أن اهلد نابعة من صميم حياتنا معربة عنوإمنا من أجل حداثة

يئته الستقبال احلداثة .)١(من حماولته قراءة الرتاث هي افتها وللوصول إىل تلك الغاية كان البد من نقض األصول التفسريية القدمية وإظهار

ا ألنه من اخلطأ كما ؛هي حماولة هدم الدين وأصوله هؤالءكانت مهمة وهلذا ،وعدم صالحيالذلك كان البد من ، )٣(أن نسرع بإعادة البناء والقدمي مازال قائما :)٢(يقول حسن حنفي

ابتداء من علم أصول الدين الذي يعطي ،حلاجات العصر األطر النظرية املوروثة طبقا تغيري صول تتغري وابتداء من إعادة بناء األ ،اجلماهري األسس النظرية العامة اليت حتدد تصوراتنا للكون

.)٤(أشكال الفروع بطبيعتهاظرة العلمانية للحياة اليت واملطالبة بقراءة جديدة للنصوص الدينية ختتلف بل تتناقض مع الن

ا ذلك االجتاه التغرييب، ولكنهم أر دوا بذلك الدفاع عن علمانيتهم وإلباسها لباسايؤمن بشكل ملتو، وحماولة البحث عن إال علمانيتهمعن الدفاع عن العلمانيون عجزواف ؛الدين

، عن دحر العلمانينيجز اإلسالميون وحىت يف هذه احلالة ال يع اإلسالميني،تناقضات يف فكر

).٢٥٠ (ص: ، حممد اجلابريالثقافية املسألة) (١ عن فيها يدافع كثرية مؤلفات له السوربون، من الفلسفة يف هالدكتورا على حاصل ،)م١٩٣٥(ولد مصري كاتب) (٢

اإلسالم: ينظر. أنفسهم املاركسيني من ماركسية أكثر إنه نفسه عن يقول حسبها، اإلسالم بقراءة ويطالب العلمانيةيد الشريفواحلداثة ).٤١٦( ، عبدا

).٢٨ ص:( القدمي الرتاث من موقف والتجديد الرتاث) (٣ ).٦٧( السابق صدرامل) (٤

٧٤

وهذا من "،مطاطية النصوص" مببدأوملواجهة هذا املبدأ اإلسالمي جلأ العلمانيون إىل التمسك الطرح العلماين إمنا يريد التخلص من معىن؛ ألن ملطلب العلماين ذاته من أي ا جيرد أنشأنه يف

عن طريق تارخييا وهو حمتوى تشكل ، عي وإدراك كاملني مبخاطر حمتواهحاكمية النص عن و . )١(الفقه

،ليس هلم صلة بالدين أو علومه ،نستنتج من ذلك أن املدعني جتديد الدين من هؤالء تفسريه باألصح أو ،الدين هلا يئةفهم حياولون ،علمانيةمبناهج بقدر ما تشبعت أفكارهم

تمع، األفكار، تلك مع يتوافق تفسريا وإمنا ،هم ليس الدينفاملراد من جهود حىت يتقبلها ا ،ىل اقتالع الدين من النفوسالتجديد، وتؤدي إ بعد أن تطلى بطالء ،غرس احلداثة بدل الدين

غري جهود علماء املسلمني حماوالت واعتبار أن ،للنقد والرد سالمي كله قابال واعتبار الرتاث اإل فقط. يف عصرهم أن تطبق ومنتهاها ،صحيحة لتفسري الدين

ين حبضارة ر هؤالء املتأث لىع لبإذ يغ طرق تفكريهم، واعتقادهم: ىرة املادية علغلبة النظ -٣املادي متجاهلني أنه البد من اجلانبني باجلانب املادي فقط، الغرب قياس التقدم واحلضارةوكل من له أدىن بصرية مبقاصد الشريعة، وأدىن اطالع على أمة، والروحي لتحقيق حضارة أي

والعمل من ،لسنة، يدرك بشكل قاطع أن غاية الوجود حتقيق العبودية هللا نصوص القرآن واأجل اآلخرة، أما العمل الدنيوي وعمارة األرض فقيمته تنحصر يف خدمته للهدف األساس،

M [ Z Y X W V U T ، وحتكيم شرعه.وهو عبادة اهللا e d c ba ` _ ^ ] \L)٢(.

تجديد املنحرف عكسوا األمور، فجعلوا العمارة املادية هي األصل إال أن أصحاب اللذلك دعوا التباع هديه يف احلياة، ومناهجه يف متابعني بذلك نظرة الغرب املادية، و ،والغاية

ولقد كان رواد ما يعرف بالنهضة التفكري، آملني الوصول إىل نفس احلضارة املادية عنده.م اليت جاالعربية ممن قاسوا تلك الف واؤ وارق بني جمتمعات يسودها التقدم والقانون وجمتمعا

تمعات إمنا هو بسبب بعدهم عن الدين؛ وهلذا ظهر ما منها، وظنوا أن سبب تقدم تلك ا

).٤٣ ، شريف يونس (ص:) سؤال اهلوية١( .٤١سورة احلج: ) (٢

٧٥

ا حضارة عاملية ال ميكن الوقوف ضدها واليت جتلت يف ،)١(يعرف باحلداثة العربية، وبزعمهم أ ىل الليربالية والعلمانية.إشرتاكية من القومية إىل االصور كثرية

ال هلم بسبب -٤ ، وتقاعسهم عن األمور بتوافه الدين علماء منانشغال بعض خلو ا يكن فلم األمة؛ احنطاط أسباب منوهذا ،مذهبية أو مصلحية اإلصالح، وانشغاهلم بصراعات

أوراد روه علىقص الذين هؤالء، يد على الدين إليه آل الذي الوضع وإمنا السبب، الدين يكون أن مبستغرب ليس ولذلكواستعملوه لتحقيق مصاحلهم الشخصية، ،منتخبات ودعوات

عزوف الناس عن هديه، وإقباهلم على من يعاديهم، يف سببا بعض احملسوبني على الدينهم من علماء اليهود والنصارى: فصدق فيهم قوله M D C B A فيمن يشا

I H G F E O N M L K JP L)٢(. ال ألن ميأل الفراغ -٥ تقاعس العلماء واحلكام عن دورهم يف اإلصالح والتجديد، مما يفتح ا

الدين والكالم يف األمور العامة للمسلمني، ممن ضعف علمه وفقهه، من مل يتأهل للنظر يف .وكان أمره فرطا

بني أدعياء التجديد هو ولعهم بالذكر لعل من القواسم املشرتكة :البحث عن الشهرة -٦م ،توا بفكرة جديدة صادمةأن يأ موغاية جهدهواالنتشار، بفهم قد أتوا يدعون فيها أ

، ال عقد يربطها أو قاعدة حتكمها الغريبة، اليتمزيج من األفكار مث يعمدون إىل ،للدينا جتديد فيدعون ظهارها إبراز نفسه و إ بعضهم حاول ، ورمبانللقرآ ري عصرييف الدين وتفس أ

ويسفه ،هؤ رامن يقوم، وتشنع آ فيقوم عليه، علمهلد املضطه ،فكرهلب مبظهر املفكر احملار لقاء مالقيه من ،ئز الفكر احلرجلوا وحاصد ،، فإذا به ضيف دائم على القنواتالعلماء كالمه

بة لفكره.حمار وتسهيل الدراسة والدعم، فري سبلبتو وذلك ،من قبل من يرتبص بالدين الدعم اخلارجي -٧

وهذا الدعم يراد منه تصعيد تصاصهم بألقاب املفكرين واملثقفني، مهمة تسنمهم املراتب، واخ .هداف استعماريةأال امسه لتحقيق إسالم تعرف من اإل فئة ال

).٣٤ ) العلمانية من منظور خمتلف (ص:(١ .٣٤ :) التوبة(٢

٧٦

:الفصل الثالث

.التجديد في التفسير في العصر الحديث وفيه:

.تمهيد .وة إلى التجديد الصحيح في العالم اإلسالميالدع: المبحث األول

.المبحث الثاني: أهم كتبه وأبرز مظاهره .: الدعوة إلى التجديد التغريبيلثالمبحث الثا .كتبه وأبرز مظاهره : أهم رابعالمبحث ال

٧٧

:تمهيدت ىل احلركاون النظر إد )١(نتكلم عن التجديد يف التفسري يف العصر احلديث ال ميكننا أن

ا التفسري التجديدية يف العامل بل كان أحد ميادين تطبيقها. ،اإلسالمي اليت تأثر مع بدايات القرن التاسع عشر امليالدي كان عصر النهضة يف أوروبا قد آتى مثاره يف ف

معظم نواحي احلياة العلمية واالقتصادية، مما أدى إىل تعاظم نفوذ كثري من الدول الغربية سالمية يع ذلك النفوذ عن طريق الغزو واالستعمار، ويف املقابل كانت الدول اإلوتطلعها لتوس

بية بالد املسلمني، مث و ور تدهور واالحنالل، وغزت اجليوش األحتت اخلالفة العثمانية آخذة يف ال .)٢(مست فيما بينها الدول العربية بعد سقوط اخلالفةاتق

ملسلمني أثر كبري على احلياة الفكرية يف وكان هلذا االستعمار مع تقدم الغرب وختلف امن كثري من أصحاب التوجهات والنهوض حبال األمة وكانت الدعوة للتجديد ،ذلك العصر

ونستطيع هنا أن نربز تيارين رئيسني: ،املختلفةا أثبتت ؛م وفكرهمالنهضة باتباع أساليب الغرب يف حيالذي يدعو ل :التيار األول أل

يف كتاباته على تقليد الفكر معتمدا ،له موافقا ،لالستعمار ممالئا هذا التيار غالبا وكان ،تهاعاجنوكان كثري ،االستشراقي يف نظرته لإلسالم، وعلى تقليد املناهج املتبعة عندهم يف النظر للدين

وسياسة. من وافقهم فكرا و ،املشرق يمنهم من مسيحيلالستعمار مقاوما وكان غالبا ،الدين على أساس جديدتوالالذي يدعو للنهضة :التيار الثاني

فمنهم من كانت تغلب عليه النزعة العقلية كتيار :هذا التيار درجات وأصحابله، مناوئا ومنهم من كانت النزعة السلفية غالبة عليه كدعوة الشيخ حممد بن عبد ،حممد عبده يف مصر .)٣(عربيةالوهاب يف اجلزيرة ال

العصر ) الذي هو جمال حبثي كما يف اخلطة. والذي يعنينا يف هذا املقام أن الرجال الذين اخرتناهم ليمثلوا التجديد يف١(

التاريخ، سواء باملفهوم األورويب، أو املفهوم احلديث يقعون يف دائرة العصر احلديث، وفق املفهوم الشائع عند علماء، مجيل حاضر العامل اإلسالمي :ينظر .نم إىل اآل١٧٠٠الفرتة املمتدة من عام وهو ،العريب، أو املفهوم اإلسالمي

.)٧٣ (ص: عبداهللا املصري ).٤٩(ص: اإلسالم واحلضارة الغربية ينظر: ) (٢ ).١٢ البهي (ص: حممد الغريب، باالستعمار وصلته احلديث اإلسالمي ينظر: الفكر) (٣

٧٨

.في العالم اإلسالمي الصحيح الدعوة إلى التجديد :لاألو المبحث

أخذتاليت امليالديني عشر والثاين عشر احلادي القرنني يف أوروبا يف النهضةمع بدايات عشر، واخلامس عشر، عشر، والرابع الثالث الالحقة: القرون خاللواالنتعاش والتقدم النمو يف

ت مثارها يف القرن التاسع آتاليت أوروبا يف يينالد اإلصالح حركة ظهورومع عشر، والسادس عام واقعا خذة يف االحنالل والضعف إىل أن سقطتاخلالفة العثمانية آنذاك آ ، كانتعشر

ائيا عن سقوطها عام (م١٩١٨ /ه١٣٣٧( م).١٩٢٤ه/ ١٣٤٢)، وأعلن وظل ليد وغاب االجتهاد،ساد التق حيث ؛آنذاكيف العلم اإلسالمي اجلهل تفاقموقد

؛وكان التقليد رفيق التعصب والتشدد للمذهب األفكار واآلراء املتوارثة، كثري من العلماء أسرى .يهم فرحوندكل حزب مبا ل ،صبح املسلمون شيعا أحىت

، ولعبا هلوا فجعلوهلدين، ت الصوفية اوتصدر ،األوهامو اخلرافاتعاليم الدين ت يف و أدخلتمع اإلسالمي زمن وحتايلوا للتحرر من الواجبات ، ولئن كانت الصوفية انتشرت يف ا

ا كانت ركنا ،العباسيني تمع منعزال إال أ ولكنها يف عهد الدولة العثمانية صارت ؛عن بقية اتمع، وأصبحت بالنسبة للعامة هي املدخل للدين فات واألوهام، والتعلق ااخلر فانتشرت ،هي ا

وأصبح التصوف وات، وصار التدين هو اإلميان بالشيخ وكراماته، باملشايخ األحياء منهم واألمفقد أصبح يف ،دون عمل حقيقي بالدين ،ونذر النذور هلم ،واألولياء هو التعلق باألضرحة

تطرقف ،)١( العمل مبا أنزله اهللا يف كتابه وسنة رسوله سولي ،حس العامة أن ذاك هو التدين يف سائر أقطار املسلمني. هذا عاما وأصبح التوحيد، عقيدة إىل الشرك

وأوجد لديها قابلية الغزو ،عل العقول والقلوب تتصف باخلواء والفراغوأدى ذلك جلزام العسكري والسياسي ،الفكري والثقايف تعمارعند البعض القابلية لالس وأورثبل ،بعد اال

ا أن حتارب فكيفالثقايف واحلضاري بكل ما ينطوي عليه من سلبيات واحنرافات، ألمة ذا شأ ؟علميا أو تصنع تقدما ؟أو ترد غازيا ؟مستعمرا

زام غايته وقد بلغ إبان نيا وروسيا احينما اتفق احللفاء فرنسا وبريط ذلك التخاذل واالعلى تقسيم العامل اإلسالمي اخلاضع للدولة العثمانية م ١٩١٦ه /١٣٣٤احلرب العاملية األوىل

).٣٣ (ص: ، مجيل املصرياإلسالم يف مواجهة احلركات الفكرية ،)٥١ حاضر العامل اإلسالمي (ص: :) ينظر(١

٧٩

؛ للثورة واستطاعوا جر كثري من العرب لصفوفهم ،"سايكس بيكو" باتفاقيةبينهم، فيما عرف وال ،فة أبقوافال خال :نت مصيبة العرب الكبرية، فكاومهوهم باالستقاللعلى اخلالفة، بعد أن أ

إلسقاط اخلالفة ذلك ومهد ،مرينعفقسمت البالد اإلسالمية للمست ،من االستعمار محوا بالداليت أعلنت انتهاء اخلالفة يد الثاين وتويل حركة االحتاد والرتقي احلكممخلع السلطان عبد احلو

.)٢( )١(فى كمال أتاتوركطه على يد مص١٩٢٤عام بعد أن تبني هلم أن أهم أسباب ختلف األمة اإلسالمية فكان أن قام ثلة من علماء الدين

م علما واستعمارها هو هجر بغريه من األفكار ، وتعلقهم وعمال املسلمني لكتاب رم ي ؛وعمال ع لكتاب اهللا قراءة وتدبرا الرجو علىيدعون وحيثون والفلسفات، أخذوا منون ؤ أل

.، وهو التمسك بالكتاب والسنةهذه األمة إال مبا صلح به أوهلا حال ال يصلحبأنه ىلإ تدعو كربى دعوات يف أواخر عصر الدولة العثمانية اإلسالمي العامل يف ظهرتوقد تنقية هي: الدعوات اإلصالح عند هذه كانت أهداف وقد ،واالجتهادواإلصالح التجديدواالستفادة من ،بعث النهضة اإلسالميةو ،ونشر العلوم الشرعية ،وتصحيح العقائد ،الدين

معارف العصر، مع السعي إىل االستقالل من هيمنة االستعمار ورفع الغشاوة عن العقول. ومنها:

، قائد عسكري تركي تسلم رئاسة تركيا عقب احلرب العاملية األوىل، م)١٩٣٨ – ١٨٨١( مصطفى كمال أتاتورك) (١

وألغى اخلالفة العثمانية، وفرض النظام العلماين على البالد. )،٣٧٠ (ص: الشاذيل ثابت حممد، واملسألة الشرقية العثمانيةالدولة ، )٢٢٢ :ص(الشرق األوسط احلديث :) ينظر(٢

).٢٤٩ (ص: ، علي حسونتاريخ الدولة العثمانية

٨٠

.الدعوة السلفية بنجد األول:المطلب

،)١٧٩٢ - ١٧٠٣/ هـ١٢٠٦ - ١١١٥( الوهاب عبد بن حممد الشـيخ يد على قامت مسلكها حنو التائهة، املسلمني حياة مسار حيتصحل رن الثاين عشر اهلجري،يف أواخر الق ربطتو .هللا العبودية وإخالص، التوحيد على ومرتكزة والسنة، الكتاب من مستمدة الصحيح،

إىل دفكانت و ،اإلسالمية العقيدة يف والضالالت البدع شيوع املسلمني وبني ختلف بني مسائل يف السلف اتباع إىل ودعت ،الكتاب والسنة األوىل منابعه إىل اإلسالمي بالدين العودة

وخالقه، اإلنسان بني الوسائط وشبهات الشرك شوائب من تنقيتها على وعملت العقيدة، إصالح ألنإصالح؛ كل جوهر العقيدة إصالح وجعلت العقيدة، أساس التوحيد واعتربتتمع، إلصالح األوىل الركيزة ميثل العقدي التصور عبد بن حممد الشيخ دعوة كانت لقدا املشاعر وحركت الراقدة، العقول أيقظت فقد واإلصالح، احلق الدين إىل دعوة الوهاب من العقول وتطهري اإلميان، وحترير العقيدة، لتصفية الدين؛ يف النظر إعادة إىل ودعت اخلامدة، املصلحني لبعض إهلام مصدر وكانت إفريقيا، ومشال اهلند الدعوة هذه أصداء وبلغت ،اخلرافاتتعد با بحركة الشيخ حممد بن عبد الوها القول بأن بل ميكن ،عشر التاسع القرن خالل

ابداية حقيقة لعصر جتديد لفكر األمة و ا ،عقيد كانت يف عصر الدولة العثمانية ومع أا بقيت فكرا ،آنذاك ا وحورب أتباعها كثري وحوربت إىل صافية نقية التزال وعقيدة راسخا إال أ

ا .)١(اليوم تؤيت مثارها كل حني بإذن ر

دعوة الشيخ حممد بن ، أمحد احلصني،وهابية الوهاب جتديدية إصالحية ال دعوة ) ينظر: دعوة الشيخ حممد بن عبد(١

دكتوراه للدكتور أمحد بن عطية الزهراين من قسم العقيدة يف جامعة أم رسالة ،عبد الوهاب وأثرها يف العامل اإلسالمي .القرى

٨١

صالحية بالهند.المطلب الثاني: الدعوات اإل

اهلندية، وكان من أشهرها حركة شاه ويل اهللا قامت عدة حركات إصالحية يف شبه القارة .م١٧٦٢ /هـ ١١٧٦ -م ١٧٠٣ /هـ ١١١٤ هلويدال

تمع اإلسالمي يف الذي نادى بأن العودة إىل الدين الصحيح هي احلل لكل مشكالت اوأنشأ العديد سس املدرسة الرحيمية اليت أصبحت فيما بعد نواة حلركته اإلصالحية،وأ ،اهلند

لوعظ وا ،التدريسمن خالل ركز على اإلصالح الديين، مث ومنرس والكتاتيب، من املداقام اإلمام بعمل فكري جتديدي بـناء كبري قدم من كما ،رشاد واإلصالح االجتماعي العامواإل

خالله اإلسالم يف صورة نظام أخالقي وحضاري متكامل، وذلك من خالل اثنني من كتبه أعطى أمهية أساسية للناحيةكما البالغة"، و"البدور البازغة"، مها "حجة اهللا ،العظيمة

جمتمع ال يستطيع أن االقتصادية، ودرس تقدم األمم وتأخرها من هذه الوجهة، ورأى أن أيالفساد األخالقي د ع ويـ ،خريناآل تمد علىما دامت اجلماعات املنتجة فيه تعيطبق العدل

ثبات التوافق بني التعاليم اإلسالمية واحلياة وجاهد إل نتيجة حتمية للتدهور االقتصادي،وعلى الرغم من ،ةمعانيه إىل أفهام الناس بسهول حىت تصل اإلنسانية، وترجم القرآن للفارسية

األوضاع ه حبث يف جتديدا ه قدم فكرا ويل اهللا مل تنتشر وتزدهر يف حياته، إال أن أن حركة شاهوبعد وفاة شاه ويل اهللا خلفه ، وحماولة إقامة حكومة إسالمية،االقتصادية والسياسية يف عصره

يذ شاه ويل اهللا قام تالممث اهللا يف عصره، درسته وفكره، فتطورت حركة شاه ويلميف ابنه .)١(يقظة املسلمنييف سعيا ترك البدع واتباع السنة، يدعون إىل باالنتشار يف القرى واملدن

علي أدهم، أضواء على احلركات والدعوات الدينية والغرب، عبد املنعم النمر، اهلند اهلند، يف اإلسالم تاريخ ينظر:) (١

سن الندوي. واإلصالحية ومدارسها الفكرية ومراكزها التعليمية والرتبوية يف اهلند، أبو احل

٨٢

.بمصر صالحيةاإل الدعوة المطلب الثالث:

السلفية احلركة كانت وإذا. واإلصالح التجديد حركة يفتعد من أهم املدارس اليت أثرت املدرسة فإن ،السنة واقتفاء البدعة، وحماربة التوحيد، معىن وحتقيق ،الشرعي بالدليل التزمت ببياناهتمت ،ارض رشيد وحممد عبده، وحممد األفغاين، الدين مجال: الثالثة بأعالمها العقلية ما وإبطال عصر، وكل قطر كل يف البشر ملصاحل وموافقته والعقل، العلم مع اإلسالم اتفاق .)١(إليه اخلرافات من يعزى ما وتفنيد عليه، الشبهات من يورد

بني تنقلالذي ،)م١٨٩٧ - ١٨٣٩( األفغاين الدين مجال لشيخا وكان رائد تلك الدعوة شعار رافعا الربيطاين، االستعمار حملاربة "الوثقى العروة" جملة يف ودعا ،ستانبولإو ومصر اهلند

الثورة عد وقد. إسالمية حكومة حتت الشعوب وحدة هدفه كان إذ ؛اإلسالمية اجلامعة باحلركات ودفع األجنيب، االحتالل فناهض اإلسالمية؛ الشعوب إلصالح وسيلة السياسية دينيا املسلمني الحإص إىل األفغاين ودعا. اإلسالمي العامل ا يزخر كان اليت الوطنية، التحررية

يتفهم حىت اإلسالمي الرأي لتنوير "الوثقى العروة" جريدة يف خطته ووضع ،وسياسيا واجتماعيا .وواجباته حقوقه وحاول حترير ،م)١٩٠٥ -هـ/١٣٢٣ – ١٢٦٦/١٨٤٩اإلمام حممد عبده (تبعه مث

،ية هو الوسيلة ملناهضة االستعمارإصالح أحوال املسلمني الداخل وعد ،الفكر من قيود التقليد فانصرف إىل إصالح العقيدة واملؤسسات اإلسالمية كاألزهر واألوقاف واحملاكم الشرعية. ونظرا

إصالح األزهر مبثابة إصالح ألحوال املسلمني عامة. ويف عد ألمهية التعليم يف مشروعه غربية، دافع عن اإلسالم، ودعا األمة أن تعرف حقها على حاكمها.مواجهة التيارات ال

- ١٨٦٥ / ه١٣٥٤ - ١٢٨٢حممد رشيد رضا (رز كان الشيخ بلعلم الثالث األاو حاول بدوره تصحيح العقيدة والدفاع عن اإلسالم، و "،جملة املنار"أصدر الذي م)١٩٣٥

من املنهج رب كثريا ـواقت، العلوم العصرية ى تدريسـنفتاح علوإصالح نظام الرتبية والتعليم، واال

.)٢٦٩ حسانني (ص:حممد ،جتديد الدينينظر: ) (١

٨٣

.)١(السلفي يف العقيدة املعتزلة فعل كما الشرعية، األدلة على ةالعقلي األدلة تقدميإال أنه يؤخذ على تلك املدرسة

وعدم اعتبارهم بأحاديث .اآليات من يوافقه ال ما لواوأو ، العقل يوافق ال ما فردوا ،قدميا .)٢(العقائداآلحاد يف جمال

دون غلو يف ،واإلحياء الذي قامت به واملنصف يثبت لتلك املدرسة اجلهد الذي بذلته،طعن يف القصد المن غري غمط للجهد، و ،آرائهم من ويرد مامل يوافق الكتاب والسنة الثناء،

والنيات. :جاملنه هذا حسنات من نأخذ أن الفالح فيه وما والصالح اخلري أردنا إنوعلينا

تمعات املساجد يف املباشر باحلديث أفكارهم؛ بث يف سلكوه الذي األسلوب -١ وا .املؤلفات ويف الصحافة، ويف واحملاضرات، واملنتديات

مدارك عن يرقى الذي املتكلف باحلديث فليس احلديث، صياغة يف جوه الذي األسلوب -٢ .اخلاصة ويأنفه ميجه الذي األسلوب وال العامة،

تمع، م اليت للقضايا االهتمام توجيه -٣ وتشد واألجناس الفئات سائر انتباه وجتلب ا .الصحيحة اإلسالم مبادئ لبث هذا من الولوج مث انتباههم،

واملوظفني والعلماء واألمراء والوزراء امللوك من الطبقات خمتلف على والتعرف االتصال -٤ الوجهة إىل ومدارها فلكها حسب منها كل هوتوجي الفئات، بكل واالتصال والفالحني، .الصحيحة اإلسالمية

واحنرفات، أخطاء وهلا نواحيه، شىت يف االجتماعي اإلصالح يف تنكر ال جهود للمدرسة -٥ .)٣(للناس ونبينه سواه من وحنذر فيه، احلديث ولنوسع مقبول، هو ما ولنأخذ

الشاملة، والثورة األفغاين الدين مجال أمحد فهد بركات، ،حممد رشيد رضا ودوره يف احلياة الفكرية والسياسةينظر: ) (١

ر الفك)، ٣٧٢ -٣٦١ ، علي الدين هالل (ص:التجديد يف الفكر السياسي املصري احلديث يوسف السيد، ).٥٤ غازي توبة (ص: دراسة وتقومي، :اإلسالمي املعاصر

).٢٢٤ -٢١٧ ينظر: جتديد الدين لدى االجتاه العقالين اإلسالمي املعاصر، أمحد اللهيب (ص:) (٢ .)٢/٨٥٧( عشر، فهد الرومي الرابع القرن يف التفسري اجتاهات) (٣

٨٤

.: دعوات إصالحية أخرىالمطلب الرابع

ن العامل اإلسالمي قامت به إ ؛ إذتلك الدعواتيف اختصار جهود املصلحني ميكنال املدرستني لإلصالح ماتلك جتنهج كانت وكثري منها ،صالح يف خمتلف أحنائهات لإلدعو

منها: السنوسية: احلركة -١

، انطلقت من )م١٨٠٩ - ١٧٨٧ / هـ١٢٧٦ - ١٢٠٢(لصاحبها حممد بن السنوسي املنهج األخري بليبيا، وهي حركة مجعت بني يفه أواسط القارة، واستقرت ا باجتامشال إفريقي

، وحاولت أن ةالصوفي ةعيف اإلصالح الديين، والنز السلفي لدعوة الشيخ حممد بن عبدالوهاب تعادي االستعمار، وأن تنشر اإلسالم بني القبائل الوثنية يف إفريقيا الوسطى، وأن تدخل

تمع اللي .)١(يبإصالحات على ا

احلركة املهدية بالسودان: -٢ا حممد أمحد املهدي ، وهي حركة )م١٨٨٥ - ١٨٤٤ / هـ١٢٠٢ - ١١٦٠(قام

وحترير البالد من ،حاولت العودة إىل نقاء العقيدة، ودعت إىل توحيد املذاهب األربعة .)٢(االستعمار

.)٢٨٧/ ١( املعاصرة ابواألحز واملذاهب األديان يف امليسرة ينظر: املوسوعة) (١ .مصطفى الرحيم عبد أمحد ،احلديث العريب العامل يف اإلسالمي التجديد حركةينظر: ) (٢

٨٥

.أهم كتبه وأبرز مظاهره :المبحث الثاني

.لتفسير التي انتهجت التجديد اإلصالحيا كتبأهم :المطلب األول

قرآن كان من أهم مثرات تلك احلركات اإلصالحية املباركة أن اجته ثلة من العلماء حنو اللدخيل من اآلثار وتنقيته مما حلقه من ا ني،لتقريبه إىل عموم املسلم ؛وبيانا وشرحا الكرمي تفسريا : )١(فيما يلي باعا سنعرض ألمهها تو ،آلراء الباطلةاملوضوعة، وا

وتأويل الفرقان بالفرقان: نظام القرآنتفسير : أوال عالمة العربية ،محيد الدين أبو أمحد عبد احلميد بن عبد احملسن األنصاري الفراهي المؤلف:

يف قرية ه١٢٨٠سنة ولد ،لثالث عشر والرابع عشر اهلجرينيوالتفسري، أحد خمضرمي القرنني اإىل طلب مث اجته يفاعته بطلب العلم، فحفظ القرآن،شتغل الفراهي منذ ا ،باهلند "فريها"

فربع يف اآلداب العربية، وفاق أقرانه يف الشعر كلية العلوم الشرقية بالهوروخترج يف العربية، .واإلنشاء

للغة العربية بكلية عليكره اإلسالمية مث عني أستاذا جبامعة اهللا أباد، وبقي فيها اعني أستاذ ملدرسة دار العلوم النظامية، اليت كانت حىت انتقل منها إىل حيدر أباد الدكن، رئيسا أعواما

ا. وهو الذي ع .مل على تأسيس اجلامعة العثمانيةخترج قضاة البالد ووالومجع علومه ،انقطع إىل تدبر القرآن ودرسه، والنظر فيه من كل جهةو بيته، ولزم استقال مث

.)٢(تويف ، إىل أن تويف ى فيه أكثر عمرهمن كل مكان، فقضيد القرآن حول كتبه ما وأعظمها أمهها ،عددا اخلمسني قاربت ه:مصنفات ونظامه، وتأويله ا

ومن كتبه: أمر فوق القول وهووقد شرح يف كتابه هذا فكرة النظام يف القرآن الكرمي، :دالئل النظام

) مل ولن أدعي احلصر، وليس هو املراد، وحسيب أن عرضت ألهم الكتب املمثلة ملختلف االجتاهات.(١ ترمجة اإلصالحي أيوب أمجل حممد د. كتابال حمقق فيه قدم الذي ).٣٥-١٤لفراهي (ص:ا ،القرآن ينظر: مفردات) (٢

العربية باللغة املذكرات وبعض اهلندية باللغة عثر عليها اليت املصادر بعض على فيها اعتمد الفراهي اإلمام عن وافية الندوي. السيد خطه ما وعلى

٨٦

ه.ئالقول باملناسبة يف القرآن جزءا من أجزا د وجود املناسبات يف القرآن الكرمي، بل يعبوهذا الكتاب من أنفس كتبه، وله يف هذا الكتاب نظرات جديدة قل من مفردات القرآن:

.كتبوا يف مفردات القرآن الكرمي تنبه هلا من العلماء السابقني الذينومواقع ن ومفاهيمها وهذا الكتاب يبحث يف وجوه األساليب يف القرآ :أساليب القرآن

ا .استعماالالتكميل في ، إمعان في أقسام القرآن ،الرأي الصحيح في من هو الذبيحومنها:

.أصول التأويل

خ يقبل أن نتحدث عن تفسري الش :"نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان" تفسريه .ونظاما ا الفراهي نذكر أن تفسريه هو نتاج رؤيته املتكاملة لتفسري القرآن مفردات وأسلوب

، تفسري البسملة وسورة الفاحتةو ، ة نظام القرآن وهي مقدمة تفسريهفاحتويشمل تفسريه وعبس، والشمس، فسري سورة الذاريات، والتحرمي، والقيامة، واملرسالت،تو وسورة البقرة، والفيل، والكوثر، والكافرون، واللهب، واإلخالص. والتني، والعصر،

ري تلك السور لسهولتها وقصرها كما يبدو أول وهلة، بل بتفس ؤلف ومل يكن بدء املؤلف ملا أشكل من نظامها أو أساليبها على كثري من املفسرين، وليتبني أن قصار السور ليست بأقل

وكمال بالغتها. ،طواهلا يف سعة مضامينها، ودقة نظامها من مفردا لتفسري ، وكان كل جزءوقد صدر قدميا أجزاء من هذا التفسري يف حياة املؤلف

سورة معينة وبعد وفاته صدرت بقية األجزاء. : قائال ويوضح ،" اليت وضعها يف كتابه "دالئل النظام"نظام القرآن"نظرية بإبراز فيه هتموا

، مث تكون ذات مناسبة بالسورة السابقة واحدا إن املراد بالنظام أن تكون السورة كال دها على بعد منها، فكما أن اآليات رمبا تكون معرتضة، والالحقة، أو باليت قبلها أو بع

، ذا مناسبة واحدا فكذلك رمبا تكون السورة معرتضة، وعلى هذا األصل نرى القرآن كله كالما وترتيب يف أجزائه، من األول إىل اآلخر؛ فتبني مما تقدم أن النظام شيء زائد على املناسبة

القرآن، فبالنظام يتبني الربط فاته شيء كثري من فهم روح فمن فاته النظام و ،وترتيب األجزاء

٨٧

ت الكالم، واالنتفاع بالقرآن، واالستفادة من موقوفه على فهمه، وال ميكن فهم الكالم إالمسبالوقوف على تركيب أجزائه، وبيان تناسب بعضها لبعض؛ ألن االطالع على املراد من معاين

.)١(ى الناحية التأليفية ومواقع كل جزء منهااألجزاء ال يتأتى إال بعد الوقوف علهو املنهاج الصحيح لتدبر القرآن، وهو املرجح عند بل ألنه ،واهتمامه بالنظام ليس لذاته

تضارب األقوال، وهو املعني عند تعدد االحتماالت، وهو اإلقليد الذي تفتح به كنوز .)٢(القرآن

أقوال إىل رجع جيد مل فإن، بالسنة القرآن تفسريو ،رآنبالق القرآن تفسريل وكان يعمد أوال ليعجب همؤلفات على املطلعإن و ،والبالغية اللغوية بالنواحي اهتمامهويربز يف تفسريه الصحابة،

بعض وصحح ،اجلاهلي الشعر فيها ناقش جزلة قوية لغته كانت فقد ،أعجمي إنه له قيل إذاض معاين حيث حرر فيه بع ؛أدل شاهد على ذلك "اتاملفرد"وكتابه توجيهها، يف األفهام

مل يسبق إليه. بديعا املفردات حتريرا نزوهلا، ومواقع ومطالبها، السورة عمود من كلية أمور يف: قدمةإىل امل هوقسم تفسريه في

ا، ووجه ا الكلمة معىن يف: الكلمو ، أجزائها وترتيب خطا ا، وماد فيه واالستدالل وصور ،التأويل وحسن بالنظائر فيه واالستدالل الكلمة، تأليف يف: النحوو ،العرب وكالم بالقرآن

مراده على الكالم محل يف: التأويلو ،احملل تناسب معان على األساليب داللة يف: البالغةو املبادئ ذكر يف: التدبر، و العرب وكالم بالقرآن االستدالل معظم ذلك ويف احملل، حسب بيان يف :النظمو ، اهللا وكتاب العقل بصريح فيه واالستدالل ،وإشارته النص تضاءاق أي والنتائج،

.)٣(ببعض بعضها ورباط ،الكالم من مجله موقعبل يعد من أوائل من وضعوا ،ومن أهم معامل التجديد يف تفسريه، اهتمامه بنظام القرآن

يف تاآلياعاين ودالالت قواعده، وإبرازه لعمود كل سوره، واستخدامه ذلك للرتجيح بني امل بعيد عن كثرة األقوال والنقول. حترير بديع

).٢٣ دالئل النظام (ص: )(١ )٢٦ دالئل النظام (ص: )(٢جملة جامعة ،مد يوسفحم مثال، ويف منهجه ينظر: منهج اإلمام الفراهي يف التفسري،ينظر: تفسريه لسورة البقرة ك) (٣

لد ،دمشق .٢٠٠٤ ،العدد الثاين ،٢٠ا

٨٨

:)تفسير المنار( ـتفسير القرآن الحكيم المعروف ب :ثانيا ه/ ١٢٨٢ولد عام ،حممد رشيد رضا حممد بن مشس الدين القلموين :لشيخمؤلفه ا للعلماء واألدباء ا ، وكان بيت أبيه مقصدبطرابلس بلبنان، طلب العلم زمنا م يف قلمون١٨٦٥

بعد نفيه إىل بريوت بتهمة املشاركة يف ثورة من أهل الشام وغريهم، التقي بالشيخ حممد عبده ،ه١٣٠٥عرايب، وملا رجع الشيخ حممد عبده إىل مصر حلق به الشيخ حممد رشيد رضا عام للشيخ حممد وبدأ بينهما االتصال العلمي الوثيق، وقد وجد كل منهما بغيته يف اآلخر، وكان

.)١(عبده تأثري كبري يف فكر حممد رشيد رضااخلالفة واإلمامة ،)٢(جملة املنار ،مام، الوحي احملمديمن مؤلفاته: تاريخ األستاذ اإل

العظمى، حماورات املصلح واملقلد، تفسري القرآن احلكيم املعروف بتفسري املنار.هـ باقرتاح وإحلاح ١٣١٧ غرة حمرم وأصل هذا التفسري دروس بدأها الشيخ حممد عبده يف

،هـ١٣٢٣واستمرت هذه الدروس حىت عام ،يئه للقاهرةتلميذه حممد رشيد رضا بعد جم من ، وكان حيررها حممد رشيد رضا وينشرها يف جملتهمن سورة النساء ١٢٥عند اآلية وتوقف "،ن احلكيمتفسري القرآ"، وإال فاسم التفسري "تفسري املنار"ولذلك مسي ،(املنار)

واقرتب من ،، وتغري أسلوبهبعد وفاة حممد عبده وكتبه بنفسه رشيد رضاحممد وقد أكمله وبلغ به ، هج السلف كثريا نواقرتب من م ،أصول التفسري، وأكثر النقل عن أئمة التفسري واللغة

جة فأكمل تفسري سورة ،تويف من سورة يوسف مث تويف ١٠١اآلية يوسف تلميذه حممد .ارالبيط

ههجههذا وإنين ملا استقللت بالعمل بعد وفاته، خالفت منهجه يقول يف مقدمة تفسريه: ججهتعاىل بالتوسع فيما يتعلق باآلية من السنة الصحيحة، سواء كان تفسريا هلا أو يف حكمها، ويف

اهد (١ ).٧٧-٧٠ ص:() ينظر: رشيد رضا اإلمام اوحرص الشيخ حممد رشيد رضا على تأكيد أن هدفه من املنار هو اإلصالح ،ه١٣٤٥حىت ١٣١٥) صدرت عام (٢

يين واالجتماعي لألمة، وبيان أن اإلسالم يتفق والعقل والعلم ومصاحل البشر، وإبطال الشبهات الواردة على الدلة إىل جانب املقاالت اليت تعاجل اإلصالح يف ميادينه املختلفة و ، اإلسالم، وتفنيد ما يعزى إليه من اخلرافات أفردت ا

اب لنشر الفتاوى واإلجابة على ما يرد للمجلة من أسئلة يف أمور بابا لنشر تفسري الشيخ حممد عبده، إىل جانب باعتقادية وفقهية، وأفردت املنار أقساما ألخبار األمم اإلسالمية، والتعريف بأعالم الفكر واحلكم والسياسة يف العامل

العريب واإلسالمي.

٨٩

واهد حتقيق بعض املفردات أو اجلمل اللغوية، واملسائل اخلالفية بني العلماء، ويف اإلكثار من شونقد شيخه رية من مناقشةيكن يتحرج يف مواضع كث ولذلك مل ،)١(اآليات يف السور املختلفة

اصة يف األمور واملسائل العقدية اليت مال فيها عبده عن مذهب خبحممد عبده يف بعض آرائه، و .السلف

باآليات مبقاصد القرآن يف تفسريه، وربطها امهاهتم: ومن أهم معالم التجديد في تفسيرهمبوضوع فكان يربط اآليات مبا قبلها أو ،بني اآليات اهتم باملناسباتموضوع التفسري، كما

إبراز الوحدة املوضوعية وعمل علىالسورة الرئيسي الذي تتحدث عنه جممل آيات السورة، ا ية كما كان حريصا عندما تتعرض اآل ،للسورة القرآنية، والسياق الواحد الذي يؤلف بني آيا

خرى اليت بشكل موجز معظم اآليات الكرمية األ اليت يفسرها لقضية ما، أن يسرد وحيلل .تتحدث عن القضية نفسها

ا بواقع املسلمني ومشاكلهم السياسية واالجتماعية، قامكما بربط تفسري اآليات ومضمواية تفسري كل سورة تقريبا، على كتابة خالصة إمجاليةو ألحكامها، وقواعدها، كان حريصا يف

كان تفسري لذلك و ،الكثرية اليت أوردها يركز فيها بشكل خاص على السنن اإلهلية ،ومقاصدهااليت أثرت يف حركة حية االجتماعية يف تكوين مدرسة عرفت باملدرسة اإلصال املنار رائدا

القرآن لسيد فكان تفسري املراغي، وشلتوت، كما كان تفسري يف ظالل ،التفسري من بعدهقطب الذي سلك به منحى اإلصالح االجتماعي كما يراه، وإن غلب عليه األسلوب

.)٢(األديبيشك أحد بأن للشيخ حممد عبده ومدرسته أعظم األثر يف تقريب فهم القرآن من الو ،واالبتعاد به عن جو اخلرافات واإلسرائيليات ،وتنقية التفسري من الكثري من الشوائب ،القلوب

يتناسب بأسلوبه وموضوعيته مع جديدا ا والتعصب للمذاهب الفقهية والكالمية، وإلباسه ثوبولكن مع تلك احلسنات فلقد كان هلذه املدرسة هفوات ،مدركات الناس يف هذا العصر

وكبوات خرجت بالنص القرآين عن معناه الظاهر إىل تأويالت بعيدة وتفسريات غريبة، وذلك ، ورد األحاديث ل سجود املالئكة بتسخري القوىوكتأوي ،بالقوى الطبيعيةكتأويل املالئكة

.)١/١٦( ) تفسري املنار(١ بعدها). وما ٢/٨٠٣( عشر) ينظر: اجتاهات التفسري يف القرن الرابع (٢

٩٠

فيما حصل من احنراف يف التفسري ا أن هلذه املدرسة أثر ولذلك رمبا يرى البعض الصحيحة،وإن كان كثري من رجاهلا حاربوه ،عند هذه املدرسة وإن مل يكن هدفا االحنرافوهذا ،فيما بعد

يف األمر يسترتون ببعض آراء تلك إال أن هؤالء املنحرفني كانوا أقل ما فيها، ال هوادة حربا وليس معىن هذا أن احنراف هؤالء كان نتيجة لبعض آراء تلك املدرسة اليت صدعت ،املدرسة

.)١(ةوامل ودوافع ال تقرها تلك املدرسفإن كثريين منهم قد تأثروا بع ،االكرمي وفق مناهج ومكتسبات ادة قراءة القرآنوهناك فريق آخر ممن ينتمون إىل تيار إع

إال ورشيد رضا يف تفسري "املنار" ما ه إسهامالعلوم االجتماعية واإلنسانية احلديثة، يرى أن وهو يف نظرهم، على يد رائديها األفغاين وعبده خطوة تراجعية عن بعض ما أجنزته مدرسة املنار

بسبب ما قام به رضا من إعادة العمل التفسريي إىل وذلك ، إجناز حمدود، وموضع نقد وتقوميمن خالل -يف نظرهم- سري، وتظهر أهم مالمح تلك العودةالقدمية يف التف املدرسة التقليدية

النقول الواسعة عن علماء التفسري السابقني، فضال عن استطراداته الواسعة فيما إكثاره منالغربية ضافة إىل عجزه عن االستفادة من املناهجيتعلق بقضايا العقيدة والتشريع، هذا باإل .)٢(احلديثة يف دراسة ونقد النصوص املقدسة

:التحرير والتنوير تفسير: ثالثا هو العالمة الشيخ حممد الطاهر بن حممد بن حممد الطاهر بن عاشور، ولد يف ضاحية : مؤلفه

تلقى العلم كأبناء جيله، وقد شب يف أحضان أسرة علمية، هـ،١٢٩٦املرسى يف تونس سنة ة عشرة التحق جبامع حيث حفظ القرآن، واجته إىل حفظ املتون السائدة يف وقته، وملا بلغ الرابع

التحرير والتنوير، ومقاصد ـله مؤلفات عديدة يف شىت الفنون، منها تفسريه املسمى ب. الزيتونةن املعاين واأللفاظ الواقعة يف الشريعة، وأصول النظام االجتماعي يف اإلسالم، وكشف املغطى م

.)٣(م)١٩٧٣ -ه١٣٩٠، تويف (املوطأ

،جامعة األزهر ،ه١٣٩٢ هرسالة دكتورا، )١٨١-١/١٨٠(، فضل عباس اجتاهات التفسري يف مصر وسورياينظر: ) (١

.كلية أصول الدين .)٦٨-٦٧ (ص: اإلسالم واحلداثةينظر: ) (٢حممد الطاهر :مية" بتحقيقمقاصد الشريعة اإلسال" مقدمة احملقق يف كتاب ،)٦/١٧٤( : األعالم) ينظر يف ترمجته(٣

.امليساوي

٩١

مل أر من علي أن أبدي يف تفسري القرآن نكتا فجعلت حقا يقول يف مقدمة تفسريه: : تفسيرهوأن أقف موقف احلكم بني طوائف املفسرين تارة هلا وآونة عليها، فإن االقتصار ،سبقين إليها

لفيض القرآن الذي ماله من نفاد، ولقد رأيت الناس حول كالم على احلديث املعاد تعطيلاألقدمني أحد رجلني: رجل معتكف فيما شاده األقدمون، وآخر آخذ مبعوله يف هدم ما مضت عليه القرون، ويف كلتا احلالتني ضر كثري، وهنالك حالة أخرى ينجرب فيها اجلناح

هذبه ونزيده، وحاشا أن ننقصه أو نبيده، الكسري، وهي أن نعمد إىل ما أشاده األقدمون فن .)١(للنعمة، وجحد مزايا سلفها ليس من محيد خصال األمة بأن غمض فضلهم كفر علما

، وحسن ترجيحاته، وله فيه منهج بديع يف التقدمي ةيف صناعته التفسريي وتفسريه يعد رائدا كان اآليات من معان وأحكام، و تشتمل عليه للسورة باألغراض اليت سيقت ألجلها، مث بيان ما

رتجيح.ال، إال ما كان له دور يف اآلثارال يكثر من االستشهاد باألحاديث النبوية و

كما اهتم مبقاصد القرآن وإبرازها من خالل تفسريه ،وامتاز مبناقشة األدلة والرتجيح بينهااآلداب رص على إظهار حيويف جمال الربط بالواقع كان لآليات، واعتىن بالسياق عناية بالغة،

ذيبها،ها اآليات اليت حتمل واملعاين ط الفوائد، وربطها حبياةباستنباكما اهتم لرتبية النفوس و .)٢(ة؛ لتكون سببا يف النهوض باألموالعظات من اآلياتحرص على استلهام العرب و لمني، املس

عات اليت حتدثت عنها ومن معامل التجديد يف تفسريه: ذكره ألغراض السورة واملوضو على إظهار الصالت بيان مناسبة اآلية للسياق، كما كان حريصا و السورة يف بداية كل سورة،

مل يسبق إليه، حتليل األلفاظ، وتبيني معاين املفردات بضبط وحتقيقو ، والروابط بني اآلياتودقة صناعته وترجيحه لألقوال أو توفيقه بينها بشكل جيلي مدى تبحره يف أصول التفسري

التفسريية.

:تيسير الكريم المنان في تفسير كالم المنان: رابعا ه١٣٠٧ولد سنة ،لشيخ عبد الرمحن بن ناصر بن عبداهللا آل سعدي التميمي احلنبلي: امؤلفه

).١/٣) التحرير والتنوير ((١)، التفسري واملفسرون يف العصر ١٤١ صقر (ص: أمحد التفسري، نبيل يف عاشور بن الطاهر اإلمام ينظر: منهج) (٢

).١٣٠-١١٠ (ص: ، عبدالقادر حممد صالحاحلديث

٩٢

،سنة فجلس للتدريس ٢٣واشتغل بطلب العلوم إىل أن بلغ ،حفظ القرآن صغريا ،بالقصيم .ه١٣٧٦قدره بني أهل زمانه، تويف سنة علمه، وارتفعواشتهر ب

تفسري القرآن، املذاهب الربانية من القواعد احلسان يف :من أهم كتبه باإلضافة إىل تفسريه .)١( اآليات القرآنية

كثر فمن مطول خارج يف أ ،-رمحهم اهللا-مة كثرت تفاسري األئ: يقول يف مقدمته: تفسيره ،على حل بعض األلفاظ اللغوية تقطع النظر عن املراد ومن مقتصر يقتصر ،حبوثه عن التفسري

أن جيعل املعىن هو املقصود، واللفظ وسيلة إليه، فينظر يف سياق وكان الذي ينبغي يف ذلك ألجله، ويقابل بينه وبني نظريه يف موضع آخر، ويعرف أنه سيق هلداية اخللق الكالم وما سيق

النظر لسياق اآليات مع العلم بأحوال الرسولف ،همعاملهم وجاهلهم، حضريهم وبدوي كلهم .)٢(نزوله من أعظم ما يعني على معرفته وفهم املراد منه عدائه وقتأوسريته مع أصحابه و

بأسلوب سهل يصلح للعامل وطالب ،غري مطول ،وتفسريه شامل آليات القرآن الكرميز املعىن العام هلا دون الدخول حرص فيه على تقريب معاين اآليات، وإبراالعلم، وعامة الناس، غريب األخبار والنقول، وحرص على تفسري القرآن بالقرآن مع البعد عن ،يف خالفات لغوية

وبالسنة الصحيحة، وال خيلو تفسريه من حملات تربوية هدفها إصالح النفوس وتربية تمعات .)٣(ا

مذهب أهل السنة علىالعقائد بتقرير امه ومن أهم معامل التجديد عنده اهتمامه على إنتاج املدرسة السلفية للتفسري واهتمامها بتصحيح لذلك كان تفسريه يعد مثاال واجلماعة،

ا أساس كل إصالح وصالح، سرائيليات يف تفسريه عن اإل وجنده قد أعرض صفحا العقائد كو طالة يفون اإلين دقتصاره على شرح املعاوا من معرفته يف التفسري، طائل وما ال ،واملوضوعات جعله واضح العبارة سهل املتناول. اخلالفات، مما

مقدمة تفسريه بيد أحد طالبه. :ينظر يف ترمجته) (١ ).٣٠ تيسري الكرمي الرمحن (ص:) (٢ ينظر: منهج الشيخ السعدي يف تفسريه، رسالة ماجستري للجامعة اإلسالمية بغزة، ناصر العبد سليم املرنخ،) (٣

ه.١٤٢٣

٩٣

:محاسن التأويل: خامسا ن فقيه الشام اقاسم كجده و ،حممد مجال الدين أبو الفرج بن حممد بن سعيد بن قاسم: مؤلفه

طلب ،كان فقيها وأبوه ،عاملا فجده كان ،نشأ يف بيت علم ،ليهإوهلذا ينسب ،يف عصرهمث قام مكان أبوه يف التدريس عام ،رع فيها وجلس للتدريس وعمره أربعة عشر عاما العلوم وب مصطلح من التحديث قواعد :كتبه من ،ه١٣٣٢ىل أن تويف سنة إواستمر ،ه١٣١٧ .)١(والعوائد البدع من املساجد صالحإ احلديث، حني وتعرفت، السابقني، تفاسري من يل قدر ما تصفحتيقول يف مقدمة تفسريه: : تفسيره ومبقدار ،مقاصده حول حام وسعه، بقدر ،كال ورأيت ،والسمني الغث من ختللها ما درست، من شطرا حقائقه عن الكشف يف صرفت أن وبعد ،وشواهده دالئله ميدان يف جال طاقته، مفسريه سلك يف أخنرط أن أردت ،دهري من قدرا دقائقه عن الفحص على ووقفت ،عمري ،منظوما هت ل مح ويف ،موسوما خبدمته وأكون ،العناصر وتفىن السرائر تبلى أن لقب ،األكابر

وتفسري قواعده، تقرير يف تعاىل اهللا واستخرت ،اهلم نائم وأيقظت العزم، كليل فشحذت التحقيقات، من صفا ما أودعه ،"التأويل حماسن": اجلليل اهللا بعون امسه كتاب يف ،مقاصده وأسوق األفكار، نتائج فيه وأنقد ،األسرار خزائن فيه وأوضح ،املهمات يه مبباحث وأوشحه

وزوائد ،الدفاتر غضون يف عليها عثرت وفرائد ،الغابر السلف تفاسري من التقطتها فوائد إليه .)٢(عليه اعتمادي وقوي ،إليه الدليل قادين مما ،القاصر بفكري استنبطتها

كثر فيه من وقد أ ،قدمات التفسري وعلوم القرآنعلى م حيتوى اجلزء األول من تفسريهوويل اهللا ،وابن خلدون ،والعز بن عبد السالم ،وابن تيمية ،النقل من املوافقات للشاطيب

فخرج ،متهاءها ومالءانتقاال أنه حيسن إ ،كان يكثر يف تفسريه من النقول، و الدهلوي وغريهمجند تداء من ابن جرير إىل الشيخ حممد عبده، كما كتابه دائرة معارف نقرأ فيه أقوال املفسرين اب

كاره حلقيقة السحر، ورده بعض أحاديث إن، ويؤخذ عليه اللغةوالت لعلماء احلديث و فيه نق .)٣(حاد ولو كانت صحيحةاآل

).٢/١٣٥ينظر: األعالم () (١ ).١/٤حماسن التأويل () (٢ ).٥٣٠ (ص: : اجتاهات التفسري يف مصر وسورياينظر) (٣

٩٤

:أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن :سادسا شنقيط، حفظ القرآن ه يف١٣٢٥ولد سنة ،حممد األمني حممد املختار الشنقيطي :مؤلفه

مث سافر للحج وعزم على البقاء، درس يف غة واألدب، وعمره عشر سنوات، وتعلم علومه يف اللتويف ،اختري لعضوية هيئة كبار العلماء ،ومعلما وتنقل بني الرياض واملدينة عاملا ،املسجد النبوي

از يف املن ،ه مبكة املكرمة١٣٩٣سنة دفع إيهام ،زل للتعبد واإلعجازمن مؤلفاته: منع جواز ا .)١(االضطراب عن آي الكتاب

يقول يف مقدمة تفسريه:اهتم يف تفسريه بتفسري القرآن بالقرآن، : تفسيرهإلمجاع العلماء على أن ؛بيان القرآن بالقرآن :أحدمها ؛أمران بتأليفهواعلم أن املقصود

.. ومما التزمنا به يف هذا الكتاب املبارك أشرف أنواع التفسري وأجلها تفسري كتاب بكتاب اهللامبني من القرآن غري واف باملقصود من متام البيان فإننا نتم البيان من إن كان لآلية الكرمية

.)٢(السنة :والثاين :فقد كان هذا املقصود الثاين الذي نص عليه ؛ظ يف تفسريه اهتمامه بالفقهح يلو

.)٣(املبينة بالفتح يف هذا الكتاب ياتاآلبيان األحكام الفقهية يف مجيع وكذلك باستيفاء مع أدلتها ويرجح بينها، ويذكر أقوال الفقهاء واألدلة اآلياتفكان جيمع

كما ،وقد ترك آيات عديدة دون تفسري ،اهتم بأصول الفقه وتقرير مسائله وأطال يف ذلكوصل يف تفسريه إىل ،فسرياستطرد يف مسائل عديدة بالبحث والدراسة ليست من صلب الت

ادلة .)٤(وأكمله بعده تلميذه الشيخ حممد عطية سامل ،اية سورة اوعلى اخلصوص ما أخرجه ،على صحيح السنة اعتماده :ومن معامل التجديد عنده

من أكاذيب، ما فيهاه عليها وإبطال إال للتنب اإلسرائيليات ال يذكركما أنه كان ،الشيخان حكام الفقهية وطرق تقريرها من القرآن.واهتمامه باأل

).٩/٤٧٢( ية سامل بآخر تفسري أضواء البيانته: الرتمجة اليت أحلقها الشيخ حممد عطينظر يف ترمج) (١ ).١/١٣أضواء البيان () (٢ ).١/١٤املرجع السابق () (٣ )٢٤٥ ينظر: التفسري واملفسرون يف العصر احلديث (ص:) (٤

٩٥

التفسير المنير:: سابعا -ه١٣٥١دير عطية من ريف دمشق عام يف بلدةولد ،وهبة مصطفى الزحيلي: مؤلفه

كان له األثر األكرب يف و والده احلاج مصطفى الزحيلي كان حافظا لكتاب اهللا تعاىل، ،م١٩٣٢ ر الدراسات الشرعية خباصة.مي، ويف إطاتوجيه أوالده ملتابعة التحصيل العل

جامعيت األزهر والقاهرة للدراسات التخصصية العليا، وتابع دراسته يف كلية درس يفيف جامعيا وعمل أستاذا ،شغل عدة وظائف تعليميةاحلقوق يف جامعة القاهرة بقسم الشريعة،

.وضع املناهج واخلطط فيهاسهم بأو ،عدد من اجلامعات العربية واإلسالميةللمرتجم يف هذا امليدان إىل اآلن أكثر من ثالثني ومئة كتاب ورسالة ظهرت إىل مصنفاته:

عامل الطباعة، أمهها: آثار احلرب يف الفقه اإلسالمي. -١ الفقه اإلسالمي وأدلته. -٢ دراسة مقارنة. :نظرية الضرورة الشرعية -٣ .)١(يف العقيدة والشريعة واملنهجالتفسري املنري -٤

أشار يف مقدمته إىل ، من احلجم الكبري جملدا ١٦تقع يف قرآنية موسوعة هيعد تفسري تفسيره: اهللا بكتاب املسلم ربط هو املؤلف هذا من األصيل هديف: قائال تأليف كتابههدفه من

قاطبة، للناس واخلاصة، العامة البشرية اةاحلي دستور هو الكرمي القرآن ألن ؛وثيقا علميا ربطا املعروف الضيق باملعىن للمسائل الفقهية األحكام بيان على أقتصر مل لذا خاصة، وللمسلمني

الذي األعم باملعىن الكرمي القرآن آي من املستنبطة األحكام إيضاح أردت وإمنا ،الفقهاء عند والسلوك، واملنهج واألخالق، العقيدة مليش والذي العام، الفهم جمرد من إدراكا أعمق هو

نية والفوائد العام، والدستور البنية يف سواء إشارة، أو تلميحا أو تصرحيا القرآنية اآلية من ا وعمله صحته يف إنسان، لكل الشخصية احلياة يف أم متطور، متقدم جمتمع لكل االجتماعية

.)٢(وآخرته ودنياه وآالمه وآماله وتطلعاته وعلمه

اللحام. دالسي بديع د. املفسر، الفقيه العامل الزحيلي، ينظر يف ترمجته: وهبة ) (١ ).١/٦التفسري املنري () (٢

٩٦

واهتم ،واهتم بإبراز التفسري املوضوعي ،واهتم باملناسبات ،مجع يف تفسريه مصادر عديدةيقدم للسورة مبقدمات يذكر فيها سبب تسميتها ومناسبتها ملا قبلها، ،بالنواحي اإلعرابية

اإلعرابية النواحيويبدأ ببيان ،واملواضيع اليت اشتملت عليها، مث يقسم السورة إىل مقاطعمث يبدأ بتفسريها ،وأسباب نزوهلا إن وجدت ،من اآلياتوالبالغية واللغوية ومناسبتها ملا قبلها

.)١(وخيتم مبا يف آليات من فقه احلياة أو األحكام ،من معان ما فيهامبينا جمموع أحاديثه اإلذاعية اليت ، وهو يف أصلهجملدات ةيف ثالث "التفسري الوسيط" كذلكوله

سبع سنني أتى خالهلا على القرآن وقد استغرق ذلك منه ،إلذاعة السورية وغريهاأذيعت عرب ا .فيه الكرمي كامال على املنهج الذي سار عليه

اقسم آيات القرآن ا ، وقدم بني يدي كل جمموعة من لكرمي إىل جمموعات حسب موضوعا مدلول اآليات بدقة نيبيو ،منها ممهدا لفهم اآليات واملراد متكامال،اآليات مبقدمة تكون موضوعا

، اب النزولبعلى الصحيح من أس وكان يقتصر فيه ،ولغة واضحة سهل،وبأسلوب ومشول، .)٢(لقرآن بالقرآن مث بالسنةا على تفسريوحيرص فيه

وتربز معامل التجديد يف تفسريه، يف حسن تقسيمه وإيراده املعلومات يف حملها، واهتمامه ا، وتعقيبه على كل مقطع مبا مساه فقه احلياة واألحكام.مبواضيع السورة، ومن اسبا

ولقد ألفت غري تلك املؤلفات الكثري، ووضعت أسس الجتاهات أخرى يف التفسري، هذا وال أقصد هنا االستيفاء إمنا جمرد التمثيل، على اجتاهات متعددة للتجديد يف التفسري. ويف

فسرين الكثري من ذلك. الكتب اليت اختصت باملؤلفات ومناهج امل

ينظر: منهج الدكتور وهبة الزحيلي يف التفسري املنري، رسالة ماجستري للطالب حممد عارف فارع، جامعة آل البيت، ) (١

ه.١٤١٨ ).٢١٨-٢٠٦( تفسري واملفسرون يف العصر احلديثال ،)١٥٢-١٥١ املفسر (صالفقيه العامل :ينظر: وهبة الزحيلي) (٢

٩٧

.في التفسير التجديد اإلصالحي ظاهرالثاني: أبرز م المطلب

صنفت املصنفات، وألفت فرت احلركات التجديدية منذ القرن الثاين عشر التفسري، لقد أث .وتدقيقا تعلق بأصوله وأدواته ضبطا ومنها ما ،وبيانا الكتب، منها ما تعلق بالتفسري شرحا

ومنها ،كان كاجتاه عام يف أغلب الكتب لتلك املصنفات مسات بارزة منها ما لقد كانو ومن تلك السمات: ما كان يف بعضها دون بعض.

وهو منهج ،والنظرة الكلية آلياته ،االهتمام بالوحدة والتناسق املوضوعي يف سور القرآن -١نري، واالهتمام بالوحدة ومدرسة املنار، والتحرير والتنوير، والتفسري امل ،الفراهي برز عند

عن القرآن يف وجه مزاعم املستشرقني الذين يرون أنه خليط غري مؤتلف، املوضوعية جاء دفاعا لكثرة روايات مناوئا ملوضوعية حىت اختذوا موقفا وقد بالغ االجتاه العقلي يف إبراز الوحدة ا

ال يلزم منه تفكيك وحدة ن وجود سبب للنزول إإذ ؛وهذا موقف ال يصح ،)١(أسباب النزول .اآليات

لقد قدم كل من رشيد رضا وابن عاشور :إبراز مقاصد القرآن الكرمي من خالل التفسري -٢االهتمام مبقاصد القرآن يف تفسري اآليات وكان ،قاصد القرآنملإيضاح جيد بيف مقدمتيهما

ولرتك ماال فائدة منه يف التفسري. ،إليضاح املعاين وإبراز اهلداياتكتفسري فنجد تفسريا ،وتفسري املراد من اآلية أو اآليات إمجاال االهتمام بتقريب العبارة -٣

دون الدخول يف السريع على معىن اآلية إمجاال االطالعملن أراد مهما السعدي مازال مرجعا تعدد الروايات واملسائل اللغوية.

مث ،التقدمي باملناسباتن كابل ،فنجد أن التفسري مل يسرد سردا ،حسن التقسيم -٤ل الوصول كان التقسيم الذي اعتمده املؤلف فإنه سه ، وأيا مث املباحث اللغوية ،املوضوعات

إىل املعلومة تبعا لنوعها. . إما بنقدها أو اإلعراض عنهاليات يمن اإلسرائالعمل على تنقية التفسري -٥ مكن.والبعد عن شاذها وغريبها ما أ ثاراالهتمام بصحيح اآل -٦

).٢٣٧ ، فهد الرومي (ص:احلديثة يف التفسري ينظر: منهج املدرسة العقلية) (١

٩٨

لقد أسلفنا الظروف اليت :، وتنزيل اآليات على الواقعاولة حل مشكالت العصرحم -٧ لذا كانت املسارعة من أولئك ؛باألمة من ضعف واستعمار وما حلق ،فيها التيارات تنشأ

ا قدر جهدهم معاجلة القضايا وقد حاولو الكرمي،حال األمة مع القرآن صالحاملفسرين إلمور العقيدة والتحذير من البدع واخلرافات والدعوة إىل وحدة األمة االجتماعية وإصالح أ

ا االقتصادي والسياسي. وإصالح شأقرآن يف ال موضوعا يتتبعالذي ،التفسري املوضوعي التفسري: فظهراجتاهات من ظهور -٨

الذي يعىن بتوسيع معىن اآلية حسب حقائق التفسري العلمي وجيمع اآليات حوله، كما ظهر تمل.حتكلف وحتميل ألفاظ القرآن ماال تعلوم الكونية، وإن شاب األخري بعض الاللعل مما يؤخذ على اجتاه مدرسة املنار تقدميها للعقل على النقل ،تقدمي العقل على النقل -٩

صرف اآليات عن ظواهرها باللجوء إىل تلك املدرسة جلأت ذا هلو ، حىت مسيت باملدرسة العقليةنكار كثري من املعجزات، ورد النصوص النبوية از ملا التبس عليهم فهمها، وإاإىل التأويل و ؛اآلحاد أحاديثوهو موقف تابع ملوقفهم من ،)١(ا بدا هلم تعارضها مع العقلالصرحية إذ

ا ا ظنية ال حتكمحيث يرون أ .يف باب العقائد أل .جيدا رها حتريرا االهتمام مبسائل علوم القرآن الواردة يف التفسري، وحتري -١٠

).١٠٥ عادل الشدي (ص: ،ينظر: االجتاهات املنحرفة يف التفسري يف العصر احلديث) (١

٩٩

.: الدعوة إلى التجديد التغريبيالثانيالمبحث

تسلل إىل ،عامل العريب فإننا نتكلم عن فكر مستورديف الالتجديد التغرييب عندما نتكلم عن منذ غزو نابليون ملصر ،يبو ركاب زحف سياسي وعسكري أور يف ،فكرنا ومعتقداتنا وأخالقياتنا

يار اإلمرباطورية العثمانية يف بدايات القرن العشرين. يف خواتيم القرن الثامن عشر إىل اعمت اليت ركةوهي احل ،)١(النهضة العربيةبظهرت احلقبة التارخيية املسماة أن كان مث

م.١٩١٤ - م١٨٢٠البالد العربية بني سنة ا، خصوصا يف لبنان وسوريو ،وقت مبكر يف مصر والشاميف العربية" النهضة"بدأت

، ومحلة م١٧٩٨بعدما حدثت الصدمة الثقافية اليت جنمت عن غزو نابليون ملصر عام أن الشام مث مصر كانتا وبالرغم من ،)٢(ا مثل حممد علي باشاإلصالحيني من احلكام الالحقني

يف مفهوم رئيسا يربز خلال قق أي منتج، وهذا د إال أن النهضة اليت زعمت مل حتمن أوائل البالا تتولد بعمليتني مرتافقتني، مها: تكنولوجيا غربية، ورؤية فكرية، ؛تتحققاليت مل ة النهض أل

ومبقدار ما تكون الرؤية الفكرية معمقة يف توصيف احلاضر وتشريح املاضي واستشراف املستقبل مبقدار ما تكون النهضة ناجحة وذات أثر مستمر.بسبب غياب الرؤية الفكرية ؛ مصر مثال يف وقد غابت النهضة عن جتربة حممد علي باشا

والزراعية من التكنولوجيا الغربية، وقام بكثري من اإلصالحات اإلدارية عنده، مع أنه نقل كثريا باإلجيابيات فلم يكن له أي موقف فكري من الواقع، مع أنه كان مليئا ،والصناعية واالقتصادية

) وعند التدقيق جند أن تقسيم تاريخ حضارتنا إىل فرتات: عصر نشأة، وعصر ترمجة، وعصر إبداع فكري، مث عصر (١

ضة، هو تقسيم استشراقي يستلهم دورة احلضارة الغربية، وينطلق من تأكيد مركزيتها، مجود واحنطاط، مث عصر ويعمم حالة العصور الوسطى يف احلضارة الغربية اليت كانت عصور مجود واحنطاط على العصور الوسطى عندنا اليت

لفاحصة املدققة املتبصرة تلغي مثل هذا عصور مجود واحنطاط حسب زعمهم، ولكن النظرة ا جيب أن تكون أيضا ضة على حقيقتها، كما مل تكن عصور االحنطاط اليت وصمت بذلك احلكم ، فليس عصر النهضة املصطلح عليه

لألمة، بل مازالت الشريعة قائمة والفتوحات مستمرة. شامال احنطاطا ألباين ،مؤسس آخر دولة ملكية مبصر ،لي الكبريغا بن علي، املعروف مبحمد عآ) حممد علي (باشا) بن إبراهيم (٢

وكثرت يف أيامه املدارس واملعامل يف الديار ،ربعني من عمره، تعلم القراءة يف اخلامسة واألصل، مستعرب. وكان أميا األ .)٦/٢٩٨(األعالم ). ينظر:ه١٢٦٥: ا (تبو املصرية، وأرسل البعثات لتلقي العلم يف أور

١٠٠

تويني: األخذ باإلجيابيات ومعاجلة السلبيات، وقد والسلبيات اليت حتتاج إىل املعاجلة على مس )١(أدى انعدام الرؤية الفكرية عنده إىل انزالق جتربته إىل التغريب عند حفيده اخلديوي إمساعيل

مصر قطعة من أوروبا، وأخذ بكل مظاهر التغريب، وأدى هذا التوجه إىل إضعاف عد الذي .)٢(م١٨٨٢احتلها اإلجنليز عام عندما وخسارة االستقالل السياسي ،مصرقطيعة مع املرجعية الدينية والرتاثية كمعيار ومصدر للنهضة فكر الرواد األوائلوقد شكل

. ، وكالمها إنساين، ومن مث تطوريوحيد للحقيقة، وأقام مرجعني بديلني، العقل والواقع التارخيي

بالنيل عرف بالنهضة يقود مايدة ملن كانت متثل الفكر والعقاليت د بدأت احلداثة العربيةوق الناس به، وجعل الدين يف اقتناعاتمن بعض مفاهيم الدين، والتشكيك يف مصادره، وهز

مرتبة اإلنتاج العقلي البشري؛ يناقش ويعرض على مناهج النظر واالستدالل والبحث الغربية، وما رفضته تلك املناهج من الدين فما أقرته قبل ال باعتباره وحيا بل باعتباره وافق ما عندهم،

رفضوه. سلمة املبتالة به أن كان على األمة امل مطاطا ولقد محل التجديد باسم احلداثة مفهوما

؛بعد اآلخر واحدا ،عن احلضارة والدين بل وزادت األمة بعدا ،اليت أثبتت فشلها جترب أنواعها اظروف ظهرت وسط بيئة غري بيئتها وظروف غريأل ت من فكأمنا هي نبتة جلب ،نشأ

اأرضها ومناخها وأريد ماهلا أصول ،، فكانت كشجرة خبيثة)٣(يف تربة ومناخ خمتلفني استنبا أو مثار.

لشديد باحلضارة األوروبية، وولع روادها بطرق عيش تأثرها اويسجل للنهضة العربية هـول طـها، يقـقارهم لتالتدين واح مظاهر م لكلـع كراهيتهــم هم،ـامالتـعـم ومـهـوحيات نـاألوربيي

ا مث يف فرنس ،بن إبراهيم بن حممد علي الكبري: خديوي مصر) إمساعيل (باشا) (١ ويل مصر ا، ولد يف القاهرة، وتعلم

،هـ١٢٩٦عزل سنة ،ونكبت مصر يف أيامه بإنشاء احملاكم املختلطة ،اجته إىل تنظيم املدن وإنشائها ،هـ١٢٧٩سنة .)١/٣٠٨(األعالم ). ينظر:ه١٣١٢ (ت:

اجلزيرة نت. االحنطاط وعصر النهضة، مقال لغازي توبة يف قراءة يف مقوليت عصرينظر: ) (٢ ).٢٥(ص: اجليالين مفتاح نقدية، دراسة: الكرمي والقرآن األخرية الثالثة العقود يف العرب احلداثيونينظر: ) ٣(

١٠١

والعقلية على الثقافيةباحلياة ما يتعلقبا يف كل و من أور ادائما جزءسنظل : )١(حسنيا ونسلك ،وربينيدعونا نسري سرية األ :ويقول يف موضع آخر ،)٢(اختالف فروعها وألوا

وما ،حلوها ومرها ،رة خريها وشرهاونكون هلم شركاء يف احلضا ،لنكون هلم أندادا ؛طريقهم .)٣(وما حيمد أو يعاب ،حيب منها أو يكره

ضة عصرية ألمة شرقية مامل :)٤(يقول سالمة موسىو تقم على ال أستطيع أن أتصور .)٥(مع النظرة العلمية املوضوعية للكون ،بية للحرية واملساواة والدستورو املبادئ األور

،هلا من حياة تتخذ الدين أسلوبا ب احلضارة األوروبية إال نفورا ومل يكن ذلك الولع بأسباا تقوم على أصل كاذب ؛وإذا كانت الرابطة الشرقية سخافةيقول سالمة موسى: فإن ،أل ،فإننا أبناء القرن العشرين أكرب من أن نعتمد على الدين جامعة تربطنا ؛الرابطة الدينية وقاحةهي يف وحكومة دميقراطية برملانية كما ،بعد ما تكون عن األديان ثقافة أحنن يف حاجة إىل

د أو املأمون أوتوقراطية أوروبا، وأن يعاقب كل من حياول أن جيعلها مثل حكومة هارون الرشيفإين كلما زادت معرفيت بالشرق زادت ،جيب علينا أن خنرج من آسيا وأن نلتحق بأوروبا ،دينية

او وكلما زادت معرفيت بأور ،ريب عينوشعوري بأنه غ ،كراهييت له وزاد ،با زاد حيب هلا وتعلقي ا مين وأنا منها فأنا كافر ،را وهذا هو مذهيب الذي أعمل له طول حيايت سرا وجه ،شعوري بأ

.)٦(رببالغ بالشرق مؤمن

اته يفوبدأ حي ،وأصيب باجلدري يف الثالثة من عمره، فكف بصره، دبدكتور يف األ ) طه حسني بن علي بن سالمة،(١

وسافر يف بعثة إىل ، )١٩١٤وهو أول من نال شهادة (الدكتوراه) منها ( ،مث باجلامعة املصرية القدمية ،)١٩٠٢األزهر ( ،يف كلية اآلداب جبامعة القاهرة وعني حماضرا ،وعاد إىل مصر، فاتصل بالصحافة ،)١٩١٨باريس فتخرج بالسوربون (

).٢٣٢-٣/٢٣١). ينظر: األعالم (م١٩٧٣-هـ١٣٩٣ (ت: ،مبصر معارفلل فوزيرا ،لتلك الكلية مث كان عميدا ).٢٨ ) مستقبل الثقافة يف مصر (ص:(٢ ).٣٩ ) املرجع السابق (ص:(٣ ،الفرعونية إىل ودعا ،ولندن وباريس بالزقازيق تعلم والتفكري، االجتاه مضطرب كاتب: املصري القبطي موسى سالمة) (٤

جملة وأصدر ربعني،األ سن يف الكنيسة إىل وعاد ،شبابه يف الديانات وجحد اشرتاكي، حزب تأسيس يف وشارك الكتابة بدعة يناصر العريب، الرتاث كتب على التجين كثري اهلالل، جملة حترير رأس مث التدريس يف عمل ،)املستقبل(

).٣/١٠٧( األعالم: ينظر). م١٩٥٨ -هـ١٣٧٨ :ت( الالتيين باحلرف ).٩٠ هي النهضة (ص: ) ما(٥ ).٤١ينظر: اليوم والغد _ص:) (٦

١٠٢

هم للخالفة العثمانية، حتت اسم ؤ ملستعمر األوريب، وعدابا كما عرف عن روادها عالقتهم يف املساعدة، وهناك أسسوا اجلمعيات اليت كانت تعرب عنهم، لقومية، وارحتاهلم للغرب أمال ا

م يف باريس محيث كانت ،وقد كانت بدايا ،)١(الفرنسية تعقد حتت بصر ومسع الدولة مؤمترا ةمع مجعية النهض مثل اجلمعية اإلصالحية يف بريوت اليت قدمت طلبا ا لدمشق وبريوت،مث نقلو

ه التمستا فيها منها ١٣٣١اللبنانية يف املهجر قدمتا رسالة مشرتكة إىل حكومة فرنسا عام جنليز وأيد بعضهم إقامة إشراف ىل اإلقيون إالعرا ، بينما اجته أمثاهلماحتالل سوريا ولبنان

.)٢(بل وحىت بسط احلماية الربيطانية على البالد ،بريطاين على برامج اإلصالحالذي استطاع منه رواد النهضة التسلل للوعي العريب بإثارة املدخلهو لقوميالفكر اوكان

القومية الرتكية احلركة الطورانية اليت تعظمهو اتفاقهم مع والعجيب املظلومية واملطالبة باحلكم،م إت ومع اختالفهم يف القوميا ،واليت أسقطت اخلالفة اإلسالمية م ال أن ثقافا وغايا

بعاد الدين عن مناحي إو ،عجاب باملستعمر وتقليدهجيمعهم اإل ،نت واحدةكا ووسائلهم .)٣(احلياة

هو الذي حكم و احلرب العاملية األوىل، العربية بعد لمنطقةل قائدا وأصبح الفكر القومي الثورة العربية الكربى عام وكانت األوىل،منطقة بالد الشام والعراق بعد احلرب العاملية

وهو تبنت الفكر القومي العريب يف مواجهة اخلالفة العثمانية والقومية الرتكية، ، واليتم١٩١٦الذي أصبح فكر القيادات النافذة والفاعلة يف عدد من األقطار العربية، وهو الذي قاد السياسة اإلعالمية يف املنطقة، وهو الذي رسم الربامج الرتبوية، وهو الذي خطط للبناء

بعاد الركيزة األوىل للفكر القومي هي إو ، املناهج العسكرية القتاليةلذي بىن االقتصادي، وهو ا

وهو أول ،"١٩١٣كان هلا الفضل يف تنظيم واقامة "املؤمتر العريب األول يف باريس اأات بأمهية هذه اجلمعيتربز ) و (١وقد شارك فيه جمموعة كربى من البيارتة واللبنانيني والعرب، ،تنظيمه يف التاريخ احلديث واملعاصر جرىمؤمتر عريب

صالحات يف مجيع الواليات العربية.وبتنفيذ اإل ،هى املؤمتر إىل املطالبة بالالمركزيةوانت ).٢٤٩ (ص: تاريخ الدولة العثمانية :) ينظر(٢كانت نزعته طورانية تركية حبتة، القومية العربية منظرم) ١٨٧٩/١٩٦٨( احلصري ا أن ساطعال أدل على ذلك من ) و (٣

رك أوجاين)، وقد نشر عدة مقاالت يف الدعوة إىل الطورانية والترتيك يف جملة (تو حتاد والرتقيمجعية االوعمل مع وكانت يف ،القومية العربيةمصطفى ساطع، مث انقلب بني عشية وضحاها ليصبح رائدا من رواد :بتوقيع: م ساطع، أي

مث رحل إىل ،اخلالفة العثمانيةحىت سقوط دولة عبد احلميد الثاينوشغل عدة مناصب يف بالط السلطان ،لغته رطانة .)٢١١ (ص: األعظمي وليد اخليزران، مقربة يف النعمان وجريان الزمان أعيان ينظر: .١٩١٩عام دمشق

١٠٣

ا اللغة والت ،عن أي رابط لألمة العربية الدين متاما .ريخ فقطابل يرون أن مكونام من أوائل من دعموا الفكر القومي أمثال أنطوان ووهلذا كان مسيحي املشرق ومن تأثر

صيف انو ،)٤(بطرس البستاينو ،)٣(محد فارس الشدياقأو ،)٢(قرزي وقسطنطني ،)١(سعادة الذي حاول يف كتبه تشويه )٧(وجورجي زيدان ،هرامالذي أسس األ )٦(سليم تقالو ،)٥(اليازجيقد كانت العرب قبل اإلسالم لالذي يقول: )٩(وأمني الرحياين ،)٨(فرح أنطوانو ،التاريخ تشويه

اجر مع أبيه ه ،من أهل الشوير بقضاء املنت (بلبنان) ،) أنطون بن خليل سعادة جماعص: زعيم احلزب القومي السوري(١

لة) بعيد احلرب العا وىل.ة األيملإىل الربازيل وساعده يف إصدار (ا) وطاردت رجاله. ١٩٤٩وامتدت فروعه إىل داخل بالد الشام. وملست حكومة لبنان خطره فأمرت حبله (سنة

عسكرية يف احلال، تألفت حمكمةو ،بض عليهقللثورة يف لبنان، وهيأ رجاال فلجأ أنطوان إىل دمشق، فجمع سالحا )٢٧/ ٢األعالم (ينظر: .بالرصاص قررت يف خالل ساعتني إعدامه، وقتل رميا

ولد يف دمشق يف ،داعية العقالنية يف الفكر العريب احلديث :أطلق عليه ،) مؤرخ سوري وأحد أبرز دعاة القومية العربية(٢تلقى تعليمه االبتدائي والثانوي، مث التحق زريق باجلامعة ويف مدارسها ،وكان ينتمي إىل الطائفة األرثوذكسية ،١٩٠٩ا سافر بعدها إىل الواليات املتحدة ملتحقا و ،األمريكية من ١٩٣٠الدكتوراه عام مثاملاجستري ، وحصل علىجبامعا

م).٢٠٠٢، (ت: جامعة برنستون ،رحل إىل مصر فتلقى األدب عن علمائها ،)دب (بلبنان) أمحد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق: عامل باللغة واأل(٣

سالمي وتنقل يف أوربا، مث سافر إىل تونس فاعتنق فيها الدين اإل ،مريكانيةورحل إىل مالطة فأدار فيها أعمال املطبعة األ .)١/١٩٣األعالم (ينظر: م).١٨٨٧ -ه١٣٠٤ت: ( "أمحد فارس"وتسمى

ولد ونشأ يف قرى ،عامل واسع االطالع ،العربية "دائرة املعارف") بطرس بن بولس بن عبد اهللا البستاين: صاحب (٤ا وببريوت آداب العربية، واللغات السريانية واإل -هـ ١٣٠٠ت: يطالية والالتينية مث العربية واليونانية (لبنان، وتعلم

.)٢/٥٨األعالم (ينظر: .م)١٨٨٣يازجى: شاعر من كبار األدباء يف عصره. أصله من محص ) ناصيف بن عبد اهللا بن ناصيف بن جنبالط، الشهري بال(٥

.)٧/٣٥٠األعالم ( . ينظر:م)١٨٧١-هـ ١٢٨٧بلبنان، ووفاته ببريوت ( "كفرشيما"ومولده يف ،بسوريةبلبنان، ونكب يف أيام الثورة العرابية، المتناعه عن ، ولد املصرية "هراماأل") سليم بن خليل بن إبراهيم: مؤسس جريدة (٦

ا، وأحرق العرابيون مطبعتهمناص فمرض، فعاد إىل "هراماأل"مث عاد إىل القاهرة فاستأنف إصدار ،فانتقل إىل سورية ،را سنة .)٣/١١٧األعالم (ينظر: .م)١٨٩٢ -هـ ١٣١٠( لبنان، فمات

تاريخ اإلسالمي،، جتىن فيها على المبصر، وصاحب التصانيف الكثرية "اهلالل") جرجي بن حبيب زيدان: منشئ جملة (٧وتويف بالقاهرة سنة ،)اثنني وعشرين عاما خالل ولد وتعلم ببريوت، ورحل إىل مصر، فأصدر جملة اهلالل ( اإلسالمي،

.)٢/١١٧األعالم (ينظر: .م)١٩١٤ -هـ ١٣٣٢(وانتقل إىل ،ولد وتعلم يف طرابلس الشام ،لياس أنطون: كاتب باحث، صحفي، روائيإ) فرح بن أنطون بن (٨

.)٥/١٤١األعالم ( . ينظر:م)١٩٢٢ -هـ ١٣٤٠م، تويف يف القاهرة سنة (١٨٩٧ية سنة سكندر اإل =وتردد بني ،لبنانبولد ،كاتب خطيب، يعد من املؤرخني: املعروف بالرحياين ،) أمني بن فارس بن أنطون بن يوسف(٩

١٠٤

وليدركه ،ليدرك ذلك املسلمون ،بعد املسيحيةو م سالإلااإلسالم واملسيحية وستبقى العرب بعد هذا هو رأي هذا التيار والذى عزز ،)١(وفوق كل شيء ء،العروبة قبل كل شي ،املسيحيون

ىل مصر فرارا من السلطة العثمانية،إالذين هاجروا وهم ، الشوام لهنيمن جرأته تزعم املسيحيكانوا يرون أن موأل، )٢(بغض دفني لإلسالمكانت حتركهم كراهية شديدة للدولة العثمانية و و

،سعوا جاهدين لتحجيم وجتفيف منابعها ،وجه التقدم هو الثقافة الدينية أكرب عائق يقف يفم مع ذلك ومع تقليدهم مل ،بداهلا بثقافة غربية مادية، وإوتقليص املواد الدينية والعجيب أميكن بية الو ر ت فيها النهضة األو شأالظروف اليت نألن ؛و حضارةيصلوا إىل تقدم أ

ا لهمة من تمس بل حاولت إصالحه ،كر لتارخيهانمل تت قةيف احلقي روباكما أن أو ،استجالاإمع ا،العلم التجرييب العريب كثري م ،دراكها بوعيها بذا عمارهم للمسلمنيبان استإوالدليل أ

ال مع إ ن كانت تطغى عليه ثقافة إحلاديةإ، فالغرب و للدين للتنصري حماربني مازالوا ناشرينصليبية تتحالف فيها الدولة العلمانية مع الكنيسة، ويقوم فيها ثقافتهم حينئذ تكوناملسلمني ف

اسوس احملرتف يف آن واحد الرجل بدور القائد والراهب واملبشر والعامل واملستشرق واجل .)٣(أحيانا تارة باسم اإلسالم وحدوده،لنقض شرائع لذلك كانت دعوات هذا النوع من التجديد و .اإلنسانوتارة باسم حقوقاملساواة وحترير املرأة، وتارة باسم ،املدنيةمرت بنكستني كما يقول عبد اإلله تلك التجربة الوطن العريب جيد أن املتأمل يف تاريخ و :)٤(زبلقزي

وما رافقها من ،العثمانية ريةاإلمرباطو سقوط بعد تعود األوىل إىل عشرينيات القرن العشرين ركات اإلحيائية اإلسالمية.لحومن ميالد ل ،ردة رجعية

مع العلمي سباين رئيسبالد الشام وأمريكا، واختاره معهد الدراسات العربية يف املغرب األ = شرف، كما انتخبه ا

).٢/١٨األعالم ( . ينظر:م)١٩٤٠-هـ ١٣٥٩، (ت: مراسال العريب عضوا ).٣٧٤(ص: ) القوميات (١ ).٨٨(ص: عمارة حممد. د احلديث، اإلسالمي الفكر أزمة ينظر: )(٢ ).٥٢ ينظر: حاضر العامل اإلسالمي (ص:) (٣ ،أمني عام املنتدى املغريب العريب ،معة احلسن الثاين بالدار البيضاء يف املغرب) أستاذ الفلسفة بكلية اآلداب يف جا(٤

العرب واحلداثة. :ترمجته يف كتابه نظرتالرباط.

١٠٥

يار التيار القومي املاركسي واملشروع الثقايف التحرري ،م١٩٦٧وتعود الثانية إىل هزمية وا .)١(وجتدد اخلطاب األصلي الوعي الديين ،ه، وصعود حركة الصحوة اإلسالميةاملرتبط ب

ا يتساقطون، ويظهر يوم زالت تلك وما بعد يوم مدى عوارهم وشدة ا املشاريع وأصحام، .)٢(M ^ ] \ [ Z YL افرتاءا

فكرة كانت وإن احلداثة أن يرى ممن ومؤلفه ،)٣٧-٣٦( احلداثيني مقاالت يف دراسة واحلداثة: ينظر: العرب) (١

عن يتحدث كمن مستوردة حداثة عن يتحدث من وأن ،الثقافات طبيعة تلك ألن ذلك؛ يف عيب فال مستوردة مشولية دعوة الدين ألن الفارق؛ مع قياس وهذا ،)٢٩ :ص( :ينظر البلدان، من غريها أو أندونيسيا يف مستورد إسالم إىل حباجة حنن نعم آنذاك، وسياسية دينية لظروف غربية بيئة ويف غريب واقع على قامت احلداثة بينما ،أمجعني للناس . جمتمعاتنا أحوال على تنطبق ال وقائع من فيها ما بكل غرينا مشاريع استجالب يعين هذا ال ولكن ضة

يار يعد ال املؤلف أن كما إصالحية حركات ميالد من صاحبها ما وإمنا نكسة، بعده االستعمار مث اخلالفة ا الغرب بتفوق يؤمنوا أن املسلمني على وكأنه قوله، حسب رجعية ةرد إىل أدى مما املستعمر األورويب املشروع هامجت وأبنائهم، بالدهم على تنهال وتعذيب وتشريد قتل من املستعمر ومصائب أفكارهم معني من وينهلوا وثقافيا إنسانيا

.املستعمر ملقاومة اإلميان أضعف كان آنذاك الغرب عن الفكري االبتعاد إنا ال نكسة ديهل عدت ٦٧ هزمية أن كما أدى مما ،املاركسي القومي احلداثة مشروع رفضت األمة ألن بل ،لذا الرجوع هلا جيوز ال احلداثي املشروع فشل جربت عندما األمة على وكأنه هلا، اجلماهري واتباع الصحوة قيام إىل

.آخر حداثي بديل انتظار وإمنا ،اإلسالمي للمشروع: ينظر ثقايف، وتسول رثة فكرية وتبعية للغرب رث تقليد هو الذي والتغربن احلداثة بني املؤلف يفرق فإن ولألمانة

متغربنني احلقيقة على كلهم يكن مل إن ومفكريها احلداثة رواد غالب أن املؤلف يقله مل ما ولكن ،)٣٢ :ص( .املؤلف باصطالح

.٨ سورة الصف:) (٢

١٠٦

.أهم كتبه وأبرز مظاهره :المبحث الثالث

.أهم الدراسات التي قامت على هذا النوع من التجديد المطلب األول:

ديد أن تيار العلمانية واحلداثة العريب الذي نشأ يف حديثنا عن نشأة التج ا لعلنا أسلفنا آنفه العرب واملسلمون بني الدين والتخلف الذي كان يعيشفيما عرف بعصر النهضة العريب ربط

م أن حيذو حذو الغرب القذة بالقذة مع انتفاء األسباب واختالف نذاك،آ فكانت فكرتمعات تمع وقيامه على مضمونه فلم يعد مصطلح النهضة حمافظا ،ا ،الذي يعين حتريك ا

وربية اليت أقصت الدين عن من نتائج النهضة األ مستوحاة بل محل مفاهيم ومضامني أخرىولكن اصطدام ذلك حبركة اجتماعية ودينية معارضة لتلك ،الليرباليةعلت من قيم وأ ،احلياة

تجديد املدعىاألفكار، مستمسكة بالدين كأسلوب حياة، جعلت رواد ذلك النوع من الم مهما اختلفت ،ك املسلمني بدينهمااستمس يتجهون للقرآن الكرمي سبب وحمور حيا

م م وثقافا م ولغا يف أخباره أو طعنا ،يف ثبوته إما طعنا ،، فوجهوا له سهام النقدمشارقرآن وفق لتلك اجلهود كانت املطالبة بتفسري ال لعقائده وأحكامه، وتتوجيا أو تأويال ،وقصصه

ا أصح منهجا .، وأكثر موضوعية وفهما مناهج حبث طبقت على كتب النصارى بزعم أ لوضع أسس تفسريية حماوالت ولكنها الكرمي للقرآن كاملة تفاسري األفكار لتلك يوجد وال .ياتاآل بعض تفسري أو لتفسري القرآن من وجهة نظرهم، صحاأل املنهج

حة التارخيية البد لنا من إثبات تلك املناهج واألفكار وألجل الدقة املوضوعية، والصا األوائل، ولذا كان تقسيم تلك الدراسات إىل قسمني: ألصحا

جيد من مناهج البحث وتفاسري هذا النوع : إن املتأمل يف كثرياالستشراقية الدراسات :أوالا اعتمدت اعتمادا ا سواء أع ،سات االستشراقيةعلى الدرا كبريا أ ،ذلك أم أسروهلن أصحا

بدأت اليت االستشراقيةللدراسات جوهريا مركزا كان الكرمي القرآن فإن األمر يكن ومهماوعنيت بشكل ،من الكتب اإلسالمية ، كما حققت وأبرزت كثريا معادية دينية ألهداف برتمجتها تراث إسالمي أصيل خاص .بكتب الفرق الضالة وتصديرها على أ

وكانت بداياته مع ،الدراسات االستشراقية للتفسري إىل القرن التاسع عشر امليالدي وترجع

١٠٧

قام به املعهد البارايف من تنظيم مامث ،ونشره لتفسري البيضاوي ،)١(فرايتاخاملستشرق األملاين ومتويل رحالت املستشرقني للعواصم العربية واإلسالمية ومن ضمنها القاهرة.

:ألفا يف جمال التفسري وكان هلما أثر كبري يف الدراسات بعدها مها و لعل أبرز كتابنيلمستشرق األملاين ل ،"ملحوظات نقدية حول األسلوب والتراكيب في القرآن" -

. م١٩١٠والذي نشر عام ، )٢(نودلكةري ج "التفسير اإلسالميمذاهب " - .)٤(م١٩٢٠نشر عام ، )٣(ولدتسيهرللمستشرق ا

حياوالن من خالله الديين الذي بواألكاذيب، والتعص باألراجيفوالكتابان حافالن مما فتح ،بالتأليف، وأنه مل يوثق إال متأخرا إثبات أن القرآن الكرمي قد تدخل فيه الرسول

الباب لتعديله. اليت شارك بكتابتها عدد )٥("دائرة املعارف اإلسالمية" أيضا منتجات تلك الفرتة ولعل أبرز

من املعلومات، يف التفسري والقراءات ومصدر مغلوطا شرقني، واليت تضمنت كما من املست ن بكتابات أهلاخترج عن مزاعمهم السابقة بأن القرآن والتفسري متأثر واليت ال ،القرآن وغريها .)٦(الكتاب وكتبهم

تعلم العربية ، ملستشرق دي ساسي بباريسعلى يد اوتتلمذ ،نربغولد يف لو ،مستشرق أملاين ،فريتاخجورج فيلهلم ) (١

.)٢/١٤٩(األعالم . ينظر:م)١٨٦١ ت:(، للغات الشرقية يف بون وعني أستاذا ،والرتكية والفارسيةوتعلم يف جامعات غوتنجن وفينة وليدن ،بأملانيا هامبورجولد يف ،ملان) تيودور نولدكه: من أكابر املستشرقني األ(٢

عن باألملانيةله كتب ،هلما يف عدد من اجلامعات سالمي فعني أستاذا وانصرف إىل اللغات السامية والتاريخ اإل ،وبرلني .)٢/٩٦األعالم ( . ينظر:م)١٩٣٠ ت:( ،العرب وتارخيهم

ب من البلدان العربية، كان شديد التعص مستشرق جمري يهودي، زار عددا :)١٩٢١-١٨٥٠إجناس جولدزيهر () (٣ ).١/٤٩مازن مطبقاين ( ،)، االستشراق١/٨٤ضد اإلسالم، أثرت أحباثه على احلركة االستشراقية. ينظر: األعالم (

.)٤١: ص( السباعي حسين بن مصطفى، عليهم وما هلم ما واملستشرقون االستشراق) (٤ م، ونفذ من عام١٨٩٤نيف دائرة املعارف اإلسالمية مشروع أوصى به املؤمتر الدويل العاشر للمستشرقني جب) (٥

م.١٩٤٢-١٩١٣أصوله وأغراضه، بالشري :ينآمن الدائرة، التفسري القر )٥ج(ضمن ،ينظر: على سبيل املثال: كار ديفو، مادة تفسري) (٦

)١٢٥ -١٠٦. (

١٠٨

أن ابن ويروى ،وعلم التفسري قدمي قد يرجع تارخيه إىل صدر اإلسالم : )١(يقول كاراديفوجولد ( وتساءل النقاد احملدثون ،وقد نسبوا إليه تفسريا ،هـ كان حجة يف التفسري٦٨عباس ت

يصلوا بعد إىل ، ومليث الواردة يف هذه الكتب اجلامعةعن قيمة األحاد )وغريمها رتسيهر والنسوإما ،مسألة شرعية ، والظاهر أن أغلب هذه األحاديث موضوع إما لتقريررأي يعززها كثريا رد التوضيحألغراض كالمية .)٢(بل قد يكون حملض اللهو والتسلية ،، وإما

مسار النقد التارخيي والطعن مث اجتهت احلركة االستشراقية والدراسات القائمة عليها بعد واليت تلقفها )٤(جليوثر وم ونولدكه )٣(وبالشري حة التارخيية كما يف أحباث جولد تسيهريف الصآخر وهو منحىن تطبيق مناهج البحث العلمي اجتهت ملنحىنون العرب األوائل، احلداثي

وكان أول من سعى ،على القرآن الكرمي ، ومناهج النقد األديبجتماعيةاملعتمدة يف العلوم االيف اجلامعات وكان من أثر انتشار هذا التوجه ،)٥(فليهاوزن لذلك املستشرق األملاين يوليوس

مما جيعلهم يتعاملون مع ؛الدراسات القرآنية ضمن دراسات األدب العريب جتالغربية: أن أدر القرآن كأي نص آخر، وأن تصبح الدراسات القرآنية تابعة لدراسات الالهوت املسيحي من

جعل تلك الدراسات ختضع لكل جديد وطارئ من مناهج حتليل ناحية املناهج، وهذا ما .)٦(داثيةاملناهج احل النصوص وتفكيكها خصوصا يف سنيت اصدر انذلال وجون وانسرب املستشرق اهذا االجتاه كتاب ومن الكتب اليت برز فيها

دةع له بباريس، الكاثوليكي املعهد يف أستاذا كان ،)م١٩٥٣ م،١٨٦٧( فرنسي، مستشرق فو، دي كارا البارون) (١

).٤٦٢ :ص( بدوي عبدالرمحن املستشرقني، موسوعة: ينظر. اإلسالم مفكرو و اإلسالم، عقيدة: أمهها من إنتاجات الدائرة. من )٥ج( ضمن ،تفسري مادة) (٢وخترج باللغة العربية من ،مستشرق فرنسي، تلقى التعليم الثانوي يف الدار البيضاء :)١٩٧٣-١٩٠٠رجييس بالشري () (٣

).١/٣٠)، االستشراق (٢/٧٢ينظر: األعالم ( اب باجلزائر، من أبرز إنتاجه ترمجته ملعاين القرآن الكرمي.كلية اآلدلسرية )، من كبار املستشرقني الربيطانيني، ومن أشهر مؤلفاته ما كتبه يف ا١٩٤٠-١٨٥٨ديفيد صموئيل مرجليوث () (٤تعصب والتحيز والبعد الشديد عن املوضوعية. ولكن هذه الكتابات اتسمت بال ،لسرية النبوية وكتابه عن اإلسالما

).١/٣٢( )، االستشراق٢/٣٣٠ينظر: األعالم (العدد ،)١جملد ( جملة البيان (جامعة آل البيت)، ،ينظر: الدراسات القرآنية يف االستشراق األملاين، رضوان السيد) (٥

.ه١٤١٩، الرابعضمن املؤمتر الدويل ،)٢٢ (ص: نسانية، حبث لعبدالرزاق اهلرماسينظر: دعوى فهم القرآن يف ضوء مناهج العلوم اإل) (٦

.)ه٦/٤/١٤٣٤الدويل لتطوير الدراسات القرآنية جبامعة امللك سعود الرياض (

١٠٩

و "،الدراسات القرآنية: مصادر ومناهج التفسري للكتاب الديين"ومها: ١٩٧٨و ١٩٧٧مى ما يس واستخدم فيهما وانسرب ."وتأليفه البيئة الطائفية: حمتويات تاريخ النجاة اإلسالمي"

بأدوات نقد الكتاب املقدس وأساليب تنقيحه ونقد النص وتاريخ تعديله، وخلص إىل ما يلي: يف القرنني الثامن والتاسع امليالديني من أصل روايات شفوية عن طريق ن القرآن تطور تدرجييا أ

تأت ،وصادف ذلك بروز التفاسري القرآنية ،رمسيا تعديالت جرت عرب قرنني، مث أعطيت شكال ملا مماثلة اإلسالمية الروايات أن لليهود، و املقدس الكتاب تقومي يف حدث ملا مماثلة العملية هذه

دينية ألغراض متأخرة وضعت قصة أي ،"النجاة تاريخ" بـ املقدس الكتاب علماء يسميه نالقر من إسالمية تارخيية مواد أية بقاء عدم تفسري نكما أ ،مبكر وقت إىل نسبت مث ودعوية، بواسطة اإلسالمية الروايات معظم تصديق ميكن ال وأنه وجودها، عدم إىل يعود اهلجري األول قبل اإلسالمية للشريعة مصدرا يكن مل القرآن نيدعي أ كما ،إسالمية غري معاصرة مصادر .)١(امليالدي عشر التاسع القرن

يف بأوروبا، وختصصوا أصال خالل عدد من العرب الذين درسوا ومت الرتويج هلذا االجتاه منجماالت بعيدة عن العلوم الشرعية، حيث أتيح هلم انتحال نظريات من تقدمهم من املستشرقني

.)٢(وتفسريه واملناداة بتطبيقها على القرآنومناهجهم يف نقده هي املرجع ،وكانت روايات املستشرقني عن الصحة التارخيية للقرآن

ذا النوع عن فضال ،من التجديد، وكان كالمهم موضع تقديس ال يقبل النقداألول للمنادين ... هذه هي الرواية الرمسية للقصة اليت كان املستشرقون قد : ويف هذا يقول أركون ،الرد عندهم

وضعوها على حمك النقد التارخيي، أثبت هؤالء املستشرقون (جولدزيهر، شاخت، اخل...) أن ،وأن النظرية أو الرواية اليت اخرتعها الرتاث ليست إال ومها ،األشياء قد جرت بشكل خمتلف

تمعات اإلسالمية، وبشكل وذلك من أجل إسباغ الصفة اإلهلية على قانون أجنز داخل ا .)٣(وضعي..

:Wansboroughعن: ، نقال )٩-٨(ص: علي مهر حممد. د. أ، مزاعم املستشرقني حول القرآن الكرميينظر: ) (١

Qur'anic Studies, etc, Oxford, 1977, pp. 42-44 ومن أمثال أولئك الذين درسوا يف تلك املعاهد اليت يقوم عليها املستشرقون: حممد أركون، حسن حنفي، طاهر لبيب ) (٢

وغريهم. ).٢٩٧( واإلسالمي العريب الفكر تارخيية) (٣

١١٠

:: الدراسات التي نهجت نهج المستشرقينثانيا مع وجهة للتعامل يف أوائل اخلمسينيات من القرن العشرين بدأت موجة من املشروعات امل

، ومع هذه املوجة ظهرت منهجية قراءة النص الشرعي بواسطة املناهج القرآن الكرمي وتفسريهكما يف أطروحات طه حسني وأمني ،اصة قراءة القصص يف القرآن الكرميخباحلديثة، و

م لتلك القصص ،)٢(وحممد أمحد خلف اهللا ،)١(اخلويل اقية املناهج االستشر مستخدمني يف قراء يف الطعن يف ثبوت النص القرآين.

هت اجلمهرة الكثرية من املثقفني فنكسة العربية أواخر الستينيات وبعد الأما يف قد اجت، حول القرآنمنها ما كانت قراءته اث؛ مما شكل ما يشبه الظاهرة، العرب إىل إعادة قراءة الرت

.)٤(وجورج طرابيشي ،)٣(والعروي مباشرة؛ كاجلابريتفسريه ومل تتعامل معا النصوص الدينية نفسها، وم عبدو ،نهم حممد أركونومنها تيارات أخرى كان جمال قراء

يد الشر .)٧(الطيب التيزيينو ،)٦(نصر حامد أبو زيدو ،حسن حنفي، و )٥(يفام: ونعرض فيما يلي أبرز تلك الشخصيات وأهم إنتاجا

دافعني عن طه م)، خترج من مدرسة القضاء الشرعي، مث انتقل لكلية اآلداب، كان من امل١٨٩٥) كاتب مصري ولد ((١

).٢/١٦ينظر: األعالم ( .م)١٩٦٦ حسني وحممد أمحد خلف اهللا، (ت:ا، مث وكيال (٢ له. ،ينظر: مفاهيم قرآنية .لوزارة الثقافة املصرية ) أديب مصري خترج يف كلية اآلداب وعمل وربون، له عدة كتب م)، حاصل على الدكتوراه من الس١٩٣٣( كاتب ومؤرخ مغريب ولد عام :عبداهللا العروي) (٣

ودراسات باللغتني العربية والفرنسية.، حيمل اإلجازة باللغة ١٩٣٩من مواليد مدينة حلب عام :مفكر وكاتب وناقد ومرتجم عريب سوري :) جورج طرابيشي(٤

بيشي هو أهم نقاط املسار الفكري لطرا ،متيز بكثرة ترمجاته ومؤلفاته ،بالرتبية من جامعة دمشق واملاجستريالعربية انتقاله عرب عدة حمطات أبرزها الفكر القومي والثوري والوجودية واملاركسية.

يد الشريف) (٥ كاتب ومفكر تونسي، أستاذ احلضارة اإلسالمية باجلامعة التونسية، له عدة كتب منها: اإلسالم :عبد ا واحلداثة.

أستاذ درجة على للحصول أحباثه قدم عندما ة،العربي اللغة فقه يف متخصص ،)م٢٠١٠-١٩٤٣(مصري، أكادميي) (٦م الذى شاهني الصبور عبد .د بينهم القاهرة جامعة أساتذة من جلنة تكونت الدعاءاته بالكفر، نصر .د تقريره يف ا

على حصل أن بعد ١٩٩٦ منذ ،هولندا إىل فغادر ،آخر نص أي وبني بينها فرق ال وأنه بشرية، القرآن نصوص بأن .بأسابيع ذأستا درجة

واصل دراساته العليا يف أملانيا، مييل للفكر املاركسي، له ،م)١٩٣٨ولد ( ،طيب تيزيين، كاتب ومفكر سوري) (٧ .""مشروع رؤية جديدة للفكر العريب منذ بدايته حىت املرحلة املعاصرة

١١١

ما كثريا كانو ،اجلديد املنهج ذا املتأثرين يعةطل يف حسني طه الدكتور انك :طه حسين يف عنها الدفاع يف ويتحمس ،يف تفسري النصوص ، واملناهج احلديثةاملستشرقني بآراء يأخـذ معه ومل تكن اخلصومة منه، اجلاهلي اصةخبو القدمي العريب األدب حول األحكام إصدار جمالبل يف حماولة طه حسني سحب ذلك املنهج ،ثوقاجلاهلي وأنه غري مو الشعر ه يف ئآرا حول

للتوراة أن حتدثنا عن إبراهيم قصص القرآن حيث يقول: إىلالشكي يف الوقائع التارخيية جنيل ال لكن وجود هذين االمسني يف التوراة واإل ،وإمساعيل، وللقرآن أن حيدثنا عنهما أيضا

ه القصة اليت حتدثنا عن هجرة إمساعيل عن إثبات هذ فضال ،التارخيييكفي إلثبات وجودمها أن كالم طه حسني مازال يف بداياته من وبالرغم ،)١(بن إبراهيم ملكة ونشأة العرب املستعربة

يف روايات الشعر اجلاهلي والقصص القرآين إال أن هذا االجتاه سيكرب بالتشكيكحيث اختص كثري يف ينتـهيقد الذي الشك وضعم كله املتقدمني علم يضع ا متقدم ا منهجليشمل الحقا .)٢(تصنيف القرآن منها إىل األحيان من

والذي كان رسالة علمية ،"الفن القصصي يف القرآن"من خالل كتابه :محمد خلف اهللا واقتدى فيه مبنهجية طه حسني يف الشك يف الوقائع التارخيية الواردة ،حتت إشراف أمني اخلويل

منه بوجوب التفريق بني الوقائع التارخيية والنصوص القرآنية؛ كثر تصرحيا إال أنه كان أ ،يف القرآناإلنسان غري منه بالواقع، وقال: باألسطورةحيث أشار إىل أن وجود القصص يف القرآن أشبه

ا مل تبلغ ملزم باإلميان برأي معني من األخبار التارخيية الواردة يف القصص القرآين، وذلك ألا دي ا مواعظ وأمثال، ومن ذلك يصبح من حق العقل ،ن يتبععلى أ وإمنا بلغت على أ

.)٣(البشري أن يهمل هذه األخبار، أو خيالفها، أو ينكرهاتعد مشاريع وأحباث حممد أركون من أهم املشاريع اليت تدعو إىل تأويل :محمد أركون

يف استخدام تلك املناهج ودفع أول من توسعد النص القرآين وفق مناهج البحث الغربية، ويع .ذا االستخدام ألقصى ما ميكن من استخدام تلك اآللة النقدية

"نزعة األنسنة يف الفكر العريب جيل ابن مسكويه والتوحيدي"، هكانت أطروحته للدكتوراو

ا آنذاك.)، وسحبت تلك العبارة من الطبعات األخرى بعد الضجة ال٣٨ يف الشعر اجلاهلي (ص:) (١ علمية اليت أثار ).٣٣ اجلاهلي، عبد الرمحن بدوي (ص: الشعر صحة حول املستشرقني ينظر: دراسات) (٢ ).٣٧ (ص: يف القرآن الفن القصصي) (٣

١١٢

و ،"واجتهاد نقد اإلسالمي لفكرو "ا ،"عملية قراءة اإلسالمي الفكر" :غري أن أهم كتبه باملوروث التفسري من القرآن"و ،"العريب الفكر تارخيية"و ،"التأصيل واستحالة األصويل رالفك" .)١(وغريها من األحباث ،"الديين اخلطاب حتليل إىل

مبشروعه يف القراءات بل إنه كان يطوف العامل مبشرا ،وليس مشروع أركون جمرد كتبهمل، كما هيأت له الدعاية اإلعالمية املصاحبة اجلديدة لإلسالم والقرآن، يف خمتلف جامعات العا

الت العلمية عه التجديدي مناخا و له، واليت تروج ملشر .)٢(لنشر أفكاره يف كثري من ا لتطبيق النقد التارخيي املقارن، والتحليل األلسين هم معامل ذلك املشروع: دعوتهومن أ

ويسميها "اإلسالميات ،على القرآن الكرمي ىنوالتأمل الفلسفي املتعلق بإنتاج املع ، )٣(ميائييالسال وهذا ما يء،ليس هناك خطاب أو منهج بر أنه اليت من قواعدهاالتطبيقية"، سيفتح ا

)٤(خللق ظروف مالئمة ملمارسة فكر إسالمي متحرر من احملرمات العتيقة وامليثولوجيات برأيه .)٥(الباليةبالرغم من انتقاده الدائم للقراءة ة سابقة للنص، و من معامل منهجه قطيعته مع كل قراءو اليت ترسخ القرآن وتثبته يف نفوس املسلمني، والذي يتيح لنظام من العقائد أن يشتغل اإلميانية

إن صح - خاص به فإن أركون يبدأ قراءته من منطلق إمياين ؛)٦(مبنأى عن أي تدخل نقديائيا مل يـثبت كليا القرآنيؤكد أن فهو قبل القراءة ،-التعبري عهد عثمان على عكس يف أو

ائيا اهلجريحىت القرن الرابع ما نظن، وإمنا ظل الصراع حوله حمتدما ضمينباتفاق حني أغلق بعدئذ أصبح ، الصراع كانت ستضر بكال الطرفني بني السنة والشيعة، وذلك ألن استمرارية

ا لغة املراجع والعلوم اليت يستقي منها، ولكي يكون هلا صدى وقبول ) (١ ويكتب أركون أحباثه باللغة الفرنسية العتبار أ

.وساط الغربية، وغالب أحباثه يرتمجها هاشم صاحل، الذي يعد أبز املستوعبني ملشروعه واملدافعني عنهيف األ ).١٩٦ (ص: ، خالد السبتاملعاصر العريب الفكر يف احلديثة التأويل ظاهرةينظر: ) (٢ا االجتماعية. ينظ) (٣ مراد ،ر: املعجم الفلسفيهو العلم الذي جيعل اللغة عبارة عن إشارات ورموز ويبحث يف دالال

).٣٧٨ وهبة (ص:تلط فيها املتخيالت باحلقائق الكاملة، وتطلق على ختامليثولوجيا: عرض فكرة أو مذهب بصورة روائية، حبيث ) (٤

األساطري واحلكايات اليت تتمثل فيها قوى الطبيعة كائنات شخصية، وتكون أفعاهلا ذات معىن رمزي. ينظر: موسوعة ).٢/٨٥٠( ، أندريه الالندفيةالالند الفلس

).٥٨-٥٥ اإلسالمي (ص:و تارخيية الفكر العريب ) (٥ .)٦٦ :ص( التأصيل واستحالة اإلسالمي الفكر: ينظر) (٦

١١٣

، وأصبحوا شيء أيأو حنذف منه شيء أين نضيف إليه ال ميكن أ ائيمعتبـرا كنص يعاملونه كعمل متكامل على الرغم من تنوع سوره واختالفها فيما بينها من حيث املوضوعات

.)١(واألساليبأو عرضها على أي حماولة للتثبت أو التدقيق العلمي تلك من خلو ادعاءاتهمن وبالرغم

كأساس غري قابل للنقد أو اجلدل. يعتمدهافإنه املعطيات والوقائع التارخيية يت تقيد النص، كأن اهللا أنه يف بداية قراءته ذكر أنه لن يرتكز على املنطلقات ال كماصحيح إال من خالل ميكن التحدث عنه بشكل مطابق أو نه هو الذي هو، والأموجود، و .)٢(كلماته

لعسر يف الفهم ج مما يؤدي حشر كم كبري من املصطلحات واملناهيف مشاريعه ظ ح ويلطلحات لى كثرة تنظرياته وحشو كتبه باملصيه نفسه؛ فعلإ بالنسبةوصعوبة يف التطبيق حىت

سوريت الفاحتة عن تفسري تطبيقيني إال حبثني مل يكتب يب إال أنه نهجية، وأدوات النقد الغر امل .)٣(والكهف

نتفسري الكلمات أو بياموجهة لايته كن عنمل ت ،مثال وحىت يف تنظريه لتفسري سورة الفاحتةا، ولو على النسق األلسين السيميائي الذي ينادي به، تنظري ملا ينبغي أن ما هو بقدر دالال

من ف ،مع ازدراء بالتفاسري القدمية دون الوصول إىل نتائج جديدة، يكون و كيف يكونا الضالنيليهم، و عاملغضوب ، أنعمت عليهم ، عاين الصراط املستقيممل هحتديدات تدل على أ

عبارة عن مفاهيم أو أصناف أشخاص حمددين بدقة من قبل املتكلم هيهذه الرتاكيب أن املرتجم ويزيد ،)٤(أو متكلما وقابلني للتحديد من قبل املخاطب عندما يصبح بدوره قائال

ن كلمة "املغضوب عليهم" أو املقصود بذلك أإن :اهلامش قائال فيعلق يف األمر بيانا مكة، وكانوا معادين للرسالة اجلديدة، ولذلك "الضالني" تدل على أشخاص حمددين بدقة يف

).١١٤ الديين (ص: اخلطاب حتليل إىل املوروثب التفسري من القرآن) (١ .)١٢٢-١٢١ ) ينظر: الفكر اإلسالمي واستحالة التأصيل (ص:(٢ذه الطريقة أحباث أو املوروث إىل حتليل اخلطاب الديينبالقرآن من التفسري يف كتابه: ا نشر ) (٣ ، وغالب كتب أركون

حماضرات تنشر يف حدود كتاب مما يفقدها الكثري من منهج تأليف الكتب القائم على الدقة والتحليل وعدم التكرار. .)١٢٧ ص: ( لدييناملوروث إىل حتليل اخلطاب اب) القرآن من التفسري (٤

١١٤

"املغضوب عليهم" و"الضالني". ولكن القرآن ال حيدد أمساءهم، وإمنا يرتك الصياغة دعوا بـن املفسرين ال يذكرون ، مع أكل زمان ومكان عامة مشولية تنطبق على أعداء هذا الدين يف

عن أن حيددوا هذا "األحد"، بل املوجود عادة يف فضال ،أن املقصود أحد من أهل مكة أبدا م اليهود والنصارى كتب .التفسري أ

فالعبارات ،اللغة الدينيةيف رمزية النص ما يسميهويعتمد أركون يف قراءته للفاحتة على ا عن طريق علم أصول الكلمات، بل مبا تدل عليه من رموز والكلمات ال ميكن تثبيت كلما

.)١(يف اخليال البشري آنذاكبقيت نقطة مهمة يف معامل منهج أركون وهي اعتماده للمنهج األسطوري كتفسري للنص

يوجد يف الرتاث اإلسالمي شيء يدعى "قصص األنبياء"، وهي يقول: القرآين وحتليل مكوناتهوخنص بالذكر منها تلك اليت مجعها يهوديان اعتنقا اإلسالم ،صحتتوي على العديد من القص

وهذه القصص العديدة تشكل اخللفية األسطورية اليت ،ومها كعب األحبار، ووهب بن منبهلقوية بني تفاسري القرآن، إن هذه القصص تبني لنا العالقة ا ،...تفسر لنا سبب نزول كل آية

القرون اهلجرية الثالثة األوىل يف الوسط الطائفي ملنطقة يال الديين الذي ساد طيلة خلوبني ا .)٢(الشرق األدىن

ا تداخلت مع النص ،التفاسري فحسب يرد يف ما وليست األساطري برأيه هي بل إأصداء واضحة لثالث قصص سابقة ،ولذلك جند يف سورة واحدة هي سورة الكهف ،القرآين

امش اآلشورية، ورواية اإلسكندر الكبريقغلهي قصة أهل الكهف املسيحية، وملحمة ،لة مع النص القرآين أو موظفة فيهاإلغريقية. هكذا جند ثالث مرجعيات ثقافية قدمية متداخ

ذه احلقيقة ترجع إىل أن املفسرين أعطوا معاين س ،القرآنية امية لأللفاظولعل سبب عدم البوح ه أو كل يتبة التعايل املقدس لكي تفقد كل صفة تارخيمعانيها التارخيية ورفعها إىل مر هامما أفقد

.)٣(عالقة بالظروف التارخيية اليت ظهرت فيهاوحىت حماوالته ،ع تطبيقه على تفسري القرآنبالدعوة ملشروع مل يستطقام إذن حممد أركون

).١٤٢ (ص: املرجع السابقينظر: ) (١ ).٣٠ (ص: املرجع السابق) (٢ ).١٥٦ املرجع السابق (ص:) (٣

١١٥

دمييدرك أن عجز مثله عن تقأنه من أي دقة علمية أو موضوعية، وال ريب كانت خالية متاما لذلك كان توجيه جهوده ، و عجز يف املنهج املتبعإمنا هرؤية تفسريية متماسكة صاحلة للتطبيق

ألن ذلك ؛ة الوحي نفسهاعملي، ونقد نقد عملية التثبيت، و قغمائي املطلدو لنقد الفكر ال جيعله يف حل من االلتزام بأي منهج سابق.

للنظرية التأويلية، ومن كتبه هذي كرسال نصر حامد أبو زيدمشروع )١(ومن تلك املشاريعال " ".الديين اخلطاب نقد"و ،"النص مفهوم"و ،"والتأويل اخلطابيف هذا ا

."إسالمية دراسات :والثورة العقيدةو " ،"النص قراءة" :حنفي حسنو ."العاملية اإلسالمية الثانية"يف كتابه )٢(حسنحاج ومحمد أبو القاسم

."ص القرآين أمام إشكالية البنية والقراءةالن": الطيب التيزيني ."نقد العقل العريبو "، "الرتاث واحلداثة" :محمد عابد الجابري

."الكتاب والقرآن" :)٣(محمد شحرورمنيمن احلداثيني العرب أو الليربالي عريضا ا تيار وهؤالء السابقون ميثلون ، مبختلف توجها

ا،لهج انادوا بقراءة معاصرة للقرآن وفق منا ،يبدعون مما أكثر يقلدون نقد الغربية وأدوا أرادوا فيما القرآن نص يسعفهم مل حظهم ولسوء. جتربة ينشئون مما أكثر جتارب وينسخون

م كانت مث ومن ،أرادوا فيما نـقادها واجلديد القدمي العهد نصوص أسعفت كما دعاوى قراءا نسقية علمية حبوثا أو مشاريع منها أكثر لإلجناز ابلةق غري أوراش وفتح فحسب، تكرارية منطية

.منتظمة

م يعدون من املؤسسني لتلك املناهج وروادها، وهناك كتب كثرية اعتنت بالرد ) (١ ولقد اكتفيت بشرح للثالثة األوائل؛ أل

أفكارهم، منها: التيار العلماين احلديث وموقفه من تفسري القرآن املفصل على كل واحد من هؤالء وعرض أبرز ونقده، احلداثيون العرب يف العقود الثالثة األخرية والقرآن الكرمي.

اإلسالمية العاملية :سوداين، من كتبه وباحث ومفكر سياسي :)م٢٠٠٤-١٩٤١( محد حاج القاسم أبو حممد) (٢ واإلنسانية. الطبيعية العلوم فلسفة أسلمة: املعرفية القرآن منهجيةو طبيعة، وال واإلنسان الغيب جدليةو ،الثانية

م)، حاصل على شهادات يف اهلندسة املدنية من روسيا وإيرلندا، له عدة ١٩٣٨ولد يف دمشق ( :حممد ديب شحرور) (٣جديدة للفقه اإلسالمي. حنو أصول و قراءة معاصرة، :الكتاب والقرآن :منها ،مؤلفات يغلب عليها النظرة املاركسية

http://www.shahrour.org ينظر: موقعه الرمسي:

١١٦

١١٧

.المطلب الثاني: أبرز مظاهر التجديد المنحرف في التفسير

هناك مسات واضحة، ومظاهر بارزة تتجلى يف كتب ومشاريع الدعوة إىل التجديد املنحرف مهما ،آلخرين منهميف التفسري، وهذه املظاهر تبدو كقواسم مشرتكة بني كتب األولني وا

م. تنوعت وسائلهم ومهما اختلفت أدوا منها:

مناهج النقد وأدواته املستعملة يف ذلك االجتاه هي أدوات ف :بعقلية أوروبيةالقرآن حتليل ا النقدية من و غربية مستمدة من بيئة فكرية تقاطع اإلميان بالغيب، تستمد مناهجها وأدوا

ا واليت نش ، أت يف ظروف العداوة املطلقة للكنيسة، ولكل تراثها الفكريفلسفتها اخلاصة كنتاج للتغريات الفكرية األوربية يف احملسوس؛هو خارج فألغيت فكرة الغيب، والنبوة، وكل ما

الذين ،ن أول من لف هذا االجتاه ووضع أسسه وقواعده هم املستشرقونأ النهضة، كماعصور . بدعوة اإلسالم أصال ال يؤمنون

صحة كثري من نصوص الكتاب املقدس كما األوربية قد أطاحت بولئن كانت حركة النقد للشك أن الكتاب املقدس بعهديه يضم والذي أثبت مبا ال يدع جماال ،كتابهيف )١(فعل سينبوزا

فإن القرآن .)٢(على كالم األنبياء من كالم املؤرخني واحلواريني واملرتمجني ومل يعد قاصرا كثريا القرآن دون نقد أو كتبهم علىتنزيل ذلك الواقع الذي أصاب وحماولة ،الكرمي ليس كذلك

م من العرب، ولذلك جند كثريا من متحيص أو تدقيق هو ديدن املستشرقني ومنتجي ثقافام حاولوا تنزيل نتائج الدراسات الالهوتية على القرآن واملساواة ؛املغالطات التارخيية والعلمية أل

.ينهمابا أما االدعاء بأنه ميكننا أخذ طرق ومناهج البحث الغربية وتنزيلها على القرآن دون خلفيا

ايالبيئ نه من أسس تلك املناهجإ واالضطراب؛ إذفهذا عني الدجل ،ة والفلسفية اليت نشأت .وهذا وحده كاف لنزع موضوعيتها ،أال قداسة ألي نص

م)، أكد على دور العقل يف األخالق ١٦٧٧-١٦٣٢فيلسوف ومفكر يهودي هولندي، ( :باروخ أو باروف سبينوزا) (١

م باإلحلاد، ينظر: معجم أعالم املورد (ص: وما .)٢٣٣ وراء الطبيعة، من القائلني بوحدة الوجود، ا ). ٢٩٠-٢٤٠حسن حنفي ( :ينظر: رسالة يف الالهوت والسياسة، ترمجة) (٢

١١٨

ظ يف كثري من تلك الكتابات أن آراءهم نلح لتدعيمها:تثبيت الفكرة مث اللجوء للنصوص م تقدم كحقائق ال تقبل اجلدل، مث يستشهدون عليها مبا يريدون من نصوص واستنتاجا

ا، أو غ .وعدم االلتفات ملا سواها ري منطبقة عليها،منتزعة من سياقارقون حياولون جاهدين كان املستش :إبراز اجلوانب السلبية سواء كانت يف األقوال أو الفرق

سبع صفحات فقط عن التفسري باملأثور، تسيهر يففمثال حتدث جولد، السلبية إبراز اجلوانببأقوال كما أولع احلداثيون العربلتفاسري املعتزلة والباطنية وحنوها، الصفحات و أفرد عشرات

، والباطنية.وأقوال املعتزلة ،)٢(وابن مسكويه )١(الفالسفة كالتوحيديويف هذا ،التشكيك يف جهود املفسرينو للمسلمني واالستهانة به، إغفال الرتاث التفسريي ا تسيء أكثر مما ورأينا اخلاص أن التفاسري التقليدية ليست ضرو :)٣(مجال البنا يقول رية بل إ

إساءة تتعلق بفهم ؛إساءة مضاعفة ءومطالعة األجيال املعاصرة هلذه التفاسري يسيتفيد، ميكن جتاهله أو ، والذي الوإساءة تتعلق بإبعاد اجليل عن عامله وعصره الذي يعيش فيه ،آنالقر

.)٤(وستكون نتيجة هذه املطالعة التعقيد أو االحنراف والنكوص ،منه الفرارلك احلركة التجديدية أن ظهر تأبرز نتائج كان من :الشاذة واآلراءقوال الباطلة ظهور األ فالعقائد أصبحت أساطري حتكي حال ؛رها يف تفسري آيات اهللا وأحكامهنك قوال وماأل شاذ

رآن جيب ك، واألحكام كانت مرهونة بلحظتها، وال ميكن متريرها، بل حىت فهم القالناس آنذا حدود لتلك االختالفات والقراءات. الأن خيتلف من عصر لعصر، و

كان من :فيهعد واألسس للنظر التطاول على كتاب اهللا مبحاولة تفسريه أو وضع القوا إن تفسري كالم اهللا بغري علم، لتجديدي هو تطاوهلم وجترؤهم على أبرز مسات ذلك االجتاه اك األفهام لكن تصدير تل ،من النظر فيه وحماولة فهمه وتدبر آياته القرآن ال حيرم أي أحد

م باإلحلاد والزندقة، تويف يف ،) علي بن حممد بن عباس البغدادي، أبو حيان التوحيدي، ولد بشرياز(١ وانتقل لبغداد، ا

).٤/٣٢٦ينظر: األعالم ( .ه٤٠٠حدود ه، فيلسوف ومؤرخ فارسي، اشتغل بالفلسفة واملنطق والكيمياء، كان ) أبو علي، أمحد بن حممد بن يعقوب بن مسكوي(٢

).١/٢١١ه). ينظر: األعالم (٤٢١مقربا من الدولة البويهية، اشتهر بدراسة األخالق من زاوية فلسفية، (ت:لزواج والطالق، يف قضايا املرأة وا م)، اشتهر بآرائه املخالفة إلمجاع املسلمني، خصوصا ١٩٢٠) مجال البنا، ولد مبصر ((٣

م).٢٠١٣ أسس دار الفكر اإلسالمي، (ت: .)١٣٧ مجال البنا (ص: ،) تفسري القرآن بني القدامى واحملدثني(٤

١١٩

ا الصواب هو تطاول على كتاب ،وإهدار جهود علماء تأهلوا لتفسري كتاب اهللا ،لألمة على أوحيرم تفسريه بغري علم، والكالم يف معانيه ملن وتدليس على األمة. قال اإلمام النووي: ،اهللا

. )١(ليس أهلها، واألحاديث يف ذلك كثرية واإلمجاع منعقد عليه

).٩٩ ) التبيان يف آداب محلة القرآن (ص:١(

١٢٠

الباب الثاني: ضوابط التجديد في التفسير

وفيه فصالن:

.ر المجددالفصل األول: ضوابط في المفس .ضوابط في المنهج المتعلق بالتفسير الفصل الثاني:

١٢١

:دـــيـــتمهدد على العموم، ونزيد سب لقد ق أن تكلمنا عن ضوابط التجديد يف الدين وصفات اكما أن ف ،املنهج أو باملفسرسواء كانت متعلقة ب ،ما يتعلق بالتفسري من ضوابط عليها هنا

شرعية، وكما أنه البد فكذلك العلوم ال جيوز اخلروج عنها أو إهدارها ال لكل علم قواعد وأصوال فر فيه قبل االبد أن تتو ناعة من تأهيل علمي، وصفات شخصية ألي علم أو ص يف كل متصد

، فلكل منهما يقوم املهندس مقام الطبيب فال يصح أنفكذلك التفسري وسائر العلوم؛ ،تهممارس .ل حمتال فيدعي ختصصه يف أحدها، ويباري أهل العلم يف ذلكيئة ودراسة، ناهيك أن حيتا

فر ضوابط وشروط يف من يتصدى هلا، افالبد أن تتو ،هذاوالعلوم الشرعية كسائر العلوم يف ألن احلكم على ؛يف احلكم عليه دون علم فمن مل يكن من أهل التفسري، فإنه يكون ظاملا

ام إدراكه، وإال كان كمن ينكر حالوة العسل وهو مل ال يكون إال بعد العلم به، ومت ءالشي .)١(يذق طعمه، أو كان كفاقد حلاسة التذوق للمطعومات

والبد من منهج علمي مبين على ضوابط حمددة، معتمد على املصادر الصحيحة املعتربة، مل غري على التفسري من تالعب أهل البدع واحملدثات، وتعا واألصول العلمية هلذا الفن، حفاظا

اأ كم الضوابط يف املنهج إذا الراسخني يف العلم، وهذه الصفات يف املفسر وتل كان خذ إليه وال يؤخذ به. ال يلتفتوإن اختلت فهو مردود ،التفسري يف دائرة املقبول

:يأيت فيمايف التجديد يف التفسري وتتجلى أمهية الضوابطتلبيس ، وتأويل آيات اهللا بغري علم أو هدى، مع هفيمن الطعن وافرا ا ن التفسري نال نصيبأ -١ليدلس بذلك على الناس، ومن تلك ؛جديدة يستعمل فيها التجديد كغطاء ءلك بأمساذ

لديين، فكان البد من املعاصرة للقرآن، جتديد اخلطاب الديين، نقد اخلطاب ا األمساء: القراءةمث يدعي أن ما س لبوس التجديد، حىت ال يأيت أي منتحل ويلب ؛لك التجديدوضع ضوابط لذ قامت مشاريع من عدة كتب حتت تلك العناوين وقد لكتاب اهللا تعاىل، قاله تفسري وفهم

ري من ثفي وراءها الكوملا كانت تلك الشعارات الرباقة خت، ككتب اجلابري، وحممد أركونلكنه هدم ديدا يدعون إليه ال ميكن أن يسمى جت وملا كان ما ،ب واملغالطاتالتدليس والكذ

).٢٦٠ مصطفى الطري (ص: ،) اجتاهات التفسري يف العصر احلديث١(

١٢٢

وإمنا ،)١(اجلذور، وإعادة لبنائه يف هيكل علماين كان البد من كشف زيوفهم... للدين منم هلوعرضهم وأقوا ،يتبني ذلك الزيف، ويسقط ذلك االدعاء ببيان ضوابط التجديد يف التفسري

ح فيه، والتزامهم باملنهج الصحيى مدى تأهلهم للتصدي للتفسري، ر على تلك الضوابط ليـ م م بل بالعلوم الشرعية، ،بالتفسري عالقة هلم ليس عندئذ سنرى أ البعد كل بعيدة وختصصا

للنظر يف يتصدون ذلك ، أو كتابة، ومعالعربية ال نطقا ال حيسن بعضهم إن بل ،عن ذلككتاب اهللا تعاىل، حماولني فرض أقواهلم على الناس، وتقدميها على أقوال املتخصصني يف ذلك

ال. اث ينادي عالنية بإهدار شروط ممن دعا للتجديد يف التفسري يف العصر احلدي ا ن بعضأ -٢

وأهل الذكر تكون هي املنوطة بفهم كتاب اهللا ويرفض وجود طائفة من العلماءاملفسر، زمية ،أوروبا الذي حاربته )٢(عون أن ذلك هو الكهنوتويد ،واستخراج األحكام منه وانتهى

رجاله.الدين و وقد خلطوا بني التدبر وفهم مراد اهللا املطلوب من كل مسلم، وبني القول على اهللا

م كانوا صادقني أن فهمهم خاص -على األقل-زعموا لوبيان مراده وأحكام شريعته، ولو أا س ويهدرون ما عاداه من األفهام وي استطاعوا، ولكنهم ينشرونه ويدعون إليه ما ،م مو

ومن عارضهم يف رأيهم ،وعدم فهم النص والسياق والظروف التارخيية ،التخلف والرجعية بأنواع فأي الفريقني أجدر أن يوصف بالكهنوتية حينئذ ،يعيش يف القرون املظلمة متحجرا كان رجعيا

MÑ Ð Ï Î ÍÌ Ë Ê É È Ç Æ ÅL)٣(. مناهج البحث يف قرآن وفق لعت لدراسة اظهور مناهج جديدة تنكفت سواء السبيل، ود -٣

والعجب ، ومناهجهمعالقة هلا بتفسري السلف الوأدوات النقد الغربية، اليت العلوم اإلنسانية م بإهدار ما كتبه الذي م مع منادا يستمدون ،علماء اإلسالم يف التفسري يفوق أي عجب أ

املناهج. األوربيني ممن نظروا لتلك لفالسفةوا من أقواهلم من املستشرقني ا مناهجهم وكثري

). ١١٥ لقرآن ونقده، مىن الشافعي (ص:) التيار العلماين احلديث وموقفه من تفسري ا١() تعبري استخدم يف أوروبا يف القرون الوسطى، ويقصد به جممل النظام السلطوي الذي يفرض مبوجبه رجال الدين ٢(

مشيئتهم على مقدرات بلد ما. .٩) سورة الزمر: ٣(

١٢٣

مبنابع موصولة األسباب تبهم اليت كانتوك، وحديثا عن علماء التفسري قدميا الذب -٤ا اإلصالحي املتميز، فقد املأثورات، وفهوم السلف الصاحل، ومستقلة جبهازها املفهومي، وكيا

ا وتكلمت لغتها، واستهدت حبدس أصلي وحنن ،)١(ة يف التأويل..ورؤية كاشف ،جربت أدواولكن إهدار كتبهم القائمة على الشروط والضوابط وادعاء أن أفهامهم ،ندعي هلم الكمال ال

م أو بعصرهم، واملطالبة بالقطيعة مع ما أنتجوه هلو عني الضاللة والتزييف. خاصة ا ا ن كثري أ -٥ الذي لقائلها يالتأهيل العلمسبب بإما ، ووجوب ردها،من األقوال يتبني بطال

من رد فبدال ،األصول واملناهج اليت قام عليها تفسريه به، أو بسبئيتبني يف اختياره ألقواله وآراا نقض أس ،رأيا ورأيا قوال األقوال وتعقبها قوال ،سها اليت قامت عليهايكفي لبيان زيفها وبطال

ا ما يغين عن كثري الكالم.وبيان ضعف أهلية أصحا اهج املخالفة للضوابطففي نقد املن

افت القراءة إىل أفق التدبر، قطب الريسوين (١( ).٤١٩ص: ) النص القرآين من

١٢٤

الفصل األول: .ضوابط في المفسر المجدد

وفيه:

.تمهيـــد .المبحث األول: الضوابط الدينية والخلقية، وأثر اإلخالل بها

.بها اإلخالل وأثر المبحث الثاني: الضوابط العلمية اإلخالل وأثر المبحث الثالث: ضوابط خاصة بالمفسر المجدد

.بها

١٢٥

ـد:تمهيـــقد اعتىن العلماء بالشروط الواجبة يف املفسر، والعلوم اليت ينبغي عليه حتصيلها، وهي ل

عى التجديد كان وجودها به ألزم، شروط وعلوم الزمة للمفسر يف كل وقت وحني، فإن اد هي نفسها ضوابط و ،أن يراعيهاملا يف التجديد من معان وأهداف جيب ؛وحتصيله هلا أوجب

بط على التفسري يف بني أثر اختالل هذه الضواعنيت هنا أن أ لقدو ،سر يف كل وقت وحنياملفلدعوى التجديد يف التفسري ضيعوا تلك الشروط فال اكثريا ممن تصدو ألن ؛العصر احلديث

وال جتديدا بدؤوا. ،تفسريا صحيحا أقامواالشرعية نصيب من لكل متخصص يف العلوم ؛التجديد كما أسلفنا قد يكون من مجاعةو

من أهم أولئك ، كان به حال األمةعنه البدعة، ويقيم السنة، ويصلح يدرأالتجديد يف جماله، به كل هداية وتوفيق وصالح. ألن كالم اهللا تعاىل ؛من كان يتعرض للتفسري

ا مراد اهللا تعاىل بكالمه املتعبد بتالوته قدر ،هو من له أهلية تامة :المفسرو يعرف ،مع معرفته مجال كثرية من تفسري كتاب اهللا تعاىل ،وراض نفسه على مناهج املفسرين ،ةالطاق

.)١(ومارس التفسري عمليا بتعليم أو تأليفر باستكمال التحصيل العلمي الحظ يشرتط األهلية التامة للمفسإن هذا التعريف كما ن

يأيت بيانه.وغريها مما س ه، والفقه وأصولوعلوم قرآن ،وأصول تفسري ،من لغةمن صادرة امن يدعي التفسري؛ إذ إ من أقوال ارج ويرد كثري وهذا التعريف كفيل بأن خي

.خمتص أو مؤهلغري دد حياول بل ؛علمي وممارسة للتفسري فحسب ال يكفي أن يكون ذا تأهيل و املفسر ا

واملعارف اليت ينبغي عليه بالعلوم متحليا ،ملتزما باملنهج السليمبيان وإيصال هدايته للناس، ،جهود من قبله من العلماء املفسرينمن مستفيدا ،متأدبا بآداب طالب العلم ،حتصيلها

،ل طريقة ممكنةمرغبا للناس يف النظر يف القرآن بك ،ملعاصرةومؤسسا عليها ما خيدم القضايا ا .واضعا نصب عينيه أن التجديد به صالح حال األمة كلها

).١/٣٣( احلريبنيحس ،قواعد الرتجيح عند املفسرينينظر: ) (١

١٢٦

ليست خاصة باملفسر كما ورد تعريفه فقط، بل هي لكل من تصدى و تلك الضوابط أو كانت له أدىن للنظر يف القرآن إما بتفسري بعض آياته، أو حماولة وضع مناهج لفهمه،

م مالبسة بالتكلم عن القرآن وأحكامه، وهؤالء وإن مل يطلق عليهم مفسرين اصطالحا، إال أخصوصا يف زمننا املعاصر على طريقة النظر يف كتابه،و ،وضعوا أنفسهم حكاما على مراد اهللا

تغيري األسس اليت قام عليها، واألصول ب ؛التفسري الدين من خالل حيث أريد الدخول علىا اليت ال لذا كان واجبا التنبيه على أن كل من تصدر لتلك الدعاوى بزعم ؛يستقيم إال ال ، فم، وردا للبدعة، وإقامة حلق األمةال بد أن حيصل تلك الضوابط، حفظا للعل التجديد

ا كل مسرف مرتاب. يتكلم يف أعظم شؤو

١٢٧

.، وأثر اإلخالل بهاخلقيةالدينية و الضوابط ال :المبحث األول

.صحة االعتقاد المطلب األول:

على منهج أن يكون صحيح االعتقاد سائرا ب ؛يشرتط يف املفسر أول ما إن صحة االعتقاد الفاسدة العقائد حتمل ما ا وكثري صاحبها، نفس يف أثرها هلا العقيدة ، فإنماعةأهل السنة واجل

أول التفسري يف كتابا أحدهم صنف فإذا األخبار، نقل يف واخليانة النصوص حتريف على ذويهاا تدفع فاألهواء ،هلواه اتباعا مذهبه، باطلعلى ومحلها عقيدته، ختالف اليت اآليات إىل أصحام على القرآن آيات فيحملون ذهبهم،م نصرة تأويلها ذلك يف ويتكلفون ،وأهوائهم اعتقادا

.مرادها عن وصرفهاعليه فإن من كان مغموصا ،ولزوم سنة الدين ،صحة االعتقاد أوال :اعلم أن من شرطهو

عن يف الدين على اإلخبار ال يؤمتنمث ،يف صحة دينه ال يؤمتن على الدنيا فكيف على الدينباإلحلاد أن وألنه ال يؤمن إن كان متهما ،عامل فكيف يؤمتن على اإلخبار عن أسرار اهللا تعاىل

وى مل وإن كان متهما ،كدأب الباطنية وغالة الرافضة ،يبغي الفتنة ويغر الناس بليه وخداعه .)١(يؤمن أن حيمله هواه على ما يوافق بدعته كدأب القدرية

ا، وتوضيح منهج أهل هنا من تعر والبد لنا يف العقيدة اليت جيب على املفسر االعتقاد .ادالسنة واجلماعة يف االعتق

.د والتوثيق واإلحكام والربط بقوة: من العقلغة العقيدة

يتطرق إليه شك لدى معتقده. : اإلميان اجلازم الذي الواصطالحا ومبا جيب له من التوحيد والطاعة، تعين اإلميان اجلازم باهللا تعاىل :والعقيدة اإلسالمية

ثبت من أمور الغيب، واألخبار، ومبالئكته، وبكتبه، ورسله، واليوم اآلخر، وبالقدر، وسائر ما .)٢(والقطعيات، عملية كانت أو علمية

وأصحابه. كان عليه النيب أما أهل السنة واجلماعة فهم من كان على مثل ما

).٤/٢٠٠( ، السيوطي) اإلتقان يف علوم القرآن١( .)٥ (ص: ناصر العقل ،) ينظر: جممل أصول أهل السنة واجلماعة يف العقيدة٢(

١٢٨

م الذين ، كهم واتباعهم لسنة الرسول ومسوا أهل السنة الستمسا ومسوا اجلماعة ألواتبعوا ما أمجع عليه سلف اجتمعوا على احلق ومل يتفرقوا يف الدين، واجتمعوا على أئمة احلق،

، وأئمة اهلدى يف القرون الثالثة املفضلة، فكل من تبعهم بإحسان من الصحابة والتابعني األمة .)١(فهو من أهل السنة واجلماعة

مبا يلي:يف التلقي وميكننا إمجال أصول أهل السنة واجلماعة وإمجاع السلف الصاحل. ،الصحيحة وسنة رسوله ،العقيدة هو كتاب اهللا أن مصدر -١ .وجب قبوله وإن كان آحادا أن كل ما صح من سنة الرسول -٢ومن سار النصوص املبينة هلا، وفهم السلف الصاحل املرجع يف فهم الكتاب والسنة، هو -٣

جهم من األئمة، و ثبت منها مبجرد احتماالت يعارض ما ما صح من لغة العرب، والعلى .لغوية .أصول الدين كلها قد بينها الرسول -٤، وعند توهم التعارض موافق للنقل الصحيح وال يتعارض قطعيان منهما أبدا العقل الصريح -٥

.)٢(يقدم النقل

.)٦١ (ص: ، ابن عثيمنيشرح العقيدة الواسطية :) ينظر١( ).٩-٨(ص: ، ناصر العقلواجلماعة يف العقيدة جممل أصول أهل السنة :ينظر )٢(

١٢٩

.رد عن الهوىاإلخالص والتج :المطلب الثاني

، وال يقبل عمل مل تكن نيته شرط لقبول العملباإلخالص هللا تعاىل إن تصحيح النية : M P O N M L K J I H G، قال خالصة لوجه اهللا

d c b a ` _ ^] \ [ Z Y X W V T S R Q f eL)١(.

ا روح العملس األمر وعموده وأساسه وأصله اهي رأالنية و وقائده لذي عليه ينبين، فإذا يستجلب ،ويفسد بفسادها ،ويصح بصحتها ،ويبىن عليها ،والعمل تابع هلا ،وسائقه و

.)٢(التوفيق وبعدمها حيصل اخلذالنأبو قال اإلمام ،القبول والتأثري كون للعملويتنفتح أبواب الفهم الصحيح وباإلخالص

فقد قال ،: صحة القصد فيما يقول ليلقى التسديد-أي املفسر- طالب الطربي: ومن شروطه ؛وإمنا خيلص له القصد إذا زهد يف الدنيا ،)٣( Mt s r q pL :تعاىل

ويفسد عليه ،ألنه إذا رغب فيها مل يؤمن أن يتوسل به إىل غرض يصده عن صواب قصده .)٤(صحة عمله

وأصبح ،وتعددت املضالت ،نا حيث كثرت الشبهاتنإلخالص يف زمل ةجوما أشد احلاقد ال يسلم بعضها من الزلل عديدة،لدراسة العلوم الشرعية والنظر فيها مقاصد وأهداف

والصد عن سبيل اهللا. ،واتباع اهلوى ،وحظوظ النفسدد الذي يريد هو زاد الطريق كما أن اإلخالص بإصالح اإلفادة من علمه للمفسر ا

م وفق كتاب اهللا حال املسلمني ق الذي قد وهو الطري ،ورفع اجلهل عنهم، وإقامة حيا .خالصذلك إال باإلمن ىوال منج ،سيعرتيه فيه الوهن واليأ

حيمله هواه على نصرة مذهبه حىت ال ؛عن اهلوى ا رديكون متجن أومن آثار اإلخالص

.١٦-١٥سورة هود: ) (١ .)٤/١٩٩ابن القيم ( ،) إعالم املوقعني(٢ .٦٩سورة العنكبوت: ) (٣ .)٢/١٧٦اإلتقان (نقله السيوطي يف ) (٤

١٣٠

وى مل وإن كان متهما ،دة هلا ليوافق هواهجدي استحداث معان وأعناق النصوص أ بلي .)١(يؤمن أن حيمله هواه على ما يوافق بدعته

).٢/١٧٦( ) اإلتقان يف علوم القرآن(١

١٣١

.: العدالةالمطلب الثالث

حملدثون يشرتطون اوإذا كان أشرف ما ينظر فيه وأجل ما يكتب عنه، اهللاإن كتاب ومنعوا فتوى الفاسق ،يشرتطون ذلك للمفيتواألصوليون والفقهاء ،حاديثالعدالة يف رواة األ

ألنه مرتجم عن اهللا تعاىل ؛الشرطأوىل باستيفاء هذا فإن املفسر ،ولو كان من أهل االجتهادويت شرف هذه الصنعة البد له من ومن حاز جالل هذا املنصب وأ ،ومبني ملرادات الوحي

.)١(والتخلي عن خوارمها ،تحلي خبصال العدالةال ،وال جيهل مع من جيهل ،القرآن أن خيوض مع من خيوضال ينبغي حلامل ويف األثر:

.)٢(..ولكن يعفو ويصفح حلق القرآنا إمجاال العدالة وضابط :واملراد بالتقوى واملروءة،ملكة حتمل على مالزمة التقوى :أ

وآدابه،رعاية مناهج الشرع :املروءةو بدعة،اجتناب األعمال السيئة من شرك أو فسق أو .)٣(مواالقتداء بالسلف،واالهتداء

، لف أفعاله هدي اإلسالم وأركانهاختإن اشرتاط العدالة يف املفسر خترج كل مذموم سرية كما خترج كل من حياول التعامل والتصدي للتفسري وهو جاهل بالكتاب والسنة، غري مستوف

لشرائط املفسر.قوال الشاذة يف التفسري جماراة واعتماد األ ،كما أن العدالة حتمي املفسر من نقل األكاذيب

ألهوائه وأغراضه. بهاتا انتشر فيه من شد على العدالة أشد وأكثر حاجة، ملويف عصرنا كان التأكي

ا ومعتنق ،وأهواء ومذاهب، وشهوات والتهجم، ها للحديث يف شأن األمةو تصدى أصحا ،ه وبني مذاهب إحلادية تارة أخرىأو التوفيق بين ،تمييعه أحيانا لحماولة كالمه؛على مراد اهللا ب

م ،على مراد اهللا فينصبون أنفسهم حكاما م باطل وسري وكثري منهم ،يف الدين مذمومة وشأليخرج بأقوال ،عن الصحيح الصريح يكذب يف النقل، ويتلمس غريب اآلثار وسقيمها، معرضا

افت القراءة إىل أفق التدبر ((١ .)١٩ص: ) النص القرآين من ).١/٢١ألحكام القرآن ( اجلامع )(٢ ).٢/٥( لعراقيا ،لفية احلديثأاملغيث بشرح ينظر: فتح) (٣

١٣٢

ا من دين اهللا راء شاذة زاعما آغريبة و .أا، اليت الضوابط الدينية واخللقيةولعل تلك هي أهم يشرتط للمفسر التحلي واالتصاف

اإ ،بعضهم الورع واالستقامة وغريهاوإن أضاف .العدالة من سبق فيما تدخل ال أا ،وهذه الضوابط الدينية واخللقية ميزان دقيق ملدى قبول رأي املفسر واألخذ عنه، وفقدا

ى.يوقع يف الزلل ويورث اخلطأ كما سنر

١٣٣

.التفسيربط الدينية والخلقية على ر اختالل الضواالمطلب الرابع: أث

لقد كان التفسري يف عصوره جيري على طرق تكاد تكون واحدة بالرواية والسماع، ويف كل ا حماوالت تفسريية العصر تتجدد نظرات ، ونظرات اجتهادية يف حدود منهجيةخترج عن كو

ا إىل أن ظهرت املذاهب املتنوعة.اللغة والشرع، وظل األمر هكذم و حواملل ظ أنه مل يكن هناك خالف بني أحد من املفسرين مهما تنوعت مشار

ؤخذ من القرآن ، وأن العقائد واألحكام إمنا تومذاهبهم على أن القرآن الكرمي من اهللا ا د من حياول نصرة مذهبه من خالل إخضاع اآليات القرآنية، واالكرمي، ومع ذلك وج مليل

ماية عقائدهم ، واستفحل األمر بظهور تفاسري حله منهاءآرا ما يصادممع رأيه وهواه، أو تأويل .)١(والرتويج هلا

ومنهم من تصدى للنظر يف ،ويف العصر احلديث ظهر أقوام منهم من تصدى للتفسريم يري ؛يي خطرهم أعظموهؤالء يف رأ ،آنيةمنهجية التفسري والدراسات القر دون التأسيس أل

ملنهج يسري عليه كل من يفسر كالم اهللا تعاىل.ال أنه إع فيه اخلطأ بسبب اعتزاله، كتب املتقدمني ككتاب الزخمشري يقولئن رأينا بعض

.زالهاعت اخلطأ من ناحيةوإمنا وقع فيه ،يرجع إليه مهما كان ومازال مرجعا لعصر احلديث فغالب كالمه حتريف ا يفقصر يف حتصيلها تلكم الضوابط أو م د ع من لكن

فقدت وأقد اختلت -الئكته وكتبه ورسلهممن إميان باهللا و -ألن العقيدة السليمة ؛حلادوإM d c b a ` _ ^ ] \ [ Z Y X W : عنده

r q p o n ml k j i h g f eL)٢(. يأيت: فيماولئك جنملها على أاآلثار أن نلحظ عددا من وميكن

.قول بوقوع التحريف فيهل، واالطعن يف مصدر القرآن الكرمي -١م بأنه كالم اهللا تعاىل املعجز، املنزل على سيدنا ، حممديعرف املسلمون كتاب ر

).٢٣٨ عدنان زرزور (ص: ،)، فصول يف علوم القرآن١/٣٦٤) ينظر: التفسري واملفسرون (١( .١٠٩ :) سورة التوبة٢(

١٣٤

.)١(يف املصاحف املنقول إلينا بالتواتر، املتعبد بتالوته املكتوبيف شرق لو الذي يف املصاحف بأيدي الناس مي املتوقد اتفق العلماء على أن القرآن الكر

ا، من أول إىل آخر سورة الناس هو كالم اهللا M ) ( ' &L األرض وغر .)٢(له من بني الناس خمتارا ، أنزله على نبيه حممدوحيهو

من األمور املعلومة من الدين ،والتواتر ،واحلفظ ،اإلعجاز :وخصائص القرآن الكرمي ورة اليت مل يشكك فيها أحد من املسلمني.بالضر

، وتشبع بالفكر الغريب واختل إميانه ،من ضعفت عقيدته يف العصر احلديث لكن ظهرأو ،بإنكار نسبة بعض اآليات هللا إما صراحة ،هللا تعاىل فنجده يشكك يف نسبة القرآن ،املادي

م يثبتبطرق أخرى توهم وجيعله ،خيرجه عن حقيقته هم يفسرونه مبالكن ،ون حقيقة الوحيأأو من إما من الرسول عندهم الكرميفالقرآن ،أثر البشر يف صياغته وكتابته بشريا نشاطا وإن كانوا ال ،قرآن هللا تعاىللاىل إنكار نسبة إوهذا الفريق تؤدي مسالكه ومناهجه ،الواقع .ريا ثمما أوقعهم يف التناقض ك ،حون بذلكيصر

مصدر القرآن الكرمي، وأنه ليس كالم إهليةيف التشكيك يف دي عندهمالعق للاخلويتضح م يؤمنون به ،ومناهج مستوردة ،بعبارات ملتبسة ،اهللا حقيقة وحياولون فهمه، يقول ،توهم أ

يستلزم أن البشر ،تلك اإلهليةإن القول بإهلية النصوص واإلصرار على طبيعتها : نصر أبو زيدا تتحول النصوص الدينية إىل نصوص مستغلقة على فهم اإلنسان وهكذ ،عاجزون عن فهمها

وهكذا يبدو كأن اهللا يكلم نفسه، ،ال حتلها إال قوة إهلية خاصة ،وتصبح شفرة إهلية ،العادي .)٣(الرسالة والبالغ واهلداية وتنفي عن النصوص الدينية صفات ،ويناجي ذاتهومن الواقع ،سبيل إلهداره ص الديين، والهو األصل يف تشكيل النالواقع : أيضا ويقول

ة البشر تتجدد ومن لغته وثقافته صيغت مفاهيمه، ومن خالل حركته بفاعلي ،ن النصتكو .)٤(دالالته

).١/٩ (لزرقاينا ،)، مناهل العرفان١/١٥٩( يف أصول األحكام ) ينظر: اإلحكام١( ).١٤٩ ابن حزم (ص: ،) مراتب اإلمجاع٢( ).٢٠٦ ) نقد اخلطاب الديين (ص:٣( ).١٣٨ نقد اخلطاب الديين (ص:) (٤

١٣٥

ما يلي: ويظهر من هذا الكالمأن يفهم كالم اهللا إذا اعتقد أنه نص للقرآن ميكن ألي مفسر أو قارئ أنه الاعتقاده .قدرات البشرألن فهمه فوق ؛إهلي .غ واهلدايةأن هذا االستغالق ينايف املقصد من الرسالة والبال

تبين القول :وهذا يعين ر الواقع على تشكيل النص القرآينثمن اإلميان بأوهلذا كان البد .)١(ببشرية النصوص الدينية

تارخيية وقعت يف ظروف ،قد مر مبرحلة تثبيت كتابية نأما حممد أركون فهو يرى أن القرآ حمكومة بأغراض املؤرخ وأهدافه اخلاصة، وأن هذه الظاهرة تستوي فيها كل الديانات السماوية

.)٢(فال املسيحيون وال اليهود وال املسلمون ميكنهم اإلفالت من القيد اللغوي والتارخيي والثقايفنة الرمسية إن االنتقال من مرحلة اخلطاب الشفهي إىل مرحلة املدو يف تأكيد ذلك: يقولو

والتالعبات اللغوية اليت ،واالنتخاب ،املغلقة مل يتم إال بعد حصول الكثري من عمليات احلذفوإمنا هناك أشياء تفقد ،فليس كل اخلطاب الشفهي يدون ،يف مثل هذه احلاالت حتصل دائما

طة يف الطريق، وذلك ألن عملية اجلمع متت يف ظروف حامية من الصراع السياسي على السل .)٣(واملشروعية

كل ما وقد أمجعت األمة على أن ،من الكفر الصريحوال شك أن هذا الكالم وسابقه من غري القراءات املروية احملفوظة واملنقولة نقل الكافة، أو يف القرآن حق، وأن من زاد فيه حرفا

القرآن، حرف، وقد قامت عليه احلجة أنه من مكان ، أو بدل منه حرفا منه حرفا نقص .)٤(أنه خبالف ما فعل، فإنه كافر لكل ذلك، عاملا فتمادى متعمدا

أنه يطلب منه ما زاع ،وال أعجب ممن ال يعتقد بأن القرآن كالم اهللا تعاىل مث ينظر فيهميش القرآن الكرمي غايته واحلقيقة أنللنظر فيه، أو يؤسس منهجا ،اهلداية والبالغ هي

).١٣٩ (ص:نقد اخلطاب الديين )١( .)٥٧ ص:اإلسالم (نافذة على ينظر: )٢( .)١٨٨ ) قضايا يف نقد العقل الديين (ص:٣( ).١٥٩) مراتب اإلمجاع (ص: ٤(

١٣٦

.هلم على حياة املسلمني ودستورا كما من كونه حا وإخراجهن إ ،د وقع فيه، وأن التحريف قمن ال يعتقد أن القرآن كالم اهللا فكيف يقوم بناء وتفسري

اهللا اتيدعوا غريهم للنظر يف تفسري آي قبل أن، لإلميان أوال واأن يدع ونمثل هؤالء جدير وإمنا سبب ؛أو عقيدة كما ح طالبا ميكن أن ينظر للقرآن إن من كانت تلك عقيدته ال ،تعاىل

تفسريات منحرفة وتأويالت باطلة، نعجب من ظهور وهلذا ال ،حكامهأ إلبطالنظره فيه ا تغين عن كثري من الردود.ف معرفة عقيدة أصحا

هلو من ،القرآن الكرمي، واالستكبار عن اإلذعان حلكمه، وجحد مكانته وحرمته إن إنكارذا القول بالضرورة من دين اإلسالم إنه معلوم كفر عظائم الذنوب، بل جحد اإذ ،من قال

¬ ® ¯ ° ± : [ ´ ³ ²هذا األصل العظيم من أصول اإلميان، قال ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µZ )روا غالة كف كان أئمة السلف قد وإذا ،)١

م مقرون به، بيد أنه عندهم اجلهمية، وهم مل يبلغوا هذا املبلغ، وإمنا حو موا حوله، وزعموا أم الفلسفية ،جمرد أدلة لفظية، وظواهر نقلية ال تفيد علما، وأن العلم إمنا يستفاد من مقدما

.)٢(فحسب

ولكن من شكك يف ثبوت القرآن، وادعى بشريته، مث ،ولسنا هنا مغرمني بتكفري اآلخرين .فسه يف دائرة الكفر خمتارا عطل أحكامه، فقد أوقع ن

،وومسها باألساطري إنكار الغيبيات، :عقيدة من ينظر يف التفسري نتائج اختاللومن -٢واليت قررها القرآن بعبارات اآلخر،مالئكته وكتبه ورسله واليوم إميان باهللا و من -إلميان فأصول ا

د من يزعم أن الفكر لذلك جن ،كلها حمل نظر وتفسري واجتهاد -التأويلواضحة ال حتتمل الغييب أقرب إىل األساطري منه إىل الفكر الديين، وأن قصص آدم وحواء واملالئكة والشياطني

يقينيات فالقرآن عندهم مصدر دائم لل ؛منهج القرآن يف ذلك غري موضوعي، وأن )٣(كلها رموز .)٤(حلقائقوميوه ويعمي ويسرت ا ،بل إنه ذو بنية أسطورية ،اليت ال تستند إىل برهان

.٥٢ فصلت:سورة ) (١ ).٢/٦٣٣( املرسلة الصواعق: ينظر) (٢ ). ٧٨سيد أمري علي (ص: ،)، روح اإلسالم٩٣-٩١ ) ينظر: قضايا معاصرة يف فكرنا املعاصر، حسن حنفي (ص:٣( ).٨٢ اإلسالمي (ص:العريب و تارخيية الفكر ينظر: ) ٤(

١٣٧

فهل يفرتض يف املسلم أن يظل إىل اليوم يعتقد بوجود املالئكة واجلن :يتساءل أحدهمو .)١(والطالسم واألمساء احلسىن ىويقبل التداوي بالرق ،وإبليس ويأجوج ومأجوج

جله أ الذي من ،فهو الركن األول ،الذي هو أساس اإلميان كله ميان باهللا بل إن اإلوعليه يفرتق الناس إىل مؤمنني ،وتالقت دعوات األنبياء ،أنزلت الكتبو ،أرسلت الرسل

والتمسك ،ومن معطيات النص احلرفية :يقول نصر أبو زيد عندهم، هو حمل شك -وكافرينا الثقافة وختطتها حركة الواقع: جعل العالقة بني اهللا واإلنسان حمصورة ،بالدالالت اليت جتاوز

.)٢(يف بعد العبودية ،طرح مشكلة فكرية حول وجود اهللا ال ميكن أن يتصور إمكانيةأسى حممد أركون ألنه وي

والسبب هو اخلطاب الديين الذي ميأل مشاعره كمسلم وعريب بوجود اهللا، إنه ميأل أقطار وعيه .)٣(ومشاعره إىل درجة أنه ال يبقى يف وعيه أي مساحة فكرية حول وجود اهللا

م يشكلون قطاعا ،ء يف توحيد األلوهيةوسبب اختالل عقيدة هؤال من الليرباليني واسعا أالذي يقوم على مبدأ ،نييذوي االجتاهات املختلفة الذين يؤمنون وفق مذهب املؤهلة الربوب

ه نيميان بدين بعودون اإل ،ولكن من دون االعتقاد بالوحي ،اإلميان بوجود خالق للكون :واحد ؛يب احلديثو ن ذلك املذهب ميثل فكرة انتقالية يف الفكر األور وقد كا ،بكل عقائده وطقوسه .)٤(ذاك له إىل إنكاره كانت مستحيلة حنيألن الوثبة من وجود إ

ري ثغدت عالمة على هذا الفكر ونتيجة حتمية لك وهذه السمة الزمت الكثري منهم حىت ه.من مفرداته وخصائص وصرفها عن ،ا يوافق فكرهممبات صفاته تفسري آي :ميان باهللاختالل اإل وكان من الزم

دل على صفات لإلنسان ت إىلصفات اهللا تعاىل تحولت بتها القرآن والسنة، فثمعانيها اليت أفمع أن علماء أصول الدين : يقول حسن حنفي ،يف األرض ألنه قام مقام اهللا ؛كماله

).٥/١٢( لطيب تيزيين، ا) النص القرآين أمام إشكالية البنية والقراءة١( .)٢/٣٩٨) قضايا وشهادات (٢( .) ٣٤٤ ) اإلسالم واحلداثة (ص:٣( ).٧٠٤ يف البالد العربية من حمكمات الدين، صاحل الدميجي (ص: الليرباليةموقف ينظر: ) ٤(

١٣٨

م يف احلقيقة إمنا يتحدثون عن .)١(اإلنسان الكامليتحدثون عن اهللا ذاته وصفاته فإباألشياء كمحمد شحرور الذي جعل علم اهللا خمتصا ،ومنهم من أنكر صفة العلم هللا

ا، أم :الواقعة ا اهللا عما يقولون علو تعاىل- اهللا ا ما خيتاره اإلنسان فال يعلم بهظواهرها وحركا .)٢(بعد وقوعه إال -كبريا

بعبارة مبسطة تصبح رسالة حممد: هللا املسبقعلم ا ومستبعدا يقول حممد شحرور نافيا ا هداية هلم، ،أخرجت ووضع هلا سيناريو مسبق ،أشبه مبمثل ومتثيلية وقدمت للناس على أية، أي أن الناس جمموعة من الصور املتحركة ة اإلنسانية عبارة عن كوميديا إهلوألصبحت احليا

يا، وألصبح مفهوم خالفة ت هذه احلياة هلوا إهلألصبحمربجمة منذ األزل يف أفعاهلا وأقواهلا، و .)٣(خدعةاإلنسان هللا يف األرض ليس أكثر من

ذا القول وتنزيه ،فهم أرادوا العدل ؛ال أن منطلقات كل منهم خمتلفةإ ،ولقد سبقه املعتزلة مقام قائما ، للكون نسان مركزا اإل يريدون جعليف عدله، وهؤالء إمنا ا اهللا تعاىل عما يرونه قادح

.غري مؤاخذ عليه ،يعتقده فيما ا حر ،اهللا ،: حيتوي القرآن الكرمي على آيات كثرية، تقرر عقائد املسلمنيحتريف وتأويل آيات العقائد -٣

فإنه سيعمد إىل ،وتنكب به هواه سواء السبيل ،فإذا كان من ينظر فيها قد اختلت عقيدتها جمرد تأثري للواقع ه، إما بومسوتأويال اآليات حتريفا تلك ا باألساطري تارة كما أسلفنا، أو بأ

على النص، وغري ذلك من أنواع التحريف والتبديل.أقر ويغلب على الظن أن منهل البدع يف االستدالل: طرق أقال الشاطيب عند ذكر مع هوى ،إال مع اشتباه يعرض له، أو جهل يصده عن احلق باإلسالم ال يلجأ إليه صراحة

.)٤( فيكون بذلك السبب مبتدعا ،مأخذه يعميه عن أخذ الدليلوالرافضة كاخلوارجف يف آيات العقائد منذ ظهور الفرق املبتدعة يلقد ظهر التحر و

: عن اخلوارج عمر وهلذا قال ابن عمر هو ما أدى الحنرافهم، ولقد كان تأويلهم ،والقدرية

).١٢٧ (ص: القدمي الرتاث من موقف :والتجديد الرتاث )١( ).٣٨٦ الكتاب والقرآن، حممد شحرور (ص:ينظر: ) ٢( ).٣٨٧جع السابق ( املر )٣( ).١/٢٤٩) االعتصام (٤(

١٣٩

م انطلقوا إىل آيات نزلت يف الكفار فجعلوه .)١(ا على املؤمننيإم مل يرتكبوا استحالل دماء املسلمني وأمواهلم إال خبطأ :وقال ابن حجر ومن املعلوم أ

.)٢(منهم فيما تأولوه من آي القرآن على غري املرادا و قد ذكر شيخ اإلسالم طرق أهل الضالل والبدع يف فهم النصوص، واالستدالل وجيعلون ما قاله اهللا ورسوله ،ومعانيها هي األصلثوها جيعلون األلفاظ اليت أحد بقوله:

ا ا،هل تبعا حنن نفسر القرآن بالعقل واللغة، مث :بالتأويل وبالتحريف إىل معانيهم، ويقولونفريدويتأولون القرآن عليه مبا ميكنهم من التأويالت والتفسريات املتضمنة لتحريف الكلم عن

.)٣(مواضعهاملفسر أو الكاتب يف الدراسات القرآنية يف ينظرب اخلطأ يف التفسري أن إن من أكرب أسبا

آيات القرآن ويف ذهنه معتقدات مسبقة خالية من الدليل، ونظريات موروثة عارية من احلجة، ال يريد أن و ،وأفكار جديدة ملوثة باحلضارات الغربية، يريد أن يبحث عن أدلتها من القرآن

ألفكار والنظريات تابعة لنصوص القرآن، بل أن يتعسف يف جعل جيعل تلك املعتقدات وا وإرغاما ،ملذهبه النصوص القرآنية تابعة هلا، ويتكلف يف محلها على ماال حتتمل انتصارا

.ملخالفيه وتفنيدا ،هلواه وتأييدا ،خلصومهعون وقد مين اإلسالم من زمن بعيد بأناس يكيدون له ويعملون على هدمه بكل ما يستطي

وكان من أهم األبواب اليت طرقوها ليصلوا منها إىل نواياهم ،من وسائل الكيد، وطرق اهلدم .)٤(ومبتدعوهذا منهج كل ضال ، السيئة: تأويلهم للقرآن الكرمي على وجوه غري صحيحة

) ١١٩٤ (ص: ،كتاب استتابة املرتدين، باب قتل اخلوارج وامللحدين بعد إقامة احلجة عليهم ،) أخرجه البخاري١(

ذيب اآلثار، قال احلافظ ابن حجرتعليقا .)٥/٢٩٥وسنده صحيح، ينظر: تغليق التعليق ( :، ووصله ابن جرير يف ).١٢/٣٠٠ري (فتح البا )٢( .)١٧/٣٥٥) جمموع الفتاوى (٣( ).٣/١٨٨( واملفسرون ينظر: التفسري) (٤

١٤٠

.الضوابط العلمية :المبحث الثاني

.اإللمام بالعلوم الشرعية :المطلب األول

، كلها من كتاب اهللا تعاىل وسنة نبيه حممد دة متكاملة، تؤخذلعلوم الشرعية وحامبنية عليه، تقوم عليه فالعلوم الشرعية مستمدة منه و ؛لتفسري واسطة العقد يف تلك الوحدةاو

ألصل راء لثأن هذه الفروع تعد عصمة ومحاية وإ واستمدادها، كمايف وجودها، وتأسيسها علم :ويف هذا يقول ساجقلي زاده ،تصدي للتفسريقبل الفالبد من حتصيلها من أهلها

ل مها مستمدان ، مل يتوقف عليهما علم التفسري، ب-أي من علم التفسري- العقائد والفقه منه .)١(يقوم عليهما ليكمل حتصيله منه، لكن ينبغي أن

لة فتلك العلوم عندما تأصلت ودونت صارت خادمة للتفسري واملفسرين، واعتربت مبثابة اآلوحرر اعتقاد أهل ،عندما دونت مسائل العقيدة فمثال ، اليت متنع املفسر من الوقوع يف اخلطأ

من القرآن والسنة مستمد كتبه هؤالء العلماء يف العقيدة مما هو أصبح ما ،السنة واجلماعة أحدالعقيدة الصحيحة أصبح ألصولعىن أن مطابقة كالم املفسر ، مبللتفسري الصحيح ضابطا

علوم ، وكذلك األمر يف الفقه وأصوله، و )٢(قاييس احلكم على التفسري من حيث القبول والردمري إال وقد أمل بتلك العلوم وعرف أن يتصدى أحد للتفس القرآن، فال يصح وال يستقيم

أسسها، وأصوهلا حىت ال يأيت بالطوام واملبتدعات. ومن تلك العلوم:

:أصول الدين: أوال أن يكملها العلم البد ، وصحة االعتقاداالعتقادوابط الدينية عن صحة تكلمنا يف الض

وهو العلم الذي تعرف به ثوابت العقيدة وأركان اإلميان والتصور اإلسالمي ،بأصول الدين. وعرفه بعضهم بأنه: العلم باألحكام الشرعية العقدية الصحيح للكون واإلنسان واحلياة

.) ١٦٢ (ص: ) ترتيب العلوم١( ).٣٢٣ (ص: ث وموقفه من تفسري القرآن الكرميالتيار العلماين احلديينظر: ) ٢(

١٤١

.)١(رد الشبهات وقواعد األدلة اخلالفيةاملكتسب من األدلة اليقينية، و :وتعلق هذا العلم بالقرآن من وجهني

األدلة الدامغة على ذلك، ، بورد يف القرآن من تقرير للعقائد، وإثبات النبوات : مااألول .وتسفيه أباطيل أهل الكفر

.)٢(افيهلرد على خمالتستدل به لأن طوائف املسلمني حتتج بالقرآن ملذاهبها، و :الثاني ،ومعرفة كل ذلك معرفة صحيحة مبنية على منهج صحيح، معتمد على الكتاب والسنة

مهمة للمتصدي للتفسري، واخلطأ يف هذا الباب ليس باهلني وال اليسري. وعلومها: السنة :ثانيا

عاملا ثار من سقيمها،لصحيح اآل ، مميزا باحلديث وعلومه إن على املفسر أن يكون عارفا وهو كثري. ،له ومفصال ،للقرآن مبينا ،ورد يف السنة مبا

ن كثريا أوأما احلديث فيحتاج املفسر إىل روايته وحفظه لوجهني، األول: :يقول ابن جزي ، بأسباب قضايا وقعت يف زمن النيبخمصوصني، ونزلت ن اآليات يف القرآن نزلت يف قوم م

معرفه ذلك ليعلم فيمن نزلت اآلية، وفيم نزلت، من الغزوات والنوازل والسؤاالت، والبد من ألن املتأخر ناسخ للمتقدم. ؛ومىت نزلت، فإن الناسخ يبىن على معرفة تاريخ النزول

مقدم قوله كثري من تفسري القرآن فيجب معرفته، ألن قوله عن النيب الثاين: أنه ورد .)٣(على أقوال الناس

:يخ اإلسالم ابن تيميةقال ش ،السنة ن معرفةدو صحيحا وال ميكن فهم القرآن فهما ا شارحة للقرآن ؛فعليك بالسنة -أي تفسري القرآن بالقرآن-لك فإن أعياك ذ وموضحة ،فإ

.)٤(لهالشاطيب: ري من األحكام والعبادات اليت وردت يف القرآن بينتها السنة وفصلتها، قال ثوك

). ٩ م الربيكان (ص:إبراهي ،واجلماعة السنة أهل مذهب على اإلسالمية ) ينظر: املدخل لدراسة العقيدة(١افت القراءة إىل أفق التدبر٨٦٧ ابن جزي (ص: ،) ينظر: التسهيل٢( .)٣٣(ص: )، النص القرآين من .)١/١٢) التسهيل يف علوم التنزيل (٣( ).٩٣ص: ) مقدمة يف أصول التفسري (٤(

١٤٢

ألنه النظر يف شرحه وبيانه وهو السنة؛ عليه دون القرآن االقتصارفال ينبغي يف االستنباط من فال حميص عن النظر يف ،وفيه أمور كلية كما يف شأن الصالة والزكاة واحلج والصوم إذا كان كليا

.)١(بيانهأن لهمييز بني األسانيد فال ينبغي ومن مل يكن يعرف صحيح األحاديث من ضعيفها، وال

يتصدى لتفسري القرآن الكرمي. :للهدم وأداة لتخريب الدين، يقول الشيخ بكر أبو زيد سيكون معوال ذلك أنه وسبب أن يدري السنن واآلثار، يهتدي لداللة آيات القرآن، وال حرام على من المثفحرام واهللا

يتسنم جناب العلم، وحيل يف حرمه معول هدم حلماه، وخرق لسياجه وحرمته، وهذا هو املعثر .)٢(ضالل، نعوذ باهللا من الشقاء سعيهو ،وبالاملخذول، علمه

به كثري من املتأخرين، أو علموه ومل وهذا ما جهل ،منزلة السنة من القرآندرك البد أن يو .عنها حيث أرادوا عزل القرآن عن السنة وفهمه مستقال ؛اخلطأ العظيم فوقعوا يف ،يعملوا به

فيكون توارد ،تكون موافقة له من كل وجه : أناوالسنة مع القرآن على ثالثة أوجه: أحده افرها.ضالقرآن والسنة على احلكم الواحد من باب توارد األدلة وت

له. ملا أريد بالقرآن وتفسريا اين: أن تكون بيانا ثال ن موجبة حلكم سكت القرآن عن إجيابه، أو حمرمة ملا سكت عن حترميه.الثالث: أن تكو جتب طاعته فيه، وال حتل قرآن فهو تشريع مبتدأ من النيب منها على ال فما كان زائدا

.)٣( بل امتثال ملا أمر اهللا به من طاعة رسوله ،هلا على كتاب اهللا يس هذا تقدميا معصيته، ولعن الصحابة والتابعني وتابعيهم ومن له معرفة اآلثار واملرويات الواردة ويلحق مبعرفة السنة طأز صحيحها من ضعيفها؛ ذلك أن من أسباب اخليومعرفة كيفية متي أقوال منقولة يف التفسري،

و معرفة باألسانيد والطرق. يف التفسري النقل دون متحيص، أ

).١/٢٧٦) املوافقات (١( .)٨-٧ ) التعامل (ص:٢( ).٢/٣٠٧ب العاملني () ينظر: إعالم املوقعني عن ر ٣(

١٤٣

م من يتكلم يف التفسري دون معرفة وذ ،معرفة اآلثار ملا بني أمهية )١(احلافظ العراقييقول يف يرى من يتعاملكان نه للقصاص فكأ ذاما تكلم آنذاك ومع أنه-من سقيمها، هاصحيح

ولو نظر أحدهم يف يقول: -عصرنا احلديث ويضرب صحيح املعاين بسقيم اآلثار ليبطلهابعض التفاسري املصنفة ال حيل له النقل منها؛ ألن كتب التفسري فيها األقوال املنكرة

فكثري له االعتماد على الكتب، وأيضا ال حيلصحيحها من منكرها ال مييزوالصحيحة، ومن ا كثري من ، والكليب، والضحاك بن مزاحم، وكذمن املفسرين ضعفاء النقل كمقاتل بن سليمان

ا، وليت شعري كيف يقدم من هذاالتفاسري املنقولة عن ابن عباس ال تصح عنه لضعف روابل يزيد أحدهم ،سقيمه من صحيحه يعرف أالحاله على تفسري كتاب اهللا؟ أحسن أحواله

انني الستقبحت منهم سه أقواال فيحدث لنف .)٢(لو نقلت عن ا وأصوله: الفقهعلم : ثالثا

واملفسر يستفيد من مجع ،الفقه علم ومنه استمد ،القرآن الكرمي هو املصدر األول للتشريعتصور دقيق لآليات ووضع ،وبيان أحكامها ،سائل الفقهية يف تفسري اآلياتالفقيه ألدلة امل ريها.اليت يريد تفس

رآن قرد األمر والنهي يف الشريعة، والوموا أحكام احلالل واحلرام،وعلم الفقه تعرف به حيسن انتزاعها من الالكرمي يضم بني جاحنتيه ما يزيد عن مخسمائة آية من آيات األحكام

. )٣(باالستنباطو ملكة فقهيه، وبصر مصادرها إال ذ ؛شرط لتأهيله العلمي من القرآن مد أصال ن معرفة املفسر بعلم الفقه الذي هو مستإ

،وال يشرتط له معرفة دقائق املسائل ،خصوصا بعد استقرار العلوم وظهور املصنفات يف كل فنيعين أن ينظر وهذا الووجه استدالهلم، ،بل يعرف أقوال الفقهاء املعتربين ،وجزئيات األحكام

وهذه آفة ، فيتمذهب مث يستدل،ما يوافقهيف القرآن نظرة املتعصب ملذهبه غري باحث إال عن وإما إما جهال ، وال يستفيد من داللتهاهما يعطل اآلياتإن كليإذ ؛تعادل آفة اجلهلعظيمة

يف احلديث، من ه)، كان إماما ٧٢٥زين الدين عبد الرحيم بن احلسن بن عبد الرمحن، احلافظ اإلمام، ولد () (١

).٤/١٧١ه). ينظر: الضوء الالمع (٨٠٦تالمذته ابنه أبو زرعة واحلافظ اهليثمي، وابن حجر، (ت: ). ٩٥(ص: ) الباعث على اخلالص من حوادث القصاص٢(افت القر ينظر: ) ٣( ).٣٢ إىل أفق التدبر (ص: اءةالنص القرآين من

١٤٤

.تعصبا األحكام على االستدالل وجه يعرف بهف: بأصول الفقه الفقه أن يكون عاملا ويتبع علم

طأ يف االستدالل واالستنباط، لوقوع يف اخلليت تعصم املفسر من اا األداةوهو ،واالستنباطمبسائل وقواعد علم وحتدد مقاييس الشرح السليم للنصوص، والكالم يف التفسري بدون اإلملام

:يقول شيخ اإلسالم ابن تيميةنوع من اخلبط واالفرتاء على اهللا، األصول حيول التفسري إىل ات، ليتكلم بعلم وعدل، مث يعرف يزئالبد أن يكون مع اإلنسان أصول كليه ترد إليها اجل

ات وجهل وظلم يف الكليات ب وجهل يف اجلزئيات كيف وقعت، وإال فيبقى يف كذيئز اجل .)١(فيتولد فساد عظيم

أن أحكامها ،فمن حماسن الشريعة وكماهلا ومجاهلا وجالهلا :ويقول الشيخ السعدي ،هلا أصول وقواعد تضبط أحكامها ،ا كلهاوأموره ،واملعامالت ،والعبادات ،والفرعية ،األصولية

ا واهلدى ،فهي مبنية على احلكمة والصالح ،وتنشر فروعها، وتردها إىل أصوهلا ،وجتمع متفرقا .)٢(ونفي أضداد ذلك ،والرمحة والعدل ،واخلري

ا من أعظم الطرق يف استثمار :)٣(وقال الزركشي والبد من معرفة قواعد أصول الفقه؛ فإ .)٤(ام من اآلياتاألحك

لعله من أهم العلوم الواجب على املفسر بل ،بديعوبني علم األصول وعلم التفسري تالزم وفهم ،ألن علم األصول قد أودعت فيه مسائل كثرية من طرق استعمال كالم العرب ؛حتصيلها

مذاهب فالبد أن يكون تفسريه على ،والقرآن عريب بعضها مل يذكره اللغويون، ،ارد اللغةمو ، كما أن علم األصول يضبط باألحكام ما كان تفسريه متعلقا خصوصا ،العرب يف كالمهاانيف است فهو آلة للمفسر ،ويفصح عنها ،قواعد االستنباط .)٥(باط املعاين الشرعية من آيا

).٩١/٢٠٣) جمموع الفتاوى (١(موعة الكاملة، ) الرياض الناضرة٢( ).١/٥٢٢( سعدي بن عبدالرمحن الشيخ ملؤلفات ضمن ا

القرآن وعلوم بالتفسري عين ه)، ٧٤٥( ولد، املصري الزركشي اهللا عبد بن ادر بن حممد اهللا عبد أبو الدين بدر) (٣ أصول يف احمليط والبحر، القرآن علوم يف الربهان: منها عديدة، فنون يف كثرية تصانيف وله واألصول، والفقه واحلديث

املفسرين، الداودي ينظر: طبقات ه).٧٩٤(ت: وغريها،، الصالح ابن على والنكت، مجع اجلوامع وشرح، الفقه ).٣/١٧٦شهبة ( قاضي ابن الشافعية، طبقات، )٢/١٦٢( ). ٢/٩) الربهان ((٤ ).١/٣٢) ينظر: التحرير والتنوير ((٥

١٤٥

.لمام بالعلوم المتعلقة بالتفسيراإل الثاني: المطلب

ا هنا، العلوم املتفرعة عن ا ، وقد اصطلح وبيانا لقرآن الكرمي، واخلادمة له تفسريا ونقصد القرآن الكرمي، وقد يسمى هذا العلم بأصول التفسري؛ ألنه يتناول املباحث معلى تسميتها بعلو .)١(معرفتها لالستفادة منها يف تفسري القرآن الكرميمن اليت البد للمفسر

وقد نص ،لوثيقة بكتاب اهللا تعاىلغىن عنها للمفسر، لصلتها ا ومعرفة هذه العلوم الكما سيأيت يف ،وغريها ،كي واملدينوامل ،كالناسخ واملنسوخ ،العلماء على وجوب اإلملام بأنواعها

.بيان كل نوع منها

: علم الناسخ والمنسوخ:أوال التفسري، ومن العلوم اليت ال يقوم إال أن علم الناسخ واملنسوخ من أساسات علوم ال شك

كما أنه ال ميكن معرفة األحكام الشرعية االستنباطية، وتفسري تعارض النصوص إال ا، أصول ولذلك أفرد له علماء أصول التفسري وعلماءفبه يعرف احملكم من املنسوخ، مبعرفته،

.)٢(فرها باملفسراوعده العلماء من الشروط الواجب تو ،وحديثا الفقه مصنفات قدميا البد من معرفة ما يتعلق بالنسخ من بل ،واملنسوخ فحسبالناسخ أفراد يكفي معرفة وال

من أو ختففا ،أو تعصبا ، : إما جهال عى النسخ يف غري موضعهد حىت ال ي ؛شروط وأحكام األحكام الشرعية.

معرفة هذا الباب أكيدة، وفائدته عظيمة، ال يستغين عن معرفته : رطيب قال اإلمام القرطيبه إال اجلهلة األغبياء؛ ملا يرتتب عليه من النوازل يف األحكام، ومعرفة احلالل العلماء، وال ينكر

قال: ما ،املسجد، فإذا رجل خيوف الناس ييليروى أبو البخرتي قال: دخل علي ،من احلرامفقال: ليس برجل يذكر الناس، لكنه يقول: أنا فالن بن فالن ،قالوا: رجل يذكر الناس هذا؟

قال: فاخرج من مسجدنا ،فقال: ال املنسوخ؟إليه فقال: أتعرف الناسخ من فأرسل ،اعرفوينقال: هلكت وأهلكت. ،قال: ال واملنسوخ؟وال تذكر فيه. ويف رواية أخرى: أعلمت الناسخ

).١٢ (ص: ، صبحي الصاحل)، مباحث يف علوم القرآن١/٢٨( ) ينظر مناهل العرفان(١ ).٢/١٨١) ينظر: اإلتقان ((٢

١٤٦

.)١( عباس ومثله عن ابن عباس

: أسباب النزول:ثانيا وحديثا، قدميا املسلمني اءعلم ا اعتىن اليت ،املهمة القرآن علوم من النزول أسبابوعلم

له وإفرادهم تدوينه، سبيل يف املبذولة اجلهود كثرة العلم ذا اهتمامهم مدى على دل وقد وتنصيصهم على أنه الزم لكل من أراد تفسري القرآن. ،اخلاصة املؤلفات من بالعديد

ميكن للمفسر وال ،)٢(أيام وقوعهو نزلت اآلية متحدثة عنه أو مبينة حلكمه ما ويقصد به: األعالم األئمة قرروقد ،وبيان نزوهلا ،الوقوف على فهم اآلية بدون الوقوف على سبب قصتها

ا النزول، أسباب معرفة فوائد أهم من أن واألصوليني املفسرين من على اآلية فهم على تعني أ باآليات املقصود عن اخلروج إىل تؤدي عنها والغفلة صحيح، وجه

وهي أوىف ما جيب الوقوف عليها، وأول ما تصرف العناية إليها، :)٣(احديقال الو .)٤(دون الوقوف على قصتها وبيان نزوهلا ،المتناع معرفة اآلية وقصد سبيلها

الشبه واإلشكاالت، ومورد بأسباب التنزيل موقع يف اجلهلوقال اإلمام الشاطيب: .)٥(الف، وذلك مظنة وقوع النزاعالظاهرة مورد اإلمجال حىت يقع االخت للنصوص

ا أسباب النزول، وحصروها يف أخبار وروايات وقد حتدث العلماء عن الطرق اليت تثبت الصحابة، الذين شاهدوا الوحي وعاصروا نزوله، وعاشوا الوقائع واحلوادث وظروفها. وأيضا فإن

مرجعا مهما يف معرفة أسباب د تع األخبار اليت نقلها التابعون، الذين تلقوا العلم عن الصحابة، .النزول

).٢/٢) اجلامع ألحكام القرآن ((١ ).١/١٠٨ينظر: مناهل العرفان () (٢سن، علي بن أمحد بن حممد الواحدي، مفسر، عامل باألدب، وصفه الذهيب بإمام علماء التأويل، من أبو احل) (٣

، السعادة دار ه). ينظر: مفتاح٤٦٨ الوجيز، وكلها يف التفسري، وأسباب النزول، (ت:و الوسيط، و مصنفاته: البسيط، ). ١/٣٩٤)، طبقات الداودي (٢/٦٦( ابن القيم

.)١٠ (ص: نزول القرآن) أسباب (٤ ).٤/١٤٦املوافقات () (٥

١٤٧

:علم أصول التفسير :ثالثا القواعد واألسس اليت تعني يف فهم التفسري، فيبني الطريقة املثلى :علم أصول التفسري هو

وما ،شمل ما يتعلق بالتفسري من طرق ومصادر وقواعد ومناهجييف شرح كالم اهللا وتفسريه، و .وط وآداب وإتقانيتعلق باملفسر من شر

عني، ويواالستنباطوحيول بني املفسر وبني اخلطأ يف الفهم ،فهو الذي يضبط التفسريوعلم أصول التفسري أحد العلوم اليت قامت خلدمة ،على أداء مهمته على الوجه األفضلاملفسر

م مصطلح كتاب اهللا الكرمي، وهو بالنسبة إىل التفسري كعلم أصول الفقه بالنسبة للفقه، وعلمعرفة األصول اليت يدور عليها :ل عليه هذا العلممومما يشت، )١(للحديثاحلديث بالنسبة

ختالف يف الأسباب او ، مصادر التفسريو طريقة السلف يف التفسري، و ،طرق التفسريو التفسري، .)٢(قواعد الرتجيحو ،كليات القرآنو ،أساليب التفسريو التفسري وأنواعه،

للمنهج السليم املتبع يف التفسري، تعني املفسر على التفسري والرتجيح وهي كما نرى أسسأحد أهم العلم هذا الفراهي احلميد عبد اإلمام عد وقد ،ومناهج سليمة ،وفق قواعد منضبطة

.التأويل أصول :ومساه العلوم للمفسر

)، ١١-١٠ مساعد الطيار (ص: ،)، فصول يف أصول التفسري١١جه (ص: هحبوث يف أصول التفسري ومنا ينظر: )١(

).٢٧ على العبيد (ص: ،أصوله وضوابطه :تفسري القرآن الكرمي ).١٤ فصول يف أصول التفسري (ص:ينظر: ) ٢(

١٤٨

.اإللمام بالعلوم اللغوية :مطلب الثالثال

: M } | { z yقال ،زل باللغة العربيةمن املعلوم أن القرآن الكرمي ن ~L )وقال: ، )١ M o n m l k j i h g f e d c

u t s r q pL )٢(، وقال : MÏ Î Í Ì ËL)٣(. ا القرآن إىل غريها، اليت نزلميكن العدول عن هذه اللغة فإنه ال وملا كان األمر كذلك

امن فسر كتاب اهللا والبد مل ألن معرفة ألفاظ ومعاين وأساليب القرآن ال تؤخذ إال ؛العلم .)٤(منها

ا املتمكن منها أن يفسر كالم اهللا تعاىل دون أن يعرف هلذا ال ألفاظها جيوز لغري العامل ومعانيها وأساليبها.

ر القرآن إالبرجل غري عامل بلغات العرب يفس ىال أوتقال اإلمام مالك بن أنس: .)٥(جعلته نكاال

إن العلم بلغة العرب واجب على كل متعلق من العلم بالقرآن والسنة :وقال ابن فارس والفتيا بسبب، حىت ال غناء بأحد منهم عنه، وذلك أن القرآن نازل بلغة العرب، ورسول اهللا

من كل كلمة غريبة هللا عريب. فمن أراد معرفة ما يف كتاب اهللا جل وعز، وما يف سنة رسول ا .)٦(أو نظم عجيب، مل جيد من العلم باللغة بدا

وجعل رسوله العريب، إن اهللا ملا أنزل كتابه باللسان :مية وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية ومل به،إىل هذا الدين متكلمني وجعل السابقني العريب،مبلغا عنه الكتاب واحلكمة بلسانه

.٢ :) سورة يوسف١( .١٩٥-١٩٢ :ء) سورة الشعرا٢( .١٢ :) سورة األحقاف٣( ).٤٠ (ص: التفسري اللغوي للقرآن الكرميينظر: ) ٤(الربهان :ر)، وينظ٢١٢أبو ذر اهلروي يف ذم الكالم ( ص:و )، ٥/٢٣٢) أخرجه عن مالك البيهقي يف شعب اإلميان (٥(

).١/٢٩٢لزركشي (ا ،يف علوم القرآن ).٥٠ (ص: ابن فارس، ) الصاحيب يف فقه اللغة٦(

١٤٩

وأقرب الدين،صارت معرفته من اللسان،ا ين ومعرفته إال بضبط هذ ضبط الديكن سبيل إىل .)١(الدينإىل إقامة شعائر

العربية للغةا ليس املقصود من تعلم صحابة والسلف وأقوال اللغويني أنويفهم من كالم الالصحة واخلطأ ضوابط االقتصار فقط على القواعد األساسية اليت تتوقف وظيفتها على معرفة

هو ،الكتاب والسنة واملتأمل فيهما لدارس وإمنا املقصود من تعلم اللغة العربية ،ربم العيف كالالرتكيب القرآين ومعرفة ما يؤديه ،استنطاق النص فهم أسرارها والبحث عن كل ما يفيد يف

التأهيل اللغوي يف إعداد املفسرسهبوا يف أمهية وهلذا جند العلماء قد أ ،على وجه اخلصوصمخسة عشر وطييفقد ذكر السفرها يف املفسر علوم اللغة، اتو انت أغلب العلوم املطلوبحىت ك كانت العلوم اللغوية سبعة منها. علما

:ومن أهم تلك العلوم، ومن أهم ما ينفع يف هذا الباب عرف مدلوالت األلفاظ وغريب اللغةتفبه :علم اللغة :أوال

مفردات "و ،لألزهري "ذيب اللغة"و ،البن سيده "احملكم"، والبن فارس "مقاييس اللغة"هو خمتص منها ما ،وغريها من كتب اللغة وهي كثرية ،للراغب األصفهاين "ألفاظ القرآن

.هو عام يف اللغة عموما ومنها ما ،ككتاب الفراء ،هبالقرآن وكلماته وغريبمن علماء ظ أن كثريا لح لعلنا نو ،املعىن خيتلف باختالف اإلعرابألن :: علم النحوثانيا

ال وال نكاد نرى ،هلذا كانت ترامجهم تصفهم باملفسر والنحوي ،التفسري قد برعوا يف هذا اوال يعذر به ،اجلهل بالنحو ال يسده كتابف ،يف التفسري إال وله يف النحو باع طويل ملا اع

بل املقصود معرفة ،فيةه اخلراب وأوجهود بالعلم بالنحو تعلم دقائق اإلعوليس املقص ،جهل ، مبا يوضح املعىن ويزيل اإلشكال.داللة الكالم املركب حبسب الوضع

،الثالثة: علم البيان ابعلوم البالغة بأقسامه ا مليلزم املفسر أن يكون عا :علوم البالغة :ثالثا ي عمدة لصناعة بأوضاعها هواعلم أن معرفة هذه اقال الزركشي: ،وعلم البديع ،وعلم املعاين

على ونقصد بالعلم هنا ما يعينه ،)٢(، وهي قاعدة الفصاحة وواسطة عقد البالغةالتفسري

.)١٦٢ :ص( ) اقتضاء الصراط املستقيم(١ ).١/٣١١( يف علوم القرآن ) الربهان(٢

١٥٠

فاألمر ليس كما ،ال العلم بدقائق أمور البالغة وأسرارها تفسري كتاب اهللا وكشف معانيه؛ال يتصدى منهم أحد لسلوك تلك الطرائق، :قال يف مقدمة تفسريه حيث الزخمشريتشدد فيه

إال رجل قد برع يف علمني خمتصني بالقرآن، ومها: علم ،على شيء من تلك احلقائق يغوص وال الكشف نعم ،)١(أزمنة املعاين، وعلم البيان، ومتهل يف ارتيادمها آونة، وتعب يف التنقري عنهما

تذوق أساليب القرآن وملح اللطائف أن إال ،طلب ذلكعن أوجه اإلعجاز ال التفسري يت .وترويض الذوق عليها ،طلب معرفة علوم البالغةنكت يتلوا

ا للمعىنفعلم املعاين: ،كالتقدمي والتأخري ،يعىن خبواص تراكيب الكالم من جهة إفادباستجالء طرق تأدية املقصود حبسب وضوح يعىن :وعلم البيان ،والوصلوالذكر واحلذف كالم.يعرف به وجوه حتسني ال :، وعلم البديعالداللة ومراتبها

،ملا هلما من وثيق الصلة باملعىن على البديع مقدمان -البيان واملعاين- نان العلماوهذولعلمي البيان واملعاين مزيد اختصاص قال ابن عاشور: ،وتلك مهمة املفسر ،والكشف عنه

ما وسيلة إلظهار خصائص الب ؛فسريتبعلم ال آليات من الغة القرآنية، وما تشتمل عليه األ .)٢(يل املعاينتفاص

).١/٣الكشاف () (١ ).١/١٧) التحرير والتنوير ((٢

١٥١

.الحس التفسيري والموهبة: المطلب الرابع

وقد عده ،عن اجلمع بني الضوابط الدينية واخللقية والضوابط العلمية الضابط ناتجوهذا مثرة لتحصيل الضوابط لعقلية كقوة الفهم واالستدالل، واألوىل أن يكونبعضهم من الضوابط االراغب وقد تكلم عنه ور علم املوهبة فيمن فقد إحدامها،إذ ال يتص ؛الدينية والتأهيل العلمي

.)١(هو علم يورثه اهللا تعاىل ملن عمل مبا علمو :علم املوهبة: إذ قال األصفهاينتقول: هذا شيء ليس يف قدرة اإلنسان، لعلك تستشكل علم املوهبة، و و : السيوطي وقال

رتكاب األسباب املوجبة من العمل وليس كما ظننت من اإلشكال، والطريق إىل حتصيله: اM O N M L K J I H G F ويدل على هذا املعىن: ،والزهد

` _ ^ ] \ [ Z Y X W V U T S R Q Pj i h g f e d cb aL )٣()٢(.

ه أسراره ويف قلبه اعلم أنه ال حيصل للناظر فهم معاين الوحي، وال يظهر ل قال الزركشي:ر على ذنب، أو غري متحقق باإلميان، أو أو وهو مص ،بدعة، أو كرب، أو هوى، أو حب الدنيا

هذه كلها ضعيف التحقيق، أو يعتمد على قول مفسر ليس عنده علم أو راجع إىل معقوله، و .)٤(موانع بعضها آكد من بعض حجب،

M N M L من مثرات التقوى، وقوله تعاىل: وعلم املوهبة مثرةقال السيوطي: T S R Q P OL)٦(أي معىن يف القلب يفرق به بني احلق و الباطل ،)٥(.

).٩٥ ) مقدمة جامع التفاسري (ص:(١ .١٤٦: األعراف سورة) (٢ .)٤/٢١٦( ) اإلتقان٣( ).٢/٥٣( يف علوم القرآن ) الربهان(٤ .٢٩ األنفال:سورة ) (٥ .)٤/٢١٦( اإلتقان) (٦

١٥٢

.وابط العلمية على التفسيرلض: أثر اختالل االخامس المطلب

ألحد ال جيوزوكما أنه لتفسريه معاين كتاب اهللا، البد أن يكون سابقا إن تأهيل املفسر ارسة الطب أو اهلندسة أو غريها من العلوم الدنيوية دون تأهيل وإعداد وال ينكر ذلك أحد مم

ينبغيوشرح آياته وتعيني مراده ال يصح وال اهللا، لتفسري كالمفكذلك التصدي ،أو يستغربهقبوله من غري املتأهل للنظر فيه بإعداد علمي صحيح يستويف العلوم اليت جيب عليه معرفتها

.لكتاب اهللا من آراء اجلهال واملضلني محايةوهو ،ولقد رأينا من حياول أن ينقض عرى اإلسالم عروة عروة من خالل تفسريه لآليات

وما أوقع قول الشيخ بكر ،جاهل بعلوم الشرع، مستنكف عن التعلم، بارع يف التعامل والتدليسعامل الفاشلني يف التحصيل بله ومنه ت ملا حتدث عن ظواهر تعامل أمثال هؤالء فقال: أبو زيد

م السنون وملا يربزوا، فسلكوا ؛التحقيق بتفسري كتاب اهللا تعاىل ذلك املنحىن ليظهروا. إذ مر وقيل: ما أنصف القارة من باراها.فتعلق بعظيم، وقد قيل: إذا كنت خامال

تاب؟ يدري السنة من الك فهل مسعت مبفسر متعامل كذاب؟ وهل مسعت مبفسر جاهل الوهل مسعت مبفسر حيمل آيات التنزيل على ماال خيطر على بال؟ كل هذا قد مجع يف هذا

.)١(ف متعلمه من الوصمة والعابنالعصر، قليل الرشاد، كثري الفساد، ال يأ مجلة من وتأهيل وقد نتج عن هذا التعامل، وهذا التجرؤ على الكالم يف التفسري دون علم

خطرها ومنها:اآلثار عظم ضررها وتبني القلب ويوجعيدمي مماإن :من خالل تفسري اآليات وحمكماته الطعن يف ثوابت الدين -١

شرائع يستخدم تفسري كالم اهللا الذي هو املصدر األول للتشريع حملاولة الطعن يفأن النفس ديد ممن ينتحل التج كثريا بل إن ،نكارها أو قصرها على زمن دون زمن، بغية إوحمكماتهالدين

ا ليست من ثوابت زاعما ،يف العصر احلديث كان من أهدافه التحلل من األحكام الشرعية أ بل تشمل األحكام والشرائع. ،وثوابت الدين ال تقتصر على العقائد فقط الدين، واليوم ،ورسله ،وكتبه ،ومالئكته ،من اإلميان باهللا :من ثوابت الدين العقائد الستف

).٨-٧ ) التعامل (ص:(١

١٥٣

وإيتاء ،وإقام الصالة ،من الشهادتني :وشره، وأركان اإلسالم اخلمسة والقدر خريه ،اآلخروأكل ،وأكل الربا ،والزىن ،والقتل ،السحر :ومن احملرمات ،وحج البيت ،الزكاة، وصوم رمضان

.وغريها مما ثبت بقطعي القرآن والسنة ،والقذف ،مال اليتيموغريها من ،واحلدود ،والقصاص ،واملرياث ،شؤون الزواج والطالق :ومن شرائع اإلسالم

.)١(بتت بنصوص قطعية الثبوت قطعية الداللةثنظم اإلسالم اليت وال ريب أن النصوص اليت أوجبت حفظ هذه الضروريات من الكتاب والسنة من

.)٢(النصوص احملكمة البينةحيث ؛وتستمد األحكام الشرعية وصف الثوابت أو احملكمات من النصوص الواردة فيها

ا كالقرآن الكرمي والسنة الصحيحة الثابتة كون نصوصا ت كما تعد النصوص ،قطعية يف ثبو .)٣(قطعية يف داللتها إذا كانت معانيها واضحة وصرحية

،قطعية ونصوص وأصول قواعد هو ما منه الدين لكن ،كله الدين هي الدين ثوابتو امف يف فهذه ،اجتهاديات هو ما ومنه جدل، حمل ليست فهذه لكن الثوابت، من ليست ردا .الثوابت من هي ومصادرها ومرجعيتها أصوهلا يف

وإال الثوابت من تنطلق أن بد ال واالجتهاديات الثوابت، إىل يرجع كله الدين: إذا الفقهية واألحكام والضالل، والبدعة اهلوى من بل االجتهاد، من وليست معتربة فليست

ا لكن ثوابت، :مصادرهاو ،مداخلهاو ،منازعهاو ،قواعدهاو ،أصوهلا :االجتهادية - تطبيقا فيه جيتهد مما -احملتمل النص من فهمها خالل من أو نص، إىل إرجاعها خالل من فيها لقولا

.وكماله وصالحيته ومشوله سعته يف الدين خصائص من وهذا العلماء، وال ،ه يعلمهفق وال ،حيفظها ةسن فال ةمن جترد من العلوم الشرعي الكرمي ملا نظر يف القرآنو تردلك أن كان من أثر ذ ،وشبهات متعددة ،مع هوى غالب ،قد تأهل به شرعيا علم

:ذلكإمجاع املسلمني. ومن وخولف ،ت الثوابتاحملكمات، وعطل

).٥٤ ، القرضاوي (ص:الصحوة اإلسالمية بني االختالف املشروع والتفرق املذموم :) ينظر١( ).٢/١٠٢( املوافقات :) ينظر٢( ).١٠١ :ص(مد عمارة ، حممعامل املنهج اإلسالمي :) ينظر٣(

١٥٤

حماولة الطعن يف أحكام اإلسالم، بتحريفها، أو إنكارها ومن ذلك: - أبدعوى ،إللغائها الضالالتعليها كثري من أهل ىة اليت تناد ع: وهو الشرياحلجابإنكار

،لنقض تلكم الشريعةولوا تغيري تفسري كالم اهللا امل يستقم هلم األمر ح والرجعية، فلماالتخلف وإذا خرجت دون أن ،فإذا خرجت املرأة عارية فقد خرجت عن حدود اهللا :شحرور يقول

.)١(اهللا د رسوليظهر منها شيء حىت وجهها وكفيها فقد خرجت عن حدو لعل من أبرز األمثلة على اجلهل التام املقرون باجلرأة على التقول على اهللا بغري علم ما و

ادعى أن الناس حيث ،يف تفسريه آليات احلج "القرآن من اهلجر للتفعيل"ذكره صاحب كتاب ل وكلمة الناس على عمومها تشمل خمتلف امللكل الناس مدعوون للحج إىل مكة قال:

رب الناس ملك الناس، إله ألن اهللا ؛للمؤمنني بالنيب حممد والطوائف، وليست حصرا يف أيام معدودات أو على احلد األدىن يومني أما أداء مناسك احلج عنده فهي ،)٢(الناس

نسان ألداء مناسك احلج ضمن األشهرفأي يومني اختارمها اإل ،متتالني يف مدار األشهر الثالثةة فحجه مقبول، وهو غري ملزم بأيام معينة يف شهر معني؛ ألن ذلك تضييق على العباد الثالث

كما أن نسبة ذلك اإللزام إىل اهللا تعاىل هو تقول وافرتاء ،وإلزام هلم مبا مل يلزمهم اهللا به .)٣(عليه

وغريها ،، واخلمروالزنا ،الرباك بل تعداه إىل حتليل ما حرم اهللا ،ومل يقتصر األمر على هذا : M : 9 8 7بقوله حترميه على بوضوح صن الذي فالربا ،)٤(من احملرمات

;L)يقول نصر ،املعاصر باملعىن عالقة هلا وليس الديين املفهوم يف تثبتت كلمةأصبحت )٥ومن مظاهر تثبيت املعىن الديين اخلطرة يف اخلطاب املعاصر استدعاء كلمة حامد أبو زيد:

ا اللغة يف االستعمال الختفاء الظاهرة اليت تدل عليها يف املعامالت الربا، وهي كلمة جتاوز

).٣٤٣ الكتاب والقرآن (ص:) (١ .)٩٦: ) (ص(٢ ).٩٧) املرجع السابق (ص: (٣)، القرآن من اهلجر ٧٢ (ص: لشريفا ،اإلسالم بني الرسالة والتاريخ)، ١٢٧ لعشماوي (ص:ا ،) ينظر: أصول الشريعة(٤

.)١١٣ لتفعيل (ص:إىل ا . ٢٧٥سورة البقرة: ) (٥

١٥٥

وهذا مبثابة اإلصرار على ارتداء ... االقتصادية، للداللة على منط من املعامالت االقتصاديةعرض خلطر الوقوع حتت تاحلجاب يف وسائل املواصالت املزدمحة ذات اإليقاع السريع، وال

.)١(ات يف الطريق العامعجالت السيار وقول الكاتب جهل باللغة اليت مازالت استعماالت الربا فيها واضحة الداللة مفهومة ،باختالف األزمنة ال ختتلفمل تتغري، وجهل بالشرع الذي حدد التحرمي يف صور معروفة املعىن

أن اإلصرار غالب جعله حيشر حكم احلجاب يف الوى اهلو ،امالتمن تعقيد املعومهما بلغ ،وعلل ذلك خبوفه من خطر الوقوع حتت عجالت السيارات ،عليه كاإلصرار على حترمي الربا

إلغاء حكمني من أحكام الشرع بدعوى ال تصمد أمام رام فيه الكاتب وذاك قياس غريب النقد والتمحيص.

خبصوص السبب ال بعموم اللفظ: حصر أحكام القرآن على زمن معني بدعوى أن العربة - بأحكام اإلسالم بل تعداه إىل غالب ،فيه سبب نزول وليت األمر اقتصر على ما ورد

مع منسجما كان الفقهاء قول فإن لذايقول حممد شحرور: ،)٢(النص) تارخييةبدعوى ( مع منسجما كان فقههم نإ حيث ؛عاشوها اليت والسياسي االقتصادي التارخيي التطور مرحلة

من التارخيية قيمتهم نبخسهم ال أن فعلينا لذا أجله، من واجتهدوا هفي عاشوا الذي جمتمعهم فيها وقع اليت املنهجية اخلطيئة) اإلسالمي الفقه أزمة( األول الفرع يف بينا وقد ،الناحية هذه

.)٣(احلدود وخطيئة ،الغائب على الشاهد قياس خطيئة وهي ،املرأة بشأن الفقهاءاي نهج التارخييحسب املالقرآن وحماولة تفسري على الزمان ة قاصر أحكامه أن جتعل راد وتلغى احلدود، وال يبقى للشريعة أثر يف األحكام، لتعطفت ،ال تتعداه لغريه ،الذي نزلت فيهتمع املسلم. ا

ة عامة، بعدما نزلت جتردت عن املالبسات الزمانية واملكانية، يإن األحكام واألوامر والشرع

).٢١٣ ) نقد اخلطاب الديين (ص:(١ عن اجلهل بالشريعة ئا ن اهللا، وإمنا أشرت له هنا كون القول به ناش) وهذا املنهج سنتعرض له يف الباب القادم بإذ(٢

ومقاصدها، وأسباب النزول وأحكامها، مع عدم خلوه من اهلوى واالحنياز. وكل تلك األمور ناشئة عن فقدان التأهيل للنظر يف كتاب اهللا تعاىل.

).٤٣٨ الكتاب والقرآن (ص:) (٣

١٥٦

ا، لذا فإن من املعروف يف اليت كانت حت أن العربة بعموم اللفظ وليس خبصوص األصول:يط وإمنا بالظروف، مر، فالتحرمي مل يكن مرتبطا مثال ذلك أسباب نزول آيات حترمي اخلو السبب،

فزالت هذه الظروف وبقي ،فالتحرمي نزل يف ظروف معينة اخلمر،بفعل شرب كان مرتبطا ،زمانية واملكانية اليت ظهر فيهاوليس بالظروف ال ،بشرب اخلمر مرتبطا مستمرا التحرمي قائما اللهم إال األحكام اليت نص ،، وباقي األحكام الشرعيةر يقال عن حترمي الزنا والسرقةونفس األم

ا كانت ظرفية مث نسخت ا كانت خاصة برسول اهللا ،الشرع على أ . أو أمع وهي الدعوة اليت بدأت ،إبعادها عن تفسري القرآن وحماولة الرسولسنة يفلطعن ا -٢

أن السنة النبوية اجتهاد نبوي يف ثري من أهل تلك املناهجريى كف ،"القرآنيون"ظهور ما يسمى ، ال تلزم األمة به. تطبيق أحكام الكتاب من حدود وعبادات وأخالق

ا ظهر حماولة عزل السنة عن القرآن بوصفهاوت ،جتهاد بشري آخركأي ا اجتهاد بشري بأالظروف االقتصادية والسياسية واالجتماعية للجزيرة واملتمثل يف ،حمكوم بالواقع الذي ظهر فيه

ئي اجمرد تفاعل أويل لإلسالم مع واقع بد -يف نظرهم- فهي ،العربية يف القرن السابع امليالدي .)١(خيتلف عن واقعنا احلاضرأن نكون والبد ،عصرنا احلاضر يف للتطبيقابلة قرين السنة غإ: يقول حممد شحرور ،ن على حتويل القرآن من مطلق إىل نسيبننا يف القرن العشرين قادرو إواثقني من أنفسنا ونقول

.)٢( النيب ما فعلوليس عني ، كما فعل النيبسوى ذلك من األقوال واألفعال جيب أن يدرج يف سياق وما ...: نصر أبو زيد ويقول

ا أقوال وأفعال غري ملزمة للمسلمني يف العصور الو جود االجتماعي للشخص التارخيي، مبعىن أوإمنا هو حماولة ،هذا الكالم من اجلهل واهلوى والكذب والتدليس ما يفوال خيفى ،)٣(التالية

إللغاء جزء كبري من أحكام الشرع.اليقني، وأنه ال ال تفيد بوصفها آحادا كما حاول بعضهم الطعن يف سنة رسول اهللا

- ٤٨٧( ثانية، حممد أبو القاسم حاج حممد)، العاملية اإلسالمية ال٥٥٣ - ٥٤٦ (ص: ) ينظر: الكتاب والقرآن١(

٤٨٨ .( .)٥٦٧) الكتاب والقرآن (ص: ٢( .)١٧(ص: ) النص، السلطة احلقيقة٣(

١٥٧

يف الواقع أن احلديث النبوي كان قد هضم ومتثل : أركون يقول ،يوثق يف تدوينها وكتابتهاعناصر خمتلفة من الرتاثات احمللية اخلاصة بالفئات االجتماعية اليت تشكل يف وسطها بشكل

.)١(فشيئا تدرجيي وانتشر شيئا

قد ،وتنوع الشعوب اليت اعتنقت اإلسالم ،لتاريخ األرضيوبالطـبع فـإن مـسرية امث يـقول: خلقت حاالت وأوضاعا جديدة ومسـتحدثة مل تـكن مـتـوقعة أو منصوصا عليها يف القرآن وال

فإنه لزم على املعنيني باألمر أن يصدقوا عليها ،يف احلديـث، ولكي يـتـم دجمها ومتـثلها يف الرتاث .)٢(للنـيب، وإما بواسطة تقنيات احملاجة والقياس إما بواسطة حـديث ،ويقدسوها

ميكن للمرء أن يشك يف صحة هذه األحاديث ما دامت أحاديث ويقول حممد اجلابري: وأن األحاديث املروية يف املوضوع جتد صدقيتها املوضوعية إن مل يكن التارخيية يف ظهور ا،آحاد

.)٣(احلاجة إىل البحث واالشتغال مبا قررته

ميكن للمرء أن يشك يف صياغة بعض هذه الروايات أو يف بعض يقول يف موضع آخر:و ا ظلت روايات شفوية ملدة ال تقل عن قرن من الزمان ،مضامينها إذ مل تدون بشكل ؛اعتبارا أ

ال للوضع والتضخيم ؛رمسي إال يف القرن الثاين من اهلجرة .)٤(األمر الذي يفسح افبينما كانت األحاديث املروية عن النيب حاديث موضوع بقوله: أن غالب األ يزعممث

ا تتضخم بصورة غري طبيعية، خصوصا ،قليلة العدد زمن النبوة واخللفاء الراشدين يف إذا ،واستفحلت أثناء الصراع بني علي ومعاوية ،ظروف الفتنة اليت حدثت يف أواخر عهد عثمان

،وارج والشيعة وما تفرع عنهمايني وخصومهم، دع عنك اخلمث بني األمويني وخصومهم، والعباس وهكذا انتقل حجم احلديث النبوي الذي كان يف حدود املئات زمن اخللفاء الراشدين إىل ما

لقد وقع استغالل ،وينه، أي يف القرن الثاين للهجرةيعد مبئات اآلالف زمن الشروع يف تد له. ال حدود ستغالال احلديث يف الصراعات السياسية واملذهبية ا

من التضخم يكفيه أن يسمع عن ذلك الكم احلديث النبويولكي يقدر املرء ما أصاب

).٢٠ص: ( واإلسالمي العريب الفكر تارخيية) (١ ).١٨ص: ( واجتهاد نقد اإلسالمي الفكر) (٢ .)١٠١ص: ( الكرمي القرآنإىل مدخل) (٣ .)١٠٧ص: ( املرجع السابق) (٤

١٥٨

١٨(وقد تويف وعمرها يف حدود النيب اهلائل من األحاديث اليت تنسب إىل عائشة زوج النيب يرة أما أبو هر ،سنة فقط عند وفاة النيب) ١٣سنة)، وإىل عبد اهللا بن عباس (الذي كان عمره

الذي ينسب إليه كم هائل من األحاديث فهو مل يدخل اإلسالم إال قبل وفاة النيب بنحو أربع .)١(سنوات

ورد بنو أمية باملثل فكانوا ،وافرتاء احلديث على النيب بدا ضد بين أمية ألسباب سياسيةالذي وضع كالزهري ،جيدون بني أتقى الفقهاء ممن جيرون عليهم الراتب ليضع هلم األحاديث

.)٢(ال تشد الرحال حىت يصرفوا الناس عن احلج إىل مكة زمن ابن الزبري"" :هلم حديث إذن فالسنة عندهم إن مل تكن من وضع الرواة فهي مشكوك يف صحتها عن النيب

لسببني: تأخر تدوينها بعد وفاة الرسول مما أدى إىل عدم حفظها. -١هلذا كانت السنة كما يرون خمالفة للعقل والعلم و ،انتشار الوضع ألغراض دينية وسياسية -٢

ومتناقضة يف زعمهم.م جيعلون روايات املؤرخمن عجيب أمر هؤالء الو ني حجة ال يأتيها الباطل طاعنني أ

ا، ويت ا شككون يف روايات البخاري ومسلم إذحبال إذا كان هلم غرض يف إثبات مضمو .)٣(جاءت على غري ما يشتهون

إىل اآلن على حجية السنة، وعدها مصدرا من ملسلمون من عهد رسول اهللا وقد أمجع اخالف يف ذلك إال من اتبع سبيل غري املؤمنني. وقد نقل هذا ـمصادر التشريع اإلسالمي، ومل ي

انتهى العلماء احملققون إىل أن احلديث فقد ، )٤(اإلمجاع مجع كثري من أهل العلم احملققني

صحف عدة يف ونشر ،http://www.aljabriabed.net موقعه يف" عموما احلديث يف قول" بعنوان له مقال من) (١

.اإلماراتية االحتاد منها ).٥٦( احلزين املسلم دليل) (٢ ). ١٨٣ ون، حممد أبو زهو (ص:ث) احلديث واحملد٣( حكاماأل أصول يف اإلحكام ،)٣٣ ص:( الشوكاين إلماما ،األصول علم من احلق قيقحت إىل الفحول إرشاد: ينظر) (٤

التشريع يف السنة مكانة ،)٢٩١ ص:( الصاحل صبحي ومصطلحه: عرض ودراسة، احلديث ، علوم)٨٧ ص:( ).٩٧ ص:( لقمان حممدد. اإلسالمي،

١٥٩

يع األمة، وأيدوا رأيهم هذا باآليات القرآنية اليت تفرض على املؤمنني الصحيح حجة على مج، والتسليم حلكمه، ورأوا من حيكي خالف هذا املذهب غري خليق باالنتساب تباع الرسول ا

.)١(إىل العلم وأهله، وإن نسب نفسه أو نسبته العامة إىل سعة املعرفة والتفقه يف الدينيثبت ما قام به كلها تتهاوى أمام أي نقد تارخيي الدعاءات الباطلةوال ريب أن تلك ا

علماء السنة واحملدثون من تدقيق ومتييز للحديث ورواته، وكتب اجلرح والتعديل وشروط احملدثني تشهد بذلك، وهو جهد ال ينكره إال كل ذي هوى متعصب ورأي باطل.

اختالل اإلعداد العلمي يف اللغة العربية كرب آثارألعل من البعد عن العربية يف التفسري: -٣انتحل دعوة يرى كثري ممن هو عدم فهم معاين القرآن، مث نسبة اخللل يف ذلك الفهم للعربية، و

عاجزة عن محل املعاين ،عقيمة ،بدائية ،يف هذا العصر أن اللغة العربية لغة قاصرةالتجديد .)٢(املستجدة

سهمت يف أن تكون اللغة أ اجلغرافيةة، وبيئتهم ويرى بعضهم أن طبيعة العرب البدويارتباطه بالواقع وبعده ماالنفصال عد، ويقصد بالعربية لغة تقوم على مبدأي االنفصال والتجويز

فهوم الزمان العريب مفهوم مشوه.. وم هوم املكان يف التصورففم، حداثعن إدراك حقائق األا ؛ة مشوهة، فهي يف نظره لغ)٣(سوده الرتابة والركودت مل يقل وإن ،نتجت عن تصور مشوه أل

ال حيدث حول العريب ألن كل شيء ؛صد به عدم منطقية اللغةفيقذلك صراحة، أما التجويز: لكن وفق مبدأ االطراد الذي خترمه التغريات ،واالتساق املنطقي ،وفق مبدأ السببية واحلتمية .)٤(املفاجئة واخلوارق للعادات

نه هو أ ،وهو التيار الذي ناء بكرب تلكم األقوال ،مييز تيار احلداثة العريببل لعل ما كان التيار الذي حتمل الدعوة للعامية، بدعوى قصور اللغة العربية عن جماراة روح العصر.

م من واهلدف عالقة هلا حشر مفاهيم جديدة ال ،داللتها ثبات وعدم اللغة بتغري ادعاءا .قد تطورتاللغة أن بدعوىبلغة النص العربية،

).٢٦٣ص: ( لقامسيامجال الدين حممد التحديث، قواعد: ينظر) (١ ). ٩٣ (ص: موقف من الرتاث القدمي :والتجديد الرتاث :ينظر )٢( ).٢٤٣-٢٤١ص: (بنية العقل العريب )٣( .)١١٠ - ١٠٦ص: (نقدية دراسة: الكرمي والقرآن األخرية الثالثة العقود يف العرب احلداثيون :ينظر )٤(

١٦٠

مع فقدانه للعدالة ،ظ أن غالب من قال يف القرآن بغري علم وإعدادح يف النهاية لعلنا نلو حاول أن يفكك اإلسالم من الداخل رغبة يف إحالل عربيا علمانيا إمنا ميثل تيارا ،والنزاهة

نفعية ال ومناهجه عالقةالعالقة اليت أقامها هذا الفكر مع الرتاث ف ،همفاهيم علمانية مكان .)١(انتفاعية، أي أن غرضها من الرجوع إىل الرتاث ودراسته هو غرض ظريف عابر

وذلك على طريقة خراج القرآن من حياة املسلمني، وهذا الغرض الظريف العابر يسعى إىل إإال ختلية عقول الشعوب العربية من آثار املاضي وترسباته، وال يكون ذلك ،التخلية والتحلية

افته، وعدم صالحيتها للعصر احلاضر، وحتليته يف بنقد الرتاث واملناهج اليت أنتجته، وإظهار يعتمد على أحدث ما ظهر من وسائل وأدوات منهجية حديثة تساعده الوقت ذاته بآخر

أو قل ه،يتماشى وطبيعة العصر الذي نعيش تفسريا -القرآن-على إعادة تفسري النص املؤسس .)٢(الفرصة حنو ممارسة علمانية لإلسالم إتاحة

).٦٩ (ص: نقدية دراسة: الكرمي والقرآن األخرية الثالثة العقود يف العرب احلداثيونينظر: ) ١( ).٢٥٠ (ص: ) املسألة الثقافية٢(

١٦١

.المبحث الثالث: ضوابط خاصة بالمفسر المجدد

.المجدد بالمفسر خاصة ضوابط المطلب األول:

دد تكلمنا يف املبحثني السابقني عن ضوابط املفسر، وكما أننا زدنا يف وظيفة املفسر ا واملعارف بالعلوم متحليا ،السليم باملنهج ملتزما للناس، هداية القرآن وإيصال بيان بأن حياول

العلماء من قبله من جهود نم مستفيدا ،العلم طالب بآداب متأدبا ،حتصيلها عليه ينبغي اليت بكل القرآن يف النظر يف للناس مرغبا ،املعاصرة القضايا خيدم ما عليها ومؤسسا ،املفسرين؛ ألنه ال يكفي كلها األمة حال صالح به التجديد أن عينيه نصب واضعا ،ممكنة طريقة

دد أن يبني معاين اآليات، أو أن يرجح بني األقوال، فال بد أن نزيد يف ضوابط للمفسر ادد مبا يوافق تلك املهمة العظيمة. املفسر ا

تهد إذ قال: :فهم مقاصد الشريعة -١ إمنا وهذا الشرط قد عده اإلمام الشاطيب يف شروط اأحدمها: فهم مقاصد الشريعة على كماهلا، والثاين: ،رجة االجتهاد ملن اتصف بوصفنيحتصل د

وال غرو أن اشرتاط ذلك يف املفسر من ،)١(التمكن من االستنباط بناء على فهمه فيهاا مبا جيعل التفسري مطالب التجديد؛ حيث إن فهم مقاصد الشريعة جيعل املفسر يربط تفسريه

يضمن حسن الربط بني املبىن واملعىن، ويسعف يف تنزيل اآلي اقع الناس، و أكثر قربا من و .)٢(على الواقعات

وال ريب أن العلم باملقاصد جيعل نظرة املفسر للتفسري أكثر عموما، وربطه لآليات ببعضها أكثر اتساقا ووضوحا، ويبعده عن االنغماس يف حتليل املقطع من اآليات، دون اعتبار

وهو ما وقع فيه كثري من املفسرين بتحليل اآلية إعرابا، ولغة، وخالفات، وترجيحات، لغريه،بل مبا يستقيم يف كل آية، دون ربط أحكامها مبقاصد الشرع، وال يعين ذلك التعرض للمقاصد

كما أن فهم املفسر للمقاصد يؤثر على طريقته سري باملقاصد دون إخالل بأحدمها، به ربط التف ومن مث تفسريها ولو مل يشر لذلك صراحة. ،وربطها ببعضها ،آلياتيف مجع ا

). ٤/١٠٦) املوافقات ((١ ).٣٤(ص: التدبر أفق إىل القراءة افت من ) النص القرآين(٢

١٦٢

القدرة على تنزيل اآليات على الواقع: يقصد بذلك: مقابلة األحداث املعاصرة للمفسر مبا -٢ها يف كتاب اهللا تعاىل أي: تنزيل اآليات القرآنية على آحاد الوقائع اليت جتري يف ،)١(يشا

عصر املفسر.ن كان قد وجد من املفسرين سابقا، إال أنه ضابط مهم لكل جمدد؛ حلاجة وهذا التنزيل إ

الناس لفهم قضايا عصرهم وفق كتاب اهللا تعاىل؛ ألن من أعظم خصائص القرآن الكرمي أنه ولكن أكثر الناس ال يشعرون بدخول الواقع للناس كافة على اختالف أماكنهم وعصورهم،

ويف قوم قد خلوا من قبل مل يعقبوا وارثا، وهذا الذي حيول حتته وتضمنه له، ويظنونه يف نوع بني القلب وبني فهم القرآن، ولعمر اهللا إن كان أولئك قد خلوا، فقد ورثهم من هو مثلهم، أو

م، وتناول القرآن هلم كتناول أولئك وهنا تربز مهمة املفسر بربط الناس ،)٢(شر منهم أو دوم؛ حىت ال تكون هن اك فجوة بني النص القرآين والواقع املعاصر امللموس، وحىت ال بكتاب ر

دد أنه يكون التفسري مقصورا على فئة من العلماء وطالب العلم، ولعلنا نلحظ يف قيد ايصلح أمر الدين لألمة كافة، وهذا يقتضي منه أن جيعل القرآن منهجا للحياة وواقعا يعيشه

أفراد األمة. ،مبرادات التنزيل ا تام ا وبصر ،يستلزم حسن االستنباط -زيل اآلياتنفن ت-وهذا الفن بد فيه من التبصر بأحوال الواقع، وعدم التكلف يف يل النصوص لتوافق وال ،ومواقع التطبيق

هواه وما يراه يف حال معاصرة، وإال كان تنزيله جمرد تعصب.يت هي يف علم اهللا تعاىل، كما كما ال يكون تنزيل الواقع يف أمور الساعة والغيبيات ال

حياول بعضهم حتديد أوقات املالحم، وقيام الساعة، وظهور املسيح الدجال؛ ألن زمن حدوث تلك من الغيبيات اليت هي من اختصاص اهللا تعاىل، نعم هلا أشراط ومقدمات لكن اجلزم

حبدوثها يف زمن معني هو من التنزيل اخلاطئ املتكلف.دد أن يكون عاملا تمع، وثقافة العصر:التبصر بأحوال ا -٣ من الواجب على املفسر ا

، وأحواله االجتماعية، يعرف سلبياته وإجيابياته ،وعاداته وتقاليده ،مبجتمعه بزمانه، خبريا وهذا ،على خماطبة الناس على قدر عقوهلم وأفهامهم ليكون قادرا ؛فيهومواطن اخللل والقوة

.)٣٣ عبد العزيز الضامر (ص: ،تنزيل اآليات على الواقع عند املفسرينينظر: ) (١ ).١/٣٤٣) مدارج السالكني ((٢

١٦٣

وقد أحسن ابن خلدون إذ عد من مؤهالت املفسر ،)١(إلصالح أحواهلمأبلغ يف التأثري فيهم ويتبع هذا أن يكون ذا ثقافة تارخيية متكنه من تتبع سنن اهللا يف الكون، ، "العلم بأحوال البشر"

فقد أنزل اهللا هذا الكتاب، وجعله آخر الكتب، وبني وطبائع البشر على مر العصور، يقول: من أحوال اخللق وطباعهم، والسنن اإلهلية يف البشر، ه، وبني فيه كثريا فيه ما مل يبينه يف غري

وقص فيه علينا أحسن القصص عن األمم وسريها املوافقة لسننه فيها، فال بد للنظر يف هذا ومناشئ اختالف أحواهلم من قوة ،الكتاب من النظر يف أحوال البشر يف أطوارهم وأدوارهم

. وحيتاج هلذا فنون كثرية من أمهها التاريخ .وإميان وكفر، وضعف، وعز وذل، وعلم وجهل، .)٢(بأنواعه

:أنا ال أعقل كيف ميكن ألحد أن يفسر قوله تعاىلويف ذلك يقول الشيخ حممد عبده: MQ P O NL)وهو ال يعرف أحوال البشر؟ وكيف احتدوا وكيف تفرقوا؟ وما معىن )٣

انت نافعة أم ضارة؟ وماذا كان من آثار بعثة النبيني تلك الوحدة اليت كانوا عليها؟ وهل ك فيهم؟ ... فيجب على املفسر أن يعلم ما كان عليه الناس يف عصر النبوة من العرب وغريهم؛

بعث به هلدايتهم ألن القرآن ينادي بأن الناس كلهم كانوا يف شقاء وضالل، وأن النيبأو ما يقرب ،من عوائدهم على وجه احلقيقة يف يفهم املفسر ما قبحته اآلياتوإسعادهم، وك

.)٤(بأحواهلم وما كانوا عليه منها، إذا مل يكن عارفا بل فحسب، أو لتقرير هداية اإلسالم هلم ،وليس املراد معرفة أحواهلم لفهم معاين اآليات

فأسباب الكفر من جحد وكرب وغرور واستهزاء هي ،األمر مرتبط بسلوك البشر وعوائد الناسواحدة يف النفس البشرية، كما أن موجبات العذاب من اإلشراك باهللا وكفر النعم واإلعراض عن دد يستطيع ربط املاضي باحلاضر ليصل احلق واحدة جتري عليها سنن اهللا، واملفسر احلذق ا

كن وال يستقيم له هذا إن مل ي ،هلم أخطاء الناس املتكررة يف كل أمة جمنبا ،بالناس إىل النجاة بالواقع. باملاضي مبصرا عارفا

.)١٤٦ ص:( آدابه، مصادره، أمحد قشريي سهيل ،روطهش :املفسر :) ينظر(١ ). ٤٨٨ مقدمة ابن خلدون (ص: )(٢ .٢١٣سورة البقرة: ) (٣ ).٢٣-١/٢٢( ) تفسري املنار(٤

١٦٤

، وبيان مؤتلفها من خمتلفها ،اليت متكنه من مجع األقوالوجودة النظر، القرحية العلمية -٤ والرتجيح بينها.

مازال حباجة إىل مزيد من اجلهد والتمحيص، ومجع تفسرييا لقد خلف األقدمون تراثا ة من كل دخيل، ولو أن صافيا يكون التفسري نقيا ورد ما ال ميكن قبوله، حىت ،األقوال املتشا

ملا كان ذلك ،املفسر درج على ما مضى عليه األولون من تعداد لألقوال وترجيح بينها أحيانا .ومرجع كل قول لغة أو نقال تكون اإلضافة ببيان ما اتفق منها وما اختلفبل ،إضافة للعلم

وهو حبر واسع يف جتديد تفسري ،ديد عظيمباط باب للتجنباط: االستنالقدرة على االست -٥كتاب اهللا، واستلهام أحكام وآداب من قصصه، وشرائعه، وأخباره، وأحد أبواب تدبر كتاب

دد بضوابط االستنباط السابقة. اهللا، شريطة التزام املفسر ا ا؛ ألناإلملام بالعلوم االجتماعية كعلوم الرتبية واألخالق، والقدرة على حتصيلها من مظا -٦

ا، وربطها ا يعني املفسر على استجالء أبعاد جديدة يف اآليات، وتوسيع مدلوال اإلملام بالغاية األهم وهي إصالح البشر.

١٦٥

.المطلب الثاني: أثر اختالل تلك الضوابط على التفسير

مدونا يوجد يف بطون الكتب ال يف قلوب حىت يكون كالما ؛انفصال التفسري عن الواقع -١م، وال شك أن هذا األثر يتعارض مع ما أنزل القرآن ألجله من هداية الناس الن اس وحيا

م، ولقد مرت على املسلمني أزمنة، وتوالت عليهم خطوب وحمن عظيمة، فما وإصالح حياوجدنا أثر ذلك يف التفسري إال قليال، وليس املطلوب حتويل كتب التفسري لكتب تاريخ تسرد

، ولكن املطلوب تبيني سنن اهللا يف الكون، واستخراج ما يعني املسلمني على الوقائع واألحداث الثبات، وبيان أسباب العقوبات ودوافع البالء يف القرآن، مبا جيعل فهمها مرتبطا بالواقع.

إن خلو التفسري من أي إشارة للواقع الذي يدون فيه، جيعله حبيس بطون الكتب، ال دد؛ ملا لذلك من قلوب الناس، وهلذا كانت ال قدرة على الربط بالواقع من أهم شروط املفسر ا

أثر يف اإلصالح، وإن كان التفسري يف أزمنة سابقة عديدة قد درج على غري هذا؛ فإنه كان يف عصر ختتلف ظروف ناسه وعلمائه وحكامه عن هذا العصر.

نه يعرض عليهم بطرق ال إعراض الناس عن تفسري كالم اهللا ال يتعلمونه وال يعملون به؛ أل -٢تناسب أفهامهم، وال تراعي مقاصد القرآن يف اهلداية، فيظنون أن فهمه خاص بالعلماء، فيكتفون بتالوته دون حماولة فهمه أو تدبره، بل من الناس من يتعلم علوما أساسها يف القرآن

ولكن مل يوجد من يستخرجها منه ويعرضها عليهم.ئدة: إذا مل يكن املفسر فطنا حلاجات الناس، وتطورات العلم، االنشغال مبا ليس منه فا -٣

فقد ينشغل يف تفسريه مبا ال ينفع العلم به، وال يضر جهله، كتعيني ماال فائدة من تعيينه، وإدراج نقوالت طويلة كان يغين عنها أقوال معدودة.

ال لظهور غريب األقوال، وسيئ املناهج، وما من بدعة تظهر إ -٤ ال ويقابلها نقص إفساح ايف السنة، وإن مل يقم أهل التفسري عليه بيانا وتوضيحا، وتقريبا للناس، ونشرا هلدايته، وبيان

سالمة منهجه، فإن الساحة تكون متاحة ألهل البدع واألهواء والضالالت لنشر أفكارهم.

١٦٦

الفصل الثاني:

.ضوابط في المنهج المتعلق بالتفسير وفيه:

.ي تعريف المنهج وأهميتهف :تمهيد المبحث األول: اعتماد قدسية القرآن فهو كالم اهللا للهداية

.واإلعجاز، صالح ومصلح لكل زمان ومكان .المبحث الثاني: االعتماد على مصادر التفسير

ن والسنة أو المبحث الثالث: اعتماد عدم مخالفة نصوص القرآ .اإلجماع مخالفة تضادفال ،د عن طرق أهل البدع في فهم القرآنالمبحث الرابع: البع

.وال استقالل بمجرد العقل أو اللغة أو اإلشارة ،باطنية في فهمهياق في فهم المعنى وتعيين المبحث الخامس: اعتماد الس

.المرادالمبحث السادس: مراعاة عدم الخروج عن داللة األلفاظ في

.العربية

١٦٧

تمهيد في تعريف المنهج وأهميته:ج،هج لغةالمن ج، الطريق النهج،و : من ، أيضا الطريق واملنهج:، أوضحه األمر: يل و

فاملنهج يدل ،)١( : Mn m l k jL قال ،الواضح الطريق : والنهج .)٢(على: الوضوح واالستبانة واالستقامة يف الطريق

ا تدل على اخلطة اصطالحا املرسومة وفق قواعد : عرف املنهج بتعاريف كثرية جيمعها: أ وضوابط يف الدراسة والعلم، ومنها:

.)٣(الطريق املؤدي إىل الكشف عن احلقيقة يف العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة القواعد العلمية اليت يسلكها العقل يف حركته للبحث عن احلقيقة يف أي جمال من

االت العلمية .)٤(ا له مسات معينة منها: واملنهج العلمي اإلسالمي

نظر التالزم بني املنهج واملوضوع املراد حبثه: وهو من أبرز امليزات، وذلك ناتج عن صحة -١ ؛املسلم للكون واحلياة وإميانه باهللا ورسله وأمور الغيب، فليس يف أمور الغيبيات منهج جترييب

ا تعتمد على التسليم واالنقياد. كما أن التالزم بني املوضو ع واملنهج يعين وجود عدةحيث إحبسب ما يناسبه من مواضيع، كل ،وغريها ،كالتارخيي، واالستقرائي ،مناهج حسب املواضيع

يف املناهج التجريبية الوضعية. وهذا يعين عدم تعميم منهج واحد للبحث والفهم كما ،احليوية لتطوراتوا ، تضبط احلركة البشريةإن الثوابت اإلسالمية هي اليتالتسليم بالثوابت: -٢

فال ينفلت زمامها كما وقع ألوروبا عندما أفلتت من عروة العقيدة، كما أن الثوابت اإلسالمية هي اليت تصون احلياة البشرية، وتضمن مزية تناسقها مع النظام الكوين العام، وحتكم قوانني

.التطور فال ترتكها على إطالقهاايا األساسية اليت يتعني على الباحث أن يسلم جمموعة املسلمات والقض الثوابثونعين ب

. ٤٨سورة املائدة: ) (١ ).٢/٣٨٣)، لسان العرب (٨٢٥ ب األصفهاين (ص:غ)، مفردات الرا٥/٣٦١) ينظر: مقاييس اللغة ((٢ ).١٢ (ص: لمي وضوابطه، حلمي صابر) مناهج البحث الع(٣ .) ٣٠ ص:عبدالرمحن بدوي (د. ،) مناهج البحث العلمي(٤

١٦٨

شروعه يف ممارسة بصحتها منذ البداية، وأن ينطلق منها يف كل عمليات التفكري العلمي قبل ا مومثل هذه املسلمات ، البحث والتنقيب ، اإلسالمي ناهج البحث العلميميزة مهمة تتميز

يئة الباحث اجليد، وتز ا العظمى يف بسيطة أو مركبة، تساعده على ئويده مببادوذلك لفائدوإجنازات ،تكوين النظرة الكلية الشاملة، وال تؤدي أبدا إىل تناقض مهما بلغت مسرية العلم

.التقنيةومصدر باقي املسلمات ،هو أول الثوابت اإلسالميةو ،التوحيدومن أهم تلك الثوابت:

ما نزل من آيات القرآن الكرمي، ليكون مبثابة نقطة به يف أول الفكرية واإلميانية، طالبنا احلق يوجه رؤية اإلنسان الصائبة حلقائق ،وحجر الزاوية يف بناء أي نسق علمي سليم ،االنطالق

والفكر والوجود، ويساعده على فهم وقراءة كلمات اهللا القرآنية يف كتابه املسطور، ،احلياةالثوابت اإلميان بالغيب، وبالعامل اآلخر، وبالرسل ر، ومن تلكوكلماته الكونية يف كتابه املنظو

والكتب، وتلك الثوابت اإلسالمية هي اليت متيز الباحث املسلم عن غريه، وال ميكن البحث يف .)١(العلوم الشرعية ممن فقد اإلميان بتلك الثوابت كلها، أو بعضها

ها بنظريات علمية التسليم بأن للعقل حدودا وطاقات، فأمور الغيب ال ميكن تفسري -٣ا فوق إدراك العقل وتصوره، وما وقع االحنراف إال مبحاولة قياس أمور الغيب جتريبية؛ إذ إ

لذلك. وفقا ،ها، أو تأويلأو ردها ،مث رفضها ة،مبقاييس الشهادتقوم عليها نظرة اإلنسان مقام تأسيس العقائد اليت يفكما : موضع اليقني يفرفض الظن -٤

:قال ف ،هذه القضايا يفمن هنا أنكر القرآن على املشركني اتباعهم الظن و ،إىل الوجودMb a ` _ ^ ] \ [Z Y X W VL )ويتبع ذاك رفض النظرة الظنية ،)٢

ملصدر القرآن، أو الظن بتحريفه، وبعدم مشول الشريعة، وغري ذلك من األمور اليقينية اليت ال ، ولعل هذه السمة مرتبطة بالتسليم بالثوابت اليت تكلمنا عنها تكون موضع ظن من مسلم أبدا

.)٣(آنفا

العامة اخلصائص :بعدها)، وينظر أيضا وما ١٨٢ قطب، (ص: سيد ومقوماته، اإلسالمي التصور خصائص: ينظر) (١ وما بعدها) . ٧القرضاوي (ص: يوسف لإلسالم،

.٣٦سورة يونس: ) (٢ ،)، املنهج العلمي املعاصر يف ضوء القرآن والسنة١٨٢ص: ( ومقوماته هذا: خصائص التصور اإلسالمي) ينظر يف (٣

).٨٣(ص: أمحد فؤاد باشا

١٦٩

وال جيوز إهدارها حبال من ،فرهااشروط وضوابط جيب تو و للمنهج املتبع يف تفسري القرآن املنهج افتقاد فإن باملنهج، يتعلق ما هو الوعي يف االرتباك أو التزييف أشكال وأخطر ،األحوال

صحة وبقدر الوعي، وحتقيق الرشد البحث؛ ألن املنهج إمنا كان البتغاءيسبب احنرافا يفالطريق، ويوصل معامل يبني الذي األمني املرشد مقام قيامه يكون وجهته وسالمة منطلقاته

للنتائج الصحيحة، وتربز أمهية الضوابط يف املنهج مبا يلي:الضوابط، واضح السمات، كان تقليل الوقوع يف اخلطأ: فالباحث إذا التزم مبنهج حمدد -١

ذلك أدعى لعدم الوقوع يف اخلطأ، وكذلك املفسر الذي يتعامل مع مصادر متعددة، وأقوال كثرية، كلما كان لديه ضوابط واضحة يف كيفية التعامل معها، والرتجيح بينها، كان خطؤه أقل

وصوابه أكثر.دى للتفسري هو عدم عدم الوقوع يف التناقض: إن من أهم أسباب تناقض من يتص -٢

التزامهم بضوابط منهجية، فقد يعمل قاعدة يف وقت ما مث يأخذ بضدها يف وقت آخر، اتباعا هلواه ورأيه.

بيان ما ميكن فيه االختالف من عدمه: إن وضوح املنهج لدى املفسر ودارس التفسري -٣ف فيه كان تفسريه جيعله مدركا ملواطن اخلالف، وأن هناك ما ال ميكن اخلالف فيه، ومن خال

خارجا عن الصحة، مضيعا للحق، مدبرا عن احلقيقة.إجياد أسس ثابتة ومسات تساعد يف احلكم على املناهج املختلفة يف التفسري، فمن كان -٤

ملتزما بتلك الضوابط نظر يف منهجه وتفسريه، ومن كان مهدرا هلا كان اخلطأ يف تفسريه بقدر ج غري ملتزم بأغلب تلك الضوابط، فيكون تفسريه مردودا، وكالمهما أهدره، وقد يكون املنه

هباء منثورا، وهذا يغين عن تتبع أفراد الكالم، فنقد املناهج يغين عن تتبع ذلك.

١٧٠

المبحث األول: اعتماد قدسية القرآن فهو كالم اهللا للهداية .واإلعجاز، صالح ومصلح لكل زمان ومكان

أن يكون مؤمنا بأنه منزل من اهللا دى لتفسري كتاب اهللا إن من البديهيات فيمن يتص مفسر يف يتصور فالتعاىل لفظا ومعىن، وأنه حمفوظ من التغيري والتبديل حبفظ اهللا تعاىل له،

، وسبق أن بينا هللا تعاىلكون القرآن الكرمي من ا يف يشكك أن التفسريية صناعتهكانت مهماا، اإلسالمي العلمي البحث مميزات من أن التسليم بالثوابت اليت ال يستقيم حبث علمي إال

فكيف إن كان موضوع هذا البحث علما إسالميا خالصا.أنزله اهللا هداية ورمحة للعاملني، معجزا بنظمه وبيانه وأخباره، فاملقصود من وكالم اهللا

إنزال القرآن هداية البشر وإصالح أحواهلم، يف كل زمان ومكان. استلهام هداية كتاب اهللا تعاىل والعمل مبا فيه من أحكام وشرائع، واالتعاظ مبا فيه من و

قصص وأخبار، يستلزم إميان املتلقي واملفسر بأن القرآن الكرمي كالم اهللا املنزل على نبيه حممد، M7 6 5 4 3L

فكيف إن كان من ينظر يف تفسري آياته، أو يزعم أنه ،)١(لنظر فيه، يشك يف أن القرآن كالم اهللا تعاىل، وال يرى صالحيته لكل زمان يؤسس منهجا ل .)٢( M6 5 4 3 2 1 0 / . -L ومكان؛ إن هو

واعتماد قدسية القرآن ضابط يف منهج التفسري خيرج كل من ال يؤمن بتلك القدسية وما يتبعها.

:معنى قدسية القرآن الشرعي الكالم من صحيح، أصل والسني والدال قافوالقدسية من "قدس"، وال

، والقدس: بالضم، والتقديس: التربيك، وأرض مقدسة، أي: الطهر على يدل وهو اإلسالمي،ا من الذنوب ا مباركة، ويتطهر تنزيه والتقديس ،مباركة، ومن أمساء مكة: قادس ومقدسة؛ أل

.١٢٢سورة النساء: ) (١ .١٤ سورة الرعد:) (٢

١٧١

.)١(القدوس أمسائه: ومن تعاىل، اهللاقرآن مقدس؛ ألنه كالم اهللا، ومقدس؛ ألنه مبارك، وحتتل نصوص القرآن قدسية عظيمة فال

وإمنا اخرتنا وكتابه، يف نفس كل مسلم، وهذه القدسية منطلقة من وجوب اإلميان باهللا ورسوله هذه العبارة جلعلها ضابطا يف املنهج؛ لورود ضدها يف مناهج بعض املعاصرين ممن يزعمون

هج جديدة يف التفسري، فنجدهم ينادون بنزع القداسة عن النص، أو أن النص اإلتيان مبنا مقدس، والفهم حر للوصول إىل نفس نتيجة القول األول.

ا مناهج إن املناداة بنزع القداسة عن النص القرآين فتنة حديثة، جاءت لتقليد املنادين ا ملا يسمونه ظاهرة الوحي والنب وة، وإخضاعها للعلم التجرييب يف البحث الغربية، وتفسريا

.)٢(مواجهة بني العلم والدين، حسمت لصاحل العلم التجرييب بطريقة غاية يف الغلوولذلك تنوعت األساليب حملاولة نزع القداسة عن النص القرآين؛ أمال يف الوصول إىل نفس

م قدميا وحديثا، وهو النتيجة الغربية بإبعاد الدين عن احلياة، وهذا ما حيلم به أعداء اإلسالإحداث هزة يف نفس الفرد املسلم تنال من قدسية نصوص الوحيني، فإن تلك القداسة اليت ال تتزعزع يف املسلمني تغيظ أعداءه، حىت ظهر من املبتدعة من يتعامل مع نصوص الوحي كأي

النص نص آخر قابل للنقد والطعن والتشكيك والصدق والكذب، ومسى بعضهم امللتزمني ب .)٣(القرآين عبدة النصوص

ولقد بدأت حماوالت نزع القداسة بنزعها عن مفهوم الوحي أوال؛ ومن مث الطعن يف نبوة ا أقوال رجل عظيم، ويف هذا يقول أركون: ،النيب حممد ا ال تتعدى كو جاءت وأ

ة واملفهومية العلمنة والعقل احلديث لكي يشكال يف كل مكان وعلى كافة املستويات الثقافيصدعا حقيقيا، أو حدا فاصال بني الذين يقبلون باحملتوى والوظيفة الروحية للوحي، وأولئك

. )٤(الذين يرفضونه؛ باعتباره باطال علميا أو جتريبيا النبوة ليستويقول علي حرب حماوال توسيع مدلول النبوءة لتكون ذات طابع بشري:

).١٦/٣٥٤تاج العروس ( )،٦/١٦٨)، لسان العرب (٥/٦٣(مقاييس اللغة ينظر: ) (١ ).٢٣١ (ص: لعربية من حمكمات الدينموقف الليربالية اينظر: ) (٢ .)٨٨-٨٧ (ص: يف القرن الرابع عشر، فهد الروميوأثره يف احنراف التفسري ملصطلحات القرآنيةحتريف اينظر: ) (٣ ).١٨ (ص: ىل حتليل اخلطاب الديينإ) القرآن من التفسري باملوروث (٤

١٧٢

فمن الشعر نبوءة، والقرآن شكل من أشكال النبوءة، أيا كان بالضرورة ذات طابع ديين، . )١(مصدر املعرفة

مل يتلق أي شخص وحيا من اهللا دون االلتجاء للخيال، ويتيح ويقول حسن حنفي: .)٢(ذلك أن النبوة ال تتطلب ذهنا تاما، بل خياال جاحما

القول ببشرية القرآن، وأن مصدره إن الطعن يف كون القرآن وحيا من اهللا تعاىل يستلزم متعجبا من عدم إدراك بعض املستشرقني لذلك: )٣(، ويف هذا يقول هشام جعيط الرسول

م من خالل هذه النظرة مل يشعروا بسعة علم النيب، ومقدرته الفذة يف معرفة أعجب لكوها بالغا يف القرآن، ومعربا يف الرتاث الديين، واللغات العربية والسريانية واليونانية، اليت جند أثر

الشكل، وأن يعرتفوا بقدرته الفائقة يف اإلبداع الديين، واخللق التشريعي، كل هذا طبعا يف إطار . )٤(نظرة موضوعية غري إميانية لنبوة النيب وإهلية القرآن

يف وهلذا ال يعتد أصحاب هذا االجتاه بأي تفسري يرى أن القرآن وحي من اهللا، والسبب أن كل تعامل يرسخ القران الكرمي ويثبته يف نفوس املؤمنني (التفسري اإلمياين) منغلق ذلك

.)٥(مطلق داخل سياج دوغمائيونتج عن هذا اخللل املنهجي التشكيك يف حفظ القرآن والقول بأنه قد تعرض للتحريف

غلقة" اليت تشري إىل تصرف والتبديل أكثر من مرة، وهلذا جند عبارات مثل: "املدونة الرمسية امل .من قبل املسلمني يف القرآن

ومن هذا اخللل املنهجي التشكيك يف صالحية القرآن لكل زمان ومكان، وأن عباراته وتفسرياته وأحكامه خاصة ال تتعدى عصره.

ومن لوازم املنهج السليم يف اعتبار قداسة القرآن: اإلميان بأن القرآن الكرمي كتاب هداية

.)٢٠٨ ) نقد النص (ص:(١ .)١٣٤ ياسة (ص:الالهوت والسيف ) مقدمة رسالة (٢م)، ختصص يف التاريخ اإلسالمي، وحصل على الدكتوراه فيه من ١٩٣٥هشام جعيط، كاتب ومفكر تونسي، ولد () (٣

م، عمل أستاذا يف عدة جامعات عربية وغربية.١٩٨١جامعة باريس عام .)٤٦ ) الوحي والقرآن والنبوة (ص:(٤ .)٦٦ ) الفكر اإلسالمي واستحالة التأصيل (ص:(٥

١٧٣

كنص يف املقام األول، فينبغي للمفسر اعتبار ذلك يف منهجه عند تفسريه، فال يدرس وتشريعأديب مبعزل عن كونه للهداية واإلعجاز، كما ال تلوى أعناق النصوص لتوافق معطيات العلم احلديث، وجيعل القرآن مسرحا لتطبيق نظريات جتريبية بعضها مل يتحقق من قطعيته، فليس هذا

.رآن، وال من أغراضه ومقاصده اليت نزل ألجلهامن تقديس القإن من احرتام قداسة القرآن أال حتمل آياته ونصوصه ماال حيتمل من حماوالت البحث العلمي اليت جتزئ نصوصه وتقتطعها من سياقها، ومن حماوالت تنزيله على كل نائبة بتكلف

شديد ال حيتمله اللفظ واملعىن.آن كضابط يف املنهج يغنينا عن تتبع كثري من اآلراء لردها وبيان إن اعتماد قدسية القر

ا، ذلك أن من مل يعتمد قدسية القرآن، ومل يؤمن بأنه صاحل لكل زمان ومكان، فمنهجه بطال باطل من أساسه، وإذا بطل األساس فال بنيان مث.

١٧٤

.الثاني: االعتماد على مصادر التفسيرالمبحث

منهج علمي الرجوع للمصادر األلية والثانوية للعلم املراد حبثه، إن من أهم ركائز أي واالستفادة من حبوث املتقدمني، فإن أخل الباحث بأحد هذين األمرين فقد حبثه القيمة العلمية، ومل جيد من يعرتف بقيمته وأصالته، ولنا أن ختيل حبثا يف الطب يعتمد مناهج ومصادر

يعتمد مصادر اللغة، وهكذا األمر يف سائر العلوم، وعلى هذا األدب، أو حبثا يف الفيزياء درجت مناهج البحث، فلكل موضوع مصادره اليت يستقي منها واليت تكسب البحث القيمة العلمية، وكذا األمر يف التفسري البد فيه من االلتزام مبصادر التفسري اليت نص عليها العلماء

ا من قدميا وحديثا، وسار عليها املفسرون ، ولذلك كانت معرفة تلك املصادر واإلملام الضوابط اليت أسلفنا احلديث فيها.

يتولد عنه آراء شاذة ونتائج ،واحنراف فكري ،خطأ منهجي تلكم املصادرالعدول عن و .فاسدة يف التفسري

فمصادر التفسري برتتيبها ركيزة مهمة لكل من تصدى لتفسري كتاب اهللا، وضابط منهجي ا، وأنه ال جيوز له خمالفتها خمالفة حيدد للمفسر كيفية األخذ منها، والرتجيح واالحتجاج

تضاد، فال بد للمفسر أن يعتين مبصادر التفسري، وأن يرتبها حسب األمهية والدور التشريعي، واالحنراف عن هذه املصادر أو اإلخالل برتتيبها شذوذ عن املهيع األصيل يف التفسري، واحنياش

.)١( الرأي املذمومإىل: املراجع اليت يرجع إليها املفسر عند تفسريه لكتاب اهللا تعاىل، بمصادر التفسيرويراد

وهذه املصادر هي: القرآن، والسنة، وأقوال الصحابة، وأقوال التابعني وتابعيهم، واللغة، والرأي هذه اإلضافة هلا ومنهم من أضاف إىل تلك املصادر أقوال املفسرين، ولعل ،)٢(واالجتهاد

وجهتها، خصوصا أنين أتكلم عن ضوابط للتجديد، فالبد للمفسر أن يطلع على أقوال منقبله من املفسرين على اختالف عصورهم، حىت يستطيع تبني املراد، وإزالة اإلشكال، والربط

ير، وإن كان ال يلزمه استيفاءها، بل األخذ بأمهات كتب التفسري؛ كتفسري ابن جر بالواقع،

افت القراءة إىل أفق التدبرالنص القرآين ينظر: ) (١ ).٤٠ (ص: من ).٢٢ ينظر: فصول يف أصول التفسري (ص:) (٢

١٧٥

وابن عطية، وابن كثري.القرآن وقد مسى شيخ اإلسالم مصادر التفسري بطرق التفسري وذكر منها أربعة وهي:

.)١(والسنة وأقوال الصحابة وأقوال التابعني يف التفسري لذا كان لزاما على املفسر أن يعتمد البحث عن التفسري يف مصادره كما يأيت:

يبدأ ويطلب التفسري من كتاب اهللا تعاىل بقراءاته ف القرآن،تفسري القرآن ب المصدر األول:، فأول مصدر املتواترة، فما أمجل يف مكان فقد فسر يف غريه، والقرآن يفسر بعضه بعضا

: قال ،)٢(ألن املتكلم به هو أوىل من يوضح مراده بكالمه ؛لتفسري القرآن هو القرآن نفسه Mi h g f e d cL )وقد أمجع العلماء على اعتبار تفسري ،)٣

فما :فإن قال قائلالقرآن بالقرآن املصدر األول للتفسري عند مجيع املفسرين، يقول ابن تيميه: طرق التفسري؟ فاجلواب: أن أصح الطرق يف ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أمجل أحسن

.)٤(فقد بسط يف موضع آخريف مكان فإنه قد فسر يف موضع آخر، وما اختصر يف مكان األول: تفسري بعض القرآنوعده ابن جزي من أوجه الرتجيح، يقول يف مقدمة تفسريه:

ببعض، فإذا دل موضع من القرآن على املراد مبوضع آخر محلناه عليه ورجحنا القول بذلك .)٥(على غريه من األقوال

يتكرر ذلك الشيء، ويكون بعض تفسري القرآن بالقرآن: وذلك حيثو قال ابن الوزير: .)٦(اآليات أكثر بيانا وتفصيال : ملا قال عن عبد اهللا بن مسعود فالقرآن بالقرآن لصحابته، وقد فسر رسول اهللا

M& % $ # " !L : نزلتملسلمني، فقالوا: يا شق ذلك على ا، )٧(

).٩٣: (ص ، ابن تيمية) مقدمة يف أصول التفسري(١ .)١١٥: لعك (صا ،أصول التفسري وقواعده :) ينظر(٢ .١٨٧سورة البقرة: ) (٣ ).٩٣ص: ) مقدمة يف أصول التفسري ((٤ ).١/٩) التسهيل يف علوم التنزيل ((٥ ).١٢١، ابن الوزير (ص: يثار احلق على اخللقإ) (٦ . ٨٢ األنعام:سورة ) (٧

١٧٦

عوا ما قال لقمان ، أمل تسمالشرك ليس ذلك، إمنا هو: قال رسول اهللا، أينا ال يظلم نفسه؟ .)٢()١(MD C B A @? > = <L : البنه وهو يعظه

كما اعتىن ،)٣(وأقوال الصحابة والتابعني والسلف تشهد باعتنائهم بتفسري القرآن بالقرآنذا النوع منهم: ابن جرير، وابن كثري، والشيخ حممد األمني. املفسرون

ملا شاملة نظرة لديه تتكون حىت كله، بالقرآن عاملا يكون نأ املفسر على كان وهلذا ومعرفة ،ياتاآل ومقابلة ،واحد موضوع يف منه تكرر ما مجع له ويتسىن ،آيات من يفسره

رتيبها ت يف قصر من أنه الإ نفةاآل التأهيل ضوابط من كانت وإن وهذه ،وكلياته القرآن أساليبا ، فكيف مبن قصر يف حتصيلها.رأي وال منهج له ستقيمي لنوالرجوع إليها واالحتجاج

حسب وقبوله لنظرا هذا جودة وتكون ،واالستدالل بالنظر يكون بالقرآن القرآن وتفسري، أما طريقة الوصول إىل تفسري القرآن بالقرآن فقد تكون باألثر؛ وهلذا يطلق عليه ا القائل

سر، فليس كل تفسري قرآن بالقرآن يطلق عليه التفسري باملأثور، وقد تكون اجتهادا من املف تفسريا باملأثور.

، ولذا: فإن ورود كلما كان تفسري القرآن بالقرآن صحيحا، فإنه يكون أبلغ التفاسريو أبلغ من وروده عن غريه؛ ألن ما صح مما ورد عن النيب فسري القرآن بالقرآن عن النيبت

.)٤( ، بل ألن املفسر به هو النيبيكن ألنه تفسري قرآن بقرآن له ملبيد أن قبو ، حمله القبولأنه وقد ذكرنا آنفا ،وتقريرا وفعال السنة قوال فهو ليه املفسر: إالذي يلجأ المصدر الثانيأما

سقيمها عن ضعيفها. بالسنة مميزا من لوازم تأهيل املفسر أن يكون عاملا ، التفسري هو االلتزام مبا ورد يف سنة رسول اهللا إن من أهم أسس املنهج املتبع يف

ومما ينبغي أنواعتبارها مصدرا مهما لتفسري كتاب اهللا تعاىل، قال شيخ اإلسالم ابن تيمية: ا من جهة النيب يعلم أن األلفاظ املوجودة يف القرآن واحلديث إذا عرف تفسريها وما أريد

.١٣ لقمان:سورة ) (١ ).١/١١٤)، (١٢٤أخرجه مسلم، كتاب اإلميان، باب صدق اإلميان وإخالصه، حديث () (٢ ).٢٤/٧٤( )،٦/٥١( )،١/٧٦( الطربي ينظر: تفسري) (٣ .)٢٢فصول يف أصول التفسري (ص: :) ينظر(٤

١٧٧

.)١(ل أهل اللغة أو غريهممل حيتج يف ذلك االستدالل بأقوا ..التفسري النبوي: وهو مقبول بالنص واإلمجاع، قال اهللا تعاىل: وقال اإلمام ابن الوزير:

Ms r q pL )٣()٢( . ولكون السنة مصدرا مهما ليس يف تفسري القرآن فحسب، بل للتشريع عموما، تلقت

اهللا مبطلق أهوائهم، خصوصا ما كان هجمات كثرية ممن يدعي التجديد؛ حىت يفسروا كتاب ال يأيت رجل مرتف متكئ من أولئك فقال: يتعلق به من األحكام، وقد حذرنا رسول اهللا

على أريكته يقول: ال أعرف إال هذا القرآن، وما أحله أحللته، وما حرمه حرمته، أال وإين .)٤(لسباع، وخملب من الطريأوتيت القرآن ومثله معه، أال وإن اهللا قد حرم كل ذي ناب من ا

ولذلك كان كثري ممن ينادي مبنهجية جديدة يف التفسري يسعى جاهدا للتخلص من مرجعية السنة النبوية الشريفة يف التفسري؛ حىت يكون هلم ابتداع ما يشاؤون من أحكام وترك ما

ا تسهم يف احلد من حرية يرونه منافيا للعصر، يقول أحدهم عن السنة: املؤمن الذي إ .)٥(يتعامل مع النص القرآين، وتوجيه تعامله توجيها خمصوصا

ويدخل حتت ذلك إنكار أحاديث اآلحاد، وعدم اعتمادها يف تفسري القرآن، كما فعل بعض أصحاب املدرسة العقلية احلديثة، مما أدى خللل منهجي يف تفاسريهم.

: وألقوال الصحابة أمهية يف التفسري،من مصادر التفسري أقوال الصحابة المصدر الثالثم شاهدوا التنزيل، وحضروا التأويلوالوجه يف ذلك وهلذا جعلنا قوهلم ذلك، فعرفوا ،أ

إذا مل جتد التفسري يف القرآن وال يف السنة، رجعت يف ذلك إىل يقول ابن تيمية: ،)٦(حجة .)٧(أقوال الصحابة

.)٧/٢٨٦) جمموع الفتاوى ((١ . ٧سورة احلشر: ) (٢ .)١٥٢ (ص: على اخللق ) إيثار احلق(٣ .)٢٦٤٣صحيح اجلامع ( ،وصححه األلباين ،داود من حديث املقداد بن معد يكرب ) رواه أمحد وأبو(٤يد الشريف) حتديث الفكر اإلسالمي(٥ ).١٣ :ص( ، عبد ا .)٣/٧٢١يعلى ( وأب ،) العدة يف أصول الفقه(٦ ).٩٥ (ص:) مقدمة يف أصول التفسري (٧

١٧٨

:ويندرج حتته: رجع إىل النقلاألول: ما يـ ،نوعان وتفسري الصحابة وأحوال من نزل فيهم القرآن. ،النزول أسباب -١هلا حكم الرفع؛ ألن الصحايب ليس له و ،من التفسري النبوي الصريح يروونه عن النيب ما -٢

يث دأن قول الصحايب ح :قول احلاكم يف هذه األمور إال النقل، قال ابن القيم مبينا ال أنه إذا قال الصحايب يف ،أنه يف حكمه واالستدالل به، واالحتجاج ومرادهقال: )١(مسند

.)٢(فلنا أن نقول هذا القول قول رسول اهللا اآلية قوال ه ما يلي:ويندرج حتت واالجتهاد،: ما يتعلق بالفهم الثاين

القرآن بالقرآن. تفسري -١ مما ليس نصا يف التفسري. القرآن بأقوال الرسول تفسري -٢ اللغوي. تفسريال -٣

ذا النوع له حالتان :واالحتجاج فإن هذا حجة جيب قبوله عنهم. ،: أن يكون مما توافق عليه اجتهاد الصحابةاألوىل: أن يقع بينهم خالف حمقق، ففي هذه احلالة ال ميكن القول حبجية هذه األقوال، وال ةالثاني

اآلخر، فال يقال: معىن اآلية كذا بأحدها على اآلخر؛ ألن قول أحدهم ال يكون حجة على، ولكنها مقدمة على غريها وال يصح ألنه قول ابن عباس، مع وجود خمالف له من الصحابة

.)٣(قول يضادهاتفاسري التابعني: تعد أقوال التابعني مصدرا مهما للتفسري، يقول ابن تيمية: المصدر الرابع:

لسنة، وال وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثري منوإذا مل جتد التفسري يف القرآن، وال يف ا .)٤(األئمة يف ذلك إىل أقوال التابعني

م تلقوا التفسري عن الصحابة واشتهر مجاعة منهم بذلك، ا مصدرا: أ ومن وعلة كو

.)١/١٣) املستدرك ((١ .) ٤/١٣٥عالم املوقعني (إ) (٢ ).٤٨٧ شروطه ، آدابه، مصادره (ص: :)، املفسر٣٣ فصول يف أصول التفسري (ص:ينظر: ) (٣ ).١٠٢ص: ) مقدمة يف أصول التفسري ((٤

١٧٩

التابعني من تلقى مجيع التفسري عن الصحابة، كما قال جماهد: عرضت املصحف على ابن آية منه وأسأله عنها، وهلذا قال الثوري: إذا جاءك التفسري عن جماهد عباس، أوقفه عند كل

فحسبك به، وهلذا يعتمد على تفسريه الشافعي والبخاري وغريمها من أهل العلم، وكذلك .)١(اإلمام أمحد، وغريهم ممن صنف يف التفسري

،ه وصحابت أن فضلهم منصوص عليه، حيث كانوا خري القرون بعد قرن النيب اكم! " # $ % & ' ) ( * : Mقال

- , +L )٢(. م: وقال رسول اهللا م مث الذين يلو وألقواهلم حجة ،)٣(خري الناس قرين مث الذين يلو

إن اتفقوا، أما إن اختلفوا فال يقدم رأي أحد منهم على آخر وال يكون حجة على من .)٤(بعدهم

فسرين: ظل تفسري القرآن يتداول طبقة بعد طبقة حىت ابتدأ أقوال امل المصدر الخامس:التدوين يف أواخر القرن األول، وكان التفسري بابا من أبواب احلديث، وحفظ ذلك كثريا من

أقوال املفسرين.ونقصد بأقوال املفسرين هنا: من كان من أتباع التابعني ومن بعدهم ممن تصدى للتفسري

وأقوال السنة النقل على يف يقتصروا مل حيث املفسرين؛ األئمة عمل وكان أهال لذاك، وعليه من املفسرين أقوال منها: التفسري، يف أخرى مصادر هلم كانت وإمنا والتابعني، الصحابة

الذي مجع يف تفسريه باإلضافة إىل تفسري القرآن بالقرآن بعدهم، فهذا إمام املفسرين الطربي ،مجع معها أقوال من تقدمه كعبدالرمحن بن زيد بن أسلم ،ابعنيوالسنة وأقوال الصحابة والت

.وغريهم كثري ،وابن جريجوهلذا كان كتابه مصدرا ملن بعده واليزال، ليس جلمعه ألقوال من تقدمه فحسب، بل

).٣٧ أصول التفسري (ص:) مقدمة يف(١ .١٠٠سورة التوبة: ) (٢كتاب فضائل ،ومسلم )،٢٦٥٢(احلديث ،يشهد على شهادة جور باب ال ،كتاب الشهادات ،) أخرجه البخاري(٣

).٢٥٣٣، احلديث (باب فضل الصحابة ،الصحابة ).٣٩ (ص: فصول يف أصول التفسريينظر: ) (٤

١٨٠

آلرائه وقيمتها العلمية اليت اعتمدت ما سبق مصدرا هلا. وال املفسرين كابن جرير، وابن عطية، وكذلك ابن كثري حيث كان ينقل ما تقدمه من أق

.كما ينقل عن شيخ اإلسالم ابن تيميةومما ينبغي التنبيه له يف التعامل مع أقوال املفسرين أن متحص األقوال، وترد ألصوهلا،

ويعرف سقيمها من صحيحها حىت يعرف ما يؤخذ منها وما يرد. أمهية املعرفة باللغة العربية وأساليبها، ضوابط التأهيل عن تكلمنا يف : اللغة، المصدر السادس

وألمهية هذا املصدر فقد جعل الزركشي األخذ مبطلق اللغة املرتبة الثالثة للمفسر، وقدمها على سيما أن كثريا ،وهو قول له وجهة عظيمة .)١(غريها من املصادر بعد مصدري القرآن والسنة

كان كشي والسيوطي يف شروط املفسر علوما من أقوال الصحابة إمنا مردها للغة، وقد عد الزر باللغة. جلها أن يكون عاملا

إذا علمنا ذلك يف مكانتها لتأهيل املفسر، فالبد من اعتبارها مصدرا مهما من مصادر ا. التفسري اليت البد للباحث من الرجوع إليها، وتلمس مظا

را من مصادر التفسري:إال أنه وجب التنبيه على قواعد مهمة يف اعتبار اللغة مصدا هي: اللغة املعروفة يف عصر نزول القرآن، والعربة مبا أن اللغة اليت يرجع إليها ويؤخذ

، فكثريا ما تتطور دالالت تدل عليه األلفاظ يف ذلك العصر، ال بالدالالت احلادثة بعد ذلكفال ؛عريف أو االصطالحيوقد يغلب عليها املعىن ال ،لفاظ واجلمل والرتاكيب بتطور العصوراأل

.)٢(اجلديدة يف فهم القرآن الدالالتجيوز أن حنكم هذه أن يراعى يف تفسري القرآن، تفسريه على األغلب واألشهر من لغة العرب؛ ألن القرآن

إىل الظاهر املستعمل يف وتوجيه معاين كتاب اهللا الكرمي نازل بأفصح اللغات وأشهرها، ، وكثريا ما يلجأ أصحاب اآلراء املنحرفة )٣(يهها إىل اخلفي قليل االستعمالالناس أوىل من توج

واألهواء الضالة إىل تلكم املعاين الشاذة والبعيدة حبثا عما يوافق أهواءهم.

.) ٢/١٦٠) ينظر الربهان يف علوم القرآن ((١ ).٢٣٢(ص: لقرضاوي ، اكيف نتعامل مع القرآنينظر: ) (٢ ).٦/٣٠٩(تفسري الطربي ) (٣

١٨١

ا ،ن الكلمة العربية حيكمها سياقهاإ :أال يفسر القرآن مبجرد العربية ، وغرض املتكلم أن اقد أسلفنو انت الكلمة جمردة قد حتتمل املعىن املوجود فيها، وإن ك، وقرائن حتف بنزوهلا

فإن خالفتها قدمت أقوال الصحابة على جمرد ،للغة مصدرا د تفسريات الصحابة والتابعني تع "جماز القرآن"صاحب وهلذا عاب بعض العلماء كابن جرير وابن تيمية على أيب عبيدة ،اللغة

،على سعة علمه باللغة سار عليه يف كتابه معتمدا منهج وهو ،اعتماده على جمرد اللغةقال ابن تيمية: ، ما ورد عن الصحابة والتابعني يف ذلك مغفال ،ومشافهته لألعراب من أهلها

من ،بل فسر قوم القرآن مبجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقني بلغة العرب بكالمه .)١(عليه واملخاطب به غري نظر إىل املتكلم بالقرآن واملنزل

مع أنه "املفردات يف غريب القرآن"صفهاين يف كتابه وكان من حماسن كتاب الراغب األ .)٢(على أهل اللغة قد اقتنصه من السياق زائدا إال أنه يذكر قيدا ،عنايته باملعىن اللغوي

وقد كان ،)٣(التفسريأسباب االحنراف يف أهم اعتماد اللغة جمردة عن غريها من املصادر أحد و ،وسعتها ،بدعهم وأقواهلم باعتمادهم على جماز اللغة إلثباتيتجهون وحديثا أهل البدع قدميا

م، وكان م وتفسريا م يعتقدون مث يبحثون يف اللغة عن جموز العتقادا وكان حمل اخللل أقاد هو السبب ولعلي أوضح هنا أن اهلوى والتعصب لالعت ،للمعتزلة قصب السبق يف ذلك

ني الذين كان اعتمادهم على اللغة يخالفا للغو ،ةغاحلقيقي الذي محلهم على التفسري مبحرد اللواملقصود أن األصل بدعتهم، فإن وجدوا ما يدعمهم مبا جيب يف التفسري. وجهال ،هلا تعظيما

.)٤(من لغة العرب قالوا به وإال استنكروه ،اعتمادهم على اللغة يف تأويل أمساء اهللا وصفاته يف وأكثر ما كان من ذلك االحنراف

.)٥(من التشبيه وصرفها عن اجلارحة منعا ،كتأويل اليمني بالقوة أو القدرةاز لكثري من أمساء اهللا تعاىل وصفاته ، منها على ويدخل يف هذا توسعهم يف استعمال ا

.)٨٨ ) مقدمة يف أصول التفسري (ص:(١ .)٢/١٧٢الربهان (ينظر: ) (٢ .)٥١٢: (ص للقرآن الكرمي التفسري اللغوي :) ينظر(٣ ).٥١٩(ص: للقرآن الكرمي ) التفسري اللغوي(٤ .)٢/٤٤٥( اخلصائص املثال: على سبيل ) ينظر(٥

١٨٢

ا .)١(لى عبادهجماز عن إنعامه عسبيل املثال: تأويل صفة الرمحة، بأبأنواع ،مث جيتهدون يف تأويل هذه األقوال إىل ما يوافق رأيهموهلذا قال ابن تيمية عنهم:

التأويالت اليت حيتاجون فيها إىل إخراج اللغات عن طريقتها املعروفة، وإىل االستعانة بغرائب ازات واالستعارات .)٢(ا

ن حمل اخللل إوإن قلت كما سبق ،ةوكذلك يف العصر احلديث جند التأويالت املختلف يوافقه لغة. عماليس جمرد االعتماد على اللغة وإمنا تقدمي العقل أو االعتقاد املذهيب مث البحث

أنه البد معها من االحتكام التأهيل، إالولئن رأينا أن اللغة من أهم املصادر وأهم ضوابط وهلذا وقع اخلطأ من كبار ؛ والسلفوالصحابة والتابعني للتفسري املنقول عن رسول اهللا

القرآن الكرمي أنه ؛ ألن من أعظم خصائصاللغويني يف التفسري حينما اعتمدوا على اللغة ،أو على بعضها دون اآلخر عديدة من املعاين قد يصح محل اآلية عليها مجيعا يعتمد وجوها

وهلذا كان ضابط ابن جرير ،)٣(رادما حيدد التفسري املنقول تلك املعاين، ويبعد غري امل وكثريا يف اللغة بل إننا جند إماما ،لقبول التفسري باللغة عدم خمالفته ألقوال الصحابة والتابعني

كالنحاس كان غالب تفسريه اللغوي نقوالت عن الصحابة والتابعني.ألن الشرع جاء مبصطلحات جديدة على ؛تقدمي احلقائق الشرعية على احلقائق اللغوية

يف املصطلح، وإمنا زاد الشرع عليه بعض الضوابط العرب، وإن كان أصل اللفظ اليزال باقيا .)٤(شرعيا فخرج بذلك عن كونه حقيقة لغوية إىل كونه مصطلحا

وتقدمي ،وينبغي التنبيه يف هذ النوع لتقدمي املعروف املشهور على الشاذ :قال ابن الوزير .)٥( اللغويةاحلقيقة الشرعية مث العرفية مث

ا األحكام يف الكتاب سالم ابن تيمية يف ذلك: وقال شيخ اإل األمساء اليت علق اهللا منها ما يعرف حده ومسماه بالشرع، فقد بينه اهللا ورسوله؛ كاسم الصالة والزكاة ،والسنة

.)١/٤٥الكشاف (ينظر: ) (١ .) ١/١٢) درء تناقض العقل والنقل ((٢ ).٢٩ (ص: ) ينظر: تكوين ملكة التفسري(٣ ).٦٣٤ (ص: للقرآن الكرمي التفسري اللغوي :) ينظر(٤ ).١٥٤ (ص: إيثار احلق على اخللق) (٥

١٨٣

كالشمسما يعرف حده باللغة؛ اومنه ، والصيام واحلج، واإلميان واإلسالم، والكفر والنفاقما يرجع حده إىل عادة الناس وعرفهم فيتنوع اومنه ، والرب والبحر والسماء واألرض، والقمر،

م و ذلك من األمساء اليت مل كاسم البيع والنكاح والقبض والدرهم والدينار، وحن ،حبسب عادصفته و هأهل اللغة، بل خيتلف قدر ها الشارع حبد، وال هلا حد واحد يشرتك فيه مجيعحيد

فما كان من النوع األول فقد بينه اهللا ورسوله، وما كان من النوع ناس، عادات ال باختالفالثاين والثالث فالصحابة والتابعون املخاطبون بالكتاب والسنة قد عرفوا املراد به؛ ملعرفتهم

م من غري حد شرعي اللغة، أو املطلق يف عرف الناسمبسماه احملدود يف ي، وال لغو وعادذا حيصل التفقه يف .والسنة الكتاب و

بل ،كون قد نقله عن اللغة أو زاد فيهمل يلزم أن ي ،حد مسماه واالسم إذا بني النيب فإن هذا هو املقصود، وهذا كاسم ،كان األمر كيف ما،رف مراده بتعريفه املقصود أنه ع

وسواء كانت العرب قبل ذلك ، القرآنكر مخر، فعرف املراد بفإنه قد بني أن كل مس ،اخلمرال حيتاج إىل ذلك؛ إذ املطلوب ،تطلق لفظ اخلمر على كل مسكر أو ختص به عصري العنب

ذا ، وبأن اخلمر يف لغة االسم، وهذا قد عرف ببيان الرسولمعرفة ما أراد اهللا ورسوله وإذا كان ، دهم باملدينة مخر غريها يكن عناملخاطبني بالقرآن كانت تتناول نبيذ التمر وغريه، ومل

األمر كذلك، فما أطلقه اهللا من األمساء وعلق به األحكام من األمر والنهي والتحليل والتحرمي

.)١( مل يكن ألحد أن يقيده إال بداللة من اهللا ورسولهوتركيزنا على هذا هو حملاولة بعض ممن ادعى التجديد فصل كل حكم عن حقيقته

ة، وإن رجعوا للغة فمن باب إبطال كل معىن شرعي، وحصر األحكام الشرعية يف زمن الشرعيالنبوة دون غريها، مث استنباط أحكام جديدة قد تكون هلا صلة مالبسة يسرية باملعىن اللغوي

فوجب محلها عليه. )٢(فقط. واألحكام تتعلق باالسم الشرعي دون اللغويالمية يف اللغة: قد جند عند بعض أدعياء التجديد اعتماد مناهج البحث العربية اإلس

تم بإبراز املعىن اهتماما باملباحث اللغوية، لكن ليس على املناهج العربية واإلسالمية، اليت واشتقاقاته ودالالته، بل على مناهج البحث الغربية، فلذلك كان استخدامهم التحليل األلسين،

باختصار. )٢٥٩-١٩/٢٣٥( جمموع الفتاوى) (١ .)٤/١٤١ابن عبد الرب (، التمهيدر: ينظ) (٢

١٨٤

إىل رموز، ويبحثان يف العالقات بني األلفاظ بدال من والسيميائي، اللذين حيلالن األلفاظا تطور اجتماعي خاص بكل أمة، فلذلك معانيها، بل حىت موقفهم من أصل اللغة؛ فريون أال توجد دالالت دائمة حمددة للكلمة، وإمنا حبسب الزمن والوضع االجتماعي، ويرى أصحاب

اجلماعي ألمة ما؛ لذا هم معنيون بتحليله إىل يال خلاملنهج األسطوري يف اللغة دالالت على ارموز، ومن هنا كانت طريقة البحث اللغوي والنظر إىل مصدر اللغة شرطا مهما يف املنهج

السليم املتبع يف التفسري. وميكن تقسيم ما يرجع إليه املفسر يف اللغة إىل عدة أنواع:

إىل معناها األصلي ويبني أصوهلا، معاجم اللغة: كـ "مقاييس اللغة" الذي يرجع بالكلمة ذيب اللغة"، وكتب الفروق: كـ "فقه اللغة"، ومعجم "لسان العرب"، و"تاج العروس"، و"

و"الفروق".كتب غريب القرآن: ومن أمهها "املفردات" للراغب األصفهاين الذي عين بتحديد

استعماالت الكلمة يف القرآن.يان اللغوي أللفاظ القرآن؛ كـ "معاين القرآن" للفراء، كتب معاين القرآن: اليت اهتمت بالب

والزجاج، واألخفش، والنحاس، وهي كتب اهتمت بالبحث اللغوي والنحوي.كتب التفسري: خصوصا اليت اعتنت منها جبمع أقوال الصحابة، واالهتمام بالعربية، ومنها:

، ويرجح بينها من ناحية كتاب ابن جرير؛ حيث كان كثريا بعد استيفائه لألقوال خيرجهاالعربية، وقد أخذ التفسري اللغوي منه مساحة واسعة حىت أنه ال يكاد مير به لفظ قرآين دون

وكتاب ابن عطية الذي يعىن بتحرير معىن اللفظ يف اللغة حتريرا ، )١(أن يتعرض لبيانه اللغوي .دقيقا

).١٨٨ (ص: للقرآن الكرمي التفسري اللغويينظر: ) (١

١٨٥

أو نصوص القرآن والسنة: اعتماد عدم مخالفة الثالثالمبحث .مخالفة تضادجماع اإل

يعين أن هذا ال ،صادر التفسرييرجع ملتكلمنا يف الضابط السابق أنه البد للمفسر أن بط وفق قواعد نبل يكون له أن يست ،وعلى طرق معاجلتها ،أن يقتصر على ما فيهاإال ليس له

مبعان صحيحة ، أو أن يأيتمن أحداث ووقائع ما يراهاعلى اآلياتأو أن ينزل االستنباط، ،نصوص القرآن والسنة وإمجاع األمةال خيالف شرط أن من قبل، حتتملها اآلية مل يتطرق إليها

وهذا ، سنة نبيهأو ل ،حكامهلنصوص القرآن الكرمي وأ ا ون خمالفن ال يأيت مبعىن يكمبعىن أفإذا :م الشاطيبقال اإلما ،يعين أن كل تفسري خالف القرآن أو السنة أو إمجاع األمة فهو رد

،)١(أن قول القائل خمالف للقرآن أو للسنة مل يصح االعتداد به وال البناء عليه ظاهرا كان بينا وقال شيخ اإلسالم ،)٢(وحجته داحضة ،فكل معىن خيالف الكتاب والسنة فهو باطل: وقال

يقبل من أحد حسان أنه الومن األصول املتفق عليها بني الصحابة والتابعني هلم بإابن تيمية: ال يوجد يف وهلذا.. . ال قياسه، وال وجدهمعقوله و برأيه وال ذوقه وال قط أن يعارض القرآن

.)٣(كالم أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس، وال بذوق ووجد ومكاشفةقع يف وو ،أحد نصوص القرآن والسنة وإمجاع املسلمني إال أتى بالطوام وال خيالف

خمالفة نصوص القرآن سببها كان الصفات آيات يف حصلت فتنة كل أن شك وال املبتدعات، .يف تفريق األمة كانت سببا بدع حداثإل مما أدي ،اهللا كالم تفسري والسنة واإلمجاع يف

ومل يلتفتوا لنصوص القرآن الدالة على خالف ،اآليات فهم يف الصحابة خالفوا فاجلهمية .العدم على الإ ينطبق ال مبا اخلالق نيصفو أصبحوا حىت الصفات بإنكار فابتلوا ،ما يقولون

، األصل كللذ هدما عنه اخلروج كان الدين أصول من بأصل امتعلق كان إن اإلمجاعو لآليات باطلة بتأويالت والرسالة النبوة خبتم املتعلق اإلمجاع خالفوا" القاديانية" فاألمحدية .عظيمة فتنة الدين يف افأحدثو ، واألحاديث

.)٤/١٧٢) املوافقات ((١ ).٤/١٧٢( املصدر السابق) (٢ ).٢٩-١٣/٢٨) جمموع الفتاوى ((٣

١٨٦

إىل خمالفة نصوص القرآن والسنة اهلدامة األفكار يتبع نمموعمد دعاة العلمانية وغريها ا من سبقهملفة جه اواإلمجاع خم من وأتوا باملبتدعات اليت يصل بعضها للكفر، ختففا ،لوا

،وحتليل الزىن ،الزكاة نكارإو ،الصالةأحكام كإنكار ،كام وحماولة هلدم الدين من داخلهاألح .وإنكار احلجاب

ألقوال السلف من الصحابة مخالف أتي المفسر بقولي أال :الضابطويتبع هذا .عين هنا باملخالفة خمالفة تضادوأ ،والتابعين

فإن الصحابة والتابعني واألئمة إذا كان هلم يف تفسري اآلية قول، وجاء قوم فسروا اآلية وذلك املذهب ليس من مذاهب الصحابة والتابعني هلم ،اعتقدوهألجل مذهب ؛بقول آخر .)١(صاروا مشاركني للمعتزلة وغريهم من أهل البدع يف مثل هذا ،بإحسان

ال ،نفهم من هذا أن أقوال السلف من صحابة وتابعني حجة على من بعدهم يف التفسريم إذا أمجعوا على أن املراد باآلية إما ،جتوز مناقضتها بأن املراد كان القول ؛هذا وإما هذا فإ

،املرادمعرفة ال يقصد ،)٢(وهذا طريق من يقصد الدفع ،إلمجاعهم غري هذين القولني خالفا .)٣(فكيف جيوز أن تضل األمة عن فهم القرآن ويفهمون منه كلهم غري املراد وإال وال يلزم من تقريره ،لفما إذا كان القول الذي يأيت به املتأخر ال يتعارض مع أقوال السأ

إن ،الذي يؤتيه اهللا من يشاءإذ هو من الفهم ؛فهذا ال مانع منه ،نسبة اخلطأ إىل السابقني .)٤(كان القول صحيحا

).١٣/٢٤٣) جمموع الفتاوى ((١أهل البدع باخرتاع أقوال جديدة مل ترد عن يف بداية كالمه أن هذه طريقة ضح وضح أوقد ،) أي دفع حجة من خيالفه(٢

إلبطال حجج خصومهم. ؛السلف ).١٥/٩٥الفتاوى (جمموع ) (٣ ).١/٢٠٣خالد السبت ( ،مجعا ودراسة قواعد التفسري :) ينظر(٤

١٨٧

عن طرق أهل البدع في فهم القرآن فال باطنية الرابع: البعد المبحث .في فهمه وال استقالل بمجرد العقل أو اللغة أو اإلشارة

اهح أهل البدع ن ملتزمات املنهج القومي والصراط املستقيم أن يبعد بالتفسري عن منإن مة يف أصل أو مصطلح يطلق غالبا على كل من خالف السنة واجلماع أهل البدعوالضالل، و

وأهل ،واجلهمية ،واملعتزلة ،واملرجئة ،والقدرية ،والشيعة ،كاخلوارج ،أكثر من أصول الدينهم و ،هل األهواءذين خيرجون عن السنة واجلماعة، فهم ألصوفية، أو األفراد الالكالم، والطرق ا

.أهل االفرتاق والبدع يف األمة يف أواخر تعامة البدع املتعلقة بالعلوم والعبادات إمنا وقعو يقول شيخ اإلسالم:

.ارجاإلرجاء، وبدعة التشيع واخلو بدعة ظهرت بدعة القدر وبدعةوأول ، اخللفاء الراشديناحلرورية، مث يف أواخر عصر الصحابة وملا حدثت الفرقة بعد مقتل عثمان ظهرت بدعة وجابر وأمثاهلم من الصحابة، وحدثت القدرية يف آخر عصر ابن عمر وابن عباس تحدث

ا حدثت ،من ذلك املرجئة قريبا يف أواخر عصر التابعني بعد موت عمر بن وأما اجلهمية فإم، وكان ظهورعبد العزيز، وق جهم خبراسان يف خالفة هشام بن عبد امللك د روي أنه أنذر أنكروا على أهلها، مث ظهرت بدعة وقد ،والصحابة موجودونهذه البدع ظهرت وبعض

اآلراء وامليل إىل البدع واألهواء، وظهر اختالف ،وحدثت الفنت بني املسلمني ،االعتزالالقرون املفضلة، وهكذا كلما تأخر على القبور بعد وبدعة البناء ،وظهرت بدعة التصوف

.)١(الوقت زادت البدع وتنوعت هم فكانءويشرع آرا ،عما يقوي مذاهبهم وقد عمد أهل هذه البدع إىل القرآن الكرمي حبثا اومنه ،واضح الزلل ،بني اخلطأ منها ماهو ،أن ظهرت هلم مناهج يف النظر يف القرآن الكرمي

ماهو دون ذلك. ومن ذلك:

) باختصار.٣٠٢ -٢٠/٣٠٠( الفتاوىجمموع ) (١

١٨٨

:التفسير الباطنيأوال: الفكر نسق عن خارجة فكرية حادثة اهلجري الثالث القرن يف العربية الساحة شهدت معان هلا الشرعية النصوص أن على فكرته تقوم الذي الباطين، االجتاه ظهور وهي اإلسالمي،

. ظاهرها من املتبادرة املعاين عن خمتلفة خفية باطنيةبطن، وهو خالف الظهر، والباطن: اسم فاعل وهو ضد :مادة من لكلمةوأصل هذه ا

:ميكن حصرها يف اجتاهني رئيسني كثرية، طوائف االجتاه هذا حتت انطوى وقد .)١(الظاهرألمته، وباطنا تزعم أن للنصوص ظاهرا علمه الرسول، طوائف من الشيعة: الطائفة األولى

ااياعلمه عليا ويدخل حتت هذه الطائفة فرق عديدة ، ىل األئمة من بعدهلغه علي سرا إوب ييل .)٥(والدروز ، )٤(والنصريية ، )٣(والقرامطة ،)٢(اإلمساعيلية: هاومن

فالشريعة، ن بتقسيم الدين إىل حقيقة وشريعةو : وهم غالة الصوفية القائلالطائفة الثانية قة هي املعنية بالنص، ويسمونقي، واحلن الظاهرة، أو األحكام التكليفيةعندهم: أحكام الدي

).٥٤-١٣/٥٣(لسان العرب :) ينظر(١ هدم وحقيقتها البيت، آلل التشيع ظاهرها الصادق، جعفر بن إمساعيل اإلمام إىل انتسبت ،باطنية فرقة اإلمساعيلية:) (٢

الصحيحة، اإلسالمية العقائد ختالف وحقيقتها احلاضر، وقتنا حىت الزمان عرب وامتدت فرقها تشعبت اإلسالم، عقائداملوسوعة امليسرة يف األديان ها. ينظر:أعضاء يكفرون عشرية االثين الشيعة أن لدرجة الغلو الشديد إىل مالت وقد

.)١/٣٨٣واملذاهب واألحزاب املعاصرة ( وهو وساقيه، قامته لقصر بقرمط؛ ويلقب األشعث بن محدان امسه شخص إىل تنتسب هدامة باطنية، حركة القرامطة:) (٣

ظاهرها وكان العسكري، يالسر التنظيم احلركة هذه اعتمدت وقد. الكوفة إىل رحل مث األهواز، يف خوزستان مناألخالق، وهدم اإلحلاد، واإلباحية، وحقيقتها ،الصادق جعفر بن إمساعيل بن حممد إىل واالنتساب البيت آلل التشيع .)١/٣٧٨املوسوعة امليسرة يف األديان واملذاهب واألحزاب املعاصرة ( ينظر: .اإلسالمية الدولة على والقضاء

ا للهجرة، الثالث القرن يف هرتظ باطنية حركة النصريية:) (٤ يف إهليا وجودا زعموا الذين الشيعة غالة من يعدون أصحا االستعمار عليهم أطلق ولقد املسلمني، ألرض غاز كل مع وهم عراه، ونقض اإلسالم هدم مقصدهم به، وأهلوه علي

واملذاهب املوسوعة امليسرة يف األديانينظر: .نيةالرافضية والباط حلقيقتهم وتغطية متويها العلويني اسم لسوريا الفرنسي .)١/٣٩٠واألحزاب املعاصرة (

إىل تنتسب وهي اإلمساعيلية، عن عقائدها جل أخذت اهللا، بأمر احلاكم الفاطمي اخلليفة الدروز: فرقة باطنية تؤله) (٥ كما وأفكار، أديان عدة من ليطخ عقائدها الشام، إىل هاجرت أن تلبث مل لكنها مصر يف نشأت الدرزي، نشتكني

ا املوسوعة امليسرة يف األربعني. سن بلغوا إذا إال ألبنائها تعلمها وال الناس، على تنشرها فال أفكارها، بسرية تؤمن أ .)١/٣٩٧األديان واملذاهب واألحزاب املعاصرة (

١٨٩

.والرسوم الظاهر أهل الفقهاء من غريهم ومسوا الباطن، وأهل احلقائق أرباب أنفسهمالذي يقوم على اعتبار أن املنطق ،يسمى التصوف الفلسفي هذا النوع من التصوفو

الرياضة إذ يتطور املرء ب ؛العقلي وحده ال يكفي يف حتصيل املعرفة وإدراك حقائق املوجوداتالنفسية حىت تنكشف عن بصريته غشاوة اجلهل وتبدو له احلقائق منطبقة يف نفسه ترتاءى فوق

.)١(القلبمرآة ا يف الطوائف تلك اختالف ومع ا ألقا ا إال ومسميا أن وهي ،عامة فكرة يف اشرتكت أ من ظاهر لكل بد ال هوأن ظاهرة، ومعان ،باطنة معان : املعاين من نوعان هلا الشرعية النصوص والظاهر ،اللب مبنزلة املعىن هذا وأن للنصوص، الباطين املعىن هو احلقيقة يف املقصود وأن باطن، عليهم جيب وإمنا ،النصوص ظاهر عليه يدل مبا ملزمني ليسوا املكلفني وأن القشور، مبنزلة

عندهم ميكن و، يالقطع للظاهر خمالفا كان ولو به األخذ ويلزم ،الباطين املعىن عن البحثأن للكلمة سبعة عن بعض أئمة الباطنية:روى و ،جدا كبرية داأعد إىل صلوت ،املعاين تتعدد أن

.)٢(وجه سبعمائة: فقال ؟سبعون: فقال استقلها، كأنه وجوه؟ سبعة: القائل فقالوجوه، وجهة يؤيد الذي ومن الطبيعي أن يعتمد الباطنيون هذه الطريقة لتحميل اآليات املعىن

املعىن الظاهري و باطنيا كما يزعمون،و ظاهريا مدلوال ن للقرآن أل ؛وأفكارهم املذهبية ،نظرهمذا املعىن يوجب العذاب ،واللغوي ليس هو املقصود بالذات خذ أما األ واملشقة،والتمسك

عمال ليف واألنه يقضي برتك التكاأل ؛طين فهو يوجب االنشراح والسعادةباملعىن البا .)٣(الظاهرةافية و الشيعة والص الباطين عندمثلة للتفسري لعجب كل العجب أن جتد وأنت تقرأ أوا أ وكون ،لفاظ رموزا كون األ الكرمي منليه دعاة املناهج املنحرفة يف فهم القرآن ملا يدعو إ ةموافق

. تدل على وقائع وإمنا هي إشاراتقصص القرآن الان حممد اخلراساين لسلط "بيان السعادة يف مقامات العبادة"كتاب اء يفما ج ذلكومن

أن القصص القرآين :فهو يقرر يف مجلة ضالالت كثرية له ،عشرية أحد متطريف اإلمامية االثين

.)١/٢٥٤( املعاصرة واألحزاب واملذاهب األديان يف امليسرة ينظر: املوسوعة) (١ ).٢٢ - ٢١(ص )، بيان مذهب الباطنية وبطالنه، الديلمي١٧ - ١١: نظر: فضائح الباطنية، الغزايل (صي) (٢ ).٣٣٧-٨/٣٣٦( السبحاين جعفر والنحل، امللل يف ينظر: حبوث) (٣

١٩٠

ا ليساختالفها ورد يف شروحه من الروايات على وما ظاهره الذي يتبادر إىل داملقصو وتضارا بل هي من قبيل ،الذهن .)١(وعلى هذا قرر قصة آدم وحواء ،املرموزات اليت رمزوا

؛ لغةيف ذلك من تفاسري ال يضبطها عقل وال شرع وال مام الغزايل عنهم بدعا ونقل اإلنكارهم لكثري من إواستلزم هذا التأويل ،جتديد العهد :مام، والغسلاإلمبواالة الوضوء: كتعبري .)٢(واملعجزات الغيبيةاألمور

الذي اعتمد على التصوف النظري املرتبط ،فهو االجتاه الصويف الباطين أما االجتاه الثاين:اليت ،الوجود ة، وقد تأثر يف تفسريه بنظرية وحدةابن عريب شيخ هذه الطريق د بالفلسفة، ويع

من و ،لتوافق هواه اآلياتعناق أن يلوي ، واليت حاول أنظريات اليت بىن عليها تصوفهالهي أهم M @ ?L ذلك تفسريه لقوله:

ين يفأنت تسرت ،وليست جنيت سواك ،سرتي :أي ،)٣( .)٤(ال يبتكون إ كما أنك ال ،ال بك، فال أعرف إبذاتك اإلنسانية

إمنا هو إحلاد ،فسري للقرآنأن ما يفرتونه هو ت، وحديثا قدميا دعوى أولئك الباطنينيفوتفاسريهم إمنا ،)٥( :M ; : A @ ? > = <Lوحتريف يف آيات اهللا

هي بل ،تأويالت ال تتصل مبدلول األلفاظ، وال مبفهومها، وال بالسياق القرآينو هي حتريفات ا متاما، القرآين للنص خمالفة يف فهي ختالف املنهج السليم ،ودينه اهللا كتاب عن الصد وغايادر داللة ،الفهم وتلغي كل فهم سليم غري ،قة بداللة األلفاظوتسقط الث ،اللغة العربية و

ذ هذا األسلوب قاعدة ملا أمكن فهمهم، تاب بك، فما بالنا فهم خطاب أحد أو كالمهولو اختاليت بين عليها والشرائع واألحكامأصول العقائد وفيه ،للناس أمجعني جعله بيانا الذي اهللا

الدين.ري ما يسبق إىل ويص، عبد من كالم اهللا ويلغي اإلعجازاع واهلدى والتيسقط االنتففتأويلهم

لها على بتأويل ظواهرها، وتنزيوإبطال األحكام العقائد، إىل هدممما يؤدي ، الفهم ال يوثق به

.)١٦١-٢/١٦٠التفسري واملفسرون ( :) ينظر(١ .)١٣ فضائح الباطنية (ص:ينظر: ) (٢ .٣٠سورة الفجر: ) (٣ ).٨٥-٣/٨٠( التفسري واملفسرون :) وينظر١/١٩٢) الفصوص ((٤ .٤٠سورة فصلت: ) (٥

١٩١

م، رأيهم دون ضابط، أو رادع .وحديثا قدميا ولعل هذا هو مراد تلك الطوائف وغايا

:الكريماالستقالل بالعقل في فهم القرآن :ثانيا فهو مناط التكليف وسبب التفضيل، وهلذا كانت دعوة ؛للعقل مكانة عظيمة يف اإلسالم

يقف عندها وال يقدر دولكن للعقل حدو قول من التقليد واخلرافات، اإلسالم دعوة لتحرير العوبه يكمل الدين ،ويف األعمال وصالحها العقل شرط يف معرفة العلوم فـعلى إدراكها،

فس وقوة فيها كقوة البصر إن اتصل به نور إذ هو غريزة يف الن ؛ يستقل بذلكولكنه ال ،والعملوإن انفرد مل يبصر األمور اليت الشمس والنار، رنو هب والقرآن كنور العني إذا اتصل ،اإلميان

.)١(يعجز وحده عن إدراكهامسائل و ،ايةفكالمها مصدر للهد ،فالوحي هو املرشد الصحيح للعقل ال تعارض بينهما

بالصحة ابل كل ما أدركه العقل من مسائلها فهو يشهد هل ،الشريعة ليس فيها ما يرده العقل، وما قصر العقل عن إدراكه من مسائلها، فهذا لعظم الشريعة، وتفوقها، ومع وتعضيدا تصديقا

ريعة قد تأيت فالش ؛ذلك فليس يف العقل ما مينع وقوع تلك املسائل اليت عجز العقل عن إدراكها .مبا حيري العقول ال مبا حتيله العقول

أو يكون ،فإن وجد ما يوهم التعارض بني العقل والنقل، فإما أن يكون النقل غري صحيح .ى، وإما أن يكون العقل فاسدا بفساد مقدماتهع صحيحا ليس فيه داللة صحيحة على املد

من العليم اخلبري الذي ن يتلقى أمر الغيب ال تدركه العقول كالغيبيات فعلى العقل أاأما م .حييط بالظاهر والباطن

الشرع واعتقادهم تقدميهم للعقل على نصوص الفرق من كثري وقد كان مبدأ احنراف وهلذا ظهر التأويل والتحريف. ،باستحالة بعضها عقال

ري من ومن هنا نشأ كث ،على كل دليل، حىت كان العقل إمامهمقدموا العقل املعتزلة فم يف التفسري .احنرافا

وحاول بعضهم كاجلن واملالئكة، بعض الغيبياترواد املدرسة العقلية احلديثة وأنكر بعض

.)٣/٣٣٨ى (و الفتاجمموع ) (١

١٩٢

لظنهم أن هذا الطريق هو األسلم واألجدر يف عصور طغى ؛العلم احلديث لتوفيق بينها وبنياقل وحدوده ملا كان هذا فهم دور الع واولو أحسن ،عليها االعتبار مبعطيات العلم التجرييب

فيجب التسليم فيها مبا جاء ،ت خارج إدراكهاوالغيبي ،دهايقف عن ألن للعقل حدودا ر؛نكااإل يف الشرع.

وكان تقدمي العقل على النص واالستقالل بفهمه دون قيد من ضابط أو نص السمة البارزة على ما يف كالمهم ،الكرمي قرآنلدراسة ال ومناهجها ريهايف مدارس احلداثة املختلفة يف تفس

.ظهر لكل ذي عقلونقائص ت من تناقضإمنا هي مناهج قامت على ،وغالب املناهج العصرية يف تفسري القرآن عند أدعياء التجديد

وإنكار كل فكر غييب، لذلك كان كل ما يصدر عن تلك املناهج خاطئا ،تقديس احملسوسM c b a ` ml k j i h g f e d لقيامها على أسس خاطئة،

r q p o nL)١(. يقدم فيه النقل الصحيح الذي هو أساس التفسري وعمدته، وما يقع فتفسري كالم اهللا

على صاحبه. فيه من رأي إمنا هو رأي منضبط حبدود اللغة والشرع وإال كان ردا

أحد أسباب وأنه ،م عن هذا مفصال سبق الكال : وقدفهمهفي االستقالل بمجرد اللغة :ثالثا نا ملصدر اللغة يف ضوابط يف شرح ، وأحد طرق أهل البدع يف تفاسريهم،احنراف التفسري

املنهج.

:التفسير باإلشارةفي االستقالل : رابعا م ،ارتبط مصطلح التفسري باإلشارة بالتصوف واملتصوفني ؛بل إن غالب التعريفات تربطه

ا عند التالوةجي اإلشارات معانو .واملواجيد هي ما جتده القلوب من اإلهلامات اإلهلية ،دو ،حجاب وراء ومن بعد، من احلقيقة إىل تشري اليت املعاين هي: اإلشارات :القيم ابن قال

من تكون وقد ،معقول من تكون وتارة، مرئي من تكون وتارة ،مسموع من تكون تارة وهي فيلطف باجلمعية حيصل صفاء: وسببها ،واألعالم األدلة نسج من: فاإلشارات، كلها احلواس

.١٠٩سورة التوبة: ) (١

١٩٣

.)١(إدراكها عن وفهمه غريه حس يكشف ال ،لطيفة أمور إلدراك فيستيقظ والذهن احلس بهمبقتضى ا ، على غري ما يظهر منهنتأويل آيات القرآ: بأنه ف التفسري اإلشارير وع

.)٢(وميكن اجلمع بينها وبني الظاهر املراد ،إشارات رامزة خفية تنقدح ألرباب العلم والسلوكخالف ظاهره، إلشارات خفية تظهر لبعض أويل تأويل القرآن علىكما عرف بأنه:

اهدة للنفس، ممن نور اهللا بصائره العلم، أو تظهر للعارفني باهللا من أرباب م فأدركوا السلوك وام بعض املعا انقدحت أو ،أسرار القرآن العظيم ا ، مع إمكان اجلمع بينهين الدقيقةيف أذها

.)٣(وبني الظاهر املراد من اآليات الكرمية هو ما جعل هناك من يرده على إطالقه خوفا ةولعل هذا االرتباط بني التصوف واإلشار

.الذكر ةالسابق ، واملعاين الباطنيةالتصوف الفلسفييف دائرة الغلو فيه والوقوع من ، أنوبني تفسري الباطنية املالحدة ،املسمى بالتفسري اإلشاري الصوفية الفرق بني تفسريو

إذ من ادعى فهم ؛ال بد منه أوال :ويقولون ،إرادة الظاهر بل حيضون عليه الصوفية ال مينعونوأما الباطنية ،غ سطح البيت قبل أن جياوز البابكم الظاهر كمن ادعى بلو ومل حي أسرار القرآن

م .)٤(وقصدهم نفي الشريعة ،وإمنا املراد الباطن ،غري مراد أصال يقولون إن الظاهر فإآيات القرآن من أما ما يتكلم به أهل اإلشارات من الصوفية يف بعضقال ابن عاشور:

م ما كانوا يدعون فينبغي أن تعلموا ،ولكن بتأويل وحنوه ،ال جتري على ألفاظ القرآن معان أ ،ا يف الغرض املتكلم فيه بل يعنون أن اآلية تصلح للتمثل ،أن كالمهم يف ذلك تفسري للقرآن

م مسوها إشارات ومل يسموها معان .)٥(وحسبكم يف ذلك أ يدخلين عمر كان: قال ،ولعل احلديث الوارد عن ابن عباس يؤيد من حنى ذلك النحو

فقال مثله، أبناء ولنا معنا هذا تدخل مل: فقال نفسه، يف وجد بعضهم فكأن بدر أشياخ مع لرييهم، إال يومئذ دعاين أنه رئيت فما معهم، فأدخله يوم ذات فدعاه علمتم، قد من إنه: عمر

.)٢/٣٨٩ السالكني ( مدارج) (١ ).٢/٥٦( نمناهل العرفاينظر: ) (٢ ).١٩١:ص(لصابوين ا ،التبيان يف علوم القرآنينظر: ) (٣ ).٢/٥٦( فانمناهل العر ينظر: ) (٤ ).١/٣٤التحرير والتنوير () (٥

١٩٤

أمرنا: بعضهم فقال؟ )١(ME D C B AL :تعاىل اهللا قول يف تقولون ما: قال: يل فقال ،شيئا يقل فلم بعضهم وسكت علينا، وفتح نصرنا، إذا ونستغفره اهللا حنمد أن

أعلمه هللا اهللا رسول أجل هو: قلت تقول؟ فما: قال ال،: فقلت عباس؟ ابن يا تقول أكذاكMO Q P أجلك عالمة وذلك ، ME D C B AL :قال له،

V U T SRL، ٢(تقول ما إال منها أعلم ما: عمر فقال(. ذلك من مكنيت وإمنا ،اإلشارات من يفهم مبا القرآن تأويل وفيه جوازقال ابن حجر:

يف رجال اهللا يؤتيه فهما أو :عنه تعاىل اهللا رضي علي قال وهلذا ؛العلم يف قدمه رسخت من .)٣(القرآن الباب هذا أن ذلك يف القول مجاعقد أجاد شيخ اإلسالم يف تفصيل ذلك إذ قال: و

باطل نفسه يف هو افهذ ،علم ملا خمالفا لكونه ؛باطال املذكور املعىن يكون أن نوعان: أحدمها: . حق أنه يقتضي دليل عليه يكون ال الباطل ألن ؛باطال إال عليه الدليل يكون فال

ا يرد مل بألفاظ واحلديث القرآن من عليه يستدلون لكن ،حقا نفسه يف كان ما :والثاين ابالب هذا من فيه الرمحن عبد يبأل" التفسري حقائق" و ،"إشارات" يسمونه الذي فهذا ،ذلك يكون املعىن فإن ،الناس بعض على كثريا يشتبه الذي فهو :الثاين النوع كثري، وأما شيء

عليه دل يذكرونه الذي اللفظ كون يف الشأن ولكن ،عليه والسنة الكتاب لةاللد صحيحا :قسمان وهذان رادامل :قال فمن ،اهللا على افرتاء فهذا ،باللفظ مراد املعىن ذلك إن: يقال أن :أحدمها ، وبقوله:القلب هو ،)٥(M £ ¢ ¡L :وبقوله ،النفس :هي )٤( My xL :بقوله

M & %L ،عثمان: M+ *L ،عمر :L' ) (M ،بكر أبو :)٦(

.١سورة النصر: ) (١ ،M V U T SR Q P OL أخرجه البخاري، كتاب التفسري، باب قول اهللا تعاىل:) (٢

.٤٩٧٠ احلديث: .)٨/٧٣٦( الباري فتح) (٣ .٧٦ سورة البقرة:) (٤ .٢٤سورة طه: ) (٥ .٢٩ سورة الفتح:) (٦

١٩٥

M / . -L: خمطئا وإما متعمدا إما اهللا على كذب فقد ، علي. فهذا ،اللفظ لةالد باب من ال ؛والقياس عتبارالا باب من ذلك جيعل أن :الثاين والقسم إىل ينقسم وهذا ،إشارة الصوفية تسميه الذي هو قياسا الفقهاء تسميه فالذي ،القياس نوع من

( * + M : تعاىل اهللا قول مسع فمن ،ذلك إىل القياس كانقسام وباطل صحيح,L)الذي احملفوظ اللوح أن كما: فقال ،املصحف أو احملفوظ اللوح إنه: وقال )١

الطاهرة القلوب الإ يذوقها ال القرآن فمعاين ،طاهر بدن إال ميسه ال القرآن حروف فيه كتب .صحيحا واعتبارا صحيحا معىن هذا كان ،املتقني قلوب وهي

الكتاب وافق ما وكل ،داحضة وحجته ،باطل فهو والسنة الكتاب يخالف معنى فكل سبيل على ذكر وإن ،خطأ فهو الخطاب به فسر إذا ،غيره بالخطاب والمراد والسنة

فسر من أن بذلك تبني وقد ،باطال يكون وقد ،حقا يكون فقد والقياس عتبارالوا شارةإلا ،اهللا على مفرت فهو ،والتابعني الصحابة عن املعروف التفسري غري على وتأوله احلديث أو القرآن معلوم وهو ،حلادإلوا ةالزندق لباب فتح وهذا ،مواضعه عن للكلم حمرف ،اهللا آيات يف ملحد

.)٢(مسالإلا دين من باالضطرار البطالنوقع من املتصوفة فإنه باب مفتوح احلقيقة أن التفسري اإلشاري وإن كان أكثر ماو

،للمعىن تفسريا عد ي ال وهو ،الذي بينا ضوابطه سابقا وهو أحد أبواب االستنباط ،بضوابط، وما خرج عن ظاالتفسري يتعلق بألن واملعىن يتم بدونه؛ هره، فهو من باب ظاهر النص .أكان اعتبارا أو إشارة أو قياسا أو مفهوم خمالفة أو غري ذلك االستنباط، سواء

بل هو أحد ،واالقتصار على تفسري اإلشارة واالدعاء أنه هو املراد من اآلية باطل باتفاقيف آيات اهللا، حمرف للكلم عن مفرت على اهللا، ملحدوقائل ذلك: ،أنواع التفسري الباطين

ضطرار من دين البا البطالنحلاد، وهو معلوم إلمواضعه، وهذا فتح لباب الزندقة وا .)٣(سالمإلا

.٢٩عة: سورة الواق) (١ ) باختصار.٢٤٣-١٣/٢٤٠جمموع الفتاوى () (٢ .)١٣/٢٤٣( املصدر السابق) (٣

١٩٦

.اعتماد السياق في فهم المعنى وتعيين المراد المبحث الخامس:

.وأهميتهريف السياق المطلب األول: تع

تساوقت و ، حد وهو حدو الشيءوالسني والواو والقاف أصل وا ،السياق لغة من (سوق) .)١(تتابعه وأسلوبه الذي جيري عليه :إذا تتابعت، وسياق الكالم :اإلبل

ويف االصطالح عرف بتعاريف كثرية خنتار منها: بيان اللفظ أو اجلملة يف اآلية مبا ال .)٢(خيرجها عن السابق والالحق، إال بدليل صحيح جيب التسليم به

من ،حييط بالنص من عوامل داخلية أو خارجية هلا أثر يف فهمه وعرفها بعضهم بأنه: ماواجلو الذي نزل ،والغرض الذي سيق ألجله ،أو حال املخاطب أو املخاطب ،سابق أو الحق

.)٣(فيهاملقام أو للحالللحال املقايل الوارد باآلية، و شامال السياق لنجعل وإمنا اخرتنا التعريفني

ا. الذي حييط لتعريفني فإن السياق يشمل: وحسب ا

مقصود املتكلم من إيراد الكالم.و الغرض -١ الظروف واملواقف اليت ورد فيها النص. -٢ .)٤(السياق اللغوي الذي ميثله الكالم -٣

وقصدي بعامة ،عامة وخاصة ،يف املنهج يشمل تلك األمور فالسياق املراد بكونه ضابطا أساليبه ومعهوده، وخاصة باآليات موضع التفسري.بالقرآن الكرمي وأحوال خماطباته وكلياته و

).١٠/١٦٦)، لسان العرب (٣/١١٧ينظر: مقاييس اللغة () (١ ).١/٦٢(احلكيم القاسم دعب ،ثرها يف التفسريأو القرآين داللة السياقينظر: ) (٢جامعة أم ،هرسالة دكتورا، )٢٢ (ص: ، سعيد الشهراينلية احلديثةالسياق القرآين وأثره يف تفسري املدرسة العقينظر: ) (٣

القرى. سعود بن حممد اإلمام جامعة دكتوراه، )، رسالة١٩ عبداهللا الربيعة (ص: التفسري، يف القرآين السياق أثر ينظر:) (٤

.بالرياض اإلسالمية

١٩٧

ومنع األوجه ،املختلفة األقوالبني رتجيحالو ،لفهم املعاين ضابط مهمالسياق القرآينو فهو امليزان الذي ينضبط به التوافق بني النص الشرعي ومراده، والنور الذي ميزق ،البعيدة

ت فيخرج من حيز الغموض إىل حيز غشاوة اإلشكال عن الدليل حني تكتنفه االحتماال .)١(التجلي

وبيان مراد املتكلم منه، السيما يف نصوص ،رفة سياق الكالم ركن أساسي يف فهمهإن مع .الكتاب والسنة اليت هي مرجع الشريعة، ومناط األحكام

ذا السلف فكانوا ال جييزون ا قال مسلم ، لتفسري قبل النظر يف سياق الكالموقد اهتم .)٢(فقف حىت تنظر ما قبله وما بعده إذا حدثت عن اهللا حديثا :اربن يس

ملأما الزركشي: وقال ا ترشد إىل تبيني ا احتمال غري موالقطع بعد ،داللة السياق فإوهو من أعظم القرائن الدالة على مراد ،وتنوع الداللة ،وتقييد املطلق ،وختصيص العام ،املراد

M [ Z Y :وانظر إىل قوله تعاىل ،وغالط يف مناظراته ،لط يف نظرهفمن أمهله غ ،املتكلم] \L )٤(كيف جتد سياقه يدل على أنه الذليل احلقري )٣(.

جعل الشاطيب مراعاة السياق مظهرا من مظاهر االعتدال يف التفسري املفضي إىل الفهم و وإذ ، وأوله على آخره ،الم على أولهمتفهم عن رد آخر الكفال حميص للالسليم، حني قال:

فال يتوصل به إىل ،أجزائه فإن فرق النظر يف ،ذاك حيصل مقصود الشارع يف فهم املكلف .)٥(وال يصح االقتصار يف النظر على بعض أجزاء الكالم دون بعض ،مراده

ومن تدبر القرآن الكرمي، وتدبر ما قبل اآلية وبعدها، وعرف ويقول شيخ اإلسالم: ،وعرف اهلدى والرسالة، وعرف السداد من االعوجاج واالحنراف ،مقصود القرآن: تبني له املراد

رد عن سائر ما يبني معناه فهذا منشأ الغلط من وأما تفسريه مبجرد ما حيتمله اللفظ ا .)٦(الغالطني

).٨٣ (ص: التدبر أفق إىل القراءة افت من النص القرآين ينظر:) (١ ).١/٦) تفسري ابن كثري ((٢ .٤٩ الدخان:) (٣ .)٢/٢٠٠) الربهان ((٤ .)٤/٢٦٦املوافقات ( )(٥ ).١٥/٩٤) الفتاوى ((٦

١٩٨

.التفسيرالسياق الواجب مراعاته في :المطلب الثاني

نستطيع فصله عن مقاصد القرآن وال ابط يف املنهج، فإننا الما نتكلم عن السياق كضدعنا تشبه عن ما يعرف بالوحدة املوضوعية يف سور القرآن أو املناسبة بني اآليات؛ ذاك أ

. منتظما متتابعا السالسل الذي يأخذ بعضها بأعناق بعض مما جيعلها تشكل سياقا رفة املكي واملدين، ومعرفة أحوال املخاطبني ومع كما أن السياق وثيق الصلة بأسباب النزول

السياق قد يضاف إىل جمموعة من و .فيها القرآن الكرمي النزول، وعموم األحوال اليت نزلحال و اآليات اليت تدور حول غرض أساسي واحد، كما أنه قد يقتصر على آية واحدة، ويضاف

إىل ما يسبقه ويلحقه، وقد يطلق على إليها، وقد يكون له امتداد يف السورة كلها، بعد أن ميتدويضاف إليه، مبعىن أن هناك: سياق آية، وسياق النص، وسياق السورة، القرآن بأمجعه،

وفيما يلي توضيحها: ،)١(والسياق القرآين، فهذه دوائر متداخلة متكافلة حول إيضاح املعىنا القرآن واملعاين األساسية ،مقاصد القرآن األساسية: ةقرآن عامال سياق -١ وقد ،اليت نزل

االعتقاد، إصالح: األوليف عدة أمور: أمجلها ابن عاشورو تناوهلا بالبحث جلة من العلماء، نظامها، وحفظ وصالحها األمة سياسة: الرابع التشريع، بيان: الثالث األخالق، ذيب: الثاين

يناسب مبا التعليم: سادسال أحواهلم، بصاحل للتأسي السالفة األمم وأخبار القصص: اخلامس واإلنذار املواعظ: السابع ونشرها، الشريعة تلقي إىل يؤهلهم وما املخاطبني، عصر ةحال

مقاصد ف ،)٢(الرسول صدق على دالة آية ليكون بالقرآن اإلعجاز: الثامن والتبشري، والتحذيرة الغرض واملقصد هي أساس السياق وركنه األعظم، وال يعرف السياق حقيقة إال مبعرفالقرآن

الذي جاء من أجله الكالم.املختلفة، ر املفسرين للرتجيح بني املعاين ق القرآن ومقاصده منهج اتبعه كباومراعاة سيا وتبيني املراد منها.

: Mj ik lورد يف تفسري الطربي عند تفسريه قوله ومن األمثلة على ذلك ما

).٨٨ ص:( احلارثي الوهاب عبد. دالكرمي، القرآن لتفسري مأمون منهج السياق داللةينظر: ) (١ ).٤١-١/٤٠ينظر: التحرير والتنوير () (٢

١٩٩

o n mL الكرمية أن اآليةرين إىل أن معىن املفس ذهب مجع منقال: ،)١(

ح مس :ته عن صالة العصر من قول القائلبعدما شغل قام بضرب أعناق اخليل مان سليمان الكرمية أنه قام مبسح أعرافها اآليةخرون إىل أن املراد من آ وذهب، إذا ضرب عنقه :عالوته

اس أشبه عن ابن عبهذا القول الذي ذكرناه ، و عباس وهو قول ابن عباس ،وعراقيبها حبا هلامن ماله بالعرقبة، ويهلك ماال مل يكن إن شاء اهللا ليعذب حيوانا ألن نيب اهللا ة؛بتأويل اآلي

،)٢(ذنب هلا باشتغاله بالنظر إليها بغري سبب، سوى أنه اشتغل عن صالته بالنطر إليها، وال .كان ترجيحه معتمدا على مقاصد الشريعة كحفظ املالف وكل حمكم، واحد بناء يف منتظمة لكنها متفرقة سور على: لقد بين القرآن سورةسياق ال -٢

. سياقها أو السورة بوحدة يسمى واحد غرض جيمعها متناسقة، متكاملة وحدة منها سورة ولو كلها، السورة مضمون على القارئ يطلع الذي هو العام سياقها أو السورة ووحدة

وقوة السورة ترابط من له سيتجلى مبا ،عجبا لرأى واحدة ةسور يف وتبصر وتفحص القارئ تدبر كل أتقن الذي العاملني رب كالم وهو ذلك ال يكون وكيف واحد، خيط يف وانتظامها بنائها .شيءختتلف عن أغراض السورة للسور املكية أغراضف ،ربز سياق السورةاملكي واملدين يمعرفة و ومن أغراض السور .وأركان اإلميان، وجمادلة املشركني ،التوحيد :فمن أغراض املكي ،املدنيةفمثال سورة احلج سورة مكية، غرضها إقامة ، ان وتفصيل أحكام اإلسالم وحدودهبي :املدنية

وهلذا جاء فيها احلج ببيان أصول التوحيد فيه، وسورة البقرة سورة ؛التوحيد هللا وإظهار أدلته، يعة، وهلذا جاء فيها ذكر احلج ببيان أصول أحكامهمدنية غرضها تقرير أصول أحكام الشر

ن معرفة املكي من املدين يؤكد سياق السورة وحيدده،إوهذا ظاهر الداللة واألثر يف السياق؛ إذ .)٣(ويبني الغرض املقصود منها

قيم القيم ابن اإلمام قاله ما ومن األمثلة على أمهية معرفة سياق السورة يف جتلية املعاين: ما البديعة األسرار من األمثال هذه يف مث :فيها اليت واألمثال التحرمي سورة تفسريه ناءأث يف

. ٣٣سورة ص: ) (١ . )١٩٦ /٢١( الطربي سريتف) (٢ )، رسالة ماجستري، جامعة أم القرى.٣٠٨وأثره يف التفسري، عبدالرمحن املطريي (ص: ينظر: السياق القرآين) (٣

٢٠٠

ا :السورة سياق يناسب وأنـهن ،عليه تظاهرهن من والتحذير النيب أزواج ذكر يف سيقت فإ ينفع مل كما، اهللا برسول اتصاهلن ينفعهن مل اآلخرة الدار ويردن ورسوله اهللا طعني مل إن

دون النكاح اتصال مثل السورة هذه يف ضرب ما إن وهلذا ؛ما اتصاهلما ولوط نوح امرأة على حيرضهما الثاين املثل هلما ضرب مث ،وحفصة عائشة رذحي األول املثل اهللا ضرب، فالقرابة

ا وهو، آخر اعتبار أيضا مبرمي للمؤمنني املثل ضرب ويف ،بالطاعة التمسك اهللا عند ايضره مل أا مع عنه اهللا برأمها ما إىل وابنها إياها ونسبتهم ،هلا اليهود اهللا أعداء قذف شيئا الصديقة كو

تسلية هذا ويف، فيه والفساق الفجار قدح الصاحل الرجل يضر فال ،العاملني نساء على املصطفاة فيها قال ما على نفسها وتوطني، اإلفك قصة بعد نزلت السورة كانت إن املؤمنني أم لعائشة

مما وحلفصة هلا حتذير ولوط نوح بامرأة التمثيل ذكر يف كما ،قبلها كانت إن الكاذبون على هلن والتحريض والتخويف هلن التحذير األمثال هذه فتضمنت ، النيب حق يف اعتمدتاه وأجل هذا فوق لالتنزي وأسرار ،عليه بذوك أوذي ملن النفس وتوطني والتسلية ،والتوحيد الطاعة .)١(العاملون إال يعقلها ال اليت األمثال أسرار سيما وال ،منه يكون السورة، مجلة من ووحدة كجزء يأيت النص سياق اآليات:سياق املقطع من -٣

النص ويظهر ،العام السورة وحدة مع ويتناسب يتناسق لكنه واحدا وغرضه واحدا موضوعه إسرائيل، بين وآيات آدم، كقصة ،واملوضوعات التشريعات، وبعض القصص، سياق يف غالبا . البقرة سورة يف احلج وآيات القبلة، وآياتا سورة كل تدبرت ولو ، مستقال غرضا يتضمن مقطع كل مقاطع عدة إىل تتجزأ لوجد

وقد لغرض، جاء موضوع البقرة، كل سورة يفاملداينات و والربا النفقة آيات :ذلك أمثلة فمن . لألمة االقتصادي النظام وبناء األموال حفظ هو واحد وسياق واحد غرض يف كلها تمعتاج

:التشريعات يف أمثلته ومن

: M { z y xw v قوله تفسري يف طي الشنقيطي اإلمام قاله ما} |L)٢(:

).٢٢٧-١/٢٢٥إعالم املوقعني () (١ .٢٢٩سورة البقرة: ) (٢

٢٠١

أن بني تعاىل ولكنه ،املرتني يف منحصر كله الطالق أن: الكرمية اآلية هذه ظاهر الثالثة الطلقة بذكره وذلك ،مطلقا ال ،الرجعة بعده متلك الذي الطالق هو املرتني يف حصراملنM Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í :قوله يف املذكورة وهي ،زوج بعد إال املراجعة بعدها حتل ال اليت

× Ö Õ Ô L)٢()١(. ،تها أو الحقتهافيه مع سابق كل آية يف كتاب اهللا هلا غرض قد تشرتك :سياق اآلية -٤

قهابسا ،اآلية سياق يف النظر يكون السياق أنواع من النوع هذامنه، و لكنها ختتص جبانب .)٣(واحملتملة املتعددة معانيها خالل من املفردات ألحد املراد املعىن واقتناص لتحديد ،حقهاوال

, - ( * + M : لقوله تفسريه عند كثري كثري ابن قال ما النوع هذا أمثلة ومن7 6 5 4 3 2 1 0 /. L)غليظ :ههنا به واملراد ،الغليظ: الفظ ،)٤

،عليهم القلب قاسي ،الكالم سيئ كنت لو: أي ،M 4 3L :ذلك بعد لقوله الكالمم تأليفا هلم جانبك وأالن ،عليك مجعهم اهللا ولكن ،وتركوك عنك النفضوا .)٥(لقلو

فائدته يف أنواعه ضابط منهجي يف تفسري كالم اهللا تعاىل، وال تقتصر إذن السياق مبختلف، املعاين، وبيان األحكام، وحتديد احملتمالت اللغوية كما يف األمثلة آنفا ترجيح األقوال، وجتلية

معرفة و بل للسياق دور يف توضيح النسخ، ودفع توهم التناقض، وترجيح املراد بسبب النزول، مالت وبيان ،ومعرفة الوقف واالبتداءاملكي واملدين، والقراءات، ويف ،الضمري عود ويف ،ا

.)٦(واإلسرائيليات الدخيل من التفسري تنقيح ، وعدم النظر لدالالته أخطاء منها:ويرتتب على إغفال السياق

.٢٣٠سورة البقرة: ) (١ ).١/١٠٤أضواء البيان ( )(٢ ).١٠٥(ص: التفسري يف هوأثر القرآين ينظر: السياق )(٣ .١٥٩سورة آل عمران: ) (٤ ).٢/١٤٨تفسري القرآن العظيم () (٥وأثرها يف التفسري من خالل تفسري ابن جرير، عبد وقد ألف يف هذا الشأن رسائل علمية كثرية منها: داللة السياق) (٦

، عبدالرمحن املطريي، السياق القرآين وأثره احلكيم القاسم، السياق القرآين وأثره يف التفسري من خالل تفسري ابن كثري يف تفسري املدرسة العقلية احلديثة، سعيد الشهراين، أثر السياق القرآين يف التفسري، حممد الربيعة.

٢٠٢

دي السياق بعضها، أو يرجحه، مما يؤ ، اليت يرد والنقول قوالمجود التفسري وضعفه بكثرة األ -، وطلب تفسريه؛ إذا رأوا كثرة النقول حىت يضيع منهم نصراف الناس عن التأمل يف كتاب اهللاال

يف وثغرات عثرات إىل املفسرين من طائفة قبل من املسلك هذا جتاهل أدى لقداملعىن، و ا يف ما وإيراد اآلية يف الواردة األقوال بسرد هؤالء رضي حني ،تفاسريهم ندو معان من مفردا .)١(املعاين هذه بني ترجيح دونو ،الغالب يف للسياق مراعاة

واالعتبار لسبب النزول على السياق، ، تقدميا قصر أحكام القرآن على الزمان الذي نزل فيه -ال ممن يريد ال يصدر إ ،وخطأ جلل ،وهذا غي عظيم ،خبصوص السبب عن عموم اللفظألنه يتناىف مع عموم ؛القرآن وأغراضه ومقاصدهعن سياق التحلل من األحكام، وكان غافال

.)٢(ومكانا القرآن زمانا والناس إن تنازعوا يف اللفظ العام الوارد على سبب ما هل خيتص : قال شيخ اإلسالم

والسنة ختتص بالشخص فلم يقل أحد من علماء املسلمني أن عموميات الكتاب ؟بسببه أم ال .)٣(منا ختتص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبههاملعني، وإمنا غاية ما يقال إ

كان إذا ،تعاىل اهللا بكتاب مرورها يكثر اليت النكتة هذه وتدبر: قاعدة: السعدي قالو ال حبكم املعني ذلك على حيكم أن اهللا وأراد معني، شيء على أو معينة، قصة يف السياق سيق اليت الصورة فيه وتندرج أعم، ليكون العام، الوصف على وعلقه احلكم ذكر به، خيتص .)٤(املعني بذلك احلكم باختصاص اإليهام ليندفع ألجلها، الكالم

، ألجل هوى أو رأي وذلك بصرف الكالم عن سياقه الذي ورد ألجله :يل أعناق النصوص -ا راعوا سياق اليت مل تكن لتظهر لو ،وشاذ اآلراء ،يظهر غريب األقوالمضل، ف أن أصحا فغري جائز صرفقال ابن جرير: ،التفسري اآليات موضعومقاصد وسياق غراضا القرآن أ

يف سياقه إىل غريه إال حلجة جيب التسليم هلا من داللة ظاهر التنزيل أو خرب ما هوالكالم عن

العلوم ،١٥ م، سعود امللك جامعة جملة ،اهللا عبد عمر املعاين، زيد عن الكشف يف وأثره القرآين ينظر: السياق) (١

).٨٧٧ – ٨٣٧(ص ،)٢( اإلسالمية راساتوالد الرتبوية ).٢٥٢(ص: كيف نتعامل مع القرآن ينظر: ) (٢ ).١٣/٣٣٨الفتاوى (جمموع ) (٣ ).٧٣٦(ص: الرمحن الكرمي تيسري) (٤

٢٠٣

.)١(تقوم به حجة فأما الدعاوى فال تتعذر على أحد عن الرسول

ن القصص إ القولاره وأحكامه غري مراده، ومن ذلك ، جبعل سياقات أخبالطعن يف القرآن -ا الدقة التال ا ضرب األمثالهوإمنا ،ارخييةواردة فيه غري معين ، يقول خلف ي أساطري يراد

وفن من فنون ،وهو ضرب من ضروب البالغة ،القصة القرآنية هي من باب التمثيلف اهللا:فليس يلزم يف ،كما يقوم على العرف واخليالاقع، ان العريب يقوم على احلق والو والبي ،البيانوليس يف احلوار أن ،وليس يلزم يف األشخاص أن يكونوا قد وجدوا ،حداث أن تكون وقعتاأل

ومن هنا ،وإمنا قد يكتفى يف كل ذلك أو يف بعض ذلك بالفرض أو اخليال، يكون قد صدر .)٢(كانت القصة التمثيلية عند املفسرين قصة فنية

،والقرآن وحدة ال تتجزأ ،عن سياق القرآن ومقاصده ك بعضه تغافال خذ بعض القرآن وتر أ -وكلها ،والعبادة تغذي األخالق ،فالعقيدة تغذي العبادة ،وتعاليمه وأحكامه مرتابطة متكاملة .)٣(تعدل اجلانب التشريعي يف احلياة

قدم السياق أن يمن اخلطأ فإنه ،وإذا كان ترك االعتبار بالسياق يولد أخطاء منهجية ياق على ما سواه خطأ منهجي يف ألن االكتفاء بالس ؛ومصادره التفسري قرائن من على ما سواه

به االستعانة دائرة سعتاليت و كما فعلت املدرسة العقلية احلديثة، ب مصادر التفسريترتيالواردة يف التفسري ثاراآل أن أبرزها من لعل بعامة، املدرسة توجهات مع تتناسب كثرية ألسباب

يقول هذا ويف السابقني، تفسري عن باإلعراض هلم يأذن وهذا املدرسة، ثقة حمل اأكثره يكن مل بأسلوبه عليه يدل ما غري إىل اهللا كتاب فهم يف لنا حاجة ال: عبده حممد األستاذ .)٤(الفصيح

الرمحن عبد عائشة. د همرأس وعلى ،البياين التفسري مدرسة أصحابعند الجتاهوبرز هذا ا وجعلته ،كان السياق أحد أهم معامله والذي، البياين التفسري جمال يف دراسات من قدمت فيما الكتاب يف النص سياق إىل حنتكم: تقول هذا ويف ،املتقدمني املفسرين وبني بينها امليزان

).٤/٣٦٥( يف تفسري القرآن ) جامع البيان(١ ).١٥٣: (ص ) الفن القصصي يف القرآن(٢ ).٤٤٧ص: نتعامل مع القرآن ( ) كيف(٣ ).١/٣٤٠(سري املنار ) تف(٤

٢٠٤

وهو منهج يثري ،)١(املفسرين أقوال عليه ونعرض وروحا، نصا حيتمله ما ملتزمني ،احملكمالسنة ىغري أنه ال يلتزم مبنهجية التفسري باالعتماد عل ،ويزيده روعة وإجالال ،األسلوب البياين

.)٢(وأقوال السلف مما ينتج عنه خلل يف التفسري

).١٠ /١التفسري البياين للقرآن () (١ ).٨٧٧ – ٨٣٧املعاين (ص: عن الكشف يف وأثره القرآين ينظر: السياق) (٢

٢٠٥

.: مراعاة عدم الخروج عن داللة األلفاظ في العربيةالمبحث السادس

العربية وأساليبها ةلذا كما أسلفنا كان العلم باللغ نزل القرآن الكرمي بلسان عريب مبني، مهما ومعهود كالمها من أهم ضوابط التأهيل والتصدي للتفسري، وكانت اللغة العربية مصدرا

ا وال يعترب به. من مصادر التفسري اليت اليستقيم التفسري بدواستعماالت العرب يف لذا مل يكن للمفسر أن خيرج عن داللة األلفاظ يف العربية ومعهود

من اخلطأ العظيم، ولقد جلأ كثري من وضربا ،على اهللا بغري علم كالمهم وإال كان ذلك قوال م وأهوائهماوأر ،ازعهم شبه متعددةناحملرفني ممن تت إىل حتريف دوا أن يفسروا القرآن وفق اعتقادا

:منها معاين األلفاظ بطرق عديدة "استوى"كما فسر لفظ ،حال شاهد له من لغة العربوانت ،للفظ إحداث معىن جديد ، وهو معىن خمرتع ليس من لغة العرب وال ة ومن تبعهماجلهمية واحلروريقال به ، "استوىل"بأنه

.)١(جيوز أن يفسر به القرآن وليس هناك من سبب ،اخلروج عن أساليب اخلطاب يف العربية بالتقدمي والتأخري والتقدير

وتوسعوا يف ،فحرفوا معاين القرآن لذلك ،ومانع عقلي تومهوه ،يدة اعتقدوهاال عقإلذلك يدعو از على كل معىن ال تدركه عقوهلم. إطالق ا

وهذا من طرق أهل ه،مث يصرف املعىن الباطن لغري ا،وباطن ا االدعاء بأن لكل معىن ظاهر راءة املناهج العصرية يف ق اجلدد أصحاب ة الصوفية، وتابعهم الباطنيونالبدع كالباطنية وغال

القرآن الذين يرون أن اللغة املستخدمة عبارة عن رموز تدل على معان غري املتبادرة للذهن، مما ويؤدي لتعطيل األحكام جيعل كالم اهللا غري مراد حقيقة،و ا،دالاليفقد ألفاظ كتاب اهللا

والشرائع. صطلحات عند غري العرب، أوأو م ،تفسري معاين القرآن الكرمي مبصطلحات حادثة

دالالت عن خيرجون نراهم العلمي بالتفسري شطح ممن بعضف ،العلم التجرييبمصطلحات ~ : M قوله فسر الذي "والعرفان اهلداية" صاحب مثل يزعمونه، ما إلثبات األلفاظ

).٥٣٩ ص:( للقرآن الكرمي التفسري اللغوي )، ١٤٣الرشيدي (ص: ةعمري فاظ القرآنية،لألحتريف معاين ا :) ينظر(١

٢٠٦

من جوفها يف ملا اجلبال إخراج :يعين هنا التسبيح بأن )١( Lے ¡ ¢ £ ¤ بطالنه ملخالفته داللة التسبيح ، وهو قول بني الصناعة يف يستخدمها داود داود ألن ؛ناملعاد

.)٢(يف اللغة العربيةتفسري القرآن بدالالت حادثة للغة، وحماولة صرف معاين األلفاظ عن معانيها اليت نزلت

ام اآلن، أو أن بان النزول مل تعد صاحلة لالستخدإيف زمن النبوة، واالدعاء بأن اللغة املستخدمة ال يراد به إال تغيري معاين القرآن حسب اهلوى، فإن ،معانيها تغريت، وهو قول باطل لغة وواقعا

إال أن أغلبها مازال حيمل نفس املعاين، أما ؛ألفاظ اللغة وإن تغري بعضها أو توسعت دالالته ما تغري معناه فالعربة بالداللة اليت كان حيملها زمن نزول الوحي.

ومعروف لدارسي اللغة أن األلفاظ خيتلف استعماهلا :قول الدكتورة عائشة عبدالرمحنتل الكلمة يف أي نص داللة ال يعرفها وال وجه أن حنم ،ومن بيئة إىل أخرى ،من عصر إىل عصربداللة عصرية على أبسط " يف القرآن قرية"نفسر لفظ أن ، وإال جاز لنا مثال عصره وال جمتمعه

وهي داللة يرفضها اللفظ القرآين رفضا ،للمحافظات واملدن والقرىاإلداري التقسيموحدة يف .)٣(باتا

. ٧٩سورة األنبياء: ) (١ ).٩٤ (ص: الذهيب د. ،ودفعها دوافعها: القرآن تفسري يف املنحرفة االجتاهاتنظر: ي) (٢ ).٥١ (ص:عائشة عبدالرمحن ،) القرآن والتفسري العصري(٣

٢٠٧

الباب الثالث:في العصر اتجاهات التجديد في التفسير

.الحديث وفيه فصالن:

تجديد التفسير ومحل الفصل األول: االتجاهات المنحرفة في فيها. الخلل

.هات المقبولة في تجديد التفسيرالفصل الثاني: االتجا

٢٠٨

الفصل األول:الخلل التفسير ومحلالمنحرفة في تجديد االتجاهات

:فيها وفيه:

.تمهيد في نشأة تلك االتجاهات . Hermeneuticالمبحث األول: الهرمنيوطيقيا

.المبحث الثاني: المنهج األلسني النقدي .المبحث الثالث: المنهج التاريخي

.المنهج األسطوري :الرابع المبحث .structuralisme :المبحث الخامس: المنهج البنيوي

.deconstructionالمبحث السادس: المنهج التفكيكي الخلل في المناهج المعاصرة لقراءة المبحث السابع: محل

الكريم. القرآن

٢٠٩

في نشأة تلك االتجاهات: :تمهيدقد بدأت كدعوات الكرمي، جيدهايف دراسة القرآن املنحرفة إن املتتبع الجتاهات التجديد

ا تنزيل القرآن على وعلومه، وفق مقتضيات العصر لفهمه ومقتضيات العصر هنا ال يقصد ا وإ ،شاكلهممل وضع احللول وأ الناس،واقع األخذ باملناهج الغربية املعاصرة يف قراءة منا يقصد

.النظر عن ربانية مصدره وقداسته وتنزيلها على القرآن الكرمي بغض ،النصوصا عند ا ا عند التكلم عن نشأة تلك االجتاهاتوهلذ ألمم البد لنا من النظر يف تاريخ نشأ

ا مناهج واحلكم مبوضوعية على أسباب ، لفهم نصوص كتبهم املقدسة الغربية اليت اختذوتطبيقه على ،سالموهل ميكن نقل ذلك إىل ساحة اإل ،والنتائج اليت توصلت هلا ،ظهورها

القرآن الكرمي؟بعهديه "الكتاب املقدس" لقد أسهمت عوامل رئيسة يف ظهور تلك االجتاهات لدراسة

:القدمي واجلديد وهيظهور حركات اإلصالح و ستبداد السياسي للكنيسة، االحنراف الديين وما صاحبه من اال

ظهور مناهج و ألديب املنبثقة عنها، ومناهج النقد ا ظهور التيارات احلداثيةو والنقد الديين، .البحث الوضعي يف العلوم اإلنسانية

إما عن طريق ولقد تكاملت تلك العوامل لتظهر عنها اجتاهات قراءة النصوص الدينية، أو مناهج البحث يف العلوم اإلنسانية، وال ميكننا هنا تصنيف تلك مناهج النقد األديب،

منهج منها. يف كل التأثري العام هلا قد دخلن إإذ ؛االجتاهات حسب ذلك التأثري

:: االنحراف الديني واالستبداد السياسيأوال الفكر يمنة حمكوما الديين الفضاء كان سيح املسيح مع للنصرانية األول االنبثاق قبل فأضحت ،اليهود أحبار صوغها إىل انتهى ما حبسب موسى شريعة أو اليهودي، الكهنويت

م همآرائ عن معربة م وطموحا وهلذا ،وسى موسى تعاليم عن معربة هي مما أكثر وتطلعا بين نسل يف والتكثري والربكة السيادة"و ،"املوعودة األرض/ باألرض الوعد" مقوالت كانت األرضي النعيم"و ،"األنبياء وساللة نسل من واملصطفى املختار الشعب"و ،"إسرائيل

٢١٠

إىل املنسوبة اخلمسة بأسفاره كله القدمي العهد مدار يهاعل ثابتة، مقوالت. إخل .."الدنيوي دون هذا. إليها وما واألنبياء، الكتب، كأسفار: امللحقة التارخيية األسفار ويف ،وسى موسى

.)١(األخرى دون األسفار تلك ببعض تؤمن كانت اليت اليهودية الفرق تفاصيل يف ندخل أن وهو ،سيح املسيح جعلت كثرية حتريف مظاهر من يعاين اليهودي الديين الفكرولقد كان

عن خرج ألنه واملالحقة؛ واملتابعة والتمرد االضطهاد من يعاين إسرائيل، بين إىل الرسل آخريف ظهور هذه رأوامن اليهود ومن الرومان الذين وكان االضطهاد مزدوجا ،والناموس التعاليم

م وكان ،بح أتباع املسيح مطاردين مضطهدينفأص ،هلم ديدا الشرقيةالدعوة يف مستعمرا امسه حيث دخل يف املسيحية رجل يهودي ؛لحملاربة املسيحية من الداخ الئما م هذا مناخا

،ومسى نفسه بولس ،مث حتول للمسيحية بصورة مفاجئة ،عرف باضطهاده للنصارى ،(شاول)وكانت ،)٢(سى عيسى ويعده كثريون من أهم مؤسسي املسيحية احلديثة اليت تعمد لتأليه

فيه ال خيتلف ،خملوق مصنوع مربوب ،عبد رسول : أن املسيحالنصارى قبله كلمتهم واحدةكواحد منا يف جوهره، اثنان منهم، فقال بولس: إن سيدنا املسيح خلق من الالهوت إنسانا

ة اإلهلية حصبته النعم ،للجوهر اإلنسي ابتدأ االبن من مرمي، وأنه اصطفي ليكون خملصا هوأنومهد هذا التحريف لدخول كثري من ،)٣(ولذلك مسي ابن اهللا ؛فحلت فيه باحملبة واملشيئة

ا من نفوس الرومان الوثنينيمما ،اصر الوثنية يف الديانة املسيحيةالعن وكانت نقطة التحول ،قروبعد ،فحتريجنيل من م بعد ما أصاب اإل٣٢٥مرباطور قسطنطني النصرانية عام يف دخول اإل

نقطة التقاء بني الكنيسة هذ التحول وكان، )٤(من التوحيد للتحريفاحنراف املسيحية سياسي واحتكار تفسريات الدين وفهمه لطبقة معينة.مما ولد االستبداد الديين ال ؛والسياسة ولكل هلا واملعادين خصومها طرف من املقدسة الكتب على أول األمر اجلرأة تكن ملإذن

النهضة عصر طوال سادت اليت املختلفة املادية الفلسفية االجتاهات يف ساد كما ويتاله فكرا من كانت بل ،اآلن الشاملة العلمانية حىت فلم عليها استحفظوا الذين وأنصارها دعا

سعيد املقدسة، الكتب بني التسوية أطروحة ونقد املوجهة للقراءات احلداثية للقرآن الكرمي، اخللفيات الفكريةينظر: ) (١

.٥٩ ، العدد:إسالمية املعرفةلة جمحبث يف ، شبار ). ١٩٦-١٩٥(ص: عليدار أمحد اللطيف عبد. د، ) ينظر: التاريخ اليوناين(٢ ). ٢٩٣ابن القيم (ص: ،) هداية احليارى(٣ .)٣١ (ص: الدين عزمي مسرية: ترمجة وآخرون، نايتون أندريه، ) ينظر: األصول الوثنية للمسيحية(٤

٢١١

م كل فكانت حيفظوها، .سواء حد على وهامشه املنت يف للطعن مداخل حتريفاآن الكرمي يف مواضع جنيل والذي قد نص عليه القر واإل لتوراةاوملالحظة التحريف الواقع يف

يف رسالته "باروخ سبينوزا" اليهودي الناقدفهذا ،من نقدوا النص الديينقوال نأخذ أ كثريةبعمق طال جذور الكتاب ينقد العهد القدمي ( التوراة) رية "رسالة يف الالهوت والسياسة"الشه

إىل قائليها ووثوقيتها، والتأويل والتحريف املمارسان املقدس من حيث صدق نسبة النصوص .عن قدسيتها املزعومة -كال أو جزءا -عليها؛ مما جيردها

أن ، وأكد لتحريفهم وتأويلهم نصوص الكتاب املقدسالدين نوزا رجال يهاجم سبخيدم مصاحلهم املبتدعني احلقيقيني هم من حيرفون الكالم املقدس أو يـؤولونه تأويال بعيدا

م .وطموحاإننا نرى معظم الالهوتيني وقد اشتغلوا بالبحث عن وسيلة الستخالص بدعهم يقول:

اخلاصة وأحكامهم التعسفية من الكتب املقدسة بتأويلها قسرا، وبتربير هذه البدع واألحكام ينسبوا إىل الروح واألمر الوحيد الذي خيشونه بعملهم هذا ليس اخلوف من أن، بالسلطة اإلهلية

بل أن يقنعهم اآلخرون خبطئهم، وأن ،أو أن حييدوا عن طريق اخلالص ،القدس عقيدة باطلةمث يقرتح سبينوزا .يروا أعداءهم وقد قضوا على سلطتهم، وأن يكونوا موضع احتقار اآلخرين

لنصوص ، وفتح بذلك باب اجلرأة على فهم ااسة نصوص الكتاب املقدس وتوثيقهامنهجا لدر جتاوز ذلك إىل التشكيك يف صحة ، مث الكنيسة ودراستها وتأويلهاسلطة بعد انتزاعها من

ا النسبة والوثوق يف النص نفسه، يقول: وحىت ال نؤمن يف غفلة منا ببدع من وضع البشر وكأجيب أن نتحدث عن املنهج الصحيح الذي جيب اتباعه لتفسري الكتاب، وأن ،تعاليم إهلية

، فطاملا كنا جنهل لن نستطيع أن نعلم شيئا يقينيا من تعاليم الكتاب تصورنا له واضحا يكون أو الروح القدس، ولكي ال أطيل احلديث أخلص هذا املنهج فأقول: إنه ال خيتلف يف شيء عن

فكما أن منهج تفسري ،املنهج الذي نتبعه يف تفسري الطبيعة، بل يتفق معه يف مجيع جوانبهيقوم أساسا وقبل كل شيء على مالحظة الطبيعة، فكذلك يتحتم علينا يف تفسري الطبيعة

الكتاب أن حنصل على معرفة تارخيية مضبوطة جيب أن نستمد معرفتنا مبحتوى الكتاب كله .)١(تقريبا من الكتاب نفسه، مثلما نستمد معرفتنا بالطبيعة من الطبيعة نفسها

).١٨ ياسة (ص:رسالة يف الالهوت والس) (١

٢١٢

أن مؤداها نتائج إىل وتوصل ،سفار اخلمسة إىل موسىيبدأ سبينوزا بنقد صحة نسبة األ قد آخر شخصا هناك وأن ،اخلمسة األسفار يؤلف مله وأن، حرفت قد وسى موسى رسالة التوراة يف التعديالت هذه أجرى الذي هو) عزرا( وأن، عديدة بقرون ىموس بعد عاش كتبها

يعزونه ما اآلن لليهود ليس أنه إىل أيضا وتوصل، ملعاصريه شرحهما الذي هو ألنه ؛واإلجنيلم األمم سائر فوق يضعهم بأن خليق هو مما ألنفسهم ، املختار اهللا شعب، وادعائهم أ

أن األسفار تروي أن موسى فاق األنبياء الذين جاؤوا بعد موته، وحزن العربانيون كما أثبت ن كثرية، وأمساء ملوك، أماكهناك أن ، كما وهي أحداث كانت بعده ،ثالثني يوما عليه

.وأحداث، مل تكن معروفة على عهده، ومل يصل هو إليهامن هذه املالحظات يبدو واضحا وضوح النهار أن من ذلك إىل أنه وزا سبينخلص

،موسى مل يكتب األسفار اخلمسة، بل كتبها شخص عاش بعد موسى بقرون عديدةتويات األسفار اخلمسة، واخللط يف األزمنة لسنا يف حاجة هنا إىل أن نبحث كل حمويضيف:

لكي نسلم بسهولة بأننا ،والتكرار املستمر لنفس القصص مع بعض التغيريات اخلطرية أحيانا أمام جمموعة من النصوص املكدسة حبيث ميكن بعد ذلك فحصها وترتيبها بطريقة أيسر، وال

الروايات اليت مجعت سائر لىع -أيضا -ينطبق هذا فقط على األسفار اخلمسة، بل ينطبق وكذلك األمر بالنسبة لألسفار األخرى: (األخبار، واألنبياء، وأيوب، ودانيال، ،بنفس الطريقة

واستري، وحنيما، ويسوع، والقضاة، إخل) فهؤالء مل يكتبوا أسفارا، وإمنا كتبت، مث نسبت إليهم .)١(بالطريقة الفوضوية نفسها

أما بالنسبة للتحريف الواقع يف اإلجنيل فقد توقفنا يف النقطة ،هذا بالنسبة للعهد القدميلذا ؛واستبدادمها باحلياة الدينية والسياسية السابقة عند حتالف الكنيسة مع السلطة الرومانية

دم حتالفها ولع ،يهودية ليست ديانة تبشريية أوال ألن ال ؛أعظم من االحنراف اليهوديمر كان األتمع نهلذا فكاتب مثل سيب ،ك ثانيا انذآذية مع السلطة التنفي وزا كان مصريه الطرد من ا

امه باهلرطقة ،اليهودي أما يف املسيحية فكل من جيرؤ على القول مبثل أقواله كانت حماكم ،وا .التفتيش وما يتبعها من قتل وحرق بانتظاره

امع الكنسية تقرير العقائد كما بلورها حيث مت ،لسنا حباجة إىل التطويل بذكر مقررات ا

.)٢٧١ ،٢٦٦ ،٢٦٥ ،١٨٩، ١٨٨ ينظر: رسالة يف الالهوت والسياسة (ص:) (١

٢١٣

وأعاد صوغها شاول بولس الذي كان حبق قناة رمسية النتقال التحريف اليهودي إىل املسيحية، ويد املسيحية منذ وقت مبكرأو حل جممع نيقية، حيث تقررت ألوهية املسيح خصوصا ،ركة

مع القسطنطيين األول للتق ،وقمعت املعارضة أو االجتاه التوحيدي رير يف ألوهية الروح وامع كان ألجل استكمال الثالوث، مث ،القدس ونبذ اآلراء املخالفة والنافية أللوهيته، وهذا ا

امع األخرى املقررة للعقائد املكملة .)١(تتالت اأسس تناقض مقومات العلم القائم على ، ذا التحريف كان االستبداد الكنسيومع ه

وحجروا على العقول ،ميان والتسليم دون سؤالوجوب اإلوعلى ، والفكر واملدنية واحلضارة .)٢(البحث والتفكر والتدبر؛ خوفا من الزيغ ومن خمالفة اإلميان

،كنيسة مع اختالف بني مرحلة وأخرىوظل هذا االعتقاد سائدا طيلة عصور هيمنة الجاء فيه لعن كل من م)١٨٦٤جند البابا ينشر مرسوما سنة ( القرن التاسع عشروهلذا حىت

يقول جبواز خضوع الكنيسة لسلطة مدنية، أو جواز أن يفسر أحد شيئا من الكتب املقدسة على خالف ما ترى الكنيسة، أو أن يعتقد بأن الشخص حر فيما يعتقد ويدين به ربه. ويف

واحهم أن املؤمنني جيب عليهم أن يغذوا نفوذ الكنيسة بأر يرى م) ١٨٦٨منشور له سنة ( ،وهلذا حاربت الكنيسة املستبدة كل فكر هم،ن ينـزلوا هلا على آرائهم وأفكار وأمواهلم، وعليهم أ

.)٣(تراه الكنيسة من الدين وقامت بتعذيب العلماء وإحراقهم ملخالفتهم ماقرت وقد أ ،قطاعي أحد أوجه استبدادها السياسيان دعم الكنيسة للنظام اإلوك

رغم ،كان يتعرض له الفالحون الذين كانوا مبنزلة األرقاء من املالكاالضطهاد الفظيع الذي تقوم جبباية الضرائب مما كون تكانف ،، وترافق هذا مع احنرافها املايلتنافيه مع تعاليم اإلجنيل

وكانت تستخدم البعض منهم كسخرة يعملون ،لديها ثروات طائلة أثقلت كواهل كافة رعاياهاان لبناء الكنائ .)٤( ضرحةس واألبا

بصفة والدين والالهوت الكنيسة جتاه عنيفة فعل ةرد أن تشكلت ذلك تأثريوكان من

).١٧٤-١٤٩ص: ينظر: حماضرات يف النصرانية، حممد أبو زهرة () (١ ).٢٤٧(ص: لي شريعيت، ترمجة: إبراهيم دسوقيينظر: العودة إىل الذات، ع) (٢ ).٢٠٥ -٢٠٣ (ص: وفيق الطويل، د. تقصة النزاع بني الدين والفلسفةينظر: ) (٣ ).١٧-١٣ ص:( حممد خمزومد. ، مدخل لدراسة التاريخ األوريبينظر: ) (٤

٢١٤

فكل ،النهضة عصر بعد ظهرت اليت الفكرية واملدارس التيارات كل يكن مل إن جل عند عامة فكر وكل ،ورجاالته الدين على احلضارة هذه يف سلبية انعكاسات له كانت معنا تقدم ما غييب. هويتال

:، ونقد الكتاب المقدسظهور حركات اإلصالح الديني :ثانيا كان لظهور تلك احلركات أثر كبري يف نشأة االجتاهات الغربية لقراءة نصوص الكتاب

رموز كان حلقة يف سلسلة وزا على وقوع التحريف فإنه ، ولئن استشهدنا بأقوال سبيناملقدسودعت إىل نقد ومتحيص ،م بكل ما تتلقاه عن الكنيسةل تس ملحركات اإلصالح الديين اليت

.ما بيناالكتب على حنو

،با للبعد عن سيطرة الكنيسةو وكان ظهور هذه احلركات أحد التحوالت الفكرية يف أور اليت ظهرت يف بدايات عصر النهضة يف القرن الرابع باحلركات األدبيةهذا التحول الفكري وبدأوكانت بداية ،الوثنية الالدينية عند اإلغريق آلداب اإلغريقية وحاكتااليت استلهمت عشر

وظهور فكرة اإلنسانية ،للتحرر من نفوذ الكنيسية الديين وقيودها والتحرر من العقائد الالهوتيةا العمل لآلخرة والتدين هللافبدل أن كانت حياة اإل ،تقابل الالهوتية اليت أصبح ،نسان يراد

عن هذا التحرر من قيم الدين ونتج ،لها جعله مقابل اإلمم ،يف نفسه ه وهدفا لذات مقصودا .)١(يف امللذات والشهوات واالنغماسصراعا بني ملوك أوروبا والكنيسة، اإلصالحشهدت القرون الثالثة اليت سبقت حركة وقد

فبعد أن كانت للكنيسة سلطة مطلقة على احلكام املدنيني، سعى امللوك إىل اسرتداد سلطتهم وبلغ األمر أن اضطهد بعض امللوك البابا، وجلأ البابا إىل ترك روما لفرتة معينة، األمر ، املدنيةم ، و ضعف من سلطة الكنيسةالذي أ السياسية يف مقابل سلطة وسع ملوك أوروبا من سلطا

م املالية، وبنوا أكثر قوة، ونظمو وإسبانياوأصبح امللوك يف إجنلرتا وفرنسا ،اباالب ا شؤوسيطرة له وال نفوذ على لدولة أجنبية الديين وأصبح البابا لديهم جمرد قائد ، جيوشهم .انفصل بعض امللوك متاما عن سلطة البابا اإلصالحوبعد بداية حركة ،أقطارهم

ا فيما بينهم حول كما شهدت هذه الفرتة أيضا صراعا داخليا بني الكرادلة، وتنافس

.)٢٣١ ص:( كرم ومسري الكعكي سامي: ترمجة ديورانت، ول، أبطال من التاريخ :) ينظر(١

٢١٥

منصب البابوية.وإقبال على ،داخل الكنيسةكما أسلفنا إضافة إىل أنه ظهرت يف هذه الفرتة مفاسد كثرية

الذين استغلوا مجع األموال عن طريق بيع املناصب الكنسية الدنيا بني رجال الدين النصارى فخمة، واالنغماس يف ملذات وصكوك الغفران، واستخدام هذه األموال يف بناء القصور ال

األمر الذي أضعف سلطة الكنيسة الروحية ومكانتها الدينية. ،الدنياالكنيسة على فهم ن هيمنةموجاءت حركات اإلصالح الديين معربة عن الرغبة يف التحرر

ولقد كانت فكرة صكوك الغفران هي ونشرها للضالالت واخلرافات، ،الدين واحتكارها لهالشرارة اليت أشعلت ذلك اإلصالح على يد مارتن لوثر الذي انشق على الكنيسة بعد أن كان

ا منددا ن آراءل منه مباشرة وليس مجنيإىل فهم نصوص اإل ا وبسلطتها، داعيا أحد رجاالم الدين وأفهامهمرجال لكل ذي ثقافة وقد ترجم اإلجنيل إىل األملانية ليكون متاحا ،اخلاصة

ت إصالحية وقد تبع ذلك موجا ،)١(فيما عرف باالنشقاق الربوتستانيت وقدرة على الفهم .)٢(يب حنو التحرر والعقالنية والتفكري املادير ألو قادت فيما بعد الفكر ا

ضد اإلميان يف حد ذاته، ولكن إىل نوع من التفكري الديين يكن موجها إذن الصراع مليدل على ذلك أن املفكرين ،الذي تفرضه الكنيسة بدافع من الرغبة يف مقاومة نفوذها

الحتفاظ بقدسية الدين مبحاوالت لقاموا والفالسفة يف القرنني السابع عشر والثامن عشر لكل تفكري موجها والت ستتجاوز حدودها لتصبح نقدا وقيمة الوحي، وإن كانت هذه احملا

.)٣(ومتخضت فيما بعد عن املناهج الوضعية ديين بدون متييز، بعيدا ،نشأ عن ذلك حماوالت لفهم الكتاب املقدس من قبل اإلصالحيني الربوتستانت

الكتاب ريشعروا حباجة ملحة ملنهج يتضمن قواعد معينة لتفس عند ذاكنيسة روما، و عن فهم ك

أنفسهم، وخالص ب،الكتا خيالف أمر كل على) Protest( يعرتضون ، أي الذين) الربوتستانت كلمة تعين احملتجني(١ متساوون فالكل فهمه، يف احلق قادر لكل أن ويعتقدون سواه، دون اإلجنيل يتبعون حيث ؛أيضا باإلجنيلية وتسمى

من حتولت مث ومن هلا، عشر السادس القرن يف الكاثوليكية الكنيسة يف أمامه، بدأت كحركة إصالحية ومسؤولوناملوسوعة امليسرة يف األديان واملذاهب ينظر: هلا. ومناهضة مستقلة عقائدية حركة إىل الكنيسة داخل إصالحية حركة

.)٢/٦١٥واألحزاب املعاصرة ( ).٤٩ ص:( حقيقة الليربالية، عبدالرحيم السلمي ،)٢٢٤: (ص يف النصرانية ينظر: حماضرات) (٢ ).١٤ (ص: احلديث وصلته باالستعمار الغريب ينظر: الفكر اإلسالمي) (٣

٢١٦

على املتعاطي باإلجنيل ةبعد أن طرحت جمموعة من القضايا املشكلة املتعلق خصوصا املقدس، :ص يفتلختهذه املشكالت ،للتفسري املسيحي من غري الكنسيني

.عن طريق الكتابة تثبيت اإلجنيل املنقول شفويا - .تعريف العالقة بني العهد القدمي والعهد اجلديد - .ي بني العهد القدمي والعهد اجلديدالتباعد اللغو - .التباعد اللغوي بني الكلمة يف أصل وضعها واالستعمال اجلديد - .االعتقاد بوجود معىن خفي وراء املعىن السطحي - .انعدام الثقة يف القراءة الوحيدة لإلجنيل -

ومن هنا ظهرت بعض تلك االجتاهات اليت كان القصد منها تأويل نصوص الكتاب ال امسه وأ ،املقدس طبع عام "دان هاور"ومؤلفه "اهلرمنيوطيقا"ول كتاب ألف يف هذا اوهكذا كانت حركة اإلصالح ،)١(ذكر فيه مناهج وقواعد لتفسري الكتاب املقدس ،م١٦٥٤

للكتاب املقدس أحد أسباب ظهور تلكم مستقلة الديين وما صاحبها من املطالبة بقراءة املناهج.

:ت الحداثيةظهور التيارا :ثالثا من اهتمام يف عصر النهضة لقد شرعت عملية التحول األورويب تتخذ مسارات خمتلفة

ائي عنوانسالخ و ،ونبذ للماضي ،بعلم وصناعة ومدنية يف تلك و القدمي. اتراثه انفصال احلقبة كان الفكر الفلسفي يتطور باستقالل عن املؤسسة الدينية أو بتعارض معها يف بعض

خضاعهإوحماولة ،لدييناث رو و والتشكيك يف امل ،متجيد العقل من أهم آثاره: كانو األحيان، .للعلوم التجريبية

وقد كانت تلك التحوالت وما سبقها من حماوالت هي ميالد ما أطلق عليه املؤرخون بل تتعدد ،وهي مذهب ال يقتصر على جمال واحد فقط ،والفالسفة "احلداثة األوروبية"

.تشعب لتشمل كافة مناحي احلياة من آداب وسياسة واقتصاد ومسات جمتمعيةاجتاهاته وت

يف ملتقى فكيك الثالث حبث ،دالل عبد الرحيم بو أ. د.: االجتاه اهلرمنيوطيقي وأثره يف الدراسات القرآنية، ينظر) (١ .م٢٠٠٧ -هـ ١٤٢٨ ،حول القراءات اجلديدة للقرآن الكرمي

٢١٧

يف حالل سلطة العقل والتجريبوإ ،وفلسفية كثرية متتاز بالتشكيك وظهرت مناهج أدبيةيف قراءة النصوص اليت يراد هلا كل العلوم مبا فيها الدينية والغيبية، وكانت تلك املناهج النقدية

حيمله من دالالت تارخيية الكرمي أحد نتائج ذلك الفكر بكل ما التطبيق على القرآن واجتماعية.

ا: نبدأ بتعريفها،وللتعرف أكثر على تلك التيارات احلداثية وبيان نشأ، واحلاء والدال والثاء أصل واحد وهو كون الشيء مل "حدث"مصدر من الفعل :احلداثة

يقال: حدث الشيء ديث: نقيض القدمي، و واحل ،)١(يكن، يقال: حدث أمر بعد أن مل يكن .حدوثا وحداثة حيدث

أو نظرية أدبيا ، والذي يعين مذهبا Modernism احلداثة والذي يعنينا هنا هو مصطلحفكرية تدعو إىل التمرد على الواقع، واالنقالب على القدمي املوروث بكل جوانبه وجماالته،

.)٢( احلديثوالذي انتقل إىل أدبنا العريبولقد كان استخدام لفظ احلداثة وشيوعه حمصورا باحلقل األديب، مث أصبحت تطلق على االت الفكرية التجديد كأداة لإلبداع األديب والرؤى املبتكرة، مث انسحبت أيضا لتشمل ا

.)٣(غريهاواالجتماعية واالقتصادية و نشأ املصطلح بينهم ويف بيئتهم. احلداثة عند الغربيني الذين تعاريفونبدأ ببعض

ا: فصل االئتالف والوحدة بني السماء واألرض رفتع ،مما خيلي العامل من ومهه ،بأ .)٤(ويلغي سحره

ا: وعرفها آخرون ،دف إىل حترير اإلنسان من اخلوفتعبري عن فكرة التقدم اليت بأ .)٥(وجعله سيدا

).٥/٢٠٥( العروس تاج ،)٢/١٣١( العرب لسان ،)٢/٣٦( اللغة مقاييس: ينظر) (١ ، العدد١٤جملد ،لوين، جملة أحباث جامعة الريموك، األردنجالع نايف ،واملفهوم صطلحامل: واحلداثية احلداثة: ينظر) (٢

).١٠٤ ص:(، ٢ ).٣٢( زيادة رضوان، احلداثة صدى: ينظر) (٣ . )١٣٩ -١٠٥(ص: واملفهوم املصطلح: واحلداثية احلداثة :ينظر) (٤ .)٢٣: (ص هوركهامير ماكس التنوير، جدل: ينظر) (٥

٢١٨

ا: موقف عاإذن ميكن تعريف احلداثة ،السائدة م وشامل ومعارض للثقافات التقليديةبأ .القيود يدعو إىل إعادة النظر يف كثري من األشياء، والتحرر من كل

اية بدأت بواكري احلداثة منذ أواخر القرن التاسع عشر يف الغرب، ويف حقول األدب، مع اد إلفرازات املذاهب بل هي امتد ،ولكنها مل تنشأ من فراغ ،)٢(وبداية الرمزية )١(الرومانسية

القرن والتيارات الفكرية واالجتاهات األدبية املتعاقبة اليت عاشتها أوروبا يف القرون اخلوايل، من الذي قاد الشقاق الربوتستانيت ضد الكنيسة، ونادى اخلامس عشر أيام حركة مارتن لوثر

تمع الغريب عن عرف ذلك بعصر النهضة عندما انسلخ بالتمرد على سلطتها الروحية، و اا الروحية، اليت كانت بالنسبة هلم كابوسا ىالكنيسة وثار عل على مسلطا ، وسيفا خميفا سلطا

م حماربا .للعلم الصحيح، واالحرتام لعقل اإلنسان وتفكريه وفكره رقا

ا األول على ومما ال جدال فيه أن احلداثة كمذهب أديب جتديدي قامت يف أساسه .، وأجناسه، وجتاوز للسائد والنمطي، والتخلص من املوروث بكل أشكالهغيري اللغةالغموض وت

يف السبعينيات والثمانينيات من القرن التاسع عشر، )٣(فردريك نيتشه ولقد كان ألفكار دور رئيسي يف تطوير كثري من مبادئ احلداثة وأفكارها.

ية حامسة جيب أن ختضع عندها لقد آمن نيتشه بأن التاريخ البشري وصل إىل نقطة مصري كهيكان هلجومه العنيف ضد مبادئ املسيحية، وتشك، و كل القيم اإلنسانية ملراجعة شاملة

بعيد العنيد بأفكار القرن التاسع عشر، واستنكاره الكامل لألخالق التقليدية السائدة صدىاية القرن ال .)٤(وجيل احلرب العاملية األوىل تاسع عشرلدى جيل

شأن وتعظيم والوجدان، بالعاطفة بل ،اخللقية باملبادئ األدب ربط ورفض الواقع، على التمرد على يقوم أديب مذهب) (١

.)٥١-٤٢ص: ( ، عبدالباسط بدرالغريب األدب مذاهب: ينظر. والكآبة باحلزن والتلذذ اخليال، اللغة، قيودو الشعرية، األوزان من ررالتح عن فضال واألوهام، اخليال عامل يف والسباحة الواقع عن ابتعاد :الرمزية) (٢

). ٨٨٠-٢/٨٧٧( امليسرة املوسوعة: ينظر. روادها برأي املوحية واأللفاظ الغامضة التعبريات واستخدام كتب ،متميزا لغويات عامل وكان النفس، لـعلم املمهدين أبرز من كان ،)١٩٠٠- ١٨٤٤( أملاين وشاعر فيلسوف) (٣

األديان، مبحاربة اشتهر ،عموما واحلداثة املعاصرة والفلسفة والنفعية، األخالقية، املبادئ حول نقدية وكتبا نصوصا ).٤٦١ينظر: معجم أعالم املورد (ص: . مات أن إىل عقلي مرض من حياته آخر يف عاىن

،اإلسالم ميزان يف احلداثة )،١١٠ :(ص واملفهوم املصطلح: واحلداثية احلداثة ،)١٢ :ص( مالكوم ،احلداثة: ينظر) (٤ .)١١-١٠ ص:( القرين عوض

٢١٩

ول أحد كبار املؤرخني للحداثة الغربية:يقلقد عربت احلداثية خري تعبري عن فوضى العصر واضطرابه، وعن سيطرة مبدأ الاليقني،

وذلك بعد تدمري أسس احلضارة واملنطق والعقل يف احلرب العاملية األوىل. اية األمر هي أدب التكنولوجيا، وفن التحديث، هي األدب الذي يعكس احلداثية يف

الفوضى اللغوية النامجة أساسا عن فقدان األفكار العامة ملصداقيتها، وعن حتول كل احلقائق الواقعية إىل أوهام ذاتية.

تمع صارخا، ،احلداثية يف هذا السياق هي فن التحديث مهما يكن ابتعاد الفنان عن ا لسوريايل على سبيل املثال الفنا بالنسبة للتعبريي أو اإومهما تكن إشارته الفنية معتمة،

.)١(املضاد الذي يفكك األطر املرجعية القدمية، ويتبىن فوضى الرغبات اإلنسانية املنطلقة ،والنازية ،الفاشية :األيديولوجيات املدمرة مثل احلداثة وقد نشأت وترعرعت يف ظل

.والشيوعية ،والشمولية ،والعنصرية واالستبداديةن تكون الفلسفات واملناهج اخلارجة من إطار احلداثة معادية للدين وكان من الطبيعي أ

، وال ميكن فصل تلك النتائج عن االحنراف الديين واالستبداد مهامجة للموروث مشككة فيه لكل ما ميت للدين بصلة. وعدائها الشديد، الكنسي الذي أدى لظهور تلك التيارات

ا وفكريا تماعيا لذلك فإن احلداثة الغربية وثيقة الصلة اج ما شاب و ،ببيئتها اليت نشأت وال يصمد أمام البحث والتدقيق. ،تلك البيئة من استبداد واحنراف ديين يهمش العقل

تمع اإلسالمي، وتطبيق مناهجها النقدية على أما نقل تلك التجربة وحماولة زرعها يف انهجي، فال الظروف هي الظروف وال القرآن والسنة فهو عني االحنراف الفكري والتلبيس امل

البيئة هي البيئة.ليس له صورة واحدة أو ،وغري مستقر ،ومفهوم احلداثة يف الفكر العريب مفهوم مطاط

فهو يشمل كل التيارات الفكرية واملذاهب الفلسفية اليت وفدت لعاملنا ،شكل حمدد مفهوم سهمتأوكلها ،نية كلها تطبيقات للحداثةفالليربالية والقومية واالشرتاكية العلما ،)٢(العريب

).١٤ -١٣ ص:( مالكوم ،احلداثة) (١ .)١٦ص: جلابري (حممد ا ومناقشات،دراسات :الرتاث واحلداثةينظر: ) (٢

٢٢٠

اختالف تلك التيارات الفكري من وعلى الرغم ،ودعت من خالل مفكريها لتجديد التفسريم يلتقون عند نق ،لوجي بل وتنازعها أحيانايو واأليد ميش الرتاث وحماربته.إال أ طة واحدة: ،لكوه يف صراعهم مع الدينس وكانت حماربة مناهج التفسري ومناهج احملدثني طريقا

حماولة ؛وألجل هذا استوردوا التجربة الغربية مبناهجها البحثية ؛والتيارات الدينية يف العامل العريبالتحرر من ال بد لنا من :وهلذا يقول أحدهم ،لنقض املفاهيم الدينية من داخل الدين نفسه

،متغريات ، وحتويل الثوابت أليطانهواخلروج عن سل ،قبضة هذا الرتاث الغاصب لوعينا وفكرناوممارسة السلطة احلداثية عليه، والنيابة عنه بعد أن كان ينوب ،وإعادة احتالله ثانية وإخضاعه

.)١(عنا

: ظهور مناهج البحث الوضعية في العلوم اإلنسانية:رابعا ، اعيةوكان من أهم نتاجات تلك احلقبة وما فيها من متغريات سياسية وفكرية واجتم

اإلنسانية.ظهور املناهج الوضعية يف العلوم ،ورفض الكنيسة ألي حماوالت إصالح دينية ، فقدافرت العوامل السابقة اليت ذكرناها لتؤسس لقيام نظام فكري جديدضولقد ت

استمرت محاسة معارضة التفكري الديين ليحط رحاله يف املذهب الوضعي الذي سيشكل نظاما وهي حتطيم نفوذ ال تلنيظام القدمي، وظلت الغاية األوىل هلذا املذهب ثابتة يوازي الن شامال

يف فلكها من معارف ونظم. ما يدورالكنيسة، وكل ومع بداية القرن الثامن عشر كان الفكر الغريب قد قطع أعظم األشواط للتحرر من الفكر

ل ما هو الكنيسة وك ، حىت أطلق على هذا القرن عصر التنوير لتخلصه من خرافاتالديينتمع لم ينته غييب، ف مما مهد ألكرب ،هذا القرن حىت كانت االجتاهات احلداثية تغلب على ا

اليت شكلت أعظم سند لقيام املنهج ،الثورة الفرنسية :ثورة اجتماعية وثقافية يف تاريخ الغربتمع الفرنسي بعد املنبثقة من واقع ا )٢("أوجست كانت"الوضعي الذي سيتجسد يف فلسفة

).٤٨-٤٧ ص:( ومناقشات دراسات: واحلداثة الرتاث) (١ الظواهر القطعية، وتلغي ما عداها،م)، يعد مؤسس الفلسفة الوضعية اليت تعين ب١٨٥٧-١٧٩٨فيلسوف فرنسي، () (٢

معجم أعالم املورد (ص: . ينظر:تأثر بسان سيمون الفيلسوف االشرتاكي، دعا لتأسيس دين جديد باسم اإلنسانية٣٧٧.(

٢٢١

.)١(الثورةلذلك لوالها ملا أمكن أن توجد نظرية التقدم، وملا أمكن تبعا : "كانت"ويف ذلك يقول

.)٢(أن يوجد العلم االجتماعي، وملا أمكن بالتايل أن توجد الفلسفة الوضعية ويطلق ،تقاق املعرفة من التجربة احلسيةموقف فلسفي يدعي أنه ميكن اشوالوضعية

الوحيدة مصطلح الوضعية على أي نظرية اجتماعية ترى أن العلم الوضعي ميثل العالقة املعرفية معرفيا لتصبح إطارا "أوجست كانت"ة، وتبلورت على يد ملمكنة لإلنسان باحلقيقة اخلارجيوا

االت الثقافية واإلنسانية. مفاهيميا وجهازا يستوعب كل اإىل القوانني العامة والتجريب للوصولالستناد إىل املشاهدات االجتاه الوضعي يسعى إىل او التفسري لنماذج ، ويسعى إىل أن يصري التفسري يف علم االجتماع حماكيا ختضع هلا الظواهر اليت

، رافضا التفسري مستخدما أساليبها املنهجية نفسها يف الوصول إىل هذا ،يف العلوم املضبوطة .العلمي تتعدى حدود األسلوب ات واألفكار اليتواالفرتاضكل االجتاهات فهي منهج يف ،من ضمن مصادرها املعرفية الديينالعنصر نظرة فلسفية تقصي فالوضعية

النظر والتفكري والتحليل والتفسري يستوعب كل االجتاهات واملذاهب اليت تتأسس على ثابت املعريف لإلنسان، وتفرتض مركزية واحد يتحدد يف استبعاد النظرة الدينية عن جمموع النشاط

ه بنفسه عن أي قوة أخرىءاإلنسان، ومطلقية العقل اإلنساين، واستقالل اإلنسان واستغنا .)٣(واجتماعيا واقتصاديا وأخالقيا خارجية متلك سلطة التدخل يف تنظيم حياته سياسيا

الغرب، وكان هلا أثر وشكلت تلك الفلسفة الوضعية األسس املنهجية للعلوم اإلنسانية يفا تلك العلوم عند العرب .واسع يف إجياد حالة التبعية املنهجية والفكرية اليت متيزت

ملقاومة كل تفكري خيرج عن دائرة احلس سواء أكان إذا فالوضعية قد قامت أصال الواقعية املنتزعة فة، فهي ال ترى املنطق السليم سوى يف املعر عقليا مميتافيزيقيا أ ما أتفكريا ديني .للمعرفة االجتماعية راإلحساس وحده مصدف ،من احلس

). ١٢٢-١١٩ (ص: جتماع املعاصر، نبيل حممد توفيقينظر: األيديولوجية وأزمة علم اال) (١ ). ٢ حممود قاسم وسيد بدوي (ص: :مجةفلسفة أوجست كانت، بريل ليفي، تر ) (٢ ).١٥ أمزيان (ص: حممد واملعيارية، الوضعية بني االجتماعي البحث ينظر: منهج) (٣

٢٢٢

ة وتقييمها وحدها كمصدر تعتربه الوضعية هو تقدير الطبيع األساس الوحيد الذيو وتقدير هذه ،نييالواقع أو احلس كلها تدل على معىن واحد يف نظر الوضع ، والطبيعة أوللمعرفة وكل ،بل كمصدر فريد للمعرفة اليقينية ،حسبمستقل للمعرفة فالطبيعية ال كمصدر الفلسفة

.ما يأيت من وراء الطبيعة خداع للحقيقة وليس حقيقة ،وم اإلنسانيةلاعتبار النموذج الطبيعي سلطة مرجعية للعكما حاولت تلك الفلسفة

استخدام واولحا قدلو هو املفضل لدى رواد هذا االجتاه، الطبيعية أو الفيزيائية نموذج العلومفلتأكيد وحدة العلم عرب تأكيد ، وذلكالقائمة على املالحظة والتجربة مناهج العلوم الطبيعية

، فالوضعية تقوم يف أساسها املادي واملعنوي وحدة املنهج التجرييب على أجزاء الكون يف جانبيهتريد بذلك سد ، وهي بغض النظر عن املوضوع املدروس على تأكيدها وحدة املنهج يف التفكري

كان يعاين منه جيل ما قبل الوضعية حينما كان يستخدم الطريق أمام ذلك االنفصام الذي .)١(املنهج الالهويت يف العلوم اإلنسانيةو ،الطبيعية املنهج الوضعي يف معاجلة العلوم

، عرب ولقد كان هلذه املناهج أكرب األثر يف املناهج احلديثة لقراءة النصوص الدينية عموما إخضاعها ملقدمات تلك الفلسفات، اليت ال تؤمن بأي مصدر غييب، وترى يف النبوة والوحي

ظواهر اجتماعية أو تارخيية قابلة للدراسة والنقد.

االجتماعي البحث منهج ،)٩٠-٨٠: ص( قاسم حممود :ترمجة كامي، دور االجتماع، علم يف املنهج ينظر: قواعد) (١

).٥٠-٣٩ص: ( واملعيارية الوضعية بني

٢٢٣

.)١(Hermeneuticا الهرمنيوطيقي :المبحث األول

المطلب األول: المفهوم والنشأة.

الالت متنوعة حسب احلقل املعريف الذي اجتاه يف تأويل النصوص اكتسب د :اهلرمنيوطيقيا واملفاهيم اليت اكتسبها على مر الزمن.، وحسب تطور الدالالت التارخيية ينتمي إليه

يفسر :مبعىنHermenevein ن األوىل ترجع للغة اليونانية، فهو مشتق م املصطلحومادة وطيقا وبني هرمس رسول اآلهلة وقيل: إن هناك ارتباطا يف اجلذر املعريف بني اهلرمنيأو يوضح،

عند اإلغريق، وقد يرجع هذا االرتباط إىل طبيعة الرسول بوصفه وسيطا يقوم مبهمة الشرح .مر يدور بني نص ومفسر هلذا النصوالتوضيح ملضمون النص إىل املخاطب به، ما جيعل األ

ا إىل معىن ومن مث .نظر عن جذرها اللغويبغض ال "التفسري"ترجع اهلرمنيوطيقا يف أول دالالشري إىل تل ،وقد حافظت اهلرمنيوطيقا على هذه الداللة يف دائرة الدراسات الالهوتية

سيما أن الدراسات ،يتبعها املفسر لفهم النص الديينجمموعة القواعد واملعايري اليت جيب أن وتستانتية، الالهوتية بدأت يف االهتمام اجلدي لوضع هذه الضوابط وخباصة يف األوساط الرب

تلقت اهلرمنيوطيقا دفعا جديدا بالرجوع إىل حرفية الكتابات املقدسة حيث يقول غادامري: .)٢(كما مارسها اإلصالحيون من الربوتستانت بدخوهلم يف جدال مع عقيدة الكنيسة

ومبا أن التفسري الالهويت كان خمتصا بتفسري الكتاب املقدس فمن الطبيعي أن يكون م ترتكز على مباحث اهتما مه منصبا على فهم لغة النص، األمر الذي جعل استدالال

األلفاظ واملعاين والبيان، والواقع أن أية مساع علمية مل تكن تبذل لفهم النصوص الدينية،

اهلرمنيوطيقيا أحد أهم وأوسع املناهج النقدية يف قراءة النصوص ويف ظلها نشأت الكثري من املناهج األخرى، ) تعد (١

فالتارخيية وامليثية (األسطورية) إمنا هي أحد أوجه اهلرمنيوطيقيا لذلك سأتوسع فيها ويف تارخيها مبا يناسب مدى ىل ترمجتها لكنين هنا إا لفظ التأويلية أو نظرية التأويل نسبة تأثريها، ويالحظ هنا أن كثريا من الباحثني يطلق عليه

ا ولدت ونشأت وترعرت يف بيئة غري عربية فتعريبها قد خيفي ذلك التاريخ، سأطلق عليها اللفظ غري املرتجم لكوسر احلاجز النفسي وحىت ال يربط بينها وبني التأويل الذي اشتهر بأنه كالتفسري بالنسبة للنصوص القرآنية مبا يؤدي لك

عنها بعد ربطه مبصطلحات دينية. .)٦٥ :ص( ترمجة: حممد شوقي الزين غادامري غيورغ هانس األصول، املبادئ، األهداف، :) فلسفة التأويل(٢

٢٢٤

مضافا إىل بعض االفرتاضات الواهية، وساد التصور ،باستثناء مباحث األلفاظ واملعاين والبيانتم ،جة إىل شيء سواها يف هذا البابحابأنه ال مما جعل اهلرمنيوطيقا تنحو منحى لسانيا

ومن بفقه اللغة لتفسري النصوص، وتوضيح الغموض، ورفع اللبس الذي يسببه قدم املخطوطة، يصبح اهلرمنيوطيقي عاملا لغويا بامتياز، يوظف علمه يف تفكيك النص الديين من أجل بيان مث

اهلرمنيوطيقي مرتجم، جيعل بفضل معارفه اللسانية الغامض قابال للفهم، فوتوضيحه. الغامض تنتمي إىل احلالة اللغوية اخلاصة تبدال الكلمة اليت مل تعد مفهومة بكلمة أخرىوذلك باس .)١(الذي يرتجم له هذا اهلرمنيوطيقي بالقارئ

ذا نكون قد وصلنا لداللة جديدة للمصطلح، حتمل يف طي ا املنهج اللغوي أو علم و اال الذي تصنف فيه اهلرمنيوطيقا ضمن الدراسات األدبية، وقد تطور اإلدراك اللغوي، وهو ا

هذا املصطلح ضمن هذه الدائرة أيضا تبعا لتطور علم اللغة احلديث.ره ي، وهذا ما بدأت بواداتسع املصطلح لداللة جديدة تدخله يف دائرة البحث الفلسفمث

) الذي جعل (الفهم) يف مركز املمارسة اهلرمنيوطيقية، ١٨٣٤-١٧٦٨( )٢(ماخرمع شالير .فن امتالك كل الشروط الضرورية للفهم :عندما عرفها بـ

م) الذي جعل منها أساسا للمنهج املعريف ١٩١١-١٨٣٣( )٣(يد الفيلسوف دلثايوعلى .ال الفهم احملدودأخرج اهلرمنيوطيقا من جم ومن مثللعلوم اإلنسانية،

أما النقلة الكبرية اليت أدخلت اهلرمنيوطيقا إىل عامل الفلسفة فكانت يف القرن العشرين على قام م)، الذي أقام اهلرمنيوطيقا على أساس فلسفي، أو أ١٩٧٦ -١٨٨٩( )٤(رجييدايد مارتن ه

.)٢٤: ص( عبدالكرمي الشريف من فلسفات التأويل إىل نظريات القراءة،ينظر: ) (١ عديدة، جامعات يف الالهوت ودرس والتاريخ، الفلسفة درس ،م١٧٦٨ عام ولد أملاين الهويت شاليرماخر فريدرك) (٢

روين واألجانب، العرب الفلسفة أعالم موسوعة: ينظر املستشفيات، أحد يف روحيا مرشدا مث ،١٧٩٣ عام قسا أصبح ).٢/٢١( ألفا

ني مث درسها يف جامعة بازل، أسس م)، درس الفلسفة يف جامعة برل١٨٣٣وهللم ديلتاي، فيلسوف أملاين، ولد عام () (٣ا الثقافية هي مصدر الفلسفة وموضوعها، (ت: م).١٩١١ الفلسفة احلياتية اليت تقول بأن احلياة اإلنسانية وتعبريا

).١٩٧(ص: ينظر: معجم أعالم املورد سارتر بعض أفكاره، أشهرمارتن هايدجير، فيلسوف أملاين، يعد أحد أبرز ممثلي الفلسفة الوجودية، طور جان بول )(٤

).٤٧٠م). ينظر: معجم أعالم املورد (ص: ١٩٧٦، (ت: "الوجود والزمن"آثاره وأمهها كتاب

٢٢٥

تصبح ومن مث، طاملا أن الفلسفة هي فهم الوجود ،الفلسفة على أساس هرمنيوطيقي .ر الوجوديةجييدافلسفة هلقا مالزمة اهلرمنيوطي

، م)٢٠٠٢-١٩٠٠( )١(ادامريجهلرمنيوطيقي ر الفيلسوف اجييداوقد سار على خطى هالذي قام بانتقاد املسار الكالسيكي للهرمنيوطيقا الباحثة عن املنهج، وأكد على رسم مسار

ا، ومسارها، ومالبس ا التارخييةجديد يتناول عملية الفهم يف ذا .االذي م)٢٠٠٥-١٩١٣( )٢(كاليت أوجدها بول ريكورمث اتسع املصطلح لدالالت أخرى

.جعل اهلرمنيوطيقا من خمتصات املعاين الكامنة يف األساطري والرموز وميكن تلخيص الدالالت اليت أوردناها على النحو التايل:

التفسري. نظرية تفسري الكتاب املقدس. للغوي وعلم اإلدراك اللغوي.علم املنهج ا فن امتالك كل الشروط الضرورية للفهم. أساس املنهج املعريف للعلوم اإلنسانية. .الفهم الوجودي، أو الفهم نفسه يف فعالياته ومالبساته التارخيية

.)٣(صو الفهم الرمزي للنص

يف بتجديده وأيضا واملنهج، احلقيقة الشهري بعمله م)، اشتهر١٩٠٠ولد عام ( أملاين جادامري، فيلسوف جورج هانز) (١

.م)٢٠٠٢ ، (ت:)اهلرمنيوطيقا( تفسريية نظرية االهتمام حقل يف اشتغل التأويلي، التيار ممثلي من م)،١٩١٣عام ( ولد إنسانيات وعامل فرنسي فيلسوف ريكور بول) (٢

واحلقيقة، التأويل، التاريخ كتبه: نظرية سوسري، أشهر دي لفريديناند امتداد وهو بالبنيوية، باالهتمام مث ومن ،التأويلي م).٢٠٠٥ (ت:

إشكالية القراءة وآليات التأويل، نصر حامد أبو )،٦٢-٦١:ص( األصول، املبادئ، األهداف :) ينظر: فلسفة التأويل(٣ .)١٧ :ص( سفات التأويل إىل نظريات القراءةمن فل )،١٣ :ص(زيد

٢٢٦

.الهرمنيوطيقيا المراحل التي مرت بهاالمطلب الثاني:

ا واحلكم عليه اه اهلرمنيوطيقي يف التفسريميكن فهم االجت ال مامل نفهم املراحل اليت مرت اهلرمنيوطيقيا وأثر كل مرحلة يف صياغة قواعد لفهم النصوص.

:الكالسيكية : الهرمنيوطيقياالمرحلة األولى، وكانت تاب املقدس هو حمورها وارتبطت بهيف املراحل األوىل لظهور اهلرمنيوطيقيا كان الك

م على اكتشاف قصد املؤلف وفهم النص وإزالة العقبات اليت تعرتض طريق الفهم، وهي تقو لقرن صالح الديين يف اإلضة ا وملا قامت، مع املعىن التقليدي للتفسري مرحلة تتقارب كثريا

إىل قطع عالقة املسيحيني ذلك أدىو ،الربوتستانيتوانتشر الفكر ،السادس عشر امليالديبالكنيسة يف روما، والقضاء على مرجعية تلك الكنيسة يف تفسري الكتاب املقدس، الربوتستانت

كان ، وهذا االحتياجهجية معينة لتفسري الكتاب املقدسامللحة لوضع قواعد ومنزادت احلاجة يتكفل مبهمة القيام بطرح منهج ومنطق لتفسري الكتاب لكي ؛السبب الرئيس هلذا االجتاه

ال باسم اهلرمنيوطيقاأول كتوكان ،املقدس طبع عام ،تأليف (دان هاور) ،اب صدر يف هذا ا(القواعد واملناهج الالزمة لتفسري بأنه وقد عرف فيه مصطلح اهلرمنيوطيقا ،) ميالدية١٦٥٤(

.الكتاب املقدس)حيث ،الكالسيكية كثريا باالجتاه العقلي السائد يف عصر النهضة اهلرمنيوطيقيا لقد تأثرت االت، ولكن شاع ت آنذاك هذه الفكرة اليت تؤكد على إمكان الوصول للحقيقة يف مجيع ا

ال الذي يبحث عنه، ففي الفلسفة بشرط أن يظفر الباحث باملنطق واملنهج املتناسب مع ا حيتاج للمنطق، ويف العلوم الطبيعية حيتاج للتجربة احلسية.

صول لقصد املؤلف وفهم النص فهما أن الو واهلرمنيوطيقيا الكالسيكية كانت ترى وال يوجد أي مانع من الوصول إليه، إال وجود بعض الغموض ،موضوعيا، حالة عادية وطبيعية

واإلمجال يف بعض النصوص، مما يعرقل عملية الفهم، ولكن ميكن إزالة الغموض عنها من .يف فهم النصخالل االعتماد على بعض القواعد واألصول اليت ترسم املنهج الصحيح

تبدأ حينما تتعثر عملية الفهم، وتتوقف املسرية الطبيعية والعادية هلا، تهاولذلك فإن مهم

٢٢٧

.)١(بسبب وجود بعض الغموض يف النصا نشأت من خالل علماء الالهوت والكنيسة، ح هذا النوع من اهلرمنيوطيقيا نل ويف ظ أ

م، وكان االهتمام مبعىن أن تفسريهم للكتاب املقدس كان من وجهة نظ ر كنسية مؤمنة بكتا يف فهم النص. بقصد املؤلف هنا حموريا

.)٢(لهرمنيوطيقيا الرومانسيةا المرحلة الثانية:م) أهم مؤسسي اهلرمنيوطيقيا احلديثة ١٨٣٤-١٧٦٨ماخر) (ير املفكر األملاين (شاليعد

ق فاعلية هلا جتعلها حاضرة يف اليت جتاوزت احلالة املختصة بتفسري النصوص الدينية، وذلك خبلعلم فهم النص الذي يضبط :، هومستقال تأويل كل النصوص، فأصبحت على يده علما

وي بني النصوص الدينية وغريها باعتبار ماخر هنا يساوشالير ،)٣(قوانني الفهم والتأويل كما أدت لذلك حركة النقد الديين. ،النصوص الدينية عبارة عن جهد بشري

لكنها أدت إىل دراسة ،اقا جديدة لفهم األدب الكالسيكيآف جهود شاليرماخر فتحت يف فهم الكتاب املقدس بوصفه نصا وإحداث تغري ،الكتاب املقدس من وجهة نظر علمانية

الهوتية. من وجهة نظر ثقافية وتارخيية أكثر منها حيلل النصوص قي، خصوصا سوء الفهم املبدئي ألي نص من قبل املتل وشاليرماخر يقدم

الفهم.إجياد منهج تأويل يقي من سوء ، ولذلك جيعل من الضروريدمة زمنا املتق :نيماخر على أن لكل نص جانبير وتقوم نظرية شال

).١٣ نصر حامد أبو زيد (ص: وآليات التأويل، )، إشكاليات القراءة٦٦-٦٥ ) ينظر: فلسفة التأويل (ص:(١وسرعان ما راجت يف ،للميالد القرن الثامن عشريف أواخر فرنسانية، أدبية وفكرية نشأت يف حركة ف) الرومانسية (٢

ا يف الفرتة ما بني أوروبيةبلدان الرومانسية هي وليدة الثورة على القيم و م،١٨٤٠-١٨٠٠أخرى، حىت وصلت لذرو اللغة الالتينيةاللغات واآلداب املتفرعة عن ، واهتمت بالكالسيكية يف أوربا يف جماالت السياسة واالجتماع والفكر

، ومل تعترب لغات وآدابا فصيحة إال ابتداء من روما القدميةهلجات للغة القرون الوسطىالقدمية، اليت كانت تعد يف ا لغات ثقافة وعلم وأدب. وقد اختار الرومانسيون "الرومانسية" عصر النهضة -، حيث أخذت هذه اللغات مكا

والثقافة الالتينية الثقافة اليونانيةعنوانا ملذهبهم وحركتهم، وتعبريا عن معارضتهم لسيطرة -سويسراوهي إحدى هلجات م القومية. ينظر: مقدمة يف .)١٢٩ -١٢٨ (ص: النقد األديب، حسني حممد عبداهللاعلى لغتهم وآدا

.)٥٠ مصطفى ناصف (ص: ،نظرية التأويلينظر: ) (٣

٢٢٨

على يعتمد وهو ،النص أللفاظ املباشر اللفظي واملعىن النص، لغة يف ويتمثل: موضوعي: األول العارفني واآلخرين املؤلف بني مشرتك اجلانب وهذا ألدبية،وا اللغوية القواعد وبعض ،اللغة معرفة .وقواعدها بلغته حيث ؛املؤلف ذهن يف الكامن املعىن وهو وقصده، وذهنيته املؤلف فكر وهو: الذايت: الثاني

حساساتإ من فيه يدور وما داخله أودع وقد الكاتب، بإحساسات ممتزجة كالكتابة النص نإ .األلفاظ قالب يف ونوايا

،ماخر يف املمارسة اهلرمنيوطيقية ليس تفسري النص فحسبير لذا كان من املهم عند شال، وتتجاوز وظيفة املؤول بل إدراك النص يف أصله ومنبعه ويف بزوغه من احلياة الفردية ملؤلفه

.)١(حينئذ تفسري النص لتصل إىل اكتشاف التجربة احلياتية للمبدع الدقيق الشامل الفهم ميلك املفسر سوء الفهم فعليه أن ماخر أنه لكي يتجنبير ويرى شال

الفين الوعي :أي ،البشرية الطبيعة إىل النفاذ على والقدرة اللغوية، والصور األلفاظ ألنواع على يعتمد اجلانب وهذا النص، من ملقاصده والوصول ،اإلبداعية املؤلف بذهنية والنفسي الثقافية وظروفه ،عصره وثقافة املؤلف، ثقافة على عهاطال مع املفسر، به يقوم التنبؤ من ضرب

الال اإلطار يعرف أن ميكن ال اإلنسان ألن ؛تكفي ال وحدها اللغوية واملوهبة .واالجتماعيةا؛ تكفي ال البشرية الطبيعة إىل النفاذ يف املوهبة أن كما للغة، حمدود الكمال، مستحيلة أل .)٢(ذلك حتقيق لكيفية قواعد مثة يوجد وال ،اجلانبني على االعتماد من البد لذلك

ا تؤكد دور املبدع ؛ماخر بالرومانسيةير طيقية شالوهلذا وصفت هرمنيو وتعد النص ،أل معروف يف مدارس األدب الرومانسي. عن عامله الداخلي كما هو تعبريا يراها اليت اننيوالقو املعايري ببعض ىكتفا وإمنا ،النص لتفسري منهجا شاليرماخرومل يضع الفهم سوء لتجنب احملاولة هذه يف ولكنه ،تفسري عملية أي يف الفهم، سوء لتجنب ضرورية ،ذاته عن يتباعد نأ ،النص وبني بينه تفصل اليت التارخيية اهلوة كانت املفسر مهما يطالب يساوي أن سراملف يطالب إنه تارخييا، موضوعيا فهما النص ليفهم الراهن التارخيي فقهأ وعن

.)٢٦ :ص( إىل نظريات القراءة من فلسفات التأويل ) ينظر:(١ .)٢١ (ص: وآليات التأويل إشكاليات القراءةينظر: ) (٢

٢٢٩

من املؤلف لتجربة واملوضوعي الذايت البناء إعادة طريق عن مكانه حيل وأن باملؤلف، نفسه .)١(النص خالل ظ على ذلك النوع من اهلرمنيوطيقية:ح ونل

رجل دين بروتستانيت فشاليرماخر ،أنه نشأ يف أحضان الفكر الليربايل السائد يف أوروبا ليربايل يرى أن الدين هو شكل من أشكال الظهور والتجلي بالنسبة للروح البشرية ينبغي للناظر

عن كل من املعرفة والقانون واألخالق ا ويبقي على استقالليته خارج ،أن حيرتم خصوصيتهفالدين ،خالقيةسياسية وأو على الرغم من أنه حيتوي على عناصر معرفية وقانونية ،والسياسة

رغم أنه يف متظهراته العينية ال يبدو يف صفائه ،من االثنني ا وال مركب ليس معرفة وال فعال . فيهأي الكون ومنزلة اإلنسان ،ونقاوته، كما أن له نفس موضوع األخالق وامليتافيزيقا

ت إليه حركة باعتبار ذلك نتيجة ملا أد مساواة النصوص الدينية بغريها لذا مل يكن غريبا من نصوص الكتاب واليت أثبتت أن كثريا ،وزا كما أسلفنايالنقد الديين اليت كان أبرز رجاهلا سيبن

املقدس بعهديه إمنا كتبها البشر وليس األنبياء. يهتم مبراد املؤلففبالقصد والغرض من الكالم، اهلرمنيوطيقيا يعرتفهذا النوع من أن

تم به اهلرمنيوطيقيا املتأخرة.وقصده من الكالم، وهذا ما ال وهذه أمور مهمة يف تفسري أنه يهتم باجلانب اللغوي وتفسري النص من ناحية اللغة،

.النصوص عامة املؤلف والعيشبل وجوب معرفة نفسية ،املؤلف ذلك النوع من اهلرمنيوطيقيا بنفسيةيهتم بشكل النصوص البشريةو كالسيكيةمع النصوص ال ، وهذا إن كان مفيدا ا لالتغلغو ،معهاوأن ،ل هنا أن القرآن بشري املصدروؤ إال إذا افرتض امل ،ميكن مع القرآن الكرمي الإال أنه ،عام

وهذا ما حاول أن ،)٢(سهمت بتشكيلهأوأن الثقافة السائدة يف هذا الوقت قاله، الرسولث منطوقه، لكنه من حيث إن القرآن نص ديين ثابت من حي حامد أبو زيد: يقوله نصر

).٢٧: ص( سفات التأويل إىل نظريات القراءةمن فلينظر: ) (١) وهذا عني ما يؤمن به كثري من موؤيل الكتب املقدسة وما أثبتته حبوثه بالنسبة لكتبهم، سواء كانوا رجال دين أم غري (٢

جهم من املسلمني ذلك. ولذ م، وهذا ماال يريد من اتبع م لكتا لك كانت تلك النظرية متسقة مع كيفية نظر لذلك نراهم حياولون اجلمع بني ألوهية املصدر وبشريته يف آن وحد يف تناقض منهجي بديع. ،التصريح به متاما

٢٣٠

يتعرض له العقل اإلنساين ويصبح مفهوما يفقد صفة الثبات، إنه يتحرك وتتعدد داللته. إن الثبات من صفات املطلق املقدس، أما اإلنساين فهو نسيب متغري، والقرآن نص مقدس من

ويتحول إىل نص ،ناحية منطوقه، لكنه يصبح مفهوما بالنسيب واملتغري، أي من جهة اإلنسانإنساين (يتأنسن)، ومن الضروري هنا أن نؤكد أن حالة النص اخلام املقدس حالة ميتافيزيقية ال

، زاوية اإلنسان املتغري والنسيبندري عنها شيئا إال ما ذكره النص عنها ونفهمه بالضرورة من حتول من كونه نصا إهليا -أي مع قراءة النيب له حلظة الوحي-النص منذ حلظة نزوله األوىل ف

.)١(ألنه حتول من التنزيل إىل التأويل ؛وصار فهما (نصا إنسانيا)، وهذا ما وإمكانية عدم الوصول للمعىن النهائي ،عىنمليف فهم االنسبية هذا االجتاه يفرتض املسلمون مدنصوص القرآن الواضحة املعاين البينة الداللة، اليت است ميكن التسليم به مع ال

ملا ،ميكن الوصول ملعناه احلقيقي ال ، بل لو كان النص نسيب املعىنعقائدهم وأحكامهم منهاإذا كانت املعاين ،والتعبد مبقتضاه ،كان هناك غرض من نزول القرآن الذي أنزل للعمل به

ائية. نسبية وغري

:اإلنسانية" "الهرمنيوطيقيا أساس للدراسات يتاليمرحلة د :المرحلة الثالثة) ١٩١١-١٨٣٣لتاي (ياين ويلهلم دماخر يف الفيلسوف األملوقد أثرت آراء شالير

وهو الشخصية املهمة ،بحث عن منهج للتفسري والفهم الصحيح يف جمال العلوم اإلنسانيةف ا.فتح آفاقا جديدة فيهالذي ة يف عامل التأويلية الرومانسية الثاني

أن عصره النظرية القائلة ب وشاعت يف ،ة العلوم يف عصرهتاي حبركليوقد تأثرت نظرية دكل ذلك أدى إىل أن ،فارغة من املعىن -كالقضايا امليتافيزيقية- القضايا اليت ال تقبل التجربة

إمنا ،املطلقةواحلقيقة ،اك، هذا التصور بأن العلم الصحيحيسيطر على أذهان علماء املنهج آنذلعلوم التجريبية فحسب، وال يتيسر ذلك يف غريها، وقد أسلفنا ميكن الوصول إليها من خالل ا

ا وردها.ىل عدم اإلإوما أدى ،أثر ذلك يف حماولة إخضاع الغيبيات للعلم التجرييب ميان والسبب يف عدم إمكان أو تيسر الوصول للفهم املوضوعي يف القضايا التارخيية أن تلك

بداعات واألعمال الفنية واألدبية، والنصوص الدينية، املوضوعات التارخيية مبعناها الشامل لإل

.)٩٣ :ص( ) نقد اخلطاب الديين(١

٢٣١

إمنا نشأت يف إطار العناصر الفكرية واملعرفية والثقافية ،واآلراء الفلسفية، واحلوادث التارخييةالسابقة الذي يسعى لفهم معطيات العصور ر أو العامل أو املؤرخ أو الفنانلعصرها، بينما املفس

واملعايري الفكرية والثقافية واملعرفية لعصره، فاملؤلف يف عصر، واملفسر بوعيه وذهنه العناصر حتيط يف عصر آخر. يرى كما - ن اخلالص الوحيد لتأخر العلوم اإلنسانية عن العلوم الطبيعية يكمنولذلك كا

، سعيا انيةيف ضرورة تطبيق نفس املنهج التجرييب للعلوم الطبيعية على العلوم اإلنس -الوضعيون ل كوإخضاع اإلنسانيات،ل إىل قوانني كلية يقينية، وجتنبا للذاتية وعدم الدقة يف جمال للوصو

احلقائق االجتماعية مثلها مثل ألن ؛املنهجية يف االستدالل والشرح منهما لنفس املعايري .وميكن باملثل قياسها ،احلقائق الفيزيقية واقعية وعملية

،هذه اإلشكالية يف العلوم اإلنسانيةمن ص لتاي جهوده من أجل التخليدلذلك وجه ة اليت متلكها العلوم وحاول رد االعتبار إليها من أجل أن تكتسب نفس االعتبار والقيمة واملكان

.)١(التجريبيةولذلك حاول أن يضع منهجا عاما لدراسة العلوم اإلنسانية، يصل من خالله للفهم

طبيعته عن املنهج التجرييب يف العلوم الطبيعية، املوضوعي، وذلك ألن هلا منهجا خيتلف يفأما العامل التارخيي ،فالطبيعة غريبة عن اإلنسان ويستطيع املرء إدراكها بواسطة املالحظة احلسية

االجتماعي، فهو عامل اإلنسان، وال ميكنه إدراكه إال من الداخل؛ وهلذا فإن العالقة بني عالقة مباشرة؛ ألن هذا املوضوع هو (التجربة اإلنسانية اإلنسان واملوضوع يف العلوم الروحية

ا األحوال احلية)، ومن هنا فإن األساس يف العلوم الروحية هو التجربة احلية، ويقصد .)٢(والعمليات والنشاطات الباطنية كما نستشعرها وحنياها ونعيها

ة، وهذان ميكن الوصول فهو يرى أن اإلدراك الفين واإلنساين مها غاية العلوم االجتماعي ،إليهما من خالل التحديد الدقيق للقيم واملعاين اليت ندرسها يف عقول الفاعلني االجتماعيني

لنصل إىل مثل و ،عملية الفهم الذايت أو التفسريي وليس من خالل العلوم الطبيعية، وهذه هي

،بعدها) وما ١٢١ (ص: ل إىل اهلرمنيوطيقيا، عادل مصطفىمدخ :)، فهم الفهم٦٥-٦٣(ص: ) ينظر: نظرية التأويل(١ ). ٩٥-٩٤( املعاصر العريب الفكر يف احلديثة التأويل ظاهرة

.)٢٨٨(ص: ، عبدالرمحن بدويمدخل جديد إىل الفلسفةينظر: ) (٢

٢٣٢

وميكن التوصل لذلك ،افيةأن يعيش املفسر ظروف النص ومؤلفه الفكرية والثقجيب هذا الفهم له التجربة احلياتية لآلخرين خالمن ألن النص وعي خارجي، يسحبنا لنعيش ؛مبساعدة النص

والتعرف على ظروف ،هم فيها، ومما يساعد على ذلك االشرتاك يف البشرية بني الناسونس .املؤلف وخصوصياته النفسية واالجتماعية والثقافية

فسية املبدع اليت حتتفظ تلخص يف االنتقال والتسرب إىل نأن عملية الفهم ت ديلتاي ويرىذا التحديد تتحول ، ها املبدعاج التجربة كما عاشفمهمة املفسر هي إعادة إنت ،باملعىن وليس باعتبارها جتربة حياة مشرتكة، بل ،الذاتية لآلخر إىل حالة موضوعية ميكن فهمها التجربة

.)١(جتربة احلياة كما عاشها اآلخرويفسره ،حيث يشرتط أن يعيش املفسر يف عصر النص ؛ظ هنا بذور املنهج التارخييح ونل

ذلك العصر. وفق ظروف وأحوال ظ هنا:ح و نل، وهي ظروف نشأة الفلسفة لتاي عن الظروف اليت نشأت فيهايميكن فصل نظرية د الأنه لعلوم، ومبعزل عن تلك امادة وحماولة إخضاع كل العلوم للتجريب بغض النظر عن الوضعية،

،كم األجواءليف ت للعلم التجرييب كمادةإال بل إن الدين مل يكن مطروحا ،اإلميان بالغيبحتاول تفسري الدين والوحي وفق اعتبارات عديدة ليس منها اإلميان وكانت كثري من النظريات

ماء التجريبني كفكرة حيتاج كان ينظر إليه عند كثري من العل فقد اإلميان بوجود اهللاأما بالغيب، إىل وجودها اإلنسان لتستقيم حياته.

وهذا إن استقام مع األعمال األدبية ،لتاي بذور املنهج التارخيي لفهم النصيوضع داألولني ىالدين والوحي علفهم قصر ف ،إال أنه ال ميكن تطبيقه على النصوص الدينية ،والفنية

س لتاي ليي، وفالسفة كدهذا املنهجمن لوازم قني منهممن عاصروا نزول الوحي وإعفاء البا وإمنا يقعوهلذا وضعوا تلك املناهج، ن تلك مهمتهم، إإذ ؛لديهم يف هذا التصور مشكلة

يزعم أنه مؤمن به وبالدين التناقض املنهجي والفكري ممن حياول تطبيقها على القرآن، مث صول الفكرية املؤسسة له.نه ال يستقيم أن يؤخذ املنهج دون األإإذ ؛عموما

.)٨٠ :ص( فلسفة التأويل)، ٣٥: ص(من فلسفات التأويل إىل نظريات القراءة ينظر: ) (١

٢٣٣

تم بفهم ياليت طورها دأن هذه املرحلة من اهلرمنيوطيقيا جدير بالذكر لتاي مازالت فيها. النص، وقصد املؤلف كعنصرين رئيسني

:ميراادج –ر الهرمنيوطيقيا الفلسفية هايديج الرابعة: المرحلة-١٨٨٩ر (جييدامن مارتن هبدأت و ،يف القرن العشرين اهلرمنيوطيقا الفلسفية نشأت

لمية لتفسري النص من قبل ولكنها طورت وطرحت كنظرية ع ،وأعماله الفلسفية )١٩٧٦وقد أحدثت حتوال رئيسيا وجديا يف اجتاه التأويلية وأهدافها ووظائفها، وكان ،ريادامجتلميذه

م لقراءة القرآن يف حم يف عصرنا احلاضرالعلمانيني هلا النفوذ األكرب يف أذهان الباحثني اوال .على أساسها

ولعله أقوى من طرح التأويلية الفلسفية يف ،ريادامجر يف تلميذه جييداوقد أثرت آراء هفلسفة "ه: "حقيقة املنهج" يباا وحاول تثبيتها ودعمها، يف كتالعصر احلديث، ووضح معامله

األصول واملبادئ واألهداف". :التأويل :يقيا الفلسفيةوأهم ما مييز اهلرمنيوط

ر التأويلية جييدام هقد أقافا من علم املنهج إىل هدف فلسفي: تغيري اهلدف من اهلرمنيوطيق -١نه البد من رفع مستوى علم اهلرمنيوطيقا من أحيث ذهب إىل ؛)١(ي وجوديعلى أساس فلسف

نهجه، إىل جمال الفلسفة، لذلك غري من وظيفة هذا العلم وم ،جمال علم املنهج والتعرف عليهفبدال من البحث حول (منهج لفهم النصوص أو منهج عام للعلوم اإلنسانية)، أو عن (النظرية التفسريية) أو املعيار لتقومي الفهم الصحيح عن غريه، البد من البحث عن معىن الفهم والتفسري

أن وطاملا فهذا هو نفسه موضوع البحث. ،وكيف ينبثق يف الوجود اإلنساين نفسه وحقيقته، .)٢(يف جمال فهم الوجود رمنيوطيقيام الوجود، فالبد أن يستفاد من اهلالفلسفة هي فه

وملا كان العامل يف تبدل ،مستمرا فالفهم اكتساب مرتبة وجودية جديدة مما يعين حتوال يف يؤسس للفرديةوهذا األمر ،مستمر كانت هذه الكينونة اإلنسانية غري مستقرة على حال"

ر من أوائل املنظرين الذين نظروا للنظرية الوجودية اليت تقوم على إبراز الوجود وخصائصه، وإعطاء األمهيةجييداه د ) يع(١

).٢١١ ص:(الكربى للوجود الفردي. ينظر: املعجم الفلسفي ).٨٢ هيدغر، إبراهيم أمحد (ص:)، إشكالية الوجود والتقنية عند ٣٢ ينظر: إشكاليات القراءة وآليات التأويل (ص: )(٢

٢٣٤

.)١(لنفسهألن كل فرد يعيش وجوده ؛وحده حقيقة فردانيةنسان احلق يف لكل إالفهم، فعند ذاتيا اليت كانت تنظر للنص بوصفه تعبريا اهلرمنيوطيقياومن هنا يتغري مسار

تتجاوز الذايت ،ر جتربة وجوديةايدجيفالنص عند ه ،ايلتيعند د ا نفسي ا أو متوضع ،رخماير شالذاتية اليت تربط اللغة ل التفسري النفسانية والاملنطلق كان يرفض كل أشكهذا ا واملوضوعي، ومن

هنا ال ، والتجلي)٢(العاملحلقيقة ويرى فيها حمض جتل ،نسان وجتربته الداخلية اخلاصةبذاتية اإلفالوجود الذي يكشف ذاته ،ويعرب عنه ،بل يكشفه ،يعين أن العمل اإلبداعي يصنع الوجود

ذاته يظهر ويتكشف من خالل اللغة املعربة عن تلك احلقيقة هو ،طوسيلإلنسان دون .املنكشفة

وإمنا منفعل ،عىن أنه ليس املنتج واملولد لتك املعرفة، مبواملبدع هنا ليس له إبداع حقيقي .)٣(الوجوديةبتلك احلقيقة ،جودكما أنصت املبدع للو ،املتلقي للنص أن ينصت :ر منهجية للفهم وهيجييداوحيدد ه

.)٤(حيصلوإمنا يدعه ،ليس شيئا يفعله املفسرفالفهم الفين حني يصدر من مبدعه، العمل أو النصف: عن مؤلفه استقاللية النص والعمل الفين -٢

.ود مستقل وشخصية مستقلة عن مؤلفهيكون له وجهوية مستقلة عن مؤلفه، وليس مؤلفه،أن للنص بعد إبداعه من إىل ريادامويذهب ج

املتكلم، أو الكاتب من من تفسريه الوصول لقصد املؤلف وفهمه، فال أمهية لقصد اهلدفوإمنا املهم ،كتب هلم النصعمله وكالمه أو كتابته، كما ال أمهية لفهم خماطبيه األصليني الذين

وتوقعاته وأسئلته من ،وأحكامه وآرائه املسبقة ،ما يفهمه املفسر حسب معلوماته املتطورةلب املرحلة هذه املعلومات والتوقعات اليت تصنعها يف الغاينتج من حواره معه، وما ،النص

.)٥(داخلها التارخيية اليت يعيش

).٧٧ (ص: ينظر: إشكالية الوجود والتقنية عند هيدغر) (١ ).١١١ (ص:نظريات القراءة ) ينظر: من فلسفات التأويل إىل (٢فهو كالظرف الذي يكتسب ،دائما نسان منفعال شاعرة اليت جتعل اإللكسب عند األنظرية ايشبهها بعضهم ب ) وهلذا(٣

هلا. ري أن يكون فاعال املعرفة من غ ).١١٤: ص(من فلسفات التأويل إىل نظريات القراءة ينظر: ) (٤ .)٣٥(ص: وآليات التأويل إشكاليات القراءةينظر: ) (٥

٢٣٥

وال يرتبط فهمه يقينا مبعرفة تاريخ والدة النص وظروفه، وإمنا ،ليس للنص معىن جامدفصرح يف ك فوذهب جادامري أبعد من ذل، يرتبط بالنص نفسه، وبأفكار املفسر وأفقه الشخصي

أن املؤلف أحد مفسري النص، وفهمه إحدى القراءات، وميكن أن إىل "احلقيقة واملنهج"كتابه .غريهاتكون له قراءات متعددة أخرى، وال ترجيح لقراءته على

تعدد معاين النص يفتحه على قراءات و ،ن مقصد املؤلف ال حيدد التأويل الصحيحإإذ فظ النص على الدوام بطبيعته حبيث حيت ،يث املصداقيةمتفاوتة من ح ،وتأويالت خمتلفة

.)١(ليةاجلدذا نل بل وتنقطع كل روابط الصلة ،ظ أن النص قد فقد معناه األول الذي وجد لهح و

اللحظة اليت ينفصل فيها النص عن مبدعه يفقد :ادامريجألنه وحبسب ؛عهبني النص ومبدويتغري املعىن باستمرار من جيل إىل ،ن غري متناهيةوجيعله يتحرك مبعا ،معيارية الفهم احملدد

.)٢(ال يوجد أي منهج يستطيع أن يضمن الوصول إىل حقيقة النص ومن مث ،جيل .)٣(وهذا املفهوم تطور إىل القول مبوت املؤلف على يد الفيلسوف الفرنسي روالن بارت

قصد املؤلف ال يقيده ،م خاصا جيعل لكل عصر فهما وإىل نوع جديد من تارخيية النصوص .)٤(وال أفهام املخاطبني به

من العناصر الرئيسية للهرمنيوطيقا -تارخيية الفهمومن مث - )٥(ر تارخيية الوجودااعتب -٣ألن لكل وجود إنساين ظرفه ومرحلته الزمنية املختصة به، وهو يف حالة صريورة ؛يةالفلسف

.)٥٤: نبيهة قارة (ص ،الفلسفة والتأويلينظر: ) (١ .)٤١ :ص( سفات التأويل إىل نظريات القراءةمن فل ينظر:) (٢ لتشمل أعماله اتسعت م)،١٩١٥ولد عام (، اجتماعي ومنظر داليل، أديب، ناقد فرنسي، وففيلس :بارت روالن) (٣

بني بارت روالن أعمال تتوزع والوجودية، البنيوية بعد وما واملاركسية كالبنيوية عدة مدارس تطور يف أثر ،عديدة حقوال ومدرسته، عصره فالسفة من بالعديد ةأسو الثانية إىل األوىل عن انصرف فلقد البنيوية، بعد وما البنيوية م).١٩٨٠(ت:

).١٠٢ (ص: املعاصر العريب الفكر يف احلديثة التأويل ظاهرة) ينظر: (٤لتاي أن تعيش عصر املؤلف وظروفه ي، حيث التارخيية عند دخمتلفا لتاي إال أن هلا هنا منزعا ي) وهذه وإن سبقت عند د(٥

ما تؤديان لنتيجة واحدة بالنسبة وظروفه لفهم النص، بينما هنا تعين القراءة املختلفة حسب تاريخ كل عصر، مع أم، وتزيد اهلرمنيوطيقيا الفلسفية بعدم االعتبار بقصد املؤلف للنصوص الدينية، حيث يكون فهم األولني خاصا

وبالقراءات املتعددة للنص.

٢٣٦

وال ،خيي؛ ألن كل فهم متالئم مع دنياه اخلاصةرحلته، فكل فهم تار مب وكل فهم مرتبط ،وتغريوهلذه املرحلة تأثريها الكبري يف عملية التفسري، لذلك ،ميكن للمفسر أن ينفك عن مرحلته

فاملهم هو ذلك الفهم التلقائي، وهو متغري لتغري وجود اإلنسان نفسه، وهذا الرأي يعتمد على ، يصنع فيه أحكاما مسبقة، ا معين ا وجودي ا قعنظريته يف الوجود اإلنساين؛ ألن لكل إنسان مو

حتدد فهمه ونظره لألشياء من زاوية معينة حمددة مبوقعه وأحكامه املسبقة، ال ميكنه أن يشاهد من غري هذه الزاوية، ويتكون فهمه لألشياء من خالهلا، واختالف البشر باختالف هذه املواقع

.)١(الوجوديةائي ثابت، -٤ ائية: ليس للنص تفسري كل نص قابلفوإمنا له تفسريات متعددة ال

م احلقيقة النهائية عند مفسر حصر ال تنو ،لتفسريات متعددة حسب تعدد املفسرين وخلفياحىت غريه، بلمع فهم ن يتساوى فهمه أال ميكن ف ألن كل مفسر خاضع لظروفه،؛ معني

لنص وإن كان ثابتا ولكن املفسر ، واا اختلفت تفسرياته باختالف ظروفهاملفسر الواحد رمب .)٢(فتحدث امتزاجات متعددة فيكون للنص تفسريات ال متناهية ،متغري

:ظ على الهرمنيوطيقيا الفلسفية ما يليح ونلا -١ ينتمي إىل التيار امللحد بعد أن ر،جيهايدإن بل ،نشأت يف أحضان الفلسفة الوجودية أ

صيل هلذا الفهم متسق مع تأالو الفهم محاولةف ومن مث ،حياته كان مؤمنا، بل والهوتيا يف بداية .أساسا وقوع الوحييف إنكار فلسفته

ا -٢ ا حقيقة ال تقبل أ مازالت جمرد نظرية معاصرة، ويتعامل معها العلمانيون العرب على أ ها.هذلك الفهم، فما بالك بتفسري النصوص الدينية وفق كثريون عارضوااجلدل، بينما

، ي وهو الفهم املطابق لواقع النصعدم إمكان وجود التفسري املوضوعي واحلقيقي والواقع -٣فعلى ضوء هذه النظرية ال ،فسريات املتعددة، اليت طرحت للنصعدم وجود معيار لتقييم التو

إذ ال ؛أو ترجيح تفسري على آخر ،ذاك باطلميكن احلكم على أن هذا التفسري صحيح و معني لقصد املؤلف يكون هو املعيار، وكل معيار يطرح يكون بدوره متأثرا يوجد تفسري ثابت

.)٢٣٤(ص: )، فهم الفهم٧٨ (ص: ) ينظر: نظرية التأويل(١جملة أوراق ، )١٨٤ (ص: )، جدلية الفهم عند غادامري، حسني املوازين١٠٥-١٠٤ نظرية التأويل (ص:: ينظر) (٢

. ١٠ :العدد ،فلسفية

٢٣٧

وكل ما ميكن قوله هو (وجود) تفسريات متعددة للنص ،خبلفيات املفسر، فيكون نسبيا أيضا وهذا ال ميكن أن يقبل يف تفسري النصوص الدينية، إال إذا اعتقد أن ،الواحد بعدد املفسرين نتاج جهد بشري ال عالقة للوحي به. النصوص الدينية نفسها

٢٣٨

.الدعوة إلى تطبيقها في تفسير القرآن الكريم الثالث: المطلب

ا ، و سادت يف اخلطاب العريب العلماين هي اليتالفلسفية رمنيوطيقيةاهل كثري ممن أغرم تعدد ، تارخيية النصلكل من: بشكل دقيق احتديده من خالل للقرآننادوا بقراءات جديدة

م لقراءات جديدة للقرآن عليها. ،سبية احلقيقةن ،املعاين وهي العناصر اليت أقاموا دعواوتعترب هرمنيوطيقية جادامري نقطة بدء أصيلة للنظر إىل عالقة املفسر :زيد أبو نصر يقول

بل يف إعادة النظر يف تراثنا الديين حول تفسري القرآن ،بالنص اليف النصوص األدبية فحسبومدى تأثري رؤية كل عصر على النص ،ن لنرى كيف اختلفت الرؤىقدم عصوره إىل اآلمن أ .)١(القرآينصاحب أحد أشهر وأكثر احملاوالت لوضع أبو زيدنصر حامد يعد الكاتب املصري و

ملا يف هذا ؛مع حرصه على تسميتها بالتأويلمنهجية لتفسري القرآن على أسس هرمنيوطيقية، .إسالمي مقبولاللفظ من معىن

وكانت أطروحته "االجتاه العقلي يف ،دراسته املاجستري ومشروع نصر أبوزيد ابتدأ منذاز عند املعتزلة" :التفسري :مث الدكتوراه وكانت أطروحته "فلسفة التأويل ،دراسة يف قضية ا

راءة وآليات مث أصدر كتابه "إشكاليات الق ،ابن عريب"دراسة يف تأويل القرآن عند حميي الدين كانت منشورة له، والذي يعد أساس التأصيل يف مشروعه حبوث التأويل" الذي ضم عدة

الكتاب د ويع دراسة يف علوم القرآن"، :هوم النصاهلرمنيوطيقي، واكتمل مشروعه بكتاب "مف وله "نقد اخلطاب الديين" ه يف أحباثه السابقة، ويف التسعينيات صدرلالذي مارس فيه ما أص

اإلمام الشافعي وتأسيس األيديولوجية الوسطية". " وبعد احلكم عليه بالردة؛ إلنكاره ما علم من الدين بالضرورة، اختذت كتبه منحى حادا

و "التفكري يف ،يربز يف كتبه "اخلطاب والتأويل" وهذا ما ،جتاه التيار اإلسالمي عموما وناقدا نأ ،مع اهتمامه بنظرية اهلرمنيوطيقيا كأساس للفهم ظح ويل، و"دوائر اخلوف" ،زمن التكفري"

وحاكمة على عناصر منهجه، فمفهوم الوحي ،لقراءته مهما املقوالت املاركسية كانت رافدا وتفسر التاريخ على أساس ،أخضعت للمفاهيم املاركسية اليت ال تؤمن بالغيب عنده والنبوة

.)٤٩ :ص( إشكاليات القراءة وآليات التأويل) (١

٢٣٩

.)١(ماديملا تؤسس نظرا ،ثري من القراءات املعاصرة للقرآن الكرميلك ولقد كانت اهلرمنيوطيقيا أساسا

ائية التأويل، اعتبار مقصد املؤلف أو وعدم له من مناهج متعددة يف القراءة حتمل كلها ال القائل.

إىل جنب وسنبني مآالت تلك القراءة، وأثرها على القرآن الكرمي يف مبحث مستقل جنبا مبادئ نأل ؛وانطالقها من فلسفات واحدة ،واحدة أسس الشرتاكها يف ؛مع بقية املناهج من هجما يستخدم أكثر من من ا ألنه كثري د اجلامع الرئيس لكل تلك املناهج، و اهلرمنيوطيقيا تعا. يف حتليل النصوصتلك املناهج الدينية وقراءا

).٧١٥ (ص:لطعان ا الكرمي، أمحد العلمانيون والقرآنينظر: ) (١

٢٤٠

.المبحث الثاني: المنهج األلسني النقدي

.المفهوم والنشأة :المطلب األول

):Linguistics( اللسانياتا، اللغة حتكم اليت القوانني اكتشاف إىل يهدفغريب حديث علم إىل وينزع واستعماال اللسان يدرس علم فهو ،واحد وقت يف مجيعها العامل لغات حتكم اليت القوانني عن البحث الكالم، من خمتلفة وصور ،عدة وهلجات ،كثرية لغات يف وتتحقق أصواته تظهر الذي البشري،

لغة كل أن من منطلقا ا، تعمل اليت واآللية منها، كل ماهية عن الكشف إىل دف دراسة ا هلا لية ك منظومة إال ليست ا وبنيتها وعناصرها وخصائصها مسا . الرتاتبية ومستويا

ا هلا موضوعا اللسان من اللسانيات تتخذ وعندما وصفية موضوعية، دراسة تدرسه فإ وعن لغة، بكل اخلاصة اللغوية الظواهر تفسر اليت العامة القوانني عن للكشف ،وتارخيية ومقارنة

اللغات بني القائمة العالقات أيضا ويدرس مكان، كل يف اللغات حياة يف املؤثرة القوىا وأساليبها وظائفها يف ويبحث اللغات، هذه من جمموعة بني أو املختلفة، بالنظم وعالقا

الغاية اليت يسري إليها هذا و ،ة التعليمية، واألحكام املعياريةعن النزع بعيدا املختلفة االجتماعية .)١(هم املنطق الذي حيكم اللغات من أجل ضبط املعىن أو الداللةف :العلم باختصار

فالذي حصل يف جمال األحباث اللغوية يف القرن ؛ةيد كل اجلدجد اجلهة هذه من وهوأوىل اللغويون نعم،، العشرين خمتلف عما أجنزته األحباث اللغوية القدمية وما أجنزه الفكر العريب

م ال ،م اجلملةالعرب أمهية كربى للكالم وأقسا إال ،كثرية يف جمال اللغة تدل على هذاومؤلفابعض وحماولة ،أن املنهج األلسين أو ما يسمى باللسانيات مل يستمد من تلك الدراسات

م للقرآن م لتجديد نظام اللغة العربية العلمانيني العرب يف قراءا تأصيل ذلك العلمو ودعوحىت النضج أطواره األوىل النحو العريب يفكان حيث ؛يخإمنا هو افرتاء على التار ،عربيا .كتمال والتدوين مربأ من أثر املنطقواال

يف اللغة الفارايبكدراسات اليت حاولت تغيري نظام العربية وفلسفتها دراساتالواحلقيقة أن

).٩ ىل اللسانيات، حممد حممد يونس (ص:)، مدخل إ١٧/٣٩( ) ينظر: املوسوعة العربية(١

٢٤١

اليت الغربية املناهج الوضعية يف إمنا استقيت من املنطق اليوناين الذي كان له أكرب األثر أيضا وتأصيل ذلك املنهج يف الثقافة العربية إمنا هو فمحاولة تأسيس ،تولدت عنها تلك النظريات

فالنحو العريب يسري يف تكاملية مع ،، وإسقاط فكري على تراث اللغة العربيةعني التدليسللمسلمني، املرجعية العلمية ما متليهالعلوم العربية من حيث وحدة املوضوع ووحدة املنهج وفق

مناهج غربية تتضمن بني ، و ةإسالمي يةأسس منهج يوحماولة التوفيق أو التلفيق بني نظام ذهو منهج يؤدي إىل اخللط بني ما هو ،عقائد اإلسالمبني و ،التناقضات الفجة بني أسسها

م يف أساسي وجوهري يف النظام اللغوي العريب، وبني مظاهر مرتبطة بتقاليد الناس، وممارسام، وهي ممارسات ختتلف زمانا .)١(، وتتسم بالنسبية وعدم الثباتومكانا توظيف لغا

على معتمدا اللغوي البحث جعل حياول احلديث مبفهومه (اللسانيات) العلم وهذا املنهجية أن عن احلديث أسلفنا وقد البحتة، احلسية العلوم يف التطبيقي كالبحث متاما التجريب ،والتجربة احلس ملنطق إلخضاعها اإلنسانية العلوم على نفوذها بسطب قامت لغربيةا الوضعية اونشأ ابذوره يف مثلها ملحتو ،روافدها أحد اللسانيات تعد اليت ،اهلرمنيوطيقيا يف رأينا كما

جيعل مما بالغيب، اإلميان عدم على القائم ،للدين املعارض األيديولوجي التوجه اوأصوهلا أوال يتطلب الدينية النصوص على استعماله .بشري نص بأي مساوا السويسري الفيلسوفن والدة هذا العلم لدى كثري من الباحثني الغربيني ترجع إىل إ

هذا يف ركيزة حبوثة د وتع ،احلديث اللسانيات علم مؤسس د يع الذي )٢(وسريسفرديناند دي م١٩٠٦( الفرتة يف جنيف جامعة يف يلقيها كان اليت حماضراته عن عبارة أحباثه وكانت العلم.

من وشكال ،اجتماعية ظاهرة باعتبارها اللغة فيها تناول واليت ،العام اللغة علم يف م)١٩١١ – وفاته بعد أحباثة ونشرت ،والتغري والتطور للنمو عرضة لظي الذي اإلنساين السلوك أشكال .)العامة األلسنية يف حماضرات( بعنوان

األصول املشرتكة لدعوات جتديد نظام العربية يف العصر العباسي والعصر احلديث، جذورها، مناهجها، ينظر: ) (١

ا .)٧٣ (ص: ، رسالة دكتوراه، جامعة أم القرىأمحد جار اهللا الصالحي الزهراين، تناقضا ،مدرسة البنيوية يف اللسانيات يف القرن العشرينلاألب واملؤسس ل د يعم)، ١٨٥٧، ولد عام (ريسويس عامل لغويات) (٢

حيث اجته بتفكريه حنو دراسة اللغات دراسة وصفية باعتبار اللغة ظاهرة ،ومن أشهر علماء اللغة يف العصر احلديث ).م١٩١٣ (ت: كانت اللغات تدرس دراسة تارخييةو ،اجتماعية

٢٤٢

سوسري: دي أسسه كما العلم هذا مبادئ أهم نومتمع أن اللسانيات تقوم على اعتبار اللغة جمموعة مصطلحات أو عالمات ارتضاها ا

م على التخاطب .حىت يتيح لألفراد أن ميارسوا قدراللغة نتاج اجتماعي مللكة الكالم، وجمموعة املواضعات اليت يتبناها الكيان االجتماعي؛ ف د كن األفراد من ممارسة هذه امللكةليم ، وتنشأ بني الكلمة والفكرة رابطة أو تالزم نفسي حيد

بالتخاطب حىت يؤدي عمله أن يصل اللسان باعتباره ظاهرة نفسية مجاعية؛ ولذلك يفرتض .بني شخصني ميلكان قدرا مشرتكا من األفكار واأللفاظ

تعزى إىل دي سوسري وبسببها احتل هذه املكانة واليت بنيت على هذاضافة املهمة اليت اإلو قوله بالعالقة االعتباطية بني الدال واملدلول (اللفظ واملعىن) كمؤسس لعلم اللغة احلديث هي

العالمة اللغوية (اللفظ ومعناه) تتكون من وجهني كوجهي الورقة الواحدة ال ينفصالن: مها: ف :يصبح لدينا ثالثة عناصر يف عملية الرتميز اللغوي ومن مث ،والصورة الذهنية ،الصورة الصوتية

وبذلك ،و املسمى املشار إليهأوالشيء ،الصورة الصوتية (الدال) والصورة الذهنية (املدلول) السيكولوجيةو أإذ دخلها عنصر جديد هو الصورة الذهنية ؛كثر تعقيدا أنده صارت املسألة ع

بل ،الواقع ب سوسري ال يشري مباشرة إىل املسمى يفبعبارة أخرى أن اللفظ حس ،للمعىنيست بني العالمة اللغوية والشيء ل صال أن العالقة أن سوسري يزعم إولذلك ف لصورته الذهنية،

تثريها يف النفس و الصورة الذهنية للشيء اليتأوم ا بني الصورة الصوتية وبني املفهإمنو ،و االسمأواملسمى، بل االسم بني وثابتة جوهرية ليست العالقة أن إىل يؤدي وهذا ،الصورة الصوتية

عالقة بني األمساء توجد ال ومن مث ،مما ينتج عنه انفصال الدال عن املدلول ؛اعتباطيةا. ومسميا

دف دراسة (الدين، املقدس، التاريخ) عزل العناصر اخلارجية للغةل، قام هذا التمييزأو مستقل الستنباط قواعد تصلح للتطبيق على دراسة أي اللغة دراسة علمية صارمة كنظام

.)١(لغة

)، ٩ (ص: ، منذر عياشي)، اللسانيات والداللة٥٦ (ص: نسيم عون ،حماضرات يف علم الداللة :) ينظر: األلسنية(١

).٦٧ (ص: البازعي سعد الرويلي، ميجان، دليل الناقد األديب

٢٤٣

خبالف الكالم الذي هو تطبيق فعلي ،بنية :أي ،بأن اللغة نظام ،يفرق بني الكالم واللغة لتحليل الوقائع أن تكون منوذجا ميكن للغة بوصفها نظاما ومن مث ،أو جتسيد لذلك النظام

مة يف نص ما أي نص ميكن من خالهلا فهم الوقائع والظواهر اإلنسانية، فاللغة املستخدتمعات،أل ؛والظواهر يف زمن النص باعتبارها نظاما أو فدراسة اللغة ن اللغة إمنا هي نتاج ا

؛ ألن سوسري يرى أن اللغة كامنة يف عقل ى ذلك حتويلها إىل مادة خامباعتبارها ظاهرة مؤد ، ليس هلا إرادة وحتويلها إىل ظاهرة طبيعية جامدة ،يئيتـهافالقول بالظاهرة يفرض ش، اجلماعة

ذا املفهوم تصبح الظواهر ،فهي خاضعة لقوانني خارجية ختضعها ،حرة والوعي وال ذاكرةاالجتماعية (ومنها اللغة) مستقلة عن األفراد وتتمتع بسلطة قاهرة تفرض نفسها على األفراد

.)١(عن طريق اإلكراهتمعاتفمببدأي التزامن والتعاقب، دراسته للغة ومن مث ،هو يرى أن اللغة تتطور بتطور ا

الذي يعين دراسة اللغة يف حلظة زمنية معينة، عند دراسة نص معني البد من مالحظة التزامنف دراسة وصفية ثابتة ومستقلة عن مجيع الظواهر واملتغريات.ا عرب الزمنأما التعاقب فهو دراسة اللغة من خالل متابعة تط ا وحتوال تكون ومن مث ،ورا

.الدراسة تارخيية منفتحة على مجيع املؤثراتفهي ختضع ملا -كما يراها أصحاب ذلك االجتاه- اجتماعية أو سلوكيةوألن اللغة ظاهرة

ختضع له العادات والتقاليد االجتماعية، فسلطت عليها الدراسات اليت تعىن بأصل األنواعوتصوراته ،وغرائزه ،فكرة التحول، وحكمت أن ملكات اإلنسان العقلية الذي يركز على .)٢(دارونتطورات كما هو مقرر يف نظرية ماهي إال نتائج تغريات و ،ولغته ،يةاألخالقية والدين

.)٦٣-٤٣لوهاب املسريي (ص: عبدا ،املادية وتفكيك اإلنسان ينظر: الفلسفة) (١ ).١/٤٧٤موسوعة الفلسفة (ينظر: ) (٢

م)، عامل طبيعة بريطاين، يعد أبرز عامل طبيعة يف القرن التاسع١٨٠٩ودارون هو: تشارليز دارون، ولد عام ( واالرتقاء لنشوءا يف وفيه أودع نظريته ، من أشهرها: "يف أصل األنواع"،واسعا ودينيا علميا عشر، تركت آثاره جدال

منها، مبراحل ومرت اخللية هذه تطورت وقد السنني، ماليني قبل آسن مستنقع يف كانت خلية احلياة أصل معتربا املوسوعة امليسرة يف األديان )،١٨٢ م). ينظر معجم أعالم املورد (ص:١٨٨٢ باإلنسان، (ت: انتهاء القرد، مرحلة

.)٢/٩٢٥واملذاهب واألحزاب املعاصرة (

٢٤٤

.على القرآن الكريم الثاني: إمكانية تطبيق المنهج األلسنيالمطلب

اح نل فكرية، وأدوات منهجية، ادئها: أصوال ومب ظ يف تعرضنا ملفهوم اللسانيات ونشأتساءل عن قامت عليها وفق الفلسفات الغربية ومفهومها للكون واحلياة والدين، وقبل أن ن

وهل من املمكن ،إمكانية إخضاع اللغة العربية هلا ندرسرآن الكرمي إمكانية تطبيقها على الق .ية اليت هي لغة القرآنإدخال ذلك العلم بفلسفة وجوده إىل نظام اللغة العرب

وهذا ناتج للمنهج الوضعي التجرييب الذي ينفي ،ا حبت ا وضعي ئا شياللغة املنهج اللساين د يع -١القول باإلهلام ولو يف بعض اللغة فأن ألي أحد خارج نطاق اإلنسان التأثري عليه، وعلى هذا

اللغة نتاج ف ومن مثذا املنهج، لكونه خارج القياس والتجربة يف ه ؛قول ال يعتد به مطلقا تمع فهوم. ينظر له من ذلك امل مقدسا ن دينيا وأي نص حىت لو كا ،اد عن ذلك االفرتاض التساؤل عن وتول ،نظام مستقلحبسب تلك املناهج هلا للغة فاعن ومثار ذلك هو االحنراف ،واستغراب كيفية اهتداء اإلنسان إليها ،وكيفية نشوئها ،وجودها

وعلى ذلك التصور بنيت ،ث عن علل موجبة لوجود اللغةالفطرة السليمة، حيث بدأ البح على السياق احلضاري والثقايفأسقطت فيما بعد النظريات باالعتماد على منظومات فكرية

ميش مرجعياته العريب بغية .)١(مسلماتهوإثارة الشك يف ،والتقليل من معطياته ،الوصول إىل ا وضعا وليس البحث يف حيث البه النظام اللغوي العريب، مما اهتم أو توقيفا اللغة وكو

.اللغوي وإمنا توجه االهتمام لالستعمالمنه، فائدة ا ليست مباينة هلا، ومن تلك الصفات اللغة، فهي ليست ف املتكلم ذات موصوفة، وصفا

تمع؛ ألنه وال مناغاة ألصوات الطبيعة، وليست من إن ،ظاهرة مستقلة عنه معلوم شاء ااخلالق له كله، بل ميتنع أن يكون خالقا لنفسه يكون هتبصريح العقل أن أجزاء الشيء ال وما دام ،ومعلوم أن الكالم صفة من صفات املتكلم ،)٢(فضال أن يكون خالقا ملا هو بعضه

هو اعتماد ما أنه ال يستطيع خلق صفة عضوية من صفاته فكذلك الكالم، وسبب املتاهة ولتقرر ،لزال االلتباس، وحتددت املفاهيم علهااية، ولو أسندنا األفعال إىل فينايف توحيد الربوب

.)١٠ (ص: احلديث والعصر العباسي العصر يف العربية نظام جتديد لدعوات املشرتكة ينظر: األصول) (١ ).٢٠٧ /٣(ابن تيمية ،الفتاوى) (٢

٢٤٥

وما ،)١(وألفاظنا من أفعالنا ،أفعالنا خملوقةوأن األلفاظ أفعال، و ،يف االعتقاد أن اللغة ألفاظوال يعرف خالف هذا ،العالجحدث من احنرافات لغوية يعد مرضا وتشويها خلقيا حيتاج إىل

ا لغة استعمال ال يعرف هلا طفولة وال ينتظر م للغة أ عن سلف األمة اإلسالمية، وكانت نظرمكتملة اجلوانب يف نظام املباين واملعاين توصف وصفا تفسرييا، ويتعامل معها يف ،هلا شيخوخة

ا وماهيتها؛ ألن حدود ما حتققه من مصاحل ومقاصد وأغراض، ومل يلتفت إىل د راستها لذاواشتغلوا بإدراج اخلواص يف نسق منهجي متكامل ،املسلمني اعتمدوا يف الغيبيات على املنقول

ونأوا عن البحث يف الشيء يف ذاته، واكتفوا بالنظر إىل االستعمال مث اجلمع والتصنيف ثلت يف نشؤ الفرق ب الطريق الصحيح وبرزت عوامل داخلية متوالتنظري، ولكن عندما تنك

أدى ذلك إىل التساؤل عن حقيقة ،املدعم مبناهضة أعداء اإلسالم، وانتشار الفكر اليوناينوجود ومن مث ،فكانت قضية إثبات حدوث العامل ،الذات وحقيقة االسم، والبحث يف "العامل"

فظ إىل حقيقة املنطلق األساسي لدى املنظرين ألصل اللغة، وكان مثار القضية تقسيم الل ،اهللاوهو تقسيم حاصل بعد انقضاء القرون الثالثة مل ،وجماز، وهذا التقسيم وقع يف كالم املتأخرين

يتكلم به أحد من الصحابة وال التابعني هلم بإحسان وال أحد من األئمة املشهورين، وال تكلم ن ليس غرضنا إقامة فباجلملة، حن ،به أئمة اللغة والنحو كاخلليل وسيبويه وأيب عمرو بن العالء

هذا غري معلوم وجوده، بل اإلهلام كاف يف النطق :الدليل على عدم ذلك، بل يكفينا أن يقاللى استعمال مجيع األجناس فقد دعى وضعا متقدما عامتقدمة، فمن ةباللغات من غري مواضع

لتقسيم باطل، وهو وإمنا املعلوم بال ريب هو االستعمال، فعلم أن ذلك ا ،ما ال علم له به قال ؛خمالفون للعقل ،فهم مبتدعة يف الشرع ،بل يتكلم بال علم ،تقسيم من مل يتصور ما يقول

.)٢(فإثبات وضع سابق على االستعمال متعذر ينفيمما ،على ارتباط تدل ال ،اعتباطية يف املنهج اللساين العالقة بني الدال واملدلول -٢

ا حمتواها عن اللغة لفصل أوىل درجة املسمى عن االسم وفصل ،عالقة لألمساء مبسميا دخلت أن منذ التجديد يف مشرتك عامل املراوغة وهذه احلضارة، تفكيك ومن مث ،الفكريا اإلسالمية، احلضارة إىل العقلية املدرسة منا إ املناورةوهذه املعاصرة، اللسانية النظريات وعضد

.)١٥٩ :ص( كمال حسن سعيد حممد، الفحول من علماء اإلسالم وأعالمهاملناظرات بني ينظر: ) (١ .)٦١-٤/٥٩( ىالفتاو :ينظر) (٢

٢٤٦

االستعمال مستوى دراسة وإمهال، املتالزمني بني والفصل اللغوية، املنظومة لتفكيكوجدت .احلضاري النص يالئم الذي

مقصية ،فالعالمة اللغوية حبيسة املفاهيم العقلية ؛هذا األصل التنظريي يضرب سلطة اللغةا تسبح يف فراغ العموم ؛عدم تعيني املعىنولذلك جنحت باللغة إىل إليه،الشيء املشار ،أل

.)١(تطابق بني العالمة وما تشري إليهة البعد أن نسفت عالق

ا :القول بتطور اللغة -٣ ا ومكا من أسس املنهج اللساين تارخيية اللغة، فاللغة حمدودة بزما ، وال بني النصوص الدينية يف كل لغة،الفروق بني اللغات الذي وجدت فيه، وهذا ال يراعي

ترمجت ، مث يونانية، مث ميةاآر مث سرييانة، مث ة، عربانية قدميفاذا كانت النصوص القدمية الدينية كذلك يف ، فليس األمر األساسية مل تعد مستعملة الغابل ،عرب العصور من لغة ألخرى

ختتلف عن وكذلك اللغة العربية اليت منذ زمن نزوله، بل القرآن لغته باقية مفهومة ،القرآناء العامل، كاإلجنليزية، والفرنسية، واألملانية، وهذا اللغات األخرى، وخباصة تلك املنتشرة عرب أحن

هلذه اللغات، أن العربية هلا امتداد تارخيي ليس : أوهلا :جوانب ةتالف يتجسد يف ثالثاالخا استمرت التطور اللغوي ظاهرة ، و حىت اآلن دون أن تتعرض لتغيري فرعي للغات أخرى مبعىن أ

اللغات األوروبية اليت ال ميضي عليها قرن حىت تصبح يف بارزة حتتاج إىل الدراسة واالهتمام يف .)٢(حاجة إىل معجم لغوي حديث

،باإلسالم، يبدأ هذا االرتباط بالقرآن الكرمي عضويا أن هذه اللغة ترتبط ارتباطا :وثانيها ، ة ذلك من جوانب احلياة اإلسالميمث ميتد يف احلديث الشريف والتفسري والفقه والتاريخ وغري

لدى فالقول بتطورها يعين حصر أحكام اإلسالم يف الزمن الذي أنزل فيه، وهذ وإن كان مطلبا ني العرب حياولون تطبيقه من خالل التارخيية، واللسانيات احلديثة، إال أن من خدع يالعلمان

أن ألن أي متخصص باللغة يدرك ؛باللسانيات احلديثة يف دراسة اللغة ينبغي له االنتباه لذلكرئ القرآن على رجل عامي ولو ق ،تطور اللغة العربية واختالف معانيها من زمن آلخر جمرد وهم

قليلة وحمدودة. اصحيح هناك بعض االستعماالت اختلف استعماهلا لكنه ،لفهم أغلب معانيه هاءاليت راجت يف مطلع القرن العشرين ومحل لواو العامية،لتمكني وهلذا كانت الدعوة

.)١٤١ (ص: احلديث والعصر العباسي العصر يف العربية نظام جتديد لدعوات املشرتكة لاألصو ينظر: ) (١ ).٧٣ (ص: ، حممد حممد حسني) مقاالت يف األدب واللغة(٢

٢٤٧

دف للقول بتطور اللغة العربية ،حلداثةا ومفكر ومن، إىل لغات عامية أسهل استعماال كانت يف زمن معني يناسب اللغة املستعملة فيه، للقول باحنصار معانيه وصوال ،رآنمث فصلها عن الق

واليت كانوا يطمعون أال تستعمل يف العصر احلديث.يف ال نعرف له مثيال ،الدرس اللغوييف ئلأن هذه العربية الفصيحة هلا تراث ها :وثالثها

افت واهتمام العلماء بدراستها اللغات األخرى، بدليل أنه منذ القرن الثاين اهلجري بدأ ا من معجم وصرف وحنو وأصوات .واجلوانب اليت تتصل

وهذا الرتاث اللغوي مرتبط مبرجعية العلوم اإلسالمية، مكتف بذاته، مستمد من النظرة سالمية للكون واحلياة والدين، يتبىن ثقافتها، ويرتبط مبفاهيمها، لذلك حماولة استحداث اإل

مناهج لغوية ونظام لغة جديد نشأ يف مرجعية غري دينية، مستمد من أفكار وثقافات البيئة اليت ا، إمنا هو حماولة إللغاء ذلك الرتاث اللغوي وتدجينه مبا يناسب النظام املستحدث نشأ

ينجح أو يستمر لفقدانه خصائص احلياة ولن سقط على اللغة العربية، وهو ما مل امل واالستمرار.

من عند استعماهلا من الغرض كان فلقد :الكرمي القرآن على األلسنية تطبيق حماولة يف أماا ا نادى ا بذور يف حتمل أ م نشأ كان ولذلك واملقدس، بالدين تعرتف ال اليت أيديولوجيا

موطن يف حىتحمل أخذ ورد نه اليزالإ إذ ؛وموضوعيته علميته ألجل ال املنهج هذا استدعاء النص تفريغ أجل من إمنا مسلماته، من كثري على قضت بعد فيما التفكيكية إن بل نشأته،

العلمانية، للقول لوجيةو ياأليد بل الستخدامه الدافع هي املعرفة فليست ؛اإلهلية صبغته منتمعي يصح محلها على ما لغة من زمن إىل زمن، وأن لغة القرآن البتطور ال يتجاوز إطارها ا

احنصار أحكام القرآن يف الزمن الذي نزلت فيه، وتغري معاين ألفاظه ومن مثالذي نزلت فيه، من زمن إىل آخر.تكي يش -وهو من أبرز من نادى بإدخال األلسنية يف قراءة القرآن-حممد أركون وهلذا كان

..يقول: ،كما نقل عنه تلميذه هاشم صاحل من انعدام وجود قاموس تارخيي للغة العربية كثريا هلا نفس نعتقد أن كلمات القرآن الكرمي مثال حنن ،فهذا يشل البحث العلمي يف لغة الضاد

،العصور كل مفردات اللغة العربية تغريت معانيها بتعاقب، وهذا خطأ كبري ،املعىن الشائع حاليا والبيئة اليت ظهر ،ينبغي أن نعود إىل العصر الذي ظهر فيه فلكي نفهم القرآن جيدا ومن مث

٢٤٨

ينبغي أن نتموضع يف حلظته ،أي القرن السابع امليالدي يف شبه اجلزيرة العربية ،فيها ألول مرةعاين السابقة، وإال فسوف نسقط املعاين احلالية على امل ،لكي نفهم معاين كلماته على حقيقتهان أو قل ينبغي أن نأخذ بعني االعتبار الفرتة املمتدة م ،ونرتكب املغالطات التارخيية الشنيعة

وقل األمر ذاته عن ،طويال ألن تثبيت نص القرآن استغرق وقتا ؛القرن السابع إىل القرن العاشر بقيت هي هي يف نعتقد أن معاين الكلمات يف نصوص اجلاحظ أو الغزايل حنن ،لغة الرتاث

على مر كلمات اللغة العربية تغريت معانيها ،داعصر طه حسني أو جنيب حمفوظ! ال أبهناك قاموس تارخيي للغة الفرنسية يعطيك معىن الكلمة الواحدة ، العصور بشكل قليل أو كثري

،وكيف أصبح معناها يف القرن الثامن عشر أو التاسع عشر يف القرن السادس عشر مثال ا الكلمة ،هااهيك عن العشرين، وما هي التحوالت اليت طرأت على معنان مل تتغري ولكن ذا

اإلنكليزية واألملانية. للغة معناها تغري وحتول بتغري العصور واألزمان. وهناك قاموس تارخيي .)١(ولكن ال يوجد قاموس تارخيي للغة العربية حىت اآلن

عالقة واملدلولالعالقة بني الدال هلذا املنهج هو أن عزز استعماهلموالشيء اآلخر الذي .آخر وال بأي شيء ،باط له بقائلهرتا البذاته مستقال يصبح النص كيانا ، فبذلك اعتباطية

يهدف استخدام املنهجية ، يقول أركون: هلية عن القرآنواهلدف هو نزع الصبغة اإلحىت ميكنه إدراك ،نصوص املقدسة ولو للحظةاأللسنية إىل حترير القارئ املسلم من هيمنة ال

املنهج - أنه :ويقول يف موضع آخر ،)٢(العالقات الداخلية للنص بكل حيادية وموضوعيةر على عالقاتنا يطيستطيع أن حيررنا من تلك احلساسية التقليدية اليت تس -األلسين

.)٣(السيكولوجية بالنصوصفدراسته حترره من االعتقاد بأن ،ذا املنهجالنص القرآين حسب هلك جنده يصحح ولذ

ا يرث بالبناء للمعلومي )٤(M ] \L تعاىل: في قولهف ،النص إهلي أما ،)٥(زعم أ

-٠٤-١٠ ، بتاريخ: ) مقابلة مع هاشم صاحل الذي اشتهر برتمجة كتب أركون يف موقع مؤسسة مؤمنون بال حدود(١ http://www.mominoun.com : م٢٠١٤

.)٩٤ ص:) الفكر اإلسالمي قراءة عملية ((٢ ).٢٩١ ص:) تارخيية الفكر العريب واإلسالمي ((٣ .١٢سورة النساء: ) (٤ .)٦٤-٢٩ ص:( من االجتهاد إىل نقد العقل اإلسالميينظر: ) (٥

٢٤٩

الاملعىن؟ الناتج من هذا على وما كيف يستقيم النص مع ما قبله وما بعده حبسب ذلك، واملواضيع اليت ، يطرحهااليت األسئلةأركون يف دراساته أي إجابات على ال يقدمبل ،شيء والتمحيص؛ ألن غرضه ليس بناء نسق معريف أو تقدمي إجابات منطقية تتحمل النقد يثريها؛

النص القرآين. عن -يتمىنكما -بل اهلدف هو إثارة الشكوك ونزع القدسية هج على نذلك املن حاولوا تطبيق مموحممد شحرور ،ويعد حممد أبو القاسم حاج محد

تمع وسقفه ، كرميالقرآن ال منادين أن تكون ألفاظ القرآن متحركة تكتسب معانيها من ثقافة ا .)١(املعريف

حممد أركون أو أبو زيد ومن حلقهم ومن هو على شاكلتهم مل يتمكنوا من ويف احلقيقة فإن ووقوعه يف ،واعوجاجه ،لعلمهم بعدم استقامة املنهج ،على القرآن كامال به نتطبيق ما ينادو

زيد وحممد شحرور يكتفون بالدعوة ووضع لذلك كان حممد أركون وقبله أبو ؛التناقضاتوبعض قصص ،آيات األحكام بعض حمددة منهاآيات علىواقتصرت حماولتهم ،اخلطوط األنبياء.

.)٤٢ حممد شحرور (ص: ،دراسات إسالمية معاصرةينظر: ) (١

٢٥٠

المنهج التاريخي. المبحث الثالث:

المطلب األول: المفهوم والنشأة.

اليت قامت عليها الدراسات اإلنسانية الغربية، ودراسة املناهج املنهج التارخيي أحد يعدتمعات التاريخ مطلب مهم عن هناوليس حديثنا ،لكل باحث عن احلقيقة واألخبار وحياة ا

املنهج التارخيي الذي يعتمد األخبار والروايات ويدقق يف صحتها، كما فعل رواة األخبار دين على أدق الروايات وأصحها، وكان علماء ن يف وصفهم وحتليلهم للتاريخ معتمو واملؤرخ

اجلرح والتعديل هلم قصب السبق يف البحث عن مدى صدق الرواة وعدالتهم وضبطهم.تمعات يقصد به يف املنهج التارخيي فالتاريخ : العلم الذي يبحث يف حياة األمم وا

.)١(قوم بينهاتوالعالقات اليت الرتكيز على ومدى صحتها، و دراسة التاريخن استبعاد مضمون األخبار ع ظ هناح ونل

ليلها بصرف النظر عن صحة اخلرب.وحماولة حت ،تنشأ خالل العالقات اليتدراسة التاريخ من ، ومن مث البوصفه جمال فعل اإلنسان باعتباره حمورا نظر للعامل يملنهج البحثي التارخيي ويف ا

.)٢(لإلنسان ةلنسبعن أي معرفة أو خربة إال با يكون جمال للحديث منهج يهتمفهو ،تتطور مع التاريخأن كل شيء أو كل حقيقة منهج يعين: فالتارخيية

.)٣(التارخييةبدارسة األشياء واألحداث من خالل ارتباطها بالظروف ا الزماحل االجتماعية ختضعكل الظواهر وهذا يعين أن نية واملكانية وشروطها املادية يثيا

أي قابليتها للتحويل ،والتغري ين خضوع البىن واملؤسسات واملفاهيم للتطوريع كما ،الدنيويةو .)٤(لصرف وإعادة التوظيفوا

ليست ،واإلميان باهللا ،كالعقائد الدينية ؛ورسوخا ثر تأصال العقائد واألفكار األك حىت

.)٢٢٧ (ص: يا، مجيل صليباملعجم الفلسفيينظر: ) (١ .)١٥ عبد املنعم حنفي (ص: ،املعجم الفلسفيينظر: ) (٢ .)١٣٩الفكر اإلسالمي قراءة عملية (ينظر: ) (٣ ).٦٥ (ص: نقد النصينظر: ) (٤

٢٥١

.)١(من اجلبال ثباتا ا اكثرأو غري واع أ نسان واعيا اعتقد اإلمبنأى عن التحول والتغري حىت لو ا تتصف بالنسبية التارخيية ،لى هذا تكون احلقائق كلها تارخييةع ا تتطور ،مبعىن أ أي أ

بتطور التاريخ. ،استبعاد الفكر الالهويت عن كل مشاركة يف احلياة العملية مفهوم التارخييةومن مقومات

اليت التارخيية وفق القوانني :أي ،وعدم التعامل مع الظواهر واألشياء إال من منظور علميكل تفكري إنكار ومن مث وليس القوى الغيبية ،وأن البشر هم من يصنع التاريخ ،حتكمها

البحث ال ينبغي أن يتعدى دراسة الواقع ألن ؛البحث يف العلل البعيدة داستبعاميتافزيقي، و عند أصحاب هذا - قائقومن مث كانت احل ،سة قائمة على التجربة واالستقراءاحملسوس درا

.حقائق جزئية نسبية متغرية، وليست كلية مطلقة -االجتاه الفلسفي

وجادامري ممن أسهموا يف فكرة التارخيية ،اي، وهيدغررواد االجتاه اهلرمنيوطيقي دليت د ويع .للنصوص

وحبسب هذا املذهب فإننا ال نستطيع احلكم على األفكار أو احلوادث أو املفاهيم إذ النظر ؛هتها للوسط التارخيي الذي ظهرت فيقدات واألديان ونظم اجلماعات إال بنسبواملعت

بينما نسبتها للوسط التارخيي ،إليها من ناحيتها الذاتية يوقعنا يف التباسات اختزالية مقيتةلذا فحسب هذا . ستضعها يف إطار املعاجلة والرؤية املوضوعية خلصائصها وتركيبها ومظاهرها

فاملنهج التارخيي ال يعرتف بصعيد خاص ،ة احلتمية للتاريخيال مناص من ضرورة النسب املذهبا بل يتعامل معها كأية ظاهرة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية ،للظاهرة الدينية وال يقر

.)٢(عادية

).١٣٨(ص: الفكر اإلسالمي قراءة عملية ينظر: ) (١ .)٢٢٩ل صليبيا (ص: مجي ،، املعجم الفلسفي)٤٤(ص: مناذج من الفكر املعاصر، سعد حباتر ينظر:) (٢

٢٥٢

.المطلب الثاني: إمكانية تطبيق التاريخية على القرآن

بتارخيه، مرهونا يكون أن جيب النص تفسري أن يرى نصوصالتارخيي يف تفسري ال املنهج .تارخيه عن نص أي فصل ميكن فال ميالده، حلظة هناك ساكنا يكون أن وجيب، وإذا نظرنا للمنهج التارخيي روافد القراءات املعاصرة للقرآن أهم أحداملنهج التارخيي هو و

:رئيسنيصرين يف تأويل النصوص وتفسريها يربز لنا أنه يتكون من عنالنظريات التأويلية: وقد أسلفنا يف مباحث اهلرمنيوطيقيا عن نشأة التارخيية يف تأويل -١

ا ،النصوص ص كيانا العتبارمها الن وجادامرير ايدجيه ووسعها ،يف أفكار دليتاي كانتأن بذرها من تفصح عن نفس هيف ،عن اإلنسان وجودي وليس تعبريا حدثاللغة ف ه،بنفس مستقال ألنه أحد ؛لذلك فالنص له وجود وكيان مستقل بنفسه ،وليس العكس اإلنسانخالل

بل النص حيمل يف طياته بنيته ،عربة هنا بقصد املؤلف أو مراده من كالمه وال ،ةغمتوضعات اللذا تتساوى مجيع ،ص نفسهبل بالن ،عربة مبصدر النص وهلذا ال ،ومقومات تفسريه و

وإذا أضفنا ،زمن الذي قيلت فيهمتشكلة ومتأثرة بالواقع وال -يف نظرهم-اليت هي ،النصوصعلى ذلك ما عززه دي سوسري يف مباحث اللسانيات من أن اللغة مفهوم مجعي يتغري بتغري

عن اللغة يف وال يلزم من هذا أن الفهم الذي نشأ ،من من حيث الداللة على املدلوالتالز يف إطار زمين لألن فهم أي نص يتشك ؛ي نشأ يف زمان آخرزمان حمدد أن يطابق الفهم الذ

تمع الذي كانت فيه. ،ممتدة فمدلوالت ألفاظ اللغة غري ،حمدد بل حمكومة بالزمان وارى أن املعرفة اليقينية هي معرفة الظواهر اليت تاليت :املادية يف الفلسفات الغربية االجتاهات -٢

ذلك علىوينطوي ،تلك اليت يتيحها العلم التجرييب ماتقوم على الوقائع التجريبية، وال سي وأسباب وجودها. ةإنكار وجود معرفة تتجاوز التجربة احلسية، والسيما فيما يتعلق مبا وراء املاد

إال نتاج للواقع، وهو وما هاملادية املاركسية اليت ترى أن الفكر من أهم تلك االجتاهات:و انت األفكار الدينية لذلك كو ،اك فكر يأيت من جهة مفارقةوليس هن ،انعكاس للعامل اخلارجي

ا ؛من أشد األفكار اليت نقدها الفكر املاركسي أهم األفكار اليت تأيت من جهات مفارقة لكو للواقع.

وتأويله من خالل الواقع الذي فيبقى فهمه ،فالنص مرتبط بواقع اجتماعي واقتصادي حمدد

٢٥٣

ن لكل واقع إإذ ؛ميكن امتداده إىل واقع وزمان خمتلفني ل الوهذا الفهم والتأوي ،تشكل فيه ال يقبل االمتداد لغريه. ا متغري ا فهم

اليت تنظر لكل مقدس على أنه خرافة صنعها ان املاركسيةشأت يف أحضنفالتارخيية إذن م للتارخيية وتنظريا وال يستغرب أن املاركسيني كانوا أكثر تطبيقا ،البشر يف طور من أطوار حيا

م طور ا كان يف حيا ا عماد املاركسية، وغالب إن مل يكن كل العلمانيني العرب املنادين أل أو حاولوا ،حىت ولو زعموا التخلي عن املاركسية بعد أفول جنمها -إن صح التعبري-ماركسي

املادية جمرد أطر رخيية أن التابواالدعاء ،لإلسالم املادية مبا يرونه مناسبا حتوير مفهوم التارخيية .)١(نريد ؤها مبالوم ،ن توظيفها يف جمالنا اإلسالميميك ،فكرية فارغة

، فهي وهلا تصورها املؤصل عن الكون والتاريخ والدين ،فكرة ذات أسس عقدية التارخييةفار هذا البناء نظريا ،لي عنهاعقيدة تقوم على مسلمات إذا خت ن ينهار قبل أ أو عن بعضها ا

خاصة بالنصوص وجزئية للكون واحلياة، لذلك حماولة تقسيم التارخيية إىل شاملة ،)٢(إجرائيا العلمانيون العرب حماولني أخذ ما يناسب أهدافهم وإمنا جلأ لذلك التقسيم، تبدو غري منطقية

هي إال نبوة مايف القول بتارخيية األحكام، وترك ما يثري االعرتاض عليهم بالقول بأن الوحي والا.ظواهر بشرية تمعات البشرية وحاجا ، حتدث بسبب تطور ا

وبنظرية ،هلا ارتباط وثيق باملاركسية -كما أسلفنا-وبالرغم من أن فكرة املادية التارخيية فإن العلمانيني العرب حاولوا جاهدين البحث عن أصول فكرية ومعرفية )اهلرمنيوطيقيا(التأويل

وحملاولة تفكيك الشريعة من ،ألجل إضفاء املشروعية على اخلطاب العلماين ؛مهلا يف اإلسالوالناسخ ،وأسباب النزول ،ن املكي واملدينبأوبذلك جاء القول ،الداخل مبا خيدم ذلك املشروع

ومن أهم تلك العلوم ، يقول أبو زيد: ال جتليات واضحة لتارخيية النصإهي ما ،واملنسوخويقول طيب تيزيين: ،) ٣(تارخيية النصوص علوم املكي واملدين والناسخ واملنسوخمبفهوم اتصاال

وتفرض ربطها باألحداث، ومن مث ينبغي تفسري ،تنتهي إىل تارخييتهاواقعية آيات القرآن

نقدية (ص: دراسة: الكرمي والقرآن األخرية الثالثة العقود يف احلداثيون العرب ،)١١٤ واحلداثة (ص: ينظر: الرتاث) (١

١٥١.( ).١٥٢ (ص: نقدية دراسة: الكرمي والقرآن األخرية الثالثة العقود يف ) احلداثيون العرب(٢ .)٢٠٦(ص: ) نقد اخلطاب الديين(٣

٢٥٤

،ألن النص نزل وفق األحداث واملناسبات البشرية ؛القرآن بأسباب تنزيله ال بعموم ألفاظهوحقل جغرايف ،و جييب عن مشكالت بشرية تنتمي إىل زمن تارخيي معنيفه ،واستجابة هلا

.)١(معينة حتمل خصائص ،وبشرية، وبيئة اجتماعية ،حمددكل نو بعيد هؤالء واحلقيقة أن ،بن خلدوناأو ،باملعتزلة التارخييةفكرة لصاقإكما حاولوا

اإلمياناملسلمات عند املعتزلة ننا نرى أنه كان من إإذ ؛املادي نهج التارخيياملعن البعد ،واملنطلقات املنهجية ،ولو وجد تشابه فإن األصول الفكرية ،وأحكام الشرع ،والنبوة ،بالوحي

من فلسفات تقوم على نفي تلك النطريات اليت استقت أصوهلا ختتلف كل االختالف عنبأن األديان من عند هذا املنهج يصدر عن نزعة مادية وضعية ال تؤمن، فالدين والغيب عموما

. لتاريخ حتكما كامال ااإلنسان يتحكم براها إنشاء إنسانيا، وذلك ألن تاهللا تعاىل، و وحممد ،العرويكبالتارخيية بال استثناء وأدعياء القراءة اجلديدة العرب نو العلمانيوقد ولع بني اول التوفيق جاهدا حالذي ، واجلابري تيزيين، وطيب شحرور، وحممد ،ونصر أبوزيد ،أركون

ا املنهج الوحيد القادر على قراءة الرتاث ضمن حركته واإلسالم، وكانوا املادية التارخيية يرو .للعصر احلاضر منه ما يصلحالتارخيية وحتديد

القراءات اجلديدة ىحماولة إضفاء التارخيية على القرآن هي القاسم املشرتك بني كل دعاو و ا.للقرآن مهما اختلف ا ومنطلقا ت اجتاها

، مما يؤدي إىل إخضاع النص ألثر الزمان واملكان واملخاطب مطلقا تعين: القرآنتارخيية و تعاليم فتكون ،)٢(ومكانالتنصل من سلطة النص، وقداسته، ومشوليته، وعمومه لكل زمان

عات على اختالفها التشريو ، والعقائد ذات طابع تارخيي ،القرآن املقدسة مرتبطة بظروف تارخييةال املهم هو ارتباط النص باللحظة التارخيية اليت ولد فيها وأن ،هي نسبية حسب الواقع التارخيي

.)٣(وجد فيهتأثريه الزمان واملكان الذي زيتجاو ، وكل السنة أيضا بل بتارخيية ،لذلك مل تكن النظرة خاصة بتارخيية النصوص القرآنية فقط

).٥/٣٨٠القرآين (لنص ) ا(١ ). ٣٣٢ (ص: ) ينظر: العلمانيون والقرآن(٢ (ص: املوروث إىل حتليل اخلطاب الديين)، القرآن من التفسري ب٦: ) ينظر: النص السلطة احلقيقة، نصر أبو زيد (ص(٣

١٤.(

٢٥٥

والفقه ،كتاب والسنة يف خمتلف العلوم كالتفسرياملستقاة من ال أفهام علماء املسلمنيألحوال بشرية عارضة ومتغرية، فإذا ذهبت أحكام أتت نظرهمأحكام الشريعة يفف .)١(وغريمها

.)٢(تلك األحوال ذهبت أعراضها معها

)٢٩ (ص: بري)، حنن والرتاث، حممد اجلا١٢٥ ه اإلسالمي، حممد شحرور (ص:ق) ينظر: حنو أصول جديدة للف(١تمع،(٢ ).٢٣-٢٢: (ص الطاهر حداد ) ينظر: امرأتنا يف الشريعة وا

٢٥٦

).(Mythology المنهج األسطوري :المبحث الرابع

.والنشأةالمطلب األول: المفهوم

ألن مرادنا هو مفهوم يفيدنا هنا؛ طالحي لكلمة أسطورة الإن التعريف اللغوي واالص األسطورة يف ضوء املناهج الغربية للنقد، وليس املراد حتديد معىن األسطورة يف اللغة العربية.

متصلة ونفسية خطاب لغوي ورمزي ينطوي على حقائق اجتماعية وثقافية :األسطورةفما انفكت تؤكد أن ،لها ألن تكون جمال حبث لعلوم إنسانية عديدةوهو ما أه ، اجلماعةبالفرد و

ا وفك ما استغلق من فهم، حنتاج يف تبني داللألسطورة بنية رمزية .ا إىل تأويلهالميكننا من ،ثقايف وحضاريمثل اللغة له مدلول واملنهج األسطوري عند من يستعمله

وإمنا نسق لغوي ،مفككة ا ليست رموز فاألسطورة، املعارف واحملرماتتفسري القيم األخالقية و فهي ذات قيمة توضيحية وتوثيقية بالنسبة ،على صلة وطيدة بتاريخ األفكار وتاريخ األديان

نظام رمزي داليل تواصلي تفسريي للظواهر :إذن هي ؛للوعي اجلماعي اخلاص جبماعة بشرية ا ، وبذلك تكون األسطورة خطابواملقدسات ،واحملرمات ،اتواملعتقد ،واملؤسسات االجتماعية

.)١(احلقيقة لفهم ينطلق من وجود اإلنسان ليعود إليه سعيا ا وجوديوعلم اللسانيات ،وثيقة باألنثروبولوجيا النصوص عالقةيف حتليل وللمنهج األسطوري

، يبحث يف علم اإلنسان متخصص يفلم ع anthropology فاألنثروبولوجيا .احلديث، ويف السالالت البشرية وخصائصها طوره وأعرافه وعاداته ومعتقداتهأصل اجلنس البشري وت

ا نثروبولوجيا، من جهة أهم، تستكشف، حبكم ختصصها، الدور الوظيفي كما أن األ ،ومميزا .)٢(الذي تؤديه فكرة املقدس بالنسبة لبنية اجلماعة اليت تعمل داخل إطارها

ىرمزية ما يسم، و ظاأللفاحيث رمزية الداللة يف نباللغة مهتمامها انيات فالما اللسوأا عبارة عن جمازات ،"اللغة الدينية" ا تعرض ؛وأ ألن اللغة الدينية تتميز عن اللغات يف أ

ة الدينية لقد اكتشفت اللغ ،رمزية للحياة أكثر مما تقدم تعابري مباشرة عن احلياة والوجود صورا

.)٢/٢٨١)، املوسوعة العربية (٦٩ (ص: أمحد محدي :ترمجة ،كاسيرير أرنست الدولة واألسطورة،ينظر: ) (١ ).٣/٧٦٣ينظر: املوسوعة العربية () (٢

٢٥٧

.)١(بشكل فريد نادر املثال الرمزية الدينيةجورج سنتيجة جلهود عاملني مها سري جيم هذا املنهج النقدي قد تبلورت مالحمهو

وكانت جهوده فيما يتعلق بالنقد ،)٤(الذي ارتبط امسه باسم فرويد )٣(وستاف يونغجو ، )٢(يزرافر .األسطوري يف نظرية الذاكرة اجلماعية

ة ظهرت نتيجة للتفسري اخلاطئ لبعض أن مجيع العقائد الدينيهذا االجتاه أصحاب ويرىأن ظاهرة األحالم ، و حالم واألمراض والنوم واملوتاأل :مثل ،الظواهر اليت يتعرض هلا اإلنسان

واحاول اإلنسان، كمالدى االعتقاديتوجيه الفكر ة املوت كان هلما األثر األكرب يفوظاهر تطورت إىل فكرة اإلله العايل ة على اختالف أنواعها واليتدينيصل الثقايف للمعتقدات الاألإبراز .ةمرحلة املدني يف

جيتهد يف البحث عن وسيلة للتحكم يف البيئة اليت كان اإلنسان ومن تلك التحليالت أن يتعني نه أو ، إىل أن هناك كائنات مشخصة هلا وجود يف كل مكان به ذلك فيها، فانتهىيعيش

: ور العقلي البشري مر بثالث مراحلن التطأو ،وهكذا كان مولد الدين الوضعي ،اسرتضاؤها .)٥(والعلم ،السحر البدائي، والدين

، اللغة الدينية خصوصا عبارة عن رموز د حد امتدادات اهلرمنيوطيقيا الذي يعأظ ح وهنا نل ،العرفية االستخداماتين املقصودة يف وأن املفاهيم املضمنة يف الكلمات الدينية ليست املعا

.)٢٠٢ علي املقلد (ص: :ترمجة ،حممد أركون وغارديه لوي ،األمس والغد :) اإلسالم(١دراسة يف :الذهيب الغصن" :أشهر أعماله م)،١٨٤٥بريطاين، ولد عام ( أنثروبولوجيا عامل :سري جيمس جورج فرايزر) (٢

األساطري، وفيه يؤكد أن فيه تتبع م،١٩١٥ عام حىت م١٨٩٠ عام ألفه من جملدا، عشر اثين يف وهو"، السحر والدين ).٣١٩م). ينظر: معجم أعالم املورد (ص: ١٩٤١حر أوال مث الدين مث العلم، (ت: اإلنسان آمن بالس

م)، عرف ببحوثه يف جمال الالوعي وامليثولوجيا، (ت: ١٨٧٥كارل جوستاف يونغ، عامل نفس سويسري، ولد عام () (٣ ).٥١٠م). ينظر: معجم أعالم املورد (ص: ١٩٦١

م)، أحد أشهر علماء النفس وأكثرهم أثرا يف ١٨٥٦وي، ولد عام (سيغموند فرويد، طبيب أمراض عصبية منسا) (٤ الفكر احلديث، اشتهر بطريقة التحليل النفسي القائمة على تأكيد أثر الالوعي، والغريزة اجلنسية يف تكوين الشخصية،

).٣٢٢املورد (ص: أعالم معجم: ينظر م).١٩٣٩ (ت: . )٢٦٥ص: (عناد غزوان وجعفر اخلليلي :ترمجة الدكتور، سكوت ويلرب ،مخسة مداخل إىل النقد األديبينظر: ) (٥

٢٥٨

از تكتسب اللغة الدينية رمزيتها القابلة لالنفتاح من خالل دائرة التأويل .)١(وعن طريق هذا ااز و وهو قريب من قول بعض الفالسفة ،كلها رمزية جمازيةاملستخدمة اللغة : أن املراد با

عن اهللا وعن اليوم اآلخر وعن اجلنة والنار وعن إن األنبياء أخربوا ن قالوا:املتقدمني الذيلكنهم خاطبوهم مبا يتخيلون به ويتومهون أن اهللا ،املالئكة بأمور غري مطابقة لألمر يف نفسه

ألن من ؛وإن كان األمر ليس كذلك يف نفس األمر ،حمسوسا وأن هلم نعيما ،جسم عظيم .)٢(نهلو خياطبوا مبا يتومهون به ويتخيمصلحة اجلمهور أن

).١١٨ نصر حامد أبو زيد (ص: ،اخلطاب والتأويلينظر: ) (١ ).١/٩( والنقل العقل تناقض درء )(٢

٢٥٩

.على القرآن الكريم المنهج األسطوري ية تطبيقانالمطلب الثاني: إمك

حيث يرون ؛أصحاب القراءات املعاصرة للقرآن الكرمي ذا االجتاه األسطوريغف ش قدلمن ويعد هذا املنهج ، يقول قائلهم:ة قراءات متعددة للنصواحلرية وإتاح ةباملرون أنه يتمتع

وشل فاعلية ،اليت ميكن اعتمادها يف الصراع الفكري الدائر مع التيار الديينأمضى األسلحة افتها ،وتعرية أفكاره ،أسلحته التقليدية .)١(اوعدم واقعيته ،وبيان

،احلكايات الصحيحة باملزورة القول بأن القرآن عبارة عن نص مركب ختتلط فيه نإإذ نموذج دميومة الإىل إلغاء كالمهم يؤدي حسبس األسطورية،والوقائع اخليالية بالتصورات .)٢(القرآين التعبوي والتجييشي

كغريه من علم النفس االجتماعي كانو األنثروبولوجياي الذي نشأ يف ظل املنهج األسطور و تستبعد الدين من جمال البحث، بينما زاد عليها هذا املنهج بتقدمي تفسري علمي للدين املناهج

افون منه خي إىل مالإلشارة ا فكانت رموز والعقائد أما املقدسات ،بشري يتطور فكر أنهو وجيهلونه.

ذا فإن تطبيقه على النص القرآين يستلزم عدم اإلميان أوال مبفهوم الدين وتصور العقائد و كما يعرضها القرآن.

ا جمرد ،ا املباشرةعن دالالالقرآن لفاظهذا تعطيل أويستلزم رموز استمدت واالعتقاد بأبل بلغة قريبة من ،ينقل ويدون باللهجة اخلاصة مبكة القرآن مليقول حسن حنفي: ،من البيئة

"رمزية ومن هنا، كانت ، نت قد جتلت كلغة للسحر منذ قروناللغة الشعرية العامية اليت كا"هذه الرمزيات الوعي باخلطيئة "، و"رمزية اآلخرة"، و"رمزية األمة"، و"رمزية احلياة واملوت"...

ا كل ادعاءات العقل الربهاين املختلفة تغمر اخليال بتمثيالت أسطورية تتصدأ باالصطدام إنه يتوجب علينا أن خنلص من السخرية اليت تتحدث ،ي يطمح إىل إبطال العجائبية عنهاالذ

ار من اخلمرة والعسل، إخل، فتلك الصور ال عن جنة اهللا اململوءة باحلور العني، حيث جتري أا، وقيمتها اإلحيائية القصوىتستمد قوة إث اخليال الشعري لدى إال إذا ربطناها ببنيات ار

.)٢٨سيد حممود القمين (ص: ،) األسطورة والرتاث(١ .)١٠٦) الفكر اإلسالمي قراءة عملية (ص: (٢

٢٦٠

باختزالنا الدين يف جمموعة من الطقوس واملؤسسات واملناشط الدنيوية القابلة و ، األعراب البدووجود اإلنساين العلمي، فإننا نسرع من وقع مسار إبطال القداسة عن العامل وعن ال للتحليل

.)١(لتستقر آخر األمر يف الدنيوي املباشر والعارض

).٨٧-٥/٨٠ثورة (من العقيدة إىل ال) (١

٢٦١

.)structuralisme( المنهج البنيوي :خامسالمبحث ال

لنشأة.المطلب األول: المفهوم وا

مستخدم يف عدة ختصصات علمية تقوم العشرين، القرن بداية يفتيار حبث انبثق البنيوية: جمردة،عقلية تكون:ن أاصر األساسية املكونة لبىن ميكن العناملتبادلة بني على دراسة العالقات

.ثقافية ،اجتماعية ،لغوية، لكن جنمها حقل علم النفس برزت البنيوية يف بدايتها يف مطلع القرن التاسع عشر ضمن

النظري خمرتقة مجيع أنواع يف منتصف القرن العشرين حني ال قت شعبية منقطعة سطع فعال خصصات.والتالعلوم

كلود ليفي و ،فريديناند دي سوسري تطويرها: طارها وعمل علىإأبرز من عمل ضمن .)١(شرتاوس

ا (بناء) أو (هيكل)، أشبه شيء باهليكل والبنيوية اللغوية : منهج عام يأخذ اللغة على أة اهلندسي املتشابكة وحداته ذات االستقالل الداخلي، واليت تتحد قيمها بالعالقات الداخلي

، والسياق أو املكتوبكصاحب النص املنطوق ،عناصر خارجية وذلك مبعزل عن أي بينها،؛ تصاص علم اللغة يف نظر البنيويني؛ إذ إن هذين العنصرين ليسا من اخاللغوي اخلارجي غري

ان يكون يف بنية أاملعىن جيب ف .كل اللغة من حتليل الكلمات ذاه عن أي مالبسات مها استقالليت نظرتني:عتمد على ومعىن ذلك أن حتليل أي نص لغوي ي

، فلم يعد من املهم تشابك وحداته وترابطها فيما بينها داخليا :، والثانيةأو ظروف خارجية .)٢(ه وعملها جمتمعةئبل املهم معرفة كيفية ترابط أجزا ،هئ، أو مكونات أجزاالشيءمعرفة ماهية

على سيطرة النظام اللغوي على عناصره، وحترص على تقوم البنيوية اللغوية: نإ، فوهكذا

فرنسي اجتماع عامل اليهودية، الفرنسية البورجوازية من عائلة إىل ينتمي م)،١٩٠٨( شرتاوس، ولد عام ليفي كلود) (١

لد ٢٠٠٩ البنيوي (ت: الفكر أعمدة وأحد ). ينظر: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، عبد الوهاب املسريي، ا الثاين عشر.الثالث، اجلزء الثاين، الباب

(ص: )، دليل الناقد األديب٢١٨-٢١٧، املعجم الفلسفي، مجيل صليبيا (ص:)٥/٤٢٤( العربية ينظر: املوسوعة) (٢٦٨.(

٢٦٢

مل يستخدم لفظها دي سوسري مع أنو ،الطابع العضوي لشىت التغريات اليت ختضع هلا اللغةإال أن الفضل األكرب يف ظهور املنهج البنيوي يف دراسة ،وإمنا استخدم كلمة "نسق" أو "نظام"

.)١(ية يرجع إليه هو أوال وبالذاتالظاهرة اللغو

وال مقاصده وال أوضاعه اليت أنتج فيها خطابه، املهم النص، ال يهم مؤلفيف البنيوية و هنا النص املوجود، ندرسه من خالل العالقات القائمة بني أجزائه وتراكيبه ومجله.

حتكمها قوانني بل هو صيغة كتابية ،يعتمد على قدرة املؤلف ا فالنص ليس إبداعودور القارئ مبا معه من أدوات حل الشفرات، فالبنية هي ،بها بصلةمتت لصاح ، الوشفرات

.)٢(وليس العكس ،اليت تتحكم يف املؤلف وتصنع النصا ما و يار يف أوائل السبعينات من القرن العشرين، وظهر مكا بدأت البنيوية يف اال

هم فالسفتها.أ )٣(ريدا. وكان روالن بارت وجاك د"بنيويةما بعد ال"اصطلح على تسميته وكان بارت قد حتول عن البنيوية إىل ما بعد البنيوية، وانتقل يف دراسته من أمهية الكاتب

توليد معاين إىل دور قارئ النص يف ،يف تركيب النص األديب باعتماد معايري وبىن جاهزة الصنعاية هلا استقاللية ) اليت أعلن فيها١٩٦٨( "موت كاتب"وجاء هذا يف مقالته ،جديدة ال

أو حبدود ما قصده الكاتب منه، ،النص وحصانته ضد أي تقييد له مبعايري أو حبدود مضمونةذا ه اية البنيوية وبداية ف ،و املنتج للنص وملعان متجددة فيهفيصبح القارئ كانت هذه

.)٤(التفكيكيةاهات النقد وقد تلقف النقد األديب العريب هذا املنهج كما أولع بتلقف غريه من اجت

ووجد امتدادا ،و اإلعمالوتطبيقها على النصوص كمرحلة أولية، سواء على نطاق الرتمجة أل ءلبث أن تالشى وتضا مث ما ،مهده بعد أفوله يف يف منتصف السبعينيات خصوصا له كبريا

هذاوكان لضبابية ،قملستجلبة املتسمة بالتسارع والقلاالهتمام به أمام احلركة النقدية ا

. )١٠٢ :ص( كمال بشر التفكري اللغوي،ينظر: ) (١ .) ١٧٦ ص:صالح فضل ( ،) نظرية البنائية يف النقد األديب(٢ر بنقده الشديد التفكيك، اشته نظرية م)، صاحب١٩٣٠ولد عام ( اجلزائر، مواليد من فرنسي فيلسوف دريدا جاك) (٣

م).٢٠٠٤ (ت للبنيوية وروادها .)٥/٤٢٥( العربية ينظر: املوسوعة) (٤

٢٦٣

بعد أثر كبري يف خفوت االجتاه البنيوي وظهور ما ،وكيفية تطبيقه ،واملراد به ،املصطلح .)١(البنيوية

). ١٤٩ (ص: املعاصر العريب الفكر يف احلديثة التأويل ظاهرةينظر: ) (١

٢٦٤

.المطلب الثاني: إمكانية تطبيق البنيوية على القرآن الكريم

ذا التعريف والتحديد هي حد أشكال اهلرمنيوطيقيا (التأويلية)، وتستمد أغلب البنيوية يضم يف ميكن القول إن اهلرمنيوطيقيا متثل منهجا و سابق ذكره،لللسانيات امباحثها من علم ا

.داخله غالب االجتاهات النقدية اليت تعد البنيوية أوسعها انتشارا ن حماولة تطبيق املنهج البنيوي على القرآن تعين: إ البنيوية نأل ؛ص أو مفاهيم سابقة أو غيبيةنفال قداسة للقائل أو ال ،ر القائلعدم اعتبا بأن تؤمن فال ،بقوانني وحتليالت مشولية قاطعة ال تستثين قائال وال نصا وال لغة مطرد منهج .اإلهلي مصدره إىل راجعة عنه خارجة صفة يكتسي قد نصا رؤية العامل كما جتسدت يف بل ،يهدف لشرح وبيان املعاين الذي التقدمي التحليل اللغوي

ذا ننتقل من (النص املاثل) إىل النص الغائب، وذلك أن النص ،املمارسة األلسنية للنص وفيقدم التحليل ،)١(املاثل ليس ذرة مغلقة على نفسها، بل هو نتاج اجتماعي تارخيي

هدار إومعلوم أن تطبيق ذلك على القرآن يستلزم ،حينها على املعاين التارخيياالجتماعي .له عية التارخيية واعتبارها مصدرا وإكسابه قبل ذلك الصبغة االجتما ،معانيه

لطبيعتها أداة مهمة استخدمت يف كافة مناهج حتليل القرآن وقد كانت البنيوية نظرا .وقد قدمنا القول فيها ،سطوريةالسابقة كالتارخيية واأل

ا ودعا الستخدامها وكانت ، يف قراءة القرآن منهجيا وقد كان حممد اجلابري ممن شغف ند إىل ثالث خطوات منهجية أساسية، وهي: الطرح البنيوي الداخلي، والطرح تستقراءته

أن املعاجلة البنيوية الداخلية تنطلق من النص كألفاظ ، أي:التارخيي، والطرح اإليديولوجيتم ، وقضايا وإشكاليات ثالثا ، ومعان ثانيا أوال . مبعىن أن نتعامل مع النص كمعطى، وال

وراء الرغبات ال شعوريا أو ة املسبقة حول الرتاث، أو االنسياق شعوريا باألحكام اخلارجيضرورة وضع مجيع أنواع مع ،وتأويال وتفسريا احلاضرة، فال بد من االنطالق من النصوص فهما

كمدونة، إن واالقتصار على التعامل مع النصوصالفهم السابقة لقضايا الرتاث بني قوسني،

).٤٢ :ص( محممد عزا فضاء النص الروائي، مقارنة بنيوية تكوينية،: ينظر) (١

٢٦٥

أللفاظ اهذه اخلطوة األوىل هي جتنب قراءة املعىن قبل قراءة األلفاظ ( القاعدة الذهبية يفجيب التحرر من الفهم )،كعناصر يف شبكة من العالقات، وليس كمفردات مستقلة مبعناها

جيب وضع كل ذلك بني قوسني، ،قات الرتاثية أو الرغبات احلاضرةالذي تؤسسه املسبأي: من خالل ،معىن النص من النص نفسهواالنصراف إىل مهمة واحدة هي استخالص

.)١(العالقات القائمة بني أجزائه

). ٨٥ ص:( اخلطاب العريب املعاصر) (١

٢٦٦

).deconstruction( المنهج التفكيكيس: السادالمبحث

.المطلب األول: المفهوم والنشأة

تقرتن باألشياء ، وهي عادةاهلدم والتقويض والتخريبعلى مصطلح (التفكيك) يدلوالنظم ،مستواه الداليل العميق يدل على تفكيك اخلطاباتلكن املصطلح يف ، املادية املرئية

م بالبؤر إىل اإلملا الفكرية، وإعادة النظر إليها حبسب عناصرها، واالستغراق فيها وصوال يف الستينات الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا وكان أول من استخدمه ، األساسية املطمورة فيها

ه تلك البنية.دتفي عه وتفحص مادف تفكيك بنية اخلطاب مهما كان نو ه ظالل رافقت داللت ما وغالبا ،ومع اتساع استخدام املصطلح ازدادت دالالته غموضا

.)١(تكلف باأللفاظامللتالعب اأو ملصطلح العدمية، سلبية جعلته مرادفا اية الستينيات امليالدية، ك ان وقد أسلفنا يف البنيوية أن إعالن بارت موت الكاتب يف

بداية لنشوء االجتاه التفكيكي يف النقد.باستمرار، وال ما يؤكده التفكيك ويتحول عنده إىل هدف هو أن اخلطاب ينتج لعل أهم و

جتمع جل الكتابات على أن القراءة التفكيكية قراءة متضادة، تثبت معىن و يتوقف مبوت كاتبه،ا تسعى إىل إثبات أن ما للنص مث تنقضه لتقيم آخر على أ نقاضه يف إطار "إساءة القراءة"، إ

تبحث عن اللبنة القلقة غري ، فهي إذا نظرنا إليه من زاوية مغايرة هو هامشي قد يصري مركزيا ويف كل عملية هدم ،ن من أساسه ويعاد تركيبه من جديداملستقرة، وحتركها حىت ينهار البنيا

أفق القارئ وتكتسب العناصر املقهورة أمهية جديدة، حيددها ،النص وإعادة بناء يتغري مركز .، وما هو غري جوهري جوهرياوهكذا يصبح ما هو هامشي مركزيا ،اجلديد

اللغة أبعد ما تكون عن التعبري املوضوعي الشفاف، ولذلك جيب ة أنيوتؤكد التفكيكيع أنواعها، هي لغة استعارية تعتمد يف تناوهلا بقدر كبري من التشكك وعدم اليقني، فاللغة جبم

عملية التوصيل على إحداث تأثري أو تكوين صورة، وذلك لعجزها عن نقل الواقع أو األفكار ، ومن هنا كان التشكك النقدي الذي متارسه التفكيكية يف دقة املعاين املباشرة موضوعيا نقال

).٦/٧٠٢املوسوعة العربية (ينظر: ) (١

٢٦٧

.)١(للغةاية هلا، إلمكانات يف غياب الكاتب تصبح عملية إجياد تأويو الت للنص عملية عبثية ال هدما منظمنيو ولكن هذا ال يعين ختليا فوضويا عن كل القيود، وإمنا تفكيكا ،باملعاين اللعب

إلنتاج معان أخرى، وكأن القارئ يعيد كتابة النص، فيصبح منتجا له وليس مستهلكا، وهذا ."بعد البنيوية ما"وهو أساس دا، ياملذهب التفكيكي، الذي طوره در أساس

مناهج )،١٠٩ :ص( دليل الناقد األديب ،)٣٢٠ :صشبل ( حممد مدخل فلسفي، :املذاهب النقدية احلديثةينظر: ) (١

).١٣٠ ص:( صالح فضل النقد املعاصر،

٢٦٨

.المطلب الثاني: إمكانية تطبيق المنهج التفكيكي على القرآن الكريم

نومن الذي ،يف الثمانينات تساداليت نقد ت الحضور كغريها من اجتاها للتفكيكيةان ك .)١(أركون وعلي حرب وهاشم صاحل وغريهم مارسوها

ما منهجني نقدية على ذات النصيولعله من املفزع أن تطبق البنيوية والتفكيك ني، كوكأركون يستخدم أدوات النقد ، ولكننا وجدنا باحثا خمتلفني قام أحدمها على أنقاض اآلخر

وحياول ،عن أي عامل آخر ال ينظر إال للنص مبعزل بنيويفهو ،النص القرآين تلك على تعديد املعاين. التدقيق يف العالقات بدل املعاين، وهو تفكيكي إن أراد نسف كل قراءة سابقة و

ا تتيح فرصا يولعل التفكيك لكل تفسري ة حضرت بقوة يف القراءات املعاصرة للقرآن، كو صحاب تلك املناهج.وقراءة يقرتحها أ

أفرغ اخلطاب احلداثي العقائد اإلسالمية والعبادات ة يالتفكيكوبناء على هذه النظرة ان، العملية من حمتواها وغدت أمورا رمزية يتغري معناها واملراد منها حبسب تغري الزمان واملك

تمع وفالعقائد اإلسالمية ال تـعد ا ا املسلم مث ال يلبث أن أن تكون جتارب إنسانية يقوم ، يقول علي ها إذا تغريت الظروف أو اقتضت احلاجة إىل ذلكري يتخلى عنها أو يقوم بتغي

ومهمة القارئ الناقد أن ال يؤخذ مبا يقوله النص، مهمته أن يتحرر من سلطة النص حرب: ن يستنفذه أو القرآن نص ال ميكن ألي تفسري أو مذهب أويقول: ،)٢(لكي يقرأ ما ال يقوله

.)٣(، ومن مث لكل مذهبه وإسالمهيغلقه، فلكل تصوره وفهمهنص مفتوح على مجيع املعاين، وال ميكن ألي تفسري أو تأويل أن القرآن :أما أركون فريى

ائي عبارة عن جمموعة من الدالالت واملعاين وهو ، )٤(أن يغلقه أو يستنفذه بشكل النص الشرعي خيتلف :وينتهي حسن حنفي إىل أن ،)٥(على كل البشر االحتمالية املقرتحة

ميتلئ حبسب الظروف ،ألن النص قالب بال مضمون؛ معناه وتأويله حبسب اختالف العصور

).١٥٣ (ص: املعاصر العريب كرالف يف احلديثة التأويل ظاهرةينظر: ) (١ .)٢٢ ص:( نقد النص )(٢ ).٨٩نقد احلقيقة، علي حرب (ص: ) (٣ ).١٤٥ تارخيية الفكر اإلسالمي، حممد أركون (ص:) (٤ ).١٣٩ املرجع السابق (ص:) (٥

٢٦٩

.)١(احمليطة بهاملهم يف قراءة النص الديين البحث عن مراد اهللا يعد إذن يف تطبيق ذلك املنهج مل

ا بات األمر املهم هو البحث عما ينقدح يف ذهن القارئ للنص من وإمن ،ومقصوده من كالمه ينفتح على معان ال ا نصفيكون حينئذ معان ولو كانت خمالفة ملا كان من فهم الصحابة،

ويتقبل احتماالت ال عد هلا، ويتسع لكل املتناقضات، وكلها يف الوقت نفسه متثل ،حصر هلا .)٢(حقيقته ومقصده

).٢/٣٩٥( م١٩٨١ ،األول العدد ،حنفي حسن االفتتاحية، اإلسالمي، اليسار جملة) (١، بتاريخ ٢٩٦ لباطين يف تشكله اجلديد، مقال للكاتب سلطان العمريي، جملة البيان، العددينظر: االجتاه ا) (٢

٢٠/٢/٢٠١٢.

٢٧٠

اصرة لقراءة القرآن عل الخلل في المناهج المابع: محالمبحث الس الكريم.

من منطلق كون غريه من النصوص البشرية،بينه و ، و املساواة بني القرآن وغريه من الكتب -١ ، وكون التجاربأحدهاالنصوص الدينية املقدسة واحدة يصح على مجيعها ما يصح على

لفوارق واخلصوصيات واملميزات اليت حتكمت يف مع القفز على ا ،والسياقات التارخيية واحدةبنية كل نص ووجهت مساره التارخيي، لدرجة خييل للدارس معها أن مثة رغبة قوية يف املساواة، بل التسوية، بني النصوص املقدسة حبيث ال يبقى بينها نص صحيح يصدق ويهيمن ويشهد

MX W V U T S R Q P O ،باحلق على ما سواه

Z YL)١(. فيما بينها، دون أدىن اعتبار للمسار التارخيي اخلاص إن دعوى مساواة النصوص الدينية

يقول نصر ، دعوى باطلة، يراد إلصاقها بالقرآن الكرمي،حفظا ومجعا وتدوينا وتوثيقا بكل نص،زعم كل اخلطابات تتساوى من حيث هي خطابات، وليس من حق واحد منها أن يأبو زيد:

وهذا ،)٢(امتالكه للحقيقة؛ ألنه حني يفعل ذلك حيكم على نفسه على أنه خطاب زائف لتعميم من غري مستند علمي عقلي أو تارخيي إال الرغبة اجلاحمة يف التسوية. ا

وإذا كان أصحاب هذا االجتاه يرفضون االنطالق من مقدمة التمييز بني النصوص، وإن كيف ينطلقون من مقدمة التسوية وليس هلا دليل يشهد لصحتها فشهد لذلك العقل والتاريخ،

لة نقد قوية أثبتت الكتاب املقدس بعهديه القدمي واجلديد حلم لقد تعرض ،)٣(إال االدعاءآراء لألحبار والرهبان مجعت وصيغت صحتها يف كونه قد حلقه التحريف والزيادة، وكان بعضه

من لغة ألخرى كان هلا دور يف ذلك التحريف، أما بنفس الصياغة، كما أن عوامل الرتمجة القرآن الكرمي فبغض النظر عن دراسات املستشرقني اليت كانت حتاول الطعن فيه ألهداف

. ٤٨ سورة املائدة:) (١ ).٤ (ص: والسلطة واحلقيقة :) النص(٢ :العدد ) ينظر: اخللفيات الفكرية املوجهة للقراءات احلداثية للقرآن الكرمي ونقد أطروحة التسوية بني الكتب املقدسة،(٣

٥٩ .

٢٧١

فر اعي عليه، لتو د ذلك النقد مهما ادق عليه ص سياسية استعمارية، فلم يكن من املمكن أن ي ال ميكن، وغري ذلك من العوامل واحلقائق اليت لعدم تغري لغتهاملعلومة، و وسائل حفظه التارخيية

ا إال ملن أراد تزييف التاريخ. نكراتتحول النصوص الدينية إىل إرث ثقايف تارخيي كما أن من حمل اخللل يف تلك القراءات أن

توي سيهكذا ا،وبني سائر املوروثات األخرى مادام التعديل البشري قد طرأ عليه اال فرق بينهمن النصوص البشرية، مع وجود الفوارق الثابتة بينهما واليت بغريه قرآينص الطاب النيف هذا اخل

مسلم إنكارها، ومنها: عال يسفهو رباين معصوم، والنص البشري إنساين غري ،النص القرآين مصدره من اهللا تعاىل

معصوم. تقومي، والنص و دد املرادات، وهو مرجع هدايةاختالف القصد والغاية: فالنص القرآين حم

غايته التواصل والتفاعل. ،البشري مرتدد بني التجلي واخلفاءائي، والنص البشري نسيب، ال ائي، حمتمل. النص القرآين يقيين، قطعي، حمكوم بظروف ،النص القرآين معجز، صاحل لكل زمان ومكان، والنص البشري غري معجز

زمانه ومكانه.ت بني النص القرآين والبشري يقود إىل حقيقة دامغة ال ريب وإن النظر يف هذه التقابال

، عاملي يف هداه، ومستقبال وحاضرا فيها وهي أن النص القرآين متفوق يف بعده الزماين ماضيا ألنه حيمل صفة ؛قيوم على الناس والواقع والتاريخ ،عصري يف مواكبة النوزال واملستجدات

ا ،)١(هللا تعاىل، بتنزيله من عند االيقني املطلق فمحاولة دراسته بنفس املناهج اليت تدرس اهللا النصوص البشرية هلو خلل يف املنهج عظيم ال يقدم عليه إال من ساءت عقيدته وشاق

ورسوله.فنتاجات النقد احلداثي وما قبله وما بعده على مستوى ،تلك املناهج مازالت نظريات نأ -٢

م األدبية وأدب ورؤيتهم للنص األديب، وعلى مستوى مناهجهم النقدية التنظري لأل وأنظريام له ا وعدم مناقشتهاليست حقائق علمية إنسانية عاملي ،كيفية قراء بل ،ة جيب التسليم

افت القراءة إىل أفق التدبر) ينظر: النص القرآين (١ ).٣٦ (ص: من

٢٧٢

واالختالف أو االتفاق ،هي طروحات وفرضيات ومبادئ ومفاهيم قابلة للنقاش واحلوار واجلدللك الفكر، بوصفها جزءا من الثقافة الغربية، متحيزة إىل معها، فهي نظريات متأثرة باجتاهات ذ

.)١(رؤى فلسفية غربية خاصة بواقعهمولقد رأينا كيف أن تلك الفلسفات تتبدل وتتطور، وبعضها خيتفي وبعضها يظهر، كما أن

إىل غريها، فإذا كان ةليرباليمن املاركسية إىل ال ةتلك الفلسفات أدت لظهور اجتاهات متناقضمر كذلك فكيف يصح تقدمي مناهج مازالت يف طور التجربة لتفسري الفرآن الكرمي وادعاء األ

ا للقرآن احلقيقةنسبية ك املناهج لحسب ت مقابل زعمهميف النقد لال تقبقدسيتها وأ وتفسريه.

الذي نشأت عزهلا عن سياقها ال ميكن املتبعة يف تفسري القرآن الكرمي ن تلك املناهجأ -٣بشكل عام، االجتماعية العلوم اإلنسانية املنهج الوضعي املتبع يف متسوتلك خاصية ،فيه

متحيزة يف جوهرها اليت نشأت يف ظل تلك العلوم فغالبية نظريات ومناهج النقد األديب الغربيةلألنساق احلضارية اليت نشأت واستمرت من خالهلا، فهي حتمل مضامني ثقافية جتعلها متالئمة

ها احلضارية الغربية، ولذلك فقول عدد من النقاد بإمكانية فصل املنهج عن سياقه دون مع بيئتإحداث أي تغيريات، أو بعد إدخال تعديالت طفيفة، هو نوع من الوهم الذي سرعان ما يتكشف حتت حمك التحليل التارخيي للخلفية الثقافية الفلسفية اليت حتملها تلك املناهج، وهذا

على الوعي النقدي العريب، بل هو أحد املرتكزات األساسية للحوار ديدا الطرح هو ليس جاإلسالمي الطويل مع احلضارة الغربية منذ كانت موروثا يونانيا، حىت أمست هذه - العريب

القضية ضربا من التفكري البدهي الذي ال حيتاج إىل دليل، وعليه فإن إسقاط صفات العاملي األديب الغريب كما يذهب عدد من النقاد، هو حتيز لرؤى ومرجعيات واملوضوعي على النقد

عن احلياة افلسفة خاصة للوجية شديدة التحيز يو تقوم على أيدفاملوضوعية املدعاة ،)٢(غربية د أي استعمال لتلك املناهج يعو ، باملقدس مطلقا فال تعرت فلسفة والوجود والذات واملعرفة،

يةعملفهو من املدارس الفكرية الغربية، ا ساقتباو ،ائية لدى اآلخرينمفاهيم النهاستعارة لل

).١٠٥-١٠٢ (ص: عبد العزيز محودة ) ينظر: اخلروج من التيه،(١ (ص: ضمن كتاب: إشكالية التحيز ،: ما وراء املنهج: حتيزات النقد األديب الغريب، سعد عبد الرمحن البازعي) ينظر(٢

٢٧١-٢٦٨(.

٢٧٣

اقتباس ونقل وترقيع وتوفيق ال ترتبط بواقع ثقايف أصيل، ومن هنا جتيء الصورة النهائية مليئة مل تنشأ من فراغ، وإمنا هي النتاج الطبيعي وما نتج عنها فاحلداثة الغربية بالثقوب والتناقضات،

تطورات الفكر الغريب يف الثالمثائة عام األخرية على األقل، اليت أدت بصورة حتمية املنطقي لا اخلاصة، وعليه فإن نقل سببية إىل ظهور املدارس األدبية والنقدية اجلديدة مبصطلحا

ا ومناهجها يف امن دالال االفكرية والفلسفية سوف يفرغه ااعزلة عن خلفيمصطلحاسوف يؤدي إىل فالفلسفية ابعوالقه انقلهأما ، حتديد معان صحيحةعلى القدرة اويفقده

العقدية، واألخطاء تاالختالالو الفكرية، لفوضىتقويض أسس التصور اإلسالمي، مما يؤدي لمع القيم املعرفية ن القيم املعرفية القادمة مع املصطلح ختتلف، بل تتعارض أل العلمية؛

جذرية أصابت التصور الغريب ملفهوم الكون واإلنسان واحلياة فهناك تغريات ،)١(إلسالميةامث اللغة باعتبارها أداة التعبري عن املعرفة اليت تولدها تلك العالقات املتشابكة، ، والعالقة بينهم

ومصادر املعرفة اليت ينطلقون منها، وهذه التغريات هي ،رؤيتهم املعرفية العلميةتغريت ومن مث ، وأدت إىلالد املذاهب الفلسفية من واقعية أو جتريبية إىل مثالية إىل وجوديةاليت أدت إىل تو

أنسنة الدين املسيحي، فالثقافة الغربية وضعت العلمية أو العقالنية والدين على طريف نقيض وقاموا بتفسري الدين ، رض مع التفكري العلمي والعقالنيةعلى أساس أن الدين فكر غييب يتعا

ا عن إخالصه للنظام إما التدين فا حسيا، والتدين تفسري حماولة إنسانية يعرب املتدين إسقاطا لرغبة اختالق رمز يشكل يكون إسقاطات نفسية شىت ومتنوعة، كأن أو االجتماعي،

تمع، أو إسقاطا ملصاحل السلطات احلاكمة يف الكهنوت وامللوك، أو قوة ربط جامعة يف العمال من الرأمساليني، كما اأو أداة للسيطرة االقتصادية واستغالال جلهد تعبريا عن االغرتاب،

ال أدريا جتاه قضايا ما بعد الطبيعيات أو يذهب إليه املاركسيون عامة، ومنهم من تبىن موقفا ا وال نفيهاامليتافيزيقا، وذهبوا إىل أن هذه القضاي ة ألن التحقيقات التجريبي ؛ا ال يستطيعون إثبا

مث إن هذه السمة ،إىل خارج الوقائع وظواهر األشياءواالستدالالت العقلية ال تستطيع التطرق إذ إن االجتاهات الذاتية والتجريبية ؛االنفصالية أو اإلقصائية أضحت من مسات الفكر الغريب

عن الوجود مستقلة بنفسه تا إذ مل يعد ذا ؛أقصتا اإلله على صعيد الوجود واملعرفة معا عموما مل بل فسه عن العقل واحلس أو التجربة، واإلنسان، ومل يعد الوحي مصدرا معرفيا مستقال بن

.)١٥٤ (ص:عبدالعزيز محودة ،املرايا املقعرة )،٦٣-٦٢(ص: ، عبدالعزيز محودةاملرايا احملدبةينظر: ) (١

٢٧٤

مبا فيها الدين والكتب فيخضع اإلنسان والظواهر االجتماعية ،يعد له دور يف املعرفة والعلملعلوم ملنهج الضبط والقياس والتحكم والتفسري، أي ملمارسات مناهج البحث يف ا املقدسة

، ملادية على مجيع مستويات الوجودا ملنهجية اليت يتم عن طريقها فرض التجريبية نفسها، وهي اواختزال العامل إىل بعد طبيعي مادي واحد، تسري عليه القوانني العامة الطبيعية، ومن مث تسقط

يات الوجود يت تفسر مستو وتظهر احلتميات املختلفة ال، األبعاد القيمية، الغائية واألخالقية .)١(بشكل حتمي مادي ،املختلفة

التجربة، والوحي، وال يشكك أحدها العقل، واحلس أوفمصادرها اإلسالمية أما املعرفة مبعرفة اآلخر أو ينفيها وينقضها، بل يكمل أحدها معرفة اآلخر، فهي عالقة تكاملية بني

ثالثة صور صحيح يقوم على تمصادر املعرفة، وهذا املوقف من املعرفة منطلق يف أصله من من ثوابت الفكر احملاور لتلكالتصور الصحيح و )،اهللا واإلنسان والوجود(حماور رئيسة وهي:

هو الثابت األول ومصدر كل فاإلميان باهللا ،اإلسالمي اليت متيزه عن الفكر الغريب ومنظورهينقسم إىل عامل الغيب وعامل والوجود، هو منبع العلم واملعرفةو ،املسلمات الفكرية واإلميانية

خالن اعاملان يتد فالعاملا، بصفة دائمة ويستحيل الفصل بينهميتداخالن ويتفاعالن :الشهادةم عامل الغيب املتصل بذات اهللا وصفاته واحلياة اآلخرة ،ويتفاعالن يف أفكار البشر ووجدا

األرض ويف الكون من أشياء وعامل الشهادة ويدخل فيه كل ما يف ،واملالئكة واجلن والروح، واملعارف ومصدر العلم بعامل الغيب هو اهللا، لسنن اهللا اهر وعالقات جتري وفقا وأحداث وظو

واإلميان بالغيب ضرورة ،بعامل الغيب هو ما أخرب اهللا الناس به عن طريق األنبياء والرسل املتصلة، أما عامل الشهادة فيمثله كتاب ننياره خيرج الفرد من زمرة املؤميف االعتقاد اإلسالمي وإنك

ل ما ، وأن يتأما العامل وحثه على أن يقرأ كتابهوقد هيأ اهللا اإلنسان ملعرفة هذ ،الكون املفتوحنن اليت فطر اهللا خملوقاته للس ، وفقا فيه من حركة دائبة ال تتوقف، وتناسق ال خيتل و ال يتبدل

.)٢(، ومن ظواهر وأفالكتمن أمم ومن طري، ومن حيوان، ومن نبا ،عليها

حتليل مقارن للنماذج املعرفية اإلسالمية )،١١٢ (ص:) ينظر: تاريخ الفلسفة الغربية: الفلسفة احلديثة، برتراند رسل (١ :كتاب ضمن، عرفان عبد احلميد فتاح ،القرآن الكرمي معامل نظرية املعرفة يف )،١٣٠، ١٢٠، ١١٧ (ص: والغربية، ٤٩ (ص: ضمن كتاب: إشكالية التحيز عبد الوهاب املسريي، فقه التحيز، )١٦٠ (ص: إسالمي معريف نظام حنو ).١٥ (ص: عند العرب والغربيني، شكري عياد املذاهب األدبية والنقدية )،٩١ (ص: املرايا املقعرة، )١٠٠-٩٩

).٦٤ :ص( أمحد مهدي عبد احلليم األزمة واملخرج، :لبحث الرتبوياينظر: ) (٢

٢٧٥

، بالرغم بالنسبة ملصادر املعرفة اإلسالمية فكرا لقيطا جمهول النسبتعد املناهج إذنفتلك املستميتة يف تأصيله داخل الواقع الثقايف العريب بالعودة إىل الرتاث إلبراز بعض اوالتاحملمن

وهو شعار رفعه احلداثيون العرب،جوانبه احلداثية، بدعوى اجلمع بني (األصالة واملعاصرة)، يـعد خروجا على مبادئ وأسس احلداثة الغربية اليت تدعي القطيعة املعرفية مع املاضي، وهو يف و

، زمن منظور حداثي غريب منحا والنصوص الدينية حقيقته ال جيمع بينهما، وإمنا هو يقرأ الرتاثت الرتاث الثقايف العريب، للوصول إىل أو من منظور استقراء احلداثة الغربية يف بعض مفردا

.)١(اإلسالمي شرعية احلداثة الغربية، ال شرعية الرتاث

ا، بل هي إجنلك املناهج وت ازات ليست حقائق علمية البد من التسليم بأفكارها وطروحاست نشر احلداثة الغربية يف الثقافات األخرى لي، كما أن دوافع ثقافية غربية هلا خصوصيتها

طرة املركز احلداثي على بل الرغبة يف سي ،ر سيادة العقل والتفكري العقالينالرغبة الربيئة يف نشأو منع ،طريق االستعمار غري املباشرعن وصناعيا دف استغالهلا جتاريا ،األخرى الثقافات

ة حينما واالستعمار الغريب مارس خديعة كربى مع الشعوب املقهور تقدمها يف أحسن األحوال،ف بأي تقوم على عدم االعرتااليت قصر العقالنية على عقالنيته هو، على قوميته اخلاصة،

للتخلص من كل املعتقدات واألنظمة الشعوب املتبعة دعويمكتسبات من املاضي، وهلذا ولكن ماضيه هو بعمقه ،)٢(السياسية واالجتماعية اليت ال تتأسس على العقالنية والعلمية

يف حماولة فرض رؤيتهم على الشعوب األخرى. يظل حاضرا املتعصب ري الدييناالستعماا من اتبع حذو تلك املناهج دعوى فارغة ؛وعلى هذا فدعوى املوضوعية اليت يصدح

ا تقوم على أسس تصور مسبق احلقيقة إال يف حدود ذلك التصور. معها بلوغ ال ميكنألمناهج البحث الغربية به اعتبارها األساس الذي تتحلى ، بفرتة طويلة لقد بقيت املوضوعيةو بديلة لصكوك -كعقيدة دينية الهوتية -خدمت است و ،حلقائق االجتماعية واإلنسانية بهاعن

ا الغفران ا، ويف نفس الوقت هلا قرارات احلرمان اليت تدمغ ، وال يسلك طريقها ،من ال يلتزم ن احلقيقة يفأاملتعلمني املسلمني فكرة علمية تسول هلم وال تزال املوضوعية لدى اآلالف من

ا واليت تفرتض ، والتعبري عنها بصورة كاملة من قبل الباحث املوضوعيالكون ميكن اإلمساك

.)٢٤-٢٠ص: () ينظر: املرايا املقعرة (١ ).١٨٩-١٨٨ (ص: ، أالن توريننقد احلداثة)، ٧٢ (ص: ينظر: املرجع السابق )(٢

٢٧٦

توظيف جرىولقد ،أن الباحث شخص حمايد بال هوية وال ثقافة، وال عقيدة وال أفكار مسبقةإن مل يكن يف مجيعها؛ ،يف غالب األحيان وأيديولوجيا يا واستعمار سياسيا هذه الفكرة توظيفا

ويف نفس الوقت ،وأيديولوجيا وماليا حيث خضع البحث العلمي لسيطرة األقوياء سياسيا .)١(على احلقيقة املوضوعية قدمت رؤيتهم

باطل ادعاء ،ألجل املوضوعية مناهج البحث تلك من املسلمني إذن ادعاء من يستخدمايبطله ا حبيث البد للباحث من ؛لنسق الذي ولدت فيه تلك املناهج وحتيزها لظروف نشأ

فكرة ما ينسفوهذا ،تصور مسبق عن الوجود هو نفس التصور الغريب قبل الشروع يف حبثه .املوضوعية املدعاة مطلقا

وقعت ،وخلوها حينئذ من املوضوعية كما أسلفنا، أليدولوجيتهاأن تلك املناهج بتحيزها -٤ يف نتائج وخيمة على املستوى املعريف واملنهجي منها:

وأعين به انتقاء االجتاهات املختارة يف تفسري النص حسب ما يدينون به :املؤدجل االنتقاء من أفكار، وكذلك انتقاء األحاديث واألخبار أو اآلثار أو أقوال السابقني اليت تدعم وجهة

هم.ت الفكرة املسبقة عندهلا إن خالفنظرهم حيال موضوع ما، وهدرها وإمها عمال للزركشي، واعتباره "الربهان"ومن األمثلة على ذلك نقد أبو زيد الشديد لكتاب

أدت لعزل النص عن سياق ظروفه املوضوعية، وحولته ، مت يف ظروف تارخيية معينة رجعيا دى جمرد االستشهاد تتع حاالت كثرية للربهان يف كتابهإ دإال أننا جن ،)٢(له قداسته (لشيء)

الفيستدل بقول الزركشي على أن معاين القرآن ،رأيه ما يوافقستدالل على العلمي إىل االعلى صحة رأيه يف التأويل وأنه الوصول إىل بواطن املعاين )٣(ملن يف قلبه بدعة أو هوى تنكشف

.)٤(لذي نزلت بهمما حيرره حينئذ من السياق اللغوي ا ،واحلقائق اليت ختفيها األلفاظم يتخذون موقفا ،لسنةوكذلك األمر بالنسبة ل بل ،حلجيتها وأمهيتها نافيا فمع أ

م ال جيدون أثرا ،هاولصحت فإن كانت ،وتدليسا قد يوهم الطعن إال ذكروه تلبيسا أو قوال إال أ

).١٤ :ص( عبد الوهاب املسريي ،لالجتهاد ودعوة معرفية رؤية: الية التحيزإشكينظر: ) (١ .)١٢ مفهوم النص (ص:نظر: ي )(٢ ).٢/١٨٠) ينظر: الربهان ((٣ ).٢٦٥ (ص: مفهوم النصينظر: ) (٤

٢٧٧

اوغري مؤ السنة واآلثار حمكومة بسياق تارخيي، ها كذلك؟فهال كانت كل ،كد من ثبوثار الدالة على النسخ وتوظيفها لغرض قصر اآلو ،استدعاء أسباب النزول ما يتم كثريا و

.صرحية صحيحة يف تفسري اآليات هلم سننا احلكم على واقعة معينة، مع إغفاما فكثريا ،البحث منهجيةبل حىت ،باألقوال ماستشهاداوليس االنتقاء املؤدجل خيص

سلمات مب.. ومن اخلطأ اعتبار.. يف إلزام مقيت للقارئ واملتابع ن نفهمعبارات جيب أ تتصدراملناقشة رغم مصادمتها لكل القواعد املدونة واملقبولة لدى املتخصصني يف ال تقبلابتدعوها

وأنه أصبح ،أركون أن القرآن مل تكتمل كتابته إال يف القرن الرابع اهلجري كادعاء ،التفسريعلم ومعطيات ،وشواهد السرية ،األحاديث الصحاحبذلك خمالفا ،)١(رمسية مغلقة بعد ذاك مدونة

التاريخ.هي املدخل األوحد لفهم القرآن ، أو التارخيية،أن املناهج اللسانيةهم أيضا اعتبار ومن هذا

عن البعد اإلمياين والغييب يف القرآن والذي يستلزم منهجية مناسبة له. غافلني ،الكرمياعتماد مناهج اخللل الذي أعقب بالرتاث، وتسفيه كل خمالف: كان من االستخفاف

المي عموما االستهانة بالرتاث اإلس ،البحث القائمة على أسس معرفية وفلسفية غري إسالميةن أي دراسة إ؛ إذ ، وهذا خلل معريف ومغالطة منهجيةخصوصا وما اختص منه بدراسة القرآن ، وإغفال التفاسري غفاهلا وردها حبسب مناهج وردت الحقا سابقة للنص القرآين ال ميكن إ

علوم القرآن ال يقصد منه إال قطع األمة عن ماضيها، وفصل العلوم عن السابقة ودراسات تطورها الطبيعي يف سياقها املعريف املنطقي، ووصلها مباض وفكر غريب.

يف مواطن كثرية من كتبه إياها وكان أركون ممن شن تلك احلملة على كتب التفسري واصفا ا سطحي اجرتاري يعتمد على خطاب أيديولوجي تبجيلي، وفكر دوغمائي مغلق، ونتاج :بأ

.)٢(قراءة مفرطة يف اإلميانيةوال : ، يقول أبو زيدفهمه كأي فهمللقرآن؛ ف بفهم الرسول يف تلك املناهج ال اعتبارو

سول للداللة الذاتية للنص على فرض وجود مثل التفات ملزاعم اخلطاب الديين مبطابقة فهم الر

).١٠٢ القرآن من التفسري باملوروث إىل حتليل اخلطاب الديين (ص:ينظر: ) (١ ).١٧٣ الفكر اإلسالمي قراءة عملية (ص: :) ينظر على سبيل املثال(٢

٢٧٨

نه يطابق بني إهذه الداللة الذاتية، إن مثل هذا الزعم يؤدي إىل نوع من الشرك من حيث والفهم اإلنساين هلذا ،حني يطابق بني القصد اإلهلي ،وبني الثابت واملتغري ،املطلق والنسيب

حقيقة كونه تقديسه بإخفاءليه النيب أو إىل إنه زعم يؤدي إىل تأ ؛ولو كان فهم الرسول ،القصد .)١(ا بشر ، على األحكام والعقائد املستوى التطبيقي اخللل األكرب يف تلك املناهج يتضح عندإن -٥

يف حماولة لتفكيك البناء املاضي ،واملعروف من اإلسالم ،ا تنقض املعلوم من الدينإحيث يف العقائد القراءةومن الطوام اليت تنتج عن تلك ا،، وإقامة نسق وفق التصور املعريف هلكله

:واألحكام النوع هذاف ،نزع القداسة عن النص القرآين، واعتبار النص تصبغ بالصبغة البشرية فور نزوله يقدسون الذين املسلمني و النص بني القائمة النفسية احلواجز حتطيم إىل يسعى املناهج من

م كالم الصحيحة للمعاين؛ وألن هذا الرؤية حتجب القداسة تلك نبأ القول طريق عن ،ر ثوابت صدم عدم يف ملنهجهم وفقا - بعضهم من املسارعة جند الوحي، يف صريح تشكيك الوحي صفة نـزع إىل يهدف ال التحليل هذا بأن التشكيك، هذا تغطية إىل -مباشرة املسلمني

بالنسبة الروحية معناها آثار إزالة إىل وال التقديسية، شحنتها إلغاء إىل وال النصوص، عن التعايل صفة عنها ننـزع ال أننا ونـزعم تارخيية، نقدية قراءة النصوص نقرأ كيف؛ لكن للمؤمنني .)٢(إذن للمداورة وااللتفاف جمال ال ،والقداسة

ادعائهم اإلميان بأنه منزل من مع ،والعجيب هو تعاملهم مع القرآن على أنه نص بشري؛ بل يناقض حىت أسسهم املعرفية اليت قامت عليها وهذا كالم يناقض بعضه بعضا ،هللاعند ا

حيث من لكنه منطوقه، حيث من ثابت ديين نصالقرآن ، يقول نصر أبو زيد: تلك املناهج إن. داللته وتتعدد يتحرك إنه الثبات، صفة يفقد مفهوما ويصبح اإلنساين العقل له يتعرض من مقدس نص والقرآن متغري، نسيب فهو اإلنساين أما املقدس، املطلق صفات من الثبات نص إىل ويتحول اإلنسان جهة من أي واملتغري، بالنسيب مفهوما يصبح لكنه منطوقه، ناحية ال ميتافيزيقية حالة املقدس اخلام النص حالة أن نؤكد أن هنا الضروري ومن ،)يتأنسن( إنساين

).٩٣ ) نقد اخلطاب الديين (ص:(١ .)٣٤-٣٣ :ص(لية مالفكر اإلسالمي قراءة ع: ينظر) (٢

٢٧٩

والنسيب، املتغري اإلنسان زاوية من بالضرورة ونفهمه عنها النص ذكره ما إال شيئا عنها ندري إهليا نصا كونه من حتول -الوحي حلظة له النيب قراءة مع أي- األوىل نزوله حلظة منذ النص .)١(التأويل إىل التنزيل من حتول ألنه ،)إنسانيا نصا( فهما وصار

جم منا هو من سوء االعتقاد، الذي ينأن اخللل يف مثل هذا إوقد أسلفنا يف ضوابط املفسر عنه مفاهيم ضالة للقرآن والنبوة والوحي.

املستوى يف تلك املناهج ينتج عنخلل وأسطرة العقائد: لعل أهم القول بتارخيية األحكام ا نشأت وفق تصورات معينة ،التطبيقي هو حماولتها أسطرة العقائد ارخيية يف ظروف ت والزعم بأ

فاإلميان باهللا وصفاته واملالئكة واجلنة والنار وسائر أمور الغيب الواردة يف القرآن يتأول ،معينةتدل على حقائق ثابتة أو هلا حسب احلالة االجتماعية والنفسية للمخاطبني أثناء نزوهلا، وال

يقينية، وتتغري حسب تطور مستوى املعرفة يف كل عصر. يف عامل آخر، وصفات اهللا إمنا هي هما النعيم والعذاب يف الدنيا وليسفاجلنة والنار أما

.)٢(إسقاط من البشر للصفات الكاملة على اإلله، وهكذا األمر يف سائر الغيبياتوهذا يعين ،إعادة قراءة النص قراءة تارخييةعرب فكانت حماولتهم تعطيلها األحكامأما

زة وصاحلة لكل األمكنة توي على تشريعات قانونية جاهحي ا جامد ا نصالقرآن ليس بفهمهم أناإلنسانية يف مكان وزمان بل جيب النظر إليه كخطاب ديناميكي متعلق باحلاجات ؛واألزمنةوإذا ما أردنا معرفة احلكمة ،، فهو حيتوي على قيم كونية وتطبيقات تارخيية هلذه القيمحمددين

، وكمثال على هذا الطرح الواردة فيه السياق التارخيي ب علينا أن ندرسوراء هذه التطبيقات جيإنه :مث يعقب عليها الرجليذكر أبو زيد اآلية اليت متنح املرأة نصف املرياث الذي حيصل عليه

ا تعد يف الواقع خطوة كربى إىل األمام ألنه قبل ذلك ؛بالنظر هلذه اآلية يف سياقها التارخيي فإفإذا ما طبقنا املقصد الكامن هلذه لذا ،يف أي شيء على اإلطالق الوقت مل يكن للمرأة احلق

ا تشري إىل أننا جيب أن نعترب الرجل واملرأة متساويني كليا أمام اآلية يف وقتنا احلاضر فسنجد أ

).١٢٦ (ص: ) مفهوم النص(١ )، نقد اخلطاب الديين٢/٥٠٧حنفي (، العقيدة والثورة، حسن )١٣٧ (ص: ينظر: قضايا يف نقد العقل الديين) (٢

).٨٣ (ص:

٢٨٠

فهي كلها ،من احلدود واألوامر والنواهي ،الشريعةوكذا األمر يف سائر أحكام ، )١(القانونتمع الذي نشأت بهتارخيية ونسبية م وعلى هذا تتعطل آيات ،رهونة بواقع واحتياجات ا

تمع الذي ،األحكام يف القرآن الكرمي وال يكون اهلدف منها يف عصرنا إال معرفة واقع ا معرفة الدينيةـالف ،لكل عصر بشريا نشأت به، وتكون الشريعة املستقاة من القرآن حينئذ فهما

فهم الشريعة، مضبوط ومنهجي ومجعي ومتحرك، ودين كل واحد هو ل جهد إنساين -ندهمع- .)٢( لدى الشارع الود هلا إعني فهمه للشريعة، أما الشريعة اخلالصة، فال وج

.)٨: (ص احلقيقة السلطة النص، )(١ .)٣١ :ص(ش عبد الكرمي سرو ،القبض والبسط يف الشريعة ينظر:) (٢

٢٨١

الفصل الثاني: .االتجاهات المقبولة في تجديد التفسير

وفيه:

المبحث األول: تنزيله في معالجة واقع الناس (التفسير .االجتماعي)

.مبحث الثاني: تأصيل هدايته في العلوم المستحدثةالالمبحث الثالث: الكشف عن وجوه إعجازه في العلوم الطبيعية

.(التفسير العلمي)المبحث الرابع: التفسير على أساس الوحدة الموضوعية في

.السورة والموضوع .هتمام بمقاصد القرآن في التفسيرالمبحث الخامس: االفي حكم النوازل تفسير االستنباطيال :المبحث السادس

.الفقهيةالمبحث السابع: التفسير السياقي الذي يقوم على أساس مراعاة

.المناسبات .المبحث الثامن: آثار التجديد في التفسير وفق الضوابط

٢٨٢

، فالقرآن تام البحث أن نشري إىل بعض االجتاهات املقبولة يف التجديدلعل من حسن خ ،وشفاء ملا يف الصدور ،ورمحة للعاملني ،هدى للمتقني ،املنزل هلداية البشر الكرمي كتاب اهللا

حل لكل اكان فيه ،ر سليم ونية صادقةوآياته بنظ ، وكيفما قلبت سورهوفضل من اهللا ورمحه مشكل، ووفاء لكل حاجة.

والزالت ،يف العصر احلديث رقتط يف التفسري اليت من اجتاهات التجديدوفيما يلي بعض ن وحيث إ ،؛وتأصيال توف حبثا ستمل منها ن كثريا حيث إ ؛حباجة إىل مزيد من التدبر والتأمل

تمع تتجدد حاجات الناس ومطالب احلياة ومشاكل الناظر يف القرآن أن بفكان حري ،االتجديد اجتاهات واملطالب، ولسنا هنا حنصر لالحتياجاتللمشاكل ووفاء يستلهم منه حلوال

مث البدء ،بعرض آيات القرآن الكرمي برتتيب سوره وآياتهلتزم بشكل التفسري التقليدي، ا يف مايف التجديدجمال يف فهي تعد فتحا ،بل كل دراسة تقوم على هدي القرآن الكرمي ،بتفسريها .استنباط وتدبر حلكمه وأحكامههي ملعانيه، ف ا وبيان ا كن شرحتإن مل ،التفسري

٢٨٣

.)١(االجتماعي)التفسير (نزيله في معالجة واقع الناس ت :المبحث األولتمعات، لذا ال عجب أن يتجه بعض القرآن الكرمي كتاب هداية وتزكية لألفراد وا

املفسر إىل جمتمعه نظرة للمجتمع، فينظر للفرد وإصالحا املفسرين إليه ملتمسني فيه هداية إذا عرفه نظر يف القرآن الكرمي، يطلب الفاحص يلتمس داءه، ويتعرف على علته، حىت الطبيب

.وبيانهيف شرحه أن يتوسعكان عليه الدواء والعالج، فإذا وجدهتمع وازداد بعده عن الدين ناول تفسري القرآن الكرمي كان البد ملن يت ،وملا كثرت أمراض ا

يربط بينها و ،ويبني هدايتها ،ذات الطابع األخالقي والرتبوي اآلياتعند أن يقف نناايف زمتمع وبني ما احلاجة شديدة إىل ف ،ليبني موضع اخللل وليصف العالج السليم ؛هو سائد يف ا

األوىل فيه إىل هداية القرآن على الوجه الذي يتفق مع اآليات الكرمية املنزلة تفسري تتوجه العناية .واإلصالحاهلداية أنزل ألجله من اإلنذار والتبشري، و وما ،يف وصفهتمع :التفسري االجتماعيف وعالجها على ،وتشخيص عيوبه ومشاكله ،يعىن بإصالح ا

وأسباب ،البشري االجتماع ونظام ،اخللق يف اهللا سنن بيانكما يهتم ب ،ضوء القرآن الكرميا وتدليها األمم ترقي .اوضعفه وقو

العرب سأنف صلحتلقد والقرآن معني اإلصالح االجتماعي ومورده الذي ال ينضب؛ فم يف تالوته حق يتلونه كانوا إذ بالقرآن م وسائر جدهم ويف ،املفروضة صلوا فرفع ،أوقا وأعلى أخالقها وهذب هلا، املستعبدة للنفوس املذلة الوثنية خرافات من وطهرها ،أنفسهم إىل طلبه فأرشدها ،ذلك فطلبت هلا، كله األرضي الكون هذا تسخري إىل وأرشدها مهمها،

ذلك فهداها والذل، والعز والفقر، والغىن والضعف، القوة أسباب من ،فيه تعاىل بسنته علمالا، فأحيت والصناعات، والفنون العلوم إىل .)٢(غريها إليه يسبقها مل ما فيها وأبدعت موا

ال د تعو تم ؛مدرسة املنار التفسريية رائدة يف هذا ا عي عنايةحيث أولت اإلصالح ادف شرح وبيان وتقرير،ومزيد تمعوكانت القضايا اليت تتناوهلا وتقدمي احللول ،إىل إصالح ا

تمع وما يستجد فيه، وال نقصد هنا التفسري الذي يعىن (١ ) ونقصد هنا التفسري الذي حياول إصالح واقع الفرد وا

بالعلوم االجتماعية أو اإلنسانية مبعناها الواسع. والذي هو عنوان للمبحث الثاين. ).١٠٥)، حبوث يف أصول التفسري (ص:١/٧( ) ينظر: تفسري املنار(٢

٢٨٤

من احلكومة بدءا ؛اليت تتماشى مع روح الدين وطبيعة العصر، فعاجلت قضايا متنوعةبالوحدة اإلسالمية، واحلرية الفردية، واحلرية اإلسالمية والقواعد اليت تقوم عليها، ومرورا

، وإصالح التعليم، كما تكلموا عن قضايا الرشوة والبدع واخلرافات والقدر واجلرب، السياسة واالجتهاد والتقليد، والشورى واالستبداد، وغري ذلك من القضايا االجتماعية اهلامة.

القرآن بالغة عن فكشفت ،اجتماعيا أدبيا منهجا بالتفسري جت املدرسة هذه إن ،االجتماع ونظم ،الكون سنن من فيه ما وأظهرت ،راميهوم معانيه وأوضحت وإعجازه هداية من القرآن إليه أرشد مبا ،عامة ماألم ومشاكل ،خاصة اإلسالمية األمة مشاكل وعاجلت .)١(وتعاليم

وتفوق احلضارة الغربية عليها ،جتاه يف ظروف ضعف األمة اإلسالميةلقد تشكل ذلك االسة لالجتاه إىل تفسري القرآن ليبينوا صالحية اإلسالم للحياة بني ، مما حدا برواد تلك املدر ماديا

ليس املدنيات احلديثة، ولنزع رداء التقليد الذي كبل احلركة الفكرية واالجتهادية يف اإلسالم زمنا .)٢(بالقصري هذا االجتاه يف التفسري كان أحد بركات احلركة التجديدية اليت عمت العامل اإلسالمي،و

وبيان ،واليت حاولت من خالل التفسري ربط الناس بالقرآنما كان منها يف مصر، خصوصا ا. هديه يف شؤون احلياة املدنية والسياسية واالجتماعية اليت يعيشو

تمع إىل إصالح الفرد احلركة من خالل التفسري ولقد سعت تلك مبا صلح املسلم مث اوكان املسلم العريب يتوىل حكم بلد قدمة كتابه: ، يقول حممد رشيد يف محال أول األمة عليه

، ومل ميارس أساليب ال علم عنده بشيء من فنون الدولة، وال من قوانني احلكومةوهو ،أو واليةعنده من العلم بعض سور من القرآن، فيصلح من تلك ، وإمنا كل ما سة وال طرق اإلدارةالسيا

عراضها، وال يستأثر بشيء من حقوقها، هذا وهو يف وحيفظ أنفسها وأمواهلا وأ ،الوالية فسادها، وسد املواصالت مع جيوش أمته وحكومتها، مضطر ملراعاة تأمني حال حرب، وسياسة فتحفس البشرية أصلحت كل شيء تأخذ به، وتتوىل وإذا صلحت الن ،... الذرائع النتقاض أهلها

، وليست الثروة الحه وفسادهحها وفسادها منوط بص، وصالأمره، فاإلنسان سيد هذه األرض

).١٨٣ رمضان مخيس زكي (ص: ،) ينظر: موازنة بني منهجي املدرسة اإلصالحية والبيانية يف التفسري(١ ).١٢٢ عفت الشرقاوي (ص: ،لعصر احلديثا) ينظر: اجتاهات التفسري يف مصر يف (٢

٢٨٥

ة من القو ة وجتارة هي املعيار لصالح البشر، وال امللك ووسائله وال وسائلها من صناعة وزراع، فإن البشر قد أوجدوا كل وسائل امللك واحلضارة من علوم وفنون وأعمال بعد أن مل والسياسة

ودليل ذلك يف ،العكس تابعة له دون ،فهي إذا نابعة من معني االستعداد اإلنساين ؛تكنمن الشعوب اليت ورثت امللك واحلضارة عن فإننا حنن املسلمني وكثريا ،العكس كدليله يف الطرد .)١(ممن أضاعومها بعد وجودمها بفساد أنفسهم :سلف أوجدمها من العدم

:تلك المدرسةإنتاجات ومن أهم تلك إنتاجاتري يعد أحد أهم وهذا التفس ).املنار القرآن احلكيم املسمى (تفسري تفسري .١

وحممد رشيد ،حممد عبدهو ويه من آراء لرواد تلك املدرسة: مجال الدين األفغاين،ملا حي ؛املدرسةرضا، وملا حرر فيه من مسائل اإلصالح الفردي واالجتماعي بصورة مل يسبق إليها يف كتب

التفسري.ي بنسخ من جريدة "العروة ظفرت يدويف مقدمة كتابه يقول الشيخ حممد رشيد رضا:

ا يف ا ،الوثقى" يف أوراق والدي إعادة جمد ، و لدعوة إىل اجلامعة اإلسالميةفلما قرأت مقاال ،، وحترير ما استعبد األجانب من شعوبهممالكه، واسرتداد ما ذهب من اإلسالم وسلطانه وعزته

د اإلعجاب مبنهج تلك ، وأعجبت جبه يف طور جديد من حيايت دخلت ا أثرت يف قليب تأثري وما تضمنه ،زات من الكتاب العزياملقاالت يف االستشهاد واالستدالل على قضاياها بآي

، ومداركهم يف على اختالف أساليبهم يف الكتابة م حوله أحد من املفسرينتفسريها مما مل حيو :" يف ذلك ثالثة أموروأهم ما انفرد به منهج "العروة الوثقى، الفهمقي األمم وتدليها، ، وأسباب تر يف اخللق ونظام االجتماع البشري بيان سنن اهللا تعاىل :أحدها

ا وضعفه ا.وقوقتضى ، ومبني سعادة الدنيا وسعادة اآلخرة ، ومجعيان أن اإلسالم دين سيادة وسلطانب :ثانيها

ظة على جل احملاف، وأن القوة احلربية فيه ألذلك أنه دين روحاين اجتماعي، ومدين عسكري .امللة، وعزة الشريعة العادلة، واهلداية العامة

فهم إخوة ال جيوز أن يفرقهم نسب وال لغة ،أن املسلمني ليس هلم جنسية إال دينهم :ثالثها

).١/٧) تفسري املنار ((١

٢٨٦

.)١(وال حكومةيتمثل والذي ترك تراثا ،وجمال حبثنا هنا تفسري الشيخ حممد مصطفى املراغي املراغي، تفسري .٢

- ه١٣٦٤ متنوعة (ت:ريه لبعض اآليات والسور يف دروس تبارك، وتفس يف تفسريه جلزء ويقع يف مثاين ،)م١٩٥٢ - ه١٣٧١ ت:( املراغي مصطفىأمحد الشيخوتفسري ،م)١٩٤٥ .)٢(جملدات

والشيخ حممد املراغي يعد من أبرز املصلحني يف زمانه، وأحد التالميذ املربزين لإلمام حممد .)٣(سة يف عصرهر جمال اإلصالح االجتماعي حمل اهتمام ومدا ه يفؤ لذا كانت آرا ؛عبده

سهل العبارة، يهتم ببان املعىن ، راغي فتفسريه يقع يف عدة جملداتأما الشيخ أمحد امل .)٤(بتقريب التفسري لألذهان دومنا اختصار خمل أو تطويل ممل مهتم ،اإلمجايل لآليات

الذي عين فيه قطب سيدل ،"القرآن لظال يف" تفسريلتلك املدرسة االمتداداتومن باجلانب اإلصالحي االجتماعي بأسلوب أديب بارع أبدع يف اجلانب التصويري، وإحاطة املتلقي

جماال وال ،فقط للتالوة كتابا ليس الكرمي والقرآن :يقول فيه ،جبو اآليات حىت كأمنا يعيشها احلي الرائد ولكنه ،فقط التاريخ أو اللغة أو الفقه أو للثقافة سجال وال ،فقط والثواب لألجر يقظ بقلب القرآن تدبر ومن ،الراشدة القيادة لدور وإعدادها وتربيتها ،األمة أجيال لقيادة .)٥(املستقبل إىل الطريق ولتنري ،اليوم مسائل لتعاجل اليوم تتنزل حية توجيهات جيده فإنه خاشع

:إصالحيا اجتماعيا اآليات تفسيرا في توظيف تفسير ومن األمثلة التطبيقية

* + , - . / : M 1 0عند شرح قوله يف تفسري املنار ما ورد 2L)ا مبفهوم احلرية الذي أخذ مساحة هبطفنزل الشيخ مفهوم اآلية على واقع الناس ور ،)٦

).١/١١) تفسري املنار ((١ ). ١٩٣-١٨٨( العقلية يف التفسري ينظر: منهج املدرسة) (٢ ).٨٦ التفسري يف العصر احلديث (ص: اتاجتاهينظر: ) (٣ .)٣٢٥) ينظر: التفسري واملفسرون يف العصر احلديث ((٤ ).١/٢٦١يف ظالل القرآن () (٥ .٣٨ البقرة:) (٦

٢٨٧

تكون اليت حلريةا يف بل ،البهائم حرية يف اإلنسان سعادة وليست: األستاذ قال، كبرية آنذاك كل بالصرب ويتلقى ،حسنا متتعا يتمتع أنه شك فال اهللا هداية اتبع فمن وحميطه، الشرع دائرة يف .)١(حيزن وال خياف فال يصيبه أن يتوقع ما وبالطمأنينة أصابه، ما

: M A @ ? > = < ; : 9 8 7وعند قوله L K J I H G FE D C BO N ML )يقول: ، )٢

ا ،بأيديهم الكتب يكتبون الذين العلماء ألولئك عظيم وهالك ويل :أي ،آراءهم ويودعو عن ا االستغناء وميكن ،اهللا عند من فيها ما إن :قائلني ا التعبد على الناس وحيملون ويبتغون هم،وود العامة ميل الكتب بتلك خيطبون غرينا، يفهم ال ما منه نفهم الذي الكتاب ما وكل ، M FE D C BL :قال ولذلك بالدين؛ أمواهلم ويأكلون ،عندهم اجلاه ولذلك وأعالها؛ وأرفعها وأغالها، األشياء أمثن احلق ألن قليل؛ فهو ألجله ويرتك احلق به يباع والويل فاهلالك ،M O N M L K J I H GL :فقال الوعيد كرر .املقصد جانب ومن الوسيلة جانب من م ونازل أقطارهم، نم م حميط

مث نقل قول الشيخ حممد عبده يف تنزيل تلك اآليات على من حيرف يف دين اهللا، ويقول األستاذ قال :فيه بغري علم، وكأمنا يصف حال أصحاب املناهج املنحرفة يف تأويل كالم اهللا

يراها فإنه يديه، بني فيما فلينظر اليهود، أولئك هعلي كان مما نسخة يرى أن شاء من: اإلمام ما إىل وحولوها مقاصده فيها حرفوا وأحكامه الدين عقائد يف ألفت كتبا يرى جلية، واضحة

وإمنا اهللا، عند من هي وما ،اهللا عند من هي: ويقولون دينهم، عليهم ويفسد ومينيهم الناس يغر مارق رجل: رجلني أحد إال هذا يعمل وال به، داءواالهت اهللا كتاب يف النظر عن صادة هي الصالح، أهل مبظهر ويظهر الدين لباس فيلبس أهله، إضالل ويتوخى إفساده يتعمد الدين من

على ليسهل احليل ويستنبط التأويل يتحرى ورجل ويقول، يكتب ما ليقبلوا الناس بذلك خيادع .)٣(واجلاه املال ابتغاء الشريعة خمالفة الناس

.)١/٢٣٨) تفسري املنار ((١ .٧٩البقرة: ) (٢ .)١/٢٩٩) تفسري املنار ((٣

٢٨٨

الناس جمال ممتد يف القرآن القرآن يف معاجلة واقع وتنزيل االجتماعي ومازال لإلصالحاالت اليت ميكن أن يقف عندها املفسر ليعاجل واقع أمته من ا ، ويوليها مزيدالكرمي، ومن تلك ا

:البيان والشرحقدي للفكر اليت تشكل املرجع واملؤطر العاليت تتحدث عن األحكام االعتقادية، اآليات -١

عقيدة بنوازع وتبني العالقة اليت تربط ال وترسم الصورة الصحيحة للتصور اإلسالمي، والعمل،وعن ،، وتكشف عن مدى تبعية املوقفني العملي والفكري للموقف العقدياإلنسان إىل الفعل

سد للعقيدة، ومتكننا فيما بعد من تسليط الضوء على الوظيفة ما الواقع احلركي ا كومة، يلعقيدة السلل كون به اإلرادة احلضارية طوعا االجتماعية للعقيدة، ومعرفة الوجه الذي ت

يار احلضارات ا وكيف كانت العقيدة الفاسدة سبب .، وعذاب األفراديف اظام االجتماعي من السقوط يف على وقاية النتعمل آيات األحكام الشرعية العملية اليت -٢، ومن جهة أخرى توفر يف حالة تعثره أو سقوطه العالجات املناسبة ،ن األوحال احلضاريةبراث

حلياة سليمة، وجمتمع نقي تقي. دستورا كما يشكل اتباعها ، وتلك اآلداب اليت ينبغي احتذاؤهااآلداب واألخالق اآليات اليت تتحدث عن -٣

واقف الصحيحة لإلنسان قاعدة صلبة متكنه من االنطالق بقوة إىل اختاذ امل واألخالق تشكلا مشرتك إنساين تتفق عليه مجيع ماعية على اختالف وتنوع مظاهرهايف احلياة االجت ، كما أ

الديانات واألمم، وهي مدخل للدعوة إىل دين اهللا ونشره يف األرض.مناذج لنهوض األمم وعللت أسباب النهوض، وقدمت والقصص اليت تضمنت األمثال -٤

ت طريق السقوط، واالنقراض احلضاري. وقدمت مناذج للطغيان مناذج لعوارضه وأمراضه، وبينوالظلم السياسي، وطرق محاية املسلم من السقوط على أقدام الظلمة، وبينت مآل هذا

، ماعي، واملصري الذي انتهى إليهالسقوط وعواقبه، وقدمت مناذج للظلم والطغيان االجتواألوبئة االجتماعية املؤذنة باخلراب قدمت مناذج للرتف والبطر، والكرب، وسائر األمراضو

.)١(والتدمري

http://vbموالي عمر، مقال يف ،التفسري ودوره يف تأصيل العلوم االجتماعيةاالجتاه االجتماعي يف ينظر: ) (١

tafsir.net ٢٣/٠٢/٢٠٠٨ - ١٦/٠٢/١٤٢٩ بتاريخ.

٢٨٩

وينبغي هنا التنبه إلى أمرين: أن الرتكيز على معاجلة واقع الناس، واإلصالح االجتماعي بتفسري القرآن، ال يعين :امأحده

التخلي عن منهج التفسري التقليدي يف بيان األلفاظ وشرح املعاين، واالهتمام بأسباب النزول بل هو اجتاه حياول املفسر إبرازه من خالل التفسري. ،ك من أمور الصناعة التفسرييةوغري ذلتمع : أنثانيهما أن تتم يف أي دراسة تقوم على وإصالحه، ميكناالهتمام مبعاجلة حال ا

أي دراسة ، أوموضوعيا للقرآن، أو شامال هدي القرآن وتستقى منه، سواء كانت تفسريا .هديهالكرمي وتقوم على تستقرئ القرآن

٢٩٠

.تأصيل هدايته في العلوم المستحدثة :المبحث الثاني

كثرية، رمي أسس التصور اإلسالمي لإلنسان والكون واحلياة، يف آياتوضع القرآن الكدين ـذا الـدر هـع مصـحياة البد أن يتوافق مـكل علم يتصل باإلنسان أو الكون أو الفلذلك و ذا اشتمال القرآن على ، وال-القرآن الكرمي- لكن ،العلوم االجتماعية اإلنسانية تفاصيل نعين

تلك العلوم يف إعادة النظرالرتباط تلك العلوم بتصور للكون واإلنسان واحلياة، كان البد من . وتأصيلها حسب هداية القرآن فيها

وأصل استقصى حبثه حىت عرف أصله، :أي ،ل الشيء أصال أص من مشتق والتأصيل ،أساسه الذي يقوم عليه :جعلت له أصال ثابتا ينبين عليه، وأصل الشيء :أي ،الشيء تأصيال

.)١(وأساسهوهو مبعىن أسفل الشيء تمعات البشرية :ف العلوم االجتماعيةتعر و ا املناهج العلمية اليت تدرس أصول نشأة ا بأ

، بادئ املؤسسة للحياة االجتماعيةكذا املو ، اعيةالعالقات والروابط االجتم وخمتلف، واملؤسسات واالقتصاد، علم االجتماع، وعلم النفس، والعلوم السياسية، :وتشمل العلوم االجتماعية

.األنثروبولوجياو ،، وعلم اإلجرام، وعلم النفس االجتماعيوالتاريخ، والقانون

ا: ؛يطلق عليها العلوم اإلنسانيةو تمع، حبيث ال ميكن تصور تدرس اإلنسان داخل األ .وال جمتمع من دون بشر ،لوحده انإنس

تمعف تم باإلنسان وا إال أن يطلق عليها علوم اجتماعية إنسانية، أي نوع من الدراسة إىل تطبيق املناهج العلمية لدراسة شبكة العالقات :املصطلح يشري مبعناه الدقيق أو الضيق

تمع نظيم اليت متكن األفراد من العيش معا وصور الت ،االجتماعية املعقدة .)٢(يف ا بارزا يف القرن التاسع عشر بعد أن أحرزت العلوم الطبيعية تقدما تلك املناهج تظهر و

املنهج العلمي بفضل التزامها باملنهج العلمي، مما ضاعف من اهتمام العلماء بضرورة تطبيق ع اإلنساين أو احلياة االجتماعية جبوانبها االقتصاديةضمن العلوم اليت تدرس االجتما التجرييب

اإلطار النظري للباحثني يف العلوم اإلنسانية "الوضعية"وتعد ، والسياسية والقانونية والثقافية

).١١/١٦)، لسان العرب (١/١٠٩ينظر: مقاييس اللغة () (١ ).٤٣٨ -٤٣٧ (ص: عاطف غيثحممد ،قاموس علم االجتماعينظر: ) (٢

٢٩١

وحسب ،للعامل ة حمددةبل رؤي ،فحسب املعرفةللوصول إىل متثل منهجا فهي ال ؛واالجتماعيةناهج جتريبية مب كافة الظواهرليت جيب أن تستأثر بدراسة إن العلوم الوضعية هي اف :كونت

.)١(الدين فهو جمرد خرافة وشعوذة حمضة، أمام على أساس التصور اإلسالمي لإلنسان، و العل هإقامة هذ :نقصد بالتأصيل اإلسالميو

م و العل هوعلى أساس مبادئ اإلسالم وحقائق الشريعة اإلسالمية، حبيث تصبح موضوعات هذ ضمنه من مفاهيم ونظريات متفقة مع مبادئ اإلسالم أو على األقل غري متعارضةتتوما .)٢(معها

عرفت اللجنة الدائمة للتأصيل يف عمادة البحث العلمي جبامعة اإلمام حممد بن سعود و إبراز األسس اإلسالمية اليت تقوم عليها هذه بأنه: الجتماعيةعلوم الالتأصيل اإلسالمي ل

وضوابطها ،وقواعدها الكلية ،ل مجعها أو استنباطها من مصادر الشريعةالعلوم، من خالالعامة، ودراسة موضوعات هذه العلوم دراسة تقوم على األسس السابقة، وتستفيد مما توصل

.)٣(ت وآراء ال تتعارض مع تلك األسسإليه العلماء املسلمون وغريهم من نتائج ونظرياتمع إعادة بناء العلوم اوهذا يعين الجتماعية يف ضوء التصور اإلسالمي لإلنسان وا

باستخدام منهج يتكامل فيه الوحي الصحيح مع الواقع املشاهد كمصدر ،والوجود .)٤(للمعرفة..

االستشهاد لتلك العلوم بآية من هنا أو هناك، بل االنطالق ابتداء وليس املراد بالتأصيلأو مل ،اتيالغرب يف تلك العلوم يف بعض اجلزئ هما كتبسواء التقى مع ،منطلق إسالميمن وإمنا القصد التعرف على التصور ،فليس القصد صبغ تلك العلوم بالصبغة اإلسالمية ،يلتق

ويف ،يف نقطة االنطالق :وسنجد حينئذ أن اخلالف اجلوهري ،النطالق منهمث ا ،اإلسالمي

).٢٤ (ص:حممود زكي جنيب ،جتديد الفكر العريبينظر: ) (١ ).٢٦-٢٥ ، حممد عثمان جنايت (ص:القرآن وعلم النفسينظر: ) (٢جامعة اإلمام حممد بن يف هـ، الرياض، ٣٠/١٢/١٤١٣ندوة التأصيل اإلسالمي للعلوم االجتماعية املنعقدة بتاريخ )٣(

.اململكة العربية السعودية ،سعود ).٤١ (ص: أمحد رجب التطبيقات، -املدخل -املنهج -املفهوم :عيةالتأصيل اإلسالمي للعلوم االجتما )٤(

٢٩٢

.)١(ويف تفسري الوقائع ،زاوية الرؤية املعتمد على وجود خالق قادر بارئ االنطالق بني التصور اإلسالميالريب أن نقاط

منطلق العلوم االجتماعية ، وبالرسل، وبعامل الغيب، ختتلف عن ياة أخرىاإلميان حبو ،مصورألن إطارها املرجعي هو اإلحلاد ميتافزيقي؛نكار كل فكر إاملستحدثة اليت نشأت يف ظل

.واملادية ومعاداة الدين هذا عدم االستفادة من نتائج تلك العلوم يف الرتبية والسلوك واالقتصاد وسائر وليس معىن

تمع، بل حتديد تصور إسالمي .ينطلق من آيات القرآن الكرميهلا علوم ايف تفسري كتاب اهللا واستلهام حباث املتعلقة بتأصيل تلك العلوم تعد جتديدا ولذا كانت األ

لكن استحضار هداية القرآن يف ،التفسريي املعروف ملنهجعليها اينطبق وإن مل ،هدايتهيد يف تفسري آيات القرآن الكرمي؛ هو بالتأكيد جتد ،اجلوانب الرتبوية واالقتصادية وعلم النفس

م. القرآن بواقع بطهلر الناس وحيابالقرآن أن يكون ملما الدراسة،الباحث املسلم مع إملامه بالعلم موضع علىلذا كان

.اصده وتفسريه، حىت يستطيع اخللوص من ذلك بنتيجة مهمة لعلمه وجمتمعهومق تلك العلوم تأسيسا وومن اخللل يف التعليم، والقصور يف الفهم، أن ال يؤسس دارس

دي القرآن وآياته، واملطلع على أحباث بعض رواد هذه العلوم من املسلمني ا مرتبط ،إسالميا م يفتقدون إىل ف هيظهر ل والتصور اإلسالمي هم واسع وإدراك شامل للعقيدة اإلسالمية،أ

م تستند إىل فرضيات للكون واحلياة واإلنسان، كما أن النظريات اليت يبنون عليها حتليالفجوة هناك و حلياة، لإلنسان والكون واالعقيدة اإلسالمية املبنية على تصور واضح تتناقض مع

لوم االجتماعية وأولئك الذين يتوجهون إىل دراسة العلوم بني الذين يتوجهون إىل دراسة الع للتفسرييضيف دمها لكان لتأصيل تلك العلوم بعد علمي شرعيولو نسق بني جهو الشرعية، لعلوم موضوعية ومصداقية، ويؤسس لنظرة إسالمية مستمدة من الوحي هلا.جدة، ول

م:ومن األسس املهمة اليت ينبغي إبرازها لتأصيل تلك العلو هو اخلالق هلذا الكون بكل ما فيه من أشياء وظواهر وأحياء مبا فيها اإلنسان. أن اهللا - أ

).٤٩، حممد قطب (ص: سالمي للعلوم االجتماعيةالتأصيل اإلحول ينظر: ) (١

٢٩٣

حيث ينقسم العامل إىل قسمني، ميكن التمييز بينهما، ولكن ال ميكن ،اإلميان بالغيب -ب عامل الغيب، وعامل الشهادة. افصل أحدمها عن اآلخر، مه

، فهو الذي قدر للطبيعة سننها، وهو أيضا الذي وضع اإلميان بأن اهللا هو املشرع لإلنسان -ج لإلنسان عن طريق الوحي مقاييس اخلري والشر.

اإلميان بأن اهللا اصطفى بعض خلقه من البشر ليبلغ شرعه وهؤالء هم األنبياء. -د .)١(اإلميان بأن اإلسالم هو خامتة الرساالت، وهو رسالة عاملية موجهة إىل كافة البشر -هـ

تأمل يف القرآن الكرمي جيد يف آياته وسوره مساحة واسعة وثيقة الصلة بتلك العلوم، واملم وأسباب سقوطها، واملسألة فاحلديث عن التاريخ متمثال وض حضارا بقصص السابقني، و

يف القرآن الكرمي، وهي حتتاج من املفسر وقفات كلها وردت كثريا ، ، وتزكية النفوسالرتبوية القرآن فيها مبا يدخل يف باب التدبر واالستنباط. استلهام هدايةو إلبرازها،

.)١٢٧-١٠٣ :صمنصور زويد املطريي (الدواعي واإلمكان، :الصياغة اإلسالمية لعلم االجتماعينظر: ) (١

٢٩٤

التفسيرالكشف عن وجوه إعجازه في العلوم الطبيعية ( المبحث الثالث: :)العلمي

أنزله تعاىل هلداية البشر، فهو كتاب هداية ورمحة الذيكتاب اهللا اخلالد القرآن الكرميM7 6 5 4 3 2 1 0 / < ; : 9 8 ،وإرشاد

> =L من وطرق كثرية، متنوعة، بأساليب إىل اهلدى يف القرآن الدعوة جاءتو ،)١(

السابقة؛ ألن األمموالتخويف من مصري ،التبشري، والتذكري، واإلنذار، واالستدالل خبلق اهللام زما اختالفعلى ،)٢( M d c b a `L ، الناسسائر هم املخاطبون

م، وعقوهلم وأفهامهم، ف يعم ما واألمثال واألدلة الرباهني من الكرمي القرآن يف جاءومكا! " # $ % & ' ) (* + M ، العصور خمتلف علىخمتلف الناس

/ . - ,L)وم أن يشتمل القرآن على بعض املعارف والعل ال عجبلذا ،)٣حسب مبالغ الفهوم يئا فشيئا انبالج أضواء الفجر على للناس شالطبيعية اليت ينبلج فهمها

ية، فال بد أن يكون ومقاصد القرآن راجعة إىل عموم الدعوة، وهو معجزة باق ،وتطورات العلوم .)٤(ما يصلح ألن تتناوله أفهام من يأيت من الناس يف عصور انتشار العلوم يف األمة فيه

مر العصور، وهذا من مجلة ما مشله قول تمر على مس ا للبشر قاطبة، إعجاز والقرآن معجز يدرك إعجازه العقالء ألنه قد ؛تمرة، على تعاقب السننيأئمة الدين: إن القرآن هو املعجزة املس

وهو ،من غري األمة العربية، بواسطة ترمجة معانيه التشريعية، واحلكمية، والعلمية، واألخالقيةم بذلكدليل تفصيلي ألهل تلك املعاين، وإمج .)٥(ايل ملن تبلغه شهاد

فمنهم ،اليت تتحدث عن األمور الكونية والطبيعية وقد اجته نفر من املفسرين إىل اآليات محاس من الرغم على- ضوابط غري منمن أصاب ومنهم من أخطأ؛ ألنه سلك ذلك االجتاه

.٩ ) اإلسراء:(١ .١٠٧ ) األنبياء:(٢ .٥٤ ) الكهف:(٣ ).١/١٢٧( ) التحرير والتنوير(٤ .)١/١٠٥التحرير والتنوير (ينظر: ) (٥

٢٩٥

ا الناس من كثريا جعل مما ، )١(عكسية نتائج إىل فأدى ذلك ،-مشاعرهم وصدق أصحا للنظريات اإلخضاع جمال نع الكرمي القرآن إبعاد على منهم حرصا االجتاه هذا على حيملون ،)٢(الدالالت من حتتمل ال ما حتميلها أو النصوص تأويل يف التعسف أو املتقلبة، العلمية

نهأب صففو الدراسات تعسف بعضهم يف تعريف التفسري العلمي بناء على تلك ألجل هذا و تلف العلوم وجيتهد يف استخراج خم ،التفسري الذي حيكم االصطالحات العلمية يف عبارة القرآن

.)٣(اواآلراء الفلسفية منهشيخ األزهر األسبق الشيخ حممود التفسري ومن الذين مل حيبذوا ذلك االجتاه من

.)٦(ود. حممد حسني الذهيب ،)٥(سيد قطبو ،)٤(شلتوت

ذا الشاطيب ن كثريا من الناس جتاوزوا يف الدعوى على القرآن احلد؛ إقال: ف وسبقهم فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمني، أو املتأخرين، من علوم الطبيعيات والتعاليم، واملنطق،

ها، وهذا إذا عرضناه على ما وأشباه من أهل الفنون روف، ومجيع ما نظر فيه الناظرونوعلم احلني ومن يليهم كانوا والتابع ذا فإن السلف الصاحل، من الصحابةإىل هوإضافة ، مل يصح تقدم

م أحد منهم يف شيء من هذا املدعىوما أودع فيه، ومل يبلغنا أنه تكل أعرف بالقرآن وبعلومهيلي ذلك، ولو كان سوى ما تقدم، وما ثبت فيه من أحكام التكاليف، وأحكام اآلخرة، وما

إال أن ذلك مل يكن، فدل ،منه ما يدلنا على أصل املسألةنا ونظر، لبلغ هلم يف ذلك خوض، مما زعموا القرآن مل يقصد فيه تقرير لشيء على أنه غري موجود عندهم، وذلك دليل على أن

فليس جبائز أن يضاف إىل القرآن ما ال يقتضيه، كما أنه ال يصلح أن ينكر منه ما يقتضيه، إىل العرب خاصة، فبه على كل ما يضاف علمهة على فهمه، وجيب االقتصار يف االستعان

يوصل إىل علم ما أودع من األحكام الشرعية، فمن طلبه بغري ما هو أداة له، ضل عن فهمه،

) ولعل أوضح مثال على هذا هو تفسري طنطاوي جوهري املسمى جبواهر القرآن.(١ .)١٥٨(ص: ، مصطفى مسلممباحث يف إعجاز القرآنينظر: ) (٢ ).٤٩ :ص( أمني اخلويل ،تطوره ،تدرجه ،نشأته :) التفسري(٣ ).١٣ ، حممود شلتوت (ص:تفسري القرآن الكرميينظر: ) (٤ ).١/١٨١(يف ظالل القرآن ينظر: ) (٥ ).٤٩٤-٢/٤٩١(التفسري واملفسرون ينظر: ) (٦

٢٩٦

.)١(وبه التوفيق ،وتقول على اهللا ورسوله فيه، واهللا أعلمولو ،إىل الناس كافة حىت قيام الساعة أنزل اهللا القرآن، :يف ذلك ويقول الشيخ الذهيب

علوم، لكنا بذلك قد أوقعنا الشكذهبنا مذهب من حيمل القرآن كل شيء، وجعلناه مصدرا للن نظريات، ال م وذلك ألن قواعد العلوم وما تقوم عليه ،يف عقائد املسلمني حنو القرآن الكرمي

ن من نظريات، مث ظهر بطال ولو حنن ذهبنا إىل تقصيد القرآن ما مل يقصد، قرار هلا وال بقاءأن يكذب هذه النظريات فسوف يتزلزل اعتقاد املسلمني يف القرآن الكرمي؛ ألنه ال جيوز للقرآن

،يصادم حقيقة علمية ثابتة حيكون يف القرآن نص صري أالوحسبهم ،ما صححه باألمس اليوموبني ماجد وجيد من نظريات وقوانني علمية، تقوم على سب القرآن أنه ميكن التوفيق بينهوح .)٢(س من احلق، وتستند إىل أصل من الصحةأسا

ن القرآن ونستطيع أن نلخص اعرتاضات املعرتضني على ذلك االجتاه من التفسري: بأ، ودقائق ن اهللا مل ينزله ليكون كتابا يتحدث فيه إىل الناس عن نظريات العلومأكتاب هداية، و

يعرض القرآن للدوران مع مسائل دللقرآن قن التفسري العلمي كما أ، الفنون، وأنواع املعارف لغة ومعىن.حيمل أصحابه واملغرمني به على التأويل املتكلف و العلوم يف كل زمان ومكان،

وهم الكثرة، فيمثلهم اإلمام :للقرآن الكريم الطبيعي المجيزون للتفسير العلميأما وهؤالء الذين ،)٥(راغيوامل ،الشيخ حممد رشيد رضاو ،وابن عاشور ،)٤(والرافعي ،)٣(حممد عبده

املتكلفني يف ذلك الذين يتبنون التفسري العلمي للقرآن يضعون له احلدود اليت تسد الباب أمام االجتاه.

ري لتفسري قد يعرض تفسري القرآن للتغبأن ذلك النوع من ا ويرد على اعرتاضات املعرتضنيعلوم احلديثة إال بعد أن ترتقي رنة بني القرآن والاأن تتم املق بال جيكلما استجدت نظرية، بأنه

النظرية العلمية ملستوى احلقيقة العلمية اليت تعتمد على أدلة قطعية ال ميكن الرتاجع عنها، كما

).٥٦-٥٥/ ٢(ملوافقات ا) (١ .)٤٩٤-٢/٤٩١() التفسري واملفسرون (٢ ).٢٨٥-٢٨٤ :ص( عبد الرحيمعبد القادر اإلمام حممد عبده ومنهجه يف التفسري،ينظر: ) (٣ ).١٢٧ :ص( الرافعي ،والبالغة النبوية إعجاز القرآنينظر: ) (٤ ).٤-١/٣( تفسري املراغيينظر: ) (٥

٢٩٧

قسم يكفي إلدراكه أن معاين القرآن ذات مستويات متعددة كما أسلفنا يف كالم ابن عاشوروهذا ال يعين أنه مل يكن ،)١(العلومحيتاج إدراك إعجازه إىل العلم بقواعد فهمه ومسعه، وقسم

.)٢(للفهم حصول املعىن األويل األصلي كاف بل ،مفهوم املعىن فيما سبق

مرتبطة حبدود وحتريرات البد منها حىت يكون للتجديد يف ذلك االجتاه ولكن تلك اإلجازة لعلمية املنضبطة بضوابط منهجية وعلمية:قيمته ا

ومنها:، بل املراد املتعلق املراد من التفسري العلمي أن غريه ليس علميا حترير املصطلح: فليس حقائق العلم التجرييب يف زيادة استخدام :بأنه لذا كان من األسلم تعريفهالطبيعية، مبالعلو

ا ،آليات القرآنيةإيضاح معاين ا تفسري القرآن الكرمي حبقائق العلم التجرييب أو، وتوسيع مدلوال .)٣(الت ألفاظهمبا حتتمله دال

أن التعريف قصر أثر العلم عليه، كماللنص القرآين، وليس حاكما العلم التجرييب خادمفألن معاين اآليات القرآنية كانت ؛إيضاح املعاين وتوسيع املدلوالت التجرييب احلديث يف زيادة

اإليضاح يف زيادة واضحة للصحابة والسلف الصاحل، وإمنا أسهم العلم التجرييب احلديث .وتوسيع الداللة

حتقيق املهمة األوىل للقرآن ،أن يكون اهلدف من تفسري اآليات الكونية تفسريا علميا .أنه كتاب هداية وإعجاز يوه الكرمي،

، بأن نبتعد عن الفرضيات والنظريات صدد تفسري اآليات يفاالقتصار على احلقائق العلمية أن أذهاننا يف املسلمات من يكون أن وينبغي، )٤(يقة العلميةمل تصل إىل درجة احلق اليتالعلمية أن ميكن والنبات ال واحليوان اإلنسان أو الكون جوانب من جانب بأي املتعلقة القرآنية احلقائق التاريخ خالل املختصني جهود على بناء إليها البشري اجلهد توصل علمية حقيقة تصادمها

).١/١٢٧) التحرير والتنوير ((١ ).٦٤/٦٥والتطبيق، هند شليب ( ةلعلمي للقرآن الكرمي بني النظري) ينظر التفسري ا(٢حبث يف موقع جامعة امللك ،الشدي أمحد بن علي بن عادل ،منه املوقف جذوره،: آنللقر العلمي التفسري ينظر:) (٣

. www. ksu.edu.sa سعود ).١٦١(ص: إعجاز القرآن يفمباحث ينظر: ) ٤(

٢٩٨

للحقيقة فهم سوء فهو تناقض بوجود توهم من الناس بعض يثريه للبشرية، وما احلضاري يظنها بأن العلمية للحقيقة فهم سوء أو كذلك، تكون وال الداللة قطعية يتومهها بأن القرآنية .)١(النظرية طور يف تزال ال وهي علمية حقيقة

صحة انطباق تلكفرت فيه شروطه، حىت يرى اأن يقوم بالتفسري من ميتلك أدواته، وتو متام لعا وأن يكون مط ،القضية على ما جاء يف القرآن من جهة داللة اللغة والسياق وغريها

ا، أو امتالكه ،االطالع على احلقيقة العلمية املوجودة باآلية إما بعرضها على املختصني أدوات الفهم الالزمة إلدراكها، حىت يستطيع أن حيسن الربط من غري تفريط يف اجلانب

العلوم الطبيعية إىل القرآن يصح أن يتوجه باحثووهلذا ال أو العلمي الطبيعي، التفسرييمامل ميتلكوا األدوات والتأهيل الالزم لذلك، وإال لوقعوا ،الستخالص تفسري يوافق تلك العلوم

يف التكلف والشطط. وذلك ألن فهم السلف حجة ؛عن السلف أو يناقضه ءما جاأال يبطل التفسري العلمي

أو حبثا لغة،أكان مصدره سواء بعدهم،فمن جاء بتفسري البتة،وال جتوز مناقضته إليه،حيتكم ا.فإنه ال يقبل إن كان يناقض قوهلم جتريبيا، ، ولكن زيادة يف معىن اآلية وتوسيع مدلوال

فسري مبعىن مل يثبت من جهة وأي تمن جهة اللغة، أن يكون املعىن املفسر به صحيحا ، فإنه مردود، كمن يفسر الذرة الواردة يف القرآن بالذرة الفيزيائية، وهذا مصطلح حادث ال للغةا

كما ،ا كانت يف اللغة إبان نزول الوحيتراعى معاين املفردات كم فال بد أن ،يثبت يف اللغةا از إال بقبال خيرج كما ،تراعى القواعد النحوية ودالال رينة كافية.اللفظ من احلقيقة إىل ا

مما متتاز به لغة العرب أن ف ؛نية وقصرها على احلقيقة العلميةعدم حصر داللة الكلمة القرآ ، فإذا أيدت احلقيقة متنوعة حقيقية وجمازية ، ومعان لكلمة قد يكون هلا دالالت متعددةا

ا، لكن ينبغ هذه الكلمة على ال نقصر داللة أ يالعلمية إحدى هذه الدالالت فإنه يؤخذ .)٢(، وحيكم ببطالن ما عداها من الدالالت األخرى للفظة القرآنيةاحلقيقة

، أو حبوثا أو تفسريا من كثري من العلماء، إما تأصيال هذا وقد لقي هذا االجتاه اهتماما

)١٦٣ املرجع السابق (ص:ينظر: ) (١ ، وما بعدها).٢٧اإلعجاز العلمي إىل أين، مساعد الطيار (ص: ينظر: ) (٢

٢٩٩

ومازالت الساحة حباجة ،ودراسات ملواضيع تتعلق بعرض القرآن لبعض احلقائق الكونيةفيه، ويتمحل له ماال تدل عليه ألفاظه سحىت ال ينسب للقرآن ما ليللضبط، وعدم التكلف

ا،يف صحيحةتكون قد بعض القضايا العلميةومعانيه، و لكن اخلطأ يقع يف كون اآلية تدل ذاا. عليها، وتفسر

عجاز العلمي يف القرآن والسنة بقرار من هيئة اإل يستأسومن اجلهود يف ذلك االجتاه لس األ وقد اختذت اهليئة من رابطة ه، ١٤٠٤عام على العاملي للمساجد يف دورته التاسعةا

يف داخل اململكة وخارجها ىالعامل اإلسالمي مبكة املكرمة مقرا هلا، وأقامت هلا فروعا أخر تعمل اهليئة على حتقيق األهداف التالية:و حتقيقا ألهدافها.

تهاد يف بيان اإلعجاز العلمي يف القرآن والسنة.تضبط االج والقواعد اليت. وضع األسس ١. الكشف عن دقائق معاين اآليات يف كتاب اهللا واألحاديث النبوية الشريفة املتعلقة بالعلوم ٢

الكونية يف ضوء أصول التفسري ووجوه الداللة اللغوية ومقاصد الشريعة اإلسالمية دون .)١(تكلف

جوه إعجاز القرآن يف العلوم الطبيعية يعد أن الكشف عن و إىل وإذا خلصنا من هذا البد من التنبيه على ما يلي:يف جمال التفسري، جتديدا

ال يرتبط باملعتقد، وال بالعلوم الطبيعية، وما ينتج عنها من تقدم علمي للمجتمع، العلم ن أ ا نتيجة البحث والتأملباأل على قدر ما ، فن العلوم اليت وكلها اهللا لعباده، وهي مفكار؛ أل

، وملا كان الوصول إىل هذه شر بإذن اهللا إىل نتائجه املرجوةيكون اجلهد يف البحث يصل الببالقدرة على البحث ووجود املناخ املناسب له، وكان الغرب الكافر قد ا طالعلوم التجريبية مرتب

م قد سبقوا املسلمني يف ذلك يف تلك لذلك فاألوىل بالباحث املسلم ،)٢(حرص عليه، فإتمع للتجديد يف إإذ ؛العلوم أن يستزيد منها ويبحث عن ما يفيد جمتمعه منها ن حاجة ا

استيطان تلك العلوم، أوىل من حاجته للبحث عن ما يعضدها من اآليات. ؛القرآن الكرمي لناس للنظر والتأمل الذي حث عليهأما املفسر فحري به أن يوجه عموم ا

/http://www.eajaz.org ات وأحباث يف حتقيق تلك األهداف السامية، ينظر:) وهلا مؤمتر (١ ).٣٤ اإلعجاز العلمي إىل أين (ص:ينظر: ) (٢

٣٠٠

ا هي مفتاح النجاح يف تلك العلوم.ألن الكشف عن معاين بعض اآليات باستخدام حقائق العلم التجرييب، مما يظهر صالحية أ

غري أنه ينبغي أن ،هو أسلوب دعوي، ن وفهم، ويزيد املؤمنني إميانا القرآن لكل زمان ومكاتمعات اإلسالمي ة يرافق ذلك اجلهد التفسريي جهد توعوي وحبثي ملعرفة مكامن اخللل يف ا

ننتظر منه كل غرينا عالة على ىحىت ال نبق ،وتشخيص أسباب ضعفها يف العلوم التجريبية .يوافقه يف شرعنا عمامث نبحث العلوم،جديد يف

"اجلواهر يف تفسري القرآن كتاب :غري املنضبطة يف هذا الباب التطبيقية ومن األمثلة ،للشيخ طنطاوي جوهريت الباهرات"، الكرمي، املشتمل على عجائب املكنونات وغرائب اآليا

وقد مجع فيه من العلوم واملعارف ما أخرجه عن كونه كتاب تفسري، فقد استطرد فيه مع كل ،علم، ومجع فيه كل غريب، ورسم فيه صورا متنوعة عن النباتات واألعشاب واحليوانات والطيور

إىل غري ذلك من الكائنات.هذا الكتاب داعيا حثيثا إىل درس العوامل العلوية وليكونن يقول يف مقدمة تفسريه:

والسفلية، وليقومن من هذه األمة من يفوقون الفرجنة يف الزراعة والطب واملعادن واحلساب واهلندسة والفلك وغريها من العلوم والصناعات، وكيف ال؟ ويف القرآن من آيات العلوم ما يربو

لفقه فال تزيد آياته الصرحية على مائة ومخسني آية. على سبعمائة ومخسني آية، فأما علم اولقد وضعت يف هذا التفسري ما حيتاجه املسلم: من األحكام واألخالق وعجائب الكون، وأثبت فيه غرائب العلوم وعجائب اخللق، مما يشوق املسلمني واملسلمات إىل الوقوف على

.)١(ألرض والسماواتحقائق معاين اآليات البينات يف احليوان والنبات واا يف عرض "التفسري العلمي بني النظرية والتطبيق"وقد أجادت الدكتورة هند شليب يف كتا

آراء املختصني يهامبا ف يف معناها على آراء متعددةعرجت و ،عدة مسائل من التفسري العلمياآليات موضع لتصل إىل نفي أو إثبات التفسري العلمي يف اآلية، أو ،يف العلوم الطبيعية

.)٢(الدراسة

) .١/٣( ، طنطاوي جوهريالكرمي القرآن تفسري يف اجلواهر) (١ ).١٣٨ -٨٤والتطبيق ( النظرية بني العلمي ينظر: التفسري) (٢

٣٠١

االعتماد على احلقائق آليات الكونية بلإىل تعميم ذلك املنهج يف تفسري وما أحوجناوضيح معىن مث ت ،قاله السلف امو ، حتديد املعىن اللغويوحتديد مفهومها، و ،مع نسبتهاالعلمية ا على احلقيقة العلمية أم ال.كن االستدالل وهل مي ،اآلية

حار علوم الكون والبمطبوعة يف ذلك عن خلق اإلنسان، و العامة لإلعجاز حبوث وللهيئة .)١(ريهاوغ

نإإذ ؛عجاز الزعم بأن تلك العلوم مصدرها القرآن الكرميوليس من التجديد وال اإلالقرآن يطالب بالتأمل يف الكون والنظر يف اآليات للوصول إىل املعارف. فتصديق القرآن لتلك

وعلى هذا ال يأتيه الباطل من بني يديه وال من خلفه، من باب أنه كتاب اهللا الذيالعلوم جاء جيب أن يكون أسلوب العرض الذي يقدم.

http://www.eajaz.org) ينظر: (١

٣٠٢

المبحث الرابع: التفسير على أساس الوحدة الموضوعية في السورة .والموضوع

وضعت وعاجلت مشاكل متعددة، و تعرضت آيات القرآن الكرمي وسوره ملواضيع متفرقة،تمعات يف آيات كثرية وسور متعددة. لبنات هداية األفراد وإصالح ا

من تلك احللول واهلدايات أثناء عرضه فسري بشكله التقليدي قد يبني جزءا وملا كان التإال أن احلاجة ملحة ملعرفة تفاصيل عرض القرآن للموضوع ،لتفسري اآليات اليت تتحدث عنهابط وتكامل لعرض سور القرآن من ترا ما يفيستلزم بيان ا ومعاجلته من كافة نواحيه، وهذ موضوع أو عدة مواضيع معينة.

عندما قرره األزهر على التفسري املوضوعي يف القرن الرابع عشر اهلجري وظهر اصطالح .قدمية بقدم علم التفسري نفسهوإن كانت بوادره ،طالبهأما منهجية التفسري ،طريقة العرضهو جتديد يف التجديد يف التفسري يف ذلك االجتاهو وعلى هذا نعرف واحدة،ومصادره والتعرف على معاين ألفاظه وأقوال السلف فيها فهي وأدواته

بغرض معني تتعلقاليت الكرمي القرآن من آيات معاين عرضبأنه ذلك النوع من التفسري أو حكما وع الواحد لفظا وضيف سور القرآن الكرمي املتعلقة بامل ع اآلياتمجأو ،)١(حبسبه

نه تدخل فيه طريقة عرض التفسري اليت إحيث ؛ولعل التعريف األول أدق وأمشل. )٢(وتفسريها .تم بإبراز الوحدة املوضوعية للسورة

:بناء على التعريف املختار إىل أنواع املوضوعي التفسريوميكن تقسيم :سورة كل في الموضوعية لوحدةا يتناول الذي الموضوعي التفسير األول: النوع

مث يدرس ، هاأن حيدد الـبـاحث اهلدف أو األهداف األساسية للسورة مث حياول إبراز وذلك بف بدءا مبقدمة السورة، وانتهاء خبامتتها، مع التعرف على ادهاأل تلكالقة كل املقاطع بع

) حبث له يف:١٦ حترير التفسري املوضوعي والوحدة املوضوعية للسورة، حممد بازمول (ص: )(١

http://uqu.edu.sa ).١٦ صطفى مسلم (ص:، ممباحث يف التفسري املوضوعي )(٢

٣٠٣

دف ،أسـباب نزوهلا، ومكان نزوهلا، وترتيبها من بـيـن ســـور القرآن ويبني عالقة كل ذلك السورة عنوان البحث، وسيجد الباحث الصلة بـيــنــه وبني الرابطة جلية عند إحالة النظر وإمعان

وتفصيل ،يضاحه وبيانه واالستدالل له وبهحـا ترمي إىل إكر، وسيعلم أن للسورة هدفا واضالفها، بل وميكن تعلم عند البحث فيورة من القرآن هلا شخصية مستقلة ، وكل ســجوانبه وأبعاده

تداخل شيء يصعب معه داف متعددة بينها من الرتابط والتعاضد والأن يكون للسورة أه .)١(ا بالبحث مع إغفال البواقيحدهأا أو إفراد التفريق بينه

بل جــاءت يف ثنايا تفاسريهم اإلشارات إىل بعض ،وهذا اللــون ظفر بعناية القدماء فنجده يف أغلب حماولة االنطالق منها لبيان تفسريها، وأما يف العصر احلديث أهداف السورة و

سيد قطب يف عند وبرز هذا االجتاه كثريا كاملنار، والتحرير والتنوير، ونظام القرآن، ،التفاسريحيث يقدم لكل سورة ببيان أهدافها الرئـيـسـة أو هدفها الوحيد، وينطلق يف ؛تفسريه (الظالل)

التفسري يف الشروع قبلفسري السورة من خالل هذا احملور الذي تتحدث السورة عنه، باقي تف نزوهلا وأسباب ،العام وموضوعها ،مقصدها وعن ،السورة عن خمتصرة نبذة يقدم للسورة املفصل ودروس مقاطع إىل السورة بتقسيم يقوم مث، السورة جو يف لدخوله متهيدا ذلك كل ،وتارخيها على هوميرر ،مقاطعها بني كهحير السورة جو يف القارئ يدخل ذلك بعد، عهاموضو حبسبا على ويوقفه ،أحداثها ا هدايا ا له ويربز ،وتوجيها التام احلرص مع ذلك كل ،استنباطا بأواخرها اآليات أوائل وربط عنها، إغفاله وعدم للسورة العام باملوضوع القارئ ذهن ربط علىا وإبراز تناسقها، وبيان يف تشكل وقد السورة اية إىل بالقارئ فينتهي ،العام وموضوعها وحد .)٢(وأحكامها ومقصدها وموضوعها السورة عن متكاملة صورة ذهنه

من مواضيع "وقد أفردت حبوث كثرية يف هذا اللون من التفسري املوضوعي منها سلسلة العواصم من الفنت يف "وقد صدر منها "،مازعبد احلميد طه"اليت يكتبها الشيخ "ســــور القرآن . "سورة الكهف

(ص: تفسري املوضوعي، حممد نبيل غنامي)، حبوث ومناذج من ال٤٣-٤١ص: (يف التفسري املوضوعي ينظر: مباحث ) (١

٣٨ -٣٧.( -٣/١٠٣٩( هات التفسري يف القرن الرابع عشرجاـ)، ات٦١٦ ينظر: تعريف الدارسني مبناهج املفسرين (ص:) (٢

١٠٤٠.(

٣٠٤

:إلبراز الوحدة الموضوعية للسورة ومن األمثلةا واردة بصدد اجلهاد ضد إما أورده سيد قطب عند حديثه عن سورة العنكبوت فقال:

فقد ،وكذلك ذكر النفاق ،وهذا واضح يف السياق ،جهاد النفس لتصرب وال تفنت :أي ،الفتنةوالسورة كلها متماسكة يف خط واحد منذ البدء إىل ، بصدد تصوير حالة منوذج من الناسجاء

اخلتام.ا تبدأ بعد احلروف املقطعة باحلديث عن اإلميان والفتنة وعن تكاليف اإلميان احل قة اليت إ

اره فليس اإلميان كلمة تقال باللسان، إمنا هو الصرب على املك ،تكشف عن معدنه يف النفوس والتكاليف يف طريق هذه الكلمة احملفوفة باملكاره والتكاليف.

فإن سياقها ميضي بعد ذلك املطلع ،ويكاد هذا أن يكون حمور السورة وموضوعهايستعرض قصص نوح وإبراهيم ولوط وشعيب، وقصص عاد ومثود وقارون وفرعون وهامان،

على امتداد ،طريق الدعوة إىل اإلميان من العقبات والفنت يف يصور ألوانا سريعا استعراضا األجيال.

مث يعقب على هذا القصص وما تكشف فيه من قوى مرصودة يف وجه احلق واهلدى، ابالتصغري من ق .)١(يمة هذه القوى والتهوين من شأ

بل املقصود إبراز مقاصد كل سورة ،التكلف والتمحل كيد على عدمغري أنه ينبغي الـتأعلى موضوع أو وتركيزا ،جلوانب اهلدايات ا وإبراز ،وتشويقا حتبيبا ؛داية مستقلةلتكون وحدة ه

تم مبعاجلة .، ووقائعهمالناس أحوال عدة مواضيع

في جاءت التي ومعانيها القرآن ألفاظ يتناول الذي الموضوعي التفسير: انيالث النوع :الكريم القرآن أو اللفظة فيها ترد اليت اآليات يـجـمــع مث لكرمي،ا القرآن كلمات من لفظة الباحث يتتبعف

ا ا من مشتقا دالالت استنباط حياول بتفسريها واإلحاطة اآليات مجع وبعد ،اللغوية ماد . هلا الكرمي القرآن استعمال خالل من الكلمة

.)٢٧١٨/ ٥( يف ظالل القرآن) (١

٣٠٥

يف والذين واجلهاد، األمة،( كـ قرآنية مصطلحات الـقـرآنية الكلمات من كثري أصبح وقدم .والنظائر األشباه كتب به اهتمت قد اللون وهذا ،.. )واخلالفة مرض، قلوا بني الربط وحاولوا الكلمة تتبعوا فقد املعاصرون أما وأظهروا املواطن، خمتلف يف دالال بالغة قرآنية دالالت استنباط نتائجها من كان وقد القرآين، ازواإلعجـ البالغة من لونا بذلك مساها سلسلة يف فرحات حسن أحـمد الدكتور املـعـاصرين من اللون ذا اعتىن نومم الدقة،

م يف الذين" كتاب منها صــدر "،املوضوعي التفسري من وضرب قـــرآنــي حبث" ،"مرض قلوا يف األمة"و ،"عليها الناس فطر اليت اهللا فطرة"و .)١(وغريها "،والقرآنية العربية دالال

:اآليات من بها يتعلق وما قضية يتناول الذي الموضوعي لتفسيرا: ثالثال النوععها ، وبعد مجخراج اآليات اليت تناولت املوضوعوطريقة الكتابة يف هذا اللون تتم باست

ا تفسريا وتـأمـ ضوع من خالل ما بني يديه من ال حياول الباحث استنباط عناصر املو واإلحاطة ا النبوية، السنة يف جاء مبا املوضوع عناصر إكمالمث ، آيات الكرمي، القرآن يف ملا البيان هي فإ مبا يراه منهجا اآليات، من لديه جتمع ما تفسريمث ،فيها ما وأخذ إليها بالرجوع اهللا وأمر

االستعانة، و فيه ما وتكشف لتبينه حيتاجها اليت وآليته شخصيته موضوع لكل ألن هلا؛ مالئما إىل حيتاج فما اآليات، تفسري يف البحث مقتضيات حبسب تكون التفسري وأصول القرآن بعلوم قواعد تقرير إىل حيتاج وما فيه، ذكرها املناسبة بيان إىل حيتاج وما فيه، ذكره النزول سبب ذكر

إبرازه حماوال املوضوع، هذا يف الكتابة إىل جره مبا درسه يف يهتم أنوالبد قرره، التفسري أصول واقع معاجلة إىل يهدف فإنه املوضوعي، التفسري هدف هو وهذا ،عليه احلكم زيلوتن وبيانه، هدايات إبراز، و املوضوعي التفسري هيئة على وإبرازه القرآين املوضوع ذلك حبثه خالل من معني نشأة بواعث أهم من هي إذ ؛به املتعلقة الشبهات عن واإلجابة املوضوع، هذا يف الكرمي القرآنمرامي والباحث يف كل ذلك يهتم بأسلوب العرض لتوضيح ، هذا عصرنا يف وضوعيامل التفسري

وضـوع وإدراك أسراره من خالل القرآن قارئ من فهم الـمـ، ليتمكن الالقرآن وأهدافه ومـقـاصـده، وبيان ك ورصانة األسلوب ودقة التعبرياتجباذبية العرض الشائق وجودة السبك واحلب

: (ص املوضوعي، التفسري من ماذجـون حبوث )،٦٥ األملعي (ص: موضوعي، زاهرـال التفسري يف ينظر: دراسات) (١

١١(.

٣٠٦

.)١(اراتاإلشارات بأوضح الـعـبن اسم أ، حىت هو املشهور يف عرف أهل االختصاص وهذا اللون من التفسري الـمـوضوعي

، واملتتبع هلذا جيده جليا، وسبب ذلك يتلخص يف املوضوعي ال يكاد ينصرف إال إليهالتفسري :أمرين غزارة املوضوعات اليت طرقها القرآن وأشبعها دراسة وحبثا. -١

.واملشكالت اليت حتتاج إىل حبث من وجهة نظر قرآنيةجتــدد املوضوعـــات -٢

نا عنها تصح بل إن سائر االجتاهات اليت تكلم ،من املوضوعات ا واسع يشمل طيفا وهذافتأصيل العلوم، وتنزيل القرآن على واقع الناس، والتفسري العلمي يصح أن تكون أحد مواضيعه؛

اأن تتناول يف التفسري املوضوعي. موضوعا املطهرة النبوية والسنة الكرمي القرآن نصوص خالل من ما موضوع أطرافن مجع إ

ا واإلحاطة عامة وقواعد أفكار إىل للتوصل اجتهادي بدور القيام من الباحث نميك بدالال يستطيع الشريفة النصوص مقاصد من املستمدة واهلدايات القواعد هذه ضوء وعلى جديدة، .)٢(واملشكالت املعضالت هلذه اإلسالم معاجلة يدرك أن الباحث

القرآن لسور املوضوعي التفسري" ومن اجلهود املشكورة والعظيمة يف باب التفسري املوضوعي يف املتخصصني من جمموعة إعدادمن ،ه١٤٣١ عام جملدات عشرة يف ، الذي صدر"الكرمي .مسلم مصطفى :الدكتور بإشراف ،وعلومه القرآن

الفكرة هذه أن إىل فيها أشار مبقدمة للكتاب مسلم مصطفى :لدكتورا األستاذ قدم وقد والسنة الكتابقسم بإشراف حتققه اهللا يسر حىت ،سنة وثالثني مخس من أكثر منذ تراوده الذي املنهج مبينا مقدمته يف قاله ومما الشارقة، جبامعة اإلسالمية والدراسات الشريعة بكلية رأت فقد ،موضوعيا تفسريا السورة تفسري يف خمتلفة الباحثني هجمنا كانت وملا :عليه ساروا

يف:حملمد بازمول، ) ٥١ -٤٩ (ص: وضوعي والوحدة املوضوعية للسورةرير التفسري املحتينظر: ) (١

http://uqu.edu.sa .)٣١مباحث يف التفسري املوضوعي (ص: ينظر: ) (٢

٣٠٧

موعة واخلطوات املنهجية اخلطوات حول للتشاور االختصاص أهل من ندوة إىل تدعو أن اتمعني من مستفيضة دراسة وبعد ،املشروع هذا إلبراز التنفيذية مت ،املنهجية اخلطوات حول ا .الكرمي القرآن لسور املوضوعي التفسري شروعم يف للسري مبادئ على االتفاق

:التايل املنهج باتباع حبثه املفسر يبدأ حيث .السورة يدي بني :أوال

:التالية األمور املقدمة هذه يف تذكر .اسم من أكثر هلا كان إن أمساؤها أو السورة اسم - أ

.وجدت إن السورة فضائل -ب .مدنيتها أو السورة مكية - ج .وسببه العد يف القراء بني واالختالف السورة ياتآ عدد - دا السورة موضوعات جيمع الذي اجلامع األمر هو احملور( السورة حمور - هـ نسق يف وجزئيا

).واحد :ذلك يف التكلف عدم مراعاة مع الستة األنواع وأمهها السورة، يف املناسبات - و

.وحمورها السورة اسم بني املناسبة -١ .وخامتتها السورة افتتاحية بني سبةاملنا -٢ .قبلها ما وخامتة السورة افتتاحية بني املناسبة -٣ .وحمورها السورة مقاطع بني املناسبة -٤ .بعض مع بعضها السورة مقاطع بني املناسبة -٥ .قبلها ما ومضمون السورة مضمون بني املناسبة -٦

أراد وإن السورة، تفسري أثناء مقطع كل اية يف واحملور مقطع كل بني املناسبة وتذكر .مقطع كل بداية ذلك فمكان له، السابق واملقطع املقطع بني للمناسبة يتعرض أن الباحث

٣٠٨

:للمقطع اإلمجايل التفسري: ثانيا تفسري يف األمثل األسلوب فيه يراعى إمجاليا تفسريا له عنوان وضع بعد مقطع كل يفسر

:وهو القرآن .باملقطع مباشرة عالقة هلا اليت اآليات إىل واإلشارة ،بالقرآن آنالقر تفسري - أ

.ذلك على ضوءا تلقي اليت الشريفة النبوية باألحاديث املقطع تفسري -ب على إمجاع هناك كان وإن ،السلف رأي يلتزم) والصفات األمساء( العقدية القضايا يف - ج

املذاهب أئمة كثري، ابن ،الطربي :املثال لسبي على ،التفسري أئمة قول ذلك يف يورد التأويل .تيمية وابن األربعة،

يرجح جعلته اليت األدلة مع الباحث يراه الذي الراجح بالرأي يكتفى :الفقهية القضايا يف - د .سواه دون القول هذا الوثيق الرتباطها بعضها لذكر ضرورة هناك كان وإن البالغية، أو اللغوية القضايا جتتنب - هـ

.اآليات معىن توجيه يف تأثري هلا اليت املتواترة القراءات وكذلك اهلامش، يف ذلك فيكون باملعىن يف املقطع يفسر ،وغريها كالقصص السور مقاطع بعض يف املوضوعات تكرار عند - و

.اإلطناب أو اإلجياز من العام السورة وجو ،فيها ذكر اليت السورة حمور مع يتناسب مبا موضعه الكرمي القرآن حول تثار اليت الشبهات على والرد ،األمة وواقع اآليات هدايات بني لربطا - ز

ذلك كل ومكان، زمان لكل وصالحيتها اإلسالمية، التشريعات عظمةبيان و النبوية، والسنةا ورود عند .بذلك املتعلقة اآليات تفسري يف مناسبا .العلمية النظريات وجتنب الكونية اآليات تفسري عند العلمية احلقائق على االقتصار - ح

:وتشمل املقطع من املستنبطة اهلدايات :ثالثا .العقدية القضايا -أ

.الشرعية األحكام -ب .الشرعية واآلداب اإلسالمية األخالق - ج .)١(الرتبوية اجلوانب - د

و). -/أ١( ينظر: التفسري املوضوعي لسور القرآن الكرمي) (١

٣٠٩

.لقرآن في التفسيرااالهتمام بمقاصد المبحث الخامس:

ها حقها ءيف تفسري اآلية، وإعطا االنغماس ثري من التفاسري املتقدمةظ على كح إن مما يل من بيان األقوال، واالحتماالت اللغوية واإلعراب، وغري ذلك مما جيلي معىن اآلية ويوضحه،

، أو املقصد الذي سيقت ألجلهحبيث يكون تفسري اآلية مبعزل عن واالسرتسال يف ذلك حق التفسري أن يشتمل على بيان أصول التشريع ، والمسيق الك امقاصد القرآن اليت ألجله

وا بتقصي معاين القرآن ؤ ولكن املفسرين ابتد ،بأن يسمى علما ا فكان بذلك حقيق ،هوكلياتا قواهم، فانصرفوا عن االشتغال بانتزاع كليات التشريع إال ،فطفحت عليهم وحسرت دون كثر .)١(يف مواضع قليلة

ا؛ قرآن أحد العلومو اإلملام مبقاصد ال ألن االهتمام ببيان اليت ينبغي على املفسر مراعاغرض املفسر بيان ما يصل و يقول ابن عاشور: املفسر،به ما يقوممقاصد القرآن من أهم

أو ما يقصده من مراد اهللا تعاىل يف كتابه بأمت بيان حيتمله املعىن، وال يأباه اللفظ من كل إليه،أو خيدم املقصد ما يتوقف عليه فهمه أكمل فهم، القرآن، أون مقاصد ما يوضح املراد م

كان رائد املفسر يف ذلك أن يعرف على اإلمجال مقاصد القرآن أن تفصيال وتفريعا، فال جرم .)٢(تيل اصطالح وعاداتنز ولل ويعرف اصطالحه يف إطالق األلفاظ، مما جاء ألجله،

فبحوث ، يف حركة املفسر مبختلف نواحيهامهمة جيب أن يكون ركيزة فاملقصد القرآينكل ذلك ، أو االجتماعية التشريعية،أو الكالمية،أو البالغية،املفسر، وحتليالته اللغوية، أو

جيب أن يصب يف خدمة املقصد القرآين أساسا.مقادير اتصال ما تشتمل عليه وهذا هو املعيار الذي حيكم عند مطالعة التفاسري ليعرف

.)٣(لغاية اليت يرمي إليها املفسر، فيوزن بذلك مقدار ما أوىف به من املقصد ومقدار ما جتاوزهبا اإلمام نبه عليهمل ختل منه كتب املتقدمني واملعاصرين، فقد مصطلح " مقاصد القرآن" و

).١/١٣التحرير والتنوير () (١ ).١/٤١املرجع السابق () (٢ ).١/٣٨( املرجع السابق) (٣

٣١٠

ا، وا :بقوله )١(العز بن عبد السالم ر لزجمعظم مقاصد القرآن األمر باكتساب املصاحل وأسباا ولو تتبعنا مقاصد ما يف الكتاب والسنة، وقوله كذلك: ،)٢(عن اكتساب املفاسد وأسبا

لعلمنا أن اهللا أمر بكل خري دقه وجله، وزجر عن كل شر دقه وجله، فإن اخلري يعرب به عن .)٣(جلب املصاحل ودرء املفاسد، والشر يعرب به عن جلب املفاسد ودرء املصاحل

:تعريف المقاصدقصد: القاف والصاد والدال أصول ثالثة، يدل أحدها من مقاصد على وزن مفاعل، :لغة

،)٤(: M ? > = <Lالقصد: استقامة الطريق. وقوله و ه، م على إتيان شيء وأ .ء إليه باحلجج والرباهني الواضحةعلى اهللا تبيني الطريق املستقيم، والدعا :أي

وبناء على ما سبق من املعاين اللغوية ملعىن املقاصد، ميكن القول: بأن القصد واملقصد واملقاصد يف األصل، تعين العزم والتوجه حنو الشيء، وهلا استعماالت أخر متعددة منها:

.)٥(االعتماد، واألم، وتعد احلكمة من أقرب تلك املعاين للمقاصد، وورودها يف القرآن أكثرومقاصد مقاصد القرآنبني قبل أن نعرف املقاصد البد أن نتبني أن هناك تالزما :اصطالحا

.أصل مقاصد الشريعة، وعليها تدور هي الشريعة، فمقاصد القرآنمقاصد التشريع العامة هي: املعاين واحلكم امللحوظة للشارع يف مجيع أحوال التشريع، و

.)٦(تها بالكون يف نوع خاص من أحكام الشريعةأو معظمها؛ حبيث ال ختتص مالحظ .)٧(جل حتقيقها، ملصلحة العبادالغايات اليت وضعت الشريعة ألأو هي

سلطان": لقبه شافعي، جمتهد وفقيه املصري، الدمشقي السلمي القاسم أيب بن السالم عبد بن العزيز عبد الدين عز) (١

، ، الوايف بالوفيات)٨/٢٠٩( الكربى الشافعية ه). ينظر: طبقات٦٦٠ إمام عصره بال منازع، (ت: "،العلماء ).١٨/٣١٨( الصفدي

).١/٨كام يف مصاحل األنام (قواعد األح) (٢ ).٢/١٨٩املرجع السابق () (٣ . ٩ سورة النحل:) (٤ ).٣/٣٥٣( العرب لسان ،)٦٧٢ :ص( املفردات ،)٥/٩٥( اللغة مقاييس: ينظر) (٥ )٥ (ص: مقاصد الشريعة، ابن عاشور) (٦ ). ١٩ (ص: د اإلمام الشاطيب، أمحد الريسويننظرية املقاصد عن) (٧

٣١١

املصاحل اليت استهدفتها الشريعة مبا : أما املقاصد العامة فهي عامة وخاصة، ن:اوهي قسمالنفس، والعقل، والنسل، يعود على العباد باخلري يف دنياهم وأخراهم، مثل حفظ الدين، و

.واملال، والعرضاملعاين اليت لوحظت يف باب من أبواب التشريع املخصوصة، " :هيفوأما املقاصد اخلاصة

مقصد عدم اإلضرار باملرأة يف باب األسرة، ومقصد الردع يف باب العقوبات، ومقصد :مثل .)١(منع الغرر يف باب املعامالت املالية، وهكذا

كان أول ، ة يف أنساق حمددةأر العصور يف وضع املقاصد املستقر على م علماءواجتهد المث أفاض اإلمام ،ى"ستصفامل" يف اإلمام الغزايل اوطوره ،"ربهان"اليف اإلمام اجلويين امن أبدعه

فهو هرم مرتابط من األهداف: "،وافقاتامل"يف االشاطيب يف شرحهتهدفتها الشريعة مبا يعود على العباد باخلري يف يف قاعدته الضرورات املعروفة اليت اس

دنياهم وأخراهم، من حفظ للدين، والنفس، والعقل، والنسل، واملال، والعرض. احلاجيات. .)٢(التحسينيات

.الغايات اليت أنـزل اهللا القرآن ألجلها حتقيقا ملصاحل العبادأما مقاصد القرآن فهي: جلبا للمصاحل، ودفعا اليت نـزل القرآن ألجل حتقيقهاهي: األسرار واحلكم والغايات أو .)٣(للمفاسد

من خالله فهم مراد اهللا تعاىل من آيات القرآن، وبيان معانيه، والعلم مبقاصد القرآن يتم ا، ويرفع الغموض عن وما يستفاد منها، والكشف عن األحكام الواردة فيها، ومقاصدها وغايا

ألفاظها. على ثالثة أقسام: يف التفسري لقرآنو إبراز مقاصد ا

).١٨٣ (ص: يعةالشر مقاصد) (١ أمحد الريسوين، حيث تتبع تطورها يف كتابه عند هؤالء األئمة. ،ينظر: نظرية املقاصد) (٢، جملة شوان عبده ورضوان األطرشلن ، حبثالسياق القرآين وأثره يف خدمة التفسري املقاصدي عند ابن عاشور ينظر:) (٣

. ٧٣ العدد: إسالمية املعرفة،

٣١٢

يتضمن إبراز األغراض واملقاصد، أو األسرار والغايات اليت أنـزل اهللا تعاىل من القسم األول:للمقاصد ا لعظمة القرآن، وبيان ا أجلها القرآن، وشرع سبحانه من أجلها األحكام، وذلك إظهار

ذا يستطيع املفسر أن يفسر القرآن وفقا للمقاصد اخلاصة، أو اجلزئية اليت جاء لتحقيقها، واليت دعا إليها القرآن، وأثبتها من خالل ما جاء يف آيات األحكام، واحلدود، واملعامالت، أو

تمع. من خالل العبادات عموما، والدعوة إىل األخالق، وإصالح الفرد، واذا يستطيع املفسر ويتضمن كشف الدالالت اللغوية أللفاظ القرآن ال القسم الثاني: كرمي، و

أن يفسر القرآن وفقا للمقاصد العامة من القرآن. وإن احتمال األلفاظ ألوجه لغوية متعددة، وقراءات متواترة، فيه يسر ورفع للمشقة الناجتة عن تفسري واحدي للفظ، وهذا املنهج التيسريي

ا القرآن الكرمي. من املقاصد اليت جاء ا وضوح احلكم، و القسم الثالث: يتضمن االهتمام بقواعد التفسري األخرى اليت يكتمل

وفهم اآلية كاملأثور، والسياق، واملناسبات، وأسباب النـزول، من خالل اإلفادة منها، وتوظيفها بل ،فسر دون شذوذ أو خروج عن املألوفيف سبيل تقوية النهج املقاصدي الذي يرمى إليه امل

جه إن كل قول تفسريي يصب يف فحوى اخلطاب املقاصدي ينبغي أن يستدل به، وهذا ما ، والذي سار عليه ابن عاشور يف "تفسري املنار"اإلمام حممد عبده وتلميذه رشيد رضا يف

.)١(تفسريه يف عشرة مقاصد:مقاصد القرآن شيد رضار عدد الشيخ حممد وقد

إصالح أركان الدين. .١ ة.بيان ما جهل البشر من أمر النبو .٢ بيان أن اإلسالم دين الفطرة والعقل والعلم واحلكمة والربهان واحلرية واالستقالل. .٣ اإلصالح االجتماعي اإلنساين السياسي. .٤ التكاليف الشخصية من العبادات واحملظورات. .٥ العالقات الدولية يف اإلسالم. .٦

.السياق القرآين وأثره يف خدمة التفسري املقاصدي عند ابن عاشورينظر: ) (١

٣١٣

اإلصالح املايل واالقتصادي. .٧ دفع مفاسد احلرب. .٨ إعطاء النساء حقوقهن. .٩ .)١(ر الرقاب من الرقحتري .١٠

سبعة مقاصد للقرآن وهي:ها الشيخ القرضاوي يف وعد تصحيح العقائد يف التصورات لأللوهية والرسالة واجلزاء. .١ تقرير كرامة اإلنسان وحقوقه. .٢ الدعوة إىل عبادة اهللا. .٣ تزكية النفس البشرية وتقومي األخالق. .٤ تكوين األسرة الصاحلة وإنصاف املرأة. .٥ الشهيدة على البشرية.بناء األمة .٦ .)٢(الدعوة إىل عامل إنساين متعاون .٧

ينبغي هنا التنبه ألمرين:و وباجلملة ال يصح أن يكون هذا لونا مستقال أن االهتمام باملقاصد اجتاه يف التفسري، : هماأول

ز فكالمها يعىن بإبرا ،من ألوان التفسري، وإمنا هو مندرج حتت التفسري املوضوعي أو التحليليفمقاصد القرآن من أهم ما ينبغي للمفسر أن يعىن به ،مثل هذه اجلوانب يف اآليات القرآنية

ح جديد باسم (التفسري وال حاجة لصناعة مصطل ،كان التفسري حتليال أو موضوعيا سواء دايات القرآن الكرميأل؛ املقاصدي) تهج سواء أكان ين ،نه هدف من أهداف كل مفسر واع االت اليت مل تأخذ حظها من ؛و غريهأوعي أو التحليلي اللون املوض ال من ا حيث إن هذا ا

.العناية

).٢٢٠ -١١/٢٠٠ينظر: تفسري املنار () (١ ). ٧٣ (ص:نتعامل مع القرآن كيف ) (٢

٣١٤

فريق من قبل ، تفريغ القرآن من أحكامه يستخدم يف حماوالت قد أن فقه املقاصد: ثانيهماعتباره أن اإلسالم دين مقاصد ا ،دالالت النصوص الشرعية يف الدين يرتب على ظنية معظم

دون عتربون العنصر الرئيس يف الدين هو مقاصد النص الشرعي وضروراته وحاجاته، في ،فقطقاصد، ومن مسات ل النصوص بادعاء املصاحل وامليتعطاالعتبار ألحكام الشريعة، مما ينتج عنه

اهلروب جتاهكان من نتائج ذلك اال، و اجلرأة على القول بغري علمو ، ريعةاجلهل بالش :جتاههذه االاتمن النصو .)١(معارضة أركان اإلسالم واحلدود باسم املصاحلو ، ص القطعية والتشبث باملتشا

:تجاه المقاصدي في التفسيرعلى اال من األمثلة التطبيقيةو تفسري "لعل أفضل مثال ميكن التمثيل به على االهتمام مبقاصد القرآن يف التفسري هو

،وتطبيقا بإبراز مقاصد القرآن تأسيسا يه حيث اهتم ف ؛للطاهر بن عاشور "التحرير والتنوير ونرى أوجه ذلك يف:

،د األعلى من القرآناملقص :األولوتقسيمها لقسمني رئيسني: حتديده ملقاصد القرآن ا. :والثاين املقاصد األصلية اليت جاء القرآن لبيا

،ية والعمرانيةصالح األحوال الفردية واجلماعأما املقصد األعلى من القرآن الكرمي فهو: ذيب النفس وتزكيتها :وتفصيل هذا هو أن ورأس األمر فيه صالح ،الصالح الفردي يعتمد

، مث صالح السريرة اخلاصة، وهي العبادات ن االعتقاد مصدر اآلداب والتفكريأل ؛االعتقاداعي وأما الصالح اجلم، لتخلق برتك احلسد واحلقد والكربكا ،الظاهرة كالصالة، والباطنة

وهو ضبط تصرف الناس بعضهم مع بعض على ،بصالح أجزائه، ومن شيء زائد على ذلكإذ هو ؛وهذا أوسع من ذلك ،ومواثبة القوى النفسانية ،وجه يعصمهم من مزامحة الشهوات

واألقاليم بعضهم مع بعض على وجه تصرف اجلماعات وضبط اإلسالميحفظ نظام العامل عند معارضة وحفظ املصلحة اجلامعة ،احل الكلية اإلسالميةحيفظ مصاحل اجلميع، ورعى مص

.)٢(بعلم العمران وعلم االجتماع :هذا ، ويسمىاملصلحة القاصرة هلافهي حسب -تندرج ضرورة حتت املقصد األعلى اجلامع اليت- األصليةوأما املقاصد

).٧٨ (ص: القرضاوي يوسف ،اجلزئية والنصوص الكلية املقاصد بني الشريعة مقاصد فقه يف ينظر: دراسة) (١ ).٣٩-١/٣٨التحرير والتنوير () (٢

٣١٥

:يف استقراء ابن عاشور مثانية ميكن أن نلخصهاذيب األخالقأعظم س وهذا ،إصالح االعتقاد ، والتشريع وهو بب إلصالح اخللق، و

وفيه صالح األمة وحفظ نظامها، والقصص وأخبار األمة،األحكام خاصة وعامة، وسياسة واحلذر من مساويهم، والتعليم مبا يناسب حالة عصر أحواهلم،األمم السالفة للتأسي بصاحل

،وعلم األخبار ،وذلك علم الشرائع ،هاوما يؤهلهم إىل تلقي الشريعة ونشر ،املخاطبنيواإلعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق ،والتبشري ،والتحذير ،واإلنذار ،واملواعظ .)١(الرسول :تقرير مسائل تتعلق بالتفسري اهتمامه مبقاصد القرآن يف

، كان ستعانة به من العلوم يف التفسري، أو ما يصح االتطرق ملسألة التفسري العلمي فلمالتفسري العلمي أو ينقضه من فهو مل ينف ا ،ة"املعيار احملكم لديه هو "خدمة املقاصد القرآني

، وإمنا رأى أن القرآن قد أشار إىل ه ويعتربه أساس اهلداية القرآنية، كما مل يعتمد عليأساسهها فهذه يكتفي من ،-والفلك ،كعلم طبقات األرض، والطب - علوم أو جاءت هي موافقة له

.)٢(مبا حيقق املقاصد القرآنية وخيدمها فحسب :برازه مقاصد القرآن من خالل تفسري السورإ

ا، على أنواع مقاصد القرآن، وهي يقول يف تفسري سورة الفاحتة: ا تشتمل، حمتويا إ ثالثة أنواع: الثناء على اهللا ثناء جامعا لوصفه جبميع احملامد، وتنـزيهه عن مجيع النقائص،

.)٣(اإلهلية، وإثبات البعث واجلزاءوإلثبات تفرده ب

،)٤(: MO N M L K JLوعند تفسريه لقوله يدل على أنه عند افتقاد املاء يرخص يف التيمم، واملقصد الشرعي من حكم ذكر أن النص

ا من قبيل أل ؛الرخصة بالنسبة لعادم املاء أو عند العجز هو التنبيه على عظم قدر الصالة

).٤٢-١/٤٠التحرير والتنوير () (١ ).٤٥-١/٤٤ينظر: املرجع السابق () (٢ ).١/١٣٣( املرجع السابق) (٣ .٤٣سورة النساء: ) (٤

٣١٦

لذلك تأكد وجوب التطهر هلا بوسيلة املاء، فإن انعدم التجأ إىل وسيلة ؛املقاصد الشرعيةالتيمم اليت أقامها الشارع مقام الطهارة. واملقصد من ذلك أال يستشعر املسلم أنه يناجي ربه

من طهارة ملنتقل به وحىت ال تفوته نية التطهر للصالة، فال يفوته ذلك املعىن ا ،بدون تطهرطهارة الباطن، وحىت ال يظن أن أمر الطهارة هني، ويف إقامة ذلك العمل مقام الظاهر إىل

ا حىت ال ينسى الع .)٢( )١(ليها عند زوال ما منعه منهاإود الطهارة تذكري مستمر

).٥/٧٩ينظر: التحرير والتنوير () (١ ٠٢٣: العدد رشوان، جملة إسالمية املعرفة، الرمحن عبد عاشور، سامر ابن تفسري يف املقاصدي االجتاه :ينظر أيضا ) (٢

٣١٧

.في حكم النوازل الفقهية االستنباطيالتفسير :السادسالمبحث

هذا و ،له من كتببه مهيمنا على ما قب، وجعل كتامد برسالة حمختم اهللا الرساالت ا نبينا حممدي البد وأن تكون مستوعبة وشاملة وصاحلة عين بالضرورة أن الشريعة اليت جاء

? @ : M G F E D C B Aلكل زمان ومكان، قال HL

: M W V U T S R Q P Oوقال ،)١(

Z Y XL)٣(على كل كتاب قبله وحاكما وشاهدا أمينا : أي ،)٢(. ة ثبات أحكامها ورسوخ قواعدها، وسعتها ومشوهلا، وهي كان من خصائص الشريعولذلك

ا كان فيها من املرونة واملواكبة للتغريات الزمانية واملكانية فالثبات يف األصول ؛مع ثبا .)٤(واملرونة يف الفروع والوسائل واألهداف والقواعد

القرآن مقاصد من نإإذ قال: مقاصد القرآنوقد أبان عن هذا ابن عاشور يف حديثه عن :آخرين أمرين

استنباط ملختلف عباراته أبواب فتح يقتضي وذلك دائمة، شريعة كونه :أحدمها الشريعة، هذه محلة تعويد :وثانيهما واآلخرين، األولني أحكام منه تؤخذ حىت املستنبطني،

تكون حىت األدلة، عويصات من املقاصد واستخراج والبحث، بالتنقيب األمة، هذه ءوعلما التشريع، من ومقصده الشارع تشريع لفهم -زمان كل يف- صاحلة األمة علماء طبقات .)٥(التشريعية األحكام استنباط على قادرين فيكونوا

حكمه، منصوص على العلم أن األحكام الشرعية منها ما هو وكما هو معلوم عند أهلوألن احلوادث ،لثاين حيتاج إىل اجتهاد واستنباطوهذا النوع ا ،ومنها ما مل ينص على حكمه

ا مل تـنص على حكم معني لكل نازلة معينة، ،ازل غري متناهية والنصوص متناهيةوالنو مبعىن أ

.٨٩ سورة النحل:) (١ .٤٨سورة املائدة: ) (٢ ).٣/١٢٨(تفسري القرآن العظيم ) (٣ ).٢٨ نهج استنباط النوازل (ص:ينظر: م) (٤ )١٥٨/ ٣( والتنوير التحرير) (٥

٣١٨

مكان.كان البد من االجتهاد واالستنباط حىت يبقى اإلسالم صاحلا لكل زمان و ومعلوم أن كل حادثة ال يوجد فيها نص، فالنصوص معدودة :)١(ويقول السرخسي

اية ملا يقع من احلوادث إىل قيام الساعة .)٢(متناهية وال لذلك فقد استفرغ الفقهاء يف كل عصر وسعهم يف االجتهاد واالستنباط ملعرفة حكم اهللا

تظل تصرفات املكلفني يف دائرة الشريعة يف كل ما حيدث للناس من أقضية ومستجدات؛ حىت اإلسالمية وحتت راية مقاصدها العليا ومعانيها السامية. ومبرور الزمن، حيدث للناس من

وكلها حيتاج إىل معرفة حكم ،األقضية واملعامالت ما مل يكن هلم به عهد وقت نزول النصوصلماء؛ حىت يتحقق أكرب قدر ممكن اهللا فيه. لذلك تأكدت احلاجة لالجتهاد واالستنباط من الع

.)٣(من انضباط الفتوى وسالمتها من األخطاء

:تعريف االستنباط

M n m l : ه تعاىلومنه قول ،من أنبطت كذا "استفعال"اج : هو االستخر لغةo L )البئر أول ما وهو املاء الذي خيرج من "النبط"وأصله من ،يستخرجونه :أي ،)٤ .)٦(تص باستخراج املعاين من النصوصخم طواالستنبا، )٥(حتفر

ربط كالم له معىن، مبدلول اآلية، بأي نوع من أنواع الربط، كأن يكون بداللة اصطالحا: .)٧(مفهوم أو غريهاإشارة أو داللة

تفسري : التفسري بأنه عاشور وصف ابنفقد ،وثيقة بعلم التفسري باط له عالقةنواالست

،"خراسان" يف سرخس أهل من جمتهد ،األحناف كبار من قاض ،األئمة مشس بكر أبو سهل بن أمحد بن حممد) (١

).٢/٥٦١ه). ينظر: اجلواهر املضية يف طبقات احلنفية (٤٨٣ الفقه، (ت: يف املبسوط كتبه: أشهر .)٢/١٣٩( سيالسرخ أصول) (٢، / /http://feker.net:د. جاسر عـودة ،ينظر: مدخل مقاصدي لالجتهاد.. التجديد يف تصور املقاصد الشرعية) (٣

م٢/٨/٢٠١١ :بتاريخ .٨٣النساء: ) (٤ ).٧/٤١٠لسان العرب ( )،٥/٣٨١ينظر: مقاييس اللغة () (٥ ).١/٥٣٥( ، املاورديينظر: أدب القاضي) (٦ ).١٦١ لتفسري والتأويل واالستنباط والتدبر واملفسر (ص:ينظر: مفهوم ا) (٧

٣١٩

موضوع التفسري: ألفاظ القرآن من حيث البحث عن قال: و ،ألفاظ أو استنباط معان .)١(منه وما يستنبط ،معانيه ،إدراكه وصعب ،وجوده عز مث ومن الظاهر؛ املعىن إدراك جمرد على زائد قدر االستنباطو وقد ،عباده من شاء من على ا ينعم اليت تعاىل اهللا مواهب من هو بل ،أحد يؤتاه كل والM \ [ Z :فقال ،احلق غري اتباع من به وعصمهم، املؤمنني على به اىلتع اهللا امنت

m l k j i h g f e d cb a ` _ ^ ] y x w v u t s r q po nL)٢(.

،ولالستنباط ما وراءه من املعاين الزائدة ،فظلاملعىن الظاهر املباشر الالزم لفللتفسري املعاين املأخوذة باالستنباط أكثر ، و وألصقها بألفاظه ،علوم القرآن الكرمي وكالمها من أجل

وإمنا عرف بالنصبل إن من أحكام احلوادث ما ال ي ،وأغىن من معاين األلفاظ املباشرةكل حكم ، وليس ومل تبينهما العبارة ،إلشارةهت عليهما اوحكم نب ارسر أوكم من ،باالستنباط

.)٣(بل أكثرها تؤخذ من جهة املعاين واالستنباط من النصوص ،اللفظ من يؤخذأو أدب استنباط حكم فقهي وقد يكون ،عظيمفهم كالم اهللا باب من أبواب باطنواالست

تشريعي عام، أو يكون استنباط أدب أخالقي يف معاملة الناس، أو فوائد تربوية تتعلق بتزكية وخنص ،يت تكون يف املعىن املستنبطجتديد التفسري الشروط ال يف مفهوم وقد أسلفنا .)٤(النفوسألن ذاك ؛االستنباط يف حكم النوازل الفقهيةبا االجتاه التجديدي الذي يعىن منه هنوخنص

يكون التجديد ف ،وحيل مشاكلهم ،حياة الناسأعظم مقصود للتجديد أن يفي الدين مبتطلبات أن استنباط أحكام النوازل وإن كان القرآن الكرمي خصوصا ،يف الدين جتديدا يف التفسري حينئذ ا من األدلة الشرعية معتربة فيه.أن السنة واإلمجاع والقياس وغريهإال ،املصدر األول له

).١/١٢التحرير والتنوير () (١ .٨٣سورة النساء: ) (٢ ).٥٩ (ص: منهج االستنباط من القرآن الكرمي)، ٤/٢٠٢( ينظر: املوافقات) (٣ ).١٦١ :ص( واملفسر والتدبر واالستنباط والتأويل التفسري مفهوم: ينظر) (٤

٣٢٠

والنوازل:تمع بسبب توسع األعمال، وتعقد املعامالت، املسائل أو املستجدات الطارئةهي على ا

، وصورها متعددة .هاأو اجتهاد فقهي سابق ينطبق علي ،واليت ال يوجد نص تشريعي مباشروعرفت ،)١(لية؛ الختالف العادات واألعراف احملوخمتلفة بني البلدان أو األقاليمومتجددة،

، وهي احلادثة اليت حتتاج حلكم املصيبة ليست بفعل فاعل :بـ فقهاء""النازلة" يف "معجم لغة ال .)٢(شرعي

م النوازل يقوم على األسس الشرعي الصحيح يف استنباط حكوميكن القول بأن املنهج :اآلتية

تهـد يف الكتاب أوال، فإن ، ن حكمها يف املصادر املتفق عليهاالبحث ع: األمر األول فينظر اوالنظر يف األدلة على وفق هذا ، مل جيد فينظر يف السنة، فإن مل جيد فتش عن إمجاع سابق

بالدليل الواحد منها وغض النظر عن بقية األدلة، بل البد للمجتهد الرتتيب ال يعين االكتفاء أن ينظر إىل الدليل نظرا مشوليا حبيث يدرك وجه العالقة بينه وبني األدلة األخرى، فينظر إىل

.اآلية مع السنة اليت تبينها، أو تؤكدها، أو تنسخها، وهكذا وقواعدها، الشريعة بأحكام التامة ملعرفةا الناظر لدى يكون بأن الشرع، فهم: الثاني واألمر واخلالف، اإلمجاع ومواقع بالنصوص، باإلحاطة االجتهاد، شرائط استجمع ملن يتأتى إمنا وهذا منهما بد ال الفهم، من نوعني القيم ابن حدد وقد االستنباط، وطرائق األلفاظ بدالالت والعلم .)٣(الواقع يف الواجب فهم: والثاين ه،في والفقه الواقع، فهم: أوهلما واحلاكم، للمفيت

بتطبيق وحتصل الفقهي، االجتهاد مراحل من األخرية املرحلة وهي: التنزيل: األمر الثالث .خاص يلوتنز عام، يلتنز : قسمني إىل تنقسم املرتبة وهذه املعينة، النازلة على النظري احلكم

إعـطاء حكم لفعل أو حادث (هو احلكم، جنس النازلة جنس يعطي أن العام يلفالتنز يقــــاس له ـريعة وال نظري ا الح للمجـــتهدين من أدلة الشـحدث للناس ال يعرف حكمه فيم

).٩ :ص( د. وهبة الزحيلي ،االستفادة من النوازل والفتاوى والعمل الفقهي يف التطبيقات املعاصرة سبلينظر: ) (١ ).١٤٤: ص(معجم لغة الفقهاء، أد. حممد رواس قلعة جي، د. حامد صادق قنييب ينظر: ) (٢ .)٨٨-١/٨٧(ينظر: إعالم املوقعني ) (٣

٣٢١

بتطبيق فيكون اخلاص وأما القرب، على األجرة أخذ جيوز ال بأنه -مثال - كالقول ،عليه) .املعني احلال يف املعني، الشخص على احلكم

هلاختتز اليت الفقهية املعلومات وفرة يف تكمن ال املشكلة ن أل ؛االجتهاد مراتب أخطر وهذه الفقه على التوفر يف تكمن ما بقدر فقط، بالواقعة معرفته مدى يف وال فقط، الفقيه ذاكرة حيفظ من بني الفقهاء فرق وهلذا ؛بذاك هذا سياسة على واالقتدار بالواقع، والوعي ،بالشرع حيسن من وبني يستفىت، ال هذا فمثل الوقائع، على يلهاز نت سنحي ال لكن والفروع، اجلزئيات

.)١(والتأصيل يلالتنز فيما يلي: وتربز عالقة استنباط أحكام النوازل الفقهية باالجتاه التجديدي يف التفسري

املقاصد كما هو معلوم إحدى املعطيات اليت يستند إليها عالقتها مبقاصد القرآن:األول:تهدون يف مع رفة أحكام القضايا واحلوادث، فقد اشرتط العلماء قدميا وحديثا وجوب معرفة اإمنا حتصل درجة االجتهاد ملن اتصف ها، قال الشاطيب: هستنباط وفقزم االواول ،وفهم املقاصد

بوصفني: أحدمها فهم مقاصد الشريعة على كماهلا، والثاين التمكن من االستنباط بناء على فإن القرآن والسنة ملا كانا عربيني ملا يكن لينظر فيهما وجاء عنه قوله كذلك: ،)٢(فهمه فيها

إذ ال يصح له نظر حىت ؛له أن يتكلم فيهما إال عريب، كما أن من مل يعرف مقاصدمها مل حيل .)٣(ما، فإنه إذا كان كذلك، مل خيتلف عليه شيء من الشريعة ا يكون عاملاملقاصد الشرعية من ، و صد القرآن هي أس مقاصد الشريعةسبق أن أسلفنا أن مقاوقد

املعطيات الضرورية اليت يعاد إليها يف معرفة أحكام حوادث الزمان وأحواله، وال سيما يف عصرنا احلايل الذي تكاثرت قضاياه، وتضخمت مستجداته وتشابكت ظواهره وأوضاعه، وتداخلت

ا عام ا ، وميدانجامعا ا عل املقاصد إطار يل سوى جبمصاحله وحاجياته، وليس لذلك من سبميكن أن ندرج فيه طائفة مهمة من أوضاع عصرنا، ملعرفة ما هو شرعي ومتفق مع مراد الشارع

ومقصوده، وما هو بعيد عن ذلك.

حبث ورقة ،املزيين علي بن اهللا عبد بن خالد. د ،واملستجدات لنوازلمسائل ا مع للتعامل شرعية تطبيقية دراسة ينظر:) (١ .ه٢٤/٥/١٤٢٩، الرياض يف املنعقدة االختالف ندوة إىل مقدمة

).٥/٤١املوافقات () (٢ ).٣/٢١٣املرجع السابق () (٣

٣٢٢

ملشكالت العصر، ال يعين استقالل تلك املقاصد عن األدلة، ا جامع وجعل املقاصد إطارا يـمن عليهضـاهي الوحي اوجعلها ت المقاصد باعتبار كونها معاني ، وإمنا يعين استخدام لكرمي و

وقواعد مستخلصة من عموم األدلة وسائر التصرفات واألمارات الشرعية المبثوثة في ظ فيها شدة االلتصاق ح لك املقاصد يلوالسنة واآلثار الشرعية املتعددة، وباعتبار أن ت الكتاب

بحوث عن حكمه أكثر من غريها من األدلة والقرائن الشرعية، والتعلق بالوضع املدروس واملاء تلك املقاصد وقيامها على الرغم من أن تلك األدلة والقرائن هي اليت شكلت أساس انبن

.وحتكيمها: بإعمال املقاصد ا ألدلة معفبيان حكم وضع أو حال معاصر يتم بإعمال املقاصد وا

من األدلة، وبإعمال األدلة بصفة غري مباشرة بصفتها بصفة مباشرة وبصفتها قواعد مستنتجة ا أساس تلك املقاصد. الشرعية، وباعتبار كو

ولعل أوضح مثال على ذلك هو االستنساخ الذي منعه العلماء يف ضوء املقاصد الشرعية، رى اليت منع وذلك ألنه خمل مبقصد حفظ النسل والنسب وغريه من املعتربات املقاصدية األخ

ـنع االستنـــساخ يف ضـــوء املقــــاصد ال يعين بداهة عدم تنساخ يف ضوئــها، غيـر أن القـــول مبـاالسالرجوع إىل األدلة والقرائن الشرعية املتعلقة بذلك، وإمنا يعين الرجوع إليها عن طريق استخدام

ثباته مقصد حفظ النسل والنسب باألساس، والذي توالت نصوص وأدلة شرعية كثرية على إ .)١(وتقريره

تأصيل احلكم يف تلك النوازل من القرآن وتفسريه، ولقد نظرت يف كثري من إبراز الثاين: أحكام النوازل فوجدت النقول من السنة وكثري من كالم الفقهاء واألئمة مع اإلشارة ملقاصد

يربز لألمة هداية مما ،لة عليها من القرآن، وربطها بالقرآنيات الداربط ذلك باآلالشريعة دون القرآن يف كل عصر وأوان.

تهدالنوع من االجتهاد يف التفسري يستلز وهذا نإإذ ؛م أن جيمع بني أدوات املفسر وا .جمتهدا املفسر يستلزم أن يكون اآليات على الوقائع واستنباط أحكامها تنزيل

).٧٥-٦٦ (ص: بن خمتار اخلادمينور الدين ،جماالته ،ضوابطه، حجيتهحقيقته، :االجتهاد املقاصديينظر: ) (١

٣٢٣

النوازل الفقهية: فيربط فيها أدلة القرآن باستنباط األحكام التي تومن األمثلة ما استدل به جميزو نقل األعضاء من املتوفني أو األحياء حبيث ال يؤدي نقلها إىل وفاة

وهو اختيار جممع الفقه اإلسالمي بناء على األدلة ،كنقل الكلية أو اجللد ه،الشخص املنقولة من التالية:

\ [ ^ _ ` : M i hg f e d c b aقوله j v u t s rq p o n m l kL)وقوله: ،)١ M Y X W

b a ` _ ^] \ [ ZL)وقوله: ،)٢ M % $ # " !3 2 1 0 / . - , + * ) ( ' &L)الداللة من هذه فوجه .)٣

ا اتفقت على استثناء حالة الضرورة من التحرمي املنصوص واإلنسان ،عليه فيها اآليات: أ؛ ألن حياته مهددة باملوت املريض إذا احتاج إىل نقل العضو فإنه سيكون يف حكم املضطر

كما يف حالة الفشل الكلوي وتلف القلب وحنومها.

§ ¨ © : M ® ¬ « ªعلى اجلواز بقوله استدلوا أيضا كما ¯L)٤(، :وقوله M7 6 5 43 2 1 0 /L)وقوله: ،)٥ M R

X W V U T SL)وغريها من اآليات اليت تدل على أن مقصود ، )٦ اآلدمية تيسري على العباد ويف إجازة نقل األعضاء ،الشرع التيسري على العباد ال التعسري عليهم

.)٧(وكل ذلك موافق ملقصود الشرع ،ورمحة باملصابني وختفيف لألمل

.١٧٣سورة البقرة: ) (١ . ٣سورة املائدة: ) (٢ .١١٩سورة األنعام) (٣ .١٨٥سورة البقرة: ) (٤ . ٢٨سورة النساء: ) (٥ .٦سورة املائدة: ) (٦)، التشريح اجلثماين والنقل ٢٣٥ ، حممد املختار الشنقيطي (ص:عليها املرتتبة واآلثار ينظر: أحكام اجلراحة الطبية) (٧

).١٨١-١٨٠(ص: ،العدد الرابع ،جملة جممع الفقه اإلسالمي ،بكر أبو زيد د. ،والتعويض اإلنساين

٣٢٤

سياقي الذي يقوم على أساس مراعاة التفسير ال :السابع المبحث .المناسبات

غين ي مبا، تفسري كالم اهللا تعاىلاق وأمهيته يف املنهج املتبع يف سبق لنا أن عرفنا تعريف السيت الذي يراعي املناسبات بني اآلياالتفسرييف االجتاه التجديدي عن اإلعادة، ونعرض هنا

بينها الرابط مبعرفة إال تظهر ال املناسبات أن وذلك ،السياق يف مهما ا جزء د والذي يع، والسور النظم، وهو فيه أساسا عنصرا متثل وهي السياق، يف األساس الركن هو والغرض الغرض، وهو

غرض حتت واحد نظام يف مجلها بني والرتابط وتراكيبها اآلية لبناء اجلامع هو النظم أن وذلك . دواح

األمر :البقاعي د قرره علماء التفسري من قبل، يقولر قوارتباط السياق باملناسبات أم له سيقت الذي الغرض تنظر أنك هو القرآن مجيع يف اآليات مناسبات لعرفان املفيد الكلي املقدمات تلك مراتب إىل وتنظر املقدمات، من الغرض ذلك إليه حيتاج ما إىل وتنظر السورة،

كل بني مفصال النظم وجه -اهللا شاء إن- لك تبني هفعلت وإذا.. املطلوب من والبعد القرب يف .)١(سورة كل يف وآية آية

ويفيد فيها، ذلك املطلوب السورة مقصود معرفة على فيه اإلجادة وتتوقف :أيضا ويقول من نسبته وكانت النفاسة، غاية يف العلم هذا كان فلذلك مجلها، مجيع يف املقصود معرفة ذلك .)٢(النحو علم من البيان نسبة التفسري، علم

ا جهة من السياق من جزءا املناسبات كانت وإذا ظاهرا أثرا هلا فإن الغرض، على مبنية أ املعىن يظهر السورة يف اآليات تتابع أن وذلك األساس، وحمورها للسورة العام السياق معرفة يف

عالقة بينهما أن بذلك فظهر ،ساألسا احملور أو العام السياق وهو بينها والرابط هلا اجلامع ة.مشرتك

النسيب ومنه ،اتصال شيء بشيء :قياسها ،والسني والباء كلمة واحدة : النونلغة المناسبةاز منو ، العم وابن كاألخ بغريه، املتصل القريب هو الذي بني: يقال املشاكلة،: املناسبة :ا

).١/١٨( ، البقاعينظم الدرر يف تناسب اآلي والسور) (١ ).١/٢٠املرجع السابق () (٢

٣٢٥

.)١(وتشاكل مشاكلة :أي ،وتناسب مناسبة الشيئني .)٢(القرآن أجزاء ترتيب علل منه تعرف علم :طالحا واص

يف همئمن عرض آرا وما يلزمها ،ولسنا هنا بصدد الدخول يف آراء العلماء يف املناسبةء املناسبات ن املراد هو بيان االجتاه التجديدي يف التفسري الذي يهتم بإجالإ إذ ؛السورترتيب

تنزيلها يف كانت فلقد ،تفريق عن مجعت نزيلهات بعد كانت إنو اليت ، ربني اآليات والسو مكانه غري إىل بصورته نقله أريد فلما ،قواعده على ا قائم كان بنيان كمثل مجع، عن مفرقةا عرفت أن من لبنة كل تلبث فلم ا أنقاض فرق مث لبناته، ورقمت أبعاده قدرت املرقوم، مكا .)٣(مرة أول هيئتهك ا بعض بعضه بشد ا مرصوص عاد قد البنيان وإذا

أنواع المناسبات: املناسبة يف اختيار الكلمة الواحدة. املناسبة بني اجلمل يف اآلية الواحدة. مناسبة اختيار الفاصلة لآلية. اورة هلا. مناسبة اآلية لآلية ااور له. مناسبة املقطع للمقطع ا املناسبة بني السورتني.

مث ، لنظر يف السياق وفهم معناه أوال صل للمناسبة: هي اواملرحلة األوىل من مراحل التو أو ، أو تتابع اجلمل يف اآلية ،سواء للكلمة يف السياق ،ووجه املناسبة ،البحث عن الرابط

لسورة اأو ،وهنا يربز دور السياق ،أو املقطع للمقطع، أو اآلية لآلية ،مناسبة الفاصلة لآلية سميه الفراهي عمود السورة.وهنا يربز االهتمام مبا ي ،للسورةا الكلماتو ،فيه ومالئمة للسياق الواردة ،كل كلمة يف اآلية القرآنية متناسبة مع جارا

.)٤/٢٦٥( العروس تاج ،)١/٢٢٤الصحاح ( ،)٥/٤٢٣مقاييس اللغة (ينظر: ) (١ ).١/٦(تناسب اآلي والسور يف الدرر ينظر: نظم) (٢ ).١٥٥-١٥٤ص: ( ، حممد عبداهللا درازالعظيم النبأ) (٣

٣٢٦

العرب يف أن يوجد أحسن منها مل زعت منه لفظة مث أدير لسانن لوة: يقول ابن عطي .)١(يوجد

اعلم أن من ركشي:ويف هذا يقول الز ، يناسب سياقها مباوتذيل ختتم واآلية القرآنية ،ا مبا يشاكلهفيه وإيقاع الشيء، د فيها إيقاع املناسبة: مقاطع الكالم وأواخرهاملواضع اليت يتأك

.)٢(بعض وإال خرج بعض الكالم عن ،ال ن تكون مناسبة للمعىن املذكور أو أ دب فال جمموعة أو اآلية أن نلحظ ألننا وذلكبالوحدة املوضوعية للسورة، الصلة ةوثيق ملناسباتوا بني تكون وقد ،واحدة سورة يف توضع مث ،متفرقة وحوادث ،خمتلفة أسباب يف تنزل اآليات ال قصرية زمنية فرتة عقبها وضعت اليت واآليات السورة من ما موضع يف وضعت اليت اآليات وحدة أن جند هانقرؤ عندما ولكننا ؛سنوات عدة تتجاوز طويلة فرتة تكون وقد ،األيام تتعدى .)٣(واحد شيء مجيعها سياقها من والغاية اهلدف ومرمى ،جيمعها املوضوع

ربط كالم اهللا تعاىل ،من اهتمام املفسر باملناسبات وإبرازها يف تفسريهينتج ولعل أهم مايعني على فهم اآلية، ويظهر اتصال السياق بني كما أن االهتمام باملناسبات بعضه ببعض،

هذا و، ويكشف عن إعجاز القرآن ،حسن التفسري، ودقة الفهم عد علىسا، وياآلياتوهو أبلغ يف معناه اإلهلي إذا انتبهت إىل ،اإلعجاز يف معاين القرآن وارتباطها أمر ال ريب فيه

،ا ال تلتئم وأن ال يناسب بعضها بعضفكان األحرى أن ،ن السور مل تنزل على هذا الرتتيبأا يف اخلالف وأ ، فلما اجتمع ا كنه روح من أمر اهللا: تفرق معجز ول ؛كل مذهبن تذهب آيا

.)٤(اجتمع له إعجاز آخر ليتذكر أولو األلبابإذ يفصل بني اآلية واليت ؛وعدم مراعاة املناسبات يوقع املفسر يف اخلطأ عند تفسري اآليات

، وال حيسن حينها إمتام املقصود من التفسري والبيان.قبلها مع ارتباطهما ؛بعض بأعناق آخذا بعضها الكالم أجزاء جعل فائدته :تلك األمهية مبينا يقول الزركشي

اعتناء قل وقد، األجزاء املتالئم احملكم البناء حال حاله ،التأليف ويصري ،االرتباط بذلك فيقوى

).١/٤٥( احملرر الوجيز )(١ ).٢/٧٩الربهان () (٢ ).٥٧ينظر: مباحث يف التفسري املوضوعي (ص: ) (٣ .)٢٤٤ (ص: النبوية والبالغة القرآن إعجاز) (٤

٣٢٧

كثرأ :تفسريه يف وقال الرازي الدين فخر اإلمام منه أكثر وممن ،لدقته النوع ذا املفسرين يرتبط أن الكالم حماسن من :األئمة بعض وقال ،والروابط الرتتيبات يف مودعة القرآن لطائف وفوائده منهم كثري أو املفسرين بعض يهمله النوع وهذا، منقطعا يكون لئال ببعض بعضه .)١(غزيرة

ة ن معرفة املقاصد تورث معرفإإذ ؛ميكن عزله عن مقاصد سور القرآن جتاه الوهذا االوكلها يأخذ بعضها بأعناق بعض يف ترتيب عجيب حمكم ،معرفة املناسبات ومن مث ،اقيالس

ولريبط تفسري القرآن مبقاصده وجيلي ليبني أصول اهلداية، جيب على املفسر االهتمام به جاهدا مناسباته.

:التطبيقية على االهتمام بالمناسبات ومن األمثلةاسبتها ملا من: ناسبة بني سوريت الذاريات والطور، فقالورد يف تفسري املراغي يف امل ما قبلها:

ن ىف ابتداء كل منهما وصف حال املتقني.أ) ١(اية كل منهما وعيدأ) ٢( للكافرين. ا ن ىف ن كال منهما بدئت بقسم بآية من آياته تعاىل الكونية اليت تتعلق باملعاش أو املعاد، ففى أ) ٣(

ذاريات اليت تنفع اإلنسان ىف معاشه، وهنا أقسم بالطور الذي أنزل فيه األوىل أقسم بالرياح ال التوراة النافعة للناس ىف معادهم.

كل منهما أمر النيب بالتذكري واإلعراض عما يقول اجلاحدون من قول خمتلف. ) يف٤(ة ىف ٥( ) تضمنت كلتامها احلجاج على التوحيد والبعث، إىل حنو ذلك من املعاين املتشا

.)٢(تنيالسور

! " # $ % & ' ) ( * + , - : Mويف مناسبة قوله

.)١/٣٦( القرآن علوم يف الربهان) (١ ).٢٧/١٦( املراغي تفسري) (٢

٣٢٨

4 3 2 1 0 / .L ن سابق الكالم يف تقرير إيرد يف تفسري املنار: )١(

؛لني، وقيام احلجة على املعاندينالتوحيد وإقامة الدالئل عليه وعلى احلشر وبيان ثواب العامم على اهللا وإن ،قد أوضح احملجة للناس، فإن أسلموا فقد اهتدواألن البالغ تولوا فحسا

إذ كانوا يقتلون ؛مث ذكر أشد ما كان من أهل الكتاب الذين تولوا عن الدعوة من قبل ،تعاىل ولذلك التفت إىل ؛وكان حيزنه إعراضهم األنبياء واآلمرين بالقسط، ويف ذلك تسلية للنيب

! " # $ % & ' ) M م يف الدين لذلك العهد فقال:خطابه بأعجب شأ 4 3 2 1 0 / . - , + * )L )٢(.

.٢٣سورة آل عمران: ) (١ .)٣/٢١٨( املنار تفسري) (٢

٣٢٩

.آثار التجديد في التفسير وفق الضوابط الثامن: المبحث

ا :جتديد الدين كل اأن يصلح حاهل أمة حممدعلى إن من أعظم املنن اليت تفضل إذ به ؛ة جليلةومهم ،أمر عظيم ونشرهوجتديد دين األمة من جيدد هلا دينها، بعث ؛ بأن يفرتة

،وبيان كالم اهللا والتمسك بأحكامه ،ونشر هدي القرآن ،، وجتديد التفسريصالح أمر الدارينإذ القرآن الكرمي مصدر شريعتها وأساس ؛أحد األبواب العظيمة املفضية إىل جتديد الدين

م كل تصور صحيح للحياة والفكر واإلنسان.وبه يقو ،دستورهارد حتريفات ،آثار التجديد يف التفسري إن من أهم وتأويالت املبطلني: رد حتريف الغالني

للناس عن هدي وصدا ويؤلون ألفاظه ابتغاء الفتنة، ،ممن يلحدون يف معانيه احملرفني لكالم اهللاكالم اهللا أن لى املفرتين حيمي وبرده ع ،بنشره للمعاين الصحيحةالتجديد الصحيح القرآن، ف

.حتمل ألفاظه خالف مقاصدهابالعلماء يتداولونه خمتصا ليس علما إن تفسري القرآن الكرمي :تقريب التفسري من عموم األمة

مهمة ساذهان النلذا كان تقريب التفسري ألجيب أن يستفيد منه عموم املسلمني؛ بل ،بينهمد بل التجديد يف طريقة ،ن األسلوب العلميع، وال يعين هذا التخلي دعظيمة للمفسر ا

تلقني، فما يقدم لطلبة العلم وذوي االختصاص بأسلوب لعرض واملخاطبة مبا يناسب حال املا .دون تفريط يف املادة العلمية أو املنهج السليم ،لعموم الناس غري ما يقدم

وقصص ، أحاديث موضوعة، وروايات منحولةمن كتب التفاسري جند يف كثري :تنقية التفسري ما ليس كل ف ،يف تفاسري األقدمني للطعن مما يتخذه البعض جماال وأخبار ال تصح، وغري ذلك

،مما حلق به هتومل يقل أحد بذلك، ولكن تنقي ،ينقل وحيدث به ا يف كتب التفسري صحيح ورد وعلق ببعض األذهان هو أحد مثرات التجديد.

أن حتدد املصطلحات منه التجديد وما يرجى إن من آثار :املصطلحات وضبطحتديد املعاين التفسري من جهة ألن التجديد ال يقتصر على وتضبط؛ املتعلقة بأصول التفسري،

املصطلحات وحترير العبارات.ضبط و بل يف منهجية البحث، ،واالستنباطات القرآن نياهم أحد أهم مقاصديف دينهم ود إن إصالح أحوال الناس :إصالح حال األمة

واألحكام ،بالعقائد السليمة الناس إصالحب ، والتجديد يربز هداية القرآن ومقاصدهالكرمي

٣٣٠

دون أن أو بيان معانيه وتفسريه، فليس املراد تالوته وحفظه ، واألخالق الفاضلة،الشرعيةتمع مث األمة.ذلك تحول ي إىل أثر واقع يف حال الفرد وا

وكل منها ،فعلوم التفسري والفقه واللغة كلها تتكامل يف التجديد :وم بعضها ببعضربط العل .يف خدمة تفسري كالم اهللا يؤدي دورا

لكرمي هو منهج الستمداد إن تأصيل العلوم وربطها بالقرآن ا :ربط العلوم بالقرآن الكرمي مبصطلحات تلك وال يعين هذا حشو التفسري ،فيما استجد من علوم ومعارفن هدي القرآ

وإمنا إقامة التصور فيها على أساس من هدي القرآن ومقاصده. ،العلومددين يف التفسري بدورهم على الوجه األكمل د الطريق أمام املنتحلني املدعني:س إن قيام ا

علم، ويف زمننا احلاضر يقطع الطريق على املنتحلني الذين يتكلمون يف كتاب اهللا بغري هدى والوإن سد الطريق عليهم ،لينا بكثرة من هؤالء الذين يتجرؤون على القول على اهللا بغري علمابت

م، المسشر التجديد الصحيح املنضبط الذي ييكون بن قبل االنشغال بالرد عقول الناس وقلوم .عليهم الذي هو خطوة ثانية لدحر ضالال

ا االقتصادية والسياسية للحياة بشىت إبراز هداية القرآن كأساس لدستور متكامل جماال والفكرية والثقافية.

ا وال ختتلف باختالف األزمنة ،اليت ال تتغري بتغري العصور ،الدفاع عن ثوابت األمة وحمكما واليت نص عليها يف القرآن يف مواطن كثرية. ،واألمكنة

ج السليمة وغريها سبق لنا بيان املناه :متييز الطيب من اخلبيث يف مناهج دراسة التفسري بنشر عوار املناهج وإن التجديد السليم كما يعىنمن املناهج املتبعة يف جتديد منهجية التفسري،

، فإنه كذلك يربز االجتاهات املقبولة يف التجديد؛ حىت يتبني الغث من املوسومة بالعصرية والصاحل من الطاحل. ،السمني

M g :لوعد اهللا تجلى لألمة كل حني حتقيقا هذا وللتجديد يف التفسري فوائد غري تلك ت m l k j i hL)وحفظه حبفظ هدايته هلم يف كل وقت وحني، حىت يأيت ،)١

.٩سورة احلجر: ) (١

٣٣١

M O N M L V U T S R Q P :وعد اهللاWL)١(.

.١٠٥سورة األنبياء: ) (١

٣٣٢

مةــاتــــــخــال واجتاهاتهالدين واملقصود بالتجديد يف التفسري وضوابطه وبعد أن عرضنا ملعىن التجديد يف

ا البحث، ومنها: نربز أهم النتائج اليت خلص مهمة ،ونفي كل دخيل عنه وتطبيقه يف كل جماالت احلياة ه ونشرهئإحيابن جتديد الدين أ

ا عن دين اهللا السبل ،ومسؤولية جسيمة ،عظيمة هللا فريدها ا ،حتتاجها األمة كلما بعدت .مجيال إليه بأمره ردا

ألن القرآن ؛بل هو أوضحها وألزمها ،أحد أوجه التجديد يف الدين ن التجديد يف التفسريأ ، فتجديد تفسريه، يعين جتديد جانب كبري من الدين.الكرمي هو مصدر التشريع األول

طبيق أحكام ا، ولتونشره؛ إلحياء معاين كالم اهللا، حاجة ملحةن التجديد يف التفسري أ القرآن وهديه وأخالقه يف حياة املسلمني، ولرد كل حتريف وتأويل يراد به.

وضوابط يف املنهج ،البد له من حتصيلها رن التجديد يف التفسري يستلزم ضوابط للمفسأ إىل جانب التحريف والتأويل واإلحلاد يف ج عن كونه جتديدا وإال خر ،البد من اتباعها

كلمات اهللا.هي تطبيق عريب للنظريات النقدية الغربية إمنا اهللا تفسري كالم الجتاهات املنحرفة يفن اأ

اد على املناهج الوضعية يف البحث، واالعتم ،ةاليت نشأت يف ظروف معاداة الدين والكنيساليت تقصي أي فكر حماولة لتطبيقها على القرآن تستلزم اإلميان مبقدمات تلك املناهج وأي

.غييب أو ديينومساواة القرآن الكرمي بغريه من مساواة النصوص الدينية بغريها تستلزماالجتاهات ن تلك أ

الكتب املقدسة اليت طاهلا التحريف. وينتج عنها تعدد القراءات واالحتماالت للنص يفقد كالم اهللا معانيه وأحكامه. القرآين مما

كثري منها حباجة إىل مزيد ال يزال عديدة، واجتاهات كثرية، أن للتجديد املشروع جماالت ضبط وتطبيق.

٣٣٣

منها: توصياتوخرج البحث بعدة حىت اواستخدامه وجتديد التفسري، ،تجديد الدينكاملصطلحات الشرعية االهتمام بتأصيل

استعمل من أطراف ك األلفاظ الشرعية أداة للتلبيس، سيما وأن لفظ التجديد قد ال ترت ، يزيل اللبس ويرفع ، فتوضيح معناه الشرعي واستعماله فيهمتعددة حتمل مناهج متباينة

به على الناس. على من ضلت مناهجهم يدلسون الوهم، وال يرتكه حصرا وحترير وتطبيقهااملقبولة يف تفسري القرآن التجديد جتاهاتتوجيه االهتمام لتأصيل ا

ا، مما .يانا وب الناس تقريبا و ،وفائدة العلم جتديدا يفيدمصطلحايبني ؛بأسلوب موضوعياالجتاهات املنحرفة يف تفسري القرآن املسارعة لدحض وبيان

ا ها.، ووسائلأصوهلا وغايالتجديد يف وسائل وطرق عرض تفسري كالم اهللا بأساليب جتمع بني اجلدة املسارعة ل

والتشويق ومناسبة أحوال وأفهام املتلقني.كان يف هذا البحث من صواب فمن اهللا، فيه، وما مباركا طيبا كثريا هذا واحلمد هللا محدا

كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان. وما M / . - , +* ) (L M ³ ² ± ° ¯ ® ¬

¸ ¶ µ ´L M ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ¿L.

٣٣٤

الفهارس .القرآنية فهرس اآليات

فهرس األحاديث. الم.فهرس األع

فهرس المصادر والمراجع. .فهرس الموضوعات

٣٣٥

فهرس اآليات القرآنية رقم الصفحة اآلية رقمها

البقرة

١٢-١١ ٣١ M j i h g f e d c b a

s r q p o n m kL ٣٨ ٢٨٧ M 2 1 0 / . - , + *L ٧٦ ١٩٤ My xL

٧٩ ٢٨٧ M ; : 9 8 7 ? > = <

J I H G FE D C B A @O N M L KL

١٤٣ ٢١ MA @ ? > = < ; :

C B E DL

١٧٣ ٣٢٣ M d c b a ` _ ^ ] \

t s rq p o n m l k j i hg f e v uL

١٨٥ ٣٢٣ M ¬ « ª © ¨ §¯ ®L ١٨٧ ٥٤ MN M L K J I H G F EL ١٨٧ ١٧٥ Mi h g f e d cL ٢١٣ ١٦٣ MQ P O NL ٢٢٩ ٢٠٠ M} | { z y xw vL ٢٣٠ ٢٠١ M× Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í L ٢٥٧ ١٥٤ M; : 9 8 7L

٣٣٦

رقم الصفحة اآلية رقمها

آل عمران

٢٣ ٣٢٨ M % $ # " ! + * ) ( ' &

4 3 2 1 0 / . - ,L

١٠٣ ٧٠ MF E D C B AG J I H

L K S R Q P O N MTL

١١٠ ٦٨-٢١ M 4 3 2 1 0 / .

9 8 7 6 5 L

١٥٩ ٢٠١ M 4 3 2 1 0 /. - , + * )

7 6 5 L ءالنسا

١٢ ٢٤٨ M ] \L ٢٨ ٣٢٣ M7 6 5 43 2 1 0 /L ٤٣ ٣١٥

M N M L K JOL

٨٣ ٣١٨ Mo n m l L

٨٣ ٣١٩

M d cb a ` _ ^ ] \ [ Z m l k j i h g f e

v u t s r q po n y x wL

١٢٢ ١٧٠ M7 6 5 4 3L

٣٣٧


ئدةالما

٣ ٦٧ M R Q P O N M L K

U T SL

٣ ٢٤ M JI H G F E D C B A

S RQ P O N M L KU TL

٣ ٣٢٣ M a ` _ ^] \ [ Z Y X W

bL ٦ ٣٢٣ MX W V U T S RL

٣١٧-٢٧٠ ٤٨ M W V U T S R Q P O

Z Y XL ٩٢ ٤٧

MG P O N M LK J I H T S R QL

األنعام٨٢ ١٧٥-٥٤ M& % $ # " !L

١١٩ ٣٢٣ M + * ) ( ' & % $ # " !

3 2 1 0 / . - ,L األعراف

١٤٦ ١٥١

M N M L K J I H G F Y X W V U T S R Q P O

^ ] \ [ Z ` _ d cb aj i h g f eL

٣٣٨


١٥٨ ٦٧ My x w v u t s rL األنفال

٢٩ ١٥١ MT S R Q P O N M LL

٦٣-٦٢ ٧٠ M 3 21 0 / - , + * )

< ; : 9 8 7 6 5 4 D C B A@ ? > =L

التوبة

٣٤ ٧٥ M D C B A H G F E

O N M L K J IP L

١٠٠ ١٧٩ M & % $ # " !

- , + * ) ( 'L

١٠٩ ١٣٣-٦٨ M _ ^ ] \ [ Z Y X W

k j i h g f e d c b a `l L

١٠٩ ١٩٢ M k j i h g f e d c b a `

r q p o n ml L يونس

٣٦ ١٦٨ Mb a ` _ ^ ] \ [Z Y X W VL٨١ ٣١ ME D C B A @L

هود١٦-١٥ ١٢٩ M P O N M L K J I H G

٣٣٩


^] \ [ Z Y X W V T S R Q f e d c b a ` _L

٨٨ ٣١ ME D C B A JI H G F

S RQ P O N M L KU TL

يوسف٢ ١٤٨ M ~ } | { z yL ٢١ ٥٢ M¿ ¾ ½ Ä Ã Â Á À ÅL

الرعد

٥ ١٥ M ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ®

¹L ١١ ٣٣ M¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ ے ~ } | L ١٤ ١٧٠ M 4 3 2 1 0 / . - 6 5L ١٦ ٥٩

M É È Ç Æ Å Ä ÃÂ Á À ¿ÊL

إبراهيم

١٩ ١٤ M + * )( ' & % $ # " !

/ . - ,L الحجر

٩ ٣٣٠ M m l k j i h gL النحل

٩ ٢١٠ M ? > = <L

٣٤٠


٤٤ ٥٥ M = < ; : 9 8 7 6 5

>L

٨٩ ٣١٧-٦٧ M@ ? F E D C B A

H GL اإلسراء

٩ ٢٩٤ M 8 7 6 5 4 3 2 1 0 /

> = < ; : 9L ٤٩ ١٥ M Ý å ä ã â á à ß ÞL

الكهف

٥٤ ٢٩٤ M + *) ( ' & % $ # " !

/ . - ,L طه

٢٤ ١٩٤ M £ ¢ ¡L األنبياء

٧٩ ٢٠٦ M¡ ے ~ ¤ £ ¢L

١٠٥ ٣٣١ M U T S R Q P O N M L

W VL ١٠٧ ٢٩٤ M d c b a `L

الحج

٤١ ٧٤-٦٩ MU T Z Y X W V [

^]\ d c ba ` _

٣٤١


eL الشعراء

١٩٥-١٩٢ ١٤٨ M m l k j i h g f e d c

s r q p o n u tL لقمان

١٣ ١٧٦-٥٤ MD C B A @? > = <L السجدة

١٠ ١٥ M ¾ ½ É È Ç ÆÅ Ä Ã Â Á À ¿

Ë ÊL األحزاب

٤٠ ٦٧ M Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹

Ä ÃL سبأ

٧ ١٥ M Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶Ã Â Æ Å ÄL

ص

٣٣ ١٩٩ M l kj io n mL الزمر

٩ ١٢٢ M Ð Ï Î ÍÌ Ë Ê É È Ç Æ ÅÑL

فصلت

٤٠ ١٩٠ MA @ ? > = < ; :L

٣٤٢


٥٢ ١٣٦ [ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ ¾ ½ ¼ » º ¹Z

الدخان

٤٩ ١٩٧ M] \ [ Z YL حقافاأل

٩ ٣٧ M ] \ [ Z Y XL

١٢ ١٤٨ MÏ Î Í Ì ËL الفتح

٢٩ ١٩٤ M & %L ق

١٦ ١٤ M Ð Ï Î Í Ì Ë ÊL النجم

٣٢ ٥٣ Mo n m r q p sL الواقعة

٢٩ ١٩٥ M, + * )L الحشر

٧ ٤٧ M y xw v u t s r q p {z

L| { ~ ے

٧ ١٧٧ Ms r q pL الصف

٨ ١٠٥ M ^ ] \ [ Z YL

٣٤٣


الفجر٣٠ ١٩٠ M @ ?L

النصر١ ١٩٤ ME D C B AL

٣٤٤

فهرس األحاديث رقم الصفحةطرف الحديثم

١. اخللـق، الثـوب خيلـق كمـا أحـدكم جوف يف ليخلق اإلميان إن

قلوبكم يف اإلميان جيدد أن اهللا فاسألوا١٥

٢. ذلـــــك أدركــــه الـــــزىن، مــــن حظــــه آدم ابـــــن علــــى كتــــب اهللا إن

الحمالة،٥٣

٣. هلا جيدد من سنة مائة كل رأس على األمة هلذه يبعث اهللا إن

دينها٢٥-٢٠

٥٤ النهار وبياض الليل سواد ذلك إمنا .٤

م الذين مث قرين الناس خري .٥ م الذين مث يلو ١٧٩ يلو

٦. ، علـــى ظــاهرين أمـــيت مـــن طائفـــة زال تــ ال مـــن يضـــرهم ال احلـــق

كذلك وهم الله أمر يأيت حىت خذهلم،٢٨

١٥ هلم فيغفر يذنبوا كي جديد خبلق اهللا جلاء تذنبوا مل لو .٧

٨.

لــيس ذلــك، إمنــا هــو الشــرك، أمل تســمعوا مــا قــال لقمــان البنــه > = < ?@ M C B Aوهـــــــــــــــــــــــو يعظـــــــــــــــــــــــه:

DL

١٧٦-٥٤

٩. ا عمل من وأجر أجرها فله حسنة سنة اإلسالم يف سن من شيء أجورهم من ينقص أن غري من بعده

١٨

٢١ عدوله خلف كل من العلم هذا حيمل .١٠

١١. تأويـــل عنـــه ينفـــون عدولـــه، خلـــف كـــل مـــن العلـــم هـــذا يـــرث

الغالني وحتريف املبطلني، وانتحال اجلاهلني،٢٠

٣٤٥

األعالمفهرس رقم الصفحةالعلمم

٢٢ املبارك الدين ، جمداجلزري ابن األثري .١

١٠٧ جولدزيهر إجناس .٢

١٠٣ الشدياق فارس أمحد .٣

١٠٠ علي حممد بن إبراهيم بن) باشا( إمساعيل .٤

١١٠ اخلويل أمني .٥

١٠٣ الرحياين فارس بن أمني .٦

١٠٣ جماعص سعادة خليل بن أنطون .٧

٢٢٠ كانت أوجست .٨

١١٧ بينوزاس باروف أو باروخ .٩

١٠٨ فو دي كارا البارون .١٠

١٠٣ البستاين بولس بن بطرس .١١

٢٢٥ ريكور بول .١٢

٢٤٣ دارون تشارليز .١٣

٦٠ السالم عبد بن احلليم عبد بن أمحد الدين ابن تيمية، تقي .١٤

١٠٧ نولدكه تيودور .١٥

٤٠ عابد اجلابري، حممد .١٦

٢٦٢ دريدا جاك .١٧

١٠٣ زيدان حبيب بن جرجي .١٨

٣٤٦

رقم الصفحةالعلمم

٥٠ حممد بن أمحد بن حممد ابن جزي، .١٩

١١٨ البنا مجال .٢٠

١١٠ طرابيشي جورج .٢١

١٠٧ فريتاخ فيلهلم جورج .٢٢

١٤٣ احلسن بن الرحيم عبد الدين احلافظ العراقي، زين .٢٣

٢٢ علي بن العسقالين، أمحد ابن حجر .٢٤

٤٧ سعيد بن أمحد بن علي ابن حزم، .٢٥

٧٣ حنفي حسن .٢٦

١٠٨ مرجليوث صموئيل ديفيد .٢٧

٢٣٥ بارت والنر .٢٨

١٠٨ بالشري رجييس .٢٩

١٤٤ ادر بن حممد الدين الزركشي، بدر .٣٠

٣١٨ سهل بن أمحد بن السرخسي، حممد .٣١

٣٠ ناصر بن الرمحن السعدي، عبد .٣٢

١٠١ موسى سالمة .٣٣

١٠٣ تقال خليل بن سليم .٣٤

٢٥٧ فرايزر جورج جيمس سري .٣٥

٢٥٧ فرويد سيغموند .٣٦

٢٨ الكمال بن رمحنعبدال الدين السيوطي، جالل .٣٧

٣٤٧


٦٠ حممد بن موسى بن الشاطيب، إبراهيم .٣٨

٥٧ حممد بن علي بن الشوكاين، حممد .٣٩

١٠١ سالمة بن علي بن حسني طه .٤٠

١١٠ تيزيين طيب .٤١

١٠٤ بلقزيز اإلله عبد .٤٢

يد عبد .٤٣ ١١٠ الشريف ا

١١٠ العروي عبداهللا .٤٤

٦٢ اهللا عبد بن حممد بكر ابن العريب، أبو .٤٥

٣١٠ السالم عبد بن العزيز عبد لدينا عز .٤٦

١٧ احلق مشس آبادي، حممد العظيم .٤٧

١٧ عبدالرمحن بن العلقمي، حممد .٤٨

٢١٨ نيتشه فردريك .٤٩

٢٤١ سوسري دي فرديناند .٥٠

٢٢٤ شاليرماخر فريدرك .٥١

٦١ فرح بن أمحد بن القرطيب، حممد .٥٢

١٠٣ رزيق قسطنطني .٥٣

١٨ أيوب بن بكر أيب بن القيم، حممد ابن .٥٤

٢٥٧ يونغ جوستاف كارل .٥٥٢٢ عمر بن إمساعيل ،الفداء أبو ابن كثري، .٥٦

٣٤٨


٢٦١ شرتاوس ليفي كلود .٥٧٣٣ لوثر مارتن .٥٨٢٢٤ هايدجير مارتن .٥٩١١٥ حسن حاج القاسم أبو حممد .٦٠١١٠ اهللا خلف أمحد حممد .٦١

٤١ أركون حممد .٦٢١١٥ شحرور ديب حممد .٦٣٨٣ رضا رشيد حممد .٦٤٩٩ )باشا( علي حممد .٦٥١١٨ يعقوب بن حممد بن ، أمحدابن مسكويه .٦٦

٧٩ أتاتورك كمال مصطفى .٦٧١٧ الرؤوف عبد املناوي، حممد .٦٨١٨ األعلى املودودي، أبو .٦٩١٠٣ اليازجى اهللا عبد بن ناصيف .٧٠١١٠ زيد أبو حامد نصر .٧١٢١ شرف بن حيىي الدين حميي النووي، .٧٢٢٢٥ جادامري جورج هانز .٧٣١٧٢ جعيط هشام .٧٤١٤٦ حممد بن أمحد بن الواحدي، علي .٧٥٢٢٤ ديلتاي وهللم .٧٦

٣٤٩

فهرس المصادر والمراجع

اإلبانة عن شريعة الفرقة الناجية وجمانبة الفرق املذمومة، أبو عبداهللا عبيداهللا بن حممد )، حتقيق: رضا معطي، ومحد التوجيري، دار ٣٨٧العكربي، املعروف بابن بطة (ت:

ه.١٤١٥، ٢الراية، الرياض، ط ول ديورانت، ترمجة: سامي الكعكي ومسري كرم، دار الكتاب أبطال من التاريخ،

.م٢٠٠٣ العريب، بريوت،اج يف شرح املنهاج لقاضي البيضاوي املتويف ل ،منهاج الوصول إيل علم األصول(اإل

، تقي الدين أبو احلسن علي بن عبد الكايف بن علي بن متام بن حامد )ه٧٨٥سنه ، يي السبكي وولده تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب، دار الكتب العلميةبن حي

م.١٩٩٥ -ه١٤١٦بريوت، االجتاه اهلرمنيوطيقي وأثره يف الدراسات القرآنية، أ. د. عبد الرحيم بو دالل، حبث يف

.م٢٠٠٧ -هـ ١٤٢٨ملتقى فكيك الثالث حول القراءات اجلديدة للقرآن الكرمي، ، دار السالم للطباعة إبراهيم الشريف ، مصر يف العصر احلديثاجتاهات التجديد يف

م.٢٠٠٨والنشر، القاهرة، الوسيط، التفسري مشروع إىل اإلمام عهد منذ احلديث العصر يف التفسري اجتاهات

.الطري احلديدي حممد مصطفىع فهد بن عبد الرمحن بن سليمان الرومي، طب، اجتاهات التفسري يف القرن الرابع عشر

رشاد يف اململكة العربية فتاء والدعوة واإلبإذن رئاسة إدارات البحوث العلمية واإل .م١٩٨٦ -هـ١٤٠٧ ، ١ط ،السعودية

سعيد مكتبة الشرقاوي، حممد عفت احلديث، العصر يف مصر يف التفسري اجتاهات .م١٩٧٢ ،١ ط عمان، رأفت،

راه، جامعة األزهر، اجتاهات التفسري يف مصر وسوريا، فضل عباس، رسالة دكتو ه.١٣٩٢

٣٥٠

مدار الشدي، علي بن عادل احلديث، العصر يف التفسري يف املنحرفة االجتاهات .م٢٠١٠ ،١ ط الرياض، الوطن،

االجتاهات املنحرفة يف تفسري القرآن: دوافعها ودفعها، حممد حسني الذهيب، مكتبة ه.١٤٠٦، ٣وهبة القاهرة، ط

.م١٩٨٠القاهرة، د. حممد حممد حسني، ،عاصراالجتاهات الوطنية يف األدب امل : تاإلتقان يف علوم القرآن، عبد الرمحن بن أيب بكر، جالل الدين السيوطي (

-هـ١٣٩٤ ،اهليئة املصرية العامة للكتاب ،: حممد أبو الفضل إبراهيمحتقيق ،هـ)٩١١ .م١٩٧٤

، نور ةطبيقاته املعاصر االجتهاد املقاصدي، حقيقته، حجيته، تارخيه، ضوابطه، معامله وت ، ط ( كتاب ألمة) الدين بن خمتار اخلادمي، وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية قطر

م.١٩٩٨ -هـ ١٤١٩ ،١االجتهاد والتجديد يف الفكر اإلسالمي املعاصر، سعيد شبار، املعهد العاملي للفكر

.م٢٠٠٧، ١ط اإلسالمي،مكتبة ، حممد بن حممد املختار الشنقيطي ،هاحكام اجلراحة الطبية واآلثار املرتتبة عليأ

.م١٩٩٤ -هـ ١٤١٥، ٢ط ،الصحابة، جدةأبو حممد علي بن أمحد بن سعيد بن حزم األندلسي ،اإلحكام يف أصول األحكام

دار اآلفاق ،: الشيخ أمحد حممد شاكرحتقيق ،هـ)٤٥٦: تالقرطيب الظاهري ( .اجلديدة، بريوت

ه)، حتقيق: ٤٥٠بن حممد بن حبيب املاوردي (ت: أبو احلسن علي أدب القاضي، ه.١٣٩١حميي هالل السرحان، مطبعة الرشيد، بغداد،

حممد بن علي بن حممد بن عبد اهللا ،حتقيق احلق من علم األصول إرشاد الفحول إىل ،: الشيخ أمحد عزو عناية، دار الكتاب العريبحتقيق ،هـ)١٢٥٠: تالشوكاين اليمين (

.م١٩٩٩ -هـ ١٤١٩ ،١، ط اكفر بطن -دمشق

٣٥١

، ١دمشق، ط ،أزمة الفكر اإلسالمي احلديث، د. حممد عمارة، دار الفكر .م١٩٩٨

الواحدي، علي بن حممد بن أمحد بن علي احلسن أبو القرآن، نزول أسباب الكتب دار زغلول، بسيوين ، حتقيق: كمال)هـ٤٦٨: ت( الشافعي النيسابوري،

.هـ١٤١١ ،١بريوت، ط العلمية،: تمصطفى بن حسين السباعي ( ،االستشراق واملستشرقون ما هلم وما عليهم

املكتب اإلسالمي. -دار الوراق للنشر والتوزيع ، هـ)١٣٨٤ ،٣ط احلضارة، لبحوث املصري املركز القمين، حممود سيد والرتاث، األسطورة

م.١٩٩٩يد الشريف، دار الطل ، ٢يعة، بريوت، ط اإلسالم بني الرسالة والتاريخ، عبد ا

م.٢٠٠٨ .دار العلم للماليني ،عمر فروخ :اإلسالم على مفرتق الطرق، حممد أسد، ترمجة م.١٩٩٨، ١اإلسالم يف مواجهة احلركات الفكرية، مجيل املصري، دار أم القرى، ط يد الشريف .م١٩٩١، ٢ط ،الدار التونسية للنشر، تونس ،اإلسالم واحلداثة، عبد ا بدون تاريخ. ،الكويت ،حممد حممد حسني، دار الفرقان ،احلضارة الغربيةاإلسالم و ،دار التنوير ،علي املقلد :ترمجة ،حممد أركون وغارديه لوي ،األمس والغد :اإلسالم

م.١٩٨٣ ،بريوتالدار ،املركز الثقايف العريب ،إشكاليات القراءة وآليات التأويل، نصر حامد أبو زيد

م.٢٠٠٥ ،٧ ط ،البيضاء، بريوتعبد الوهاب املسريي، املعهد العاملي لالجتهاد، ودعوة معرفية رؤية: التحيز إشكالية

.م١٩٩٨ ،فرجينا ،للفكر اإلسالمي -بريوت ،املركز الثقايف العريب ،إشكالية القراءة وآليات التأويل، نصر حامد أبو زيد

م.١٩٩٢، ٢لبنان، ط

٣٥٢

-الدار العربية للعلوم، بريوت ،إبراهيم أمحدإشكالية الوجود والتقنية عند هيدغر، م.٢٠٠٦، ١اجلزائر، ط ،لبنان، منشورات االختالف

محد أزينب عصمت و راشد :ترمجة ،هوبرت فيتشر ،أصول التاريخ األوريب احلديث م.١٩٧٠، ٣ مصطفى، دار املعارف، القاهرة، ط

ه.١٤٠٦، ٢ط أصول التفسري وقواعده، خالد عبدالرمحن العك، دار النفائس، : تحممد بن أمحد بن أيب سهل مشس األئمة السرخسي ( ،أصول السرخسي

.بريوت ،دار املعرفة )،هـ٤٨٣ م.١٩٩٢، ٣حممد سعيد العشماوي، ابن سينا للنشر، ط الشريعة، أصول األصول الوثنية للمسيحية، أندريه نايتون وآخرون، ترمجة: مسرية عزمي الدين، من

دويل للدراسات اإلنسانية. منشورات املعهد الحممد األمني بن حممد املختار بن عبد القادر ،أضواء البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن

–بريوت ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،هـ)١٣٩٣: تاجلكين الشنقيطي ( .م١٩٩٥ -هـ ١٤١٥ ،لبنان

لفكرية ومراكزها رسها ااأضواء على احلركات والدعوات الدينية واإلصالحية ومد مع اإلسالمي العلمي، لكهنو، التعليمية والرتبوية يف اهلند، أبو احلسن الندوي، ا

ه.١٤١٦ اهلند،: ت( بالشاطيب الشهري الغرناطي اللخمي حممد بن موسى بن االعتصام، إبراهيم

هـ١٤١٢ ،١السعودية، ط عفان، ابن اهلاليل، دار عيد بن سليم: ، حتقيق)هـ٧٩٠ م.١٩٩٢ - ه.١٤٣٣ ،٢ط ،دار ابن اجلوزي ،اإلعجاز العلمي إىل أين، مساعد الطيار .، الرافعي، دار الكتاب العريب، بريوتوالبالغة النبوية إعجاز القرآن إعالم املوقعني عن رب العاملني، حممد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن

،دار الكتب العلمية، م إبراهيمحتقيق: حممد عبد السال ،هـ)٧٥١: تقيم اجلوزية (

٣٥٣

.م١٩٩١ -هـ١٤١١، ١ط ،ريوتب: تخري الدين بن حممود بن حممد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي ( ،األعالم

م.٢٠٠٢ ،١٥الطبعة: ،دار العلم للماليني، هـ)١٣٩٦ بغداد، مكتبة الرقيم ،وليد األعظمي ،مقربة اخليزرانيف أعيان الزمان وجريان النعمان

.م٢٠٠١ الدين مشس سعد بن أيوب بن بكر أيب بن الشيطان، حممد مصايد من اللهفان إغاثة

-الرياض املعارف، مكتبة الفقي، حامد حممد: ، حتقيق)هـ٧٥١: ت( اجلوزية قيم ابن سعودية.ال العربية اململكة

تقي الدين أبو العباس أمحد بن ،اقتضاء الصراط املستقيم ملخالفة أصحاب اجلحيم عبد احلليم بن عبد السالم بن عبد اهللا بن أيب القاسم بن حممد ابن تيمية احلراين

دار عامل الكتب، ،: ناصر عبد الكرمي العقلحتقيق ،هـ)٧٢٨: تاحلنبلي الدمشقي ( .م١٩٩٩ -هـ ١٤١٩، ٧ط ،لبنان – بريوت

.م٢٠٠٥ ،١ط ،لبنان ،دار الفارايب ،نسيم عون ،حماضرات يف علم الداللة :األلسنية ،عبد القادر عبد الرحيم، دار األنصار، القاهرة ،اإلمام حممد عبده ومنهجه يف التفسري

. ١ طتمع، الطاهر حداد، الدار التونسية للنشر م.١٩٧٢ ،٢ط ،امرأتنا يف الشريعة واابن ،ر احلق على اخللق يف رد اخلالفات إىل املذهب احلق من أصول التوحيدإيثا

الوزير، حممد بن إبراهيم بن علي بن املرتضى بن املفضل احلسين القامسي، أبو عبد .م١٩٨٧، ٢ط ،بريوت ،دار الكتب العلمية، هـ)٨٤٠: تاهللا، عز الدين اليمين (

، نبيل حممد توفيق، اهليئة املصرية العامة األيديولوجية وأزمة علم االجتماع املعاصر اإلسكندرية. ،للكتاب

الفضل عبد واحلافظ العراقي زين الدين أبالباعث على اخلالص من حوادث القصاص ،دار الوراق ،حممد لطفي الصباغ د. :قدم له وحققه وعلق عليه ،الرحيم بن احلسني

٣٥٤

ه.١٤٢٢، ١ط ،دمشق ،دار النريين ،بريوت ،١ط ،األزمة واملخرج ، أمحد املهدي عبد احلليم، دار الوفاء، مصر :رتبويالبحث ال

.هـ١٤٢١ادر ،البحر احمليط يف أصول الفقه أبو عبد اهللا بدر الدين حممد بن عبد اهللا بن

.م١٩٩٤ -هـ ١٤١٤، ١ط ،دار الكتيب ،هـ)٧٩٤: تالزركشي (مي، مكتبة دار املتعلم، الزلفي، حبوث يف أصول التفسري ومناهجه، فهد عبدالرمحن الرو

ه.١٤٢٠، ٥التوبة، الرياض، ط .مام الصادقمؤسسة اإل ،جعفر السبحاين ،حبوث يف امللل والنحل والتوزيع، للنشر اهلداية غنامي، دار نبيل حممد املوضوعي، التفسري من ومناذج حبوث

.م٢٠٠٢قرشي الدمشقي (املتوىف: البداية والنهاية، أبو الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري ال

.حتقيق: علي شريي ،هـ)٧٧٤: ت( اجلوزية قيم ابن الدين مشس سعد بن أيوب بن بكر أيب بن الفوائد، حممد بدائع

لبنان. –بريوت العريب، الكتاب دار ،)هـ٧٥١: ت( الشوكاين علي بن حممد التاسع، القرن بعد من مبحاسن الطالع البدر

.م١٩٨٨ - هـ١٤٠٨ ،١ ط بريوت، العريب، الرتاث إحياء دار ،)ه١٢٥٠ادر الزركشي ،الربهان يف علوم القرآن أبو عبد اهللا بدر الدين حممد بن عبد اهللا بن

عيسى ،دار إحياء الكتب العربية ،: حممد أبو الفضل إبراهيم، حتقيقهـ)٧٩٤: ت( .م١٩٥٧ -ه١٣٧٦، ١، ط هؤ احلليب وشركا البايب

مركز دراسات الوحدة العربية، ،حممد اجلابري ،سة حتليلية نقديةدرا: بنية العقل العريب م.٢٠٠٧، ٨ ط ،بريوت

حممد احلسن الديلمي، تصحيح رشد وطمان، طبع يف وبطالنه، الباطنية مذهب بيان م، وصورته دار املعارف، الرياض.١٩٣٨إسطنبول عام

٣٥٥

.ه١٣٠٦ حممد مرتضى الزبيدي، املطبعة اخلريية، القاهرة، ،تاج العروس . م١٩٥٩دار العهد للطباعة، القاهرة، ،تاريخ اإلسالم يف اهلند، عبد املنعم النمر .بريوت ،علي حسون، املكتب اإلسالمي ،تاريخ الدولة العثمانية حممد تاريخ الفلسفة الغربية: الفلسفة احلديثة، برتراند رسل، الكتاب الثالث، ترمجة: د.

. م١٩٧٧صرية العامة للكتاب، القاهرة، فتحي الشنيطي، مطابع اهليئة امل م.١٩٧٦ ،بريوت، النهضة العربية ،د. عبد اللطيف أمحد عليدار ،التاريخ اليوناين . ٣تارخيية الدعوة احملمدية، هشام جعيط، دار الطليعة، بريوت، ط ،الدار البيضاء ،املركز الثقايف العريب ،حممد أركون ،اإلسالميو تارخيية الفكر العريب

.م١٩٩٨، ٣ ط بريوت،التطبيقات، -املدخل -املنهج -التأصيل اإلسالمي للعلوم االجتماعية، املفهوم

.هـ١٤١٦اململكة العربية السعودية، - أمحد رجب، دار عامل الكتب، الرياض: تأبو زكريا حميي الدين حيىي بن شرف النووي ( ،التبيان يف آداب محلة القرآن

، ط دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ،عليه: حممد احلجارحققه وعلق ،هـ)٦٧٦ .م١٩٩٤ -هـ ١٤١٤، ٣مشس الدين ابن قيم ،حممد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد ،التبيان يف أقسام القرآن

.لبنان – دار املعرفة، بريوت ،: حممد حامد الفقيحتقيق ،هـ)٧٥١: تاجلوزية (، ٢، مطبعة البشرى، كراتشي، ط الصابوين يحممد عل التبيان يف علوم القرآن،

ه.١٤٣٢ ه.١٤٢٢ ،٢ دار ابن حزم ، بريوت، ط ،حممد خري يوسف ،تتمة األعالم ٦٠جتديد اخلطاب الديين بني التأصيل والتحريف، حممد شاكر الشريف، كتاب رقم

ه. ١٤٢٥ضمن سلسلة كتب البيان، جملة اللهيب، حممد بن أمحد اصر،املع اإلسالمي االجتاه العقالين لدى الدين جتديد

٣٥٦

.ه١٤٣٢ ،١ ط البيان، إشبيليا، كنوز العلي، العزيز عبد بن حممد وآثاره، وضوابطه مفهومه: الدين جتديد

.م٢٠٠٩ ،١ ط الرياض،آثاره، حممد حسانني حسن حسانني، حبث مقدم ،ضوابطه ،مفهومه :جتديد الدين

م.٢٠٠٧ -ه١٤٢٨ ،١ط ،ة الثالثةدور لجلائزة األمري نايف للسنة النبوية، ا .ه١٤١٢ ،الرياض ،دار الوطن ،مجال سلطان ،سالميجتديد الفكر اإل م.١٩٧٣ ،جتديد الفكر العريب، حممود زكي جنيب، دار الشروق ، ١التجديد يف الفكر اإلسالمي، عدنان أمامة، دار ابن اجلوزي، الدمام، ط

ه.١٤٢٤ الوعي الرحيم، عبد أمحد عثمان والضوابط، وماملفه يف نظرة: التفسري يف التجديد

.عشر احلادي اإلصدار الكويت، األوقاف، دار اإلسالمي،التجديد يف الفكر السياسي املصري احلديث، هالل علي الدين، معهد البحوث

م. ١٩٧٥والدراسات، القاهرة، يد الشريف، نشر الفنك، الدار البيضاء، م.١٩٩٨حتديث الفكر اإلسالمي، عبد ايد(التحرير والتنوير )، حترير املعىن السديد وتنوير العقل اجلديد من تفسري الكتاب ا

الدار ،هـ)١٣٩٣: تحممد الطاهر بن حممد بن حممد الطاهر بن عاشور التونسي ( .ه١٩٨٤، تونس ،التونسية للنشر

بن فهد ر،عش الرابع القرن يف التفسري احنرف يف وأثره القرآنية املصطلحات حتريف .م٢٠٠٣ ،١ ط الرومي، الرمحن عبد

عمرية والبقرة، الفاحتة سوريت يف تطبيقية نظرية دراسة: القرآنية األلفاظ معاين حتريف .م٢٠١١ ،١ ط الرياض، إشبيليا، كنوز دار الرشيدي، حممد بنت

الذهيب قامياز بن عثمان بن أمحد بن حممد اهللا عبد أبو الدين احلفاظ، مشس تذكرة م.١٩٩٨ -هـ١٤١٩ ،١لبنان، ط –بريوت العلمية، الكتب دار )هـ٧٤٨: ت(

٣٥٧

،جنلو املصريةمكتبة األ ،موقف من الرتاث القدمي، حسن حنفي :الرتاث والتجديد م.١٩٨٠ ،القاهرة

مركز الوحدة العربية ،بريوت ،دراسات ومناقشات، حممد اجلابري :الرتاث واحلداثة م.١٩٩١، ١ط .١، ط بريوت ،دار البشائر ،بكر املرعشي الشهري بساجقلي زاده أبو ،ترتيب العلوم أبو القاسم، حممد بن أمحد بن حممد بن عبد اهللا، ابن جزي ،التسهيل لعلوم التنزيل

شركة دار األرقم ،: الدكتور عبد اهللا اخلالديحتقيق ،هـ)٧٤١: تالكليب الغرناطي ( .ه١٤١٦ ،١، ط بريوت ،بن أيب األرقم

موعة العلمية لبكر أبو زيد، دار العاصمة، التعامل وأثره على الفكر والكتاب، ضمن ا ه.١٤١٦الرياض،

الدار ،دمشق ،تعريف الدارسني مبناهج املفسرين، صالح الدين اخلالدي، دار القلم .م٢٠٠٨-ه١٤٢٩ ،٣ط بريوت ،الشامية

بن أمحد بن مدحم بن علي بن أمحد الفضل البخاري، أبو صحيح على تغليق التعليق القزقي، املكتب موسى الرمحن عبد ، حتقيق: سعيد)هـ٨٥٢: ت( العسقالين حجر

ه.١٤٠٥ ،١األردن، ط – عمان، بريوت عمار، دار -اإلسالمي الشاطئ ببنت املعروفة الرمحن، عبد علي حممد عائشة الكرمي، للقرآن البياين التفسري

.٧القاهرة، ط املعارف، دار ،)هـ١٤١٩: ت( .م١٩٨٥ -ه١٤٠٦التفسري العلمي للقرآن الكرمي بني النظرية والتطبيق، هند شليب، الدين مشس حممد بن رضا علي بن رشيد حممد: )املنار تفسري( احلكيم القرآن تفسري

اهليئة ،)هـ١٣٥٤: ت( احلسيين القلموين خليفة علي منال بن الدين اء حممد بن .م١٩٩٠للكتاب، العامة املصرية

أبو الفداء إمساعيل بن عمر بن كثري القرشي البصري مث ،تفسري القرآن العظيم دار الكتب العلمية، ،: حممد حسني مشس الدينحتقيق ،هـ)٧٧٤: تالدمشقي (

٣٥٨

.ه١٤١٩ ،١ط ،بريوت ،منشورات حممد علي بيضون الرياض، التوبة، مكتبة العبيد، سليمان بن علي وضوابطه، أصوله: الكرمي القرآن تفسري

.م١٩٨٨ ،١ ط، ١ ط ،القاهرة ،دار الشروق ،مجال البنا ،تفسري القرآن بني القدامى واحملدثني

.م٢٠٠٨ ،دار الكتاب العريب ،رضا سعادة :ترمجة ،أصوله وأغراضه، بالشري :ينآالتفسري القر

م.١٩٧٤ ،١ ط ،لبنان – بريوت، ٢ط الدمام، اجلوزي، دار ابن التفسري اللغوي للقرآن الكرمي، مساعد الطيار،

ه.١٤٢٧ .١٩٨٥ ٢ط ،تفسري املراغي، دار إحياء الرتاث العريب الفكر الزحيلي، دار مصطفى بن وهبة د. واملنهج، والشريعة العقيدة يف املنري التفسري

ه.١٤١٨ ،٢دمشق، ط املعاصر،م القرآن، خنبة من علماء التفسري وعلو :التفسري املوضوعي لسور القرآن الكرمي، إعداد

،مصطفى مسلم، كلية الدراسات العليا والبحث العلمي، الشارقة .د :إشراف م.٢٠١٠ -ه١٤٣١

التفسري كتب ألهم مفصلة ودراسة عرض: احلديث العصر يف واملفسرون التفسري .م٢٠٠٣ ،١ ط بريوت، املعرفة، دار صالح، حممد القادر عبد املعاصر،

.م٢٠٠٠ ،٧ ط القاهرة، وهبة، مكتبه هيب،الذ حسني حممد واملفسرون، التفسري م.١٩٧٠، األزهر، جممع البحوث العلمية، التفسري ورجاله، ابن عاشور ، دار الكتاب اللبناين ،أمني اخلويل :ألستاذ الشيخانشأته، تدرجه، تطوره، :التفسري

بريوت. ت. د. املنرية، مكتبة الشباب، كمال بشر ، ،التفكري اللغوي بني القدمي واجلديد فؤاد عبد املنعم، دار الدعوة، :لسيوطي، حتقيقا ،تقرير االستناد يف تفسري االجتهاد

٣٥٩

.٥ اإلسكندرية، ط ه.١٤٢٩، ١تكوين ملكة التفسري، الشريف حامت العوين، دار التأصيل املنصورة، ط بن حممد بن اهللا عبد بن يوسف عمر واألسانيد، أبو املعاين من املوطأ يف ملا التمهيد

، العلوي أمحد بن مصطفى: حتقيق )هـ٤٦٣: ت( القرطيب النمري عاصم بن الرب عبداملغرب، اإلسالمية، والشؤون األوقاف عموم البكري، وزارة الكبري عبد حممد

ه.١٣٨٧عبد العزيز الضامر، جائزة ديب الدولية للقرآن ،تنزيل اآليات على الواقع عند املفسرين

ه.١٤٢٨، ١ الكرمي، طي الدين التي ار العلماين احلديث وموقفه من تفسري القرآن الكرمي، مىن حممد

ه.١٤٢٩، ١الشافعي، دار اليسر، القاهرة، ط عبد الرمحن بن ناصر بن عبد اهللا السعدي ،تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان

،١ط ،مؤسسة الرسالة ،: عبد الرمحن بن معال اللوحيقحتقيق ،هـ)١٣٧٦: ت( .م٢٠٠٠-هـ ١٤٢٠

جامع األصول يف أحاديث الرسول، جمد الدين أبو السعادات املبارك بن حممد بن حتقيق: ،هـ)٦٠٦: تحممد بن حممد بن عبد الكرمي الشيباين اجلزري ابن األثري (

، ١ مكتبة دار البيان، ط ،مطبعة املالح ،مكتبة احللواين ،عبد القادر األرناؤوط م.١٩٧٢

حممد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب اآلملي، أبو ،ن يف تأويل القرآنجامع البيا ، ١ط ،مؤسسة الرسالة ،: أمحد حممد شاكر، حتقيقهـ)٣١٠جعفر الطربي (املتوىف:

م.٢٠٠٠ -هـ ١٤٢٠زين الدين عبد الرمحن ،جامع العلوم واحلكم يف شرح مخسني حديثا من جوامع الكلم

حممد د.حتقيق: ،هـ)٧٩٥: ت، الدمشقي، احلنبلي (بن أمحد بن رجب بن احلسن -هـ ١٤٢٤، ٢ط ،دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،األمحدي أبو النور

٣٦٠

.م٢٠٠٤ الضحاك، بن موسى بن سورة بن عيسى بن الرتمذي، حممد سنن - الكبري اجلامع

الغرب دار معروف، عواد بشار: ، حتقيق)هـ٢٧٩: ت( عيسى أبو الرتمذي، م.١٩٩٨بريوت، اإلسالمي،

صحيح =وسننه وأيامه ثاجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول اهللا : حممد زهري بن ناصر حتقيق ،حممد بن إمساعيل أبو عبداهللا البخاري اجلعفي، البخاري .ه١٤٢٢، ١ط ،دار طوق النجاة، الناصر

دار الكتب العلمية، بريوت، جامع بيان العلم وفضله، يوسف بن عبد الرب النمري، .ه١٣٩٨

أبو عبد اهللا حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح األنصاري ،اجلامع ألحكام القرآن ،حتقيق: أمحد الربدوين وإبراهيم أطفيش، هـ)٦٧١: تاخلزرجي مشس الدين القرطيب (

.م١٩٦٤ -هـ ١٣٨٤، ٢ط ،القاهرة ،دار الكتب املصريةجورج كتورة، دار الكتاب :مير، ثيودور أورنو، ترمجةجدل التنوير، ماكس هوركها

م. ٢٠٠٦، ١ط اجلديد، بريوت، ضمن سلسلة تاريخ ،مجال الدين األفغاين والثورة الشاملة، يوسف السيد صدر

م.١٩٩٩ ،القاهرة املصريني، اهليئة املصرية العامة للكتاب، أبو القرشي، اهللا نصر بن حممد بن القادر عبد احلنفية، طبقات يف املضية اجلواهر

كراتشي. خانه، كتب حممد، مري ،)هـ٧٧٥: ت( احلنفي الدين حميي حممد،منشورات املكتبة اإلسالمية يف ،طنطاوي جوهري ،اجلواهر يف تفسري القرآن الكرمي

هـ.١٣٥٠، ٢ط ،القاهرة دن،األر - عمان القرى، أم دار املصري، حممد عبداهللا مجيل اإلسالمي، العامل حاضر

.م١٩٩٦ ،٣ ط هـ.١٤١٣، ١ط ،احلداثة يف ميزان اإلسالم، عوض القرين، دار هجر، الدمام

٣٦١

جامعة الريموك، ،لوين، جملة أحباثجنايف الع ،احلداثة واحلداثية: املصطلح واملفهوم .٢ ، العدد١٤جملد ،األردن

،مؤيد حسن، مركز اإلمناء احلضاري، حلب :مالكوم برادبري، ترمجة ،احلداثة .م٢٠٠٩

دراسة نقدية، اجليالين :احلداثيون العرب يف العقود الثالثة األخرية والقرآن الكرمي م.٢٠٠٧ -ه١٤٢٧، ١ط ،دمشق ،مفتاح، دار النهضة

.هـ١٣٧٨ ،القاهرة ،دار الفكر العريب ،احلديث واحملدثون، حممد أبو زهو الرحيم مصطفى، معهد حركة التجديد اإلسالمي يف العامل العريب احلديث، أمحد عبد

م.١٩٧١البحوث والدراسات العربية، القاهرة، التأصيل مركز السلمي، صمايل بن الرحيم عبد منها، اإلسالم وموقف الليربالية حقيقة

.م٢٠٠٩ ،١ ط جدة، والبحوث، للدراساتط ،القاهرة ،سالمي للعلوم االجتماعية، حممد قطب، دار الشروقحول التأصيل اإل .م١٩٩٨ -ه١٤١٨، ١ .م٢٠٠٣-ه١٤٢٤اخلروج من التيه، عبد العزيز محودة، مطابع السياسة، الكويت، ، ١٥ القاهرة، ط ،دار الشروق ،سيد قطب ومقوماته، خصائص التصور اإلسالمي

.ه١٤٢٣، ٤اخلصائص العامة لإلسالم، يوسف القرضاوي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط

ه.١٤٠٩ العامة املصرية اهليئة ،)هـ٣٩٢: ت( املوصلي جين بن عثمان الفتح أبو اخلصائص،

.٤للكتاب، ط دار البيضاء، الدار العريب، الثقايف املركز اجلابري، عابد حممد املعاصر، العريب اخلطاب

.م١٩٨٢ مايو لبنان، - بريوت الطليعة،، ١ط ،الدار البيضاء ،املركز الثقايف العريب ،اخلطاب والتأويل، نصر حامد أبو زيد

٣٦٢

.م٢٠٠٠عناد غزوان وجعفر اخلليلي، د. :ترمجة ،ويلرب سكوت ،مخسة مداخل إىل النقد األديب

.م١٩٨٦دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد ، تأليف جمموعة من املستشرقني، عربت وطبعت يف مصر يف ،دائرة املعارف اإلسالمية

-ه١٤١٨، ١ط ،يطباعتها يف مركز الشارقة لإلبداع الفكر تالستينات وأعيد م.١٩٩٨

جامعة حممد بن ،حممد رشاد سامل :حتقيق ،درء تعارض العقل والنقل، ابن تيمية .م١٩٧٩ -ه١٣٩٩، ١سعود اإلسالمية، الرياض، ط

دمشق ،األهايل للطباعة والنشر ،دراسات إسالمية معاصرة، حممد شحرور .م١٩٨٢ ،١ط ،بريوت ،حسن حنفي، دار التنوير ،دراسات إسالمية دراسات املستشرقني حول صحة الشعر اجلاهلي، ترمجها: عبدالرمحن بدوي، دار العلم

م.١٩٧٩، ١للماليني، ط ه.١٤٠٥، ١ط األملعي، زاهر املوضوعي، التفسري يف دراسات يوسف ،دراسة يف فقه مقاصد الشريعة بني املقاصد الكلية والنصوص اجلزئية

م.٢٠٠٦ ،١ط ،القرضاوي، دار الشروق بن أمحد بن حممد بن علي بن أمحد الفضل الثامنة، أبو املائة أعيان يف الكامنة لدررا

دائرة ضان، جملس املعيد عبد حممد مراقبة:: ، حتقيق)هـ٨٥٢: ت( العسقالين حجر م.١٩٧٢ -ه١٣٩٢ ،٢اهلند، ط –أباد حيدر العثمانية، املعارف

صاحل الفرماوي وحممد :رمجةت ،فريديناند دي سوسري ،دروس يف اللسانيات العامة .م١٩٨٥ ،تونس ،الدار العريب للكتاب ،الشاويش

دعوة الشيخ حممد بن عبد الوهاب جتديدية إصالحية ال دعوة وهابية، أمحد عبد ه.١٤٢٦العزيز احلصني، الرياض، دار طويق،

، ١كيم القاسم، دار التدمرية، ط داللة السياق القرآين وأثرها يف التفسري، عبد احل

٣٦٣

ه.١٤٣٣ احلارثي، عمان، الوهاب عبد. الكرمي، د القرآن لتفسري مأمون منهج السياق داللة

م.١٩٨٩ ،١ط ،٢اهلند، ط كره، أعظم احلميدية، الدائرة الفراهي، احلميد عبد النظام، دالئل

ه.١٤١١ م.١٩٧٨ ،٣ ط ،مكتبة مدبويل ،حسني أمحد أمني ،دليل املسلم احلزين ، ٣ املركز الثقايف العريب، ط ،يعدليل الناقد األديب، ميجان الرويلي، وسعد الباز

م.٢٠٠٢، ١الدولة العثمانية واملسألة الشرقية، حممد ثابت الشاذيل، مكتبة وهبة، القاهرة، ط

ه.١٤٠٩ ،كتابللة املصرية ئأمحد محدي، اهلي :ترمجة ،كاسيرير أرنست الدولة واألسطورة،

.م١٩٧٥القاهرة، ، ٣ ط ،أمحد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بريوت :ديوان ابن الرومي، شرح

م.٢٠٠٢-ه١٤٢٣: تأبو إمساعيل عبد اهللا بن حممد بن علي األنصاري اهلروي ( ،ذم الكالم وأهله

،املدينة املنورة ،مكتبة العلوم واحلكم ،: عبد الرمحن عبد العزيز الشبل، حتقيقهـ)٤٨١ .م١٩٩٨-هـ ١٤١٨ ،١ط

.بريوت ،دار الطليعة ،حسن حنفي :رسالة يف الالهوت والسياسة، ترمجة روح اإلسالم، سيد أمري علي، ترمجة: أمني حممود الشريف، حممد بدران، مكتبة

م.١٩٦٩اآلداب للطباعة والنشر، موعة الكاملة ملؤلفات الشيخ عبدالرمحن بن سعدي، مركز الرياض الناضرة، ضمن ا

ه.١٤١١صاحل بن صاحل الثقايف، عنيزة، سبل االستفادة من النوازل والفتاوى والعمل الفقهي يف التطبيقات املعاصرة، د. وهبة

٣٦٤

م.٢٠٠١، ١دار املكتيب، دمشق، ط الزحيلي.، ١ط ،القاهرة ،دار املستقبل ،سالمة موسى بني النهضة والتطور، جمدي عبد احلافظ

.م١٩٩٩داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن أبو ،سنن أيب داود

،: حممد حميي الدين عبد احلميدحتقيق ،هـ)٢٧٥: تعمرو األزدي السجستاين ( .بريوت –املكتبة العصرية، صيدا

بن عثمان بن سعيد بن عثمان وأشراطها، والساعة وغوائلها الفنت يف الواردة السنن املباركفوري، إدريس حممد بن اهللا رضاء ، حتقيق:)هـ٤٤٤: ت( الداين عمرو أبو عمر، ه. ١٤١٦ ،١الرياض، ط العاصمة، دار

أبو عثمان سعيد بن منصور بن شعبة اخلراساين اجلوزجاين ،سنن سعيد بن منصور ، ١، ط اهلند ،الدار السلفية ،حبيب الرمحن األعظمي، حتقيق: هـ)٢٢٧(املتوىف: م.١٩٨٢-هـ ١٤٠٣

: اهلوية وسلطة املثقف يف عصر ما بعد احلداثة، شريف يونس، مرييت سؤال اهلوية . م١٩٩٩ ،١ط ،القاهرة ،للنشر

نشوان عبده خالد ،القرآين وأثره يف خدمة التفسري املقاصدي عند ابن عاشورالسياق .ان األطرش، جملة إسالمية املعرفةورضو ،قائد

الذهيب قامياز بن عثمان بن أمحد بن حممد اهللا عبد أبو الدين مشس النبالء، أعالم سري ناؤوط،األر شعيب الشيخ بإشراف احملققني من جمموعة: ، حتقيق)هـ٧٤٨: ت(

م.١٩٨٥-ه١٤٠٥ ،٣الرسالة، ط مؤسسةسرية ومناقب عمر بن عبد العزيز، ابن اجلوزي، دار الكتب العلمية، بريوت،

م.١٩٨٤ ،ه)١٠٨٩: الفالح عبد احلي احلنبلي (تأبو شذرات الذهب بأخبار من ذهب،

ه.١٣٩٩ ،٢ط ،دار امليسرة

٣٦٥

البغوي الفراء بن حممد بن مسعود بن احلسني حممد أبو السنة، حميي السنة، شرح املكتب الشاويش، زهري األرنؤوط، حممد ، حتقيق: شعيب)هـ٥١٦: ت( الشافعي

م.١٩٨٣ - هـ١٤٠٣ ،٢بريوت، ط دمشق، اإلسالمي،: ، حتقيقهـ)١٤٢١: تحممد بن صاحل بن حممد العثيمني ( ،شرح العقيدة الواسطية

، ٥ط ،كة العربية السعوديةاململ - دار ابن اجلوزي، الرياض ،سعد فواز الصميل .ه١٤١٩

الشرق األوسط احلديث، ألربت حوراين وآخرون، ترمجة: أسعد صقر، دار طالس، م.١٩٩٦، ١دمشق، ط

أمحد بن احلسني بن علي بن موسى اخلسروجردي اخلراساين، أبو بكر ،شعب اإلميان العلي عبد عبد د.حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: ،هـ)٤٥٨: تالبيهقي (

،بالتعاون مع الدار السلفية ،الرياض ،مكتبة الرشد للنشر والتوزيع ،احلميد حامد .م٢٠٠٣ -هـ ١٤٢٣، ١ط ،اهلند – بومباي

أمحد بن فارس بن ،الصاحيب يف فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب يف كالمها ،١ط ،يضونحممد علي ب ،هـ)٣٩٥: تزكرياء القزويين الرازي، أبو احلسني (

.م١٩٩٧-هـ١٤١٨: تأبو نصر إمساعيل بن محاد اجلوهري الفارايب ( ،الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية

،٤ط ،بريوت ،دار العلم للماليني ،حتقيق: أمحد عبد الغفور عطار ،هـ)٣٩٣ .م١٩٨٧ - هـ١٤٠٧

، بني االختالف املشروع والتفرق املذموم، يوسف القرضاوي اإلسالمية الصحوة م.١٩٩٥، ٤مؤسسة الرسالة، بريوت، ط

،الرياض ،مكتبة املعارف ،حممد ناصر الدين أللباين ،صحيح وضعيف سنن أيب داود ه.١٤١٩، ١ط

،الرياض ،مكتبة املعارف ،حممد ناصر الدين أللباين ،صحيح وضعيف سنن الرتمذي

٣٦٦

ه.١٤٢٠، ١ط م. ٢٠٠١وت، صدى احلداثة، رضوان زيادة، املركز الثقايف العريب، بري حتقيق: د. علي بن حممد ابن قيم اجلوزية، الصواعق املرسلة على اجلهمية واملعطلة،

ه.١٤١٨ ،٣الرياض، ط الدخيل اهللا، دار العاصمة،الدواعي واإلمكان، منصور زويد املطريي، كتاب :الصياغة اإلسالمية لعلم االجتماع

.هـ١٤١٣، ٣٣ية بقطر، العدد األمة، تصدر من وزارة األوقاف والشؤون اإلسالم: الضوء الالمع ألهل القرن التاسع، مشس الدين حممد بن عبدالرمحن السخاوي، (ت

ه)، مكتبة احلياة، بريوت.٩٠٢حممد الطناحي، عبدالفتاح :ه)، حتقيق٧٧١ لسبكي (ت:اطبقات الشافعية الكربى،

.١ ط ،احللو الدمشقي، الشهيب األسدي عمر نب حممد بن أمحد بن بكر أبو: طبقات الشافعية،

خان، عامل العليم عبد احلافظ. د: ، حتقيق)هـ٨٥١: ت( شهبة قاضي ابن الدين تقي ه.١٤٠٧ ،١بريوت، ط الكتب

: ت( السيوطي الدين جالل بكر، أيب بن الرمحن عبد العشرين، املفسرين طبقات ه. ١٣٩٦ ،١القاهرة، ط وهبة، عمر، مكتبة حممد علي: ، حتقيق)هـ٩١١

حممد علي عمر، :ه)، حتقيق٩٤٥ حممد بن حلي الداودي (ت: ،طبقات املفسرين ه.١٣٩٢ ،١ ط ،دار الكتب

.ل، موقع السبيلظاهرة التجديد يف التاريخ اإلسالمي، مقال: د. بشرب عبد العا ، ١ط: ،بريوت ،دار اهلادي ،مدحمحممد أبو القاسم حاج ،العاملية اإلسالمية الثانية

.م٢٠٠٤-ه١٤٢٥ ابن خلف بن حممد بن احلسني بن حممد يعلى، أبو القاضي الفقه، أصول يف العدة

-ه١٤١٠ ،٢ط املباركي، سري بن علي بن أمحد ، حتقيق: د.)هـ٤٥٨: ت( الفراء م.١٩٩٠

٣٦٧

دراسة يف مقاالت احلداثيني، عبد اإلله بلقزيز، مركز دراسات الوحدة :العرب واحلداثة م.٢٠٠٧، ١بريوت، ط العربية،

ط العلمانية من منظور خمتلف، عزيز العظمة، مركز دراسات الوحدة العربية، بريوت، .م١٩٩٨ ،٢ ،١ ط رياض،ال حزم، ابن دار الطعان، إدريس أمحد الكرمي، والقرآن العلمانيون

.م٢٠٠٧ ،دار العلم للماليني ،عرض ودراسة، صبحي الصاحل :علوم احلديث ومصطلحه

م.١٩٨٤ ،إبراهيم دسوقي، مكتبة الزهراء لإلعالم العريب :العودة إىل الذات، علي شريعيت، ترمجة

ه.١٤٠٦ ،١ ط عون املعبود شرح سنن أيب داود، حممد أشرف بن أمري بن علي بن حيدر، أبو عبد

،دار الكتب العلمية ،هـ)١٣٢٩: تالرمحن، شرف احلق، الصديقي، العظيم آبادي ( بريوت ،بريوت، دار إحياء الرتاث العريب ،مكتبة املثىن ،ه١٤١٥، ٢ط ،بريوت

بن حممد بن حممد اجلزري، ابن اخلري أبو الدين مشس القراء، طبقات يف النهاية غاية . ج هـ١٣٥١ عام مرة ألول بنشره عين تيمية، ابن مكتبة ،)هـ٨٣٣: ت( يوسف

برجسرتاسر. .ه١٣٥٧ ،الدائرة احلميدية، اهلند ، عبد احلميد الفراهي،فاحتة تفسري نظام القرآن فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء، مجع وترتيب: أمحد بن عبد الرزاق

الدويش، رئاسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء، الرياض.املؤلف: أمحد بن علي بن حجر أبو الفضل ،الباري شرح صحيح البخاريفتح

،دار املعرفة ،رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: حممد فؤاد عبد الباقي، العسقالين الشافعي ه.١٣٧٩بريوت،

،هـ)١٢٥٠: تحممد بن علي بن حممد بن عبد اهللا الشوكاين اليمين ( ،فتح القدير

٣٦٨

.ه١٤١٤، ١ط ،بريوت – دمشق ،الطيبدار الكلم - دار ابن كثريلعراقي مشس الدين أبو اخلري حممد بن عبد الرمحن ا ،لفية احلديثأفتح املغيث بشرح

علي ، حتقيق:هـ)٩٠٢: تبن حممد بن أيب بكر بن عثمان بن حممد السخاوي ( .م٢٠٠٣ -هـ ١٤٢٤، ١ط ،مصر ،حسني علي، مكتبة السنة

ن بن عبد اهللا بن سهل بن سعيد بن حيىي بن مهران أبو هالل احلس ،الفروق اللغوية دار العلم ،حققه وعلق عليه: حممد إبراهيم سليم، هـ)٣٩٥: حنو تالعسكري (

.مصر –والثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة دار الكتاب ،أبو العال عفيفي :تعليق ،حميي الدين بن عريب ،احلكم يف فصوصال

.بريوت ،العريب، ٢القرآن، عدنان حممد زرزو، املكتب اإلسالمي، دمشق، ط فصول يف علوم

م.١٩٩٨ ،٣ ط اجلوزي، ابن دار الطيار، سليمان بن مساعد التفسري، أصول يف فصول

.م١٩٩٩مقارنة بنيوية تكوينية، حممد عزام، دار احلوار للنشر والتوزيع، :فضاء النص الروائي

.م١٩٩٦، ، ١ ط ،سوريا – الالذقية: ، حتقيق)هـ٥٠٥: ت( الطوسي الغزايل حممد بن حممد حامد أبو طنية،البا فضائح

الكويت. الثقافية، الكتب دار مؤسسة بدوي، الرمحن عبد، ٢ مكتبة وهبة، القاهرة، طالقرضاوي، الفقه اإلسالمي بني األصالة والتجديد،

.م٢٠٠٣ ،ة وهبةمكتب ،الفكر اإلسالمي احلديث وصلته باالستعمار الغريب، حممد البهي

م.١٩٦٤-ه١٣٨٤، ٤ط ،القاهرة ،٢ ط ،بريوت ،دار القلم ،غازي توبة : دراسة وتقومي،الفكر اإلسالمي املعاصر

م.١٩٧٧

٣٦٩

،بريوت ،دار الساقي ،ترمجة هاشم صاحل ،حممد أركون ،الفكر اإلسالمي نقد واجتهاد م٢٠٠٧، ٤ طدار ،هاشم صاحل :يقترمجة وتعل ،حممد أركون ،الفكر اإلسالمي واستحالة التأصيل

.م٢٠٠٧ ،٣ ط ،بريوت ،الساقي ،هاشم صاحل، مركز اإلمناء القومي :ترمجة ،حممد أركون :قراءة عملية :الفكر اإلسالمي

م.١٩٩٦، ٢ ط ،بريوت - باريس ،منشورات عويدات ،حممد عادل العوا :ترمجة ،حممد أركون ،الفكر العريب

م.١٩٨٥، ٣ ط ،لبنان حممد: ترمجة غادامري، غيورغ هانس األهداف، املبادئ، صول،األ: التأويل فلسفة

منشورات املغرب، العريب، الثقايف املركز بريوت، للعلوم، العربية الزين، الدار شوقي .م٢٠٠٦ ،٢ ط اجلزائر،، االختالف،

،دمشق ،دار الفكر ،عبدالوهاب املسريي ،الفلسفة املادية وتفكيك اإلنسان م.٢٠٠٣

مكتبة األجنلو ،حممود قاسم وسيد بدوي :انت، بريل ليفي، ترمجةفلسفة أوجست ك ه.١٣٧١ ،١ ط ،القاهرة ،مصرية

.م١٩٩٨ ،١ط ،بريوت ،دار الطليعة ،نبيهة قارة ،الفلسفة والتأويل ،٣ ط املصرية، األجنلو مكتبة اهللا خلف حممد القرآن، أمحد يف القصصي الفن

.م١٩٦٥عادل ،قيا نظرية الـتأويل من أفالطون إىل جادامرمدخل إىل اهلرمنيوطي :فهم الفهم

م.٢٠٠٧ ،القاهرة ،رؤية للنشر والتوزيع ،مصطفي، ٣ ط ،تونس - سوسة ،دار املعارف للطباعة والنشر ،طه حسني ،يف الشعر اجلاهلي

.م٢٠٠٣ ه.١٤١٢ ،١٧ ط القاهرة، الشروق، دار قطب، سيد القرآن، ظالل يف

٣٧٠

دار الفكر ،هـ)١٣٩٣: تاحلاج عمر بن اخلضر بن نيب (مالك بن ،يف مهب املعركة .م١٩٨١ ،٣ ط ،سورية -دمشق ،دار الفكر ،لبنان -بريوت ،املعاصر

زين الدين حممد املدعو بعبد الرؤوف بن تاج ،فيض القدير شرح اجلامع الصغري ،هـ)١٠٣١: تالعارفني بن علي بن زين العابدين احلدادي مث املناوي القاهري (

ه.١٣٥٦، ١ط ،مصر ،كتبة التجارية الكربىامل ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية ،حممد عاطف غيث ،قاموس علم االجتماع

م.٢٠٠٢ املالكي اإلشبيلي املعافري العريب بن بكر أبو اهللا عبد بن حممد القاضي التأويل، قانون

جدة، اإلسالمية، للثقافة القبلة دار السليماين، حممد: وحتقيق ، دراسة)هـ٥٤٣: ت( م.١٩٨٦ - هـ١٤٠٦ ،١بريوت، ط القرآن، علوم مؤسسة

دالل عباس، منشورات دار :ترمجة ،القبض والبسط يف الشريعة، عبد الكرمي سروش . م٢٠٠٢ ،اجلديد، بريوت

دار كالون، حممود حممد التفسري، ضوابط ضوء يف الكرمي للقرآن املعاصرة القراءات .م٢٠٠٩ ،١ ط حلب، ،اليمان

يف سلسلة دراسات مصطلحية اليت ٤القرآن الكرمي والدراسة املصطلحية (رقم ).يصدرها معهد الدراسات

هاشم :ترمجة ،القرآن من التفسري باملوروث إىل حتليل اخلطاب الديين، حممد أركون .م٢٠٠٥، ٢ ط ،بريوت ،صاحل، دار الطليعة

.م٢٠٠٨ دمشق، األوائل، دار إسالمبويل، مرسا التفعيل، إىل اهلجر من القرآن م.٢٠٠٤، دار املعارف، القاهرة، القرآن والتفسري العصري، عائشة عبدالرمحن .٢ ط ،بريوت ،القرآن وعلم النفس، حممد عثمان جنايت، دار الشروق مصر ،مكتبة اآلداب باجلماميز ،توفيق الطويل .قصة النزاع بني الدين والفلسفة، د

.خبدون تاري

٣٧١

،بريوت ،دار الطليعة ،هاشم صاحل :قضايا يف نقد العقل الديين، حممد أركون، ترمجة م.٢٠٠٤، ٣ طم.١٩٨١، ١ط ،بريوت ،دار التنوير ،حسن حنفي ،قضايا معاصرة يف فكرنا املعاصر .إصدار مؤسسة عيبال قربص ،كتاب ثقايف دورينصر أبو زيد، ،قضايا وشهادات أبو حممد عز الدين عبد العزيز بن عبد السالم بن ،األنام قواعد األحكام يف مصاحل

،هـ)٦٦٠: تأيب القاسم بن احلسن السلمي الدمشقي، امللقب بسلطان العلماء (القاهرة، ،مكتبة الكليات األزهرية ،راجعه وعلق عليه: طه عبد الرؤوف سعد

م.١٩٩١ -هـ ١٤١٤ل الدين بن حممد سعيد بن قواعد التحديث، من فنون مصطلح احلديث، حممد مجا

لبنان - بريوت ،دار الكتب العلمية، قاسم احلالق القامسي -ه١٤١٧ ،١ط ،قواعد الرتجيح عند املفسرين، حسني علي احلريب، دار القاسم

م.١٩٩٦ م.١٤٢١، ١ ط ،دار ابن عفان ،خالد السبت ،ودراسة قواعد التفسري مجعا د اهللا، عبد الرمحن بن ناصر بن عبد اهللا بن أبو عب ،قواعد احلسان لتفسري القرآنال

هـ ١٤٢٠، ١، ط مكتبة الرشد، الرياض ،هـ)١٣٧٦: تناصر بن محد آل سعدي ( م.١٩٩٩ - ،حممود قاسم، مكتبة النهضة :قواعد املنهج يف علم االجتماع، دور كامي، ترمجة

.القاهرة .م١٩٨٧ ،٧ط ،بريوت ،دار اجليل ،مني الرحياينأ ،القوميات : ، حتقيقهـ)٢٨٥: تحممد بن يزيد املربد، أبو العباس ( ،الكامل يف اللغة واألدب

.م١٩٩٧ -هـ ١٤١٧ ،٣ط ،القاهرة ،دار الفكر العريب ،حممد أبو الفضل إبراهيميب شيبة، عبد اهللا بن حممد بن أبو بكر بن أ ،الكتاب املصنف يف األحاديث واآلثار

،: كمال يوسف احلوتحتقيق ،هـ)٢٣٥: تإبراهيم بن عثمان بن خواسيت العبسي (

٣٧٢

ه.١٤٠٩، ١ط ،الرياض ،مكتبة الرشد .د.ت ،دمشق ،األهايل للنشر، حممد ديب شحرور ،الكتاب والقرآن لقرميي أيوب بن موسى احلسيين ا ،الكليات معجم يف املصطلحات والفروق اللغوية

،حممد املصري ،: عدنان درويش، حتقيقهـ)١٠٩٤: تالكفوي، أبو البقاء احلنفي ( .بريوت ،مؤسسة الرسالة

،٨ ط القاهرة، الشروق، دار القرضاوي، يوسف الكرمي؟، القرآن مع نتعامل كيف .م٢٠١١

لسان العرب، حممد بن مكرم بن على، أبو الفضل، مجال الدين ابن منظور األنصاري .ه١٤١٤ ،٣ط ،بريوت ،دار صادر ،هـ)٧١١: تويفعى اإلفريقى (الر .م١٩٩٦ ،١ط ،دمشق ،مركز اإلمناء احلضاري ،منذر عياشي ،اللسانيات والداللة م.٢٠٠٠ ،٣ط اهلنداوي، مؤسسة موسى، سالمة النهضة، ماهي ، ٤القلم، دمشق، ط دار مسلم، املوضوعي، مصطفى التفسري يف مباحث

م.٢٠٠٥ -ه١٤٢٦ م.٢٠٠٠ ،٢٤، ط دار العلم للماليني ،صبحي الصاحل ،مباحث يف علوم القرآن ددون يف اإلسالم م.٢٠٠٠أمني اخلويل، القاهرة، اهليئة املصرية للكتاب، ،ا سليمان بن بكر أيب بن علي الدين نور احلسن أبو: الفوائد، ومنبع الزوائد جممع

القاهرة، القدسي، مكتبة قدسي،ال الدين حسام: ، حتقيق)هـ٨٠٧: ت( اهليثمي م.١٩٩٤ هـ،١٤١٤

ه. ١٤٠٩جممل أصول أهل السنة واجلماعة يف العقيدة، صاحل الفوزان، دار الوطن، ، ٢جممل أصول أهل السنة واجلماعة يف العقيدة، ناصر العقل، دار الوطن، ط

ه. ١٤١٢: تية احلراين (تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم بن تيم ،جمموع الفتاوى

جممع امللك فهد لطباعة املصحف ،: عبد الرمحن بن حممد بن قاسم، حتقيقهـ)٧٢٨

٣٧٣

.م١٩٩٥-هـ١٤١٦ ،اململكة العربية السعودية - الشريف، املدينة النبوية: تمجال الدين بن حممد سعيد بن قاسم احلالق القامسي ( ،حماسن التأويل

،١، ط بريوت ،دار الكتب العلميه حممد باسل عيون السود، :، حتقيقهـ)١٣٣٢ .ه١٤١٨

: تاملعروف بأيب زهرة ( ،حممد بن أمحد بن مصطفى بن أمحد ،حماضرات يف النصرانية .م١٩٦٦ -هـ ١٣٨١ ،٣ط ،القاهرة ،دار الفكر العريب، هـ)١٣٩٤

الرمحن عبد بن غالب بن احلق عبد حممد أبو العزيز، الكتاب تفسري يف الوجيز احملرر الشايف عبد السالم عبد: ، حتقيق)هـ٥٤٢: ت( احملاريب األندلسي عطية بن متام بن

ه.١٤٢٢ ،١بريوت، ط العلمية، الكتب دار حممد،ألردن، دار اأمحد فهد بركات، ،حممد رشيد رضا ودوره يف احلياة الفكرية والسياسة

.ه١٤٠٩عمار، بن أيب بكر بن أيوب بن حممد ،مدارج السالكني بني منازل إياك نعبد وإياك نستعني

دار ،حممد املعتصم باهللا البغدادي ،هـ)٧٥١: تسعد مشس الدين ابن قيم اجلوزية ( .م١٩٩٦ -ه ١٤١٦، ٣ط ،بريوت ،الكتاب العريب

مركز اجلزء األول يف التعريف بالقرآن، حممد عابد اجلابري، ،دخل إىل القرآن الكرميم م.٢٠٠٦، ١ط ،دراسات الوحدة العربية، بريوت

، ١بريوت، ط ،دار الكتاب اجلديد ،حممد حممد يونس ،مدخل إىل اللسانيات م.٢٠٠٤

، ٢ ط ،الكويت ،وكالة املطبوعات ،عبدالرمحن بدوي ،مدخل جديد إىل الفلسفة .م١٩٧٨

م.١،١٩٩٠ط مدخل لدراسة التاريخ األوريب، د. حممد خمزوم، دار الشمال، بريوت، ،إبراهيم الربيكان، المية على مذهب أهل السنة واجلماعةاملدخل لدراسة العقيدة اإلس

.م١٩٩٦-ه١٤١٦ ،٤ ط السعودية، - دار السنة للنشر والتوزيع، اخلرب

٣٧٤

ة، عبد الباسط بدر، شركة الشعاع للنشر، رؤية إسالمي :مذاهب األدب الغريب هـ. ١٤٠٥، ١الكويت، ط

لس الوطين للثقافة املذاهب األدبية والنقدية عند العرب والغربيني، شكري عياد، ا . م١٩٩٣والفنون واآلداب، الكويت،

اهليئة املصرية العامة ،مدخل فلسفي، حممد شبل الكومي :املذاهب النقدية احلديثة م.٢٠٠٤للكتاب،

أبو حممد علي بن أمحد بن ،مراتب اإلمجاع يف العبادات واملعامالت واالعتقادات ،دار الكتب العلمية ،هـ)٤٥٦: تسعيد بن حزم األندلسي القرطيب الظاهري (

.بريوتلس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، ،املرايا احملدبة، عبد العزيز محودة ا

.م١٩٩٨-هـ١٤١٨ .م٢٠٠١-هـ١٤٢٢مطابع الوطن، الكويت، ،ايا املقعرة، عبدالعزيز محودةاملر جممع ،هـ)١٤٢٨: تحممد مهر علي ( أ. د. ،مزاعم املستشرقني حول القرآن الكرمي

.امللك فهد لطباعة املصحف الشريف م.١٩٩٤، ١ ط ،مركز دراسات الوحدة العربية ،، حممد عابد اجلابرياملسألة الثقافية محدويه بن حممد بن اهللا عبد بن حممد احلاكم اهللا عبد أبو الصحيحني، على املستدرك

، )هـ٤٠٥: ت( البيع بابن املعروف النيسابوري الطهماين الضيب احلكم بن نعيم بن-ه١٤١١ ،١بريوت، ط لمية،الع الكتب عطا، دار القادر عبد مصطفى: حتقيق

م.١٩٩٠ م.١٩٧٣مصر، ،مستقبل الثقافة يف مصر، طه حسني، دار املعارف مصر. مسند اإلمام أمحد بن حنبل الشيباين، مؤسسة قرطبة، مسلم بن احلجاج ث،املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إىل رسول اهللا

دار ، : حممد فؤاد عبد الباقيحتقيق)، هـ٢٦١: تأبو احلسن القشريي النيسابوري (

٣٧٥

.بريوت ،إحياء الرتاث العريب الدين، ويل اهللا، عبد أبو العمري، اخلطيب اهللا عبد بن حممد املصابيح، مشكاة

اإلسالمي، املكتب األلباين، الدين ناصر ، حتقيق: حممد)هـ٧٤١: ت( التربيزي م.١٩٨٥ ،٣بريوت، ط

أمحد بن حممد بن علي الفيومي مث احلموي، أبو ،كبرياملصباح املنري يف غريب الشرح ال .بريوت ،املكتبة العلمية ،هـ)٧٧٠: حنو تالعباس (

: تأبو بكر عبد الرزاق بن مهام بن نافع احلمريي اليماين الصنعاين ( ،املصنف لس العلم، حبيب الرمحن األعظمي، حتقيق: هـ)٢١١ يطلب من: املكتب ،اهلند ي،ا

ه.١٤٠٣، ٢، ط وتبري ،اإلسالمييف ملتقى أهل التفسري، بتاريخ ،معامل االستنباط يف علم التفسري، نايف الزهراين م٣٠/٠١/٢٠٠٩ -ه ٤/٠٢/١٤٣٠ ،١ واشنطن ط ،املعهد العاملي للفكر اإلسالمي ،معامل املنهج اإلسالمي، حممد عمارة

م.١٩٩١: تجالل الدين السيوطي ( معرتك األقران يف إعجاز القرآن، عبد الرمحن بن أيب بكر،

.م١٩٨٨ -ه١٤٠٨ ،١ط ،لبنان –بريوت ،دار الكتب العلمية، هـ)٩١١ .م١٩٩٢، ١ ط ،بريوت ،منري البعلبكي، دار العلم للماليني ،معجم أعالم املورد ،دار الكتاب املصري ،بريوت ،دار الكتاب اللبناين ،مجيل صليبيا ،املعجم الفلسفي

.م١٩٧٨ ،القاهرة .م١٩٩٠ ،١ط ،القاهرة ،عبد املنعم حنفي، الدار الشرقية ،الفلسفي املعجم م.٢٠٠٧، ٥ط ،القاهرة ،دار قباء ،مراد وهبة ،املعجم الفلسفي : ت( يعمر بن رضا بن حممد راغب بن عبد الغين كحالة الدمشق ،معجم املؤلفني

.هـ)١٤٠٨ار النفائس د ،قنييبد. حممد رواس قلعة جي، د. حامد صادق .معجم لغة الفقهاء، أ

٣٧٦

.م١٩٨٨ -هـ ١٤٠٨، ٢، ط للطباعة والنشر والتوزيع أبو اخلراساين، اخلسروجردي موسى بن علي بن احلسني بن أمحد واآلثار، السنن معرفة

الدراسات قلعجي، جامعة أمني املعطي عبد: حتقيق )هـ٤٥٨: ت( البيهقي بكر -ه١٤١٢ ،١دمشق، ط الوعي، دار بريوت، قتيبة، دار كراتشي، اإلسالمية، م.١٩٩١

سعد بن أيوب بن بكر أيب بن واإلرادة، حممد العلم والية ومنشور السعادة دار مفتاح بريوت. العلمية، الكتب ، دار)هـ٧٥١: ت( اجلوزية قيم ابن الدين مشس

عبداحلميد الفراهي، حتقيق: ،نظرات جديدة يف تفسري ألفاظ قرآنية :مفردات القرآن م.٢٠٠٢، ١ مجل أيوب اإلصالحي، دار الغرب اإلسالمي، طحممد أ

،هـ)٥٠٢: تأبو القاسم احلسني بن حممد املعروف بالراغب األصفهاىن ( ،املفردات ،١ط ،بريوت - دمشق ،الدار الشامية - دار القلم ،: صفوان عدنان الداوديحتقيق

.ه١٤١٢ ،١ ط الرياض، الرشد، بةمكت سهيل، قشريي أمحد مصادره، آدابه، شروطه،: املفسر

.م٢٠٠٨ ،مفهوم التفسري والتأويل واالستنباط والتدبر واملفسر، مساعد الطيار، دار ابن اجلوزي

ه.١٤٢٧ ،٢طأبو زيد، اهليئة املصرية العامة دنصر حام ،دراسة يف علوم القرآن :مفهوم النص

م.١٩٩٠للكتاب، دار تونس، سحنون، دار عاشور، ابن الطاهر حممد اإلسالمية، الشريعة مقاصد

.٥ ط القاهرة، السالم،. م١٩٩٢، ٢ ط ،بريوت ،دار الرسالة ،مقاالت يف األدب واللغة، حممد حممد حسني ، هـ٣٩٥: تأمحد بن فارس بن زكرياء القزويين الرازي، أبو احلسني ( ،غةمقاييس الل

م.١٩٧٩ -ه١٣٩٩ ،دار الفكر ،: عبد السالم حممد هارونحتقيق

٣٧٧

عبداهللا السعيد املندورة، أيب :تصحيح وفهرسة ،مقدمة ابن خلدون، ابن خلدون ه.١٤١٤، ١ط ،بريوت ،سسة الكتب العلميةؤ م الدعوة، دار فرحات، حسن أمحد حتقيق: األصفهاين، اغبالتفاسري، الر جامع مقدمة

ه.١٤٠٥ ،١ط الكويت، السالم عبد بن احلليم عبد بن أمحد العباس أبو الدين تقي التفسري، أصول يف مقدمة

: ت( الدمشقي احلنبلي احلراين تيمية ابن حممد بن القاسم أيب بن اهللا عبد بن م.١٩٨٠ -هـ١٤٩٠ان، لبن -بريوت احلياة، مكتبة دار ،)هـ٧٢٨

، ١ ط ،الكويت ،مقدمة يف النقد األديب، حسني حممد عبد اهللا، دار البحوث العلمية م.١٩٧٥

د. حممد لقمان السلفي، دار الراعي، اهلند، ط ،مكانة السنة يف التشريع اإلسالمي ه.١٤٢٠، ٢دار ،هاشم صاحل :ترمجة ،حممد أركون ،من االجتهاد إىل نقد العقل اإلسالمي

.م١٩٩٣، ١ط ،بريوت ،الساقي، ١ ط ،ضاءيالدار الب ،املركز الثقايف العريب ،حسن حنفي ،من العقيدة إىل الثورة

.م١٩٨٨ العربية الدار ،١ ط الكرمي الشريف، عبد القراءة، نظريات إىل التأويل فلسفات من

.م٢٠٠٧ اجلزائر، االختالف، منشورات لبنان، - بريوت للعلوم،مكتبة ،حممد سعيد حسن كمال ،بني الفحول من علماء اإلسالم وأعالمه املناظرات

.القاهرة ،دار الشعب ،الطائف ،املعارف، ، دار اليسرعبداملنعم صابر يحلم ،اإلسالم وضوابطه يف يمناهج البحث العلم

م.٢٠٠٠ ،١، ط القاهرة، ٣ ط ،الكويت ،وكالة املطبوعات ،عبدالرمحن بدوي .د ،مناهج البحث العلمي

م.١٩٧٧

٣٧٨

، ١ط ،القاهرة ،رمرييت للطباعة والنش ،د. صالح فضل ،مناهج النقد املعاصر .م٢٠٠٢

مطبعة ، هـ)١٣٦٧: تحممد عبد العظيم الزرقاين ( ،مناهل العرفان يف علوم القرآن .٣ط ،عيسى البايب احلليب وشركاه

أبو زكريا حميي الدين حيىي بن شرف النووي ،املنهاج شرح صحيح مسلم بن احلجاج ه.١٣٩٢، ٢ط ،بريوت ،دار إحياء الرتاث العريب، هـ)٦٧٦: ت(منهج االستنباط من القرآن الكرمي، فهد بن مبارك الوهيب، مركز الشاطيب للدراسات

.م٢٠٠٧-ه١٤٢٨ ،١ط ،جدة ،القرآنيةمنهج اإلمام الطاهر بن عاشور يف التفسري، نبيل أمحد صقر، الدار املصرية، القاهرة،

ه.١٤٢٢، ١ط معة دمشق للعلوم االقتصادية لة جايوسف، جم حممد التفسري، يف الفراهي اإلمام منهج

لد ،والقانونية .م٢٠٠٤ ،العدد الثاين ،٢٠امنهج البحث االجتماعي بني الوضعية واملعيارية، حممد أمزيان، املعهد العاملي للفكر

ه.١٤٢٩، ٤ اإلسالمي، فرجينيا، ط .أمحد فؤاد باشا ،املنهج العلمي املعاصر يف ضوء القرآن والسنة ه.١٤٠٣ ،٢فهد عبدالرمحن الرومي، ط ،منهج املدرسة العقلية احلديثة يف التفسري : تإبراهيم بن موسى بن حممد اللخمي الغرناطي الشهري بالشاطيب ( ،املوافقات

،١ط ،دار ابن عفان ،: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، حتقيقهـ)٧٩٠ .م١٩٩٧ -ه١٤١٧

اليت الفكرية الندوة ومناقشات حبوث العربية، الوحدة حركة يف ودورها املرأة مؤمتر العربية. الوحدة دراسات مركز نظمها

،لبنان ،موجز تاريخ جتديد الدين وإحيائه، أبو األعلى املودودي، دار الفكر احلديث .م١٩٦٧-ه١٣٨٦ ،٢ط

٣٧٩

بريوت ط ،فا، دار الكتب العلميةروين أل ،موسوعة أعالم الفلسفة العرب واألجانب م.١٩٩٢، ١ املوسوعة العربية، هيئة املوسوعة العربية، دمشق، سوريا. ه.١٤١٤ ،٤الكويت، ط ،ون اإلسالميةؤ املوسوعة الفقهية، وزارة األوقاف والش م.١٩٧٧، ١موسوعة الفلسفة، د.عبدالرمحن بدوي، وكالة املطبوعات، الكويت، ط ، ٣ط ،بريوت ،دار العلم للماليني ،عبد الرمحن بدوي ،موسوعة املستشرقني

.م١٩٩٣الندوة العاملية للشباب املوسوعة امليسرة يف األديان واملذاهب واألحزاب املعاصرة،

دار الندوة العاملية ط إشراف وختطيط ومراجعة: د. مانع بن محاد اجلهين، اإلسالمي، .ه١٤٢٠، ٤ ،٣ط ،ية، عبد الوهاب املسريي، دار الشروقموسوعة اليهود واليهودية والصهيون

.م٢٠٠٦ ،منشورات عويدات ،ترمجة خليل أمحد خليل ،أندريه الالند ،موسوعة الالند الفلسفية

م.٢٠٠١، ٢ ط ،باريس - بريوتموقف الليربالية يف البالد العربية من حمكمات الدين، صاحل الدميجي، جملة البيان، ط ١٤٣٣، ١. ، ١ ط ،بريوت ،دار عطية ،ترمجة صياح الفهيم ،حممد أركون ،منافذة على اإلسال

.م١٩٩٦ .م٢٠٠٧ الدوحة، الثقافة، دار دراز، عبداهللا حممد العظيم، النبأ م.١٩٨٥ ،٤ حممد عابد اجلابري، املركز الثقايف العريب، بريوت، ط ،حنن والرتاث ، ١، ط مشقد ،ه اإلسالمي، حممد شحرور، دار األهايلقحنو أصول جديدة للف

.م٢٠٠٠حنو نظام معريف إسالمي، حلقة دراسية، حترير: فتحي حسن ملكاوي، ضمن سلسلة

٣٨٠

ه. ١٤٢٠، املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، عمان، ١٦املنهجية اإلسالمية، رقم ، ٢ ط دمشق، الينابيع، دار تيزيين، طيب والقراءة، البنية إشكالية أمام القرآين النص

.م٢٠٠٦ وزارة منشورات الريسوين، قطب التدبر، أفق إىل القراءة افت من القرآين النص

.م٢٠١٠ ،١ ط املغربية، اململكة اإلسالمية، والشؤون األوقافالسلطة احلقيقة، الفكر الديين بني إرادة املعرفة وإرادة اهليمنة، نصر حامد أبو ،النص

م.١٩٩٥، ١ط ،الدار البيضاء ،املركز الثقايف العريب، بريوت ،زيد ،القاهرة ر،مؤسسة املختار للنش ،صالح فضل ،نظرية البنائية يف النقد األديب

.م١٩٩٢ م.٢٠٠٠، ١ ط ،جدة ،ات النادي األديبمنشور ،مصطفى ناصف ،نظرية التأويل اإلسالمي، للفكر العلمي املعهد الريسوين، أمحد الشاطيب، اإلمام عند املقاصد نظرية

.م٢٠٠٧ ،٥ ط بن علي بن الرباط حسن بن عمر بن والسور، إبراهيم اآليات تناسب يف الدرر نظم

.القاهرة اإلسالمي، الكتاب دار ، )هـ٨٨٥: ت( البقاعي بكر أيبون املطابع األمريية، ؤ نقد احلداثة، أالن تورين، ترمجة: أنور مغيث، اهليئة العامة لش

.م١٩٩٧القاهرة، .م٢٠٠٠، ٣ ط ،الدار البيضاء ،املركز الثقايف العريب ،نقد احلقيقة، علي حرب م.١٩٩٣، ٢ القاهرة، ط ،نصر حامد أبو زيد، دار ابن سينا ،نقد اخلطاب الديين م٢٠٠٠ ،١ ط ،الدار البيضاء ،املركز الثقايف العريب ،حرب علي ،نقد النص جامعة عني مشس، القاهرة، ،مناذج من الفكر املعاصر، سعد عبد العزيز حباتر

م.٢٠١١ ،ابن القيم اجلوزية، دار الكتب العلمية ،هداية احليارى يف أجوبة اليهود والنصارى

٣٨١

.ه١٤٠٧، ١ ط، بريوت .د ت ،القاهرة، املعارف دار ،اهلند والغرب، علي أدهم )هـ٧٦٤: ت( الصفدي اهللا عبد بن أيبك بن خليل الدين صالح بالوفيات، الوايف

-هـ١٤٢٠الرتاث، بريوت، إحياء دار مصطفى، وتركي األرناؤوط، أمحد: حتقيق م.٢٠٠٠

.٤ ط بريوت، الطبيعة، دار جعيط، هشام والنبوة، والقرآن الوحي ، ١ط دمشق، ،بديع السيد اللحام، دار القلم د.يه املفسر، وهبة الزحيلي، العامل الفق

م.٢٠٠١ -هـ ١٤٢٢ م.١٩٨٠، ٣يسألونك يف الدين واحلياة، أمحد الشرباصي، دار اجليل، بريوت، ط م.١٩٢٧، القاهرة ،املطبعة العصرية ،اليوم والغد، سالمة موسى

مية:العلالرسائل

ه.١٣٩٢األزهر، اجتاهات التفسري يف مصر وسوريا، فضل عباس، رسالة دكتوراه، جامعة أثر السياق القرآين يف التفسري: دراسة نظرية تطبيقية على سوريت الفاحتة والبقرة، حممد

عبداهللا الربيعة، رسالة دكتوراه، كلية الدعوة وأصول الدين، جامعة اإلمام حممد بن سعود، ه.١٤٢٧

العصر احلديث، جذورها، األصول املشرتكة لدعوات جتديد نظام العربية يف العصر العباسي و ا، أمحد جار اهللا الصالحي الزهراين، رسالة دكتوراه، جامعة أم القرى. مناهجها، تناقضا

دعوة الشيخ حممد بن عبد الوهاب وأثرها يف العامل اإلسالمي، رسالة دكتوراه للدكتور أمحد .بن عطية الزهراين، قسم العقيدة يف جامعة أم القرى

السياق القرآين وأثره يف التفسري: دراسة نظرية تطبيقية من خالل تفسري ابن كثري عبدالرمحن .ه١٤٢٩ماجستري، جامعة أم القرى، طريي، رسالةامل

٣٨٢

السياق القرآين وأثره يف تفسري املدرسة العقلية احلديثة، سعيد حممد الشهراين، رسالة دكتوراه م. ٢٠٠٦ -١٤٢٧مقدمة لكلية الدعوة وأصول الدين جبامعة أم القرى،

ظاهرة التأويل احلديثة يف الفكر العريب املعاصر، خالد السبت، رسالة دكتوراه، قسم العقيدة، جامعة أم القرى.

منهج الدكتور وهبة الزحيلي يف التفسري املنري، رسالة ماجستري للطالب حممد عارف فارع، ه.١٤١٨جامعة آل البيت،

منهج الشيخ السعدي يف تفسريه، رسالة ماجستري للجامعة اإلسالمية بغزة، ناصر العبد .١٤٢٣سليم،

ة يف التفسري، رمضان مخيس زكي، رسالموازنة بني منهجي املدرسة اإلصالحية والبيانية .ه١٤٢٢دكتوراه، جامعة األزهر،

والمؤتمرات الندواترآنية، أ. د. عبد الرحيم بو دالل، حبث يف ملتقى االجتاه اهلرمنيوطيقي وأثره يف الدراسات الق

.م٢٠٠٧ -هـ ١٤٢٨فكيك الثالث حول القراءات اجلديدة للقرآن الكرمي،

لس أوراق عمل مؤمتر جتديد الفكر اإلسالمي: خطوة للنهوض احلضاري، القاهرة، ا م.٢٠٠١يونيو ٣مايو حىت ٣١األعلى للشؤون اإلسالمية، يف الفرتة

ملؤمتر التجديد يف العلوم اإلسالمية جامعة التجديد يف التفسري مادة ومنهاجا، حبث مقدم مارس. ٧إىل ٥من ٢٠٠٥املنيا، مصر،

دراسة تطبيقية شرعية للتعامل مع مسائل النوازل واملستجدات، ورقة حبث مقدمة إىل ندوة ه، د. خالد بن عبد اهللا بن علي املزيين٢٤/٥/١٤٢٩االختالف املنعقدة يف الرياض

دعوى فهم القرآن يف ضوء مناهج العلوم اإلنسانية، عبدالرزاق اهلرماس، حبث ضمن املؤمتر .ه٦/٤/١٤٣٤الدراسات القرآنية جبامعة امللك سعود، الرياض الدويل لتطوير

٣٨٣

هـ، جامعة ٣٠/١٢/١٤١٣ندوة التأصيل اإلسالمي للعلوم االجتماعية، املنعقدة بتاريخ اململكة العربية السعودية. -اإلمام حممد بن سعود، الرياض

دروس صوتية التجديد يف التفسري، الشريف حامت العوين. ناصر العقلمقدمات يف األهواء واالفرتاق والبدع،

المجالت والدورياتلد ،جملة أحباث الريموك م.١٩٩٦ ،٢ العدد ،١٤ ا .٧٣، ٥٩، ٢٣األعداد جملة إسالمية املعرفة، .١٠العدد ،جملة أوراق فلسفية .٢٩٦ جملة البيان، العدد .ه١٤١٩ العدد الرابع ،)١جملد ( جملة البيان (جامعة آل البيت)، لد ،جملة جامعة دمشق م.٢٠٠٤ ،العدد الثاين ،٢٠ا ).٢، العلوم الرتبوية والدراسات اإلسالمية (١٥م .جملة جامعة امللك سعود، العدد الرابع ،جملة جممع الفقه اإلسالمي م.١٩٨١جملة اليسار اإلسالمي، العدد األول،

٣٨٤

المواقع اإللكترونية: http://www.eiiit.org .موقع املعهد اإلسالمي للفكر العاملي www.aljabriabd.com عابد اجلابري.حممد موقع http://www.eajaz.org جاز يف القرآن والسنة النبوية.موقع اهليئة العاملية لإلع http:www//feker.net/ موقع فكرة. www.attyyar.net موقع د. مساعد الطيار. http://www.shahrour.org موقع حممد شحرور. http://www.aljabriabed.net موقع حممد عابد اجلابري. http://www.mominoun.com موقع مؤمنون بال حدود. www. ksu.edu.sa جامعة امللك سعود. http://www.tafsir.net ملتقى أهل التفسري.

٣٨٥

الموضوعاتفهرس

رقم الصفحةالموضوعم

١ الرسالة باللغة العربية ملخص .١

٢ ملخص الرسالة باللغة اإلجنليزية .٢

٣ الــــمـــقدمة .٣

٤ املوضوع اختيار أسباب .٤

٥ للموضوع السابقة الدراسات .٥

٧ البحث يف منهجي .٦

٨ البحث خطة .٧

١٢ وتاريخه الدين في التجديد معنى :األول الباب .٨

١٣ التـجـديـد معنـى :األول الفصل .٩

١٤ واصطالحا لغة التجديد معىن: األول املبحث .١٠

١٤ لغة التجديد معىن: األول املطلب .١١

١٧ اصطالحا الدين جتديد معىن: الثاين املطلب .١٢

٢٠ التجديد يف الواردة األحاديث: الثاين املبحث .١٣

ددين صفات: الثالث املبحث .١٤ ٢٦ ا

ة ومصطلحات التجديد: الرابع املبحث .١٥ ٢٩ مشا

٣٠ اإلصالح: األول املطلب .١٦

٣٢ النهضة: الثاين املطلب .١٧

٣٣ التغيري: الثالث املطلب .١٨

٣٨٦


٣٥ التطوير: الرابع املطلب .١٩

٣٧ البدعة: اخلامس املطلب .٢٠

٣٩ أدعيائه عند التجديد معىن: اخلامس املبحث .٢١

٤٢ الشرعية علومال يف بالتجديد املراد: السادس املبحث .٢٢

٤٢ الشرعية العلوم يف التجديد معىن: األول املطلب .٢٣

٤٦ الشرعية العلوم يف التجديد ضوابط: الثاين املطلب .٢٤

٤٩ التفسري يف التجديد مفهوم: السابع املبحث .٢٥

٤٩ التفسري يف التجديد معىن: األول املطلب .٢٦

٥٣ التفسري يف التجديد عليه يقع ما: الثاين املطلب .٢٧

٦٣ التفسري يف التجديد تاريخ: الثالث املطلب .٢٨

٦٦ وبواعثه التجديد أسباب: الثاين الفصل .٢٩

٦٧ املقبول التجديد بواعث: األول املبحث .٣٠

٧٢ أدعيائه عند التجديد بواعث: الثاين املبحث .٣١

٧٦ احلديث العصر يف التفسري يف التجديد :الثالث الفصل .٣٢

٧٧ متهيد .٣٣

٣٤. ــــــــــدعوةا: األول املبحــــــــــث العــــــــــامل يف الصــــــــــحيح التجديــــــــــد إىل ل٧٨ اإلسالمي

٨٠ بنجد السلفية الدعوة: األول املطلب .٣٥

٨١ .باهلند اإلصالحية الدعوات: الثاين املطلب .٣٦

٨٢ مبصر اإلصالحية الدعوة: الثالث املطلب .٣٧

٣٨٧


٨٤ أخرى إصالحية دعوات: الرابع املطلب .٣٨

٨٥ مظاهره وأبرز كتبه أهم: الثاين املبحث .٣٩

٤٠. التجديـــــد انتهجـــــت الـــــيت التفســـــري كتـــــب أهـــــم: األول املطلـــــب

٨٥ اإلصالحي

٨٥ بالفرقان الفرقان وتأويل القرآن نظام تفسري: أوال .٤١

٨٨ )املنار تفسري( بـ املعروف احلكيم القرآن تفسري: ثانيا .٤٢

٩٠ والتنوير التحرير تفسري: ثالثا .٤٣

٩١ املنان كالم تفسري يف املنان الكرمي تيسري: رابعا .٤٤

٩٣ التأويل حماسن: خامسا .٤٥

٩٤ بالقرآن القرآن تفسري يف البيان أضواء: سادسا .٤٦

٩٥ املنري التفسري: سابعا .٤٧

٩٧ التفسري يف اإلصالحي التجديد مظاهر أبرز: الثاين املطلب .٤٨

٩٩ التغرييب التجديد إىل الدعوة: الثاين املبحث .٤٩

١٠٦ مظاهره وأبرز كتبه أهم: الثالث املبحث .٥٠

٥١. مــن النــوع هــذا علــى قامــت الــيت الدراســات أهــم: األول املطلــب ١٠٦ التجديد

١٠٦ االستشراقية الدراسات: أوال .٥٢

١١٠ املستشرقني ج جت اليت الدراسات: ثانيا .٥٣

١١٧ التفسري يف املنحرف التجديد مظاهر أبرز: الثاين املطلب .٥٤

١٢٠ فسيرالت في التجديد ضوابط :الثاني الباب .٥٥

٣٨٨


١٢١ متهـــيـــد .٥٦

دد املفسر يف ضوابط: األول الفصل .٥٧ ١٢٤ ا

١٢٥ متهيــــد .٥٨

١٢٧ ا اإلخالل وأثر واخللقية، الدينية الضوابط: األول املبحث .٥٩

١٢٧ االعتقاد صحة: األول املطلب .٦٠

١٢٩ اهلوى عن والتجرد اإلخالص: الثاين املطلب .٦١

١٣١ العدالة: الثالث املطلب .٦٢

٦٣. ـــــر: الرابـــــع املطلـــــب ـــــة الضـــــوابط اخـــــتالل أث علـــــى واخللقيـــــة الديني ١٣٣ التفسري

١٤٠ العلمية الضوابط: الثاين املبحث .٦٤

١٤٠ الشرعية بالعلوم اإلملام: األول املطلب .٦٥

١٤٠ الدين أصول: أوال .٦٦

١٤١ وعلومها السنة: ثانيا .٦٧

١٤٣ وأصوله الفقه علم: ثالثا .٦٨

١٤٥ بالتفسري املتعلقة بالعلوم ماإلملا: الثاين املطلب .٦٩

١٤٥ واملنسوخ الناسخ علم: أوال .٧٠

١٤٦ النزول أسباب: ثانيا .٧١

١٤٧ التفسري أصول علم: ثالثا .٧٢

١٤٨ اللغوية بالعلوم اإلملام: الثالث املطلب .٧٣

١٤٩ اللغة علم: أوال .٧٤

٣٨٩


١٤٩ النحو علم: ثانيا .٧٥

١٤٩ البالغة علوم: ثالثا .٧٦

١٥٠ واملوهبة التفسريي احلس: عالراب املطلب .٧٧

١٥٢ التفسري على العلمية الضوابط اختالل أثر: اخلامس املطلب .٧٨

دد باملفسر خاصة ضوابط: الثالث املبحث .٧٩ ١٦١ ا

دد باملفسر خاصة ضوابط: األول املطلب .٨٠ ١٦١ ا

١٦٤ التفسري على الضوابط تلك اختالل أثر: الثاين املطلب .٨١

١٦٦ بالتفسري املتعلق املنهج يف وابطض :الثاين الفصل .٨٢

١٦٧ وأمهيته املنهج تعريف يف متهيد .٨٣

٨٤. للهدايــــة اهللا كــــالم فهــــو القــــرآن قدســــية اعتمــــاد: األول املبحــــث

١٧٠ ومكان زمان لكل ومصلح صاحل واإلعجاز،

١٧٤ التفسري مصادر على االعتماد: الثاين املبحث .٨٥

١٧٥ بالقرآن القرآن تفسري: األول املصدر .٨٦

١٧٦ الثاين: السنة املصدر .٨٧

١٧٧ الصحابة أقوال الثالث: املصدر .٨٨

١٧٨ التابعني تفاسري: الرابع املصدر .٨٩

١٧٩ املفسرين أقوال: اخلامس املصدر .٩٠

١٨٠ اللغة: السادس املصدر .٩١

٩٢. أو والســنة القــرآن نصــوص خمالفــة عــدم اعتمــاد: الثالــث املبحــث تضاد خمالفة اإلمجاع

١٨٥

٣٩٠


٩٣. فـــال القـــرآن فهــم يف البـــدع أهــل طـــرق عـــن البعــد: لرابـــعا املبحــث ١٨٧ اإلشارة أو اللغة أو العقل مبجرد استقالل وال فهمه يف باطنية

١٨٨ الباطين التفسري: أوال .٩٤

١٩١ الكرمي القرآن فهم يف بالعقل االستقالل: ثانيا .٩٥

١٩٢ فهمه يف اللغة مبجرد االستقالل: ثالثا .٩٦

١٩٢ باإلشارة التفسري يف االستقالل: رابعا .٩٧

١٩٦ املراد وتعيني املعىن فهم يف السياق اعتماد: اخلامس املبحث .٩٨

١٩٦ وأمهيته السياق تعريف: األول املطلب .٩٩

١٩٨ التفسري يف مراعاته الواجب السياق: الثاين املطلب .١٠٠

١٠١. يف األلفــــاظ داللــــة عــــن اخلــــروج عــــدم مراعــــاة: الســــادس املبحــــث ٢٠٥ العربية

٢٠٧ التفسير في التجديد اتجاهات :الثالث الباب .١٠٢

١٠٣. اخللـل وحمـل التفسـري جتديد يف املنحرفة االجتاهات :األول الفصل ٢٠٨ فيها

٢٠٩ االجتاهات تلك نشأة يف: متهيد .١٠٤

٢٠٩ السياسي واالستبداد الديين االحنراف: أوال .١٠٥

٢١٤ املقدس الكتاب ونقد الديين، اإلصالح حركات ظهور: ثانيا .١٠٦

٢١٦ احلداثية التيارات ظهور: ثالثا .١٠٧

٢٢٠ اإلنسانية العلوم يف الوضعية البحث مناهج ظهور: رابعا .١٠٨

٢٢٣ Hermeneutic اهلرمنيوطيقيا: األول املبحث .١٠٩

٣٩١


٢٢٣ والنشأة املفهوم: األول املطلب .١١٠

٢٢٦ اهلرمنيوطيقيا ا مرت اليت املراحل: الثاين املطلب .١١١

٢٢٦ لكالسيكيةا اهلرمنيوطيقيا: أوال .١١٢

٢٢٧ الرومانسية اهلرمنيوطيقيا: الثانية املرحلة .١١٣

١١٤. للدراســـات أســـاس اهلرمنيوطيقيـــا" ديلتـــاي مرحلـــة: الثالثـــة املرحلـــة

٢٣٠ "اإلنسانية

٢٣٣ جادامري – هايدجير الفلسفية اهلرمنيوطيقيا: الرابعة املرحلة .١١٥

٢٣٨ كرميال القرآن تفسري يف تطبيقها إىل الدعوة: الثالث املطلب .١١٦

٢٤٠ النقدي األلسين املنهج: الثاين املبحث .١١٧

٢٤٠ والنشأة املفهوم: األول املطلب .١١٨

٢٤٤الكرمي القرآن على األلسين املنهج تطبيق إمكانية: الثاين املطلب .١١٩

٢٥٠ التارخيي املنهج: الثالث املبحث .١٢٠

٢٥٠ والنشأة املفهوم: األول املطلب .١٢١

٢٥٢ القرآن على التارخيية بيقتط إمكانية: الثاين املطلب .١٢٢

٢٥٦ ))Mythology األسطوري املنهج: الرابع املبحث .١٢٣

٢٥٦ والنشأة املفهوم: األول املطلب .١٢٤

١٢٥. القـــرآن علـــى األســـطوري املـــنهج تطبيـــق إمكانيـــة: الثـــاين املطلـــب الكرمي

٢٥٩

٢٦١ )structuralisme( البنيوي املنهج: اخلامس املبحث .١٢٦

٢٦١ والنشأة هوماملف: األول املطلب .١٢٧

٣٩٢


٢٦٤ الكرمي القرآن على البنيوية تطبيق إمكانية: الثاين املطلب .١٢٨

٢٦٦ )deconstruction( التفكيكي املنهج: السادس املبحث .١٢٩

٢٦٦ والنشأة املفهوم: األول املطلب .١٣٠

١٣١. القــــرآن علــــى التفكيكــــي املــــنهج تطبيــــق إمكانيــــة: الثــــاين املطلـــب الكرمي

٢٦٨

١٣٢. القـــرآن لقـــراءة املعاصـــرة املنـــاهج يف اخللـــل لحمـــ: الســـابع املبحـــث الكرمي

٢٧٠

٢٨١ التفسري جتديد يف املقبولة االجتاهات :الثاين الفصل .١٣٣

١٣٤. التفســــــــــري( النــــــــــاس واقــــــــــع معاجلــــــــــة يف تنزيلــــــــــه: األول املبحــــــــــث ٢٨٣ )االجتماعي

٢٩٠ املستحدثة العلوم يف هدايته تأصيل: الثاين املبحث .١٣٥

١٣٦. الطبيعيــة العلــوم يف إعجــازه وجــوه عــن الكشــف: الثالــث املبحــث

٢٩٤ )العلمي التفسري(

١٣٧. السـورة يف املوضـوعية الوحـدة أساس على التفسري: الرابع املبحث ٣٠٢ واملوضوع

٣٠٩ التفسري يف القرآن مبقاصد االهتمام: اخلامس املبحث .١٣٨

٣١٧ الفقهية النوازل حكم يف االستنباطي التفسري: السادس املبحث .١٣٩

١٤٠. أســــاس علــــى يقــــوم الــــذي الســــياقي التفســــري: ســــابعال املبحــــث ٣٢٤ املناسبات مراعاة

٣٢٩ الضوابط وفق التفسري يف التجديد آثار: الثامن املبحث .١٤١

٣٣٢ الــخــــــاتــمة .١٤٢

٣٩٣


٣٣٣ التوصيات .١٤٣

٣٣٤ الفهارس .١٤٤

٣٣٥ فهرس اآليات القرآنية. .١٤٥

٣٤٤ فهرس األحاديث .١٤٦

٣٤٥ فهرس األعالم .١٤٧

٣٤٩ املراجعفهرس املصادر و .١٤٨

٣٨٥ فهرس املوضوعات .١٤٩

ﺚﻳﺪﳊﺍ ﺮﺼﻌﻟﺍ ﰲ ﲑﺴﻔﺘﻟﺍ ﰲ...

Documents