ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا...

37
1 ﺳﻠطﻧـــﺔ ﻋﻣــﺎن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷـروﻋﯾﺔ ودور اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺄﻛﯾد ﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون إﻋـــــداد اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر /ﺳﻌﯾد ﺑن ﺧﻠف اﻟﺗـوﺑﻲ ﻧﺎﺋب رﺋﯾس ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﯾوﻧﯾو /2011 م

Upload: others

Post on 26-Feb-2020

4 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

1

سلطنـــة عمــانمحكمة القضاء اإلداري

المشـروعیةمبدأ ودور القضاء اإلداري

سیادة القانونفي تأكید

إعـــــدادالمستشار /سعید بن خلف التـوبينائب رئیس محكمة القضاء اإلداري

م2011یونیو /

Page 2: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

2

ودور القضاء اإلداري المشروعیةمبدأ سیادة القانونفي تأكید

مـةمقدمــــن المبــــادئ كمــــا یطلــــق علیــــه الــــبعض أو مبــــدأ ســــیادة القــــانون مبــــدأ المشــــروعیة یعــــد

أكـدت معظـم الـدول فـي دسـاتیرها أو نظمهـا األساسـیة لـذلك األساسیة التي تقوم علیهـا الدولـة، الــذي یعنــي خضــوع جمیــع مؤسســات الدولــة واألفــراد علــى حــد ســواء لحكــم هــذا المبــدأ ،علــى

مـــن واجـــب الدولـــة أو الســـلطة التنفیذیـــة أن تحمـــي حقـــوق األفـــراد وتجعلهـــمكـــان إذا ، فـــالقـــانونأن تخضـع أیضـامـن واجبهـافإنـه یكـون لقـانون ،ألحكـام اخاضـعین بمقتضى سـلطتها العامـة

جمیع قراراتها وتصرفاتها ، ألنه في هـذه الحالـة تتحقـق هي نفسها ألحكام القوانین واللوائح في یادة القانون في البالد . دولة المؤسسات وتتأكد س

ویكتمـل نظامهـا ، بالشـكل الصـحیح فـي دولـة مـا سـیادة القـانونیتحقق تطبیق مبدألكيو على أعمال اإلدارة یتمكن األفراد عـن طریقهـا مـن قضائیة هناك رقابة ال بد أن تكونالقانوني

ن المعلـــوم أنـــه مـــ، فحمایـــة حقـــوقهم وحریـــاتهم ضـــد تعســـف هـــذه اإلدارة أو اســـتبدادها لســـلطتهاوكیفیــة ممارســتها ةیــاإلدار الجهــات ســلطات وضــعت القواعــد القانونیــة اآلمــرة التــي تــنظمهمــا م

حقـــوق األفـــراد وحریـــاتهم بمقتضـــى القـــوانین واللـــوائح ، فإنهـــا مـــع ذلـــك تصـــدر بینـــتو ،لعملهـــاعلـى إدارة تلـك ویعـود السـبب قـي ذلـك إلـى أن القـائمیناإلدارة أحیانا قرارات مخالفة للقانون ،

، والتقصـــیروعلـــى تنفیـــذ القـــوانین واللـــوائح والـــنظم مـــا هـــم إال بشـــر معرضـــون للخطـــأالجهـــاتوتحقیــق الضــمانات األساســیة لحمایــة الحقــوق والحریــات األوضــاعوبالتــالي ال یمكــن تصــحیح أنــواع ، ألنهــا أفضــل قابــة القضــائیة علــى أعمــال اإلدارةتتمثــل فــي الر إال باســتخدام رقابــة فعالــة

الرقابة األخرى سواء كانت رقابة إداریة أو سیاسیة .یقتضـــي أن تلتـــزم اإلدارة فـــي كافـــة ســـیادة القـــانونمبـــدأ تطبیـــقذا كـــانومـــع ذلـــك فإنـــه إ

، ، وتخضـع فـي ذلـك للرقابـة القضـائیة تصرفاتها ألحكـام القـانون شـأنها فـي ذلـك شـأن األفـراد ا مـــنح اإلدارة قـــدرا مـــن حریـــة التصـــرف وســـلطة فـــإن مقتضـــیات مصـــلحة العمـــل تتطلـــب أحیانـــ

بالعمــل خــروج اإلدارة عــن المحیطــة، كمــا تتطلــب بعــض الظــروف بعــض أعمالهــا تقدیریـة فــي مقتضــــى القــــوانین المعمــــول بهــــا ، فتتخــــذ قــــرارات أو إجــــراءات غیــــر مشــــروعة وفقــــا للظــــروف

د تقتضــي أهمیــة بعــض العادیــة ولكنهــا مبــررة فــي الظــروف االســتثنائیة ، باإلضــافة إلــى ذلــك قــ

Page 3: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

3

أعمـال السـیادة ، لـذلك ال اوهي ما یطلق علیهأصال ،عدم خضوعها لرقابة القضاءاألعمالالمشروعیة من المبادئ المطلقة وانما ترد علیه بعـض القیـود سیادة القانون أو مبدأ یعتبر مبدأ

.واالستثناءات التي تحد من تطبیقه أحیانا وتوقفه في أحیان أخرى

وبالنســبة إلــى ســلطنة عمــان ، فبصــدور النظــام األساســي للدولــة بالمرســوم الســلطاني رقــم أصـــبح توجـــه الدولـــة واضـــحا نحـــو إرســـاء مبـــدأ المشـــروعیة وتكـــریس ســـیادة القـــانون 101/96

، بــالبالد مــع التأكیــد علــى وجــود رقابــة قضــائیة علــى أعمــال اإلدارة تضــمن تحقیــق ذلــك المبــدأ) مـــن النظـــام األساســـي للدولـــة علـــى أن " التقاضـــي حـــق مصـــون 25ة (فبعـــد أن نصـــت المـــاد، ، ویبــین القــانون اإلجــراءات واألوضــاع الالزمــة لممارســة هــذا الحــق "ومكفــول للنــاس كافــة

، ثـــم قضـــت المـــادة ) علـــى أن " ســـیادة القـــانون أســـاس الحكـــم فـــي الدولـــة "59أكـــدت المـــادة (ـــانون 67( ـــنظم الق ـــى أن ( ی ـــرة أو محكمـــة فـــي الالفصـــل) عل ـــة بواســـطة دائ خصـــومات اإلداری

بإنشـاء محكمـة تـوج) ، وهو ما خاصة یبین القانون نظامها وكیفیة ممارستها للقضاء اإلداري، األمــر الــذي یعــد نقلــة حضــاریة هامــة فــي 91/99القضــاء اإلداري بالمرســوم الســلطاني رقــم

انون .التنظیم القضائي بالسلطنة وترسیخا لدولة المؤسسات والقعلـــى أن مـــن أنـــه مـــن بـــین مهـــام ) مـــن النظـــام األساســـي للدولـــة 42المـــادة (أكـــدت كمـــا كفالــة ســیادة القــانون ، وهــو مــا یعتبــر أبلــغ تأكیــد علــى التــزام الســلطنة بتطبیــق ســیادة الســلطان .بالبالدالقانون

الرقابـــة وأن فـــي الدولـــة ،ســـیادة القـــانونأهمیـــة ترســـیخ مبـــدأ یتبـــین وفـــي ضـــوء مـــا تقـــدمتهـدف إلـى التحقـق ، هي رقابـة مشـروعیة التي تمارسها الجهات القضائیة المختصةالقضائیة

فـــي هـــذا ســـتتركز دراســـتنامـــن قیـــام اإلدارة بـــاحترام القواعـــد القانونیـــة الســـاریة بالدولـــة ، ولهـــذا ــــدأ المشــــروعیة ــــد ،البحــــث حــــول الموضــــوعات المتعلقــــة بمب ــــان مفهومــــه، وتحدی مــــن حیــــث بی

ودور القضــاء اإلداري فــي ضــمان ، صــادره، وتوضــیح القیــود أو االســتثناءات التــي تــرد علیــهممــا قــرره القــانون العمــاني فــي -قــدر اإلمكــان-فــي هــذا الشــأن وســنبرز تحقیــق هــذا المبــدأ ،

شــــأن تطبیقــــه لهــــذا المبــــدأ وتحلیــــل النصــــوص التــــي تضــــمنها ، مســــتعینین فــــي ذلــــك بالنظــــام بعـــض المراجـــع الفقهیـــة انین الصـــادرة بمراســـیم ســلطانیة ، ومـــا تضـــمنته األساســي للدولـــة والقـــو

المباحث األربعة التالیة.وذلك من خالل من موضوعات ذات الصلة بهذا البحث ، العربیة

Page 4: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

4

األولالمبحثمبدأ المشروعیةمفهوم

األساسـیة الركیـزةه باعتبـار مبدأ المشـروعیةتتركز دراستنا في هذا المبحث على التعریف بالرقابــة القضـائیة ( المطلــب األول ) ، ثــم بیــان الشـروط الواجــب علــى الدولــة ســتند إلیهــا تالتـي

القیام بها لتحقیق هذا المبدأ (المطلب الثاني ) .

المطلب األولالتعریف بمبدأ المشروعیة

ات یقصـــد بمبــــدأ المشـــروعیة ســــیادة أحكــــام القـــانون بالدولــــة ، أي خضـــوع جمیــــع مؤسســــالدولــة واألفــراد علــى حــد ســواء لحكــم القــانون ، بحیــث تعلــو القواعــد القانونیــة فــوق إرادات كــل

والمقصـود ،األشخاص القانونیة في الدولة وتكون جمیع تصـرفاتهم فـي حـدود مـا یقـره القـانونكــل قاعــدة قانونیــة ملزمــة ســواء كانــت مكتوبــة أو القــانون بمعنــاه الواســع ویشــمل بالقــانون هنــا

ــغ ــةیــر مكتوبــة ، وأی ) أو التشــریع العــادي ا كــان مصــدرها ، الدســتور( النظــام األساســي للدول، وأیا كان نوع تصرف اإلدارة سـواء كـان عمـال قانونیـا (القانون) أو الالئحة أو القرار اإلداري

.)1(أو مادیا

ـــةإلغـــاء مفهـــوم المشـــروعیةمبـــدأ تطبیـــق ویترتـــب علـــى یكـــون فیهـــا البولیســـیة التـــيالدولالذي یجبر المواطنین على احترام القانون والخضـوع لـه عن إرادة الحاكمالقانون مجرد تعبیر

، ویحــل محلهــا الدولــة القانونیــة التــي تكــون تصــرفاتها خاضــعة ألحكــام ن یلتــزم هــو بــه أدون القانون مثلها في ذلك مثل األفراد .

بطـــالن التصـــرفات ، اإلداریـــةالجهـــاتبـــل هـــذا المبـــدأ مـــن قكمـــا یترتـــب علـــى مخالفـــة أنـه یجـب أن ، إال وفقـا لمـدى جسـامة المخالفـةباطلـة أو معدومـة واعتبارها ،اإلداریة المخالفة

تتــولى حــق الرقابــة علــى أعمــال اإلدارة , قضــائیة الــبطالن عــن طریــق ســلطة هــذا یكــون تقریــر

.19، ص م1996، القاھرة طبعة الكتاب األول ، دار الفكر العربيء اإلداري ،القضاسلیمان محمد الطماوي ،راجع)1(

Page 5: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

5

یــــؤدي إلــــى و ، ة العامــــةحقــــوق المــــواطنین وحریــــاتهم فــــي مواجهــــة الســــلطضــــمان یكفــــل بمــــا االستقرار وشعور األفراد بالطمأنینة في المجتمع .

وقد حرص المشرع العماني في النظام األساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم علــى أن " منــه ) 59المــادة (علــى تأكیــد مبــدأ المشــروعیة بالســلطنة ، حیــث نصــت 101/96

، كمـــا ضـــمن تطبیقـــه بفـــرض رقابـــة قضـــائیة علـــى الدولـــة "ســـیادة القـــانون أســـاس الحكـــم فـــي .91/99أعمال اإلدارة عن طریق إنشاء محكمة القضاء اإلداري بالمرسوم السلطاني رقم

واذا كان خضوع األفراد للقاعدة القانونیة من األمور المسلم بها نظرا لما تتمتع بـه الدولـة ــیهم ا حتــرام القــانون ، فــإن خضــوع الدولــة ألحكــام مــن ســلطة عامــة ووســائل إجبــار تفــرض عل

القــانون یعتبــر األهــم فــي تحدیــد معنــى مبــدأ المشــروعیة وتأكیــد ســیادة القــانون ، ونعنــي بالدولــة ســـــلطة القضـــــائیة والســـــلطة هنـــــا الدولـــــة بمعناهـــــا الواســـــع الـــــذي یشـــــمل الســـــلطة التشـــــریعیة وال

.)1(التنفیذیةفي سنها للقوانین والتشریعات بأحكـام الدسـتور أو فیجب على السلطة التشریعیة أن تلتزم

النظــام األساســي للدولــة باعتبــاره القــانون األســمى واألعلــى فــي كــل دولــة ، ألنــه یتضــمن قمــة القواعد القانونیة التي تبین نظام الحكـم فـي الدولـة ، وتـنظم عالقـات السـلطات العامـة ببعضـها

، حیـــث یترتـــب علـــى ألفـــراد وواجبـــاتهم وحریـــاتهم ، وتحـــدد حقـــوق اأو فیمـــا بینهـــا وبـــین األفـــرادمخالفـــة القـــوانین أو اللـــوائح لنصـــوص الدســـتور أو النظـــام األساســـي للدولـــة الحكـــم بإلغائهـــا أو االمتنــاع عــن تطبیقهــا ، وهــذا مــا یعــرف برقابــة دســتوریة القــوانین التــي تتوالهــا جهــات قضــائیة

.مختصة ) علـى 79على ذلك ، حیث نـص فـي المـادة (لدولةوفي السلطنة أكد النظام األساسي ل

: " یجب أن تتطابق القوانین واإلجراءات التي لها قـوة القـانون مـع أحكـام النظـام األساسـي ه أن) جهــة قضـائیة یعینهـا القــانون ، تخـتص بالفصـل فــي 70أنشــأ بموجـب المـادة (كمـا للدولـة " ،

ح مـع النظـام األساسـي للدولـة وعـدم مخالفتهـا المنازعـات المتعلقـة بمـدى تطـابق القـوانین واللـوائقــد عــین قــانون الســلطة القضــائیة الصــادر بالمرســوم الســلطاني رقــم تنفیــذا لــذلك فألحكامــه ، و

-عنـد الحاجـة-الجهة التي تتـولى تلـك الرقابـة ، وهـي هیئـة تشـكل بالمحكمـة العلیـا 90/99

)1(

14، ص 2005األولى

Page 6: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

6

األقـدم فاألقـدم مـن قضـاة المحكمـة المحكمـة العلیـا وأقـدم خمسـة مـن نوابـه أوتتألف من رئـیس.)1(ینضم إلیهم رئیس محكمة القضاء اإلداري ونائبه وأقدم ثالثة من مستشاري المحكمة

، اكم علــى اخــتالف درجاتهــا وأنواعهــا، ویقصــد بهــا المحــوبالنســبة إلــى الســلطة القضــائیة فیخضــع القضــاة فــي ، قــانون فیجــب علیهــا كــذلك أن تلتــزم بــاحترام مبــدأ المشــروعیة وقواعــد ال

، وال یخــل ذلـك مــن اجتهــاد القاضـي الــذي قــد یخطــئ األحكـام التــي یصــدرونها لسـیادة القــانونویصدر حكما مخالفا للقانون سواء من حیـث الموضـوع أو اإلجـراءات ، ففـي مثـل هـذه الحالـة

. القانونیكون الستئناف الحكم أمام محكمة أعلى درجة بمثابة الجزاء على مخالفة أحكام

أمـــا بالنســـبة إلـــى الســـلطة التنفیذیـــة وهـــي مـــا نســـمیها بـــاإلدارة فیعتبـــر خضـــوعها ألحكـــام وقواعد المشروعیة أمرا بالغ األهمیة ، وذلك للدور التنفیذي النشـط الـذي تقـوم بـه داخـل الدولـة

ة عملهـــا وتـــدخلها الواســـع فـــي كافـــة المجـــاالت المتعلقـــة بحیـــاة األفـــراد ، مســـتخدمة فـــي ممارســـامتیازات السلطة العامة ، لذلك یجب علـى السـلطة التنفیذیـة أن تلتـزم فیمـا تصـدره مـن قـرارات

إلغـــاء بومــا تقــوم بـــه مــن أعمـــال بأحكــام القـــانون ، واال كــان جــزاء عـــدم التزامهــا قیـــام القضــاء قراراتها المخالفة للقانون وتعویض األفراد عن أضرارها إن كان لذلك مقتضى .

) علـى 80هـذا المبـدأ فـنص فـي المـادة (بسـلطنة عمـانوقد رسخ النظام األساسي للدولـةأن " ال یجـــوز ألیـــة جهـــة فـــي الدولـــة إصـــدار أنظمـــة أو لـــوائح أو قـــرارات أو تعلیمـــات تخـــالف أحكــام القــوانین والمراســیم النافــذة أو المعاهــدات واالتفاقیــات الدولیــة التــي هــي جــزء مــن قــانون

) من ضمن مهام مجلس الـوزراء اإلشـراف العـام علـى تنفیـذ 44جعل في المادة (، كماالبالد"القــــوانین والمراســــیم واللــــوائح والقــــرارات والمعاهــــدات واالتفاقیــــات وأحكــــام المحــــاكم بمــــا یضــــمن

االلتزام بها ، وهذا بال شك ضمان لتطبیق مبدأ سیادة القانون في البالد .

ون ال یعني أن تظل أحكامه ساریة بصفة دائمـة بـدون تعـدیل، ونبدي أخیرا أن احترام القانفالقواعــد القانونیــة وضــعت لــتحكم عالقــات األفــراد فــي المجتمــع فــي ظــل ظــروف معینــة، فــإذا تغیرت هذه الظروف وجب تغییر تلك القواعد وتعدیلها بما یتناسـب مـع مـا طـرأ مـن تغییـر، إال

إلى أن یتم تعدیلها أو إلغائها .أنه یجب احترام هذه القواعد ما دامت نافذة

.90/99صادر بالمرسوم السلطاني رقم ) من قانون السلطة القضائیة ال11، 10راجع المادتین ()1(

Page 7: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

7

اذا كانت الدول الحدیثة قد أخذت بمبدأ المشروعیة وطبقته في نظامهـا ، إال أننـا نجـد و رقابــة قضــائیة هــذا المبــدأ ومــا یســتلزمه مــن وجــود منــذ نشــأتها قــد عرفــت الدولــة اإلســالمیة أن

الــذي ،قضــاء فــي اإلســالممــن أنــواع الاعلــى أعمــال اإلدارة ، حیــث یعتبــر قضــاء المظــالم نوعــ-یختص بنظر المنازعات اإلداریة المتمثلة في رد المظالم التي یوقعها رجال الدولة والسـلطة

علـى الرعیـة واألفـراد ووقـف التعـدي علـیهم -من الـوالة والحكـام وغیـرهم مـن أصـحاب السـلطة مـن رد المظـالم كان الرسـول الكـریم سـیدنا محمـد صـلى هللا علیـه وسـلم أول، فوالتعسف معهم

كــان یباشــر بنفســه والیــة قضــاء المظــالم وینظــر القضــایا التــي كانــت تقــام حیــث ، فــي اإلســالمضـد والتــه الــذین یســتعملهم فــي رعایــة الشــؤون العامــة للمســلمین ، وســار علــى نهجــه مــن بعــده

ر ن رضـــي هللا عـــنهم بوصـــفهم رؤســـاء للســـلطتین القضـــائیة والتنفیذیـــة ، ویعتبـــو الخلفـــاء الراشـــدالخلیفة األموي عبـد الملـك بـن مـروان هـو أول مـن أنشـأ دیوانـا خاصـا لقضـاء المظـالم سـمي (

، ثــم ســار الخلفــاء العباســیون دیــوان المظــالم ) وأفــرد یومــا لیتــولى بنفســه نظــر قضــایا المظــالمة عباســـي یجلـــس لنظـــر المظـــالم مـــن بعـــده علـــى ذلـــك ، فكـــان الخلیفـــة المهـــدي هـــو أول خلیفـــ

.)1(الخلیفة الهادي هارون الرشید ثم المأمون والمهتدي ، وتبعه بنفسهلیســت مطلقــة ، فــي اإلســالم أثنــاء قیامهــا بتســییر أعمالهــاأن ســلطة اإلدارة كــذلك نجــد

اإلدارة اإلسـالمیة هـي فـ، المصـلحة العامـة للمـواطنینو الغـراء هي مقیدة بأحكـام الشـریعة وانمااســتیفاء حقوقهــا وأأداء واجباتهــا جــب علیهــا عنــد ، فیجــزء مــن األمــة اختیــرت لتســییر أعمالهــا

فتمتــــد ســـلطتها إلــــى ،ا أو روحهـــالشـــریعة اإلســــالمیة بعـــدم الخــــروج علـــى نصــــوص أن تتقیـــد وذلــك عمــال بقولــه ،هــذه الشــریعةاألمــور التــي أباحتهــا ، وال ســلطان علیهــا علــى مــا حرمتــه

ثــم جعلنــاك علــى شــریعة مــن " تعــالى: وقولــه ،) 2(" وأن أحكــم بیــنهم بمــا أنــزل هللا: " تعــالى " .)3(األمر فاتبعها وال تتبع أهواء الذین ال یعلمون

ویتضــح ممــا تقــدم أهمیــة مبــدأ المشــروعیة فــي الدولــة ، ألنــه یــؤدي إلــى شــعور األفــراد فـرد مـا هـو مبـاح ومـا هـو كـل فـي المجتمـع ، حیـث یعـرف مومركـزهمباالطمئنان على وضعه

فاجـــآت الـــتحكم والتعســـف مـــن قبـــل اإلدارة ، نظـــرا لخضـــوع أعمالهـــا محظـــور فیتجنـــب بـــذلك مللرقابة القضائیة وبالتالي سیادة القانون في البالد .

وما بعدھا.77، ص 2000راجع ماجد راغب الحلو ، القضاء اإلداري ، منشأة المعارف ، اإلسكندریة ، طبعة )1(.49سورة المائدة ، اآلیة )2(.18سورة الجاثیة ، اآلیة )3(

Page 8: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

8

ولـــذلك أصـــبح مبـــدأ المشـــروعیة مـــن المبـــادئ القانونیـــة العامـــة التـــي یجـــب علـــى الـــدول كـم النظـام تطبیقها ، بصرف النظر عن التوجهات السیاسیة واالقتصادیة واالجتماعیـة التـي تح

.)1(القانوني في الدولةالمطلب الثاني

شروط تحقیق مبدأ المشروعیة

یجـب األخـذ ال بد من تـوافر ثالثـة شـروط ، فلكي یتحقق مبدأ المشروعیة في دولة ما أوال بمبدأ الفصل بـین السـلطات ، كمـا یجـب ثانیـا أن یكـون هنـاك تحدیـدا واضـحا فـي القـوانین

، فـإذا ، وأخیـرا وجـود رقابـة قضـائیة فعالـةلطات واختصاصـات اإلدارةلسـالمختلفة والتشریعات.ل بوجود سیادة للقانون في الدولةتخلف أحد هذه الشروط ال یمكن القو

وسنتاول فیما یلي بشيء من اإلیجاز بیان هذه الشروط :

أوال : األخذ بمبدأ الفصل بین السلطاتـــى هیئـــات مختلفـــة توزیـــع الویعنـــي هـــذا المبـــدأ وجـــوب ـــة عل ســـلطات األساســـیة فـــي الدول

ـــدورها اســـتقالال عـــن ا( الســـلطة لســـلطات التشـــریعیة والتنفیذیـــة والقضـــائیة) لتقـــوم كـــل ســـلطة ببحیـــث ال تتركـــز ســـلطات الدولـــة فـــي هیئـــة واحـــدة ویـــؤدي بهـــا األمـــر إلـــى تســـلطها األخـــرى ،

أ المشــروعیة وضــمانا للحقــوق واســتبدادها ، لــذلك یعتبــر هــذا المبــدأ شــرطا أساســیا لوجــود مبــده ، غیــر أنــ)2(علــى أســاس أن الســلطة توقــف الســلطة كمــا قــال منتســكیووالحریــات الفردیــة ،

، ووجود رقابـة یجب أن یكون هناك تعاونا بین السلطاتفعلى إطالقه ذلك ال یؤخذ یجب أن متبادلة بینها ، مما یضمن احترام الدستور والقانون .

شرع العماني في النظام األساسي للدولة بمبدأ الفصـل بـین السـلطات ، وقـرر وقد أخذ المتوزیــع اختصاصــات هــذه الســلطات ، حیــث بــین فــي البــاب الرابــع اختصاصــات وصـــالحیات رئیس الدولة ومجلس الوزراء ورئیس مجلس الـوزراء ونوابـه والـوزراء باعتبـارهم ممثلـین للسـلطة

امس تكوین مجلس عمـان (مجلـس الشـورى ومجلـس الدولـة) التنفیذیة ، كما حدد في الباب الخ

)1(

.19م ، ص 2000مطبوعات جامعة اإلمارات ، عام .وما بعدھا17ص، المرجع السابق ، الوھاب ، القضاء اإلداري محمد رفعت عبدراجع )2(

Page 9: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

9

، وأخیــــرا حــــدد فــــي البــــاب الســــادس الســــلطة القضــــائیة )1(باعتبــــاره أســــاس الســــلطة التشــــریعیة التام عن غیرها. االستقاللومنحها

ثانیا : التحدید الواضح لسلطات واختصاصات اإلدارة فـراد وحریـاتهم ، یجـب ضمن حمایة حقـود األحتى تتحقق سیادة القانون في دولة ما ، ون

ال تكون سلطة اإلدارة مطلقة ، بل یجب أن تكون مقیـدة بضـوابط معینـة فتسـتطیع أن تمـارس أأعمالها فـي حـدود الصـالحیات واالختصاصـات التـي خولهـا إیاهـا القـانون ، واال تسـلطت هـذه

اإلدارة وتعسفت نظرا لعدم وجود قانون یوقفها أو یقیدها.

لك كان ال بد أن تحدد اختصاصات وسلطات كل وحدة من وحدات الجهـاز اإلداري لذللدولة ، سواء كان ذلك التحدید في الدستور ( النظام األساسي للدولـة ) أو عـن طریـق قـوانین

هــــــذه الوحـــــدات وصـــــالحیاتها وتنظیمهـــــا وكیفیــــــة اختصاصـــــاتأو بمراســـــیم مســـــتقلة توضـــــح فیــه أن هــذا التحدیــد الواضــح الختصاصــات اإلدارة یســاعد ممارســتها ألعمالهــا ، وممــا ال شــك

األفراد في معرفة حقوقهم ومدى قیام اإلدارة في ممارسة تصرفاتها وفقـا ألحكـام القـانون ، فـإذا ما حادت اإلدارة عن القانون كان لذوي الشأن الحق في مخاصـمتها ورفـع الـدعوى علیهـا أمـام

المحاكم المختصة .

ـــة الصـــادر بالمرســـوم رقـــم وفـــي الســـلطنة حـــدد بدایـــة قـــانون تنظـــیم الجهـــاز اإلداري للدولوتعدیالته اختصاصـات وحـدات الجهـاز اإلداري للدولـة ، ثـم تبـع ذلـك صـدور مراسـیم 26/75

ســـــلطانیة مســـــتقلة لكـــــل وحـــــدة ، تتضـــــمن تحدیـــــدا الختصـــــاص الـــــوزارات المختلفـــــة والهیئـــــات .)2(والوحدات الحكومیة األخرى

جود رقابة قضائیة فعالةثالثا : و

86/97لمرسلال یمثل في الوقت الحاضر مجلسي الدولة والشورى السلطة التشریعیة ، فوفقا )1(مجلس عمان

السلطان .لإلطالع على )2(

-تنظیم إداري –حرف ت –الحكومیة ، أنظر ركن القوانین /http://www.mola.gov.omالمعلومات العالمیة (االنترنت)

Page 10: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

10

ـــرام ـــة حقـــوق وحریـــات األفـــراد ، ولتأكیـــد احت یعتبـــر هـــذا الشـــرط الضـــمانة الحقیقیـــة لحمایمهمــا فكمــا ســبق أن ذكرنــا فــي مقدمــة هــذا البحــث ، أنــه المشــروعیة وســیادة القــانون بــالبالد ،

ممارسـتها لعملهـا، وضعت القواعد القانونیة اآلمرة التي تنظم سـلطات الجهـات اإلداریـة وكیفیـةحقوق األفراد وحریاتهم بمقتضى القوانین واللوائح ، فإنها مـع ذلـك تصـدر اإلدارة أحیانـا بینتو

قرارات مخالفة للقانون ، ویعود السبب قي ذلك إلى أن القائمین على إدارة تلك الجهـات وعلـى یر ، وبالتــالي ال یمكــن تنفیـذ القــوانین واللــوائح والــنظم مــا هــم إال بشــر معرضــون للخطــأ والتقصــ

تصحیح األوضاع وتحقیق الضمانات األساسـیة لحمایـة الحقـوق والحریـات إال باسـتخدام رقابـة ، ألنهـا تتـیح تتمثـل فـي الرقابـة القضـائیة علـى أعمـال اإلدارة، ألنهـا أفضـل أنـواع الرقابـة فعالة

یتــه أن یلجــأ إلــى لكــل شــخص یتضــرر مــن اعتــداء اإلدارة علــى حقــه أو مركــزه القــانوني أو حر القــرار غیــر المشــروع الصــادر تجاهــه والتعــویض الحكــم بعــدم صــحةالقضــاء ، طالبــا إنصــافه

.عن كان لذلك مقتضعنه

وال شــك أن تلــك الرقابــة القضــائیة ســتتحقق بشــكل كامــل فــي ظــل وجــود قضــاء إداري شـأ محكمـة متخصص ومستقل عن القضاء العـادي ، وهـو مـا سـلكه المشـرع العمـاني عنـدما أن

تختص مستقلة عن محاكم السلطة القضائیة91/99القضاء اإلداري بالمرسوم السلطاني رقم .دون غیرها بالفصل في الخصومات اإلداریة

Page 11: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

11

المبحث الثانيمصادر المشروعیة

سبق أن ذكرنا أن مبـدأ المشـروعیة یقتضـي التـزام اإلدارة بـاحترام القـانون ، وأن المقصـود كـــل قاعـــدة قانونیـــة ملزمـــة ســـواء كانـــت بمعنـــاه الواســـع الـــذي یشـــمل لقـــانون هـــو القـــانون بهـــذا ا

) أو التشــریع ا كــان مصــدرها ، الدســتور( النظــام األساســي للدولــةمكتوبــة أو غیــر مكتوبــة وأیــ.اإلداري العادي (القانون) أو الالئحة أو القرار

ــــانون ، و ــــى نــــوعینومصــــادر المشــــروعیة هــــي نفســــها مصــــادر الق : یمكــــن تصــــنیفها إلالثـــاني) ، حیـــث تشـــمل المطلـــباألول) ومصـــادر غیـــر مكتوبـــة (المطلـــبمصـــادر مكتوبـــة (النظـــام األساســـي للدولـــة ) ، والتشـــریعات العادیـــة (القـــوانین) ، الدســـتور (المصـــادر المكتوبـــة

.القانونیةالعرف والمبادئ المكتوبةغیر بینما تشمل المصادر، واللوائح

األولمطلبالالمصادر المكتوبة

لمشروعیة هي عبـارة عـن مجموعـات مدونـة تحتـوي علـى قواعـد مبدأ االمصادر المكتوبة لقانونیــة ملزمــة تختلــف فــي درجــة قوتهــا القانونیــة ، وصــادرة مــن الســلطة التشــریعیة المختصــة،

.ئح، اللوا، الدستور ( النظام األساسي للدولة ) ، القوانین وتشمل هذه المصادر

النظام األساسي للدولة)الدستور (أوال :الدســتور أو النظــام األساســي للدولــة كمــا وردت تســمیته بالســلطنة هــو القــانون األعلــى

بأنــه مجموعــة القواعــد القانونیــة التــي تصــدر مــن ویمكــن تعریفــه واألســمى فــي كــل دولــة ،تتضـمن تحدیـد شـكل الدولـة والمبــادئ السـلطة المختصـة ، أیـا كانـت طبیعتهـا أو شـكلها ، و فــي مواجهــة الســلطات العامــة األفــراد التــي تقــوم علیهــا ، وبیــان نظــام الحكــم فیهــا وحقــوق

، وتنظیم سلطات الدولة وعالقتها فیمـا بینهـا ، والعالقـة بـین الحكـام الدولةاتجاهوواجباتهم بالمحكومین.

Page 12: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

12

امــة التــي تســیر علیهــا مؤسســات الدولــة فــي وغالبــا مــا یحتــوي الدســتور علــى القواعــد العممارســــتها لســــلطتها ، وكــــذلك بیــــان الحقــــوق والواجبــــات العامــــة ، علــــى أن یــــتم إیــــراد القواعــــد .التفصیلیة لممارسة تلك السلطة ضمن القوانین العادیة أو اللوائح التنفیذیة والقرارات المختلفة

قواعــد الدســتور قمــة النظــام القــانوني فــي الدولــة ووفقــا لمبــدأ تــدرج القواعــد القانونیــة تحتــل مما یحتم أن تكون لقواعده قوة اإللزام بالنسبة لكل مـا عـداه مـن مصـادر المشـروعیة األخـرى ،

، كمـا یجـب علـى فیجب أن تكـون جمیـع القـوانین واللـوائح والقـرارات متفقـة مـع أحكـام الدسـتورا غیــر مشــروعة أو غیــر دســتوریة ممــا قــد ســلطات الدولــة احتــرام قواعــده واال أصــبحت أعمالهــ

. )1(یعرضها إللغائها وتعویض المتضرر منها

یعتبـر المصـدر األول لمبـدأ المشـروعیة ، النظـام األساسـي للدولـة (الدسـتور)لذلك فان تقیـد یقـع علـى عـاتق السـلطات العامـة أن ولهـذا ، یمثل أسمى القواعد القانونیة في الدولـة فهو

.النطاق الذي ترسمه هذه القواعد الدستوریةضمنتصرفاتها

التشریعات العادیة ( القوانین)ثانیا :التشــــریعات العادیــــة هــــي تلــــك القواعــــد القانونیــــة العامــــة والمجــــردة التــــي تضــــعها الســــلطة

وتتعلـــق بتنظـــیم اإلدارة العامـــة وتحدیـــد اختصاصـــاتها وكیفیـــه ممارســـة التشـــریعیة فـــي الدولـــة ،عــــد تــــأتي هــــذه القواعــــد فــــي المرتبــــة الثانیــــة بعــــد الدســــتور مــــن حیــــث تــــدرج القوا و نشــــاطاتها ،

ـــاني مـــن مصـــادر المشـــروعیة ، ،القانونیـــة ـــالي فهـــي تعـــد المصـــدر الث ـــى وبالت ـــذلك یجـــب عل لواال أصـبحت السلطة التشریعیة عند وضعها للقانون أن تحترم الدسـتور وأن ال تخـالف قواعـده

.)2(غیر دستوریة عادة على التشریع العـادي ( القـانون ) بـالمعني الفنـي الـدقیق لهـذا اللفـظ ، ولـیس ویطلق

القانون بمعناه الواسع على النحو سالف الذكر. ) مــن النظــام 42وفــي الســلطنة تصــدر القــوانین مــن جاللــة الســلطان وفقــا ألحكــام المــادة (

النظــــام تكــــون للمعاهـــــدات ) مــــن هــــذا76، كمــــا أنــــه وفقــــا ألحكــــام المــــادة (األساســــي للدولــــة.واالتفاقیات قوة القانون بعد التصدیق علیها بمراسیم سلطانیة

.25راجع ماجد راغب الحلو ، المرجع السابق ، ص )1(18، ص 2001)2(

.

Page 13: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

13

ـــة فـــي ممارســـة عملهـــا واختصاصـــاتها ویجـــب أن تخضـــع وحـــدات الجهـــاز اإلداري للدولألحكـــام القـــوانین الســـاریة بالدولـــة ، فـــإذا خالفتهـــا یعـــد عملهـــا غیـــر مشـــروع ومخالفـــا للقـــانون ،

( مراجعـة القـرار اإلداريبرفـع دعـوى فیـه أمـام محكمـة القضـاء اإلداريالطعـن وبالتالي یجوز ) ، التـــي یحـــق لهـــا أن تحكــم بعـــدم صـــحة العمـــل غیـــر الــبعضأو عــدم الصـــحة كمـــا یســـمیها

بـالتعویض المناسـب للمضـرور إذا فیهـا المحكمـة تقضـي بدعوى التعویض التي وأالمشروع ، .ریةتوافرت جمیع أركان المسؤولیة اإلدا

واذا كــــان یجــــب علــــى اإلدارة أن تخضــــع للقــــوانین فــــال یعنــــي ذلــــك أنهــــا تخضــــع للســــلطة التشــریعیة التــي أصــدرتها ، حیــث أن مبــدأ الفصــل بــین الســلطات یقضــي باالســتقالل العضــوي

، كــذلك ال یعنــي أیضــا خضــوع اإلدارة للقــانون أنهــا تتقیــد فــي مباشــرة وظیفتهــا )1(لكــل ســلطة ونیة بصرف النظر عن طبیعة العالقة التي تنظمها ، ولكـن تلتـزم فقـط بـالقوانین بكل قاعدة قان

-كمــا یــراه بعــض الفقهــاء–التــي تتفــق وطبیعــة وظیفتهــا اإلداریــة ، وعلــى ذلــك یحــق لــإلدارة.)2(استبعاد بعض القوانین التي ال تتناسب مع نشاطها اإلداري

اللوائحثالثا :اعـــد القانونیـــة العامـــة التـــي تصـــدر عـــن الســـلطة التنفیذیـــة طبقـــا اللـــوائح هـــي مجموعـــة القو

ألنهــا قــرارات إداریــة تنظیمیــة وتســمى هــذه اللــوائح تنفیــذا ألحكــام القــانون ، و ألحكــام الدســتورتتضمن قواعد عامة تنطبق على جمیع األفراد ، وذلك تمییزا لها عن القـرارات اإلداریـة الفردیـة

أشخاص معینین بالذات .التي توضع لتطبق على شخص أو یجـب أن ال تخـالف أحكـام القـانون ، ولكنهـا ، فوتأتي الالئحة في مرتبة أدنـى مـن القـانون

لذلك یجب على اإلدارة عنـد إصـدارها القـرارات الفردیـة أن ، في مرتبة أعلى من القرار الفردي ، ولكـن بقیـت نافـذةتلتزم بما صـدر عنهـا مـن لـوائح وال تسـتطیع الخـروج علـى أحكامهـا طالمـا

یمكـــن تعـــدیلها لتتناســـب مــــع المصـــلحة العامـــة ، إال أنـــه ال یمكــــن مخالفتهـــا قبـــل إجـــراء هــــذا .التعدیل

واذا كانــت اللــوائح تعــد مــن قبیــل األعمــال اإلداریــة مــن حیــث الشــكل نظــرا لصــدورها مــن بهها مــع القــانون ، الســلطة التنفیذیــة ، إال أنهــا تــدخل فــي نطــاق األعمــال التشــریعیة بســبب تشــا

.33محمد عبد العال السناري ، المرجع السابق ، ص أنظر )1(. 17م ، ص 1993أنظر محسن خلیل ، مبدأ المشروعیة وتنظیم القضاء اإلداري ، مطبعة التوني ، )2(

Page 14: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

14

مــن حیــث الموضــوع لمــا تتضــمنه مــن قواعــد تتصــف بطــابع العمومیــة والتجریــد ، لــذلك یســمیها .)1(البعض التشریعات الفرعیة

إلى خمسة أنواع وهـي -حسبما هو متبع في بعض الدول–وبصفة عامة تنقسم اللوائح )2( :

كـام القـانون وتنظـیم كیفیـة تطبیقـه ، فهـذه اللوائح التنفیذیة : وهي التـي تصـدر لتنفیـذ أح-1اللوائح ال تنظم موضوعا جدیـدا وانمـا تكتفـي بتفصـیل أحكـام القـانون وبیـان كیفیـة تنفیـذ

قواعده .اللوائح التنظیمیة : وهي التي تصدر بإنشاء المرافق العامة ( وحدات الجهـاز اإلداري -2

للدولة ) وتنظیم عملها.

صدر للمحافظة علـى النظـام العـام ، بعناصـره المتمثلـة فـي لوائح الضبط : وهي التي ت-3األمــن العــام والصــحة العامــة والســكینة العامــة واآلداب العامــة ، وتتضــمن عــادة قیــودا

على حقوق األفراد وحریاتهم في األمور التي تنظمها هذه اللوائح .

ة ، أي فـــي لــوائح الضـــرورة : وهــي التـــي تصـــدرها الســلطة التنفیذیـــة فـــي حالــة الضـــرور -4ـــة التـــي تكـــون علـــى درجـــة مـــن الخطـــورة ، بحیـــث تهـــدد الوحـــدة الظـــروف غیـــر العادیالوطنیـة أو ســالمة الــوطن أو تعــوق مؤسســات الدولــة عــن أداء رســالتها ، وذلــك بهــدف

مواجهة األمر قبل استفحال الخطر .

التنفیذیـة اللوائح التفویضیة : وهي اللوائح التي یفـوض ( البرلمـان ) بمقتضـاها السـلطة -5في أن تنظم موضوعات یشترط الدستور صـدور قـانون بهـا ، وتصـدر هـذه اللـوائح فـي الظــروف االســتثنائیة أثنــاء قیــام البرلمــان فــي أمــر هــو أصــال مــن اختصــاص المشــرع ،

.)3(لذلك فإن السلطة التنفیذیة تمارس اختصاصها في هذا المجال نیابة عن المشرع

.34محمد عبد العال السناري ، المرجع السابق ، ص أنظر )1(م 2002م محمد عبد الحمید أبو زید ، مبدأ المشروعیة وضمان تطبیقھ ، النسر الذھبي للطباعة ، القاھرة ، طبعة عاأنظر )2(

وما بعدھا .42، ص .43محمد عبد الحمید أبو زید ، المرجع السابق ، ص أنظر )3(

Page 15: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

15

قــد یكــون الوضــع مختلــف ، نظــرا إلــى أن جاللــة الســلطان یمثــل أمــا بالنســبة إلــى الســلطنة فالسلطتین التشریعیة والتنفیذیة ، لذلك فـإن اللـوائح التـي یجـوز إصـدارها هـي : اللـوائح التنفیذیـة للقــوانین ، حیــث یــنص عــادة فــي القــانون الــذي یتعــین أن تكــون لــه الئحــة ، علــى أن یصــدر

ن ، وكــذلك توجــد لــوائح الضــبط ، وهــي عبــارة عــن قــرارات الــوزیر الالئحــة التنفیذیــة لهــذا القــانو وزاریـــة أو أوامـــر محلیـــة تصـــدر مـــن الـــوزیر المخـــتص بنـــاء علـــى قـــانون یخولـــه إصـــدار تلـــك الالئحة ، وتوجد أیضا اللـوائح التنظیمیـة التـي تـنظم عمـل الوحـدات الحكومیـة ، كمـا یمكـن أن

) مـن النظـام األساسـي 42یـة مـن المـادة (تكون هنـاك لـوائح الضـرورة ، فوفقـا لـنص الفقـرة الثانللدولة ، تكون من مهام السلطان :" اتخاذ اإلجراءات السریعة لمواجهة أي خطر یهـدد سـالمة الســلطنة أو وحــدة أراضــیها، أو أمــن شــعبها ومصــالحه ، أو یعــوق مؤسســات الدولــة عــن أداء

إصدارها .مهامها " ، أما فیما یتعلق باللوائح التفویضیة فنادرا ما یتم الثانيالمطلب

المصادر غیر المكتوبة

المصــادر غیــر المكتوبــة لمبــدأ المشــروعیة هــي عبــارة عــن قواعــد غیــر مدونــة ، وتشــمل العرف والمبادئ القانونیة العامة .

العرفأوال :یقصد بالعرف هو مجموعـة مـن القواعـد التـي درج األفـراد علـى اتباعهـا فـي تنظـیم عالقـة

عالقاتهم مدة طویلة من الزمن إلـى أن أحسـوا بأنهـا ملزمـة وواجـب احترامهـا وأن مخالفتهـا من تستتبع توقیع جزاء .

لتالیــــة بعــــد ویعتبــــر العــــرف مصــــدر مــــن مصــــادر القاعــــدة القانونیــــة ویــــأتي فــــي المرتبــــة اال یخالف العرف أي نص تشریعي قائم .التشریع ، لذلك یجب أ

المصـــادر الرســـمیة للقـــانون ، فكـــان هـــو المصـــدر األول للقـــانون فـــي ویعـــد العـــرف أقـــدمالمجتمعـــات القدیمـــة إلـــى أن ظهـــر التشـــریع بصـــورته المعروفـــة ، فهـــو مصـــدر تلقـــائي ارتـــبط مباشــرة بنشــأة وتطــور الحیــاة فــي المجتمعــات ، ویتمیــز العــرف بأنــه ینبــع مــن النــاس باتبــاعهم

ماعیــة ، وهــذا یعنــي أنــه یشــترط فــي العــرف أن عــادة معینــة فــي أمــر مــن أمــور حیــاتهم االجتیكـون عامـا متبعــا مـن غالبیــة مـن یعنــیهم األمـر ، وأن یكـون قــدیما أي مضـت مــدة طویلـة مــن

Page 16: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

16

ـــا لـــنص تشـــریعي أالـــزمن علـــى اتباعـــه و صـــبح مســـتقرا ، ولكـــن یجـــب أال یكـــون العـــرف مخالفمكتوب .

:ویتبین من التعریف السابق للعرف أنه یتكون من ركنین ركـــن مـــادي : یتمثـــل فـــي اعتیـــاد النـــاس علـــى اتبـــاع قاعـــدة معینـــة وتكـــرار تطبیقهـــا بصـــفة -1

منتظمة لمدة طویلة.ركن معنـوي : ویتمثـل فـي شـعور أطـراف العالقـة التـي تنظمهـا القاعـدة العرفیـة بـإلزام هـذه -2

توقیــع القاعــدة ووجــوب ســریانها ، بمعنــى أن یســتقر فــي األذهــان احتــرام القاعــدة العرفیــة و جزاء على من یخالفها.

وینقسم العرف إلى نوعین ، عرف دستوري وهو عبارة عن عادة تتصل بنظـام الحكـم فـي الدولــة درجــت هیئــات الحكــم علــى اســتعمالها ، حتــى أصــبحت قاعــدة عامــة ملزمــة علــى تلــك

عــین أو الهیئــات ، وعــرف إداري ینشــأ نتیجــة اتجــاه اإلدارة علــى الســیر فــي عملهــا علــى نمــط مقاعــدة معینـــة ، وتكــرر اتبـــاع هـــذه القاعــدة بشـــكل منــتظم ممـــا أدى إلـــى ترســیخ االعتقـــاد لـــدى

اإلدارة واألفراد بأنها أصبحت ملزمة وواجب احترامها.

، بیــان العــرف اإلداريفسـنركز علــى وبمـا أننــا بصــدد الحـدیث عــن المشــروعیة اإلداریــة لجهـة اإلداریـة علـى اتباعـه فـي مواجهـة حالـة ما درجـت االذي یتضح من التعریف المتقدم أنه

معینــة ، بحیــث صــاحب ذلــك اعتقــاد لــدى هــذه الجهــة بأنــه یتعــین علیهــا االلتــزام بالقاعــدة الــذي تتبعهــا ، وأنهــا بمثابــة القــانون المكتــوب ، فاتبــاع مثــل هــذا الســلوك ینشــئ قاعــدة قانونیــة عرفیــة

بدأ المشروعیة.بحیث تصبح مخالفة تلك القاعدة بمثابة خروج على م

:)1(ولذلك یشترط لوجود العرف اإلداري أن تتوافر الشروط اآلتیة أن تقوم اإلدارة باتباع سلوك أو قاعدة معینة بصفة منتظمة ومستمرة .-1أن یكون اتباع اإلدارة لـذلك السـلوك عامـا ، أي فـي جمیـع األحـوال ولـیس قاصـرا علـى -2

حاالت فردیة معینة.مخالفا ألي نص من النصوص التشریعیة أو الدستوریة .أال یكون العرف-3

.42محمد عبد العال السناري ، المرجع السابق ، ص أنظر )1(

Page 17: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

17

مضي مدة طویلة على قیام اإلدارة باتباع قاعدة معینة ، فال یمكن القول بوجـود عـرف -4إداري إذا لم تتبع اإلدارة هذه القاعدة إال منذ فترة قصیرة .

.شعور األطراف التي تنظمهم القاعدة العرفیة بإلزامها ووجوب سریانها علیهم-5

واذا كــان یجــب علــى اإلدارة االلتــزام بــاحترام العــرف الــذي درجــت علیــه ، إال أن ذلــك ال ـــذي تقتضـــیه ـــه أو تغییـــره بمـــا یتوافـــق مـــع الظـــروف المتطـــورة ، وال ـــة تعدیل یحرمهـــا مـــن إمكانیالمصلحة العامة ، فتعدیل القاعدة العرفیة ال ینقص من أهمیتهـا أو یقلـل مـن قیمتهـا القانونیـة، ألن القاعـدة القانونیـة بطبیعتهــا تقبـل التعـدیل لتواكــب أي تغیـر للظـروف ، ولكــن ال یعنـي ذلــك أن العرف الجدید ینشأ من مجـرد مخالفـة اإلدارة للعـرف المطبـق ، فیجـب لقیـام العـرف الجدیـد تــوافر الشـــروط التـــي ذكرناهـــا ســـابقا وأهمهـــا التطبیـــق المنـــتظم للقاعـــدة وتكـــرار ذلـــك فـــي جمیـــع

.)1(ت الحاالأما إذا اتضح أن اإلدارة خالفت العرف القائم في حالة فردیة ، وطبقته في حاالت أخـرى دون أن تعدله ، فإن تصرفها في هذا الشـأن یكـون معیبـا ومخالفـا لمبـدأ المشـروعیة ، وبالتـالي

یكون قابال لإللغاء والتعویض عن الضرر الذي ینجم عنه من قبل القضاء اإلداري .

المبادئ القانونیة العامةنیا :ثایقصد بالمبادئ القانونیة العامة بأنهـا مجموعـة مـن المبـادئ األساسـیة التـي ال تسـتند إلـى

ویبرزهـا فـي أحكامـه ، مسـتهدیا فـي وانمـا یستخلصـها القضـاء اإلداري،مكتوبتشریعينصاالجتماعیة واالقتصادیة التـي واألسس السیاسیة و ، العامة للتشریع في الدولة ذلك باإلتجاهات

.)2(یقوم علیها المجتمع ن إنشــــاء هــــذه المبــــادئ یفتــــرض وجــــود نقــــص تشــــریعي ال یغطــــي عالقــــة مــــن إلــــذلك فــــ

فإذا لم یجد القاضي نصا یحكم المنازعة المعروضة علیه أو عرفـا یتعلـق العالقات القانونیة ،نــزاع ، ألنــه ملــزم قانونــا بالفصــل فــي بهــا ، وجــب علیــه أن یبحــث عــن الحــل المناســب لهــذا ال

المنازعـــات التـــي یخـــتص بنظرهـــا واال اعتبـــر منكـــرا للعدالـــة ، فضـــال عـــن أن القضـــاء اإلداري یعتبـــر قضـــاءا إنشـــائیا ال یقتصـــر علـــى مجـــرد تطبیـــق النصـــوص التشـــریعیة ، وانمـــا یكـــون لـــه

اعــد المالئمــة لحســم ابتــداع الحلــول المناســبة ، ففــي هــذه الحالــة یقــوم القاضــي باســتخالص القو

.34راجع ماجد راغب الحلو ، المرجع السابق ، ص ))1(.37صالمرجع السابق ، الوھاب ، محمد رفعت عبدراجع )2(

Page 18: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

18

قاعــدة قانونیــة ألیــة القاعــدة القانونیــة التــي یقرهــا القضــاء ال تخــالف أنالمنازعــة ، ولكــن یجــب قائمة .

وتعتبـــر هـــذه المبـــادئ التـــي یقررهـــا القضـــاء بمثابـــة القـــانون المكتـــوب ، لـــذلك تلتـــزم اإلدارة ، فـــإذا خالفتهـــا تكـــون فردیـــةباحترامهـــا عنـــد إصـــدار قراراتهـــا ســـواء كانـــت قـــرارات تنظیمیـــة أو

وذلك لمخالفتها لمبدأ المشروعیة .للحكم بعدم صحتهاتصرفاتها غیر مشروعة وقابلة

فــي أول مــن تبنــى إقــرار هــذه المبــادئ ( مجلــس الدولــة ) وكــان القضــاء اإلداري الفرنســي الجمهوریـــة م ، وانهیـــار 1940أحكامـــه المختلفـــة ، وذلـــك بعـــد هزیمـــة فرنســـا مـــن ألمانیـــا عـــام

الثالثــة الــذي أدى إلــى انهیــار المبــادئ الدســتوریة التــي كانــت مســتقرة فــي ظلهــا ، فلجــأ مجلــس الدولــة إلــى إقــرار المبــادئ العامــة للقــانون إلجبــار اإلدارة علــى احترامهــا وجعلهــا أساســا لرقابــة

ع ، وقـد مشروعیة نشاطها ، وتـم ذلـك بهـدف الـدفاع عـن الحریـة والعدالـة والمسـاواة فـي المجتمـاســـتمر المجلـــس فـــي األخـــذ بهـــذه المبـــادئ حتـــى بعـــد عـــودة الحیـــاة الدســـتوریة لفرنســـا بصـــدور

.)1(ید نظریة المبادئ العامة للقانونم ، األمر الذي أدى إلى تأك1946دستور أكتوبر

منهج مجلس الدولة الفرنسي في هذا الشأن ، فقرر العدیـد مـن سلك القضاء المصريقد و لتـــي راعـــت التـــوازن والمواءمـــة بـــین المصـــلحة العامـــة بمـــا تقتضـــیه مـــن حســـن ســـیر المبـــادئ ا

.)2(المرافق العامة وبین المصالح الفردیة التي تقتضي حمایة حقوقهم وحریاتهم

مـــــن مجلـــــس الدولـــــة الفرنســـــي العامـــــة للقـــــانون التـــــي أقرهـــــا كـــــلومـــــن أمثلـــــة المبـــــادئ والمســاواة فــي ، المســاواة أمــام المرافــق العامــة( : مبــدأ المســاواة أمــام القــانون ویشــمل والمصــري

مبــدأ ضــرورة احتــرام ) ، تــولي الوظــائف العامــة ، والمســاواة أمــام التكــالیف العامــة والضــرائبمبـدأ ،مبدأ عدم رجعیة القرارات اإلداریـة ،مبدأ احترام حقوق الدفاع ،الحریات العامة لألفراد

،مبـدأ عـدم جـواز تبـرع اإلدارة بأموالهـا ،حسـاب الغیـر عدم جواز إثراء اإلدارة بال سبب على ، وغیرها ، وقد أدى ترسیخ هذه المبادئ فـي أحكـام القضـاء مبدأ استمرار سیر المرافق العامة

.إلى أن تم النص على بعضها تشریعیا

)1(48.54السابق ، ص المرجع

.36راجع ماجد راغب الحلو ، المرجع السابق ، ص )2(

Page 19: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

19

القیمة القانونیة للمبادئ القانونیة العامةة القانونیـة لتلـك المبـادئ تتوقـف علـى المصـدر ذهب رأي في الفقه والقضاء إلى أن القیم

الذي استمد القضاء اإلداري منه المبـدأ ، فهـي لیسـت كلهـا علـى درجـة واحـدة مـن حیـث قوتهـا :)1(ووضعها في البنیان القانوني ، وانما تختلف باختالف المصدر وذلك على النحو اآلتي

لمبـادئ القانونیـة العامـة ، إذا كان الدستور هو المصـدر الـذي اسـتخلص القضـاء منـه ا-1فـــإن هـــذه المبـــادئ تكـــون فـــي مرتبـــة الدســـتور ، وبالتـــالي ال یجـــوز للمشـــرع العـــادي أن

یصدر تشریعات تخالفها واال وصفت تلك التشریعات بعدم الدستوریة .

إذا كان التشریع العادي ( القانون ) هو المصدر الذي استخلص القضاء منـه المبـادئ -2، فإن هذه المبـادئ تأخـذ نفـس مرتبـة النصـوص التشـریعیة ، وفـي هـذه القانونیة العامة

الحالة یجـوز للمشـرع العـادي أن یصـدر تشـریعات تخالفهـا ، وال تعتبـر تلـك التشـریعات مخالفة ألنهما في نفس الدرجة .

أما إذا استمد القضاء المبادئ القانونیة العامة من قواعد العدالـة والقـانون الطبیعـي ولـم -3صها من النصوص الدستوریة أو التشریعیة ، فإن هـذه المبـادئ تكـون فـي مركـز یستخل

وسط بـین التشـریعات العادیـة وبـین أعمـال السـلطة التنفیذیـة ، أي أنهـا فـي مرتبـة أدنـى من التشریعات العادیة وأعلى من األعمال التنفیذیة ، ولـذلك ال یجـوز للسـلطة التنفیذیـة

مخالفة هذه المبادئ .

رى بعـــض الفقهـــاء فـــي فرنســـا أن لهـــذه المبـــادئ القانونیـــة العامـــة مـــن قیمـــة قانونیـــة مـــا ویـــللدستور نفسه ، بینما یرى البعض اآلخر أنها تهبط قیمتهـا القانونیـة عـن قیمـة القـانون العـادي

)2( .وقــد اتجــه مجلــس الدولــة الفرنســي وســایره معظــم الفقهــاء فــي فرنســا إلــى أن هــذه المبــادئ

لة في القوة والقیمة للقوانین العادیة الصادرة من البرلمان .معاد

.50محمد عبد العال السناري ، المرجع السابق ، ص أنظر )1(

.36، ص 1986، القاھرة ، طبعة لقضاء اإلداري ، دار النھضة العربیةایحیى الجمل ،راجع)2(

Page 20: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

20

أما بالنسبة إلى الفقه والقضاء المصري فقد وضع المبادئ القانونیة العامة في منزلة القوانین العادیة ، ولذلك یجب على اإلدارة االلتزام بهذه المبادئ وعدم مخالفتها واال اعتبر

.)1(اإللغاء أمام القضاء اإلداري عملها غیر مشروع یستوجب

ومن جانبنا نؤید رأي الفقه والقضاء القائل بأن المبادئ القانونیة العامة التي یقرها القضاء تكون في مرتبة القوانین العادیة ، وال یمكن أن ترقى إلى مصاف الدستور ، ألنه

ید یخالفها ، وذلك بخالف بإمكان المشرع العادي في أي لحظة تعدیلها واصدار تشریع جدالدستور الذي یتطلب إجراءات خاصة لتعدیله .

كما أن التزام اإلدارة بهذه المبادئ القانونیة التي یقرها القضاء في أحكامه المختلفة یأتي من وجوب االلتزام باألحكام القضائیة بصفة عامة ، خصوصا وأن تلك المبادئ وان وردت

اسبة نظر المحكمة نزاع معروض أمامها ، إال أنها تقرر قواعد عامة في أحكام قضائیة بمنتسري على الكافة ، وتمثل اتجاه القضاء في تطبیقها على الجمیع ولیس قاصرا على طرفي

الخصومة محل اإلدعاء .

.57محمد عبد الحمید أبو زید ، المرجع السابق ، ص أنظر )1(

Page 21: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

21

المبحث الثالثالقیود التي ترد على مبدأ المشروعیة

اإلدارة في كافة تصرفاتها ألحكام القانون شأنها إذا كان مبدأ المشروعیة یقتضي أن تلتزم في ذلك شأن األفراد ، فإن مقتضیات مصلحة العمل تتطلب أحیانا منح اإلدارة قدرا من حریـة التصــرف وســلطة تقدیریــة فــي اتخــاذ أو عــدم اتخــاذ القــرار أو التصــرف اإلداري واختیــار وقــت

ظــروف التــي تحــیط بالعمــل اإلداري إجــراءه دون معقــب علیهــا فــي ذلــك ، كمــا تتطلــب بعــض الخــروج اإلدارة عــن مقتضــى القــوانین المعمــول بهــا ، فتتخــذ قــرارات أو إجــراءات غیــر مشــروعة وفقا للظروف العادیة ولكنهـا مبـررة فـي الظـروف االسـتثنائیة ، باإلضـافة إلـى ذلـك قـد تقتضـي

ال السـیادة ، لـذلك أهمیة بعض األمور عدم خضوعها لرقابة القضاء وهي ما یطلق علیها أعمال یعتبر مبدأ المشروعیة من المبادئ المطلقة وانما ترد علیه بعـض القیـود واالسـتثناءات التـي

-، وتتمثل هـذه القیـود فـي : السـلطة التقدیریـة تحد من تطبیقه أحیانا وتوقفه في أحیان أخرىوأعمال السیادة ، وهو ما سنبحثه في المطالب الثالثة اآلتیة :-والظروف االستثنائیة

المطلب األولالسلطة التقدیریة

تقتضي الموازنة بـین المحافظـة علـى الحریـات العامـة لألفـراد ومقتضـیات مصـلحة العمـل لمرفق العـام ، أن تتمتـع اإلدارة فـي ممارسـة أعمالهـا بسـلطة مقیـدة أحیانـا باإلدارة وحسن سیر ا

وسلطة تقدیریة في أحیان أخرى وذلك وفقا إلرادة المشرع .ـــى نحـــو معـــین ووفـــق فتكـــون ســـلطة اإلدارة مقیـــدة إذا أوجـــب القـــانون علیهـــا التصـــرف عل

القـرار اإلداري ، أي أن ئمـةمالشروط محددة ، ففي هـذه الحالـة ال یكـون لـإلدارة حریـة تقـدیرواحدا في كل حالة تتوافر فیهـا شـروط القاعدة هنا لیست اختیاریة ، كما لو قرر القانون حكما

علیـه أن أي قــرار إداري ال المســتقركـذلك فإنــه مـن كالحصـول علــى تـرخیص معــین ، معینـة، لطة مختصـة ، وأن مـن سـصـادراالقـراریكـونبد أن یكون مقیـدا مـن ثالثـة أوجـه ، فیجـب أن

یستند إلى سـبب موجـود مادیـا وصـحیح قانونـا ، وأن یسـتهدف تحقیـق المصـلحة العامـة ، ففـي ـــة یجـــب علـــى اإلدارة أن تتصـــرف وفقـــا لمـــا رســـمه لهـــا القـــانون فـــإن خالفتـــه تكـــون هـــذه الحال

Page 22: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

22

مـن قبـل للحكـم بعـدم صـحتهاتصرفاتها قد خرجت عن مبدأ المشروعیة ، وبالتالي تكـون قابلـة .اإلداريقضاءال

وفـــي المقابـــل مـــنح المشـــرع اإلدارة ســـلطة تقدیریـــة فـــي ممارســـة بعـــض اختصاصـــاتها فلـــم یلزمهــا بـــنص یحــد مـــن ســلطتها أو یقیـــد حریتهــا ، فأعطاهـــا الحریــة وهـــي بصــدد عالقتهـــا مـــع األفــراد فــي أن تتــدخل أو تمتنــع عــن اتخــاذ إجــراء مــا ، واختیــار الوقــت الــذي تــراه مناســبا لهــذا

دخل ، وفحـــوى القـــرار الـــذي تتخـــذه ، وهـــذا ال یعنـــي أن الســـلطة التقدیریـــة تســـاوي الســـلطة التـــالتحكمیــة ، فهــذه الســلطة لیســت مطلقــة ، ولكــن تعنــي حریــة أكثــر فــي االختیــار ومرونــة كبیــرة

.)1(في الحركة وقدرا محدودا من الرقابة القضائیة :)2(دارة یكمن في األمور اآلتیة ونستطیع القول بأن مجال السلطة التقدیریة لإل

حریة اإلدارة في إصدار القرار أو عدم إصداره ، إال إذا كان هناك التزام قانوني علیها -1بإصدار القرار .

حریة اإلدارة في اختیار الوقت المناسب إلصدار القرار .-2اب حریــة اإلدارة فــي تحدیــد فحــوى القــرار اإلداري ، أي مالءمــة مضــمون القــرار لألســب-3

التي تدخلت اإلدارة من أجلها .

ویرجــع الســبب فــي مــنح اإلدارة ســلطة تقدیریــة إلــى مبــررات عملیــة وقانونیــة ، فــالمبررات العملیة تعود إلى الوظیفة اإلداریة التـي تواجـه یومیـا الكثیـر مـن المواقـف المتنوعـة والمتعـددة ،

، خـتالف المسـتمر لمظـاهر الحیـاةاالفیصعب على المشرع أن یضع مسبقا قواعد تتناسـب مـعاألمر الذي یستدعي حتما منح اإلدارة حریة في تلك المالءمة ومواجهة المواقـف المختلفـة بمـا

إدراكا وقدرة على ذلك باستعمالها لوسـائل أكثرهذه اإلدارة تعد تراه محققا للصالح العام ، ألنة تشریعیة أعدت سابقا. دونما أي عقبتكفل حسن سیر المرافق العامة واطرادها

أما المبرر القانوني فیعـود إلـى طبیعـة القواعـد القانونیـة نفسـها ، فهـذه القواعـد لیسـت كلهـا قواعـــد آمـــرة ، كمـــا أنهـــا عنـــدما تخاطـــب المكلفـــین بهـــا تضـــع إطـــارا لنشـــاطهم وتمـــنحهم حریـــة

.)3(الحركة والتصرف داخل هذا اإلطار

.42، ص المرجع السابقیحیى الجمل ،راجع)1(.66د/ محمد عبد العال السناري ، المرجع السابق ، ص أنظر )2(.46، ص مرجع السابقالیحیى الجمل ،راجع)2(

Page 23: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

23

قدیریـة فـي حـاالت معینـة لـیس معنـاه أنهـا تفلـت مـن كـل رقابـة اإلدارة بسـلطة تجهة وتمتع قضـــائیة ، فتظـــل اإلدارة عنـــدما تمـــارس ســــلطتها التقدیریـــة مقیـــدة مـــن حیـــث االختصــــاص أو السبب أو الغایة ، لذلك یملك القضاء بسط رقابته على عناصر التصـرف للتحقـق مـن تطبیـق

یــة لــإلدارة علــى ركنــي الســبب والمحــل مــن القیــود المشــار إلیهــا ، ولكــن ترتكــز الســلطة التقدیر أركان القرار اإلداري .

المطلب الثانيالظروف االستثنائیة

تعتبــر نظریــة الظــروف االســتثنائیة أحــد الوســائل التــي تحــد مــن مبــدأ المشــروعیة ، وهــذه روف الوسیلة لها ما یبررها ، فمن المتعارف علیه أن القوانین واللوائح وضعت لتطبـق فـي الظـ

العادیــة للمجتمــع ، إال أنــه قــد تحــدث أحیانــا ظــروف اســتثنائیة وهــي ظــروف غیــر عادیــة مثــل ــــل هــــذه الظــــروف ال ــــي مث ــــاء ، فف وقــــوع حــــرب أو حــــدوث فیضــــانات أو زالزل أو انتشــــار وبتستطیع السلطات العامة مواجهتها بالقواعـد القانونیـة العادیـة التـي تحكـم األمـور فـي األوضـاع

اسـتخدام سـلطات وصـالحیات واسـعة لمواجهـة تلـك تجاوز القـوانین و ك یحق لها الطبیعیة ، لذلمشـروعة بحكـم الظـرف القواعـد الجدیـدة تصـبح ، فالظروف بقواعد تختلف عن القواعـد العادیـة

بانتظــام وذلــك حفاظــا علــى النظــام العــام وضــمان اســتمرار ســیر المرافــق العامــة، االســتثنائي واطراد .

األسـالیب وباتباعالظروف وفقا ألحكام التشریع العادي , تلكحالة مواجهة في فنجد أنه لـو كان من الممكن تالفیهضررا بلیغا ه قد یلحق بالمجتمع ، فإناإلداریة الروتینیة واإلجراءات

استخدمت اإلدارة قواعـد أخـرى اسـتثنائیة لمواجهـة الظـروف الطارئـة ، وال حـرج علیهـا فـي ذلـك وتقرهــــا جمیــــع الشــــرائع ة أكــــدتها الشــــریعة اإلســــالمیة قاعــــدة فقهیــــد تطبیقــــا لإذ أن تصــــرفها یعــــ

.أن الضرورات تبیح المحظورات "ومفادها "

كمـــا أقـــرت معظـــم دســـاتیر دول العـــالم المختلفـــة بمواجهـــة هـــذه الظـــروف بقواعـــد خاصـــة تتناسب مع الخطر الذي قد ینجم عنها .

) مـــن النظـــام 42وفقـــا لـــنص الفقـــرة الثانیـــة مـــن المـــادة (فنجـــد بالنســـبة إلـــى الســـلطنة أنـــه األساسـي للدولـة ، تكـون مـن مهـام السـلطان : " اتخـاذ اإلجـراءات السـریعة لمواجهـة أي خطــر یهـــدد ســـالمة الســـلطنة أو وحـــدة أراضـــیها ، أو أمـــن شـــعبها ومصـــالحه ، أو یعـــوق مؤسســـات

Page 24: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

24

: " ال یجـوز تعطیـل أي حكـم مـن ) علـى أنـه73كمـا تـنص المـادة (الدولة عن أداء مهامهـا ، أحكام هذا النظام إال أثناء قیام األحكام العرفیة وفي الحدود التي یبینها القانون ".

ـــى اإلدارة االلتـــزام ـــه یجـــب عل ویتضـــح مـــن أحكـــام المـــادتین المشـــار إلیهـــا أن األصـــل أنلقـــــوانین واتخـــــاذ ابـــــالقوانین واللـــــوائح فـــــي تســـــییر أعمالهـــــا ، ولكـــــن یجـــــوز الخـــــروج علـــــى تلـــــك

ــــالزم لمواجهــــة هــــذه اإلجــــراءات الســــ ــــة حــــدوث الظــــروف االســــتثنائیة وبالقــــدر ال ریعة فــــي حالالظروف .

نـه قـد أواذا كان یعتبر مـا تقـدم حلـوال دسـتوریة لمواجهـة بعـض الظـروف االسـتثنائیة ، إال أقــر القضــاء تحــدث ظروفــا أخــرى غیــر متوقعــة ال تجــد لهــا نصــا دســتوریا یعالجهــا ، لــذلك فقــد

بمشروعیة القرارات التي تتخذها اإلدارة في الظروف االسـتثنائیة ، -بشروط معینة –اإلداري حتى ولو كانت غیر مشروعة في ظل الظروف العادیـة ، وذلـك بهـدف المحافظـة علـى األمـن

والنظام ، وضمان سیر المرافق العامة بانتظام واطراد .اإلداریـة العلیـا بمجلـس الدولـة المصـري بأنـه " للحكومـة وفي هذا الشأن قضت المحكمة

عنـــد قیـــام حالـــة اســـتثنائیة تمـــس األمـــن والطمأنینـــة ســـلطة تقدیریـــة واســـعة لتتخـــذ مـــن التـــدابیر السریعة الحاسمة ما تواجه به الموقف الخطیر ، إذ بقدر الخطر الذي یهـدد األمـن والطمأنینـة

تخاذه من إجراءات وتدابیر لصون األمـن والنظـام ، بقدر ما تطلق حریتها في تقدیر ما یجب اوال یطلب من اإلدارة فـي مثـل هـذه الظـروف الخطـرة مـا یطلـب منهـا فـي الظـروف العادیـة مـن

.)1(الدقة والحذر حتى ال یفلت الزمام من یدها "

ضوابط تطبیق نظریة الظروف االستثنائیةــــت األع ــــي أن تفل ــــة الصــــادرة فــــي الظــــروف إن تطبیــــق هــــذه النظریــــة ال یعن مــــال اإلداری

االسـتثنائیة مــن الخضـوع لرقابــة القضـاء ، وانمــا یمكــن أن تثـار مســؤولیة اإلدارة حتـى فــي ظــل هــذه الظــروف وذلــك اســتنادا إلــى عنصــر الخطــأ الــذي یقــع منهــا ، أو علــى أســاس المخــاطر

بعــض األحیــان،والقضــاء العمــاني فــي،ا لمــا انتهــى إلیــه القضــاء الفرنســيوتحمــل التبعــة وفقــیستوجب درجة أكبر من الجسامة في الخطـأ الـذي یحـدث فـي في هذه الحالة غیر أن القضاء

.)2(الظروف االستثنائیة بالمقارنة مع الذي یقع في الظروف العادیة

ق ، مجموعة أحكام 2لسنة 1517م في القضیة رقم 13/4/1975راجع حكم المحكمة اإلداریة العلیا الصادر بتاریخ )1(.886المحكمة ، ص

.49راجع ماجد راغب الحلو ، المرجع السابق ، ص )2(

Page 25: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

25

ونظـــرا لخطـــورة الســـلطات والصـــالحیات التـــي تمـــنح لـــإلدارة بنـــاء علـــى تلـــك النظریـــة ، حقـــوق األفـــراد وحریـــاتهم ، فـــإن القضـــاء قـــام بوضـــع ضـــوابط والتـــي قـــد تـــؤدي إلـــى المســـاس ب

وشـــروط تحكـــم ســـلوك اإلدارة فـــي ظـــل الظـــروف االســـتثنائیة ، فاشـــترط لصـــحة القـــرارات التـــي :)1(تتخذها اإلدارة أثناء تلك الظروف توافر عدة شروط وهي

الظروف االستثنائیة غیر العادیةتوافر حالة الضرورة أو-1ود خطـــر جســـیم یهـــدد النظـــام العـــام بعناصـــره المعروفـــة المتمثلـــة فـــي ویعنـــي ذلـــك وجـــ

األمن العـام والصـحة العامـة والسـكینة العامـة واآلداب العامـة ، أو یهـدد دوام سـیر المرافـق العامـــة بانتظـــام واطـــراد ، أمـــا إذا لـــم یوجـــد هـــذا الخطـــر الـــذي یبـــرر الخـــروج علـــى قواعـــد

نائیة التي تتخذها اإلدارة .المشروعیة ، انعدم سبب األعمال االستث

ثبـــوت اســـتحالة مواجهـــة هـــذه الظـــروف االســـتثنائیة باتبـــاع أحكـــام القواعـــد القانونیـــة -2الساریة والمقررة في الظروف العادیة.

ویعني ذلك عجز اإلدارة عن مواجهة الظرف االستثنائي بالوسائل العادیة واضطراها درء الخطر .إلى استعمال الوسائل االستثنائیة ل

وجــــوب ممارســــة اإلدارة للســــلطات االســــتثنائیة بقــــدر مــــا تتطلبــــه مواجهــــة الظــــروف -3االستثنائیة.

ویعني ذلك أنه یجب أن ال یتجاوز اإلجراء االستثنائي القـدر الـالزم للتغلـب علـى تلـك تها وانمـا الظروف ، أي أنه یجب أن تقدر الضرورة بقدرها ، فال تتعسف اإلدارة في إجراءا

علیهــا مراعــاة التبصــر واالحتــراس فــي الموقــف وأن تختــار الوســیلة التــي تكــون أقــل ضــررا على األفراد .

حكم بمشروعیة التصرفات التي اتخذتها المحكمة تواذا تحققت الشروط المذكورة ، فإن طلب تدخل أن تلك الظروف ال تتااإلدارة في ظل الظروف االستثنائیة ، أما إذا تبین له

راءات العادیة ، ففي وانما كان باإلمكان التصدي لها باإلج، اإلدارة باتخاذ إجراءات استثنائیة قضي بعدم مشروعیة تصرفات اإلدارة التي اتخذتها في مثل تلك الظروف .هذه الحالة ن

.81د/ محمد عبد العال السناري ، المرجع السابق ، ص أنظر )1(

Page 26: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

26

المطلب الثالثأعمال السیادة

أ المشـروعیة وذلـك ألنهـا تـؤدي تعتبر أعمال السـیادة مـن أهـم القیـود التـي تـرد علـى مبـدإلى اإلفالت من كل رقابة قضـائیة ، فهـي أعمـال تتمتـع بحصـانة عامـة ومطلقـة مـن الخضـوع

لرقابة القضاء. وقـــد نشـــأت فكـــرة أعمـــال الســـیادة بدایـــة نشـــأة قضـــائیة ، فهـــي مـــن ابتـــداع مجلـــس الدولـــة

فــرض رقابتــه علــى هــذه الفرنســي وذلــك ألســباب تاریخیــة ، حیــث أنــه اضــطر إلــى التخلــي عــناألعمــال تحــت ضــغط ظــروف سیاســیة معینــة ، حیــث قــدمها كمقابــل للحكومــة لیحــتفظ بوجــوده وبقــاء كیانــه خوفــا مــن إلغائــه ، ثــم اســتمر علــى األخــذ بهــا حتــى اآلن ، ولكنــه بــدأ یقلــص هــذه األعمال حیـث یكـاد یقصـرها حالیـا علـى طـائفتین مـن األعمـال وهـي األعمـال الخاصـة بعالقـة السلطة التنفیذیة بالبرلمان ، واألعمال الناشئة عن عالقة السلطة التنفیذیة بالسـلطات األجنبیـة

)1(.أمــا بالنســبة للوضــع فــي الــدول العربیــة فقــد نصــت الكثیــر مــن تشــریعات هــذه الــدول علــى األخذ بأعمال السـیادة ، ومنهـا مصـر واألردن والكویـت ولبنـان وسـلطنة عمـان وغیرهـا ، حیـث

تضمنت نصوصا تقضي باستبعاد هذه األعمال من نظرها من قبل القضاء .قــــرر منــــع القضــــاء مــــن ، فقــــد أخــــذ بنظریــــة أعمــــال الســــیادةالعمــــانيأن المشــــرع ونجــــد

، حیــث مــن والیــة القضــاء واختصاصــه-بشــكل كامــل -التعــرض ألعمــال الســیادة وأخرجهــا بـالنظر فـي ال تختص المحكمة القضاء اإلداري ) من قانون محكمة7المادة (ألحكام أنه وفقا

الخصـومات العـادي بـالنظر فـي القضـاء، كـذلك ال یخـتصالطلبات المتعلقـة بأعمـال السـیادةالصــادر ) مــن قــانون الســلطة القضــائیة8وفقــا لمــا نصــت علیــه المــادة (بصــفة عامــة اإلداریــة

.90/99المرسوم السلطاني رقم ومــن بینهــا قــانون محكمــة القضــاء اإلداري فــي الــدول المختلفــةولــم تحــدد قــوانین القضــاء

أعمـــال الســـیادة ولـــم تضـــع تعریفـــا لهـــا ، وانمـــا تـــرك األمـــر للقضـــاء لیقـــرر اإلداري بالســـلطنة

وما بعدھا ، و41أنظر في ھذا الشأن كل من ماجد راغب الحلو ، المرجع السابق ، ص )1(86وما بعدھا224صالمرجع السابق ، ،

وما بعدھا .111عبد الحمید أبو زید ، المرجع السابق ، ص

Page 27: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

27

بســلطته التقدیریــة مــا یعتبــر مــن أعمــال الســیادة فیخرجــه مــن اختصاصــه ومــا ال یعتبــر كــذلك ـــدخل المشـــرع بـــنصفیخضـــعه لرقابتـــه خـــاص وقـــرر إضـــفاء الســـیادة علـــى بعـــض ، إال إذا ت

األعمال ، ففي هذه الحالة یكون تحدید العمل تشریعیا .

بأنهـــا طائفـــة مـــن -)1(حســـبما عرفهـــا بعـــض الفقهـــاء –ویمكـــن تعریـــف أعمـــال الســـیادةاألعمــــال أو القــــرارات التــــي تصــــدر مــــن الســــلطة التنفیذیــــة ولكنهــــا ال تخضــــع لرقابــــة القضــــاء

عمــال تتمتــع بحصــانة عامــة ومطلقــة مــن الخضــوع لرقابــة القضــاء ســواء كــان اإلداري ، فهــي أ .أو قضاء التعویض عدم الصحةقضاء

ولكــن ، وعلــى الــرغم مــن أن هــذا التعریــف ألعمــال الســیادة قــد تبنــاه عــدد كبیــر مــن الفقهــاء ، احقیقتهـكشـف لنـا یولـم هـذه األعمـالوضـح المقصـود بیلـم أنـه تعریـف غیـر دقیـق ، إذ یبدو

النتیجة المتحققة من اكتساب عمـل تستند إلى ل السیادة بطریقة سلبیة اعموانما مجرد تعریف أ .لرقابة القضاءاوهي عدم خضوعه،ما لصفة السیادة

وفــي تعریــف ألعمــال الســیادة مــن قبــل القضــاء المقــارن صــدرت أحكــام عدیــدة مــن محكمــة بمجلـــس الدولـــة المصـــري ومنهـــا مـــا یعـــرف أعمـــال القضـــاء اإلداري والمحكمـــة اإلداریـــة العلیـــا

الســیادة بأنهــا " تلــك األعمــال التــي تصــدر مــن الحكومــة باعتبارهــا ســلطة حكــم ال ســلطة إدارة ".....)2(.

درج علـى وبتتبع األحكـام الصـادرة مـن القضـاء اإلداري فـي مصـر وفرنسـا یتبـین أنـه قـد:)3(اعتبار األعمال اآلتیة من أعمال السیادة

األعمال المنظمة لعالقة السلطة التنفیذیة بالبرلمان.-1األعمال المتصلة بالشؤون الخارجیة للدولة مثل التمثیل الدبلوماسي والمعاهدات.-2

)1(

، و342م ، ص 2005.22صالمرجع السابق ، الوھاب ، عبدمحمد رفعت، وأیضا 315ص ، 1997األشقاء ، طبعة

)2(587526/6/1951،20/2/1971جلسة 15لسنة 718حكم المحكمة اإلداریة العلیا في الطعن رقم

) .174وص 179ص –لغاء الكتاب األول دعوى اإل–236ص)3(

.353السابق ، ص

Page 28: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

28

األعمال المتصلة بالحرب . -3األعمال والتدابیر المتعلقة باألمن الداخلي .-4

یعتبــر مــن أعمــال الســیادة ومــا ال یعتبــر وعلــى الــرغم مــن اختصــاص القضــاء بتحدیــد مــاكـــذلك علـــى النحـــو ســـالف الـــذكر، إال أن المشـــرع یتـــدخل أحیانـــا ویحـــدد هـــذه األعمـــال بقصـــد إضــفاء حصــانة لهــا مــن خضــوعها لرقابــة القضــاء وذلــك العتبــارات یقــدرها المشــرع تقتضــیها

ســـامیة مـــن صـــدرت أوامـــر ســـلطانیة، ومثـــاال علـــى ذلـــك فـــي الســـلطنة ، فقـــد مصـــلحة الدولـــةمــن أعمــال بأنهــا أعمــال وزارة الداخلیــة بعــض تصــنیف بتقضــي ،)1(جاللــة الســلطان المعظــم

) مــــن7وفقـــا للمـــادة (القضـــاء اإلداري الســـیادة التـــي ال یجـــوز النظـــر فیهـــا مــــن قبـــل محكمـــة، وفي هذه الحالة یعتبر هذا التحدید بمثابـة تشـریع واجـب تنفیـذه بـأثر مباشـر ، وهـو مـا قانونها

لتزمت به المحكمة في األحكام التـي أصـدرتها بعـد صـدور األوامـر السـلطانیة المشـار إلیهـا ، ا.)2() من النظام األساسي للدولة41وذلك ألن أوامر السلطان مطاعة وفقا ألحكام المادة (

ومـن جانبنـا نسـلم بأهمیــة نظریـة أعمـال السـیادة تحقیقــا للمصـلحة العامـة للدولـة ، إال أننــا مـن ضـرورة خضـوع هـذه األعمـال للتعـویض نظـرا لمـا قـد تسـببه )3(نؤید ما ارتآه بعض الفقهاء

أو عـــدم أحیانـــا مـــن أضـــرار لألفـــراد ، إذ طالمـــا أن عمـــل الســـیادة محصـــن مـــن رقابـــة اإللغـــاء فــال یهــم الدولــة دفــع التعــویض عــن هــذه األعمــال ، بــل علــى العكــس یــؤدي ذلــك إلــى الصــحة

ینة من تصرفات الدولة وعدم الخشیة من ضیاع حقوقهم. شعور األفراد بالطمأن

تاریخ ب467/2002رقم نقل األمر السلطاني برسالة وزیر دیوان البالط السلطاني إلى رئیس محكمة القضاء اإلداري)1(3744/2010وردت رسالة أخرى برقم 3/2009، وبعد تعدیل قانون المحكمة بالمرسوم السلطاني رقم م 1/6/2002

م تقضي بتصنیف أعمال وزارة الداخلیة اآلتیة: ( تنظیم زواج العمانیین من أجانب، وانتخابات 2/11/20010بتاریخ سیادة التي ال یجوز النظر فیھا من قبل محكمة القضاء أعضاء مجلس الشورى ، وإحرامات الوالیات) من أعمال ال

.اإلداري

) من النظام األساسي للدولة على أن " السلطان رئیس الدولة والقائد األعلى للقوات المسلحة ذاتھ 41تنص المادة ()2(مصونة ال تمس ، واحترامھ واجب ، وأمره مطاع ... " .

.318ص السابق ، المرجع إبراھیم محمد علي ، راجع ))3(

Page 29: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

29

المبحث الرابعدور القضاء اإلداري في تأكید سیادة القانون

تعرفنا سـابقا علـى أهمیـة الرقابـة القضـائیة علـى أعمـال الجهـات اإلداریـة، وتبـین لنـا أن مبــدأ د ، وتأكیــد احتــرام هــي الضــمانة الحقیقیــة لحمایــة حقــوق وحریــات األفــراتعــد هــذه الرقابــة

المشـروعیة وسـیادة القــانون بـالبالد ، ألنهــا تتـیح لكـل شــخص یتضـرر مــن اعتـداء اإلدارة علــى باعتباره الرقیـب علـى مشـروعیة اإلداريحقه أو مركزه القانوني أو حریته أن یلجأ إلى القضاء

التعــویض عنــه وأالحكم بعــدم صــحة القــرار غیــر المشــروع بــ، طالبــا إنصــافه تصــرفات اإلدارة .كان لذلك مقتضإن

وفي العصـر الحـدیث بـرزت أهمیـة الرقابـة القضـائیة علـى أعمـال اإلدارة أكثـر مـن أي عصــر مضـــى ، حیــث لـــم تقتصــر مهمـــة الدولــة فـــي هــذا العصـــر علــى الـــدور التقلیــدي الـــذي

معظـم المجـاالت تمارسه في المجتمع وهو حفظ األمن والنظام العام ، وانما تدخلت فـي كانت االقتصـــادیة واالجتماعیـــة لحیـــاة األفـــراد نتیجـــة لتوســـع ســـلطات اإلدارة وازدیـــاد نشـــاطها بهـــدف تحقیــق المصــلحة العامــة وتســییر المرافــق العامــة بانتظــام واطــراد ، متمتعــة فــي ذلــك بســلطات

هـذا واسعة وامتیازات كبیرة ترجح كفتها علـى كفـة األشـخاص المتعـاملین معهـا ، وقـد نـتج عـن تلــزم األفــراد ذاتهــاالتــدخل قیــام اإلدارة بمــا لهــا مــن ســلطات عامــة بإصــدار قــرارات مــن تلقــاء

بعمل معین أو االمتناع عن عمـل آخـر بصـرف النظـر عـن قبـول األفـراد أو رضـاهم عـن تلـك اســـتعمال الســـلطة فـــي أحیـــان واســـاءة، ممـــا أدى أحیانـــا إلـــى مخالفـــة أحكـــام القـــانون تالقـــرارا

لتـــالي المســـاس بحقـــوق هـــؤالء األفـــراد وحریـــاتهم التـــي تقرهـــا لهـــم القـــوانین واللـــوائح أخـــرى ، وباوالــنظم المختلفــة ، األمــر الــذي نجــم عنــه نشــوء منازعــات بــین األفــراد وجهــات اإلدارة ال ســبیل

باعتبـــاره ضـــمانة أساســـیة اإلداريلحلهـــا بصـــورة حاســـمة إال عـــن طریـــق اللجـــوء إلـــى القضـــاءیات ، نظرا لما یتمتع به من استقالل وحیاد تام یجعلـه بمنـأى عـن تـدخل لحمایة الحقوق والحر

الدولــة فــي شــؤونه ، ومرتكــزا علــى مبــدأ المشــروعیة الــذي یحــتم خضــوع جمیــع ســلطات الدولــة العامة مثلها في ذلك مثل األفراد ألحكام القانون.

وعیة ، وقــد أكــدت محكمــة القضــاء اإلداري علــى دورهــا فــي ضــمان حمایــة مبــدأ المشــر ــــدأ ــــة مب ــــأن: " یهــــدف القضــــاء اإلداري إلــــى ضــــمان حمای حیــــث قضــــت فــــي أحــــد أحكامهــــا ب

Page 30: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

30

المشـــروعیة المتمثـــل فـــي ســـیادة القـــانون وســـریان أحكامـــه علـــى المخـــاطبین بـــه ، بمـــا تفرضـــه المشروعیة من توافق التصرفات التي تصدر عن سلطات الدولة ومواطنیهـا مـع قواعـد القـانون

.)1(الموضوعیة " ممارسة الرقابـة القضـائیة علـى أعمـال محكمة القضاء اإلداري في د الدعوى وسیلة وتع

سـیادة القـانون ضـمان محكمـة أن تتحقـق مـن تطبیـق مبـدأ المشـروعیة و الاإلدارة ، فال تسـتطیع وال أن تتــدخل مباشــرة فــي حــل المنازعــات اإلداریــة مــن تلقــاء ذاتهــا ، إال إذا رفعــت ، بالدولــة

ةها المقـرر اتمن ذوي الشـأن، ثـم تفصـل فیهـا بحكـم قضـائي وفقـا الختصاصـدعوى مقدمةإلیها بقانونها.

أشــارت المــادة وتخــتص محكمــة القضــاء اإلداري بــالنظر فــي أنــواع متعــددة مــن الــدعاوى:وهي،إلى بعض منها3/2009المعدلة بالمرسوم السلطاني رقم ) من قانونها 6(المتعلقــةالنهائیــةبمراجعــة القــرارات اإلداریــةونیــالعمومالــدعاوى التــي یقــدمها الموظفــون -1

.بسائر شؤونهم الوظیفیة .الدعاوى التي یقدمها ذوو الشأن بمراجعة القرارات اإلداریة النهائیة-2الدعاوى التي یقدمها ذوو الشأن بمراجعة القرارات النهائیة الصـادرة مـن لجـان إداریـة ذات -3

.اختصاص قضائيوى الخاصــة بالرواتــب والمعاشـــات والمكافــآت ومــا فـــي حكمهــا المســتحقة للمـــوظفین الــدعا-4

العمومیین أو لورثتهم .، سواء رفعت بصفة أصلیة أو تبعیة.المتعلقة بالخصومات اإلداریةدعاوى التعویض -5مكــررا ) مــن هــذا 6، وذلــك دون إخــالل بحكــم المــادة (الــدعاوى المتعلقــة بــالعقود اإلداریــة-6

.قانون ال.المسائل األخرى التي تنص القوانین على اختصاص المحكمة بها-7

ویتبین من استعراض أنواع الدعاوى المشار إلیها أنه یمكن رد المسائل التي تـدخل فـي ن یالمـوظفشـؤون المتعلقـة بـاألمور اآلتیـة: (الـدعاوىاختصاص محكمة القضـاء اإلداري إلـى

ـــــي راجـــــع حكـــــم )1( ـــــةمحكمـــــة القضـــــاء اإلداري ف ـــــدعوى االبتدائی ـــــي جلســـــة الصـــــادر ) قضـــــائیة ، 7) لســـــنة (35رقـــــم (ال ف،ي الســــابعالقضــــائالعـــامم ، مجموعـــة المبــــادئ القانونیـــة التــــي قررتهــــا محكمـــة القضــــاء اإلداري فــــي 12/12/2006

.443م ، ص2006-2007

Page 31: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

31

، عــن األضــرار المادیــة والمعنویــة، التعــویضالنهائیــةت اإلداریــة القــرارامراجعــة ن ، یالعمــومیالعقــود اإلداریـــة ، المســائل األخـــرى التــي تـــنص القــوانین علـــى اختصــاص المحكمـــة منازعــات

:كل منوبذلك تشمل والیة المحكمة بها) ،

: عدم الصحة أو قضاء اإللغاء كما یطلق علیه في بعـض القضـاء المقـارنقضاء -1مــن المطعــون فیــهدارياإلقــرار الء موضــوعي یهــدف إلــى بحــث مشــروعیة وهــو قضــا

المحكمـةمخالفتـه للقـانون ، دون أن تمتـد سـلطة بعدم صحته في حـالوالحكم ، عدمه، أو تعـــدیل القـــرار المطعـــون فیـــه أو اســـتبداله بغیـــرهافلـــیس لهـــ،إلـــى أكثـــر مـــن ذلـــك

ــــى اإلدارة ــــه أوامــــر إل ) مــــن قــــانون المحكمــــة تكــــون 23، ووفقــــا ألحكــــام المــــادة (توجیاألحكام الصادرة بعدم صحة القرار حجیة على الكافة، فال تكون تلـك الحجیـة مقتصـرة

.على أطراف الدعوى ، وانما یحق لكل ذي مصلحة أن یتمسك بها

دارة لمطالبتهـــا بحـــق للمـــدعي : وهـــو قضـــاء شخصـــي موجـــه إلـــى اإلالقضـــاء الكامـــل-2الحكـم بعـدم ملـك تف، سلطات كاملة لحسم النـزاع لحالةللمحكمة في هذه ا، ویكون قبلها

القـرار غیـر المشـروع وتعدیلـه والحكـم بـالتعویض عـن األضـرار الناجمـة عنـه إذا صحة دون ، إال أن حجیـة هـذا الحكـم نسـبیة تقتصـر علـى أطـراف الـدعوىكان لذلك مقتضى

.غیرهما

ري في أي دولة من الدول وبصفة عامة یمكن القول أن المهمة األساسیة للقضاء اإلدا:)1(ةاآلتیور األمتكمن في تحقیق

تــأمین المــوظفین علــى وظــائفهم وبــث روح الطمأنینــة فــي نفوســهم حتــى یقومــوا األمــر األول :بأداء واجباتهم بأكمل وجـه دون مراعـاة لغیـر أحكـام القـانون ، فـال ینحرفـون عـن

النتقام .أداء هذه الواجبات خوفا من تعسف السلطة أو توقیا

حمایــة األفــراد ممــا قــد یصــیبهم مــن ضــرر بســبب مــا یتخــذه الموظفــون حیــالهم األمــر الثــاني :من قرارات إداریة مخالفة للقانون .

.172ص - 1986یى الجمل ، القضاء اإلداري ، دار النھضة العربیة ، طبعة الدكتور یحراجع )1(

Page 32: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

32

تحقیــق التــوازن فــي العالقــة بــین اإلدارة والمتعــاملین معهــا ، فــال تقتصــر مهمــة األمــر الثالــث :شـــروعیتها ، وانمـــا تمتـــد أیضـــا المحكمـــة علـــى رقابـــة أعمـــال اإلدارة للتحقـــق مـــن م

لتشـــــمل حمایـــــة اإلدارة ومســـــاعدتها فـــــي حـــــاالت كثیـــــرة أهمهـــــا: رفـــــض الـــــدعاوى المرفوعــة ضـــد اإلدارة إذا كانــت تفتقـــر إلــى الســـند القــانوني الصـــحیح ، وتمكینهـــا

من تحصیل حقوقها لدى األفراد إذا عجزت عن أخذها منهم .

في الصالحیات سلطنة الالجهات اإلداریة بعلى أعمالالرقابة القضائیة وتتجلى أهمیة بـالحكم بعـدم صـحة القـرار اأبرزهـا اختصاصـه، والتـي مـن محكمة القضاء اإلداري لالممنوحة

محصـنة مـن -المحكمةهذه قبل إنشاء -، بعد أن كانت تلك القراراتاإلداري غیر المشروعإلـى ذلـك ، وفـي سـبیل إعطـاء واضـافة ، الرقابة القضائیة سواء من عدم الصحة أو التعویض

ضــمانة هامـة لألفــراد القـانونالحـق لصـاحبه فــي الوقـت المناســب دون ضـرر أو ضـرار، مــنح إذا -اإلداري المطعــون فیــهبوقــف تنفیــذ القــرارمــن المحكمــة طلــب الحكــمإمكانیــة تتمثــل فــي

،ىعلى وجه السرعة دون االنتظار حتى الفصل في موضـوع الـدعو وذلك -توافرت شروطهباعتبــار أن القضــاء هــو الحــامي وال شــك أن ذلــك یســاهم فــي بــث روح الطمأنینــة لــدى األفــراد

والضـــامن لحقـــوقهم وحریـــاتهم، كمـــا أن لـــه الســـلطة فـــي إعطـــاء القـــانون فاعلیتـــه والزامـــه علـــى .تطبیق أحكامه

علــى مجــرد تطبیــق القــانون علــى الخصــوماتال یقتصــر القضــاء اإلداريدوركمــا أن –في حالـة عـدم وجـود قاعـدة قانونیـة واجبـة التطبیـق –، وانما یمتد یة المعروضة علیهاإلدار

ـــة ، األمـــر الـــذي یشـــكل ـــق مبـــادئ قانونیـــة تتفـــق وطبیعـــة الخصـــومات اإلداری إلـــى ابتـــداع وخل، وعلیه فإنـه بتحقـق األمـور سـالفة حمایة حقوق وحریات األفرادتحقیق العدالة و ضمانة كبیرة لبالبالد.مبدأ المشروعیةاعالءالتالي سیادة القانون و الذكر تتحقق ب

سـیادة القـانون بالدولـة وخضـوع معظـم في سبیل ضمان تحقیق ومن الجدیر بالذكر أنهقـانون محكمـة تعـدیل أعمال الجهات الحكومیة لرقابة القضـاء اإلداري، فقـد سـعى المشـرع إلـى

هـــذه اتاختصاصـــفـــيمن توســـیعا، تضـــ3/2009بالمرســـوم الســـلطاني رقـــم القضـــاء اإلداري المــوظفین العمــومیین شــامال لســائر دعــاوى ، حیــث أصــبح اختصاصــها بالفصــل فــي المحكمــة

المــادة ) مــن 2،3، 1البنــود (ســبیل الحصــر فــي علــىشــؤونهم الوظیفیــة بعــد أن كــان محــددا

Page 33: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

33

شــامال ، كمــا أصــبح اختصاصــها91/99ا الصــادر بالمرســوم الســلطاني رقــم هــقانون) مــن 6(بعـــد أن كانـــت ، بصـــفة عامـــةالخصـــومات اإلداریـــةبدعـــاوى التعـــویض المتعلقـــةلفصـــل فـــي با

مقتصرة على التعـویض عـن القـرارات التـي تخـتص بهـا المحكمـة المحـددة علـى سـبیل الحصـر) مـــن المرســـوم المشـــار إلیـــه، وكـــذلك األمـــر بالنســـبة لســـائر الخصـــومات 6فـــي المـــادة (أیضـــا

بعــد تعــدیلها ) مــن قــانون المحكمــة 6خصــومات فــي المــادة (ذكــر مــن تلــك الفــإن مــااإلداریــة ، بعــــد أن كانــــت تلـــــك مــــا هــــو إال علــــى ســــبیل المثــــال 3/2009بالمرســــوم الســــلطاني رقــــم

وهــــو مــــا یعنــــي أن ، الخصــــومات محــــددة علــــى ســــبیل الحصــــر قبــــل تعــــدیل المــــادة المــــذكورةلكونهـا الجهـة اختصاص هذه المحكمة بالفصـل فـي الخصـومات اإلداریـة هـو اختصـاص عـام

علـى أن النظام األساسي للدولـة ،) من67القضائیة المختصة بنظرها تطبیقا ألحكام المادة () مـن قـانون7في المـادة (المنصوص علیها الطلبات والدعاوىیستثنى من االختصاص العام

أو الطلبــات المتعلقــة بأعمــال الســیادة أو بالمراســیموالتــي ال تخــتص بنظرهــا وهــي : المحكمــة الخاصـــة بأعمـــال الوحـــدات األمنیـــة والعســـكریة عـــدا مـــا یتعلـــق الـــدعاوى و ، األوامـــر الســـلطانیة

الــدعاوى المتعلقــة منهــا بقــرارات متصــلة بــأداء خــدمات عامــة لــذوي الشــأن المتعــاملین معهــا، و الحقـة، األعمال التي صدرت بشـأنها أوامـر سـلطانیة باإلضافة إلى ، بالجنسیة والشؤون القبلیة

انتخابـــات بتنظـــیم زواج العمـــانیین مـــن أجانـــب ، و المتعلقـــةأعمـــال وزارة الداخلیـــة بعـــض وهـــيبأنهـــا مـــن )1(، حیـــث صـــنفها األمـــر الســـلطانيالوالیـــاتواحرامـــاتأعضـــاء مجلـــس الشـــورى،

مـا یتعلـق بقضـایا منتسـبي وكـذلك ،المحكمـةأعمال السیادة التي ال یجوز النظـر فیهـا مـن قبـلمـن )2(، حیـث اسـتثناهم األمـر السـلطانيالعسـكریینو المـدنیینالسـلطاني شؤون البالط وحدات

ارتـــــأى المشـــــرع لحكمـــــة قـــــدرها عـــــدم القضـــــاء اإلداري ، فقـــــد ختصـــــاص محكمـــــة الالخضـــــوعفــي الوقــت الحاضــر، فــي تلــك الطلبــات واألعمــال والــدعاوى نظرالالمحكمــة بــهــذه اختصــاص

تلــك المنازعــات بمــا یضــمن كفالــة حــق علــى أمــل إیجــاد آلیــة معینــة فــي المســتقبل للفصــل فــيالتقاضي للجمیع بدون استثناء.

نقل األمر السلطاني برسالة وزیر دیوان البالط السلطاني إلى رئیس محكمة القضـــــاء اإلداري رقم 3744/ 2010م (1)

م. 11/2010/ 2بتاریخ

بتاریخ 2011م نقل األمر السلطاني برسالة وزیر دیوان البالط السلطاني إلى رئیس محكمة القضاء اإلداري رقم 519/ (2)

م. 15/2/1201

Page 34: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

34

الخاتمة

علـى مبـدأ المشـروعیة ، والـذي یقصـد بـه سـیادة أحكـام -من خالل هذا البحث –تعرفنا القــانون بالدولــة ، أي خضــوع جمیــع مؤسســات الدولــة واألفــراد علــى حــد ســواء لحكــم القــانون ،

ـــا أهمیـــة هـــذا ـــة حقـــوق األفـــراد وقـــد اتضـــح لن ـــاره الركیـــزة األساســـیة لضـــمان حمای المبـــدأ باعتبوحریاتهم ، ونستطیع أن نستخلص من هذا البحث النتائج اآلتیة :

مـن المبـادئ األساسـیة التـي تقـوم علیهـا أو مبـدأ سـیادة القـانون المشـروعیة مبـدأیعتبر-1هـذا المبـدأ ، ة علـى أكـدت معظـم الـدول فـي دسـاتیرها أو نظمهـا األساسـیلذلك ، الدولة

رقابـــة هـــذا المبـــدأ ومـــا یســـتلزمه مـــن وجـــود الدولـــة اإلســـالمیة منـــذ نشـــأتها وقـــد عرفـــت مــن أنــواع القضــاء فــي اقضــائیة علــى أعمــال اإلدارة ، حیــث یعتبــر قضــاء المظــالم نوعــ

اإلسالم .

ویكتمـل نظامهــا ، بالشــكل الصـحیح فـي دولـة مـا المشـروعیة یتحقـق تطبیـق مبـدألكـي-2علــى أعمــال اإلدارة ، یــتمكن األفــراد عــن قضــائیة هنــاك رقابــة ال بــد أن تكــونوني القــان

طریقها من حمایة حقوقهم وحریاتهم ضد تعسف هذه اإلدارة أو استبدادها لسلطتها .

یجـب األخـذ أوال بمبـدأ الفصـل تـوافر ثالثـة شـروط ، فیشترط لتحقیق مبدأ المشروعیة -3یكون هناك تحدیدا واضحا في القـوانین والتشـریعاتبین السلطات ، كما یجب ثانیا أن

ـــة لســـلطات واختصاصـــات اإلدارةالمختلفـــة ـــإذا ، وأخیـــرا وجـــود رقابـــة قضـــائیة فعال ، ف.ل بوجود سیادة للقانون في الدولةتخلف أحد هذه الشروط ال یمكن القو

: إن مصــادر المشــروعیة هــي نفســها مصــادر القــانون ، ویمكــن تصــنیفها إلــى نــوعین-4النظــام األساســي للدولــة ) ، والتشــریعات العادیــة الدســتور (مصــادر مكتوبــة ، وتشــمل

القانونیــــة العــــرف والمبــــادئ مصــــادر غیــــر مكتوبــــة ، وتشــــمل ، و (القــــوانین) ، واللــــوائحالعامة.

مبــدأ المشــروعیة یقتضــي أن تلتــزم اإلدارة فــي كافــة تصــرفاتها ألحكــام تطبیــقذا كــانإ-5، فـإن هنـاك ، وتخضـع فـي ذلـك للرقابـة القضـائیة ذلـك شـأن األفـراد القانون شـأنها فـي

Page 35: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

35

قیـــودا تـــرد علـــى هـــذا المبـــدأ یقتضـــیها حســـن ســـیر المرافـــق العامـــة ، فتتطلـــب مصـــلحة ، بعـض أعمالهـا العمل أحیانا منح اإلدارة قدرا من حریـة التصـرف وسـلطة تقدیریـة فـي

ن مقتضــــى القــــوانین بالعمــــل خــــروج اإلدارة عــــالمحیطــــةكمــــا تتطلــــب بعــــض الظــــروف المعمـول بهـا ، فتتخـذ قــرارات أو إجـراءات غیـر مشـروعة وفقــا للظـروف العادیـة ولكنهــا

األعمـالمبررة في الظروف االستثنائیة ، باإلضـافة إلـى ذلـك قـد تقتضـي أهمیـة بعـض وهي ما یطلق علیه أعمال السیادة .أصال ،عدم خضوعها لرقابة القضاء

مشار إلیها یتضح لنا أهمیة مبدأ المشروعیة في الدولة ، ولكن لكـيوفي ضوء النتائج العلــى فاعلــة قضــائیة هنــاك رقابــة ال بــد أن تكــونبالشــكل الصــحیح یتحقــق تطبیــق هــذا المبــدأ

، فسـوف رقابـة علـى بعـض األعمـال دون غیرهـاجمیع أعمال اإلدارة ، أما إذا اقتصرت هذه التالفیه .على المشرع في الدولة یتعین یكون هناك قصورا في تحقیق المشروعیة

الصـــادر بالمرســـوم قـــانون محكمـــة القضـــاء اإلداري ) مـــن 7المـــادة (أحكـــام وبـــالنظر إلـــى ، والـى األوامـر السـلطانیة 3/2009والمعدلة بالمرسـوم السـلطاني رقـم 91/99السلطاني رقم

مـــن المشــرع حجــب أن نجــدالالحقــة الصــادرة مــن جاللــة الســلطان المعظــم فــي هــذا الشــأن، وهــي الوحــدات بعــض الجهــات الحكومیــة هابعــض األعمــال التــي تصــدر اختصــاص المحكمــة

، دون أن یحــدد الجهــة القضــائیة األمنیــة والعســكریة وشــؤون الــبالط الســلطاني ووزارة الداخلیــةوممــا ال شــك فیــه أن عــدم خضــوع بعــض األعمــال لرقابــة المحكمــة أو أیــة المختصــة بنظرهــا،

ائیة أخرى ، سوف یلقي بضالله على تصرفات اإلدارة في شأن تلك األعمـال ، فقـد جهة قضیــؤدي بهــا إلــى أن تخــالف القــانون أو أن تســيء اســتعمال ســلطتها ، نظــرا ألنهــا بمنــأى عــن

الرقابة القضائیة ، لذلك نوصي باآلتي :) مـن أن 25ادة (تحقیقا للعدالة وتأكیدا للمبـدأ الـذي أقـره النظـام األساسـي للدولـة فـي المـ-1

تخضــــع تصــــرفات ، فقــــد آن األوان أن التقاضــــي حــــق مصــــون ومكفــــول للنــــاس كافــــةوأعمال جمیع الجهات الحكومیة لرقابة القضاء دون استثناء، ما عدا األعمال التـي تعـد

.من أعمال السیادة، وفــي ضــوء عــدم اختصــاص الــذي أقــره النظــام األساســي للدولــةتحقیقــا لمبــدأ المســاواة -2

الوحـــــدات األمنیـــــة والعســـــكریة منتســـــبيالقضـــــاء اإلداري بـــــالنظر فـــــي قضـــــایا محكمـــــةللفصـل فـي بهـمخاصـة قضـائیة یتعـین إنشـاء لجنـة وموظفي شـؤون الـبالط السـلطاني، ف

Page 36: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

36

الخصـــــومات اإلداریـــــة المتعلقـــــة بشـــــؤونهم الوظیفیـــــة وبـــــالتعویض عنهـــــا ، وذلـــــك أســـــوة حــق التقاضــي فــي أي شــأن یــا مــن أنهــم محرومــون حال، إذ بــالموظفین المــدنیین بالدولــة

لمحــاكم أمــا بالنســبة لظرهــا، یــة لعــدم وجــود جهــة قضــائیة تخــتص بنمــن شــؤونهم الوظیفال تخـــتص إال بنظـــر الجـــرائم الجزائیـــة فـــفقـــط عســـكریین العســـكریة المشـــكلة حالیـــا مـــن

) مـــن 83–80ن ، وذلـــك وفقـــا ألحكـــام المـــواد (و واالنضـــباطیة التـــي یرتكبهـــا العســـكری.90/ 35شرطة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم قانون ال

وتأكیدا لسیادة القانون ونأمل من المشرع مراعاة األخذ بما تقدم ، تحقیقا للعدالة، الذي أرسى دعائمه النظام األساسي للدولة . بالدولة

وهللا الموفق ،،،

Page 37: ﺔﯾﻋورـﺷﻣﻟا أدﺑﻣ يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا رودو نوﻧﺎﻘﻟا ةدﺎﯾﺳ …admincourt.gov.om/pdf/walkf-said2b2.pdf · 2 يرادﻹا ءﺎﺿﻘﻟا

37

قائمة بالمراجع

أوال : الكتب الفقهیة ، مطبعـــة ، الوســـیط فـــي القـــانون اإلداري ، النشـــاط اإلداري مـــد علـــيالـــدكتور/ إبـــراهیم مح-1

.م 1997اإلخوة األشقاء ، طبعة عام الــدكتور / ســـلیمان محمــد الطمـــاوي ، القضـــاء اإلداري ، الكتــاب األول ، قضـــاء اإللغـــاء ،-2

م .1996طبعة عام دار الفكر العربي ،ــــد الغنــــي بســــیوني عبــــدهللا ، القضــــاء اإل-3 ــــدكتور / عب داري اللبنــــاني ، منشــــورات الحلبــــي ال

م .2001الحقوقیة ، بیروت ، طبعة طبعـــة منشـــأة المعـــارف باإلســـكندریة ،الـــدكتور / ماجـــد راغـــب الحلـــو ، القضـــاء اإلداري ،-4

م .2000عام الـــدكتور / محســـن خلیـــل ، مبـــدأ المشـــروعیة وتنظـــیم القضـــاء اإلداري ، مطبعـــة التـــوني ، -5

م .1993طبعة عام منشــورات الحلبــي الوهــاب القضــاء اإلداري ، الكتــاب األول ، / محمــد رفعــت عبــدالــدكتور-6

.م 2005عام الطبعة األولىالحقوقیة ، بیروت ، محمد عبـد العـال السـناري ، مبـدأ المشـروعیة والرقابـة علـى أعمـال اإلدارة بدولـة الدكتور / -7

م .2000م اإلمارات العربیة المتحدة ، مطبوعات جامعة اإلمارات ، عامحمـد عبـد الحمیـد أبـو زیـد ، مبـدأ المشـروعیة وضـمان تطبیقـه ، النسـر الـذهبي الدكتور / -8

م .2002للطباعة ، القاهرة ، طبعة عام الدكتور مصطفى أبو زیـد فهمـي ، القضـاء اإلداري ومجلـس الدولـة ، قضـاء اإللغـاء ، دار -9

م .2005الجامعة الجدیدة ، اإلسكندریة ، طبعة عام طبعـة عــام دار النهضـة العربیــة ، القـاهرة ، الـدكتور یحیـى الجمــل ، القضـاء اإلداري ،-10

م .1986المبادئ القانونیة:ثانیا :

أحكام مختلفة صادرة عن محكمة القضاء اإلداري بالسلطنة.- 1

أحكام مختلفة صادرة عن محاكم مجلس الدولة المصري.- 2