ﺔﻳﻮﺒﻨﻟﺍ ﺔﻨﺴﻟﺍ ﺝﺎﻬﻨﻣ ﺏﺎﺘﻛ ﻒﻟﺆﳌﺍ ·...

1142
ﻛﺘﺎﺏ: ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﳌﺆﻟﻒ: ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺑﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻴﺦ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﺖ ﺍﳋﺎﺷﻊ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻷﻭﺣﺪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﳊﱪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺎﻝ ﻧﺴﺘﻌﲔ، ﻭﺑﻪ ﺍﻟﺮﲪﻦ، ﺍﷲ ﺑﺴﻢ ﻋﺒ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺃﺑﻮ ﺘﻬﺪﻳﻦ ﺧﺎﲤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﻘﻲ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺭﺑﺎﱐ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﻠﻴﻢ ﺿﺮﳛﻪ ﻭﻧﻮﺭ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﷲ ﻗﺪﺱ ﺍﳊﺮﺍﱐ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺃﰊ ﺑﻦ ﺍﷲ ﻋﺒﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻼﻡ... ﺍﻟﻨﺒﻴﲔ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﳊﻤﺪ ﻣﻦ ﺃﻭﺗﻮﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﻻ ﻓﻴﻪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﲔ ﻟﻴﺤﻜﻢ ﺑﺎﳊﻖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻭﻣﻨﺬﺭﻳﻦ ﻣﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﻴﻨ ﺑﻐﻴﺎ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﺟﺎﺀ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﱃ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻱ ﻭﺍﷲ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﺍﳊﻖ ﻣﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﳌﺎ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﷲ ﻓﻬﺪﻯ ﻬﻢ ﻭﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺇﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻫﻮ ﺷﻬﺪ ﻛﻤﺎ ﻟﻪ ﺷﺮﻳﻚ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﷲ ﺇﻻ ﺇﻟﻪ ﺃﻥ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﺻﺮﺍﻁ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺇﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻭﻟﻮﺍ) ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺁﻝ ﺳﻮﺭﺓ.( ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﺒﺪﻩ ﳏﻤﺪﺍ ﺃﻥ ﺃﺷﻬﺪ ﻋﻨﺘﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺰﻳﺰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﻟﻘﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻭﻧﻌﺘﻪ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀﻩ ﺑﻪ ﻭﻫﺪﻯ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀﻩ ﺑﻪ ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺭﺏ ﻭﻫﻮ ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺇﻟﻪ ﺍﷲ ﺣﺴﱯ ﻓﻘﻞ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﻓﺈﻥ ﺭﺣﻴﻢ ﺭﺀﻭﻑ ﺑﺎﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺣﺮﻳﺺ) ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺳﻮﺭﺓ.( ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻫﻞ ﻣﻦ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺇﱃ ﺃﺣﻀﺮ ﻗﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻣﺎ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺻﻼﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﺁﻟﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻣﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺑﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﳍﺬﻩ ﻣﻨﻔﻘﺎ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺷﻴﻮﺥ ﺑﻌﺾ ﺻﻨﻔﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﻗﻠﺖ ﳑﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻻﺓ ﻣﻦ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﻭﱂ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﻣﻦ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺇﻋﺎﻧﺔ ﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺃﻋﺎﻧﻪ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺩﻳﻦ ﺃﺻﻞ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺩﻳﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻳﻮﺟﺒﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﳋﺎﺭﺟﲔ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﳌﻠﺤﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻩ ﻣﺎ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﳛﺮﻣﻮﻥ ﻭﻻ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﻥ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻳﺴﻮﻍ ﺍﻟﱵ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﲟﻨﺰﻟﺔ ﺍﳌﻠﻞ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﺑﻞ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻛﺜﺮﺕ ﺇﺫﺍ ﻭﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﻳﻜﺜﺮﻭﻥ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﱵ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﳌ ﺃﻧﻮﺍﺭﻫﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﳍﺎ ﻭﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﻜﻦ ﻭﱂ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﻭﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻟﻈﻠﻤﺔ ﺎﺣﻴﺔ ﺃﺣﻮﺍﳍﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﻫﻢ ﺑﻞ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺗﻜﺬﻳﺒﺎ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮﺓ ﻳﻜﺬﺑﻮﻥ ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻭﺍﶈﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻻﻓﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻓﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻳﻠﺘﺒﺲ ﻓﻠﻬﺬﺍ ﺍﳋﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﻪ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻭﻫﻢ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺑﺒﻌﺾ ﻭﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﺃﻫﻞ ﻣﻦ ﻛﺜﲑ ﻋﻠﻰ ﻟﻠﻨﺒﻮﺍﺕ ﺗﻌﻈﻴﻤﻬﻢ ﳉﻬﺎﻻﺕ. ﺍﳌﺒﲔ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﺁﻳﺎﺕ ﺍﷲ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻹﳊﺎﺩ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺳﺎﺋﺮ ﺇﱃ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﳌﻠﺤﺪﻳﻦ ﳍﺆﻻﺀ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻫﻢ ﻭﺍﳉﻬﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺃﺣﻀﺮ ﻣﻦ ﻭﺫﻛﺮ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ﻣﻦ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﻣﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﶈﻠﺪﺓ ﺭﺅﻭﺱ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﺭ ﻛﻤﺎ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻓﻴﻪ ﲰﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺻﻨﻔﻪ ﻭﻗﺪ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻣﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﲏ ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﺧﺪﺍﺑﻨﺪﻩ ﺍﳌﻠﺤﺪﻳﻦ ﺍﳌﻔﺘﺮﻳﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺑﻄﻼﻥ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﺍﷲ ﻋﺒﺎﺩ ﻧﺼﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﳌﺎ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻭﺑﺎﻃﻞ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻓﺄﺧﱪ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺿﻞ ﻣﻦ ﻓﺎﻟﻘﻮﻡ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﳊﺠﺔ ﺎﺏ ﻣﻦ ﻭﻫﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﻭﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺿﻞ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻭﺇﻣﺎ ﻧﻘﻠﻴﺔ ﺇﻣﺎ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﺴﻌﲑ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻛﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﻌﻘﻞ ﺃﻭ ﻧﺴﻤﻊ ﻛﻨﺎ ﻟﻮ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﷲ ﻗﺎﻝ ﲟﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺷﺒﻪ) ﺍﳌﻠﻚ ﺳﻮﺭﺓ.( ﻣﻦ ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﺃﻛ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻻﺿﻄﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﻌﻠﻢ ﲟﺎ ﺍﳌﻨﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺟﻬﻞ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺬﺏ

Upload: others

Post on 18-Sep-2020

12 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • وية: كتاب لنب لسنة ا ا منهاج مية: املؤلف بن تي اإلسالم شيخ

    بسم اهللا الرمحن، وبه نستعني، قال الشيخ اإلمام العامل احلرب الكامل األوحد العالمة احلافظ اخلاشع القانت إمام د احلليم بن عبد األئمة ورباين األمة شيخ اإلسالم بقية األعالم تقي الدين خامتة اجملتهدين أبو العباس أمحد بن عب

    احلمد هللا الذي بعث النبيني ...السالم ابن عبد اهللا بن أيب القاسم بن تيمية احلراين قدس اهللا روحه ونور ضرحيهمبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب باحلق ليحكم بني الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إال الذين أوتوه من

    هم فهدى اهللا الذين آمنوا ملا اختلفوا فيه من احلق بإذنه واهللا يهدي من يشاء إىل بعد ما جاءهتم البينات بغيا بينصراط مستقيم وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له كما شهد هو سبحانه وتعاىل أنه ال إله إال هو واملالئكة

    أشهد أن حممدا عبده ورسوله الذي و). سورة آل عمران(وأولوا العلم قائما بالقسط ال إله إال هو العزيز احلكيم ختم به أنبياءه وهدى به أولياءه ونعته بقوله يف القرآن الكرمي لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم

    حريص عليكم باملؤمنني رءوف رحيم فإن تولوا فقل حسيب اهللا ال إله إال هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم عليه وعلى آله أفضل صالة وأفضل تسليم أما بعد فإنه قد أحضر إىل طائفة من أهل السنة صلى اهللا). سورة التوبة(

    واجلماعة كتابا صنفه بعض شيوخ الرافضة يف عصرنا منفقا هلذه البضاعة يدعو به إىل مذهب الرافضة اإلمامية من لدين وملأمكنه دعوته من والة األمور وغريهم أهل اجلاهلية ممن قلت معرفتهم بالعلم وا

    يعرفوا أصل دين املسلمني وأعانه على ذلك من عادهتم إعانة الرافضة من املتظاهرين باإلسالم من أصناف الباطنية امللحدين الذين هم يف الباطن من الصابئة الفالسفة اخلارجني عن حقيقة متابعة املرسلني الذين ال يوجبون اتباع دين

    األديان بل جيعلون امللل مبنزلة املذاهب والسياسات اليت يسوغ اتباعها وأن اإلسالم وال حيرمون اتباع ما سواه منالنبوة نوع من السياسة العادلة اليت وضعت ملصلحة العامة يف الدنيا فإن هذا الصنف يكثرون ويظهرون إذا كثرت

    احية لظلمة الضالل ويكشف ما اجلاهلية وأهلها ومل يكن هناك من أهل العلم بالنبوة واملتابعة هلا من يظهر أنوارها امليف خالفها من االفك والشرك واحملال وهؤالء ال يكذبون بالنبوة تكذيبا مطلقا بل هم يؤمنون ببعض أحواهلا

    ويكفرون ببعض األحوال وهم متفاوتون فيما يؤمنون به ويكفرون به من تلك اخلالل فلهذا يلتبس أمرهم بسبب .جلهاالتتعظيمهم للنبوات على كثري من أهل ا

    والرافضة واجلهمية هم الباب هلؤالء امللحدين منهم يدخلون إىل سائر أصناف اإلحلاد يف أمساء اهللا وآيات كتابه املبني كما قرر ذلك رؤوس احمللدة من القرامطة الباطنية وغريهم من املنافقني وذكر من أحضر هذا الكتاب أنه من أعظم

    ل إليهم من امللوك وغريهم وقد صنفه للملك املعروف الذي مساه فيه األسباب يف تقرير مذاهبهم عند من ما خدابنده وطلبوا مين بيان ما يف هذا

    الكتاب من الضالل وباطل اخلطاب ملا يف يف ذلك من نصر عباد اهللا املؤمنني وبيان بطالن أقوال املفترين امللحدين اب احلجة والدليل فالقوم من أضل الناس عن سواء فأخربهتم أن هذا الكتاب وإن كان من أعلى ما يقولونه يف ب

    السبيل فإن األدلة إما نقلية وإما عقلية والقوم من أضل الناس يف املنقول واملعقول يف املذاهب والتقرير وهم من والقوم من ). سورة امللك(أشبه الناس مبن قال اهللا فيهم وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا يف أصحاب السعري

    ذب الناس يف النقليات ومن أجهل الناس يف العقليات يصدقون من املنقول مبا يعلم العلماء باالضطرار أنه من أك

  • األباطيل ويكذبون باملعلوم من األضطرار املتواتر أعظم تواتر يف األمة جيال بعد جيل وال مييزون يف نقلة العلم ورواة أو اجلهل مبا ينقل وبني العدل احلافظ الضابط املعروف بالعلم األحاديث واألخبار بني املعروف بالكذب أو الغلط

    باآلثار وعمدهتم يف نفس األمر على التقليد وإن ظنوا إقامته بالربهانيات فتارة يتبعون املعتزلة والقدرية وتارة يتبعون دين من أجهل الطوائف اجملسمة واجلربية وهم من أجل هذه الطوائف بالنظريات وهلذا كانوا عند عامة أهل العلم وال

    الداخلني يف املسلمني ومنهم من أدخل على الدين من الفساد ماال حيصيه إال رب العباد فمالحدة اإلمساعيلية والنصريية وغريهم من الباطنية

    املنافقني من باهبم دخلوا وأعداء املسلمني من املشركني وأهل الكتاب بطريقهم وصلوا واستولوا هبم على بالد م وسبوا احلرمي وأخذوا األموال وسفكوا الدم احلرام وجرى على األمة مبعاونتهم من فساد الدين والدنيا ما اإلسال

    ال يعلمه إال رب العاملني إذ كان أصل املذهب من إحداث الزنادقة املنافقني الذين عاقبهم يف حياته علي أمري املؤمنني عضهم ففروا من سيفه البتار وتوعد باجللد طائفة مفترية فيما رضي اهللا عنه فحرق منهم طائفة بالنار وطلب قتل ب

    عرف عنه من األخبار إذ قد تواتر عنه من الوجوه الكثرية أنه قال على منرب الكوفة وقد أمسع من حضر خري هذه علماء األمة بعد نبيها أبو بكر مث عمر وبذلك أجاب ابنه حممد بن احلنفية فيما رواه البخاري يف صحيحه وغريه من

    امللة احلنيفية وهلذا كانت الشيعة املتقدمون الذين صحبوا عليا أو كانوا يف ذلك الزمان مل يتنازعوا يف تفضيل أيب بكر وعمر وإمنا كان نزاعهم يف تفضيل علي وعثمان وهذا مما يعترف به علماء الشيعة األكابر من األوائل واألواخر حىت

    ل سأل سائل شريك بن عبد اهللا ابن أيب منر فقال له أيهما أفضل أبو بكر أو ذكر مثل ذلك أبو القاسم البلخي قاعلي فقال له أبو بكر فقال له السائل أتقول هذا وأنت من الشيعة فقال نعم إمنا الشيعي من قال مثل هذا واهللا لقد

    قوله أكنا نكذبه واهللا ما كان رقى علي هذا األعواد فقال أال إن خري هذه األمة بعد نبيها أبو بكر مث عمر أفكنا نردكذابا ذكر هذا أبو القاسم البلخي يف النقض على ابن الراوندي اعتراضه على اجلاحظ نقله عنه القاضي عبد اجلبار

    .اهلمداين يف كتاب تثبيت النبوة*

    فصل

    وظن أهل الطغيان فلما أحلوا يف طلب الرد هلذا الضالل املبني ذاكرين أن يف اإلعراض عن ذلك خذالنا للمؤمننينوعا من العجز عن رد هذا البهتان فكتبت ما يسره اهللا من البيان وفاء مبا أخذه اهللا من امليثاق على أهل العلم

    واإلميان وقياما بالقسط وشهادة

    إن هللا كما قال تعاىل يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامني بالقسط شهداء هللا ولو على أنفسكم أو الوالدين واألقربنييكن غنيا أو فقريا فاهللا أوىل هبما فال تتبعوا اهلوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن اهللا كان مبا تفعلون خبريا

    واللي هو تغيري الشهادة واإلعراض كتماهنا واهللا تعاىل قد أمر بالصدق والبيان وهنى عن الكذب ). سورة النساء(كما قال النيب صلى اهللا عليه وسلم يف احلديث املتفق عليه البيعان باخليار والكتمان فيما حيتاج إىل معرفته وإظهاره

    مامل يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك هلما يف بيعهما وإن كتما وكذبا حمقت بركة بيعهما وقال تعاىل يا أيها الذين آمنوا ).. سورة املائدة(هو أقرب للتقوى كونوا قوامني هللا شهداء بالقسط وال جيرمنكم شنئان قوم على أال تعدلوا أعدلوا

    ومن أعظم الشهادات ما جعل اهللا آمة حممد شهداء عليه حيث قال وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء

  • وقال تعاىل وجاهدوا يف اهللا حق جهاده هو أجتباكم وما ). سورة البقرة(على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ة أبيكم إبراهيم هو مساكم املسلمني من قبل ويف هذا ليكون الرسول شهيدا جعل عليكم يف الدين من حرج مل

    واملعىن عند اجلمهور أن اهللا مساهم املسلمني من قبل نزول القرآن ). سورة احلج(عليكم وتكونوا شهداء على الناس وإذ أخذ اهللا ميثاق الذين وقال تعاىل). سورة البقرة(ويف القرآن وقال تعاىل ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من اهللا

    وقال تعاىل إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات ). سورة آل عمران(أوتوا الكتاب لتبيننه للناس وال تكتمونه واهلدى من بعد ما بيناه للناس يف الكتاب أولئك يلعنهم اهللا ويلعنهم الالعنون إال الذين تابوا وأصلحوا وبينوا

    ال سيما الكتمان إذا لعن آخر هذه األمة أوهلا كما يف ). سورة البقرة(ا التواب الرحيم فأولئك أتوب عليهم وأن األثر إذا لعن آخر هذه األمة أوهلا فمن كان عنده علم فليظهره فإن كامت العلم يومئذ ككامت ما أنزل اهللا على حممد

    ليغا فالطعن فيهم طعن يف الدين موجب وذلك أن أول هذه األمة هم الذين قاموا بالدين تصديقا وعلما وعمال وتبلإلعراض عما بعث اهللا به النبني وهذا كان مقصود أول من أظهر بدعة التشيع فإمنا كان قصده الصد عن سبيل اهللا

    وإبطال ما جاءت به الرسل عن اهللا وهلذا كانوا يظهرون ذلك حبسب ضعف امللة فظهر يف املالحدة حقيقة هذه كثري منها على من ليس من املنافقني امللحدين لنوع من الشبهة واجلهالة املخلوطة هبوى فقبل البدع املضلة لكن راج

    معه الضاللة وهذا أصل كل باطل قال اهللا تعاىل والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن اهلوى الثة األخرى ألكم الذكر وله األنثى إىل قوله أفرأيتم آلالت والعزى ومناة الث). سورة النجم(إن هو إال وحي يوحى

    تلك إذا قسمة ضيزى إن هى إال أمساء مسيتموها أنتم ؤآباؤكم ما أنزل اهللا هبا من سلطان إن يتبعون إال الظن وما فنزه اهللا رسوله عن الضالل والغي والضالل عدم العلم ). سورة النجم(هتوى األنفس ولقد جاءهم من رهبم اهلدى

    ىوالغي اتباع اهلو

    فالظلوم غاو واجلهول ضال إال من تاب ). سورة األحزاب(كما قال تعاىل ومحلها اإلنسان إنه كان ظلوما جهوال اهللا عليه كما قال تعاىل ليعذب اهللا املنافقني واملنافقات واملشركني واملشركات ويتوب اهللا على املؤمنني واملؤمنات

    أمرنا اهللا أن أن نقول يف صالتنا أهدنا الصراط املستقيم صراط وهلذا ). سورة األحزاب(وكان اهللا غفورا رحيما الذين أنعمت عليهم غري املغضوب عليهم وال الضالني فالضال الذي مل يعرف احلق كالنصارى واملغضوب عليه

    الغاوي الذي يعرف احلق ويعمل خبالفة كاليهود والصراط املستقيم يتضمن معرفة احلق والعمل به كما يف الدعاء املأثور اللهم أرين احلق حقا ووفقين التباعه وأرين الباطل باطال ووفقين الجتنابه وال جتعله مشتبها علي فأتبع اهلوى

    ويف صحيح مسلم عن عائشة رضي اهللا عنها أن النيب صلى اهللا عليه وسلم كان إذا قام من الليل يصلي يقول اللهم رض عامل الغيب والشهادة أنت حتكم بني عبادك فيما كانوا فيه رب جربيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات واأل

    خيتلفون اهدين ملا اختلف فيه من احلق بإذنك إنك هتدي من تشاء إىل صراط مستقيم فمن خرج

    عن الصراط املستقيم كان متبعا لظنه وما هتواه نفسه ومن أضل ممن اتبع هواه بغري هدى من اهللا إن اهللا ال يهدي ني وهذا حال أهل البدع املخالفة للكتاب والسنة فإهنم إن يتبعون إال الظن وما هتوى األنفس ففيهم القوم الظامل

    جهل وظلم ال سيما الرافضة فإهنم أعظم ذوي األهواء جهال وظلما يعادون خيار أولياء اهللا تعاىل من بعد النبيني من حسان رضى اهللا عنهم ورضوا عنه ويوالون الكفار السابقني األولني من املهاجرين واألنصار والذين اتبعوهم بإ

    واملنافقني من اليهود والنصارى واملشركني وأصناف امللحدين كالنصريية واإلمساعيلية وغريهم من الضالني فتجدهم

  • أو كثريا منهم إذا اختصم خصمان يف رهبم من املؤمنني والكفار واختلف الناس فيما جاءت به األنبياء فمنهم من نهم من كفر سواء كان االختالف بقول أو عمل كاحلروب اليت بني املسلمني وأهل الكتاب واملشركني آمن وم

    جتدهم يعاونون املشركني وأهل الكتاب على املسلمني أهل القرآن كما قد جربه الناس منهم غري مرة يف مثل يرة والشام وغري ذلك وإعانتهم إعانتهم للمشركني من الترك وغريهم على أهل اإلسالم خبراسان والعراق واجلز

    للنصارى على املسلمني بالشام ومصر وغري ذلك يف وقائع متعددة من أعظمها احلوادث اليت كانت يف اإلسالم يف املائة الرابعة والسابعة فإنه ملا قدم كفار الترك إىل بالد اإلسالم وقتل من املسلمني ما ال حيصى عدده إال رب األنام

    لناس عداوة للمسلمني ومعاونة للكافرين وهكذا معاونتهم لليهود أمر شهري حىت جعلهم الناس هلم كانوا من أعظم ا .كاحلمري

    *

    فصل

    كما أن من أدعى . وهذا املصنف مسي كتابه منهاج الكرامة يف معرفة اإلمامة وهو خليق بأن يسمى منهاج الندامةمن أهل اجلبت والطاغوت والنفاق كان وصفه بالنجاسة الطهارة وهو من الذين مل يرد اهللا أن يطهر قلوهبم بل

    والتكدير أوىل من وصفه بالتطهري

    ومن أعظم خبث القلوب أن يكون يف قلب العبد غل خليار املؤمنني وسادات أولياء اهللا بعد النبيني وهلذا مل جيعل اهللا ننا الذين سبقونا باإلميان وال جتعل يف قلوبنا تعاىل يف الفيء نصيبا ملن بعدهم إال الذين يقولون ربنا أغفر لنا وإلخوا

    )..سورة احلشر(غال للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم وهلذا كان بينهم وبني اليهود من املشاهبة يف اخلبث واتباع اهلوى وغري ذلك من أخالق اليهود وبينهم وبني النصارى

    ما أشبهوا به هؤالء من وجه وهؤالء من وجه وما زال من املشاهبة يف الغلو واجلهل وغري ذلك من أخالق النصارى الناس يصفوهنم بذلك ومن أخرب الناس هبم الشعيب وأمثاله من علماء الكوفة وقد ثبت عن الشعيب أنه قال ما رأيت

    وا يل أمحق من اخلشبية لو كانوا من الطري لكانوا رمخا ولو كانوا من البهائم لكانوا محرا واهللا لو طلبت منهم أن ميلئهذا البيت ذهبا على أن أكذب على علي ألعطوين وواهللا ما أكذب عليه أبدا وقد روى هذا الكالم مبسوطا عنه أكثر من هذا لكن األظهر أن املبسوط من كالم غريه كما روى أبو حفص بن شاهني يف كتاب اللطيف يف السنة

    لواسطي حدثين جعفر بن نصري الطوسي الواسطي عن حدثنا حممد بن أيب القاسم بن هارون حدثنا أمحد بن الوليد اعبد الرمحن بن مالك بن مغول عن أبيه قال قال يل الشعيب أحذركم هذه األهواء املضلة وشرها الرافضة مل يدخلوا

    يف اإلسالم رغبة وال رهبة ولكن مقتا ألهل اإلسالم وبغيا عليهم قد حرقهم علي رضي اهللا عنه بالنار ونفاهم إىل ان منهم عبد اهللا ابن سبأ يهودي من يهود صنعاء نفاه اىل ساباط وعبد اهللا بن يسار نفاه إىل خازر وآية ذلك البلد

    أن حمنة الرافضة حمنة اليهود قالت اليهود ال يصلح امللك إال يف آل داود وقالت الرافضة ال تصلح اإلمامة إال يف

    ج املسيح الدجال وينزل سيف من السماء وقالت الرافضة ال ولد علي وقالت اليهود ال جهاد يف سبيل اهللا حىت خيرجهاد يف سبيل اهللا حىت خيرج املهدي وينادي مناد من السماء واليهود يؤخرون الصالة إىل اشتباك النجوم وكذلك

    الرافضة يؤخرون املغرب إىل اشتباك النجوم واحلديث عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ال تزال أميت على الفطرة مامل يؤخروا املغرب إىل اشتباك النجوم واليهود تزول عن القبلة شيئا وكذلك الرافضة واليهود تنود يف

  • الصالة وكذلك الرافضة واليهود تسدل أثواهبا يف الصالة وكذلك الرافضة واليهود ال يرون على النساء عدة لقرآن واليهود قالوا افترض اهللا علينا مخسني وكذلك الرافضة واليهود حرفوا التوراة وكذلك الرافضة حرفوا ا

    صالة وكذلك الرافضة واليهود ال خيلصون السالم على املؤمنني إمنا يقولون السام عليكم والسام املوت وكذلك الرافضة واليهود ال يأكلون اجلري واملرماهى والذناب وكذلك الرافضة واليهود ال يرون املسح على اخلفني

    ليهود يستحلون أموال الناس كلهم وكذلك الرافضة وقد أخربنا اهللا عنهم بذلك يف القرآن أهنم وكذلك الرافضة وا وكذلك الرافضة واليهود تسجد على). سورة آل عمران(قالوا ليس علينا يف األميني سبيل

    افضة قروهنا يف الصالة وكذلك الرافضة واليهود ال تسجد حىت ختفق برؤوسها مرارا شبه الركوع وكذلك الرواليهود تبغض جربيل ويقولون هو عدونا من املالئكة وكذلك الرافضة يقولون غلط جربيل بالوحي على حممد

    صلى اهللا عليه وسلم وكذلك الرافضة وافقوا النصارى يف خصلة النصارى ليس لنسائهم صداق إمنا يتمتعون هبن اليهود والنصارى على الرافضة خبصلتني سئلت متتعا وكذلك الرافضة يتزوجون باملتعة ويستحلون املتعة وفضلت

    اليهود من خري أهل ملتكم قالوا أصحاب موسى وسئلت النصاري من خري أهل ملتكم قالوا حواري عيسى وسئلت الرافضة من شر أهل ملتكم قالوا أصحاب حممد صلى اهللا عليه وسلم أمروا باالستغفار هلم فسبوهم

    مة ال تقوم هلم راية وال يثبت هلم قدم وال جتتمع هلم كلمة وال جتاب هلم دعوة فالسيف عليهم مسلول إىل يوم القيادعوهتم مدحوضة وكلمتهم خمتلفة ومجعهم متفرق كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها اهللا قلت هذا الكالم بعضه ثابت

    مخا فإن هذا ثابت عنه قال عن الشعيب كقوله لو كانت الشيعة من البهائم لكانوا محرا ولو كانت من الطري لكانوا رابن شاهني حدثنا حممد بن العباس النحوي حدثنا إبراهيم احلريب حدثنا ابو الربيع الزهراين حدثنا وكيع بن اجلراح

    حدثنا مالك بن مغول فذكره وأما السياق املذكور فهو معروف عن عبد الرمحن بن مالك بن مغول عن أبيه عن أصرم يف كتابه ورواه من طريقه أبو عمرو الطلمنكي يف كتابه يف األصول قال الشعيب وروى أبو عاصم خشيش بن

    أبو عاصم حدثنا أمحد بن حممد وعبد الوارث ابن إبراهيم حدثنا السندي بن سليمان

    الفارسي حدثىن عبد اهللا بن جعفر الرقى عن عبدالرمحن بن مالك بن مغول عن أبيه قال قلت لعامر الشعيب ما ردك القوم وقد كنت فيهم رأسا قال رأيتهم يأخذون بأعجاز ال صدور هلا مث قال يل يا مالك لو أردت أن عن هؤالء

    يعطوين رقاهبم عبيدا أو ميلئوا يل بييت ذهبا أو حيجوا إىل بييت هذا على أن أكذب على علي رضي اهللا عنه لفعلوا وال ر فيها أمحق من اخلشبية فلو كانوا من الطري لكانوا واهللا ال أكذب عليه أبدا يا مالك إين قد درست األهواء فلم أ

    رمخا ولو كانوا من الدواب لكانوا محرا يا مالك مل يدخلوا يف اإلسالم رغبة فيه هللا وال رهبة من اهللا ولكن مقتا من اهللا عليهم وبغيا منهم على أهل اإلسالم يريدون أن يغمصوا دين اإلسالم كما غمص بولص بن يوشع ملك اليهوددين النصرانية وال جتاوز صالهتم آذاهنم قد حرقهم علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه بالنار ونفاهم من البالد منهم عبد اهللا بن سبأ يهودي من يهود صنعاء نفاه إىل ساباط وأبو بكر الكروس نفاه إىل اجلابية وحرق منهم قوما أتوه

    بنار فاججت فألقوا فيها وفيهم قال على رضى اهللا عنه ملا رأيت فقالوا أنت هو فقال من أنا فقالوا أنت ربنا فأمراألمر أمرا منكرا اججت ثاري ودعوت قنربا يا مالك إن حمنتهم حمنة اليهود قالت اليهود ال يصلح امللك إال يف آل

    يبعث اهللا داود وكذلك قالت الرافضة ال تصلح اإلمامة إال يف ولد علي وقالت اليهود ال جهاد يف سبيل اهللا حىت املسيح الدجال وينزل سيف من السماء وكذلك الرافضة قالوا ال جهاد يف

  • سبيل اهللا حىت خيرج الرضا من ال حممد وينادي مناد من السماء اتبعوه وقالت اليهود فرض اهللا علينا مخسني صالة جاء عن النيب صلى اهللا عليه يف كل يوم وليلة وكذلك الرافضة واليهود ال يصلون املغرب حىت تشتبك النجوم وقد

    وسلم ال تزال أميت على اإلسالم ما مل يؤخروا املغرب إىل اشتباك النجوم مضاهاة لليهود وكذلك الرافضة واليهود إذا صلوا زالوا عن القبلة شيئا وكذلك الرافضة واليهود تنود يف صالهتا وكذلك الرافضة واليهود يسدلون أثواهبم

    ن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم مر برجل سادل ثوبه فعطفه عليه واليهود يسجدون يف يف الصالة وقد بلغين أصالة الفجر الكندرة وكذلك الرافضة واليهود ال خيلصون بالسالم إمنا يقولون سام عليكم وهو املوت وكذلك

    وا هو عدونا وكذلك الرافضة واليهود حرفوا التوراة وكذلك الرافضة حرفوا القرآن واليهود عادوا جربيل فقالالرافضة قالوا أخطأ جربيل بالوحي واليهود يستحلون أمول الناس وقد نبأنا اهللا عنهم أهنم قالوا ليس علينا يف

    وكذلك الرافضة يستحلون مال كل مسلم واليهود يستحلون دم كل مسلم ). سورة آل عمران(األميني سبيل رافضةوكذلك الرافضة واليهود يرون غش الناس وكذلك ال

    واليهود ال يعدون الطالق شيئا إال عند كل حيضة وكذلك الرافضة واليهود ليس لنسائهم صداق إمنا ميتعوهن وكذلك الرافضة يستحلون املتعة واليهود ال يرون العزل عن السرارى وكذلك الرافضة واليهود حيرمون اجلري

    لك الرافضة واليهود ال يرون املسح على اخلفني واملرماهى وكذلك الرافضة واليهود حرموا األرنب والطحال وكذوكذلك الرافضة واليهود ال يلحدون وكذلك الرافضة وقد أحلد لنبينا صلى اهللا عليه وسلم واليهود يدخلون مع

    موتاهم يف الكفن سعفة رطبة وكذلك الرافضة مث قال يل يا مالك وفضلتهم اليهود والنصارى خبصلة قيل لليهود من كم قالوا أصحاب موسى وقيل للنصارى من خري أهل ملتكم قالوا حواري عيسى وقيل للرافضة من خري أهل ملت

    شر أهل ملتكم قالوا حواري حممد يعنون بذلك طلحة والزبري أمروا أن يستغفروا هلم فسبوهم فالسيف عليهم نارا للحرب أطفأها اهللا مسلول إىل يوم القيامة ودعوهتم مدحوضة ورايتهم مهزومة وأمرهم متشتت كلما أوقدوا

    ويسعون يف األرض فساد واهللا ال حيب املفسدين وقد روى أبو القاسم الطربي يف شرح أصول السنة حنو هذا الكالم من حديث وهب بن بقية الواسطي عن حممد بن حجر الباهلي عن عبد الرمحن بن مالك بن مغول فهذا

    وجوه متعددة يصدق بعضها بعضا وبعضها يزيد على بعض األثر قد روى عن عبد الرمحن بن مالك بن مغول منلكن عبد الرمحن بن مالك ابن مغول ضعيف وذم الشعيب هلم ثابت من طرق أخرى لكن لفظ الرافضة إمنا ظهر ملا

    رفضوا زيد بن علي بن احلسني يف خالفة هشام وقصة زيد بن علي بن احلسني كانت بعد العشرين

    اثنتني وعشرين ومائة يف اواخر خالفة هشام قال أبو حامت البسيت قتل زيد بن علي بن ومائة سنة إحدى وعشرين أو احلسني بالكوفة سنة اثنتني وعشرين ومائة وصلب على خشبة وكان من أفاضل أهل البيت وعلمائهم وكانت

    بكر وعمر فترحم الشيعة تنتحله قلت ومن زمن خروج زيد افترقت الشيعة إىل رافضة وزيدية فإنه ملا سئل عن أيب عليهما رفضه قوم فقال هلم رفضتموين فسموا رافضة لرفضهم إياه ومسى من مل يرفضه من الشيعة زيديا النتساهبم إليه وملا صلب كانت العباد تأيت إىل خشبته بالليل فيتعبدون عندها والشعيب توىف يف أوائل خالفة هشام أو آخر

    ومائة أو قريبا من ذلك فلم يكن لفظ الرافضة معروفا إذ ذاك وهبذا وغريه خالفة يزيد بن عبد امللك أخيه سنة مخس يعرف كذب لفظ األحاديث املرفوعة اليت فيها لفظ الرافضة ولكن كانوا يسمون بغري ذلك االسم كما كانوا

    روايات عن يسمون اخلشبية لقوهلم إنا ال نقاتل بالسيف إال مع إمام معصوم فقاتلوا باخلشب وهلذا جاء يف بعض الالشعيب قال ما رأيت أمحق من اخلشبية فيكون املعرب عنهم بلفظ الرافضة ذكره باملعىن مع ضعف عبد الرمحن ومع أن

  • الظاهر أن هذا الكالم إمنا هو نظم عبدالرمحن بن مالك بن مغول وتأليفه وقد مسع طرفا منه عن الشعيب وسواء كان يف زمانه وملا مسعه عنهم أو ملا مسع من أقوال أهل العلم فيهم أو بعضه أو هو ألفه أو نظمه ملا رآه من أمور الشيعة

    جمموع األمرين أو بعضه هلذا وبعضه هلذا فهذا الكالم معروف بالدليل ال حيتاج إىل نقل وإسناد وقول القائل إن الرافضة تفعل كذا وكذا املراد به بعض الرافضة

    وقالت اليهود يد اهللا ). سورة التوبة(وقالت النصارى املسيح ابن اهللا كقوله تعاىل وقالت اليهود عزير ابن اهللامل يقل ذلك كل يهودي بل قاله بعضهم وكذلك قوله تعاىل الذين قال هلم ). سورة املائدة(مغلولة غلت أيديهم

    قائل هلم غري املراد به جنس الناس وإال فمعلوم أن ال). سورة آل عمران(الناس إن الناس قد مجعوا لكم فاخشوهم اجلامع وغري املخاطبني اجملموع هلم وما ذكره موجود يف الرافضة وفيهم أضعاف ما ذكر مثل حترمي بعضهم للحم األوز واجلمل مشاهبة لليهود ومثل مجعهم بني الصالتني دائما فال يصلون إال يف ثالثة أوقات مشاهبة لليهود ومثل

    الزوج مشاهبة لليهود ومثل تنجيسهم ألبدان غريهم من املسلمني وأهل قوهلم إنه ال يقع الطالق إال بإشهاد علىالكتاب وحترميهم لذبائحهم وتنجيس ما يصيب ذلك من املياه واملائعات وغسل اآلنية اليت يأكل منها غريهم مشاهبة

    م التقية وإظهار للسامرة الذين هم شر اليهود وهلذا جيعلهم الناس فياملسلمني كالسامرة يف اليهود ومثل استعماهلخالف ما يبطنون من العداوة مشاهبة لليهود ونظائر ذلك كثري وأما سائر محاقاهتم فكثرية جدا مثل كون بعضهم ال

    يشرب من هنر حفره يزيد مع أن النيب صلى اهللا عليه وسلم والذين معه كانوا يشربون من آبار وأهنار حفرها الكفار ومعلوم أن النيب صلى اهللا عليه وسلم ومن معه كانوا يأكلون مما جيلب من بالد وبعضهم ال يأكل من التوت الشامي

    الكفار من اجلنب ويلبسون ما تنسجه الكفار بل غالب ثياهبم كانت من نسج الكفار ومثل كوهنم يكرهون التكلم ع وحنو ذلكبلفظ العشرة أو فعل شيء يكون عشرة حىت يف البناء ال يبنون على عشرة أعمدة وال بعشرة جذو

    لكوهنم يبغضون خيار الصحابة وهم العشرة املشهود هلم باجلنة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبري وسعد بن أيب وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعبد الرمحن بن عوف وأبو عبيدة بن اجلراح رضي اهللا عنهم

    غضون سائر املهاجرين واألنصار من السابقني األولني الذين يبغضون هؤالء إال علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه ويببايعوا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حتت الشجرة وكانوا ألفا وأربعمائة وقد أخرب اهللا أنه قد رضي عنهم وثبت يف

    لنار صحيح مسلم وغريه عن جابر أيضا أن أن غالم حاطب بن أيب بلتعة قال يا رسول اهللا واهللا ليدخلن حاطب افقال النيب صلى اهللا عليه وسلم كذبت إنه شهد بدرا واحلديبية وهم يربأون من مجهور هؤالء بل يتربأون من سائر

    أصحاب رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إال نفرا قليال حنو بضعة عشر ومعلوم أنه لو فرض يف العامل عشرة من أكفر ه وتعاىل ملا قال وكان يف املدينة تسعة رهط يفسدون يف األرض الناس مل جيب هجر هذااالسم لذلك كما أنه سبحان

    مل جيب هجر اسم التسعة مطلقا بل اسم العشرة قد مدح اهللا مسماه يف مواضع كقوله ). سورة النمل(وال يصلحون وقال ). سورة البقرة(تعاىل يف متعة احلج فمن مل جيد فصيام ثالثة أيام يف احلج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة

    وقال تعاىل والفجر ). سورة األعراف(تعاىل وواعدنا موسى ثالثني ليلة وأمتمناها بعشر فتم ميقات ربه أربعني ليلة وليال عشر سورة الفجر وقد ثبت يف الصحيح أن النيب صلى اهللا عليه وسلم كان يعتكف العشر األواخر من شهر

    ر التمسوها يف العشر األواخر وقد ثبت يف الصحيح أن النيب صلى اهللا رمضان حىت توفاه اهللا تعاىل وقال يف ليلة القد عليه وسلم قال ما من أيام العمل الصاحل فيهن أحب

  • إىل اهللا من هذه األيام العشر ونظائر ذلك متعددة ومن العجب أهنم يوالون لفظ التسعة وهم يبغضون التسعة من سم أيب بكر وعمر وعثمان وملن يتسمى بذلك حىت إهنم يكرهون العشرة فإهنم يبغضوهنم إال عليا وكذلك هجرهم أل

    معاملته ومعلوم أن هؤالء لو كانوا من أكفر الناس مل يشرع أن ال يتسمى الرجل مبثل أمسائهم فقد كان يف الصحابة وأبوه الوليد من امسه الوليد وكان النيب صلى اهللا عليه وسلم يقنت له يف الصالة ويقول اللهم أنج الوليد بن الوليد

    بن املغرية كان من أعظم الناس كفرا وهو الوحيد املذكور يف قوله تعاىل ذرين ومن خلقت وحيدا ويف الصحابة من امسه عمرو ويف املشركني منامسه عمرو مثل عمرو بن عبدود وأبو جهل امسه عمرو بن هشام ويف الصحابة خالد بن

    شركني خالد بن سفيان اهلذيل ويف الصحابة من امسه هشام مثل هشام سعيد بن العاص من السابقني األولني ويف املبن حكيم وأبو جهل كان اسم أبيه هشاما ويف الصحابة من امسه عقبة مثل أيب مسعود عقبة ابن عمرو البدري امسه وعقبة بن عامر اجلهين وكان يف املشركني عقبة بن أيب معيط ويف الصحابة علي وعثمان وكان يف املشركني من

    علي مثل علي بن أمية بن خلف قتل يوم بدر كافرا ومثل عثمان بن أيب طلحة قتل قبل أن يسلم ومثل هذا كثري فلم يكن النيب صلى اهللا عليه وسلم واملؤمنون يكرهون امسا من األمساء لكونه قد تسمى به كافر من الكفار فلو قدر أن

    املسمني هبذه

    هذه األمساء مع العلم لكل أحد بأن النيب صلى اهللا عليه وسلم كان يدعوهم هبا األمساء كفار مل يوجب ذلك كراهة ويقر الناس على دعائهم هبا وكثري منهم يزعم أهنم كانوا منافقني وكان النيب صلى اهللا عليه وسلم يعلم أهنم منافقون

    أن جواز الدعاء هبذه األمساء وهو مع هذا يدعوهم هبا وعلي بن أيب طالب رضي اهللا عنه قد مسى أوالده هبا فعلمسواء كان ذلك املسمى هبا مسلما أو كافرا أمر معلوم من دين اإلسالم فمن كره أن يدعو أحدا هبا كان من أظهر

    الناس خمالفة لدين اإلسالم مث مع هذا إذا تسمى الرجل عندهم باسم علي أو جعفر أو حسن أو حسني أو حنو ذلك م يف ذلك على أنه منهم بل أهل السنة يتسمون هبذه األمساء فليس يف التسمية هبا ما عاملوه وأكرموه وال دليل هل

    يدل على أهنم منهم والتسمية بتلك األمساء قد تكون فيهم فال يدل على أن املسمى هبا من أهل السنة لكن القومفي يكون باطال بل من أقواهلم أقوال غاية اجلهل واهلوى وينبغي أيضا أن يعلم أنه ليس كل ما أنكره بعض الناس عليهم

    خالفهم فيها بعض أهل السنة ووافقهم بعض والصواب مع من وافقهم لكن ليس هلم مسألة انفردوا هبا أصابوا فيها فمن الناس من يعد من بدعهم اجلهر بالبسملة وترك املسح على اخلفني إما مطلقا وإما يف احلضر والقنوت يف الفجر

    الطالق البدعي وتستطيح القبور وإسبال اليدين يف الصالة وحنو ذلك من املسائل اليت تنازع ومتعة احلج ومنع لزومفيها علماء السنة وقد يكون الصواب فيها القول الذي يوافقهم كما يكون الصواب هو القول الذي خيالفهم لكن

    ى ما جيب إنكاره وإن كانت نفسها املسألة اجتهادية فال تنكر إال إذا صارت شعارا ألمر ال يسوغ فتكون دليال عليسوغ فيها االجتهاد ومن هذا وضع اجلريد على القرب فإنه منقول عن بعض الصحابة وغري ذلك من املسائل ومن

    محاقتهم أيضا أهنم جيعلون للمنتظر عدة مشاهد ينتظرونه فيها كالسرادب الذي بسامرا الذي يزعمون أنه غاب فيه ومشاهد أخر وقد

    ك دابة إما بغلة وإما فرسا وإما غري ذلك لريكبها إذا خرج ويقيمون هناك إما يف طريف النهار وإما يف يقيمون هناأوقات أخر من ينادي عليه باخلروج يا موالنا أخرج يا موالنا أخرج ويشهرون السالح وال أحد هناك يقاتلهم

    الصالة فيشتغل هبا عن خروجه وخدمته وفيهم من يقول يف أوقات الصالة دائما ال يصلى خشية أن خيرج وهو يفوهم فيأماكن بعيدة عن مشهده كمدينة النيب صلى اهللا عليه وسلم إما يف العشر األواخر من شهر رمضان وإما يف

  • خري ذلك يتوجهون إىل املشرق وينادونه بأصوات عالية يطلبون خروجه ومن املعلوم أنه لو كان موجودا وقد أمره رج سواء نادوه أو مل ينادوه وإن مل يؤذن له فهو ال يقبل منهم وأنه إذا خرج فإن اهللا يؤيده ويأتيه اهللا باخلروج فإنه خي

    مبا يركبه ومبن يعينه وينصره ال حيتاج إىل أن يوقف له دائما من األدميني من ضل سعيهم يف احلياة الدنيا وهم عو من ال يستجيب له دعاءه فقال تعاىل ذلكم اهللا حيسبون اهنم حيسنون صنعا واهللا سبحانه قد عاب يف كتابه من يد

    ربكم له امللك والذين تدعون من دونه ما ميلكون من قطمري إن دعوهتم ال يسمعوا دعاءكم ولو مسعوا ما استجابوا هذا مع أن األصنام موجودة وكان يكون ). سورة فاطر(لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم وال ينبئك مثل خبري

    نا شياطني تتراءى هلم وختاطبهم ومن خاطب معدوما كانت حالته أسوأ من حال من خاطب موجودا وإن فيها أحيا كان مجادا فمن دعاء املنتظر الذي مل خيلقه اهللا كان

    ضالله أعظم من ضالل هؤالء وإذا قال أنا اعتقد وجوده كان مبنزلة قول أولئك حنن نعتقد أن هذه األصنام هلا بدون من دون اهللا ما ال ينفعهم وال يضرهم ويقولون هؤالء شفعاؤنا عند اهللا واملقصود أن شفاعة عند اهللا فيع

    كليهما يدعو من ال ينفع دعاؤه وإن كان أولئك اختذوهم شفعاء آهلة وهؤالء يقولون هو إمام معصوم فهم يوالون يتم الدين إال به كما جيعل بعض عليه ويعادون عليه كمواالة املشركني على آهلتهم وجيعلونه ركنا يف اإلميان ال

    املشركني آهلتهم كذلك وقد قال تعاىل ما كان لبشر أن يؤتيه اهللا الكتاب واحلكم والنبوة مث يقول للناس كونوا عبادا يل من دون اهللا ولكن كونوا ربانيني مبا كنتمتعلمون الكتاب ومبا كنتم تدرسون وال يأمركم أن تتخذوا

    فإذا كان من يتخذ املالئكة والنبيني ). سورة آل عمران(ابا أيامركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون املالئكة والنبيني أربأربابا هبذه احلال فكيف مبن يتخذ إماما معدوما ال وجود له وقد قال تعاىل أختذوا أحبارهم ورهباهنم أربابا من دون

    وقد ثبت ). سورة التوبة(إله إال هو سبحانه عما يشركون اهللا واملسيح ابن مرمي وما أمروا إال ليعبدوا إهلا واحدا ال يف الترمذي وغريه من حديث عدي بن حامت أنه قال يا رسول اهللا ما عبدوهم فقال إهنم أحلوا هلم احلرام وحرموا عليهم احلالل فأطاعوهم فكانت تلك عبادهتم إياهم فهؤالء اختذوا أناسا موجودين أربابا وهؤالء جيعلون احلالل

    واحلرام معلقا باإلمام املعدوم الذي ال حقيقة له مث يعملون الكل ما يقول املنتسبون إليه إنه حيلله وحيرمه وإن خالف الكتاب والسنة وإمجاع سلف األمة حىت أن طائفتهم

    الل ما إذا اختلفت على قولني قالوا القول الذي ال يعرف قائله هو احلق ألنه قول هذا اإلمام املعصوم فيجعلون احلحلله واحلرام ما حرمه هذا الذي ال يوجد وعند من يقول إنه موجود ال يعرفه أحد وال ميكن أحد أن ينقل عنه

    كلمة واحدة ومن محاقاهتم متثيلهم ملن يبغضونه باجلماد أو حيوان مث يفعلون بذلك اجلماد واحليوان ما يرونه عقوبة محراء لكون عائشة تسمى احلمرياء جيعلوهنا عائشة ويعذبوهنا بنتف ملن يبغضونه مثل اختاذهم نعجة وقد تكون نعجة

    شعرها وغري ذلك ويرون أن ذلك عقوبة لعائشة ومثل اختاذهم جلسا مملوءا مسنا مث يبعجون بطنه فيخرج السمن فيشربونه ويقولون هذا مثل ضرب عمر وشرب دمه ومثل تسمية بعضهم حلمارين من محر الرحا أحدمها بأيب بكر

    اآلخر بعمر مث يعاقبون احلمارين جعال منهم تلك العقوبة عقوبة أليب بكر وعمروتارة يكتبون أمساءهم على أسفل وأرجلهم حىت أن بعض الوالة جعل يضرب رجلي من فعل ذلك ويقول إمنا ضربت أبا بكر وعمر وال أزال أضرهبما

    ومنهم من إذا مسى كلبه فقيل له بكري يضارب حىت أعدمهما ومنهم من يسمى كالبه باسم أيب بكر وعمر ويلعنهمامن يفعل ذلك ويقول تسمى كليب باسم أصحاب النار ومنهم يعظم أبا لؤلؤة اجملوسي الكافر الذي كان غالما

    للمغرية بن شعبة ملا قتل عمر ويقولون واثارت أيب لؤلؤة فيعظمون كافرا جموسيا باتفاق املسلمني لكونه قتل عمر

  • من محاقتهم إظهارهم ملا جيعلونه مشهدا فكم كذبوا الناس وادعوا أن يف هذا املكان ميتا من أهل رضي اهللا عنه والبيت ورمبا جعلوه مقتوال فيبنون ذلك مشهدا وقد يكون ذلك قرب كافر أو قرب بعض الناس ويظهر ذلك بعالمات

    من فعل أمحق الناس وأجهلهم فإنه من كثرية ومعلوم أن عقوبة الدواب املسماة بذلك وحنو هذا الفعل ال يكون إالاملعلوم أنا لو أردنا أن نعاقب فرعون وأبا هلب وأبا جهل وغريهم ممن ثبت بإمجاع املسلمني أهنم من أكفر الناس مثل

    هذه العقوبة لكان هذا من أعظم اجلهل ألن

    أو موته أن ميثل به فال يشق بطنه وال ذلك ال فائدة فيه بل إذا قتل كافر جيوز قتله أو مات حتف أنفه مل جيز بعد قتلهجيدع أنفه وأذنه وال تقطع يده إال أن يكون ذلك على سبيل املقابلة فقد ثبت يف صحيح مسلم وغريه عن بريدة عن

    النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه كان إذا بعث أمريا على جيش أو سرية أوصاه يف خاصة نفسه بتقوى اهللا تعاىل املسلمني خريا وقال أغزوا يف سبيل اهللا قاتلوا من كفر باهللا ال تغلوا وال تغدروا وال متثلوا وال وأوصاه مبن معه من

    تقتلوا وليدا ويف السنن أنه كان يف خطبته يأمر بالصدقة وينهى عن املثلة مع أنالتمثيل بالكافر بعد موته منه نكاية صود كف شره بقتله وقد حصل فهؤالء الذين يبغضوهنم لو بالعدو لكن هنى عنه ألهنا زيادة إيذاء بال حاجة فإن املق

    كانوا كفارا وقد ماتوا مل يكن هلم بعد موهتم أن ميثلوا بأبداهنم ال يضربوهنم وال يشقون بطوهنم وال ينتفون شعورهم ن مع أن يف ذلك نكاية فيهم فأما إذا فعلوا ذلك بغريهم ظنا أن ذلك يصل إليهم كان غاية اجلهل فكيف إذا كا

    مبحرم كالشاة اليت حيرم إيذاؤها بغري حق فيفعلون ماال حيصل هلم به منفعة أصال بل ضرر يف الدين والدنيا واآلخرة مع تضمنه غاية احلمق واجلهل ومن محاقتهم إقامة املأمت والنياحة على من قد قتل من سنني عديدة ومن املعلوم أن

    عقب موهتم كان ذلك مما حرمه اهللا ورسوله فقد ثبت يف الصحيح املقتول وغريه من املوتى إذا فعل مثل ذلك هبمعن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ليس منا من لطم اخلدود وشقاجليوب ودعا بدعوى اجلاهلية وثبت يف ترفع الصحيح عنه أنه بريء من احلالقة والصالقة والشاقة فاحلالقة اليت حتلق شعرها عند املصيبة والصالقة هي اليت

    صوهتا عند املصيبة باملصيبة والشاقة اليت تشق ثياهبا ويف الصحيح عنه أنه قال إن النائحة إذا مل تتب قبل موهتا فإهنا تلبس

    يوم القيامة درعا من جرب وسرباال من قطران ويف الصحيح عنه أنه قال من ينح عليه فإنه يعذب مبا ينح عليه ء يأتون من لطم اخلدود وشق اجليوب ودعوى اجلاهلية وغريذلك من واألحاديث يف هذا املعىن كثرية وهؤال

    املنكرات بعد موت امليت بسنني كثرية ما لو فعلوه عقب موته لكان ذلك من أعظم املنكرات اليت حرمها اهللا هو أفضل ورسوله فكيف بعد هذه املدة الطويلة ومن املعلوم أنه قد قتل من األنبياء وغري األنبياء ظلما وعدوانا من

    من احلسني قتل أبوه ظلما وهو أفضل منه وقتل عثمان بن عفان وكان قتله أول الفنت العظيمة اليت وقعت بعد موت النيب صلى اهللا عليه وسلم وترتب عليه من الشر والفساد أضعاف ما ترتب على قتل احلسني وقتل غري هؤالء

    نياحة على ميت وال قتيل بعد مدة طويلة من قتله إال ومات وما فعل أحد ال من املسلمني وال غريهم مأمتا والهؤالء احلمقى الذين لو كانوا من الطري لكانوا رمخا ولو كانوا من البهائم لكانوا محرا ومن ذلك أن بعضهم ال يوقد

    خشب الطرفاء ألنه بلغه أن دم احلسني وقع على شجرة من الطرفاء ومعلوم أن أن تلك الشجرة بعينها ال يكره وقودها ولو كان عليها من أي دم كان فكيف بسائر الشجر الذي مل يصبه الدم ومحاقاهتم يطول وصفها ال حيتاج إىل

    أن تنقل بإسناد ولكن ينبغي

  • أن يعلم مع هذا أن املقصود أنه من ذلك الزمان القدمي يصفهم الناس مبثل هذا من عهد التابعني وتابعيهم كما ثبت وإما أن يكون من كالم عبد الرمحن وعلى التقديرين فاملقصود حاصل فإن عبد الرمحن بعض ذلك إما عن الشعيب

    كان يف زمن تابعي التابعني وإمنا ذكرنا هذا ألن عبد الرمحن وكثري من الناس ال حيتج بروايته املفردة إما لسوء حفظه يصلحون لالعتضاد واملتابعة كمقاتل وإما لتهمة يف حتسني احلديث وإن كان له علم ومعرفة بأنواع من العلوم ولكن

    بن سليمان وحممد بن عمر الواقدي وأمثاهلما فإن كثرة الشهادات واألخبار قد توجب العلم وإن مل يكن كل من املخربين ثقة حافظا حىت حيصل العلم مبخرب األخبار املتواترة وإن كان املخربون من أهل الفسوق إذا مل حيصل بينهم

    قول احلق الذي يقوم عليه الدليل يقبل من كل من قاله وإن مل يقبل مبجرد إخبار املخرب به فلهذا تشاعر وتواطؤ والذكرنا ما ذكره عبد الرمحن بن مالك بن مغول فإن غاية ما فيه أنه قاله ذاكرا ال آثرا وعبد الرمحن هذا يروي عن

    ه ضعيف ومما ينبغي أن يعرف أن ما يوجد يف أبيه وعن األعمش وعن عبيد اهللا بن عمر وال حيتج مبجرد مفراته فإنجنس الشيعة من األقوال واألفعال املذمومة وإن كان أضعاف ما ذكر لكن قد ال يكون هذا كله يف اإلمامية االثىن

    عشرية وال يف الزيدية ولكن يكون كثري منه يف الغالية ويف كثري من عوامهم مثل ما يذكر عنهم من حترمي حلم اجلمل الق يشترط فيه رضا املرأة وحنو ذلك مما يقوله بعض عوامهم وإن كان علماؤهم ال يقولون ذلك لكن ملا وأن الط

    .كان أصل مذهبهم مستندا إىل جهل كانوا أكثر الطوائف كذبا وجهال

    *

    فصل

    ذا الرجل سلك وحنن نبني إن شاء اهللا تعاىل طريق االستقامة يف معرفة هذا الكتاب منهاج الندامة حبول اهللا وقوته وه .مسلك سلفه شيوخ الرافضة كابن النعمان املفيد ومتبعيه كالكراجكى وأيب القاسم املوسوي والطوسي وأمثاهلم

    فإن الرافضة يف األصل ليسوا أهل علم وخربة بطريق النظر واملناظرة ومعرفة األدلة وما يدخل فيها من املنع قوالت واألحاديث واألثار والتمييز بني صحيحها وضعيفها وإمنا واملعارضة كما أهنم من أجهل الناس مبعرفة املن

    عمدهتم يف املنقوالت على تواريخ منقطعة اإلسناد وكثري منها من وضع املعروفني بالكذب بل وباإلحلاد وعلماؤهم عند أهل يعتمدون على نقل مثل أيب خمنف لوط بن حيىي وهشام بن حممد بن السائب وأمثاهلما من املعروفني بالكذب

    العلم مع أن أمثال هؤالء هم من أجل من يعتمدون عليه يف النقل إذ كانوا يعتمدون على من هو يف غاية اجلهل .واالفتراء ممن ال يذكر يف الكتب وال يعرفه أهل العلم بالرجال

    وهلذا كان أئمة وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية واإلسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف والكذب فيهم قدمي .اإلسالم يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب

    قال أبو حامت الرازي مسعت يونس بن عبد األعلى يقول قال أشهب بن عبد العزيز سئل مالك عن الرافضة فقال ال تكلمهم وال ترو عنهم فإهنم يكذبون وقال أبو حامت حدثنا حرملة قال مسعت الشافعي يقول مل أر أحدا أشهد بالزور

    من الرافضة وقال مؤمل بن إهاب مسعت يزيد بن هارون يقول يكتب عن كل صاحب بدعة إذا مل يكن داعية إال الرافضة فإهنم يكذبون وقال حممد بن سعيد األصبهاين مسعت شريكا يقول أمحل العلم عن كل من لقيت إال الرافضة

    اهللا القاضي فاضى الكوفة من أقران الثوري فإهنم يضعون احلديث ويتخذونه دينا وشريك هذا هو شريك بن عبد

  • وأيب حنيفة وهو من الشيعة الذي يقول بلسانه أنا من الشيعة وهذه شهادته فيهم وقال أبو معاوية مسعت األعمش يقول أدركت الناس وما يسموهنم إال الكذابني يعين

    نهم أن يقولوا إنا أصبنا األعمش مع أصحاب املغرية بن سعيد قال األعمش وال عليكم أال تذكروا هذا فإين ال آم .امرأة وهذه آثار ثابتة رواها أبو عبد اهللا بن بطة يف اإلبانة الكربى هو وغريه

    وروى أبو القاسم الطربي كالم الشافعي فيهم من وجهني من رواية الربيع قال مسعت الشافعي يقول ما رأيت يف يضا من طريق حرملة وزاد يف ذلك ما رأيت أشهد على اهللا أهل األهواء قوما أشهد بالزور من الرافضة ورواه أ

    بالزور من الرافضة وهذا املعىن وإن كان صحيحا فاللفظ األول هو الثابت عن الشافعي وهلذا ذكر الشافعي ما ذكره أبو حنيفة وأصحابه أنه يرد شهادة من عرف بالكذب كاخلطابية ورد شهادة من عرف بالكذب متفق عليه

    ء وتنازعوا يف شهادة سائر أهل األهواء هل تقبل مطلقا أو ترد مطلقا أو ترد شهادة الداعية إىل البدع بني الفقهاوهذا القول الثالث هو الغالب على أهل احلديث ال يرون الرواية عن الداعية إىل البدع وال شهادته وهلذا مل يكن يف

    هورين بالدعاء إىل البدع وإن كان فيها الرواية عمن كتبهم األمهات كالصحاح والسنن واملسانيد الرواية عن املشفيه نوع من بدعة كاخلوارج والشيعة واملرجئة والقدرية وذلك ألهنم مل يدعوا الرواية عن هؤالء للفسق كما يظنه

    بعضهم ولكن من أظهر بدعته وجب اإلنكار عليه خبالف من أخفاها وكتمها وإذا وجب اإلنكار عليه كان من ر حىت ينتهي عن إظهار بدعته ومن هجره أن ال يؤخذ عنه العلم وال يستشهد وكذلك تنازع الفقهاء ذلك أن يهج

    يف الصالة خلف أهل األهواء والفجور منهم من أطلق اإلذن ومنهم من اطلق املنع والتحقيق أن الصالة خلفهم ال ا أن يهجروا وأن ال يقدموا يف الصالة ينهى عنها لبطالن صالهتم يف نفسها لكن ألهنم إذا أظهروا املنكر استحقو

    على املسلمني ومن هذا الباب ترك عيادهتم وتشييع جنائزهم كل هذا من باب اهلجر املشروع يف إنكار املنكر للنهى عنه وإذا عرف أن هذا هو من باب العقوبات الشرعية علم أنه خيتلف

    ها وأن املشروع قد يكون هو التأليف تارة واهلجران باختالف األحوال من قلة البدعة وكثرهتا وظهور السنة وخفائأخرى كما كان النيب صلى اهللا عليه وسلم يتألف أقواما من املشركني ممن هو حديث عهد باإلسالم ومن خياف عليه

    الفتنة فيعطى املؤلفة قلوهبم ماال يعطى غريهم قال يف احلديث الصحيح إين أعطى رجاال وأدع رجاال والذي أدع ىل من الذي أعطى أعطى رجاال ملا جعل اهللا يف قلوهبم من اهللع واجلزع وأدع رجاال ملا جعل اهللا يف قلوهبم أحب إ

    من الغىن واخلري منهم عمرو بن تغلب وقال إين ألعطي الرجل وغريه أحب إىل منه خشية أن يكبه اهللا على وجهه يف ثة الذين خلفوا يف غزوة تبوك ألن املقصود دعوة اخللق النار أو كما قال وكان يهجر بعض املؤمنني كما هجر الثال

    إىل طاعة اهللا بأقوم طريق فيستعمل الرغبة حيث تكون اصلح والرهبة حيث تكون أصلح ومن عرف هذا تبني له أن من رد الشهادة والرواية مطلقا من أهل البدع املتأولني فقوله ضعيف فإن السلف قد دخلوا بالتأويل يف أنواع

    ومن جعل املظهرين للبدعة أئمة يف العلم والشهادة ال ينكر عليهم هبجر وال ردع فقوله ضعيف أيضا عظيمة وكذلك من صلى خلف املظهر للبدع والفجور من غري إنكار عليه وال استبدال به من هو خري منه مع القدرة على

    لقدرة على إنكاره وهذا ال جيوز ومن ذلك فقوله ضعيف وهذا يستلزم إقرار املنكر الذي يبغضه اهللا ورسوله مع ا أوجب اإلعادة على كل

  • من صلى خلف كل ذي فجور وبدعه فقوله ضعيف فإن السلف واألئمة من الصحابة والتابعني صلوا خلف هؤالء وهؤالء ملا كانوا والة عليهم وهلذا كان من أصول أهل السنة أن الصلوات اليت يقيمها والة األمور تصلى خلفهم

    حال كانوا كما حيج معهم ويغزى معهم وهذه املسائل مبسوطة يف غري هذا املوضع واملقصود هنا أن على أي العلماء كلهم متفقون على أن الكذب يف الرافضة أظهر منه يف سائر طوائف أهل القبلة ومن تأمل كتب اجلرح

    القطان وعلي ابن املديين وحيىي بن معني والتعديل املصنفة يف أمساء الرواة والنقلة وأحواهلم مثل كتب حيىي بن سعيد والبخاري وأيب زرعة وأيب حامت الرازي والنسائي وأيب حامت بن حبان وأيب أمحد بن عدي والدارقطين وإبراهيم ابن يعقوب اجلوزجاين السعدي ويعقوب بن سفيان الفسوي وأمحد بن عبد اهللا بن صاحل العجلي والعقيلي وحممد بن

    املوصلي واحلاكم النيسابوري واحلافظ عبد الغين بن سعيد املصري وأمثال هؤالء الذين هم عبد اهللا بن عمار جهابذة ونقاد وأهل معرفة بأحوال اإلسناد رأى املعروف عندهم بالكذب يف الشيعة أكثر منهم يف مجيع الطوائف

    واحلارث األعور وعبد حىت أن أصحاب الصحيح كالبخاري ملريو عن أحد من قدماءالشيعة مثل عاصم بن ضمرة اهللا بن سلمة وأمثاهلم مع أن هؤالء من خيار الشيعة وإمنا يروي أصحاب الصحيح حديث علي من أهل بيته

    كاحلسن واحلسني وحممد بن احلنفية وكاتبه عبيداهللا بن أيب رافع أو عن أصحاب عبداهللا بن مسعود كعبيدة السلماين ء ائمة النقل ونقاده من أبعد الناس عن اهلوى وأخربهم بالناس وأقوهلم واحلارث بن قيس أو عمن يشبه هؤالء وهؤال

    باحلق ال خيافون يف اهللا لومة الئم والبدع متنوعة فاخلوارج مع أهنم مارقون ميرقون من اإلسالم كما

    قتاهلم ميرق السهم من الرمية وقد أمر النيب صلى اهللا عليه وسلم بقتاهلم واتفق الصحابة وعلماء املسلمني علىوصح فيهم احلديث عن النيب صلى اهللا عليه وسلم من عشرة أوجه رواها مسلم يف صحيحه روى البخاري ثالثة

    منها ليسوا ممن يتعمد الكذب بل هم معروفون بالصدق حىت يقال إن حديثهم من أصح احلديث لكنهم جهلوا ل يف معرفة معاين الكتاب وأما الرافضة وضلوا يف بدعتهم ومل تكن بدعتهم عن زندقة وإحلاد بل عن جهل وضال

    فأصل بدعتهم عن زندقة وإحلاد وتعمد الكذب كثري فيهم وهم يقرون بذلك حيث يقولون ديننا التقية وهو أن يقول أحدهم بلسانه خالف ما يف قلبه وهذا هو الكذب والنفاق ويدعون مع هذا أهنم هم املؤمنون دون غريهم من

    قني األولني بالردة والنفاق فهم يف ذلك كما قيل رمتين بدائها وانسلت إذ ليس يف املظهرين أهل امللة ويصفون السابلإلسالم أقرب إىل النفاق والردة منهم وال يوجد املرتدون واملنافقون يف طائفة أكثر مما يوجد فيهم واعترب ذلك

    يف الشرعيات ما نقل هلم عن بعض أهل البيت بالغالية من النصريية وغريهم وباملالحدة اإلمساعيلية وأمثاهلم وعمدهتموذلك النقل منه ما هو صدق ومنه ما هو كذب عمدا أو خطأ وليسوا أهل معرفة بصحيح املنقول وضعيفه كأهل

    املعرفة باحلديث مث إذا صح النقل عن بعض هؤالء فإهنم بنوا وجوب قبول قول الواحد من هؤالء على ثالثة أصول الء معصوم مثل عصمة الرسول وعلي أن ما يقوله أحدهم فإمنا يقول نقال عن الرسول صلى علي أن الواحد من هؤ

    اهللا عليه وسلم وأهنم قد علم منهم أهنم قالوا مهما قلنا فإمنا نقوله نقال عن الرسول ويدعون العصمة يف أهل النقل ن ما نقل عن أحدهم فقد أمجعوا كلهم والثالث أن إمجاع العترة حجة مث يدعون أن العترة هم االثنا عشر ويدعون أ

    عليه فهذه أصول الشرعيات عندهم وهي أصول فاسدة كما سنبني ذلك يف موضعه ال يعتمدون على القرآن وال على احلديث وال على إمجاع إال لكون املعصوم منهم وال على القياس وإن كان واضحا جليا

    هم على كتب املعتزلة ووافقوهم يف مسائل الصفات والقدر وأما عمدهتم يف النظر والعقليات فقد اعتمد متأخروواملعتزلة يف اجلملة أعقل وأصدق وليس يف املعتزلة من يطعن يف خالفة أيب بكر وعمر وعثمان رضوان اهللا تعاىل

  • عليهم أمجعني بل هم متفقون على تثبيت خالفة الثالثة وأما التفضيل فأئمتهم ومجهورهم كانوا يفضلون أبا بكر عمر رضي اهللا عنهما ويف متأخريهم من توقف يف التفصيل وبعضهم فضل عليا فصار بينهم وبني الزيدية نسب و

    واشج من جهة املشاركة يف التوحيد والعدل واإلمامة والتفضيل وكان قدماء املعتزلة وأئمتهم كعمرو بن عبيد هم قد فسقت إحدى الطائفتني إما علي وواصل بن عطاء وغريهم متوقفني يف عدالةعلي فيقولون أو من يقول من

    وإما طلحة والزبري ال يعينها فإن شهد هذا وهذا مل تقبل شهادهتما لفسق أحدمها ال يعينه وإن شهد علي مع شخص آخر عدل ففي قبول شهادة علي بينهم نزاع وكان متكلموا الشيعة كهشام بن احلكم وهشام بن اجلواليقي ويونس

    مثاهلم يزيدون يف إثبات الصفات على مذهب أهل السنة فال يقنعون مبا يقوله أهل السنة بن عبد الرمحن القمى وأواجلماعة منأن القرآن غري خملوق وأن اهللا يرى يف اآلخرة وغري ذلك من مقاالت أهل السنة واحلديث حىت يبتدعون

    يت ذكرها الناس ولكن يف أواخر يف الغلو يف اإلثبات والتجسيم والتبعيض والتمثيل ما هو معروف من مقاالهتم الاملائة الثالثة دخل من دخل من الشيعة يف أقوال املعتزلة كابن النوخبيت صاحب كتاب اآلراء والديانات وأمثاله وجاء بعد هؤالء املفيد بن النعمان وأتباعه وهلذا جتد املصنفني يف املقاالت كاألشعري ال يذكرون عن أحد من الشيعة أنه

    ة يف توحيدهم وعدهلم إال عن بعض متأخريهم وإمنا يذكرون عن بعض قدمائهم التجسيم وإثبات القدر وافق املعتزل وغريه وأول من عرف عنه يف اإلسالم أنه قال إن اهللا جسم

    هو هشام بن احلكم بل قال اجلاحظ يف كتابه احلجج يف النبوة ليس على ظهرها رافضي إال وهو يزعم أن ربه مثله عرض له وأنه ال يعلم الشيء قبل كونه إال بعلم خيلقه لنفسه وقد كان ابن الرواندي وأمثاله من وأن البدوات ت

    .املعروفني بالزندقة واإلحلاد صنفرا هلم كتبا أيضا على أصوهلم *

    فصل

    قال املصنف الرافضي أما بعد فهذه رسالة شريفة ومقالة لطيفة اشتملت على أهم املطالب يف أحكام الدين وأشرف مسائل املسلمني وهي مسألة اإلمامة اليت حيصل بسبب إدراكها نيل درجة الكرامة وهي أحد أركان اإلميان املستحق

    بسببه اخللود يف اجلنان والتخلص من غضب الرمحن فقد قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من مات ومل يعرف لك رقاب األمم ملك ملوك طوائف العرب والعجم إمام زمانه ميتة جاهلية خدمت هبا خزانة السلطان األعظم ما

    موىل النعم ومسدي اخلري والكرم شاهنشاه املكرم غياث امللة واحلق والدين اجلايتو خدابنده قد خلصت فيه خالصة .الدالئل وأشرت إىل رءوس املسائل ومسيتها منهاج الكرامة يف معرفة اإلمامة

    :ورتبتها على فصول .ذاهب يف هذه املسألةالفصل األول يف نقل امل

    .مث ذكر الفصل الثاين يف أن مذهب اإلمامية واجب اإلتباع .مث ذكر الفصل الثالث يف األدلة على إمامة علي رضي اهللا عنه بعد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

    .مث ذكر الفصل الرابع يف االثىن عشر ...فيقال الكالم على هذا من وجوه* .مث ذكر الفصل اخلامس يف إبطال خالفة أيب بكر وعمر وعثمان

    :أن يقال أوال: أحدها

  • إن قول القائل إن مسألة اإلمامة أهم املطالب يف أحكام الدين وأشرف مسائل املسلمني كذب بإمجاع املسلمني سنيهم وشيعيهم بل هذا كفر فإن اإلميان باهللا ورسوله أهم من مسألة اإلمامة وهذا معلوم باالضطرار من دين

    سالم فالكافر ال يصري مؤمنا حىت يشهد أن ال إله إال اهللا وأن حممدا رسول اهللا وهذا هو الذي قاتل عليه الرسول اإلصلى اهللا عليه وسلم الكفار أوال كما استفاض عنه يف الصحاح وغريها أنه قال أمرت أن أقاتل الناس حىت يشهدوا

    وا الصالة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا مين دماءهم أن ال إله إال اهللا وأين رسول اهللا ويف رواية ويقيموأمواهلم إال حبقها وقد قال تعاىل فإذا انسلخ األشهر احلرم فاقتلوا املشركني حيث وجدمتوهم وخذوهم واحصروهم

    خلية سبيلهم فأمر بت). سورة التوبة(واقعدوا هلم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إذا تابوا من الشرك وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة وكذلك قال لعلي ملا بعثه إىل خيرب وكذلك كان النيب صلى اهللا عليه وسلم يسري يف الكفار فيحقن دماءهم بالتوبة من الكفر ال يذكر هلم اإلمامة حبال وقد قال تعاىل بعد هذا فإن

    فجعلهم إخوانا يف الدين بالتوبة وإقام الصالة ). سورة التوبة(فإخوانكم يف الدين تابوا وأقاموا الصالة وآتوا الزكاةوإيتاء الزكاة ومل يذكر اإلمامة حبال ومن املتواتر أن الكفار على عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كانوا إذا

    أسلموا أجرى عليهم أحكام اإلسالم ومل يذكر هلم اإلمامة

    رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أحد من أهل العلم ال نقال خاصا وال عاما بل حنن نعلم حبال وال نقل هذا عنباالضطرار عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم أنه مل يكن يذكر للناس إذا أرادوا الدخول يف دينه اإلمامة ال مطلقا

    امة بتقدير االحتياج إىل معرفتها ال حيتاج وال معينا فكيف تكون أهم املطالب يف أحكام الدين ومعا يبني ذلك أن اإلمإليها من مات على عهد النيب صلى اهللا عليه وسلم من الصحابة وال حيتاج إىل التزام حكمها من عاش منهم إىل بعد

    موت النيب صلى اهللا عليه وسلم فكيف يكون أشرف مسائل املسلمني وأهم املطالب يف الدين ال حيتاج إليه أحد صلى اهللا عليه وسلم أو ليس الذين آمنوا بالنيب صلى اهللا عليه وسلم يف حياته واتبعوه باطنا وظاهرا على عهد النيب

    ومل يرتدوا ومل يبدلوا هم أفضل اخللق باتفاق املسلمني أهل السنة والشيعة فكيف يكون أفضل املسلمني ال حيتاج إىل النيب صلى اهللا عليه وسلم كان هو اإلمام يف حياته وإمنا فإن قيل إن .أهم املطالب يف الدين وأشرف مسائل املسلمني

    حيتاج إىل اإلمام بعد مماته فلم تكن هذه املسألة أهم مسائل الدين

    ...يف حياته وإمنا صارت أهم مسائل الدين بعد موته، قيل اجلواب عن هذا من وجوهطلقا بل يف وقت دون وقت وهي يف خري أنه بتقدير صحة ذلك ال جيوز أن يقال إهنا أهم مسائل الدين م: أحدها

    .األوقات ليست أهم املطالب يف أحكام الدين وال أشرف مسائل املسلمنيأن يقال اإلميان باهللا ورسوله يف كل زمان ومكان أعظم من مسألة اإلمامة فلم تكن يف وقت من األوقات ال : الثاين

    .األهم وال األشرفمن النيب صلى اهللا عليه وسلم ألمته الباقني من بعده كما بني هلم أمور الصالة أن يقال فقد كان جيب بياهنا: الثالث

    والزكاة والصيام واحلج وعني أمر اإلميان باهللا وتوحيده واليوم اآلخر ومن املعلوم أنه ليس بيان مسألة اإلمامة يف نيب صلى اهللا عليه وسلم كان نبيا فإن قيل بل اإلمامة يف كل زمان هي األهم وال.الكتاب والسنة كبيان هذه األصول

    إماما وهذا كان معلوما ملن آمن به أنه كان إمام ذلك الزمان قيل االعتذار هبذا باطل من وجوه

  • أن قول القائل اإلمامة أهم املطالب يف أحكام الدين إما أن يريد به إمامة االثىن عشر أو إمام كل زمان بعينه : أحدها زماننا اإلميان بإمامة حممد املنتظر واألهم يف زمان اخللفاء األربعة اإلميان بإمامة علي يف زمانه حبيث يكون األهم يف

    عندهم واألهم يف زمان النيب صلى اهللا عليه وسلم اإلميان بإمامته وإما أن يراد به اإلميان بأحكام اإلمامة مطلقا غري ر أن هذا مل يكن معلوما شائعا بني الصحابة وال التابعني معني وإما أن يراد به معىن رابعا أما األول فقد علم باالضطرا

    .بل الشيعة تقول إن كل واحد إمنا يعني بنص من قبله فبطل أن يكون هذا أهم أمور الدينفعلي هذا التقدير يكون أهم املطالب يف كل زمان اإلميان بإمام ذلك الزمان ويكون اإلميان من سنة ستني : وأما الثاين

    هذا التاريخ إمنا هو اإلميان بإمامة حممد بن احلسن ويكون هذا أعظم من اإلميان بأنه ال إله إال اهللا وأن ومائتني إىل حممدا رسول اهللا ومن اإلميان باهللا ومالئكته وكتبه ورسله والبعث بعد املوت ومن اإلميان بالصالة والزكاة والصيام

    ضطرار من دينواحلج وسائر الواجبات وهذا مع أنه معلوم فساده باال

    املسلمني فليس هو مذهب اإلمامية فإن اهتمامهم بعلي وإمامته أعظم من اهتمامهم بإمامة املنتظر كما ذكره هذا املصنف وأمثاله من شيوخ الشيعة وأيضا فإن كان هذا هو أهم املطالب يف الدين فاإلمامية أخسر الناس صفقة يف

    مام املعدوم الذي مل ينفعهم يف دين وال دنيا فلم يستفيدوا من أهم األمور الدين ألهنم جعلوا اإلمام املعصوم هو اإلالدينية شيئا من منافع الدين وال الدنيا فإن قالوا إن املراد أن اإلميان حبكم اإلمامة مطلقا هو أهم أمور الدين كان

    رابع فال بد من بيانه لنتكلم عليه هذا أيضا باطال للعلم الضروري أن غريها من أمور الدين أهم منها وإن أريد معىن الوجه الثاين أن يقال إن النيب صلى اهللا عليه وسلم مل جتب طاعته على الناس لكونه إماما بل لكونه رسول اهللا إىل

    الناس وهذا املعىن ثابت له حيا وميتا فوجوب طاعته على من بعده كوجوب طاعته على أهل زمانه وأهل زمانه فيهم مع أمره وهنيه وفيهم الغائب الذي بلغه الشاهد أمره وهنيه فكما جيب على الغائب عنه يف حياته الشاهد الذي يس

    طاعة أمره وهنيه جيب ذلك على من يكون بعد موته وهو صلى اهللا عليه وسلم امره شامل عام لكل مؤمن شهده أو مامة حىت أنه صلى اهللا عليه وسلم إذا غاب عنه يف حياته وبعد موته وليس هذا ألحد من األئمة وال يستفاد هذا باإل

    أمر ناسا معينني بأمور وحكم يف أعيان معينة بأحكام مل يكن حكمه وأمره خمتصا بتلك املعينات بل كان ثابتا يف نظائرها وأمثاله إىل يوم القيامة فقوله صلى اهللا عليه وسلم ملن شهده ال تسبقوين بالركوع وال بالسجود هو حكم

    وم بإمام أن ال يسبقه بالركوع وال بالسجود وقوله ملن قال مل اشعر فحلقت قبل أن أرمى قال أرم وال ثابت لكل مأمحرج وملن قال حنرت قبل أن أحلق قال احلق وال حرج أمر ملن كان مثله وكذلك قوله لعائشة رضي اهللا عنها ملا

    حاضت وهي معتمرة اصنعي ما يصنع احلاج غري أن ال

    ال هذا كثري خبالف اإلمام إذا أطيع وخلفاؤه بعده يف تنفيذ أمره وهنيه كخلفائه يف حياته فكل آمر تطويف بالبيت وأمثبأمر جيب طاعته فيه إمنا هو منفذ ألمر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ألن اهللا أرسله إىل الناس وفرض عليهم طاعته

    يه باإلمامة أو غري ذلك فطاعته ال تقف على ما تقف ال ألجل كونه إماما له شوكة وأعوان أو ألجل أن غريه عهد إلعليه طاعة األئمة من عهد من قبله أو موافقة ذوي الشوكة أو غري ذلك بل جتب طاعته صلى اهللا عليه وسلم وإن مل يكن معه أحد وإن كذبه مجيع الناس وكانت طاعته واجبة مبكة قبل أن يصري له أنصار وأعوان يقاتلون معه فهو كما

    ل سبحانه فيه وما حممد إال رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقبكم ومن ينقلب قا بني). سورة آل عمران(على عقبيه فلن يضر اهللا شيئا وسيجزي اهللا الشاكرين

  • قتلهم وأنه ليس سبحانه وتعاىل أنه ليس مبوته وال قتله ينتقض حكم رسالته كما ينتقض حكم اإلمامة مبوت األئمة ومن شرطه أن يكون خالدا ال ميوت فإنه ليس هو ربا وإمنا هو رسول اهللا قد خلت من قبله الرسل وقد بلغ الرسالة

    وأدى األمانة ونصح األمة وجاهد يف اهللا حق جهاده وعبداهللا حىت أتاه اليقني من ربه فطاعته واجبة بعد مماته وجوهبا استقر مبوته فلم يبق فيه نسخ وهلذا مجع القرآن بعد موته لكماله واستقراره مبوته يف حياته وأوكد ألن الدين كمل و

    فإذا قال القائل إنه كان إماما يف حياته وبعده صار اإلمام غريه إن أراد بذلك أنه صار بعده من هو نظريه يطاع كما ا كان حاصال يف حياته فإنه إذا غاب يطاع الرسول فهذا باطل وإن أراد أنه قام من خيلفه يف تنفيذ أمره وهنيه فهذ

    كان هناك من خيلفه وإن قيل إنه بعد موته ال يباشر معينا باألمر خبالف حياته قيل مباشرته باألمر ليست شرطا يف وجوب طاعته بل جتب طاعته على من بلغه أمره وهنيه كما جتب طاعته على من مسع كالمه وقد كان يقول ليبلغ

    لغ أوعى من سامع وإن قيل إنه يف حياته كان يقضي يف قضايا معينة مثل إعطاء شخص بعينه الشاهد الغائب فرب مب وإقامة احلد على شخص بعينه وتنفيذ جيش بعينه

    قيل نعم وطاعته واجبة يف نظري ذلك إىل يوم القيامة خبالف األئمة لكن قد خيفى االستدال