ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ...

100

Upload: others

Post on 25-Dec-2019

8 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ
Page 2: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ
Page 3: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

1

: املقدمةمما ال شك فيه أن أثر اإللتزام املدين هو وجوب تنفيذه، وأن األصل يف التنفيذ أن يكـون

ويف كلتا احلالتني املدين يدعى لتنفيـذ " التنفيذ مبقابل "عينيا، و إال فبطريق التعويض أو ما يسمى . على تنفيذه-بالطرق القانونية–إلتزامه إختيارا و إال أجرب

إعذار املدين باإللتزام كـشرط -يف األصل –د التنفيذ العيين أو مبقابل، فإنه يتعني وسواء كنا بصد .جوهري لوضع هذا األخري موضع املمتنع عن التنفيذ

فيجب إعذار املدين ومطالبته بتنفيذ إلتزامه، وأنه واجب يف التنفيذ العيين وهو واجـب أيـضا يف نفيذ بطريق التعويض، وخاصة يف التعويض عن تأخر التنفيذ بطريق التعويض، بل أن اإلعذار يف الت

)1(.املدين يف التنفيذ، له أمهية بالغةوحسب القاعدة العامة يف القانون الروماين، فإنه إذا إستحال تنفيذ اإللتزام بفعل املدين وكان ناجتا

)2(عن التأخري، فال يعتد ذا التأخري إال إذا مت اإلعذار فاألول هو أن يتأخر املدين عن الوفـاء )3(تأخري فعلي وتأخري قانوين: نوعانوالتأخري عند الرومان

مثال وهذا ال يعد إعذارا يعتد به القانون ألن التأخري الفعلي عن الوفاء قد يكون مبنيا على أسباب ما تربره أو راجعا إىل املوقف السليب الذي إختذه الدائن وركن فيه إىل عدم مطالبة مدينه بالوفاء، وأ

التأخري القانوين الذي يعتد به والذي يعترب املدين مبوجبه معذرا، فهو التأخري الذي يفصح فيه الدائن عن إرادته يف قيام مدينه بالتنفيذ، وجيب أن يكون املدين خمطئا يف عدم قيامه بالتنفيذ، أي أنه جيب

.دد وتأخره عنهأال يكون لدى املدين أسباب تربر عدم قيامه بالتنفيذ يف املوعد احملأما يف القانون األجنلوسكسوين فالقاعدة عكس ذلك فاألصل يف القانون اإلجنليزي أن الـدائن ال يلزم بإعذار املدين بغية املطالبة بالتعويض عن الضرر الذي تسبب فيه نتيجة عدم قيامه بإلتزاماتـه

.)4(.العقدية ما مل يوجد نص يف القانون يقضي على خالف ذلك يلزم اإلعذار عندهم ملا يكون تنفيذ اإللتزام متسلسال حىت يضع الدائن حدا لتأخر املدين، إذ وإمنا

.أن اإلعذار ليس له أي معىن بصدد العقود غري الزمنية إال إذا إتفق املتعاقدين على غري ذلك

2 آثار اإللتزام اجلزء -اإلثبات–نظرية اإللتزام بوجه عام ) املصري (-الوسيط يف شرح القانون املدين– الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري )1( . منه826ص

.3 ص 1974 القاهرة لعام –االعذار - الدكتور حممد شتا أبو سعد)2( .4رجع السابق صامل– الدكتور حممد شتا أبو سعد )3(.16 الدكتور حممد شتا أبو سعد، املرجع السابق ص )4(

Page 4: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

2

ـ ة إىل ويف الشريعة اإلسالمية جيب الوفاء بالعقود واإللتزامات بصفة فورية دون تراخ ودون حاج )1(".يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود: "إعذار أو إىل إجراء قانوين، لقوله تعاىل

.املدين واإلعذار مقبول شرعا وذلك إلثبات حدوث تأخري قانوين ال مظنة معه لتسامح الدائن مع روح ومادام أن دين اإلسالم قد وضع قواعد ومعامل من شأن أعماهلا قطع سبيل الظلم ونبذه ونشر

)2(".يلّ الواجد حيل عقوبته وعرضه: "السماحة واليسر لقوله صلى اهللا عليه وسلم ذهب إىل أبعد من هذا فهو ال يقف عنـد -يف دراسته اخلاصة لفكرة اإلعذار –والفقه اإلسالمي

جيب "يف معاين القرآن بل يرى أنه " املربد"على ما أورده " من أنذر فقد أعذر "مدلول املثل القائل وذلك حىت يكون للمدعي حجة يف طلبه على املـدعي )3("اإلعذار للخصم عند إرادة احلكم عليه

.عليه )4(.وجييز الفقه اإلسالمي توجيه اإلعذار حىت أثناء سري الدعوى

)5(.وهناك من يعترب بأن فكرة اإلعذار هي من تقاليد القانون الفرنسي، وذلـك 1146و 1139ذار من خالل أحكام املادتني وقد أخذ القانون املدين اجلزائري مببدأ اإلع

املتـضمن 1975 سـبتمرب 26 املوافق لـ 1395 رمضان 20 املؤرخ يف 58-75قبل صدور أمر القانون املدين املعدل واملتمم حبيث تناول هذا األخري مبدأ اإلعذار يف الكتاب الثاين منه حتت عنوان

. منه181و 180و 179مواد " طريق التعويضالتنفيذ ب"آثار اإللتزام يف فصله الثاين وبتفحص املواد السالفة الذكر جند أا مل توضح لنا مفهوم اإلعذار وال شروطه وأحكامه ولسيما نطاقه، ومل حيصر لنا املشرع آثاره بدقة، مما دفعنا إىل العمل عـل إبـراز اإلجابـة عـن هـذه

ري بالدرجة األوىل والقانون املدين املـصري اإلستفهامات على ضوء أحكام القانون املدين اجلزائ والفرنسي بإعتبارمها مصدر القانون املدين اجلزائري وكذا وباإلستعانة ببعض الشراح الذين تناولوا

.هذا املوضوع

. سورة املائدة اآلية األوىل)1( يل (وجاء يف شرحه األلفاظ احلديث " لصاحب احلق مقال" باب 840، اجلزء الثاين، ص 1992 صحيح البخاري، دار اهلدى عني مليلة لسنة )2(

.بأن يذكر مطله وعدم وفائه) عرضه(يبيح لصاحب الدين ) لحي. (مطل القادر على قضاء دينه) الواجد .164 الدكتور حممد شتا أبو سعد، نفس املرجع ص )3( .565 الدكتور حممد شتا أبو سعد نفس املرجع ص )4( .831، اإلثبات وآثار اإللتزام، ص 2 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، الوسيط يف شرح القانون املدين ج)5(

Page 5: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

3

إليضاح مبدأ اإلعذار ومنه إجياد احللول القانونية املالئمة لإلشكاالت اليت قد يطرحهـا غمـوض . الشأنالنصوص القانونية يف هذا

فتكون بذلك دراستنا هلذا املوضوع دراسة حتليلية مبسطة، نبدأ بفصل متهيدي بيان ملفهوم اإلعذار كمدخل للبحث ويف الفصل األول ندرس شروطه املختلفة وهو لب املوضوع ويف الفصل الثـاين

.ومن هنا تتجلى لنا أمهية دراسة هذا املوضوع. حناول حصر وتوضيح آثار اإلعذار

Page 6: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

4

مفهوم اإلعذار: صل التمهيدي الف

حماولة حتديد تعرف اإلعذار لغة وإصـطالحا وبيـان -يف املبحث األول –نتناول يف هذا الفصل بيان أساسـه -يف املبحث الثاين –الغاية منه، كما نعمد إىل متييزه عما يشبهه من أنظمة، وندرس

.وطبيعته القانونية، ومدى تعلقه بالنظام العام

التعريف باإلعذار وبيان الغاية منه: ولاملبحث األنتناول من خالل هذا املبحث تعريف اإلعذار لغة من خالل القواميس، وتعريفه إصـطالحا مـن

يف –، مث بيان الغايـة منـه -يف املطلب األول –خالل ما جاء به فقهاء وأساتذة القانون اخلاص . من أنظمة ومفاهيم قانونية منيزه عما يشبهه-يف املطلب الثالث– و -املطلب الثاين

تعريف اإلعذار: املطلب األول نعرفه إصطالحا، مث نـربز -الفرع الثاين –ويف - اإلعذار لغة، -يف الفرع األول –نعرف .يف الفرع الثالث-.من خالل إمجاع الفقهاء. الغاية من اإلعذار

تعريف اإلعذار لغة: الفرع األول

رفـع عـن اللـوم : د األجبدي يف أول ما صنع بأنه إعذارا حسب املنج -أعذر–اإلعذار أعذر "ويف املثل : أتى مبا يعذر عليه : وأعذر من نفسه " فإنه أبدى عذرا : إذا أعذر الرجل "والذنب : وأعـذر الرجـل " أي من أنرك مبا سيحل بك فقد أعذر إليك أي صار معذورا عندك " من أنذر

. )1("أبدى عذرا ، حبيث إعترب اإلعذار بأنـه )2(ذهب إىل ذلك بعض الشراح كما –واإلعذار ليس هو ذاته اإلنذار

.إصطالح لفظ اإلنذار، وهذا حسب رأي ال ينطبق وصحيح مفهوم كال املصطلحني .فاإلعذار كما سيأيت بيانه ليس مصطلحا للفظ اإلنذار

.105 ص 1968الطبعة الثالثة لعام –بريوت لبنان (نجد األجبدي معاجر دار املشرق امل)1( .3 ص 2000 الة الكربى طبعة سنة -دار الكتب القانونية" الصيغ لإلنذارات على يد احملضر" الدكتور علي عوض حسن يف كتاب )2(

Page 7: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

5

دينه فيكـون ذلك أن اإلعذار هو غاية اإلنذار فإذا أنذر أحد أحذا فهو ليعذره، فإن أنذر الدائن م .بغية إعذاره لينفذ إلتزامه

.وتزخر آيات القرآن الرمي بالعديد من املواقع اليت تشري فيها إىل لفظ اإلعذارقل أن سألتك عن شيء بعـدها فـال [: ومنها ما ورد يف سورة الكهف يف قوله سبحانه وتعاىل

.)1(]تصاحبين قد بلغت من لدين عذرا .)2(أي قد أعذرتين" عذراقد بلغت من لدين"وجاء يف تفسري

ومعىن أعذرتين يف معىن اآلية، أن موسى عليه السالم خيرب اخلفر عليهما السالم بأنه يتحمل نتـائج .إستفسار، وسأله كل مرة وعدم صربه على ما كان حيدثه اخلفر يف سفرمها

تعريف اإلعذار إصطالحا : الفرع الثاين

يف نصوص القانون لدى التـشريعات املعروفـة، بـل -إصطالحا–مل جند أثر لتعريف اإلعذار .إقتصرت أحكامه على بيان آثاره وأشكاله

أو مبا يقوم مقـام اإلنـذار، -يكون إعذار املدين بإنذاره : " من ق م ج أنه 180فقد نصت املادة مترتبا وجيوز أن يتم األعذار عن طريق الربيد على الوجه املبني يف هذا القانون، كما جيوز أن يكون ".على إتفاق يقضي بان يكون املدين معذرا مبجرد حلول األجل دون حاجة إىل أي إجراء آخر

.فاملشرع مل يورد تعريفا، بل إقتصر على بيان إعذار الدائن للمدين مث عدد وسائله .إال أن الفقه القانوين حاول إجياد تعريف له خيتلف بإختالف الزاوية اليت غلبها فيه

وضع املدين يف حالة تأخر عن تنفيذ : "فعرفه بأنه " الغاية"ء من عرف اإلعذار من زاوية ومن الفقها )3(".إلتزامه، حني يترتب على تأخره نتائج قانونية

: على املضمون القانوين الذي يتجسده اإلجراء القانوين احملقق لإلعذار فيعرف بأنه ركز ومنهم من لتزامه، يثبت به رمسيا تأخر املدين يف التنفيذ لـسبب راجـع أمر يوجهه الدائن إىل املدين لينفذ إ " )4(".إليه

.76 سورة الكهف )1(الطبعة األوىل اجلزء الرابع دار الثقافة للنشر والتوزيع باجلزائر –الفداء إمساعيل بن كثري القرشي الدمشقي تفسري لإلمام احلافظ عماد الدين أيب )2(

.161، ص 1990لسنة .6 ص 5 بنذ 1974 الدكتور حممود مجال الدين زكي، أحكام اإللتزام، لعام )3( .169 الدكتور حممد شتا أبو سعد، املرجع السابق، ص )4(

Page 8: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

6

متصل باألمر املوجه للمـدين -حبسبه–وخبالف التعريف السابق فإن هذا التعريف جعل اإلعذار .سواء كان مكتوبا كان أم غري مكتوب

ذلك ملا يقرر له وهناك من عرف اإلعذار بأنه اإلسم أو املصطلح الذي يتخذ ونفظيه لتأخر املدين و )1(.القانون بعض النتائج القانونية

يف حالة املتـأخر يف تنفيـذ -قانونا–مبعىن وضعه " أعذر املدين "ومن التعريفات اإلصطالحية )2(.إلتزامه

التصرف الذي من خالله يطلب الـدائن مـن : "وعرفه جمموعة من أساتذة القانون يف فرنسا بأنه فا بأن دعوى التعويض عن اخلسارة وعن فوات الكسب الـيت يرفعهـا مدينه تنفيذ إلتزامه، مضي

الدائن على مدينه نتيجة عدم تنفيذ إلتزامه، جيب أن تكون مسبوقة باإلعذار، هذا اإلعذار الـذي )3(".يتواله احملضر القضائي

وال ميكن أن أوافق هذا التعريف الذي ربط صحة اإلعذار بأن يكون موجه عن طريـق احملـضر .ضائيالق

كما أن املالحظ من كل التعريفات السابقة حصرت إعذار املدين فقط يف حني أن نصوص القانون فيها ما يفيد أن املدين أيضا حيق له أن يعذر دائنه، وميكنين القول بأن الدائن إذا أراد أن جيرب مدينه

فعليهما بإعـذار أحـدمها على التنفيذ العيين أو مبقابل وإذا ما أراد املدين أن يتخلص من إلزامه، لآلخر بالطرق اليت أوجبها القانون أو بالوسيلة اليت ميليها العرف التجاري يف املعامالت، حبيـث ينوه فيها مبضمون اإللتزام وعلى وجوب تنىفيذه يف أجل حمدد، وإال أنتج اإلعذار كـل آثـاره

.القانونية

)1( David François de la mise en demeure, revue critique de législation et de jurisprudence

1939 P 95. c'est été dans la mémoire de Abdelwahab Ben Latreche: La mise en demeure –mémoire octobre 1975 université d'Alger P4 : "La demeure (mora) est le nom que prend le retard du débiteur quand la loi en tient compte pour y attache en termes conséquence juridiques".

.830 اإلثبات وآثار اإللتزام ص - نظرية اإللتزام بوجه عام2الوسيط ج– األستاذ عبد الرزاق أمحد السنهوري )2()3( –Dictionnaire de droit- 2° édition- FOUCHER "Acte par lequel le créancier demande au

débiteur l’exécution de son obligation » « L’action en dommage- intérêts par le créancier contre le débiteur d’une obligation inexécutée, doit être précédée d’une mise en demeure. La mise en demeure résulte d’un exploit d’huissier ».

Page 9: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

7

الغاية من اإلعذار: املطلب الثاين : اإلعذار ميكن القول أن له أهداف ثالثمن خالل تعريف

إعالم الدائن مدينه بأن له مصلحة يف التنفيذ: الفرع األول

باإلعذار يعلم الدائن مدينه بأن له مصلحة يف التنفيذ الفوري لإللتزام، إذ أن املدين لـيس معـذرا أن حلول األجل وحده بقوة القانون رد حلول أجل وهذا هو مدلول القاعدة الرومانية اليت تقول

.ليس إعذارا« dies non interpellat pro homine ».)1(

وينجر بذلك القول أنه إذا بلغ لعلم املدين إرادة دائنه يف تنفيذ اإللتزام إنقطعت مظنـة املـدين يف .اإلعتقاد بان الدائن موافق على قيامه بالوفاء يف مهلة تالية لتاريخ اإلستحقاق

مينح به الدائن مدينه فرصة أخرية للتنفيذ: الفرع الثاين

باإلعذار يكون الدائن قد منح مدينه فرصة أخرية من أجل التنفيذ العيين، فإذا كان املدين جيهـل تاريخ الوفاء فإن اإلعذار يعني له أو خللفائه تارخيا حمددا يتعني الوفاء عنده وإال رفض الدائن الوفاء

ري يف التنفيذ إذا نفذ املدين إلتزامه عينا، فينقلب إلتزامه إىل دفع ويطالب بالتعويض سواء عن التأخ تعويض مقابل التنفيذ العيين وإن لزم األمر أن يطالب بالتعويض عما حلقه من ضرر وفاتـه مـن

.كسب أيضا مىت توافرت شروطه

حتميل املدين رمسيا نتائج إخالله باإللتزام: الفرع الثالث بأنه مل ينفذ إلتزامه وحتميله نتائج عدم -بصفة رمسية – إحاطة املدين علما اإلعذار يهدف أيضا إىل

.التنفيذ أو التأخري يف التنفيذ، وذلك بإعتباره شرطا قانونيا للمطالبة بالتعويضفاإلعذار حيمل على الرأفة حبال املدين بتذكريه بتاريخ وموضوع اإللتزام من جهة ومن جهة أخرى

.أنه لن يتسامح معه يف حالة عدم أو التأخري يف تنفيذ إلتزامهحيمل التشدد معه من ومن الناحية العلمية، لألعذار أمهية ولو مل يكن مطلوبا قانونا، وآية ذلك أنه يف كثري من احلاالت

.175 حبث اإلعذار، حممد شتا أبو سعد، ص )1(

Page 10: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

8

)1(.حيقق اهلدف منه بل وقد يغين عن إقامة الدعوى مىت إستجاب املرسل إليه لفحواه

ومرجع ذلك أن جمال اإللتزامات ال ميكن )2(ستند اإلنذار إىل نص قانوين وال يستلزم القانون أن ي .حتديدها أو حصرها

وإعذار املدين واجب يف التنفيذ العيين إذا كان املقصود أن يكون هذا التنفيذ قهريا بطريق اإلجبار . من ق م ج164مثلما نصت على ذلك املادة

لقانون، أو قام به املدين خمتارا غري جمرب فظاهر أنه ال حاجة أما إذا كان التنفيذ العيين يتحقق حبكم ا )3(.إىل اإلعذار يف هاتني احلالتني

ات من وجوب اإلعذار يف الفرع الثالث يف املطلب الثاين ثنئوسيأيت تفصيل ذلك عند دراسة اإلست .من الفصل األول

متييز اإلعذار عما يشبهه من أنظمة: املطلب الثالث

فكرة اإلعذار البد من متييزه عما يشبهه من مفاهيمن لسيما التنبيه باإلخالء، من أجل فهم .اإلبالغ واإلعالن، وكذا متييزه عن األجل اإلضايف

متييز اإلعذار عن التنبيه باإلخالء: الفرع األول

مـن ق ت ج الـيت 173التنبيه باإلخالء يف املواد التجارية منصوص عليه أساسا يف أحكام املادة "……ال ينتهي إجيار احملالت اخلاصة ذه األحكام إال بأثر التنبيه باإلخالء"تنص على أنه

.ويتم التنبيه باإلخالء حسب مقتضيات املادة السالفة الذكر وما بعدها من نفس القانونوإلن كان يتفق مع اإلعذار كونه إنذار للمستأجر ليعيد العني املستأجرة للـدائن –واملالحظ هنا

إال أنه خيتلف عنه من زوايا عدة سيما أن أثر التنبيـه بـاإلخالء -إعتبار ذلك إلتزام على عاتقه ب

. 5 و4ى يد احملضر ص الصيغ لإلنذارات عل– الدكتور علي عوض حسن )1(بل يكفي أن يوجز بعد الباجة موضوع اإلنذاروما هو املطلوب من املرسل : "مضيفا. 5 الدكتور علي عوض حسن، نفس املرجع السابق، ص )2(

تصرف أو مسلك معني من ) بفتح الذال(إليه، فقد يكون الغرض من اإلنذار هو جمرد العلم مبا جاء به ونفاذ مقتضاه وقد يكون هدفه حتذير املنذر ". وهكذا. وقد يكون طلبا بأداء دين أو إلتزام معني وقد يكون طلل اإلمتناع عن عمل ما

.766 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، املرجع السابق، ص )3(

Page 11: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

9

عليه أن يسدد للمستأجر املخلي التعـويض املـسمى -ملا يرفض جتديد اإلجيار –بالنسبة للمؤجر . من ق ت ج176حسبما نصت على ذلك أحكام املادة " التعويض اإلستحقاقي"

اإلعذار الذي هو شرط أساسي إلستحقاق وكـسب التعـويض ولـيس فهو بذلك عكس أثر . بدفع تعويض بالنسبة ملوجه التنبيه باإلخالء-العكس–

.وال خيتلف األمر كثريا بالنسبة للتنبيه باإلخالء املنصوص عليه يف قواعد القانون املدينإذا عقد اإلجيـار دون : " على :التنبيه بالتخلي " واليت مسته املدين انونقال من 474فقد نصت املادة

إتفاق على املدة أو عقد ملدة حمدودة أو تعذر إثبات املدة فال جيوز ألحد املتعاقدين أن يرسـل إىل .القانون املدين من 475اآلخر إنذارا بالتخلي إال بناءا على اآلجال اليت حتددها املادة

. ر هذا اإلجراء هو حتديد ملدة عقـد اإلجيـار وأث" باإلنذار املسبق "غري أن املادة احملال إليها مسته وبذلك فهو خيتلف عن اإلعذار الرامي إىل وضع املدين موضع املمتنع عن التنفيذ وبالتايل بالتنفيـذ

.مبقابل

متييز اإلعذار عن اإلعالن واإلبالغ: الفرع الثاين من 127 و 111 املواد اإلعالن هو إحاطة علم املعلن إليه بإجراء معني، مثلما هو منصوص عنه يف

ويف غالب األمر أنه يف )2( من قانون اإلجراءات املدنية 102، 98، 42، واملواد )1(القانون التجاري حالة عدم إجرائه يترتب عليه بطالن اإلجراء املقصود أو نشوء حق إبطاله، مما جيعله خمتلف عـن

ذا اإلبالغ الـذي يـستلزمه جزء ختلف اإلعذار الذي يترتب عنه سقوط احلق يف التعويض، وك القانون قصد إخطار امللغ هلم بإختاذ أو حصول إجراء معني، ويترتب عنه نتائج وآثـار خاصـة، كصريورة الديون املقيدة على حمل جتاري مستحقة األداء حبكم القانون إذا مل يقم مالـك احملـل

ر يوما من قبل وعن طريق غـري التجاري بإبالغ الدائنني املقيدين يف احملل املختار خالل مخسة عش وهـذا يف (قضائي، عن رغبته يف نقل احملل التجاري وعن املركز اجلديد الذي يريد أن يقيمه قيه

نني القيدين يف حمل اإلقامةجيب على البائع القائم بدعوى الفسخ أن يبلغ الدائ" من القانون التجاري على 111 املادة -مثال–فقد نصت )1(

".وال جيوز أن يصدر احلكم إال بعد مضي شهر من تاريخ هذا التبليغ املختار منهم يف عمليات قيودهم منه على أن تبليغ احلكم يكون مصحوب بنسخة رمسية منه مطابقة ألصله، وهو بذلك مبثابة إعالن للمبلغ له حبيث منح له 42 فقد نصت املادة )2(

. 102 أيام للمعارضة، وشهر لإلستئناف حسب املادة 10 أجل 98ن حسب املادة القانو

Page 12: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

10

من القانون التجاري فقرـا 123مثلما نصت على ذلك أحكام املادة ) حالة نقل احملل التجاري .لثانية من نفس القانون الفقرة ا133 واملادة 124األوىل، وكذلك ما نصت عليه املادة

متييز اإلعذار عن األجل اإلضايف: الفرع الثالثيصح أن مينح الدائن للمدين يف اإلعذار أجال لتنفيذ اإللتزام دون أن يؤثر األجل يف أثر اإلعـذار فمىت حل األجل املمنوح أصبح املدين معذرا، وإذا شطب الدائن دعواه بعد أن إستوىف جزءا مـن

)1(.هذا على تنازل الدائن عن أثر الدعوى يف إعذار املديندينه، محل فالدائن بإعذاره املدين ال يشترط بالضرورة أن مينحه أجال إضافيا للتنفيذ، بل األصل أن يعـذره لينفذ إلتزامه فورا، وإذا حصل أن منحه أجال إضافيا، فإنه بذلك يكون قد أعذره وأمهله يف الوقت

)2(.ذاتهحيصل أن مينح الدائن مدينه أجال للتنفيذ دون أن يكون ذلك متصال بإعذاره ويستخلص ذلك وقد

)3(.ظروف احلال

، وإستئناف خمتلط يف 268 ص 12م 1900.05.23، عن إستئناف خمتلط يف 830 الدكتور السنهوري، املرجع السابق، ص )1(

.263 ص 47م 1935.04.23 . للتنفيذ- يف نفس الوقت– آخر على أساس أن إمهال الدائن مدينه هو إعذار وحسب رأينا فإنه إذا حل األجل اإلضايف ال حيتاج إىل إعذار)2(يف – والقول إن كان إمهاله إياه مقترن بإعذار أم من عدمه هي مسألة واقع يستقل ا قاضي املوضوع دون رقابة احملكمة العليا حسب رأينا )3(

من ق ا م ف فقرا 144 القواعد العامة يف اإلجراءات املدنية ولسيما املادة غياب أي نص أو إجتهاد أو موقف يف هذا الصدد، لكن بالرجوع إىلاخلامسة اليت تلتزم قضاة املوضوع بتأسيس أحكامهم وقرارام وذكر األسانيد القانونية املطبقة نستخلص أنه كلما تعلق األمر بتكييف الوقائع كان

. احملكمة العليالقضاة املوضوع السلطة التقديرية يف ذلك دون رقابة

Page 13: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

11

أساس اإلعذار وطبيعته القانونية: املبحث الثاينيف املطلـب –ومن أجل فهم فكرة اإلعذار البد من البحث يف أساسه وسنده القـانوين

بيعته القانونية بالدرجة األوىل، مث حناول معرفة إن كـان ونتناول يف املطلب الثاين بيان ط -األول . يف املطلب الثالث-اإلعذار نتعلقا بالنظام العام أم من عدمه

أساس اإلعذار: املطلب األول

ال أثر يف نصوص القانون املدين أو يف غريه من نصوص القانون بيان علم يتأسس اإلعـذار .ن الباحثني من حاول البحث عن أساسه القانوينأو مّم يستمد مشروعيته، يف حني أنه م

أن إحتجاج الدائن بإعذار املدين يعين إبالغ هذا األخري بأنه ال "فاألستاذ عبد الوهاب لطرش يرى أنه إىل حني اإلعذار، "ويرى " ميهله أجال إضافيا، وأن أي تأخري يف التنفيذ جيعله يف موضع املقصر

)1(". بعد التنفيذ الفوري وأنه بذلك يعطيه أجل إضايف بصفة ضمنيةاملدين يعتقد أن دائنه مل ينويوأن حلول األجل وحده ال ينتج آثار التأخري، وإمنا إذا إحتج الدائن إجتاه مدينه وأخـربه أنـه ال يرغب يف متديد أجل اإللتزام وأنه ميهله وأن أي تأخري منه يتحمل مسؤوليته، من مث ميكن القول أن

أثره، ومادام أن الدائن مل يبلغ املدين إحتجاجه، ال يستحق التعويض عن تأخر هـذا التأخري أنتج .األخري

ومن الفقه من إعترب أنه قبل إعذار الدائن مدينه فإن هذا األخري يضن أن دائنه ليست له منفعـة يف . أجال إضافيا-بصفة ضمنية–التنفيذ الفوري، بل قد منحه

جيه األعذار يعد متديد ضمين ألجل اإللتزام فإذا حل أجـل يرى أن عدم تو PLANIOL (2)فـ اإللتزام وإلتزم الدائن السكوت، فإن هذا السكوت يترجم كتمديد ضمين ألجل اإللـزام ومـنح

وعليه، فإن األعذار هو قطع هلذه املضنة وهلذه القرنية، ومنه ترتيـب اآلثـار . ألجل آخر للتنفيذ (3).القانونية للتأخري

)1( Abdelouahab benlatrache – la mise en demeure- mémoire octobre 1975 université d’Alger

P 18. « Le terme ne produit pas automatiquement les conséquences d’un retard il faut quelque chose de plus : la manifestation du créancier, signifiant a son débiteur qu’il ne entend plus lui accorder aucun délai, et que tout retard constituerait désormais une faute ».

)2( PLQNIOL –Note . D P 1891- 1,257.- )3( PLANIOL et RIPERT – Traité Pratique de droit Civil Français T VI N°826.

Page 14: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

12

القول أن تأخر املدين قبل اإلعذار، يفهم منه أن دائنه مل يلحقـه أي ضـرر -إذن–قي فمن املنط .وذلك مىت فسر سكوت هذا األخري على هذا الوجه

وجتدر اإلشارة هنا انه مادام األعذار ميكن أن يتم باإلنذار أو ما يقوم مقام اإلنذار ويكفي حـىت . الدائن إثبات إستفائهاألعذار الشفهي لكن يتعني يف مجيع األحوال على

ويبدو أن فكرة قرينة غياب الضرر هي اليت تعطي األعذار أساسه القانوين وإال فلما حيتج الـدائن .على املدين إذا مل يثبت أنه مل مينحه أجال إضافيا ؟

وقد سار القضاء على هذا املنوال إذ أنه يستلزم األعذار من أجل طلب التعويض عن التـأخري يف .إللتزام، كما سيأيت بيانه الحقاتنفيذ ا

الطبيعة القانونية لإلعذار: املطلب الثاين

بعض الفقهاء كّيف األعذار على أنه تصرف قانوين، ذلك ألنه تعبري عن إرادة الدائن يـتم (1).إعالن املدين به بأحد الطرق اليت حددها القانون وذلك من أجل ترتيب آثار قانونية حمددة

بأن األعذار هو إرادة منفردة تصدر من الدائن ويعلن ا املدين، وتفرغ يف شكل وهناك من يرى )2(.خاص ويشترط فيمن يصدر عنه األعذار أهلية اإلرادة دون أهلية التصرف

وبالرجوع إىل تعريف التصرف القانوين الذي هو إجتاه اإلرادة إىل إحداث نتائج قانونية معينة بفعل اجة إىل إقتران بفعل مادي، اللهم إال الطريقة اليت يتم ا التعبري عـن هذه احلركة وحدها دون ح

)3(.حركة هذه اإلرادةجيب أن يتصل هذا التعبري إىل من وجه له عمال بأحكام املـادة " تعبري عن اإلرادة "ويترتب إعتباره

)4(عذار اخلاصة، وتطبق عليه أحكام هذه املادة عدا ما يتعارض مع أحكام األانون املدينقال من 61

196شتا أبو سعد، حبث يف األعذار، ص الدكتور حممد )1( .254 ص 233 فقرة 6 أخذها عن رميوج 831 الدكتور عبد الرزاق أمحد، املرجع السابق، ص )2( .16 ص 1984 حممد تقتية، اإلرادة املنفردة كمصدر لإللتزام يف القانون اجلزائري والشريعة اإلسالمية، املؤسسة الوطنية للكتاب لعام )3( ميكنين القول أن األعذار هو إجراء جوهري يسبق املطالبة القضائية أو يزامنها، للمطالبة بالتعويض سواء عن عدم التنفيذ أو التأخري ومن جهيت)4(

مينحه عن التنفيذ مىت نص القانون على ذلك ومل يتفق الدائن واملدين على غري ذلك وبه تنقطع مظنة املدين أن دائنه ال يرغب يف تنفيذ اإللتزام، أو .أجال إضافيا بصفة ضمنية

Page 15: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

13

ذلك أن التصرفات القانونية منها ما يصدر عن ارادة الشخص املنفردة ومنها ما يصدر عن ارادتني له األعذار أجـال ومن ذلك أنه ال يضرب ملن وجه واالعذار هو حقيقة تعبري عن ايرادة منفردة،

.للقبول كون أن األعذار ينتج أثره مبجرد وصوله لعلم املدينهو شرط موضوعي إلستحقاق التعويض عن عدم التنفيذ وللتنفيذ، حبيث ال تقبل دعوى اإلعذار ف

.الدائن ما مل ميتنع املدين عن التنفيذ بع اإلعذار

مدى تعلق اإلعذار بالنظام العام: املطلب الثالثال يـستحق " من القانون املدين اليت تنص على أنه 179إعتمادا على صريح أحكام املادة

فإن مفاد ذلك أنه ال حيـق قبـول " إال بعد إعذار املدين ما مل يوجد نص خمالف لذلك التعويض .دعوى التنفيذ بطريق التعويض من الدائن ما مل يثبت هذا األخري أنه أعذر مدينه

والظاهر أن هذا احلكم إعترب األعذار إجراء جوهري لكن ليس من النظام العام ال حيق للقاضـي مدين بلفظ النفي باألمر بأنـه ال 179ه، وذلك أنه بالرغم بدأت من أن املادة إثارته من تلقاء نفس

ومل تـنص " ما مل يوجد نص خمالف لـذلك "يستحق التعويض إال بعد اإلعذار، وإنتهت بقوهلا يف مجلتها اخلرية اليت جتيز أن يكون هناك 180ما مل يوجد إتفاق خمالف لذلك، لكن املادة "بالقول

ن يكون املدين معذرا مبجرد حلول األجل دون حاجة إىل أي إجراء آخر، داللـة إتفاق يقضي أ .على أنه ليس من النظام العام

لكن القضاء مل يساير هذه القاعدة يف مجيع احلاالت وتناقضت أحكام احملكمة العليا يف هذا الشأن سبوقا بإنذار املستأجر، إذ ويف قرار هلا بشأن الطلب الرامي إىل فسخ عقد اإلجيار دون أن يكون م

– عدم تسديد األجرة -فسخه–إجيار : "فقضت إلغاء قرار الس الذي حيترم هذا اإلجراء بقوهلا تفيد أن اإلنذار بإعتباره من " حتت طائلة البطالن " فعبارة )1(" حتت طائلة البطالن –إنذار املستأجر

لفته، وال ميكن إعتبار أن اإلتفـاق الـذي طرق اإلعذار من النظام العام وال جيوز اإلتفاق على خما يقضي بأن يكون املدين معذرا مبجرد حلول األجل دون حاجة إىل أي إجراء آخر حسبما قضت

من القانون املدين، داللة على أن اإلعذار ليس من النظام العام، ألن هذا احلكم مـا 180به املادة

.128 ص 3 العدد 93 الة القضائية لسنة 1992.01.20 الصادر بتاريخ 75603 قرار رقم )1(

Page 16: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

14

اإلعذار يف شكل معني، فجعل املشرع اإلتفاق بأن هو يف حقيقة األمر إال إعفاء الدائن من إلزامية .يكون املدين معذرا مبجرد حلول األجل يعد إعذارا يف حد ذاته وليس إعفاء من اإلعذار

لكن التساؤل الذي يتبادر لألذهان هل للقاضي أن يقضي برفض طلب التعويض ما مل يتمسك به .عذار مقرر ملصلحته ؟املدين أو تنازل عنه أثناء سري الدعوى لسيما أن اإل

ففي جمال العقود وإذا طبقنا سلطان اإلرادة جيوز للمتعاقدين اإلتفاق على فسخ العقد دون حاجة إىل حكم قضائي، غري أن اإلتفاق على هذا الفسخ ال يعفي من يريد الفسخ من ضرورة توجيـه

للمتعاقدين أن يتفقا كذلك على إعذار إىل املتعاقد املتقاعس لتنفيذ إلتزامه، وطبقا لنفس املبدأ جيوز .اإلعفاء من األعذار

ومن البديهي أن الذي ميلك األكثر ميلك األقل، فإذا كان املتعاقدان يستطيعان اإلتفاق على فسخ فهو )1(العقد دون اللجوء إىل القضاء، فمن باب أويل يستطيعان أن يتفقا على عدم ضرورة اإلعذار

من النظام العام، كما أن عدم متسك املدين بالدفع املتعلق بعدم بذلك حق مقرر ملصلحتهما وليس اإلعذار هو تنازل عنه وهو بذلك إقرار على إخالله باإللتزام وحيق للدائن املطالبة بالتعويض وليس للقاضي أن يتمسك به، خاصة إذا سلمنا أن صحيفة الدعوى تعترب إعذارا يف حد ذاا، كما سيأيت

.ق األعذارشرحه عند دراسة طر

.22 ص 1992 الدكتور علي علي سليمان، ضرورة إعادة النظر يف القانون املدين اجلزائري، ديوان املطبوعات اجلامعية عام )1(

Page 17: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

15

شروط اإلعذار: الفصل األول

نتناول يف هذا الفصل الشروط املرتبطة بطريف اإلعذار، ومها يف األصل الـدائن واملـدين، وإستثناء قد يكون أحد أطراف اإلعذار أو كالمها نائبا أو وكيال عنهما أو خلفا هلما وإرتباطا ذه

-يف املبحث الثـاين -و-يف املبحث األول -ار، الشروط نبحث أيضا يف مسألة مكان وزمان اإلعذ نتطرق إىل -يف املبحث الثالث –ندرس الشروط الشكلية لإلعذار وأثر ختلفها على صحته، وأخريا

مسائل متعلقة جبوهر اإلعذار وهي الشروط اخلاصة مبحل اإللتزام موضوع اإلعـذار والـشروط خالهلا نعرض للخالف الفقهـي القـائم اخلاصة بنطاق اإلعذار من حيث موضوع اإللتزام، ومن

.حول تلك املسائل

الشروط اخلاصة بأطراف اإلعذار: املبحث األولبالرغم من أن الدين مطلوب وليس حممول، إال أنه يستفاد من نصوص القانون املـدين أن

.اإلعذار مثلما يوجهه الدائن ملدينه حيق أيضا للمدين أن يعذر دائنه أيضا

إعذار الدائن مدينه:املطلب األولرأينا أن القانون قد كفل للدائن احلق يف أن يسعى إىل حتصيل حقوقه جـربا أو بطريـق

، إال انون املدين قال من 164 إجتاه مدينه وذلك عمال بأحكام املادة -الناجتة عن اإللتزام –التعويض )1(.هذا اإللتزام القانوينأنه ربط ذلك بلزوم توجيه اإلعذار حتت طائلة بطالن أي إجراء ال يراعي

هذا إذا كان الدائن قد وىف بإلتزامه، لكن يف العقود امللزمة للجانبني، إذا مل يوف أحد املتعاقـدين بإلتزامه جاز للمتعاقد اآلخر بعد إعذاره أن يطلب بتنفيذ العقد أو فسخه مع التعويض يف احلالتني

. من القانون املدين119املادة إذا إقتضى احلال ذلك، وهذا ما نصت عليه أحكام ومفاد هذا احلكم، أن الدائن قد يكون ملزما بإعذار مدينه وقد يكون ذلك على سـبيل اجلـواز

.وذلك خيتلف حبسب ما إذا كان الدائن قد وىف إلتزامه أو مل يوف به بعد

75603إجيار، فسخه، عدم تسديد األجرة، إنذار املستأجر، حتت طائلة البطالن، قرار رقم : العليا الذي جاء فيه وهذا ما أكده قرار احملكمة)1(

.128 ص 3 العدد 93، الة القضائية لسنة 1992.01.20الصادر بتاريخ

Page 18: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

16

الوقت ذاتـه وبذلك فإن اإلعذار هو حق كفله القانون للدائن ليطلب من مدينه تنفيذ إلتزامه ويف .هو إلتزام على عاتقه إذا ما أراد إلزام املدين بالتنفيذ بطريق التعويض

، وطبقا للقواعد العامـة )1(وحيق أن يوجه اإلعذار من املنذر شخصيا أو من طرف وكيله القانوين ـ 571املقررة يف الوكالة املنصوص عنها باملادة وم وما بعدها من القانون املدين حيق للوكيل أن يق

مقام املوكل من أجل إعذار مدينه وكذلك األمر بالنسبة للنيابة وإذا تويف الدائن حيق خللفه اخلاص .تويل إعذار مدينه

على أن كافة طلبات احلضور والتبليغـات انون االجراءات املدنية من ق 467ونصت أحكام املادة األهلية أو ناقصيها أو اإلدارات واملراسالت واإلنذارات واإلستعارات والتنبيهات اخلاصة بفاقدي

العمومية أو الشركات واجلمعيات وغريها من األشخاص اإلعتباريني توجه إىل ممثليهم القـانونني .بصفتهم هذه

وهذا النص جاء صرحيا يف حتديد اجلهة املؤهلة إلستالم اإلنذارات ملـا يكـون األمـر متعلـق على وجود تأثري انون االجراءات املدنية قمن 473باألشخاص املذكورين فيها، وقد أكدت املادة

.املوظف املوكل إليه اإلستالم ملا يكون التبليغ لشخص إعتباري من أشخاص القانون العاملكن إذا كان التبليغ اإلعذار خيص شخص طبيعي كامل األهلية فاألصل يوجه له شخـصيا إال إذا

يوجه إىل مقر إقامته املعتاد، فإذا مل يكن هـذا كان غائبا بأن ال يكون له موطن معروف باجلزائر ف احملل معروفا فيعلق على لوحة اإلعالنات باحملكمة املرفوع أمامها الطلب، وهذا عمال بأحكام املادة

. فقرا الثانيةانون االجراءات املدنية يفمن ق 22

إعذار املدين دائنه: املطلب الثايندين دائنه للوفاء له مبا يثقل كاهله من إلتزام تأسيسا ال مانع يف نصوص القانون أن يعذر امل

من القانون املدين، والـدائن 160على فكرة أن املدين ملزم بتنفيذ ما إلتزم به عمال بأحكام املادة

.7 الدكتور علي عوض حسن، صيغ اإلنذارات، ص )1(

Page 19: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

17

إذا مل يقبل عرض املدين دون سبب قانوين، ففي هذه احلالة يقوم املدين بعـرض مـا أكون خمط ي )2(.وجب عليه أداؤه عرضا فعليا

إذا مت إعـذار " مدين نصت صراحة على حالة إعذار املدين للدائن يقوهلا 270بل أن أحكام املادة .".…الدائن فإنه يتحمل تبعة هالك الشيء

من القانون املين أحكام العرض احلقيقي واإليداع وبينت إجراءاـا 274ولقد نصت أحكام املادة ملدنية، بأنه تطبق على عروض الوفاء القواعـد املقـررة من قانون اإلجراءات ا 420أحكام املادة

بالنسبة لإلنذارات، وأوضحت املواد التالية هلا إجراءات العرض واآلثار املترتبة عنه، ولسيما وقف من قانون اإلجراءات 425سريان الفوائد من يوم حصول اإليداع وذلك حسب مقتضيات املادة

.املدنيةينة باملواد املذكورة تشكل إعذار للدائن لقبول الوفاء ويكون بـذلك والعرض حبسب األحكام املب

.مسؤوال عن رفض العرض مىت كان هذا العرض مستوف لشروط صحتهويشترط يف إعذار املدين دائنه، ما يشترط لصحته إياه للوفاء فمن حق الدائن أال يقبـل العـرض

فيذ اإللتزام بعمل ومت اإلتفاق أو إسـتوجبت والوفاء من غري املدين نفسه، إذا كان األمر متعلق بتن مـن القـانون 169طبيعة الدين أن ينفذ املدين اإللتزام بنفسه، وذلك ما نصت عليه أحكام املادة

.املدين وما بعدها من القانون 236كما أنه للدائن أال يقبل الوفاء اجلزئي، ونصت على ذلك أحكام املادة

252حوالة الدين بعد إعالا له من قبل املدين تطبيقا ألحكام املـادة املدين، وله أال يقبل وال يقر .من نفس القانون

فإذا أعذر املدين دائنه من أجل الوفاء وتنفيذ إلتزامه، فيتحمل الدائن تبعة تأخره أو رفضه قبـول .الوفاء، ويكون بذلك معذرا، فيتحمل كافة آثار اإلعذار

لحته، بإعتباره الطرف الضعيف يف العالقة، وذلك حىت يتفادى ويبقى اإلعذار هو إجراء مقرر ملص .التنفيذ بطريق التعويض

إذ يقول 830، والدكتور السنهوري، املرجع السابق، ص 6ون اإلجراءات املدنية اجلزائري، ص الدكتور حممد حسنني، طرق التنفيذ يف قان)2(ويقابل إعذار املدين إعذار الدائن، فقد يعذر املدين الدائن إذا رفض هذا قبول الوفاء دون مربر بأن يعرض عليه الدين عرضا حقيقيا وفقا "

".لإلجراءات اليت نص عليها القانون

Page 20: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

18

مكان وزمان اإلعذار: املطلب الثالثنقصد مبكان اإلعذار هو املكان الذي يتعني على أحد طريف اإلعذار توجيـه إعـذاره إىل

.الطرف اآلخر، وهو بصفة عامة موطن املرسل إليه .و الوقت الذي يتعني على أحد طريف اإلعذار توجيه إعذاره إىل الطرف اآلخرأما زمن اإلعذار فه

مكان وزمان اإلعذار، مما دفعنا للرجوع إىل القواعد العامـة للقـانون القانون املدين ومل يتناول .املدين، وما يقتضيه اإلعذار من أحكام خاصة

بالنسبة ملكان اإلعذار: الفرع األول

نه إذا جعل طرفا العقد موطنهما أو إختار مكانا أو موطنا خاصا مـن ميكن القول بداية أ أجل توجيه إعذار أحدمها لآلخر، فإنه يتعني أن يوجه اإلعذار إىل ذلك املكان دون غريه وهـذا

من القانون املدين وعمال بأحكـام 106تأسيسا على مبدأ أن العقد شريعة املتعاقدين املقرر باملادة جيوز إختيار موطن خاص لتنفيـذ "انون املدين اليت تنص يف فقرا األوىل على انه من الق 39املادة

.، وإال فإنه لن ينتج اإلعذار أثره"عمل قانوين معنيأما إذا مل يتفقا على هذه املسألة فإنه عمال بالقواعد العامة جيب أن يوجه اإلعذار إىل املدين أو من

مـوطن " من نفس القانون اليت تنص 36عمال بأحكام املادة ينوبه يف املوطن الذي حيدده القانون كل جزائري هو احملل الذي يوجد فيه سكناه الرئيسي وعند عدم وجود سكىن حيل حملها اإلقامـة

من نفس القانون علـى 37هذا إذا تعلق األمر باملعامالت املدنية، ويف املقابل نصت املادة "العادي فيه الشخص جتارة أو حرفة موطنا خاصا بالنـسبة إىل املعـامالت يعترب املكان الذي ميارس "أنه

وبذلك فإن اإلعذارات اليت ختص املعامالت التجارية واملهنية توجه " املتعلقة ذه التجارة أو املهنة .إىل املكان الذي ميارس فيه الشخص التجارة أو احلرفة

ئب عنهما قانونا، وذلك عمال بأحكـام أما بالنسبة للمفقود والغائب فإن موطنهما هو موطن النا . من نفس القانون38املادة

بالنسبة لزمان اإلعذار: الفرع الثاينواملراد معرفته هنا هو هل لإلعذار وقت حمدد يتعني توجيهه فيه وأنه ال يقبل اإلعذار بعـد

.م قائما ؟أو قبل حلول أجل اإللتزام ؟ أو أنه ميكن توجيه اإلعذار يف أي وقت مادام اإللتزا

Page 21: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

19

يف غياب أي نص قانوين يربز لنا اإلجابة عن هذا اإلستفهام إال أنه وإنطالقا من مفهوم املخالفـة أي –كما جيوز أن يكون مترتبا " من القانون املدين اليت تنص 180لألحكام الفقرة األخرية للمادة

حاجة إىل أي إجراء على إتفاق يقضي بأن يكون املدين معذرا مبجرد حلول األجل دون -إعذار، جند أن املشرع جعل تاريخ حلول أجل اإللتزام هو التاريخ والوقت الذي يتعني فيه علـى "آخر

.الدائن إعذار مدينه لو ال أما مل يتفقا على إعتبار املدين معذرا دون حاجة إىل أي إجراء شكليكمـا –ه من تاريخ اإلعـذار وملعرفة الوقت الذي منه يتوجب اإلعذار أمهية بالغة، على أساس أن

من القانون املدين من 179 حيتسب حق الدائن يف التعويض، حبسب مفهوم املخالفة للمادة -أسلفنا .أنه ال يستحق التعويض إال بعد إعذار املدين

ومىت حل أجل اإللتزام ميكن أن يوجه اإلعذار يف أي زمن كان مادام هذا اإللتزام قائما علـى أن .من تاريخ بلوغ اإلعذار إىل علم املعذرالتعويض حيسب

وميكن أن يوجه اإلعذار قبل حلول أجل اإللتزام ليخرب الدائن مدينه باألجل الذي يتعني عليه تنفيذ إلتزامه وذلك حىت يتحاشى الذائن تأخر مدينه خاصة إذا كانت كبيعة اإللتزام ال حتتمل التأخري إال

.اريخ حلول أجل اإللتزام وبعد بلوغ اإلعذار إىل املعذرأن التعويض يف هذه احلالة حيسب من ت

Page 22: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

20

الشروط الشكلية لإلعذار: املبحث الثاينمما ال شك فيه أنه لصحة اإلعذار بإعتباره تصرف قانوين، وينتج آثار قانونيـة جيـب أن

طلب يتجسد يف قالب معني ويف شكل رمسه له القانون أو سار عليه العمل، وهذا ما سنتناوله يف امل األول، وأن يكون حمتواه أو مضمونه يعرب عن مقصد املشرع عند إستحداثه بأن يتـضمن علـى

.بيانات دالة على ما يريده الدائن من املدين، وهذا ما سنتناوله يف املطلب الثاين

الشكلية يف اإلعذار، وجزاء ختلفها: املطلب األولعتبارها تشكل املظهر وشـكل اإلعـذار نتناول بالدراسة يف هذا املطلب لطرق اإلعذار بإ

.اخلارجي، يف الفرع األول، ونتناول أثر ختلف شكل اإلعذار على صحته، يف الفرع الثاين

الشكلية يف اإلعذار: الفرع األولالشكلية يف اإلعذار هي الطرق والةسائل اليت بواسطتها يتعني على الدائن إعذار مدينـه،

لإلعذار، منها املنصوص عليها قانونا كما هو احلـال بالنـسبة وهي اليت تعطي الشكل اخلارجي من القانون املدين، وهناك طرق إستقر العمل على إعتبارها من 180لطرق اإلعذار احملددة يف املادة

وسائل اإلعذار، بإعتبار أن طرق اإلعذار املنصوص عنها باملادة السالفة الذكر ليست حمددة علـى .سبيل احلصر

من القانون املدين املصري وسـائل 219 من القانون املدين وتقابلها املادة 180ت املادة ولقد عدد :اإلعذار يف

.اإلعذار بطريق اإلنذار أو ما يقوم مقام اإلنذار-1 .اإلعذار بطريق الربيد-2 منترتب على إتفاق يقضي بأن يكون املدين معذرا مبجرد حلول -اإلعذار-كما ميكن أن يكون -3

.األجل : ونعمد إىل شرحها إجيازا على التوايل

Page 23: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

21

".أعذار من أنذر" لقد شاع القول أنه (LA SOMMATION): اإلعذار باإلنذار-1

هو اإلخطار والتنبيه، فمن ٨واإلنذار لغة هو التحذير من القيام بعمل أو من اإلمتناع عن القيام به (1).أنذر باألمر باألمر فقد أعلمه وحذره من عواقبه

".اإلعذار" اإلنذار إصطالحا بأنه (2)قد عرف الدكتور علي عوض حسنو .](3)فكيف كان عذايب ونذر[: وقال تعاىل يف القرآن العظيم

بينت كيف يعلن احملضر 14 إىل 7وخبالف القانون اجلزائري فإن قانون املرافعات املصري يف مواده ا وكيله، أو خادمه أو من يكون ساكنا معه، اإلنذار إىل املدين نفسه يف موطنه، فإن مل جيد سلمه

وإال سلمها إىل جهة اإلدارة على الوجه الذي بينه تقنني املرافعات يف ذات النـصوص املـذكورة .أعاله

من القانون املدين املصري تقضي بأنه جيوز أن يتم اإلعذار عن طريق الربيد 219وملا كانت املادة .عات، وجب الرجوع إىل هذا التقنني أيضا يف ذلكعلى الوجه املبني يف تقنني املراف

واإلنذار هو ورقة رمسية من أوراق احملضرين، يفصح فيها الدائن جبالء على أنه يطلب من املـدين .املسارعة يف تنفيذ إلتزامه

ومل يبني قانون اإلجراءات املدنية كيف يعلن احملضر اإلنذار، ذلك أن نظام احملضرين هـو نظـام . أي الحق له يف التاريخ1991.01.08 املؤرخ يف 91/03دثه قانون جديد إستح

جند أنه قد أسند للمحضر، مما أسند له من مهـام 5وبالرجوع إىل أحكام هذا القانون ويف مادته .مهمة توجيه اإلنذارات، غري أنه مل يبني طبيعة هذه اإلنذارات

من قانون اإلجراءات 172 طبقا ألحكام املادة واإلنذار املوجه بناءا على أمر رئيس اجلهة القضائية، .املدنية، ميكن القول أن له نفس اآلثار القانونية لإلنذار العادي

.159 األجبدي، دار املشرق، ص املنجد)1( ، وال ميكن أن نوافقه فيما ذهب إليه، 3 الدكتور علي عوض حسن مؤلفه حول الصيغ لإلنذارات على يد احملضر، دار الكتب القانونية، ص )2(

.ذلك أن اإلنذار هو وسيلة لإلعذار وال ميكن إعتباره معىن إصطالحي له .16 سورة القمر آية )3(

Page 24: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

22

)1(، أية ورقة رمسية تظهر منها جبالء رغبة الدائن يف أن ينفذ املدين إلتزامـه وما يقوم مقام اإلنذار وحمضر احلجز وال يكفي جمرد إخطار من ذلك التنبيه الرمسي الذي يسب التنفيذ وصحيفة الدعوى

)2(.شفوي إلعتبار املدين معذرا يف املواد املدنيةوال يقوم مقام اإلنذار إقرار املدين يف دعوى أخرى، أن الدائن قد أنذره، بل جيب علـى الـدائن تقدمي أصل اإلنذار حىت يتبني للمحكمة إستفاءه للشروط الواجبة، وقد قضت حمكمـة الـنقض

أنه ال يكفي لترتيب األثر القانوين لإلنذار أن يكون املشتري قد قال يف دعوى أخـرى أن املصريةالبائع أنذره، مادام ذلك القول قد صدر يف وقت مل يكن الرتاع على العقد املتنازع فيه مطروحا بل جيب تقدمي اإلنذار حىت ميكن للمحكمة أن تتبني إن كان يترتب عليـه الفـسخ أم ال، وذلـك

جوع إىل تارخيه وما تضمنه، ألنه قد يكون حاصال قبل امليعاد املعني للوفاء أو قبل قيام البـائع بار )3(.بتعهداته اليت توقفت عليها تعهدات املشتري

قرينة اإلعذار املستخلصة من اإلتفاق على حلول اجلل يعترب إعذارا-2

ن مبجرد حلول األجل وإمنا جيـب علـى لقد سبق القول أن إعذار املدين ال يعد قائما بقوة القانو الدائن أن يتخذ تصرفا يعلن للمدين مبقتضاه رغبته يف إقتناء حقه على النحو الذي مت شرحه آنفـا

كما جيوز " من القانون املدين الفقرة األخرية، بقوهلا 180وقد نصت على هذه احلالة أحكام املادة ين معذرا مبجرد حلول األجل دون حاجة إىل أي أن يكون مترتبا على إتفاق يقضي بأن يكون املد

. من القانون املدين106عمال بأحكام املادة " العقد شريعة املتعاقدين"وهذا تقريرا ملبدأ "إجراء آخر إذا حيق أن يتفق الدائن واملدين على إستغنائهما عن اإلعذار واملقرر أصال ملصلحة املدين بإعتبـاره

دائن إلستحقاق التعويض وكأساس حلـسابه، إذا مل ينفـذ املـدين إجراء جوهري الزما على ال .اإللتزام

.832بد الرزاق أمحد السنهوري، الوسيط، اإلثبات، آثار اإللتزام ص الدكتور ع(1)هو أن الورقة تشكل إنذار " ما يقوم مقام اإلنذار"، وحسب رأينا فإن عبارة 833 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، نفس املرجع ص (2)

. يف شكلها اخلارجي"اإلنذار"حبسب مضموا دون أن حتمل عبارة .832هامش ص . ور عبد الرزاق أمحد السنهوري، الوسيط، اإلثبات، آثار اإللتزام الدكت)3(

Page 25: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

23

:اإلعذار بطريق الربيد-3 219 من القانون املدين على حالة اإلعذار بطريق الربيد ونصت عليها املادة 180لقد نصت املادة

املرافعـات الذي مت إلغاؤه مبوجب قانون 1959من قانون املرافعات املصري القدمي، الصادر سنة ، غري أن املشرع اجلزائري أردف ذلك بقوله بأن اإلعذار بطريق الربيد يتم على 1962احلايل لسنة

الوجه املبني يف القانون املدين، بالرغم من أن أحكام هذا األخري خالية من أي توضيح عن كيفيـة .اإلعذار بطريق الربيد

لوسيلة غري مقننة األحكام وكذلك املر بالنـسبة وذا فإن إحالته ال معىن هلا، وتبقى بذلك هذه ا .لقانون اإلجراءات املدنية، إذ مل يتناول بيان اإلعذار بطريق الربيد

وما جرى به العمل أن اإلعذار بطريق الربيد يتم بتوجيه حمتوى اإلعذار برسالة مرفقـة بإشـعار صل اإلستالم ممضيا من قبل الوصول إىل املرسل إليه مع إحتفاظ املرسل بوصل اإلرسال ورجوع و

.املرسل إليه، فذلك دليل وقرينة على وصول اإلعذار إىل علم من وجه له وهو املرسل إليهكما انه يصح إعتماد مجيع الوسائل اليت تسخرها إدارات الربيد من برقيات وتلغرافات كوسـيلة

يعتمد كوسائل معتمدة ا لإلنذار، واملراد هنا هو مواكبة كل تطور يف جمال اإلتصاالت، جيب أن .قانونا إثبات تبليغ اإلنذارات

.ويف جمال الضرائب أيضا، فإن اإلخطارات اليت تبلغها للمدينني بالضريبة تشكل إعذارا هلموحمرر اإلنذار أو ما يقوم مقام اإلنذار ميكن إعتباره وثيقة عرفية حبيث أن تدخل املوظف املكلـف

.ي ليس شرطا يف حتريرها وهي معدة إلثبات اإلخالل باإللتزامخبدمة عامة أو الضابط العموم من القانون املـدين 327ويترتب على إعتبار اإلنذار هو حمرر عريف فهو تسري عليه أحكام املادة

.اليت تعترب احملرر العريف صادر ممن وقعه ما مل ينكر صراحة ما هو منسوب إليه من خطط وإمضاءار املنصوص عنها باملادة السالفة الذكر، هناك طرق لإلعذار أشار إليهـا وباإلضافة إىل طرق اإلعذ

: بعض الفقهاء منها :اإلعذار بطريق اإلخطار الشفوي-1

ملا أقر الشارع إمكانية إعتبار املدين معذرا مبجرد حلول أجل الدين مىت وقع اإلتفاق على ذلـك، كتوبا، يكن مـن إسـتقراء النـصوص كما أن املشرع مل ينص صراحة على أن يكون اإلعذار م

القانونية املتصلة باإلعذار يتضح أن األصل يف املواد املدنية أن يكون مكتوبا، فيقتضي القول مـن

Page 26: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

24

باب أوىل إعتبار أنه يكفي اإلعذار شفاهة يف مجيع األحول اليت يقبل فيها العرف التجاري مثل هذا .اإلخطار

خطار العادي غري املسجل جائز إلعتبار املدين معذرا مىت وهناك من يعترب اإلخطار الشفوي أو اإل أن بعض األحكام، سلمت بإمكـان )2(ويالحظ يف القضاء الفرنسي . )1 (وقع اإلتفاق على ذلك

صالحية اإلعذار الشفوي لترتيب كافة اآلثار القانونية اإلعذار بورقة رمسية وتبين القـضاء هـذا جارية، تأسيسا على فكرة حرية اإلثبات يف جمال املعـامالت املسلك بصفة أساسية، يف املسائل الت

.التجاريةوإن كان القضاء الفرنسي قد يلم بإمكانية اإلعذار الشفوي لترتيب كافة اآلثار القانونية لإلعـذار بورقة رمسية، وذلك تأسيسا على فكرة حرية اإلثبات يف جمال املعامالت التجارية مادام ذلك ممكن

)3(.اإلثبات :صحيفة الدعوى-ب

كثريا ما يقع أن يعذر الدائن املدين يف نفس صحيفة الدعوى، فتكون هذه الصحيفة إنذارا ومطالبة .، وذلك مىت تضمن إعالن الصحيفة تكليف املدين بالوفاء)4(قضائية يف الوقت ذاته

الـدائن ويف احلقيقة أن عريضة الدعوى جتتمع فيها مواصفات اإلعذار، حبيث حتتوي على هويـة واملدين وعلى عنوانيهما وفيها ملخص الوقائع حبيث يتضح منها طبيعة اإللتزام املراد حتصيله، وعليه

.فإن عريضة الدعوى جيب أن يعتمد ا كإنذار يف حد ذلك وعلى املدين أن يبادر بالتنفيذمن األسباب للخصومة لسبب ) املدعي(ويف هذا الصدد ميكن القول أنه حىت يف حالة ترك الدائن

أو رفضت دعواه لسبب شكلي أو رفضت دعواه يف احلال لعدم تقدمي املستندات، هذه حـاالت .كلها جتعل املدين معذار مبجرد أن إستلم صحيفة الدعوى

.194 الدكتور شتا أبو سعد، حبث اإلعذار، ص )1( عن القضاء الفرنسي من خالل جمموعة األحكام التجارية لسيما احلكم املؤرخ يف 195 و 194 مالحظة الدكتور شتا أبو سعد، نفس املرجع، )2(

لصادر عن القيم التجاري حملكمة ا1903.07.31 ANVERS. .194 الدكتور حممد شتا، حبث اإلعذار، ص )3(

وفيما " جاء يف قوله 236، والدكتور حممد شتا أبو سعد، املرجع السابق ص 833 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، املرجع السابق ص (4)إلعذار على قبول الدعوى، مبعىن أن الدعوى تكون مقبولة حىت ولو مل يسبقها إعذار املدين، ملا يتعلق بأثر عدم اإلعذار، فإن األصل أنه ال أثر لعدم ا

".…هو معروف بداهة، من أن املطالبة القضائية تعترب يف حد ذاا إعذار

Page 27: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

25

غري أن املالحظ، ويف غياب نص يف هذا الشأن، أن قضاء احملكمة العليا عندنا مل جير على إعتبـار يف قضية بني مؤجر ومستأجر لشاحنة 1997.03.12رار هلا بتاريخ صحيفة الدعوى إعذار، ففي ق

إذ أن قضاة املوضوع إستلزموا إعذار املؤجر للمستأجر حىت يطالب هذا األخري بالتعويض تطبيقـا )1( من القانون املدين وإعتربت احملكمة العليا ذلك تطبيق صحيحا للقانون180و 179ألحكام املادة

كون صحيفة الدعوى تشكل إعذارا بل ب من احملاكم قرارات االس ال تعتد وأن األحكام الصادرة ).أنظر مرفقات من األحكام(توجب على الدائن توجيه إعذارا مستقل على صحيفة الدعوى

جزاء ختلف الشكلية: الفرع الثاين

الطـرق السؤال الذي يطرح يف هذا الصدد هو ما أثر اإلعذار الذي ال يتخذ شكال أو طريقا من .املبينة أعاله، أي ما مدى صحته ؟

بتفحص النصوص القانونية املنظمة له جند أن املشرع مل يوجب على املعذر أن يكون إعـذاره يف شكل وقالب معني جون غريه وال على البيانات اليت جيب أن يتضمنها اإلعـذار، وإمنـا مـىت مت

احية الشكلية بغض النظر عن اللغة اليت إعتمدها إجراؤه بإحدى الطرق املبنية آنفا عد مقبوال من الن املعذر يف حترير اإلعذار على أن تكون طبعا معموال ا، على أساس نطـاق املعـامالت املدنيـة والتجارية سواء بني أشخاص كمواطنني أو هيئات وشركات وطنية أو أجنبية تعمد إىل التعامـل

ل بالقوانني املوجبة إلستعمال اللغة العربية وبـذلك بينها بأي لغة يروا مناسبة، لكن دون اإلخال .فإن املعامالت بني األشخاص اخلاصة مثال ميكن أن تكون بأية لغة أجنبية

ويف غياب موقف قضائي جزائري يف هذا الشأن، مييل القضاء يف فرنسا إىل عدم التشبت بشكلية ة النقض يف تقدير مـا إذا كانـت اإلعذار، وجيعل لقاضي املوضوع سلطانا ال خيضع لرقابة حمكم

برغبة الدائن يف أن يقوم املدين -فيما إشتملت عليه من العبارات –الورقة املرسلة إىل املدين تقطع )2(.بتنفيذ إلتزامه، فتعري ملضمون الورقة أمهية أكرب مما تعري للشكل

انية، فإن هؤالء القضاة إحترموا حيث وبشأن طلب تسديد مثن إجيار الشاحنة الث" غري منشور، جاء فيه 141951قرار احملكمة العليا حتت رقم (1)

. ، واليت جتعل بصفة آمرة إستحقاق التعويض لصاحل الدائن إال بعد إعذار املدينالقانون املدين من 180 و179مقتضياة ملادتني . ، عن بال نيول وريبري ودميوج ورادوان833 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، املرجع السابق ص (2)

Page 28: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

26

بة حملكمة النقض علـى وبذلك فإن األمر يشكل مسألة واقع ال مسألة قانون، وبالتايل فإنه ال رقا حمكمة املوضوع يف إستخالص مدى صحة إجراء ما لكي يقوم مقام اإلنذار من عدمـه، وإمنـا

)3(.يالحظ أن القواعد العامة لإلثبات تشكل حدودا هامة لذلكلكن ملا يتعلق األمر باإلعذار الشفوي فإن هذه الوسيلة تطرح إشكالية صعوبة إثبات وقوعه، ويف

ب على الدائن املدعي إثبات حصول اإلخطار الشفوي طبقـا للقواعـد العامـة يف هذه احلالة جي )1(.اإلثبات

وعلى أي حال فإن أي إجتاه يرمي إىل إشتراط الدليل املكتوب يف اإلعذار ما هو إال إثباتا لـذلك )2(.ثباتالتصرف، نظرا للعيوب اليت تنتج عن اإلثبات بطريق الشهود طبقا للنظرية العامة يف اإل

ويف مجيع األحوال جيب أن تتصرف اإلدارة إىل مطالبة املدين بالوفاء حبيث يعرب فيها بصفة جلية ال . جماال للشك يف رغبته يف قيام املدين بتنفيذ إلتزام-من خالل ذلك–يدع

فالشكل ليس هو األساس يف إستظهار مدى توافر اإلعذار، وإمنـا املـضمون ذاتـه هـو األوىل )3(.ارباإلعتب

وان شكل اإلعذار يعترب أمرا مبدئيا، لكنه ليس أمرا حتميا فهو ليس بشكل إنعقاد تصرف بل هو )4(. يكون شكال لإلثبات-عند إستلزامه–

وإن كان يف الغالب ينـصب –وهذا قد يطرح إشكال عن مدى قانونية اإلعذار بطريق الصحف .نا ؟ هل ميكن أن يعتد به قانو-على املنازعات اإلدارية

فإذا حاولنا مطابقة شروط اإلعذار اخلاصة باألطراف اليت سبق بياا، جند أن هذه الوسيلة ال ميكن اإلعتداد ا كون أنه يف هذه احلالة اإلعذار ال يوجه ملوطن املدين وإعالنه بطريق الصحف اليومية

الشكلي صحيحا، ملحق ال يعين أنه بلغ إىل علمه بالضرورة، بالرغم من انه قد يكون من اجلانب .عن بعض مناذج اإلعذار عن طريق الصحف

.187مد شتا أبو سعد، املرجع السابق ص الدكتور حم(3) .833 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، سابقا ص (1)

(2) Mostafa kara- la preuve écrite en droit civil Algérienne- P 17 à 17 .60 حبث يف اإلعذار حممد شتا أبو سعد ص (3) 187 من ص 3م ، واهلامش رق61 الدكتور حممد أبو شتا، نفس املرجع ص (4)

ليست الشكلية يف جمرد إفراغ التصرف القانوين يف قالب خاص بدونه ال ينعقد التصرف، بل تتسع الشكلية لشكل الشهر وشكل "حبيث يرى أنه ".…اإلثبات

Page 29: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

27

ويذهب الفكر احلديث الذي يأخذ بسلطان اإلدارة إىل مدى أبعد فإعتد جبوهر ومضمون اإلعذار )5(.دون القالب الشكلي، وأعطى للمتعاقدين حق إعتار اإلعذار قائم رغم ختلف الشكل التقليدي

واقع ال مسألة قانون ذلك أن البحث يف مدى حصول اإلعذار ويعترب حصول إعذار املدين مسألة وعن مدى توافر شروطه هي من وقائع القضية ويستقل ا قضاة املوضوع، فال خيـضع لرقابـة

،وهذا جيرنا إىل البحث إن كان جيب أن تتوفر شروط معينة يف موضوع اإلعذار )1(حمكمة النقض . أن يتضمنها اإلعذار ؟لصحته وباألحرى ما هي البيانات اليت جيب

البيانات اليت يتطلبها اإلعذار، وجزاء ختلفها: املطلب الثاين

رأينا أن اإلعذار مظهر شكلي يتخذ شكل إنذار أو ما يقوم مقام اإلنذار، وخلصنا إىل أن طرق اإلعذار ليست حمددة على سبيل احلصر كما أنه ميكن للمعذر أن يتخذ أية وسـيلة يراهـا

ذار مدينه، وثبت لنا أن العربة يف قيام اإلعذار ليس يف قيام الشرط الشكلي له وإمنا مبـا مناسبة إلع .حيتويه من بيانات، فما هي البيانات اليت جيب أن يتضمنها اإلعذار وما أثر ختلفها على صحته ؟

البيانات اليت يتطلبها اإلعذار: الفرع األول

جيب على الطرف املعذر إستفائها على منت الوسيلة اليت مل يتطرق القانون إىل حتديد البيانات اليت يسلكها لإلعذار، وال ميكن القول أن مرد ذلك يعود إىل أن جمال اإللتزامات متعـددة وال ميكـن حصرها، ذلك أنه ميكن إستخالصها من الطبيعة القانونية لإلعذار، كوا متصل بطبيعة اإللتـزام

: ميكن تلخيصها عموما يف ما يلياملراد إعذار املدين لتنفيذه، و .أن يتضمن اإلعذار تاريخ إرساله، وإن مت بطريق الربيد فإنه يؤخذ بتاريخ ختم مصلحة الربيد-أ

وأن يكون لإلعذار تاريخ ثابت أمهية بالغة مثلما أشرنا إىل ذلك، إذ على أساسه ميكن للقاضي أن عذاره أم تأخر عن التنفيذ وبالتايل يقرر للـدائن يقدر إن كان املدين قد نفذ اإللتزام يف أجله بعد إ

.حقه يف التعويض عن التأخري، أو يف التعويض عن عدم التنفيذ إذا مل ينفذ إلتزامه أصالأن يتضمن اإلعذار تعبري عن إرادة الدائن يف قيام املدين بتنفيذ إلتزامه والتعـبري عـن اإلرادة -ب

. املعذر رغبة املعذر يف تنفيذ إلتزامه، وأن يكون تعبريا صرحيايكون يف العادة بالوسيلة اليت يفهم ا

.62 الدكتور حممد شتا أبو سعد، نفس املرجع، ص (5) .837 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، املرجع السابق، هامش ص (1)

Page 30: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

28

ويف مجيع األحوال جيب أن تنصرف اإلرادة إىل مطالبة املدين بالوفاء حبيث يعرب فيها بصفة جلية ال .يدع من خالل ذلك جماال للشك يف رغبته يف قيام املدين بتنفيذ اإللتزام

إىل نص قانوين مثلما أشرنا إىل ذلك سابقا، ومرجع ذلك أن وال يستلزم القانون أن يستند اإلنذار جمال اإللتزامات ال ميكن حتديدها أو حصرها، لكن يستحب ذلك من باب التدقيق وبيان األسس

.اليت يستند هلا طالب التنفيذعـد وجتدر اإلشارة هنا أنه إذا مت إعتبار حمرر اإلنذار أو ما يقوم مقام اإلنذار بأنه حمرر عـريف م

.كاإلثبات فإنه من أهم شروطه الكتابة والتوقيعوهي املراد إثباـا عنـد نظـر (فشرط أن يكون مكتوبا لتبيني الواقعة املراد إعذار املدين بشأا

فكل عبارة مكتوبة تؤدي املعىن املـراد حمدد وال يشترط يف الكتابة شكل معني أو نوع ) الدعوى بعبارة واضحة الداللة أو رموز متفق عليها وسواء كتبـت كافية لتحقيق هذا الشرط سواء كتبت

باآللة الراقنة أو خبط يد، سواء كتبها الدائن نفسه أو شخص أجنيب وسواء كتبت باللغة الوطنية أو مـن 18بلغة أجنبية، وهذا خالفا للمحرر الرمسي الذي جتب كتابته باللغة العربية تطبيقا للمـادة

.88 حتت رقم 1988 جويلية 12ادر بتاريخ قانون التوثيق اجلديد الص ألنه هو الذي ينسب ما دون يف احملرر إىل صاحب )1(أما شرط التوقيع فهو أساسي يف احملرر العريف .التوقيع وهو الذي يعطي اإلعذار قوة اإلثبات .واملقصود بالتوقيع هو توقيع صاحب الشأن

ن إرادته من خالل األلفاظ والعبـارات الـيت ومما الشك فيه أن إعتبار إن كان الدائن قد عرب ع حيملها، يف أن يقوم مدينه بتنفيذ اإللتزام، يستقل ا قاضي املوضوع وتدخل يف تقديره دون رقابة

.احملكمة العليا، على إعتبار أا مسألة واقع وليست مسألة قانونط مع إلتزام آخر يف ذمة املدين اإللتزام املراد تنفيذه حىت ال خيتل -وبدقة–أن حيدد يف اإلعذار -ج

ذاته، بأن يشري إىل التصرف القانوين املنشأ لإللتزام وتارخيه وإن كان العقد املربم بينهما هو عقـد زمين، وكان املدين قد نفذ شطرا منه وإمتنع عن تنفيذ بنود أخرى فيه، فإنه جيـب أن يتـضمن

. حتقق علم املدين باإللتزام املراد تنفيذهاإلعذار اإللتزام املتبقي واملراد تنفيذه، وهذا قصد

.33ص 1991 الدكتور حممد زهدور، املوجز يف الطرق املدنية لإلثبات يف التشريع اجلزائري ووفق آخر التعديالت، الطبعة األوىل لعام )1(

Page 31: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

29

جزاء ختلف بيانات اإلعذار: الفرع الثاينمما الشك فيه، ويف غياب نص قانوين يف هذا الشأن، ميكن القول أنه يترتب على عـدم إحتـواء مضمون اإلعذار للبيانات السالف ذكرها، عدم اإلعتداد به كشرط إلثبات إخالل املدين بإلتزامه

أن اهلدف القانوين من إعذار املدين هو قصد تنفيذ إلتزامه، فكان البد من أن يتضمن اإلعذار كون موضوع اإللتزام املراد تنفيذه، مث إذا تأخر املدين عن التنفيذ فإنه يعتد باإلعذار كـدليل إلثبـات

ـ ه حيـسب التأخر ومنه حساب التعويض فيكون بذلك لتاريخ اإلعذار أمهية بالغة، إذا إنطالقا من .التعويض

وكذلك األمر إذا ختلفت البيانات اليت تبني موضوع اإللتزام املراد تنفيذه وتاريخ حلول أجل هـذا .األخري

ويف مجيع األحوال فإن السلطة التقديرية تعود لقاضي املوضوع وال رقابة عليه من قبـل احملكمـة .ين بالنظر إىل حمتواها بالدرجة األوىلالعليا للقول إن كانت الورقة احملتج ا تشكل إعذارا للمد

.لكن التساؤل املطروح يف هذا الصدد، هو هل ميكن الطعن ببطالن اإلعذار ؟إن اإلعذار بإعتباره يتجسد يف حمرر عريف، كأصل عام، ويتضمن بيانات معينة وتاريخ وإمـضاء

مة على املدين وعلـى الـدائن كما انه تكليف إىل املدين لينفذ إلتزامه، فإنه بالتايل يرتب آثار ها وبـالرجوع إىل )1(سواء، وإذا طبقا على صحة اإلعذار ما يطق على صحة التبليغات بصفة عامة

قواعد اإلجراءات املدنية، ميكن القول إن اإلعذار ميكن أن يشوبه عيب حبيث يترتب عليه قابليـة اإلعذار يف حد ذاته ليس من النظام لإلبطال والدفع ببطالن اإلعذار ليس من النظام العام مادام أن

العام، وعليه جيب ملن تقرر ملصلحته حق طلب إبطاله أن يثريه قبل أي دفع يف املوضوع وال جيوز .إثارته ألول مرة أمام احملكمة العليا

. وطالب إبطال اإلعذار مقرر ملصلحة من وجه له أو خللفه، وال حيق لغريه التمسك به

. من قانون اإلجراءات املدنية، مع إحترام ما يقتضيه اإلعذار من قواعد فيما يتعلق بالبيانات واآلجال26 و24، 23 أحكام املواد )1(

Page 32: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

30

روط اخلاصة باإللتزامالش: املبحث الثالثقبل أن نشرع يف بيان كيف إن اإلعذار يعد شرط إلثبات إخالل املدين بإلتزامه يف حالـة التأخري يف التنفيذ، يف املطلب الثاين، ويف حالة عدم التنفيذ، يف املطلب الثالـث، واإلسـتثناءات

األول، للشروط اليت جيـب أن الواردة على ذلك، يف املطلب الرابع، البد أن نربز بداية يف املطلب .تكون متوفرة يف اإللتزام الذي يكون حمال لإلعذار

الشروط اخلاصة مبحل اإللتزام موضوع اإلعذار: املطلب األول

من خالل فهم الطبيعة القانونية لإلعذار، ميكن القول أنه جيب أن تتوفر يف اإللتزام الـذي ينة، مل ينص عليها القانون لكن تعترب أمرا مبدئيا يكون موضوع اإلعذار واملتصل باحلق، شروط مع

وهي تتصل حبالة إعذار املدين لكن ميكن تطبيقها أيضا على إعذار الدائن، ومن دون قيـام هـذه .الشروط جمتمعة فال قيام لإلعذار قانونا

أن يكون اإللتزام املراد اإلعذار لتنفيذه، إلتزاما مدنيا: الفرع األول

احلق الذي ميتنع باحلماية القانونية هو وحده الذي ميكـن أن ينـصب عليـه ومفاد ذلك خو ان اإلعذار، فيستثىن بذلك اإللتزام الطبيعي واألديب اللذان يفقدان لعنصر املسؤولية وكـذلك احلـال

)1(.بالنسبة لإللتزام املدين الباطل بطالنا مطلقا

أن الدين حمدد املقدر وحال األداء: الفرع الثايني طبيعة اإلعذار، أيضا أن ينصب هذا األخري على دين حمدد املقدار أو معينا، وذلك حسب تقتض

طبيعة اإللتزام، وأن يكون قد حل أجله، فإن مل حيل أجله بعد فاإلعذار ليس له ما يـربره كـون .املدين ال ميكن إجباره قبل ذلك

فاية اليت يزول معها اللبس الذي كذلك األمر من أن يكون الدين مقدراه حمدد ومعني باللزوم والك .قد ينتاب املدين حوله

، 756 ص 2 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، الوسيط يف شرح القانون املدين، نظرية اإللتزام بوجه عام، اإلثبات، آثار اإللتزام، العدد )1(

ه كما يف اإللتزام أن اإللتزام املدين ينفذ جربا على املدين، ذلك أن اإللتزام جيتمع فيه، عنصرا املديونية واملسؤولية، فاملديونية جتيز الوفاء ب"بقوله .فإن اإلعذار الذي يتم بصدده يكون من دون شك دون جدوى". الطبيعي واملسؤولية جترب على الوفاء به خالفا لإللتزام الطبيعي

Page 33: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

31

كم ينطبق إذا كان اإللتزام أو الدين معلق على شرط واقف ومل يتحقق ذلك الـشرط، ونفس احل فإن الدائن ال ميكنه إعذار مدينه، وكذلك نفس احلكم ينطبق على الدين املضاف إىل أجل ومل حيل

)1(.القانون املدين املصري من 212ة األجل بعد، وذلك عمال بأحكام املاد ضرورة التمييز بني إلتزم املعجل واملؤجل فيكون معجال مىت كـان )2("هنري مازو "ويرى األستاذ

تنفيذ اإللتزام املعجل واملؤجل فيكون معجال مىت كان تنفيذ اللتزام يترتب مبجرد نـشوء ذلـك .اإللتزام

امللتزمة، يف إطار املسؤولية العقدية، سلطة تقريـر أن وهذا هو األصل، لكن وما دام أنه لألطراف تنفيذ اإللتزام ال يكون مطلوبا إال بعد مدة زمنية معينة ومن هنا يتقرر اإلعذار كشرط موضـوعي

.لوضع املدين موضع املمتنع عن التنفيذ

أن تكون طبيعة اإللتزام تقتضي اإلعذار: الفرع الثالثمـن الكتـاب الثـاين " آثار اإللتـزام "انون املدين يف الباب الثاين من الق 179لقد تناولت املادة

م، وهو ما يفيد أن أي دعوى رامية إىل إجبار املدين علـى التنفيـذ .من ق " اإللتزامات والعقود " من القانون املدين وأن أي دعوى 164العيين جيب أن يسبقها اإلعذار مثلما نصت على ذلك املادة

.ذ بطريق التعويض فإا تقتضي أن يكون قد سبقها اإلعذار أيضارامية إىل طلب التنفيوإذا كانت مصادر اإللتزام هي العقد والعمل غري املشروع واإلثراء بال سـبب والقـانون فـإن اإللتزامات اليت يكون منشؤها التصرف القانوين، يف الغالب هي اليت ميكن أن تكـون موضـوع

اليت تقتضي لزوم اإلعذار ألنه قد حيقق الغاية املرجـوة منـه أال اإلعذار وذلك بالنظر إىل طبيعتها وهي إمكانية التنفيذ العيين، أما إذا كان التنفيذ العيين يتحقق حبكم القانون، أو قام به املدين خمتارا

.فظاهر أنه ال حاجة لإلعذار يف هاتني احلالتني )3(:فاء بإلتزامه التعاقدي لسببني أساسينيففي املسؤولية العقدية مثال، البد من إعذار املدين للو

.حىت تنتفي شبهة رضاء الدائن الضمين بتأخري الوفاء-أ .وحىت تنتفي شبهة قرار الدائن الضمين بعدم وقوع الضرر من ذلك التأخري-ب

".إذا كان اإللتزام مقترنا بأجل واقف فإنه ال يكون نافذا إال يف الوقت الذي ينقضي فيه األجل" بنصبها )1(

)2( H. Mazead les obligations P 907. « Lorsque le paiement est exigible dès la naissance d’obligation… »

.25الدكتور حممود جالل محزة، نفس املرجع السابق، ص )3(

Page 34: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

32

أما يف املسؤولية التقصريية، أي اإللتزام الذي يكون مصدره القانون، فالغالب أننا لـسنا حباجـة : ار املدين لدفع تعويض لسببني أساسيني أيضاألعذ .قبل وقوع الضرر) املضرور(ألنه جمهول بالنسبة للدائن -أألن كل فرد معذر مسبقا حبكم القانون، فال حاجة إلعذاره جمددا لدفع تعويض ذلـك ألن -ب

)1(.اإللتزام يف املسؤولية التقصريية هو إلتزام سليب دائما وعليه ال يشترط فيه اإلعذاروعند حلول أجل اإللتزام وقبل إعذار املدين يكون هذا األخري، إما قد نفذ إلتزامه، إما إن تـأخر

ومن هنا يطرح التساؤل مىت يشترط اإلعذار، بالنـسبة هلـذه . عن التنفيذ، وإما إمتنع عن التنفيذ .احلاالت ؟

الشروط اخلاصة بنطاق اإلعذار: املطلب الثاين

ال تطرح إشكاال بالنسبة حلالة تنفيذ املدين إللتزامه ذلك أنه ال جدوى إذا كانت اإلجابة من إعذار املدين يف هذه احلالة، فإنه يف حالة تأخر املدين عن التنفيذ، وإن كان القـانون والفقـه يشترطان إعذار املدين، إال أن عدم وضوح مفهوم التأخر يف حد ذاته قد يطرح إشكاالت علميـة

ضرورة اإلعذار، وقد يلتبس حىت مع حالة عدم التنفيذ، حبيث خيتلف موقف الفقه فيه يف ما يتعلق ب حول وجوب اإلعذار أم عدم وجوبه، فنطاق اإلعذار إذن هو جمال وجوبه وهو يكون إما يف تأخر

.املدين يف التنفيذ وإما يف حالة إمتناعه عن التنفيذ

تأخر املدين عن التنفيذ: الفرع األولار كشرط إلستحقاق التعويض نتيجة تأخر املدين عن تنفيذ إلتزامه ال يطرح إشـكاال يف إن اإلعذ

ال يستحق التعويض إال بعد إعذار " من القانون املدين تنص على أنه 179حد ذاته، حبيث أن املادة ".املدين ما مل يوجد نص خمالف لذلك

التعويض دون التمييز بني التعويض عن لكن املالحظ من املادة السالفة الذكر أا نصت على مبدأ .عدم التنفيذ والتعويض عن التأخر يف التنفيذ

املدين اجلزائري، الدكتور حممود جالل محزة، العمل غري املشروع بإعتباره مصدر لإللتزام، دراسة مقارنة بني القانون املدين السوري والقانون )1(

. 21 ص 1986والقانون املدين الفرنسي، دار املطبوعات اجلامعية، اجلزائر لعام

Page 35: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

33

لكن بدراسة فكرة اإلعذار يف ميدان التعويض عن التأخري يف تنفيذ اإللتزام وكذا التمييز بني التأخري م وعدم التنفيذ أصال، فإن ذلك يساعدنا أيضا يف فهم مسألة اإلعذار يف ميدان التعويض عن عـد

.التنفيذ أو ما يسمى بالتنفيذ مبقابل، الذي سنتناوله يف الفرع الثاين من هذا املطلب

مبدأ اإلعذار كشرط لطلب التعويض عن التأخري يف تنفيذ اإللتزام: أوالمما الشك فيه أن اإلعذار جيد ميدان تطبيقه يف جمال التعويض عن التأخري بالدرجة األوىل، فعبـارة

« MOVA » رومان، مثلما أشرنا سابقا، تعين التأخري يف ميدان تنفيذ اإللتزامعند ال. 106املنصوص عنها باملادة " العقد شريعة املتعاقدين "وقد يظهر مبدأ إشتراط اإلعذار أنه نقض ملبدأ

.من القانون املدين حبيث يشكل تقيدا وتدخال يف إرادة طريف العقد أصابه ضرر وهنا جيب التمييز بني اإللزام احملدد بأجل حبيـث والتأخري، يعين أن الدائن باإللتزام قد

إذا حل األجل ومل يف املدين بإلزامه يكون بذلك متأخرا، واإللتزام غري احملدد بأجل ففـي هـذه احلالة تعني على الدائن أن خيرب مدينه بتاريخ حلول أجل إلتزامه، وبعد حلول هذا األخـري ميكـن

. مل يف بإلتزامهالقول أننا بصدد تأخر إذاومما الشك أن هذا التأخري ينتج آثارا قانونية، كونه يشكل إخالال باإللتزام الذي من آثاره وجوب

ال يستحق التعـويض إال " منه نصت على أنه 179تنفيذه، والقانون املدين من خالل أحكام املادة ".بعد إعذار املدين

حىت ينتج التأخري أثره القانوين جيب أن يكون املـدين مبعىن أن أحكام املادة السالفة الذكر تشترط .حمل وموضوع إعذار

أن التأخري يف تنفيذ اإللتزام ال يستلزم : يريانCIVER DON (1) و PERPOTوإن كان األستاذ اإلعذار بالضرورة، فإننا سنتناول عند دراستنا لإلستثناءات الواردة على وجوب اإلعذار، إن كان

.ب اإلعذار بالضرورةكل تأخري يستوج .وحىت تتضح لدينا فكرة التأخري يف التنفيذ أكثر كان البد من متييزها عن حالة عدم التنفيذ

)1( PERPOT et CIVERDON – Encyclopédie de droit civil DALLOZ. V°, mise en demeure, N

« Tout retard dans l’exécution d’une obligation n’est pas nécessairement une demeure au sens technique du terme ».

Page 36: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

34

متييز التأخري يف التنفيذ عن عدم التنفيذ: ثانياإذا إستحال على املدين أن ينفذ إلتزامـه عينـا " من القانون املدين على أنه 176لقد نصت املادة

ويض الضرر الناتج عن عدم تنفيذه إلتزامه، ويكون احلكم كذلك إذا تأخر املدين يف حكم عليه بتع ".تنفيذ إلتزامهال يستحق التعويض إال بعد إعذار املدين ما مل يوجد " من القانون املدين على أنه 179ونصت املاة

.نص خمالف لذلكض عن حالة التأخري إال أمـا مل فبالرغم من تنصيص أحكام املادتني السالف سردمها ملبدأ التعوي

.توضحا معيار متييز التأخري عن حالة عدم التنفيذ من القانون املدين الفرنسي جند أن املـشرع الفرنـسي )1( 1146وعلى خالف ذلك فإن املادتني

.إعتمد عنصر الزمن إلبراز هذا التمييز غاية األمهية إذ جـاءت بعنـصر يعتربون أن هذه املادة يف )2(فبعض الفقهاء الفرنسيني كموريس

".عنصر الزمن"أساسي من خالله ميكن فهم نظرية اإلعذار وهو ذلك العقد وذلك . فإذا كان الزمن ال يشكل ركنا يف تكوين العقد، فإنه يلعب دورا هاما يف تنفيذ

.ما نظمته املادة السالف ذكرها بالتمييز بني التـأخري يف التنفيـذ وإعتربت أساس بعض املبادئ القضائية يف فرنسا، حبيث مسحت

.وعدم التنفيذ ذاتهفنكون بصدد عدم التنفيذ ولو أن التنفيذ الزال ممكنا بالنسبة للمدين مادام أنه صـار مـن دون

)3 (جدوى بالنسبة للدائن، وبالضرورة نكون بصدد عدم التنفيذ مىت أخرب املدين دائنه رفضه التنفيذ .لتزام تدرس مبناسبة متييز العقود الفورية عن العقود الزمنيةهذه الفرضيات وحسب نظرية اإل

)1( L’article 1146 du c.c.f :

« Les dommages intérêts ne sont dus que lorsque le débiteur est en demeure de remplir son obligation ; excepte néanmoins ; lorsque la chose que le débiteur s’était obligé de donner ou de faire ; ne pouvait être donnée ou faite que dans un certain temps qu’il (le débiteur) a laisse passe ».

)2( Meurisse, dommages intérêts compensatoires et dommages intérêts moratoires. J.C.P 1947-667.

)3( Abdelouahab benlatrache la mise en demeure mémoire octobre 1975 université d’Alger P29.

Page 37: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

35

فمن خالل كيفية وطريقة التنفيذ ميكننا متييز العقود الفورية كعقود البيع واخلدمات عن العقـود الزمنية اليت هلا إمتداد يف الزمن، إذا هلذا األخري أي الزمن أمهية بالغة، كعقد العمل واإلجيار وعقود

. ويف جمال هذه األخرية تطرح إشكالية التفرقة بني التأخري يف التنفيذ وعدم التنفيذالتوريدات بالنسبة للعقود الفورية-أ

وعهي العقود اليت يتم تنفيذها مبجرد إبرام العقد أو بعد إبرامه مبدة قليلة دون النظر إىل املدة الـيت .يستغرقها إبرام العقد ذاته )J. Fontaine, R. Cavalerie et Hassenforder)1وكذلك عرفها كل من

يعطي احلق يف التعويض دون إعتبار لإلعذار وذلـك يف 1146فالقانون املدين الفرنسي يف مادته

اإللتزام بأداء أو إعطاء شيء يف زمن حمدد ومل يقم املدين به يف حينه بشرط أن ال يكون تنفيـذه .فيما بعد ممكنا

ون السلطة التقديرية لقضاة املوضوع للحكم وذلك من خالل إتفاق وطبعا، يف مثل هذه احلالة تك .األطراف والظروف املقترنة ذا اإلتفاق

وال تطرح هذه العقود إشكالية، إذ أن الدائن ليس جمربا على إعذار املدين ألن اإللتزام ولـو أنـه .الزال ممكن التنفيذ إال أنه صار دون جدوى بالنسبة له

.موقف القانون املدين الفرنسي، فإن األمر بالنسبة للقانون اجلزائري غري حمسومفإذا كان هذا هو من القانون املدين أطلقت احلكم بالنسبة إلستحقاق التعويض يف حالة تأخر 176فإن كانت املادة

من نفس القانون أطلقت أيضا وجوب إعذا املدين دون 179املدين يف تنفيذ إلتزامه، إال أن املادة يز أو إستثناء حلالة العقود الفورية اليت الجيدي اإلعذار عند توجيهه، بعد فوات الوقت أو امليعاد متي

.احملدد، نفعا للدائن كما كان يتوخاه من العقدومل نعثر على أي سابقة أو إجتهاد قضائي جزائري ذا اخلصوص بعد تفحصنا االت القـضائية

.الصادرة عن احملكمة العليا

)1( Dictionnaire de droit, foucher P 105 « Contrat dont les obligations sont immédiatement

exécutées ».

Page 38: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

36

:لنسبة للعقود الزمنيةبا-ب

وهي العقود اليت يكون تنفيذها على إمتداد الزمن بصفة مستمرة ودورية وقد تكون حمددة أو غري (1).حمددة

أن العقود الزمنية ختتلف عن العقـود الفوريـة يف عنـصرين BRIERE DE ISLE (2)ويرى : أساسني

يف دورية تلك اخلدمات ومادام أن عنصر األول يتمثل يف مسألة طول مدة اخلدمات والثاين يتمثل املدة هو الفارق بني النوعني من العقود فمن مث نتساءل منذ أي وقت ميكننا القول أن اإللتـزام مل

.يتم تنفيذه ؟فإن كان اجلواب بالنسبة للعقود الفورية بسيطا، إال أن األمر خيتلف بالنسبة للعقود الزمنية كـون

من ودورية، وعليه فإنه من الصعب حتديد مىت نعترب املدين قد تأخر عـن هذه األخرية ممتدة يف الز .تنفيذ إلتزامه، على أنه ميكن له التنفيذ يف أي وقت

ومن مث فإن إعمال قاعدة اإلعذار هي وحدها الكفيلة بوضع املدين يف موضع املمتنع أو املتأخر عن .التنفيذ

ية املطروحة أمامها بني بائع البضاعة ومشتريها، إذ يف القض (3)وذا اخلصوص قضت احملكمة العليا 179أن قضاة الس منحوا البائع تعويضا، ألنه أعذر املشتري بتسليم مثن البضاعة طبقا للمـادة

.، إال أنه سكت عن اإلجابة عليهقانون االجراءات املدنيةك احلالة للبائع هو بـديل لكن املالحظ من خالل حيثية القرار السالف، أن التعويض املقرر يف تل

عن عدم التنفيذ أصال، كون أن املدين مل يستجب لإلعذار بدفع مثن البضاعة وليس تعويضا عـن .التأخري يف التنفيذ، مادام املدين مل ينفذ إلتزامه التعاقدي

أيـن إعتـربت أن (4)ويشتد التساؤل ملا جند قرار آخر صادر عن الغرفة املدنية للمحكمة العليـا .راط األعذار للمطالبة باألجرة خطأ يف تطبيق القانونإشت

)1( Dictionnaire de droit, foucher 2° édition 2000 P105 « Contrat pour lequel l’exécution des

obligations s’étend sur une certaine durée ». )2( BRIERE DE LISLE de la notion de contrat successif D.C. 1957 chr 153.

غري منشور واملذكور يف مؤلف األستاذ لعمر بن سعيد، اإلجتهاد 83283 ملف 1992.03.25 قرار احملكمة العليا الغرفة املدنية املؤرخ يف )3(.67القضائي وفقا ألحكام القانون املدين ص

Page 39: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

37

وعليه فإن ما إستقر عليه قضاء احملكمة العليا حسب القرارين السالف ذكرمها، أمـا توجـب اإلعذار إلستحقاق التعويض عن عقد فوري بالنسبة لألول بإعتبار أن املشتري يقع عليه إلتزام دفع

.عةالثمن فورا مادام أنه إستلم البضاكما إعترب إشتراط اإلعذار للمطالبة باألجرة، بإعتبار عقد اإلجيار هو عقد زمين أنه خطا يف تطبيق

من القـانون 1146القانون، وهذا احلكم جاء معاكس للقانون الفرنسي حسب ما تقتضيه املادة .املدين الفرنسي

عدم التنفيذ فإنـه قـد وهنا تكمن الصعوبة حبيث أن القضاة عند فصلهم يف طلب التعويض عن .خيتلط لديهم مفهوم عدم التنفيذ فيعتربونه كالتأخري البسيط

مدى وجوب اإلعذار يف حالة عدم التنفيذ: الفرع الثاين

يف احلقيقة أن اإلعذار الذي يطلب أساسا حلساب التعويض عن التأخري، ألن املدين يكون يف تأخر هل يلزم اإلعذار كذلك يف حالة عدم التنفيـذ : هو عن تنفيذ إلتزامه، لكن التساؤل الذي يطرح

.وباألحرى هل يشترط إعذار املدين من أجل املطالبة بالتنفيذ بطريق التعويض ؟لإلجابة عن هذا التساؤل نتناول أوال تطور فكرة اإلعذار مث منيز فكرة عدم التنفيذ اليت تفتح اال

.لقضاء حول هذه املسألةللتنفيذ مبقابل وأخريا نتناول موقف الفقه وا

تطور فكرة اإلعذار يف جمال التنفيذ مبقابل: أوال من القانون املدين أطلقت احلكم يف مسألة طلب التعويض وتقابلها املـادة 179املالحظ أن املادة

، كذلك "ال يستحق التعويض إال بعد إعذار املدين " اليت جاء فيها القانون املدين املصري من 208 .من القانون املدين الفرنسي 1146النسبة للمادة األمر ب

فإذا كان من الثابت أن التعويض مبقابل هو البدل الذي حيل حمل اإللتزام الذي كان يتعني علـى املدين تنفيذه فإن يف الفقه الفرنسي القدمي من رأى بأنه ال ضرورة لإلعذار يف حالة التعويض عـن

.عدم التنفيذ

.120 العدد الرابع، ص 1992 الة القضائية لسنة 43.715 ملف رقم 1988.03.25 قرار بتاريخ )4(

Page 40: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

38

الذي عمد إىل التمييز بني التعـويض عـن التـأخري 1857و األول يف سنة ه (1)ويعترب الرومبري والتعويض عن عدم التنفيذ، وإعترب أن األعذار الزم فقط للمطالبة بالتعويض عـن التـأخري دون التعويض عن عدم التنفيذ، مث بعد ذلك إنقسمت اآلراء حول مسألة لزوم اإلعذار يف التعويض عن

والقضاء يف كثري من التشريعات، وذلك ما سنحاول شرحه بـشيء مـن عدم التنفيذ لدى الفقه .التفصيل

عدم التنفيذ يف ميدان اإللتزامات"املقصود من مفهوم : ثانيا

(2).عدم التنفيذ، مصطلح مرن، بعض الفقه الفرنسي يعترب التراخي يف التنفيذ كعدم التنفيذ بصفة ائية، إال إذا صار هذا األخري مستحيال، أو أن لكن ال ميكن القول أن املدين مل ينفذ إلتزامه

(3).الشروط والظروف اليت كان جيب أن ينفذ إلتزامه مل تعد قائمة وال يقبلها بالتايل الدائنوعدم التنفيذ ميكن أن نكون بصدده مىت صار تنفيذ اإللتزام مستحيال بالنسبة للمدين أو أن تنفيذه

.ائن، أو أن املدين يرفض أصال التنفيذمل يعد له جدوى بالنسبة للد

أنه من الصعب على الدائن امللزم بالقيام بعمل ملعرفة أهو بصدد )M. DAVID )4ويرى األستاذ تأخر املدين أم األمر يتعلق بعدم التنفيذ، وكذلك األمر بالنسبة لإللتزام بإعطاء شيء فإنه يستحيل

.إلعذار يف كال احلالتنيعلى الدائن معرفة ذلك، مما جعله يستلزم افاملنطق يقتضي إعتبار أننا نكون أمام جمرد تأخر مىت يبقى اإللتزام من املمكن تنفيـذه، ونكـون بصدد عدم التنفيذ مىت إستحال تنفيذ اإللتزام سواء بسب فوات األجل أم أن التنفيذ مل يعـد لـه

لتزامه، وذلـك مـا سـنراه يف جدوى بالنسبة للدائن، أو حني يعلن املدين صراحة عدم تنفيذ إ .اإلستثناءات الواردة على مبدأ اإلعذار

)1( LAEOMBIRE théorie et pratique des obligations ; note sur l’article 1146 مذكور من قبل الدكتور

208حممد شتا أبو سعد، اإلعذار، املرجع السابق ص )2( ESMEIN note J.C P 1947 T2 3809. )3( Rodiere. Op. Cit. N470 )4( François David de la mise en demeure Revue critique de législation et de Jurisprudence

1939-95 op. Cit.n8288.

Page 41: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

39

يقترن بدراسة العقود الفورية والعقود الزمنية، هـاتني " عدم التنفيذ "كما أن مسألة حتديد مفهوم .ومن مث مفهوم التنفيذ" الزمن"الفئتني من اإللتزامات مها اللتان حتددان لنا بصفة متباينة مفهوم

الفورية، عندما يكون اإللتزام املراد تنفيذه صار ائيا، أي عندما يكون املدين قد فاته ففي العقود .فإن اإلعذار غري الزم

واألمثلة على ذلك عديدة، منها الفنان الذي يفوته موعد أداء العرض املقرر أداؤه يف زمن حمدد، أو ، ففي مثل هاتني احلالتني وإن كان اخلياط الذي ال يعد لباس الزفاف للعروسة إال بعد فوات العرس

.اإللتزام الزال ممكنا بالنسبة للمدين إال أنه بالنسبة للدائن ال جدوى من تنفيذه .يف حني أنه يف العقود الزمنية فإنه يصعب متييز التأخري عن عدم التنفيذ

زامات متقابلة بني ففي عذد اإلجيار مثال، فهو ميتد دائما يف الزمن مبدة طويلة أو قصرية، ويرتب إلت املؤجر واملستأجر، فيلتزم املؤجر بان ال يعترض للمستأجر يف التمتع بالعني املؤجرة، ويلتزم هـذا

.األخري القيام بالترميمات الالزمة للحفاظ على العني املؤجرةفكال الطرفني يضمن كل يوم بل ويف كل حلظة إلتزاماته، ومن مث نتساءل ماذا لو حصل هنالـك

يف تنفيذ إلتزام مستمر، على إعتبار أنالتخلي عن تنفيذ إلتزام يف املاضي ال ميكن بأي حـال تأخري .من األحوال تداركه ؟

يرى أن التأخري الناتج عن تنفيذ إلتزام مستمر وكذلك املتعلـق بـصيلنة )ESMEIN )1فاألستاذ إنه يعترب ذلك عدم تنفيذ جزئي ف) املاء، الكهرباء، الغاز (شيء أو توريد سلعة ما لإلستهالك الدائم

.أو دائم، بالنظر إىل مرحلة معينة من املدة العامة املقررة يف العقدلكن ميكن إعتبار أيضا أنه يف حالة ما إذا تكررت معاينة ذلك اإلخالل فيما يعد فعندئذ نقول أن

الك، وغريها مـن هناك تأخر يف التنفيذ الكامل، كاإللتزام بصيانة شيء، أو توريد بضاعة لإلسته احلاالت ميكن القول أن املدين مل ينفذ إلتزامه مادام أن ذلك اإللتزام كان يتعني عليـه أن ينفـذه

.بصفة مستمرة ومنتظمةوبصفة عامة ميكن القول أيضا أن الفقه والقضاء يتفق حول ضرورة اإلعـذار يف جمـال العقـود

حالة العقود الفورية ملا يكون اإللتـزام ممكـن املستمرة نظرا لطبيعتها هذه، لذلك جندها تتفق مع وجمدي، فيلزم حينئذ اإلعذار، أما إذا صار مستحيال فإن املدين يلزم بتعويض الدائن دون حاجـة

.إلعذاره

)1( ESMEIN, note, J.C.P. 1947 –II-3809

Page 42: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

40

وبالرغم من هذا، فإنه يف العقود الزمنية، توجد هنالك بعض اإللتزامات املستمرة أين ينتج عنـد والقضاء عن حكم ذلك فيما يتعلق بوجوب األعذار أم من عدمه اإلخالل ا إختالف لدى الفقه

كحالة املستأج املتضرر من عدم تنفيذ املؤجر إللتزاماته، فهل يتعني عليه من أجل احلصول علـى .تعويض أن يعذره ؟

موقف الفقه والقضاء بشأن ضرورة اإلعذار للتعويض عن عدم التنفيذ: ثالثا

جيوز تنفيذه عن طريق التعويض وخباصة إذا أصبح تنفيذ اإللتزام عينا إن اإللتزام أيا كان مصدره، مستحيال خبطأ املدين، فيصبح التنفيذ العيين مستحيال يف اإللتزام بنقل ملكية شيء إذا هلك الشيء ويف اإللتزام بعمل إذا إنعدمت الوسائل الالزمة باإلمتناع عن عمل إذا أتى املدين األمـر املمنـوع

.ف قائم حول مسألة وجوب األعذار، وسنعرض هلذه املواقف تباعالكن اإلختال :املوقف املؤيد لوجوب اإلعذار-1 :بالنسبة للنصوص القانونية-أ

ال يستحق التعويض إال بعد إعذار املدين ما مل يوجد " من القانون املدين على أنه 179تنص املادة من القانون املدين 1146املدين املصري واملادة من القانون 218وتقابلها املادة " نص خمالف لذلك

.الفردي اليت تنطوي على نفس هذا املعىن املطلق .فإنطالقا من صريح النصوص القانونية اإلعذار شرط لقبول التعويض عن عدم التنفيذ

:بالنسبة للفقه والقضاء املصري-ب

أساس املذكرة اإليضاحية للمشروع من القانون املدين املصري على 218إنطالقا من أحكام املادة املصري تعليقا على أحكام املادة السالفة الذكر، فإن املشرع املصري قد أطلق ضرورة اإلعذار وقد

.تبىن معظم الفقهاء هذا املسلكفالدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري مبناسبة بيانه ألنواع التعويض، أكد على أن اإلمجاع منعقد

اجب يف التعويض عن التأخري يف التنفيذ، أما التعويض عن عـدم التنفيـذ، وإن على أن اإلعذار و كان هناك من يذهب إىل وجوب اإلعذار أيضا إلطالق النص، وهناك رأي يـذهب إىل عـدم

Page 43: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

41

وجوب اإلعذار، ألن التعويض عن عدم التنفيذ مستحق عن واقعة ال شأن لإلعذار ا، وحـسبه : فرضني يف حالة ما إذا طالب الدائن املدين بالتعويض عن عدم التنفيذ فإنه مييل إىل التمييز ما بني

فإما أن يكون التنفيذ العيين ال يزال ممكنا، وإما أن يكون هذا التنفيذ قد أصبح غري ممكن، ففـي الفرض األول جيب األعذار إلستحقاق التعويض، ألن التنفيذ العيين الزال ممكنا، واألعذار دعـوة

م ذا التنفيذ وإال دفع تعويضا، فيكون لألعذار معىن إذ حيتمل أن يقـوم املـدين للمدين أن يقو بالتنفيذ العيين عقب إعذاره، ويف الفرض الثاين، إذا أصبح التنفيذ العيين غري ممكن، مل تعد هنـاك

(1).جدوى يف األعذار، إذ نكون يف إحدى احلاالت اإلستثنائية اليت ال حاجة لألعذار فيهاد أكدت حمكمة النقض املصرية، منذ التقنني امللغى على أن اإلعذار شرط أساسي إلسـتحقاق وق

(2).التعويض سواء كان التعويض عن التأخري أو عن عدم التنفيذ :بالنسبة للفقه والقضاء الفرنسي-ج :الفقه الفرنسي-1-ج

ى التعويض عن التأخري أو يف حماولة لتربير موقفه املؤيد لضرورة األعذار سواء كشرط للحصول عل من القانون املدين الفرنسي حبيـث 1146 على أحكام املادة M. DAVID(3)عدم التنفيذ، يركز

ينبه إىل أن حكم هذه املادة ال متيز بني نوعي التعويض عند إستلزامها اإلعذار واضعا أحكام املادة التعويض الناتج عن عدم تنفيذ "نوان الباب الرابع من القانون املدين حتت ع : يف موقعها وهو 1146 (4)".اإللتزام

.ومن مث يستنتج فيه املشرع بإشتراط األعذار عن طلب التعويض عن عدم تنفيذ اإللتزاموحسب هذا الكاتب األعذار يف جماتل التعويض عن عدم التنفيذ ليس إحتجاجا من الدائن علـى

.من اجل املعاينة الرمسية لعدم التنفيذاملدين وطلبه التنفيذ الفوري لإللتزام فقط وغنما

.843 و842 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، املرجع السابق، ص )1( .1556 رقم 292 جمموعة عمر، اجلزء األول، ص 1933 ديسمرب 21 نقض مدين )2(

.198 رقم 552 ص 4 جمموعة عمر اجلزء 1935 جانفي 03ونقص مدين - )3( DAVID OP Cit P 143

)4( « Des dommages, intérêts résultant de l’inexécution de l'obligation ».

Page 44: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

42

من القانون املدين الفرنسي ال متيز بني التعويض عن التأخري والتعويض عن 1146ويؤكد أن املادة عدم التنفيذ، ألن إشتراط األعذار ضروري يف مجيع احلاالت اليت يطالب فيها الدائن عن التعويض

.من عند املدين مـن القـانون املـدين 1230 واملادة 1145من املواد والسيما املادة ولتدعيم موقفه سرد جمموعة

.الفرنسي مثال تنص على أن التعويض يكون ملا تكون هناك خمالفة لإللتزام، ينجر عن ذلك )1( 1145فاملادة

فإنـه يف مجيـع احلـاالت " بعدم فعل "ومبفهوم املخالفة هلذه املادة، فإنه عدا حالة خمالفة اإللتزام .ى كاإللتزام بإعطاء شيء أو القيام بعمل يتوجب األعذاراألخر

:يف القضاء الفرنسي-2-ج

من القانون املدين الفرنسي بإشتراطها األعـذار 1146سار القضاء الفرنسي باألخذ بعموم املادة للمطالبة بالتعويض عن عدم التنفيذ وهناك قرارات عديدة يف هذا الشأن منها قرار حمكمة الـنقض

بصدد نظر املنازعة املتعلقة بإلتزام مـؤمن العامـل )2( 31/07/1946الغرفة املدنية الصادر بتاريخ من القانون املدين، وحيث 1146الذي حصل له حادث، جاء يف حيثية يف القرار أنه طبقا للمادة

ـ ويض وجيـب أنه يف حالة عدم التنفيذ او التاخري يف تنفيذ اإللتزام ولكي حيصل الدائن على التع .إستثناء إعذار مدينه

لكن يف املواد عقود اإلجيار ملا تكون العني املؤجرة يف حالة سيئة، فهل جيب على املؤجر ان يعاينها .كي يرممها أم يتعني على املستأجر إعذار املؤجر ليقوم بتنفيذ إلتزامه إجتاهها ؟

إعذار املستأجر للمؤجر حىت يتسىن لإلجابة عن هذا التساؤل، إستقر القضاء الفرنسي على ضرورة له املطالبة بالتعويض فيما بعد، وذلك إعتمادا على قرار مبدئي صادر عن حمكمة النقض يف غرفتها

، هـذا LYON الذي نقض قرار صادر عن جملس مقاطعة ليون )3( 1938.01.05املدنية بتاريخ

)1( « Les dommage intérêts dus par le seul fait de la contravention au cas d’obligation de ne pas faire »

)2( Cassation civil 31 juillet 1946 D 1947 – 57 Note P.C.P « …Vu l’article 1146 du code civil, attendu ; qu’en cas d’inexécution ou de retard dans l’exécution d’une obligation ; le créance, pour faire maître le droit à des dommages intérêts, doit sans exception ; mettre le débiteur en demeure.

Page 45: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

43

فض طلب املستأجر املتـضرر مـن من القانون املدين الفرنسي ر 1146األخري وعلى أساس املادة تساقط احلجارة يف املدرج الواقع بالعني املؤجرة، ألنه مل يعذر املؤجر للقيام بإصالحها، فجـاء يف حيثيات قرار حمكمة النقض أن طلب التعويض املشكل ضد املؤجر عن األضرار الكبرية اليت حلقت

.ملادة السالفة الذكرباملستأجر، ليس معفيا من ضرورة األعذار املنصوص عنه بايفيد أن القضاء الفرنسي يستثين مبدئيا من األعـذار، إذ حيّمـل الـدائن "en principe": فلفظ

مسؤولية إستحالة املطالبة حبقوقه املنصوصة يف العقد، لكن هذا القرار بعد أن أكد علـى عـدم حالة مـا إذا أعـذار ضرورة األعذار، أضاف يف تأسيسه أنه إلعفاء الدائن من األعذار، وهو يف

.املستأجر املؤجر يف وقت سابق بضرورة قيامه بترميم العني املؤجرةمبعىن أن حمكمة النقض إستثنت وجوب األعذار، إذا ما كان املستأجر قد أخرب املالك بضرورة أن يقوم باإلصالحات، وبعد ذلك فقط يتعني عليه مالحظة ومعاينة حالة اإلستعجال اليت دد العني

.املؤجرة إن هناك تناقض يف قرارات القضاء ألن موقفـه )CARBONNIER)1 ومن هنا يرى كاربونييه

متصل بسلوك وموقف طريف العقد ومن مثة معرفة أي من املتعاقدين يكون قد صدر منه اإلمهـال جر فهل هو صادر من املؤجر إذ مل حيرص على واجب صيانة العني املؤجرة، أم أنه صادر من املستأ

.الذي مل ينبه املؤجر بذلك الواجب ؟ :املوقف الرافض لوجوب األعذار-2

إن اإلستثناء ألعذار يف جمال طلب التعويض عن عدم التنفيذ، قد يكون مرده إىل تراجع الشكليات يف التصرفات القانونية، أما الفقه فريجع ذلك إىل إعتبارات املنطق، يف حني أن القضاء يستمد ذلك

.ع يف فهم إستثناءات األعذار املنصوص عنها يف القانون املدينمن التوس

(1) CARBONNIER OP Cit T N°77.

Page 46: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

44

:بالنسبة للفقه-أ :الفقه الفرنسي-1-أ

أنه ال ضرورة وال جدوى من أعمال قاعدة األعذار يف جمال طلب )M. Weil)1يرى األستاذ وال غري مـسؤول قبـل التعويض عن عدم التنفيذ، إذ أنه ال ميكن إعتبار املدين باإللتزام الذي مل ينفذ

إعذار مثلما املر بالنسبة للتعويض عن التأخري يف التنفيذ، ألنه يف هذه احلالة ال ميكن للمـدين أن يعتقد أن دائنه قد منحه أجال إضافيا، أو أن هذا األخري مل يلحقه ضرر من جراء عدم التنفيـذ إذا

ه إذ يرى أن التعويض عن يف هذا اإلجتا )LAROMBIERE)2وسار الفقيه ، إلتزم السكوت إزائه التأخري ال يستحق بوجه عام إال إذا مت إعذار املدين بانه يتعني عليه الوفاء بإلتزامه وهذا يستتبع عدم مسؤولية عن الضرر الذي يتسبب فيه إال من وقت هذا األعذار وإذا كان األمر كذلك، فإن املادة

التعويض عن عدم التنفيذ ومن مث فإنـه ال من القانون املدين الفرنسي ال تسري على حالة 1146ضرورة اإلعذار يف حالة التعويض عن عدم التنفيذ، وقد إنتقد هذا املوقف الدكتور حممد شتا أبـو

من القانون املـدين الفرنـسي ال 1146 و 1153 ألن اخلالف حسبه بني صياغة املادتني )3(سعدويض عن عدم التنفيذ ألن املادتني معا ختتلفان يصلح سندا للقول بعدم ضرورة األعذار يف حالة التع

فقط من حيث شكل األعذار وليس خبصوص وقت بدء سريان آثار األعذار، ولذلك فال جيـوز .اإلستناد إىل إختالف الصياغة للقول أن لألعذار أثرا رجعيا وإال لتجرد األعذار من فائدته احلقيقية

:يف الفقه املصري-2-أ

من من أبرز القائلني بعدم وجوب األعذار للتعويض عن عدم التنفيذ يف مصر، إذ الدكتور إمساعيل غا يعترب أن القول بضرورة األعذار يف هذه احلالة، ال يستقيم مع املعىن املقصود من األعـذار ومـع وظيفة األعذار ذاا، موضحا ذلك ان التعويض عن عدم التنفيذ يستهدف أساسا، جـرب الـضرر

)1( M.Weil OP Cit P 221-S )2( LAROMBIERE, théorie et pratique des obligations, tel sur l’article 1146 cité par Mohamed

chata précèdent P208. « de ce que les dommages intérêts ne sont dus, en général que lorsque le débiteur est en demeure de remplir son obligations, il ne s’ensuit pas qu'il ne doivent se calculer que sur le préjudice à partir de la mise e demeure…Je proteste toujours assez à temps, en le faisant avant l’exécution de votre obligation ; aussi, l’article 1146 ne dit pas, comme l’article 1153, que les dommages intérêts ne sont dus que du jour de la demeure, bien qu’ils sont dus lorsque le débiteur est en demeure ».

. منه73، 72 الدكتور حممد شتا، حبث يف الألعذار، السابق ص )3(

Page 47: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

45

املدين بإلتزامه إخالال ائيا، سواء لعدم التنفيذ كله أو بعضه، أو لتنفيذ إلتزامـه الناجم عن إخالل تنفيذا معيبا، ووظيفة األعذار تتمثل يف إعالم املدين بأن الدائن حيثه على اإلسراع يف التنفيذ ومن مث

ت التنفيـذ فإن التسامح الذي يفترضه القانون يف جانب الدائن، إذا مل يعذر مدينه ينصرف إىل وق .فقط، وبالتايل ال ينصرف إىل الرضى بعدم التنفيذ الناقص واملعيب

كما ينتقد القول بضرورة األعذار كونه يتجاهل الفرق بني نوعي التعويض فيما يتعلـق مبـدى .وجوب األعذار

وبيان ذلك أن التعويض عن التأخري ليس له أثر رجعي، أي أنه ال تعويض عن التأخري يف الفقـرة سابقة عن األعذار، ألن املدين الذي مل يتم إعذاره إذا ختلف عن الوفاء بإلتزامه رغم إسـتحقاقه، ال

ال يعترب يف نظر القانون متأخرا تأخريا معتربا يعتد به، وعلى العكس من ذلك فإن التعويض عـن ضرار اليت عدم التنفيذ يستحق عن واقعة مستحقة، ال شأن لألعذار ا، وال أثر له عليها، وهي األ

تنجم عن هذا اإلخالل، وال دخل لذلك للبحث فيما إذا كان الدائن قد أعذر مدينه أم مل يعذره، .أو كان الضرر قد ترتب قبل األعذار أو بعده

مـن 208كما يؤكد أن املنطق القانوين الذي يثريه التحليل املتقدم، يقتضي ختصيص حكم املادة مـن 220ره على التعويض عن التأخري، على أساس أن املـادة القانون املدين املصري وذلك بقص

على أنه ال ضرورة لألعذار إذا أصبح تنفيذ اإللتزام غري ممكن أو غري جمد "نفس القانون اليت تنص ار هو دعوة املدين لتنفيذ إلتزامه فال يكون له معىن إذا ذعفيفسر هذا النص على أن اال " بفعل املدين

مستحيال، لكن هذا التفسري، كما يراه األستاذ غري مقبول ألن مقتضاه ان املادة أصبح هذا اإللتزام من القانون املدين املصري تقتصر على إعفاء الدائن من أن يعذر مدينه بعد أن إسـتحال 220/1

التنفيذ، مع أنه ال شك أن املقصود ذه املادة هو جعل التعويض مستحقا ولو مل يكن الدائن قـد ين قبل حتقق اإلستحالة، ال تفسري لذلك سوى أن إستحالة التنفيذ خبطأ املدين تتـضمن أعذر املد

(1).إخالال ائيا باإللتزام، فيلتزم املدين بالتعويض عن عدم التنفيذ وحالة ال ضرورة فيها لألعذارب أن حيدد جي" "كما أن الدكتور إمساعيل غامن، جند أنه ال يستبعد فكرة نفي األعذار مطلقا، بقوله

جبقة نوع الضرر املطلوب التعويض عنه، إذ ليس حتميا يف هذه احلالة أن تكون كافة األضرار اليت يطالب الدائن التعويض عنها داخلة يف نطاق التعويض عن عدم التنفيذ، بل أن منها مـا يكـون

.105 ص 45، البند 1967 إمساعيل غامن، األحكام )1(

Page 48: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

46

عان معا، فيتعني داخال يف نطاق التعويض عن التأخري ألنه من املسلم به أن نوعي التعويض قد جيتم فإذا كان الضرر املطلوب التعويض عنه قد ترتب على إخـالل املـدين : حتديد نطاق كال منهما

بإلتزامه إخالال ائيا، حبيث أنه ما كان ليتحقق لو أن املدين نفذ إلتزامه تنفيذا كامال صحيحا، فإنه ون حبث فيما إذا كان املدين يكون داخال يف نطاق التعويض عن عدم التنفيذ، فيعوض الدائن عنه د

معذرا أم غري معذر عن وقوعه، ولكن املدين قد خيتلف عن تنفيذ إلتزامه يف وقت معـني ويظـل التنفيذ ممكنا بعد فوات الوقت، فال يكون هذا التخلف إخالال ائيا باإللتزام، فإن ترتب بعد ذلك

بعد ذلك أن يتداركه كان هذا ضررا ضرر بالدائن، حبيث ال يكون من شأن التنفيذ الالحق لو مت ناجتا عن التأخري يف التنفيذ ال عن إخالل ائي باإللتزام، فيدخل يف نطاق التعويض عن التأخري ال يف نطاق التعويض عن عدم التنفيذ، وبالتايل ال يستحق التعويض عنه إذا مل يكن املدين معذرا عند

وذلك بصرف النظر عن . يكن املدين معذرا عند وقوعه عدم التنفيذ، وبالتايل ال يستحق عنه إذا مل املوقف الذي يتخذه املدين بعد ذلك، أي سواء قام املدين بعد ذلك بالتنفيذ العيين أم حتول ختلفـه

.عن التنفيذ إىل إخالل ائي باإللتزام فطالبه الدائن بتعويض عن عدم التنفيذ فإن الدائن يستحق تعويـضا عـن التـأخري يف أما إذا كان املدين معذرا عند وقوع ذلك الضرر

فيجمع التعويض مع التنفيذ العيين يف احلالة األوىل، ومع التعويض عن عدم التنفيـذ يف : "احلالتني )1(".احلالة الثانية

ويبدو لنا أن الرأي القائل أن األعذار ضروري إلستحقاق التعويض بنوعيه إمنـا "ويضيف األستاذ حلقيقة واإلعتقاد خطأ أنه يف حالة إخالل املدين بإلتزامه إخـالال ائيـا ال يرجع إىل أغفل هذه ا

يكون هناك حمل إال للتعويض عن عدم التنفيذ، فقد ترتب على ذلك أن جعل التعويض عن عـدم التنفيذ شامال ألضرار هي يف حقيقتها أضار ناجتة عم جمرد التأخري، وملا كان من املعقـول نظـرا

أال يستحق عنها التعويض إال إذا كان املدين معذرا عند وقوعها، فقد بدا معقوال حلقيقة طبيعتها، )2(".نتيجة لذلك أن يقال بضرورة األعذار إلستحقاق التعويض عن عدم التنفيذ

ويؤكد موقفه من التخلف عن تنفيذ اإللتزام يف العقود الزمنية هو إخالل ائي ال يقتضي األعذار مبينا أن املدين يف العقود الزمنية كاإلجيار مثال، قد يتخلف عن تنفيذ إلتزامـه إلستحقاق األعذار،

جمرد تأخري يف التنفيذ، إذ أن مـضمون األداء يف اإللتـزام "مدة من الزمن، وهذا التخلف ال يعترب

.106 و 105 ص 45 إمساعيل غامن، املرجع السابق، بند (1) .106 الدكتور إمساعيل غامن، املرجع السابق، اهلامش الثالث ص (2)

Page 49: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

47

الزمين يتحدد على أساس الزمن، وإمنا هو إخالل ائي بقدر الفترة اليت ختلف فيها املـدين عـن فيذ، فيكون التعويض تعويضا عن عدم التنفيذ ال جيب األعذار إلستحقاقه مثل ذلـك إلتـزام التن

شركات املياه والنور بالتوريد للمتهلكني وإلتزام صاحب العمل بتقدمي وجبات غذائيـة دوريـة هد للعامل وإلتزام املؤجر بتمكني املستأجر من اإلنتفاع بالعني املؤجرة، وهو يتضمن إلتزامه بأن يتع

العني املؤجرة بالصيانة طوال مدة اإلجيار يف كل هذه األحوال إذا ختلف املدين عن تنفيذ إلتزامـه فترة من الزمن، إستحق عليه تعويض الضرر الناتج عن هذا التخلف ولو مل يكن الدائن قد أعذره

)1(".قبل وقوعه إىل دقة التفرقة بني التعويض فاملالحظ إذن أن سبب اخلالف يف هذا املوضوع يعود بالدرجة األوىل

.عن عدم التنفيذ والتعويض عن التأخري :بالنسبة للقضاء-ب :يف فرنسا-1-ب

إن القضاء يف فرنسا ال يستلزم األعذار ملا خيل املدين بإلتزامه، حبيث يكون عدم تنفيـذه لإللتـزام رنسي، حبيث أنه ودون من القانون املدين الف 1145يستحيل تداركه، ولقد نصت على ذلك املادة

إعذار مسبق حيق للدائن مطالبة املدين بالتعويض من أجل إصالح الضرر احلاصل له نتيجة عـدم )2(.التنفيذ

هذا ملا يتعلق األمر باإللتزام بعدم القيام بشيء، وكذلك احلال إذا تعهد املدين بعدم فعل شـيء مث عن تعويض الضرر تقوم دون حاجة إىل إشتراط أخل بإلتزام الذي تعهد بعدم إتيانه، فإن مسؤوليته

)3(.األعذارونفس الشيء بالنسبة لإللتزام الواجب التنفيذ يف زمن حمدد، فإن حمكمة النقض يف غرفتها املدنية إذ محلت مدير دور للعرض، حبيث كلف ألداء ثالثة عروض حمددة فقضت هلذه األخـرية احلـق يف

ضها يف الوقت الالزم، وذلك دون حاجة إىل إخطار أو إعذار التعويض إذا مل متكن من تقدمي عرو )4(.املدير يف األجل املنصوص عنه يف العقد

.107 ص 45بق، بند الدكور إمساعيل غامن، املرجع السا(1)

(2) Cass. Civ. 22 Mai 1969, J.C.P-II-16.141 (3) Cass. Civ. 2 Mars 1875-S.1875-1, 292 (4) Cass. Civ. 25 Avril 1936-S.1936-1, 256

Page 50: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

48

، حيث إعتربت أن غياب األعذار ال ميكـن )1(وقد قضت حمكمة النقض الفرنسية أيضا يف قرار هلا اآلجـال املتفـق أن يعفي ناقل البضاعة من األضرار الناجتة عن عدم تنفيذ إلتزاماته التعاقدية غي

.عليها مل يستلزم على املوكل إعذار الوكيل للمطالبة بالتعويض )2(كما أن قضاء مقاطعة باريس يف قرار له

.عن تأخر هذا األخري عن تسجيل العقد إال بعد صدور قانون جديد زاد من ضريبة الطابعالرامـي لطلـب ويف جمال عقود اإلجيار فغن حمكمة النقض كانت قد رفضت طلب املـستأجر وكذلك كـان )3(التعويض إلصالح الضرر احلاصل له، ما دام انه مل يعذر املؤجر لتنفيذ إلتزاماته

)4(.موقفها بشأن عقد الصيانة جاء فيه كما )5(لكن فيما بعد فإن حمكمة النقض تراجعت عن إستلزام األعذار يف قرار مبدئي هلا

بل املستأجر ضد املؤجر الذي أصابه ضرر لعـدم ذكرنا أن طلب التعويض املقدم من ق سبق وأن من القانون 1146تنفيذ هذا األخري إللتزاماته غري معفي من ضرورة األعذار املنصوص عنه باملادة

.املين الفرنسيوبصفة عامة ميكن القول أن القضاء الفرنسي يف ميدان املسؤولية العقدية إستقر علـى وجـوب

.عويض عن التأخرياألعذار فيما يتعلق بطلب الت :موقف القضاء اجلزائري-3

دين مل جتد تطبيقا واضحا وال إستقرار يف إجتهادات احملكمـة امل من القانون 179إن أحكام املادة العليا كما هو احلال يف مصر مثال، مثلما أوضحنا آنفا، ومن القرارات اليت كانت حمل دراسـة يف

إجيـار املطالبـة " الذي جاء فيـه 1988.04.25ملؤرخ يف هذا الصدد نذكر قرار الغرفة املدنية ا باألجرة، إشتراط األعذار خطأ يف تطبيق القانون، إذ من املقرر قانونا أنه جيب على املـستأجر أن يقوم بدفع مثن اإلجيار يف املواعيد املتفق عليها، فإن مل يكن هناك إتفاق وجب الوفاء بـاألجرة يف

(1) Cass. Civ. 3 Décembre 1930-S.1931-1, 101 (2) Paris 25 Mars 1930-Gaz Pall 1930, 1, 871 (3) Chambre de Rep 26 Février 1872 D.P 1872-1, 214 (4) Cas. Civil. 09 Novembre 1914 D.P 1911-1,268 (5) Cass. Civil 05 Janvier 1938-D.H 1938-2.S19381, 108 la demande en dommages intérêts formée contre le bailleur tenu de « grosses réparations pour inexécution de ces obligations, n’est pas en principe subordonnée à la mise en demeure prévue par l’article 1146 du code civil…

Page 51: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

49

جلهة، ومن مث فإن القضاء مبا خيالف هذا املبدأ يعد خطأ يف تطبيق القـانون املواعيد املعمول ا يف ا وملا كان الثابت يف قضية احلال، إن الطاعنة طالبت مبؤجر اإلجيار بإعتبار دينا على عاتق املطعـون

(1).ضدها، فإن خالفوا تطبيقه، ومىت كان كذلك إستوجب نقض القرار املطعون فيهمن خالل هذا القرار يتضح أن دعوى املؤجر كانت رامية إىل طلب مؤخر مبلـغ اإلجيـار مـن املستأجر، إال أن قضاة املوضوع رفضوا طلبه الرامي إىل ذلك على أساس عدم إعذاره املستأجر غري

هدفها املطالبـة )املؤجرة(أن احملكمة العليا نقضت قرار قضاة املوضوع، كون أن دعوى الطاعنة مبؤخر اإلجيار بإعتباره دين على عاتق املطعون ضدها، وعليه قررت أنه ال ضرورة لألعذار بـشأن

.ذلك الذي (2).1997.03.12لكن ويف قرار الحق صادر عن احملكمة العليا يف غرفتها املدنية أيضا بتاريخ

إن هؤالء القضاة إحترموا مقتضيات حيث طلب تسديد مثن إجيار الشاحنة الثانية، ف "جاء يف حيثيته من القانون املدين واليت جتعل بصفة آمرة إستحقاق التعويض لصاحل الدائن إال 180و 179املادتني

"……بعد إعذار املدينومن خالل تفحص حيثية القرار أيضا يتضح أن الرتاع منصب على تسديد خملف مثن اإلجيار مثلما

يرمي إىل ) املؤجر(ة اليت أسفرت القرار السابق، إذ أن طلب املدعي هو احلال بالنسبة لوقائع القضي إللتزامه املتمثل يف أجـرة اإلجيـار ) املستأجر(احلصول على التعويض عن عدم تنفيذ املدعي عليه

.الذي حتول إىل دين يف ذمتهف احملكمة العليا فبالنظر إىل طبيعة الرتاع الواحدة بالنسبة لوقائع القضيتني كان يتعني أن يكون موق

واحد بالنسبة ملسألة وجوب األعذار أم من عدمه، لكن احلاصل هو صدور قـرارين متناقـضني، : أوهلما يف التاريخ مل يستلزم األعذار والثاين التايل له أوجبه، بالرغم من أن كال الدعويني

).واملنصب على مؤخر أجرة إجيار(متعلق بطلب التعويض عن عدم التنفيذ -على أساس أن العالقة بني الطرفني مل تعد عالقة مؤجر ومستأجر (ة إلتزام الطرفني فوري طبيع -

).بل دائن ومدين .يف كال الدعويني املؤجر مل يعذر املستأجر لدفع خملف اإلجيار -

.12 العدد الثالث ص 1992 الة القضائية لعام 43715 قرار احملكمة العليا الغرفة املدنية، ملف رقم )1( . غري منشور141951 قرار احملكمة العليا ملف رقم )2(

Page 52: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

50

إال أن احملكمة العليا أعفت املؤجر من إعذار املستأجر يف القرار األول وأوجبت على املؤجر ذلك الثاين، هلذا تأكد القول لدينا أن احملكمة العليا مل تستقر على قضاء واحد بشأن األعذار ملا يف القرار

يتعلق األمر بطلب التعويض عن عدم التنفيذ إللتزام حمله دين من النقود، هذا من جهة، ومن جهة بة القضائية، أي ثانية فباإلضافة إىل تناقضها السالف الذكر، فإا مل تأخذ يف احلسبان إعتبار املطال

صحيفة الدعوى، إعذارا، مثلما أشرنا إىل ذلك مبناسبة بيان طرق األعذار، وكيـف أن صـحيفة الدعوى تعترب إعذارا، غري أنه إذا نفذ املدين إلتزامه بعد تبليغه بصحيفة الدعوى، ألن الدائن يتحمل

املؤجر إعذار املـستأجر فقط مصاريف الدعوى وأن قرار احملكمة العليا الثاين والذي أوجب على بالرغم من أن الدائن رفع دعواه وإستمر املدين يف عدم التنفيذ، مل يعط لصحيفة الـدعوى صـفة

.األعذار

اإلستثناءات الواردة على شرط األعذار: الفرع الثالثن من القانون املدين إسـتثناءات، إال أ 181إن مبدأ لزوم األعذار هو أصل أوردت له أحكام املادة

أيرادها إياها مل يكن على سبيل احلصر، إذ ميكن اإلتفاق على األعفاء من شرط األعذار، وهنـاك .حاالت أساسها طبيعة بعض اإللتزامات اليت ال جيدي أعذار املدين من أجل تنفيذها

اإلعفاء القانوين من لزوم األعذار: أوال

ام جربا، أو عن طريق التعويض قد يكـون األعفاء القانوين من شرط األعذار إلقضاء تنفيذ اإللتز . من القانون املدين وقد يكون بنص قانوين خاص181ضمن احلاالت األربعة اليت أوردا املادة

من نفس القانون أربع حاالت يعفى الدائن فيها من لزوم إعـذار 181ولقد أوردت أحكام املادة : املدين ونشرحها إجيازا على التوايل

ذا تعذر تنفيذ اإللتزام أو إذا صار تنفيذ اإللتزام غري جمد بفعل املدينحالة ما إ-1

ملا كان األعذار هو دعوة املدين إىل تنفيذ إلتزامه، فإن صار تنفيذه مستحيال بسبب املدين مل يكن .الدائن حباجة إىل إعذاره، ومنه يستحق الدائن التعويض

Page 53: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

51

فإنه وبالرجوع إىل القواعد العامة يترتب عن ذلـك أما إذا كانت اإلستحالة بسبب ال يد له فيها، .إنقضاء اإللتزام، وال يلزم املدين حينئذ بالتعويض

وقد ال يصري اإللتزام مستحيل التنفيذ وإمنا ال جدوى وال نفع من تنفيذه، مثل حالة مـا إذا وقـع وقت آخر، فإن مل إلتزام املدين على أداء أو فعل شيء ما يف وقت حمدد ال ميكن فعله أو أداؤه يف

ينفذه يف زمانه، صار تنفيذه أو إعذاره للتنفيذ الحقا، دون جدوى ودون فائدة، فال ضـرورة يف .مثل هذه احلاالت لألعذار

ال ضرورة لألعذار إذا تأخر املدين عن تنفيذ اإللتـزام successifsففي العقود الزمنية أو املستمرة (1).تداركه لفوات الزمن ألن ما تأخر فيه ال ميكن الزمين،

حالة ما إذا كان حمل اإللتزام تعويضا ترتب عن عمل غري مشروع-2

يف ميدان املسؤولية التقصريية أين يتصرف الشخص تصرفا غري مشروع بأن أخل بإلتزام قـانوين جوهره وجوب إختاذ احليطة واحلذر قصد جتنب األضرار بالغري، وإذا حدث إخالل ذا اإللتـزام وترتب على ذلك أن حلق ضرر بالغري فإن التنفيذ العيين لإللتزام يصري غري ممكن وبالتـايل تنعـدم

.جدوى األعذار ذلك يف كل إلتزام ببذل عناية ومن ذلك اإللتزام بإختاذ احليطـة )2(وقد حصر الدكتور السنهوري

.الواجبة لعدم اإلضرار بالغري حبيث يكون اإلخالل به ال ميكن تداركه حالة ما إذا صرح املدين كتابة أنه ال يريد القيام بإلتزامه-3

فإذا صرح املدين على حمرر مكتوب أنه ال ينوي وال يريد تنفيذ إلتزامه يكون بذلك قد أعفى دائنه صراحة من دعوته له وإعذاره للتنفيذ، فاملدين يف هذه احلالة يكون قد أجاب الدائن مسبقا علـى

يستحق هذا األخري التعويض حيتسب، حسب رأينا، من تاريخ إختاذ املـدين عدم التنفيذ، وبذلك .هلذا املوقف

.837 ص 2تزام، العدد الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري الوسيط يف شرح القانون املدين، نظرية اإللتزام بوجه عام، اإلثبات، آثار اإلل)1(

.838 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، نفس املرجع السابق ص (2)

Page 54: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

52

حالة ما إذا كان حمل اإللتزام يتضمن رد شيء يعلم املدين بأنه مسروق، أو رد شيء تسلمه -4

دون وجه حق وهو على علم بذلكلواجب رده للدائن قد سرقه من ويفترض يف هذه احلالة أن املدين ذو نية سيئة إذ يعلم أن الشيء ا

عند هذا اخلري، وحسب رأينا، فإنه يستوي أن يكون املدين باإلرجاع هو الذي سـرق الـشيء املدين به، شخصيا، وإما ان يكون من شخص آخر، ما دام أن املدين باإلرجاع على علـم بـأن

.الشيء املسروق وهو حتت حيازتهرا إلرجاعه، وإال عد مسؤوال عن التأخري دون حاجـة إىل فعلى املدين يف هذه احلالة أن يبادر فو

.إعذاره من القانون املدين على أن املوكل ملزم بأن يرد للوكيل ما أنفقه يف تنفيـذ 582كما تنص املادة

الوكالة معتادا، ومعىن ذلك أن الوكيل يف هذه احلالة قد أعفاه القانون، لتحـصيل مـن املـدين ا للوكالة تنفيذا معتادا، من دون حاجة إلعذاره وذلك خالفا للقاعدة العامة ما أنفقه تنفيذ ) املوكل(

.املذكورة آنفاإذا رفض الدائن دون مربر قبول الوفاء " من القانون املدين اجلزائري على أنه 269كما نصت املادة

".…إعترب أنه قد مت إعذاره……املعروض عليه عرضا صحيحا أوء املدين من إعذار الدائن على النحو املذكور مىت أثبت املدين أن عرضه فهذه املادة صرحية يف إعفا

.كان عرضا صحيحا وان عدم قبول الدائن له كان دون مربر مقبول 1994.04.01 املـؤرخ يف 69-94 من املرسوم التنفيذي رقـم 07وما نصت عليه أحكام املادة

21جيار السكين املشار إليه بأحكام املـادة املتعلق بالنشاط العقاري واملتضمن بيان منوذج عقد اإل ، حبث أن املشرع ومحاية حلقـوق 1994 املؤرخ يف أول مارس 03-93من املرسوم التشريعي رقم

املؤجر وحماولة منه لبعث نشاط اإلجيار السكين، نص على أنه عند إنتهاء األجل املتفـق عليـه يف عي املبني أعاله، يتعني على املؤجر إخالء األماكن من املرسوم التشري 22العقد طبقا ألحكام املادة

.املؤجرة وذلك دون إعذار وال إخطار سابق من املؤجر

Page 55: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

53

ويف حالة إخالل املستأجر بإلتزام إخالء األماكن عند إنتهاء اجلل املتفق عليه يف العقد حيق للـدائن .بالتعويض دون حاجة ألعذاره) املستأجر(أن يطالب املدين ) املؤجر(جيب على املستأجر أن يرده " من القانون املدين اجلزائري من أنه 502ا نصت عليه أحكام املادة وم

العني املؤجرة عند إنتهاء مدة اإلجيار فإذا أبقاها حتت يده دون حق وجب عليه أن يدفع للمـؤجر ".تعويضا بإعتبار القيمة اإلجيارية للعني وبإعتبار ما حلق املؤجر من ضرر

لـه يف التعويض عن الضرر الذي حلقه وكذا القيمة اإلجيارية للعني املؤجرة مضمونا فحق املؤجر .بنص القانون، دون حاجة ألعمال قاعدة األعذار الواجبة يف األصل إلستحقاق التعويض

اإلعفاء من األعذار املستمد من خصوصية بعض اإللتزامات: ثانيا

لتزامات اليت مصدرها القانون ال ميكـن بطبيعتـها أن أول ما يتبادر لألذهان يف هذا اال أن اإل تكون حمال ألن يعذر الدائن مدينه، ومرد ذلك أن اإلخالل بـإلتزام قـانوين ال ميكـن تداركـه

.ويستحيل حتقيق الغاية من األعذار بعد ذلكلشيء غري وكذلك األمر بالنسبة لبعض إلتزامات العقدية ولسيما املسؤولية العقدية الناجتة عن فعل ا

احلي فاإلخالل باإللتزام يف هذه احلالة ال يؤدي إىل ضرورة إعذار املدين من أجل التنفيذ العيين أو جيب على ناقل "تجاري من القانون ال 62التعويض، كاإللتزام بالسالمة يف عقد النقل إذ تنص املادة

هته املقـصودة يف حـدود األشخاص أن يضمن أثناء مدة النقل سالمة املسافر وأن يوصله إىل وج ".الوقت املعني بالعقد

فإخالل الناقل إللتزام السالمة جيعل حق املسافر يف طلب التعويض قائم دون أن يطالب بإعـذار (1).ويف غريه من العقود. الناقل لعدم جدوى ذلك

وإن كان املشرع من خالل القانون املدين مل يضع قواعد خاصة إال أن هـذه املـسؤولية ختـضع .ألحكام املسؤولية العقدية وال ضرورة لألعذار فيها كون اإللتزام صار مستحيال

وكذلك أيضا يف اإللتزام بعمل معني ممكن التنفيذ عينا دون تدخل املدين الشخصي، حيق للدائن أن يطلب ترخيصا من القضاء لتنفيذ اإللتزام على نفقة املدين، وال يشترط إعذار املدين يف هذه احلالة

ما إذا كان األمر يشكل حالة إستعجال قصوى حيق للدائن أن يعمد إىل تنفيذ اإللتزام مث يعود على إ

.160 الدكتور علي علي سليمان، دراسات يف املسؤولية املدنية يف القانون املدين اجلزائري، ص )1(

Page 56: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

54

املدين بدعوى املصروفات والنفقات اليت أنفقها، ويف هذه احلالة يرى الدكتور الـسنهوري أنـه (2).يستحسن أن يكون ذلك بعد األعذار

: املدين إلستحقاق التعويض ما يليومن اإللتزامات اليت تأىب طبيعتها إشتراط إعذار يف اإللتزامات السلبية، اإللتزام بعدم فعل شيء، أو اإلمتناع عن عمل-1

من القانون املدين الفرنـسي 1145 من القانون املدين اليت تقابلها املادة 173لقد نصت عنها املادة له بعد ذلـك إعـادة فال ميكن واليت مفادها أنه إذا أخل املدين إلتزامه باإلمتناع عن فعل شيء،

اإللتزام إىل حالته األوىل وعليه ال ميكن إعذار املدين كي ميتنع عن فعل شيء كان قـد قـام بـه وبذلك فإنه ال يشترط األعذار يف اإللتزامات السلبية وسواء كان هذا اإللتزام مصدره املـسؤولية

)1(.العقدية أم املسؤولية التقصرييةتربير عدم جدوى األعذار يكون بغياب فكرة التأخري، فإذا كـان املـشرع أن )WEIL)2ويرى

.سكوت قد يفهم من املدين متديد ضمين ألجل اإللزاماليستلزم مبدئيا األعذار ألن أين أقرت احلق يف التعـويض )3( 1994.04.11وقد قضت احملكمة العليا يف قرار هلا صادر بتاريخ

: ن األضرار املادية دون أن تستلزم األعذار، إذ جاء يف حيثية القرار العيين باإلضافة إىل التعويض ع من املقرر أنه على املؤجر أن ميتنع عن كل ما من شأنه أن حيول دون إنتفاع املـستأجر بـالعني "

املؤجرة، وال جيوز له أن حيدث ا أو مبلحقاا أي تغيري خيل ذا اإلنتفاع، ومن مث فإن قيام رئيس شعيب البلدي بتهدمي املبىن املؤجر للمستأنف عليه، قد إرتكب إعتداء بتصرفه هذا علـى الس ال

املستأجر دون إنذاره وال إعالمه وبدون إجراء حتقيق، وخاصة دون أي دعوى قضائية لفسخ عقد ل اإلجيار املربم، وبذلك يتعني القول أن قضاة الدرجة األوىل قد أصابوا عندما قضوا بإعادة بناء احمل

".ودفع تعويض، مما يستوجب تأييد قرارهم

.792 ص 2 بوجه عام، اإلثبات، آثار اإللتزام، العدد الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري الوسيط يف شرح القانون املدين، نظرية اإللتزام)2(

.25 الدكتور حممود جالل محزة، نفس املرجع السابق، ص (1)(2) Weil dommages intérêts compensatoires et mise en demeure R.C.L.J.1939 P 203.

.203األول ص العدد 1994 الة القضائية لسنة 96237 قرار احملكمة العليا حتت رقم (3)

Page 57: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

55

إلتزامات املؤجر، إحداث تغيري يف العـني " جاء فيه )4( 1992.11.22ويف قرار آخر مماثل بتاريخ املؤجرة، تعويض املستأجر، تطبيق صحيح للقانون، وأنه ملا كان من الثابت يف قضية احلـال، أن

يص من املستأجر وأدت إىل تقليص مساحة احملـل، األشغال املنجزة من قبل املؤجر متت دون ترخ ".فإن قضاة املوضوع مبنحهم تعويضات للمستأجر نتيجة الضرر الالحق به طبقوا صحيح القانون

:يف اإللتزام بنقل امللكية-2اإللتزام بنقل امللكية أو أي : " من القانون املدين اليت تنص 165ونستمد هذه احلالة من حكم املادة

آخر من شأنه أن ينقل حبكم القانون امللكية أو احلق العيين، إذا كان الشيء معينا بالذات حق عيين 793، وكذلك ما أكدته املـادة "ميلكه امللتزم، وذلك مع مراعاة احلكام املتعلقة باإلشهار العقاري

ن ذلك بـني من القانون املدين من أنه ال تنقل امللكية واحلقوق العينية األخرى يف العقار سواء كا أم يف حق الغري إال إذا روعية االجراءات اليت ينص عليها القانون وباألخص القوانني اليت املتعاقدين

ذلك فإنه مىت كان التنفيذ يتحقق حبكم النص القانوين فال ضرورة وال تدير مصلحة شهر العقار ل .جدوى من األعذار

كم القضائي فهو يأخذ حكم املـادة الـسالفة وكذلك األمر بالنسبة للتنفيذ الذي يتحقق بقوة احل .الذكر مىت كان منصبا على نزاع متصل بإلتزام بنقل امللكية أو أي حق عيين آخر

.فالفقه يعترب عدم جدوى األعذار مستمدا من أساس هذا األخري يشري إىل أن تنفيذ اإللتزام باإلمتناع عن عمل مقتـضاه عـدم )MM MAZEAUD )1فاألستاذ وما دام املدين إلتزم بذلك فال ميكن للدائن أن يعذره ليبقى على ذلك احلال، ولكن إذا توىل الفعل،

.فعل الشيء امللزم بعدم فعله فيكون األوان قد فات ألعذاره بعدم فعل ذلك الشيء أنه يستحسن األعذار حىت يتيقن عدم قيام )TUNC)2، يرى MM MAZEAUDوخبالف مازو

ويثبت سوء نيته ويضرب لنا مثال بائع احملل التجاري الذي يلزم بعدم فتح حمل املدين بتنفيذ إلتزامه جتاري مماثل على مسافة معينة، مث خيل ذا اإللتزام ضمانا منه أنه مل يسبب ضرر لصاحب احملـل

.املباع تعني على هذا األخري إعذاره حىت يكف عن ذلك أو يثبت سوء نيته

.176 العدد الثالث، ص 93 الة القضائية لسنة 97405 ملف (4)

)1( Mazeaud Tunc OP.Cit.T.3 N2 274 )2( Tunc Mazeaud et Tunc OP.Cit T 3 N2 274 Note 4.

Page 58: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

56

تحقيق املسؤولية عن فعل الشيء غري احلي عمـال ، ل الشيء غري احلي يف ميدان املسؤولية عن فعل و : من القانون املدين جيب أن تتوفر ثالثة شروط وهي137بأحكام املادة

.وجود شيء غري حي-1 .ررضأن يتدخل الشيء غري احلي يف إحداث ال-2 .)3(أن يكون الشيء غري احلي الذي سبب الغرر حتت حراسته احلارس-3 تنفيذ اإللتزام يف ميدان املسؤولية عن فعل الشيء غري احلي ال يستلزم األعـذار ذلـك أن ا فإن ذل

مسؤولية احلارس ال ميكن توقعه وبالتايل ال ميكن إلزام الدائن بتوجيه إعذار للحارس بإعتباره مدين باحلراسة حىت يضمن عدم حدوث الضرر بسبب ما حيرسه أم يف حـق الغـري إال إذا روعيـت

.اءات اليت ينص عليها القانون وباألخص القوانني اليت تدير مصلحة شهر العقاراإلجر :إستحالة توجيه األعذار-3

يف احلقيقة أن إستحالة توجيه األعذار ال تعترب حالة إستثناء بأمت معىن الكلمة، إذ هي حالة مـا إذا .كان املدين غائب أو متويف وورثته غري معروفني بالنسبة للدائن

. أن الدائن غري جمرب على إعذار املدين إذا جهل دينه خبطأ هذا األخري)DEMOGUE )1 يرى :إذا كان اإللتزام واجب التنفيذ يف حمل إقامة الدائن-4

بأنه إذا كان اإللتزام واجب التنفيذ يف حمل إقامـة )2(لقد قضت حمكمة اإلستئناف املختلطة مبصر .م حلول األجل إعترب معذرا، ودون حاجة إىل أي إجراءالدائن، ومل حيضر املدين للتنفيذ يو

.ومل جند أثر نظريا هلذا احلكم يف القانون أو القضاء يف بالدناوإذا كان الدين يدفع على أقساط يف مدد قصرية، وأعذر املدين ألحد هذه األقساط فال ميكن أن

)3(.يعترب يف حاجة إىل إعذار يف كل قسط الحق حيل بعد مدة قصرية

سة مقارنة بني القانون املدين اجلزائري والقانون درا( الدكتور حممد جالل محزة، املسؤولية الناشئة من األشياء غري احلية يف القانون املدين اجلزائري )3(

.1988 ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر لعام 137املدين الفرنسي والقانون املدين املصري، ص (1) DEMOGUE OP cit.T. N242

.830هوري، سابقا، ص مذكور يف مؤلف الدكتور عبد الرزاق أمحد السن223، ص 47 ، م1935.03.28: إستئناف خمتلط بتاريخ(2) .363 ص 50 ، م 1938.07.14 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري املرجع السابق، إستئناف خمتلط (3)

Page 59: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

57

:اإللتزامات املقرونة بأجل حمدد-5 من القانون املدين، دون القانون املـدين 1146تنص بعض التشريعات كالقانون الفرنسي يف مادته

.اجلزائري، على هذه احلالةيستثىن من األعذار إذا كان الشيء الـذي كـان " على أنه )4( السالفة الذكر 1146إذ تنص املادة

.ائه يف وقت حمدد مل يتواله املدين يف ذلك الوقتجيب القيام به أو إعط له جدوى يف هذه احلالة أيضا، إذ الضرر الذي يكون قد أصاب الدائن قد صار فاألعذار ليس

.ائيا، ويعود التقدير لقضاة املوضوع سلطة القول أن عقد ما خيضع لتاريخ حمدد يف تنفيذهعذار حىت وإن كان هناك إلمكانية التنفيذ مىت كانـت كما أن املادة السالفة الذكر ال تستلزم األ

.تلك اإلمكانية ضئيلة وضعيفة لتنفيذ اإللتزام يف أجل معقول : وقد إختلف تفسري الفقه هلذه اإلستثناءات

، يرى أنه إذا كان الدائن قد أعفاه القانون من إجراء األعذار ألن األمـر )1( مثال WEILفاألستاذ . عن طريق التنفيذ مبقابليتعلق بعدئذ بالتعويض

اللذان تفاديا ربط ذلك بالتعويض عـن )GIVERDON)2 و PERROTعلى خالف األستاذان التأخري والتعويض عن عدم التنفيذ، بل فكرا يف إطار طبيعة إلتزام املدين، ودرسا التأخري يف التنفيذ

بسيط ال يـؤدي إىل إسـتحالة بالنسبة لإللتزام بأداء شيء أو فعل شيء، فيعتربان أن جمرد تأخري التنفيذ يف املستقبل، وبالتايل فإن األعذار ضروري عندئذ بالنسبة للدائن الذي يطمح إىل إصـالح

.الضرر احلاصل لهوقد سبق أن ميزنا بني التأخري الذي هو أساس التعويض عن التأخري يف التنفيذ وعدم التنفيذ الذي

.للتعويض مبقابلأنه ال ضرورة لألعذار إذا مل يعد اإللتزام قائما، سواء بإنقضائه بالوفاء العـيين وجتدر اإلشارة أيضا

أو الوفاء مبقابل وبالتحديد واإلنابة وباملقاصة وإختاذ الذمة أو إنقضائه دون وفاء األجراء وإستحالة .الوفاء والتقادم املسقط

(4) . من القانون املدين الفرنسي1146 املادة (…excepte néanmoins ; lorsque la chose que le débiteur s’était oblige de donner ou de faire ; ne pouvait être donnée ou faite que dans un certain temps qu’il (le débiteur) a laisse passe…) (1) Weil OP Cit P221 S (2) PERROT et GIVERDON OP Cit P

Page 60: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

58

:اإلعفاء اإلتفاقي من لزوم األعذار: ثالثا

ء، أن املدين يكون معذرا مبجرد حلول أجل اإللتزام فلما كان العقـد شـريعة مفاد هذا اإلستثنا املتعاقدين، وأن أي شرط غري خمالف للنظام العام جيوز اإلتفاق والتنصيص عليه بالعقد، فإن رضـا الطرفني مقدما على أن املدين يكون معذرا مبجرد حلول اجل اإللتزام ودون حاجة إىل إختـاذ أي

و إتفاق جائز ومشروع، ويستوي يف ذلك أن يكون إتفاقهم ذلك صرحيا أو ضمنيا، إجراء آخر، ه )3(.على أال يكون هذا األخري حمل الشك

مبعىن أن الدائن واملدين ميكن أن يتفقا قبل حلول أجل اإللتزام أنه إذا حل هذا األخري فإن املـدين .يعترب معذرا دون حاجة إىل إجراء شكلي

اق ال يعين اإلعفاء من األعذار بأمت معىن املصطلح، وإمنا هو إعفاء الدائن مـن وإن كان هذا اإلتف إتباع طرق األعذار املنصوص عنها قانونا، وإن صح التعبري هو ختفيف من الشكلية يف األعذار، أو

.باألحرى هو إعذاره بقوة اإلتفاق أو العقد )1(.ه اإلعفاء من اإلعذاركما أن اإلتفاق على وضع شرط جزائي يف العقد ال يفهم من

. 835 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، نفس املرجع، ص (3) .835 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، نفس املرجع، ص (1)

Page 61: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

59

آثار األعذار: الفصل الثاين

يفترض القانون يف حالة عدم اإلعذار، بالرغم من حلول أجل الدين، أن الدائن قد أمهـل مدينـه . مثلما أشرنا إىل ذلك عند دراسة أساس األعذار)1(أجل إيضايف للتنفيذ

.، فما هي آثار األعذار ؟وحىت يضع الدائن حدا هلذه القرينة يعمد إىل إعذاره

آثار إعذار الدائن مدينه: املبحث األولحناول يف هذا املبحث بيان ما هي النتائج القانونية املترتبة عن إعذار الدائن ملدينـه مـن خـالل

.النصوص القانونية

األعذار يقطع التقادم: املطلب األولونا، سواءا تعلق األمر مبيدان املسؤولية املدنيـة إذا كان تقادم املطالبة باحلقوق هي قاعدة مقررة قان

مـن قـانون 308بصفة عامة أو املسؤولية العقدية بصفة خاصة مثلما نصت عليه أحكام املـادة يتقادم اإللتزام بإنقضاء مخسة عشر سنة، فيما "اإلجراءات املدنية حتت عنوان التقادم املسقط من أنه

"…يف القانونعدا احلاالت اليت ورد فيها نص خاص ينقطع التقادم باملطالبة القضائية ولو " من القانون املدين اليت تنص على انه 317إال أن أحكام املادة

رفعت الدعوى إىل احملكمة غري خمتصة بالتنبيه أو باحلجز، وبالطلب الذي يتقدم به الدائن لقبـول ".ئن أثناء مرافعة إلثبات حقهحقه يف تفليسة املدين أو يف توزيع، أو بأي عمل يقوم به الدا

فبمفهوم املخالفة ألحكام هذه املادة اليت تقرر أن املطالبة القضائية ولو رفعت الدعوى لغري اجلهـة املختصة يف الطلب يقطع التقادم، فإن األعذار من باب أوىل يقطع التقادم كونه شـرط لقبـول

.دعوى التعويض يف األساسبقوله بأنه خبوص الدين فإن األعـذار يقطـع )2(الوهاب بن لطرش وقد أشار إىل هذا األثر عبد

.تقادمه

)1( Abdelouahab benlatrache...., la mise en demeure mémoire octobre 1975 université d’Alger P 21.

Page 62: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

60

وإذا كان بيد صاحب احلق سند تنفيذي وهو إما حكم أو سند رمسي، فإنه ال يرفع دعوى علـى مـن 330منا يسارع إىل التنفيذ بناءا على السند الرمسي أو احلكم، ولكن املشرع يف املادة إاحلائز و

ملدنية اجلزائري ألزم بأن يبلغ القائم بالتنفيذ احملكوم عليه باحلكم املطلوب تنفيذه قانون اإلجراءات ا .)1("التنبيه" يوم، ومن مشتمالت السند التنفيذي 20ويكلفه بالسداد يف مهلة

وهناك من الفقهاء من يرى أنه من املتصور أن يقطع التقادم املكسب بالتنبيه، وذلك كما لو كان )2(.حلائز بترك العقار، فيوجه إليه تنبيه باإلخالء قبل أن يلجأ إىل التنفيذ اجلربيبيد املالك ضد ا

وإذا كانت مسألة قطع التقادم باألعذار مستمدة مبفهوم املخالفة يف القانون املدين، فـإن الفقـرة ضمان املتعلق باملنازعات يف جمال ال 1983.07.02 املؤرخ يف 15-83 من قانون 76الثالثة من املادة

أعاله يوقف التقادم إبتداءا من 57اإلنذار املشار إليه يف املادة "اإلجتماعي، قد نصت صراحة بأن ".تاريخ التبليغ

وإنطالقا من هذا النص القانوين اخلاص ميكن اجلزم أن األعذار يقطع التقادم مىت مت التنصيص عليه .يف قانون خاص

)3(.التقادملكن هناك من ال يعترب بأن اإلنذار يقطع وخالصة هذا األثر لألعذار هو أنه ملا يكون األعذار املوجه للمدين يكون مرفوقا بسند تنفيذي مع

.تكليفه بالوفاء فهذا يعد قاطعا للتقادم من قانون اإلجراءات املدنيـة 324واملقصود بالسندات التنفيذية هي تلك املذكورة بأحكام املادة

احملاكم واالس القضائية النهائية وكذلك العقود الرمسية، ويدخل دون سواها، وتتمثل يف أحكام .ضمن أحكام احملاكم األوامر اإلستعجالية

(2) Abdelouahab benlatrache…………. , la mise en demeure mémoire octobre 1975 université d’Alger P 5 « S′agissant de la créance, la mise en demeure provoque l′interruption de sa prescription

.119 ص 1964 الدكتور عبد املنعم فرج الصده، أسباب كسب امللكية، احليازة )1( .296 الدكتور علي علي سليمان، شرح القانون املدين اللييب، احلقوق العينية األصلية والتبعية، ص )2( بقوله 85 من 1996اء، املكتبة القانونية، دار املطبوعات اجلامعية، مصر لعام الدكتور علي عوض حسن، الدفع بالتقادم والسقوط واإلنقض)3( .لكنه يرى بأنه إعالن السند التنفيذي مىت تضمن التنبيه بالوفاء يعترب إجراء قاطع للتقادم" إنالقانون ال يعترب جمرد اإلنذار قاطعا ملدة التقادم"

Page 63: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

61

نشوء حق الدائن يف التنفيذ اجلربي: املطلب الثاينقبل إعذاره حيق للمدين أن يباشر تنفيذ إلتزامه إختيارا، وقد أورد القانون املدين اجلزائري أحكـام

وما بعدها من باب إنقضاء اإللتزام، مبا يعين وفاء املدين بإلتزامـه 258يذ اإلختياري يف املادة التنفوهذا هو الوفاء إختياري، أما إذا إمتنع املدين أو تأخر عن الوفاء فال مفر مـن أعمـال عنـصر

)1(.املسؤولية يف اإللتزام رغما عنه وذلك باإلنتقال إىل التنفيذ القهري لإللتزامري أن املدين قد يتخذ موقفا سلبيا من إلتزامه بالرغم من إنذاره فينشأ للدائن حق التنفيذ اجلـربي غ

من قانون اإلجراءات املدنية إذا كان بيد الدائن سند تنفيذي ومن ذلك 338املبينة أحكامه باملادة فيذ اإللتزام يقتـضي من القانون املدين اجلزائري ففي حالة ما إذا كان تن 174ما نصت عليه املادة

تدخل املدين الشخصي وبالرغم من إنذار هذا األخري فقد جاز للدائن أن حيصل على حكم بإلزامه .ذا التنفيذ وبدفع غرامة إجبارية إن إمتنع عن ذلك

ففي عقد البيع مثال إذا مل يقم املشتري بتسليم املبيع يف الزمان واملكان املتفق عليهمـا أو اللـذان العرف أو القانون، يكون خمال يف تنفيذ إلتزامه، ويف هذه احلالة يكون للبائع وفقا للقواعد حيددمها

العامة أن يطالب من القضاء إجبار املشتري بتنفيذ إلتزامه عينا وله أن يطلب باحلكم على املشتري ثل هذا الوضع أن بالغرامة التهديدية يدفعها عن كل يوم يتأخر فيه عن املبيع، وإمنا على البائع يف م

)2(.يعذر املشتري بتنفيذ إلتزامهويف حالة حجز ما للمدين لدى الغري، فإن الدائن الذي بيده سند رمسي أو عرضي أن حيجز مـا يكون ملدينه لدى الغري من املبالغ املستحقة الداء وما يكون له من األموال املنقولة يف يد الغري دون

.العقاراتاحلجز جيب أن يبلغ حمضر احلجز إىل املدين وإىل الغري احملجوز لديه، وهـذا ومن أجل مباشرة هذا

. من قانون اإلجراءات املدنية357ما نصت عليه املادة .فإذا مل يبلغ املدين أو احملجوز لديه مبحضر احلجز فإنه ال ميكن توقيع احلجز على األموال

.5 اإلجراءات املدنية اجلزائري ص الدكتور حممد حسنني، طرق التنفيذ يف قانون)1(ن الدكتور عبد الرزاق أمحد 206 ص 1996اجلزء الرابع طبعة ) املصري( الدكتور خليل أمحد حسن قدادة، الوجيز يف شرح القانون املدين )2(

.851 ص 425السنهوري، اجلزء الرابع الفقرة

Page 64: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

62

الة اليت يباشر فيها حجز ما للمدين لـدى من نفس القانون على أنه يف احل 360ولقد نصت املادة الغري مبوجب سند تنفيذي يرفق مبحضر احلجز تبليغ حضور الدائن احلـاجز واملـدين احملجـوز

.واحملجوز لديه أمام قاضي اجلهة اليت يباشر فيها احلجزيه بأن يقوم وقد إعتربت الفقرة الثانية من ذات املادة أن هذا التبليغ يعترب مبثابة إنذار للمحجوز لد

.بالتقرير مبا يف ذمته للمحجوز عليهويف احلجز التنفيذي على املنقول إذا توىل الدائن إجراء باحلجز التحفظي على أموال مدينه وإنذاره

يوما ومل ينفذ إلتزامه، فإن هذا احلجز يصري حجزا تنفيذيا، وهذا عمـال 20بالتنفيذ خالل مهلة . من نفس القانون369باملادة

ما ينشأ للدائن احلق يف التنفيذ اجلربي باحلجز على عقارات املدين، وذلك بشرط أن يتوىل القائم ك بالتنفيذ املصرح له قانونا بإجراء احلجز توقيع احلجز العقاري مبوجب أمر حجز مبلغ بصفة قانونية

. تبليغ احلكم أو أي سند تنفيذي آخر-1 .ز حضور أو غياب املدين يف إجراءات احلج-2 اعذار املدين بأنه إذا مل يدفع الدين يف احلال يسجل األمر يف مكتب الرهون ويعتـرب احلجـز -3

.ائيا بعد ذلك .فاالعذار املنصوص عليه هو شرط أساسي لترتيب التنفيذ اجلربي

:حاالت حلول الدائن حمل املدين للتنفيذ العيين

ن أن يعمد إىل تنفيذ اإللتزام مقام املدينإذا مل يكن تدخل املدين الشخصي الزما أمكن للدائ .وسواء تطلب ذلك املر إستصدار إذن من رئيس احملكمة املختصة أم من عدمه

من القانون املدين اجلزائري املتعلقـة بإلتزامـات 553ومن ذلك حالة ما نصت عليه أحكام املادة ه معيب أو مناف للعقد جاز لـرب فإذا ثبت أثناء سري العمل أن املقاول يقوم به على وج "املقاول

العمل أن ينذره بان بعدل عن طريقة التنفيذ خالل أجل معقول يعينه له، فإذا إنتهى األجل دون أن يرجع املقاول إىل الطريقة الصحيحة، جاز لرب العمل أن يطلب إما فسخ العقد وإما أن يعهد إىل

".180 للمادة مقاول آخر بإجناز العمل على نفقة املقاول األول طبقا

Page 65: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

63

إذا أبرم عقد مبقتضى مقايسة على أساس الوحـدة " من القانون املدين 560وما نصت عليه املادة وتبني يف أثناء العمل أنه من الضروري لتنفيذ التصميم املتفق عليه جماوزة املقايسة املقدرة جمـاوزة

دار ما يتوقعه من زيادة يف حمسوسة وجب على املقاول أن خيطر يف احلال رب العمل بذلك مبينا مق .الثمن، فإن مل يفعل سقط حقه يف إسترداد ما جاوز قيمة املقايسة من نفقات

من نفس القانون فإنه ال ميكن للدائن أن يتخذ إجراءات التنفيذ اجلربي 164وحبسب أحكام املادة . من نفس القانون180و 181لإللتزام ما مل يعذر املدين طبقا ألحكام املواد

وهذا يعين أن هذا احلق مقرون بإمكانية التنفيذ العيين، أما إذا صار تنفيذ اإللتزام عينا غري ممكن فإن )1(. مل تتناول هذه احلالة وقد عيب على املشرع إغفاله إياها164أحكام املادة

إستحقاق التعويض: املطلب الثالث

اخلطـأ، الـضرر، وعالقـة : أركان ثالثإن املسؤولية املدنية سواء كانت تقصريية أو عقدية هلا )2(.السببية ما بني اخلطأ والضرر

وعليه فغن الدائن حىت يتحصل على التعويض سواء يف املسؤولية التقصريية أم العقديـة البـد أن جتتمع هذه األركان الثالث، وإن كانت أركان املسؤولية املدنية ليست حمل دراستنا، لكن جتـب

اق التعويض مقرون بتحقق شروط املسؤولية، وإذا كان اخلطأ يف املسؤولية اإلشارة إىل أن إستحق )3(التقصريية هو اإلخالل بإلتزام قانوين، فإن اخلطأ يف املسؤولية العقدية هو اإلخالل بإلتزام عقدي

أي عدم تنفيذ املدين إللتزامه املتولد عن العقد، سواء كان عدم التنفيذ ناشئا عن عمد أو إمهال أو ن جمرد فعل ال يتوفر معه العمد أو اإلمهال، وهنا يكمن دور األعذار للقول بتوافر اخلطأ كعنصر ع

.يف املسؤولية العقدية، مثلما سبق القولأما بالنسبة للضرر، الذي هو أساس التعويض، وبإعتباره واقعة مادية فال بد أن يثبت املـضرور أن

فة طرق اإلثبات ومما الشك فيـه أن املقـصود ضررا أصابه حىت حيصل على تعويض، وذلك بكا

.29لقانون املدين اجلزائري، ص كتاب الدكتور علي علي السليمان، ضرورة إعادة النظر يف ا)1( .640 فقرة 25 األستاذ عبد احلي حجازي، النظرية العامة لإللتزام ص )2( .31 ص 1992 األستاذ مقدم سعيد، نظرية التعويض عن الضرر املعنوي، املؤسسة الوطنية للكتاب، طبعة سنة )3(

Page 66: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

64

هو الذي يصيب الشخص يف جسمه أو ماله أو يترتب عليه إنتقاص حقوقه املالية ) املادي(بالضرر . وباألحرى هو الضرر الذي يلحق بالذمة املالية)4(أو تفويت مصلحة مشروعة ذات قيمة مالية

ستحقاق التعويض يف ميدان املسؤولية املدنية بـصفة وإنه من األمهية مبكان اإلشارة أيضا أن مبدأ إ كل عمل أيـا كـان، " من القانون املدين بنصها 124عامة منصوص عليه مبوجب أحكام املادة

".يرتكبه املرء ويسبب ضررا للغري يلزم من كان سببا يف حدوثه بالتعويضإجراء يتطلبه القـانون يف وبالرغم من حتقق عنصر املسؤولية، لكن يتوقف احلق يف التعويض على

)1(.ملسؤولية العقدية وهو األعذاروينشأ للدائن الذي أعذر مدينه، لتنفيذ اإللتزام، نوعان من التعويض، فقد يستحقهما معـا وقـد

)2(.يستحق أحدمها، ويتحدد ذلك حبسب املوقف الذي قد يتخذه املدين بعد إعذارهى هذا األثر من دون حتديد أو متييز لسبب أي أسـاس من القانون املدين عل 179فقد نصت املادة

.التعويض، لكن بداهة يتصل هذا التعويض سواء بتنفيذ جاء متأخرا أو بعدم التنفيذ أصال من القانون املدين على التعويض يف هاتني احلالتني، فإذا مت التنفيذ العـيين أو 175وقد نصت املادة

.قاضي مقدار التعويضأصر املدين على رفض التنفيذ، حدد ال إال إذا كان هنـاك التنفيـذ )4( وال جيتمع معه )3(والتعويض عن عدم التنفيذ حيل حمل التنفيذ العيين

جزئي، فيجتمع التنفيذ العيين اجلزئي مع تعويض عن عدم تنفيذ بقية اإللتزام، أما التعـويض عـن فذ املدين إلتزامه متأخرا فيجتمع عليـه إىل التأخر يف التنفيذ فإنه تارة جيتمع مع التنفيذ العيين إذا ن

.جانب هذا التنفيذ العيين التعويض عن التأخري فيهوطورا جيتمع مع التعويض عن عدم التنفيذ إذا مل يقم املدين بتنفيذ إلتزامه تنفيذا عينيا فيجتمع عليه

.تعويض عن عدم التنفيذ وتعويض عن التأخر يف التنفيذ: تعويضان

.37 األستاذ مقدم سعيد، املرجع اليابق، ص )4(

.202، الطبعة الثانية ص اجلزائريسليمان، دراسات املسؤولية املدنية يف القانون املدين الدكتور علي (1) من القانون املدين اجلزائري أوجبت األعذار كشرط جوهري إلستحقاق التعويض يف ميدان املسؤولية العقدية، 179 إذا كانت أحكام املادة (2)

يف نصها الفرنسي متنح للشخص املضرور حق املطالبة بإصالح الضرر، وال يأيت له ذلك، من نفس القانون124حسب فهمنا، فإن أحكام املادة . من القانون املدين اجلزائري179حسب رأينا إال إذا أعذر هذا اخلري من تسبب له يف الضرر ألنه مدين باإلصالح قياسا ملا نصت عليه املادة

.842السابق ص الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، املرجع (3) .842 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، املرجعالسابق هامش ص (4)

Page 67: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

65

رات عن احملكمة العليا أقرت أنه إذا مل يعذر املدين دائنه فـال حيكـم هلـذا األخـري وهناك قرا )1(.بالتعويض

وباإلضافة إىل نوعا التعويض السالف ذكرمها، ينشأ كذلك للدائن احلق يف التعـويض اإلتفـاقي .حيث يعترب األعذار شرط أساسي إلستحقاقه

خري، ويف الفرع الثاين التعويض عن عدم التنفيذ ويف وعليه نتناول يف الفرع األول التعويض عن التأ .الفرع الثالث نتناول التعويض اإلتفاقي

إستحقاق التعويض عن التأخري يف التنفيذ: الفرع األوللتزام لكن مل يكن له ماله من عند مدينه تنفيذا ووفاء لالاستوىفيف هذه احلالة يفترض أن الدائن قد

)2(.خره، ويكون قد نتج عن ذلك التأخري ضرر الدائنذلك إال بعد إعذاره أو تأويكون " من القانون املدين يف شطرها الثاين بقوهلا 176وقد أكدت على هذا الفرض أحكام املادة

".احلكم كذلك إذا تأخر املدين يف تنفيذ إلتزامهتعويض قد يكون وإن كان املشرع مل يبني لنا نوع التعويض الذي مينح للدائن على إعتبار أن ال

. إال أن العمل يف احملاكم جرى على منح تعويض نقدي)3(نقديا أو غري نقدي 179وحيسب التعويض عن التأخري يف التنفيذ إعتبارا من تاريخ األعذار، إعتمادا على أحكام املادة

.من القانون املدين .لكن السؤال الذي يطرح هنا على أي أساس يقدر التعويض عن التأخري ؟

إن بعض التشريعات عمدت إىل تضمني نصوصها أحكاما تقضي بتقدير التعويض تقديرا إمجاليا منه على نسب قانونية حمددة سلفا 226كما هو احلال بالنسبة للقانون املدين املصري يف املادة

- إستحقاق التعويض: "والذي جاء فيه) غري منشور (1997.03.12 املؤرخ يف 141951 وهذا ما نص عليه قرار احملكمة العليا حتت رقم (1) الذي جاء) غري منشور (141951 ملف 1992.03.25قرار املؤرخ يف وال- .إال بعد إعذار املدين ما مل يوجد نص خمالف لذلك، رفض- ال

هذان القراران مذكوران يف مؤلف األستاذ عمر بن سعيد حتت عنوان - .إستحقاق التعويض، بعد إعذار املدين، تطبيق صحيح للقانون:فيه .68اإلجتهاد القضائي وفقا ألحكام القانون املدين، املرجع السابق، ص

ملدين توىل تنفيذ إلتزامه عينا، مثلما بدأت يف التنصيص عليه املادة، والقصد بذلك، التنفيذ العيين الذي يعقب األعذار مبهلة حلق خالهلا أي أن ا(2) مقتصرة بالدائن ضرر، ذلك أنه ال يعقل أن حيكم القاضي بالتعويض للدائن على مدينه بالرغم من التنفيذ العيين دون تأخري، وعليه فإن املادة جاءت

.ودون بيان واضح ".ويقدر التعويض بالنقد" من القانون املدين اجلزائري بقوهلا 132، وهذا ما نصت عليه املادة 177 األستاذ مقدم سعيد، املرجع السابق، ص (3)

Page 68: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

66

يف املواد التجارية، وتعرف هذه النسب بالفوائد) %5(يف ملسائل املدنية، ومخسة ) %4(بأربعة القانونية، وهي مستحقة الدفع عن جمرد التأخري يف الوفاء، ودون حاجة إىل أن يثبت وقوع ضرر

.للدائن ألن الضر مفترض يف الديون النقدية للحرمان من إستثمارها إقتصادياإال أنه بالنسبة للمشرع اجلزائري فهو مل ينص على الفوائد التأخريية ألن مبادئ الشريعة اإلسالمية

. تنظر إىل تلك الفوائد على أا ربا حمرمة شرعا)1(ارها املصدر الثاين للتشريع اجلزائريبإعتبفالتعويض طبقا للقانون اجلزائري ال يكون إىل عن الضرر الذي حلق الدائن من التأخري دون مراعاة

)2(.تعويضافوائد التأخري، ومن أجل ذلك مل يتكلم عن تاريخ إستحقاق الفوائد التأخريية بإعتبارها

إستحقاق التعويض عن عدم التنفيذ: الفرع الثاينقد حيصل أن يكون موقف املدين من األعذار موقف سليب متاما إذ ميتنع عن تنفيذ إلتزامه، وهنـا

مـن 175جيب التمييز بينما إذا كان إمتناعه ناتج عن إصرار منه، مثلما نصت على ذلك املـادة شطرها الثاين ويف هذه احلالة يستحق الدائن التعويض ويقدره قاضـي القانون املدين اجلزائري يف

املوضوع باألخذ يف عني اإلعتبار أساسني إثنني، ومها ما أصاب الدائن من ضرر ومقدار العنـت )3(.الذي بدأ من املدين

ويف احلالة الثانية وهي حالة إستحالة التنفيذ العيين أصال كشرط، إلستحقاق التعويض، جيـب أن تكون اإلستحالة بسبب املدين نفسه، أما إذا نشأت اإلستحالة بسبب ال يد له فيها فال يـستحق

. من نفس القانون176الدائن التعويض، هذا ما تناولته أحكام املادة وإستحقاق التعويض يف كال احلالتني ناتج عن فكرة املسؤولية، أي مسؤولية املدين عمـا يلحـق

.ب أن تتوفر شروط هذه املسؤولية من خطأ وضرر وعالقة السببيةالدائن من ضرر، وبذلك جيغري أنه جيب التنويه إىل أنه يف حالة إخالل املدين باإللتزام أو باإلمتناع عن عمـل فـإن الـدائن

.يستحق التعويض عن عدم تنفيذه لذلك اإللتزام دون حاجة لألعذار، كما رأينا ذلك سابقا

تفاقات املربمة بني األفراد واملنتجة للفوائد املادة األوىل من القانون املدين، وقبل هذا التقنني كان القضاء يف اجلزائر منذ اإلستقالل يقضي بأن اإل(1)

. الفصل الثاين1981الرويةـ تعترب خمالفة للشريعة اإلسالمية وان يف ذلك خمالفة للنظام العام وقضي عليها بالبطالن، نشرة القضاة لسنة .190 األستاذ مقدم سعيد، نظرية التعويض عن الضرر املعنوي، ص (2) من القانون املدين اجلزائري مل يكن يف حمله إذا 179 قبل احلكم الذي نصت عليه املادة 175 احلكم الذي جاءت به املادة كما يبدو ألن أيراد(3)

.أردنا إحترام تسلسل األفكار واألحكام، إذ أن ذلك هو تقدمي لتفصيل األثر قبل بيان األثر ذاته . الدائنوحبسب إستنتاجي فإن التعويض يكون أكرب من الضرر الذي حلق

Page 69: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

67

ط إلستحقاق التعويض اإلتفاقياألعذار شر: الفرع الثالث من القانون املـدين 183التعويض اإلتفاقي كثري الوقوع يف نطاق املسؤولية العقدية، إذ تنص املادة

جيوز للمتعاقدين أن حيددا مقدما قيمة التعويض بالنص عليها يف العقد، أو يف إتفاق الحق "على أنه ".181 إىل 176وتطبق يف هذه احلالة أحكام املواد

املتضمنة بالدرجة األوىل مبدأ األعـذار 181 إىل 176 على املواد من 183وعليه فإن إحالة املادة فإنه يتأكد القول أنه شرط قانوين إلستحقاق التعويض اإلتفاقي أو ما يسمى بالشرط اجلزائي، يف

ار، فإنـه ال مجيع األحوال اليت جيب فيها األعذار، أما يف األحوال اليت ال ضرورة فيهـا لألعـذ )1(.يشترط

وعليه فإن جمرد وجود شرط جزائي ال يعفي من اإلعذار، وال يعترب وجود هذا الشرط إتفاقا صرحيا .أو ضمنيا على إعفاء الدائن من إعذار املدين

ستحقاق التنفيذ العيين من كان ذلك ممكنااالعذار شرط ال: الفرع الرابع

حقق دون تدخل املدين الشخصي، فإنه ال يتحقق يف كثري مـن إنه مىت كان التنفيذ العيين ممكن الت .إذا سبق ذلك األعذارإال احلاالت

فرتاع املؤجر واملستأجر حول مثن اإلجيار للعقد اجلديد يكون عن طريق اإلنذار وقد عربت عنـها نة بالعقد غري الرضـائي وإمـا برسـالة مـضمو " من القانون املدين 472الفقرة الثانية من املادة

".الوصولوعليه فإن أجرة اإلجيار بإعتبارها اإللتزام املقابل للمستأجر مقابل إنتفاعه بالعني املؤجرة هو جمـرب

.بدفعها عينا وتتحدد بعد املنازعة يف ذلك أمام احملكمة وجيب أن يسبقها إنذار من أحدمهااره عن القيام باإللتزامات اليت من القانون املدين أنه إذا تأخر املؤجر بعد إعذ 480وقد نصت املادة

، جاز للمستأجر أن حيصل على ترخيص من احملكمة يسمح له بإجراء ذلك بنفسه 479بينتها املادة .وبإقتطاع ما أنفقه من مثن اإلجيار

.859 ص 2 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، نظرية اإللتزام بوجه عام، ج (1)

Page 70: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

68

.فالتنفيذ العيين ممكن أن يتواله املستأجر لكن بعد إعذاره املدين املؤجرأن ) يف عقـد البيـع (دين على املشتري عند تسلم املبيـع من القانون امل 380ولقد أوجبت املادة

يستحق من حالته مبجرد أن يتمكن من ذلك حسب قواعد التعامل املألوفة، فإذا كـشفت هـذا .الفحص على عيب يف املبيع، وجب عليه إخطار البائع به يف مدة معقولة

لبائع بأن يتسلم املبيع علـى ويترتب على هذا احلكم الذي هو إعذار من املشتري بإعتباره دائن ل :النحو املتفق عليه، دون أن يكون معيبا، أن نكون أمام أحد الفرضني

إذا أخطر املشتري البائع يف املدة املعقولة أو يف األجل املقبول عـادة، مثلمـا :الفرض األول -1 .ضماننصت عليه املادة، نشأ له حق الضمان، على أساس أن هذا األعذار شرط لقبول دعوى ال

يف حالة عدم إعذاره البائع بالعيب عند ظهوره أو إخطاره إياه بعد فوات املدة :الفرض الثاين -2 .املعقولة، فإن حقه يف الضمان يسقط ألن سكوته دل على انه راضيا باملبيع مبا فيه من عيوب

من القانون 179 و 164واإلخطار املنصوص عليه باملادة املذكورة أعاله تعترب إعذار مبفهوم املادة املدين وتطبيقا من تطبيقاا، وكذلك حىت يتقرر وينشأ للمشتري حق الرجوع علـى البـائع يف

من القانون املدين أن يعلم 386دعوى ضمان صالحية املبيع للعمل ملدة معينة عمال بأحكام املادة أشهر من يوم ) 06 (البائع مبوجب إعذار من يوم ظهور العيب أو العطب وأن يرفع دعواه يف مدة

.اإلعالمله نتيجة حادث تـسبب فيـه التأمني عن األضرار اجلسمانية واملادية اليت تلحق باملؤمن ويف عقد

املتعلق بالتأمينات 1995 جانفي 25 املؤرخ يف 95/07سيارة مؤمنة، فإنه عمال بأحكام األمر رقم (إطالعه على حادث ينجر عنه تطبيق أحـد جند أا تلزم املؤمن له ويف مهلة سبعة أيام من تاريخ

الضمانات املمنوحة مبوجب العقد، أن يصرح به كتابيا أو شفهيا للوكالة احملـددة يف الـشروط .اخلاصة واليت تسلمه وصال مقابل هذا التصريح

له للمؤمن حييطه فيهـا عـن فبالنظر إىل آثار هذا التصريح ميكن القول أنه مبثابة إعذار من املؤمن .ق الشرط اليت يتوقف عليه إلتزام هذا األخري بالتعويضحتق

وباألحرى فإن هذا التصريح باحلادث هو من جهة إعالن عن وقوع احلادث، ومن جهة ثانية هو .إعذار للتنفيذ العيين

Page 71: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

69

قرار وإنشاء حقوق أخرى غري التعويضاالعذار شرط إل: الفرع اخلامس السابقتني يترتب عليه بالدرجة األوىل أن علـى البـائع ونشوء حق الضمان للمشتري يف احلالتني

.إصالح العيب مىت أمكن إصالحهلكن إذا تبني أن العيب ال ميكن إصالحه، فإنه تطبق يف هذه احلالة قواعد اإلستحقاق اجلزئي طبقا

. من القانون املدين فريجع املشتري على البائع بالتعويض381للمادة القانون املدين على أن املالك خيرب الشاغلني بإنذار مسبق بستة أشهر عن من 522كما نصت املادة

.نيته يف تشييد بناء جديد حسب الشروط املنصوص عليها يف ذات املادة 514وهذا احلكم مقرر يف إطار ممارسة حق البقاء ويف إسترجاع األمكنة املستأجرة طبقا للمـادة

ملالك للعقار ال حيق له إسترداد كل أو بعض املساحات وما بعدها من القانون املدين حبيث أن اأو البساتني أو األرض اخلالية من البناء املؤجرة من قبل بالتبعية حملل السكن ألجل بناء عمـارات

.معدة أصال للسكن إال إذا مارس هذا اإلنذار يف هذه املادة .اغلني مسبقاوعليه فإن حىت ينشأ للمؤجر احلق يف بناء عمارات، أن ينذر الش

وتطبيقات األعذار عديدة يف باب اإلجيار حبيث جند أمثلة كثرية ومتنوعة عن آثار إعذار الـدائن .املدين

من القانون املدين أوجبت على من يريد األخذ بالشفعة أن يعلن رغبته فيها إىل 799كما أن املادة .يوجهه إليه البائع أو املشتري يوما من تاريخ اإلنذار الذي 30كل من البائع واملشتري أجل

. اليت تليها الشروط والبيانات اليت جيب أن يتضمنها ذلك اإلنذار800ووضحت املادة وبالتايل فإن أثر اإلنذار يف هذه احلالة هو إعذار من يرغب يف األخذ بالشفعة بأن يتقدم ليحل حمل

له ويأخذ بالشفعة وبالتايل يسقط حـق املشتري األجنيب وأثر هذا األعذار أنه إما أن جييب املبلغ يوما ترتب 30املشتري يف البيع لصاحل من له حق الشفعة، وإذا أجاب سلبا أو مل جيب بعد مرور

.عن ذلك األعذار تقرير حق الشراء للمشتري من القانون املدين حبيث ميكن للدائن بعد التنبيه علـى املـدين 902وما نصت عليه أحكام املادة

. أن ينفذ حبقه على العقار املرهون ويطلب بيعه يف اآلجالبالوفاء

Page 72: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

70

وحكم هذه املادة، أنه ملا حيل أجل الدين املضمون برهن رمسي ال ميكن للدائن أن ينقـذ العقـار .املرهون حىت يعذر املدين بالوفاء ومسته املادة بالتنبيه

تسليمحتمل املدين تبعة هالك الشيء يف اإللتزام بال: املطلب الرابع

إذا كان املدين امللزم بالقيام " من القانون املدين اجلزائري على أنه 168خالفا لألصل، نصت املادة بعمل يقتضي تسليم الشيء ومل يسلمه بعد إعذاره، فإن األخطار تكون على حسابه، ولو كانـت

".قبل األعذار على حساب الدائن :وليتحقق حكم هذه املادة جيب

.ملدين إلتزاما بنقل حق عيينأن ينشأ يف ذمة ا - ).أي العني حمل اإللتزام(أن يهلك ذلك الشيء - .أن يهلك الشيء بعد إعذار املدين وليس قبله -وأخريا أن ال يهلك الشيء بقوة قاهرة، ذلك ألن األصل يف حالة هالك الشيء بقوة قاهرة أن -

.ين بالتسليميتحمل املالك تبعته، إال أن األعذار ينقل تبعة اهلالك إىل املدومن أجل توضيح ذلك، نبني، أوال األصل يف مسألة تبعة اهلالك وكيف أنه باألعذار تنقل تبعة -

.اهلالك إىل املدين، ثانيا

األصل أن يهلك الشيء على مالكه فيما عدا بعض اإلستثناءات: أوالجيار فعنـد إبرامـه ومفاد هذا األصل أن الشيء لك على مالكه، كما هو احلال بالنسبة لعقد اإل

املؤجر ملزم بتسليم العني املؤجرة إىل املستأجر، فإذا هلكت العني املؤجرة وهي حتت يد املستأجر وكـذلك ) أي املؤجر (وهو املدين بردها عند إنتهاء عقد اإلجيار، فتبعة اهلالك تكون على املالك

العمل واملودع فكل منهما مالك األمر بالنسبة لعقد املقاولة والوديعة، فإن اهلالك يكون على رب .للشيء ودائن بتسليمه

من القانون املدين جعل اهلالك يقـع 369وبالنسبة لعقد البيع فإن املشرع من خالل أحكام املادة على البائع قبل التسليم وذلك وفق القاعدة اليت تقول أنه يف العقود امللزمة جلانبني يتحمل املـدين

راجعا لسبب ال يد للبائع فيه، وهذا خالفا ملا عليه احلـال يف القـانون تبعة اهلالك حىت ولو كان

Page 73: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

71

من القانون املدين حمملة تبعة اهلالك علـى املـشتري 1138املدين الفرنسي واليت جاءت فيه املادة وذلك مبجرد إنعقاد العقد، وبالتايل إذا هلك املبيع وهو يف حيازة البائع وقبل تسليمه للمـشتري

ترتب على ذلك إنفساخ عقد البيع بقوة القانون ودون حاجة إىل حكم القاضي بـل هالكا كليا )1(.وبغري حاجة إىل إعذار

لكن إا كان اهلالك الكلي راجع إىل فعل البائع، فإن البائع يظل مسؤوال عن اهلالك ويظل مسؤوال .يف مواجهة املشتري بالتعويض عما أصابه من ضرر وكذلك رد الثمن إليه .أما إذا كان اهلالك راجعا إىل املشتري فإن تبعة اهلالك يتحملها هذا األخري

لكن إذا أعذر البائع املشتري بتسلم املبيع، وتعنت املشتري دون مربر إن يتسلم املبيع من البائع مث مـن القـانون 369هلك املبيع كليا فإن تبعة اهلالك يف هذه احلالة تقع على املشتري عمال باملادة

.املدين من القانون 370أما يف حالة نقص قيمة املبيع بسبب التلف واهلالك اجلزئي املنصوص عنها باملادة

)2(.املدين فال أثر لألعذار يف حتويل لتبعة اهلالكوذا الصدد يقول الدكتور السنهوري بضرورة التمييز بني حالة كون اإللتزام بالتسليم هو إلتـزام

.زاما أصلياتبعي وبني كونه إلتفإذا كان اإللتزام بالتسليم إلتزاما تبعيا يتضمن إلتزام بنقل حق عيين، فاألصل أن اهلالك يكون على املدين بالتسليم، ولو أنه أصبح غري مالك إذ إنتقلت امللكية إىل الدائن تنفيذا لإللتزام األصلي بنقل

احلالة ليس يف حقيقته إال إلتزاما مكمـال ويربر هذه القاعدة أن اإللتزام بالتسليم يف هذه . امللكيةلإللتزام بنقل امللكية، إذ ال ختلص امللكية فعال للدائن إال بالتسليم، ومن مث كان اهلالك على املدين

.وهو مدين بنقل امللكية والتسليمالدائن أما إذا كان اإللتزام بالتسليم إلتزاما مستقال فاهلالك يكون على املالك، ويغلب أن يكون هو

)3(.بالتسليم وذلك على حنو األمثلة املذكورة أعاله

.142 الدكتور خليل أمحد حسن قدادة، سابقا ص )1(

.142 الدكتور خليل أمحد حسن قدادة، نفس املرجع السابق ص (2) .785 و744 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهورين نظرية اإللتزام اجلزء الثاين ص (3)

Page 74: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

72

أثر األعذار يف حتمل تبعة اهلالك: ثانيا

رأينا فيما سبق أن تبعة اهلالك يف اإللتزام بالتسليم تكون على املدين ذا اإللتزام إذا كان إلتزامـا ار ينقل تبعة اهلالك من طـرف إىل تبعيا، وتكون على املالك إذا كان إلتزاما مستقال غري أن األعذ

.آخرومفاد ذلك وبالنسبة حلالة كون اإللتزام بالتسليم هو إلتزام تبعي مثلما هو احلال بالنسبة لعقد البيع فاألصل أنه وقبل تسليم املبيع يكون هالك الشيء على املدين بالتسليم وهو البائع، إال أنه إذا أعذر

سلم املبيع ومل يستلمه فإن هلك حتمل تبعة ذلك فبهذا احلال تكـون البائع املشتري طالبا منه أن يت وهذه هـي القاعـدة ) أي إىل املشتري (إىل الدائن ) أي البائع (تبعة اهلالك قد إنتقلت من املدين

. من القانون املدين168املنصوص عنها بأحكام املادة قل إىل هذا األخري عما قـد يكـون ويترتب عن حتول تبعة اهلالك هذه من املدين إىل الدائن أن تن

)1(.للمدين من حق أو دعوى يف التعويضوكذلك األمر يف حالة اهلالك اجلزئي للمبيع أو نقص قيمة املبيع الذي يطرأ بعد البيـع يتحمـل

)2(.املشتري تبعية إذا أعذر لتسلم املبيع، كما يتحملها يف اهلالك الكلي لنفس األسبابن اإللتزام بالتسليم هو إلتزام أصلي وكانت تبعة اهلالك على املالك، كمـا يف أما بالنسبة حلالة كو

عقد اإلجيار قبل تنفيذ املستأجر إللتزامه برد العني املؤجرة وأعذر املؤجر املستأجر طالبا إياه تسليمه ـ ؤجر العني، فإن هلكت بعد إعذاره هذا ومل يلتزم بالتسليم، فإن تبعة اهلالك تتحول وتنتقل من امل

.إىل املستأجر )3(.كل مبيع من ضمان البائع حى يقبضه املشتري: وقد قال اإلمام الشافعي مثله

احلق يف طلب فسخ العقد، وإسقاط احلق: املطلب اخلامس

.787 الدكتور عبد الرزاق أمحد السنهوري، نفس املرجع السابق ص (1) .617 نفس املؤلف، العقود اليت تقع على امللكية، الد األول اجلزء الرابع، البيع واملقايضة ص (2) .19 األستاذ زهري يكن، عقد البيع، املكتبة العصرية، صيدا بريوت، ص (3)

Page 75: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

73

إذا ثبت أثناء سري العمل أن املقاول يقوم به على وجه معيـب " من القانون املدين 553تنص املادة عمل أن ينذره بأن يعدل عن طريقة التنفيذ خالل أجل معقول يعينه له أو مناف للعقد جاز لرب ال

فإذا إنقضى األجل دون أن يرجع املقاول إىل الطريقة الصحيحة جاز لرب العمل أن يطلب إمـا فسخ العقد، وإما أن يعهد إىل مقاول آخر بإجناز العمل على نفقة املقاول األول طبقا ألحكام املادة

180." يف العقود امللزمة للجانبني، إذا مل يوف أحد املتعاقـدين " من القانون املدين على 119 وتنص املادة

بإلتزامه جاز للمتعاقد اآلخر بعد إعذاره املدين أن يطالب بتنفيذ العقد أو فسخه، مع التعويض يف ".احلالتني إذا إقتضى احلال ذلك

وىل هو أن اخليار للدائن الذي هـو رب فأثر األعذار عند عدم إستجابة املدين له حسب املادة األ العمل، بني أن يطلب الفسخ وإما أن يعهد العمل إىل مقاول آخر وإشارة إىل اإلنذار يتم طبقا ملـا

. من القانون املدين180نصت عنه املادة وحبسب املادة الثانية فإن األعذار يرتب نفس األثر تقريبا، إذ للدائن اخليار بني طلب فسخ العقـد

املطالبة بالتنفيذ، لكن يف هذه احلالة جيب أن يكون طلب التنفيذ متضمنا يف األعذار ذاته، أي أن وله أن يطلب من املدين تنفيذ إلتزامه، وله أن يطلب فسخ العقد، وإن كانت الفقرة الثانية من املادة

.ذاا أوردت إستثناء لذلكنون املدين يف فقرا الثانية على أن ذمة الكفيل من القا 657ويف عقد الكفالة الشخصية تنص املادة

أشهر من إنذار الكفيل للدائن ) 06(تربأ إذا مل يقم الدائن بإختاذ اإلجراءات ضد املدين خالل ستة .ما مل يقدم املدين للكفيل ضمانا كافيا

ر، فـإن فإنذار الكفيل للدائن بإختاذ اإلجراءات ضد املدين وتقاعسه عن ذلك خالل مدة ستة أشه .ذمته تربأ إجتاه هذا األخري

من القانون املدين، حبيث بإنذاره 305وإبراء الذمة من طرق إنقضاء اإللتزام املنصوص عنها باملادة .الدائن يسقط حق هذا األخري إجتاه الكفيل بالريوع عليه كضمان للدين

Page 76: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

74

آثار إعذار املدين دائنه: املبحث الثاين :املدين دائنه على النحو املبني آنفا ثالثة نتائج نوردها تباعايترتب على إعذار

مسؤولية الدائن عن هالك الشيء: املطلب األول

لقد أوضحنا عند بيان آثار إعذار الدائن مدينه، أن هذا األخري يتحمل تبعة هالك الشيء أو تلفـه ه عند شرح صاحب احلـق يف وملا أقر الشارع للمدين أيضا حق إعذار دائنه على النحو الذي بينا

.األعذار، فإن النتيجة نفسها تتحقق إذ يتحمل الذائن تلك التبعة على النحو الذي يتحملها املدينإذن فإن قيام املدين بإعذار الدائن يؤدي إىل إنتقال تبعة اهلالك من املدين إىل الدائن ففي عقد البيع

ا هلك املبيع قبل التسليم لسبب ال يد للبائع فيـه، إذ" من القانون املدين على 369مثال تنص املادة ".أفسخ البيع وإسترد املشتري الثمن، إال إذا وقع اهلالك بعد إعذار املشتري لتسليم املبيع

ومـا 844ونفس احلكم ينطبق يف حالة ما إذا كان الشيء حتت يد املنتفع به عمال بأحكام املادة ا األخري دائن حيق اإلنتفاع به إجتاه املالك فإذا إحتاج هـذا بعدها من القانون املدين، حبيث أن هذ

الشيء إىل إصالحات كربى مما جيب على املالك أن يتحمل نفقاته أو إحتاج إىل إختاذ إجراء يقيه .من خطر غري متوقع فعلى املنتفع أن يبادر إىل إخطار املالك، وإال وقعت تلك األعباء عليه

ل مسألة األصل يف حتمل تبعة هالك الشيء أو تلفه، سواء علـى ومهما إختلفت التشريعات حو املدين يف القانون اجلزائري واملصري، وعلى الدائن يف القانون الفرنسي، فإن تبعة اهلالك تنقل من

.طرف إىل آخرفإذا أعذر املدين دائنه ومل يتسلم الشيء بعد عرضه إياه عليه عرضا حقيقيا على النحـو املتقـدم

)1(.تبعة اهلالك إليهإنتقلت

1138 أنه يتفق مع القانون املدين املصري، وخيتلف عن القانون املدين الفرنسي من خالل املادة 367 املدين عمال باملادة الثابت أن القانون)1(

كونه جيعل نقل امللكية يف عقد البيع يتم بالتسليم خبالف القانون الفرنسي الذي يقضي بنقل امللكية مبجرد العقد، وذلك مع مراعاة أحكام نقل .19888 ماي 03 املؤرخ يف 88/14 من قانون 1 مكرر 324لعقار اليت ال تتم إال بالتسليم عمال بأحكام املادة امللكية يف ا

Page 77: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

75

حق املدين بأن يعرض الدين على الدائن عرضا حقيقيا: املطلب الثاين وما بعدها من قانون اإلجراءات املدنية على جواز قيام وتويل املدين بأن يـودع 420نصت املادة

.الشيء، وذلك على حساب الدائن ونفقته وفاءا جربيا وذلك عن طريق العـرض احلقيقـي له، أي املدين، أن يقوم بالوفاء بالدين كما حيق

.والقانوين وهو الذي يأيت قبل إيداع الشيءويف كال هاتني احلالتني يكون إعذار الدائن دليل على أن هذا األخري قد رفض إستيفاء حقه ومن مث

.تصبح نفقات ذلك العرض واإليداع ملقاة على عاتق الدائنوفاء مث بعد ذلك أعذره هذا األخري، فإن إعذار الدائن يتطهر ويصري وإذا قام الدائن بإعذار املدين لل )1(.كأن مل يكن أي تنتهي كل آثاره

حق املدين يف مطالبة الدائن بالتعويض: املطلب الثالث

إذا إمتنع الدائن دون سبب أو مربر قانوين إستيفاء ما عرضه عليه املدين بعد األعذار، فإنه حيق هلذا .لبه مبا قد حلقه من ضرر بسبب رفضه ذاك الذي يكون نابعا من تعنت، ال غرياألخري أن يطا

وطلب التعويض يف هذه احلالة أساسه الضرر الفعلي الذي حلق املدين ويتأسس على أحكام املـادة . من القانون املدين124

سـتيفائه له مدة طويلة، فإن إمتناع الدائن إ فقد يكون حمل الدين شيء إحتل حيزا ويضل شاغال حيرم املدين اإلنتفاع بذلك احليز، وأكثر من ذلك فقد يكون ذلك احليز مستأجرا فيضطر املـدين دفع أقساط األجرة قصد احملافظة على العني حمل اإللتزام، أو يعمد إىل صيانتها واحملافظة عليها بعد

.ضررإعذاره الدائن فمن حق املدين يف هذه احلالة مطالبة الدائن مبا حلقه من وباألحرى فإنه ميكن القول أن املدين يستحق طلب التعويض من الدائن على النحو الذي يـسمح فيه القانون للدائن أن يطلب التعويض من الدائن مىت أثبت قيام عناصر املسؤولية العقديـة ومـىت

.أعذره على النحو الذي بيناه آنفا

.158 الدكتور حممد شتا أبو سعد، حبث األعذار، ص (1)

Page 78: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

76

دين على التنفيذ العيين إذا كان الدائن قد نفـذ فآثار األعذار ميكن مجلها يف حق الدائن إجبار امل إلتزامه، وينقل تبعة اهلالك وحقه يف التنفيذ بطريق التعويض باإلضافة إىل تعويض الضرر عن التأخري يف التنفيذ، ويف العقود امللزمة للجانبني إذا مل يف أحد املتعاقدين بإلتزامه جاز للمتعاقد اآلخر بعد

.التنفيذ أو فسخ العقدإعذار املدين أن يطلب

Page 79: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

77

ةــــاخلامت

إن لألعذار آثار بالغة األمهية على الدائن واملدين على السواء سواء فيما يتعلق يف نشوء احلق للدائن إلجبار املدين على التنفيذ اجلربي، وكذلك به تنتقل تبعة اهلالك، كما جييز يف حاالت معينة للدائن

.طلب فسخ العقدئجه وأساس قيامه هو نشوء احلق للدائن يف التنفيذ بطريق التعويض الذي أقرته لكن تبقى أهم نتا

. من القانون املدين179املادة وإذا كان املالحظ من خالل نصوص القانون املدين أنه تناول آثار األعذار يف مواقع خمتلفة حبسب

وذلك ملا تبني لنا أن القضاء ما متليه طبيعة كل إلتزام، إال أنه يأخذ عليه عدم حصره لتلك اآلثار .بالتعويض ليس هو األثر الوحيد له

: وإذا أمعنا النظر يف أحكام األعذار السالفة الذكر، فإنه ميكن إبداء املالحظات التالية من القانون 106املالحظة األوىل، أن تقرير مبدأ العقد شريعة املتعاقدين املنصوص عليه باملادة

اليت توجب تنفيذ العقد طبقا ملا إشتمل عليه وحبسن نية، 107/1أقرته املادة املدين اجلزائري وما من القانون املدين مبثابة نقض ضمين هلاذين املبدأين مىت علمنا وسلمنا 179جيعل من حكم املادة

أن التنفيذ بطريق التعويض بإعتباره بديل ومقابل عن عدم التنفيذ العيين، فإن ربطه بتوجيه األعذار .ت طائلة سقوط احلق فيه كأنه إعتراض على إرادة املتعاقدين يف تنفيذ اإللتزامحت

من القانون املدين غامضة من جهة عدم التمييز 179أما املالحظة الثانية، مفادها أن حكم املادة ا بني التعويض كتنفيذ مقابل لعني ما إلتزم به املدين بإعتباره حق ثابت للدائن مبوجب اإللتزام وكذ

التعويض عن الضرر اخلارج عن إطار تنفيذ اإللتزام واملتصل أساسا حبساب الضرر الناتج عن .التأخري يف تنفيذ اإللتزام

وحبسب رأينا فإن األعذار ال ميكن أن يكون شرطا للحكم بالتنفيذ بطريق التعويض بإعتباره حق ه وحبسن نية وأن املدين ملزم مكتسب للدائن مصدره ضرورة تنفيذ اإللتزام طبقا ملا إشتمل علي

.بتنفيذ إلتزامهيف املقابل نرى أن إعذار املدين هو إجراء جوهري من أجل حساب التعويض عن التأخري يف التنفيذ إذا أصاب الدائن ضرر، وكذا حساب الضر عن فوات فرص الربح، لكن هذا يصطدم مببدأ عدم

.جواز الربا يف املعامالت املدنية، دون التجارية

Page 80: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

78

املالحظة األخرية واملتعلقة بطرق اإلعذار، فإذا كان املشرع قد عدد وسائل إعذار املدين من خالل من القانون املدين إال أنه يعاب عليه بالنسبة لوسيلة األعذار بطريق الربيد ذلك أن 180املادة

ة الذكر فعلى نصوص القانون املدين مل تبني أحكامه كما أشارت وإحالة إىل ذلك املادة السالف .املشرع أن يتدارك هذا اخللل، كون أن هذه الوسيلة كثرية العمل يف الواقع العملي

ويبقى األعذار حق مقرر ملصلحة املدين بالدرجة األوىل بإعتباره الطرف الضعيف يف العالقة ن يضعفه، بداية التعاقدية إذ ال ميكن أن يباغته بالتنفيذ اجلربي أو بالتنفيذ بطريق التعويض بل عليه أ

له بعد ذلك إستفاء حقه من عنده، وهو واجب للمطالبة موضع املمتنع عن التنفيذ حىت حيق .بالتعويض عن التأخري يف التنفيذ وللمطالبة بالتعويض عن عدم التنفيذ مىت توفرت شروطه املعامالت ويف مجيع األحوال ميكن إعتبار أن مبدأ األعذار هو قاعدة قانونية تساهم يف إستقرار

.املدنية، بالرغم من أنه يشكل تضييقا ملبدأ العقد شريعة املتعاقدين

Page 81: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

79

الملحقات

Page 82: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

80

Page 83: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

81

Page 84: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

82

Page 85: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

83

Page 86: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

84

Page 87: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

85

Page 88: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

86

Page 89: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

87

Page 90: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

88

Page 91: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

89

Page 92: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

90

Page 93: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

91

Page 94: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

92

قائمة املراجع

املراجع باللغة العربية :الكتب

.عبد املنعم فرج الصده .1964 القاهرة لسنة -احليازة–أسباب كسب امللكية -1

حسنعلي عوض م2000مصر لعام / الصيغ لإلنذارات على يد احملضر، درا الكتب القانونية، الة الكربى، مطابع شتات-2 .1996الدفع بالتقادم والسقوط واإلنقضاء، املكتبة القانونية لدار املطبوعات اجلامعية، مصر لعام -3

عبد الرزاق أمحد السنهوري .، اجلزء الثاين، اإلثبات وآثار اإللتزامالوسيط يف شرح القانون املدين املصري-4

البيع واملقايضة: اجلزء الرابع اإلجيار والصارية : اجلزء السادس

1964منشورات حممد الداية، مصر لعام : حممد شتا أبو سعد

.األعذار، رسالة دكتوراه، مصر -5 :حممد حسنني

.1996ن املطبوعات اجلامعية لعام طرق التنفيذ يف قانون اإلجراءات املدنية اجلزائري، ديوا-6 :علي علي سليمان

.دراسات يف املسؤولية املدنية يف القانون املدين اجلزائري-7 .1992ضرورة إعادة النظر املدين اجلزائري، ديوان املطبوعات اجلامعية لعام -8 .1969بريوت شرح القانون املدين اللييب، احلقوق العينية األصلية والتبعية، الطبعة األوىل، -9

:حممود مجال محزةالعمل غري املشروع بإعتباره مصدر لإللتزام، دراسة مقارنة بني القانون املدين السوري والقانون املـدين -10

.1985اجلزائري والفرنسي، ديوان املطبوعات اجلامعية لعام يوان املطبوعات اجلامعيـة، املسؤولية الناشئة عن األشياء غري احلية يف القانون املدين اجلزائري، د -11 -

.19888اجلزائر عام :حممد زهدور

.1991املوجز يف الطرق املدنية لإلثبات يف التشريع اجلزائري ووفق آخر التعديالت، الطبعة األوىل لعام -12

Page 95: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

93

:خليل أمحد حسن قدادة

.1996ية، طبعة عام الوجيز يف شرح القانون املدين اجلزائري، اجلزء الرابع، ديوان املطبوعات اجلامع-13 :حممد تقية

اإلدارة املنفردة كمصدر لإللتزام يف القانون اجلزائري والشريعة اإلسالمية، املؤسسة الوطنية للكتاب لعام -141984.

:مقدم سعيد .1992نظرية التعويض عن الضرر املعنوي، املؤسسة الوطنية للكتاب، طبعة عام -15

:زهري يكن .1962املكتبة العصرية، صيدا بريوت لعام عقد البيع، منشورات -16

:حممود مجال الدين زكي .1974أحكام اإللتزام يف القانون املصري، القاهرة مصر، لسنة -17

:إمساعيل غامن 1967كتاب األحكام لسنة -18

:عبد احلي حجازي .1954النظرية العامة لإللتزام، القاهرة، سنة -19 .1982ق، بريوت لبنان الطبعة الثالثة لعام قاموس املنجد األجبدي، دار املشر •تفسري احلافظ عماد الدين أيب الفداء إمساعيل بن كثري القرشي الدمشقي، للقـرآن الكـرمي، الطبعـة •

.1990األوىل، اجلزء الرابع دار الثقافة لعام لة، اجلـزء صحيح البخاري لإلمام أيب عبد اهللا حممد بن إمساعيل البخاري اجلعفي، دار اهلدى عني ملي •

1992الثاين لعام

Page 96: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

94

:النصوص القانونية . املتضمن القانون املدين املعدل واملتمم1975 سبتمرب 26 املؤرخ يف 58/75أمر رقم -1 ).الفرنسي(القانون املدين اجلزائري القدمي - .القانون املدين املصري - . املتضمن قانون اإلجراءات املدنية1966 أوت 8 املؤرخ يف 154/66أمر -2 . املتضمن القانون التجاري1975 سبتمرب 26 املؤرخ يف 59/75أمر -3 . املتعلق بنظام احملضرين1991.01.08 املؤرخ يف 03/91قانون -4 . املنظم للتوثيق19888.07.12 املؤرخ يف 888/88قانون رقم -5

.ماعي املتعلق باملنازعات يف جمال الضمان اإلجت1983.04.02 املؤرخ يف 83/15قانون رقم . املتعلق بالنشاط العقاري1994.03.01 املؤرخ يف 93/03املرسوم التشريعي رقم -6 . للمرسوم التشريعي السالف الذكر1994.04.01 املؤرخ يف 94/69املرسوم التنفيذي رقم -

:اإلجتهاد القضائيكمة العليا، بريكة اإلجتهاد القضائي وفقا ألحكام القانون املدين ألستاذ عمر بن سعيد احملامي لدى احمل -

.2001باتنة، مطبوعات الديوان الوطين لألشغال التربوية . العدد الثالث1993الة القضائية لسنة - . العدد الثاين1990الة القضائية لسنة - . العدد الثالث1992الة القضائية لسنة -

Page 97: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

95

:املراجع باللغة الفرنسية1- BRIERE DE LISLE………….., de la notion de contrat successif, D.G 1975 chr 153 2- CARBONNIER………………., droit civil Ed 1969 3- DEMOGUE…………………...., Trait » des obligations en général T.IV 1923 4- Dictionnaire de droit, foucher 2° édition 2000 Paris 5- ESMEIN.Paul…………………., des effets des décisions de justice sur la

reconnaissance et la création de droits, thèse Paris 1912. 6- MAZEAUD TUNC……………, traité théorique et pratique de la responsabilité civile

T III, 5° Ed 1960. 7- MEURISSE R………………….., dommages intérêts compensatoires et dommages

intérêts moratoires et mise en demeure semaine juridique J.C P 1947- 1, 667. 8- PERROT et GIVERDON……….., encyclopédie DALLOZ , répertoire de droit civil

2° Ed, V° mise en demeure. 9- WEIL ALEX……………………...., dommages intérêts compensatoires et mise en

demeure, revue critique de législateur et de jurisprudence 1939-203. 10- WEIL ALEX……………………, droit civil, les obligations T-II, Paris 1971. T : Tome P : Page S : Recueil SIREY J.C : Jurisclasseur D.H : Recueil dalloz Hebdomadaire J.C.P : Jurisclasseur Périodique D.C : Recueil dalloz Chronique R.C.L.J : Revue Critique de Législation et de Jurisprudence

Page 98: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

96

الفهــرس

01 ………….……………………………………………………………………………………املقدمة 04 ……………………………….……….……………………ذار االعمفهوم: التمهيديالفصل

04 ……………………….…………………نهالتعريف باألعذار وبيان الغاية م: املبحث األول 04 ……..………………………………………………………تعريف األعذار: املطلب األول

04 …….……………………………….………………تعريف األعذار لغة: الفرع األول 05 ……….……..……………….………………تعريف األعذار إصطالحا: الفرع الثاين 07 ……………………………………………………… بيان الغاية من األعذار: املطلب الثاين

07 ……….…….……………يعلم الدائن مدينه بأن له مصلحة يف التنفيذ: الفرع األول 07 …….…………………………مينح به الدائن مدينه فرصة أخرية للتنفيذ: الفرع الثاين 07 ……………..……………… رمسيا نتائج إخالله باإللتزامحتميل املدين: الفرع الثالث 08 ……………….………………………متييز األعذار عما يشبهه من أنظمة: املطلب الثالث

08 …………...……………..……………متييز األعذار عن التنبيه باإلخالء: الفرع األول 09 ………..………...…………………ن واإلبالغمتييز األعذار عن اإلعال: الفرع الثاين

10 ………………………………………متييز األعذار عن اجلل اإلضايف: الفرع الثالث 11 ………….…………………………………أساس األعذار وطبيعته القانونية: املبحث الثاين

11 ………………………………………………………………أساس األعذار: املطلب األول 12 ……………………………………………………الطبيعة القانونية لألعذار: ملطلب الثاين ا

13 …………..………………………………مدى تعلق األعذار بالنظام العام: املطلب الثالث 15 ………………………….…………………………………………شروط األعذار: الفصل األول

15 …………………………………………………الشروط اخلاصة باألطراف: املبحث األول 15 …………………………………………………………إعذار الدائن مدينه: املطلب األول 16 ……………..……………………………………………إعذار املدين دائنه: املطلب الثاين 17 …………..…………………………………………مكان وزمان األعذار: املطلب الثالث

18 …………….……………………………………………مكان األعذار: الفرع األول 18 ..………….………………………………………………زمان األعذار: الفرع الثاين

20 …………...………………………………………الشروط الشكلية لألعذار: املبحث الثاين

Page 99: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

97

20 …………………………………………الشكلية يف األعذار وجزاء ختلفها: املطلب األول 20 ….……………………………………………شروط األعذار الشكلية: ل الفرع األو 25 ….……………...…………………………………جزاء ختلف الشكلية: الفرع الثاين 27 ………………….……………………………بيانات األعذار وجزاء ختلفها: املطلب الثاين

27 ……………………….…………..………البيانات اليت يتطلبها األعذار: الفرع األول 28 ………………………….…………………جزاء ختلف بيانات األعذار: الفرع الثاين 30 …………..……………………الشروط اخلاصة باإللتزام وبنطاق األعذار: املبحث الثالث 30 ……….…………………الشروط اخلاصة مبحل اإللتزام موضوع األعذار: املطلب األول

30 …………………………………………………أن يكون اإللتزام مدين: الفرع األول 30 .……….……………………أن يكون الدين حمدد املقدار وحال األجل: الفرع الثاين 31 ……..………………………………أن تكون اإللتزام تقتضي األعذار: الفرع الثالث

32 ……………….……………………………اصة بنطاق األعذارالشروط اخل: املطلب الثاين 32 ..……….…………وجوب األعذار يف حالة التأخري عن تنفيذ اإللتزام: الفرع األول

33 ….……………مبدأ األعذار كشرط لطلب التعويض عن التأخري يف التنفيذ: أوال 34 ………………………………………تنفيذ عن عدم التنفيذمتييز التأخري يف ال: ثانيا 35 ……………………………………………………………بالنسبة للعقود الفورية- أ 36 ……………………………………………………………بالنسبة للعقود الزمنية- ب

37 ………………..……مدى وجوب األعذار يف حالة عدم تنفيذ اإللتزام: الفرع الثاين 37 ……..………………تطور فكرة األعذار يف جمال التعويض عن عدم التنفيذ: أوال 38 ……………………………يف ميدان اإللتزامات" عدم التنفيذ"املقصود بـ : ثانيا 40 ….……موقف الفقه والقضاء من مبدأ األعذار يف التعويض عن عدم التنفيذ: ثالثا

40 ………….…………………………………املوقف املؤيد لوجوب األعذار-1 43 ….……..…………………………………املوقف الرافض لوجوب األعذار-2 48 ………………………………………………………موقف القضاء اجلزائري-3

50 ….……………..…………… على شرط األعذاراإلستثناءات الواردة: الفرع الثالث 50 ……………….……………..……………اإلعفاء من األعذار بنص القانون: أوال 53 ………………اإلعفاء من األعذار املستمد من خصوصية بعض اإللتزامات: ثانيا 57 …………………………………………………اإلعفاء اإلتفاقي من األعذار: ثالثا 59 …………………………..………….………………………………آثار األعذار: الفصل الثالث

Page 100: ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ1:ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﻥﻮـﻜﻳ ﻥﺃ ﺬﻴﻔﻨﺘﻟﺍ ﰲ ﻞﺻﻷﺍ ﻥﺃﻭ ،ﻩﺬﻴﻔﻨﺗ ﺏﻮﺟﻭ ﻮﻫ ﱐﺪﳌﺍ ﻡﺍﺰﺘﻟﻹﺍ

98

59 ……………………………………………………أثر أعذار الدائن للمدين: املبحث األول 59 ………….……………………………………………األعذار يقطع التقادم: املطلب األول 61 ……………………………………………ذ اجلربينشوء حق الدائن التنفي: املطلب الثاين 63 …………………..……………………………………إستحقاق التعويض: املطلب الثالث

65 ………….…………………إستحقاق التعويض عن التأخري يف التنفيذ: الفرع األول 66 ……………………………………إستحقاق التعويض عن عدم التنفيذ: الفرع الثاين

67 ….………………………اإلعذار شرط إلستحقاق التعويض اإلتفاقي: الفرع الثالث 67 …….……..……………………………………إستحقاق التنفيذ العيين: الفرع الرابع 69 ………………..…………………………إقرار وإنشاء حقوق أخرى: الفرع اخلامس

70 ………….……………ين تبعة هالك الشيء يف اإللتزام بالتسليمحتمل املد: املطلب الرابع 70 ………..……األصل أن يهلك الشيء على مالكه فيما عدا بعض اإلستثناءات: أوال 72 ….……………………………………………أثر األعذار يف حتمل تبعة اهلالك: ثانيا

72 ……………..………………………………… العقداحلق يف طلب فسخ: املطلب اخلامس 74 ……………..…………………………………………أثر إعذار املدين دائنه: املبحث الثاين

مسؤولية الدائن عن هالك : املطلب األول …………………………………………الشيء

74

حق املدين بأن يعرض الدين على : املطلب الثاين ..…………………………………الدائن

74

حق املدين يف املطالبة : املطلب الثالث ……..……………………………………بالتعويض

75

76 ……………………………………..…………………………………………………………اخلامتة

89 ………………………………………………………………………………………………املراجع

92 …………………………………………………………………………………الكلمات املختصرة

93 ………………………………..……………………………………………………………الفهرس ء