ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - univ oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ...

224
- 1 - ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﻧﻴﺔ- ﻭﻫﺮﺍﻥ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ: 92070027 ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ: ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﻭ ﻓﻌﻞ ﺍﳌﺜﺎﻗﻔﺔ ﻓﻌﻞ ﺍﳌﺜﺎﻗﻔﺔ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﻟﻠﻄﺎﻫﺮ ﻭﻃﺎﺭ ﺗﺮﲨﺔ- ﻣﺎﺭﺳﻴﻞ ﺑﻮ- ﺃﳕﻮﺫﺟﺎ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ: ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ: ﺳﺎﺭﺓ ﺑﻮﺯﺭﺯﻭﺭ ﻓﺮﻗﺎﱐ ﺟﺎﺯﻳﺔ ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ: . : ﺭﺋﻴﺴﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﳏﻤﺪ. : ﻓﺮﻗﺎﱐ ﺟﺎﺯﻳﺔ ﻣﺸﺮﻓﺎ ﻭ ﻣﻘﺮﺭﺍ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ: ﻋﻀﻮﺍ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﺗﻮﻫﺎﻣﻲ ﻭﺳﺎﻡ: ﻋﻀﻮﺍ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﺮﺍﻥ ﺑﻠﺤﻴﺎ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ: 1430 - 1 143 / 2009 - 2010 م

Upload: others

Post on 12-Feb-2020

0 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 1 -

اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية وزارة التعليم العايل و البحث العلمي

وهران- جامعة السانية كلية اآلداب و اللغات و الفنون

92070027: قسم الترمجة رقم التسجيل مدرسة الدكتوراه

:املوضوع

الترمجة و فعل املثاقفة

أمنوذجا -امارسيل بو-فعل املثاقفة يف ترمجة رواية الزلزال للطاهر وطار ترمجة مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف الترمجة

:إشراف الدكتورة :إعداد الطالبة فرقاين جازية سارة بوزرزور

:جلنة املناقشة داود حممد جامعة السانية وهران رئيسا: د.أ جامعة السانية وهران مشرفا و مقررا فرقاين جازية : د.أ توهامي وسام جامعة السانية وهران عضوا مناقشا: د بلحيا الطاهر جامعة السانية وهران عضوا مناقشا: د

م2010-2009/ه1143-1430:السنة اجلامعية

Page 2: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 2 -

République Algérienne Démocratique et Populaire Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche

Scientifique Université d’Es-Senia Oran

Faculté des Langues, Lettres et Arts Département de Traduction Ecole doctorale Numéro d’inscription : 92070027

Sujet:

Traduction &

Acculturation

Roman « EZ-ZILZAL » de Tahar OUATTAR, traduit en français par Marcel BOIS Prototype

Mémoire pour l’obtention du diplôme de MAGISTER en TRADUCTION

Présenté par : Sous la direction de : Mlle Sarah BOUZERZOUR Mme Fergani Djazia

Jury composé de: Mr M. DAOUD M.C.- Université d’Oran : Président Mme D. FERGANI M.C.-Université d’Oran : Encadreur et rapporteur Mr T. BELAHIA M.C.-Université d’Oran : Examinateur Mr O. Touhami M.C.-Université d’Oran : Examinateur

Année universitaire : 2009-2010

Page 3: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 3 -

Page 4: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 4 -

دعاء و ذكرين ... و ال باليأس إذا فشلت... اللهم ال تدعين أصاب بالغرور إذا جنحت

...دائما بأن الفشل هو اخلطوات اليت تسبق النجاحو أن حب االنتقام هو أول ... اللهم علمين أن التسامح هو أكرب رتب القوة .مظاهر الضعف

و إذا جردتين من ... نيا رب إذا جردتين من نعمة الصحة أترك يل نعمة اإلميا .املال أترك يل اآلمالو إذا أساء الناس إيل أعطين .. و إذا أسأت إىل الناس أعطين شجاعة االعتذار

.مقدرة العفو

.اللهم إذا نسيتك ال تنساين

Page 5: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 5 -

كلمة إهداء ،، إىل منبع اخلري الدافقأعماقي، إىل الغايل الذي سكن إىل النجم الساري يف مسا أفقي

إليك أيها حيايت،إىل املريب الفاضل الذي نسج يل طريق النجاح يف .و احلنان الوافرأعنتين يف إكمال و تربية،فقد ربيتين أحسن له،أشكرك شكرا ال حد ...احلبيبالوالد

أنرت يل كل عطرت يل كل حيايت، و و شؤوين،اهتممت يب يف كل و دراسيت، .بركأن يعينين على و ياتك،حفأسال اهللا أن يبارك يف درويب،

٭٭٭٭ هامت ا نفسي ، وأفكاري احتوت عقلي و ، وإحساسي إىل من ملكت حواسي و

أنارت يل الشمس الوضاءة اليت ، واملربية الفاضلة ، وأنفاسي، إىل احلب الصادق و أشكرك شكرا ال حد له ، فقد...، إليك أيتها الوالدة احلبيبةدروب النجاح يف احلياة

، مت يب يف كل شؤويناهتم ، وأعنتيين يف إكمال دراسيت ، وأحسن تربية ربيتيينأن و حياتك،، فأسال اهللا أن يبارك يف أنرت يل كل درويب عطريت يل كل حيايت، و و

.يعينين على برك ٭٭٭٭

حفظها اهللا و أطال يف عمرها، و اليت ساعدتين على "فاطمة الزهراء"إىل جديت الكرمية .قتها اخلاصة بدعواا املباركة اليت كانت يل سراجا منرياطري

٭٭٭٭ .دالل و راوية و صورية و يامسني: إىل أخوايت

٭٭٭٭إىل مدينيت وهران و قسنطينة املضيافتني، اللتني فتحتا يل أبواما و بيوما و مكتباما،

، إىل كل فرد قدم يل إىل كل من تلحقين فضائلهم من أهل هاتني املدينتني بعد رب العزة . عائلة بوزرزور و أمحد حيي و ناس و غناي و فياليل: يد العون من العائالت التالية

.إىل كل من تتبع معي خطوات هذا العمل، و أخص بالذكر صديقيت اآلنسة أمال صاحل

Page 6: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 6 -

كلمة شكر و عرفان

شرفة الدكتورة بفيض من احلب و التقدير أتقدم خبالص الشكر و االمتنان لألستاذة املجعلها اهللا يف موازين ،مشقةحتملت من على ما بذلت من جهد و "فرقاين جازية"

هذه السطور بلسان تقد حرر و ها،بقدر ةاملستضيئ ها،بفضل ةالعارف أنا وا حسناأن و نآمن أهل القر هاإيا املوىل عز وجل أن جيعلنا و ةسائل، ال بقلم التبيان اإلمكان

، من اجلنان األعلىالفردوس هاإيا يرزقنا و .﴾ اإلحسان إال اإلحسانهل جزاء و ﴿صدق اهللا إذ يقول و

أوجه شكري اخلالص أيضا، لكل أساتذيت الذين تشرفت بالتتلمذ على أيديهم، كما ال يفوتين أن أشكر أعضاء جلنة املناقشة على كرم تلبية الدعوة و تشريفي حبضورهم

.و توجيهام و اإلصغاء إىل مالحظام أي بتوجيه الشكر إىل كل من ساهم و ساعد و شارك يف بلورة هذا العمل من قريب

.أو بعيد حىت اكتمل إىل هذه الصورة

.بارك اهللا يف اجلميع

Page 7: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 7 -

مقدمة

Page 8: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 8 -

__________________________________مقدمةإذا كانت الترمجة باعتبارها علما له قواعد و نظريات مل تنشط إال مع بزوغ فجر

العشرين، فإن هذا النشاط يف حد ذاته كان موجودا منذ األزل، إذ مارسه البشر، القرنسواء عن طريق اإلمياء أو اإلشارة أو الكالم أو الكتابة على مر العصور، فتبادلوا

.ومات فيما بينهم و تزاوجت الثقافات و احلضارات فيما بينها أيضااملعلكانت الترمجة و الزالت مبثابة اجلسر الذي تعرب الثقافات من خالله إىل باقي

فهي تلعب دورا كبريا يف خلق احلوار بني اآلداب ،اتمعات من حوهلا دون أي جوازالظروف إلجياد أدب يئات و الثقافات و املختلفة، و تضييق الفجوة بني خمتلف احلضار

. عاملي مشتركلقد كانت الترمجة و ما تزال دعامة النهضات الفكرية و الثقافية للشعوب، و عن

طريق الترمجة بدأت النهضة الثقافية يف عصر اإلسالم األويل، إذ أدرك اخللفاء حاجة األمة لترمجة الوديان من خمتلف الثقافات إىل استخدام غذائها الفكري، فتدفقت بواسطة ا

:إجيازها يفو للترمجة عدة بواعث ميكن . العاملية إىل النهر العريب :املطلب و احلاجة -

اأو علمي اقد يكون هذا املطلب ديني أبلغها فعالية، و إا من أهم هذه البواعث و الغرب كانت وليدة احلاجة فحركة النقل يف ،أو غري ذلك اأو جتاري اأو عمراني اأو سياسي

،الرياضيات، سواًء من علوم الفلك ،اليت كان يفتقدها لنقل علوم العرب املتطورة وغري ذلك، كما أن حركة النقل يف العصر العباسي األدب و، الشعر ،اهلندسة املعمارية

غريها من العلوم الطب و خاصة كانت أيضاً وليدة احلاجة فقد نقل العرب الفلسفة و . اليت كانوا جيهلوا

:التواصل -ن بعيد، فهي اجلسر الذي تعرب عليه سان املتحضر فضل الترمجة منذ زمعرف اإلن فهي عكاز ، تعمق متعة احلياة يف هذا العامل األمم بعضها إىل بعض فتزيد املعرفة و ثقافة

Page 9: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 9 -

ا الرمز إ ،النهضة يف كل بلد ختلف عن ركب احلضارة لسبب أو آلخر التقدم وفقد ازداد هذا التواصل بشكل وفري ،العصر الذي متثله كل أمة ناهضة حلضارة الطابع وأدبية صناعية و سياسية و احلاضر بعد الترمجات احلديثة من علمية و خاصة يف العصر و

.القصص الرائجة املترمجة االت و عارمة مع صدور اجلرائد و اليت تنطلق اآلن قوية و :ملعرفة اإلنسانيةخدمة ا -

املترجم احلق هو فدمان املعرفة اإلنسانية، خت تانمها الل العلمية األدبية و إن الترمجة ضوء الشروط اليت تقيد املؤلف الذي ينقل عنه، لتخرج يفمن يلتزم باحلد املناسب

ملإذ ،يكاد أن خيتلف مبناها عن فحواها صحيحة للنص األجنيب، ال ترمجته صادقة و أن الدول كانت يف حاجة دائمة من رغمعلى الينقطع جهد الترمجة يف أي زمن، ف

استحالة أقالم الترمجة يف دور احلكومات من سد حاجتها يف من رغمبال ماسة إليها، و وبشؤون اللغة من ت اليت تعىناملؤسسا تأخر ظهور اهليئات و من رغمبال أعمال الترمجة، و

مل يعطل دوالب يب، فإن خدمة املعرفة اإلنسانية مل تنقطع وتراك مصطلحات و ألفاظ ومثال على ذلك صدور مؤسسات الطباعة العمل الفردي أو اجلماعي يف هذا اال و

املختلفة اخلاصة اليت أصدرت االت العديدة املتنوعة محلت قدراً كبرياً من عبء النهضة .طيلة هذا القرن منذ أواخر القرن السابق و

لكل رافد للمصطلحات اجلديدة و القانونية األدبية و التغطية العلمية و املواكبة و - :حديث

الثقافية للشعوب، تزال دعامة من دعائم النهضات الفكرية و ما لقد كانت الترمجة و شاهد عدل لعالقة بريئة خنالف احلقيقة، عندما نؤكد بأن الترمجة هي منت املواكبة و الو

فعن طريقها تتناسق األفكار ،مللهم عقول أهل األرض على اختالف أممهم وبني اإليدولوجية بعضها إىل بعض لتكون الفلسفية و التيارات األدبية و املعطيات العلمية و و

.يف اية األمر اأو واحد امتقارب اأو مصطلح افكر

Page 10: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 10 -

:اخليال صقل الذوق و املتعة و - سيظل ميثل دوراً الذيلقد مثلت ذوق اجلمهور يف السابق رمجة، إا أحد بواعث الت

املفاهيم الشعرية تغيري الذوق ويف الترمجة همتأسلقد رئيسياً يف توجيه حركة الترمجة،األساسي هلذا التغيري، أما الذوق يف هذا اال فهو إحساس لدى اجلمهور وهو الباعث

لكن مهما اختلفت األذواق فإن قافتهم، ودرجات ث ذايت خيتلف باختالف األفراد و .املؤثر يف كل حركة ترمجة الذوق العام هو السائد ألنه يبقى الدافع الفاعل و

:الثقافة -البواعث تتميز خبصوصية تتعدى إن الثقافة هي من أهم البواعث إىل الترمجة، و

تاح الشعوب بعضها تتزايد أمهية الثقافة بتزايد انف ،األخرى، بل هي خليط من كل منهايتم إالّ بالترمجة، ألنه عن طريقها يتاح لكل فرد منا أن هذا االنفتاح ال على بعض، و

اكتشافاته احلديثة، فأصبحت السبيل إىل االطالع الشرق، و يقرأ بلغته علوم الغرب و .األدب الفن و العلم و على كل جديد يف الفكر و راً ألنه وليد ظروف تفترض مستوى متقدماً منجاء متأخ فقد أما عامل ثقافة الترمجة

النهضة احمللية اليت متكن من التواصل العلمي عرب البالد األخرى، بينما ال يفترض ذلك يف عامل احلاجة أو الذوق مثالً، غري أنه باملقابل إذا حاولنا ترتيب هذه الدوافع أو العوامل

صدر أمامنا عامل احلاجة، من حيث فعالياا ت بالنسبة إىل الترمجة حسب ظهورها و .ترتيب تطور الترمجة عرب تارخيها الطويل

تعددت مقومات الثقافة عرب التاريخ يف مسرية احلياة و ،تنوعت ألوان احلضارة يف "مسهما" مناهجها عامال تراكيبها و و ،فكانت اللغة على اختالف أشكاهلا ،البشرية

.الروحية ك الشعوب يف كافة اجلوانب املادية والزاد الفكري لتل ذلك النتاج وواللغة هي الوعاء ال تستأذن القوميات، إن الثقافة ال تقف عند حدود اجلغرافيا و

ألا من الوسائل اهلامة اليت تساعد الشعوب على قراءة ،الشعوب الفكري لتلك األمم وتعترب و ،تقاليدهم م وعادا ثقافتهم و و ،اإلطالع على جتارم و ،اآلخرين حضارات

Page 11: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 11 -

الترمجة هي البوابة الرئيسية اليت ندخل منها واحة الثقافة حلمتها، و اللغة سداة احلضارة واملعرفة هذه ال تقتصر و ،طرق تفكريهم كسب معارفهم و التعرف عليهم و و ،اآلخرين

القوة خفايا بل اإلطالع على اجلوانب السلبية و ،على اجلانب االجيايب فيها فحسببقدر ما تستطيع هذه األمة و ،الضعف فيها اليت ميكن أن تدرأ اخلطر الداهم عليها و

متعددة قد تسهم بشكل واسع للدخول يف حاالت و ،التعرف على جوانب كثريةمن عرف لغة (هذا ما جاء يف احلديث الشريف و ،امللمات قد يكون جمديا يف و ،احلوار

حىت يف حياة و ،الشعوب أ أمهية الترمجة بالنسبة لألمم ومن هنا تبد ،)قوم أمن شرهم .الفرد العادي ألن معرفة اللغة معرفة كاملة حلياة هذه اتمعات

لكنها تستلزم من املترجم و ،يخيل للبعض بأن الترمجة هي عمل حريف فقط و ،ال األفكاراملعرفة الواسعة بكل جوانب اللغة اليت جيب أن يترجم منها ليحسن إيص

حسن إطالعه على الثقافة العامة باحلياة االجتماعية لتلك و ،العقائد املراد ترمجتها و ،معارفها ثنايا املعرفة اليت يراد ترمجة لغتها و الشعوب فضال عن درايته جبواهر اللغة و

،تغىثقافته اليت تسهم بشكل كبري للوصول إىل اهلدف املب و ،فهو يقوم بدور املبدع فيهافاملترجم مؤمتن على ثقافة أمته ، قد قيل أن الترمجة هي هجرة نص من لغة إىل أخرى و

هذه املهمة إخراجه لتلك النصوص بكل ألواا و إبداعه و ألن ما سيقرؤونه هو نتاجه وإيصاهلا إىل و ،ستطاعامنوطة به كي ينقل تراث أمته إىل لغات شعوب العامل كافة ما

التقاليد اليت العادات و العلوم و تتالقح األفكار و ليطلع عليها و ،ىاتمعات األخر األطياف الفكرية فكلما تنوعت هذه املشارب و ،هتنمي تزيد املخزون املعريف و

تثرى ما لتصبح هذه اتمعات قادرة على مواكبة و ،الثقافية تزيد يف عمق احلضارة وأن و ،األمم يف حالة عزلة عن العامل وب ولن تعيش هذه الشع و ،التقدم التطور و

مفكري البشرية ستختصر الزمن الذي تقوم به االكتشافات اليت تكون عصارة عقول وأن هذه اإلبداعات و ،كل أمة عندما تريد التفكري يف الوصول إىل هذه التجربة أو تلك

معرفيا " زاداتصبح و، املتطورة و هم إىل حد كبري يف استنباط األفكار اجلديدةتس

Page 12: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 12 -

الترمجة مها اجلسران اللذان من هنا كانت الثقافة و و .لتجارب شعوب أخرى "ثقافيا و .احلضارة و التقدم و ينقالن الشعوب إىل الرقي

هي إشكالية نبتغي من و ،املثاقفة بفعل الترمجة قد ارتأينا يف هذا املقام أن نربط وهل ما زالت : زاله على الشكل التايلخالل اخلوض فيها إثارة جانب مهم ميكن إخت

احلضارات املتنوعة؟ لغة احلوار بني الثقافات و يف تكريس لغة املثاقفة و همتسالترمجة أم أنّ دورها يف الوقت الراهن سليب يف ظل العوملة الكاسحة اليت تلغي اخلصوصية اللغوية

التوازن لصاحل اهليمنة تدحض فكرة الشخصية احلضارية لألمم، و اهلوية الثقافية و و باعتبارها رديفة التعددية مبعىن هل الترمجة تكريس الثقافة الواحدة؟ االختراق و و يرمي إىل إقصاء كل أشكال التعدد اللغوي "عوملي"التنوع، مثاقفة ندية؟ أم خضوع وطلع بأي معىن تض الثقايف؟ كيف تغدو الترمجة وسيلة إلحالل احلوار بني الثقافات؟ و و

املتبادل ال على اإللغاء االغتناءالترمجة بدورها كامالً خللق مثاقفة متوازنة تنبين على كيف تصري الترمجة، يف سعيها إىل مد اجلسور الواصلة بني الثقافات، التفاضل؟ و و

هي تروج ألسطورة الثقافة العاملية الواحدة؟ حتديات العوملة و اجلواب الثقايف على ؟ استالباليس الترمجة إضافة وكيف تغدو و

مالمسة هذه دراستنا من خاللحاول ن، سهذه الفرضيات يف ضوء هذه األسئلة و .العوملة بعض اجلوانب اليت تثريها الترمجة يف عالقتها باملثاقفة و

للكاتب اجلزائري "الزلزال"و لإلجابة على كل هذه التساؤالت اخترنا مدونة رواية "مارسيل بوا"رمحه اهللا، و املترمجة إىل الفرنسية بقلم املترجم الفرنسي "وطار الطاهر"

Marcel BOIS صاحب التجربة الفريدة من نوعها. و من املعلوم أن ترمجة مظاهر فعل املثاقفة تعد نشاطا متعدد األبعاد، فهي ترمجة

أحيان أخرى، و كلمات أللفاظ و مفاهيم ذات دالالت مباشرة حينا و غري مباشرة يف ذات إحياءات مرتبطة خبلفيات حضارية و دينية و ثقافية، و تعابري تكاد ال تفهم يف لغتها

فقد تقول شيئا و تعين به شيئا آخر متاما، فهي ترمجة لتجربة إنسانية ! فكيف ا مترمجة؟

Page 13: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 13 -

ه، دون و معرفة تراكمت عرب خمتلف األزمنة، لتكون تراثا شعبيا أصيال يصعب فك رموزمن نربات الصوت و تناغم القافية و السجع، إضافة إىل أن نتجاوز األبعاد الشكلية

اختالف عادات اللباس و الطعام و األعياد و األفراح و املعتقدات الدينية باختالف يدل على أن الفجوة احلضارية بني الشرق و الغرب واسعة و هو ما يزيد شعوب، مما ال

. عقيدات تالترمجة بني اللغااألول الذي تفرد بترمجة الرواية املترجم Marcel BOIS "مارسيل بوا"يعد

الطاهر "حيث احتفى قاموسه الترمجي بروايات كل من ،اجلزائرية املكتوبة بالعربيةمبرزاق "الذي تتبع له كامل متنه الروائي بالترمجة، مرورا "ابن هدوقة"و "وطار

، األمر الذي جعله مرجعا "عرجألاواسيين "وصوال إىل "إبراهيم سعدي"و " بقطاش .حيتذى به يف ترمجة هذا احلقل

هذا الربط بني اجلوانب النظرية و اجلوانب التطبيقية ملوضوع ارتأينا من خالل حبثنا الترمجة بغية تذليل الصعوبات، و إجياد احللول املمكنة لبعض العوائق و اإلشكاالت اليت

ملترجم أثناء تأدية مهامه يف ترمجة مظاهر فعل املثاقفة اليت حتدث على تعترض مسار ا .مستوى ترمجة النصوص األدبية بشكل خاص

كما سنحاول تسليط الضوء على موضوعي الثقافة و املثاقفة و عالقتهما بالعملية الترمجية لفهمهما بعمق، و هي تعد حماولة أيضا إلجياد صيغة عملية بسيطة ملساعدة

.املترجم يف اختاذ قراراته أثناء قيامه بالترمجة األدبية حتديدا و إثارته و عرضه للدراسة "الترمجة و فعل املثاقفة"و ما دفعين إىل اختيار موضوع

:و التحليل هو . أن املوضوع يعترب حديثا و يعد الباحثون املهتمون به قلة قليلة -ا يف حقل الدراسات الترمجية، إذ مل يسبق من قبل أعمال جيدر ذكره نه مل تقدمكما أ -

، خاصة يف ظل ظهور العوملة اليت أصبحت "فعل املثاقفة يف الترمجة"التعرض ملشكالت دد وجود هذه املثاقفة، اليت تدعو إىل التعددية و احلفاظ عليها يف ظل احلوار بني

Page 14: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 14 -

أن العوملة تدعو إىل ثقافة أو حضارة، يف حني ةاحلضارات دون املساس خبصوصية أياألحادية املطلقة و كسر احلواجز و إلغاء كل اخلصوصيات الثقافية لكل حضارة، و هو ما يهدد وجود الترمجة أصال بوصفها جسرا للتواصل بني الشعوب و بوابة على ثقافات

.هذه الشعوب، "ملثاقفةالترمجة و فعل ا"و جيدر بنا اإلشارة هنا اىل دراسات سابقة حول موضوع

أستاذة جبامعة السربون "فايزة القاسم"فقد أثارته يف مناسبة سابقة األستاذة الدكتورة اجلديدة باريس، يف مقال نشر هلا يف العدد السادس من سلسلة أحباث و أعالم سنة

، حيث تطرقت فيه إىل "الترمجة و التالقح الثقايف"و محل هذا العدد عنوان 1998 مستهلة إياه بتوضيح مفهوم املثاقفة و من مث مفهوم الترمجة، "املثاقفة الترمجة و"موضوع تبيان عالقتهما الدياليكتيكية على حد تعبريها، مظهرة مراحل املثاقفة بغية منها

.و التغيريات اليت حتدثها يف األمناط الثقافية للمجموعات البشرية ذات الثقافات املختلفةالترمجة بني "املعنون ب "مصطفى العمراين"ال الدكتور ال ننسى بالذكر أيضا مق

املنشور على موقع عتيدة االلكتروين، و قد سرد من خالله بعض "املثاقفة و العوملةلعبت األمم، حيثشواهد التراث اإلنساين ألشكال التالقح و احلوار احلضاريني بني

هذه يا يف إغناء و إثراءالترمجة داخل هذا العبور الثقايف و احلضاري دورا طالئع احلضارات مبا ختتزنه سابقاا من خربة و تقدم يف جماالت و حقول معرفية و فكرية

.و ثقافية مهمة بكلية اآلداب "حممد زرمان"عالوة على ذلك هناك دراسة قام ا الدكتور و األستاذ

امعة جل االلكتروين وقعملاعلى ةمعروض و هي اجلزائر،- و العلوم اإلنسانية جبامعة باتنة معاين و إحياءات الترمجة اتناول فيه حيثامللك سعود باململكة العربية السعودية،

و املثاقفة، مبديا مدى ضرورة التفريق بني املثاقفة و الغزو الثقايف، ألن كالمها يناقض ستاليب، اآلخر، فاملثاقفة ذات منحى تواصلي حواري و الغزو الثقايف ذو منحى تصادمي ا

. كما فتح نافذة على إسهامات الترمجة يف صنع املثاقفة يف احلضارات القدمية

Page 15: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 15 -

.املنهج الوصفي التحليليعن املنهج الذي اتبعناه يف هذه الدراسة فهو أما هذا املوضوع، فقد قسمنا حبثنا إىل جانبني و بناء على ما سبق و بغية حتقيق أهداف

النظري و اجلانب التطبيقي، أما اجلانب النظري فقد قمنا بتقسيمه حموريني و مها اجلانب إىل ثالثة فصول نظرية، و اجلانب التطبيقي تضمن فصال تطبيقيا واحدا، و خامتة أردناها

.هذه الدراسةضا خمتصرا ألهم النتائج اليت توصلنا إليها من خالل عر ".الثقافة: "الفصل األول املوسوم ب

ذلك ألننا ،معناها قبل الدخول إىل مفهوم املثاقفة الثقافة و ملبىنبيان من تكان البد ضرورات فالثقافة ضرورة من ،نعيش يف عصر فوضى املصطلحات و تداخل املفاهيم

ليست حاجة علمية مقتصرة على رواد املكتبات أو املؤسسات و ،الوعي االجتماعيهي أن نعرف شيئا عن أو ،لم بطرفاألخذ من كل ع: فتعريف الثقافة بأا ،العلمية

علة ذلك أنه مقتصر على بعض أولئك الذين ،إمنا هو تعريف سطحي بسيط ،كل شيء دون اعتبار للدور الذي تلعبه علوم احلياة ،جلامعاتا او ارتادوالكتب اتصفحو . و جتارا

مفهوم و عليه قسمنا هذا الفصل إىل ثالثة مباحث، املبحث األول كرسناه لعرض ، و قد كان من الصعب حتديد مفهوم الثقافة لتداخل العوامل اليت الثقافة و تعريفها

كما عرضنا من خالل هذا املبحث مهمة الثقافة من حيث تنشئة . همت يف نشأاأسلغة القمنا بعرض بعض معاين الثقافة يف لثقافةا تعريفو ل. اجليل و إعداده إعدادا سليما

عرض خصائص الثقافةو كرسنا املبحث الثاين ل. اها يف لغة الغربية، كما عرفنالعرب .حماولني شرح هذه النقاط الستنباط نتائج ختدم فرضيات هذا البحث

أما املبحث الثالث فيتعلق ببناء الثقافة و تعرضنا من خالله إىل الشكل البنائي للثقافة ود جوانب خمتلفة يف بناء الثقافة، و قد كشفت دراستنا عن وج .و كذا عناصرها البنائية

فإذا كانت السمة و املركب و الدائرة و األمنوذج ممثل الناحية الشكلية منها، فإن العناصر املعرفية و اللغة و الفن و األفعال اإلنسانية و الطرائق الشعبية و العرف و النظم

Page 16: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 16 -

و األسطورة و العناصر االجتماعية و املعتقدات و القيم و املعايري و الرموز و الطقوس .املادية للثقافة متثل عناصر بناء الثقافة من حيث املضمون

".املثاقفة: "الفصل الثاين املوسوم بإىل ثالثة مباحث أساسية، أما املبحث األول فقد تضمن مفهوم هو بدوره قسمناه

تركيزه على املثاقفة، انطالقا من فكرة أن تعمق التفكري حول مفهوم الثقافة من خاللدراسة الثقافات املفردة أدى إىل إبراز طرف خيط نظري جديد فتح جماال جديدا للبحث

من خالل هذا املبحث تعرضنا إىل املفهوم التارخيي ملصطلح املثاقفة و إىل .مسي باملثاقفةأظهرنا عالقة املثاقفة ا عرضنا رؤية الغرب هلذا املصطلح، وتاريخ ظهوره و نشأته، كم

أهم ما جاء يف مذكرة دراسة املثاقفة أيضا إىل عرضنا من خالل هذا املبحثت. ثقافةبالحيث تضمنت توضيحا دالليا ملفهوم املثاقفة و كذا بعض املفاهيم األخرى 1936عام

التماثل مفهوم التغري الثقايف و: اليت جيب التمييز بينها و بني مفهوم املثاقفة مثل . الجتاه و كذا مفهوم التأويلاالنتشار و امليل أو او املثاقفة األشكال و احلاالت "جاء املبحث الثاين للفصل الثاين حتت عنوان

، عرضنا من خالله أهم األشكال اليت أخذا املثاقفة منذ القرن التاسع عشر، "و األنواعة فقدمناها كما و اليت كانت إما دينية أو أدبية أو قانونية و غري ذلك، أما حاالت املثاقف

إذ وضع ثالثة معايري Roger BASTIDE "روجيه باستيد"جاءت من وجهة نظر .األول عام و الثاين ثقايف و الثالث اجتماعي: أساسية لتحديد هذه احلاالت

و عن أنواع املثاقفة فقد تعرضنا لنوعي املثاقفة الرئيسيني، أال و مها املثاقفة التلقائية .قسرية و بينا املستويات اليت تتم من خالهلما ممارسة كل واحدة منهماو املثاقفة ال

، أما القنوات "قنوات املثاقفة و آلياا": تضمن املبحث الثالث عنصرين أساسيني مها و كذا "املثاقفة عرب قناة تعليم اللغات األجنبية"فقسمناها إىل قناتني تتم عربمها املثاقفة،

، و هي تعد أهم قناة للمثاقفة و أبلغها إليها، فالترمجة من هذا "الترمجة املثاقفة عرب قناة"املنطلق فعل مثاقفة يقوم على إعادة التأهيل الواعي للثقافة اإلنسانية، استنادا إىل حرية

Page 17: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 17 -

و باعتبار الترمجة قناة مثاقفة تعمل على . التعبري عن الذات و حرية التعرف على اآلخرالبعد : يف إطار هذا اهلدف تتسع لتشمل أبعادا ثالثة مترابطة و متتابعةإعادة التأهيل فإا

.األول معريف و البعد الثاين لغوي و البعد الثالث تأصيليو فيم خيص آليات املثاقفة فتبدو إمكانية املثاقفة عرب آلية اللغة أبلغ و أحرص على

و ليس األشياء اردة و إمنا هي بلوغ املرام، ذلك أن األساس يف هذه العملية هو الفكر أشياء ثرية يف حمتوياا الداللية، مبا تستعمله اللغة باعتبارها إنتاجا ذهنيا و آلية تواصلية

.بني أفراد اتمع ".الترمجة و فعل املثاقفة: "الفصل الثالث املوسوم ب

و هو "ثاقفةالترمجة و فعل امل"نأيت اآلن إىل آخر فصل نظري و الذي محل عنوان يعد بيت القصيد، كرسنا املبحث األول للترمجة األدبية و أبعادها و املبحث الثاين لعالقة

الترمجة باملثاقفة و جماالا و قنوات إسهامها فيها، و آخر مبحث جاء للحديث عن .الترمجة و فعل املثاقفة يف عصر العوملة ".ة رواية الزلزالفعل املثاقفة يف ترمج: "الفصل الرابع املوسوم ب

الزلزال أمنوذجا عن "الطاهر وطار"فقد أخذنا رواية "املدونة"أما الفصل التطبيقي على يد -كما ذكرنا سلفا-فعل املثاقفة يف الترمجة األدبية، هذه الرواية اليت ترمجت

كرسنا بداية هذا الفصل لتقدمي كل من . Marcel BOIS "مارسيل بوا"الفرنسي -املدونة- و مترمجه، كما قمنا بسرد ملخص موجز بسيط ألهم أحداث الرواية الروائي

مث قمنا بتحليلها من خالل القيام باستخراج العبارات و األلفاظ اليت متثل بترمجتها فعل و ليس من السهل ترمجة كل هذه املظاهر ألا . مثاقفة بني الثقافتني اجلزائرية و الفرنسية

قومية و عادات و تقاليد و أذواق خاصة مبنظومة حمددة، إذ تعد ترسبات حضارية و خبامتة، نعرض فيها أهم النتائج اليت خلصنا إليها لنختم يف األخري. يستعصي نقلها بسهولة .من خالل هذه الدراسة

Page 18: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 18 -

أنا على كامل اليقني أن هذا العمل و إن استهلك منا جهدا فكريا و وقتا، ال يظل أو برعم صغري، حماولة لتسليط بصيص من الضوء على إشكالية عميقة سوى نقطة يف حبركما أمتىن أن ينال هذا العمل الرضا عند أساتذيت األعزاء، و أن جيد . مترامية األطراف

.صداه و ما توفيقنا إال باهللا عليه توكلنا و عليه قصد السبيل

Page 19: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 19 -

اجلانب النظري

Page 20: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 20 -

صل األولالف الثقافة

.الثقافة املفهوم و التعريف :املبحث األول - .خصائص الثقافة :املبحث الثاين - .ثقافةالبناء :املبحث الثالث -

Page 21: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 21 -

.الثقافة املفهوم و التعريف: املبحث األول

. مفهوم الثقافة :أوال

. تعريف الثقافة :ثانيا

Page 22: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 22 -

أوال- مفهوم الثقافة: و االستخدام ،يؤكد وجود اللغة باعتبارها وسيلة للخطاب و التواصل بني األفراد

بوصفها نتاجا متميزا خيصه "الثقافة"أن اإلنسان قد خلق ،الرمزي يف التعبريات اللغويةعن بعض الدالالت اليت تشري إىل تدخل اإلنسان يف تعديل "الثقافة"و تكشف ،وحدهفة عناصر بشرية و إدخال أشياء اجتماعية إىل الوجود الطبيعي ذلك أن كل بإضا ،الطبيعة

."ثقافة"إضافة إنسانية على الوجود هي إن هذا النتاج قد فتح جماال واسعا الختالف اآلراء حوله بشأن حتديد مفهوم " اس فالن ،و تعريفها اللذين خيتلفان داخل البلد الواحد و من بلد إىل آخر "الثقافة"

يقطنون يف جمتمعات بشرية ختتلف مستويات تنظيمها و يشترك أفرادها يف ممارسة عدد و املعرب عن أسلوب تفكري و معيشة جمتمع دون اآلخر حتت ،من أمناط السلوك املكتسب

اة يف جوهرها من و بالرغم من متتع أفرادها بأبنية جسمية متش ،متميزة "ثقافة"لواء إال أننا نسجل تنوعا ملحوظا يف أمناط ،ي و ميكانيزماا النفسيةيولوجحيث بعدها الفيز

حلاجة تستدعي ضرورة إجياد "الثقافة"و على هذا األساس نشأ مصطلح ،)1("السلوك ،لفظ مناسب و مالئم لوصف اجلوانب املشتركة لبعض أنواع السلوك عند اإلنسان

و لتطوير قدرته على ،لسلوكالذي يتميز بقدرته على اكتساب املعارف الثقافية و او بالتايل التحكم يف البيئة احمليطة به و السيطرة ،مرونة االستجابة للظروف اليت يعيشها

و ألجل ذلك يتعني عليه أن يواجه احلياة من خالل اخلربة الشخصية و تقليد ،عليهالم الذي على أساليب السلوك املكتسبة بالتع "الثقافة"و من هنا يدل مفهوم ،اآلخرين

اد و يليب احتياجام البيولوجية و السيكولوجية ينشأ من التفاعل االجتماعي لألفر .و السوسيولوجية

________________ .15ص ، 1982 ،د للطباعةدار بور سعي ،منشأة املعارف اإلسكندرية ،علم اإلنسان ،قباري حممد إمساعيل )1(

Page 23: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 23 -

على حياة اإلنسان فردا كان أو مجاعة فترسم له الطرائق "الثقافة"و تنعكس " ،الواجب إتباعها حىت يتوافق سلوكه و يتناسب مع رغبات اآلخرين و توقعام ةو تكسبهم ضروبا جديدة من السلوك و تزودهم ببعض أساليب احلياة املالئم

يف جمملها ثقافة خاصة باعتبارها حصيلة للنشاط البشري اليت تعرب مكونة ،)1("للمجتمع عن طرق االتصال و التفاهم و التبادل املشترك و يف مقدمتها اللغة و مجيع اإلمياءات

كما تعرب عن ،احلركات اليت ترمز إىل أشياء حتدد الطابع اخلاص تمع ما و اإلشارات وت مكونة طرق حياة متميزة تدخل يف سياقها خمتلف مناذج العيش يف شىت ااال

.املمارسات ذات الطابع العامو بالنظر إىل املوقع و املناخ و الفواصل العرقية و اللغوية فإن كل جمتمع يربز طابعه "

العام يف ميدان الفن و التقاليد الشعبية و ألوان املوسيقى و الغناء و غريها من أمناط التعبري .)2("كسبه ذلك مظهره الثقايف املتميزو التواصل و ي

البد من ،و استخدامه يف العلوم االجتماعية "الثقافة"و إلدراك املعىن احلايل ملفهوم النظر يف كيفية ،مبعىن آخر ، Généalogieو إىل نسبه ،العودة إىل أصله االجتماعي

حث عن أصله و عن تطوره و بالتايل الب ،تشكل الكلمة مث املفهوم العاملي املرتبط او حنن هنا لسنا بصدد حتليل لغوي بل بصدد توضيح الروابط القائمة بني تاريخ ،الداليلاليت تقوم عليها مادة "املثاقفة"و بني تاريخ األفكار و كذا بني تاريخ كلمة " ثقافة"كلمة

. و لنا حديث مفصل عن هذه الكلمة و أثرها يف الفصلني املواليني *حبثناو مرياثها اللغوي ،إن تطور أية كلمة يستند إىل عدة عوامل ليست ذات طابع لغوي"

ال " ثقافة"من مسرية كلمة . خيلق نوعا من االرتباط باملاضي يف استخداماته املعاصرةكانت ،االجتماعية حنتفظ إال مبا يوضح تكون املفهوم بالشكل الذي تستخدمه به العلوم

.89ص ، 1990 ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية ،املدخل إىل األنثروبولوجيا ،حممد اجلوهري )1(

،وهران-جامعة السانية ،مدرسة الدكتوراه للترمجة ،رسالة ماجستري موسومة بالترمجة و فعل املثاقفة ،الطالبة سارة بوزرزور* .2009/2010السنة اجلامعية

.8ص ، 1990 ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية ،التفسري االجتماعي للثقافة ،حممد عبد املعبود مرسي )2(

Page 24: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 24 -

و مبعان شديدة االختالف الكلمة و ستبقى دائما مطبقة على عالقات شديدة التنوعو هذا ما جيعل مهمة حتديد ،)1("لدرجة أنه من املستحيل علينا اإلحاطة بتارخيها كامال

. و معقدة لتداخل العوامل اليت سامهت يف نشأامهمة صعبة "الثقافة"مفهوم أي جمتمع البد و أن تتضمن وجهة نظر كل فرد عن السلوك الفردي "ثقافة"كما أن

،و عالقاته االجتماعية و مواقفه املختلفة و اجتاهاته الفكرية و مستويات ذوقه و أخالقهو اليت تعين يف هذا السياق ،"لثقافةا"فليس هناك عمل اجتماعي يتم إنسانيا خارج دائرة

جمموع النشاط الفكري و الفين و ما يتصل ما من مهارات و وسائل جتسد سعي باعتباره شكال الذي يصل إىل األفراد ،اإلنسان يف اتمع و قوام وجوده االجتماعي

راءة ثقافيا عن طريق عملية التنشئة االجتماعية و الدين و التلقني و املدرسة و الق على طبيعة األسرة اليت "الثقافة"وعادة ما تعتمد ،و وسائل االتصال اجلماهريي املختلفة

حياول الفرد أن ،ينتمي إليها الفرد فمن خالل تفاعله مع أفراد أسرته و البيئة احمليطة به.اليت ميكن اعتبارها وسيلة للتوافق بني الفرد و بيئته "الثقافة"يتعلم مضمون هذه

ألن ،يف هذا السياق هي تنشئة اجليل و إعداده إعدادا سليما "الثقافة"فمهمة " مما يؤكد أيضا الصلة ،تضم نتاج اتمع املادي و الفكري يف جماالت عديدة "الثقافة"

و اتمع و استحالة فصلهما إال من أجل التحليل و الدراسة العلمية "الثقافة"الوثيقة بني حبيث تتضح جوانب االلتقاء و االختالف بني ،ئص و العالقاتو اخلصا ،للمكونات

.)2("وحداا

ري الذي تتفاوت درجاته من تتميز بالتغ "الثقافة"و على غرار ما سبق نالحظ أن املادي "الثقافة"و نعين هنا بالتغري كل ما يطرأ من تبدل يف جانيب ،آخرإىل جمتمع

أمناطهو "للثقافة" املنطلق يكون املفهوم االجتماعي و من هذا ،و الالمادي يف اتمع .12ص 2002 ،دار الكتاب العرب ،قاسم املقداد. ترمجة د ،مفهوم الثقافة يف العلوم االجتماعية ،دوين كوتش )1( ،الطبعة األوىل ،مان األردنع ،دار جمدالوي للنشر و التوزيع ،التغري االجتماعي بني النظرية و التطبيق ،حممد الدقس )2(

.61ص ، 1987

Page 25: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 25 -

و الذي يشترك فيه أفراد اتمع و ينتشر بينهم عن ،املتغري على الدواماملكتسب السلوك .طريق التعلم الالزم الكتسابه بوعي أو بال وعي

إذ ال ميكن أن تنفصل عن ،ليست شيئا فرديا "الثقافة"و من هنا نستطيع القول إن و ليس "متعلما" و إن حدث هذا مسي الفرد ،لذي حييا فيه الفرد حياته املاديةاتمع ا

أي جمتمع من اتمعات هي يف احلقيقة أسلوب احلياة الذي يتبعه "ثقافة"ألن ،"مثقفا"و يستطيع تعديلها أو اإلضافة إليها يف ،و ما الفرد سوى حامل أو ناقل هلا ،هذا اتمع

اليت يشارك "الثقافة"تطع أن يبتكر نسبة كبرية من مكونات حدود ضيقة ألنه ال يسو يرجع ،حملية حبتة و إن متتعت خباصييت الثبات و االستمرار "ثقافة"ألنه ال توجد ،فيها

بل هي نتاج ،مل خيلقها فرد واحد و ال حىت جيل واحد "الثقافة"سبب ذلك إىل أن . و تراكم معرفة أجيال متعاقبةللتعلم حتدد أمناط احلياة "فالثقافة"باإلضافة إىل كوا نتاج جتمع اخلربات اإلنسانية و

االجتماعية ألي جمتمع من اتمعات و تنظمها بشكل يوفر ألفراد اتمع حاجام الوسائل املؤدية إىل إشباعها و يف اليت ختتلف من حيث ،املعيشية و طرق احلصول عليها

قق كل هذا باالتصال بني اتمعات اليت حيدث خالهلا انتقال و يتح ،شكل التنظيم نفسهمما يؤدي إىل تباين أوجه النشاط الثقايف لدى اتمعات املختلفة ،و تبادهلا "الثقافة"

ألن ،مكونة عالقة طردية بني قوى اتمع و جناحه و تأثريه يف الثقافات اليت حولهراده و قوم يؤثر يف اتمع األقل جناحا و قوة اتمع الذي ينجح يف توفري احتياجات أف

اتمع األول أكثر من سرعة تغري "ثقافة"و السبب أن سرعة تغري ،أكثر من تأثره بهاتمع األول ضمن ما يسمى ب "ثقافة"اتمع الثاين و يف هذه احلالة تندرج "ثقافة"الثقافات "ر ضمن ما يسمى ب اتمع اآلخ "ثقافة"و تندرج " الثقافات املتحررة"

".املقدسة

Page 26: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 26 -

هذا يعين أن أساليب احلياة العامة هي معيار التفريق بني الثقافات اليت تعترب يف آخر املطاف عامال موحدا و عازال يف حياة اإلنسان فهي من جهة تقرب بني األفراد الذين

لتفاهم بينهم و من جهة جتمع بينهم وضعية اجتماعية واحدة و تسهم يف عملية إثراء اتعمل على رسم احلدود و الفواصل اليت تفرق و تعزل بني أبناء "الثقافة"أخرى فإن

أيضا مظاهر قوة اإلنسان اخلالقة "الثقافة"الثقافات املختلفة و إىل جانب ذلك تضم :فهي Melville HERSKOVITS "هريسكوفيتشملفيل " "الثقافة"و كما يرى عامل

.)1("تقاليدهاليت تعترب جزءا من الفنان من إبداع اجلديد ضمن نطاق األمناط متكن" و هذا اإلنتاج يطبع عمل الفنان يف إطار خلق املؤثرات اليت ميكن اعتبارها إضافة جديدة

و البيئة على السواء و بالتايل متكن املخترع من إدخال تغيريات تكنولوجية "الثقافة"إىل على املؤسسات اليت تتحكم يف "الثقافة"و ال تقتصر دراسة ،سابقةتستند إىل معارف

ردود فعل اإلنسان جتاه بقية أفراد اتمع الذي يعيش فيه و إمنا تتناول أيضا أوجه السلوك اإلنساين اخلارجة عن نطاق املؤسسات مثل اللغة و العالقة بني اللغة و السلوك

نظام القيم الذي منح داللته لطرق السلوك املقبولة و "الثقافة"و العالقة بني الشخصية و . عند أي شعب من الشعوب

و انطوت عملية تطوره يف جوهرها على االنتقال ،يعد اإلنسان باألساس كائنا ثقافيا و عرب مسرية ذلك التطور ،من التكيف الوراثي مع البيئة الطبيعية إىل التكيف الثقايف

"الثقافة"و حلت ،تراجعت الغرائز تراجعا كبريا ،سان العاقلالذي أدى إىل نشوء اإلنو قد تبني أن هذا . الذي متكن اإلنسان من السيطرة عليه ،تدرجييا حملها و هو التكيف

التكيف أكثر فاعلية من التكيف الوراثي ألنه أكثر مرونة و أسهل و أسرع قابلية بل تتيح له إمكانية ،ع بيئته فحسبال تتيح لإلنسان التكيف م "الثقافة"و ،لالنتقال

.ممكناجتعل تغيري الطبيعة أمرا "الثقافة"تكييف هذه البيئة حلاجاته و مشروعاته مبعىن آخر ،الدار التونسية للنشر ،اجلزائر ،املؤسسة الوطنية للكتاب ،مفاهيم علم االجتماع الثقايف و مصطلحاته ،حممد السويدي )1(

.43ص ، 1991 ،عة األوىلالطب ،تونس

Page 27: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 27 -

مبعناه الواسع على أنه الذي حييل إىل أساليب احلياة "الثقافة"إذا أدركنا مفهوم فإنه اليوم مفهوم مقبول بشكل واسع حىت لو انطوى هذا الفهم على شيء من ،و الفكريف "للثقافة"فمنذ أن برزت الفكرة احلديثة ،لكن األمر مل يكن دائما كذلك ،الغموض

القرن الثامن عشر أثارت مناقشات حادة و مهما كان املعىن الدقيق الذي أمكن خلعه ألن ،على هذه الكلمة فقد بقيت هناك اختالفات حول تطبيقها على هذا الواقع أو ذاك

أي يف ،يدخلنا مباشرة يف النظام الرمزي و يف ما يتعلق باملعىن "الثقافة"استخدام مفهوم .االتفاق عليه أصعب ما ميكننا

يقتضي دراسة تطورها التارخيي املرتبط مباشرة "للثقافة"إن النظر يف املفهوم العلمي و يكشف هذا األصل االجتماعي عن أنه خلف االختالفات "للثقافة"بالفكرة احلديثة

ختتبئ اختالفات ،الداللية حول التعريف الصحيح الذي ينبغي وضعه هلذه الكلمةو صراع التعريفات هو يف واقع األمر تعبري عن صراعات اجتماعية ،و قوميهاجتماعية

. حول املعىن الذي جيب خلعه على الكلمات النامجة عن رهانات اجتماعية جوهرية الذي يقتضي االنتقال من التعريف املعياري "للثقافة"أما عن اختراع املفهوم العلمي

و هذا ،ال ينطبق إال على ما هو إنساين "الثقافة"فإن مفهوم ،إىل التعريف الوصفي .املفهوم يتيح إمكانية فهم وحدة اإلنسان يف تنوع أمناط حياته و معتقداته

ثانيا- تعريف الثقافة:

و من بني "املثاقفة"من الثقف يف لغة العرب قدميا و من الثقف أيضا تأيت "الثقافة" ":معانيها

إذا وجدته " تعب"أثقفه من باب - ال ثقفت الشيءيق :وجود الشيء و مصادفته - أمبعىن اقتلوا مشركي مكة )1("و اقتلوهم حيث ثقفتموهم": "تعاىل اهللا"قال ،و صادفته

و ضربت عليهم الذلة أينما": أيضا" تعاىل"قال ،أينما وجدمتوهم و صادفتموهم

.م2007-ه 1428 ،اجلزائر ،الطباعة الشعبية للجيش ،املصحف الشريف ، 191اآلية ،سورة البقرة )1(

Page 28: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 28 -

": حسان بن ثابت"و قال ،أي و ضربت عليهم اجلزية أينما وجدوا ،)1("ثقفوا و معناها إذا وجد بنو لؤي جذمية )2("تثقفن بنو لؤي جذمية إن قتلهم شفاءفإما "

.و صادفوها فليقتلوها فإن يف قتلها شفاء للنفوس و راحة للقلوبأثقفته , ثقفت فالنا يف موضع كذا"يقال : ه على وجه الغلبةذالظفر بالشيء و أخ -ب

،)3("إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء: ""اهللا تعاىل"قال ،إذا ظفرت به و أخذته غلبة . )4(و معناها إن يغلبوكم يكونوا لكم أعداء من حيث القتل

أي سريع " لقف ،فالن ثقف": و من ذلك قوهلم: سرعة وجود الشيء يف األذهان -جو هو سرعة ،يقال ثقف الشيء": "بن منظور"قال ،الوجود ملا حياول من القول

).5("التعلم ثقف الشيء ثقفا و ثقافا ": "بن منظور"قال : احلذق و املهارة يف إتقان الشيء -د

).6("و ثقف الرجل ثقافة أي صار حاذقا فطنا ،حذقه ،و ثقوفةأي ذو فطنة و ذكاء " ثقف ،و هو غالم لقف": "بن منظور"قال : الفهم و الذكاء -ه

و ثاقفه مثاقفة و ثقافا أي ": "الزبيدي"قال ،)7(و املراد به أنه ثابت املعرفة مبا حيتاج إليه).8("غالبه فغلبه يف احلدق و الفطنة و إدراك الشيء و فعله

ما عدا املعىن الرابع فقد ،ن هذه املعاين قد أصبحت طي النسيان و توقف استعماهلاإ و هي "احلكمة"عند العرب أيضا عن "الثقافة"و تعرب . بقي استعماله حىت يومنا هذاو هي األداة اليت كان املريب يسوي ا الرمح فيقال إن ،لفظ مشتق من كلمة الثقاف

ذبه ، و اإلنسان أدبه و هو ثقف الشيء أي أقام املعوج منه و سواه ،الرمح أصبح مثقفا تكاد تكون متشاة مبا يوحي لنا أا نسخ ،إن هذه النصوص املذكورة سلفا .و علمه

.السابق املرجع، 112اآلية ،سورة آل عمران )1( .1931 ،كلكتا" اجلزء األول"،طبعة أجنب ،قافية األلف ،ديوان حسان بن ثابت )2( .مرجع سابق ، 2اآلية ،سورة املمتحنة )3( .9 ص ، 1978 ،اجلزائر ،شركة الشهاب ،الثقافة و مآسي رجاهلا ،مد بن عبد الكرمي اجلزائريحم )4( .ع.م.ج-القاهرة ،كورنيش النبل ، 1119 -دار املعارف ،ديوان العرب البن منظور )7(و ) 6(و )5( .1965 ،لكويتمطبعة حكومة ا ،"1اجلزء"تاج العروس من جواهر القاموس ،حممد مرتضى احلسيين الزبيدي )8(

Page 29: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 29 -

يشري عموما إىل التعلم "الثقافة"إن لفظ ،قد مت نقلها بعضها عن بعض ،مكررة و التهذيب و اإلدراك و الفطنة و الوعي و املهارة و التفوق و احلذق و أحيانا اإلحاطة

أما يف اللغات األخرى غري العربية فإن األصل االصطالحي " ،بكثرة من املعارف و العلومو هنا يصبح "يغرس أو يعلم"و معناه . Coler مشتق من الفعل الالتيين "ثقافة"لكلمة

. )1("هذا االسم أو املدلول العلمي خمتلفا كثريا عن املعىن اللغوي ذيب العقل و الذوق و السلوك بالتربية ": بأا "الثقافة"و يعرف الغربيون

يترجم باللغة Culture إذا كان مصطلحو هناك نوع من اجلدل حول ما ،)2("و التعليميف حيام اليومية "الثقافة"فقد يستخدم الناس مفهوم ،"حضارة"أو " ثقافة"العربية إىل

،لإلشارة إىل القراءة أو ممارسة بعض الفنون أو الذهاب إىل املسارح و املتاحف و غريهاعلى اعتبار أن "ثقافة" و هذا املفهوم الشائع يقسم اتمع إىل فئة مثقفة و فئة أقل

ي يتميز بآداب سلوكية راقية و هو هو ذلك الشخص الذ" املتحضر"أو " املثقف"لكن ال داللة هلذا ،املتمكن يف بعض جماالت املعرفة مثل الفن و املوسيقى و اآلداب

التمييز من وجهة النظر السوسيولوجية ألن كل أساليب السلوك مشتقة من جماالت . بأنواعها املختلفة النشاط البشري

و على هذا األساس يرى علماء االجتماع أن كل أعضاء اتمع الذين يتحدثون إذ يتطلب ذلك من وجهة نظرهم دائما جمرد مشاركة ،"الثقافة"بلغته قد اكتسبوا

و من هنا تعرف .األفراد يف حياة اتمع و ليس بالضرورة املشاركة يف حياة الفئة املثقفةالبيئة اليت خيلقها اإلنسان لنفسه و اليت تتضمن : "بأا ،يف اال االجتماعي "ثقافةال"

و معتقدات الصورة املتكاملة و املعقدة لبيئة اإلنسان يف جمتمع معني يتألف من علوم اليت يصنعها و هي أيضا تلك األشياء املادية ،و فنون و قيم و قوانني و عادات و غريها

و املعارف اليت ،ماذج املختلفة اليت يصب فيها األفراد سلوكهم و تصرفامو الناإلنسان

.16 ص مرجع سابق، ،حممد عبد املعبود مرسي )1( .39ص ،مرجع سابق ،حممد السويدي )2(

Page 30: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 30 -

هي كل "الثقافة"و هذا يعين أن .)1("أو يكتشفها البشر و األديان اليت يعتنقوايدركها فهي متثل كل ما يرثه الفرد ،نشاط اإلنساين اليت كانت مثرة لالجتماع اإلنساينأوجه ال

و تكسبه كل أساليب ،عن حميطه االجتماعي بواسطة التعليم و التربية االجتماعيني املعتقدات لبشري اليت تتضمن خمتلف العلوم و السلوك املشتقة من جماالت النشاط ا

يتفق و .لعادات و كل األشياء املادية اليت يصنعها بنفسهو الفنون و القيم و القوانني و ايصعب تقدمي تعريف دقيق و متفق : "علماء االجتماع و علماء األنثروبولوجيا على أنه

Kroeber et "كروبر و كلوكهون"قام كل من ،و يف هذا الشأن "الثقافة"عليه ملفهوم

Kluckhohn ورد عن عدد "للثقافة"ريفا بوضع مؤلف هام احتوى على مائة و ستني تعيز بوضوح بني املفهوم من ناحية و لكن هذه التعاريف مل مت ،كبري من الباحثني و العلماء

و إن كانت السمة املشتركة ملعظم التعاريف ،املفاهيم املرتبطة به من ناحية أخرىو اعات هي أا تكتسب عن طريق التعليم و أن التعليم يرتبط جبم "للثقافة"املعطاة

كثريا يف علم "الثقافة" و هكذا فقد استخدم مصطلح .)2("معينةماعية أو مبجتمعات اجتكما ،"األنتوجرافيا" و علم دراسة الثقافات" األنثروبولوجيا"االجتماع و علم اإلناسة

أعطيت له تعريفات كثرية و متنوعة ميكن تصنيفها إىل عدد من الفئات هي الوصفية *. عيارية و النفسية و البنائية و الوراثيةو التارخيية و امل

.29ص ، 1970 ،الطبعة األوىل ،مكتبة القاهرة احلديثة ،فن التدريب احلديث يف جمال التنمية ،حممد مجال برعي )1( .44ص ،مرجع سابق ،حممد السويدي )2(لى كل مظاهر العادات االجتماعية و ردود أفعال األفراد و نتاج األنشطة يرى أن الثقافة تنطوي ع: التعريف الوصفي*

Franz BOAS ."سفرانس بوا"ميثل هذا التعريف ،اإلنسانيةميثل هذا ،يعرف الثقافة بأا الوراثة الكلية للجنس البشري و هي الصفوة املختارة من الوراثة االجتماعية: التعريف التارخيي*

. Ralph LINTON "نتونرالف لي"التعريف و يؤكد أن الثقافة هي أسلوب مميز للحياة ألا حمور أفكار اإلنسانية و ما يتبعها من نتائج و ميثل هذا : التعريف املعياري*

.LINEBERGK ttoO "أوتو كلينربغ"التعريف االستجابات اليت تبث جناحها يرى أن الثقافة تركز على حل املشكالت التقليدية اليت تتكون من: التعريف النفسي*

.C.S FORD "فورد" و من العمليات الفردية مثل التكيف و التعلم و العادة و ميثل هذا التعريفو ميثل هذا " نسق تارخيي استنتاجي لطرق املعيشة الظاهرة منها و الباطنة": الثقافة حسب هذا التعريف هي: التعريف البنائي*

.ELLYK .A .W ،"كيلي"التعريف هي ذلك النتاج التراكمي القابل ": و الذي يرى فيه أن الثقافة ،ARRC .G .L "كار"ميثل هذا التعريف : التعريف الوراثي*

". للتحول من السلوك املاضي يف مجاعة أو جتمع ما

Page 31: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 31 -

.خصائص الثقافة: املبحث الثاين

.خصائص الثقافة :أوال

Page 32: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 32 -

فهي ذات طبيعة مرنة و قابلة ،بأا مكتسبة و ليست حممولة بيولوجيا "الثقافة"تتميز و على هذا األساس ،للتغري و التراكم و من مث فهي متثل املرياث االجتماعي لإلنسان

تتباين الثقافات و ختتلف من جمتمع إىل آخر و تتعدد وحداا بني اتمع الواحد و بني ألن قدرة اإلنسان ،كل عصر بطابعه الثقايف اخلاصفيطبع ،اتمعات على اختالفها

إىل اإلضافة إليها مجلة من "الثقافة"املتميزة و مرونة عقله جتعله يتعدى حدود اكتساب األمر الذي يصعب معه إحصاء كل الصفات اليت يشترك ،األشكال السلوكية املختلفة

و اتمع خيرجان "الثقافة"ن فيها البشر على اختالف لغام و تراثهم ألنه بالرغم من أألن كل فرد يف اتمع له شخصيته املستقلة و بالتايل ،نتاجا متشاا إال أنه ليس متطابقا

و ارتباطها بالنوع البشري "الثقافة"و مع ذلك فإن تفرد اإلنسان و ،سلوكه املستقلاعتبارها جعل من املمكن الوصول إىل املالمح العامة للثقافات اليت ميكن ،ككل

جتعلها مصدرا ملهما لعدد كبري من التغريات على مستوى األنساق "خصائص للثقافة" : إذ ميكن تناوهلا على العد التايل ،و العالقات االجتماعية

: الثقافة إنسانية و اجتماعية النشأة و التكوين -1 ،"الثقافة"ذي ميلك ألن اإلنسان هو الوحيد من بني كل الكائنات ال "إنسانية الثقافة"

و هذا ما ،لتميزه مبلكة العقل و بقدراته الفكرية املتفوقة و امتالكه للجهاز العصيب أكسبه قدرة على التكيف يف كل البيئات و ابتكار األفكار و ابتداع األساليب املختلفة

كل مما أدى أيضا إىل وجود أنساق لالتصال و التفاهم املشترك يف ،و نقلها عرب األجيالكما يعد نفوذ العوامل الثقافية و العمليات العقلية من مقدرات ،عصر من العصور

و هو سبب هام من أسباب التقدم ،التفوق البشري و التفرد اإلنساين منذ القدمو لقد كان ارتباط اإلنسان ببين جنسه مدخال مهما لتشكيل االجتماع " .االجتماعي

ك ابتكار الوسائل و األساليب اليت تدعم الوجودو كان من املهم تبعا لذل ،البشري

Page 33: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 33 -

فظهور اللغة و سائر جوانب التراث ،االجتماعي و تعمل على استقراره و استمراره يف هذا "الثقافة"الثقايف يف مجاعات بشرية منظمة إىل حد ما إمنا يؤكد الدور الذي تلعبه

بة وسيط للتعامل و التكيف يف كوا تعمل مبثا "الثقافة"و يكمن دور ،)1("الصددال تقوم إال "الثقافة"و من هنا نفهم أن ،و التفاهم املتبادل و املشترك بني أفراد اتمع

فهي تتأصل خالل التفاعل اإلنساين و تنمو باعتبارها تكتسب ،عن طريق اجلموعو ال لذلك فهي ليست غريزية ،بالتعلم عن طريق األشخاص نتيجة خلربام بعد الوالدة

.وراثية :الثقافة مكتسبة -2

فإننا جنده يشري إىل اخلصائص السلوكية اليت يكتسبها "الثقافة"بالعودة إىل مفهوم إذ أنه حيصل على املعلومات اجلديدة تدرجييا من وسطه ،اإلنسان عن طريق التعلم

رب األجيال حبيث توجه هذه املعلومات سلوكه طوال حياته و تنتقل ع ،االجتماعيبواسطة التنشئة االجتماعية و عملية االتصال اليت تضمن التفاهم بني األفراد لتكوين

و إجياد شبكة من العادات و األعراف للحفاظ ،اجلماعة االجتماعية و الوحدة الثقافيةألن قدرة اإلنسان على اختزان اخلربات و التجارب " .على وحدة و تكامل هذه اجلماعة

االجتماعية كبرية جتعل البنيان الثقايف نتاجا ائيا للتلقني و التدريب و التعلم الشخصية و و استمرار تقدمها يعتمد على اكتساب القيم و املعايري "الثقافة"إال أن منو ،ككل

. )2("و التعديل فيها و صقلها كولوجية تزود اإلنسان بأساليب التوافق مع بيئته الطبيعية و السي "فالثقافة"

،و تسمح له بإشباع غرائزه الفطرية بأسلوب حمدد يسمح به اتمع ،و االجتماعيةأكثر مرونة من حيث "الثقافة"كما تعد ،"األسلوب الثقايف"و هو ما يطلق عليه

.إمكانية اكتساا و تغريها و تطورها

.32ص ،مرجع سابق ،حممد عبد املعبود مرسي )1( . 33ص ،املرجع نفسه )2(

Page 34: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 34 -

:الثقافة مستمرة -3 ألن عناصرها و مالحمها هلا القدرة على االنتقال عرب "تستمر ثقافة اتمع يف البقاء"

و حتتفظ مساا املتمثلة يف العادات و التقاليد و العقائد و اخلرافات ،األجيال لقرون عدةو تظل بعض العناصر ،األحداث فيهاتعاقب من رغمبال ،و األساطري بكياا و وجودها

الثقافية منها مستمرة يف البقاء حمافظة على صورا األصلية مهما مس اتمع شيء من مما يؤدي إىل التراكم الثقايف الذي يساعد األفراد على التكيف ،التغري املفاجئ و التدرجييمن "الثقافة"ض مالمح و يستطيع هذا التكيف أن ينقل بع .مع البيئة اليت يعيشون فيها

"رالف لينتون"و كما يرى ،جمتمع إىل آخر بفعل وسائل االتصال الثقايف املختلفةRalph LINTON ا "الثقافة"فإن خاصية االستمرار نابعة بالضرورة من تصورعلى أ:

ذلك أن ،ذلك التراث االجتماعي الذي يرثه أعضاء اتمع عن األجيال السابقة" .)1("الثقافية قادرة على االنتقال عرب الزمن حمتفظة خبصائصها األساسية األصليةالسمات

و تؤكد صفة االستمرار بقاء الوحدات الثقافية بالرغم من زوال السبب الذي وجدت من أجله ألول مرة و األشخاص الذين أسهموا يف وجودها و الوظائف اليت

أو النكت أو حىت الفنون التشكيلية القدمية ال فاحلكم و األمثال الشعبية ،كانت تؤديها ،تفقد قيمتها مبرور الزمن بالرغم من تباين القيم و اختالف األذواق من عصر إىل آخر

بل إا تكتسب أحيانا قيمة أكرب كلما طال أمدها و لذلك يسعى اإلنسان جاهدا صال املد احلضري للحفاظ على تراثه الثقايف بشىت الوسائل و يعود سبب ذلك إىل ات

.و استمرار التجارب البشرية و ارتباطها الوثيق حبياة اإلنسان :الثقافة مستقلة و متنوعة -4فهي ،و تتباين بقدر تباينها يف النوع أو األصل "تتنوع الثقافات يف الزمان و املكان"

احد من جيل إىلختتلف من بيئة أو جمتمع إىل بيئة أو جمتمع آخر و ختتلف يف اتمع الو .76ص ،مرجع سابق ،حممد السويدي) 1(

Page 35: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 35 -

و ختتلف تلبية هذه املطالب من ،فمطالب اإلنسان تتنوع للمحافظة على بقائه ،آخر ،أو منطقة جغرافية أخرى "ثقافة"أو منطقة جغرافية إىل "ثقافة"حيث أساليبها من

كل بقاع العامل و الثقافات متعددة من و هذا ما يفسر القول بأن اإلنسان واحد يففمبدأ التنوع يف الثقافات البشرية حسب العامل االجتماعي األنثروبولوجي ،حوله

ن اإلنسان أل ،هو مبدأ مرن" Claude Lévi-Strauss" كلود ليفي شتراوس"الفرنسي فيه قد أنتج ثقافات خمتلفة بسبب البعد اجلغرايف و خصائص الوسط الطبيعي الذي عاش

و هذا ال ميكن أن يكون صحيحا إال ،)1("و كذا بسبب جهله لباقي جمتمعات بين جنسه عزل عن مجيع الثقافات أو كل جمتمع قد نشأ و تطور مب "ثقافة"إذا كانت كل

ألن اتمعات البشرية ال تعيش مبعزل ،اتمعات األخرى و هذا من النادر أن حيدث أوموعة من اتمعات فيما بينها وحدة و تكون على صلة دائمة عن العامل إال إذا شكلت جم

ببعضها مثل ثقافات أمريكا الشمالية و اجلنوبية اليت عاشت جمتمعاا و تعايشت منعزلة . عن ثقافات العامل فترة زمنية طويلة

:الثقافة تعتمد على الرموز -5ألن اللغة ،تعلمه من خالل اللغةمبعىن أا سلوك ميكن "الثقافة تعتمد على الرموز"

،تتضمن رموزا مثل اإلمياءات و اإلشارات و الكلمات يتفق عليها معظم أعضاء اتمعبني بين البشر باعتبارها عامال مهما يف منو التراث "الثقافة"فاللغة هي أهم وسيلة النتقال

و تتنوع ،راد اتمعالثقايف و زيادته و هي أداة اخلطاب و االتصال و التفاهم بني أفحبيث يتعذر على الغرباء االنسجام أو التفاعل ،الرموز الثقافية تبعا خلصوصية كل جمتمع

ميزة : "لذلك يعرف البعض اللغة بأا .مع أعضائه و التعامل معهم ما مل يتعلموا لغته اإلنسان الكربى ألنه الوحيد من بني الكائنات األخرى القادر على ضم األصوات أو الكلمات ذوات املعىن الرمزي بعضها لبعض مكونا منها مجال مفيدة و متكنه تبعا

.95ص ،املرجع السابق )1(

Page 36: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 36 -

من أداء وظائفه داخل اتمع و تطبيق خرباته املختلفة حلل املشكالت اليت تواجهه لذلك . )1("و حتدد تصوره للعامل يف زاوية خاصة حمددة

ذا كانت اللغة قد لعبت دورا عظيما يف العالقات االجتماعية فقد أسدت إىل و إ هي جمموع التراث اإلنساين "الثقافة"ذلك أن ،اتمع البشري ككل خدمة أعظم

و هي حتمل كما هائال من اخلربات و املاديات و األفكار اليت ،املنقول على مر الزمنلكن وجود اللغة ،ل عناصرها يف جمتمعهيصعب على أي إنسان حصرها و اإلملام بك

جعل إمكانية التخصص يف أي فرع أمرا واردا و ميسورا ميكن اإلنسان من اإلملام جبزء .من التراث اإلنساين املتراكم الذي نشأ فيه و إتقانه و اعتباره فرعا من فروع املعرفة

: الثقافة نسق -6ع حبيث يتحقق بينها التكامل بدرجات يف كل جمتم "تكون الثقافة أنساقا ثقافية"

و يعترب أي فرع من فروع العلم نسقا ثقافيا يتكون من ،متفاوتة من القوة و الضعفو من مث ،جمموعة املكونات الثقافية املتفاعلة مثل القضايا و املفاهيم املنطقية املتكاملة

و يتسم كل نسق من هذه ميكن اعتبار اللغة نسقا ثقافيا ألا تتضمن أنواعا من القواعد :و بناء على ذلك يعرف النسق الثقايف على أنه. األنساق الثقافية بالتعقيد الشديد

معينة تتألف من أجزاء مترابطة و كثريا ما يستخدم هذا "لثقافة"أمنوذج نظري " الذي يعىن بتحليل تساند أجزاء النسق *" أصحاب االجتاه الوظيفي"املصطلح عند

حديث نسبيا فمعظم "الثقافة"يالحظ أن استخدام هذا املصطلح عند دراسة و ،الثقايفعلى أا كتل غري "الثقافة"املدارس التارخيية يف األنثروبولوجيا كانت متيل إىل إدراك

. )2("مترابطة من العناصر الثقافية اليت نشأت و تطورت بصورة مستقلة اجلوانب اإلدراكية و اجلوانب : ب رئيسيةثالثة جوانمن "أنساق الثقافة"و تتكون

.106ص ، 1993 ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية ،اإلجتاهات احلديثة يف علم اإلجتماع ،إمساعيل علي سعد )1(على تركز ،من االجتاهات النظرية األساسية يف علم اإلناسة و علم االجتماع: Fonctionnalisme املدرسة الوظيفية*

.دراسة الثقافات اإلنسانية كل على حدة وفق واقعها املكاين و الزماين .250ص ،مرجع سابق ،حممد السويدي )2(

Page 37: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 37 -

. )1(*املعيارية و اجلوانب املادية : الثقافة متغرية -7

و يتفق علماء االجتماع ،اتمع اإلنساين دائم التغري ألنه جهاز متحرك ذي وظائف بولوجيا الثقافية على أن ظاهرة التغري تشمل مجيع اتمعات الصغرية منها و األنثروإلنسان ليجد إذ نادرا ما يكرب ا ،املنعزلة منها و املنفتحة ،البسيطة و املعقدة ،و الكبريةكما - أي جمتمع "ثقافة"ألن ،اليت كانت سائدة عند والدته نفسها "الثقافة" نفسه حييا

غري فبالرغم من استخدامه لتكنولوجيا شديدة البساطة و متسكه هي دائمة الت -أسلفناألن أعضائه يتطلعون دائما إىل ،بطريقته يف احلياة إال أنه يتعرض للتغري جيال بعد جيل حية تظل ساكنة "ثقافة"فما من ،املبادئ و األفكار و األساليب اجلديدة لكي يطبقوها

،هو سبب بقائها و منوها و تكيفها مع واقعهاأو جامدة بل إا يف تغري مستمر و هذا حاجاا و بواسطته تتخلص من القدمي و تبتدع اجلديد "الثقافة"فمن خالل التغري تسد

التراكم الذي نتيجة"أما عن العوامل املؤدية إىل التغري الثقايف فهي تأيت ،الذي يالئمهالى مر الزمن بفضل ما تضيفه األجيال يعين التتابع و التعاقب يف تكوين العناصر الثقافية ع

اجلديدة إليها من خربات و أدوات و قيم و أمناط سلوك أو بفضل ما تستبعده و حتذفه .)2("من أساليب و أفكار و أدوات لعدم توافقها مع الظروف اجلديدة

و يف ضوء ما سبق ميكن اعتبار التغري الثقايف تغريا اجتماعيا يعكس انطباعات ،كما أن التغريات االجتماعية يف معظمها ترد بكل بساطة إىل تغريات ثقافية ،يةاجتماع

أكثر مشوال إذ يعرب عن التغريات يف "الثقايف -االجتماعي -التغري"و عليه فإن مفهوم ،دار الشروق ،ميدراسة يف علم االجتماع اإلسال-املنهج اإلسالمي يف دراسة اتمع ،نبيل حممد توفيق السمالوطي )1(

.190ص ، 1980 ،الطبعة األوىل ،اململكة العربية السعودية ،جدة . يعرفنا طريقة استخدام آلة معينة يف اإلنتاج ،نسق املعرفة املتدرج من املعتقدات إىل التكنولوجيا :اجلوانب اإلدراكية* . تغيري البيئةتشمل كل األشياء املادية اليت تستخدم يف تشكيل و :اجلوانب املادية* تتضمن املعايري أو القواعد اليت تنظم السلوك و القيم و األفكار النهائية اردة حول الصواب و اخلطأ :اجلوانب املعيارية*

. و اجلزاءات اليت تطبق بطريقة رمسية و غري رمسية لغرض االمتثال للمعايري و لضبط السلوك املنحرف .107ص ،مرجع سابق ،إمساعيل علي سعد )2(

Page 38: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 38 -

و يشمل قوة ،التكنولوجية و االجتماعية و الفكرية "الثقافة"األمناط الثقافية و يف عناصر األفراد يف عمليات التغري و العالقات االجتماعية بينهم و يف مجاعام الثقافية و يف داخل

يعة هذه االهتمام بطب ،)التغري االجتماعي الثقايف(و يتضمن هذا املفهوم "اتمع الكلي"التغريات و مداها و العوامل املؤدية هلا و التأثريات اليت تنتج عنها بالنسبة لألفراد بصفتهم

."ثقافة" أو" جمتمعا"أو بالنسبة هلم بصفتهم يشكلون " أفرادا" :الثقافة كل متكامل -8

تتكامل أجزاءه و تترابط حبيث ال ميكن فهم أي "تشكل ثقافة اتمع كال معقدا" تقوم على أساس آراء و أفكار مترابطة "ثقافة"ألا ،منها مبعزل عن األجزاء األخرى

ذات أثر عظيم و عليه فمفهوم التكامل الثقايف إمنا ميثل حصيلة االستقصاءات امليدانية املتراكمة اليت خلفتها البحوث األثنوجرافية للجماعات القبلية الكثرية يف العامل حبيث

ه اجلماعات عن قوة التالحم و الترابط بني العناصر املادية و املعنوية كشفت ثقافات هذ الواحدة و املتجسدة يف التأثري املتبادل بني ااالت االقتصادية و القرابية "الثقافة"يف

و قد ظهر مفهوم التكامل الثقايف بصفته " ،و الدينية و السياسية و التربوية و الترفيهية يدانية يف جمتمعات صغرية متجانسة تتميز بوضوح تكامل البناء الثقايف نتيجة للدراسات امل من أوائل الذين اهتموا بدراسة التكامل الثقايف "مسنر مني"و يعترب ،و االجتماعي فيها

التعادل الذي يوحد التوازن االجتماعي و الثقايف الذي يؤدي التغيري فيه : "و تعين عنده" مالينوفسكي"بينما تعين عند ". دةإىل إحداث عملية تكامل جدي

Bronisław Malinowski Kasper : إال أن التكامل ال يكتمل على ،"الثقافة"املبدأ الذي تندرج حتته كل أجزاء "

هو : "و هذا ما أدركه علماء االجتماع الذين يرون بأن التكامل الثقايف". اإلطالق االحتفاظ بطابعه عندما حتدث له تغريات ظاهرة اجتماعية تساعد النظام الثقايف على

: بأن Kluckhohn" كهونكلو"و يرى ،"أو تطرأ عليه جتديدات

Page 39: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 39 -

حياة كل مجاعة بشرية متثل كيانا أو بناء و ليست جتميعا اعتباطيا لكل ما ميكن " . )1("جتميعه من األمناط املختلفة املتعلقة بالعقيدة أو بالعمل

الثقايف يعين وجود قدر معني من اإلنسجام الداخلي و اإلرتباط و عليه فإن التكامل حبيث يضمن ،و بالتايل بني عناصر اتمع ،املختلفة "الثقافة"الوظيفي بني عناصر

يف تعمد إىل إدماج املتغريات املختلفة يف كياا للمحافظة على ،عدم احنالهلا "للثقافة"أنساقا متكاملة و متجانسة "الثقافة"و تشكل ،رارمنطها العام ليقدر هلا البقاء و اإلستم

.تؤلف فيما بينها كال متكامال متناسقا معقدا 9- الثقافة معقدة و مركبة:

نظرا الحتوائها على عدد كبري من السمات و املالمح "تعترب الثقافة كال معقدا" ماعي خالل عصور و العناصر الثقافية و يرجع ذلك التعقيد إىل تراكم التراث االجت

،طويلة من الزمن و إىل استعارة كثري من السمات الثقافية من خارج اتمع نفسهأمناط سلوكية مستترة أو ظاهرة مكتسبة و منقولة عن طريق : "تتألف من "فالثقافة"

و كذا من االجنازات املتميزة للجماعات اإلنسانية سواء املتعلقة باألشياء ،الرموزألفكار التقليدية و كافة القيم املتصلة ا اليت تشكل كما متراكما من املصنوعة أو ا

و على هذا األساس فإن . )2("العناصر الثقافية املعقدة اليت حتول دون أن يلم اإلنسان ايشري إىل النتاج املتراكم لإلبداع اإلنساين الذي حتقق بفضل االستعارة "الثقافة"مفهوم

عن طريق انتقال "الثقافة"ا أساسيا يف حتقيق تراكم و تعقد الثقافية اليت لعبت دور.العناصر الثقافية بني اتمعات عرب الزمن

10- الثقافة انتقائية:و غالبا ما يكون ذلك "إن انتقال الثقافة من جيل إىل آخر يتم على حنو انتقائي"

.228-227ص ،مرجع سابق ،حممد السويدي )1( .78املرجع نفسه، ص )2(

Page 40: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 40 -

اليت يتلقاها و يستبعد "الثقافة"حيث ينتقي اجليل اجلديد بعض عناصر ،بطريقة واعية و هذا االختيار حمكوم بالقبول الواعي ،البعض اآلخر طبقا ملا متليه عليه ظروفه و حاجاته

،ظروف املتغريةاليت تزيد من قدرة الفرد على التكيف و التوافق مع ال "الثقافة"لعناصر و يف هذا السياق .مبا يتالءم و واقع حياة اجليل اجلديد "الثقافة"مما يفسر إمكانية تغري

أنه حينما تلتقي : "Roger BASTIDE" روجي باستيد"يقول عامل االجتماع الفرنسي و يعود ذلك حسب Sélection " اإلنتقاء"بثقافة أخرى حتدث بينهما ظاهرة "ثقافة"

أن العناصر الثقافية ليست يف مستوى واحد فمنها ما هو مقبول و منها ما هو رأيه إىل .)1("مرفوض

11- الثقافة مشتركة:اإلنسانية باعتبارها ظاهرة متيز اإلنسان عن غريه أا مهما "للثقافة"املتتبع يالحظ

مبا تنوعت و تعددت فإن فيها عناصر مشتركة و قواعد عامة توجد يف كل الثقافات و هذا ال يعين أن العناصر املشتركة هلا حمتويات موحدة أو متماثلة بل ،يفسر عموميتها

. توجد مناذج من هذه العناصر يف كل الثقافات طريقة حياة جمموعة من الناس و كل : "بأا "الثقافة"يعرف األنثروبولوجيون

لكن علماء ،)2("متسقمتكامل منظم و متماسك مبا جيعل أجزاءها تتالءم يف شكل إال أم "للثقافة"االجتماع و إن كانوا يوافقون مبدئيا عل املفهوم األنثروبولوجي

و هذا التأكيد على فكرة عمومية ،يعتربوا ظاهرة مشتركة و عامة بني مجاعة من الناس .معينة "ثقافة"يؤدي إىل تعريف اجلماعة اإلنسانية من خالل مشاركتها يف "الثقافة"

عند علماء االجتماع جعلت أحباثهم ال تتجه حنو "للثقافة"إن هذه النظرة املختلفة حتليل جمتمع بأكمله العتبارات عدة أمهها تعقد اتمعات و اتساعها خاصة و أم

. 163ص ،املرجع السابق )1( .109ص ،1977 ،اإلسكندرية ،معيةدار املعرفة اجلا ،مدخل إىل علم االجتماع ،سناء اخلويل )2(

Page 41: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 41 -

و يعتمدون يف دراستهم على ،يركزون على اتمعات الصناعية احلديثة دون غريها بعض العناصر الثقافية مثل املعايري و القيم و املعتقدات السياسية املشتركة يف بعض

د اتمع ذلك أن أفرا ،اجلماعات العقائدية أو الطبقات االجتماعية يف اتمع الكبريو هذا ،معينة و تفاعلهم عاطفيا معها "ثقافة"يشكلون اجتاهات خمتلفة باختيارهم لعناصر

حق و غري مرغوب يبدو جليا يف تصنيف مظاهر احلياة إىل جيد و سيء مرغوبو يربز أفكار أفرادها و أفعاهلم و تفسر "للثقافة"فالنسق القيمي يعطي الثبات ،و باطل

.سلوكهم و عملهم 12- الثقافة تتوافق و تتكيف:

مع "الثقافة األداة املثلى اليت يستطيع اإلنسان من خالهلا أن يتكيف بسرعة"تعترب فهي ال تعتمد على ،التغريات اليت تطرأ على البيئة و تعطيه القدرة على استخدامها

لقون بعض التكاثر البيولوجي لبقائها و استمرارها ألن الظروف اليت جتعل البشر يت الوسائل التعليمية من خالل األسرة و اهليئات االجتماعية و كذا استخدام اللغة

و مالحظة اآلخرين و تقليدهم و غريها من أنساق االتصال تفوق بكثري ما هو موجود معينة بفضل وراثة "ثقافة"و هذا يعين أن اإلنسان ال ميلك ،عند سائر األنواع األخرى

و يعين أيضا أن التكيف الثقايف ال يعتمد يف ،يف مكان و زمان معينني معينة بل ألنه ولدأية حال من األحوال على التكيف البيولوجي الذي يعد عملية شديدة البطء على غرار

.التكيف الثقايف الذي يتم بالنسبة لألفراد و اجلماعات بسرعة فائقةنصر ثقايف مع عناصر ثقافية و يعين التكيف الثقايف ببساطة انسجام أو تكيف ع

:فإن Ralph LINTON" رالف لينتون"أخرى أو مع مركب آخر فحسب التكيف يربط بني العناصر األصلية و العناصر الغريبة إما يف كل منسجم و إما مع "

احلفاظ على االجتاهات املتصارعة اليت تتصاحل فيما بينها يف السلوك اليومي و وفقا

Page 42: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 42 -

-Alfred Reginald Radcliffe "رادكليف براون"بينما خيلص ،"نةملناسبات معي

Brown هو العملية االجتماعية اليت يكتسب الفرد مبقتضاها : "إىل أن التكيف الثقايفالعادات الفردية و اخلصائص العقلية اليت جتعله صاحلا ألن حيتل مكانا يف احلياة

تشبع "فالثقافة". )1("ط داخل جمتمعهاالجتماعية و متكنه من املشاركة يف أوجه النشاحاجات اإلنسان البيولوجية األساسية منها و الثانوية لذلك فإن أهم قواعد السلوك اليت تنظم نشاط اإلنسان الرئيسي هو إجناب األطفال و ضمان محايتهم و غذائهم و حسن

ا ما يسمى تربيتهم و تنظيم خربام املكتسبة و تسيري نقل املعرفة و العقيدة و هذ .بامللزمات الثقافية

13- الثقافة فوق عضوية: ذلك أنه ،ألا تكمن يف الشعور السيكولوجي لإلنسان "تعترب الثقافة فوق عضوية"

ميلك قدرة ال حدود هلا على االختراع و استخدام الرموز حبيث تسمح له بابتكار ،ري أو حتوير لبنائه العضويو اكتساب أشكال جديدة للحماية دون املساس بأدىن تغي

و مضموا هو نتاج ،أا تستمر عدة أجيال "فوق عضوية الثقافة"و يعين مفهوم .اتمع اإلنساين أكثر من كونه نتاجا بيولوجيا

"الثقافة"حني عرف "الثقافة فوق عضوية"مفهوم Kroeber"كروبر"و قد تناول تنتقل من جيل : "بأا ،يز به من خاصية التقبليف ضوء ما تتضمنه من أنشطة و ما تتم

إىل جيل بالتقليد االجتماعي فهي عنده ليست نتاجا فيزيولوجيا للشخصيات اإلنسانية بل هي أنشطة يكتسبها اإلنسان بالتعليم و التقليد االجتماعي بصفته عضوا يف

إمنا تكون عضوية و مستقلة عن حياة العضوية "الثقافة"و هذا ال يعين أن . )2("اتمع .و فوق عضوية يف الوقت نفسه

.230-229ص ، 1991 ،مرجع سابق ،سناء اخلويل )1( ،اإلسكندرية ،املركز العريب للنشر و التوزيع ،دراسة يف أنثروبولوجيا التنمية احلضرية-ثقافة الفقر ،حممد حسن غامري )2(

.30-29ص ، 1980

Page 43: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 43 -

14- الثقافة تتراكم و تنتقل:حبيث ينمو األفراد على ما ،"تتراكم الثقافة بانتقال عناصرها من جيل إىل آخر"

بطرق "الثقافة"و تتراكم مظاهر ،أسالفهم ألم ال يستطيعون البدء من جديد خلفهمصدر الكثري من مظاهر "الثقافة"و إذا اعتربنا ،خمتلفة و تتغري خصائصها و وظائفها

املتراكم فإن قوالب السلوك تتخذ وجودا مستقال عن أي فرد أو مجاعة السلوك اإلنساينفإذا انتقل شخص من وسطه الثقايف إىل وسط ثقايف آخر خمتلف تطلب منه ذلك " ،معينة

مضي زمن معني لكي يتسىن له أن يلم جبوانب كثرية من األساليب السلوكية العامة ،"اهلامشي الرجلب"يسمى هذا الشخص و يف هذه الفترة ،املوجودة يف الوسط اجلديد

اجلديدة فإذا متت له عملية امتصاص األساليب السلوكية "الثقافة"ألنه مل يندمج بعد يف . )1(""التكيف االجتماعي"اجلديدة يكون قد أمت ما يسمى

15- الثقافة تنتشر:ملنظمة املؤدية االنتشار الثقايف هو عبارة عن خمتلف العمليات ا"ميكننا القول بأن

و يعرف ،عن طريق آخر غري االختراع "إىل تشابه الثقافات يف جمتمعات خمتلفة العملية اليت بواسطتها ينتشر العنصر الثقايف من فرد أو مجاعة : "اإلنتشار الثقايف بأنه

"االنتشار الثقايف" Hobel" هوبل"و يفسر ،"أو جمتمع إىل فرد أو مجاعة أو جمتمع آخرتنتشر فيها العناصر أو املركبات الثقافية من جمتمع ،"الثقافة"عملية يف ديناميات " :بأنه

إىل آخر و تتم عملية االنتشار بوسائل مثل التجارة و احلروب و التزاوج و وسائل االتصال الفكرية اليت تنقل العناصر الثقافية و مساا داخل اتمع أو من جمتمع إىل

: البد من توافر عناصر ثالثة هي "الثقافة"و لكي تنتشر . )2("آخر.يستحق أن ينقل أو ينتشر "الثقافة"وجود نوع من -1 . "الثقافة"وجود جمتمع يتقبل هذا النوع من -2

.77ص ،مرجع سابق ،حممد السويدي) 1( . 80ص مرجع سابق، ،حممد مجال برعي )2(

Page 44: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 44 -

. داة للنقلوجود طريقة أو وسيلة تستعمل مثل أ -3 ،ال توجد إال بني بين البشر "الثقافة"إن هذه العناصر الثالثة هي السبب الذي جعل

،أما الكيفية اليت يتم ا هذا النقل قد جتعل هذا االنتشار يتم طواعية أو إجباريا و إلزامياتشاره يف اتمع و قبل أية عملية انتشار تقوم أقلية معينة باختراع منط ثقايف معني يتم ان

و قد يصبح بعد ،و يصبح هذا العنصر جزءا من ثقافته ،إذا لقي قبوال من طرف اجلماعة .ذلك عرضة للنقل و االنتشار يف جمتمعات أخرى

Page 45: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 45 -

.بناء الثقافة: املبحث الثالث

.الشكل البنائي للثقافة :أوال

.ثقافةالعناصر البنائية لل :ثانيا

Page 46: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 46 -

حيلل العلماء اجلوانب املختلفة اليت ،كال مركبا و معقدا "الثقافة"بناء على اعتبار مييز البعض ،"الثقافة"و بالتركيز على النواحي الشكلية يف بناء ،منها يتكون هذا الكل

ل تتكون من فيذهبون إىل أا من حيث الشك ،بني جمموعة مكوناا و عناصرها الثقافيةبني "الثقافة"بينما مييز البعض اآلخرين بناء . السمة و املركب و النموذج و الدائرة

عناصر أخرى طبقا للمضمون هي ما يعرف باسم األفعال و العرف و الطرائق الشعبية بني عناصر مادية "الثقافة"و مييز بعضهم الثالث يف بناء ،و النظم و األساطري و ما إليها

و مهما يكن من أمر هذا التقسيم إال أنه ينبغي التأكيد منذ البداية على أن ،ماديةو ال ،املنفصلة بعضها عن بعض "للثقافة"الواقع ال يتضمن كل هذه التصورات و التقسيمات

و كل ما يف األمر أا حماوالت علمية حتقق أغراض الدراسة و التحليل و تسهل للباحثني اليت جيمعون "الثقافة"و التوضيح و التفسري أثناء دراستهم لظاهرة أنفسهم عملية الفهم

. على أا كل ال ينقسم

:الشكل البنائي للثقافة - أوال املركب يضم : "من حيث الشكل أن "الثقافة"يرى الباحثون يف تصورهم لبناء

يدها يف و يؤلف بني جمموعة من السمات الثقافية اليت متثل أصغر وحدة ميكن حتدو يظهر ما يعرف باألمنوذج عندما تتخذ هذه السمات اجتاها حمددا و تطبع ،"الثقافة"و من خالل توزيع مناذج ثقافية متشاة و ظهورها يف منطقة ،بشكل مميز ا "الثقافة"

و سنعرض فيما يلي كل ،)1(""الدائرة الثقافية"جغرافية معينة يتكون ما يعرف باسم :عنصر باختصار

:السمة الثقافية -1الذي ساعد "للثقافة"انتشر استخدام مصطلح السمة الثقافية يف جمال التحليل التارخيي

و نتيجة لتزايد االهتمام بدراسة ،على حصر عناصرها و مكوناا يف اتمعات املختلفة

.28ص ، 1989 ،مصر ،دار املعارف اجلامعية ،و الشخصية دراسات يف اتمع و الثقافة ،علي عبد الرزاق جبلي )1(

Page 47: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 47 -

السمة الثقافية فقد كان من الضروري حتديد مفهومها لتسهيل عملية الدراسة و البحث ،Kroeber" كروبر"فأعطيت هلا مجلة من التعاريف أمهها تعريف . "الثقافة"يف جمال

. )1(""لثقافةا"أدق عنصر ميكن تعريفه من عناصر : "حيث عرفها بأاو كل نظام يتألف من عدد من ،تتألف من عديد من النظم الثقافية "ثقافة"فكل و كل عنصر يتألف من عدد كبري من ،و كل منط يتألف من عدد من العناصر ،األمناط

.ما "ثقافة"السمات الثقافية و هي أصغر وحدة ميكن حتديدها يف :املركب الثقايف -2

تشكل وحدة ثقافية أكرب تعرف ،ا تتحد جمموعة من السمات الثقافية معاحينم حىت ،باسم املركب الثقايف الذي جتمع بني مساته نوع من الوحدة و التكامل فيما بينها

و من هنا ميكن اعتبار املركب . و إن اختلفت أو افتقدت إىل روابط منطقية توحد بينهار الثقافية اليت ترتبط فيما بينها ارتباطا وظيفيا يف منطقة جمموعة من العناص: "الثقايف بأنهأو ارتباطا وظيفيا بني السمات الثقافية اليت تدوم مثل وحدة ثقافية يف ،ثقافية معينة

و من املمكن أن ترتبط عناصر املركب الثقايف عند انتشارها فينقل ،الزمان و املكانملركب هو جتسيد التكامل بني السمات مبعىن أن وظيفة ا. )2("املركب الثقايف ككل

.الثقافية من خالل جتمعها و احتادها :الدائرة الثقافية -3

الشعوب "ثقافة"يستحيل إجياد شعبني متماثلني متاما يف ثقافتهما لكن ميكن أن جند املتجاورة و عاداا متشاة بدرجة أكرب من وجود هذا التشابه بني الشعوب البعيدة عن

الشيء الذي ،ذلك أن بعض السمات الثقافية تنتشر بشكل أوسع من غريها ،هابعضغريه بالتعلم عندما يتعرض لتأثري أنواع من "ثقافة"جيعل الفرد باستطاعته اكتساب

و تبعا . مما يقوده إىل استعارة مسات ثقافية عن غري ثقافته ،التفكري خمتلف عما تعود عليه

.244ص ،مرجع سابق ،سويديحممد ال )1( . 84ص ،مرجع سابق ،علي عبد الرزاق جبلي )2(

Page 48: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 48 -

عض أكرب من بعضها الب "ثقافة"تكون الفرصة املتاحة للشعوب املتجاورة القتباس لذلك و بشكل موضوعي تصبح ،للشعوب البعيدة عن بعضها نفسه لغرضالفرصة املتاحة ل

فيما بينها جمموعات متجانسة من الشعوب على هذا النحو تؤلف "ثقافة"مالحظة خالهلا حتدد و توزع املناطق الثقافية املختلفة على خريطة هذه الشعوب و من هنا تسمى

أول من استخدم هذا . "الدائرة الثقافية"املنطقة اليت تضم جمموعة الثقافات املتشاة ب : حيث يؤكد يف دراسته لثقافات اهلنود األمريكينيWissler "ويسلر"املفهوم هو

تصنف حسب مساا الثقافية املتشاة ،إمكانية إجياد مجاعات حمددة املعامل ثقافيا"و نتيجة لذلك تظهر لنا دوائر ثقافية متباينة و لكن ليس من السهل كما يبدو من الوهلة

ألن توزيع السمات الثقافية قد خيتلف من وقت إىل ،األوىل تصنيف ثقافات بأكملهااملادية أو على "الثقافة"الباحثني الذين يقيمون تصنيفهم على أساس عناصر آخر و بني

و هلذا ينبغي توخي احلذر عند استخدام مفهوم ،)1("الالمادية "الثقافة"أساس عناصر ألن ،ملا يؤديه هذا االستخدام من الوقوع يف األخطاء "الثقافة"الدائرة الثقافية يف حتليل

ة يعد مبثابة أداة تنظيم معلومات الباحث كما تعينه على إجراء مفهوم الدائرة الثقافيالوصف املالئم موعة من الثقافات سواء كانت يف قارة بأكملها أو يف جزيرة و هذا

إمنا يدل على أن مفهوم الدائرة الثقافية ليس هلا وجودا واقعيا يف ثقافات الشعوب . باحث نفسه و ال وجود له إال يف ذهنهو إمنا هي أسلوب للدراسة يؤلفه ال ،املدروسة

:األمنوذج الثقايف -4تتحد السمات الثقافية مشكلة كال وظيفيا يعرف باألمنوذج الثقايف الذي يعد الوحدة

ألنه يف غياب النماذج الثقافية يكون سلوك األفراد عشوائيا "ثقافة"األساسية يف كل ة و الغريزية فاكتساب الفرد لسمات فردية تعمه الفوضى و تسريه دوافعهم البيولوجي

اكتساب منعزلة عن سياقات اتمع الثقافية أمر مستحيل ألن اتمع املنظم حيتم عليه

.86ص ،سابقالاملرجع )1(

Page 49: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 49 -

أمناط ثقافية و ممارسات منظمة يسريها السلوك اإلنساين النموذجي مبا جيعل أمر انتقال ألجيال ضرورة حتكمها طبيعة التنشئة االجتماعية بصفتها أسلوب حياة عرب ا "الثقافة"

يضمن حدا أدىن من التماثل يف السلوك بني أفراد اتمع الذي تقوم التنشئة االجتماعية بانتقاء النماذج الثقافية املناسبة ألعضائه و اليت توافق سريورته التارخيية و خصوصيته

منوذج الثقايف طابع العمومية فيشيع يف اتمع ككل هذا و قد يكتسب األ" ،الثقافيةو يسمى يف هذه احلالة بالعموميات الثقافية اليت تعين وجود مجلة من السمات العامة تعم

و تتمثل هذه العموميات يف وحدة املشاعر . )1("اتمع كله و تفرض نفسها عليه .ة و املعتقدات و اللغةو التقاليد و العادات و املمارسات و الشعائر الديني

ثانيا: العناصر البنائية للثقافة: عن وجود جوانب خمتلفة يف بنائها، فإذا كانت السمة "الثقافة"كشفت دراسة

و املركب و الدائرة و النموذج متثل الناحية الشكلية منها فإن العناصر املعرفية و اللغة فعال اإلنسانية و الطرائق الشعبية و العرف و النظم االجتماعية و املعتقدات و الفن و األ

متثل "للثقافة"و القيم و املعايري و الرموز و الطقوس و األسطورة و العناصر املادية :على حدهفيما يلي كل عنصر ، و سنعرض"عناصر بناء الثقافة من حيث املضمون":العناصر املعرفية -1 حتتوي على مجلة من املعارف اليت تفسر العامل ،خاصة به "ثقافة"ع و له كل جمتم

الطبيعي و االجتماعي الذي يعيش فيه اإلنسان دف توافقه مع بيئته الطبيعية و تدعيم تطبيقا و أهدافا عملية يف حياة اإلنسان "حياته االجتماعية حبيث تشكل هذه املعارف

اء أعضاء اجلماعة و استمرار وجودهم بانتقال العناصر االجتماعية ألجل احملافظة على بق ، على هذا األساس فإن اكتساب عناصر)2("املعرفية عرب األجيال عن طريق التعلم

. 87ص ،املرجع السابق )1(.71حممد السويدي، مرجع سابق، ص )2(

Page 50: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 50 -

ساكن و طرق السفر معرفية تتعلق بطرق احلصول على الطعام و إعداده و كذا بناء املو غريها، يضمن لألفراد االستعداد و القدرة على السيطرة على جانب معني من جوانب

. العامل احمليط به سواء كان طبيعيا أو اجتماعيا:اللغة -2

تساعد اللغة األفراد على أن يعملوا سويا للمصلحة املشتركة ألا أداة التعاون بني كان االتصال يقوي التعاون فهو كذلك يقوي التصارع ألنه بالرغم أفراد اجلماعة، و إذا

من املنافع اليت تؤديها اللغة للجماعة اإلنسانية فإن مثة مضار تنجم عنها و مصدرها أن الناس ال يفهمون بعضهم بعضا أحيانا حىت باستخدام الكالم، ألم قد يعربون عن شيء

ماعات حركات بعضها البعض فتقع يف سوء يقصدون به شيء آخر، و قد ال تفهم اجلتفاهم قد ينتج عنه وجود صراع بينهم، لذلك فإن فهم املواقف االجتماعية لألفراد

. يساعد على فهم كل منهم لآلخر كما يساعد اجلماعات على فهم نوايا بعضها البعضالذي يتخذ استخدام الفرد لرمز ذو معىن يفهمه األفراد اآلخرون و "و يقصد باللغة

شكل مقاطع و كلمات و مجل مث أدب بأكمله، فاللغة لفظ عام يدل على األداة اليت يستخدمها الفرد لنقل أفكاره و آراءه مواقفه إىل اآلخرين، و لذلك فهي ختتلف من

. )1("احمليطة باجلماعة "الثقافة"عصر إىل آخر حسب الظروف البيئية و و هذه هي الصفة اليت مكنته من تكوين ،حيوانا ناطقا و بوجود اللغة اعترب اإلنسان

. خاصة به "ثقافة" :األفعال اإلنسانية و الطرائق الشعبية -3

و على هذا األساس جيمع ،هو كل تغيري حيدث يف الكائن خالل فترة حمددة "الفعل" ة األساسية وحدات املالحظ: "الباحثون يف علم االجتماع على أن األفعال اإلنسانية هي

.192-191ص ،1976 ،مصر-حسن شحاتة سعفان، تاريخ الفكر املعاصر و املدارس االجتماعية، دار النهضة العربية )1(

Page 51: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 51 -

، ألا متثل يف نظرهم الوحدات األولية للسلوك )1(""الثقافة"يف الدراسة العلمية و كما أا تقدم ،يتكيف الكائن مع بيئته و امليكانيزمات األساسية اليت ميكن بواسطتها أن

.يف الوقت نفسه تسهيالت لتوافق الفرد معها و تزيد يف فرصه يف البقاء أما الطرائق الشعبية فهي تعترب أفعاال اجتماعية متكررة ميارسها أعضاء اتمع،

و قد . و متثل معتقدات أمنوذجية أو اجتاهات و صور للتصرفات املالحظة داخل اتمع : يف مقدمة من اهتموا بدراسة الطرائق الشعبية و هو يعتربها" مسنر"كان ميكانيزمات كربى تنظم التفاعل اإلنساين و كذا التأثريات املتبادلة بني الناس "

لتحقيق التوافق داخل اتمع، "الثقافة"و املمارسة من أجل احلفاظ على اتمع و أنساق متساندة من العادات تنتقل من جيل إىل آخر و ختتلف و تصبح إذ ذاك منظمة يف . )2("بني العمومية و اخلصوصية

:العرف -4 ينظر إىل العرف على أنه أكثر صدقا و سالمة من العادات الشعبية باعتباره طرقا

عامة مشتركة تعطي وثوقا للفرد و تفرض عليه عقابا صارما يف حالة االعتداء عليه، ألنه فمن وظائف العرف األساسية . مصدر خطر على اآلخرين: "عترب من وجهة نظر اتمعي

هو حتديد كل ما هو صواب أو خطأ، و كل ما هو خلقي أو غري خلقي، و هلذا يتميز ببطء شديد يف التغيري بعكس العادات الشعبية اليت تتغري بسرعة و تسهم إىل جانب

3("تمعات البدائية اليت ينذر التفكري يف خمالفتهاالعرف يف احلفاظ على النظام يف ا(. يف اتمعات احلديثة املعقدة اليت تقوم على أساس تقسيم لكن األمر خمتلف متاما

العمل، فإن اتمع يعتمد إىل جانب العرف و العادات الشعبية على القانون الذي يؤدي فظ النظام العام للمجتمع الذي يتأثروظيفة مزدوجة يف احلماية و العقاب يف آن واحد حل

.58، ص 1970 ،مصر-حممد عاطف غيث، تطبيقات يف علم االجتماع، دار الكتب اجلامعية، طنطا) 1( .93ص ،علي عبد الرزاق جبلي، مرجع سابق) 2( .94ص ،املرجع نفسه) 3(

Page 52: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 52 -

معقدة تؤدي إىل مبا ينتج عن تقسيم العمل من ظهور تنظيمات اجتماعية متعددة و . انقسام الناس إىل مجاعات و طوائف و طبقات

:القانون و النظم االجتماعية-5 تكون العادات الشعبية و األعراف كافية حلفظ النظام يف اتمع يف عدد من

اتمعات البدائية، و هذا ما جنده أيضا يف اتمعات احلديثة اليت تقوم على مبدأ تقسيم ما يتتبعه من تنظيمات اجتماعية متعددة و معقدة أدت كما أسلفنا يف العنصر العمل و

يف "الثقافة"السابق إىل انقسام الناس إىل مجاعات و طوائف و طبقات، و بالتايل انقسام األمر الذي قد تتعدد . هذه اتمعات إىل ثقافات فرعية حتمل كل منها خصائص مميزة

األعراف، و تستدعي تدخل القانون الذي حيمي و يعاقب معه أمناط العادات الشعبية ويف الوقت نفسه حلفظ النظام و فرضه بطريقة واحدة يف كل نواحي اتمع، و على هذا

و صورة من صورها "الثقافة"عنصرا من عناصر "األساس تعترب النظم االجتماعية ن العرف و القانون األساسية، فهي تنظيم يدمج عددا من العادات و جوانب متعددة م

، و تتمثل النظم االجتماعية الرئيسية )1("يف وحدة للقيام بعدد من الوظائف االجتماعيةيف اتمع يف الزواج و األسرة و الدين و التربية و االقتصاد و السياسة و هي تتكامل

.فيما بينها :املعتقدات- 6

تصورات أساسية حول العامل حيتاج اإلنسان لكي يتكيف و يتوافق مع بيئته إىل بتقدمي هذه التصورات اليت تأخذ "الثقافة"و تقوم ،و اإلنسان و اجلماعة و السلوك

شكل املعتقدات اليت تتمثل يف بعض اجلوانب من املعرفة اليت ال ختضع لإلثبات أو الرفض و تفسرها عن طريق البحث التجرييب، و التصورات األساسية اليت تنظم التجربة اإلنسانية

.94املرجع السابق، ص ) 1(

Page 53: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 53 -

:)1(*ميكن حصرها يف أربعة نقاط هي . تصور اإلنسان طبيعة العامل -أ

. تصور اإلنسان ملكانته يف هذا العامل -ب .تصور اإلنسان ملكانة الفرد من اجلماعة -ج. تصور اإلنسان للطبيعة اإلنسانية والسلوك - د

منه ميكن القول إن هذه التصورات تكون بترابطها نسقا من العقيدة و املعرفة و .و تكون األساس الذي يقوم عليه العامل الرمزي للمعاين و القيم

:القيم- 7 حيث ،تزود القيم أعضاء اتمع مبعىن احلياة و باهلدف الذي جيمعهم من أجل البقاء

م على أا حماوالت للوصول إىل أهداف متثل غايات يف جتعل األفراد يفكرون يف أعماهل:و تعرف القيم على أا. ال على أا حماوالت إلشباع الرغبات و الدوافع ،حد ذاا

العناصر الثقافية اليت جتعل فهم الثقافات األخرى أمرا عسريا، فهي موضوع الرغبة " ملوضوعات و الظروف و املبادئ اليتاإلنسانية و التقدير، و متثل كل األحكام و ا

اكتسبت معاين اجتماعية خالل التجربة اإلنسانية، و تعد القيم يف ضوء ذلك مبثابةاملوجهات اليت متيز املرغوب من املفروض و بالتايل بني القيم االجيابية املقبولة و القيم

يعة نفسية تعسفية ألا و هلذا كانت القيم يف أساسها ذات طب ،السلبية غري املرغوب فيها "ثقافة"، و بإمكاننا أن منيز يف كل )2(تعرب عن األفكار املتعلقة باألمهية النسبية لألشياء

حبيث يتبناها معظم سكان اتمع و كل من حيمل ،بني قيم هلا السيطرة الواسعة االنتشار

. 66ص ،حممد عاطف غيث، مرجع سابق )1( .نسان أن يتخذ لنفسه موقفا يساعده على بناء عالقاته مع بيئته اخلارجية لكي يضمن الغذاء و احلماية و األمنحياول اإل* . يتساءل عن األمر و املصري و موقعهم يف الطبيعة و خارجها و عالقام بالقوة املسيطرة اليت تقود العامل * .حقوقه و واجباته و مصاحله و مركزه و معرفتها يتساءل عن عالقته باجلماعة و باألفراد اآلخرين و عن* تصور اإلنسان لنفسه بوصفه خريا أو شريرا أو أنه قادر على فعلهما معا، كما تظهر يف تصوره ملعتقداته، فيما يتصل مبا *

.ينبغي و ال ينبغي فعله يف العالقات اإلنسانية خصوصا.72ص ،حممد السويدي، مرجع سابق )2(

Page 54: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 54 -

:سطورة و الرموز و الطقوساأل -8 ينقسم العامل اليوم إىل أقسام متمايزة تسود يف كل منها أسطورة معينة عن

الدميقراطية و الرفاهية و اإلخاء و املساواة و احلرية و غريها من أنسجة القيم و املعتقدات، و جند األساطري االجتماعية ذات نفوذ واسع النطاق، و لذلك كان لكل

نة و لكل فترة من التاريخ و لكل أمة نسقها األسطوري اخلاص الذي حيمل يف مديجوهره سر التكامل االجتماعي و االستمرار يف البقاء، و يعرب تغري هذا النسق عن

نسيج من املعتقدات : "و منه تعرف األسطورة على أا. التاريخ الداخلي ألي جمتمعا الناس و يعيشون ا من أجلها، فهي قول ليس خال املشبعة بالقيم و املبادئ اليت يعتنقه

من املعىن أو جمرد من الواقع إذ يرتبط كل جمتمع بنسق من األساطري اليت تعرب عن الصور الفكرية املعتقدة و تربز و حتدد يف الوقت ذاته كل نواحي النشاط اإلنساين و اليت تقوم

. )1("عبإنزال القيم و املعتقدات من التجريد إىل الواق:الفن -9

مجلة من القواعد املتبعة لتحصيل غاية معينة "يعرف املعجم الفلسفي الفن على أنه مجاال كانت أو خريا أو منفعة، فإذا كانت الغاية هي حتقيق اجلمال مسي الفن بالفن

اجلميل، و إذا كانت غايته حتقيق اخلري مسي الفن بفن األخالق، و إذا كانت غايته حتقيقو معىن هذا التعريف أن الفن و العلم ميثالن وجهان لعملة . املنفعة مسي الفن بالصناعة

فالعلم نظري و الفن عملي و مضاد للطبيعة من حيث أن أفعاهلا ال تصدر عن ،واحدةحيث أن غاية الفن حتصيل اجلمال ،رؤية و فكر، و يكمن الفرق بني كليهما يف الغاية

ي حتصيل احلقيقة، و إذا كانت أحكام الفن إنشائية فإن أحكام يف حني أن غاية العلم هو يطلق الفن مبعناه اخلاص على مجلة الوسائل اليت يستعملها . العلم خربية أو وجودية

.96علي عبد الرزاق جبلي، مرجع سابق، ص )1(

Page 55: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 55 -

زيني و العمارة اإلنسان إلثارة الشعور باجلمال مثل التصوير و النحت و النقش و الت Beaux Arts" الفنون اجلميلة"و الشعر و املوسيقى و غريها، و تسمى هذه ب

مثل العمارة Arts Plastiques" الفنون التشكيلية"و تنقسم إىل قسمني كبريين مها مثل الشعور و املوسيقى Arts Rythmiques" الفنون اإليقاعية"و التصوير و النقش و

بني األوىل و الثانية أن جوهر األوىل هو املكان و السكون يف حني و الرقص، و الفرق Arts" الفنون احلرة"و يطلق اصطالح .أن جوهر الثانية هو الزمان و احلركة

Libéraux قواعد (على الفنون السبعة اليت كانت تدرس يف املعاهد القدمية مثل الثالثيات، و قد )حلساب، اهلندسة، الفلك، املوسيقىا(، و الرباعيات )اللغة و البالغة و املنطق

.)1("مسيت بالفنون احلرة ألا تعد طالا للمهن احلرة:العناصر املادية للثقافة- 10 تتضمن األشياء املادية باعتبارها جزءا منها حني "للثقافة"مل تكن التعريفات األوىل

William Fielding Ogburn "وليم أوجربن"حاول بعض علماء االجتماع مثل

أي جمتمع إىل مادية و أخرى ال مادية، فقد كان ينظر إليها على أا "ثقافة"تقسيم أساليب مكتسبة من السلوك و ليس على أا جمموعة أشياء اليت تشكل جزءا من التراث االجتماعي الذي يعد بدوره جزءا من بيئة اإلنسان الطبيعية، و اليت تتضمن كافة ما ينتج

التفاعل االجتماعي داخل اتمع من منتجات مادية و أخرى غري مادية تتعلق عنو ألجل ذلك يعمل اإلنسان دائما على تكييف . مبوضوعات إشباع احلاجة أو الرغبة

نفسه مع الظروف املتنوعة يف ظل نظام اجتماعي، و وسائل ثقافية ناجتة عن الوراثة التكيف قدرته الالحمدودة يف تعديل ما حييط به االجتماعية، و قد ساعد على حتقيق هذا

أو حتويره، و من هنا تصبح األشياء املادية إضافة جديدة إىل البيئة تسهم يف تشكيلها، فاملنازل مثال تقي ساكنيها من املطر و الثلج و الرياح و إذا أضفنا إليها أجهزة التكيف

.166- 165، ص 1973صليبا، دار الكتاب اللبناين، اجلزء الثاين، الطبعة األوىل، املعجم الفلسفي، مجيل : ينظر )1(

Page 56: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 56 -

و على هذا . املختلفة فإا ميكن أن حتتفظ لنا يف أي مرتل جبو مناسب على طول السنة : بأا "الثقافة املادية"األساس تعرف

الوسائل اليت استجابة لبيئة معينة إىل حد بعيد، و هي تتألف من االختراعات و" أنشأها اإلنسان ليواجه ا الضرورات اليت أوجدا الظروف اإلقليمية بصفة عامة،

، فمن أجل ضمان الطعام و الوقود )1("و حيمي نفسه من أخطار الطبيعة و أضرارها و املأوى اضطرت أغلب اتمعات الكتشاف طرق و أساليب خمتلفة الستعمال املواد

.و األدوات

.74-73ص ،مرجع سابق ،حممد السويدي) 1(

Page 57: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 57 -

عن مركب من أساليب الشعور و الفكر "الثقافة"تعرب ،و بناء على ما سبق و السلوك الذي مييز جمموعة من الناس و يتوارثونه جيال بعد جيل و ترتبط تلك العناصر

كل عنصر منها وظيفته اخلاصة يف إطار ببعضها بعالقات تفاعل و تأثري متبادل و يؤدي "الثقافة" الكلية للمجتمع و ذلك فإن حدوث تغريات حامسة يف أحد عناصر "الثقافة"

أي أنه يؤدي إىل حدوث نتائج "الثقافة"يؤدي يف العادة إىل التأثري على بقية عناصر تلك "الثقافة"حظ مع ذلك أن يف جمموعها و لكننا نال "للثقافة"بنائية، نتائج متس البناء العام

تتميز ككل بقدر من االستمرارية و التكامل عرب أجيال عديدة و تتميز كذلك أي جمتمع "ثقافة" خبصوصياا فلكل جمتمع ثقافته اخلاصة اليت ختتلف يف جمموعها عن

آخر و من خالهلا يستطيع أعضاء اتمع حتقيق التماثل الفكري السلوكي إىل حد ما من شكال و مضامني التربية املتشاة و هذا ما ميكنه من اكتساب اخلصائص الثقافية خالل أ

. افة عليها و نقلها إىل أبنائهمآلبائهم و اإلض

Page 58: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 58 -

الفصل الثاين ثاقفة امل

.املثاقفة املفهوم و التعريف :املبحث األول - .و األنواع املثاقفة األشكال و احلاالت :املبحث الثاين - .املثاقفة القنوات و اآلليات :املبحث الثالث -

Page 59: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 59 -

. املثاقفة املفهوم و التعريف: املبحث األول

.مفهوم املثاقفة :أوال

.تعريف املثاقفة :ثانيا

Page 60: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 60 -

فردة من خالل تركيزه على دراسة الثقافات امل "الثقافة"تعمق التفكري حول مفهوم و إلبراز طرف خيط نظري جديد فالبد من فتح جمال ،"للثقافة"و كذا املبادئ الكلية

، و الغريب أنه مل يتم حىت وقت متأخر "املثاقفة"جديد للبحث يف العمليات املسماة ب نسبيا ختصيص سوى عدد قليل من األعمال لعملية التغري الثقايف املرتبط باالحتكاكات

. نجم عن تالقي الثقافاتالثقافية اليت تتبني الدراسة الدقيقة لتالقي الثقافات أن هذا التالقي يتحقق وفق صيغ متنوعة

و يفضي إىل نتائج متضادة تبعا حلاالت التماس، و قد مسحت األحباث املهتمة و جتديد "الثقافة"بتجاوز عدد من األفكار املسبقة املتعلقة خبصائص "املثاقفة"ب

ليست ظاهرة عرضية ذات آثار ختريبية، بل إا "املثاقفة"بشكل عميق، إذ أن مفهومها.إحدى الصيغ العادية للتطور الثقايف لكل جمتمع

فقط، بل Sociétés globales "اتمعات الشاملة"و تالقي الثقافات ال ينشأ عن أن هذه اجلماعات أيضا عن مجاعات اجتماعية تنتمي إىل اتمع املركب نفسه، و مبا

متراتبة فيما بينها، نالحظ أن التراتبات االجتماعية حتدد التراتبات الثقافية، و هذا ال يعين اجلماعة املهيمنة حتدد طابع اجلماعات املهيمن عليها اجتماعيا، فثقافات "ثقافة"أن

.الطبقات الشعبية ال ختلو من االستقاللية و ال من القدرة على املقاومةاألنتروبولوجي Melville HERSKOVITS "ملفيل هريسكوفيتش"و قد بني كي الرائد يف هذا اال، أنه قد توجب انتظار الدراسات حول الظواهر املسماة ب يراألم

."الثقافة"لكي يتسىن لنا فهم أفضل آلليات "املثاقفة"

Page 61: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 61 -

أوال- مفهوم املثاقفة:و تدقيق مدلوالا، يساعد على فهم أفضل "باملثاقفة"تصلة إن فحص املفاهيم امل

، كما يغين عن التأويل اخلاطئ و الوقوع يف اإللتباس، و يضع االستنتاجاتللفرضيات و بوصفه واقع تعايش و تالقح ثقافات "املثاقفة"إطارا حمددا و دقيقا و واضحا ملفهوم

.خمتلفةاألنثروبولوجيا و السوسيولوجيا، كان من علمي "املثاقفة"اقتبس مفهوم

أما اإلجنليز فأطلقوا عليه ،"املثاقفة"األنثروبولوجيون األمريكيون أول من ابتدع مفهوم Cultural نه التحول الثقايفه اإلسبان على أآم، و رAcculturation 1880مصطلح

Exchange أو التبادل الثقايفTransculturation طلح تداخل و فضل الفرنسيون مص . Interpénétration des Civilisationsاحلضارات

تفاعل خياري طوعي ال يتم و ال جتىن مثاره إال برغبة : "يف األصل هي "املثاقفة"و تبادلية بني املتثاقفني، و ال ميكن أن تتحقق أبدا يف حاالت اإلختالط القهري الناتج عن

مسة ةال تتمتع بأي "تشوهات ثقافية"اإلختالط احلروب و اإلحتالل، إذ ينجم عن ذلك تقوم على أسس التساوي "املثاقفة"و مبعىن آخر، فإن . )1("الطوعية "املثاقفة"من مسات

، و هي ترعى التواصل االختالفباآلخر، و حقه يف االعترافو التسامح و االحترامو ذا توفري شروط الثقة و الرغبة املتبادل، و ك االغتناءو التفاعل بني املتثاقفني، دف

لتحقيق التفاعل و لضمان التقدم و التطور املتبادلني و اكتساب املعارف و العلوم .و التجارب و اخلربات اإلنسانية

و هي تقوم على املكونات البنيوية التكوينية للثقافات، و آليات تفاعلها "املثاقفة"و ر و بوثاقة متينة بفاعل الثقافة أي املثقف، فهي مع بعضها البعض، و تتصل من جانب آخ

كما الثقافة ظاهرة "املثاقفة"و خصائصهما، فإن " الثقافة و املثقف"حتمل مساما أي

-رام اهللا ،للدراسات اإلعالمية و الثقافية إبراهيممعهد ،أسئلة اهلويات و املثاقفة يف عصر العوملة ،حممد سليمان )1(. 2008 ،الطبعة األوىل ،طنيفلس

Page 62: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 62 -

إنسانية و اجتماعية متعددة األبعاد، و تتمتع مبستوى حمدد تارخييا يف تطور اإلنسان تعود أول نشأة لكلمة " .و اتمع، و هي من جانب آخر طريقة يف التطور و السلوك

"a"و السابقة John Wesley Powell "اولبويسلي "على يد 1880إىل عام "مثاقفة"الالتينية اليت تدل على حركة تنمو عن "a"هي مشتقة من Acculturationلكلمة

و مع ذلك كان البد من انتظار الثالثينيات من القرن العشرين لنشهد ،…االقتراب من . )")1وض تفكري منهجي حول ظواهر تالقي الثقافات

"هريسكوفيتش"هم كيني و على رأسيرنثروبولوجيني األمو قاد هذا التفكري األ HERSKOVITS إىل تعريف مفهومي هلذه العبارة، حيث مل يعد بعدها من املمكن

قبول االستخدام الغري دقيق هلا و تعترب األنثروبولوجيا الثقافية أن ذكر عملية التثاقف يقود بالضرورة إىل حتديد منط الثقافة املعين و كيفية نشوئها و العوامل اليت قامت عليها

.ريهاو غ "هريسكوفيتش"هو "املثاقفة"إن أحد املخترعني األساسيني ملفهوم "

HERSKOVITS و يكاد يكون 1928الذي بدأ بالدراسات املتعلقة باهلنود منذ سنة ،املوضوع الوحيد للدراسات األنثروبولوجية يف الواليات املتحدة، حيث قام

املنحدرين من العبيد األفارقة، بتحليل ثقافة السود HERSKOVITS "هريسكوفيتش"و ينطوي إبداعه ال جديد من جماالت البحث و هو علم األفريقيات األمريكية على

باعتبارها حقائق أصيلة و جديرة "املثاقفة"مسامهة يف جعل اآلخرين يعترفون حبقائق .)2(""صافية"باالهتمام مثلها مثل احلقائق الثقافية املفترض أا

ام ضخامة املعطيات اليت مت مجعها حول هذا املوضوع، قام جملس البحث يف أم م يف الواليات املتحدة األمريكية بتكليف جلنة من أجل1936العلوم االجتماعية عام

.66ص ،مرجع سابق ،دوين كوتش) 1(ص ، 1974 ،دمشق ،وزارة الثقافة ،اح النفاخرب: ترمجة ،أسس األنثروبولوجيا الثقافية ،هريسكوفيتش ملفيل :ينظر )2(

305.

Page 63: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 63 -

"روبرت ريدفيلد"و شكلت اللجنة من كل من ،"املثاقفة"تنظيم البحث حول وقائع Robert REDFIELD رالف لينتون"و" Ralph LINTON ميلفيل "و

مذكرة "و أصدرت ما اشتهر باسم Melville HERSKOVITS "هريسكوفيتشو بدأت بعملية توضيح داليل، مث أصبح التعريف الذي 1936 عام "لدراسة املثاقفة ׃وضعته معتمدا

هي جمموعة من الظواهر الناجتة عن احتكاك مستمر و مباشر بني "املثاقفة"" جمموعات أفراد تنتمي إىل ثقافات خمتلفة تؤدي إىل تغيريات يف األمناط الثقافية األولية

.)1("هلذه اموعة أو تلك، و هي عبارة "التغري الثقايف"عن "املثاقفة"جيب متييز : "قد ورد يف املذكرة أنه و

ليست سوى شكل "فاملثاقفة"يستخدمها األنثروبولوجيون الربيطانيون بشكل خاص، من أشكال التغري الثقايف الذي ينشأ أيضا ألسباب داخلية، و استخدام املصطلح نفسه

خلي و التغري اخلارجي يعين افتراض أن هذين التغريين للتعبري عن ظاهريت التغري الدا.خيضعان إىل القوانني نفسها، و هو أمر يبدو قليل االحتمال

الذي جيب أن يفهم على أنه املرحلة "التماثل"و "املثاقفة"كما ال جيب اخللط بني ب ثقافة ، و هي مرحلة ينذر بلوغها، و هي تقتضي غيا"املثاقفة"النهائية من مراحل

.اجلماعة بشكل ائي مع استبطان تام لثقافة اجلماعة املهيمنة ، إذ حىت لو كان هناك "االنتشار"مبفهوم "املثاقفة"يف األخري البد من جتنب خلط

من جانب، فليس هناك سوى وجه من عملية "مستمر و مباشر"انتشار بال احتكاك .اليت تعد أكثر تعقيدا "املثاقفة"

، أدخل األنثروبولوجيون األمريكيون يف "املثاقفة"مقابل الفكرة التبسيطية ملفهوم يف "سابري"الذي أخذه Tendances "االجتاه"أو "امليل"حتليالم مفهوم

.24ص 1994، ،بريوت ،دار العلم للماليني ،عريب-جنليزيإ ،قاموس املورد ،منري بعلبكي) 1(

Page 64: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 64 -

Edward SAPIR ليست جمرد حتول من ثقافة "املثاقفة"ن اللسانيات بغية شرح أن ععناصر ثقافية مقترضة و هذا "انتخاب"لثقافة أخرى، و أن تغري الثقافة األولية يتم عرب

العميق للثقافة املقترضة، و بالتايل فإن "االجتاه"أو "امليل"االنتخاب يتم تلقائيا تبعا ل غياب الثقافة املقترضة و ال تغري منطقها الداخلي الذي ال تسبب بالضرورة "املثاقفة"

.ميكن أن يبقى مهيمنامفهوما جديدا HERSKOVITS "هربسكوفيتش"و لتعميق حتليله أكثر اقترح

"إعادة التأويل"، و هو مفهوم "املثاقفة"موضحا من خالله خمتلف مستويات Réinterprétation و عرفه كما يلي:

ليت يتم من خالهلا نسبة الدالالت القدمية إىل عناصر جديدة، أو اليت من العملية ا" . )1("خالهلا تكون القيم اجلديدة بتغيري الداللة الثقافية لألشكال القدمية

بتمييز Homer BARNETT "بارنيت"قام "املثاقفة"و سعيا منه لتوضيح مفهوم ، و ضم هذا التمييز "دالالا"و "لثقافيةوظيفة السمات ا"و "شكل التغيري الواضح"

:متكاملة Régularités "انتظامات"ثالث .أي بعيدا عن الثقافة املتلقية، كلما سهل تلقيه "غريبا"كلما كان الشكل - . ميكن نقل األشخاص بسهولة أكثر من نقل الوظائف - مهما كان شكل السمة الثقافية و وظيفتها فستكون مقبولة -

دجمة بشكل أفضل، حبيث تكتسب داللة منسجمة مع الثقافة املتلقية و هنا نعثر على و من .)HERSKOVITS )2 "هريسكوفيتش"فكرة إعادة التأويل العزيزة على

مع بداية النصف الثاين من القرن العشرين انتقل الفكر األنثروبولوجي يف الدراسات ة و التطورية إىل البحوث امليدانية، حيث تتمالثقافية االجتماعية، من البحوث التارخيي

.68ص ،مرجع سابق ،دوين كوتش :ينظر )1( .69ص ،املرجع نفسه )2(

Page 65: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 65 -

و يف هذا السياق يقول . دراسة الثقافة كما هي يف واقعها الراهن أثناء فترة الدراسة : أنEdward Evans-PRITCHARD "بريتشارد"

لبحث كانا موضوع العائلة و موضوع الدين، و علماء القرن أحب موضوعني ل" التاسع عشر مل ميلوا أبدا من الكتابة يف هذين املوضوعني، و قد وصلوا فيهما إىل نتائج

كانت حمل نقاش بينهم لفترة طويلة، و لكن على الرغم من اختالف هؤالء العلماء ينات كانت حتت أيديهم، فقد اختالفا شديدا، على ما ميكن استخالصه من وقائع و ب

. )1("كانوا يتفقون على األهداف اليت يرمون إليها، و هي إثبات التطورفقد وصفت املشكالت اليت درسها علماء األنثروبولوجيا بأا بعيدة عن جماالت

احلياة اليومية، و كان من الصعب التوفيق بني املشكالت النظرية حول تطور الثقافة تشار الثقايف أو وصف الطرائق الثقافية، و بني مشكالت الصراع و التالؤم اليت أو االن

كانت جتذب االنتباه، سواء داخل الثقافات اآلخذة بالنمو أو يف مناطق االحتكاك بني .الثقافات

الدراسة "و لذلك انتقلت األنثروبولوجيا إىل موضوع جديد يتعلق مبا يسمى ب و برزت ". قافة و عناصرها األساسية و العالقات املتبادلة فيما بينهااملتزامنة ملكونات الث

نظرية االتصال الثقايف :نتيجة ذلك النظريتان التاليتان يف دراسة الثقافة اإلنسانية و عليه سنتناول ما جاءت به نظرية االتصال ،، و النظرية التطورية اجلديدة"املثاقفة"أو

.ا موضوع حبثنافقط أل "املثاقفة"الثقايف أي - نظرية االتصال الثقايف "التثاقف أو املثاقفة":

، مكان الصدارة منذ عام "املثاقفة أو التثاقف"احتلت مسألة حتديد مفهوم كلمة تعريفا هلا يف إطار جزء من "جملس البحث االجتماعي"، حني قدمت جلنة 1936

حث عن التثاقف، حيث نص التعريف كمااملذكرة اليت أعدا لتكون مبثابة دليل يف الب

.1986 ،الكويت ، 198طبعة ،عامل املعرفة ،فصول يف تاريخ االنسان-قصة االنثروبولوجيا ،فهيم حسني )1(

Page 66: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 66 -

:ذكرنا سابقا على أنالتثاقف يشمل الظواهر اليت تنجم عن االحتكاك املباشر و املستمر، بني مجاعتني من "

تلفتني يف الثقافة، مع ما جتره هذه الظواهر من تغريات يف مناذج الثقافة األصلية، األفراد خمهي تأثر "املثاقفة"معىن هذا التعريف أن . )1("لدى إحدى اموعتني أو كلتيهما

الثقافات ببعضها البعض، نتيجة االتصال و االحتكاك بني الشعوب و اتمعات، مهما هدافه، و إن كانت معظم دراسات االتصال الثقايف كانت طبيعة هذا االتصال و أ

ركزت بالدرجة األوىل، على نوع معني من عمليات التغيري، و هو التغيري االجتماعي .أو تغيري احلياة االجتماعية، و انعكاس ذلك التغيري على الثقافة

"الثقافيةاملناقلة "و هو " املثاقفة"و مثة مفهوم آخر مرادف لكلمة Transculturation و تعليال من الباحث الكويب 1940الذي ظهر أول مرة يف عام ،

:لسبب استعماله هذا املفهوم يقول Alfonso ORTIZ"ورتيزأ"إنين أؤيد الرأي بأن كلمة املناقلة الثقافية، تعرب بشكل أفضل من مراحل سياق "

السياق ال يشتمل فقط على ألن هذا . االنتقال املختلفة، من ثقافة إىل ثقافة أخرىبالضرورة، فقدان مقدار ما من ثقافة سابقة، أي اكتساب ثقافة أخرى، بل يتضمن أيضاأضف إىل Déculturation" التجريد الثقايف"االنتزاع منها، و هو ما ميكن تعريفه ب

ذلك، أنه يقود بالتايل إىل فكرة ظاهرة نشأة ثقافة جديدة، و هو ما ميكن تسميته .)2(""ثقيف اجلديدالت"

، فقد مهد لدراسة األنثروبولوجيا "االنتقال الثقايف"أو "املثاقفة"و أيا كان املفهوم وفق هذا االجتاه عدد من الباحثني يف أمريكا و أوربا، الذين يرجع هلم الفضل يف وضع

.أسس األنثروبولوجيا احلديثة

.221ص ،ابقمرجع س ،هريسكوفيتش ملفيل) 1( .227ص ،املرجع نفسه) 2(

Page 67: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 67 -

ثانيا- تعريف املثاقفة: ، اصطالح عرفه العرب و أطلقوه على املطارحة يف العلم "املثاقفة"أو "التثاقف"

، اليت ستتعقد من "للمثاقفة"و هذه مل تكن سوى صورة أولية ،و األدب و مذاكرما ،ومه و أفكاره و نظرياته األشد خطورةخالل االنفتاح على تراث العامل اخلارجي و عل

معىن آخر، و هو "املثاقفة"و مع أن نتاج الدراسات احلديثة أصبح يضمن اآلن مصطلح العالقة الثقافية التبادلية مع احلضارات األجنبية، فإن االصطالح القدمي حيمل يف طياته

ة واحدة، و يشتركان ل حضارصورة طرفني يتبادالن املعرفة و الثقافة يف ما بينهما داخ .، و يف مواضعات ثقافية يعرفها الطرفان املتثاقفاننفسها اللغة يف

إن تزايد احلاجة إىل العلم حلل املشكالت املعقدة يف املسائل الفكرية و العلمية و هكذا فإن ،و اللغوية و األدبية و ضروب احلياة املختلفة خلق واقعا اجتماعيا جديدا

يشترط وجود الطرف القومي اآلخر املختلف يف عرقه، "للمثاقفة"ث التعريف احلدي : حبسب هذا االشتراط هي "املثاقفة"و

تبادل ثقايف بني شعوب خمتلفة و خباصة تعديالت تطرأ على ثقافة بدائية نتيجة " الحتكاكها مبجتمع أكثر تقدما، أو تأقلم ثقايف يفضي إىل رفع مستوى فرد أو مجاعة

.)1("عبأو ش و لشرح فكرة الواقع االجتماعي اجلديد نأخذ على سبيل املثال أوىل املشكالت

العلمية اليت واجهت اتمع العريب، و املتمثلة يف احلاجة إىل التشخيص العلمي ألمراض معرفة أسس الكيمياء، و وضعتهم هذه اجلسد، و معرفة تركيب األدوية عن طريق

دة تتعلق بترمجة املصطلحات الطبية إىل لغتهم األم، و حماولة احلاجة يف مواجهة جديناهيك عن ختصيب ،اكتشاف طرائق املخاطبة العلمية عن طريق لغة اصطالحية خاصة

مناهجه يف العقل العريب يف القرن السادس امليالدي بلغة العلم و اصطالحاته و نظرياته و ص ، 1996 ،بريوت ،املؤسسة العربية للدراسات و النشر ،منظور إشكايل-قفة و النقد املقارناملثا ،عز الدين املناصرة) 1(

74.

Page 68: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 68 -

و هذه ثقافة جديدة، إذ ليس بإمكان الطبيب العريب يف ذلك الوقت .معاجلة املشكالتأن يقتنع بالعالج البدائي، خاصة و أن مثة علما حيتوي على نظريات و مفاهيم و مناهج

هذه النقطة احلضارية إذن مل تكن نقلة عابرة أبدا، . زها يف أي عالج علميال ميكن جتاوبل هناك عامل جديد صار يرتكز على قواعد رصينة، و هو ما أفضى إىل تأسيس واقع

اجتماعي جديد، لعله واحد من أهم اتمعات الثقافية اليت تأسست يف حضارة القرون .الوسطى

حا حديثا، فإن تركيبه اللغوي يوحي مبعاين التالقي بوصفها مصطل "املثاقفة""و و االحتكاك، و التمازج و التفاعل و التبادل و التالقح و اإلتصال املثمر، كما يعرب أيضا عن املعىن القدمي الذي واكب اإلنسان منذ أزمان سحيقة، حيركه ميل عميق يف ذاته حنو

حيام، ع على أمناط تفكريهم و أساليب طالالتواصل مع اآلخرين ملعرفة ما لديهم، و االو ابتكار السبل اليت متكنه من حتقيق ذلك مث االستفادة منه من خالل إثراء فكره و واقعه

.)1("مبا جيده نافعا و مفيدا عن عمليات التغيري أو التطور الثقافيني اليت تطرأ حني تدخل "املثاقفة"و تعرب

فتني خمتلفتني أو أكثر يف اتصال و تفاعل يتمخض عنه مجاعات من الناس تنتمي إىل ثقاحدوث تغريات يف األمناط الثقافية األصلية أو األولية السائدة، و من الطبيعي جدا أن

و اليت تعربان عن رغبة تلك الشعوب يف ،"املثاقفة"تصنع احلرية و املبادرة الذاتية جو ستالب فكري و غزو ثقايف يهدف إىل التقارب و احلوار و التثاقف، و إال حتولت إىل ا

حمو اآلخر و حمو معامله و إحلاقه و فرض التبعية عليه و تذويب كيانه، و معاملته بنظرة .استعالئية متغطرسة

يف كوا قد شكلت ظاهرة إجيابية عرفتها اتمعات "املثاقفة"و تتجلى أمهية للتقارب و التواصل و تبادل املعارفالبشرية عرب تارخيها الطويل، و ظلت أبلغ وسيلة

:نظري ، 3 ص ،جامعة باتنة اجلزائر ،الترمجة و فعل املثاقفة ،حممد زرمان. د) 1(

http://faculty.ksu.edu.sa/aljarf/Research%20Library/

Page 69: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 69 -

و باعتبارها . و اخلربات، و عامال قويا من عوامل تطور و ازدهار احلضارات اإلنسانيةتثبت على مر األزمان أن الكائن احلي السوي البد له "املثاقفة"اهرة إنسانية فقد ظلت ظ

أن ينفتح على اآلخرين و يتثاقف معهم عرب جسور االتصال لتحقيق التأثري و التأثر و األخذ و العطاء، إذ ال تستطيع أية أمة أن تنغلق على نفسها و تتقوقع داخل ذاا

الستمرار مبعزل عن الغري، ألن هذا االنغالق احلضاري سيقودها و تدعي القدرة على احتما إىل املوت، فكان األجدر ا أن تفتح أبواب احلوار و التبادل مع غريها من األمم على مصراعيها حىت يتم التالقح و اإلخصاب، و هذه سنة كونية ثابتة ال ميكن مغالبتها

ض على الشعوب أن تتفاعل فيما بينها أو جتنبها، و قانون طبيعي و اجتماعي يفر و االنغالق و العزلة احلضاريني البد أن يؤديا إىل "و يستفيد بعضها من بعضها اآلخر،

الذبول و االضمحالل احلضاريني، متاما كما حيدث للجسم الذي يتغذى على ذاته، دون التبادل مع ، ألن احلضارات كانت دائما تغتين بفضل االتصال و )1("احمليط"مدد من

حضارات أخرى، و من مث كانت منخرطة يف عملية دينامية تقوم على التغيري و إعادة فاحلوار الثقايف املنكفئ . "جامعة بني الثقافات"، و احلضارات بطبيعتها "الذات"جتديد

باعتباره غريبا، و عدوا "اآلخر"و املنطوي على الذات، أو األصولية الثقافية، اليت حتنط .ال، تتعارض مع هذه السمة املكونة للحضارة البشرية و التنظيم االجتماعيحمتم من هذا املنطلق هي تداول و تبادل للثقافات، و ختصيب هلا، و تعميم "فاملثاقفة"

لفوائد اإلبداع البشري و العبقرية اإلنسانية، كما أا الدافع القوي حلركة اتمعات حنو قوية، كلما كانت احلضارة "املثاقفة"ي، و كلما كانت حركة مزيد من التقدم و الرق

غنية معطاءة قوية، و كلما تقدم اإلنسان يف معارج الرقي اإلنساين و احلضاري متجاوزا .أكثر حدود لونه اخلاص، تطلعا إىل مزجه بألوان أخرى

.129ص ، 1997 ،القاهرة ،دار املعارف ، 626م رق ،سلسلة إقرأ ،العطاء احلضاري لإلسالم ،عمارة حممد. د )1(

Page 70: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 70 -

و الغزو الفكري تفاديا ألي التباس، "املثاقفة"و هنا من الضروري أن نفرق بني فكال املصطلحني يدل على وجود عالقة ما بني ثقافتني أو أكثر، و هذه العالقة اليت تربط

اءات العرقية، و الواقع اجلغرايف ثقافتني متباعدتني من حيث اجلذور الدينية و االنتمو التراث االجتماعي و الثقايف و اجلمايل، إما أن تأخذ منحى تواصليا حواريا يتولد منه

التفاعل احلضاري و التثاقف، و إما أن تتبع منحى تصادميا يتولد منه االستالب تقوم على "املثاقفة"، ألن "للمثاقفة"احلضاري، لذلك كان الغزو الفكري هو النقيض

مبدأ التواصل و طلب االغتناء بثقافة اآلخر و إغناء ثقافته يف الوقت ذاته يف جو مفعم بينما يستهدف الغزو "بالتكافؤ و احلوار، مما يولد عالقة تفاعل مثمر تسري يف اجتاهني،

الثقايف احتالل العقل و غزوه من الداخل، و استغالل حاالت الضعف الذايت لتخريب لذاتية للكيان املغزو، و من مث دوام اهليمنة على اإلدارة و اإلمكانات القومية املناعة ا

برمتها يف غىن عن األسلحة التقليدية، ألنه مزود بسالحه الفتاك الداخلي أي التنميط .)1("الثقايف من خالل آلية صناعة العقل و توجيه الثقافة

غالطة كبرية، و ليس أدل على ذلك و اخللط بني املصطلحني و العالقتني يؤدي إىل م من وصف احلروب اليت شنها االحتالل الغريب ضد احلضارات و الثقافات اليت خضعت

حيث أوهم علماء األنثروبولوجيا الثقافية أن ما جيري من "، "مثاقفة"لسيطرته بأا "مثاقفة"طمس و مسخ و تشويه و تغييب للثقافات القومية ال يعدو أن يكون عمليات

، و هي يف احلقيقة تعين القضاء على )2("جتسد احلوار أو التبادل الثقايف أو التثقيف الثقافات احمللية من أجل نشر الثقافة الغربية خارج حدودها، و هيمنتها على غريها،

و اعتبار الغرب النمط األوحد لكل تقدم حضاري، و ال منط سواه و على كل الشعوب اله، ألن املركزية الغربية تؤمن أن الغرب هو املركز الذي حيق له تقليده، و السري على منو

.مرجع سابق ،حممد زرمان. د )1( .135-134 ص ، 1992 ،فلسطني ، 45العدد ،جملة الكرمل ،ما هو؟..علم االستغراب ،حنفي حسن. د )2(

Page 71: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 71 -

فقط، املركز يطلق فيضا يبدع، و أن العامل كله جيب أن يتحول إىل أطراف مستهلكة أن من املعلومات املتدفقة حنو األطراف و هي حتصر مهها كله يف التعليق و التهميش

و هذه صورة حية للغزو الفكري الذي ال تتعادل . و الشرح و التلخيص و حىت الترمجةاألورويب و يبدو ذلك واضحا يف أن الوعي فيه الكفتان بني الثقافتني املتصلتني ببعضهما،

هو الذي يصر على أن يكون الطرف الوحيد الفاعل الذي ميد الثقافة اإلنسانية بنتاجه الفكري و العلمي و كأنه هو النمط الوحيد لإلنتاج، و بالتايل يستمر هذا الظلم التارخيي

.الواقع على الثقافات غري املتميزة يف سبيل الثقافة املتميزة نتج على الدوام الثراء الفكري و الغىن احلضاري، اليت ت "املثاقفة"و على العكس من

و التقارب بني اموعات البشرية، فإن الغزو الفكري ال ينتج إال التنافر و التباعد و توسع الفجوة بني الشعوب و األمم، ألن وسائل القسر و اإلكراه اليت يتخذها لفرض

ي يولد رد فعل يتخذ اجتاهني ثقافة غالبة و إزاحة الثقافة املغلوبة عن وسطها احليومتعاكسني لكنهما مدمران للذات احلضارية املستلبة، فإما أن تتم مواجهة هذا الغزو

إىل إفقار الذات و يف الوقت نفسه -كما أسلفنا-باإلنغالق الذي يقود شيئا فشيئا يتم حرماا من االستفادة من الغىن الذي تتوفر عليه ثقافة اآلخر املعتدية، و إما أن

التماهي يف ثقافة الغازي و الذوبان فيها مما يؤدي أيضا إىل إفقار الذات باقتالعها من جذورها الغنية باملكتسبات التارخيية و خربات املاضي، و حرماا من هويتها اليت تعطيها

.التميز و الفرادة، و متكنها من التفاعل مع غريهاالغزو الثقايف الذي يتضمن الرغبة يف اجتياح تنحو حنوا عكس "املثاقفة"و واضح أن

اآلخر و حمو مقوماته الثقافية، و إحلاقه بالغازي و فرض التبعية عليه، و معاملته بنظرة فوقية فيها الكثري من العدوانية و الغطرسة، فال يقوم الغزو الثقايف على الندية املتساحمة،

و إذا كانت األمم الواعية. ام هويتهو اإلعتراف باخلصوصية الثقافية لآلخر و احتر

Page 72: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 72 -

، فهي من وجهة نظر أخرى ترفض كل أشكال "املثاقفة"املتحضرة تسعى سعيا جتاه إنين أفتح نوافذي " ":املهامتا غاندي"الغزو الثقايف، و مازال املثقفون يرددون عبارة

. )1("للشمس، و لكنين أحتدى أية ريح تقتلعين من جذوري من قبل الباحثني يف "املثاقفة"أفضت الدراسات املنجزة حول تعريف يف األخري،

خمتلف االختصاصات مثل علماء التاريخ و علماء االجتماع و مهندسني و فالسفة و أنثرويولوجيني إىل نتائج متباعدة و متناقضة أحيانا، و السبب يف ذلك هو اإلنطالق

سرع التطورات و التحوالت و تنوع من نقاط خمتلفة، إىل جانب تشعب الوضعيات و ت.بنوع من التناقض "املثاقفة"اإلشكاليات و قلة النتائج، لذلك جاءت تعار يف

،قدمها بعض املثقفني العرب و العامليني "للمثاقفة"و هذه مناذج خمتلفة عن تعاريف مع كل هذا و ميكن ،تعطينا نظرة خمتصرة عن تشعب هذا املفهوم أنثروبولوجيا و تارخييا

أن نتعدى التصنيفات اجلزئية إىل النظرة العاملية اليت تكتسي التناقض يف تقدمي تعريف : "املثاقفة"ملصطلح

:يلي كما "املثاقفة" Jacques DEMORGON"جاك دميورغون"قسم يف اتمع الصغري أي الثقافة يفو تكمن يف التعايش اإلنساين و :املثاقفة احمللية -

.الضيقمفهومها - املثاقفة املقارنة باخلارج: و هي اسدة يف اكتشاف اآلخر.

- املثاقفة املورطة يف املشاركة مع اآلخر: و تتجلى هذه "املثاقفة" و بوجه خاص يف فهذا التفسري يدل ،"املثاقفة"فهذا يعرب عن خلط بني مفهوم التثاقف و ،القضايا السياسية

.السياسية اليت تولد هي األخرى التبعية االقتصاديةعلى شكل تثاقفي نظرا للتبعية - املثاقفة املرتبطة باملفاهيم و املقاربات الفكرية: و هذا ال ميكن أن نعتربه "مثاقفة" مبا

.أن املقاربات الفكرية هي األخرى تتضمن اخللفية السياسية :أنظر ،اللغوياملثاقفة و إشكالية األمن ،عبد السالم غجايت. د )1(

http://www.difaf.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1208

Page 73: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 73 -

- املثاقفة املتعلقة بالبحث عن اإلطار احلقيقي: مثل وحدوية أو ثنائية أو ثالثية املوطن و هنا ميكن أن تطرح قضية ما بعد الوطنية يف خضم وسائل االتصال ،أو تعددية املوطن

. )1(احلديثة مبثابة مصطلح سوسيولوجي ذو معاين : "قائال بأا "املثاقفة" "حممد برادة"و يعرف

و بصفة عامة يطلق على دراسة التغري الثقايف الذي يكون بصدد ،متداخلة و تقريبية الوقوع نتيجة لشكل من أشكال اتصال الثقافات مثل االستعمار املبادالت التجارية

عناصر جديدة بالنسبة إىل اكتساب "املثاقفة"و تؤدي ،و غريها ...و الثقافية و األسفار إىل تعداد "املثاقفة"صعوبة مصطلح " برادة"لكلتا الثقافتني املتصلتني و يرجع أن التغري ال " برادة"لكن األكثر أمهية يف تعريف ،)2("املصطلحات املتقاربة يف االشتقاق

و أظن أن هذا التعريف يعد ،الثقافتني املتصلتنيبل يطال كلتا ،يعتري طرفا ثقافيا مبفردهن هنا يقع مبعىن اشتراك طرفني أو أكثر يف فعل واحد و م ،األكثر اتساقا مع معىن املفاعلة

ززه وقائع تاريخ التفاعل الثقايفو هو األمر الذي تع نفسه الوقت التغيري عليهما معا يف . اإلنساين

حتديد املعاين املتعددة ألشكال و متظهرات " ين املناصرةعز الد"و ذا الصدد حاول :هذا املصطلح على النحو التايل

.بني طرفني "املثاقفة"تتم : أوال - .بالقوة أو بالقبول "املثاقفة"تتم : ثانيا - .معىن التعايل عند طرف و الدونية عند الطرف اآلخر "املثاقفة"حتمل : ثالثا - ."االستعمار"معىن الفترات االنتقالية و الصراع بني طرفني "املثاقفة"حتمل : رابعا - .معىن االتصال و التواصل و االنفتاح و التبادل الثقايف اإلجيايب "املثاقفة"حتمل : خامسا - :نظري ،موسوعة املوسيقى-مثاقفة )1(

http://www.saramusik.org/encyc :، ينظر2008 ،املغرب-مكناس ،أبعاد املثاقفة يف النقد األديب املعاصر ،حممد خرماش. د )2(

Manahijnaqdia.3oloum.org-montada-f4-topic-t8.htm

Page 74: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 74 -

فيساعد ذلك يف ،معىن التأقلم مع ثقافة اآلخر و اإلندماج فيه "املثاقفة"حتمل : سادسا -.ىل ثقافة اآلخرإضافة عناصر جديدة إ

حيث تبقى حائرة بني عناصر ،قد يؤدي ذلك إىل ازدواجية يف الشخصية: سابعا -و قد يفضي ذلك إىل رفض الثقافتني دون طرح ،اهلوية األوىل و بني العناصر اجلديدة

.أو يتم اهلروب باجتاه ثالث ،البديل بل هي تدلل ،ها البعضأن مجيع هذه املعاين ال تتناقض مع بعض "املناصرة"و يرى

و يؤكد أنه ال يوجد تعريف ،ميكن أن تتم بأشكال سلبية أو إجيابية "املثاقفة"على أن هي الصراع وفق قوانني "املثاقفة"و يبقى أن احللقة املركزية يف ،مثايل ملثاقفة مثالية.)1(متعددة األشكال

،جي الذي ظهر فيه مفهوم التثاقففتعود إىل احلقل األنثروبولو "فايزة القاسم"أما اليت أقيمت بني Constacts "الصالت"فهم على أساس أنه يشري إىل ظواهر حيث

" فايزة القاسم"و بالتايل تعرف ،حضارات خمتلفة و إىل التداخل بني هذه احلضارات : التثاقف أنه دراسة مراحل هذا التداخل اليت ميكن تلخيصها كالتايل

.Heurt /Conflit "الصدام/الرتاع"مرحلة - .Ajustement "الضبط"مرحلة - . Syncrétisation" اإلنصهار"مرحلة - Contre-acculturation. "التثاقف املضاد"أو Assimilation "الدمج"مرحلة -

مبا قد حيدث يف عملية املواجهة بني "القاسم"إذا قارنا هذه املراحل على حد قول "التالؤم"و Compétition "التنافس" وجدنا أا تقابل ظواهر لغتني أو حضارتني

Adaptation االنصهار"و" Intégration. .73ص ،مرجع سابق ،عز الدين املناصرة) 1(

Page 75: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 75 -

تغيريات يف األمناط "القاسم"كما ترى "املثاقفة"و من البديهي أن حيدث التثاقف أو و تكون تلك التغيريات إما خفيفة ،لبشرية ذات الثقافات املختلفةالثقافية للمجموعات ا

و إما ،"homogènes"إذا كانت احلضارات املتصلة ببعضها منسجمة إىل حد ما ،تغيريات هامة إذا كانت القيم احلضارية متباينة متاما تغرس يف بيئة جغرافية خاصة ا

:لتني فيما يليمما سبق نقطتني هامتني ممث "القاسم"و تستخلص حيدث يف مرحلة أوىل شكل من أشكال التعارض بني احلضارة املستقبلة و احلضارة -1

.الغازية املتطورة بعض أوجه Sélection"فرز"تقوم احلضارة املستقبلة ب ،مع استمرار التواصل -2

و ال ،لالثقافة املهيمنة و إدماجها يف الثقافة اجلديدة اليت هي يف طور التكوين و التشكحبيث تنشأ ثقافة ،بل متبادال" فايزة القاسم"تعبري يكون هذا التبادل أحاديا على حد

مستنتجة من كل ما " القاسم"و تكمل ". Syncrétisme"جديدة توفق بني قيم الثقافتني سبق أن مفهوم التثاقف الذي جاء على وزن التفاعل يتضمن فكرة االنفتاح على الغري

.)1(و استقبال الدخيل Greffe "التالقح"و ،يدو ولوج عامل جدمصطلح : "إىل أن "عبد ايد مزيان"ينبه الدكتور "املثاقفة"يف سياق تعريف

"Acculturation" ألنه يف األصل مصطلح فياض ،ال يوجد له املقابل الدقيق بالعربيةأغراضه فهو االستيعاب ال ميكن للترمجة املقابلة بكلمة واحدة أن تفي جبميع ،باملعاين

كما ". الثقايف و التحول الثقايف و االنصهار الثقايف حسب اختالف األوضاع االجتماعيةالبد من الرجوع إىل النماذج االجتماعية املختلفة اللتقاء : "أنه "مزيان"يرى الدكتور

ا ملعرفة واقع هذ ،سواء أخذت هذه من النماذج من التاريخ أو من احلاضر ،الثقافات .)2("و درجات التحول الذي حيدثه ،االستيعاب يف تنوعه

، 1998 ،املغرب-متارة ، 6الطبعة ،حممد عزيز احلبايب ألبيت ،الترمجة و التالقح الثقايف ،فاطمة اجلامعي احلبايب )1(

.69ص .73 ص ،املرجع نفسه )2(

Page 76: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 76 -

،"اخليال"إمنا هو "للمثاقفة"ملكني أن األساس ا "حممد مفتاح"و يعترب الدكتور فقد حاول إثبات ،حيث يسعى إىل تبيان دور اخليال اإلنساين و طبيعته و تطوره و تغريه

يف - يقصد العربية و العربية و اهليلينية-هناك ثوابت مشتركة بني هذه الثقافات : "أنتأثري إحداها يف بقطع النظر عن مدى ،نظرا إىل طبيعة اخليال و مرتبته و وظيفته

:ليصل إىل نتيجة جوهرية مفادها أن ،..."األخرى و زمان التأثري و مكانه الثقافات تتفاعل و تتداخل و يقترض بعضها من بعض بدون قيود و شروط إذا كان "

و أما ما زاد على الضرورات و احلاجات فإن ،ما يقترض يسد ضرورات و حاجاتو هي أواليات ال )1("لتحديد كيفيات التعامل و االقتراضهناك أواليات نفسانية تتدخل

:Michel De Coster "دي كوستر"خترج كثريا عما ذهب إليه جمموع التفاعالت اليت حتدث نتيجة شكل من أشكال االتصال بني الثقافات املختلفة "

يؤدي إىل مما ،مثل التأثري و التأثر و االسترياد و احلوار و الرفض و التمثل و غري ذلك ،و أسلوب معاجلة القضايا و حتليل اإلشكاليات ظهور عناصر جديدة يف طريقة التفكري

و هو ما يعين أن التركيبة الثقافية و املفاهيمية ال ميكن أن تبقى أو تعود حبال من األحوال .)2("إىل ما كانت عليه قبل هذه العملية

حبيث ميكنها أن تعطي ،مناطق جديدةختطو إىل ،حسب هذا التعريف "املثاقفة"و فيشترك معها أمناط أخرى من ،معاين أوسع و أمشل من جمرد عملية التأثري و التأثر

.حىت الرفض و عدم االمتثال ،التفاعل مثل احلوار و االستيعاب و التمثل و غري ذلك لتداخل من خالل التعريفات السابقة كما من االضطراب و ا "املثاقفة"طرح مصطلح

و كذا كما من التعقيدات و العمليات املركبة و التفاصيل الالائية الكثرية ،و االختالط مثل درجة احتياج اجلماعة املعينة إىل حلول ،"املثاقفة"اليت تنطوي عليها فعال عملية

،و قوة الفكرة النازحة أو قوة اجلماعة احلاملة هلا ،ملشكالت مفاهيمية أو فكرية معينة

.8ص ،2000 ،بريوت ،املركز الثقايف العريب ،النقد املعريف و املثاقفة-مشكاة املفاهيم ،حممد مفتاح )1( :نظري ، 1ص ،ترمجة حلسن بو تكالي ،التعليم باعتباره مثاقفة ،أندري تيفيالن )2(

www.aljabriabed.net.fikrwanakd.html

Page 77: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 77 -

و مدى فاعلية الكتل املتفاعلة داخل ،بني اجلماعات املتثاقفةو درجة التقارب أو التنافر . و سهولة التواصل و التفاهم بينها و غري ذلك ،كل منها قياسا باألخرى

Page 78: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 78 -

املثاقفة األشكال و احلاالت : املبحث الثاين .و األنواع

.أشكال املثاقفة :أوال . حاالت املثاقفة :ثانيا .أنواع املثاقفة و مستوياا و أمناطها :لثاثا

Page 79: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 79 -

:أشكال املثاقفة - أوال إن العامل قد أصبح اليوم جمرد قرية صغرية بفضل التقدم اهلائل يف جمال املواصالت

العالقات و مثل هذه املواصالت و االتصاالت البد أن تؤدي إىل زيادة ،و االتصاالتو هكذا تضاعفت ،بل بني هذه اتمعات نفسها ،بني أفراد من جمتمعات خمتلفة

و على . العالقات بني اتمعات يف الزمن املعاصر مبقدار كبري عما كانت عليه قدمياأو سياسية ) بيع و شراء(اختالف طبيعة هذه العالقات اليت قد تبدأ بعالقات جتارية

فعل "إال أا تنتهي دوما بعالقات ثقافية و هذا ما نسميه ،)دفاع مشترك ،حتالف( ".املثاقفة

هو أن يستقي شعب جانبا من ثقافة شعب آخر عن إرادة "املثاقفة"و هكذا فمعىن . مسبقة منه أو بصورة تلقائية طوعية ليضيفه إىل ثقافته الوطنية اخلاصة به

إذ أن التقارب "حوار احلضارات"يسمى اليوم أهم دور يف ما "املثاقفة"و تلعب الثقايف بني جمتمعني هو الوسيلة األمثل لتقارب حضاريت هذين اتمعني و توطيد عالقات

"املثاقفة"و تأخذ عملية . السلم و التعاون بينهما بدال من الصراع احلريب أو العقائدي :" أمهها عدة أشكالمنذ القرن التاسع عشر و ما تاله

ناق أفراد جمتمع ما ديانة أفراد جمتمع آخر كما حدث بالنسبة لبعض الشعوب اعت - ااألفريقية اليت اعتنقت الديانة اإلسالمية نتيجة للعالقات التجارية اليت نشأت بينها و بني البلدان اإلسالمية املغاربية أو نتيجة للفتوحات اجلغرافية و االستعمارية كما حدث يف

. الفرنسية و أفريقيا اجلنوبية الربيطانية بلدان أفريقيا الوسطىو املثال على ذلك ،تبين أحد البلدان للنظام القانوين و القضائي السائد يف بلد آخر -ب

تبين اجلمهورية التركية احلديثة للقانون املدين السويسري قانونا مدنيا هلا بدال من الشريعة 1948للقانون املدين املصري لعام 1949اإلسالمية و تبين اجلمهورية السورية عام

Page 80: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 80 -

و لقانون اجلزاء اللبناين أساسا لقانون عقوباا العام و قانون ،مبثابة قانون مدين هلا .عقوباا العسكرية

قد يتبىن جمتمع ما بصورة تلقائية جانبا من األدب الرمسي الفصيح الذي أنتجه -جلياذة و األوديسا من اتمع اليوناين و هكذا انتقلت ملحمتا اإل ،اتمع يف بلد آخر

و كذلك فعلت مسرحية روميو و جولييت ،القدمي إىل جمتمعات البلدان األخرى .االجنليزية و رواية البؤساء الفرنسية و فاوست األملانية و ألف ليلة و ليلة العربية

األمثال حيث جند بعض ،ما قيل عن اآلداب الرمسية يقال عن اآلداب الشعبية أيضا -د .)1("الشعبية متماثلة يف اللفظ و املعىن يف عشرة بلدان متجاورة أو متباعدة أحيانا

: حاالت املثاقفة - ثانيا

و منها احلالة "حلاالت متنوعة للمثاقفة"تعريفا BASTIDE "باستيد"قدم على مستوى املمكنة بعني االعتبار سواء "املثاقفة"و من املهم أخذ حاالت ،االستعمارية

بوصفها ظاهرة "املثاقفة"املنهج أم على مستوى املفهوم الذي تكون يف أذهاننا حول حالة من ةو عند حتليل أي. عامة و الذي غالبا ما يرتبط باحلالة اخلاصة اليت ندرسه فيها

فإذا أخذنا ،البد من النظر إىل اموعة املعطية و إىل األخرى املتلقية "املثاقفة"حاالت هذا املبدأ بعني االعتبار فسرعان ما نكتشف أنه ال يوجد ثقافة معطية فقط و ال ثقافة

"باستيد"و هلذا اقترح ،ال تكون أبدا أحادية االجتاه "فاملثاقفة" ،متلقية فقط بشكل دائمBASTIDE بدال من مصطلح "تقاطع الثقافات"أو "التداخل الثقايف املتبادل"مصطلح

"باستيد"يضع "و بالتايل ،ال يشري بشكل واضح إىل تبادلية هذا التأثري الذي "املثاقفة"BASTIDE األول عام ،)2("املمكنة "املثاقفة"ثالثة معايري أساسية لتحديد حاالت

.و الثاين ثقايف و الثالث اجتماعي

مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة ،سياسيةيومية الثورة ال ،املثاقفة و حوار الثقافات ،إحسان هندي. د :ينظر) 1( .28/01/2009عدد ،سوريا-دمشق ،و النشر

. 73ص ،مرجع سابق ،شتدوين كو :ينظر) 2(

Page 81: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 81 -

على الواقع الثقايف Manipulationهو وجود أو غياب السيطرة :املعيار األول :"للمثاقفة"و هنا تنشأ ثالث حاالت منطية ،و االجتماعي

كاملة أبدا يف الواقع "املثاقفة"و ال تكون حالة : عفوية و طبيعية و حرةحالة مثاقفة - اكما ال تكون موجهة و ال مضبوطة و يعود سبب التغري يف هذه احلالة إىل جمرد

.وفق منطقها الداخلي اخلاص ا ،االحتكاك و يتم بالنسبة لكال الثقافتني املعنيتنيية و ختدم مصلحة مجاعة واحدة فقط كما لكن طبيعتها قسر :حالة مثاقفة منظمة -ب

و هنا تكون اإلرادة أداة تغيري لثقافة اموعة اخلاضعة على ،يف العبودية و االحتاللو غالبا ،جزئية "املثاقفة"و تبقى ،بغية إخضاعها ملصاحل اموعة املسيطرة ،املدى القصري

و غالبا ،ل احلتميات الثقافيةبسبب جتاه) من وجهة نظر املسيطرين(ما تنتهي إىل الفشل ."املثاقفة"ما يكون ذلك انتزاعا للثقافة بدال من

و يقوم ،هدفها أن تكون منتظمة على املدى البعيد :حالة مثاقفة خمططة و مضبوطة -جيف النظام الرأمسايل ،التخطيط فيها على معرفة مفترضة باحلتميات االجتماعية و الثقافية

املخططة أن "للمثاقفة"و ميكن ،طيط أن يؤدي إىل احتالل جديدمثال ميكن هلذا التختنشأ نزوال عند طلب جمموعة تتمىن رؤية تطوير شكل حياا تشجيعا لتطورها

.االقتصادي .ذو طابع ثقايف و هو معيار نسبية التجانس و التنافر بني الثقافات املتواجهة :املعيار الثاين

و هو معيار نسبية انفتاح و انغالق اتمعات ،عيذو طابع اجتما :املعيار الثالثدائما أقل عرضة BASTIDE "باستيد"و تكون هذه اتمعات يف نظر ،املتماسة

للمؤثرات الثقافية اخلارجية كلما كانت ذات طابع اجتماعي قليل أي ذات متايز .أو جمتمعات تتسم بالفردية و التنوع ،اجتماعي قليل

بل عمل أيضا على ،"املثاقفة"بتصنيف حاالت BASTIDE "يدباست"مل يكتف " ،"املثاقفة"تفسريها عرب القيام بدراسة ملختلف العوامل اليت من شأا القيام بدور عملية

Page 82: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 82 -

إذ ميكن للعوامل املختلفة أن يعزز ،)1("دون غض النظر عن العوامل غري الثقافيةنكتف باملتغريات األكثر حتديدا وقوفا عند س ،أو حييد بعضها البعض اآلخر بشكل متبادل

:املتغريات التاليةيف اموعات املتواجهة أو املتماسة نتساءل من هي اموعة الغالبة :العامل السكاين - ا

عدديا و من هي األقل عددا؟ لكن علينا أال خنلط بني األغلبية اإلحصائية و األغلبية نرى أن األغلبية اإلحصائية تشكل أقلية على ،ثالففي احلالة االستعمارية م ،السياسية

.و هناك وجه آخر للعامل السكاين و هو بنية الشعوب املتماسة ،الصعيد السياسيكما يف (ة بإذ ترى سكانا يتكونون من غالبية عاز :نسبة اجلنس و اهلرم العمري -ب

.و غريها...أو العائالت املتشكلة) غزو األمريكتني أو يف بعض أمناط اهلجرة أين حصل االحتكاك؟ يف املستعمرات أم يف املدن؟ يف وسط ريفي :العامل البيئي -ج

أم يف وسط مديين؟ ما هي بنية العالقات البيعمرية؟ هل حنن إزاء عالقات هيمنة :العامل العرقي - د

أم خضوع؟ و ما هو منطها؟ هل هي أبوية أو تنافسية؟ و هل آثارها متعارضة؟يف دراسة خمتلف العوامل هو اهتمامنا الكبري مبختلف البىن املمكنة للعالقات املهم

."املثاقفة"االجتماعية ألن العوامل املذكورة تعمل من خالهلا لتحقيق عملية

:أنواع املثاقفة -ثالثا و الوظيفية يف التاريخ على * يقوم مفهوم البحث وفق قواعد املدرستني االنتشارية

بل على أا عناصر ،أشياء جمردةعلى أا جيب أن ال تفهم الثقافة : "عتقاد بأنهاالو تتمثل يف مجيع مظاهر التعبري اإلنساين سواء ،جتسدها و حتملها جمموعات بشرية عدة

أو تعلق باللباس و السكن ،تعلق األمر باألدب أو الفنون أو املعتقدات و األخالق

.74ص ،املرجع السابق: ينظر )1(يف إنكلترا، وأرجعت نشأة احلضارة سادت . للثقافة تعتمد األصل املركزي الواحد Diffusionnisme: نتشاريةاملدرسة اال*

.منه انتشرت إىل اتمعات اإلنسانية األخرى اإلنسانية كلّها إىل مصدر واحد، و

Page 83: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 83 -

و أمناط كل نوع منها، ،"املثاقفة"ع و اعتمادا على هذا الفهم تتحدد أنوا. )1("و األكلإضافة إىل ما ميكن اعتباره أنواعا "املثاقفة"و قد اختزهلا املؤرخون يف نوعني واضحني من

و يتم ذلك عرب آليات متعددة منها ما هو سياسي . أخرى و لكن الزال يشوا االلتباسساس مت تقسيم و على هذا األ ،و منها كذلك ما هو ثقايف ،أو عسكري أو اقتصادي

احلاجة "إىل نوعني متمايزين مت طرحهما على أساس املوقف من مفهوم "املثاقفة" القسرية أو القهرية "املثاقفة" –الطوعية أو التلقائية "املثاقفة" :"الثقافية

:املثاقفة التلقائية: أوالو هي يف العادة ،"املثاقفة"أبرز أنواع : "هي "املثاقفة التلقائية"يرى املؤرخون أن

و أحيانا بدائية تكاد تنحصر يف التالقح الناتج عن ،تتمظهر يف أشكال بسيطة و حمدودةمكاسب مباشرة ال تتصل بأية أبعاد االتصال احلريب أو السلمي الذي يراد منه حتقيق

أو احلصول على ،و من أمثلتها القريبة احلروب اليت هدفت للحصول على العبيد ،بنيوية . )2("ريات املادية و األرباح التجاريةاخل

التارخيية /اليت تدفع باجتاهها أسئلة اللحظة االجتماعية "املثاقفة"و يقصد ا تلك طارحة حاجتها الثقافية الفعلية مبا حيدد طبيعة ،احملددة اليت تعيشها اجلماعة البشرية

الطبيعية اليت من "املثاقفة"و ،لاألص "املثاقفة"و هي تعترب ،تفاعلها الثقايف مع اآلخرو عن طريقها ،خالهلا انتقلت مجيع الفنون و اآلداب و العلوم عرب أصقاع العامل املختلفة

Nathan "ناثان واشتيل"و يرى املؤرخ .رات و البؤر الثقافية التارخييةتكونت احلضا

WACHTEL ته قبل ذلك كانت البشرية قد عرف "املثاقفة"بعض هذه املظاهر من : "أنو من بينها ما عرفته شعوب و أمم منطقة الشرق ،يف أمكنة كثرية يف العصور القدمية

عليها يف عصور األوسط القدمي مثل نتائج و آثار لغزوات الفرس و الرومان و اليونانيني .)3("خمتلفة قبل امليالد من القرون اخلمسة بعده

.ابقمرجع س ،حممد باسل سليمان) 1( .املرجع نفسه) 2( .املرجع نفسه) 3(

Page 84: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 84 -

:)1(عرب املستويات التالية "املثاقفة التلقائية أو الطوعية"و تتم ممارسة و يعين إذابة املنتج الثقايف األجنيب و إدخاله ضمن النسيج الثقايف :مستوى التمثل -1

،ه بصورة كاملةحيث يتم طرح الوشائج و الروابط املتكاملة الكفيلة باستيعاب ،الوطينو مثال ذلك ما حدث للرواية و املسرحية ،حبيث ال ميكن متييزه باعتباره عنصرا وافدا

باعتبارمها نوعني أدبيني وافدين بصورة كلية على الثقافة ،يف مصر و العامل العريبو كذلك ما حدث للرومانسية و الواقعية و الواقعية السحرية باعتبارها مذاهب ،العربية

. ة وافدة بذات القدر على هذه الثقافةأدبييف إطار من عدم الرفض الذي ،و يقصد به التعايش و التجاور :مستوى التكيف -2

و يتجلى ذلك يف موقف الثقافة العربية من االجتاهات الذائعة ،قد ال يعين قبوال تاما ثقايف الوطين و لكنها قد ال تعرب عن الواقع االجتماعي ال ،الصيت على الصعيد العاملي

و إن كانت ال تناهض مستقراته و ال تتناقض مع ،و ال تنطلق من حاجاته الثقافية .مسلماته

و مثال ذلك أنه ميكن مالحظة ذلك يف املوقف من املوسيقى األوروبية الكالسيكية الية و كذلك االجتاهات املستقبلية و السريي ،أو احلديثة و فنون األوبرا و الباليه و غريها

اليت تواجدت يف جمايل الفن التشكيلي و األدب اليت ظهرت يف ثالثينيات أو أربعينيات مثل ،و فنون و آداب و نظريات احلداثة و ما بعدها اليت تتواجد اآلن ،القرن املاضي

.املوقف من البنيوية و التفكيكية و قصيدة النثر و الرواية اجلديدةقصود به عدم التالؤم على أي حنو مع العناصر و امل :مستوى التحصن و الرفض -3

إن مل يكن حماربتها -بل جتنبها و جتاهلها و حصارها يف نقطة منعزلة ،الوافدةو هذا ما ميكن مالحظته يف املوقف من اآلداب اليت متثل الرؤى املتناقضة - و مهامجتها

اير يف أولوياته الفكريةمع املستقرات الوطنية و اجلمالية من حيث أا ناجتة عن واقع مغ :نظرأ ، 2009 ،مسامهة يف نظرية األدب املقارن-املثاقفة و سؤال اهلوية ،صالح السروي. د) 1(

http://www.diwanalarab.com/spip.php?article19550

Page 85: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 85 -

يف املوقف من األدب اإلباحي و ميكن مالحظة ذلك على حنو تقرييب ،و اجلماليةأو املوقف من التطبيع الثقايف مع العدو الصهيوين و األدباء ،أو اترئ على املقدسات

. املطبعني معهمن قبل ،و من املفيد التأكيد على أن هذه املستويات ميكن أن متارس إحداها

خمتلفة داخل أو متارس كلها من قبل قطاعات ،أو من قبل مؤسسة ،شخص معني .اجلماعة الثقافية الواحدة

يعد أكثر اتساعا و تأثريا و قابلية لالستمرارية "املثاقفة"و هناك نوع آخر من . "املثاقفة القسرية أو القهرية"و يسمى هذا النوع ،و التواصل من عصر لعصر

:املثاقفة القسرية: ثانياسيطرة شعب أو أمة على أخرى بواسطة متلقاة باإلكراه بعد "املثاقفة"و تكون هذه

اليت تقوم على فرض أمناط سلوكية "املثاقفة"و املقصود ا تلك ،القوة يف احلروبمفهومية ال تتطلبها و ال تسعى إليها اجلماعة البشرية احملددة يف طورها /و أطر معرفية

الذي يدعم أغراضا و هي بذلك تعد نوعا من اإلمالء الثقايف ،االجتماعي التارخيي احملدد . العسكرية و السياسية و االقتصادية: أخرى تندرج يف إطار اهليمنة بأشكاهلا املتداخلة

دائما بشكل مباشر عرب هضم احلقوق السياسية و االقتصادية "املثاقفة"و تتم هذه و كذلك املس بالشعائر الدينية و األعراف ،و تغيري املفاهيم االجتماعية السائدة

.التقاليد الرائجة للثقافة املستهدفةو و يذكر يف هذا السياق النتائج اليت ترتبت على هجرات القبائل السامية يف عصور

على ،ما قبل امليالد من اجلزيرة إىل بالد ما بني النهرين و أرض كنعان و ما بينهماو انتشار املنتجات ،فيةاملستويات االقتصادية و السياسية و الفكرية و االجتماعية و الثقا

احلضارية و الثقافية هلذه اهلجرات حىت بلوغها املناطق املغاربية و ما جياورها من املناطق

Page 86: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 86 -

حيث ال تزال اللغة األمازيغية و موروث الثقافة األمازيغية ماثال و حبيوية حىت ،األفريقيةكانت هذه : "أنه "ونابن خلد"و يذكر املؤرخ العريب املغريب ،اليوم يف هذه املناطق

من صور إىل ) كنعانيو الشمال(الثقافة قد وصلت إىل تلك املناطق عندما انتقل الفينيقيون و أم أخذوا اسم ،قرطاج و استقرارهم فيها و انتشارهم إىل املناطق احمليطة و ااورة

ان يف الذي نسبت إليه أرض كنع "كنعان"أحد أبناء " مازيغ"األمازيغ نسبة إىل جدهم .)1("شرق املتوسط بعد استقراره من هجرته فيها

تعلو يف العقود ،يف منطقتنا العربية القدمية "املثاقفة"ظلت مالمح هذا النوع من و أخذت يف بعض األحيان شكل اإلكراه الديين عندما ،اخلمسة األوىل قبل اإلسالم

اق و اإلثنيات على إتباع تلك يعتنق احلاكم ديانة فيجر من حتت حكمه من خمتلف األعركما تثبت املعطيات التارخيية أن نتائج سيطرة األوروبيني على اهلنود . الديانة و اإلميان ا

و إجبارهم ،و هضم حقوقهم االقتصادية و السياسية ،يف أمريكا الشمالية و اجلنوبية معاغداة ،الدينية و كذلك املس بشعائرهم ،على القبول بقيم و معرف اجتماعية جديدة

فرضت على سكان البالد باإلكراه "قسرية مثاقفة"هي ،االكتشافات اجلغرافية الكربى .و القوة

"املثاقفة االستقرائية و امليدانية"و استدل املؤرخون و األنثروبولوجيون من أسئلة تأثرياا معا على أن مسارها ميكن أن يأخذ أمناطا متعددة و متفاوتة يف قدرة و كفاءة

اليت تكون عادة خمتلفة بني زمان و آخر و من مكان إىل آخر و بني قوة ،البنيويةأن أحد Nathan WACHTEL "ناثان واشيل"و يذكر املؤرخ . و أخرى "مثاقفة"

:"مها ما يلي "املثاقفة"أبرز األمناط اليت تكون عليها أنواع فة احمللية لعناصر من ثقافة أجنبية و عوامل الذي يقوم على اقتباس الثقا :منط الدمج -1 مساعدة على التثاقف دون أن يؤدي ذلك االقتباس إىل تغيري كبري يف قيم الثقافة "مثاقفة" .مرجع سابق ،حممد سليمان) 1(

Page 87: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 87 -

و التغيري املقصود هنا و بدقة ذلك الذي ال يرتع من ،احمللية أو يؤدي إىل ايارها حبيث تستطيع العودة إىل منطيتها األصلية ،عناصر كينونتها األساسية "املتثاقفة الثقافة"

.عندما تقتضي معطيات الواقع ضرورة هذه العودةالذي ينتج عرب تشرب ،"املثاقفة"و هو النمط األكثر شهرة يف أنواع :منط التمثل -2

ق مفاعيل مقتبسة من واقع الثقافة احمللية تدرجييا لعناصر تكوين الثقافة األجنبية و خلالتفاعل التثاقفي إلنشاء قيم و مفاهيم و معارف سلوك جديدة مستلهمة روح و دينامية

لتفسح اال إلمكانيات إحالهلا حمل ،مضامني العناصر املكتسبة من الثقافة املندمج ا .)1("ملسيطرةالتقاليد و القيم احمللية و االنقياد بشكل تفصيلي لقيم الثقافة األجنبية ا

أمناط أخرى عديدة غالبا "املثاقفة"يف أنواع "التمثل"و "الدمج"و تندرج بني منطي فيما يتصل بالسكن ،و يكون تأثري الثقافة األوروبية فيها مثاال واضحا ،ما تكون توفيقية

فهوم و التنظيم السياسي و إتباع املذاهب و املعتقدات اجلديدة يف الدين و العبادة و م .القداسة و شفاعة القديسني و غريها

يف العصر احلديث يف حماوالت القوى "املثاقفة القسرية"تتجلى أهم أشكال ،االحتاللية حمو اللغات الوطنية و بالتايل الثقافات الوطنية و إحالل لغاا و ثقافاا حملهم

الغربيف الشمال و و من النماذج الصارخة على ذلك ما حاوله االحتالل الفرنسيعن طريق ،و منها ما حتاوله فعاليات العوملة اآلن من حماوالت الطمس الثقايف ،األفريقيني

:"عدة آليات تتحرك عربها "املثاقفة"و هلذه . ما مسي بصدام احلضاراتو يتم ذلك عن طريق اختالق أو ابتعاث اهلويات الصغرى :تفتيت اهلوية الوطنية -1

كأن يتم تسليط الضوء على أشكال من ،ات الوعي الزائف الالتارخييبأصولياا ذبشكل منفصل عن اجلامعة الثقافية ،الثقافة و األدب املنتميني إىل طائفة أو منطقة بعينها

و اختراع أجبدية مثال ذلك العمل على حماولة إحياء اللغة النوبية ،الوطنية أو القومية .املرجع السابق ،د سليمانحمم) 1(

Page 88: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 88 -

و ترسيخ مفهوم يسمى باألدب النويب و الثقافة النوبية و حماولة صرف النظر ،للكتابة او كذلك العمل على إحياء اللغة القبطية و احلديث عن ،عن انتمائهما إىل الثقافة املصرية

.األدب القبطي أو األدب اإلسالمي مبعزل عن األدب الوطين املصري عن طريق التحكم يف برامج التعليم و اإلعالم و اجلوائز :إلحالل و اإلزاحةا -2

و بالتايل احلكم بالسلب ،"الروائع"و هي تلك املمارسات اليت حتدد مفهوم ،و الترمجةو من قبيل ذلك ما يتم ،على حنو غري مباشر على األعمال اليت متثل ما هو خمالف لذلك

كثيف االهتمام اإلعالمي و منح اجلوائز و القيام بالترمجة من تسليط األضواء عن طريق تمثل تلك ،على األعمال األدبية اليت تقوم بنقد و تسفيه املوروثات الثقافية التقليدية

اليت تم باملمارسات Féminisme "النسوية"األعمال املنتمية إىل ما يعرف ب املمارسات الغري العادلة و الشاذة يف حميط مثل اخلتان و (الفلكلورية املتعلقة بقضايا املرأة

أو تلك األعمال اليت تطرح نوعا من ،يف اتمعات العربية) العالقة بني الرجل و املرأةاجلرأة األخالقية و السلوكية و تقوم بطرح رؤى مناقضة للعناصر املكونة لألبنية الثقافية

"استشراقية"ليها باعتبارها متثل نظرة كل هذه األعمال يتم النظر إ ،التقليدية أو السائدة Orientalisteو ال متثل نقدا لعناصر الثقافة الوطنية من خالل االنتماء ،للثقافة الوطنية

،إن االحتفاء ذه األعمال يتم على أساس اخلطاب الذي تتبناه ،للثقافة الوطنية ذاا- لذي تتبناه دوائر املركز األوروو هو دائما ما يكون مواتيا ملتطلبات اخلطاب العوملي ا

.أمريكي بقطع النظر عن قيمتها الفنية قياسا باألعمال اإلبداعية املعاصرة هلاو ذلك عن طريق طرح األسئلة اليت تنبع من بيئة ثقافية :خلق احلاجات الثقافية -3

باعتبارها ممثلة للتوجهات ،أمريكي و تعميمها على حنو تنميطي- ختص املركز األوروو مثال ذلك ما يتم طرحه اآلن عن طريق األيديولوجيات ،العاملية و املمثلة لروح العصر

و طرح األيدولوجيا الرأمسالية الليربالية اجلديدة باعتبارها ،االقتصادوية و ما بعد احلداثية .)1("أيديولوجيا اية التاريخ

.1998 ،القاهرة ديسمرب،/، أكتوبر25ع ،عامل الفكر ،ىوداعا للطبقة الوسط ،رمزي زكي. د: ينظر) 1(

Page 89: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 89 -

،لدى كل شعب على حدا ،من زاوية أخرى يعين هذا أن التطور الثقايف و اجلمايل و لدى البشرية عامة مشروط بعناصر متعددة يف النظام الروحي و اإلبداعي لدى هذا

وطنية و خارجية تولدت حيث تقود مكونات هذه العناصر إىل مصادر ،الشعب أو غريه و بشكل فين طموح ملراحل ،أرخت بطرق ظاهرة و خفية ،عنها ظواهر و نزعات

مبا جيعلنا ،و أحداث اجتماعية و صدامات أيديولوجية و أخالقية و أالم إنسانية عميقةنقبل اليوم حبقيقة علمية قاطعة بأن أدب كل فترة و كل شعب قد خضع يف منوه إىل

ثقافية و احلركات األيديولوجية عرب الغزوات ال) مع اآلخر(تالحق قاعدة اتصال م .املفاهيم اجلمالية للشعوب ااورة املتقاربة و املتباعدةو

فلقد سامهت العالقات اإلبداعية املتبادلة يف إغناء اآلداب الوطنية مبساعدة التقاليد هذه العالقات الثقافية طاقة اإلبداع حبيث حفزت ،اليت أرستها التحوالت األدبية العاملية

حيث تتمظهر اإلمكانية الراهنة للدراسات ،لدى األدباء يف خمتلف الشعوب و األجيالاملقارنة يف واقع التنوع و التعقيد مستدلة باحملددات الوطنية و العاملية لالجتاهات الروحية

نها من آثار على خمتلف و الفكرية و كذلك أثر القيم الفنية و الفكرية و ما يتولد ع األصعدة فيمكننا حتديد طبيعة و دور الشروط املختلفة اليت تقف وراء الظواهر الفنية

على قاعدة حتليل شامل و مقارن لتلك الشروط ،و أمهية هذه الشروط الدائمة أو املؤقتة .و الظواهر

املتعددة للظواهر األدبية "املثاقفة"من هنا فإن الدراسة املقارنة املبنية على آليات " و الثقافية العامة ميكنها أن تسهم يف حتقيق رؤية أفضل و تقدير أكثر دقة لالجتاهات اليت

و كذلك الكشف الدقيق عن ما ميكن أن ،تصاحب التحوالت اجلمالية الثقافية العامةو ذلك ،)1("ميثل نظاما عاما داخل اخلصوصية األدبية الوطنية عرب حقبة تارخيية كاملة

.عرب منهجية تقوم على الكشف عن اخلطوط الرئيسية العامة و اخلاصة للظواهر األدبية

.135ص ، 1987 ،الدار البيضاء ،املركز الثقايف العريب ،مدارس األدب املقارن ،سعيد علوش )1(

Page 90: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 90 -

.املثاقفة القنوات و اآلليات: املبحث الثالث

.قنوات املثاقفة :أوال

.آليات املثاقفة :ثانيا

Page 91: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 91 -

:قنوات املثاقفة - أوالتعرف احلضارة على أا أمسى العالئق اإلنسانية املتثاقفة بالعدالة و املبادئ األخالقية

ه جمتمع منو هكذا تكون احلضارة هي اجلهد الذي يبذل ،و الثقافية و اجلماليةو متثل . مجيع نواحي احلياة املعنوية و املادية اتمعات يف خدمة اتمع البشري يف

الثقافة اجلانب املعنوي للحضارة كما أسلفنا بالذكر يف الفصل السابق، ذلك أا متثل القيم الثابتة و املبادئ الراسخة اليت تقوم عليها احلضارة، و هذا يعين أن اجلوانب

افة، فتكون احلضارة أوسع من الروحية و األخالقية للحضارة مأخوذة و مكتسبة من الثق .)1(الثقافة

أما التعدد أو التنوع الثقايف فهو سنة كونية و ضرورة اجتماعية و تارخيية و ضمان الطور األرقى "فإذا سلمنا بوجود التعددية و بكوا ،للنهوض اإلنساين و ارتقاء للحياة

ات و تناقضات و تباينات فالبد من التسليم بوجود اختالف ،)2("يف سلم تقدم اإلنسان .يف اآلراء و املعتقدات و املصاحل و املرجعيات اإليديولوجية

و لقد أصبح اإلقرار بالتنوع الثقايف و محايته قانوناً دولياً فقد جاء يف املادة األوىل : املذكورة سابقا من إعالن مبادئ التعاون الثقايف الدويل أن

و إن من حق كل شعب ،ب احترامها و احملافظة عليهالكل ثقافة كرامة و قيمة جي" مبا فيها من تنوع خصيب ،و إن مجيع الثقافات تشكل ،و من واجبه أن ينمي ثقافته

".جزءاً من التراث الذي يشترك يف ملكيته البشر مجيعا ،و تأثري متبادل قي باألفكار و مبا أن احلضارة ال يدركها إال الوعي باملتغريات اجلمالية و الر

و األخالق فإن احلضارات ال تتصارع بل تتحاور و تتالقى لالرتقاء مبفهوم احلضارة و العامل غين بثقافات القارات اخلمس و احلوار ،بعيداً عن اجلنس و اللون و املكان

ص ،2001ماليزيا-كوالملبور ،ية العامليةاجلامعة اإلسالم ،مدخل إىل التاريخ و احلضارة اإلسالمية ،خليل عماد الدين )1(287.

: أنظر ،حوار احلضارات ،حممد سعيد ياقوت )2(http://www.marabicfriends.com/vb/showthread.php?p=4093

Page 92: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 92 -

فتاريخ البشر سلسلة من التنقالت ،احلضاري هو الصيغة املثلى لتعايشها و انسجامها ن االنتقال من احلضارة الفرعونية و هكذا كا ،تقودها يف عصر ما حضارة ما

اإلسالمية و اآلن –و اآلشورية و الفينيقية إىل احلضارة اليونانية مث الرومانية فالعربية و لقد كان التاريخ مرهوناً بتنوع الثقافات و تفاعلها و اختالف ،احلداثة الغربية

.)1(آرائها و االلتقاء بالثقافات األخرى "باملثاقفة"و ألن اإلنسان مدين بطبعه فالبد له

و بدال من ،فيؤثر و يتأثر بثقافة اآلخر مع احملافظة على خصوصيته ،و االحتكاك معهاصراع احلضارات يصبح حتميا علينا يف هذا الوقت الذي ميوج فيه العامل يف كثري من

،مأن ننشد إىل الكشف عن مضامني ثقافية مشتركة بني ثقافات هذه األم ،التحدياتفتأيت هنا أمهية احلوار يف بناء احلضارة اإلنسانية املشتركة و التعايش السلمي الغين

كان "املثاقفة"و لتسهيل أمر .بالثقافات املتنوعة و التقارب بني وجهات النظر املتباينة "املثاقفة"تفتح باب احلوار بني الثقافات حتقيقا ألهداف "قنوات"البد من وجود

ن هذه القنوات لدينا تدريس اللغات األجنبية و آداا و هو وسيلة هامة و م ،املنشودةألن اللغة تساعد على فهم ثقافة ،للحوار و التواصل الثقايف يف حقول البحث املختلفة

فاللغة عامل هام للتقارب بني الشعوب فهي حاضنة للثقافة و هي ،اآلخر و احملاورة معه .ر و أداة اإلفهام و التعبري و وعاء العلوموسيلة للتأثري يف العقل و الشعو

و الذي خرج ،"بوخاريست"قسم اللغة العربية جبامعة "و هناك على سبيل املثال و قد ،و أكثريتهم من اجلنسية الرومانية ،عددا كبريا من الطالب من جنسيات خمتلفة

و اتضحت هلم ثقافتنا ،اطلع هؤالء على الثقافة العربية من خالل تعلمهم للغة العربيةفقام عدد كبري من املتخرجني بترمجة األعمال األدبية العربية إىل ،على صورا الصحيحة

كما ألفوا كتبا عن احلضارة العربية و وضعوا كتباً لتعليم اللغة العربية ،الرومانية

:نظري ،احلضارة اإلسالمية و مد جسور احلوار احلضاري ،سها شريف )1(http://boukerchmohamed.unblog.fr/2009/08/12

Page 93: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 93 -

فاللغة هي .)1("و قواميس و نشروا مقاالت و حبوث و أعطوا الوجه احلضاري للعربمفتاح الثقافة و التعارف بني األمم و إدراكها حلضارات و ثقافات و تفكري الشعوب

.األخرىكوا وسيط "م قناة للمثاقفةأه"و بتعلم اللغة يتضح دور الترمجة باعتبارها

يف حماضرة "عبده عبود"و يقول األستاذ ،للتواصل الثقايف و إثراء الثقافات األخرى : ألقاها يف جامعة بون عن أمهية الترمجات األدبية يف حوار احلضارات

فعندما ،األدب هو مرآة املعطيات االجتماعية و احلضارية للشعب و اتمع و الثقافة" رجم األعمال األدبية من لغة أجنبية يتمكن قارئ هذه اللغة من أخذ انطباع عن تت

الترمجة أهم قنوات "و ،املعطيات االجتماعية و احلضارية عن شعب أو أمة غريبةفالترمجة وسيطاً ثقافياً تنقل الوجه احلضاري الصحيح . )2(""احلوار بني احلضارات

و ثقافة الطرف اآلخر و بالتايل التفاعل و تفتح باب فهم معارف و تاريخ ،لألمةو قد وفقت اخلربات األجنبية املتخصصة باألدب العريب احلضاري الغين ،و احلوار معه

و يتجلى دور الترمجة هنا ،يف تصحيح الصورة املشوهة اليت زرعها البعض عن حضارتنا إىل العامل الغريب يف كوا األداة الوحيدة اليت استطاعت نقل تراثنا احلضاري العريب

.و زادت الروابط بني عاملنا و العامل الغريب، أوال قناة تعليم اللغات األجنبية اليت ميكن من خالهلا "للمثاقفة"توجد قناتان ،إذن

و ثانيا ترمجة األعمال و األعمال األدبية حتديدا ،التعرف على حضارة أجنبية أخرىلكن لتعليم اللغات األجنبية حدود طبيعية، حيث ،فة أمة ماألا تربز الوجه احلقيقي لثقا

أو احلوار "املثاقفة الترمجة أهم قنوات"هلذا تبقى ،ال ميكن للمرء أن يتعلّم كافة اللغات .بني احلضارات

.13ص ،1980 ،دمشق ،دار الثقافة ،أسس احلضارة اإلسالمية و وسائلها ،عبد الرمحن حسن حبنكة امليداين )1( :نظري ، 2003 ،تبقى الترمجة أهم قنوات احلوار بني احلضارات ،عبده عبود) 2(

http://ar.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-337/_nr-11/i.html

Page 94: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 94 -

: تعليم اللغات األجنبيةاملثاقفة عرب قناة -1باستخراج بعض ،يسمح تذكرينا السابق باملعطيات األنتروبولوجية األساسية

و من ،"مثاقفة"اخلصائص اليت يتسم ا تعليم اللغات األجنبية، و الذي يعترب قناة الضروري هنا معرفة العوامل و الظروف و حتليل الشروط اليت يتم فيها تلقني الثقافات

فقد. املنجزة عرب هذا التعليم "للمثاقفة"ألجنبية، لنقوم بناء على هذا بوضع حدود اانطالقا من كوا "املثاقفة"أشرنا سابقا كيف كان األنتربولوجيون متمسكني بتعريف

"ريدفيلد لينتون"و نسترجع هنا قول كل من ،اتصاال مستمرا و مباشرا بني ثقافتنيRedfield LINTON وفيتشهريسك"و" HERSKOVITS أن 1938يف مؤمتر :

اتصال مباشر و متواصل بني أفراد جمموعة من الظواهر الناجتة عن "املثاقفة"" ."ينتمون إىل ثقافات خمتلفة

اليت نضطر إىل العثور عليها يف أغلب و يف الواقع إن وضعيات من هذا الصنف هي ،يقدمها التعليم ليست من هذا الطابع ذلك فإن الوضعية اليتمن رغم بالو ،احلاالت

و هنا . فاالتصال الذي تعقده املدرسة بني واقعتني ثقافيتني ليس مباشرا و ال مستمرا :"تكمن الفكرة املركزية اليت تستخلص منها النتائج التالية

ليم حينما يتعلق األمر بثقافة أجنبية، فإن الثقافة امللقنة تكون غائبة، ألن هذا التع أ ـ و من املستحيل أن يكون ،يوجه للتالميذ يف جل األحوال وسط ثقافتهم اخلاصة

فهذه ،للتالميذ من خالله اتصال باملعىن الدقيق للكلمة مع حقيقة قد حتضر هلم فعالفهي ال تعترب اإلطار الذي ،احلقيقة تقدم هلم ببساطة فقط، و لكنها ليست ماثلة أمامهم

.املألوفجيري فيه وجودهم اليومي فهي ليست إال ،ال ميكن أن تكون الثقافة امللقنة موضوع إدراك واقعي ـب

إن هذه الثقافة ال تتجلى أمام متلقنيها إذ ال توجد بالنسبة إىل ،موضوع تصور فقط

Page 95: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 95 -

التالميذ إال من خالل الوثائق املختلفة اليت يقدمها األستاذ هلم، و من خالل اخلطاب بوصفه مماثال هلذه الثقافة املتحققة الل املعلومات اليت مينحها،الذي يعرضه، و من خ

إن التعليم هلذا ال يقوم إذن باكتشاف احلضارة اليت يضطلع ،و الواقعية يف مكان آخرإنه يكون عنها التمثل املمكن، و يتيح نظرة إليها فقط و تأويالت ال ،مبهمة إيصاهلا

.ن نتوجه إليهم بالتعليمتتوقف عن إثارة العوامل الذهنية للذيإا صورة ال ،إن هذه الثقافة غائبة عن التالميذ إذن، و تبقى متصورة فقط ج ـ

يف ،تتوقف عن إعادة تكوين نفسها، و تشكيلها و حتصينها و تكثيفها و تكميلهاالوقت نفسه الذي يتالحق فيه االقتراب من احلقيقة اليت ترغب الصورة يف مطابقتها

.)1("مثل كل الصور ال تكون أقل خضوعا لقوانني املتخيللكنها املتحققة عرب قناة التعليم غري متصلة و متناوبة ألا ال جتري إال أثناء "املثاقفة"إن

هلذا ،مث جيد التلميذ نفسه غارقا يف ثقافته األصلية ما دام مقيما يف وطنه ،ساعات التعليممثاقفة "جل األنثربولوجيني أساسا حلدوث ط يعتربهيبدو التعليم عاجزا عن حتقيق شر

و مع ذلك يقوم التعليم بتوظيف طرائق أخرى إذا مل ،يعين استمرار االتصال "حقيقية .تتفادى نقائص االتصال، فإا حتصر سلبياته على األقل

صل و املعلومات املقدمة أثناء الدرس ت ،شروطا إجيابية "للمثاقفة"إن التعليم حيقق درجة عالية من الكثافة، باإلضافة إىل ذلك إا تفسر و تعطى لتعرف يف عمقها يف

حيدد الدور احلقيقي الذي من هنا ،عالقة مع حوافزها و تارخيها و مصريها و حميطها يقوم به التعليم، على أنه حيسس بسمات ثقافية أخرى، و أمناط احلياة و التصرف

،"نسبية ثقافية"ينمي لدى التلميذ حس األجنبيةم اللغات باختصار، إن تعلي ،التفكري وو ينبغي أن نفهم بالنسبية الثقافية الفلسفة املولدة الحترام متبادل مبين على وقائع تربز

هذه الوقائع تبني أن لكل جمتمع قيما تفرض واجبات بؤرة التشاات بني الثقافات، و

.مرجع سابق ،أندري تيفيالن: ينظر )1(

Page 96: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 96 -

هكذا يكتشف التلميذ أن ،جديرة باالحترام حىت لو كانت خمتلفة عما تستلزمه قيمنا بني مناذج يالئمون بني سلوكهم و أناسا يف موضع ما يف العامل يعيشون بكيفية خمتلفة و

هكذا يعمل على توسيع و. هذا أن يكونوا مماثليهمن رغم بالأخرى دون أن يتوقفوا خيترق أيضا ما يشكل أفكار أخرى و وقت الذي يعي فيه حقيقة سلوكات ونظرته يف ال

. مع ذاته اختالفا و تطابقا :املثاقفة عرب قناة الترمجة - 2

الترمجة فعل ثقايف متطور يعرب عن إجناز اجتماعي نشيط هادف و بناء، يرمي إىل ه باستيعابه ألكرب قدر من يف بيئته و تنمو فعاليت "املثاقفة"توسيع دائرة احلوار و

حصـائد املعارف اإلنـسانية، و اكتساب خربات اآلخرين لتكون سالحه يف التطور و االرتقاء و املنافسة مث العطاء احلضاري الثري، و الترمجة هي مفتاح األمم لتجنب

االنغالق الفكري من جهة، و التخلص من التبعية املطلقة املفضية إىل الذوبان يف اآلخر .من جهة أخرى

تكاد تكون قناة الترمجة قدمية قدم اتمع البشري و تعدد أممه و لغاته، فلم يكن " اختالف األلسنة يف عصر من عصور التاريخ حاجزا حيول دون انتشار مظاهر احلضارة

متشوقا ،و التواصل مع غريه "املثاقفة"ألن اإلنسان كان تواقا إىل ،من مكان إىل آخر و كانت الترمجة دائما هي أبرز وسيط يرضي مه العلمي ،ق أرحب من املعرفةإىل آفا

لذلك فقد مارستها خمتلف احلضارات اإلنسانية، و أفسحت . )1("و يشبع فضوله املعريفهلا جماال واسعا يف حركتها احلضارية، و كانت إحدى الوسائل اليت استندت إليها يف

ر ثقافتها الذاتية، و إليها يرجع الفضل يف مد جسور صياغة منظومتها املعرفية، و تطويبني الشعوب، و فتح جماالت التفاعل بني الثقافات املختلفة، فكانت "املثاقفة"احلوار و

بذلك القناة الفعالة اليت تدفقت منها املعارف اإلنسانية لتنتقل بني بين البشر و تتراكم،

.مرجع سابق ،حممد زرمان )1(

Page 97: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 97 -

فيستفيد الالحق من السابق، إىل أن ارتقى العقل البشري إىل املكانة اليت انتهى إليها و يف جمرى حتقيق التواصل بني الثقافات، حظيت الترمجة دوما مبكانة عالية، ،اليوم

.اإلثنيات و األعراق، إىل حماولة تأسيس حوار إنساين و تنمية الوعي به تعدت حدودحية إال إذا كانت تعبريا "مثاقفة"ة أن تكون تواصال مثمرا و و ال ميكن للترمج

صادقا عن إرادة طموحة لتغيري الواقع، و استعدادا للدخول يف حوار عميق مع إجنازات و فتوحات العلم لتحويلها إىل وقود يغذي حركة التحول الشامل يف اتمع، و من مث

ري للتطور االجتماعي للذاتية احلضارية يف تكون الكتب املترمجة دالة على املضمون الفكاتصاهلا بالعامل الواسع و استجابة لقضايا اتمع و إشباعا لرغبته يف النهوض، و قد

أثبتت املسرية التارخيية لإلنسانية عرب العصور، أن ازدهار الترمجة كان دائما رديفا حلركة ، مما يكشف عن عالقة طردية النهوض االجتماعي، و مالزما للتقدم املطرد للمجتمعات

.واضحة و حامسة بني النهضة من ناحية و الترمجة من الناحية األخرىمنذ أول ممارسة "القائمة عرب قناة الترمجة تبدو متعددة، "املثاقفة"هذه شواهد

Livius ANDRONICUS "أندرونيكوس ليفيوس"معروفة هلا يف التاريخ، قام ا الالتينية، لتشق إىل" أوديسة هومريوس"امليالدي، حني ترجم منتصف القرن الثالث

بانتقال معارف العرب بعدها اللغة اليونانية طريقها يف أدب و فكر الرومان، و مرورا طريق اسبانيا و علومهم مترمجة إىل لغات أوروبا اجلنوبية يف العصور الوسطى، عن

.)1("يه أوروبا إىل عصر النهضةو صقلية و البندقية، لتمثل اجلسر الذي عربت علإليها و نظر ،مثلت الترمجة قناة هامة من قنواا"، "املثاقفة"و على مدى هذه

، و إن مل مينع ذلك من أخذها حبذر يف بعض األحيان،"الترقي"باعتبارها لصيقة اجس أن يشترط يفخشية توغل اآلخر الفاتن و الباعث على الريبة من خالل أعماهلا، مما دعا

السر و على كامت ،الترامجة أن يكونوا مسلحني بأقوى جانب من األمانة و الصدق

العدد ،مؤسسة عمان للصحافة و النشر و اإلعالن ،جملة نزوى ،درس الترمجة و جدل الذات اآلخر ،حممد حافظ دياب) 1(16، 2009 .

Page 98: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 98 -

هم، فمن وجده خارجا عن الشروط، النظر فيهم و تفحصهم و االطالع على مقاصداعتبار "هكذا يظهر أن . )1("و استعوضه بغريه ممن جتتمع فيه الشروط الالزمة منعه

، صادر عن إمكان النظر إليها بوصفها مؤشرا للتعبري عن السجال "الترمجة قناة مثاقفةلى و جماال ميارس تأثريه يف هذا السجال، و وسيلة نستدل ا ع ،"املثاقفة"حول

، هو أيضا "الترمجة بوصفها قناة مثاقفة"إمكانات و مظاهر ذلك أن النظر يف .توجهاته . "املثاقفة"ديناميات هذه إلمكانات و مظاهر الصراع و التكيف من اكتشاف

إن املنظور اللغوي الذي سلكته مقاربة الترمجة يف تعريفها، قد خلف فرضيات فقط، للمصطلح من لغة املصدر إىل لغة اهلدف، فيما أا جمرد ضبطتقوم على النظر إليها على

و هو ،االقتراب من حتقيق هذه الرؤية، يستدعي الطرح األنثروبولوجي أكثر من سواهالترمجة، ال ضمن حدودها اللغوية فحسب بل يف إطار إشكالية طرح يقوم على مقاربة

.و يوفر هلا شروطهابتفاعل حضاري، ميت إليها، ، اليت تربطها"املثاقفة" :الرؤية، نقدم تعريفا للترمجة و يف مسعى لتحقيق هذه

على إعادة التأهيل الواعي للثقافة اإلنسانية استنادا إىل ، يقوم"الترمجة فعل مثاقفة"" .)2("و حرية التعرف على اآلخر حرية التعبري عن الذات

حقيقتها جدليات الترمجة، متثل يف ،يشتمل هذا التعريف على جمموعة مكونات و هي ذا املعىن فعل حمرك، يدفع الثقافات للتواصل على مستوى النصوص اليت

النصوص، مبا و قد ترقى يف أفضل حاالا إىل استيعاب و إعادة تأويل هذه ،أبدعتهاوقيع باعتبارها كتابة بت جيعل الثقافة املترجم هلا تواجه تقدمها، حني ال يتم االكتفاء ا

فعالياا حني و قد تبلغ أجنع ،اآلخر، بل بتطويعها ملقتضيات متثل املعارف و العلومتستهدف املسامهة يف إنتاج شروط إغناء dialogical "عالقة حوارية" تتخذ شكل

.بني الثقافات "املثاقفة"

العامة للكتاب، القاهرة، ، اهليت املصرية)امساجلزء اخل(نشا صبح األعشى يف صناعة اإل ،أبو العباس القلقشندي) 1( .459ص ، 1964

.نفسه املرجع )2(

Page 99: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 99 -

تعمل على إعادة التأهيل الواعي للثقافة "الترمجة قناة مثاقفة"إذا ما اعتربنا أن :"و متتابعة فإا يف إطار هذا اهلدف، تتسع لتشمل أبعادا ثالثة مترابطة ،اإلنسانية

مكوناا ريف، يتصل باختيار النصوص األجنبية، و الوقوف علىمع :البعد األول - .حصيلتها و مرجعياا، حىت نستطيع احلكم على مدى قابلية اإلفادة منها و تثمني

الصوتية :لغوي، يرتبط بالتقاء معقد حلقول علوم اللغة املختلفة :البعد الثاين -إجراءات ، حتقيقا لسالمة)1("ملعجميةو النحوية و الصرفية و الداللية و األسلوبية و ا

و الشيوع الترمجة، و إن كان اخلالف قائما ال يزال يف هذا الصدد، ما بني مبدأ اإلطراء و احلجة اللغوية، أو مبدأ اإلجياز و احلجة الصرفية، أو مبدأ املالئمة و االستعمال،

.أو مبدأ التوليد و النماء املصطلحيينهض على ختصيب النصوص املترمجة بالشروح و التعليقات تأصيلي، :البعد الثالث -

و استراتيجياا و فعالياا مبا يتجاوز روايتها إىل الدراية الناقدة اليت تقف على كفاياا John RAICHMAN "امشانرجون "املتجددة احملرضة على اإلبداع بتعبري فاحلرية

للسان املنتقلة إليه، فوق ما كان هلا من قد جيز هلا من املعاين يف ا األلفاظ: "ذلك أن، و هو عني ما )2("مع تطاول الزمان و تقادم اهلجرة و كثرة التقلب اللسان األول،

إضاءة : "حني حتدث عن الترمجة بوصفها Hans GADAMER "جدامري"يذكره لنص للتفسري الذي أضفاه املترجم على ا إضافية، باعتبارها تفسريا، أو باألوضح اكتماال

كبار الفالسفة الفرنسيني للفكر يتضح كذلك هذا البعد التأصيلي، يف ترمجة". األصلي، و اليت مل ...)فرويد، و هايدجر أعمال نيتشه، هيجل، هو سريك، ماركس،(األملاين

تأهيلها يف اللغة الفرنسية، تقتصر على جمرد الترمجة احلرفية، بل تعدا إىل إعادة حرية التعبري عن الذات، و حرية استنادا إىل. )3(و التعليقاتو تأويلها بالشروح

.مرجع سابق ،أبو العباس القلقشندي) 1( .5، ص 1996 -1990، 3-2العدد جملة حروف، دار جامعة اخلرطوم للنشر، ،املعربات السودانية ،جعفر مريغين) 2(، 62-61العدد ،للثقافة العربية، الرباط جملة الوحدة، الس القومي ،فةالترمجة و املثاق ،عبد السالم بن عبد العايل) 3(

.7، ص1989نوفمرب -أكتوبر

Page 100: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 100 -

بعينها، و لرؤية حمددة إىل العامل، مبا التعرف على اآلخر، فالنص املترجم جتسيد لثقافةالذات يف التواصل مع اآلخر، كما يفترض أن تستهدف ترمجته، القدرة على تشخيص

ترفد الشخصية و الثقافة القومية، بينما هي يف رمجة يف ظروف التواصل املتكافئ،أن الت .و حتافظ على تكريس هذه التبعية حالة التبعية، دد الذاتية احلضارية،

:آليات املثاقفة - ثانياو اليت تقتضي نقال "مستوى احلضارة املكتوبة" على "املثاقفة" اتإذا حتدثنا عن آلي

من ثقافة إىل "الترمجة باعتبارها أهم قناة يف املثاقفة"ف و األفكار عن طريق للمعاركما يرى بذلك ،ألن النصوص هي إبداعات و معاجلات لقضايا اإلنسانية ،أخرى

":شعيب خليفي"و تراوح املستويات فيه ،فكل نص شفوي أو مكتوب يتضمن رؤية و خطابا"

،درة على بلورة صورة معينة حول الذات و اآلخرانطالقا من درجات التأويل و الق .)1("خصوصا يف النصوص اليت هلا عالقة بالشخص

هذه الثقافة متلك سجالت و مفاهيم خمتلفة تذهب مذهب التجديد و التلقيح أبلغ "آلية اللغة املثاقفة عرب"و تبدو إمكانية . عن طريق الترمجة ،لسريورا و فعاليتها

ذلك أن األساس يف هذه العملية هو الفكر و ليس األشياء ،لوغ املرامو أحرص على بمبا تستعمله اللغة باعتبارها إنتاجا ،و إمنا هي أشياء ثرية يف حمتوياا الداللية ،اردة

فمستوى اللغة يربز مستوى التفكري و فعل التعبري ،ذهنيا و آلية تواصلية بني أفراد اتمع "ادوارد سابري"يشري ،و حمررا للشعور و الالشعور ،غويةاخلاص بكل منظومة ل

Edward SAPIR إىل ذلك بقوله أن : فهي املنظم ،مجاعة تفكر داخل تلك اللغة و تتكلم ا ،لغة مجاعة بشرية ما"

يناير ،60ون املغربية، العدد ويت و الوعي باآلخر، جملة املناهل، عدد خاص بنب بطوطة، وزارة الشؤذالت،شعيب حليفي ) 1(

.190، ص 2000

Page 101: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 101 -

إن كل لغة ،و بعبارة أدق ،لتجربتها و هي ذا تصنع عاملها و واقعها االجتماعي . )1("حتتوي على تصور خاص للعامل

ذلك لعملها على ،"املثاقفة"فاللغة أهم آلية تنسجم انسجاما داال مع سريورة لكي تصبح مفهومة و معقولة على مستوى الثقافة فهي حتضر ،مستوى الفكر و الذهن

و جتتهد يف اإلشباع ،تدافع بذلك على هويتها و أصالتها ،املتلقية إلرث إنساين خاصالداليل ملنظومتها الثقافية و بذلك حتمل حيثيات أصوهلا خمتصرة عامل املادة يف ألفاظ و

إليها التواصل بني األفراد لذلك اختلفت األلسن و تداعى ،تتميز يف ترميزها ،أفكار و اجلماعات و الشعوب نظرا لقيمة أهدافها املرجوة يف مدى استيعاا لعامل األشياء

.و األفكار بالنسبية اليت متيز العقليبدو ذلك و ،"مستوى الكتابة آلية املثاقفة و عملها على"أمنوذج آخر دال على

قصد ،لها من لغة إىل أخرى عن طريق الترمجةيف ماهية النصوص و حتريرها بواسطة نقو هذا جانب مؤهل بأن خيدم ،االستفادة من معانيها و استثمار أفكارها يف واقع مغاير

احملمولة على نصوصها ،يف توثيق مفهوم االتصال بني احلموالت الثقافية "املثاقفة" أخرى حملتوياا يف الوقت الذي تستجيب لغة ،مشكلة أفعاال ثقافية تعرب عن نفسها

،مبا أوتيت من اطالع على ما تذود به مجلة املعاين احملصلة بلساا األصلي ،و متطلباا باعتباره مستوى قاعديا مزودا بفهارس تقوم باملطابقة ،و يف ذلك يربز فعل التفكري

بنية فهذا الفعل الذهين هو املؤهل منهجيا يف فتح بنية ذهنية هي ،و االنسجام و النقد .التفكري

و تعمل الذهنية مثل وعاء احتواء جلملة من املعطيات و القيم و السلوكات يف " و هوية للفكر ،و تبدو الذهنية بوصفها رؤية خاصة ،سريورة تفاعلية مع الواقع

فإا تصبح مصدر استثمار للعناصر املنقولة بعد "باملثاقفة"و عند اتصاهلا ،و السلوك وفق ما وجدت من فراغات يتم ملؤها ،املستوى الداخلي للذات الفاعلية حتليلها على

.77ص ، 1992 ،1تكوين العقل العريب، املركـز الثقايف العريب، املغرب، ط ،حممد عابد اجلابري) 1(

Page 102: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 102 -

و بذلك تصبح الذهنية ،)1("من طرف العناصر الوافدة يف خضم جدلية التأثر و التأثري فالذهنية هي . ألنه هو الذي يقوم بعمل االقتباس و االستيعاب ،املقصود بديهياالعنصر

من خالهلا تتحدد ،جمموعة من القيم و السلوكات و االجتاهات اليت تكون بنية ذهنيةمشكلة من نسق من ،فالذهنية مبثابة حقل معريف ،األفكار و السلوكات ألفراد اتمع

فهي جممل املبادئ ،عن إطار مرجعي خارجي للمعرفة املبادئ اليت هي بدورها عبارةفالذهنية قائمة على طاقة تستثمر ،الداخلية الواعية و غري الواعية املكونة لسلوك الفرد

فإذا حتدثنا عن هذه اجلدلية بني . مقوماا يف حتليل الطموحات اخلاصة بكل جتمع اثينىل سطح الوعي منوذج قدمي يف طابع يقفز إ ،"مستوى الثقافةاملثاقفة و الذهنية على "

.باملعىن الذي خيدم األحادية "عوملة الثقافات" ،"العوملة"جديد هو

:نظري ،اخللفية الذهنية للمثاقفة ،قويدر بن أمحد) 1(

http://www.atida.org/forums/showthread.php?t=1989

Page 103: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 103 -

،بشكل عميق "املثاقفة"األحباث اجلارية على عملية و بناء على ما سبق فقد جددت فاعتبار العالقة الثقافية املتبادلة و احلاالت اليت تتم فيها ،مفهوم الباحثني يف ميدان الثقافة

فلم نعد ننطلق من ،بل و انقلب املنظور. قادت إىل وضع تعريف ديناميكي للثقافةحالة "فليس هناك ثقافة يف ،لفهم الثقافة "املثاقفة"بل من ،"املثاقفة"الثقافة لفهم

و عملية ،مشاة لنفسها باستمرار دون أن تشهد القليل من التأثريات اخلارجية "صافيةو العملية اليت . ظاهرة عاملية حىت لو شهدت أشكاال و درجات متنوعة "املثاقفة"

عادة بناء تلك أي عملية تفكك بنيتها مث إ ،تشهدها ثقافة معينة يف وضع متاس ثقايفهي يف الواقع نفس مبدأ تطور أية منظومة ثقافية و أية مثاقفة هي عملية دائمة من ،البنية

،أما الذي يتنوع فهو أمهية كل مرحلة تبعا للحاالت ،التفكك و البناء و إعادة البناءاليت تتضمنها Culturation "تثقيف"ب Culture "ثقافة"و رمبا علينا استبدال كلمة

.دف اإلشارة إىل هذا البعد الديناميكي للثقافةAcculturation "مثاقفة"كلمة

Page 104: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 104 -

الفصل الثالث ثاقفة الترمجة و فعل امل

.ترمجة األدبية و أبعادهاال :املبحث األول - جماالا و قنوات ،عالقة الترمجة باملثاقفة :املبحث الثاين -

.إسهامها فيها .الترمجة و فعل املثاقفة يف عصر العوملة :املبحث الثالث -

Page 105: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 105 -

.الترمجة األدبية و أبعادها: املبحث األول

.الترمجة األدبية باعتبارها أهم قناة مثاقفة - أوال .أبعاد الترمجة األدبية - ثانيا

Page 106: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 106 -

و أن يشعرهم هذا ،و تتباين ألسنتهم ،أن ختتلف ألوان البشر "اهللا تعاىل"قضى و من آياته خلق السماوات و األرض : ""تعاىل"إذ قال ،التباين باحلاجة إىل التواصل

يا أيها الناس إنا خلقناكم من " :"تعاىل"كما قال . )1("و اختالف ألسنتكم و ألوانكم. )2("تقاكمذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اهللا ا

فأفضت حاجته للتواصل إىل ميالد ،فتنوعت لغات اإلنسان لتعدد التجمعات البشريةاليت فرضت نفسها بوصفها أداة ال غىن عنها يف نقل املعارف من جمتمع إىل ،الترمجة

ابن "و "ابن سينا"و هكذا ترمجت كتب . و كذا نقل الثقافات بني الشعوب ،آخر و غريهم من علماء النبات و الفلك "الرازي"و "الكندي"و "ابن اهليثم"و "رشد

و ظل كتاب القانون يدرس حىت القرن السادس عشر يف بعض ،و اجلغرافيا و التاريخ . و يعود الفضل األكرب إىل الترمجة ،اجلامعات األوروبية

تقارب لقد أضحت الترمجة يف يومنا هذا من أهم وسائل التالقح الثقايف و حتقيق ال" فوارق العرقية و اللغوية مما جعلبعيدا عن ال ،املنشود بني خمتلف األمم و الشعوب

اليت تعطي األثر واقعا Trahison créative "اخليانة اخلالقة"البعض يصر على نعتها بو ألا تغنيه ،إذ تتيح لألثر املترجم إمكانية تبادل جديد مع مجهور أوسع ،جديدا و لوال الترمجة لظلت األقوام . )3("بل و بوجود ثان أيضا ،اءليس فقط ببق ،كذلك

إذ أن الترمجة شكلت على الدوام جسرا ،و الشعوب متباعدة ال يربط بينهما رابط ،و رحلة يف الثقافات و احلضارات املغايرة ،للتواصل و التفاعل و التالقح بني اللغات

. سعيا حنو ارتياد آفاق جديدة يف املستويني العلمي "املثاقفة"دورا كبريا و متميزا يف حتقيق عملية تلعب الترمجة

يف تفعيل هجرة "الترمجة األدبية"و أمهية ،و اإلنساين يف جانبيه الثقايف و األديب

.مرجع سابق 13 ،اآلية ،سورة احلجرات) 1( . نفسه املرجع ،22اآلية ،سورة الروم) 2(جامعة ،كلية اللغات و الترمجة ،واقعها و أهدافها و سبل تطويرها: الترمجة و التعريب ،ل حناس احلمصيحممد نبي. د )3(

. 1ص ،امللك سعود

Page 107: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 107 -

و قد جتلى هذا الدور اإلجيايب الذي تقوم به ،اإلبداعية من ثقافة إىل أخرىالنصوص حتولت الترمجة يثح ،أكثر فأكثر يف عصرنا احلاضر "املثاقفة"تفعيل عملية الترمجة يف

أهدافها املنظمات و املؤسسات على اختالفإىل ممارسة يومية يف حياة األمم املتقدمة و ،إميانا منها بأا خطوة عملية و حامسة للغاية يف عملية التطور احلضاري ،و إمكاناا

عوملة اصة يف عصر الو التقارب و التالقح بني األمم و الشعوب و خب ،والتواصل اإلنساين . االتصال و تكنولوجيا

: الترمجة األدبية باعتبارها أهم قناة للمثاقفة - أوالليس جديدا القول إن للترمجة أمهية تتضاعف يف هذا العصر الذي تقاربت فيه "

و تواشجت ،و تفاقمت األزمات ،و تداخلت املصاحل ،و تشابكت العالقات ،األبعاد مللتقيات حول هذا املوضوع أو تلكو املؤمترات و ااملشاعر و تكاثفت الزيارات

و ازدمحت ،و يف مناسبات تتكرس و تستجد ،يف هذا الركن من العامل أو ذاك ،القضيةو باتت األحداث على اختالف أنواعها و أصدائها تصل ،الفضاءات بالعبور و الظهور

.إىل كل مكان بالصوت و الصورة و اللغة املناسبةو العامل املشترك يف مجيع ،الترمجة موضع اهتمام شعوب األرض كافة لقد غدت

أو تلك اليت تطمح إىل أن تكون ،الفعاليات و النشاطات و املنجزات اليت هلا آفاق عاملية و تفاوت املسؤوليات ،مع تنوع الغايات و اختالف األهداف ،ذات حضور عاملي

آلخرين يف شىت ااالت و مبختلف سواء أ كان ذلك للتواصل مع ا ،و املستوياتو املسامهة يف ،و االستفادة من التجارب و اخلربات ،الوسائل و السبل و األشكال

أم أن وراء ذلك نزوعا للهيمنة ،املسرية اإلنسانية متفاوتة األلوان و الفصول و املسافات ة خصائصهو إذا كان لكل نوع من الترمج. )1("أو فرض الرؤى و املواقف و األفكار

:الترمجة األدبية ،غسان كامل ونوس: ينظر) 1(

http://www.reefnet.gov.sy/booksproject/adabajnabya/135/iftt.pdf

Page 108: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 108 -

و ال تنتهي باملصطلحات و املفاهيم اخلاصة باملوضوعات ،و مشكالته اليت تبدأ باللغةفإن للترمجة األدبية ما ،أو رياضية اقتصادية أو علمية أو سياسية: املتناولة و فروعها

مييزها عن الترمجات األخرى لعالقتها املباشرة باللغة املترجم عنها و األخرى املترجم إضافة إىل الرؤى و األفكار ،مفردات و قواعد و صياغات و معاين و تأويالت: إليها

غة و متثلها تلك اللغة تتمثل يف الل و اخلياالت و األمثال و سواها من عناصر الثقافة اليتفالترمجة ". "و قد ختتلف من زمن إىل آخر حىت يف اللغة ذاا اختالفات بينة ،أو هذهو النافذة ،و الوقت املتاح ،ليست نشاطا ذاتيا أو عمال فرديا مرهونا باهلواية "األدبية

يف إا قدر البد من التخويض ،و املصادفة يف احلصول على املادة ،املمكنة للنشرإذ أن النص األديب يساهم . )1("و السعي ألن يكون أكثر فائدة و جدوى ،فضاءاته

عمل على اللغة و تفكري فيها، مما و ترمجته " ،مباشرة يف تكوين و تشكيل اهلوية الثقافيةيسمح للثقافات املختلفة أن تتواصل و تتحاور بينها، اعتمادا على االختالف الذي حييي

اليت تنشأ من الترمجة "املثاقفة"من هنا تظهر أمهية ،)2("ها احلياةالنصوص و ينفخ في باعتبارها ما يسمح للنص بأن ينقل من ثقافة إىل أخرى، و أن ميكنه من أن يبقى

الدوام : "، كما يشرح ذلك األستاذ عبد السالم بن عبد العايل، تعين"فاملثاقفة" .و يدومو التكاثر، ذلك أن نصا ما خيتفي و ميوت مبجرد ما و التجدد و التحول، و بالتايل النمو

ال جيد ثقافة ما حتتضنه و تسمح له بأن يلج عوامل أخرى خمتلفة، و أن يصاغ يف قوالب هذا ما جعل األستاذ عبد . )3("جديدة متنحه، بفعل ذلك، دالالت و وظائف جديدة

رن بازدهار حركة السالم بن عبد العايل يؤكد أن أزهى عصور الفكر غالبا ما تقتالترمجة لكوا تقحم اآلخر داخل الذات، و جتعل الثقافة تواجه نفسها و تتعارض مع

. ذاا

.املرجع السابق )1( .34ص ،1998 ،املغرب-طنجة ،وكالة شراع خلدمات اإلعالم و اإلتصال ،يف الترمجة ،عبد السالم بن عبد العايل )2( .36 ص ،نفسه املرجع )3(

Page 109: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 109 -

،فيجد أن النص األديب حيتاج إىل الترمجة Jacques DERRIDA" دريدا"أما " من هنا يكون ،شرط أن تكون ترمجة التفكيك و التصرف و اإلبداع على اإلبداع

أي وجود ال يسهم بأي شكل يف ،وجود الترمجة مرتبطا بوجود التمنع و االستحالةو هنا فقط جتد ،بدأ حرية الكلمة من اإلكراهاتانتقال املعىن و لكن يف إبداعه وفق م

الترمجة فعال George STEINER "جورج ستاينر"و يرى . معناها احلقيقي "املثاقفة" فاحلاجة إىل الترمجة حاجة إىل إبقاء هذا التنوع ،)1("يؤكده الواقع اللغوي املتنوع

. و التمايز بكل ما يعنيه من مضادة للكونيةنظريات التلقي و التواصل ختطي عقبات اخلصوصيات الشكلية للنص و قد حاولت

رابطة الترمجة باخلصائص الوجودية للقارئ من جهة و باإلنباء املتميز للنص من ،األديبمبعىن أا مل خترج عن املنظار الكالسيكي للترمجة باعتبارها إما جريا ،جهة أخرى

أو حتقيقا للتفاعل بينهما كما يرى ،احل املتلقيللمتلقي لصاحل النص أو جريا للباث لصمبا يعين أن الترمجة تظل عمال قرائيا حمكوما بالسياق النصي ،GADAMER "جدامر"

.أو السياق التارخيي للقارئ أي تقوقعا على اخلصوصياتو يف تعالق الترمجة باأليديولوجيا يظهر جبالء كيف أن الفعالية الترمجية حمكومة " و ارتباط الترمجة باأليدولوجيا مناف متاما ،دف و الغرض السياسي أو االقتصاديباهل

و هذا ،)2("ألن قارئ الترمجة حمكوم عليه بأال يغادر دائرة لغته األم ،"املثاقفة"ملقولة ،يعين أن القارئ ليس ملزما بأن يكون مزدوج اللغة حىت يتخطى حدود هذه الدائرة

و من هذا املنطلق تصبح الترمجة آلية جعلت ملن يبقى ،إىل الترمجة و بالتايل فهو ال حيتاج .يف بيته أو جعلت له لكي يبقى يف بيته

ألن املصادرة على ،عالقة ترمجية مع اآلخر ةيتعذر الدخول يف أي ،من هذا املنظور الترمجة تفترض تأكيدا على اخلصوصية العازلة مما ينتفي معها أي مضمون لتبادل أديب

.57ص ، 2006 ،جامعة مستغامن، اجلزائر ،5العدد ،جملة حوليات التراث ،الترمجة و املثاقفة ،مجال حضري )1( .58ص ،نفسه املرجع) 2(

Page 110: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 110 -

"الترمجة األدبية"و من هذه الزاوية فإن . كما حيلم به املترمجون احلضاريون "مثاقفة"أو خاصة و أن األيديولوجيا تربط ،فهوم االنعزايلتدخل يف إطار تقوية الوطنيات بامل

األدب بتشكيل اهلوية و لذلك تعرض فيه الترمجة على أا مستحيلة و جيب أن تكون يف احلفاظ على Schleier- macher "شالير ماخر"و هنا تلتقي مع منظور " ،أمينة

ية و اخليانة كالمها يصبان يففاحلرف ،)1("الوطين من خالل اإلبقاء على متايز األجنيب .و كالمها مناهض ملسار الكونية و العوملة ،أال و هو احلفاظ على التمايز نفسه املصب

و مرسخة هلا إال يف حالة احلياد أو التموقع "للمثاقفة"إن الترمجة ال تكون خادمة من أن Schleier- macher "شالير ماخر"أي على نقيض ما أرشد إليه ،بني الثقافات

املترجم هو يف النهاية ابن العائلة و ال يشترط فيه أن يكون متعدد اللسان ألن اإلبداع يف و ال انفتاحا حىت يقف املترجم "مثاقفة"الترمجة ال تكون ،رأيه ال يكون إال يف اللغة األم

،كةبني الثقافات وقوفا يعكس التساوي و القرىب و يؤكد وجود القيم اإلنسانية املشتر . تصبح معه مقوالت الغزو الثقايف و احلفاظ على اهلوية ساذجة حيث

:أبعاد الترمجة األدبية - ثانياكما أا فعل ،"إن الترمجة فعل معريف و فكري و ثقايف و لساين مركب و معقد"

هم مجيعها يف تفعيل تس ،هلا أواليات و معايري تتحكم فيها ،مبين على إستراتيجية حمكمةأي تعريف ملفهوم الترمجة : "على اعتبار أن ،أخرىإىل لترمجة و تنظيم سريورا من لغة ا

و نشاطا ،بوصفه فعال إبداعيا ،البد و أن يتسع ليشمل جدلياته احلية و آفاقه املتعددةو ليست الترمجة جمرد نشاط معريف . )2("و موقفا إيديولوجيا ،لغويا و ضرورة حضارية

يكون فعل الترمجة جمرد استجابة هلذا املعيار عرب حيث ،عيار لساينثانوي يرتكز على م مع النسق) أي النص األصلي(حتويل و تعديل مالئم للنسق اللغوي لنص االنطالق

.املرجع السابق )1( .36، ص 1989مرب، نوف/ ، أكتوبر 61/62حممد حافظ دياب، الترمجة و أسئلة النهضة العربية، جملة الوحدة، ع . د) 2(

Page 111: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 111 -

،بل إن الترمجة أمسا من ذلك ،)أي النص املترجم(اللساين و التركييب لنص الوصول .فهي فعل معريف أساس يف التجربة الفكرية و الثقافية لألمم

إن املنطلقات اإلبستيمولوجية املتحكمة يف تعريف الترمجة جعلت التعاريف تتباين و هو اختالف نابع من النظر إىل الغاية ،طلقات و تعددهاحبكم اختالف املن ،و تتنوع

هكذا تصري الترمجة . و ليس من فعل الترمجة ذاته باعتباره اشتغاال على اللغة ،من الترمجةو بعبارة أخرى ،نقال لنص من ثقافة إىل ثقافة أخرى عرب االشتغال على حتويل لغته

"لغة االنطالق"أي من ،خمتلف عنه من سياق إىل سياق آخر "نص"الترمجة هي انتقال : )1(هي - من هذا املنطلق- و تاليا فالترمجة . "لغة الوصول"إىل ".أن يستبدل مبحتويات نص يف لغة ما يقابلها من حمتويات نص يف لغة أخرى" -إىل لغة ) اللغة املنبع(رسالة من لغة االنطالق /نص "عمل حتويل"الترمجة تركز على " -

)".ة املستهدفةاللغ(الوصول -سواء أ كانت ترمجة إبداعية أم نقدية- "الترمجة األدبية"أمكننا القول أن ،من هنا و ذلك عرب حتويل لغته ،نقل نص أديب من سياق ثقايف إىل سياق آخر خيتلف عنه: "هي

ظاهرة مهمة "الترمجة األدبية"و هذا من شأنه أن جيعل من ،"لغة الوصول"األصلية إىل الترمجة "مما يعين أن ،)2("الظواهر املميزة للحركة الثقافية و اإلسهام يف تنميتها من

لتغدو ،تتجاوز أفقها الفين اجلمايل و الفكري الداليل حنو اآلفاق الثقافية الكربى "األدبية و النقد يف و أداة مغذية لتطور الفن و اإلبداع ،عنصرا مسامها يف التنمية الفكرية

.تنمويةالسريورة الو نسف مبدأ العزلة "استحالة الترمجة"إذا يف نقض تصور "الترمجة األدبية"هم تس

ترمجة نص ما معناه: "حيث إن ،ألن املترجم يتجاوز نقل اللغة إىل نقل الثقافة ،الثقافية

الدين محيدي، معهد اإلمناء العريب، بريوت، حمي. د-خليفة العزايب. د: كاتفورد، نظرية لغوية يف الترمجة، ترمجة.س.ج )1(

.33، ص 1991، 1ط .97ص ، 1998نوفمرب، /، أكتوبر61/62جان ألكسان، الترمجة األدبية و التنمية الثقافية، جملة الوحدة، ع ) 2(

Page 112: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 112 -

فتكرس . )1("و ليس فقط من لغة إىل أخرى ،االنتقال به من كون ثقايف إىل كون آخر و تصبح فعال معرفيا ،"املثاقفة"البعد احلواري بني الثقافات ،بذلك ،"الترمجة األدبية"

هم يف مد اجلسور بني ذا فترمجة النص األديب عملية تسهل ،يتجاوز االنشغال الضيق باللغة ،تتحرر فيه من الطابع السكوين ،"الترمجة رديفة للتواصل األديب"لتغدو ،الثقافات

رب الكلمة الفاعلة و اليت من وسائلها األساسية جتريه الشعوب ع"و تتحول إىل حوار ،على عدة أبعاد "الترمجة األدبية"تنطوي ،ذا املعىن. )2(" الشعر و األدب و املسرح

:"أمههاو بني قراء ،أي أا تصري أداة خللق تواصل بني مبدع و أديب :البعد التواصلي -

.ص املترجمخارج السياق األديب و الثقايف الذي تبلور فيه النارتقاء النص األديب املترجم إىل خلق صدى ةإمكانيو نقصد به :بعد التطور اجلمايل -

مما يعين أنه نص أديب خيلق إحساسا ،حسن يف األساس الثقايف و األديب املترجم لهفنية مجالية "فتوحات"و ذلك بناء على ما قدمه من ،بضرورة تطوير جنس نص أديب ما

.يف آداب الثقافة املترجم هلامل تكن مألوفة مبفاهيم "لغة الوصول"و ذلك من خالل إغناء :بعد التنويع املفاهيمي - ،"لغة الوصول"خاصة إذا كانت بعض املصطلحات ال معادل هلا يف ،مصطلحات و

و هذا ما يطرح إشكالية يف تداول ،"لغة االنطالق"أوهلا طبيعتها اخلاصة يف كما ،حمكومة برهانات متنوعة "الترمجة األدبية"هذه األبعاد أن تبني . )3("املصطلحات

. أا نشاط معريف ال خيلو من الصعوبات

، ص 2002، سبتمرب 31، الد 1رشيد برهون، الترمجة و رهانات العوملة و املثاقفة، جملة عامل الفكر، الكويت، ع . د) 1(

173. / ، أكتوبر 61/62اهات األساسية حلركة الترمجة يف لبنان والوطن العريب، جملة الوحدة، ع االجتمسعود ظاهر، . د )2(

.46ص ،1989نوفمرب، : من نقطة التحويل إىل دائرة املثاقفة: سؤال الترمجة ،عبد الرمحان التمارة :ينظر) 3(

http://www.aljabriabed.net/n86_04tamarai.htm#_edn5

Page 113: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 113 -

جماالا ،عالقة الترمجة باملثاقفة :املبحث الثاين .و قنوات إسهامها فيها

.جماالت املثاقفة بالترمجة: أوال

.عالقة الترمجة باملثاقفة :ثانيا

.قنوات إسهام الترمجة يف املثاقفة :ثالثا

Page 114: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 114 -

:جماالت املثاقفة بالترمجة - أوالا و ببساطة قراءات متعددة يف أل ،ال ميكن للثقافة أن تعيش يف فضاءات مغلقة

أن حتيا ضمن - الثقافة-يصعب عليها ،موضوعه اإلنسان و ما حوله ،كتاب مفتوحو إذا . نظام لغوي و رمزي معزول عن العامل و تغرياته الفكرية و العلمية و األدبية

تفاعل "املثاقفة"فإن ،كانت الثقافة فعال يؤدي إىل قيام احلضارة و يضمن استمرار منوهاحىت و إن كان ،ما من جمتمع إال و له ثقافته. بني احلضارات على مستوى الثقافات

"مثاقفة"و تنشأ من هذه العالقة ،فبها يدخل يف تفاعل ثقايف مع ثقافات أخرى ،بدائيا .تنحو حنو اإلنفعال أو الفعل أو التواصل

و هي ،غريبة عن الثقافةإىل مستوى اإلنفعال الطاغي بقوة "املثاقفة"قد تنحدر إذ إن ،أقرب إىل أن تكون غزوا عسكريا حياول أن يثبت أقدامه باختاذه وجها ثقافيا

إىل مستوى "املثاقفة"و قد ترقى ،الثقافة يف أصلها فعل حر ينتقل بالتبين و االعتناق خلى الشعب الذي ،الفعل الثقايف بالتفاعل مع حتمية ثقافية خلفها فعل ثقايف سابق

و هذا شأن العرب الوافدين . و أتى شعب آخر فاحتل الساحة بدال منه ،أبدعه الساحةو الذين انتشروا بفتوحام يف البالد و تفاعلت ثقافتهم مع ،من قلب اجلزيرة العربية

إىل جانب ،ثقافات هذه الدول و كان هلم علمهم و طبهم و فلسفتهم اخلاصة م .محلوها معهم من اجلزيرة العربية استمرار أدم و دينهم اللذين

ثقافيني ذ شكل التواصل الثقايف بني فعلني أجنع درجاا حينما تتخ "املثاقفة"و تبلغ إذ ما يكاد يصدر : و مثال ذلك ما حيدث اآلن بني الشعوب األوروبية ،متعاصرين

هذا ،لقوميةكتاب يف إحدى لغاا حىت تسارع الشعوب األخرى إىل ترمجته إىل لغاا افإا ،و السيما تلك اليت ال تعتمد لغة الكالم مثل الرسم و املوسيقى،عدا أن الفنون ،"املثاقفة"جتري ا هناك وسائط خمتلفة ،إذن. آخر دون جواز سفرإىل تنتقل من بلد

Page 115: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 115 -

فمن الوسائط ما يساعد على التفاعل الثقايف مثل لغة ،قد تسهل انتقاهلا و قد تعيقه و منها ما يشكل عائقا ،و لغة الصوت و اإليقاع يف املوسيقى ،و اللون يف الرسماخلط

يف حال ما مل تقم الترمجة بتذليل ،مثل لغة الكالم املختلفة بني األمم ،للتفاعل الثقايف . هذه العقبة

مما ينفي ،فعالن ثقافيان مرتبطان ببعضهما غاية و قيمة "الثقافة و الترمجة"إن " فالكاتب اختار موضوعه و حدوده و طريقة ،العشوائية و اإلعتباطية تاصف عنهما

و ذلك باختياره ما ،و املترجم اختار كل هذا عن وعي أيضا ،معاجلته اختيارا واعيا ،و من هنا كان للكاتب و املترجم كوما وسيطان ثقافيان. )1("كتب الكاتب لترمجته

.ابني أمتيهم "املثاقفة"تأثري كبري يف ،حيتاج إىل الكتابة و الترمجة لالنتقال بني األمم "املثاقفة"هناك إذن جانب كبري من

فالكاتب ال ،هذا اجلانب حيتاج إىل فحص دقيق سواء بالنسبة إىل الكتابة أو الترمجةهذه الغاية اليت يضعها ،و كان هلذه الغاية قيمة لديه ،يكتب شيئا إال إذا كانت له غاية

"وسائط املثاقفة بالترمجة" و جماالت و ،حينما خيتار أثرا من اآلثار ،م يف اعتبارهاملترج . األدب و الفكر و العلم: عديدة ميكن حصرها يف ثالثة جماالت هي

ألن الغاية من ،فهم حقيقة األدب "املثاقفة األدبية"يتطلب فهم :املثاقفة األدبية - او ما تتضمنه هذه ،الكون الذي يعيش فيهاألدب هي فهم اإلنسان و فهم عالقته ب . االجتماعية أمهها عالقته ببيئته الطبيعية و ،العالقة الكبرية من عالقات كثرية أخرى

و من هنا كانت مسؤولية الكاتب ،و ميكننا القول إن األدب مدخل إىل فهم اإلنسان ،ستحق الترمجةو مسؤولية املترجم عما يترجم و عن اختيار األثر الذي ي ،عما يكتب

.هو الطابع اإلنساين "األدبية للمثاقفة"و خمتصر القول إن الطابع العام

.1989 نوفمرب/ ، أكتوبر61/62تيسري شيخ األرض، الترمجة بني الفعل و اإلنفعال الثقايف، جملة الوحدة، عدد ) 1(

Page 116: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 116 -

،املترجم ذا يوجب علىو ه ،قد يكون األدب دعائيا مضلال :املثاقفة الفكرية -ب "املثاقفة الفكرية"و تلكم هي ،أن يتحلى بفكر نقدي ،و هو خيتار األثر الذي يترمجه

سواء من ،من هنا تبدو ضرورة الفكر بوصفه رقيبا على األدب ،يف إحدى صورهايف الواقع متممة للمثاقفتني "املثاقفة الفكرية"إن . حيث الكتابة أو من حيث الترمجة

.و موجهة هلما ،ية و العلمية على حد سواءاألدب تضعنا يف حضرة اإلنسانية و قيمها "املثاقفة األدبية"إذا كانت :املثاقفة العلمية -ج

متنحنا الوسائل النظرية و العلمية للدفاع عن اإلنسانية "املثاقفة العلمية"فإن ،و حريتهاو على هذه ، أنواع املثاقفة املختلفةو من هنا جاءت قيمتها بني ،و قيمها و حريتها

. )1(جيب أن ينصب اهتمامنا يف املرحلة الراهنة "املثاقفة"

: عالقة الترمجة باملثاقفة - ثانياحيث ،من األدبيات اليت أنتجتها عوملة اإلعالم "العامل قرية صغرية"أصبح تعبري

فتاح اليت أصبحت تسم كل نتمكن من خالله من مالمسة مستويات االندماج و االن : و ألن الثقافة مبعناها الواسع هي ،مبا فيها االنفتاح الثقايف ،اتمعات

،و القانون ،و األخالق ،و الفن ،و العقائد ،ذلك الكل املركب الذي يشمل املعرفة" و العرف و كل القدرات و العادات األخرى اليت يكتسبها اإلنسان من حيث هو عضو

فإن الكثري من مكونات هذه الثقافة يتعذر اخنراطه يف نسق تفاعلي بني ،)2("يف جمتمع "الفن"اليت ينتج من خالهلا " قلغة االنطال"حبكم اختالف ،ثقافتني خمتلفتني

يساهم يف خلق جسور التفاعل و التقارب بني "وسيطا"مما يتطلب ،"العادات" وعل خري وسيط لتدعيم التقارب الثقايف هو و ل. "املثاقفة"بناء على حتمية ،الثقافات و عنصرا معرفيا هاما ،"الترمجة أداة فعالة لتجسري اهلوة بني الثقافات"فتغدو ،املترجم

.2ص ،مرجع سابق ،حممد نبيل حناس احلمصي. د :ينظر )1( .11تيسري شيخ األرض، مرجع سابق، ص ) 2(

Page 117: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 117 -

عالقة "ما : و هذا من شأنه تفجري األسئلة التالية. يساهم يف تنمية الفكر و املعرفة ؟ "فعل الترمجة"من خالل "املثاقفة"؟ و ما هي الصورة اليت تبدو ا "الترمجة باملثاقفة

التخلص من - عصر املثاقفة بامتياز- "الترمجة يف عصر العوملة"يتطلب احلديث عن و لكن ،يق اهلوية املنفتحة على اآلخرجمال لتحق"و اإلميان بأن الترمجة "وهم األصل"

عالقة "ناهيك عن معاجلة . )1("من منطلق اخلصوصية الغنية القائمة على التثاقف املتوازن تلمس رهانات السلطة "من زاوية معرفية متوازنة و هادفة متيل إىل "الترمجة باملثاقفة

هات ثقافية عامة تتحكم و إىل الوقوف على موج ،و موازين القوى بني اللغات و الثقافة .)2(""الترمجة و الثقافة"يف رسم العالقة بني كل من

و من شأن التفكري يف هذه االعتبارات أن يفضي إىل استنتاجات متعددة بشأن :يلي نلخصها فيما ،"عالقة الترمجة باملثاقفة"

رمجة شكل أداة حيث تتخذ الت ،من زاوية تواصلية "ترتبط الترمجة باملثاقفة" - .سواء بني ثقافتني متزامنتني أم غري متزامنتني ،للتواصل الثقايف

فتغدو الترمجة فعال معرفيا يساهم ،من زاوية معرفية "ترتبط الترمجة باملثاقفة" - . يف إغناء الثقافات بناء على جدلية األخذ و العطاء

ألن الترمجة تتحول إىل فعل ،ة إيديولوجيةمن زاوي "ترتبط الترمجة باملثاقفة" - حيث يبدو واضحا اخلضوع حلتمية الثقافة املدعمة بسلطة القوة ،يدعم الغزو الثقايف

. االقتصادية و العسكرية و التكنولوجية ،"اهلوية"خاصة ما تعلق بإشكالية ،من زاوية رمزية "ترتبط الترمجة باملثاقفة" -

إىل تدعيم التفاعل الثقايف عرب التعريف باخلصوصيات املميزة لثقافة حيث ترقى الترمجةيف نسيجها الثقايف أداة قادرة على استيعاب نصوص ثقافية -أي الترمجة-ما بل جعلها

.الرمزي و حتويلها إىل فعل ثقايف خاص ا

.171، ص مرجع سابق ،رشيد برهون. د) 1( .175ص ،نفسه املرجع )2(

Page 118: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 118 -

متجهة صوب تشييد رؤية معرفية "العالقة بني الترمجة و املثاقفة"تبدو ،من هنا ،فعال ينبين على اإللغاء و التفاضل "املثاقفة"غايتها حمو و إلغاء كل تصور سليب جيعل

الترمجة وسيلة لوعي الفارق بني التثاقف و اإللغاء "هكذا تربز العالقة بينها من منطلق أن . )1("يف حني يعين التثاقف اإلنصات املتبادل بني الثقافات و االعتراف باختالفها ،الثقايف

النص "على اعتبار أن ،"للمثاقفة األدبية"هلذا تعترب كل ترمجة لنص أديب ما تدعيما باآلخر - عكس اإللغاء الثقايف-قادر على حتقيق االعتراف الثقايف "األديب املترجم

املثاقفة "مادامت الغاية األساسية من ،و غري ذلك...و بيئته ،هو منط تفكري ،و بواقعهو ما تتضمنه هذه ،فهم اإلنسان و فهم عالقته بالكون الذي يعيش فيه"هي "األدبية

ألن ،أمهها عالقته ببيئته الطبيعية و االجتماعية ،العالقة الكبرية من عالقات كثرية أخرى "فاملثاقفة األدبية"و بالتايل ،)2("ت حياته كلهااألدب مدخل إىل فهم اإلنسان يف جماال

و تضيق هوة االختالفات بني ،تكرس التفاعل القيمي اإلنساين - عرب آلية الترمجة-فمتأمل تاريخ الترمجة بإمكانه أن يقف على املظاهر املتنوعة للتفاعل الثقايف . الشعوب

م 832 "بيت احلكمة"يعد تأسيس فمثال ،بني اتمعات اإلنسانية بناء على فعل الترمجة إعالنا عن مشروع فكري و حضاري خلق جسورا قوية للتواصل "املأمون"من لدن

حيث مت االنفتاح على الثقافة اليونانية و الفارسية ،و التفاعل الثقايف عرب الترمجة . غريها من الثقافات و ...و السريانية

سواء كانت ثقافة متعلقة ،و االقتباس منها و يؤكد تنوع االنشغال بثقافة اآلخرين ،دين ،آداب(أو بالعلوم اإلنسانية ،...)فيزياء ،طب ،رياضيات ،فلك(بالعلوم املعرفية

خاصة حينما ،هي عالقة جدلية "عالقة الترمجة باملثاقفة"أن ...) فن ،تاريخ ،فلسفةلغويا "حتويال"تتطلب ألا ،ثقافة إىل أخرىيتعذر مرورها من "بنصوص"يتعلق األمر

. "املستقبلة الثقافة"إىل "الثقافة املنتجة" من

.172ص ،املرجع السابق )1( .13تيسري شيخ األرض، مرجع سابق، ص ) 2(

Page 119: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 119 -

:قنوات إسهام الترمجة يف املثاقفة - ثالثاألنه " ،شعوب و األممقناة هامة لتنشيط التواصل الثقايف بني ال ،إذا ،تبقى الترمجة

،إىل أعرافهم ،من خالهلا يتعرف الناس يف هذا البلد إىل عادات الناس يف ذلك البلد ،بل حىت تضاريسهم ،و تارخيهم ،و سلوكهم ،و آدام ،و أفكارهم ،و تقاليدهم

الترمجة "مثل ،من هنا تبدو أمهية الترمجة قوية يف التعريف باآلخر. )1( "و جغرافيتهمفترمجة أعمال . "نص االنطالق"اليت متكن من معرفة الكثري عن جمتمع ،"بيةاألد

تعرف بالشعب Fedor (Fiodor) Mikhaïlovitch Dostoïevski "دوستويفسكي"و ترمجة أعمال ،تعرف باإلجنليز Charles Dickens "ديكرت"و ترمجة أعمال ،الروسي

مثلما هو ،و القاهرة خاصة ،من شأا تقدمي صورة عن مصر عامة "جنيب حمفوظ" ،اليت تعرف اآلخر على اتمع املغريب عامة "حممد شكري"الشأن مع أعمال

.الطنجاوي خاصة و فكريا ولودا "صداما"الذي قد يولد ،"حوار احلضارات"إن الترمجة تغذي

كيف و السؤال هنا كيف يتم هذا احلوار الثقايف أو احلضاري؟ أو باألحرى ،و منتجا ؟"تسهم الترمجة يف املثاقفة"

بل ،معلوم أن اخنراط الترمجة يف تفعيل احلوار الثقايف ليس وليد التاريخ املعاصر فقط و إن كان يتخذ ،إنه فعل واكب سريورات األمم و احلضارات منذ عصور قدمية

"املقابسة"م و يعد مفهو ،و غريها...احملاكاة ،التأثر ،األخذ: مفاهيم كثرية خمالفة مثل . أبلغ تعبري عن التفاعل الثقايف "أبو حيان التوحيدي"الذي حنته

نوفمرب، / ، أكتوبر 61/62أمهيتها و دورها يف تطوير األجناس األدبية، جملة الوحدة، ع : عبد الكرمي ناصيف، الترمجة )1(

.61 ، ص1989

Page 120: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 120 -

أكثر من "فعل املثاقفة"وقت الراهن فرضت غري أن التحوالت احلضارية الكربى يف اللتغدو بذلك ،كما فرض فعل الترمجة بوصفه نشاطا معرفيا مواكبا ،أي وقت مضى

فتحولت يف ظل سياقات ،الترمجة أداة مغذية للدينامية احلوارية بني شعوب العاملستويات على امل ،تعبري مكثف عن اتمع يف حتوالته اإلنسانية الشاملة"إىل ،العوملةهدفه ،تتحول الترمجة إىل وسيط ثقايف بني ثقافتني خمتلفتني ،من هذا املنطلق. )1("كافة

الذات املترجم "ألصالة"دومنا فقدان ،"للغة الوصول"تطوير و إغناء املرجعية الثقافية .هلا

ل من زاوية املتابعة الثقافية و التواص "تسهم الترمجة يف تفعيل املثاقفة" ،هلذا األداة اليت ميكننا ا مواكبة احلركة الفكرية "ألن الترمجة هي ،و احلوار الفكرينيالذي يعد يف ،"فعل املثاقفة"مما جيعلها قناة أساسية يف تبلور ،)2("و الثقافية يف العامل

عملية التغيري أو التطور الثقايف الذي يطرأ حني تدخل مجاعات " -كما أسلفنا- األصل تفاعل يترتب إىل ثقافتني خمتلفتني يف اتصال وأو شعوب بأكملها تنتمي من الناس

عليهما حدوث تغريات يف األمناط الثقافية األصيلة السائدة يف اجلماعات كلها و التغيري ،و التفاعل ،اإلتصال: على عناصر حمورية "املثاقفة" ،تنبين إذا. )3("أو بعضها

و املتأمل يف ،و جتسري اهلوة بني ثقافتني خمتلفتني ،الثقافيةو املواكبة ،يف األمناط الثقافية .بإمكانه أن جيدها هي املتحكمة أيضا يف فعل الترمجة "للمثاقفة"هذه العناصر البانية

عرب عدة قنوات تقنية و إبستيمولوجية ميكننا "فالترمجة تسهم يف تنمية املثاقفة" ،هلذا :حتديد بعضها كما يلي

.47ص مرجع سابق، مسعود ظاهر،. د )1( .59عبد الكرمي ناصيف، مرجع سابق ، ص ) 2( :أبرز آليات حوار احلضارات، أنظر: مسعود عمشوش، املثاقفة) 3(

www.yemenitta.com/maqal 8.htm

Page 121: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 121 -

:قناة التواصل - ة تعزز هذافإن الترمج ،"لفعل املثاقفة"إذا كان التواصل من املرتكزات األساسية

،حيث ترتقي إىل مستوى مد اجلسور التواصلية بني ثقافات خمتلفة ،املرتكز و تدعمه .)1("و شرائط التبليغ و تواضعات التواصل ،حتكمها متطلبات املعىن"ألن الترمجة

:قناة التفاعل - ،ليإىل مستواه الفع ،هنا البعد التواصلي مبفهومه االنفعايل ،يتجاوز فعل التفاعل

و بتعبري آخر يغدو التفاعل الثقايف ،أي يرتقي التواصل الثقايف إىل درجة االغتناء املتبادلو ثقافة لسان ،عرب الترمجة أداة خللق عالقة التأثري و التأثر بني ثقافة لسان االنطالق

.الوصول :قناة احلوار اتمعي -

،"اآلخر"و " األنا"ار الثقايف بني و نقصد به ارتقاء الترمجة إىل مستوى تنمية احلو لكن ذلك مرهون بتخلي املترجم عن ،مهما كانت الوضعية احلضارية للطرفني معا

و ذلك ما يؤهل الترمجة للمسامهة ،إذا كان ينتمي إىل حضارة قوية ،الرتعة االستعالئيةو الشعوب جتسر اهلوة القائمة بني الشعوب األرفع حضارة "بل قد ،يف احلوار اتمعي

حىت ال تتم ،إنتاجه "املثاقفة"هو ما حتاول ،و فعل التجسري هذا. )2("األدىن حضارةبدعوى احلوار احلضاري و الثقايف يف واقع العوملة الذي "غزو ثقايف"إعادة إنتاج

.)3("املثاقفة ضرورة حيوية ملختلف الشعوب و احلضارات"أصبحت فيه :قناة اهلوية و االختالف -

ألا تتجاوز التفاعل املتبادل إىل احلرص على عدم ،هنا بعدا رمزيا ،تكتسي الترمجة ،"اآلخر"بناء على معطيات "الذات"ناهيك عن تطوير ،"اهلوية"و "األصالة"فقدان

.19، ص 1999ماي ،املغرب-، طنجة55عبد الرحيم حزل، أسئلة الترمجة، سلسلة شراع، ع ) 1( .58عبد الكرمي ناصيف، مرجع سابق، ص ) 2( .مسعود عمشوش، مرجع سابق) 3(

Page 122: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 122 -

تعد "اليت "تتوازى الترمجة مع املثاقفة"و هنا ،البينة بينهما "االختالفات"بالرغم من رافدا مهما تسعى كل أمة من خالله إىل معرفة اآلخر و استثمار ما لديه من قيم

ية كياا الثقايف بشكل خالق و غري مضر و إىل تنم ،و معطيات إنسانية و حضارية .)1("مبقومات اهلوية القومية و ثوابتها

:قناة التنمية األخالقية -إن املقصود ذه القناة هو النظر إىل الترمجة باعتبارها عنصرا معرفيا ينشط التفاعل

"ن بريمانأنطوا"بتعبري ،"التمركز على الذات"لكن دومنا رغبة يف ،الثقايف مع اآلخرAntoine BERMAN، يعمد املترجم إىل رد كل شيء إىل ثقافته و معايريه "حيث

هو عنصر سليب ال ،أي كل ما هو أجنيب ،معتربا أن كل ما يقع خارجها ،و قيمهلذلك . )2("إال ألن يدمج و يكيف إلغناء الثقافة املتلقية ،يف أحسن األحوال ،يصلح

مما يساهم ،تدعيم التواصل األخالقي مع اآلخر مع ثقافتهجيب على الترمجة أن جتنح إىل ناهيك عن تكريس االنفتاح ،و نزعة التمركز و العداوة ،يف جتاوز التعصب و العصبيةإن هذا يتماشى مع مفهوم . و ملا ال إخراجها من عزلتها ،على اآلخر و احترام ثقافته

ة لتنمية روح الثقة و التسامح بني األفراد وسيلة فعال"اليت ينظر إليها باعتبارها "املثاقفة"و تساعد على خلق ،فهي تزيل كثريا من األوهام و األمراض و املخاوف ،و اجلماعات

مما يؤدي إىل إزالة ،و على تفعيل القواسم املشتركة بينها ،تواصل و تفاهم بني الشعوبو اجلهل باآلخر و األحكام ،البؤر التوتر و العداوة اليت غالبا ما يغذيها التقوقع و االنعز

الترمجة تسهم يف تنمية املثاقفة "نفهم من هذا أن . )3("املسبقة و السلبية عنهكما نفهم أا أصبحت ضرورة ملحة ،ناهيك عن خلق حوار ثقايف مثمر ،"و تغذيتها

و التعاونو بإمكاا تنمية روح اإلخاء ،"حوار احلضارات"يف ظل عوملة اإلعالم و

.املرجع السابق) 1( .180مرجع سابق، ص ،رشيد برهون )2( .مسعود عمشوش، مرجع سابق) 3(

Page 123: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 123 -

ذلك انطالقا من و ،فلسفة حقوق اإلنسان يف بعدها الشمويل و تكريس ،اإلنسانينيو كذا ،التعايل ملسبقة املليئة برتعة االحتقار وو جتاوز األحكام ا ،احترام ثقافة اآلخر

. و التباهي باألنا ،ار ثقافة اآلخراحتقعلمي عميق املتشبعة فعل معريف هادف و نشاط يتضح جليا أن الترمجة بكل أسئلتها

كانت و ال زالت جزءا ال يتجزأ من العملية "ألا ،يدعم التواصل الثقايف بني الشعوب ،مي و األديبالنشاط العل ،فهي تعكس إىل حد بعيد ،التواصلية بني الثقافات احلية

و تكشف عن إرهاصات التطور الفكري و مدى قدرة الثقافة على استيعاب الراهن سواء بلغته أم ثقافته أم منط ،فضال عن تعميق املعرفة باألنا. )1("و رفع حتديات املستقبل الذي أصبح فيه فعل الترمجة أكثر خاصة يف هذا العصر ،حياته الفكرية و املعيشية

مما يتطلب بالضرورة حدا أدىن من ،التطور يف وسائل االتصال اجلماهرييضرورة حبكم من هنا تبدو الترمجة مبثابة . املعرفة بلغة اآلخر و ثقافته و خصوصياته اتمعية العامة

ما يفتح اللغة ،إا ما يفتح الثقافة ،إستراتيجية لتوليد الفوارق و إقحام اآلخر يف الذات" . )2("النصوص على آفاق مل تكن لتتوقعها و ال تتوخاها ما يفتح ،على اخلارج

.81-80: ، ص1999ماي ،املغرب-، طنجة55الطيب بوتبقالت، أسئلة الترمجة، سلسلة شراع، ع ) 1( .8عبد السالم بن عبد العايل، مرجع سابق، ص ) 2(

Page 124: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 124 -

عصر الترمجة و فعل املثاقفة يف :املبحث الثالث .العوملة

. الترمجة و فعل املثاقفة يف عصر العوملة: أوال

.مؤشرات سيطرة العوملة على الترمجة :ثانيا

Page 125: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 125 -

:الترمجة و فعل املثاقفة يف عصر العوملة - أوالشقت طريق تكوا ،قيمة حقيقية ألفكار جديدةهي Globalisation "العوملة""

تتمتع ا يف اية القرن العشرين، بعد أن أخذتيغة التجلي اليت حبيوية شديدة حنو صو جيدر .و هي ظاهرة متعددة األوجه و اجلوانب ،مرت مبراحل خمتلفة على هذا السبيل

خصوصاً العربية مع الغرب مرت مبعظم هذه املراحل، و "املثاقفة"بأن ،هنا التنويه .، مث مرحلة التساؤلأوالالتقليد و االنبهاراملعاصرة منها اليت تلخصت مبرحلة

املفهوم إال أن ،لعوملةالتارخيية ل قدميةاألالدالالت تشري إىل مع أن بعض املفاهيم و عن األقدمية االفتراضمبثل هذا نقبالي التثاقفية ال ثقافتها املباشرة و العام للعوملة و

علق األمرفهوم تشري إىل قدمه عندما يتأن العناصر التكوينية هلذا امل من رغمالالتارخيية، برؤوس انتقاليف اخلدمايت، و العالقات التبادلية بني األمم مبا يف ذلك التبادل السلعي وب

رائجة عند شعوب اليت كانت معروفة وو األفكار؛ املعلومات و انتشاريف األموال، و . اجلغرافية يف القرن اخلامس عشر االكتشافاتالعامل منذ

من أشكال شكال العوملة و أحد تكويناتبوصفها "املثاقفة"يعتقد بأن فكرة و ما عرغم الب ،يف القرن التاسع عشر االستعماريإبان املد ذرواقد بلغت متظهرها،

يف الربع األول من القرن العشرين مث يف مرحلة التحرر احنساربدت عليه من حالة ذات طبيعة كانت ،صيغ خمتلفةيف ملة عرب مسريا العو بلورتت و .الوطين بعد ذلك

اتمع املدين، : كل مؤشرات حتديد تعريفها، مثل استكملتتواصلية، حيث و ةدميومتي .و غريها....املواطنة العاملية، نظام اإلعالم الكوين، البيئة الكونية، حقوق اإلنسان

اتصاالا غيري صورة الثقافة وذلك يف ت حول تأثرياتكثرت املقاربات الفكرية و هدف و .اليت تنتج عنها "املثاقفة"متظهرات مع غريها من الثقافات و كذا التفاعلية

على بلد االستيالءجل أالشاملة على العامل، فمن اإلقتصاديةالسيطرة هو العوملة الرئيس

Page 126: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 126 -

زم ملثل هذه من مث زرع الغطاء األيديولوجي الال صيانة و يتوجب بداية تأسيس وما .الفضائيات قنوات التلفزة و على الصحف و اإلستيالءهلذا يتم اليوم و ،احلالةو قد صاحب هيمنة العوملة ظهور و طغيان مفاهيم جديدة ترسم الصورة الكونية

حركيات املفاهيم اجلديدة اليت تتجلى عن آليات إنتاج ومثال ذلك ،هليمنة العوملة معاين "للمثاقفة العوملية" و. التغيري فيها دالالت معطيات التحول و العوملة، و اقتصاد

تؤدي ذات نفسه باللفظ و ،تعبري كونية اصطالحات أحياناً مفردات و دالالت و وآليات و "ثقافة العوملة"يف و .املعىن على امتداد الكوكب األرضي حىت اآلن الداللة وخصوصاً ،مهمة بوظائفها اجلديدة تكسري قيم "املثاقفة"، تفرض ةتسارعامل انتشارهاعندما و ، استوعبه "الوطن العوملي"ألن "وطين انتماء"هناك مفهوم يعد عندما ملكذلك عندما و ."املواطنة العوملية"ليحل حملها "املواطنة الوطنية أو القومية"تشطب

االنتماء استبدلمواطن العوملي بعد أن بالنسبة لل "اخليانة الوطنية "يعد هناك مفهوم ملحبدوده املعروفة سابقاً ال "الوطن"بعد أن أًصبح مفهوم ، و"الكون"إىل "الوطن"من

بعد أن أخذ يستعاض عنه مبفهوم أخذ ينشأ من وجود له بالنسبة للمواطن املعومل، ويف األمان الراحة والذي يبنيه أو يشتريه املواطن املعومل حيث جيد "البيت"هو جديد، و

.مكان ما يف حلظة ما االشتراطاتال تقف املفاهيم املستبدلة أو امللغاة عند هذا احلد، ألن هذه نتاجات و

"املثاقفة"أداءات حيث تصاغ وظائف و ،"للمثاقفة يف عصر العوملة"اجلديدة تعمل مبوجبهما و ،اليت تتمتع العوملة ما نفسها تااآللي املواصفات و اخلصائص وب .دف حتقيقها و

تستمد ،عملية مستمرةعلى أا من طبيعتها انطالقا "املثاقفة"من هنا ميكننا فهم و التواصل و االتصالدورها التقليدي يف قوة دميومتها من وظيفتها األدائية املعروفة و

Page 127: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 127 -

ليست ) العوملة يف عصر وفق وظيفتها(كذلك من كوا التأثري املتبادلني، و و التأثر ومؤشرات باستخداممالحظتها إمنا كينونة وظائفية ميكن رصدها و مفهوماً جمرداً و

ما تتمتع به هذه ، واالتصال الثقافة و و االقتصاد كيفية يف جماالت السياسة و كمية و .ااالت يف عامل اليوم من بعد كوين متزايد

من ،تاريخ بدور ثقايف و حضاري بالغ األمهيةأما الترمجة فقد احتفظت عرب ال و التواصل و التفاعل لخالل النشاط اإلنساين الذي أنتجته من عملية جتسري االتصا

وفقا ملبدأ و آليات التبادلية اإلجيابية القائمة ،و التالقح بني لغات أمم و شعوب العاملو اإلقتباس و اإلبداع و اإلستيعاب على االحترام املتبادل بني الثقافات و األخذ و العطاء

و اإلنتاج لكل املظاهر الفكرية و املعرفية و الثقافية اليت تعكس تصورات خمتلفة و رؤى . و أخرى ةمتباينة بني أم

،وفق ما يستدل عليه من معطيات الوقائع التارخيية ،و عندما استطاعت الترمجة التباينات العرفية من رغم بالوار بني األمم القيام مبهام التالقح بني احلضارات و احل

و لعبت داخل العبور الثقايف و احلضاري الذي يزخر به ،و الدينية و اللغوية و املعرفيةالتراث اإلنساين دورا هاما يف إثراء و إغناء احلضارات مبا ختتزنه سابقاا من خربة و

فقد تأهلت الترمجة ،افية مهمةتقدم يف جماالت و حقول معرفية و فكرية و علمية و ثقألن كال منهما عبارة عن حبث و سعي حنو ،"رديف املثاقفة"ألن حتمل صفة و لقب

ارتياد آفاق مغايرة ألشكال الثقافة املختلفة يف ظل التعايش احلضاري و التنوع ،جسريمبا يعين أن احتفاظ الترمجة بوظيفتها اإلنسانية مرتبط بقدرا على الت. )1("الثقايف

و ذلك ألن وجود الترمجة باعتبارها ،و ضمان دميومة التنوع و االختالف و التعددألنه ،مقرون بوجود هذا التعدد على مستوى اللغات و الثقافات و احلضارات ،ضرورة

بل أن تكرس ،جيب أن ال دف الترمجة إىل أن تطابق األصل و حتاكيه و أن متاثله"

.مرجع سابق ،حممد باسل سليمان :نظري) 1(

Page 128: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 128 -

و ذا املعىن ال تكون الترمجة ،و أن تصبح إستراتيجيته لتوليد الفوارق ،االختالفثقافة . )1("و إمنا عالقة انفتاح و غليان و تالقح و حياة ،عالمة تبعية و نقل و جتمد و موت

عملية مثاقفة "جية فهي من وجهة نظر سوسيولو ،"الترمجة آلية مثاقفة"و بقدر ما تعترب و ذلك ملا تنطوي عليه من قوة مؤسسة من وجود التفاعالت اليت ،يف حد ذاا "فعلية

.حتدث نتيجة شكل من أشكال االتصال بني الثقافات املختلفة "مثاقفة"و تشري جتارب ثقافية كثرية إىل أن الترمجة مثلت على الدوام مع كل

أمدا بقوة ،فة لكل حضارة و ثقافة و ليس استالبا هلاإضا ،أو تالقح ثقايف أو حضاريو هذا األمر يف غاية األمهية ألنه من املعروف أن ،احليوية و التواصل و دينامية االغتناء

قابلية االغتناء ليست تلقائية ذاتية بل استيعابية من عناصر ثقافية أجنبية و إدماجها يف و الدور . ير دون التنازل عن ثوابت مبدئيتهاتركيبها و حتويلها إىل فعل ثقايف مغا

األساسي الذي تقوم به الترمجة بوصفها قيمة إضافية فعلية و هامة نراه واضحا من و أن لكل طور و مرحلة ،إن للحضارة أطوارا و مراحل: "خالل النظرية اليت تقول

ذا إذ ليس باستطاعة أي شعب أن حيمل ه ،شعبا من الشعوب حيمل مشعل احلضارةمستفيدا ،بل هو يأخذه من شعب سابق و يسلمه إىل شعب الحق ،املشعل إىل األبد

.)2("]...[من جممل االجنازات اليت توصلت إليها الشعوب األخرى قبله ةو لكل ثقافة ما مييزها عن األخرى و لكن متايز أي ،إن ثقافات الشعوب خمتلفة

اختالف الثقافات عن بعضها البعض ال يلغي كما أن ،ثقافة عن األخرى ال يعين امتيازا .وجود أواصر إنسانية مشتركة بينها

تأخذ "قرية صغرية"و السؤال هنا عن مصري الترمجة يف عصر العوملة حني أصبح الكون واحدة "فهل ستتوحد الثقافات يف ،طريقها حنو مفاهيم جديدة من الثقافة العوملية

أو جسر تواصل بني الثقافات؟ "باعتبارها مثاقفةستنتهي الترمجة "و هل ،"عوملية

.8ص ،رجع سابقعبد العايل، م عبد السالم بن )1( .57ص ،مرجع سابق ،عبد الكرمي ناصيف )2(

Page 129: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 129 -

:مؤشرات سيطرة العوملة على الترمجة - ثانيايف عملية تتواتر مؤشرات يف جتليات العوملة، توحي بتأثريها ،يف الوقت الراهن

و توجيه مدلوالا، و متظهرها بوصفها عامل توجيه سياسي، و متثل هذه الترمجة ":السياق احلايل لتوجيه نشاط الترمجة، حيث ميكن تفصيلها كالتايل املؤشرات جمتمعة

:السوق اللغوي الكوين تزايد احتكار -1ل ما كان سائدا يف حم يف إطار أوضاع العوملة، يتم تبين مصطلحات جديدة، حتل

االعتماد على : "مثل غري مناسبة قدمية وحبكم العوملة اعتربت السابق من مصطلحاتالعام، العدالة االجتماعية، استغالل املوارد الطبيعية، استصالح األراضي، الذات، القطاع

وق، أو التاريخ، آلية الس االيدولوجيااية : "استبداهلا بأخرى و" ...الوطنية السيادةاهليكلي، الشراكة، حقوق اإلنسان، صدام احلضارات، حرية األديان، حق التكيف

اتمع املدين، تداول املعلومات، الفرص والتحديات، ال جنوب أو مشال بعد األقليات،و حتتوي . "...األجندة املستقبلية، ثقة املستثمرين، بنية اقتصادية صديقة لالستثمار اآلن،

تباينة، تتبدل أو تؤولمحوالت م معاين فضفاضة و على ومليةكل املصطلحات الع و هي خمالفة حلقيقتها ،أهدافها العملية توجهات واضعيها كي تصل إىلحسب دالالا

و هذا ما ،الفكرة إلغراءات شدة قابليته املعرفة وإىل معظمه يفتقر يفيف جمتمع دويل اتصويره النظام العاملي اجلديد، و فهاتها بوصصالحي ترويجو يساعد على خيدم العوملة

ا، اجلديد الوحيد املمكن، ذلك أن ثقافة هذا النظام اخليار اعلى أ تبتدع لغة خاصة ،الرفاه، فيما هي يف احلقيقة متتلك فتح آفاق التقدم و بالقدرة على و تتظاهر بالعلمية

.هليمنةاليت تضمر وجها آخر هدفه السيطرة و ا ،الداللية مراوغتها :االجنليزية تنامي السطوة املتزايدة للغة -2

حاليا ا يسودممرغم باليعد تنامي سطوة هذه اللغة من أهم مؤشرات توجيه الترمجة،

Page 130: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 130 -

فبواسطة ،"سبانوفيةالفرانكفونية، اإل"إلحياء حتالفات لغوية أخرى مساعيمن اللغة عات الثقافية مثل هندسةجنليزية مت إحراز تقدم هائل يف العديد من الصنااإلو امتيازات دون غريها من تكنولوجيا املعلومات، مما جعلها متتلك مزايا تنافسية و

ا، يف سيطرا ضخامة حجم اجلماعة الناطقة التارخيية و حبكم مكانتهاذلك ، اللغاتلبحث ا التعليم و النقل و السياحة و الدولية و العالقاتمثل ااالت، على بعضتأثري طغيان هذه اللغة، يف تقليص دور يبدو تصال، واإل وسائل اإلعالم و العلمي و

اليت نادرا ما الصادرة عن دوهلا، و التحليالت ضمنيا للرؤى و اللغات األخرى، ويتعلق بالتحليل الفرنسي الناقد للعوملة، تستطيع اختراق حدودها الضيقة، مثال فيما

تعددية لغوية، تسعى إىل التواصل بينها، ما بوجود مجة يرتبطناهيك عن أن نشاط التر .مع تراجع هذه التعددية أمام سيادة لغة القطب الواحد الترمجة، تدين دوريؤدي إىل قد

:تسليعها و تقييد الترمجة -3 العلمية خاصة تصال الراهنة، مل تعد الترمجة، وتقنني عمليات اإل إطاريف ذلك أنه و *»برن اتفاقية«يف املتناول، إال بشروط منظمة التجارة العاملية، كما ورد يف منها،

، اليت شددت على إجراءات عنيفة تتخذها حيال من*»اجلات«صادقت عليه اتفاقية واحلفاظ على حق املؤلف أو ما من رغماليتم ذلك ب تسول له نفسه ترمجة ما يعن له، و

األمر هنا يتعلق بالتمييز بني ، و"ق امللكية الفكريةح"عليه هذه االتفاقيات أطلقت للترمجة؛ األوىل، تصوب حنو تواصل إنساين يقوم على قاعدة الندية بني كافة نظريتني

االنفتاح على خمتلف التجارب يتعلق بالتنوع الثقايف و الثقافات، و اتمعات و الفنون، فيما تقوم النظرة وجيا والتكنول التبادل احلر ملنجزات العلوم و احلضارية، و

بينهما دار املترجم، و ماتية، منطقها حمصصة بني املؤلف واغاألخرى على صيغة بر .عن طريق تقييد الترمجة احتكارها هدفها االستئثار باملنجزات اإلنسانية و و النشر،

.مبا يف ذلك أية تعديالت أدخلت عليها 1886أيلول /سبتمرب 9يف دبية والفنية املوقعةفاقية اخلاصة حبماية املصنفات األاالت**Trade & General Agreement on Tariffs التجارة اليت و ةاالتفاقية العامة للتعرفGATT ،دبلوماسيون عليها وقع

.1948كانون الثاين من عام / يف شهر يناير وسياسيون من دول خمتلفة

Page 131: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 131 -

:ةإستخدام لغة تقنية و معقد -4التقنية املعلوماتية الواحدة، اليت توحد بني البشر و يتم ذلك عرب إحالل وهم اللغة

يبدو أنه معجم حمايد، لتغليف ما تنطوي عليه من أمور مجيعا، كما قد يقع يف الظن، مبايقوم بواسطة استخدام قياسات كمية و جداول رقمية و إحصاءات بيانية، ففي عامل

عن لكفاءة و الفعالية، تتميز اللغة يف بعض من استخداماا بابتعادهاعلى السرعة و ا الرقمي الكتابة، و بالتايل اخنفاض القراءة بفعل الكمبيوتر، و استسالمها للنظام

«Digital» القادر على حتويل النص و الصوت و الصورة إىل عالمات رقمية، ميكن مات و األقراص املدجمة و الربجميات، نقلها من خالل احلاسب اآليل و أجهزة املعلو

أوضاع تقتصر على املنتفعني ذه اللغة وحدهم، و تزيد من تعقيد عملية و كلهابوصفها "و من منظور هذه املؤشرات قد تفقد الترمجة حيويتها التثاقفية .)1("ترمجتها

قلص بشكل فتت ،يف سياقات أخرى "آلية مثاقفة"و ،يف بعض السياقات "رديفا للمثاقفةتدرجيي أمهيتها إذا استطاعت الرتعات االستبدادية للعوملة التحقق و التأثري يف رسم صورة

.ضمن إطار التعايش "املثاقفة"بفعل ،نفسها قد تفقد دورها و خصائصها عندما تصبح اللغات "املثاقفة"كما أن

و تصبح ،و الثقافة الوطنية و ال تتمثل تعبريات اهلوية ،هذه االستبدادية العوملية هامشية ،التعدد الثقايف: من جانب آخر غري مؤهلة للداللة على التعددية بأوجهها املختلفة

...و تعدد التأويالت و القراءات ،و تعدد املعاين ،و تعدد اللغات ،و التعدد الدالاليترامي إىل فنجد الترمجة و كأا أصبحت على طريف نقيض مع منطق العوملة ال" ،و غريها

.)2("تأليف ثقافة ذات بعد واحدإن اجتاهات الطغيان و االستبدادية اليت ترى اليوم يف كل مظاهر العوملة مبا فيها

و حول العالقات ،"املثاقفة"و حول ،الثقافة العوملية تطرح أسئلة حول االستقالل الثقايف

.2009مارس ، 1414العدد ،أنفاس نت ، 2اجلزء ،هان العوملةالترمجة و ر ،حممد حافظ دياب :ينظر )1(http// :www.anfasse.org/portail/index.php?option=com_content&task=view&id=3680&Itemid=76

.27ص ،2003 ،اململكة املغربية-تطوان ،درجة الوعي يف الترمجة، منشورات مكتبة سلمى الثقافية ،يد برهونرش) 2(

Page 132: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 132 -

و كذلك حول استمرار صالحية آليات ،التثاقفية املستقبلية بني األمم و الشعوب و إن. يف عصر العوملة نفسها التقليدية لتمتعها باألهلية اإلستعمالية "املثاقفة"و وسائل

اإلجابات على هذه األسئلة و غريها من األسئلة ذات الصلة جبوانب العوملة األخرى و خصوصا ،مرهونة بكيفيات تعامل الشعوب و األمم مع أشكال متظهر العوملة احلايل

موقف االجتاه الدويل الذي يرفض العوملة و يدعو ملقاومتها انطالقا من مفهوم اهلوية لق التكامل بني الثقافات و ذلك يف أفق إسقاط احلواجز لكنه يطمح إىل خ ،الثقافية

وصوال إىل بناء مستقبل "اإلفتخار احلضاري"و جتاوز اعتبارات ،الثقافية بني البشرإنساين أفضل يسوده احلس اجلماعي و التكامل و التعاطف يف مواجهة كل األخطار اليت

.دد التقاليد اإلنسانيةهي اليت "رديفا تثاقفيا و آلية مثاقفة"يع فيها الترمجة أن تكون إن الثقافة اليت تستط

ألن لديها دائما قابلية جتاوز ،تنشدها البشرية بوصفها حمركا لإلنسانية و مربر وجودها . اهلزات الظرفية اللحظية حىت عندما تطول

و لكن ،يفاو يعترب تغول العوملة و ما تطرحه من مواصفات للثقافة العوملية أمرا خم سيحد من شدة هذا ،التنوع الثقايف إذا أمكن جتسيده بوصفه بديال ألحادية الثقافة

و سيزيد آليات تشكيل ،و سيحمي نظرة إنسانية الثقافة ،التغول و خطره و حىت تأثريهو ذلك ألن من طبيعة الثقافة أن تدفع الشعوب دائما حنو املوازنة بني .مكونات بنيتهاو ألن الثقافة ترفض أن حتصر يف زمان ،و بني احملافظة و التمتع ،الشموليةاخلصوصية و

كما ترفض ،و ال تقبل التماهي الشامل و اإلمنحاء ،بعينه أو يف مكان دون غريه .التطرف نغالق واإلألا تبقيها حيوية ،"مثاقفة التنوع الثقايف هي اليت جتعل للترمجة دورا رديفا"إن "

و يأيت ،و ليس يف عصر العوملة فحسب و إمنا يف ما ميكن أن تتطور إليه البشرية ،األداء

Page 133: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 133 -

،"مثاقفة التنوع"ثقافات الشعوب و يغتين من دوافع تعضيد و مساعدة متتعها ا تطور و يف مجيع ااالت ،الوطنية و القومية و اإلثنية: ألا توفر دائما األمان هلويات الشعوب

كما حتمل ثقافة التنوع على الدوام أمسى مضامني احلرية . سياسية و الثقافيةمبا فيها الو تقوم يف جوهرها على ،و تتخذ من الدميقراطية جا و مضمونا فعليا و إحيائيا

و إن الثقافة املستدمية اإلنسانية . و ترفض الكيان األوحد و األمنوذج األوحد ،االختالفو تفاعال مستمرا بني ثقافات الشعوب و احلضارات ،يةال تكون إال جتليا للدميقراط

،و تكون الترمجة آلية رئيسية فيه ،تتوفر فيه دائما إمكانيات تالقح الرؤى و األفكاربوصفها مظهر جتل من الدميقراطية مبا تعنيه "املثاقفة"فتتأكد من خالل ذلك عملية

. )1("التشارككوا ثقافة قائمة على االتصال و احلوار و التفتح و

.مرجع سابق ،حممد باسل سليمان :ينظر )1(

Page 134: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 134 -

تعرب عن أوجه التبادل الثقايف بني احلضارات "املثاقفة"جند أن ،ما سبق بناء على كما أا متثل اجتاها يسعى أن يكون وسطا بني االنفتاح املطلق املؤدي ،البشرية املختلفة

نصهار يف ثقافة اآلخر و الذوبان فيها و بني االنغالق املطلق املؤدي إىل االنعزال إىل االتسعى كل أمة من ،رافدا مهما "املثاقفة"و ذا املعىن اإلجيايب تعد . املطلق عن اآلخر

و إىل ،خالله إىل معرفة اآلخر و استثمار ما لديه من قيم و معطيات إنسانية و حضارية ثقايف بشكل خالق و غري مضر مبقومات هويتها و ثوابتها و ال مبقومات تنمية كياا ال

كما يكون هذا املعىن بديال عن الغزو الثقايف الذي يسعى إىل حمو اهلوية ،و ثوابت اآلخر فوقية استعالئية احتقارية و معاملته بنظرة ،و إحلاقه باآلخر و فرض التبعية عليه

أي على أا حالة من ،"املثاقفة"عريب املعاصر هكذا إذن يقدم الفكر ال. متغطرسة .االعتدال بني الذوبان و التصلب يف التعاطي مع ثقافة اآلخر

فإننا سنجده خمتلفا متاما ،يف الفكر الغريب "املثاقفة"لكن إذا ألقينا نظرة على مفهوم عالقة : "بساطةعلى أا و ب "املثاقفة"حيث تطرح ،عما يطرح يف حميطنا الثقايف العريب

: أن "حسن حنفي"مبعىن آخر كما يقول ،)1("بني ثقافة متفوقة و ثقافة متخلفةهي يف احلقيقة ،اليت يوهم الغرب بأا تعين احلوار الثقايف و التبادل الثقايف "املثاقفة""

،تعين القضاء على الثقافات احمللية من أجل انتشار الثقافة الغربية خارج حدودهاو ال منط ،و اعتبار الغرب النمط األوحد لكل تقدم حضاري ،هيمنتها على غريهاو

و احتكار الغرب وحده حق إبداع ،و السري على منواله ،سواه و على الشعوب تقليدههذا من جهة املفهوم و أما من جهة . )2("التجارب باجلديدة و األمناط األخرى للتقدم

يؤكد ،الثقايف يف حميطنا العريب بكل أشكاله و أنواعه فأغلب النتاج ،الواقع و املمارسةاملستغربني منهم على وجه (فكثري من مثقفينا و . "للمثاقفة"املفهوم الغريب و بقوة سياق

حالة عجز عن اإلبداع قوال أو فعال إال إذا "املثاقفة"بلغوا من خالل هذه ) اخلصوص

.24 ص ،مرجع سابق ،منري بعلبكي) 1( .29ص ، 2000 ، 1جملد ، 2 طبعة ،املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر ،مقدمة يف علم االستغراب ،حسن حنفي) 2(

Page 135: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 135 -

ماركسية : إىل مصادر خارجية أي مصادر احلضارة الغربية إحالة إبداعهم متت املهم أن يكون األمنوذج ،أو وجودية أو وضعية أو بنيوية أو تفكيكية أو أي شيء آخر

.الغريب هو املنطلق هو املرجع األول "املثاقفة"فقد أصبح الغرب من خالل هذه ،و بصيغة أخرى

و هو يعد من أكرب من ( "حسن حنفي"و كما يعترف ،و األخري لكل إبداع ذايت عريب منذ أكثر من قرنني من الزمان نترجم : "يقول) مع الفكر الغريب "املثاقفة"مارس

،و نفسر التراث الغريب دون أن نأخذ منه موقفا صرحيا واضحا و نعرض و نشرحو راهنا مازال أكرب …عصر الترمجة لدينا مل يتوقف بعد ،مازال موقفنا موقف الناقل

ترمجة األعمال الكاملة لكبار املفكرين "و الذي منقناه باسم ،"النقل"مشروع لدينا هو و كأنه ،نقال عن املؤلفات الغربية )األلف كتاب(و من مشاريعنا ترمجة ،"يف الغرب

مل يتجاوز دورنا يف التاريخ دور التلميذ ،و العجز عن اإلبداع ،حمكوم علينا بالنقلأصبح قدرنا أن نكون وكالء ...و املتعلم و الصيب أمام األستاذ و املعلم الغريب الكبري

حياته الفكرية و أصبح حامل العلم و الفكر لدينا هو الذي يبدأ ،حضاريني للغرببذكر أكرب عدد ممكن من األمساء و األعالم و املذاهب الفكرية من الغرب منتسبا إىل

حاشرا نفسه يف معارك مل ،داخال فيما ال شأن له به ،داخال يف معاركها ،أحدهاو ها هي املصطلحات الغربية تنتشر بني باحثني الشباب ... و مل يكن طرفا فيها ،ينشأها

،التفكيكية ،البنيوية ،األسلوبية ،اإلستطيقا ،اهلرمنيوطيقا: لتهم أمامهافيشعرون بضا ،الترانسندتالية و تكثر عبارات التمفصالت ،األنثروبولوجيا ،الفينومينولوجيا

و أصبح املثقف هو الذي ،و غريها…السنكرونية ،الدياكرونية ،اإلبتسمية ،التمظهرات .)1("يلوك بلسانه معظم هذه املصطلحات

قد (لدى املثقفني العرب ليست إال صورة جديدة "املثاقفة"باختصار شديد حالة . من صور اإلسترقاق و التبعية الثقافية لألمنوذج الغريب )تكون مهذبة

.54ص ،املرجع السابق )1(

Page 136: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 136 -

تطبيقياجلانب ال

Page 137: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 137 -

الفصل الرابع رواية الزلزالثاقفة يف ترمجة فعل امل

.تقدمي الروائي الطاهر وطار :أوال

.Marcel BOISتقدمي املترجم مارسيل بوا :ثانيا

.تقدمي رواية الزلزال: ثالثا

."فعل املثاقفة يف ترمجة رواية الزلزال"حتليل املدونة :رابعا

.حوصلة: خامسا

Page 138: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 138 -

و ذلك من خالل املطروحة، يف هذا الفصل سنحاول تسليط الضوء على اإلشكالية "الزلزال"و قد وقع اختيارنا على رواية ،حماولة تطبيقها على املنت الروائي للطاهر وطار

و البد من اإلشارة إىل أننا . Marcel BOIS "مارسيل بوا"اليت اشتغل عليها املترجم ي أ ،سنحاول من خالل هذه الدراسة أن نتجاوز عرف الدراسات التقليدية للترمجة

و حماولة تقدمي البديل بل إن ،بتقفي األخطاء الترمجية و احلكم عليها باجلدة أو الرداءةيتم من خالله الكشف عن ،اهلدف الرئيس لدراستنا يكمن يف القيام بعمل وصفي حتليلي

احملقق من خالل الترمجة املقدمة لرواية الزلزال و كذا عن رؤية املترجم "فعل املثاقفة"و ملن كان يتوجه ذه الترمجة و كذا تتبع طريقته و أسلوبه يف نقل ،الترمجة و غرضه من

.هذا النص

:)1(تقدمي الروائي الطاهر وطار - أوال ،مبداوروش دائرة سدراتة والية سوق أهراس 1936أوت 15يف "الطاهر وطار"ولد

وراس تل سفوح األ، الذي حييف بيئة ريفية و أسرة بربرية تنتمي إىل عرش احلراكتةالطاهر "ولد .نه جنس أتى من تزاوج العرب و الرببرو الذي يقول عنه ابن خلدون أ

اليت ،بن املدلل لألسرة الكبريةإلفكان ا ،بعد أن فقدت أمه ثالثة بطون قبله "وطار أجنبت كل واحدة منهن عدة رجال هلم نساء ،يشرف عليها اجلد املتزوج بأربع نساء

حىت استقر ،مع أبيه حبكم وظيفته البسيطة يف عدة مناطق "الطاهر"تنقل . او أوالد أيضهناك ،كلم 20اليت مل تكن تبعد عن مسقط رأسه بأكثر من ،به املقام بقرية مداوروش

فاستغرق يف ،اكتشف جمتمعا آخر غريبا يف لباسه و غريبا يف لسانه و يف كل حياتهالتحق مبدرسة مجعية العلماء املسلمني عام ،كرمين اليعلم القرآ التأمل و هو يتعلم أو

أبوه إىل قسنطينة ليتفقه يف معهد اإلمام ان من ضمن تالميذها النجباء، أرسلهفك 1950________________

)1( http//: www.wikipedia.org / Ouattar Tahar.

Page 139: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 139 -

للفقه و للعلوم ، انتبه إىل أن هناك ثقافة أخرى موازية 1952عبد احلميد بن باديس يف " جربان خليل جربان"الشرعية هي األدب، فقرأ يف أقل من سنة ما وصله من كتب

"ألف ليلة و ليلة"و " الرافعي"و "طه حسني"و "زكي مبارك"و "ميخائيل نعيمة"و .، راسل مدارس يف مصر فتعلم الصحافة و السينما"كليلة و دمنة"و

يف مغامرة شخصية، حيث درس قليال يف جامع التحق بتونس 1954و يف مطلع انضم إىل جبهة التحرير الوطين و ظل يعمل يف صفوفها حىت 1956الزيتونة، و يف

على أدب جديد هو أدب السرد امللحمي فانكب على 1955، تعرف عام 1984الروايات و القصص و املسرحيات العربية و العاملية املترمجة، فنشر القصص يف جريدة

صباح و جريدة العمل و يف أسبوعية لواء الربملان التونسي و أسبوعية النداء و جملة الاستهواه الفكر املاركسي فاعتنقه و ظل خيفيه عن جبهة التحرير الوطين . الفكر التونسية

.بالرغم من أنه يكتب يف إطاره ةعضوا يف اللجن 1984إىل 1963و قد عمل حبزب جبهة التحرير الوطين من

، شغل منصب 47الوطنية لإلعالم، مث مراقبا وطنيا حىت أحيل على التقاعد و هو يف سن . 1992و 1991مدير عام لإلذاعة اجلزائرية عامي

، اختذ موقفا رافضا إللغاء 1965كان معارضا ملا مسي بالتصحيح الثوري سنة ء دون حماكمة، و إرسال آالف الشباب إىل احملتشدات يف الصحرا 1992انتخابات

و قد مهش كثريا بسبب هذا املوقف، كرس حياته للعمل الثقايف التطوعي و قد ترأس ، و قبلها كان قد حول بيته إىل منتدى يلتقي 1989و سري اجلمعية الثقافية اجلاحظية منذ

.فيه املثقفون كل شهر 12ميس املوافق لمساء يوم اخل" رمحه اهللا" "الطاهر وطار"تويف الروائي اجلزائري

.سنة 74باجلزائر العاصمة، إثر مرض عضال عن عمر يناهز 2010) أغسطس(أوت

Page 140: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 140 -

:)1(مؤلفاته :اموعات القصصية

).1961تونس (دخان من قليب - ).1971اجلزائر (الطعنات - ).1974العراق (الشهداء يعودون هذا األسبوع -

:املسرحيات ).أواخر اخلمسينات -تونس - فكرجملة ال(على الضفة األخرى - ).أواخر اخلمسينات -تونس -جملة الفكر (اهلارب -

:الروايات ).1974اجلزائر (الالز - ).1974بريوت (الزلزال - ).1974اجلزائر (احلوات و القصر - ).1983بريوت (عرس بغل - ).1982بريوت (العشق و املوت يف الزمن احلراشي - ).1989بريوت (جتربة يف العشق - ).1971اجلزائر (رمانة - ).1995اجلزائر (الشمعة و الدهاليز - ).1999اجلزائر (الويل الطاهر يعود إىل مقامه الزكي - ).2005اجلزائر (الويل الطاهر يرفع يديه بالدعاء -

:)2(مواضيعه حلد األقصى األساسي هو الوصول إىل ا "الطاهر وطار"أن هم "بودينة"يقول األستاذ

________________ .املرجع السابق )1( .2000إدريس بودينة، الرواية و البنية يف روايات الطاهر وطار، شركة أشغال الطباعة، قسنطينة، )2(

Page 141: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 141 -

.ة التغيريات الكربى يف العاملالذي ميكن أن تبلغه البورجوازية يف التضحية، بصفتها قائدأنا مشرقي يل طقوسي يف كل : "و يضيف أنه يف حد ذاته التراث، كما يعرب عن نفسه .)1("جماالت احلياة، و أن معتقدات املؤمنني ينبغي أن حتترم

جنليزية و األملانية ة و اإلالفرنسي: و قد ترمجت أعماله إىل العديد من اللغات منها البلغارية و اليونانية و الربتغالية و الفيتنامية و العربية، و سافر إىل فرنسا و الروسية و

و أملانيا و بلجيكا و هولندا و سويسرا و إيطاليا و بلغاريا و االحتاد السوفيايت سابقا و كوبا و اهلند و أنغوال، و جاب البلدان العربية باستثناء السودان و عمان و موريتانيا،

.2005شارقة إذ نال جائزة الشارقة خلدمة الثقافة العربية عام و كرم بالمن مؤسسي األدب العريب احلديث يف اجلزائر، و يعد من "الطاهر وطار"و يعترب

أبرز الكتاب العرب املعاصرين، يتميز باجلرأة و الصراحة و يتناول القضايا االجتماعية .السياسية و هو متزوج و له بنت واحدة

من بني القصاصني اجلزائريني باستمراريته و تطوره املطرد، "الطاهر وطار"ما يتميز ك إضافة إىل كونه أحد األمساء اليت تكتب باللغة العربية، و مل يأخذه تيار الكتابة بالفرنسية

"الطاهر وطار"الذي انقاد عليه عدد من الكتاب اجلزائريني مضطرين أو مقلدين، و يعتز و أنين : "بلغته العربية اليت كتب روايته ا، فيقول يف مقدمته )الزلزال(كاتب رواية

و يف هذا التعبري وحده بارقة . )2("كواحد من كتاب اللغة العربية افتخر ذا و اعتز به .أمل وهاجة يف مسرية التعريب اجلزائرية

:Marcel BOISتقدمي املترجم مارسيل بوا - ثانياسنة "La Savoie"من مواليد منطقة السافوا Marcel BOIS" مارسيل بوا"

، إقليم باجلنوب الشرقي "Saint Martin la porte"، و بالتحديد يف سان مارتان 1925 ،1942لفرنسا يف احلدود مع إيطاليا، من أبوين مزارعني، نال شهادة البكالوريا سنة

________________ .املرجع السابق )1( . 2004الطاهر وطار، الزلزال، املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية، الرغاية، اجلزائر، )2(

Page 142: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 142 -

أصبح . ، أى خالهلا دراسات دينية1950 -1945أقام ا بني رحل إىل تونس حيثث نال شهادة الليسانس مث عاد إىل فرنسا حي) كاثوليكي االجتاه(عندئذ رجل دين

بدأ عهده بلغة الضاد بكل . 1954 -1951بني Strasbourgالكالسيكية بستراسبورغ و لبنان بني 1960- 1958من تونس يف املعهد العايل للدراسات العربية اإلسالمية بني

و مل يأت اختياره لدراسة لغة الضاد من فراغ و إمنا عن حمبة و رغبة يف . 1961- 1960 :عن شيء خمتلف عن بيئته املعتادة التعرف

« C’est pendant mes études dans ce pays; au contact des gens, des

discussions que j’ai apprécié la langue arabe qui m’a plu » )1( .

، حيث انتهج سلك تعليم الفرنسية و انتهز الفرصة هناك 1960انتقل إىل بريوت عام .اللغة العربية رفقة تالمذتهليتابع تعلم

« C’est là que j’ai lu mon premier roman (Eribat El Mokades) d’un

auteur égyptien, cela traitait comme le titre l’indique des liens sacrés »

.)2(

" الشرق األوسط- املغرب"ليعمل مبجلة 1961جاء إىل اجلزائر يف الفاتح من جويلية "Maghreb Proche-Orient" 1968زاول دراسته يف جامعة اجلزائر ليحصل يف سنة

.على شهادة الليسانس يف األدب العريب « Je suis arrivé le 1er juillet 1961, j’ai assisté aux exactions de

l’OAS. Dès l’indépendance je me suis inscrit à l’université d’Alger

pour une licence d’arabe que j’obtiendrais en 1968 » ).3(

.إىل أن أحيل على التقاعد1985 - 1969درس الفرنسية بثانوية املقراين بالعاصمة بني

________________ )1( Hamid TAHRI et ce n’est pas la langue de…Bois !(Portrait) El Watan, édition Mars 2007.

http//:www.ELWATAN.com. )2( Hamid TAHRI, Les crimes de l’OAS 1961. El Watan(Portrait).

(3) Idem.

Page 143: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 143 -

« C’est dans cet établissement que j’ai fait la connaissance de M.

Abdellah Mazouni professeur d’arabe et traducteur qui m’a beaucoup

encouragé dans cette voie. C’est encore lui qui m’a fait connaissance

avec Benhadouga dont le livre "Le Vent du Sud" est sorti en

1971 »(1).

ريح "على رواية Marcel BOIS "مارسيل بوا"إذا كما سبق و أن ذكرنا تعرف ، إذ كانت الرواية العربية الثانية 1971سنة "عبد احلميد بن هدوقة"للروائي "اجلنوب

للكاتب « Le Voleur de l’Autobus » "سارق احلافلة"اليت قرأها بعد رواية أحب بن هدوقة و أثىن عليه و نعته بالرجل األصيل . "إحسان عبد القدوس"املصري

هو الذي عرف BOIS "بوا"و الصادق و أنه كان أحب أصدقائه إليه، و العجيب أن "ريح اجلنوب"بعد أن قرأ هذا األخري رواية "حممد ذيب"بالروائي الكبري "ن هدوقةب"

."مارسيل بوا"من طرف « Le Vent du Sud »املترمجة إىل الفرنسية الشهداء "و )EZ-ZILZAL )2 "الزلزال": "الطاهر وطار"و ترجم أيضا روايات

عرس "و Les Martyrs Reviennent Cette Semaine"يعودون هذا األسبوع، كما ترجم مؤخرا رواية "إلبراهيم سعدي"، و ترجم روايتني Noces de Mulet "بغل

."سين األعرجاو"للروائي الدكتور L’Emir Abdelkader "األمري عبد القادر"يقيم حاليا بالقبة باجلزائر العاصمة، اليت يكن هلا حبا كبريا، إذ مل يغادرها حىت يف

و عندما سئل عن السبب، التمس مقولة الروائي - سنوات التسعينات - ة السوداء العشري :"رشيد ميموين"

Rester c’est mourir un peu. Partir c’est mourir beaucoup. Je préfère

rester et mourir un peu.

________________ )1( Hamid TAHRI, op. cit. (Portrait). )2( Tahar OUETTAR, EZ-ZILZAL (Le Séisme), traduit de l’arabe par Marcel BOIS, ENAG,

Alger, 2002.

Page 144: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 144 -

:من أقواله يف الترمجة

«La traduction est un outil de dialogue communication entre les

différentes cultures. Toutes les cultures ne disposent pas de moyens

égaux. On assiste à deux types de réactions soit un repli; une

fermeture ; avec une certaine agressivité ; soit une volonté de

rencontre ; de communication ; et c’est là que la traduction entre en

jeu ; traduction qui est évidemment tributaire de tout un contexte

historique, social, économique et politique. Mais il vaut la peine de

travailler à la construction d’un monde riche de croisements féconds

ou seront reconnues les identités dont chaque pays et porteur» (1).

كل ثقافة ال متاثل غريها يف إن الترمجة أداة حوار و تواصل بني الثقافات املختلفة، و " إما انطواء : اإلمكانات، و يؤدي بنا ذلك إىل الوقوف أمام نوعني من ردود األفعال

و انغالق بشيء من العداوة، أو رغبة يف التالقي و التواصل، و هنا تلعب الترمجة دورها، . و السياسي باعتبارها ترتبط ارتباطا وثيقا بالسياق التارخيي و االجتماعي و االقتصادي

و لكن األمر الذي يستحق العناء هو العمل على تأسيس عامل غين بالتالقح، حيث .ترمجتنا. يعترف باهلويات اليت حيملها كل بلد

« La traduction ne se contente pas d’être un mariage. Elle doit-être

un mariage d’amour ».

د احتاد للكلمات، بل جيب أن تكون تآلفا بني ال تكتفي الترمجة بأن تكون جمر" .ترمجتنا". الكلمات

________________ )1( Hamid TAHRI, op.cit. (Portrait).

Page 145: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 145 -

« Quand l’expression aboutit à une œuvre littéraire, elle mérite de

passer les frontières pour être partagée partout un peuple et par le reste

de l’humanité ».

عندما يفضي التعبري إىل نتاج أديب فإنه يستحق اجتياز احلدود ليتقامسه شعب برمته " .ترمجتنا". و اإلنسانية مجعاء

:تقدمي رواية الزلزال - ثالثاعن فترة الثورة فإن روايته اليت حنن بصددها "الالز" "الطاهر وطار"إذا كانت رواية

هي عن فترة ما بعد الثورة، و عن قضية اإلصالح الزراعي بالذات، و من "زلزالال"خالل هذا املوضوع يتجاوز وطار مطبا كبريا وقعت فيه أعمال روائية عديدة، إذ أن

و لكن الكاتب املتقدم . الكاتب قد ينقاد إىل الشعارية و اخلطابية يف موضوع مثل هذاتغين ذا املوضوع، و يقترب من اهلموم الكبرية دون يستطيع أن يس "الطاهر وطار"مثل

.أن يتنازل عن شروطه الفنيةرفقة زوجته و ابن أخته من العاصمة إىل مدينة "الطاهر وطار"انتقل الروائي

قسنطينة اليت استدعته على حد قوله لكتابة رواية الزلزال، و أقام ا ثالثة عشر يوما كافية لتحرير فصول الرواية، و هي رواية شاهدة على كانت) 1973سبتمرب 01-13(

.أروقة مدينة قسنطينة و جسورها السبعةهو الذي مل "الزلزال"تدور كلها يف يوم واحد و اإلنسان يف "الزلزال"و رواية

يشارك يف معركة احلرية و مل يقاتل و مل يضحي، و حني انتصرت الثورة مل جيد يف نفسه .فهم الوضع الذي أوجده االنتصار، لذلك وقف يسب الناس و يشتمهمالقابلية على

أحد مالك األراضي املتضررين من اإلعالن عن "بواالرواح"كان بطل رواية الزلزال و توزعها، ما إن مسع خبرب أن احلكومة ستؤمم األراضي 1971ميثاق الثورة الزراعية عام

Page 146: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 146 -

ربه و معارفه ليكتب أراضيه بأمسائهم شريطة على الفالحني حىت عاجل للبحث عن أقاو ذلك ربا من مبادئ و بنود الثورة الزراعية، اليت . عدم حيازم هلا إال بعد وفاته

كانت ضد مصاحل فئة قليلة من كبار مالك األراضي و ملصلحة الغالبية العظمى من .الفالحني املعدمني الذين ال ميتلكون ما يفلحونه

خارج اجلزائر طيلة سنني الثورة و مل يشارك يف الثورة، و قد حاز "رواحبواال"كان على معظم األراضي بطرق غري مشروعة إبان االحتالل الفرنسي، هذا الشيخ الذي حفظ

القرآن و خترج من جامع الزيتونة، يرتعد جسمه و كل كيانه يتمىن زلزاال ماحقا يلتهم . الكادحني البسطاء الذين يريدون مشاركته أراضيه اجلزائر املستقلة و ما عليها من طبقة

و مل يكن هؤالء سوى الفالحني اجلزائريني و الفقراء الذين حاربوا االستعمار و جاوا يفلح أراضيه الشاسعة بل كان مديرا بثانوية بالعاصمة، "بواالرواح"الصعاب، و مل يكن

ملدينة قسنطينة اليت امتألت متتلئ نفسه باحلقد و الكراهية للمواطن اجلزائري و بعد أن كانت هادئة تنطلق منها العطور و الروائح الطيبة يف شوارع )1("الرعاع"ب

نظيفة جتوا حسناوات أوروبيات و إسرائيليات مثل احلوريات فيثرن البهجة و السرور، ة لقد ذهب كل شيء مجيل بذهان، إال الصخرة العتيدة اليت تقف عليها مدينة قسنطين

يتمىن أن تتحرك فتذوب مبن عليها فال جتد احلكومة "بواالرواح"فهي باقية ثابتة، لكن ابن أحد أكرب مالك األراضي يف املنطقة "هو "بواالرواح"اجلزائرية ملن تعطي األرض، و

االستعمارية، و بواسطة عمالته للبورجوازية الفرنسية و مقايضة الفالحني يف إبان الفترة ستطاع أن يكون لنفسه و لعائلته ملكية واسعة جدا من األراضي الصاحلة أراضيهم، ا

.)2("للزراعة

________________ .وطار، مرجع سابق الطاهر )1( .79، ص 1989ة للكتاب، اجلزائر، جتربة للكتابة الواقعية، املؤسسة الوطني: واسيين األعرج، الطاهر وطار )2(

Page 147: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 147 -

التحوالت الثورية يف حياة اجلزائر من خالل إدراك عدو "الطاهر وطار"و قد صور أو باألحرى ال بطل، إنسان "بواالرواح"إنه بطل الرواية الشيخ "لذوذ هلذه التحوالت،

بشع و خطر، مستغل و خبيل، قاس و منافق، حاذق و سادي، متلكته فكرة واحدةمتسلطة و هي كيف ينقذ أراضيه من اإلصالح الزراعي، هذه األراضي اليت حازها عن

فالزلزال إذن هو زلزال اإلقطاع .)1("طريق الدسائس غري الشريفة و اجلشع و اخليانةو شبه اإلقطاع و تصدع البنية االجتماعية مع مشروع الثورة الزراعية و هو يعين أيضا

و كانت مدينة . ذهن بطل الرواية من بدايتها إىل ايتهاذلك اإلحساس الذي يرافق قسنطينة مسرحا ريات األحداث، حيث يسلط الضوء من خالهلا على الواقع اجلزائري

.بكل تناقضاتهإن الدخول يف موضوع أين مثل قضية اإلصالح الزراعي فيه شيء من املغامرة، ألن

ذا يبدو املوضوع صعبا حىت بالنسبة للكاتب، أما الكثري من األمور فيه غري حمسومة، و لاحلديث عن عامل ماض و حمسوم فهو أسهل كثريا حيث يصبح االسترجاع مصحوبا بالتنقية و الفرز و اإلضافة، و هذا الشيء ال يتوفر للكاتب بسهولة عند احلديث عن

.موضوع آينيزها على شخصية و يبدو موضوع الزلزال ألول وهلة موضوع قصة قصرية، لترك

واحدة و تداعيات هذه الشخصية ضمن مساحة زمنية قصرية نسبيا، فبطلها الشيخ سيسيطر اإلصالح الزراعي على أراضيه الواسعة، لذلك يبدأ رحلة البحث "بواالرواح"

عن أقربائه يف مدينة قسنطينة، لكن رحلة البحث هذه هي اليت منحت للرواية الغىن يف وهم املاضي و قربه من الفرنسيني حجبت "بواالرواح"لشيخ و التدفق، فمراوحة ا

عنه رؤية التطور و التغيري الذي حصل بعد انتصار الثورة، حىت أن أقرباءه الذين جاء باحثا عنهم قد تغريوا هم أيضا، و أصبحوا جزءا من احلياة اجلديدة و حتملوا مهمام

.فيها ________________

.102، ص 2002عبد العزيز بوباكري، األدب اجلزائري يف مرآة استشراقية، دار القصبة للنشر، حيدرة، اجلزائر، )1(

Page 148: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 148 -

يف سعيه، و على الرغم من أن الكاتب قد كشفه "بواالرواح"و هكذا خييب الشيخ ل مالحقته يف حبثه عن أقاربه من أجل أن جيعلنا لنا منذ الصفحة األوىل، إال أنه واص

.نتشفى من سقوطه، و نشهر ذا السقوط :و كل فصل حيمل إسم جسر من جسور قسنطينة )1(تتوزع الرواية على سبعة فصول

.بسيارته اخلاصة إىل قسنطينة "بواالرواح"تبدأ الرواية بوصول : باب القنطرة .1 .تظاظ الذي وصلت إليه املدينةيواصل شتمه و لعنه االك: سيدي مسيد .2 .يواصل حبثه عن أقاربه: سيدي راشد .3 .يشتد غضبه و يشعر بالزلزال يف كل جسمه: جماز الغنم .4 .يستعيد ذكرياته األليمة و ما فعله بزوجاته و خدمه: جسر املصعد .5 .يشتد به الضيق و يشعر باالختناق: جسر الشياطني .6إاء حياته، قبل أن تتدخل الشرطة اختلط عليه كل شيء و حاول : جسر اهلواء .7

.)2(و متنعه من االنتحاريف تصعيد أزمة البطل )ثنائية االرتفاع و االخنفاض(لقد استغل املؤلف شكل املدينة

النفسية لكي جيد نفسه مرغما يف اية الرواية على اجلنون، و كانت حالته تتدهور كلما إىل جسر اهلواء خبيبة أمل، حيث مل يعثر على انتقل من جسر إىل آخر، ليصل يف األخري

أحد من أقاربه الذين كان يعول عليهم لتنفيذ مشروعه يف التملص من قبضة التأميم الذي حياول البطل االنتحار، لكنه )جسر اهلواء(و يف آخر حمطة . يستهدف أراضيه الزراعية

شفى، و كأن الروائي يفشل حني تتدخل الشرطة لكي تنقله سيارة اإلسعاف إىل املست .يريد أن يقول أن اإلقطاع يف اجلزائر مل ينته بل مر فقط حبالة من الضعف

استطاع املؤلف أن يعطي القارئ أسلوبا ذا طابع جديد يف تصوير صراع األجيال، حيزا كبريا ليبني لنا مدى صحة موقف الطرف "بواالرواح"فقد أخذ جانب الشيخ

________________ .124إدريس بودينة، مرجع سابق، ص )1( .134املرجع نفسه، ص )2(

Page 149: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 149 -

اآلخر و قوته، ذلك املوقف الذي ال يقبل أبدا بالزيف و الكذب و االدعاء كما صور لنا الذين حياربون احلقيقة املؤلف كيف أن هذا الشيخ بال ذرية، و لعله أراد أن يقول لنا أن .هم بال امتداد و لن يصمدوا أمام السيل اجلارف للشباب املؤمن

كما استطاع املؤلف أن ينقل لنا برباعة أحاديث الناس يف شوارع املدينة و مقاهيها من خالل ما يسمعه الشيخ أثناء سريه داخل املدينة حبثا عن أقاربه، حىت أصوات الباعة

كما . ن بضاعتهم، و أصوات الصناع و النساء يف النوافذ و األطفالو هم يعلنون عيدخل بنا إىل األزقة الضيقة لينقل لنا صورا نابضة باحلركة عن حال املدينة و ما جيري

فيها من حوادث، صور لنا جرمية قتل و سرقة، و أمسعنا صوت األذان و أصوات األقدام هم كلية يف غاية الدقة و الصعوبة لكي تس اظاو حشد لنا ألف...املتراكضة، و السيارات .يف رسم الصورة كاملة

غري أن املؤلف قد جلأ إىل الوصف اخلارجي للموقف و املدينة حىت ال يصاب القارئ بامللل من تكرار الوصف يف بيان معامل املدينة و شوارعها و ناسها احملتشدين دوما و لكل

. جأة إىل الشيخ و أفكاره اليت ال أول هلا و ال آخرسبب أو بدون سبب، مث جنده يعود فهذا إضافة إىل وعي الكاتب الدقيق و التفصيلي باملناخ و الناس فإنه أفاد بشكل واضح

، و جعلها ممثلة "بواالرواح"من املوروث الشعيب و الديين يف إغناء شخصية البطل اتب روائي، إذ يتركز احلديث للشرحية اليت تنتمي إليها، و هذا شيء يندر أن يستطيعه ك

.حول املمارسات اخلارجية و املظهر املرئي للشخوصو جند كذلك املؤلف يعي املفردة العربية، و خاصة املفردة التراثية و توظيفها توظيفا

معاصرا يفجر طاقتها يف التعبري و األداء، و لعل لدراسة املؤلف يف جامعة الزيتونة أثرها .و التراثي الذي منا جنبا إىل جنب مع وعيه السياسي و الفين املعاصرين يف وعيه اللغوي

Page 150: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 150 -

:"فعل املثاقفة يف ترمجة رواية الزلزال"حتليل املدونة - رابعاخصوصا بترمجته لألعمال الروائية Marcel BOIS "مارسيل بوا"ارتبط اسم

مارسيل "بأن "يبذد حمم"، و يعترف إىل الفرنسية "عبد احلميد بن هدوقة"للراحل كان صاحب الفضل يف أول مبادرة تقريب بني ما كتب بالعربية Marcel BOIS "بوا

و ما يكتب بالفرنسية يف اجلزائر املستقلة، كما سبق أن نوه مبجهوداته األدبية كثري من و يعترب . "الطاهر جاوت"و "رشيد ميموين"الكتاب املعروفني اآلخرين، على غرار

الترمجة جسرا مهما بني الثقافات، ما جيعلها بامتياز أداة Marcel BOIS "وامارسيل ب"و دف . ، و جيعلها من جهة أخرى فعال إنسانيا بالدرجة االوىل"للمثاقفة"حضارية

إىل الكشف عن وجه التأثر و التأثري فيما بني ثقافة و ثقافة أجنبية يف اإلبداع "املثاقفة"، و ذلك يف )عرضا فنيا مسرحيا أو سينمائيا أو تشكيليا أو راقصانصا أدبيا أو شعريا أو (

.إطار حوار احلضارات بواسطة املقاربات الثقافية و املعلوماتية و املعرفية املتبادلة بينهماالذي متخض عن ترمجة الروايات )فعل املثاقفة(و للكشف عن وجه التأثر و التأثري

Marcel"مارسيل بوا"ت أجنبية، اخترنا الترمجة املقدمة من اجلزائرية من العربية إىل لغا

BOIS مبثابة أمنوذج تطبيقي، إذ الشك -الزلزال–املذكورة سلفا "الطاهر وطار"لروايةأن العالقة بني التنظري و التطبيق يف جماالت اآلداب و الفنون هي عالقة جدلية، ال ينفصل

و تتراكم خرباا و معارفها تصبح تيارا يف أحدمها عن اآلخر فكل ممارسة عندما تنضججمال ختصصها، و يصبح هلا تاريخ جيمع خربات من جهدوا يف ارتيادها و من اجتهدوا

يف تطويرها و جتديدها و اإلضافة إليها إبداعا و تارخيا و نقدا، علها تتوج بنظرية تكون سلوا و تعويدا للدارسني مبثابة السياج املنهجي املقنن ملسريا محاية هلا و صونا أل

.و املهتمني مبجال دراسة الفن الذي تنتمي إليه

Page 151: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 151 -

سينصب هذا اجلزء من املذكرة على اجلانب التطبيقي، حيث سنعتمد طريقة حتليل "مارسيل بوا"املنقولة إىل الفرنسية من طرف "للطاهر وطار"ترمجة رواية الزلزال

Marcel BOIS تخراج العبارات و األلفاظ اليت صنعت ترمجتها إىل ، سنقوم بداية باس، مث نقوم مبقارنتها مع الترمجة لنخلص إىل عملية حتليلية اعتمادا "فعل مثاقفة"الفرنسية

.على النظريات الترمجية

:فعل املثاقفة يف ترمجة األمساء: أوال

EZ-ZILZAL الزلزال

واالرواحعبد ايد ب

عيسى اجلرموين

الفرقاين

فريد األطرش

جنيب حمفوظ

زيروت يوسف

الطاهر بن علي

عبد احلميد بن باديس

العريب التبسي

Abdelmadjid BOULAROUAH

Aïssa DJARMOUNI

EL FERGANI

Farid EL ATRACHE

Mahfoud NADJIB

Youcef ZIROUT

Taher BENALI

Abdelhamid BEN BADIS

Alarbi TEBESSI

Page 152: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 152 -

البشري االبراهيمي

نوح

بومجعة

األمري عبد القادر

عقبة بن نافع

إبرهيم اخلليل

عائشة

عاد

مثود

تاكفاريناس

يوغرطة

مسيلمة

جنمة

الطاهر

أرزقي

Albachir EL IBRAHIMI

NOE

Boudjemaâ

Emir ABDELKADER

Okba IBN NAFI

ABRAHAM, l’Ami de Dieu

AÏCHA

AD

THAMOUD

TACFARINAS

JUGURTHA

MOUSSAÏLLIMA

NADJMA

TAHAR

AREZKI

Page 153: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 153 -

اإلسم كلمة أو عبارة تطلق على الشخص يعرف ا و يشار ا إليه يف احلديث، : و لبعض الناس عدة أمساء، وقد ميلك الشخص يف معظم اتمعات امسني على األقل

و إذ يأخذ . اإلسم األول و اسم العائلة، و يعد اسم العائلة إمسا وراثيا حتمله مجيع العائلة .ه أن يعرفه و مييزه يف اتمع عن باقي أفراد اجلماعة اليت ينتمي إليهاالشخص إمسا معنا

النهج نفسه "وطار"و حتمل األمساء العربية مدلوالا يف ألفاظها و قد ج الروائي يف األمساء اليت أطلقها على شخصيات روايته، إذ مل يطلق األمساء على شخوصه جزافا،

و نأخذ على سبيل املثال، إسم بطل الرواية . )1("ية بامتيازفاالسم الشخصي عالمة لغو"ممتلئ بدالالته الشخصية اليت مينحها "عبد ايد"، إذ أن االسم "عبد ايد بواالرواح"

لنا كلما تعرفنا عليه من خالل السرد، و عرب اإلشتقاقات و الظالل اليت نستوحيها منه ، و عليه فالبطل ميتلك كل الصفات اليت ..."اد، التمجيد، املاجد، املمجد: "مثل

إنه . تدرجه يف أعلى مراتب السلم االجتماعي، فهو حمصن باملؤهالت املعنوية و املاديةالدين و النحو و الصرف، و هو مدير ثانوية باجلزائر العاصمة، كما ميتلك عامل يف

.)2(أراضي شاسعة مباشرة على مرجعية سلبية ختتزا ذاكرة ، فهو حييل "بواالرواح"أما ما خيص لقبه

كناية عن طول عمره، و يف بعض املناطق "بوسبع أرواح"التراث الشعيب، فاهلر يدعى نظرا لقدرته على اجتياز الصعوبات اليت يعتقد "بوسبع أرواح"اجلزائرية يكىن الكلب

كما تطلق . اة ساملاالناس أنه هالك فيها ال حمالة و لكنه يبعث من جديد و يعود إىل احليعلى الشخص ارم الذي تعود على فعل السوء و ممارسة القتل، و كذلك "بواالرواح"

هي صفات بطل الرواية، حيث اجتمعت فيه كل صور الدناءة فقد ظلم الناس و هتك .و بالتايل انطبق اإلسم على املسمى. األعراض و قتل النساء

________________

.150إدريس بودينة، مرجع سابق، ص )1( .150، ص نفسهاملرجع )2(

Page 154: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 154 -

إن نقل املترجم هلذا االسم احلامل كل هذه املعطيات بطريقة النقل احلريف، دون م املتلقي من حمدودا جدا، ألنه حير "فعل املثاقفة"اإلشارة إىل الدالالت امللتصقة به جيعل

التعرف عن كثب على ثقافة خمالفة متاما يف رؤيتها للواقع و يف نظرا للمسميات )1("اإلفقار النوعي"نوعا من التشويه و يرتبه ضمن BERMAN "بارمان"و يعتربه

L’appauvrissement qualitatif الذي يقول عنه ما يلي: « Il renvoie au remplacement des termes, expressions, tournures, etc,

de l’original par des termes, expressions, tournures n’ayant ni leur

richesse sonore, ni leur richesse signifiante ou-mieux-iconique ».

يؤدي اإلفقار النوعي إىل استبدال مصطلحات و عبارات و صيغ النص األصلي " صيغ أخرى ال متلك ثرائها الصويت و ال ثرائها الداليل و ال مبصطلحات و عبارات و

.ترمجتنا". حىت األيقوين، فهي تدل أيضا على مرتبة L’état civilكما تعني األمساء احلالة املدنية لألفراد

إىل رجل مسن طال به العمر، و هي أيضا داللة على "الشيخ"اجتماعية، توحي كلمة لم القرآن للصغار، كما ترمز أيضا إىل املعلم و األستاذ تنهل على ذلك الرجل الذي يع

يديه املعارف املختلفة، و تتعدى الكلمات لتشري حسب االستعمال الشائع إىل احلاذق و املتمكن من صنعة مهما كان نوعها، كما قد تعين اإلمام و املسؤول عن الزاوية

."اهللا تعاىل"و احلافظ لكتاب اليت ال تعين فقط الرجل الذي أدى مناسك "احلاج"األمر نفسه على كلمة و ينطبق

رمز االحترام و اإلجالل : احلج بل أعطاها االستعمال الشائع مفاهيم أوسع مثل و احلكمة و عنوان التقدير و التبجيل حىت لو أن الشخص ال يؤدي الفرائض و السنن،

جتربته و سعة تطلعاته و فكره، و هو ما و هكذا يتلقى القارئ هذه التسميات من خالل ________________

)1( Antoine BERMAN, La traduction et la lettre ou l’auberge du lointain, Paris Editions du Seuil, 1999, p58.

Page 155: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 155 -

:)1(بقوله Phillipe HAMON "فيليب حامون"يؤكده « Un nom propre possède des connotations données par la

compétence culturelle, idéologique et encyclopédique du lecteur ».

ميلك اسم العلم إحياءات نابعة من كفاءة القارئ الثقافية و اإليديولوجية " .ترمجتنا". و املوسوعية

على املترجم إن كان لألمساء "يف ترمجة األمساء يتوجب "ملثاقفةفعل ا"و ليكتمل Glossaire "مسرد"إحياءات مقصودة من خالل اللفظ و املعىن أن يشرح اإلحياءات يف

. )2("و يبقي على األمساء كما هي أنه بإمكان املترجم أن يعطي معلومات بديلة NEWMARK "نيومارك"و يقترح

:)3(ريقأو إضافية عن ط .إضافتها مباشرة داخل النص -1 .مالحظة هامشية يف آخر الصفحة أو الفصل أو الكتاب -2 .يف صورة مسرد -3

):البيئة(فعل املثاقفة يف ترمجة أمساء األماكن : ثانيا

و على شاكلة أمساء األعالم فإن أمساء األماكن توحي خباصية املوقع بكل أبعاده

و حسن حتويل أمساء هذه األماكن إىل لغة القارئ األجنيب .خيةاجلغرافية و البيئية و املنا، ألنه يسمح له باالطالع على جغرافيا بعيدة عن جغرافيته "فعل املثاقفة"يندرج ضمن

.هصار يعرف ألنهقريبا منه اآلخراليت ترعرع فيها و تعود على رؤيتها و هذا جيعل األم،

________________ )1( Phillipe HAMON, Le Personnel du Roman, Genève, Librairie Droz, 1998.

.136، ص 1986بيتر نيومارك، اجتاهات يف الترمجة، ترمجة حممود إمساعيل صيين، دار املريخ، الرياض، السعودية، )2( .149املرجع نفسه، ص )3(

Page 156: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 156 -

EZ-ZILZAL الزلزال

قسنطينة

باب القنطرة

الرصيف

القصبة

الكدية

حي اجلرابيع

كاف شكارة

جنان التشينة

رحبة الصوف

السويقة

الغابة

عوينة الفول

رحبة اجلمال

سوق العصر

Constantine

Bab El Kantra

El-Recif

La Casbah

El Koudiat

Quartier des Gerboises

Kef Chekkara

Djenane-El-Tchina

Rahbat-Essouf

La Souika

Maquis

Aouinet-El-Foul

Rahbat-El-Djmâl

Souk-El-Asser

Page 157: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 157 -

صورة مصغرة للجزائر متلك كل "الطاهر وطار"اليت أرادها )1(إن قسنطينة املواصفات التارخيية و اجلغرافية و البيئية ألن تكون كذلك، فهي اليت استمدت إمسها من

الذي أعاد ) مConstantin 1er )288-337 "قسطنطني األول" اإلمرباطور الروماينو كانت مفخرة "سريتا"م بعدما كانت عاصمة للنوميديني باسم 313بناءها سنة

) م534- 432(، مث حكمها الوندال قرابة القرن "يوغرطة"و "سيفاكس"و "ماسينيسا"أيب مهاجر "على يد و قد أسلمت املدينة ). م674- 534(ليخلفهم البيزنطيون من جديد

م، و حكم قسنطينة قرابة 1517، و قدم إليها العثمانيون سنة )م674- ه55(سنة "دينارأمحد "إىل غاية احلاج ) م1792- 1771" (صاحل باي مصطفى"األربعني بايا ابتداء من

م اقتحمت القوات الفرنسية املدينة 1837أكتوبر 13و يف ). م1837- 1826( "باي .و استولت عليها

و تقع املدينة فوق الصخرة العتيقة على جانيب وادي الرمال، الذي يقسم املدينة نصفني تربط بينهما اجلسور، و منه نستنتج أن الطبيعة أو البيئة اليت تترعرع فيها اللغة و تتعارف الشعوب يف أحضاا هلا أثرها يف مفردات اللغة و يف كالم الناس، و لذلك

فالعربية هي لغة الشعر و البيان، "اختالفها بصفات متفاوتة وصفت اللغات علىو اإليطالية لغة األوبرا و املتاهات احلاملة الراقصة، و اإلجنليزية التصقت ا فكرة الرياضة

و التجارة و االقتصاد، و الفرنسية لغة أهل اهلوى و العواطف الرقيقة و الغزل األملان فقد انصرفوا إىل الفلسفة و التفكر يف أما[...] و الدبلوماسيني و العسكريني

.)2("ملكوت السماوات الذي ال تدركه األبصار و ذا عرفت لغتهميف ترمجة أمساء األماكن يف كون بعض أمساء املدن و األماكن "فعل املثاقفة"و يكمن

فسوق ". )3("هإحياء و تارخيا ال يعرفه إال من اطلع عليه و عرف القصة املقترنة ب"حتمل هو مكان جيتمع فيه الناس للبيع و الشراء بعد صالة العصر، Souk El Asser "العصر

________________ )1( http//:www.Apc-Constantine.gov.dz

.23، ص 1992حممد الديداوي، علم الترمجة بني النظرية و التطبيق، دار املعارف للطباعة و النشر، تونس، )2( .30ع نفسه، ص املرج )3(

Page 158: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 158 -

ذات صورة مميزة عتيقة و ضيقة و منافذها معقدة، يتيه فيها La Casbah "القصبة"و هو Rahbat El Djmâl "رحبة اجلمال"الزائر و يصعب التنقل يف شوارعها الضيقة، و

مكان واسع تربط فيه مجال املسافرين القادمني لقضاء حاجام يف قسنطينة، و هي مربك Kef "كاف شكارة"تأيت من خمتلف األحناء حمملة بالبضائع، أما للقوافل اليت

Chekkara فهو مكان مرتفع يرمى منه كل خارج عن طاعة الباي أيام العثمانيني بعدمثل غريه Bab El Kantra "باب القنطرة"و يتعلق . )شكارة(أن يغطى رأسه بكيس

ني للمدينة، و هو يصل املدينة من أبواب املدينة السبعة اليت كانت تتخلل السور احلصإىل ذلك Rahbat Essouf "رحبة الصوف"بالضفة اجلنوبية لوادي الرمال، و تشري

املكان الواسع الذي يستعمل ألغراض جتارية حيث تباع فيه خمتلف أنواع الصوف، و قد .)1(حتول اليوم إىل سوق لبيع اخلضر و الفواكه و األواين و بعض األغراض املرتلية

مدينة قسنطينة و أقام ا ثالثة أيام قبل Marcel BOIS "مارسيل بوا"لقد زار بطل الرواية منذ نزوله من سيارته "بواالرواح"و تتبع خطى "الزلزال"ترمجة رواية

بباب القنطرة مث عرب الشوارع الضيقة للمدينة القدمية حىت انتهى به املطاف جبسر اهلواء بذلك اطلع عن كثب على دروب املدينة اخلفية و رأى بعينيه و. حيث انتهت الرواية

خمتلف مراحل الرواية على أرض الواقع و أراد بذلك أن يرتبط نفسيا مع املكان .و يكتشف من خالله خصوصيات املدينة و خباياها

لألماكن، فقد كان على شاكلة ترمجته BOIS "بوا"يف ترمجة "فعل املثاقفة"أما عن اء األعالم، إذ أنه أبقى على غرابة األلفاظ السالفة الذكر و حافظ على الكلمات ألمس

األجنبية يف اللغة املنقول إليها بالرغم من أا ذا الشكل ال تثري أية صورة يف خميلة اآلخر فاللفظ جسم و روحه املعىن و ارتباطه به مثل ارتباط الروح"و توقظ فيه أي إحساس،

____________ ____ .أبواب قسنطينة/2008جانفي 31-15قسنطينة مرآة، جريدة نصف شهرية، العدد من )1(

Page 159: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 159 -

رأى أنه من احلكمة BOIS "بوا"لكن .)1("باجلسد، يضعف بضعفه و يقوى بقوتهبالتايل إثارة فضوله للتعرف على الثقافة إلزام املتلقي على التساؤل حول هذه الغرابة، و

فعل "األخرى و األخذ بيده الكتشاف التباين الطبيعي بني اللغات املتعددة و هذا حيقق يدعو القارئ BOIS "بوا"يف أعلى مستوياته، و نفهم من خالل ذلك أن "مثاقفة

و ما يؤكده األجنيب إىل أن يعيش التجربة اليت مسحت له بفهم نص الرواية بعمق، و ه :)2(إذ يقول NIDA "نيدا"على لسان MOUNIN "مونان"

« Les mots ne peuvent pas être compris correctement, séparés des

phénomènes culturels localisés dont ils sont les symboles ».

الثقافية ال ميكن للكلمات أن تفهم بطريقة صحيحة، إذا ما فصلت عنها الظواهر" .ترمجتنا". و احمللية، اليت تعد رموزا هلا

سليم و ال سبيل إىل فهم صحيح للمفردات دون معرفة "فعل مثاقفة"فال سبيل إىل احلضارة احمليطة ا و دون التوغل يف الثقافة احمللية اليت ترمز إليها هذه الكلمات،

و من اجلدير االعتناء ا، و هو ما ذهب فاأللفاظ هي القوالب اليت حتمل يف طياا املعاين فإذا رأيت العرب قد أصلحوا ألفاظها : ""ابن جين"على لسان "الديداوي"إليه

و حسنوها و محوا حواشيها و هذبوا و صقلوا غروا و أرهفوها، فال ترين أن العناية يف .)3("شريفذلك إمنا هي باأللفاظ، بل هي عندنا خدمة منهم للمعاين و تنويه و ت

و يكمن جوهر الترمجة احلقيقي يف مدى احترام حرفية نص األصل، خاصة إذا تعلق األمر خبصوصيات الثقافة الشعبية، حيث ترتبط الدالالت ارتباطا محيميا باأللفاظ،

و البحث عن املعىن خارج هذه الدائرة ال يؤدي إىل حتريف الرسالة و تشويه املقصود .دالالت احلقيقية ملراد صاحب النص، بل إنه خيدم الترمجة و حيقق غايتهاو االبتعاد عن ال

________________ .35حممد الديداوي، مرجع سابق، ص )1(

)2( Georges MOUNIN, Les problèmes théoriques de la traduction, Pais, Gallimard, 1969, p 137.

.16حممد الديداوي، مرجع سابق، ص )3(

Page 160: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 160 -

:فعل املثاقفة يف ترمجة أمساء األطعمة التقليدية: ثالثا

EZ-ZILZAL الزلزال

زالبية

الكستيلية

كباب

ملوخية

كفتة

الفريك

السمن

شواء

الكسكسي

شواء الرأس

حليب رايب

التمر

فطاير

بةشر

Zlabia

Chorba

Kebab

Mouloukhia

Kefta

Frik

Beurre

Grillade

Couscous

Têtes de moutons grillées

Lait caillé

Dattes

Beignets

Chorba

Page 161: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 161 -

طريقة اإلعداد، و لكن جيمع بنو خيتلف الطعام باختالف املكان و املناخ و الديانة و باملواد اليت حيتاج إليها جسمه ملقاومة كل البشر مجيعهم على أن الطعام يزود اإلنسان

التعب و اإلرهاق و خمتلف األمراض و النوبات، و قد ختتلف أنواع الغذاء داخل أنواعهذا التباين من خالل إقامته Marcel BOIS "مارسيل بوا"و ملا أدرك .القطر الواحد

بية، حافظ على هذه الطويلة يف اجلزائر و من خالل تعامالته اليومية مع الطبقة الشعفقد فضل "للمثاقفة"و خدمة . األلفاظ و املفردات اليت تعرب عن خصوصيات اجلزائري

الذي رأى فيه الوسيلة األجنع ،Emprunt "االقتراض"اللجوء إىل أسلوب BOIS "بوا" و ذلك باحترام هذه اخلصوصيات و مل حياول البتة التصرف "فعل املثاقفة"لتحقيق

بالرغم مما يكتنفها من غموض عند املتلقي الفرنسي، لقد سعى بقدر أو التكييف اإلمكان إىل احلفاظ على نكهة النص األصل و أبدى رغبة صرحية يف النقل بكل أمانة

، إعطاء صبغة حملية مثل "راضاالقت"و قد يكون الغرض من هذه الطريقة، أي "و وفاء، ام يف إسبانيا مبا فيها من أة و أهازيج للمهرجانات الشعبية اليت تق Fiestaاستعمال

.غري ذلكو ..."قفطان"أو "كسكسي"شعبية ال مثيل هلا، و ثريان و مزامري أو لفظ و ألن . )1("اللغات أخذا عن احلضارات املختلفة إال أن هذه الطريقة مثلى إلثراء

إبقاء اآلخر على ، فمن األجدر "املثاقفة"الثقافات تستمد قوا من االتصال بينها و من أصله بالرغم من نداءات بعض األطراف بالتصرف و التكييف مراعاة للمتلقي و تسهيال

كون الترمجة يف غىن عن : " LEDERER "ليدرر"لالستيعاب، و هو ما تؤكده تراكيب اللغة األجنبية خاصة عندما يتعلق األمر بنقل األفكار و االنفعاالت خارج جمال

.)2("تعليم اللغاتفعل "أي وقع عليه "شخصا متثاقفا"باعتباره Marcel BOIS "مارسيل بوا"إن

، ذلك ألنه عاش يف أحضان جمتمع أجنيب عن جمتمعه، و هو اتمع اجلزائري"املثاقفة ________________

. 172املرجع السابق، ص )1()2( Marianne LEDERER, La Traduction Aujourd’hui, Paris, Hachette, 1994, p 81.

Page 162: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 162 -

و رأى عن كثب عاداته و تقاليده و ذاق طعامه و اكتشف ميزاته، ما كان له إال أن يف نقل هذه األطباق ألا حتمل يف طياا قيما ثقافية La littéralité "احلرفية"يسلك

ا و تفردا واضحا، فال طريقة اإلعداد و ال كيفية الطهي و ال اجتماعية و بعدا روحي C’estطريقة تناول األطباق هلا شبيه يف اتمع الفرنسي، فاألمر كما يقول الفرنسيون

typiquement Algérien باملكان قد مت "بوالرواح"، و لعل أول لقاء بطل الروايةهويته و حتديد "قسنطينة"ف على املكان و قد حتقق التعر Signe olfactif "بإشارة مشية"

حاسة الشم، تطغى على باقي " Chimico tactisme "بالتجاذب الكيماوي"مبا يسمى احلواس، يف قسنطينة، يف كل خطوة و يف كل التفاتة و يف كل نفس تربز رائحة متميزة

كل شيء قابل للتصرف و التكييف إال: و كأنه نداء مفاده. )1("صارخة الشخصيةالطعام فهو رمز هلوية ذاتية ختص جمموعة معينة بقيم معينة و تقاليد خاصة، حيث تلعب

. فيه حاسة الشم دور احملرك للشهية و احملفز لإلقبال على تناول األطباق التقليديةيف كوا تعبري عن اهلوية و تعرف على "فعل املثاقفة"و يكمن دور األطعمة يف

أنه Marcel BOIS "مارسيل بوا"مقارنة مع اآلخر، لذلك رأى الذات و إدراك لألنامن الواجب احلفاظ على هذه اهلوية و عدم طمسها يف شخصية اآلخر و اإلبقاء عليها

.بغرابتها و انفرادها و غرييتهاو خالصة القول، إن الترمجة يف هذه احلالة تسلط الضوء على مفردات األصل بأمانة

ا بوفاء و تترجم النمط الغذائي لألجناس املختلفة بذوق و مجال، و تنقل خصوصيا املنشود دون حمو ملعامل اهلوية االصلية، و هذا ما يؤكده "فعل املثاقفة"و حتقق بذلك

:)2(يف نظريته للترمجة بقوله MESCHONIC "ميشونيك" « La force d’une traduction réussie est qu’elle est une poétique

pour une poétique. Pas du sens pour le sens ni un mot pour le mot, ________________

.05الطاهر وطار، مرجع سابق، ص )1()2( Henri MESCHONNIC, Poétique du Traduire, Verdier, 1999, p 57.

Page 163: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 163 -

mais ce qui fait un acte de langage un acte de littérature ».

تكمن قوة الترمجة الناجحة يف كوا ترمجة إبداعية لعمل إبداعي، و ليس يف كوا " ترمجة معىن ملعىن و ال ترمجة كلمة لكلمة أخرى و لكن يف كوا ما جيعل من الفعل

.ترمجتنا". اللساين فعال إنسانيا

"مليشونيك"ترقى الترمجة إىل مستوى اجلمال من خالل الرؤى اإلبداعية و بذلك MESCHONIC إذ ليست الترمجة يف نظره عمال ثانويا بل عمال يوازي العمل ،

. األصلي من غري أن يشوهه أو يغريه :فعل املثاقفة يف ترمجة اللباس احمللي: رابعا

EZ-ZILZAL الزلزال

بطربوشه األمحرقابله شيخ حضري *ص . الطويل يقف يف مدخل مقهى النجمة

09 النساء السافرات أكثر من املتحجبات *

25ص . املاليا السوداءذه

ص . شاشيتهاللبان كما كان لعله يغري *

32.

*Planté devant le café

« Nedjma »: un citadin coiffé

d’un haut tarbouche rouge. P08

*Les femmes dévoilées sont plus

nombreuses que celles qui

s’enveloppent dans leur sombre

m’laya. P21

*Le laitier est toujours en place,

sans doute porte-t-il encore la

même chéchia. P28

Page 164: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 164 -

ببلوزام جتار األغنام و األبقار و اخليول * بعماماتو الوبريةاء و السوداء و البيض

. احلرير الصفراء املزدانة باخليوط الوبرية 59ص

يصطفون على املقاعد اجلبببعض باعة * 71ص . حتت اجلدار

. ت لوا األسود غباريةقدم عجوز يف * 71ص

قمرة و برنوس صويف و جبةيف ذراعه * 71ص . يف يده اليسرى مذياع

ألبسوه و عندما عاد من حرب الشام *و بقي ) قايدا(و نصبوه برنسا أمحر

. الوحيد الذي ميلك أرضا وسط املعمرين 143ص

*Au milieu des maquignons en

blouses noires, des gros

propriétaires et des paysans en

burnous de laine ou de poil de

chameau, avec leurs turbans de

soie dorée. P 51

*Des vendeurs alignaient leurs

djebbas sur des banquettes le

long du mur. P 60

*Un vieillard s’avança, revêtu

d’un cache-poussière noir tout

délavé. P 60

*Il portait sur le bras droit un

burnous de laine et une djebba de

rayonne, il tenait de la main

gauche un transistor. P 60

*A son retour de la compagne de

Syrie, on le revêtit du burnous

rouge et on le nomma Caïd. Il

demeura le seul à posséder des

terres au milieu des colons. P 120

Page 165: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 165 -

مريوالنأزرقان و سرواالنعليها * 155ص . متقاربان يف اللون و الشكل

. األحذيةلن يضطروا إطالقا إىل انتعال * 164ص

*Il portait tous deux les mêmes

blue-jeans et des polos

semblables. P 130

*Ils n’auront d’ailleurs nul besoin

de sandales. P 139

باين ختتلف صناعة املالبس من بلد إىل آخر، إذ تعد رمزا للهوية و إثباتا للتميز، فالت

واضح بني نوعية األلبسة الصينية و اليابانية و األوروبية و اإلفريقية، و تتوارث الشعوب عادات اللباس جيال بعد جيل بالرغم مما يشوا من تداخل للثقافات بسبب عصر العوملة

.الذي قلب كل املوازينو ارتدت املرأة لقد اعتادت املرأة اجلزائرية اللباس الفضفاض و السترة منذ القدم،

اليت كانت متثل عمق التراث اجلزائري و امتداده، و يروى "املالية السوداء"القسنطينية الذي حكم قسنطينة ملدة Salah Bey )1( "بصاحل باي"اتصلت M’laya "املالية"أن ، حيث عرفت املدينة أوج ازدهارها يف ظل حكمه و كان )1792- 1771(سنة 21

و حكم عليه باملوت "سوق العصر"ماء، و بىن املدرسة الكتانية حبي يسترشد بآراء العل ذلك اللون الداكن حزنا عليه مث، فاختارت املرأة القسنطينية 1792سبتمرب 01يف

.امتدت املالية إىل كل الشرق اجلزائريعلى التسمية نفسها نظرا الرتباطها Marcel BOIS "مارسيل بوا"و قد أبقى

"بوا"لثقافة اجلزائرية و المتداد جذورها يف البعد التارخيي احمللي، و ألن الروحي باBOIS السياق الثقايف"مطلع على القيم الثقافية اجلزائرية فقد انساق وراء" Le

contexte culturel ا الرواية األصلو حافظ على كثري من املصطلحات اليت أورد . ________________

)1( http//:www.Apc-Constantine.gov.dz

Page 166: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 166 -

حظوة عند نساء قسنطينة خاصة يف Djebba "اجلبة"تلقى "املالية"و على شاكلة ، هذه Djebbat El Fergani "جبة الفرقاين"األعراس و ارتبط امسها بلقب الفرقاين

.العائلة اليت كانت السباقة يف فن اخلياطة و الطرز بقسنطينةيف املناسبات ألم يرون يف ذلك "العمامة"و "الربنوس"لبس و يتباهى اجلزائريون ب

لغة هو كل Burnous )1( "الربنس"أصالتهم و امتدادهم التارخيي الضارب يف الزمن و ثوب يكون غطاء الرأس جزءا منه متصال به، و هو رداء طويل فضفاض مفتوح من

ع من الصوف أو من الوبر، األمام يرتدى فوق املالبس اخلارجية و ليس له أكمام، يصنكما كان يف زمن االستعمار رمزا . و ختتلف ألوانه فمنها األبيض و األسود و البين

أمحرا و هذا دليل علو رتبته و مسو "برنوسا"يلبس Caïd "القايد"للسيادة فقد كان . قدره عند الفرنسيني

و مجعها Turban )2( "ةالعمام"كما تتعدد أغطية الرأس و طرق لبسها و لعل أمهها العمامة على رأسه عدة طيات، و هي )طوى(عمائم، و اعتم الرجل و تعمم إذا كور

.و غريه...و خيتلف لوا من أصفر و أمحر و أخضر و أبيض. من لباس العرب قدميامنذ العهد العثماين و يوحي بأن مرتديه Tarbouche "الطربوش"كما انتشر لبس

اليت تلبسها العديد من الشعوب Chéchia "الشاشية"ر، و هو يشبه رجل دين و وقا .إىل مدينة القريوان يف القرن الثاين للهجرة "الشاشية"اإلسالمية و تعود صناعة

إذن، إن احلديث عن منطية اللباس هو حديث عن احلسن و البهاء، و ال يفهم هذا فال "فعل املثاقفة"طريقة فقط ميكن حتقيق اجلمال إال بنقله بشكل حريف ويف، ألنه ذه ال

"بعمامة اإلمام" Mitre d’évêqueمثال "تاج األسقف"ميكن البتة التصرف يف ترمجة لذلك قد يستوجب االنتقال من لغة إىل أخرى وقفة. من أجل تقريب الفهم للمتلقي

م اإلنتباه إىلتريث، فوراء اللغة تراث و فكر و عادات و تقاليد و بيئة، و البد للمترج ________________

.1986، بريوت، لبنان، )املكتبة الكاثوليكية(املنجد األجبدي، دار املشرق )1( .نفسه املرجع )2(

Page 167: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 167 -

يكون وقد[...] الصورة اليت ترسم يف خميلة القارئ أو املستمع و هو أمامها يف لغته" .)1("حجر عثرة أمام املترجم أو الترمجان

على خصوصية اللباس اجلزائري من Marcel BOIS "مارسيل بوا"لقد حافظ خالل حضور املصطلحات نفسها يف الترمجة، مدركا املفهوم العميق للترمجة كما يبديه

:Antoine BERMAN )2( "أنطوان بارمان" « La traduction n’est pas une simple médiation : C’est un processus

où se joue tout notre rapport avec l’autre ».

ليست الترمجة جمرد وساطة بسيطة، بل إا سياق جتري من خالله كل عالقتنا مع " .ترمجتنا". اآلخرالتزود مبعارف جيب إغراء هذا اآلخر للتنقل حنونا و "فعل املثاقفة"و بالتايل لتحقيق

جديدة و التطلع على ما هو غريب، و ذلك من خالل االهتمام بالشكل و احملتوى على ليف مثل هذه احلاالت عندما يتعلق األمر بنق BOIS "بوا"و قد فضل . حد سواء

عادات األزياء و املالبس، توخي الدقة بااللتصاق قدر املستطاع بلغة األصل و رأى يف "بارمان"احلل األمثل لنقل أمني، و هو ما يوافق وجهة نظر هذه اإلستراتيجية

BERMAN 3( "باسترناك"اليت جاءت على لسان( PASTERNAK: « Pour qu’une traduction atteigne son but, une dépendance plus

réelle doit la lier à l’original. Le rapport entre l’original et la

traduction doit être celui qui unit la base à son dérivé, comme pour

une plante et sa bouture ».

لتبلغ الترمجة هدفها، جيب أن يربطها باألصل خضوع جد حقيقي، و جيب أن يكون " .ترمجتنا". الرابط بني األصل و الترمجة ذلك الذي جيمع اجلذر مبشتقه مثل نبتة و فسلها

________________ .18حممد الديداوي، مرجع سابق، ص )1(

)2( Antoine BERMAN, L’épreuve de l’étranger, Paris, Gallimard, 1995, p 287. )3( Antoine BERMAN, Pour une Critique des Traductions : John DONNE, Paris, Gallimard,

1994, p 28.

Page 168: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 168 -

:فعل املثاقفة يف ترمجة املعتقد الديين: خامسا

EZ-ZILZAL الزلزال

عبد ايد الشيخو نشط قلب األذانارتفع * 06ص . بواالرواح

ما الذي يدفع الناس . ال حول و ال قوة إال باهللا*. املدينة حىت يرجتلوا مشيتهم ذا الشكل يف هذه

07ص

مل أصل بالسيارة إىل هنا إال بعد أن كدت أن *أهجرها وسط الشارع، خشية أن يغمروها

07ص . يوم احلشركالذباب كأمنا هم يف

و تنطلق العطور من الغادات األوروبيات *اإلسرائيليات الالئي ميألن الشوارع و

07ص . جة و حبورا كاحلوريات

برمحته خ بن باديس تغمده اهللا كافحنا مع الشي*

*L’appel du muezzin tira le cheikh

Abdelmadjid BOULAROUAH de sa

rêverie. P 06

*Dieu tout-puissant ! Quelle

bousculade. P 06

*En arrivant ici avec ma voiture, j’ai

bien failli l’abandonner en pleine rue,

tellement ils me faisaient peur en se

jetant sur elle comme des mouches. On

se croirait au jour de la Résurrection. P

06

*Le parfum des jeunes filles,

européennes et israélites, emplissait les

rues, gracieuses et joyeuses

demoiselles qui faisaient songer à des

houris. P 07

*Nous avons lutté aux côtés de Ben

Page 169: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 169 -

08ص . الواسعة

08ص . املذاهب األربعةو تفقهنا يف *

08ص . القرآن الكرميالتمليك وارد يف *

قرر أن يسرع خطاه ليقطع املسافة اليت تفصله * 08ص . اجلامع الكبريعن

أحضر و قل صاحب الربهان يا سيدي راشديا * 09ص . فيها القول الفصل

ذا اجتهت أنظارهم إىل املساس بدل ه* 10ص . الذين ورثهم اهللا أرضه بالصاحلني

.ال حول و ال قوة إال باهللاإسحيب يدك يا امرأة *

10ص

11ص . حتية املسجدعندما اعتدل ألداء ركعتني *

Badis que Dieu le prenne en

miséricorde. P 07

*Nous avons approfondi l’étude des

quatre rites. P 07

*La propriété privée est reconnue dans

le Saint Coran. P 07

*Il décida de presser le pas pour

franchir le bout de chemin qui le

séparait de la Grande Mosquée. P 08

*Sidi Rached, l’homme aux miracles

montre-toi et prononce la sentence. P

08 *Le gouvernement n’a rien trouvé de

mieux que d’exciter leur convoitise

contre les gens de bien à qui Dieu a

donné sa terre en héritage. P 09

*Enlève-moi ça, il n’ya pas de force et

de puissance qu’en Dieu. P 09

*Au moment ou il retrouvait son calme

et se préparait en signe de vénération, à

accomplir deux raka’at. P 10

Page 170: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 170 -

الشيخ ابن باديس حبركات املنربتراءى له يف * 11ص . وجهه النشيطة

الوسواس ه اهللا لعن- الشيطان الرجيملعنه اهللا * 12ص . اخلناس

على التقوى الشيخ خطبة اجلمعةبدل أن يركز * 14ص . استغرق يف شرح الزلزال

16ص . صدق اهللا العظيم*

25ص . إنا هللا و إنا إليه راجعون*

27ص . عفريت كافراملغبونة شاطها *

و ما السنةو باحلديث بالدين،نعمر األفئدة * 31ص . السلفكان عليه

32ص . ستغفر اهللاأ*

*Il se représenta le Cheikh BEN

BADIS au minbar, il revit le visage

expressif, animé. P 10

*Que Dieu maudisse Satan-

l’abominable Démon. P 11

*Dans sa khotba du vendredi, l’imam,

au lieu de mettre l’accent sur la piété,

leur a parlé du Tremblement de Terre.

P 12

*Dieu ne se trompe pas. P 10

*Notre seul recours est auprès de Dieu.

P 22

*La pauvre ! victime d’un génie malin.

P 23

*Nous ouvrions les cœurs à la

Religion, au Hadith, à la Sounna, aux

pieuses pratiques des ancêtres. P 27

*Que Dieu me pardonne. P 27

Page 171: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 171 -

ديوثايا كلب بن كلب يا لعيناخسئت يا *

42ص . أ تقول هذا الكالم يل أنا

ذيلها يف صاحب الدابةخيرج يوم القيامة،* 40ص . املشرق و رأسها يف املغرب

لتفتح طريق فرنسا و أوروبا و تعقم النساء *

43ص . حرامو الرجال لتحد من النسل إذن هذا

44ص . فيك بارك اهللا*

45ص . عيبابن أمي و أيب هذا *

.يف الرابعة عشرة الستنيآه كدت أنساه حفظ *

50ص

50ص . الشاذليةأعلن نفسه تابعا للطريقة *

*Fou le camp, ordure, chien, fils de

chien, maquereau ! Me faire ces

propositions à moi. P 36

*Au jour de la résurrection, l’Homme à

la Bête poussera devant lui l’animal

dont la queue sera en Orient et la tête

en Occident. P 34

*Ou alors qu’on laisse la voie libre aux

départs vers la France. Qu’on stérilise

mâles et femelles pour les empêcher de

se multiplier comme des lapins. Ce

serait un péché. P 37

*Merci.

*Mon propre frère ! C’est une honte. P

39

*J’allais l’oublier ! A quatorze ans, il

savait déjà les soixante parties du

Coran. P 43

*Il s’est affilié ouvertement à la

Page 172: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 172 -

77ص . هذا فخر على كل حال شهيدصهري *

77ص . رمضانهكذا مع اقتراب كل *

إن راسلته باخلري طالق بالثالثو زوجيت *

88ص . أو الشر

99ص . الزاويةيا سيدي و غادر صلىو وضأت*

124ص . زمزمكأس البرية فيها أغلى من ماء *

عدت إىل قسنطينة و معي البنت كانت يف سن * 150ص . الفاحتةعائشة قرأت

172ص . سبحان اهللا*

« Chadilya ». P 43

*Mon beau-frère chahid ! Une mort

glorieuse. P 65

*C’est la même chose aux approches

de Ramadhan. P 66

*J’ai juré que je ne lui enverrais

aucune lettre, que je répudierais ma

femme par trois fois. P 81

*Il se purifia par des ablutions, fit sa

prière et quitta la zaouïa. P 83 *Où la bière coûte plus cher que l’eau

de Zemzem. P 103

*Je repartis pour Constantine,

emmenant la fille, qui avait l’âge

d’Aïcha, je lus « la Fatiha ». P 126

*Dieu soit loué. P 145

Page 173: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 173 -

طغت الكثري من املفاهيم الدينية على رواية الزلزال، و ظهر التصوف يف عديد كثري من ، و استطاع يف"عبد ايد بواالرواح"املناسبات على بطل الرواية الشيخ

إجياد احللول املناسبة لترمجة هذه الصيغ خاصة و هو رجل BOIS "بوا"األحيان املترجم دين كاثوليكي، و حاول جاهدا احملافظة على نكهة النص األصل و خصوصياته من

خالل احملافظة على مفردات األصل بكل أمانة، مع بعض التحفظات عندما يتعلق األمر كيزة هلذا الدين، و بالرغم من أنه التزم الترمجة الشائعة إال أنه مل باألركان و األسس الر

.يستويف اجلوانب كلها، و بقي الغموض سائدا الترمجة الشائعة Marcel BOIS "مارسيل بوا"فقد آثر "بفعل املثاقفة"و فيم يتعلق

د املتلقي سيما أن أي الترمجة احلرفية و رأى أا السبيل لتحقيقه، ألن الرسالة مفهومة عنأركان اإلسالم صارت تعرف عند الصغري قبل الكبري من أهل الغرب بفعل انتشار وسائل التكنولوجيا املعاصرة و اتساع رقعة االتصال عرب شبكة اإلنترنت، و لكن يعاب عليه أنه

:ج جا مغايرا يف اجلملة املوالية Merci P38 44ص بارك اهللا فيك

لقد انصب جل اهتمام املترجم على املتلقي، تاركا وراءه كل محوالت األصل من قيم و شحنات دينية، و اجته للبحث عن املكافئ يف اللغة املنقول املنقول إليها، و هو

)1( "ناميكياملكافئ الدي"من خالل NIDA "نيدا"الشيء نفسه الذي يدعو إليه L’équivalence dynamique الذي يقلص عملية الترمجة إىل وسيلة إخبارية تواصلية

ال غري، و تتعدى الترمجة يف هذه احلالة هذا املفهوم، فهي نقل ملفاهيم ثقافية مغايرة "بوا"و تبدو ترمجة . و تطلع على عادات و قيم خمالفة فهي إذن وسيلة الكتشاف اآلخر

BOIS مارسيل بوا"ذلك متاما، و لكن حىت ننصف غري" Marcel BOIS فقد التزم يف الكثري من األحيان باحلرفية للتأكيد على أصالة املفاهيم و أن التقرب منها هو السبيل

________________ )1( Ferhat MAMERI, Traduire l’altérité juridique : Le cas des noms propres dans la

traduction du Coran, Revue Sciences Humaines, Université de Constantine, N° 25 , Juin 2006,

Page 174: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 174 -

له داللة نفسية عميقة يف تراثنا Chahid "فالشهيد"األمثل إلدراكها و فك رموزها، كل Martyrالعريب اإلسالمي و كذلك بعدا ثقافيا اجتماعيا، و قد ال يؤدي املقابل

قد تعين عند املسيحيني رجل الدين الذي لفظ Martyrكلمة دالالت الشهيد، مبا أن "احلوريات"أنفاسه بعد آالم و عذاب من أجل دينه، و كذلك األمر بالنسبة للفظة

Houris اليت توحي بالنعيم الذي ينتظر املؤمنني يف اجلنة، و قد تغيب هذه الصورة يف "باخلطبة"يضا عندما يتعلق األمر باحلرفية أ BOIS "بوا"و يلتزم . أذهان غري املسلمني

Khotba تمعني لصالة اجلمعة، و هي ختتلف شكالاليت يلقيها اإلمام على مسامع ا الذي يقام عند صالة املسيحيني بالكنيسة حيث Messe "القداس"و مضمونا عن

و يورد أيضا مفهوما مستعصيا و هو . "القداس الصارخ"تتخلله بعض املوسيقى و هو أمر متعلق بعقيدة املسلم إذ تعد ،L’homme à la bête "ابةصاحب الد" . من العالمات الكربى لقيام الساعة و هي غائبة ال حمالة يف ثقافات أخرى "الدابة"

بدالالت دينية تارخيية و كذا بشحنة روحية، و هذا Zemzem "ماء زمزم"و يرتبط يستوعبه غريهم، و قد ذكر أيضا اعتقاد راسخ يف أذهان املسلمني كافة، و هو ما ال

.و هي من الفرق الصوفية Chadilya "الشاذلية"سوى االلتزام باحلرف إلدراك "فعل املثاقفة"و يف مثل هذه احلاالت ال سبيل لبلوغ

الدالالت و فك رموز اإلحياءات اليت ترافق األلفاظ، و هي دعوة إىل مراعاة خصوصيات باره أولوية حتسبا لنقل يستويف املضمون و حيافظ على الشكل نص األصل و ترتيبه باعت

بأمانة، و منه تتضح العالقة احلميمية بني نص األصل و الترمجة، إذ خترج الترمجة األصل إىل عامل جديد غري مألوف و حيافظ نص األصل على الترمجة بتدعيمه خبصوصيات عامل

.جمهول و رؤى غريبة و منطق خمتلف

:املثاقفة يف ترمجة التعابري اللغوية احمللية فعل: سادسا

Page 175: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 175 -

EZ-ZILZAL الزلزال

13ص . يا رضا اهللا و الوالدين* 41ص . العني بصرية و اليد قصرية* . الشر يعلم السقاطة و العرى يعلم اخلياطة*

42ص

42ص . كلب بن كلب* 47ص . مسنا يف دقيقنا*

48ص . رياح مبا ال تشتهي السفنجتري ال*

47ص . ال أمان يف دار األمان*

يوجد يف غدير أو مستنقع ما ال يوجد يف* 48ص . البحر

51ص . ما يطعم رأسني يطعم ثالثة*

خيلف على الشجرة و ال خيلف على * 51ص . قصاصها

*Pensez à Dieu et à vos parents. P 12

*Si mes moyens étaient à la mesure

de mes désirs je t’offrirais bien

davantage. P 36

*La misère éveille l’appétit et celui

qui n’a rien à se mettre sur le dos

apprendra à coudre.

*Chien fils de chien. P 36

*C’est dans notre farine que nous

avons mis de beurre. P 41

*Les vents ne soufflent pas toujours

au gré des vaisseaux. P 42

*Il faut toujours se méfier, même

quand on fait confiance. P 41

*On trouve parfois dans le fleuve ce

qui est introuvable dans l’océan. P 42

*Quand il y a à manger pour deux, il

y en a pour trois. P 44

*Dieu permet à l’arbre de repousser,

mais il ne récompense pas celui qui le

coupe. P 44

Page 176: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 176 -

60ص . حوت يأكل حوت* 71ص . مازالت الربكة*

84ص . كثر اهللا خريك*

84ص . لو كان حيرث ما باعوه* 84ص . ذاق ملحي*

91ص . حيل و يربط* 95ص . ال ينقص القرد سوى الساعة* 126ص . يد تبين و عشرة دم* 129ص . هذه الدنيا واحد طالع و آخر نازل*

131ص . كل ما يف اجلبني تراه العني*

إيه من مل يشبع من القصعة ال يشبع من *

135ص . حلسها أكل رأس كل من يف البيت و يبقى وحده سي*

147ص . كالتبيب ال جار و ال حبيب

*Les gros poissons mangent les petits.

P 52 *Toujours la baraka. P 61

*Sincèrement je te remercie de tout

cœur pour cette attention. P 71

* Une bonne bête de labour, on ne la

vend pas. P 72

*Avoir partagé avec moi le pain et le

sel. P 72

*Il a pourtant le bras long. P 77 *Le singe serait un homme, s’il

portait une montre. P 79

*Une main pour bâtir et dix pour

démolir. P 104

*C’est la vie : l’un monte, l’autre

dégringole. P 107

*Ce qui est écrit sur le front, l’œil

finit par le voir. P 108

*Bah ! Celui qui ne se rassasie pas en

plongeant la main dans le plat, ne se

rassasiera pas en léchant. P 112

*Il enterra toute la famille et

demeurera tout seul, solitaire comme

Page 177: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 177 -

la huppe, sans parents ni voisins. P

124

بعد جتربة طويلة يف اجلزائر أن اللغة Marcel BOIS "مارسيل بوا"لقد أدرك

جلزائري هي اللغة القريبة من يوميات املواطن و انشغاالته، هي لغة املتداولة يف الشارع الباسه و طعامه و نكهته و أذواقه و حميطه و جريانه، هكذا هي اللغة اجلزائرية مرآة للواقع

أن )املعربة عن اجلزائر العميقة(املعاش، لذلك كان لزاما على مترجم الرواية اجلزائرية قبل الشروع يف إجناز عمله )1("القوم و أسباب تفامههم يعرف بنية الكالم و عادات"

الترمجي، و يف مثل هذه احلاالت تتشتت جهود املترجم يف تسليطه الضوء على معىن فليست . العبارات ألن الدالالت ليست يف التراكيب و لكنها يف أذهان الناس و جتارم

.ةالكلمات إذن دائما بريئة و قد تكون حمملة بشحنة ثقافي مق املفاهيم السالفة الذكر فحاولبع Marcel BOIS "مارسيل بوا"كما فقه

االلتصاق ما استطاع بلغة نص األصل إلبراز خصوصيات التعابري احمللية بكل أرجيها، إذ أن هذه التعابري هي لسان حال الطبقة الشعبية و امتداد لتارخيها و عمق هويتها

:ط قدر اإلمكان باحلرفية يف األمثلة املقدمة سابقاو شخصيتها الدينية، لذلك ارتب .الشر يعلم السقاطة و العرى يعلم اخلياطة- .العني بصرية و اليد قصرية- .كل ما يف اجلبني تراه العني- .من مل يشبع من القصعة ال يشبع من حلسها-

لتعابري من خالل ترمجة هذه ا "فعل مثاقفة"قد جنح يف صناعة BOIS "بوا"و يعد ألنه جنح يف إبقاء الصورة املوحية من خالل هذه التعابري و غريها يف الترمجة املذكورة

________________ ثقايف العريب، الدار البيضاء، حممد الديداوي، منهاج املترجم، بني الكتابة و االصطالح و اهلواية و االحتراف، املركز ال )1(

.29، ص 2005، 1املغرب، ط

Page 178: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 178 -

الذي يود التطلع على اآلخر دون- و ذا الشكل يقدم العون للقارئ املتعلم . أعاله الولوج يف ذهنيات أجنبية و فهم مبادئ مجالية غائبة يف لغته - امتالك ملكة لغة األصل

.و مفقودة يف ثقافتهمن خالل ترمجة التعابري اآلتية عن إحياءات Marcel BOIS "مارسيل بوا"و يعرب

: احليوانات اليت ارتبط وجودها مع وجود اإلنسان و بالتايل مع لغته كلب بن كلب. حوت يأكل حوت. لو كان حيرث ما باعوه. ال ينقص القرد سوى الساعة. ال حبيبكالتبيب ال جار و.

شيء ميشي و شيء يطري و شيء يعوم "و يصنف اجلاحظ احليوان إىل أربعة أقسام . )1("و شيء ينساح يف األرض إال أن كل شيء يطري ميشي و ليس كل شيء ميشي يطري

و يرتبط العديد من احليوانات بإحياءات متباينة، فاخلنازير مرتبطة عامليا يف أذهان الناس نتانة و القرد باالستهزاء، و الثعلب باملكر، و ميثل اخليل القوة يف االجنليزية بالقذارة و ال

الذات و اجلد يف العمل يف األملانية و الصحة و النشاط يف الفرنسية و عنصر إلثبات .و رمز األصالة عند العريب

من خالل تعامله مع الثقافة Marcel BOIS "مارسيل بوا"لقد بات واضحا عند اجلزائرية أن لكل لغة تعابري مميزة بلون خاص و نكهة ذاتية، و ال ميكن للغة أخرى مهما

كان قرا أن تعرب باألبعاد نفسها عن هذه التعابري خارج حميطها الثقايف االجتماعي احلرفية يف نقله ملختلف املعايري اللغوية إميانا منه أن BOIS "بوا"لذلك آثر . و النفسي ثلى للتطلع عن كثب على مقومات اآلخر احلضارية و الثقافية االجتماعيةالوسيلة امل

________________ ، 1997لطفي عبد البديع، عبقرية العربية يف رؤية االنسان و احليوان و السماء و الكواكب، لبنان ناشرون، بريوت، )1(

.156 ،1ط

Page 179: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 179 -

و البيئية إمنا تكون بدعوة القارئ للذهاب إىل لقاء كاتب نص األصل أي يعده لتقبل الغريب و احترام الغرابة، و هو ما ذهب إليه يف العديد من املرات عندما حافظ على

الذي يعيش دائما وحيدا متخذا Huppe "التبيب"الصورة احمللية لبعض احليوانات مثل ال حيظى بالصورة نفسها عند Chien "الكلب"ال الصخرية، و عشته يف أعايل اجلب

الغرب حيث يدللونه و يورثونه و يذكرونه يف اجتماعام املالية و السياسية حيث تقوىاليت يقابلها التركيب نفسه يف ثقافتنا لكن يف Dog eats dogاملنافسة، مثل عبارة

."حوت يأكل حوت"غياب الصورة املماثلة Coupeurs deب "قطاع الطرق"بالشكل نفسه عبارة BOIS "بوا"قد نقل و ل

route ا النفسية يف الثقافة احمللية، و هي بذلك أقوى داللةحفاظا على صور و ترتبط . الذي قد يعين أيضا الرجل الشرير و اللص املتسكع Brigandو تعبريا من

الذين كانوا قطاع طرق "ء الصعاليكبالشعرا"يف الثقافة العربية "قطاع الطرق"صورة ، و حافظ أيضا "الشنفرى"و "عروة بن الورد": دون أن يكونوا أشرارا بطبعهم أمثال

وحدها غري Séismeو كأنه يرى أن لفظة EZ-ZILZALعلى عنوان الرواية فأبقاه . نهايةقادرة على احتواء هذه الزلزلة النفسية و املادية اليت رافقت بطل الرواية حىت ال

" بواالرواح"بعدها الديين من خالل هذه السورة القرآنية اليت رددها "للزلزلة"و لعل و قد أدرك . مرارا و تكرارا و هو يواجه اإلحباط و النكسات الواحدة تلو األخرى

جازما أن التجارب اإلنسانية ختتلف باختالف الزمان و املكان، و أن BOIS "بوا"الضرورة متماثال، لذلك تتباين تسمية األشياء نفسها من لغة إىل مسار الثقافات ليس ب

و قد تظهر اإلحالة يف أسفل الصفحة أو يف اية الطبعة، و هي تفتح بذلك نافذة .أخرى .لألجنيب لالطالع على املكنونات الثقافية احمللية و وسيلة لألخذ و العطاء بني الثقافات

ري آة مبا جيول حوهلا، و ال مفر من التفاعل مع ثقافاتإذ ال ميكن لثقافة ما االنعزال غ و تقريب الرؤى و التقاء الثقافات "املثاقفة"متامخة أو بعيدة، فجوهر الترمجة هو

Page 180: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 180 -

و تناقح احلضارات دون أن ينتاب إحداها شعور باهليمنة و ال إحساس بالتفوق على و ال . اع االختالف و التنوعالبقية يف إطار احترام خصوصيات اآلخر و تقبل كل أنو

يتم ذلك إال بالعودة الدائمة إىل النص األصل و جعله مرجعية أساسية للعملية الترمجية :)1(يلي عالقة األصل بالترمجة كما BERMAN "بارمان"حيث يرى

« Toute traduction n’a de sens que comme traduction de l’original ».

.ترمجتنا". رمجة إال بوصفها ترمجة لألصلال معىن ألية ت" إىل احترام األصل مبىن Les littéralistesو هو ما يلخص بذلك دعوة احلرفيني

إذ ال ميكن البتة الفصل بينهما و ال تفضيل أحدمها على اآلخر، فهما وجهان . و معىن .لعملة واحدة

:حوصلة -خامسا

قد أزاح الستار عن األبعاد Marcel BOIS "امارسيل بو"و ذه الترمجة يكون تعد إعادة قراءة أدخل من "الزلزال"الضمنية لنص الرواية و أبرزها للعيان، فترمجته لنص

خالهلا جدة على النص املترجم، و ما مسح له بتحقيق ذلك هو قراءته للنص يف لغته مكنه يف األخري من وضع األصلية و فهمه العميق له و استيعابه لكل أفكاره، و هذا ما

و قد بدا لنا من خالل حتليلينا هلذه الترمجة . يده على كل تلك األبعاد و نقلها بأمانةمل يكن يترجم Marcel BOIS "مارسيل بوا"، أن وسائله و "املثاقفةفعل "عن كشفا

ي للقارئ األجنيب بقدر ما كان يترجم للقارئ اجلزائري الذي ال يعرف اللغة العربية أ ، كما أننا قد نستنتج أنه ترجم للفرنسي لكن ترمجته تفتح أفق تساؤالت"الفرانكوفوين"

عدة جتعل القارئ األجنيب يبحث يف القواميس و املعاجم لينجلي املعىن أمامه و هذا ."فعل املثاقفة"يندرج ضمن

________________

)1( Antoine BERMAN, L’épreuve de L’étranger, op. cit, P 295.

Page 181: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 181 -

خامتة

Page 182: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 182 -

___________________________________خامتة الترمجة ضرورة أملتها ظروف عالقة اإلنسان بذاته و بغريه، فمنذ وعي اإلنسان بذاته -1

و متيزه عن اآلخر، بدأ يبحث عن فهم هذا اآلخر ليعزز من فهمه لذاته، أو لتميزه عن هذا املنطلق تعمل الترمجة على فتح اآلنية على الغريية، ذلك اآلخر أو تواصله معه، من

و تقحم اآلخر يف الذات و توسع دائرة التخيل لدى اإلنسان، و حتفظ ذاكرة الشعوب من االندثار، و جتعل املرء يسافر عرب األزمنة و األمكنة دون أن يبارح زمنه اخلاص

.أو مكانه اخلاص غيري أو التطور الثقافيني، اليت تطرأ حني تدخل مجاعات عن عمليات الت "املثاقفة"تعرب -2

من الناس تنتمي إىل ثقافتني خمتلفتني أو أكثر يف اتصال و تفاعل يتمخض عنه حدوث .تغريات يف األمناط الثقافية األصلية أو األولية السائدة

ت البشرية يف كوا قد شكلت ظاهرة إجيابية عرفتها اتمعا "املثاقفة"تتجسد أمهية -3 عرب تارخيها الطويل، و ظلت أبلغ وسيلة للتقارب و التواصل و تبادل املعارف و اخلربات

.احلضارات رو عامال قويا من عوامل تطور و ازدهاالفكري، تفاديا ألي التباس فكال التفريق بني املثاقفة و الغزو من الضروري - 4

أكثر، و هذه العالقة تكون إما عالقة املصطلحني يدل على وجود عالقة بني ثقافتني أوو إما عالقة استالب حضاري و غزو فكري، فاخللط بني "مثاقفة"تفاعل حضاري و

. املصطلحني يؤدي إىل مغالطة كبريةمع اآلخر فاعلة و مؤثرة و منتجة، ينبغي لنا أن نعرف الذات "املثاقفة"لكي تكون -5

جلى دور الترمجة إذ أا تساعدنا على معرفة اآلخر باإلضافة إىل معرفتنا لآلخر و هنا يتو قد كانت الترمجة و ال تزال يف خدمة اإلنسان . عن طريق نقل فكره و ثقافته إلينا

املتحضر، كوا اجلسر الذي تعرب من خالله ثقافات األمم إىل بعضها البعض، فتزيد من اإلنسان فضل الترمجة منذ زمن نصيبها من املعرفة و تعمق متعتها يف احلياة، فقد أدرك

.بعيد كما أدرك حقائق وجوده الثقايف

Page 183: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 183 -

تعرب الترمجة عن إرادة ثقافية، و عن إرادة حضارية ألن الثقافة اليت تتمكن من -6استيعاب العلوم املوجودة يف الوقت الذي تبدأ هي بالظهور تصطبغ بصبغة ثقافية، أي

ذا املظهر ال ترضى بأن تتأخر عما يكون وجود ثقايف متمدن، هذه الثقافة اليت تظهرمعلوما يف غريها من الثقافات، فتكون مهيأة الستيعابه و تريد أن تفرض نفسها باعتبارها

و هذا ما جيعل أحد املؤشرات األساسية . وسيلة أساسية للتعرف على غريها من الثقافاتعلى أن تستغين عن على موت ثقافة ما من الثقافات حينما تبدأ ترى نفسها قادرة

بل إا يف الواقع تشق . الترمجة، و تعتقد أا بلغت احلد األبعد يف انعدام األخذ بالثقافات .طريقها إىل املوت حينما ترغب عن األخذ عن الثقافات األخرى

يرى الباحثون أن الترمجة األدبية هي أهم أنواع الترمجة مجيعا، ألا تتبوأ أعلى مرتبة -7و يقصد ا ترمجة اآلثار و املؤلفات األدبية مثل الرواية و القصة . ة األمة و تراثهايف ثقاف

إن الترمجة األدبية . و املسرحية و الشعر و املقاالت و الدراسات ذات الطابع الفين األديبابع األدب على أي حنو من جتمع حتت سقفها كل ما يكتب بأسلوب أديب أو حيمل ط

.األحناءكثر امللمني مبشكالت الترمجة أن الترمجة األدبية أصعب من الترمجة العلمية، يعتقد أ -8

ذلك أن النص األديب ليس فكرة أو مجلة أفكار فقط بل هو ينطوي على إحساسات املؤلف األديب و عواطفه و ختيالته، كونه نصا حاكه شاعر أو مثقف موهوب قصد أن

صور البديعة األخاذة فمن أجل هذا يكون مثريا لألحاسيس حاويا على جممل من اليتوجب على املترجم أن يأيت بنص مقابل يتوفر فيه، إىل جانب األمانة يف النقل، ما يربز

كما جيب على املترجم الذي . أو ينتقص من روعته ثرهالنص األصلي و ال يضعف أ متمكنا يعمل على ترمجة أثر أديب أن حياكي األثر املترجم و أن يكون هو نفسه أديبا

باللغتني، ألن و ال يكفي أن يكون ملما أفضل إملام. و راسخ القدم يف التأليف األديب و احلفظ فقط، األدب استعداد يستند إىل تأصل يف النفس، و ال يكتسب بالدراسة

Page 184: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 184 -

و ذا يتطلب ممن يترجم األدب و الشعر أن يكون أديبا و شاعرا، كما ال يصح جتريد ته األدبية و حتويله إىل كالم عادي بعيدا عن كنه تسميته، بل ينبغي األثر األديب من صف

اإلبقاء على رونقه و مجاله و سحره و تأثريه، و ذلك لتكسب اللغة املنقول إليها أثرا .أدبيا مدونا يزيد يف ثراء اللغة، زيادة تستحق التقدير

Marcel" ل بواماسي"ما يتوفر يف املذكورة سلفا و قد رأينا من هذه الشروط -9

BOIS ، دون أن يتلقى دروسا أكادميية حوهلا، و إمنا كان ذلك الذي دخل عامل الترمجةنتيجة موهبة تنبع من أعماقه حتركه و تدفعه القتحام هذا احلقل املعريف و العلمي و الفين

الك بعصامية أكثر، بالرغم مما كان يشترط يف غريه من الراغبني يف ممارسة الترمجة من امت . ملكة لسانية جد متطورة و رصيد ثقايف متطور

فعل "مظاهر "الزلزال"لرواية Marcel BOIS "مارسيل بوا"تعكس ترمجة - 10مجيلة بني الثقافتني اجلزائرية و الفرنسية، حيث تبدو بوضوح صورة الثقافة "مثاقفة

فأحداث الرواية تقع اجلزائرية الشعبية البحتة خبصوصيات الفرد اجلزائري املنتمي إليها، . يف قلب قسنطينة و تقرأ حروفها يف أروقة أحيائها الشعبية

شخصيا بصعوبة املهمة يف Marcel BOIS" ماسيل بوا"و بالرغم من اعتراف - 11، إال أنه يعد قد أبدع و جنح إىل حد كبري يف ترمجة هذه الرواية، "الزلزال"ترمجة رواية

على نفسه الوقتو هو أثر يعتد به حمافظا يف يف لغته األم، ألنه أنتج أثرا أدبيا مقابالهوية الثقافة الشعبية اجلزائرية، و قد متكن عرب االلتصاق بنص األصل و استغالل

إمكانياته اللغوية و جتربته الطويلة و تعامالته اليومية مع األوساط الشعبية من حتقيق الثقافتني اجلزائرية العربية و بني الثقافة بني "فعل مثاقفة"اهلدف املنشود و هو صناعة

الفرنسية من خالل إنتاجه لترمجة رواية الزلزال و اليت ترى فيها و بوضوح عاداتنا .و تقاليدنا احمللية دون أي ميش

من خالل ترمجة نص الزلزال و كأنه يترجم للقارئ اجلزائري BOIS "بوا" يبدو - 12 .الفرانكوفوين

Page 185: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 185 -

البد القارئ أننه يترجم إىل اللغة الفرنسية و هذا يعين أ BOIS "ابو"عرف على - 13 .يعرف اللغة الفرنسية أجنبيا أوجزائريا ال يعرف العربية إمايكون أن

"النقْحرة"للوصول إىل مبتغاه بأسلوب Marcel BOIS "مارسيل بوا"استعان - 14

Translitteration يف - كلما أمكن- ا يقابلها نقل حروف من اللغة املصدر إىل م و هياليت يراد ا نقل . الصوتية الكرشنة هي غري ذلك وفقا ملعيار كتابتها، و اللغة اهلدف و

مسيت .قيد احلريفالصوت من اللغة املصدر إىل ما يقابله يف اللغة اهلدف من دون الت "نقحر"، التحرف و املناقلة اإلحراف و النقل الكتايب و أيضا النقل احلريف و "النقحرة"

أخرى يف أحيان BOIS "بوا"كما استعان . "حرف" و "نقل" مزيج من كلمتني مهااستخدام مفردة أو تعبري مستعار من الثقافة و هو L’emprunt "االقتراض"بأسلوب

. "الثقافة اهلدف"األصلية للحفاظ على خصوصيتها و إثراء اللغة عن ه ال يعود إىل عجز "النقحرة"لتقنيات الترمجة مثل BOIS "بوا"و استخدام - 15

ها يف اهلامش، بل إن السبب معروف إجياد مكافئات املفردات املقترضة أو عن شرحو هو إملامه التام باخللفية احلضارية و الثقافية للمجتمع اجلزائري و اللغة العربية على حد

ك يعد امتيازا مل يستقم لغريه من سواء حبكم استقراره باجلزائر ملدة طويلة، و ذلالع بنفسه على أصول كما أنه أراد بذلك أن يدعو هذا القارئ األجنيب لالط .املترمجني

. "فعل املثاقفة"التراث اجلزائري و ثقافة هذه األمة إلحداث و إن كان املثل االيطايل يرى أن الترمجة خيانة ألا ال ميكنها أن ترقى بالنص إىل - 16

ألنه BOIS "بوا"مستواه األصلي مهما بذل من جهد و عناية، فإن األمر ال ينطبق على الذي اشتغل عليه غياب تام للهوامش و اإلحاالت خاصة و أا يسجل يف كامل املنت

نصوص مشحونة بكثري من املظاهر و الوضعيات الثقافية اليت تعكس خصوصيات الثقافة .و الذوق السليم مرشده BOIS "بوا"فقد كانت األمانة رائدة يف ترمجة . اجلزائرية

نهج نفسه يف ترمجة كل اتباعه امل Marcel BOIS "مارسيل بوا"عرف على - 17، و هذا ما جلب يف اآلونة األخرية اهتمام بعض دور النشر الفرنسية الروايات اجلزائرية

Page 186: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 186 -

باألدب الروائي اجلزائري املترجم عن العربية، بالرغم من أن القارئ األجنيب لروايات ة اللغويةال يدرك من خالل قراءته للروايات اجلزائرية املترمجة حقيقة اخللفي BOIS "بوا"

BOIS "بوا"و كأن . و احلضارية للرواية اجلزائرية و بالتايل للثقافة و اتمع اجلزائريني هذا هو األدب اجلزائري بصورته احلقيقية و مبفرداته : "يريد القول من خالل ذلك

، حىت و إن تعذر على القارئ أن يدرك كنه املعاين "و عباراته املستوحاة من واقعه املعاشإال أنه سيتمكن على األقل من أخذ صورة عن األدب و األدباء ،احلقيقيفحواها و

اجلزائريني و كيف يفكرون و هم صفوة اتمع، و كذا عن الثقافة اجلزائرية و مالمح يف "فعل مثاقفة"اتمع اجلزائري خبصوصياته الشعبية و التقليدية، و هذا هو ما نسميه

. Marcel BOIS "مارسيل بوا"ل يف ذلك إىل املترجم أمسى معانيه و يعود الفض

Page 187: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 187 -

Résumé du mémoire en

langue française

Traduction et Acculturation

Roman « EZ-ZILZAL » de Tahar OUATTAR,

traduit en français par Marcel BOIS Prototype.

Page 188: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 188 -

Résumé du mémoire_____________________

La traduction, comme activité de la pensée humaine, assure une

certaine liaison entre différents modes de communication, une espèce

de lien dialogique entre deux (des) langues, deux (des) moyens

d'expressions, deux (des) imaginaires, voire deux (des) cultures…

souvent dissemblables.

A cet égard, les approches de traduction de langues liées à

l'acculturation ont pris une importance de plus en plus grande dans les

domaines de recherche s'intéressant aux phénomènes de contact, de

comparaison de cultures et de compréhension des langues dites

étrangères.

Moult dimensions de la traduction ont certes déjà fait l'objet

d'études diverses, aussi utiles les unes que les autres. Les activités

traductrices d'une langue vers une autre langue, d'une culture vers une

autre, font apparaître plusieurs problèmes ; lesquels demandent à être

élucidés et circonscrits.

La traduction n'est pas exclusivement le passage d'une langue à

une autre, mais le rapprochement de deux cultures, voire de plusieurs

cultures. Un rapprochement qui n'exclut évidemment pas la notion

d'écart que provoquent les interférences linguistiques et culturelles.

Page 189: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 189 -

Chercher les équivalents et les correspondants est certes un moyen qui

garantit un transfert quelconque d'une langue à une autre, mais tenir

compte uniquement de ces deux faits conduirait à anéantir toute

dimension interlinguistique – et, partant, interculturelle – porteuse de

significations nouvelles.

Les variations dialectales et culturelles, le phénomène de la

remotivation (para et pseudo-remotivation), les contaminations de

sens fréquents dans ce domaine, les différentes connotations

qu'induisent les divergences socioculturelles entre communautés

linguistiques, sont à prendre en considération pour la réussite (ou non)

de la traduction.

Ainsi, grâce à la traduction, la migration des idées (et des cultures)

devient plus aisée. Par son biais, la charge culturelle de la langue

source se superpose à celle de la langue cible. Et c'est là où réside,

semble-t-il, l'importance de l' « en-jeu » de toute action de traduction.

La notion d'acculturation jouit d'une popularité incontestable dans

certains secteurs; depuis une vingtaine d'années, et malgré les

hésitations dont elle fait l'objet, elle garde sa place dans la recherche

historienne. Cet emprunt d'un terme tiré du vocabulaire de

l'anthropologie correspond bien à l'ouverture aux sciences humaines

dont se réclame la Nouvelle histoire.

Page 190: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 190 -

Acculturation : le ac initial renvoie au latin ad et signifie

mouvement vers. Ainsi, il ne doit pas être confondu avec la « a »

privatif grec. Littéralement, « acculturation » indique le mouvement

vers une culture, non la suppression, l'arrachement d'une culture.

Par ailleurs, cette idée du mouvement d'une culture vers une autre

charrie d'autres ambiguïtés, dont témoignent les innombrables

définitions qui se succèdent depuis un siècle. « L’acculturation, écrit

par exemple « A. Dupront » en 1965, sera le mouvement d'un

individu, d'un groupe, d'une société, même d'une culture vers une

autre culture, donc un dialogue, un enseignement, une confrontation,

un mélange, et le plus souvent une épreuve de force ».

L'histoire de la notion d'acculturation est inséparable de la

constitution d'une science anthropologique, La critique des

anthropologues évolutionnistes de la seconde moitié du XIXe siècle

constitue une étape décisive de la construction de l'anthropologie

moderne. En effet, cet « évolutionnisme », malgré l'écho darwinien,

poursuivait surtout la tradition spéculative des Lumières - en

l'occurrence, spéculation sur les étapes du progrès général de l'espèce.

La construction de l'école dite diffusionniste constitua un chapitre

important de la critique de l'évolutionnisme : le diffusionnisme

Page 191: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 191 -

orientait la recherche vers l'examen minutieux et systématique de la

distribution géographique de cultures premières, « primitives », et

vers l'analyse de la « diffusion », éventuellement des « contacts », des

cultures.

La notion d'acculturation s'est imposée dans ce contexte. Ici,

cependant, surgit une première difficulté. Si le diffusionnisme

constitue un chapitre important de l'histoire de l'anthropologie, il fut

cependant lui-même critiqué : on lui reprocha de réduire la question

des contacts et des échanges entre cultures à une comptabilité de

transferts ; on lui reprocha encore de négliger d'autres facteurs dans

l'apparition de traits culturels, comme si l'évolution - le changement -

au sein d'une culture dépendait nécessairement de la « diffusion »

d'influences extérieures ; on lui reprocha également de ne pas

s'intéresser aux mécanismes, au processus spécifiques par lesquels les

traits passent d'une culture à une autre.

Dès la fin du XIXe siècle, l'anthropologie possède plusieurs

branches : l'allemande, l'américaine, l'anglaise, la française... Ce sont

les trois dernières, et surtout l'américaine et la française, qui nous

intéressent ici.

On ignore qui a employé le mot pour la première fois -d'aucuns lui

ont attribué une origine allemande - mais la coutume associe le début

Page 192: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 192 -

de sa carrière effective à un américain, John W. Powell, directeur du

Bureau of American Ethnology. Ce dernier emploie le terme une

première fois en 1880.

Le terme « acculturation » n'est pas seulement un artefact pour

fonctionnaires frottés de culture classique. Il évolue dans un contexte

historique plus large, lequel, parfois, intervient brutalement.

« Acculturation » naît dans le contexte des embarras qui

surgissent au sein des pouvoirs publics américains dans leurs rapports

avec les autochtones. Le débat sur la place des Amérindiens dans la

République américaine, né avec l'Union, se prolonge après

l'écrasement du dernier soulèvement notable au XIXe siècle (Wounded

Knee, 1890) et perdure au début du XXe siècle. Aux yeux de certains

fonctionnaires et de certains anthropologues, une conclusion finira par

s'imposer : les politiques américaines sont indéfendables sur le plan

moral et désastreuses sur le terrain. Dès 1895, « Powell » doit

constater l'échec des méthodes dites « civilisatrices ». Les recherches

se multiplient dans les premières décennies du XXe siècle. Elles vont

inclure, quoique avec lenteur, des études sur le processus du contact

entre Blancs et Amérindiens.

Durant la crise économique des années 1930, la législation

concernant les autochtones est retouchée (Indian Reorganization Act,

Page 193: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 193 -

1933). Apparaissent alors des organismes scientifiques consacrés à la

recherche de solutions aux problèmes autochtones (Society for Applied

Anthropology). Un anthropologue américain, R. Linton, déclare en

1940 que le déclin inévitable de la domination des Blancs les oblige à

rechercher, dans leurs rapports avec les autres cultures, de nouvelles

techniques et de nouvelles connaissances.

Ici apparaît une seconde difficulté : la notion d'acculturation est

d'abord inséparable de ces relations conflictuelles entre dominants et

dominés, ainsi que de l'européocentrisme dans lequel a baigné le

discours des Européens et leurs descendants des « Nouveaux

Mondes ».

Les difficultés entourant de la notion persistaient néanmoins.

Entre le début du XXe siècle et les années 1930, le terme apparaît

dans les dictionnaires américains. En 1909, le Century Dictionary and

Encyclopaedia définit ainsi l'acculturation : « Le processus d'adpption

et d'assimilation d'éléments culturels étrangers ». Le Webster's, en

1928, définit l'acculturation comme « le rapprochement d'une race ou

d'une tribu d'une autre, au travers de contacts culturels ou artistiques ».

En 1936, Le New Standard Dictionary donne simplement :

« communication culturelle d'un peuple à un autre ».

Page 194: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 194 -

Cependant, les sciences sociales sont nettement hésitantes.

L'Encyclopaedia of the Social Sciences, dont la première édition paraît

en 1935, ne mentionne pas le terme. À peu près au même moment, le

Conseil américain de la recherche en sciences sociales (Social Science

Research Council) charge trois anthropologues réputés de produire

une définition : ce sont « Melville Herskovits » (1895-1963), « Ralph

Linton » (1893-1953) et « Robert Redfield » (1897-1958).

En 1936, « Herskovits », « Linton » et « Redfield » définissent

l'acculturation en ces termes :

L'acculturation comprend les phénomènes qui surviennent lorsque

des groupes d'individus de cultures différentes entrent en contact

direct et continu, et que se produisent des changements à l'intérieur

des modèles culturels de l'un ou l'autre des deux groupes ou chez les

deux.

À cette définition, les trois auteurs ajoutèrent une « note », qui

voulait en expliciter le sens : l'acculturation n'était qu'une forme parmi

d'autres du changement culturel ; elle ne devait pas être confondue

avec l'assimilation, ni avec la diffusion. Cette note témoigne de la

volonté des auteurs de préciser le sens du terme. Mais ce fut peine

perdue.

Page 195: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 195 -

En fait, l'un des trois, « Herskovits », tenta avec acharnement de

délimiter le territoire de la notion d'acculturation.

Dans les sciences sociales américaines, la notion d'acculturation

constitue aujourd'hui, ainsi que le note le Harper Dictionary of

Modern Thought, un instrument d'analyse du changement social, qui

rend compte aussi bien de la transmission culturelle que de sa

réception, des microcultures que des macrocultures, des phénomènes

psychologiques et pédagogiques que sociologiques.

Au cours des années 1960, la notion d'acculturation prend racine en

France. Les travaux de R. Bastide sur cette question influencent

incontestablement l'anthropologie française. Comme aux États-Unis,

le terme s'installe dans les sciences sociales.

Le Vocabulaire des sciences sociales de P. Foulquié (1978) donne

trois sens au mot :

1) « intégration d'un individu ou d'un groupe à un milieu culturel

étranger.. »

2) « [...] intégration d'un individu à un milieu professionnel... »

3) « [...] accession de l'enfant par l'éducation à la culture de son

milieu social... ».

Participant de la mise en contact d'au moins deux langues, la

traduction opère, sinon dans l'empire du plurilinguisme, du moins

Page 196: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 196 -

dans le royaume du bilinguisme. Que ce bilinguisme, ou ce

plurilinguisme, atteigne chez le sujet de l'expérience traduisante à une

certaine perfection est un credo sur lequel chacun tombera d'accord,

mais les apories ne sont pas à minimiser non plus ! On doit en méditer

les effets, ne serait-ce que parce qu'ils réveillent, en écharpe, un mythe

enfoui, celui de Babel.

Lorsque deux langues sont en contact, il n’ya pas que des

emprunts qui se produisent. Une inévitable collision (absorption) se

produit.

Elle se traduit, dans un premier temps, par une imprégnation des

formes syntaxiques de la langue d’accueil par celles de la langue

dominante. Puis dans un deuxième temps, par l’affranchissement de la

langue d’accueil à mesure que les réalités, les notions puisées telles

quelles dans la culture dominante, avec leurs appellations d’origine, se

voient attribuer une désignation.

Le terme d’acculturation qui date de 1880 apparaît pour la

première fois en anthropologie. Il désigne les contacts et

l’interpénétration qui ont eu lieu entre civilisations diverses.

L’acculturation est ainsi l’étude des différentes étapes de cette

interpénétration que l’ont peut résumer ainsi :

Page 197: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 197 -

1- Etape du conflit/heurt.

2- Etape de l’ajustement.

3- Etape de syncrétisation.

4- Etape de l’assimilation.

5- Etape de la contre-acculturation.

Si l’on compare ces processus à ce qui se produit quand deux

langues ou deux cultures sont en contact, on constatera qu’ils

correspondent aux phénomènes de la rivalité/compétition, de

l’adaptation, de l’assimilation.

Par ailleurs, si les cultures en contact sont relativement

homologues, comparables, les changements qui se produisent peuvent

être mineurs. Par contre, si les valeurs culturelles sont hétérogènes,

parce que s’enracinant dans une géographie et une histoire qui leurs

sont propres, alors les changements qui en découlent peuvent être

conséquents.

Dans un premier temps, il y a une sorte d’opposition/de collision

entre la culture d’accueil et la culture dominante :

Le contact entre les deux cultures se prolongeant, la culture

d’accueil finit par sélectionner, trier, certains aspects de la culture

dominante pour les intégrer à la culture nouvelle en gestion qui,

Page 198: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 198 -

naissant de cet échange fécond, a pour objectif de concilier les valeurs

des cultures en présence.

L’idée qu’on peut en tirer est que l’acculturation implique l’idée

d’ouverture sur l’autre, de pénétration d’un monde nouveau, l’idée de

greffe et d’accueil de l’étranger.

Notre présent travail a pour but de retracer les antécédents les plus

importants de la notion d'acculturation, d’éclaircir son rapport avec la

traduction et de signaler certaines difficultés qui se sont manifestées

depuis l’apparition de la mondialisation.

Afin d’atteindre notre but, nous avons choisi comme corpus le

roman « EZ-ZILZAL » (Séisme) de « Tahar OUATTAR », traduit

en français par Marcel BOIS. Le choix n’était pas arbitraire car le

roman est consacré dans son entier à décrire la ville de Constantine

qui est un centre culturel, architectural et industriel important, elle

englobe l’ancien et le moderne. La vieille ville conserve toujours ces

caractéristiques telles que ruelles étroites, constructions contiguës et

marchés traditionnels.

La géographie de la ville elle-même est unique. Sa situation a

nécessité la construction de nombreux ponts. Constantine est bâtie sur

un grand rocher qu’Oued-Rhummel a divisé en deux parties

constituant une merveilleuse ville offrant un panorama exceptionnel.

Page 199: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 199 -

Aujourd'hui les ponts les plus importants de la ville de Constantine

sont:

Le « pont suspendu » aussi appelé passerelle Sidi-M'Cid (1912)

(168 mètres de long à 175 mètres au-dessus d'un torrent),

le pont d'El-Kantara ouvrant la route vers le nord,

le pont de Sidi Rached (1912), long viaduc de 447 mètres et 27

arches dont une de 70 mètres, construit par Paul Séjourné, menacé

depuis plusieurs années de disparition,

le pont du Diable,

le pont des chutes,

la passerelle Perrégaux.

La ville de Cirta fut une importante ville phénicienne avant de

devenir capitale de la Numidie lors du règne de « Massinissa », allié

de Rome, puis elle fut détruite en 311 par « Maxence » et « Domitius

Alexander ». Peu après l'empereur « Constantin Ier » la reconstruisit

et lui donna le nom qu’elle porte maintenant depuis 17 siècles.

Constantine, l'une des plus anciennes cités du monde, est surtout

connue pour l'art de vivre raffiné de ses habitants. Constantine est

aussi une ville importante dans l'histoire méditerranéenne, symbole de

la culture arabo-andalouse. Par son histoire, elle devint l'arbitre de

l'élégance à 'Al-Andalous, par les modes vestimentaires et l'art raffiné

Page 200: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 200 -

de la cuisine blanche constantinoise. Ville du malouf, la célèbre

musique arabo-andalouse, et des oulémas (les savants de l'islam), elle

est la capitale de l'Est du pays et la troisième ville d'Algérie.

Constantine se distingue aussi par une diversité culturelle et une

présence de plusieurs dialectes régionaux sans oublier les traditions,

les coutumes et les cérémonies locales.

Ces caractéristiques, rend le roman riche en matière de

particularités et de spécificités culturelles, et en traduisant ces

particularités et ces spécificités, on aura un acte d’acculturation (notre

domaine de recherche) entre les deux cultures algérienne et française.

Le travail de recherche en question a été effectué sur la base du

corpus, en adoptant la méthodologie suivante :

Dans la partie théorique et à travers le premier chapitre, nous

avons essaye de mettre l’accent sur la définition de la culture et sa

relation avec la langue et l’acculturation.

Dans un deuxième chapitre consacré à l’acculturation, sa

définition, ses types, ses formes, ses mécanismes, ses sortes, ses cas…

Le troisième chapitre était consacré à la traduction et l’acte

d’acculturation, nous avons essayé de mettre en clair le rôle de la

traduction littéraire, ainsi que la relation traduction-acculturation, la

contribution de la traduction dans l’acculturation, et enfin la traduction

et l’acculturation à l’ère de la mondialisation.

Page 201: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 201 -

Dans la partie pratique, le quatrième chapitre était consacré à

l’introduction du romancier « Tahar OUATTAR », du traducteur

« Marcel BOIS », et du roman « EZ-ZILZAL ».

Nous avons tenté, dans le quatrième chapitre d’analyser le corpus.

En effet après une lecture attentive nous avons, nous avons énumérer

les formules et les expressions qui renvoient aux particularités

culturelles de la société algérienne citées au roman de « Tahar

OUATTAR » et les faire comparer à celles citées dans la traduction

en s’appuyant dans cette analyse sur les théorie de la traduction, dans

le but de proposer la théorie la plus pertinente convenable à la

traduction des particularités culturelles au service de l’acculturation.

Traduire la littérature, c’est entreprendre un processus de choix

sémantiques et stylistiques à ceux que doit effectuer tout écrivain

créateur : choix lexicaux, syntaxiques, grammaticaux, aspectuels,

phonologiques, rythmiques. Ces choix ne sont pas toujours évidents,

pour des raisons de dialectes, de sociolectes, de diachronies

linguistiques et d’idiolectes.

Lors de l’opération de traduire le roman algérien avec ses

particularités culturelles, beaucoup de termes qui concernent la vie

quotidienne, les fêtes et les traditions, etc…pourraient être, au regard

Page 202: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 202 -

de destinataire, de simples symboles sans significations. Le traducteur

peut, dans ce cas, recourir à des notes en bas de pages ou établir un

glossaire pour éviter la traduction par équivalences au risque

d’affaiblir le sens. L’essence de la traduction dans ce milieu

dynamique est acculturation, ouverture, dialogue, métissage et

décentrement.

L’acculturation qui vient de la traduction des particularités

culturelles contribue à la compréhension des autres comportements et

manières de penser. Leurs traductions nous offrent l’opportunité de

pouvoir communiquer notre point de vue. Et donc être compris et

respecté.

« Marcel BOIS » se trouve toujours convaincu que la traduction

forme une passerelle entre les cultures. « Chaque pays a ses cultures,

chaque traducteur en est pétri par son éducation, ses relations, son lieu

de naissance, mais chacun a sa vision du monde, on est touts enfermés

dans les limites du temps, ces limites nous donnent une vision

particulière de l’homme, ou bien on s’en ferme dans ces limites, ou

bien on sort pour aller partager avec les autres. C’est ce partage qui

permet d’avancer ». Beaucoup de savoir faire et de doigté sont les

critères de qualités que marquent les travaux de « Marcel BOIS », qui

a pu donner ou refléter avec finesse l’image de la littérature algérienne

arabophone.

Page 203: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 203 -

Summary of the dissertation

in English language

Translation & Acculturation

Novel « EZ-ZILZAL » of Tahar OUATTAR,

translated into French by Marcel BOIS as

Example

Page 204: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 204 -

Summary of the dissertation_______________

Translation, as activity of human thought, provides contacts

between different modes of communication, a kind of dialogical

relationship between two (or many) languages, two (or many) means

of expression, or two ( or many) cultures, which are often dissimilar.

In this regard, approaches of translation related to acculturation

have become increasingly important in large areas of research

interested in contact phenomena, comparison of cultures and

understanding of foreign languages.

The translation is not only the passage from one language to

another, but the combination of two cultures and even different

cultures. Find equivalents and correspondents is certainly one way to

guarantee any transfer from one language to another, but taking in

consideration only these two facts leads to annihilate any interlingual

dimension - and thus intercultural - carrying new meanings.

Through translation, the migration of ideas (and cultures) becomes

easier. Through it also, the cultural load of the source language is

superimposed on that of the target language.

The concept of acculturation has an undeniable popularity in

certain sectors over the past twenty years, and despite the doubts

which it is subject, it retains its place in historical research.

Page 205: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 205 -

"Acculturation" indicates movement towards a culture, not the

suppression or the tearing of a culture. The history of the concept of

acculturation is inseparable from the establishment of an

anthropological science.

In 1936, "Herskovits", "Linton" and "Redfield" define

acculturation as follows:

"Acculturation includes phenomena that occur when groups of

individuals from different cultures come into direct and continuous

contact, and these changes occur within the cultural patterns of one of

the two groups or in both".

In fact, one of the three, "Herskovits", tried hard to define the

territory of the concept of acculturation.

The Vocabulary of Social Sciences, P. Foulquié (1978) gives three

meanings to the word:

1) "Integration of an individual or a group into a foreign cultural

environment …".

2) "[...] integration of an individual in a professional environment ...".

3) "[...] attainment of the child through education in the culture of his

social environment ...".

The term "acculturation", which dates from 1880, appears for

the first time in anthropology. It means the contacts that took place

between various civilizations.

Page 206: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 206 -

Acculturation is the study of different stages of this

interpenetration that were summarized as follows:

1 - Stage of conflict.

2 - Step of adjustment.

3 - Stage of syncretization.

4 - Step of assimilation.

5 - Step of anti-acculturation.

If we compare this process to what occurs when two different

languages and cultures are in contact, we find that they correspond to

the phenomena of rivalry / competition, adaptation and assimilation.

Our present work aims to trace the history of the concept of

"acculturation", to clarify its relationship with the translation and

point out some difficulties, which have arisen since the advent of

globalization.

To achieve our goal, we chose as example the novel "EZ-

ZILZAL" (Earthquake) by "Tahar OUATTAR", translated into

French by "Marcel BOIS". The choice was not arbitrary because the

novel is devoted in its entirety to describe the city of Constantine,

which has a cultural, architectural and industrial importance; it

encompasses the ancient and the modern. The old town still retains

those characteristics such as narrow streets, adjoining buildings and

traditional markets.

Page 207: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 207 -

The geography of the city itself is unique. His situation has

necessitated the construction of many bridges. Constantine is built on

a large rock, which “Oued Rhummel” divided into two parts

constituting a wonderful city with a breathtaking panorama.

Today the most important bridges in the city of Constantine are:

- The "The bridge hanged in air" also called a gateway Sidi M'Cid

(1912) (168 meters long and 175 meters above a river),

- "The bridge of El-Kantara" paving the way north,

- "The Bridge Sidi Rached" (1912), 447 meters long and 27 arches

with a 70 meters, built by "Paul Séjourné" threatened with extinction

for several years,

- "The Devil's Bridge",

- "The Falls Bridge",

- "Gateway Perrégaux",

Constantine, one of the oldest cities in the world, is best known for

the elegant lifestyle of its inhabitants. Constantine is also an important

city in Mediterranean history, a symbol of Arab-Andalusian. In her

story, Constantine became the arbiter of elegance to Al-Andalus, by

the fashions and the fine art of white cooking. City of Malouf, the

famous Arab-Andalusian music, and of ulema (scholars of Islam), it is

the capital of the East and the third largest city of Algeria.

Page 208: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 208 -

Constantine is also characterized by cultural diversity and presence

of several regional dialects without forgetting the traditions, customs

and local ceremonies.

These characteristics make the novel "EZ-ZILZAL" rich in

features and cultural specificities, and the translation of these

characteristics creates an acculturation act (our research area) between

the Algerian and French cultures.

The research in question was made on the basis of the corpus, by

adopting the following methodology:

In the theoretical part and through the first chapter, we tried to

focus on the definition of culture and its relationship with language

and acculturation.

In a second section based on acculturation, its definition, its types,

its forms, its mechanisms, its kinds and its cases ...

The third chapter was devoted to translation and the act of

acculturation, we tried to clarify the role of literary translation and the

translation-related acculturation, the contribution of acculturation in

the translation, and finally translation and acculturation in the era of

globalization.

In the practical part, the fourth chapter was dedicated to the

introduction of the novelist "Tahar OUATTAR", translator "Marcel

BOIS", and "EZ-ZILZAL" novel.

Page 209: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 209 -

We have attempted in the fourth chapter to analyze the corpus.

Indeed, after a careful reading we have, we list the forms and

expressions which refer to cultural particularities of the Algerian

society mentioned in the novel of "Tahar OUATTAR" and compare

them to those cited in translation, basing in this analysis on translation

theories, in order to propose the most relevant theory to the translation

of the cultural particularities in the service of acculturation.

Translating literature is initiating a process of semantic and stylistic

choices to those that should make any creative writer: lexical,

syntaxical, grammatical aspectual, phonological and rhythmic

choices. These choices are not always obvious, for reasons of dialects,

sociolects of diachronies language and idiolects.

During the operation of translating the Algerian novel with its

cultural particularities, many terms that relate to daily life, festivals

and traditions, etc. ... could be, with regard to the recipient, just

symbols without meanings. The translator may, in this case, use notes

underneath pages or a glossary to avoid the translation equivalents and

to avoid weakening the meaning. The essence of translation in this

dynamic environment is acculturation, openness, dialogue.

Acculturation which comes from the translation of the cultural

particularities contributes to the understanding of other behaviors and

ways of thinking. The translations of cultural particularities offer us

Page 210: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 210 -

the opportunity to communicate our point of view. And therefore to be

understood and respected.

"Marcel BOIS" is still convinced that translation forms a bridge

between cultures. "Every country has its cultures, each translator is

molded by his upbringing, his relationships, his birthplace, but each

has its world view, we all are locked into the limits of time, these

limits give us a particular vision of man, or we close within these

limits, or we go out to share with others. It is this sharing that allows

forward". Lot of knowhow and fingering are quality criteria that mark

the work of "Marcel BOIS", which was able to reflect the image of

the Algerian Arabic literature with fineness.

Page 211: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 211 -

:قائمة املصادر و املراجع

:بيةقائمة املراجع العر .م2007-ه 1428 ،اجلزائر ،الطباعة الشعبية للجيش ،املصحف الشريف *، اهليت "اجلزء اخلامس" صبح األعشى يف صناعة اإلنشا ،أبو العباس القلقشندي -1

.1964، مصر- العامة للكتاب، القاهرة املصريةطباعة، ، شركة أشغال الالرواية و البنية يف روايات الطاهر وطارإدريس بودينة، -2

.2000قسنطينة، ،دار املعرفة اجلامعية ،اإلجتاهات احلديثة يف علم اإلجتماع ،إمساعيل علي سعد -3

.1993 ،مصر-اإلسكندرية، املؤسسة الوطنية للكتاب، جتربة للكتابة الواقعية: الطاهر وطار، واسيين األعرج -4

.1989اجلزائر، . 2004اجلزائر، -للفنون املطبعية، الرغايةلوطنية ، املؤسسة االزلزالالطاهر وطار، -5، ترمجة حممود إمساعيل صيين، دار املريخ، اجتاهات يف الترمجةبيتر نيومارك، -6

.1986السعودية، - الرياضحمي الدين . د-خليفة العزايب. د: ، ترمجةنظرية لغوية يف الترمجةجون كاتفورد، -7

.1991، بعة األوىلطال ،لبنان- محيدي، معهد اإلمناء العريب، بريوت ،املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر ،مقدمة يف علم االستغراب ،حسن حنفي -8

.2000 ، 1جملد ، الثانيةطبعة بريوت، الدار النهضة ،تاريخ الفكر املعاصر و املدارس االجتماعية ،حسن شحاتة سعفان -9

.1976 ،مصر-العربية

Page 212: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 212 -

اجلامعة اإلسالمية ،التاريخ و احلضارة اإلسالميةمدخل إىل ،خليل عماد الدين - 10 .2001 ،ماليزيا- الملبوراكو ،العاملية

دار ،قاسم املقداد. ترمجة د ،مفهوم الثقافة يف العلوم االجتماعية ،دوين كوتش - 11 .2002 ،الكتاب العرب

-تطوان ،، منشورات مكتبة سلمى الثقافيةدرجة الوعي يف الترمجة ،رشيد برهون - 12 .2003 ،ململكة املغربيةا

-الدار البيضاء ،املركز الثقايف العريب ،مدارس األدب املقارن ،سعيد علوش - 13 .1987 ،املغرب

،مصر- اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية ،مدخل إىل علم االجتماع ،سناء اخلويل - 141977.

ماي ،املغرب-، طنجة55 العدد، سلسلة شراع، أسئلة الترمجةالطيب بوتبقالت، - 151999.

دار ،أسس احلضارة اإلسالمية و وسائلها ،عبد الرمحن حسن حبنكة امليداين - 16 .1980 ،لبنان-بريوت ،دار القلم ،دمشق ،الثقافة

ماي ،املغرب-، طنجة55 العدد، سلسلة شراع، أسئلة الترمجةعبد الرحيم حزل، - 171999.

،وكالة شراع خلدمات اإلعالم و اإلتصال ،يف الترمجة ،عبد السالم بن عبد العايل - 18 .1998 ،املغرب-طنجة، دار القصبة للنشر، األدب اجلزائري يف مرآة استشراقيةعبد العزيز بوباكري، - 19

.2002اجلزائر، - حيدرةاملؤسسة العربية ،منظور إشكايل-املثاقفة و النقد املقارن ،عز الدين املناصرة - 20

. 1996 ،بريوت ،للدراسات و النشر

Page 213: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 213 -

دار املعارف ،دراسات يف اتمع و الثقافة و الشخصية ،علي عبد الرزاق جبلي - 21 .1989 ،مصر ،اجلامعية

،دار املعارف ، 626رقم ،سلسلة إقرأ ،العطاء احلضاري لإلسالم ،عمارة حممد - 22 . 1997 ،القاهرة

دار بور سعيد ،ةمنشأة املعارف اإلسكندري ،علم اإلنسان ،قباري حممد إمساعيل - 23 .1982 ،للطباعة

،حممد عزيز احلبايب آلبيت ،الترمجة و التالقح الثقايف ،فاطمة اجلامعي احلبايب - 24 .1998 ،املغرب- متارة ،السادسةالطبعة

طبعة ،عامل املعرفة ،فصول يف تاريخ اإلنسان-نثروبولوجياقصة األ ،فهيم حسني - 25 .1986 ،الكويت ،198 و احليوان و السماء اإلنسانعبقرية العربية يف رؤية البديع، لطفي عبد - 26

.1997 بريوت، ،بعة األوىلطال ، لبنان ناشرون،و الكواكب ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية ،املدخل إىل األنثروبولوجيا ،حممد اجلوهري - 27

1990. جمدالوي للنشر دار ،التغري االجتماعي بني النظرية و التطبيق ،حممد الدقس - 28

.1987 ،عمان األردنالطبعة األوىل، ،و التوزيع ، دار املعارف للطباعة علم الترمجة بني النظرية و التطبيقحممد الديداوي، - 29

.1992و النشر، تونس، ، بني الكتابة و االصطالح و اهلواية و االحتراف، منهاج املترجمحممد الديداوي، - 30

.2005، الدار البيضاء، املغرب الطبعة األوىل، ،املركز الثقايف العريباملؤسسة الوطنية ،مفاهيم علم االجتماع الثقايف و مصطلحاته ،حممد السويدي - 31

.1991 ،تونس ،الطبعة األوىل ،الدار التونسية للنشر ،اجلزائر ،للكتاب

Page 214: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 214 -

،اجلزائر ،شركة الشهاب ،الثقافة و مآسي رجاهلا ،حممد بن عبد الكرمي اجلزائري - 321978.

،مكتبة القاهرة احلديثة ،فن التدريب احلديث يف جمال التنمية ،حممد مجال برعي - 33 .1970 ،الطبعة األوىل

،دراسة يف أنثروبولوجيا التنمية احلضرية-ثقافة الفقر ،حممد حسن غامري - 34 .1980 ،اإلسكندرية ،املركز العريب للنشر و التوزيع

معهد ابراهيم ،اهلويات و املثاقفة يف عصر العوملة أسئلة ،حممد سليمان - 35 .2008 ،فلسطني - رام اهللا ،الطبعة األوىل ،للدراسات اإلعالمية و الثقافية

،، املركـز الثقايف العريب، املغربتكوين العقل العريب ،حممد عابد اجلابري - 361992.

- طنطا ،جلامعيةدار الكتب ا ،تطبيقات يف علم االجتماع ،حممد عاطف غيث - 37 . 1970 ،مصر ،دار املعرفة اجلامعية ،التفسري االجتماعي للثقافة ،حممد عبد املعبود مرسي - 38

.1990 ،مصر-اإلسكندرية39- حممد مفتاح، مشكاة املفاهيم-النقد املعريف و املثاقفة، املركز الثقايف العريب،

.2000 ،لبنان- بريوت واقعها و أهدافها و سبل : رمجة و التعريبالت ،حممد نبيل حناس احلمصي. د - 40

.جامعة امللك سعود ،كلية اللغات و الترمجة ،تطويرهادراسة يف علم -املنهج اإلسالمي يف دراسة اتمع ،نبيل حممد توفيق السمالوطي - 41

،اململكة العربية السعودية ،جدة الطبعة األوىل، ،دار الشروق ،االجتماع اإلسالمي1980.

وزارة ،رباح النفاخ: ترمجة ،أسس األنثروبولوجيا الثقافية ،سكوفيتش ملفيلهري - 42 . 1974 ،دمشق ،الثقافة

Page 215: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 215 -

:االت و اليوميات

مؤسسة الوحدة ،يومية الثورة السياسية ،املثاقفة و حوار الثقافات ،إحسان هندي -1 .28/01/2009عدد ،سوريا-دمشق ،للصحافة و الطباعة و النشر

الس ، جملة الوحدة،الترمجة بني الفعل و اإلنفعال الثقايفيخ األرض، تيسري ش -2 .1989نوفمرب/ ، أكتوبر61/62عدد ال املغرب،- للثقافة العربية، الرباط القومي

الس القومي ، جملة الوحدة،الترمجة األدبية و التنمية الثقافيةجان ألكسان، -3 .1998نوفمرب، /، أكتوبر61/62 العدد املغرب،-للثقافة العربية، الرباط

العدد جملة حروف، دار جامعة اخلرطوم للنشر، ،املعربات السودانية ،جعفر مريغين -42 -3 ،1990- 1996 . كلية االداب و اللغات ،جملة حوليات التراث ،الترمجة و املثاقفة ،مجال حضري -5

.2006 ،5 العدد اجلزائر،-، جامعة مستغامنو الفنون ،فلسطني ،45العدد ،جملة الكرمل ،ما هو؟..علم االستغراب ،حسن حنفي -6

1992. ، جملة عامل الفكر، الكويت، الترمجة و رهانات العوملة و املثاقفةرشيد برهون، -7 .2002سبتمرب –، يونيو 31، الد األولدد عال ديسمرب - ، أكتوبر25، عامل الفكر، العدد وداعا للطبقة الوسطى ،رمزي زكي -8

1996. ، جملة املناهل، عدد خاص بنب بطوطة، ويت و الوعي باآلخرذالت ،شعيب حليفي -9

.2000يناير ،60وزارة الشؤون املغربية، العدد جملة الوحدة، الس القومي ،الترمجة و املثاقفة ،عبد السالم بن عبد العايل - 10

.1989نوفمرب - ، أكتوبر62- 61العدد ،املغرب - للثقافة العربية، الرباط

Page 216: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 216 -

، جملة أمهيتها و دورها يف تطوير األجناس األدبية: الترمجةعبد الكرمي ناصيف، - 11 .1989نوفمرب، / ، أكتوبر 61/62 العددالوحدة،

أبواب /2008جانفي 31- 15قسنطينة مرآة، جريدة نصف شهرية، العدد من - 12 .قسنطينة

العدد، جملة الوحدة، ة العربيةالترمجة و أسئلة النهضحممد حافظ دياب، - 13 .1989نوفمرب، / ، أكتوبر61/62مؤسسة ،جملة نزوى ،درس الترمجة و جدل الذات اآلخر ،حممد حافظ دياب - 14

.2009 ،16العدد ،عمان للصحافة و النشر و اإلعالن، جملة االجتاهات األساسية حلركة الترمجة يف لبنان والوطن العريبمسعود ظاهر، - 15

.1989نوفمرب، /، أكتوبر61/62العدد وحدة، ال

:القواميس و املعاجم .1986، بريوت، لبنان، )املكتبة الكاثوليكية(املنجد األجبدي، دار املشرق -1 ،الطبعة األوىل ،اجلزء الثاين ،دار الكتاب اللبناين ،املعجم الفلسفي ،مجيل صليبا -2

.166-165ص ،1973 .، مصرالقاهرة ،كورنيش النبل ، 1119 -دار املعارف ،نظورديوان العرب البن م -3 1931. ،كلكتا" اجلزء األول" ،طبعة أجنب ،قافية األلف ،ديوان حسان بن ثابت -4 ،"األول اجلزء"تاج العروس من جواهر القاموس ،حممد مرتضى احلسيين الزبيدي -5

. 1965 ،مطبعة حكومة الكويت .1994 ،بريوت ،دار العلم للماليني ،عريب- اجنليزي ،قاموس املورد ،منري بعلبكي -6

Page 217: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 217 -

:األطروحاتاملذكرات و

رواية : نقل خصوصيات الثقافة الشعبية اجلزائرية إىل الفرنسية مسعود مسعي، -1، مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستري يف الزلزال للطاهر وطار ترمجة مارسيل بوا أمنوذجا

.2008 قسنطينة، ، جامعة اإلخوة منتوري،الترمجة

، رسالة مقدمة لنيل شهادة ماجستري يف الترمجة، مارسيل بوا مترمجارزين صافية، -2 . 2010مدرسة الدكتوراه للترمجة، جامعة السانية وهران،

مقدمة لنيل شهادة ماجستري يف علم ، رسالة الثقافة و التنمية، سدوس مسية -3 .2002ة، االجتماع، جامعة اإلخوة منتوري، قسنطين

:االلكترونية و الروابط املواقع

1- http// :www.wikipedia.org / Ouattar Tahar.

2- http//:www.Apc-Constantine.gov.dz

3- http// :www.ELWATAN.com.

:ترمجة حلسن بو تكالي ،التعليم باعتباره مثاقفة ،أندري تيفيالن -4http// :www.aljabriabed.net.fikrwanakd.html

،مسامهة يف نظرية األدب املقارن- املثاقفة و سؤال اهلوية ،صالح السروي -52009:

http://www.diwanalarab.com/spip.php?article19550

Page 218: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 218 -

:احلضارة اإلسالمية و مد جسور احلوار احلضاري ،سها شريف -6http://boukerchmohamed.unblog.fr/2009/08/12

: من نقطة التحويل إىل دائرة املثاقفة: سؤال الترمجة ،عبد الرمحان التمارة -7

http://www.aljabriabed.net/n86_04tamarai.htm#_edn5 :املثاقفة و إشكالية األمن اللغوي ،عبد السالم غجايت -8

http://www.difaf.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1208

:2003 ،تبقى الترمجة أهم قنوات احلوار بني احلضارات ،عبده عبود -9http://ar.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-337/_nr-11/i.html

:الترمجة األدبية ،غسان كامل ونوس -10

http://www.reefnet.gov.sy/booksproject/adabajnabya/135/iftt.pdf

:اخللفية الذهنية للمثاقفة ،قويدر بن أمحد -11http://www.atida.org/forums/showthread.php?t=1989

:موسوعة املوسيقى- مثاقفة -12

http://www.saramusik.org/encyc

العدد ،أنفاس نت ،الثايناجلزء ،وملةالترمجة و رهان الع ،حممد حافظ دياب -13 :2009مارس ،1414

http// :www.anfasse.org/portail/index.php?option=com_content&task=view&id=3680&Itemid=76

Page 219: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 219 -

،املغرب- مكناس ،أبعاد املثاقفة يف النقد األديب املعاصر ،حممد خرماش. د عن -142008:

http ://Manahijnaqdia.3oloum.org-montada-f4-topic-t8.htm

:جامعة باتنة اجلزائر ،الترمجة و فعل املثاقفة ،حممد زرمان -15http://faculty.ksu.edu.sa/aljarf/Research%20Library/

: حوار احلضارات ،حممد سعيد ياقوت -16http://www.marabicfriends.com/vb/showthread.php?p=4093

:أبرز آليات حوار احلضارات: املثاقفةمسعود عمشوش، -17

http://www.yemenitta.com/maqal 8.htm

Références Bibliographiques:

1- Antoine BERMAN, La traduction et la lettre ou l’auberge du

lointain, Paris, Editions du Seuil, 1999.

2- Antoine BERMAN, L’épreuve de l’étranger, Paris, Gallimard,

1995.

3- Antoine BERMAN, Pour une Critique des Traductions : John

DONNE, Paris, Gallimard, 1994. 4- Georges MOUNIN, Les problèmes théoriques de la traduction,

Pais, Gallimard, 1969.

Page 220: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 220 -

5- Hamid TAHRI et ce n’est pas la langue de…Bois !(Portrait) El

Watan, édition Mars 2007.

6- Hamid TAHRI, Les crimes de l’OAS 1961. El Watan(Portrait).

7- Henri MESCHONNIC, Poétique du Traduire, Verdier, 1999.

8- Marianne LEDERER, La Traduction Aujourd’hui, Paris,

Hachette, 1994.

9- Phillipe HAMON, Le Personnel du Roman, Genève, Librairie

Droz, 1998.

10- Tahar OUETTAR, EZ-ZILZAL (Le séisme), traduit de l’arabe

par Marcel BOIS, ENAG, Alger, 2002.

Page 221: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 221 -

:فهرس املوضوعات

املوضوع الصفحة

ل- أ.......................................................................مقدمة

1.................................................................نب النظرياجلا 2...........................................................الثقافة :الفصل األول 3........................................الثقافة املفهوم و التعريف :املبحث األول

4..........................................................ثقافةمفهوم ال :أوال 9..........................................................تعريف الثقافة: ثانيا

13................................................خصائص الثقافة :املبحث الثاين 14......................................................قافةخصائص الث :أوال

27....................................................بناء الثقافة :املبحث الثالث 28.................................................للثقافةالشكل البنائي : أوال 31.................................................ثقافةالعناصر البنائية لل: ثانيا

40..........................................................املثاقفة :الثاين الفصل

41......................................املثاقفة املفهوم و التعريف :املبحث األول 43.......................................................فةملثاقمفهوم ا :أوال 49.......................................................تعريف املثاقفة :ثانيا

Page 222: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 222 -

60...........................املثاقفة األشكال و احلاالت و األنواع :املبحث الثاين 61.......................................................أشكال املثاقفة: أوال 62......................................................املثاقفةحاالت : ثانيا 64........................................................أنواع املثاقفة: ثالثا

72.....................................املثاقفة القنوات و اآلليات :املبحث الثالث 73.......................................................قنوات املثاقفة: أوال 82........................................................آليات املثاقفة: ثانيا

86..........................................الترمجة و فعل املثاقفة :الفصل الثالث 87........................................الترمجة األدبية و أبعادها :املبحث األول

89................................أهم قناة مثاقفةالترمجة األدبية باعتبارها : أوال 92..................................................الترمجة األدبيةأبعاد : ثانيا

95..............جماالا و قنوات إسهامها فيها ،املبحث الثاين عالقة الترمجة باملثاقفة 96...............................................جماالت املثاقفة بالترمجة: أوال 98................................................قة الترمجة باملثاقفةعال: ثانيا

101.....................................قنوات إسهام الترمجة يف املثاقفة: ثالثا 106.........................الترمجة و فعل املثاقفة يف عصر العوملة :املبحث الثالث

107................................ثاقفة يف عصر العوملةالترمجة و فعل امل: أوال 111.................................مؤشرات سيطرة العوملة على الترمجة: ثانيا

118............................................................اجلانب التطبيقي

119............................فعل املثاقفة يف ترمجة رواية الزلزال: الرابع الفصل

Page 223: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

- 223 -

120.........................................تقدمي الروائي الطاهر وطار :أوال 123...........................................تقدمي املترجم مارسيل بوا :ثانيا 127.................................................تقدمي رواية الزلزال :ثالثا 132...............".....فعل املثاقفة يف ترمجة رواية الزلزال"حتليل املدونة :رابعا 162........................................................حوصلة :خامسا

164......................................................................اخلامتة

170..............................................ملخص املذكرة باللغة الفرنسية 186..............................................ملخص املذكرة باللغة االجنليزية

194......................................................قائمة املصادر و املراجع 204...........................................................املوضوعات فهرس

Page 224: ﺔﻔﻗﺎﺜﳌﺍ ﻞﻌﻓ ﻭ ﺔﲨﺮﺘﻟﺍ - Univ Oran 1- 8 - _____ ﺔﻣﺪﻘﻣ ﺮﺠﻓ ﻍﻭﺰﺑ ﻊﻣ ﻻﺇ ﻂﺸﻨﺗ ﱂ ﺕﺎﻳﺮﻈﻧ ﻭ ﺪﻋﺍﻮﻗ

ملخص املذكرة

بواعث أهمتعد ألاارتأينا يف حبثنا ضرورة تبيان مبىن الثقافة و معناها قبل الدخول إىل مفهوم املثاقفة، إبراز إىلتعمق التفكري حول مفهوم الثقافة من خالل تركيزه على دراسة الثقافات املفردة أدىو قد . الترمجة

،"املثاقفة"بحث مسي ب فتح جماال جديدا لل ،طرف خيط نظري جديدمع ،خمتلفتني يف الثقافة األفرادو هي تشمل الظواهر اليت تنجم عن االحتكاك املباشر و املستمر بني مجاعتني من

اموعتني إحدىلدى األصليةيف مناذج الثقافة ما جتره هذه الظواهر من تغريات إىلهذا املوضوع و وضع تساؤالت نسعى إىل هذا االختيار التطرق خاللمن ارتأينالذلك . كلتيهما أو

:و يف ظل تباين هذه املفاهيم جيدر بنا التساؤل ،اإلمكانعنها قدر اإلجابةو ؟هل مازالت الترمجة تسهم يف تكريس لغة املثاقفة و لغة احلوار بني الثقافات و احلضارات املتنوعة

و ،بني الثقافات اجلواب الثقايف على حتديات العوملةمد اجلسور الواصلة إىلكيف تصري الترمجة يف سعيها إضافةو كيف تغدو الترمجة ؟الثقافة الواحدة ألسطورةهي تروج

؟و ليس استالبااليت "الطاهر وطار"للراحل "رواية الزلزال" على هذه التساؤالت مدونة رئيسية لإلجابةو قد اخترنا

.و قد اعتمدنا املنهج الوصفي التحليلي ،"مارسيل بوا" الكاثوليكي األبالفرنسية إىلترمجها ،أمهيتهاتضمن اجلانب النظري مفهوم الثقافة و تعريفها و ،قسمني رئيسيني إىلتنقسم املذكرة

و قنواا و ، أنواعهاو حاالا و أشكاهلاو ،مث مفهوم املثاقفة و تعريفها ،و شكلها البنائي و عناصرها البنائيةلنحاول يف األخري تسليط الضوء على الترمجة و فعل املثاقفة و توضيح مفهوم الترمجة األدبية حتديدا . اآليا

.لننهي باحلديث عن الترمجة و فعل املثاقفة ،لعالقتها املباشرة بفعل املثاقفةمتثل اخلصوصيات اليت األلفاظحبيث استخرجنا العبارات و ،كما انصب اجلانب التطبيقي على حتليل املدونة

عملية إىلمث قمنا مبقارنتها مع الترمجة لنخلص بذلك ،الثقافية للمجتمع اجلزائري و اليت تعد ترمجتها فعل مثاقفة إليهاالنتائج اليت خلصنا أهمخبامتة نعرض فيها األخريحتليلية اعتمادا على بعض النظريات الترمجية و خنتم يف

.من خالل هذه الدراسة

املفتاحية الكلمات

التماثل -التغري الثقايف- الغزو الثقايف-التالقح الثقايف-حوار احلضارات- العوملة-املثاقفة-الثقافة-األدبيةالترمجة .االنتشار الثقايف-الثقايف