ﺔـــﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮـــﻘﳝﺪﻟا...

209
اﳉﻤﻬ ــــــــــــــ ﻮرﻳﺔ اﳉ ــــــــ ﺰاﺋ ـــــ ﺮﻳﺔ اﻟﺪﳝﻘ ـــ ﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴ ـــ وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫــﺮان ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺴﻢ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻤﻮﺳﻮﻣﺔ ﺑـ : اﻟﻬ ـ ﺮﻣﻨﻴ ـ ـــــــ ـ ﻮﻃﻴ ـــ ﻘﺎ و اﻟﻮﻋ ـــــ ـــــــــــ ـ ﻲ اﻟﻔ ـــــ ــــــــ ﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺨ ـــ ــــــــــ ــ ﻄﺎب اﻟﻔﻠﺴ ـ ـــــ ــ ﻔﻲ اﻟﻐ ــــــ ـــــ ﺮﺑﻲ اﻟﻤﻌ ـ ــــــــــ ـــــ ﺎﺻﺮ ﻣﺸﺮوع اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ و ﻓﻠﺴﻔﺔ اﳉﻤﺎل أ.د ﺳﻮا رﻳﺖ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫﺮان رﺋﻴﺴﺎÄ®Ƣđ®¢ ﻣﻨﲑ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫﺮان ﻣﻘﺮار د. ﻋﻴﺴﺎ ﱐ ﳏﻤﺪ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺴﻤﺴﻴﻠﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ د. ﺑﺮاﻫﻴﻢ أﲪﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺴﺘﻐﺎﱎ إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ: رواﲝﻲ ﳏﻤﺪ ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف: اﳌ ﻮﺳﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ: 2012 - 2013 م1434 - 1435 ه ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔŚǼǷÄ®Ƣđ : أ.د2013/10/20

Upload: others

Post on 14-Jan-2020

9 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • ةـــراطية الشعبيـــرية الدميقـــــزائــــــــورية اجلــــــــــــــاجلمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

    جامعة وهــران

    كلية العلوم االجتماعية

    قسم الفلسفة

    مذكرة لنيل شهادة ماجستير في الفلسفة الموسومة بـ :

    طاب ـــــــــــــــني في الخـــــــــــــي الفـــــــــــــــــقا و الوعـــوطيـــــــــرمنيـاله

    اصرــــــــــــــــربي المعـــــــــــفي الغــــــــالفلس مشروع الثقافة و فلسفة اجلمال

    رئيسا جامعة وهرانريت بن عمر أ.د سوا

    Ä®Ƣđ�®�¢ مقرار جامعة وهران منري

    مناقشا جامعة تسمسيلت ين حممد د. عيسا

    جامعة مستغامنمناقشا أمحد د. براهيم

    إعداد الطالب:

    رواحبي حممد

    : تحت إشراف

    م2013-2012:اجلامعيوسمامل

    ه1434-1435

    لجنة المناقشة

    ŚǼǷ�Ä®Ƣđ : أ.د 2013/10/20

  • داءـــــــــــــــــــــــــــــــــاإلهــــ

    هذا العمل إىل كل من يعمل يف صمت ُمتطلًعا إىل غد مشرق.......أُهدي

    تتحقق فيه آمال األُمة العربية اإلسالمية يف التقدم والنهوض.

    إىل الذين ال يسأمون أن يرفعوا اللبنة فوق اللبنة ليس لبناء جدار عازل بل لتشييد شرفة لنطل من

    …امل مستقبلناعليائها على ماضينا السحيق ونستشرف من عليها مع

    وأخرياً إىل من كان صدره رحباً.. لعزليت ووحديت مع البحث.. إىل أسريت..

    أهدي إىل أولئك مجيعاً هذا العمل.

  • شكر و تقدير

    الشكر اجلزيل واملوصول واملوفور

    إىل كل من ساهم يف إجناز هذا العمل من قريب أو من بعيد.

  • 1

    داءـــــــــــــــــــــــــــــــــاإلهــــ

    أُهدي هذا العمل إىل كل من يعمل يف صمت ُمتطلًعا إىل غد مشرق.......

    تتحقق فيه آمال األُمة العربية اإلسالمية يف التقدم والنهوض.

    شرفة لنطل من إىل الذين ال يسأمون أن يرفعوا اللبنة فوق اللبنة ليس لبناء جدار عازل بل لتشييد

    …عليائها على ماضينا السحيق ونستشرف من عليها معامل مستقبلنا

    وأخرياً إىل من كان صدره رحباً.. لعزليت ووحديت مع البحث.. إىل أسريت..

    أهدي إىل أولئك مجيعاً هذا العمل.

  • 2

    شكر و تقدير

    الشكر اجلزيل واملوصول واملوفور

    إىل كل من ساهم يف إجناز هذا العمل من قريب أو من بعيد.

  • 3

  • 4

    انعكاس جذري على ، كان هلاجتماعية إقتصادية وسياسية و إشهد العامل يف القرن العشرين عدة حتوالت علمية و

    ، فهذا التطّور السريع واملتقّلب الذي ضرب العامل يف القرن خاصة املنحى الفيناحلياة اإلنسانية عامة و على

    العشرين كان له صدى على جمال الفنون حيث ولدت اجتاهات وتّيارات كان هلا تأثري كبري على تاريخ الفن

    ولفهم املعاصرة يف الفن علينا القرن العشرين. املعاصر. وقد برزت هذه التّيارات بوضوح وتنوّع شديدين خاصة يف

    من مواضيع وتقنيات جديدة حتويهالرجوع إىل فن احلداثة حيث مثلت احلداثة ثورة على الفن الكالسيكي مبا

    وخمتلفة. ومن أهم مميزات الفن احلديث هي حصول الفنان على حريته، وغياب وصاية فنانني نظراء عليه،

    ساليب نيسة، وامللوك واألمراء، والطبقة املهيمنة اقتصادياً، وجهاز الدولة، وظهور األواالبتعاد عن سلطة الك

    فظهرت العديد من املدارس الفنّية املختلفة مثل االنطباعية، الوحشية، التعبريية، املختلفة اخلاصة بكل فنان،

    القرن العشرين شهد العامل الفين ثورة السريالية، الدادائية، التكعيبية وفن التجريد... لكن مع بداية الستينات من

    جديدة مع كل الرتاكمات الثقافية والفكرية اليت ساعدت الفنان على ابتكار أساليب وتقنيات جديدة للتعبري عن

    فن األداء، وفن الفيديو وفن اجلسد... كحركات فنية تعّرب عن ك، ون جديدةفن ترؤاه الفنية والتشكيلية، فظهر

    اصر خاصة يف أوروبا وأمريكا واليابان، حيث أصبح املهم هو عمل الفنان، وحركته، ومشاركة قضايا اإلنسان املع

    اجلمهور، وبالتايل حتّول إىل منشط ثقايف وناقد فين، ألن املهم بالنسبة إليهم، هو فكرة العمل الفين وليس العمل

    حبد ذاته.

    �ƨȈǫǂǠdz¦Â�ƨȈǼȇƾdz¦�¼°¦ȂǨdz¦�ƨdz¦±¤Â�ƨǨǴƬƼŭ¦�§ȂǠnjdz¦�śƥ�§°ƢǬƬdz¦�ƺȈLJǂƫ�Ƣđ�ǶƬȇ�Ŗdz¦�DzƟƢLJȂdz¦�Ƕǿ¢�ǺǷ�ǺǨdz¦�ƾǠȇ�Â

    بينهم، ونشر الثقافة العاملية القائمة على إلغاء بقية الثقافات، وذلك ملا حيصل يف الفنون من اندماج وتقارب

    ري القلماوي: "إن شعوب األرض ال ميكن أن تلتقي فكري ونفسي وجسدي دون غريها من الوسائل تقول د. سه

    التقاء أحّر وأعمق من التفافها حول الفنون الشعبية، إن االلتقاء حول العلم التقاء حمكمًا ولكنه ال يقرب وال

  • 5

    ن التقاء عقلي وقد تنجم عنه آثاره يف احلياة اليومية ولكن هذه اآلثار ما مل ترتجم فنا ال ميكن أن تكو يوّحد؛ ألنه

    .1"مقربا أو موحدا بني الشعوب حمل التقاء

    إثارة أسئلة تبدأ من العمل و ،حىت عهد قريب، كان الفكر اجلمايل معنياً مبمارسة احلق يف النقد وإطالق األحكام

    الفين إىل حيث متضي يف اجتاه التاريخ والعامل واإلنسان. لكن هذا الفكر، اليوم، أصبح يواجه إشكالية قد تؤّدي

    إىل انتزاع االهتمام منه، جرّاء إمهاله اإلجابة عما يستطيع فعله يف مواجهة عصر حياول إخضاع الفن كما الثقافة

    إىل هيمنة العوملة، وختصصات التقنية، والصناعة الثقافية املستدلة بتوجهات تسعى حملو التمايز والفرادة واالنتقاء،

    مبدأ اخلدمات واالستهالك. شهارية الشرهة، القائمة علىإلبفعل طبيعتها ا

    ، حيث مثة هاجس من 2يصف عدد من املفكرين أن ما يشهده الفكر اجلمايل أشبه ما يكون بأزمة تشريع

    املعاصرة اآلن. فيما تظهر أسئلة أخرى اجلماليةريطة اخلاالنفصال يعيشه هذا الفكر جلهة التحوالت اليت ترسم

    شكال واملمارسات الفنية، يف وقت جند فقرًا يف تفسري األجماورة، وّلدها عصر جتاوز حالة التمايز، والقبول جبميع

    تساع، من جراء عدم تثمني ما هو متحقق من فن اليوم، من إلما هو حمسوس بالقدر الكايف، وفجوة آخذة يف ا

    �ǺǷ�ȏ¤�ƢȀƬËƦưƫ�©ƢȈǠƳǂǷ�À®�ǺǷ�ƪقبل طرف الفكر اجل ƫƢƥ�Ƣē¦̄�ƨȈdzƢǸŪ¦�ÀƘǯ��ŅƢǸرث منظومتها التفسريية إ

    3Francoisفرانسوا ليوتاروأحكامها اليقينية السابقة. لذا جند Lyotard)-(Jean يتحدث عن التجربة الفنية

    والفن املهم الباقي هو الفن ذو وفعلها فيقول ''يف الفن ميكن أن تكون التجربة شديدة ومؤثرة جداً، نعم شديدة،

    الطابع الكوين ألنة يكسر كل احلواجز وكل احلدود. هذا جيعل من هذه التجربة مؤملة يف البداية لكن هي جتربة

    ÃȂǐǫ�ƨƳ°ƾƥ�º�̈ƢȈūƢƥ�ƨƠȈǴǷ�ƢĔȋ�Ƣǔȇ¢�ƨƷǂǨǷ4. ومن منطلق هذه اإلشكاليات تتبلور لدينا عدة تساؤالت ال

    ؟ بينما يزداد شعورنا بأن كل وهل هو يقول شيئاالفن املعاصر؟ يريد إيصاله لنا ما نفهم حنن جند هلا جوابا : هل

    119ص : 2000غريب للطباعة و النشر و التوزيع، القاهرة ، دراسات يف علم اجلمال و الفن ، دار براهيم وفاء : إ - 1.41املصدر نفسه، ص -2 1998- 1924فيلسوف فرنسي - 3121املصدر السابق ذكره، ص : -4

  • 6

    أثر للمعىن قد إمنحى و أن صوت الشعر يبدو و كأنه قد جلأ إىل مهس مشفر بالكاد نسمعه ، وأن الصورة مبا

    Ƣǿ�Ŀ�¿ȂȈdz¦�Ǻǧ�ǖǬLJ�Dzǿ��Ǿǫ¦ŗƻ¤�Ƥ Ǡǐȇ�ƾȇǂƴƬƥ�ǂưǯƘǧ�ǂưǯ¢�ǺȇDŽƬƫ�°ƢǗ¤�ǺǷ�Ƣđ�ǖȈŹالذي واإلغراء وية اإلغرتاب

    .خالصة؟ مجالية خربة جمرد إىل باجلميل خربتنا خيتزل أن ويوشك الشكل من يفوح

    تلك هي املعضلة اليت شكلت املنطلقات الكربى للتجربة اجلمالية املعاصرة و اهلاجس الذي ظل يالحق املفكرين

    على مدى نصف قرن من الزمن. حيث سعوا إىل مواجهة هذا اإلغرتاب و التجريد الذي أثارته التحوالت اجلذرية

    ƫ�ŕdz¦�Â�ƨưȇƾū¦�ƨǼǷ±ȋ¦�ǀǼǷ�ƨȈǼǨdz¦�©¦ŚƦǠƬdz¦�ƢȀƬǧǂǟ�ŕdz¦�̈ǂǿƢǜdz¦�ǽǀǿ�ŘǠǷ� ȐƴƬLJ¤�ń¤�¿Ȃȇ�ƾǠƥ�ƢǷȂȇ�ƢēƾƷ�®¦®DŽ

    �ƾǬǧ��» Ƣǘŭ¦�ƨȇƢĔ�Ŀ�Ƣē±ÂƢů�Â�ƨȈǬȈǬū¦�ƢđƢƦLJ¢�Ǻǟ�Ǧ njǰdz¦�Âبني أن هذا اإلغرتاب الذي يعاين منه الوعي ت

    من عالنو ذلك حىت للعامل، نظرتنا يف العلمي املعاصر نتيجة طبيعية هليمنة إمسية العلم احلديث و تغلغل املنهج

    .تارخييني أفراًدا بوصفنا حنياها اليت التجربة

    حاولت احلركة النقدية الفلسفية املعاصرة اجلادة معاجلة هذه األزمة اإلستطيقية، بإعادة قراءة النتاج ويف هذا السياق

    فإغرتاب الوعي اجلمايل كما يسميه الفين قراءة هرمينوطيقية، تقربنا من فهم احلقيقة الفنية.

    األدبية املاضية، الفنية و هو الذي حال وحيول بيننا وبني فهم نصوصنا )Georg.Gadamer-Hans(1جادامري

    فاهلرمينوطيقا تسعى إىل السمو بالعمل اإلبداعي مما سبب قطيعة معرفية حضارية ومجالية مع الذوق املعاصر،

    عزلة أو املبسطة وتعمل على فتح النص من أجل حتقيق قراءات بعدد قرائه األصيل عن القراءة السطحية املن

    من هنا تتجلى العالقة احلميمة مابني اهلرمينوطيقا والتلقي ، ذلك أن التأويل اليتأّتى إال للقراءة املعمقة ،اجلادين

    يقوله النص له ، ستنطاقه ، وإبداء ماإمن قبل متلٍق قادر على الدخول يف حوار جديل مع النص إلثارته و

    2��ňƢǠŭ¦�Ä¢��ƨȇ®ȂƳȂdz¦�ƨǬȈǬū¦�Ƣđ�řǠƫ�ƢȀǼǰdz -أنغاما وألوانا وحجارة - واهلرمنيوطيقا املعاصرة التعين مبادة الفن

    ، تلميذ هيجر وعرف مبا مسي باهلرمنيوطيقا الفلسفية2001-1900فيلسوف أملاين - 1 74.ص : 2009دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، بريوت، يف اهلرمنيوطيقا الفلسفية،ماهر عبد احملسن : مفهوم الوعي اجلمايل، -2

  • 7

    اليت يشكلها الفنان يف العمل الفين ، واليت تتغري وتتحول وتنصهر يف الشكل ، وتصبح معطًى جديدًا قابال

    اآلخر ، و الرؤية اهلرمنيوطقية املعاصرة للفن تؤكد أن العمل الفين الميكن أن ينفصل عن للمشاركة من قبل املتلقي

    �ƢȀǠǫ¦Ȃƥ�̈ ƢȈū¦�Ƣē°ȂǴƥ�Ŗdz¦�ƢēȐȈǰnjƫ�Dzǰƥ�ƨȈƫ¦ǀdz¦�ƢǼƫ¦Őƻ�ǂǔƸƬLjǻ�ƢǼǻƜǧ�DzǸǠdz¦�ǶȀǨǻ�śƷ�ƢǼǻȋ�ļ¦ǀdz¦�ƢǼŭƢǟ

    العمل نفسه وال هي كامنة يف جتربتنا وماضيها معا وأن هذا العمل الفين إمنا يثري فينا معرفة هي ليست ملك

    وحدها ، بل هي ناتج التفاعل بني جتربتنا واحلقيقة اليت جيسدها العمل ، وهذه املعرفة ما كانت لتكون لوال جتسد

    جتربة املبدع الوجودية يف وسيط ثابت هو الشكل ، وهو الذي يتيح لنا فرصة ملشاركة املتلقي يف عملية إنتاج

    املعىن.

    الهرمنيوطيقا و الوعي الفني في الخطاب الفلسفي الغربي وسومة ب امليف هذه الدراسة حاولنااإلطار ويف هذا

    املعاصر، كموضوع ملح اجلمايل توضيح املستوى و املوقع الذي إحتلته اهلرمنيوطيقا يف الفكر الفلسفيالمعاصر

    أخذت بالتوسع حىت باتت تشتمل على جممل واليتملواجهة إشكاليات املعاين، والغايات، وتعقد احلياة عموما؛

    �ƢēƘnjǻ�DzƷ¦ǂǷ�Ŀ�ƪ Ƴ¦°�À¢�ǀǼǷ�ȆȀǧ�ƢȀƬȈŭƢǟÂ�ƢȀƬȈdzȂſ�Ǯ dzǀƥ�ǪǬƸƬdz�ƨȈdzȂǬǠŭ¦Â�ǶȀǨdz¦�ƨǼǰŲ�ƺȇ°ƢƬdz¦�ǂǿ¦ȂǛ

    األوىل بالصورة اليت اقتضتها مقاصد النصوص، كالنصوص الدينية والفلسفية وغريها، مل حتظ باملكتسبات اليت

    لوم اإلنسانية احلديثة واألنثروبولوجيا الفلسفية، مبا وصلت إليه هذه العلوم من حتديدات توافرت من خالل الع

    وحتريات مهمة إلشكالية املعين املتعلق بالوجود اإلنساين. و من جانب آخر حماولة تبيان املكانة اليت حيتلها الفن

    صوصًا وأن الفن يشكل موضوعًا خصبًا هلا، يف اهلرمنيوطيقا اليوم، والكيفية اليت تساعدنا فيها على فهم الفن، خ

    بوصفه ميثل جانبًا هامًا من جوانب النشاط التأويلي، وميثل كذلك منوذجاً، يتحقق من خالله مفهوم التواصل

    التارخيي، الذي جيعل الرتاث مألوفاً وحاضراً يف عاملنا.

    وطيقا نياليت حيتلها الفن داخل اهلرمما هي املكانة اإلشكالية التالية: على هذه الدراسةيتمحور موضوع و

    �Ŀ�ƨȈǧǂǠŭ¦�ƨǷ±ȋ¦� ¦±¤�Ƣđ�© ƢƳ�Ŗdz¦�¾ȂƸƬdz¦�ƨǘǬǻ�Ȇǿ�ƢǷÂ�ǺǨdz¦�ǶȀǧ�ȄǴǟ�ƢǬȈǗȂنياملعاصرة؟ وكيف تُعيننا اهلرم

  • 8

    تاريخ الوعي اجلمايل؟ أم أن الفن هو جمرد مادة خصبة ملوضوع اهلرمنيوطيقا فحسب، حاول املنظرين إليها تربير

    وطيقا جمرد تيار يتعامل مع جانب ضيق يترى أن اهلرمن اليتالله فقط. خاصة بعد بروز النظرة النقدية أمهيتها من خ

    .؟من جوانب الوجود، وهو اجلانب اللغوي

    حنياز األعمى للفكر الغريب، ومل يكن حيركه االهتمام املتزايد إلمل يكن إختيار موضوع هذه الدراسة بدافع من ا

    ختياره قائماً على قناعتنا إسائل النظرية والنقد الغربيني على حساب اجلهود التنظريية العربية، وإمنا كان املقضايا و الب

    بضرورة املسامهة يف مد جسر التواصل والتحاور املعريف الذي مينح القارئ والباحث العريب إمكانية اإلطالع على

    لسفي والتنظريي والنقدي يف الساحة الثقافية الغربية و األملانية النتاجات الفكرية النامجة عن احلركة الغنية للفكر الف

    هو موضوع نعتقد أنه على أمهية قصوى بالنسبة للثقافة العربية يف إنفتاحها على ثقافة الغرب. و على اخلصوص،

    منيوطيقا ذلك أن تيارات الفكر الغريب و إن كانت معروفة بدرجات متفاوتة عند املثقف العريب، إال أن تيار اهلر

    زيادة على ذلك فإن هذا املوضوع يكتسي أمهية من خالل الفلسفية هو أقل هذه التيارات حظا من تلك املعرفة.

    �ƢǬȈǗȂȈǼǷǂ٦�Â�ǺǨdz¦�śƥ�ƨǫȐǠdz¦�ǂǏƢǠŭ¦�ĺǂǤdz¦�ȆǨLjǴǨdz¦�§ ƢǘŬ¦�Ƣđ�¿ƾǫ�Ŗdz¦�̈DŽȈǸƬŭ¦�ƨǬȇǂǘdz¦قدمها اليتاإلضافة و

    هتمني مبوضوع اهلرمينوطيقا و الفن مبدخل جيد، فيكسبهم بذلك خمزوناً لذلك نظن أن حبثنا هذا سيمد امل.للفن

    .معرفياً جديداً يسمح هلم بأن ينظروا بعني املوضوعية إىل موروثهم املعريف اخلاص

    األصابع، جند على سبيل املثال ال احلصر على ومل تنعدم املكتبة العربية من دراسات هلذا املوضوع و لكنها تعد

    و جند كذلك مفهوم الوعي اجلمايل، يف اهلرمنيوطيقا الفلسفية، بعنوانماهر عبد احملسن حسن كتاب الدكتور

    كما أن هناك حبوث يف دوريات للباحث اجلزائري مجال معافة. التأويلية والفن عند هانس جورج غادامري كتاب

    ،2004العاشر لسنة هاعدديف جادامري " لهرمنيوطيقاأوراق فلسفيةخصصته جملة "و جمالت كالبحث الذي

    .الثالث و الرابع العدديف "الفلسفة و العصر"و جملة

  • 9

    وقد واجهتنا بعض الصعوبات و العوائق يف هذه الدراسة املعروفة و املعتادة يف بعض األحيان، خاصة يف جمال

    . نذكر منها إنعدام املصادر باللغة األم بالنسبة للنصوص املراد دراستها الدراسات املتعلقة بالفكر الغريب،

    اليت عادة ما ختل باملعىن. باألخص يف الرتمجة للعربية، فهناك مصطلحات مل جند هلا و اإلعتماد على الرتمجة

    إرتأينا إىل إستعمال هاحينمايقابلها يف اللغة العربية و يؤدي نفس املعىن املراد منها، مثل مصطلح اهلرمنيوطيقا،

    .و أحيانا إستعمال مصطلح التأويل و الذي ال يؤدي املعىن املطلوب بدقة املصطلح كما هو

    توظّيف املنهج متاإلشكالية املطروحة للدراسة والبحث طبيعة و تهاملوضوع، و إنطالقا من طبيعهذا عاجلة مل و

    �DzȈǴŢ�¾Ȑƻ�ǺǷ�̧ȂǓȂŭ¦�¦ǀǿ�dž LJ¢� ȐƳ¤�» ƾđ�ȆǴȈǴƸƬdz¦وطيقا الفن، يننصوص األساسية حول موضوع هرمال

    لقد قسمنا هذا و تعطي حال لإلشكالية املطروحة، ومتكننا من جتاوزها. اليتوالوقوف على أهم األسس و القواعد

    يتضمن كل واحد منها مباحث فصول أربعةإىل مقدمة و البحث حسب ما يتوافق مع ما هو مطروح من تصورات

    Ʈ خامتةيف النهاية كما هو معهود وضعنا و ،أساسية ƸƦdz¦�¦ǀŮ�ƨȈƟƢĔ�ƨǴǐŰ�ƪ ǻƢǯ.

    أهم األسباب اليت جعلتين أختار هذا مع ذكر املقدمة إشتملت يف األساس على التعريف باملوضوع و مدى أمهيته

    بالطبع ، و إشكاليات جزئيةوما تفرع عنها من كما إشتملت أيضا على اإلشكالية األساسية للبحث ،املوضوع

    .الصعوبات و العوائق الىت واجهتىن خالل إجناز هذا العمل

    وضع مقاربة لغوية ناحاول ،قراءة كرونولوجية للمفاهيم و المصطلحات املعنون ب : الفصل األول

    ، باإلضافة إىل الفين و الوعي الوعي املتمثلة يف مصطلح الفن وات اجلوهرية للموضوع لمصطلحلو فلسفية

    الوعي الفين و تارخيية لتطور باإلضافة إىل ذلك إرتأينا إىل وضع قراءة، مصطلحي اخلطاب و اهلرمنيوطيقا

    يوطيقي و طبيعة العالقة بنيبإبراز أسس اإلجتاه اهلرمناهلرمنيوطيقا و ذلك مصطلح . مع الرتكيز على اهلرمنيوطيقا

    .و املنهج مهمة هذا املفهوم

  • 10

    تطرقت يف مبحثه األول إىل الهرمنيوطيقا الفلسفية و قابلية الفن للتأويل،جاء بعنوان : أما الفصل الثاين

    .ماخر املرجعية الفكرية للهرمنيوطيقا الفلسفية املعاصرة، وقد كان تركيزنا على رؤيتني، رؤية ديلتاي و قبله شالير

    ، مث تعرضت لتوضيح طبيعة العالقة بني الفلسفة كمنهج وتيار و بني الفن أو باملعىن الدقيق فعل فهم العمل الفين

    . و يعترب هذا املبحث متهيد للمبحث الذي يليه و املعنون ب: الفن و وذلك وفق إطار جدلية التوافق و التعارض

    لسفي.قابلية التأويل: بإعتبار فعل التأويل هو فعل ف

    حاولنا قراءة النص الفين قراءة ، الفينومينولوجيا التأويلية و الفنو الفصل الثالث الذي كان عنوانه

    أهم مكونات دراسة من خالل تأويلية إنطالقا من هرمنيوطيقا الفيلسوف هيدجر فينومينولوجية

    .التجربة الفنية عند هذا الفيلسوف

    يعترب دراسة حتليلية هلرمنيوطيقا ، يطيقينو رمهنحو إعادة تأسيس وعي فني أما الفصل الرابع املعنون ب :

    §� تحرص، حيث الفيلسوف غادامري ¦ŗǣȍ¦�±ÂƢš �ȆǿÂ�ƨȈǨLjǴǨdz¦�ƢǬȈǗȂȈǼǷǂ٦�Ƣđ�ǞǴǘǔƫ�ŕdz¦�ƨǸȀŭ¦�ÀƢȈƦƫ�ȄǴǟ

    م و متطلباته اوز العلالسائد يف األنظمة اإلنسانية املعاصرة. و الكشف عن ذلك النوع من احلقيقة الذي يتج

    بيان القرابة اليت جتمع من جهة، بني خربة اهلرمنيوطيقا و خربة احلقيقة بوصفها تكشفا للمحجوب، ت معاملنهجية،

    وبني خربة اهلرمنيوطيقا و خربة الفن من جهة أخرى. فظاهرة الفن هي أكثر من جمرد ذوق أو ظاهرة مجالية، بل

    الميكن إدراكها مبنأى عن الواقع و احلياة اإلنسانية. هي عامل يكشف لنا عن حقيقة نشارك فيها، و

    لكيفية اليت تسعى من خالهلا اهلرمنيوطيقا إستيعاب الفن ، ا قمت بتوضيح املبحث األخري من هذا الفصلويف

    و جتاوزها ملشكلة إغرتاب الوعي اجلمايل، عرب إستعراض مرونة إستعارة اللعب و إمكانية إنطباقها على العمل

    الفين. فمفهوم اللعب مبثابة مفتاح يقود إىل التفسري األنطولوجي للفن.

    إليها، باإلضافة إىل مناقشة املتوصلأهم النتائج تمقاربة ختامية تضمنخبامتة تعترب مبثابة هذه الدراسة إنتهتو

    إمجالية لنظرية اهلرمنيوطيقا و الوعي الفين يف الفلسفة الغربية املعاصرة.

  • 11

    قراءة كرونولوجية للمفاهيم و املصطلحات

  • 12

    املبحث األول

    ماهية الوعي بني املفهوم الفلسفي و الرؤية العلمية

    لقد اعتربت الفلسفة منذ القدم بأن الوعي هو اخلاصية اجلوهرية اليت متيز اإلنسان عن باقي األشياء والكائنات

    أفعال اإلنسان وأفكاره، وهذا ما يسمى بالوعي التلقائي. كما يرتبط الوعي يصاحب كلاألخرى. فالوعي

    بالشعور ومبجموع األحاسيس اليت جتري داخل الذات، وهذا ما يسمى بالوعي السيكولوجي. كما أن الوعي

    كال يتمظهر على مستوى احلياة العملية، فنتحدث عن وعي أخالقي أو وعي سياسي مثال. فللوعي عدة أش

    ومظاهر، غري أن الدراسات الفلسفية والنفسية وضعت الوعي موضع استشكال ونقد، واعتربته غطاءا خارجيا ال

    ميثل سوى سطح الذات أو اجلهاز النفسي، بينما ميثل الالوعي اجلزء العميق من الذات.

    وأفكاره؟ وهل يقدم لنا الوعي فما هو الوعي؟ وما عالقته بالالوعي؟ ومن منهما يتحكم أكثر يف أفعال اإلنسان

    صورة حقيقية عن أنفسنا وعن الواقع؟

    الوعي لغة :-

    كلمٌة تدلُّ على ضمِّ شيء. ويف قواميس اللغة العربية َوَعْيُت الِعْلَم أِعيِه َوْعياً. ووَعى الشيء واحلديث يَِعيه َوْعياً

    من فالن َأي َأْحَفُظ وأَفْـَهُم. ويف احلديث: َنضَّر اهللا امرأً مسع وأَْوعاه: َحِفَظه وَفِهَمه وقَِبَله، فهو واٍع، وفالن أَْوَعى

    َمقاَليت فَوعاها، فُربَّ ُمبَـلٍَّغ أَوعى من ساِمع. والَوِعيُّ احلاِفُظ الَكيُِّس الَفِقيه،وعليه ال وعي دون علم فكلما ازداد

    املرء علماً وفهماً ازداد وعياً.

    وعلى تواصل مباشر مع حميطه اخلارجي عن طريق إدراك ن فيها العقل حبالةوالوعي كلمة تعرب عن حالة عقلية يكو

    اخلمس ومن هذه احلاالت نذكر: اإلنسان منافذ الوعي اليت تتمثل عادة حبواس

  • 13

    .1اْلَوَعي : اجللَبة واَألصواتَوَعي: ْ - اْلَوَعي -

    الَوْعُي : احلفظ والتقدير .:َوْعيُ -الَوْعُي -

    و الَوْعُي الفهُم وسالمُة اإلدراك .-

    احلافُظ الكيُِّس .الَوِعيُّ : الفقيُه :َوِعيُّ -الَوِعيُّ -

    :َوِعيٌّ - وعي -

    " َحَضَر الَوِعيُّ لِيُـَفقَِّه النَّاَس " : الَفِقيُه اْحلَاِفُظ .-

    �Ç̧¦ÈÂ��ƢÈَوِعيٌّ " َرُجلٌ -ÊđƢÈƦÌLJÈƘÊƥÈÂ�ƢÈ

    Êđ�Æ» Ê°ƢÈǟ��ƢÈȀ̺ǼÊǷ�ÇƨÈǼďºȈȺƥ�ȄÈǴÈǟ�����

    Ê®ÈȐÊƦdz¦�ÊDzÊǯƢÈnjÈÊŠ2.

    ِن احلي مبا يف نفسه وما حييط به .والَوْعُي يف علم النفس شعوُر الكائ

    الوعي إصطالحا : -

    ال يوجد تعريف إصطالحي حمّدد أو على األقّل مّتفق عليه بني األوساط األكادميية لتلك احلالة اليت تتمّثل حبالة

    الوعي. و مجيع التعريفات كانت و الزالت متوارثة من حبث آلخر بشكل متكّرر دون حماولة تفسريها أو الوقوف

    عندها حىت تعّرف بشكل صحيح .

    لذلك كانت و الزالت تعريفات ناقصة بال جدوى ، كالتعريف الذي يقول "الوعي هو اإلدراك" أو "الوعي هو

    صحوة الفكر أو العقل" . و ميكن أن تكون جمّرد تعريفات توصيفّية مثل: " يتجّسد الوعي كأحاسيس أو أفكار

    أو شعور".

    وسه التقين للمصطلحات الفلسفية بني مستويني:وجند الالند مييز يف قام

    هو حدس الفكر حلاالته وأفعاله،أي أنه يقع يف أساس الوعياملستوى األول نفسي: ويتضمن دالالت خمتلفة، ف-

    كذلك للداللة على حاالت اإلحساس األوىل،واليت ال منيز فيها بني الذات الوعي كل معرفة.كما يستعمل

    املعجم الوسيط - 1 املعجم الغين - 2

  • 14

    laواملوضوع املدرك،ويسمى هذا "وعيا تلقائيا conscience spontané" وذلك خللوه من اإلنتباه والرتكيز،ومن

    la التأملي الوعي التفكري يف األفعال والتصرفات،على خالف" conscience réfléchie" الذي يتطلب من

    اإلنسان عمليات ذهنية عليا كاإلدراك والتذكر واحلكم املنطقي..ويف هذا السياق نعرف بأن اإلنسان ينتج معرفة

    أيضا على جمموع الظواهر النفسية الوعي من خالل إحساسه وإدراكه وختيله..أي ينتج معرفة عن إرادة.ويدل

    .1كقولنا"وعي الطفل" أو "وعي طبقة اجتماعية" اخلاصة بفرد أو مجاعة

    خاصية للفكر اإلنساين يصدر من خالهلا أحكاما معيارية الوعي املستوى الثاين: أخالقي،حيث يكون فيه-

    م عليها تلقائية ومباشرة لبعض األفعال الفردية وألفعال الغري.إنه هنا يقرتن بالضمري،حيث يتم حتديد املواقف واحلك

    .2األخالقي يشعر اإلنسان مبسؤوليته الوعي معياريا أو قيميا،وذلك بإعطائها قيمة،ومن خالل هذا

    متعدد الدالالت،كما أنه يقتضي استحضار التقابالت اآلتية: الوعي مفهوم ميكن أن نستنتج مما سبق أن

    يؤدي إىل التفكري يف الوعي مفهوم اليقظة، الغيبوبة، اإلتباه، الغفلة، اإللتزام، اإلستهتار، الذات، اآلخر.كما أن

    وهذا ما سنتوقف عنده يف حلقات قادمة.…واملسؤولية الوعيوالالوعي، الوعية به،كالقضايا املرتبط

    وختتلف مدلوالت الوعي، من جمال إىل آخر، فهناك من يقرنه باليقظة (يف مقابل الغيبوبة أو النوم). وهناك من

    السيكولوجية الشعورية. وميكن أن جنمل الداللة العامة للوعي فيما يقرنه بالشعور ويشري به إىل مجيع العمليات

    يلي: إنه ممارسة نشاط معني (فكري، ختيلي، يدوي ) ووعينا يف ذات الوقت مبمارستنا له. ومن مثة ميكن تصنيف

    الوعي إىل أصناف أربعة هي:

    ا بنشاط معني، دون أن يتطلب وهو ذلك النوع من الوعي الذي يكون أساس قيامن الوعي العفوي التلقائي: -

    .3منا جمهودا ذهنيا كبريا، حبيث ال مينعنا من مزاولة أنشطة ذهنية أخرى

    قاموس الالند التقين للمصطلحات الفلسفية. - 1 نفس املصدر. - 2.33، ص 1998حممد حممد قاسم : عالقة مناذج اإلدراك املعريف بالتمثيالت الذهنية، حبث يف فلسفة العقل، دار املعرفة اجلامعية، اإلسكندرية، -3

  • 15

    وهو على عكس األول يتطلب حضورا ذهنيا قويا، ويرتكز على قدرات عقلية عليا، كالذكاء، الوعي التأملي:-

    .1ومن مثة فإنه مينعنا من أن نزاول أي نشاط آخر… واإلدراك، والذاكرة

    وهو الوعي املباشر والفجائي الذي جيعلنا ندرك أشياء، أو عالقات، أو معرفة، دون أن الوعي الحدسي: -

    .2نكون قادرين على اإلتيان بأي استدالل

    وهو الذي جيعلنا نصدر أحكام قيمة على األشياء والسلوكات فنرفضها أو نقبلها، الوعي المعياري األخالقي: -

    .3ية. وغالبا ما يرتبط هذا الوعي مبدى شعورنا باملسؤولية جتاه أنفسنا واآلخرينبناء على قناعات أخالق

    و على هذا األساس نستنج أن فالوعي هو إدراكنا للواقع و األشياء، إذ بدونه يستحيل معرفة أي شيء. لذلك

    "النور" الذي يكشف . فهو مبثابة 4ميكن وصف الوعي بأنه " احلدس احلاصل للفكر خبصوص حاالته و أفعاله"

    أما الالوعي فهو يدل إىل حد ما على مقابل الوعي. و هنا ميكن احلديث عن الالشعور .للذات عن بواطنها

    باعتبار السلوك الالواعي أو الذي يصبح "واقعة نفسية.

    المفهوم العلمي : -

    لخاليا الدماغية. فسواء كان هذا يتحدد الوعي يف املقاربة العلمية بكونه نشاطا عقليا يرتد إىل النشاط العصيب ل

    النشاط العقلي تفكريا أو انفعاال أو شعورا أو وعيا بالذات فهو يف آخر املطاف نشاط عصيب مشروط فيزيولوجي

    وهذا ما يتأكد من خالل الوظيفة التمثلية للعقل يف عالقته مع األشياء اخلارجية. كما يتأكد أيضا من خالل

    ة من منطلق أن هذه مبثابة نتائج أو مفعوالت للعمل الدينامي املتعلق باخلاليا الطابع املادي للصور العقلي

    .34املصدر نفسه ، ص -1.35املصدر نفسه ، ص -2.35املصدر نفسه ، ص -3.41، ص 1987رصاص، دار املعرفة دمشق، الطبعة األوىل، تشارلز فريست: الدماغ و الفكر، ترمجة حممود سيد-4

  • 16

    مبعىن هو ناتج أساسي من األحاسيس اخلارجية املستمّدة من البيئة ، فاحلواس تنقل 1والسياالت العصبية.

    RETICULARاملعلومات احلّسية إىل جذع الدماغ ، و خاصة التشّكل الشبكي FORMATION ،

    و الذي بدوره ينقل و يوزّع هذه املعلومات إىل املناطق املختّصة يف القشرة الدماغية و اليت تغّذي بدورها ،

    و بشكل ارجتاعي ، التشّكل الشبكي الذي يعمل على نقل ردود األفعال إىل األعضاء احلركية للتعامل مع

    .2"الوعي" املستجّدات البيئية . هذا هو التفسري العلمي لعملية أو ظاهرة

    إال أن ما ميكن مالحظته على هذا التحديد العلمي هو عدم متييزه بني اإلدراك احلسي الذي يكون مرتبطا مبقوليت

    املؤثر واالستجابة، مبعىن أنه يظهر يف شكل ردود وأفعال أو انفعاالت مباشرة وبني الوعي باعتباره نشاطا منعكسا

    إلنسان بصدد أفعاله وأحاسيسه مما يعين أن هذه األفعال واألحاسيس يتمثل يف تلك املعرفة اليت تتحصل لدى ا

    ليست جمرد إدراكات حسية مباشرة .

    إذا كان التحديد العلمي للوعي ينحصر يف البعد الفيزيولوجي الذي يغدو معه الوعي جمرد نشاط عقلي متعلق

    وى مع املقاربة الفلسفية حيث يصري الوعي بالوظائف العصبية للدماغ فإن البعد اإلشكايل هلذا املفهوم لن يظهر س

    �ǺǷ�ȆǟȂdz¦�¦ǀđ�ǪǴǠƬȇ�ƢŲ�ǶǣǂdzƢƥÂ��ŃƢǠdz¦�ǞǷ�ǾƬǫȐǟ�¿¦ȂǫÂ�ÀƢLjǻȍ¦�ǂǿȂƳ�ȂȀǧ�Ǿƫ¦̄�ÄǂnjƦdz¦�®ȂƳȂǴdz�ƢLjLJƚǷ

    تظهر تارة يف إبراز الثقل السيكولوجي لالوعي، وبإبراز التحريف أو التزييف الذي يلحقه حتت معقول حمدودية

    3�Dzǯ�±ÂƢƴƬƫ�À¢Â� ¦ȂƬƷ¦�Dzǯ�ǺǷ�ƪأخرىاإليديولوجيا تارة ǴǨǼƫ�À¢�ƢĔƘNj�ǺǷ�ƨǴǟƢǧ�©¦ǀǯ�ÀƢLjǻȍ¦�ƨȈƫ¦̄�ÀƜǧ�

    .حمدودية، طاملا أنه بالوعي ذاته يتحصل الوعي بشروط إمكان هذه الذات وفاعليتها

    .52املصدر نفسه، ص -1.125املصدر نفسه، ص -2.94املصدر السابق ذكره، ص -3

  • 17

    ماهية الوعي فلسفيا : -

    ديكارت و رؤية تمثيل الذات لنفسها: -

    إىل اليقني، فهو الذي جيعلنا حنيط بذواتنا. هكذا شك ديكارت يف يرى ديكارت أن الشك هو السبيل الوحيد

    كل شيء مبا يف ذلك وجوده. فلم يستطع أن يقول إن اجلسم والنفس من خواص نفسه. لكن تأكد له بوضوح

    أنه ال يستطيع أن يشك يف أنه يفكر، حيث أن التفكري هو اخلاصية الوحيدة اليت الزمت الذات منذ البداية

    لشك). فانطالقا من التفكري ميكن أن ندرك بصفة حدسية وجود الذات ؛ هكذا استطاع ديكارت أن (بداية ا

    : "أنا أفكر إذن أنا موجود". فالذات والتفكري متالزمان، فحينما تتوقف الذات عن التفكري تنقطع عن يقول

    الوجود.

    الوعي انفتاح على العالم وعلى اآلخرين : -

    الذات و الوعي باملعرفة. فهو يرى أن وعي الذات لنفسها كوجود أخالقي ال يعين إن كانط مييز بني الوعي ب

    �ƢȈǟÂ� ƢȈNjȋƢƥ�ƢǼȈǟÂ�Dzǜȇ�ƨť�ǺǷÂ��Ƣē¦̄�Ŀ� ƢȈNjȋ¦��©ƢǼȈǷȂǼdz¦�DzȀų�ƢǼǻȋ� ƢȈNjȌdz�ǪǴǘŭ¦�ƢǼȈǟÂ�̈°ÂǂǔdzƢƥ

    .1نسبيا

    الوعي بما هو تفكير في الذات: -

    أن اإلنسان هو املوجود الوحيد الذي يعي ذاته، باعتباره يوجد كما توجد أشياء الطبيعة، )Hegel(يرى هيجل

    �ȄǴǟ�Ƥ Ÿ�² ƢLJȋ¦�¦ǀǿ�ȄǴǟÂ��̈ƾƷ¦Â�ƨȈǨȈǰƥ�ȏ¤�ƾƳȂƫ�ȏ�ƢĔƜǧ�Ãǂƻȋ¦� ƢȈNjȋ¦�ƢǷ¢��Ǿƫ¦ǀdz�¦®ȂƳȂǷ�ǽ°ƢƦƬǟƢƥÂ

    عليها فيما يلقاه مباشرة اإلنسان أن يعيش بوصفه موجودا لذاته ذلك "ألنه مدفوع إىل أن جيد ذاته ويتعرف

    (هيغل)، وهو يستطيع ذلك حينما يسقط ذاته ومتثالته على األشياء اخلارجية. 2ويعرض عليه من خارج."

    فاإلنسان يعمل دائما على تغيري األشياء اخلارجية ألنه يريد أن يرى ذاته تتحقق بشكل موضوعي.

    .96املصدر نفسه، ص -1.99املصدر نفسه، ص -2

  • 18

    :نظرية الوعي عند هسرل-

    .E تقوم نظرية الوعي عند هسرل" Husserl"1 على االبتعاد عن التجريبية والروح السيكولوجية اليت تفسر

    األحداث التارخيية، وتتوقف عند العمليات العقلية، لتكشف مركبات الوعي ذاته، والظواهر نفسها. و يعترب أن

    ي ماهوية تعترب املعىن يسبق اللغة، وهي نشاط ثانوي يسمي املعاين اليت حبوزتنا. وهكذا كانت نظرة هوسرل للوع

    أن العامل ليس سوى شيء ميكن إذابته وحتويله إىل صورة ذهنية. ختيل هسرل موقعًا متسيدًا للذات املبهمة، اليت

    �¿Ȃǐƻ�» ǂǗ�ǺǷ�ƨȇǂǜǼdz¦�ǽǀǿ�ƪ ǨǏÂ�ƾǫ�Â��ŃƢǠdz¦�°ȂǔƷ�ȄǴǟ�©¦ǀdz¦�ƨǨǯ�ƶƳ°Â��ŃƢǠdz¦�ȄǴǟ�Ƣē°ȂǏ�ǞƦǘƫ

    �Â��ı¦ȂƳ°ȂƦdz¦�ȆǟȂdz¦�¾ƢǰNj¢�ǺǷ�ȐǰNj�ƢĔȂǰƥ�¾ǂLjǿ يرى أن الوعي دائما قصدي (= وعي بشيء ما). فقد

    إال أنه يتجه دائما صوب الشيء املفكر فيه. ومن مثة فإن … يكون الوعي ختيال، أو تذكرا، أو تفكريا منطقيا

    .2الوعي بالذات هو انفتاح على الذات من خالل قصدية معينة، والوعي بالعامل هو وعي قصدي للعامل

    :بنتي ميرلو حدود الوعي عند-

    أنه جيب اإلنتقال من فينومينولوجيا اإلدراك احلسي للوصول إىل Merleau-Ponty"3"يرى موريس مريلوبونتيي

    فينومينولوجيا الوعي و اخلربة، ألجل الكشف عن الطابع املفتوح للخربة البشرية بصفة عامة. و يقصد باإلدراك

    احلسي تلك العودة إىل األشياء و الرجوع إىل املعرفة األولية عن كل علم من أجل الوصف وليس من أجل

    رتكيب. و يتساءل : هل تعين العامل اخلارجي؟ ويقول إن العامل ليس مبثابة املوضوع الذي ميثل أمام الذات ال

    �ǾȈǧ�ǪǬƸƬƫ�Äǀdz¦�ŅÂȋ¦�¾ƢЦ�¢�ȆǠȈƦǘdz¦�ǖLJȂdz¦�ǾǼǰdz�Â��ǾǰǴŤ�ȄǴǟ�̈°ƾǬdz¦�ƢŮ�ƪ LjȈdz�©¦ǀdz¦�ǽǀǿ�À¤�ƨȈǟ¦Ȃdz¦

    سب مريلوبونيت يدخل يف عالقة مشاركة مع العامل إدراكاتنا احلسية لعامل و جل أفكارنا. إن الوعي اإلنساين ح

    ) فيلسوف أملاين و مؤسس مذهب الفينومينولوجيا.1938أبريل 26 - 1859أبريل 8إدموند هوسرل ( - 1.122تشارلز فريست: الدماغ و الفكر، ترمجة حممود سيد رصاص، ص -2ة سارتر، و بالنظرية اجلشتالتية اليت فيلسوف ومفكر فرنسي خضع لعدة مؤثرات يف بنية إنتماءاته الفكرية، فقد تأثر بفينومينولوجيا هوسرل ووجودي-3

    إال أن وجهت اهتمامه حنو البحث يف دور احملسوس واجلسد يف التجربة اإلنسانية، ومن الصعب حتديد إىل أي املذاهب الفلسفية ينتمي مريلوبونيت؛

    يف بعض اآلراء األساسية. معظم النقاد مييلون إىل عّده فينومينولوجياً بالدرجة األوىل على الرغم من أنه قد خالف هوسرل

  • 19

    ŃƢǠdz¦�¦ǀđ�ȆǟȂdz¦�¿ƢȈǬdz�ȆLJƢLJ¢�¶ǂNj�Ƣǿ°ƢƦƬǟ¦�ǺǰŻ�Ŗdz¦�ƨȈLjū¦�©Ƣǯ¦°®ȍ¦�ǪǬƸƬƫ�ǾȈǧ�ȆƳ°ƢŬ¦.

    �ǾƫƢǿƢš ¦�Dzǯ�ÀƜǧ�Ǿƫ¦̄�Ŀ�Ȃǿ�ƢǸǯ�ŃƢǠdz¦��À¤��Ƣđ�ȄǴƴƬȇ�Ŗdz¦�ǾƬǼȇƢǠǷ�ŃƢǠǴdz�ƶǼŻ�Äǀdz¦�Ȃǿ�ȆǟȂdz¦�ÀƘƥ�¾ȂǬȇ�Â

    أن تتمثل –هي كذلك –. فالذات الواعية ال تستطيع 1شيء الذي يعين أنه ال وجود هلا فيه"وحركاته نسبية، ال

    وعيها إال بإسقاطها له يف العامل، ومن مثة فإن هناك عالقة جدلية بني الذات والعامل: فبدون الذات يصبح العامل

    ود متعال عن العامل. هكذا نتمكن بدون أبعاد وال جهات، وبدون العامل ال تستطيع الذات أن تتمثل نفسها كوج

    2من القول بأن اإلنسان ال يستطيع أن يتمثل نفسه يف غياب العامل دون أن يسقط يف "مذهب األنا وحدي

    Solipsisme."

    :دور اآلخر في الوعي بالذات-

    Jean-Paulيرى سارتر " Sarter"3 أحىي ذايت أن اآلخر هو الذي جيعلين أعي ذايت، فأنا حني أكون لوحدي

    وال أفكر فيها، لكن مبجرد أن أرفع بصري فأرى اآلخر ينظر إيل أخجل من نفسي، ألنين أصبحت أنظر إىل

    نفسي بنظرة اآلخر إيل. فنظرة اآلخر إذن هي اليت جتعلين أعي ذايت كشيء خارج عين. فاآلخر هو الوسيط الذي

    جيعلين أجعل من ذايت موضوعا للوعي. بعد أن جيعلين أموضع ذايت. هكذا يكون اآلخر الوجود األساسي الذي

    .4تعرفنا عن العالقة الواعية اليت ميكن أن تكون بني الذات ونفسها، وبني الذات والعامل واآلخرين

    .5حممد حممد قاسم : عالقة مناذج اإلدراك املعريف بالتمثالت الذهنية،ص -1.5املرجع نفسه، ص -2 فيلسوف وروائي ومؤلف مسرحي فرنسي أرسى دعائم الفلسفه الوجوديه.، )1980 - 1905سارتر ( جان بول - 3.12املرجع السابق ذكره، ص -4

  • 20

    الرؤية اإلجتماعية للوعي :-

    مهوم ودرجات كثريا ما ننسى أن معاجلة الفالسفة واملفكرين إلشكالية الوعي ترتبط بلحظات تارخيية تنعكس فيها

    ��dž ǯ°ƢǷ�ƾų�ǪǴǘǼŭ¦�¦ǀǿ�ǺǷÂ��ȆǟȂdz¦�®Âƾū�ǶēȐưŤ�Ǧ ǴƬţ�ǪǴǘǼŭ¦�¦ǀǿ�ǺǷÂ�ƨȇǂnjƦdz¦�ƨǧǂǠŭ¦Karl Max"1

    يعترب الوعي هو ذلك البناء الفوقي الذي تتجلى فيه مجيع األنشطة اإلنسانية، ويرى أنه ال نستطيع إطالقا أن

    بالتايل عالقات اإلنتاج. فالناس يدخلون يف عالقات إنتاج معينة نتمثل الوعي يف معزل عن األوضاع االجتماعية و

    �Ȃǿ�² ƢǼdz¦�ȆǟÂ�dž Ȉdz��dž ǯ°ƢǷ�¾ȂǬȇ�ǪǴǘǼŭ¦�¦ǀǿ�ǺǷÂ��ȆǟȂdz¦�ǺǷ�ƨǟȂǼƬǷ�©ƢƳ°®�ǶǿƾǼǟ�ƾdzȂƫ�Ƕē®¦°¤�Ǻǟ�ƨƳ°Ƣƻ

    . إال أن ماركس ال يعترب الوعي انعكاسا2الذي حيدد وجودهم، وإمنا وجودهم االجتماعي هو الذي حيدد وعيهم"

    سلبيا للواقع، ألنه يؤمن بوجود عالقة جدلية فيما بينهما: فالوعي ميكنه أن يؤثر يف الواقع ؛ فإما أن يساهم يف

    تغيري الواقع (الوعي الصحيح)، وإما أن يساهم يف تكريسه (الوعي الزائف)

    :Nietzsche(قيمة ومدلول الوعي عند نيتشه- (

    حياته يف استقالل عن الوعي متاما. ملا كانت احلياة البشرية معرضة يرى نيتشه أنه باإلمكان أن يعيش اإلنسان

    للهالك بوصفها حياة يؤطرها الصراع من أجل البقاء اضطر اإلنسان أن يعرب عن نفسه يف كلمات، ومن مثة يكون

    بغة منو اللغة ومنو الوعي متالزمني. هكذا اختلق اإلنسان لنفسه أوهاما أصبحت تؤطر حياته وأضفى عليها ص

    .3إخل). فاحلقائق يف العمق ليست إال أوهاما منسية…حقائق تقنن واقعه (كالواجب واملسؤولية، واحلرية

    ). كان فيلسوفًا أملانيًا، يهودي األصل، سياسي، وصحفي ،ومنّظر اجتماعي. قام بتأليف 1883مارس 14إىل 1818مايو 5( كارل ماركس - 1

    لفلسفة املاركسية، العديد من املؤلفات اال ان نظريته املتعلقة بالرأمسالية وتعارضها مع مبدأ اجور العمال هو ما أكسبه شهرة عاملية. لذلك يعترب مؤسس ا

    ترب مع صديقه فريدريك إجنلز املنظرين الرمسيني األساسيني للفكر الشيوعيويع.133تشارلز فريست: الدماغ و الفكر، ترمجة حممود سيد رصاص، ص -2.7حممد حممد قاسم : عالقة مناذج اإلدراك املعريف بالتمثالت الذهنية،ص -3

  • 21

    و الرؤية النفسية لفعل الوعي :فرويد -

    Sigmundينظر فرويد " Freud إىل احلياة نظرة خمالفة متاما للتصور العادي هلا. فاحلياة اإلنسانية عنده أشبه"

    جببل اجلليد (ما يظهر منه أقل بكثري مما هو خفي)؛ ومن مثة نكون خمطئني جدا إذا نسبنا كل سلوكاتنا إىل الوعي،

    طررنا إىل الزعم بأنه البد أن ألن "كل هذه األفعال الواعية، سوف تبقى غري متماسكة وغري قابلة للفهم إذا اض

    ؛ فكثري من السلوكات ال تفهم إال إذا أرجعناها إىل اجلانب األساسي 1…"ندرك بواسطة الوعي كل ما جيري فينا

    من حياتنا النفسية وهو الالشعور. وكتمثل توفيقي نستطيع القول بأن احلياة اإلنسانية حياة مركبة، حيث يلعب

    ر دورا مركزيا. فإذا كان الالشعور ضروريا لتفسري كثري من السلوكيات خصوصا منها فيها كل من الوعي والالشعو

    املنحرفة واملرضية والشاذة ؛ فإنه ال جيب أن ننسى بأن احلياة اإلنسانية حرية وإرادة ومسؤولية، حيث خيتار

    مية تسمى : الوعي، اإلنسان كثريا من سلوكاته بكامل الوعي. فالوعي عند فرويد مركب من ثالثة أنظمة تعلي

    الوعي األوىل، و الالوعي. فالوعي هو تلك العمليات العقلية الىت يدركها الشخص بالفعل.أما الوعي األوىل فهو

    تلك العمليات العقلية الباطنة و الىت قد تظهر يف مركز الوعي إذا ما إشتدت احلاجة إليها. أما الالوعي فهو تلك

    .2ياألشياء اليت يصعب إدراكها بالوع

    3: "Bertrand Arthur William Russell "موقف راسل -

    يربط برتراند راسل الوعي باملدركات احلسية أو اخلربات احلسية حيث أكد على ضرورة عدم فصله (أي الوعي)

    عن مثريات العامل اخلارجي فهو عبارة عن ردود أفعال اجتاه وسطه. هذا يعين أن الوعي طاقة متيز اإلنسان عن

    ادات. و من مث فإن راسل أكد على تالزم الوعي مع حالة اليقظة، و ليس مع حالة النوم أي أنه غري مستمر اجلم

    �ǽƾų�ƢǼǿÂ��ǪLjǼǷ�Śǣ�¿Ƣǜǻ�Â�±ƢȀƳ�ǽǂǜǻ�Ŀ�ƢĔȋ�ƨǤǴdz¦�DzǷƢǟ�ń¤�ǽƢƦƬǻȏ¦�̈°ÂǂǓ�ȄǴǟ�Ǯ dzǀǯ�ƾǯ¢Â��ǺǷDŽdz¦�Ŀ

    .13املرجع نفسه،ص -1.17املرجع نفسه، ص -2) فيلسوف و عام منطق و رياضي، و مؤرخ و ناقد إجتماعي بريطاين.1970- 1872يام راسل (ويل - 3

  • 22

    مل الذي نتحدث عنه، ولغة مظللة وخداعة مييز بني نوعني من اللغة : لغة مرشدة متكن من فهم طبيعة العا

    .1للتفكري

    إن الوعي بالذات عند راسل يعين أمرين مها : دخول هذا اإلنسان يف عالقة مع العامل اخلارجي، واكتشافه لذاته

    . أي أن هناك امتحانا لإلنسان بإدراك وجوده الذايت. وهنا يكمن مفهوم الوعي عند راسل 2وألفكاره و لعواطفه

    يتجلى. فعندما ندرك معطيات العامل اخلارجي فإننا نكون، حسب راسل، فقط يف جمال ردود الفعل اجتاه العامل، و

    ونشرتك يف هذه اخلاصية مع اجلمادات. هذا يدل على أن الوعي ال يتحدد عند مستوى إدراك العامل اخلارجي بل

    3.وماهو فقط رد فعل على النحو الذي تِؤذيه احلجارة و اجلمادات عم

    و يرى راسل أنه يستحيل إدراك املادة إدراكا مباشرا، و أن هلا وجودا واقعيا ملموسا. و يؤكد على املعرفة القائمة

    على التجربة وعلى احلواس وعلى إدراك الكليات إدراكا فوريا ومباشرا. وهو يف الوقت نفسه يؤكد على التمييز بني

    ال ال احلصر إننا ال ندرك الظواهر إدراكا جزئيا ، بل إننا ندركها يف إطار الذات الواعية و املوضوع. وعلى سبيل املث

    العالقة اخلارجية القائمة بينهما، و هذه العالقة ليست من طبيعة نفسية صادرة عن الذات العارفة، ولكنها مستقلة

    Ƣē¦̄�ƾƷ�Ŀ�ƨǧǂǠŭ¦�DzǠǧ�Ǻǟ�¾DŽǠǷ�Ŀ�ƢȀƬǠȈƦǘƥ�ƘnjǼƫ�ƢȀǼǟ.

    زء األساسي من مفهوم الوعي مرتبط مبدى إدراكنا للوجود الذايت. و حتصل هذه العملية أن اجل مما سبق يتبني لنا

    بواسطة اإلستبطان، مما يدل على أنه منهج يسمح و ميكن من ولوج العامل الداخلي يف اإلنسان وفهم عالقة

    ياء العامل و اجلمادات بل الذات الواعية مبحيطها اخلارجي، أي أنه يف هذه احلالة ال يتعلق األمر بشيء من بني أش

    �½¦°®¤�Ȃǿ�DzLJ¦°�Ƥ LjƷ�ƨǧǂǠǷ�Dzǯ�Â�ȆǟȂdz¦�¿ƢȈǬdz�ȆLJƢLJȋ¦�¶ǂnjdzƢǧ�ƨť�ǺǷ�Â��Ƣđ�ƨǏƢŬ¦�ƢȀƬǠȈƦǗ�ƢŮ�©¦ǀƥ

    .137تشارلز فريست: الدماغ و الفكر، ترمجة حممود سيد رصاص، ص -1.137نفس املصدر ،ص -2.31حممد حممد قاسم : عالقة مناذج اإلدراك املعريف بالتمثالت الذهنية،ص -3

  • 23

    الوجود الذايت لإلنسان عن طريق االستبطان، ألن الوعي ميزة خاصة باإلنسان، وليست فقط جمرد رد فعل اجتاه

    .1العامل اخلارجي أو أنه فقط إدراك حسي له

    برجسون و ماهية الوعي :-

    Henriإذا كان راسل جيمع بني لفظ الوعي وحالة اليقظة متجاهال حالة النوم، فإن برجسون " Bergson"2

    يتجاوز هذا الطرح ليؤكد على صريورة الوعي يف الزمن، ليشري به إىل مجيع العمليات السيكولوجية الشعورية.

    فالوعي أو الفكر عند برجسون ذو طبيعة جمردة أي أنه غري ملموس ويرفض أن يقرتن بأي طابع نسيب أو ذايت،

    ظات شعورية مرتبة بشيء ما، أو موقف معني، حيث أنه دائم احلضور يف حياة كل إنسان، ال يقبل القسمة إىل حل

    . إنه إدراك الذات ولألشياء يف دميومتها 3حبيث تتدفق و تنساب عرب الزمن حىت يصعب التمييز بني حلظاته

    و إستمراريتها.

    �Ŗdz¦�̈ǂǯ¦ǀdzƢƥ�ȆǟȂdz¦�ǖƥ°�ń¤�ÀȂLjƳŐƥ�©®¢�ÃŐǯ�ƨƥȂǠǏ�¬ǂǘȇ�ǾǻƜǧ�ȆƟƢĔÂ�ƶǓ¦Â�Dzǰnjƥ�ȆǟȂdz¦�Ǧ ȇǂǠƫ�ƢǷ¢

    اإلنسان يف احلاضر. إن الوعي أيضا قدرة على جتاوز احلاضر عقليا ومتثل صورة املستقبل. فاإلنسان حتفظ ماضي

    �ȄǴǟ�ƢƷƢƬǨǻ¦�ƶƦǐȈdz�Ƣđ�ǽ°¦ǂǬƬLJ¤�Â�̈ǂǯ¦ǀdz¦�®ȂƳÂ�Ȃǿ�ȆǟȂdz¦�®ȂƳÂ�¶ǂnjǧ�Ǯ dzǀdz�Ǿdz�ȆǟÂȏ�Ǿȇƾdz�̈ǂǯ¦̄�ȏ�Äǀdz¦

    د هذا الفكر يهتم باحلاضر و مبا هو كائن، احلاضر و املاضي و املستقبل. فعندما نفكر يف أي حلظة معينة فإننا جن

    لكن من أجل جتاوز ما سوف يكون يف املستقبل، و هذا يعين أنه ال يوجد وعي عند برجسون دون مراعاة حياة

    . لفهم طرح برجسون 4املستقبل. فاملستقبل هو الذي جيعل الفكر يتقدم باستمرار دون انقطاع يف الزمن و جيره إليه

    ضر أنه ينتمي إىل فلسفة احلياة والصريورة و احلركة، و نؤكد على جمالني هامني يف فلسفته هذا جيب أن نستح

    .36املرجع نفسه، ص -1مدرسة املعلمني «"، نزحت أسرته من إجنلرتا إىل فرنسا. خترج من intuitionismيهودي فرنسي. وهو فيلسوف مثايل، وممثل احلدسية"-2

    حصوله على الدكتوراة. بعد 1900، وُعّني مدرساً يف التعليم الثانوي، مث أستاذاً للفلسفة بالكوليج دي فرانس سنة 1881يف باريس سنة » العليا

    حصل على جائزة نوبل لآلداب. 1927. ويف سنة 1914انتخب عضواً باألكادميية الفرنسية سنة .39املرجع السابق ذكره ، ص -3.39املرجع نفسه، ص-4

  • 24

    عموما : جمال املادة املتميزة الصلبة، و جمال احلياة والوعي املتواصل، وهذا يقع يف نطاق احلدس فعن طريقه ميكن

    إثبات احلقيقة متجسدة يف الصريورة و ليست جمرد احلياة والوعي.

    حلظة شعورية مرتبطة بشيء معني؛ –يف نظره –سون يرفض أي طابع ذايت أو نسيب للوعي. فليس الوعي إن برج

    وإمنا الوعي هو إدراك للذات واألشياء يف دميومتها. فالوعي انفتاح على احلاضر واملاضي واملستقبل. ومن مثة فإنه

    .1بني حلظاته ال يقبل القسمة إىل حلظات معينة ألنه تدفق وسريان يصعب التمييز

    :دور الذات في عملية الوعي -

    Antonio"2يرى دمياسيو Damasio" أن مفهوم األنا أو الذات يتخذ دورًا أساسيًا يف عملية حتليل الوعي

    وفهمه،فالنسبة إىل هذا املفكر, البد من أن يكون اإلنسان أوًال يف حالة صحو و ثانيًا مالكًا لعقل و أنا لكي

    ع املعتقدات ، أما العقل فهو جممو 3يصبح واعياً. حالة الصحو تشري إىل عودة العقل الغائب مؤقتاً إىل صاحبه

    . فالعقل يشكل صوراً 4و الصور عن جسد الفرد و حميطه بينما األنا هي جمموعة تصوراتنا عن تلك الصور العقلية

    أو خرائط عن العامل, لكن األنا تربط فيما بينها من خالل جعلها و اعتبارها مملوكة من قبل ذات واحدة هي األنا

    �Â�DzǬǟ�®ȂƳÂ�¿DŽǴƬLjȇ�ȆǟȂdz¦�À¢�ƢŠÂ��Ƣē¦̄ أنا, يؤكد دمياسيو على أن أي فرد بال وعي هو فرد ال يعلم أنه يوجد

    . من هنا, الوعي هو العنصر األساس يف تكوين اإلنسان 5و من هو و مبا يفكر و ال يعلم أيضًا بوجود أي شيء

    كإنسان ما حيتم دراسته و فهمه كي نفهم من هو اإلنسان. فمن دون وعي ال توجد معرفة, ومن دون معرفة

    الذات و اآلخرين و العامل من حولنا ال يوجد إنسان. لكن من دون عقل من املستحيل أن نكون يف حالة وعي

    ألن الوعي هو وعي حباالت العقل. على هذا األساس, يعترب دمياسيو أن الوعي يتشكل من عقل. لكن عقًال من

    .41املرجع نفسه، ص -1 صاب. و هو برتغايل يعيش يف الواليات املتحدة.) طبيب األمراض العصبية السلوكية، و علم األع1945فيفري 25أنطونيو داماسيو ( -23-Antonio Damasio : Self Comes to Mind , 2010. Pantheon Books, P1010املصدر نفسه، ص -410املصدر نفسه، ص -5

  • 25

    ترب حاالت العقل ( من معتقدات و صور) دون أنا أو ذات ال يشّكل وعيًا ألن األنا أي ذات الفرد هي اليت خت

    �DzǬǟ�ǺǷ�ÀËȂǰƬȇ�ȆǟȂdz¦�À¢�ȂȈLJƢŻ®�ȂȈǻȂǘǻ¢�ƲƬǼƬLjȇ��©¦°ƢƦƬǟȏ¦�ǽǀǿ� ȂǓ�ȄǴǟ��ƢȀǴƻ¦®�ĿÂ�ƢȀǰǴǷ�ƢĔ¢�ȄǴǟ

    و ذات. بالنسبة إليه, يولد الوعي حني تضاف الذات أي أنا الفرد إىل العقل. عندما ال توجد الذوات يف العقول,

    حيدث مثًال حني ننام بال أحالم أو نفقد احلس و اإلحساس أو نصاب بأمراض يف الدماغ خنسر الوعي. وهذا ما

    .1؛ فاألنا يف هذه احلاالت تغيب ولذا يزول الوعي

    وعلى أساس االعتبارات السابقة, يبين املفكر وعامل النفس دمياسيو تعاريفه للوعي اليت تصب يف النهاية يف منوذج

    لوعي هو تنظيم ملضامني العقل املركزة على األنا أو الذات اليت تنتج تلك املضامني فكري واحد. حيث يعترب أن ا

    . الوعي 2العقلية وحتفذها. و هو أيضا حالة عقلية حتتوي على معرفة األنا بوجودها و مبن هي ومبا يوجد يف حميطها

    �ǺǰǸŭ¦�ǺǷ��ƢǼƫ¦Â̄�Ǯ ǴǷ�Ä¢�ƢǼǰǴǷ�ƢĔƘƥ�ǶǴǠǻ�Â�ǂǠnjǻ�Ŗdz¦�ƨȈǴǬǠdz¦�©ȏƢū¦�Ȃǿ اختصار هذه التحليالت للوعي

    .3من خالل القول بأن الوعي هو تزاوج العقل و الذات

    يتبني لنا من خالل ماسبق أن مجيع اجلداالت اليت دارت حول إشكالية الوعي كانت حتاول دراسة عالقة العقل

    تساءل ديكارت : هل باّجلسد ، و اليت أثارها الفيلسوف الفرنسي "رينيه ديكارت" يف القرن السابع عشر . فقد

    العقل منفصل عن اجلسد ؟ هل للوعي أبعاد (كيان مادي) ؟ أو أن الوعي دون أبعاد ( كيان غري مادي ) ؟ هل

    الوعي هو احملّرك لسلوكنا أو أنه موّجه من قبلنا ؟.

    الشم ، فهناك من ربط حالة الوعي باحلواس اجلسديّة و املعلومات احلّسية اليت تزّودها ( اللمس ، النظر ،

    السمع)، بينما فالسفة أوروبيون آخرون مثل "إمانويل كانت" ، فقد أعطوا حلالة الوعي دوراً مركزياً و أكثر فاعلية.

    أما الفيلسوف الذي كان له تأثري مباشر يف الدراسات و األحباث الّالحقة عن حالة الوعي كان "يوهان فريدريك

    .11املصدر نفسه، ص -1.14املصدر نفسه، ص -2.16املصدر نفسه، ص -3

  • 26

    Johannهريبريت Friedrich Herbart"1 ،:إن األفكار قد الذي كتب يف القرن التاسع عشر يقول "

    ، و قال 2تتصف باجلودة أو الكثافة ، و ميكن لألفكار أن تنهي بعضها أو تقوم بدعم و تسهيل بعضها البعض "

    أيضاً : " ميكن لألفكار أن تنتقل من حالة واقعية ( حالة واعية ) إىل حالة مزاجية الإرادية ( حالة الوعي ) ،

    هذه الصيغة اليت أوجدها هريبريت كانت اخلطوة .3يوجد خط فاصل بني كال احلالتني يسّمى عتبة الوعي " و

    Gustavاألوىل يف اإلجتاه الذي سلكه بعده "غوستاف فيشنر Fechner"4 يف الفيزياء النفسيةPSYCHO-

    PHYSICS فرويد" صاحب مفهوم الّالوعي، و "سيغموندUNCONSCIOUS . فيما بعد

    و على هذا األساس فالوعي هو إدراكنا للواقع و األشياء، إذ بدونه يستحيل معرفة أي شيء. لذلك ميكن وصف

    . فهو مبثابة "النور" الذي يكشف للذات عن 5الوعي بأنه " احلدس احلاصل للفكر خبصوص حاالته و أفعاله"

    الالوعي فهو يدل إىل حد ما على مقابل الوعي. و هنا ميكن احلديث عن الالشعور باعتبار السلوك أما .بواطنها

    الالواعي أو الذي يصبح "واقعة نفسية".

    ) : الذي َطّوَر الّنظريَة الّديناميكيةَ لعمليات العقل الباطِن العقليِة قبل فرويد بسبعني سنٍة . لقد كانت 1841 -1776يوهان فريدريك هريبارت ( - 1

    لم النفِس الرّياضِي.أطروحة هريبريت املركزية أنّه جيَُِب َأْن َيُكوَن ممكناً َوصف العمليات العقلية بصيغ القوانِني العلميِة. وقد َحلَم بع.123، ترمجة الدكتور نوفل نيوف، ص 1990، فرباير 146غيورغي غاتشف : الوعي و الفن، جملة عامل املعرفة، العدد -2.123نفس املصدر ، ص -3السيكوفيزيقا وصاحب كان جوستاف من رواد علم النفس التجرييب ومؤسس ) فيلسوف و عامل أملاين،1887- 1801جوستاف فخنر باألملانية( - 4

    فخنر لألحساس). ويربط هذا القانون بني املثري واألحساس مبعادلة رياضية تقول ان شدة األحساس يتناسب تناسباً طردياً مع لوغاريتم -قانون (فيرب

    شدة املثري، أي إن الزيادة يف شدة املثري تؤدى إىل الزيادة يف شدة االحساس..19مناذج اإلدراك املعريف بالتمثالت الذهنية،ص حممد حممد قاسم : عالقة - 5

  • 27

    املبحث الثاين

    قراءة حتليلية ملصطلح اخلطاب

    دروب عديدة اخلطاب يف اآلونة األخرية، مصطلحًا شائعًا ، إال أنه تشعب ، وصارت له لقد أصبح مصطل

    ومفاهيم خمتلفة وال متناهية ، حىت أصبح حتديده أمرًا صعباً. بادئ ببدء يتحدد املعىن اللغوي للخطاب يف عدة

    اجتاهات ، فهو يعين اإلجابة عن شيء ما والنطق به ، أو مراجعة الكالم ، وقد قيل يف قوله تعاىل {وفصل

    لفصل بني احلق والباطل ، والتمييز بني احلكم وضده ، أو الفقه هو أنه اُحلكم بالبينة أو اليمني ، أو ا1اخلطاب}

    . من ناحية أخرى فإن أغلب املرادفات األجنبية الشائعة هلذا املصطلح مأخوذة من أصل التيين ، وهو 2يف القضاء

    الذي يعين "اجلري هنا أو هناك" أو DISCURREREاملشتق ـ بدوره ـ من الفعل DISCURSUSاألسم

    اباً وإياباً" وهو فعل يتضمن معىن التدافع الذي يقرتن بالتلفظ العفوي ، وإرسال الكالم ، واحملادثة احلرة "اجلري ذه

    . و يقوم مفهوم اخلطاب يف اللغة ، سواء العربية أو األجنبية ـ على التلفظ أو القول بني طرفني : 3، واالرجتال

    ��¤��ÀƢƦǗƢƼƬȇ�ƢǸĔأحدمها ُخماِطب ، وثانيهما ُخماَطب ، وقد يتحاوران يف�ÇǀƠǼȈƷ�¾ƢǬȈǧ��ǂƷ�Ʈ ȇƾƷ�DzǰNj

    فيفهم أحدمها اآلخر عن طريق البينة وفصل اخلطاب. فما هي ماهية اخلطاب؟ و ماذا نعين باخلطاب الفلسفي؟

    وما هي مميزاته و خصائصه؟.

    .18سورة النمل، اآلية -1لسان العرب ، حتقيق أمني حممد عبدالوهاب ،وحممد الصاوي العبيدي ، دار » هـ711ابن منظور ( مجال الدين ابو الفضل حممد بن مكرم ، ت -2

    .135، ص 4م ج 1997هـ = 1417، 2إحياء الرتاث العريب بريوت ، ط .64م ص1997جابر عصفور : آفاق العصر ، مهرجان القراءة للجميع اهليئة املصرية العامة للكتاب ، القاهرة -3

  • 28

    الخطاب لغة :-

    وقـيل: هو َسَبُب األمر. يقال: ما َخْطُبك؟ َأي اخلطاب لغة:خطب: الـَخْطُب: الشَّْأُن َأو اَألْمُر، َصُغر أَو َعظُم؛

    والـَخْطُب: اَألمر الذي تـََقَع فـيه الـمخاطَبة، والشْأُن 1ما أَْمُرَك؟ وتقول: هذا َخْطٌب جلـيٌل، وَخْطٌب َيسري.

    والـحاُل؛ ومنه قوهلم: َجلَّ الـَخْطُب َأي َعُظم اَألمُر والشْأن.

    يت:اَخلْطُب: الشأُن، واَألْمُر َصُغَر أو عُظَم، ج: ُخطُوٌب. وَخَطَب اخلاِطُب كما عرفه صاحب القاموس احمليط كاآل

    َسجَُّع وحنُْنثُوُر امل

    َوُه. على املِْنَربِ َخطَابًَة، بالفتِح، وُخْطَبًة، بالضِم، وذلك الكالُم: ُخْطَبٌة أيضاً، أو هي الكالُم امل

    ،2ورجٌل خطيٌب: َحَسُن اخلُْطَبة

    :الخطاب اصطالحا-

    إن اخلطاب يف االستعمال االصطالحي يعطي معاٍن ودالالت أكثر حتديدًا ، إذ يتحول اخلطاب إىل رسالة أو

    نص يكتبه كاتب إىل شخص آخر ، وقد يُكتب اخلطاب شعراً ، ولكن األشهر أن يكون نثراً ، كما يعين "العرض

    ، مث املوعظة واخلطبة املنمقة ، واحملاضرة ، ، والسرد ، واخلطبة الطويلة نسبيًا غري اخلاضعة إىل خطة جامدة

    واملعاجلة البحثية ، وأخريًا اللغة من حيث هي أفعال أدائية لفاعلني ، أو ممارسة إجتماعية لذوات متارس الفعل

    .3اإلجتماعي وتنفعل به بواسطة اللغة"

    الوحدة األوىل للخطاب ، ويصبح املنطوق اللغوي أو القول الشعري جزءاً أساسياً من مفهوم اخلطاب ، فهو

    وعالقته به كعالقة اجلزء بالكل ، إال أنه يتميز عن اخلطاب يف كونه يستطيع أن يستقل بذاته ، أي أنه ليس

    .4مشروطاً باخلطاب ، كما أنه ميكن أن يُقيم عالقاٍت متشابكة مع التحليل اخلطايب

    ¦DŽȈǸƬǷ�ƨǟȂǸů�¢��©ƢǫȂǘǼŭ¦�̧ȂǸĐ�¿ƢǠdz¦�À̈�وبذلك ميكن القول أن املفهوم اإلصطالحي للخطاب يعين "امليد

    الفريوز أبادي، القاموس احمليط مادة :خطب.-1 املصدر نفسه. - 264املصدر السابق ذكره، ص -3.66املصدر نفسه، ص -4

  • 29

    ، كما 1من املنطوقات ، أو هو ممارسة هلا قواعدها تدُل داللة وصٍف على عدد معني من املنطوقات وتشري إليها"

    أنه عبارة عن "جمموعة من املنطوقات أو امللفوظات اليت تكون بدورها جمموعة من التشكيالت اخلطابية احملكومة

    .2التكوين والتحويل"بقواعد

    يعتمد مصطلح اخلطاب إذاً على اللغة واملنطوق معاً ، حيث يستلزم وجود أحدمها وجود اآلخر ، إال أن هذه

    العالقة ليست متساوية متاماً ، فاملنطوق ليس شرطاً لوجود اللغة ، مادام ميكن استبداله بغريه ، ولكن اللغة يف

    من نسق من املنطوقات املمكنة ، متاماً كما عرفها علماء اللغة بإعتبارها مجيع األحوال تتكون من منظومة ، أو

    ، إذ أن اخلطاب يف أحد معانيه "هو اللغة باعتبارها حواراً بني الكاتب والقارئ ، أو بني 3"نظاماً من العالقات"

    .4فياً ، وما ميثله القارئ"أفكار الكاتب وأفكار القارئ ، أو بني ما ُميثله الكاتب اجتماعياً أو سياسياً أو ثقا

    الخطاب الفلسفي : -

    �ǂnjǻÂ�ǶǴǠdz¦�¾®ƢƦƫ�¾Ȑƻ�ǺǷ�ǖǬǧ�ǶƬȇ�ȏ�ǂǏƢǠŭ¦�ňƢLjǻȍ¦�ȆǨLjǴǨdz¦�ǞǸƬЦ�ǞǷ�ĺƢŸȍ¦�DzǏ¦ȂƬdz¦�Â�DzǟƢǨƬdz¦�À¤

    األحباث الفلسفية، وإمنا أيضا من خالل "اخلطاب الفلسفي". واخلطاب كمفهوم فلسفي هو "بنية" فكرية أو

    . واخلطاب 5يف وسائل التعبري اللغوية، سواء كانت كتب، أحباث، مقاالت، حوارات، أو مناظرات فلسفية كامنة

    �ǞǸƬЦ�Ŀ�ƨǼȈǠǷ�©ƢƠǧ�ÃȂƬLjǷ�ȄǴǟ�Â��» ȂLjǴȈǨdz¦�¢�ǂǰǨŭ¦��®ǂǨdz¦�ÃȂƬLjǷ�ȄǴǟ�ǂȀǜȇ�À¢�ǺǰŻ�ȆǨLjǴǨdz¦

    ¦�DzưŤ�Ŗdz¦�ƨǧƢǬưdz¦�ÃȂƬLjǷ�ȄǴǟ�¢��ȐưǷ�ƨȈǼȇƾdz¦�©ƢǟƢǸŪ¦�¢�ƨȈLJƢȈLjdz¦�§ ¦DŽƷȋ¦��§ ƢǘŬ¦Â��Dzǰǯ�ǞǸƬĐ

    �ń¤�ǞǸƬЦ�Ŀ�ȆǨLjǴǨdz¦�§ ƢǘŬ¦�ǶLjǬǼȇ�Ǯ dzǀdz�śǠŭ¦�§ ƢǘŬ¦�ǾŪƢǠȇ�Äǀdz¦�̧ ȂǓȂŭ¦�Ȃǿ�̧ȂǓȂǷ�Ǿdz�ȆǨLjǴǨdz¦

    موضوعات متعددة تتدرج يف مستويات اخلصوصية والعمومية.

    ، 51م ص 1985دة املعرفة ، ترمجة أمحد السطايت وعبدالسالم بن عبد العايل ، دار النشر املغربية الدار البيضاء ميشال فوكو : نظام اخلطاب وارا - 1

    52.2-�̈ǂǿƢǬdz¦��ƨǧƢǬưǴdz�ȄǴǟȋ¦�dž ǴЦ��ȂǯȂǧ�DzȈnjȈǷ�ƨǨLjǴǧ�Ŀ�§ ƢǘŬ¦�¿ȂȀǨǷ���̈°ȂǤƥ�ĦÂDŽdz¦200094م ص. .41ص 1985رمجة صاحل القرمادي وآخرون ، الدار العربية للكتابة ، طرابلس فرديناند دى سوسري : دروس يف االلسنية العامة ت - 3 .36م ص 1995حممد عناين: من قضايا األدب احلديث ، اهليئة املصرية العامة للكتاب القاهرة ، -4.96الزواوي بغورة : مفهوم اخلطاب يف فلسفة ميشيل فوكو، ص -5

  • 30

    �ƨȈǻƢLjǻȍ¦�ƨƥǂƴƬdz¦�Ǻǿ°�ȆǨLjǴǨdz¦�§ ƢǘŬ¦�ȄǬƦȇ��©ȏȂƸƬdz¦�ǽǀǿ�ƨȈǟÂǂnjǷ�¢�ÃÂƾƳ�Ǻǟ�ǂǜǼdz¦�ǒ ǤƥÂ�ƢēƢƥƢǘƻÂ

    املباشرة ، فقد ارتبط وتغذى قدمياً على امليتافيزيقيا والدين ، وفيما بعد عاش واستمر بالعلم والتاريخ ، أما الفلسفة

    املعاصرة ، فتعيش وتتغذى على املمارسة االجتماعية الكلية لإلنسان ، ويعترب العلم وفتوحاته الثورية نبعًا أصيًال

    المح اخلطاب املعاصر هو أصالته ، وروح النقد ، والصرامة املنهجية ، وقدرته الدائمة هلذا اخلطاب ، وهلذا فأهم م

    ȂǓ�ȄǴǟ�ƨǨLjǴǨdz¦�Ǧ �1على تصحيح ذاته ومسريته الكربى منذ عشرين قرنا أو يزيد ȇǂǠƫ�ƾȈǠȇ�¦ǀđ�ȂǿÂ�

    ل بذاته بنفس مستوى االجنازات والفتوحات النقدية املنهجية يف العلوم الطبيعية واإلنسانية. فهو دائم االنشغا

    االنشغال بالواقع وخطاباته املتعددة بالنقد ، واملساءلة ، وتشكيل املفاهيم ، وهلذا السبب كان وما زال اخلطاب

    الفلسفي حوارًا مباشرًا وغري مباشر مع الفالسفة السابقني واملعاصرين ومع ذاته ، من خالل إنقالبه على نفسه

    الته امليتة ، وهو تناص ال ينتهي مع اآلخرين لتحقيق اإلبداع واألصالة باملفاهيم لتطوير خطابه املنجز ، ودفن مقو

    Ǧ LjǴǨƬdz¦Â�ƨǨLjǴǨǴdz�ƨǬǴǘǷ�ƨȇƢĔ�¢�ƨȇ¦ƾƥ�ƾƳȂȇ�ȏ�¦ǀŮÂ��Ƥ ǿ¦ǀŭ¦Â�ƲǿƢǼŭ¦Â2 وليست الصيغ الراهنة عن النهايات .

    قع ، أو قادرة على تسويغ وجودها أو إال تعبريا عن األزمة القائمة ، ومبعىن آخر مل تعد تلك املنظومات مطابقة للوا

    .3حلوهلا بعد أن جتاوزها التاريخ

    وحىت يكون اخلطاب الفلسفي خطاباً منتجاً وخالقاً ، ال يسعه إال أن يكون نسقاً متماسكاً ، يتميز بوحدة

    عياته اإلشكالية واإلتساق املنطقي أي عدم التناقض مع الذات ، أو بني مقدماته ونتائجه. أما عالقته مبرج

    فمتعددة األبعاد والرتاكيب ، وتتصف إىل حد ما باالنتقائية بدجمها وتصفية التناقضات والتعارضات يف النص

    �ƨǧ±ƢЦ�ƢǷÂ��¼ƢLjƫȏ¦Â�ƨȈdzƢǰNjȍ¦�ÃȂƬLjǷ�ȄǴǟ�ƨȈǴǰdz¦�ǾƫƾƷÂ�¾ȐƬƻ¤�Â��Ǿƫ¦̄�ȄǴǟ�̈ǂǘȈLjdz¦�ƾǬǨȇ�Äǀdz¦��ƾȇƾŪ¦

    ، أما اإلنتقاء والرتكيب ، فريتبط 4وله إىل إيديولوجيا مغلقة إال تبين منظومة حمددة يف اخلطاب الفلسفي ، مما حي

    .96املرجع نفسه ، ص -1.96نفسه ، ص املرجع - 2.101املرجع نفسه ، -3.101املرجع نفسه، ص -4

  • 31

    بإستقالل الذات ، وشعورها باالمتالء والكفاية املعرفية اليت ختلق نصاً جديداً يتحول إىل مرجعية ملا بعده من

    تابو ال نصوص وخطابات ، وقد يتحول إىل موضوع للنقد واملساءلة لذاته ، قبل أن يتحول إىل سلطة معرفية ، أو

    .1ُميس

    وال جيد اخلطاب الفلسفي احلديث واملعاصر نفسه إال يف أنساق نصية بدًال من األشكال القدمية اليت تلبّـسها

    �ƨȈź°Ƣƫ�ǺǷ��§ȂƬǰŭ¦�§ ƢǘŬ¦��ǎ Ǽdz¦�°ǂƸƬȇ�¦ǀđÂ��©¦ǂǛƢǼŭ¦Â��ƨȈǗ¦ǂǬLjdz¦�©¦°¦Ȃū¦Â��©¦°ǀnjdzƢǯ��§ ƢǘŬ¦

    . أما لغة اخلطاب فتختلف عن لغة اخلطابات 2دخل يف الكلية والعمومالتلقي املباشر بني املرسل واملستقبل ، لي

    ، خاصة اخلطاب األديب اإلبداعي احلافل باالستعارات والرموز والتهوميات واإلزاحة ما بني الدال واملدلول 3األخرى

    عها منهجية ، يف حني جند لغة اخلطاب الفلسفي لغة جمردة حمددة مبفاهيم ذات داللة معينة ، تشكل يف جممو

    التفكري الفلسفي.

    أما خنبوية النص الفلسفي فشيء معرتف به ، ويصعب على اإلنسان العادي اخلوض فيه بدون حصيلة معرفية فوق

    املتوسطة ، فالنص الفلسفي نص ينطوي على جتربة معرفية ونصية بالتحليل والرتكيب وحنت املفاهيم جتاوز عمرها

    .4خ العقل والتأمل فيه واستقصاء الواقع وخطاباته املتعددةالعشرين قرنا. فالفلسفة هي تاري

    وهلذا السبب َيسهل على اإلنسان العادي أن خيوض يف احلديث عن الدين والسياسة والرياضة ، وينتج أفكاره

    اخلاصة ، ويتعصب هلا ، أما اخلوض يف الفلسفة ، فيحتاج للمفاهيم التقنية واللغة االصطالحية املتخصصة.

    �ƨȇǂǟƢnjdz¦�ƨƥƢƬǰdz¦Â�ƨǔǷƢǤdz¦�ǶȈǿƢǨǸǴdz�ƾnjƷ�¢��©ƢŻȂē�®ǂů�ƪوهلذا LjȈdz�ƨǴȈǏȋ¦�ƨȈǨLjǴǨdz¦�ƨƥƢƬǰdzƢǧ�Ƥ ƦLjdz¦

    للتعويض عن املعىن واحملتوى احلقيقي وال التجميع والتطفل على أفكار اآلخرين. فهناك فرق كبري بني اخلطاب

    فسـطة ، اليت متيز اخلطاب السياسي الراهن يف الفلسـفي ، خطاب العقل واملنطق ، وبني اهلراء اإليديولوجي ، والس

    .101املرجع نفسه ، ص -1.104املرجع نفسه ، ص -2.38حممد عناين: من قضايا األدب احلديث، ص -3.104املرجع السابق ذكره، ص -4

  • 32

    الفضائيات والدوريات العامة ، اليت تليب حاجات ورغبات املستمعني والقراء وإعالنات التجار ، بدال من تقدمي

    النقد والتنوير.

    مفهوم الخطاب عند ميشال فوكو:-

    Michel"لقد حاول فوكو Foucault"1 أن حيفر هلذا املفهوم سياقاً داللياً واصطالحياً مميزاً عرب التنظري

    والتطبيق ، لذا فإنه يُقدم عدة تعريفات هلذا املصطلح ، فهو يعين عنده "جمموعة من األدلة من حيث هي

    أو هو جمموعة من العبارات بوصفها تنتمي إىل ذات 2عبارات.... واليت تنتسب إىل نفس نظام التكون"

    «��Ƣǿ°ȂȀǛ�ȄǴǟال ȂǫȂdz¦�ǺǰŻ�ƨȇƢĔȏ�ƢǷ�ń¤�°ǂǰƬƫ�Àȋ�ƨǴƥƢǫ�ƨȇ°ȂǏ�¢�ƨȈǣȐƥ�ǽƾƷÂ�dž Ȉdz�ȂȀǧ��ƨȈƥƢǘŬ¦�ƨǴȈǰnjƬ

    واستعماهلا خالل التاريخ مع تفسريه إذا اقتضى احلال ، "بل هو عبارة عن عدد حمصور من العبارات اليت نستطيع

    .3حتديد شروط وجودها"

    �ń¤�ȆǸƬǼƫ�ƢȀǨǏȂƥ�©¦°ƢƦǠdz¦�ǺǷ�̈DŽȈǸƬǷ�ƨǟȂǸů�¢�©ƢǫȂǘǼŭ¦�̧ȂǸĐ�¿ƢǠdz¦�À¦ƾȈيرى فوكو إذاً أن اخلطاب يعين امل

    تشكيلة خطابية حمددة ، كما أنه ُيشكل "شبكة معقدة من العالقات االجتماعية والسياسية والثقافية اليت تربز

    .4"فيها الكيفية اليت ينتج فيها الكالم كخطاب ينطوي على اهليمنة واملخاطر يف الوقت نفسه

    من هنا نالحظ أن مفهوم اخلطاب لدى فوكو هو عبارة عن جمموعة من املنطوقات اليت يستند إليها هذا املفهوم

    �ƾǟ¦Ȃǫ�ƢȀǸǰŢ�ƨȇȂǤdz�©ƢƷƢLjǷ�ȆȀǧ��DzȈǴƸƬdz¦�Ƥ ǴǘƬƫ�Ŗdz¦�©Ȑǰnjŭ¦Â�ǂǏƢǼǠdz¦�ǺǷ�ƨǟȂǸů�ń¤�Śnjƫ�ƢĔ¤�Ʈ ȈŞ�

    كو نفسه ، ولكن اإلشكالية التزال قائمة ، وهي كيف واليت ختضع إىل االحتماالت اإلسرتاتيجية على حد قول فو

    نضع حدوداً خلطاب معني ؟.

    ) فيلسوف فرنسي، يعترب من أهم فالسفة النصف األخري من القرن العشرين. تأثر بالبنيويني و درس و حلل تاريخ