تادﺎﺒﻌﻟا ﻲﻓ ﻲﻌﻓﺎﺸﻟا يدروﺎﻤﻟا مﺎﻣﻺ ﻟ...

Click here to load reader

Upload: others

Post on 17-Nov-2020

4 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • -١ -رـــــــــــــــــــــزائـــــــــــــــــــة الجــعـــــــــجام

    ةـــــــوم اإلسالميـــــــة العلـــــــكلي

    الشريعة و القانون قسم

    العبادات الشافعي في إلمام الماوردي لالفروق الفقهية

    )كتاب الحج إلىمن كتاب الجنائز (

    ةـــــــــــــــودراسا ــــــــــــجمع

    ةـــــــــــــــالميـــــــــــوم اإلســـــــــــــر في العلـــــــــــــــــاجستيــــادة المــــــــــل شهــــــــــــــــــة لنيـــدمـــــــرة مقـــــــــــــمذك

    هــــــــــــــــــــول الفقـــــــــــــأص: صـــــــــــــتخص

    الطالب إعداد

    ادرـــــــــــــــــن عبد القـــــــــــمات

    م ٢٠١٢-٢٠١١ /ه ١٤٣٣ – ١٤٣٢ السنة الجامعية

  • -١ -رـــــــــــــــــــــزائـــــــــــــــــــة الجــعـــــــــجام

    ةـــــــوم اإلسالميـــــــة العلـــــــكلي

    الشريعة و القانونقسم

    العبادات الشافعي في إلمام الماوردي لالفروق الفقهية

    )من كتاب الجنائز إلى كتاب الحج(

    ا ودراسةــــــــــــــجمع

    ةـــــــــــــــالميـــــــــــوم اإلســـــــــــــر في العلـــــــــــــــــاجستيــــادة المــــــــــل شهــــــــــــــــــة لنيـــدمـــــــرة مقـــــــــــــمذك

    هــــــــــــول الفقـــــــــــــأص: صــــــــــتخص

    إعداد الطالب :د.إشراف األستاذ

    ماتن عبد القادر عبد القادر بن عزوز

    أعضاء لجنة المناقشة

    المؤسسة الرتبة العلمية الصفة و اللقب االسم

    اـــــــــــــــرئيس

    رراــــــــــــــــــــمق د عبد القادر بن عزوز.أ

    عضوا مناقشا

    عضوا مناقشا

  • كلمة شكر

    فهذا جهد املقّل ،ويأىب اهللا العصمة إال لكتابه ،وكل أملي أن يكون صوابه أكثر من

    خطئه ،فما كان فيه من الصواب فهو من اهللا وحده بفضله و مّنه ،حيث يسر يل أسبابه و

    وفقين لصوابه و أمّدين بإخوان يل كانوا عونا ومددا يل ،عسى اهللا أن جيعل ذالك يف

    يوم القيامة،فالشكر إليهم موصول و جزاهم اهللا عن إحسام صحائف أعملهم مّدخرا ل

    وملا كان عرفان اجلميل ألّذ و أشهى إىل النفوس الكرمية .واهتمامهم و تعاطفهم خري اجلزاء

    من كل مفروح به ،فإين أتقدم يف هذه الكلمات ــ و اليت هي يف حقيقتها مكافأة اجلزيل

    ّن علّي بقبوله عبد القادر بن عزوز الذي مل يض.د بالقليل ــ بالشكر اىل فضيلة األستاذ

    .فأسأل اهللا أن يثيبه أعظم املثوبة يف الدنيا و اآلخرة ،اإلشراف على الرسالة

    ن فال أرى هذا العمل و اجلهد إال مثرة من مثار تربيتهما يل ، فهما أّما والدّي الكرميا

    مكاره احلياة كلها وصربا على ضيقها و أحّق به مّين وليس لالنسان إال ما سعى،فقد كابدا

    شّدا ألجل تعليمي وتربييت ،فأسأل اهللا العلّي القدير أن حيفظهما و أن يبارك يف أعمارمها و

    .أن يوفقين لطاعته و طاعتهما و حفظ حقوقهما عليّ

    أّم عبد الرمحن على مؤازرا و معاونتها يل، و :كما أخص بالشكر والتقدير زوجيت

    .ى انقطاعي و انشغايل الساعات الطوال يف املكتبة يف البحث والكتابةصربها عل

    كما أتقّدم بالشكر اخلالص لكل من أعانين و أفادين بالنصح و األرشاد ، راجيا من

    .اهللا أن يوفق اجلميع إىل ما حيبه ويرضاه

    .والحمد هللا رّب العالمين

  • ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاملقدمة

    ٢

    أنُفِسَنا، َوِمْن سيئاِت أْعَمالِنا، َمْن يـَْهِده اهللا نستعيُنه، ونستغفرُُه، ونعوُذ به ِمن ُشُرورِ إن اَحلْمَد هللا، َحنَْمُده، و َلُه، وأشهُد أن ُحمَمًدا عْبُده وَأْشَهُد أْن ال إَلَه إال اُهللا َوْحَدُه ال َشرِيكَ .ُيْضِلْل، َفال َهاِدي َلهُ َفال ُمِضل َلُه، ومن

    .وَرُسولُه :أمابعد

    .و املصنفات الكثرية فلقد استهوى البحث يف علم الفروق العلماء سلفهم و خلفهم و ظهرت فيه املؤلفاتالعلم ظاهرا جليا ،سواءا من خالل إفراده مبؤلفات مستقلة أو تضمينه يف ثنايا فتاويهم و و كان اهتمامهم ذا

    .حبوثهم و مدارسام العلميةقال حممد بن ادر . ِد الفقهفقه خاصة، حىت جعله بعضهم من ُعممكانة ظاهرة يف ال وو لعلم الفروق أمهية

    معرفة اجلمع و الفرق و عليه جّل مناظرات السلف قال : و الثاين...أنواعو أعلم أّن الفقه : "١عبد اهللا الزركشي إّن الفرق من :"» )٧١(علم اجلذل يف علم اجلدل ص « و قال الطويف يف كتابه. "بعضهم الفقه فرق و مجع

    ...".و غريه من العلوم و قواعدها الكلية عمد الفقهمن العلوم الشرعية مل يهجم عليه و مل حيم حوله إال و تكمن خطورة هذا العلم و علّو شأنه يف أنه فن -

    .املربزون يف علوم الشريعة ممن ظهرت إمامتهم و اشتهر يف األفاق ذكرهم فال يستغين عنه كل جمتهد فقيه و ال يرغب عنه كل عامل نبيه، فهو العمدة يف االجتهاد، و إليه االستناد

    .و االعتماد يف القياس فروق كغريه من العلوم الشرعية نشأ و ظهر بوجودها و تداولته ألسنة العلماء و الفقهاء من الصحابة و علم ال

    منه و ال و مل ختلوا جمالسهم. و التابعني و من جاء بعدهم من األئمة و غريهم من علماء األمصار و األقطارو ملا اشتدت حركة التأليف ، التأليفية بداية احلركةمدارسام ، وكان هذا العلم متناثرا قي ثنايا الكتب الفقهية مع

    تطّور التأليف يف هذا الفن و ظهرت مؤلفات مستقلة يف هذا الشأن بني مكثر و مقل و تتابع –بعد ذلك .العلماء يف التأليف قي هذا العلم حىت أصبح لكل مذهب فقهي مؤلفات مستقلة يف الفروق الفقهية

    :هذا العلم فيمكن حصره فيما يلي و أما عن منهج التأليف يف -التأليف يف الفرق و االستثناء و املؤلفات فيه نادرة و قليلة و طريقة التأليف فيه هو تناول الفرق الفقهي -

    من التأليف من علم الفروق لكون املستثين خمالف و ٌعّد هذا النوع .من خالل االستثناء من القواعد و األصول .حلكم املستثين منه

    » )١/١٩(املنشور يف القواعد « ١

  • ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاملقدمة

    ٣

    التأليف يف بيان الفرق بني مسألة معيّنة يف الفقه حتت عنوان و تارة دونه و هذا مضّمن يف كتب القواعد - .الفقهية يف الغالب

    و موضوعها يف الغالب خيتص بالرتجيح حيث يذكر " اجلمع و الفرق"التأليف يف الفروق على طريقة -ظهر و األرجح، فعند ترجيح اجلمع يلغي الفارق بني املؤلف الفرق مقرتنا اجلمع و على الفقيه أن ينظر إىل األ

    .املسألتني الفقهيتني، و عند ترجيح الفرق يلغي اجلامع بني املسألتنياستخراج الفروق الفقهية لعامل من خالل كتبه أو كتاب له معني أو الفروق الواردة يف كتب فقهية عديدة، -

    ،وهذا النوع من التأليف اجته إليه املعاصرون، وهو ال خيرج يف سواء كان البحث أكادمييا أو نشاطًا علمًيا حراشكله و حقيقته عن طريقة املتقدمون يف التأليف يف هذا العلم، إال أّن الفائدة منه اليت استوجبت هذا االهتمام

    ثراء هذا العلم و سامهوا يف إ –مبثل هذا النوع من التأليف هو أن كثريا من العلماء املتقدمني املّربزين املشهورين أفادوا فيه و جاءت إسهامام مبثوثة يف كتبهم و فتاويهم حيث يصعب على من رامها و تّشق على من طلبها

    .١فكان االجتاه يف إبرازها و تسهيل الوقوف عليها من حماسن هذه الطريقة يف التأليف و عموم فائداا العلم و التأليف فيه و إبراز جهود العلماء على مر و لقد استوقفين اهتمام طلبة العلم و الباحثني يف هذ

    العصور يف تسيري الفقه و حّل معضالم و دفع التهم و االعرتاضات عليه و إبراز حماسن التشريع اإلسالمي و .صالحه لكل زمان و مكان

    موفًقا ألن يكون –و إين ألحسب اختياري لإلمام املاوردي الشافعي رمحه اهللا و بيان جهوده يف هذا العلم ع صيتهم فهو رمحه اهللا علم على جبل و من أئمة اإلسالم الكبار الذين ذا –موضوع حبث لنيل درجة املاجيسرت

    قد تناثرت فيه الفروق الفقهية و كثرت و ظهر اهتمامه ا " احلاوي الكبري"و كتابه ، و اشتهر قي اآلفاق ذكرهمري الوقوف سين القصد إىل مجعها و ترتيبها لتفكا، ت هذا العلم و أساطينهه من رجاالمبا ال يدع جماال للشك يف أن

    .عليها و اإلفادة منها :أسباب اختيار البحث �

    أمهية علم الفروق الفقهية و مكانته فيكفي أن بعضهم اعتربه نصف الفقه، و به ُتدرك حماسن الشريعة -و حكمها و مقاصدها اليت طاملا غفلت عنها عقول و تنكرت هلا فهوم، و من رام التأليف يف حماسن الشريعة

    .اإلسالمية و مجاهلا فال غىن له عن علم الفروق و اإلحاطة به و عللها، اجة و أمهية هذا العلم للباحث و العامل، فبه حيصل له معرفة حقائق األحكام شّدة احل -

    و بواسطته ينأى عن فحش اخلطأ و كثرت الزلل يف االجتهاد و احلكم على األشياء، و هلذا اعترب علماء

    . ١٦٦يعقوب الباحسني ص . بتصرف من كتاب الفروق الفقهية و األصولية د ١

  • ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاملقدمة

    ٤

    واالجتهاد، لئال يقع يف اخلطأ عند اإلسالم معرفة الفروق من مجلة ما ينبغي توفره فيمن يتصدى لإلفتاء .التخريج و االغرتار بالشبه الظاهر

    الذي يفيت يف هذا الزمان أقّل مراتبه يف نقل املذاهب أن يكون قد «):هـ٥٣١(قال اإلمام املازري رمحه اهللا ر و اختالفمن اختالف ظواه: استبحر يف اإلطالع على روايات املذاهب و تأويل الشيوخ هلا و توجيههم فيها

    و مسائل قد يقع يف مذاهب و تشبيههم مسائل مبسائل قد يسبق إىل نفس تباعدها ،وتفريقهم بني مسائل .١»تقارا و تشاها النفس

    فمعرفة الفوارق الفقهية يهيئ للفقيه القياس الصحيح ، فيكون مسلكه يف االستنباط و االستدالل قائٌم على .طريقة صحيحة سليمة

    :ملن يروم حتصيل هذا العلم و التمكن منه فمنها متثيال ال حصرًا ىتأتتالفوائد و املنافع العلمية و القلبية اليت -رفع اللبس اإليهام من أن الشريعة اإلسالمية جاءت بالتعارض و التدافع بني نصوصها، أو أا مجعت بني

    .املختلفني و فرقت بني املتشانييتيقن العامل أن الشريعة جاءت فرقانا بني احلق و الباطل و الضالل و اهلدى يف مجيع فمن خالل هذا العلم

    أبواا علمية كانت أو عملية ، و أنه ليس يف الشريعة ما خيالف القياس الصحيح و ال العقل الصريح فكما أن مليزان و يعارض املعقول أخبارها صدق ال كذب فيها، فكذلك أوامرها و نواهيها ليس فيها ما يناقض العدل و ا

    .الصريحكثرة هذه الفروق يف كتاب احلاوي للماوردي، و غزارة مادا، و هذه الفروق فيها نفس للماوردي رمحه اهللا -

    .ظاهر و عناية ال تكاد ختفىمع نبوغه و تفننه يف الفقه و تقدمه يف علم –و ملا مل يكن لإلمام املاوردي مؤّلف مستقل يف هذا الباب

    و إفرادها يف كان القصد إىل مجع ما تشتت من جهوده يف فن الفروق الفقهية من خالل كتاب احلاوي –الفروق كتاب احلاوي له رمحه اهللا، يعترب موسوعة فقهية كبرية يف فروع الفقه الشافعي حيث مصنف مستقل خاص، و

    ء الشافعي و أصحابه، بل جاء بآراء وّضح فيه مؤلفه دقائق املذهب و استدالالته و مل يقتصر فيه على آرا .املذاهب األخرى و أراء علماء السلف يف املسائل مما زاد يف أمهية الكتاب و كثرة فوائده

    يعد اإلمام املاوردي رمحه اهللا من أصحاب الطبقة الثالثة و هم أصحاب الوجوه و هم من كان اجتهاده - ".الوجوه يف املذهب"أقواهلم مقيدا بنصوص اإلمام و قواعده و أصوله و تسمى

    .و من هنا تكمن أمهية فروقه رمحة اهللا ومكانتها بالنسبة للفقه الشافعي خاصة و للفقه اإلسالمي عموما

    ).١/٩٧(مواهب اجلليل للحطاب ١

  • ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاملقدمة

    ٥

    سيكون متهيدا لتسليط الضوء على زوايا " احلاوي"من خالل –إّن االهتمام بفروق املاوردي رمحه اهللا -ه القدمي، و ذلك أن فقهاء الشافعية مل يكن هلم كبري اعتناء بقول قول غامضة من الفقه الشافعي أّمهها مظانّ

    .الشافعي القدمي، وال يوجد هناك مصنف يعتمد عليه يف ذلك إال بواسطة مصادر أخرىو كان . هو أّهم مصادر مذهب الشافعي القدمي) هـ ٢٢٠(الذي يرويه احلسن الزعفراين " احلجة"فكتاب

    و أصبح ال اء احلنفية و غريهم من فقهاء العراق، إال أن الكتاب فُقد القصد من وضعه الّرد على فقه :ميكن اإلهتداء إىل القول القدمي إال بواسطة املصادر املتقدمة منها

    ) هـ٤٠٠(و التقريب للقفال الشاشي )هـ ٣٣٥(التخليص إلبن القاص - .من أهم مصادر مذهب الشافعي القدمي" املاوردياحلاوي لإلمام "كما يعترب علماء الشافعية كتاب

    املزين و املزين اختصر خمتصره من إمالءات الشافعي، حىت أن بعضهم اعترب خمتصر املزين " ملختصر"اوي شرح فاحلا و هو مشهور "جملد فإن مصنفاته كثرية كاألم يف حنو عشرين:.. النووي رمحه اهللا من مصنفات الشافعي رمحه اهللا قال

    .."..امع املزين الكبري و جامعة الصغري و خمتصريه الصغري و الكبريو ج .و لعله يقصد رمحه اهللا أا من امالءات الشافعي و من معىن قوله ال أن الشافعي كتبها و صنفها بنفسه

    .كما أن مجع هذه الفروق و دراستها سيثرى البحث يف أسباب ظهور ما يسمى باملذهب اجلديد و القدميو هل ذلك متعلق باملكان و الزمان و اختالف البيئة املصرية عن البيئة العراقية أو ما يسمى بالعادة

    .يف هذا التغيري الذي حلق مذهب الشافعي رمحه اهللا تأثرياو العرف أم أن هناك أسباب أخرى أكثر إشكالية البحث �البحوث األكادميية و غريها سيزيد هلذه الشريعة الربانية قّوًة إىل قوا و إن إثراء فن الفروق الفقهية مبثل هذه -

    ني يصفاًءا إىل صفائها، و ذلك بتفنيد شبهات املستشرقني و من جانسهم فكريًا و ثقافًيا من العلمانيني و احلداثالفقهية سيف روق و وصفهم الشريعة بالتعارض واإلختالف وأّن النقل خيالف العقل و يصادمه، فكان علم الف

    .لت على رقاب هؤالء و عقوهلم و دفع بغّيهم و شططهم عن الشريعة اإلسالمية و أهلهامص البيئة و األعراف و نتخب يف رأيي مسألة اعتبار تغريّ قد يعاجلها مثل هذا البحث امل إشكاليةإّن أهّم -

    .الشافعي رمحه اهللا من القدمي إىل اجلديد انتقالالعادات يف كثٌري من طلبة العلم و العلماء احملققني املعاصرين أّن هذه الدعوة غري مؤسسة على أدلة واضحة و اعتربفقد

    دون دراسة أو حتقيق علمي و اعتربوا هذا : أا ُأخذت مسلمة دون نقاش و حبث و تلقفها اخللف عن السلف :االجتاه التفسريي واٍه و ضعيف ألمور منها

    .طب اإلمام الشافعي كتاباته األوىل و ملا أنكر على من يرى آراءه السابقةلو كان األمر كذلك ملا ش -

  • ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاملقدمة

    ٦

    .و هذا األخري مرتبط ارتباطا وثيًقا بالعرف و العادة إبقاء اإلمام مواضع من الصداق -الصحايب، و ال تأثري للعرف و قولمذهبه القدمي كان مبنيا على أصول مل يرتضها بعد ذلك كحجية -

    .الصحايب و عدمه قولحبجية العادة على القول .العادةو ِقصر املسافة بني العراق و مصر متنع من هذا االختالف الكبري يف العرف -راء ملذهب ه القدمية ذكروا عدم نسبة هذه اآلالشافعية مل يذكروا هذا السبب و عندما اختاروا من أرائ -

    .نظرهماإلمام و أن ألصحاب إمنا اختاروها لرجحان األدلة من وجهة يف كتابه لمين الناجيو هلذا قرروا أن الصحيح يف ذلك راجع لتغيري نظره يف الدليل و هذا الذي أكّده الدكتور

    بعد استقرائه ملسائل القدمي و اجلديد، حيث الحظ أن أكثر من مسائل "القدمي و اجلديد يف الفقه الشافعي" .القدمي و اجلديد موجودة يف العبادات أكثر مما هي يف العادات و املعامالت

    .١تغّري األماكن و األعرافبالعبادات كما هو معلوم ال تتأثر و و لعل تناويل ملبحث العبادات من كتاب اجلنائز إىل آخر كتاب احلج سيسلط الضوء على هذه اإلشكالية و

    . يزيدها وضوحا و بيانا :الدراسات السابقة �

    بعد شدة حبث يف بطون الرسائل اجلامعية و تصفح للمواقع إلكرتونية مل أهتدي لدراسة علمية سواء كانت .إلمام املاورديأكادمية أو مستقلة عن فروق ا

    من فروق املاوردي بالدراسة لتحضري رسالة املاجستري او لقد تناول طالب جامعي يف الدفعة السابقة جزء .من كتاب الطهارة إىل كتاب الصالة : حيث تناول باب العبادات

    ائدة و كم كنت مرتددا يف أي باب سأحصر دراسيت و بعد تفكري و مشاورة لزمالئي ، رأيت من متام الففيممت القصد و عزمت على ختصيص . العلمية و تتميما جلهد من سبقين أن أنطلق من حيث انتهى غريي

    الدراسة و اجلمع من كتاب اجلنائز إىل آخر كتاب العبادات و هو كتاب احلج و هذا حىت تتضافر اجلهود و تتم . الفائدة من خالل إبراز جهود هذا اإلمام يف فن الفروق الفقهية

    :ج البحثمنه �

    ال شك أن أحسن منهج يسلكه الباحث يف مثل هذا النوع من البحوث منهج االستقراء و التحليل فكانت :اخلطوات التالية

    وهذه اإلشكالية كان حمل نقاش و حبث بني أعضاء املنتديات االنرتنت من خالل موقع ملتقى املذاهب األربعة ١M.M.F-4.com

  • ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاملقدمة

    ٧

    قمت باستقراء و تتبع مسائل الفروق الفقهية اليت تطرق هلا اإلمام املاوردي رمحه اهللا يف كتابه احلاوي - .من كتاب اجلنائز إىل كتاب احلج

    .قسمتها على أبواا الفقهية مرتبة ترتيبا ال خيرج غلى ترتيب الكتاب األصل احلاويبعد مجعها -إجتهدت يف وضع عنوان مناسب لكل فرق فقهي حبيث تكون صياغة الفرق على حسب رأي اإلمام -

    .املاوردي رمحه اهللا .أحيانا يشري اإلمام املاوردي إىل وجه الفرق بني املسألتني فنكتفي بذلك و أوثّقه -

    و أحيانا يشري إىل الفرق من جهة واحدة ، فهنا اجتهد يف بيان أوجه أخرى للفرق من كالم العلماء، خاصة .من كالم علماء املذهب الشافعي

    :أتناول املسألتني بالدراسة على حنو التايل - أذكر املوافق و املخالف يف كلتا املسألتني - أ

    أذكر أدلة كل فريق و أبني وجه االستدالل منها - ب .و يف األخري أبني قوة الفرق أو ضعفه ومستنده ومن قال به - ت .نية الواردة يف البحث بذكر اسم السورة و رقم اآليةآعزو اآليات القر -فإن كان يف الصحيحني أو أحدمها أكتفيت بالعزو إليهما، أو إىل أحدمها، و : ختريج األحاديث النبوية -

    و ضعًفا مستعيًنا كتب السّنة مع بيان درجة احلديث صحة إن كان احلديث يف غريمها خرجت احلديث من .بكالم أهل هذا الفّن و أساطينه

    ثار عن الصحابة من مضاّا األصلية و إن إقتضى املقام الرجوع إىل غري املصادر األصلية، لتعذر كما أخرج اآل .حنوهاوجودها فيها اجتهدت يف ذلك من خالل كتب الفقه و التفسري و السري و

    .ترمجة األعالم ترمجة خمتصرة ما عدا املشهورين منهم - .شرح املفردات الغريبة و املصطلحات العلمية اليت حتتاج إىل شرح و بيان - اخلامتة و فيها أعرج على أهّم نتائج البحث - :الفهارس و هي كاآليت - .فهرس اآليات على حسب ورودها يف املصحف - أ

    .احلروف اهلجائية حاديث و اآلثار على حسبفهرس األ - ب فهرس الكلمات و املصطلحات العلمية، مرتبة ترتيًبا هجائًيا - ت .فهرس األعالم املرتجم هلم على حسب الرتتيب اهلجائي - ث

  • ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاملقدمة

    ٨

    .فهرس املصادر و املراجع - ج .فهرس املوضوعات - حإلمام املواردي و دراسة التعريف با: الفصل األولتناولت يف : ولقد جاء البحث يف مخسة فصول • .عن الفروق الفقهية و قسمت هذا الفصل إىل مبحثني كل مبحث حتته أربعة مطالبموجزة

    األول تناولت فيه : فقد تضمن الفروق الفقهية يف كتاب اجلنائز، قسمته إىل مبحثنيالفصل الثاني أما •ق بني عدم الفر حتته مطلبني ، يف املطلب األول تناولت الفروق الفقهية يف باب غسل امليت و تكفينه و أوردت

    الفرق بني نبش القرب ألجل كفن ويف املطلب الثاين تناولت . انقطاع اإلحرام باملوت و انقطاع العّدة باملوتو يف املبحث الثاين و الذي تضمن الفروق الفقهية يف الصالة على .مغصوب و نبشه ألجل أرض مغصوبة

    و املقطوع من احلّي و العضو املقطوع من املّيت يفالفرق بني العضتضمن : امليت قسمته إىل مطلبني، األولالفرق بني قتلى أهل البغي و بني قتلى أهل احلرب يف الصالة و املطلب الثاين تضمن يهوجوب الصالة عل

    .عليهمضمنته الفروق الفقهية يف كتاب الزكاة ، حيث اضطررت إىل تقسيمه إىل أربعة مباحث الفصل الثالث •

    حتقيقا لبحث لكثرة الفروق الفقهية اليت تضمنها هذا الكتاب مما استوجب مبحثا رابعا على خالف نسق خطة الكون عناصر املباحث .ملطلب املوازنة يف املباحث املدروسة يف الكتاب و دفعا للخلل الظاهر يف خطة البحث

    اإلبل، و الذي و قد تكلمت يف املبحث األول عن الفروق الفقهية يف صدقةاألربعة خمتلفة جنسا و فرضا أما ، يف الزكاة إخراجهالفرق بني ابن اللبون و احلّق يف فيه قسمته إىل ثالثة مطالب، املطلب األول تناولت

    املطلب ، و يف الفرق بني حق الساعي و بني حق املالك يف التخيري اذا اتفقا الفرضانفتضمن املطلب الثاين اإلبلبلغت إذاأربعمائة و عدم جواز تفريقها اإلبلة اذا بلغت الفرق بني جواز تفريق الفريض تناولت الثالثاملطلب : حيث قسمته إىل ثالثة مطالب الفروق الفقهية يف صدقة الغنميف املبحث الثاين تطرقت إىل .مائتني عنتكلمت املطلب الثاينبالدراسة و يف الفرق بني السخال والركاز يف جواز أخذ الزكاة منهماتناولت األول

    .الفرق بني السائمة و الزرع يف اعتبار األغلب: حتت عنوان املطلب الثالثو جاء الفرق بني النصاب و احلولالفرق بني متضمنا املطلب األولجاء ، الفروق الفقهية يف صدقة الزروع و الثمارفضمنته املبحث الثالثأما

    محل إذاالفرق بني النخل و الّذرة تناولت فيه الثايناملطلب و .جواز اخلرص يف الثمار و عدم جوازه يف الزرعاملطلب الثالث الفرق كما تناولت يف بعض إىلمحلني يف السّنة الواحدة يف وجوب ضّم بعضها كل واحد منهما

    املبحث الرابعأما ،و الزروع و تكرارها يف املواشي و الدراهم والدنانري وحنوها بني عدم تكرار الزكاة يف الثمارتضمن املطلب األول، ، وجاء حتت هذا الفصل ثالثة مطالب الفروق الفقهية يف صدقة الفطر تناولت فيهف

  • ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاملقدمة

    ٩

    الفرق بني الفطرة و الكفارة يف تضمن املطلب الثاينو ملوك الغائب و زكاة املال الغائبالفرق بني الصدقة عن امل .الفرق بني األقط و اللنب يف زكاة الفطر تطرقت فيه إىل املطلب الثالثو التبعيض جواز

    املبحث : وجاء ضمن مبحثني فقهية يف كتاب الصيام و اإلعتكافالفروق ال اشتمل على الفصل الرابع جلماع يف الفرق بني تكرار كفارة اتكلمت عن األول املطلب يف ،الفروق الفقهية يف باب الصيامدرست فيه األول

    الفرق بني مجاع الناسي يف رمضان ومجاع الناسي يف تطرقت إىل املطلب الثاينويف ، رمضان وتكرارها يف احلج، أما يف صحة الصيام اإلغماء النوم و الفرق بني كان الكالم عن املطلب الثالث، و يف احلج يف وجوب الكفارة

    الفرق بني اشرتاط اخلروج :املطلب األول، تناولت يف االعتكاففروق الفقهية يف باب فخصصته لل املبحث الثاينالفرق بني الرّدة و السكر تناولت املطلب الثاينو يف .يف االعتكاف و اشرتاط اخلروج يف الصالة و الصيام و احلج

    إبطاهلااملباشرة دون الفرج لالعتكاف و عدم بطالإالفرق بني فتضمن املطلب الثالث، أما االعتكاف إبطاليف .للصوم: ، وجاء هذا الفصل مقسما إىل ثالثة مباحثالفروق الفقهية يف كتاب احلجب اعتنيت فيه الفصل الخامس

    األول، ثالثة مطالب ، و جعلت حتته قهية يف باب أحكام احلج و العمرةالفروق الف تناولت فيه األولاملبحث الفرق بني بذل الطاعة تناولت املطلب الثاين، و الطاعة للحج و بذل املاء للطهارةالفرق بني بذل تناولت فيه

    مرة واحدة يف السنة وبني إالالفرق بني احلج ال يُفعل تناولت فيه املطلب الثالث و ،للحج و بذل املال للحجوجاء لفروق الفقهية يف باب حمظورات احلج لفخصصته املبحث الثاينخبصوص أما العمرة تُفعل يف السّنة مرارا

    . الفرق بني لبس السراويل و لبس القميص للمعذور يف وجوب الفديةعين ب األول املطلب: حتته ثالثة مطالب املطلب الثالث و ، سه بكّفه وتغطيته بكّف غريه يف وجوب الفديةأالفرق بني تغطية احملرم ر تضمن الثاين و

    املبحث و أخريا تضمن ، الغري بااورة يف وجوب الفدية و مشّه من الفرق بني شّم الطيب باملباشرة فيه درست الفرق بني استالم الركن األسود تناولت فيه املطلب األول، ف لفروق الفقهية يف أحكام دخول مكةا الثالث

    حتية املسجد الفرق بني الطواف بالبيت و تناولت املطلب الثاينو ، و تقبيله و استالم الركن اليماين وعدم تقبيلهالفرق بني احلجر املستعمل يف رمي اجلمار و املاء فتضمن املطلب الثالثأما ،يف االستغناء بصالة الفرض

    .استعماله إعادةاملستعمل يف الطهارة يف جواز .ا و حصلت يل من خالل هذا املوضوعو أخريا ختمت البحث ببيان أهم النتائج اليت استشفيته •اآليات القرآنية مث فهرسبدأا ب ،األكادمييةا على وفق ما تقتضيه الدراسة فجاءت مرتبتً أما عن الفهارس •

    و خصصت لكل من املصطلحات العلمية هلم،فهرسا لألحاديث النبوية و اآلثار و فهرسا لألعالم املرتجم . و الكلمات الغريبة فهرسا مث ختمتها بفهرس للموضوعات

  • الفصل األول

    التعريف باإلمام الماوردي

    ودراسة موجزة عن الفروق الفقهية :و يتضمن

    التعـريف باإلمـام المـاوردي: المبحث األول

    للفروق الفقهيةدراسة موجزة : المبحث الثاني

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ١١

    المبحث األول التعريف باإلمام الماوردي

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ١٢

    التعريف باإلمام الماوردي : لمبحث األولا •من العلماء و طلبة العلم حيث تناولوه املاوردي رمحه اهللا باهتمام كثريلقد حضي اإلمام

    بالرتمجة حمددين معامل حياته الشخصية و العلمية من اسم و نسب و والدة و شيوخ و تالميذ شيء من ذلك و وفاة و غري ذلك من قضايا هلا صلة باالمام املاوردي و يهمنا يف هذا املقام

    . على وجه االختصار و اإلشارة ونسبه ومولده وأسرتهاسمه : المطلب األول •

    :اسمه ونسبهأـ

    .الشافعي٢أبو احلسن علي بن حممد بن حبيب البصري املاوردي ١هو اإلمام العالمة أقضى القضاة

    واملاوردي نسبة إىل بيع وعمل ماء الورد، وهو لقب العائلة واشتهر به رمحه اهللا وال ينصرف عند .٣اإلطالق إال إليه

    :موطنه ومولده وأسرته -ب

    هـ ،وقد أنكر عليه هذا االسم بعض الفقهاء ٤٢٩ام ع يف عهد القائم باهللا العباسي أول من ُلّقب ذا اللقب املاوردي رمحه اهللا: (١)املعاصرين منهم شيخه الصيمري وأبو الطيب الطربي الذي تويف قبل املاوردي بأحد عشر يوما ،فلم يلتفت إليهم واستمر له هذا

    ) ٥/١٩٥٥(انظر معجم األدباء لياقوت احلموي . اللقب إىل أن مات رمحه اهللا، مث تلقب به القضاة بعدهـ أبو غالب حممد بن احلسن املاوردي سكن بغداد وروى عن أيب علي التسرتي : ممن اشتهر ذه النسبة غري املؤلف رمحه اهللا: (٢)

    حممد بن عبد -، ـ)]٢/١٥٦(، اللباب يف ذيب األنساب )٤/٧٥(انظر شذرات الذهب . [ ٥٢٥وابن احلسن بن االنقورت - ، )]٢/١٥٨(انظر طبقات القراء البن اجلزير . [عّلم شيخ مقرئ، متصدر مشهوراجلبار بن فروخ أبو احلسن املاوردي امل

    إبراهيم بن حممد بن عرفة أبو عبد اهللا البغدادي نفطويه النحوي يقال له املاوردي صاحب التصانيف كان ممن ينكر االشتقاق ، ـ املاوردية ذُكر )٢/٢٥(اء البن اجلزري طبقات القر ) .هـ٣٢٣(وله يف إبطاله مصنف، وكان عاملا مبذهب داود الظاهري ،ت

    ،وتبع جنازا أهل ) هـ٤٦٦(أا كانت عجوزا صاحلة من أهل البصرة تعظ النساء ا وقد ذكروا يف ترمجتها األعاجيب ت ) ١٢/١١٦(انظر البداية والنهابة . البلد

    ، األنساب واللباب البن )٨/١٩٩(، املنتظم )١٢/١٠٢(ـ تاريخ بغداد )١٣١(انظر ترمجته يف طبقات الفقهاء للشريازي : (٣)، البداية )٥/٢٦٧(للسبكي ، طبقات الفقهاء)٣/٧٢(، ميزان االعتدال )١٨/٦٤(، سري أعالم النبالء )٣/٢٨٢(خلكان )٣/٢٨٥(، شذرات الذهب )٢٥(، طبقات املفسرين للسيوطي )١٢/٨٠(والنهاية

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ١٣

    ٢هـ٣٦٤سنة ١ولد بالبصرة -أما عن أسرته فكتب الرتاجم مل تتطرق لشيء من ذلك ،ال عن نشأته العلمية وال عن أوالده -أنه كان له ابن امسه عبد الوهاب ويكّىن أبا الفائز ٣إال ما ذكره ابن كثري رمحه اهللا يف البداية والنهاية. وزوجته

    .فأجاز شهادته احرتاما ألبيهشهد عند ابن ماكوال يف سنة إحدى وثالثني

    كتب إّيل أخي من بغداد وأنا : "وأيضا ما نقله اخلطيب البغدادي عن شيخه املاوردي رمحه اهللا قال :بالبصرة شعرا يتشوقين فيه يقول

    قـاس فيكم جهدا ولوال وجد مشتاق

    إذا ما ذكركم جدا وما بالقلب من نار

    إىل البصرة قد جدا لقلنا قول مشتـاق

    فأنساكـم جـدا شربنا ماء بغـداد

    على األيـام مشتدا ولكن ذكركم أضحى

    ٤"وال نطوي لكم عهدا فال ننسى لكم ذكرا

    معجم البلدان : املدينة حنو عشرين مرحلة وهي العظمى واألخرى باملغرباق وهي على شط العرب بينه وبنيلعر بصرة ا: (١))١/٤٣٠ ( ، )٤/٣٢٧(، األعالم للزركلي )١٢/٨٠(، البداية والنهاية )٨/١٩٩(، املنتظم البن اجلوزي )٢/٦٣٧(طبقات فقهاء الشافعية : (٢)

    ) ٢٥(طبقات املفسرين ) ١٦/٢١٨(، تاريخ بغداد )١٢/٦٤(البداية والنهاية : (٣) )٣/٢٨٣(، وفيات األعيان البن خلكان )١/٥٣(تاريخ بغداد : (٤)

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ١٤

    طلبه للعلم وشيوخه وتالميذه ومكانته العلمية وثناء العلماءعليه: المطلب الثاني •

    :رحالته لطلب العلم -أ

    ،إال ما كان منه من البصرة إىل بغدادمل يعرف للماوردي رمحه اهللا رحلة يف طلب العلم

    قيل إنه خرج منها مكرها ومل يعرف سبب ذلك، وقيل إنه خرج إىل بغداد ألجل شيخ الشافعية آنذاك .١أبو حامد اإلسفراييين

    :شيوخه وتالميذه -ب

    :شيوخه -

    :أخذ الفقه يف البصرة عن: في الفقه -أ

    أبو القاسم الصيمري عبد الواحد بن احلسني الصيمري سكن البصرة وحضر جملس أيب حامد - املروزي وتفقه على صاحبه ابن الفياض وارحتل الناس إليه من البالد وكان حافظا للمذهب حسن

    .٢هـ٣٨٦التصانيف ت

    :وأخذ الفقه يف بغداد عن

    أيب حامد اإلسفراييين أمحد بن حممد بن أمحد اإلسفراييين انتهت إليه رئاسة املذهب تفقه على ابن - املرزبان وابن القاسم الداركي، قيل إنه كان حيضر درسه سبعمائة فقيه وأفىت وهو ابن سبعة عشر سنة

    ،وله اثنان وستون )هـ٤٠٦(روى احلديث عن الدارقطين وغريه كان يُلقب بالشافعي الصغري تويف سنة .٣سنة

    ) ٣/٢٨٢(، وفيات األعيان )١٨/٦٤(، سري أعالم النبالء )٢/٢٨٢(طبفات الشافعية للسبكي : (١) ) ٢/٢٥٥(، اللباب يف ذيب األنساب )١٢٥(، طبقات الفقهاء للشريازي )٣/٣٣٩(طبقات الشافعية للسبكي : (٢) )٤/٣٦٨(، تاريخ بغداد )٣/١٧٨(، شذرات الذهب )٤/٦١(طبقات الشافعية للسبكي : (٣)

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ١٥

    : ب ـ في الحديث

    .١احلسن بن علي بن حممد اجلبلي صاحب ابن خليفة اجلمحي حّدث عنه مجاعة منهم املاوردي -

    ٢حممد بن عدي بن زحر املنقري -

    ٣حممد بن املعلى األزدي -

    ٤جعفر بن حممد بن الفضل البغدادي املعروف بابن املارستاين -

    كان من أفقه أهل زمانه مع معرفته بالنحو واألدب، ٥حممد البخاري أبو حممد البايف عبد اهللا بن - وكان فصيح اللسان، بليغ الكالم حسن احملاضرة أخذ عنه القاضي أبو الطيب الطربي واملاوردي وغريمها

    ٦هـ٣٩٨ت

    :أشهر تالميذ اإلمام املاوردي: تالميذه -ج

    علي بن ثابت صاحب تاريخ بغداد وله تصانيف مفيدة وهو أبو بكر أمحد بن: اخلطيب البغدادي - ١ .٧هـ٤٦٣أحد فحول العلماء يف عصره ال سيما معرفة احلديث والتاريخ ت

    ) ٥/٢٦٧(طبقات الشافعية : (١) )٥/٢٦٧(طبقات الشافعية :(٢) ) ٥/٢٦٧(طبقات الشافعية :(٣) ) ١٧/٦٩(، سري أعالم النبالء )٧/٢٣٣(تاريخ بغداد : (٤) )٣/٣١٧(، طبقات الشافعية )١/٣٢٦(معجم البلدان (باف من قرى خوارزم : (٥) )٤/١٢١(، األعالم للزركلي )٣/٣١٧(طبقات الشافعية : (٦)

    كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ينقل معنا : حديث الرباء رضي اهللا عنه -: ومن األحاديث اليت يف إسنادها املاورديـ حديث ابن عمر رضي هللا عنهما وقوله عليه ) ٣/١٤٣٠(، مسلم )٥/٢٣٩(واحلديث يف البخاري ... الرتاب يوم األحزاب

    ) إين أرى رؤياكم قد تواطأت يف السبع األواخر، فمن كان منكم متحريها فليتحرها يف السبع األواخر(الصالة والسالم )٢/٨٢٢(، مسلم )٣/٩٩(البخاري

    ) ٥/٢٧٣(، )٥/٢٧٣(ذكر هذا السبكي يف طبقاته ) ١/٩٢(، وفيات األعيان )٣٩ـ٤/٢٩(طبقات الشافعية للسبكي : (٧)

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ١٦

    بركن "عبد الواحد بن عبد الكرمي بن هوازن أبو سعيد بن األستاذ أيب القاسم القشريي امللقب -هو الذي روي عنه حديث ليلة القدر ، مسع احلديث من مجاعة منهم اإلمام املاوردي و "اإلسالم

    ١.هـ٤٩٤ت

    ، من شيوخ ابن عساكر "ابن كادش العكربي"أبو العز بن كادش أمحد بن عبيد اهللا املعروف بـ - .٢هـ٥٢٦أقّر بوضع احلديث وتاب وأناب وهو آخر من روى عن املاوردي ت

    الطيب واملاوردي أمحد بن علي بن بدران أبو بكر احللواين مسع احلديث من القاضي أيب -واجلوهري وغريهم كان ممن يشار إليه بالصالح والعّفة ،وهو الذي روى عنه حديث اخلندق

    ٣.هـ٥٠٧ت

    ، كان من أئمة الدين وأوعية العلم وكان "املقّدس:" أبو الفضل اهلمذاين الفرضي املعروف ب -زاهدا ماسكا وعابدا ورعا، كان يتيم عصره يف الفرائض واحلساب وقسمة الرتكات، تفقه على القاضي

    .٤هـ٤٨٩املاوردي ت

    الربعي املوصلي تفقه حممد بن أمحد بن عبد الباقي بن احلسن بن حممد بن طوق أبو الفضائل - .٥هـ ،وكان ثقة صاحلا٤٩٤على املاوردي وأيب إسحاق الشريازي ت

    ، "االستغناء: "مهدي بن علي اإلسفراييين القاضي أبو عبد اهللا ،له كتاب لطيف يف الفقه امسه - .٦حّدث فيه عن املاوردي واخلطيب البغدادي

    ) ٥/٢٢٥(طبقات الشافعية : (١) ) ١٢/٢١٩(، البداية والنهاية )١/١١٨(ميزان االعتدال للذهيب : (٢) ) ٦/٢٨(طبقات الشافعية للسبكي : (٣) ) ٥/١٦٢(طبقات الشافعية للسبكي : (٤) ) ١٢/١٧٢(، البداية والنهاية )٤/١٠٢(طبقات الشافعية للسبكي : (٥) )٥/٢٤٨(طبقات الشافعية للسبكي :(٦)

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ١٧

    كان إماما يف الفقه واألدب، كان قاضيا أمحد بن حممد بن أمحد القاضي أبو العباس اجلرجاين -بالبصرة ودّرس فيها أيضا ،وله تصانيف حسنة يف األدب ،مسع احلديث من مجاعة منهم أبو الطيب

    .١هـ٤٨٢الطربي واملاوردي وأبو بكر اخلطيب وغريهم، وتفّقه على الشيخ أيب إسحاق الشريازي ت

    كرهم وترجم هلم بعض األفاضل ممن قام وهناك تالميذ آخرون يضيق املقام عن ذكرهم، قد ذ .٢بدراسات عن املاوردي وكتبه

    :مكانته العلمية وثناء العلماء عليه -

    ال شك أن اإلمام املاوردي رمحه اهللا من علماء الشافعية املعدودين يف املذهب ،وهو من احلفاظ :املتقنني شهد له بذلك غري واحد من العلماء

    .٣"حافظا للمذهب كان: "قال أبو إسحاق الشريازي

    الفقهاء الشافعيني وجعل إليه والية كان من وجوه: "بغدادي أحد تالمذتهوقال اخلطيب ال .٤"القضاء ببلدان كثرية

    .٥"كتبت عنه وكان ثقة: "وقال عنه

    .فهو إذا كان حافظا فقيها عدال

    ملذهب والتفّنن كان إماما جليال رفيع الشأن له اليد الباسطة يف ا: "وقال السبكي يف الطبقات .٦"التام يف سائر الفنون

    ) ٤/٧٤(طبقات الشافعية : (١)هـ ،إال أن تتبع ٤٨٨حمدث بغداد املعروف بابن الباقالين ت"أبا الفضل بن الحسن ابن خيرون"بعضهم جعل من تالميذه : (٢)

    ى أنه من تالميذ املاوردي وال ممن مسع منه، نّبه على ذلك بدر حممد الصميد يف دراسته على منهج مصادر ترمجته ال يدل عل )١٧ص(املاوردي يف تفسريه النكت والعيون

    )١٣١(طبقات الفقهاء للشريازي : (٣) ) ١٢/١٠٢(تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : (٤) ) ١٢/١٠٢(تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : (٥) )٥/٢٦٧(طبقات الشافعية للسبكي : (٦)

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ١٨

    الذي مل يطالعه أحد إال " كتاب احلاوي"كان حافظا للمذهب له فيه : "قال عنه ابن خلكان - .١..."وشهد له بالتبّحر واملعرفة التاّمة باملذهب

    فهذا الثناء العطر من علماء أجالء ذكرنا كالم بعضهم وأغفلنا كالم أكثرهم فضال عن مؤلفاته العلمية الرفيعة واملتقنة، وغزارة مادا العلمية واحتفاء العلماءو طلبة العلم ا دليل على أن املاوردي رمحه اهللا

    . كان من العلماء األجالء

    )١٣/٣١١(، سري أعالم النبالء )٣/٢٨٢(وفيات األعيان : (١)

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ١٩

    ة وبعٌض من أخالقهمذهبه الفقهي وآثاره العلمي: المطلب الثالث •

    كان املاوردي من أوعية العلم يف زمانه، وصاحب الشأن فيه فاستحّق أن يتقلد منصب القضاء وأن .يتلقب بأقضى القضاة بعد أن شهد له الناس بالعلم الغزير والفضل الكبري

    :مذهبه الفقهي -

    .دثة مهّمة يف حياته العلمية و هي مة االعتزالقبل الكالم على مذهبه الفقهي نتوقف عند حا

    :ليس املقام مقام تفصيل يف هذه القضية العقدية، ولكن سأشري إليها إشارة خاطفة، خالصتها

    -ذكر اإلمام تاج الدين السبكي يف طبقاته عند ترمجة لإلمام املاوردي ،أن ابن الصالح احلافظ املشهورونقل كالما طويال البن ٢وعلى تفسريه ١ باالعتزال وشّنع عليهام املاوردي رمحه اهللا. هـ٦٤٣ت

    .الصالح يف ذلك

    ٣وقد تناقل كثري ممن ترجم لإلمام املاوردي هذه التهمة كاحلافظ الذهيب رمحه اهللا يف سري أعالم النبالء

    .٤"صدوق يف نفسه لكنه معتزيل: "ويف ميزان االعتدال حيث قال يف ترمجته

    تاج الدين السبكي حيث قال : العلماء للدفاع عنه ودْفع مة االعتزال عنه منهموقد انرب كثري من والصحيح أنه ليس معتزليا، لكنه يقول بالقدر : "عنه كما نقل ذلك عنه السيوطي يف طبقات املفسرين

    ٥"وهي البلية اليت غلبت على أهل البصرة

    مث ..." ٦.يطلق عليه اسم االعتزال وال ينبغي أن: " وكذلك احلافظ ابن حجر رمحه اهللا حيث قال .ذكر بعض املسائل اليت وافق عليها املعتزلة واليت قد أشار إليها احلافظ أبو عمر وبن الصالح من قبل

    وامتدت قضية الدفاع عن املاوردي إىل املعاصرين ممن حّقق بعض كتبه أو تناوهلا بالدراسة والتحليل :منهم

    )٥/٢٧٠(انظر طبقات الشافعية الكربى للسبكي : (١) تفسريه املسمى النكت والعيون : (٢) ) ١٣/٣١٢(سري أعالم النبالء : (٣) )٣/١٥٥(ميزان االعتدال : (٤) ) ٧١(طبقات املفسرين للسيوطي : (٥) )٤/٢٦٠(لسان امليزان : (٦)

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ٢٠

    )٥ص(،"أدب الدنيا والدين "قدمتة لكتاب املاوردي م: مصطفى السقا رمحه اهللا يف -

    )١/٥٩"(الزكاة من احلاوي "ياسني اخلطيب يف تقدميه وحتقيقه لكتاب -

    )١/١٦" (احلدود من احلاوي" صندقجي يف مقدمة كتاب إبراهيم.د -

    )١/٧٩"(لكتاب احلج من احلاوي "غازي طه صاحل اخلصيفان يف تقدميه وحتقيقه . د

    منهج املاوردي يف تفسريه النكت : "م وقفت عليه هو لبدر حممد الصميد يف كتابهولعل أوىف كالحيث تناول املسألة بشيء من التفصيل والتحقيق وعرض لكالم املاوردي وقارنه بأراء املعتزلة . ١"والعيون

    ن كالمه جليا وأصوهلم وتوّصل يف األخري إىل أن املاوردي ال يوافق املعتزلة موافقة تاّمة وال يظهر ذلك مإن يف تفسريه تدسيًسا وتلبيسا : "،إال أنه مما يشّم منه رائحة االعتزال، وهلذا قال أبو عمرو بن الصالح

    وعلى كل حال فموافقته حمتملة وليست صرحية وخمالفته هلم يف ..." .ال يكاد يفطن به إال أهل العلمتهمة وعدم إطالقها عليه ، بل وافقهم يف كثري من مسائلهم كخلق القرآن وغريها كافية يف تلطيف ال

    وال ينبغي أن يطلق عليه اسم االعتزال بل له مسائل : "بعضها ،وكما قال احلافظ ابن حجر رمحه اهللا ٢".وافق اجتهاده فيها مقاالت املعتزلة

    فقد تفقه اإلمام املاوردي رمحه اهللا على املذهب الشافعي ونشأ يف بيئه :أّما عن مذهبه الفقهيوال حتتاج هذه الدعوى إىل دليل، فكونه شافعي . بني أساطينه من كبار علماء الشافعية كما قدمناو

    .املذهب أشهر من نار على علم

    لكن من يتفّحص ما كتبه رمحه اهللا يف الفقه الشافعي كاحلاوي واإلقناع ،تلوح له حقيقة مفادها أنه .كان منصفا نزيها ميقت التعّصب قوال وفعال

    من احلّجة يف ذلك سرده ألقوال الفقهاء على اختالف مذاهبهم وعرض أدلتهم ووجوه ويكفي .استدالهلم ا دون شطط أو تشنيع على أحد أو تطاول على أقواهلم

    هـ١٤٠٧ـ ١٤٠٦هي رسالة تقدم ا الطالب لنيل درجة املاجستري من جامعة أم القرى سنة : (١) .)٤٥٢ص(منهج املاوردي يف تفسريه النكت والعيون : (٢)

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ٢١

    بل له اختيارات وأراء .فهو صاحب علم وفضل يقدر أقوال وأراء العلماء ،ولو خالفهم يف املذهب كان : "يؤكد هذا ما حدث مع الشنيزي، قال ياقوت احلمويو ١خالف فيها أئمة الشافعية أنفسهم،

    أقضى القضاة رمحه اهللا قد سلك طريقة يف ذوي األرحام يورث القريب والبعيد بالسويّة، وهو مذهب ، فصعد إليه يف املسجد، وصلى ركعتني والتفت ٢املتقدمني فجاءه يوما الشنيزي يف أصحاب القماقم

    .٣"أجتهد وال أقلد، فلبس نعله وانصرف: ع وال تبتدع، فقالأيها الشيخ اتب: إليه فقال له

    :صفاته وأخالقه -

    نستطيع أن نلتمس بعضا من خصاله احلميدة وسجاياه الكرمية من خالل شهادة من عاينه :وعاشره أو من خالل نقل الثقاة األثبات عنه

    مضحكة قط، وال رأيت ذراعه مذ ومل أر أوقر منه، مل أمسع منه : "...قال حممد بن عبد امللك اهلمداينوكان رمحه اهللا جريئا يف احلق ال يهاب أحدا يف حق من حقوق اهللا ٤".صحبته إىل أن فارق الدنيا

    تعاىل، ولو كان اخلليفة ذاته، فقد روى أصحاب األخبار والسري والرتاجم أن جاللة الدولة بن بويه سأل .ملك امللوك:ه اخلليفة أن يزيد يف ألقابه لقب شاهنشاه، ومعنا

    فأجازه أبو الطيب الطربي ومنعه املاوردي وكان . فاختلف الفقهاء يف جواز إطالق هذا اللقبفانقطع يف داره ولزمها مّدة فاستدعاه جالل الدولة .من املقربني إىل جاللة الدولة وشّدد يف ذلك

    ا مّنا، وقد خالفتهم فيما قد علم كل أحد أنك من أكثر الفقهاء ماال وجاها وقرب:" وأدخله وقال لهخالف هواي ومل تفعل ذلك إال لعدم احملاباة منك واتباع احلّق وقد بان يل موضعك من الدين ومكانك

    ٥..".من العلم، وقد جعلت جزاء ذلك إكرامك بأن أدخلتك إّيل وحدك

    )٥/٢٧٤(طبقات الشافعية للسبكي : (١) ] ١٣/٤٩٤لسان امليزان [القماقم والقمقام من الرجال السيد الكثري اخلري الواسع الفضل (٢): )٥/١٩٥٦(معجم األدباء : (٣) )٥/١٩٥٦(معجم األدباء : (٤)ومل تلبث دولة بين بويه بعد هذا اللقب إال : ، قال ابن السبكي)٣/٣٠٥(، طبقات الشافعية )٩/٤٦٠(الكامل البن األثري : (٥)

    اهـ " ، مث زالت كأن مل تكن، ومل يعش جالل الدولة بعد هذا اللقب إال أشهرا مث وىل امللك عنهم وبه اتقرضت دولتهمقليال ) املصدر السابق(كالم السبكي

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ٢٢

    .١"كان وقورا متأّدبا ،وكان ثقة صاحلا:" قال ابن اجلوزي

    ا هن مواطن الرياء وحب الظهور، أن تصانيفه على قّوا ومتانة العلم ويكفيه نبال وإخالصا وبعدالذي حوته، مل يرها الناس وتلمسها أيديهم إال بعد وفاته، ويف ذلك قصة عجيبة تروى عنه تؤّكد ذلك

    .٢وتدل عليه

    .وكان رسول إصالح بني أطراف احلّكام واألمراء والوزراء املتخاصمني ـ رمحه اهللا رمحة واسعة

    آثاره العلمية -ج

    لإلمام املاوردي رمحه اهللا اليد الطوىل يف شىت الفنون والعلوم كالفقه والتفسري والنحو والسياسة الشرعية واألخالق

    :مؤلفاته في الفقه

    يف فروع فقه الشافعبة ،مل يؤلف مثله وهو موسوعة من موسوعات الفقه :كتاب احلاوي - التهذيب سيأيت الكالم عليهاإلسالمي حسن الرتتيب وواضح

    وهو خمتصر لكتاب احلاوي، وهو عبارة عن كتاب أحكام جمرد عن الدليل، : كتاب اإلقناع - .٣"بسطت الفقه يف أربعة آالف ورقة واختصرته يف أربعني: "قال املاوردي

    ذكر أنه وهذا الكتاب ال جند له ذكر يف كتب الرتاجم، إال أن املاوردي رمحه اهللا : كتاب البيوع - .٤ألفه وأجهد نفسه يف مجعه من أقوال العلماء وله معه قصة

    كتاب الكايف -

    .وهو مفقود ٥وهو عبارة عن شرح ملختصر املزين ذكره تاج الدين السبكي

    )٢/٤٤٤(وفيات األعيان البن خلكان : (١) )٥٥ـ ١٢/٤٣(البداية والنهاية أنظر القصة بتفاصيلها يف : (٢) والكتاب مطبوع ) ١/١٤٠(ليفة كشف الظنون حلاجي خ: (٣) ) ٨٢ـ ٨١(أدب الدنيا والدين : (٤) )٣/١٧٤(طبقات الشافعية للسبكي : (٥)

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ٢٣

    :مؤلفاته في السياسة الشرعية -

    والكتاب ذو أمهية بالغة تعدى نفعه إىل غري املسلمني : األحكام السلطانية والوالية الدينية - .١حيث تُرجم إىل لغات عّدة واستفاد منه الكثري وهو مطبوع متداول

    اشتمل على آداب الوزارة وأحكامها وواجبات الوزير وحقوقه : قوانني الوزارة وسياسة امللك -وهو مطبوع ٢أدب الوزير، وقد ظّن بعضهم أنه كتابان والواقع أنه كتاب واحدوقد طبع الكتاب بعنوان

    .متداول

    .يف السياسة وأنواع احلكومات أيضا مطبوع: تسهيل النظر وتعجيل الظفر -

    .وهو مطبوع متداول ٣سياسة امللك وقواعده، واآلخر أصول األخالق: وقد عاجل جانبني

    ردي أداءا ألمانة النصيحة للملوك والسالطني، ألن يف وقد ألفه املاو : كتاب نصيحة امللوك-والكتاب ٤..".نصيحة السلطان نصيحة الكافة ،ويف نصيحة الكافة هداية إىل مصلحة العامل بأسره

    .مطبوع وحمقق

    رأيته يف حجم اإليضاح أليب : "كتاب يف النحو مل يصل إلينا قال عنه ياقوت احلموي :مؤلفاته في النحو - ٥".علي الفاسي

    ) ٣١(ومقدمة منهج املاوردي يف تفسريه ) ١/١٩(كشف الظنون : (١) ) ١/١٠١١(منهم صاحب كشف الظنون : (٢) ) ١٤(مقدمة حمقق كتاب نصيحة امللوك : (٣) ) ٣٤(من مقدمة نصيحة امللوك للمؤلف : (٤). الرتبة يف طلب احلسبة، ونسبته حمتملة إىل املاوردي وجزم د: ومما ينسب إليه يف هذا الباب كتاب) ٥/١٩٥٦(معجم األدباء : (٥)

    أا خضر حممد خضر يف حتقيقه لكتاب نصيحة امللوك بأا نسبة غري صحيحة كونه اطلع على النسخة املخطوطة فوجدها نفس كتاب أدب الدنيا والدين، وقد وجد هذا الكتاب أي أدب الدنيا والدين بأمساء خمتلفة كأدب التكلم ومعرفة الفضائل وهي

    ، واألستاذ هالل السرحان يف )١٤ص(خضر حممد خضر يف مقدمة نصيحة امللوك . أمساء ملسمى واحد، نبه على ذلك د مقدمة كتاب أدب القاضي

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ٢٤

    :مؤلفاته في األخالق - وهو كتاب مشهور يبحث يف اآلداب اليت ينبغي أن يتحلى ا املرء يف دينه ودنياه وهو : أدب الدنيا والدين -

    .مطبوع متداول على ما ُوصف حيوي مجلة ال بأس ا من احلكم والشعر اليت جادت ا قرحية والكتاب : األمثال واحلكم-

    .املاوردي رمحه اهللا ].انظر مقدمة نصيحة امللوك[والكتاب خمطوط وقد ذكر الدكتور خضرحممد أنه شرع يف حتقيقه ،

    :مؤلفاته في القرآن وعلومه - ١تفسري النكت والعيون وهو مطبوع متداول

    :أخرىمؤلفاته في فنون - ٢ــ كتاب أدب القاضي مطبوع متداول

    .٣ـ كتاب أعالم النبوة كتاب خمتصر يف دالئل النبوة مطبوع :وفاة الماوردي رحمه اهللا

    ،ودفن يوم األربعاء يف ) هـ٤٥٠(تويف اإلمام املاوردي رمحه اهللا يوم الثالثاء ربيع األول سنة مخسني وأربعمائة لنجيب اخلطيب البغدادي يف جامع املدينة، وكان قد بلغ ستا ومثانني سنة مقربة باب حرب،وصلى عليه تلميذه ا

    .٤رمحه اهللا

    عصر المؤلف و دراسة موجزة عن كتابه الحاوي:المطلب الخامس •عاش اإلمام املاوردي رمحه اهللا يف عصر الدولة العباسية اليت امتّد حكمها : عصر المؤلف -أ

    .هـ٦٥٦هـ إىل سنة ١٣٢ونفوذها من سنة وخنتصر الكالم على عصر املؤلف بأن نقسم عمر الدولة العباسية إىل أربعة مراحل كما اصطلح

    :عليه املؤرخون ) :هـ٢٣٢هـ ـ ١٣٢(العصر العباسي األول -

    انظر . ب منهج املاوردي يف تفسريه أنه جاء بعدة أمساء كالعيون يف تأويل القرآن وجاء باسم تفسري املاورديذكر صاح: (١) ) ٣٣ص(املصدر السابق

    ) ١٤(مقدمة نصيحة امللوك : (٢) ) ٣٤ص(منهج املاوردي يف تفسريه : (٣) )٣/٢٨٤(وفيات األعيان ، )١٢/١٠٢(، ناريخ بغداد للخطيب )٥/٢٢٩(طبقات الشافعية للسبكي : (٤)

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ٢٥

    وهو عصر القوة يف مجيع نواحي احلياة العسكرية واالقتصادية والسياسية وهو ما يسمى بالعصر كم تسعة من اخللفاء العباسيني ابتداء بأيب العباس السفاح الذهيب للدولة، وشهد هذا العصر ح

    ١.،وانتهاءا بأيب جعفر هارون الواثق بن املعتصم ):هـ٣٣٤هـ ـ ٢٣٢(العصر العباسي الثاين -

    وهذا العصر شهد حكم ثالثة عشر من اخللفاء ابتداء بأيب الفضل جعفر املتوّكل على اهللا واية .٢باهللا، وهذا العصر من اخلالفة مييل إىل القوة أكثر منه إىل الضعف بأيب قاسم هبة اهللا املستكفي

    :هـ) ٤٢٧ـ ٣٢٩: (العصر العباسي الثالث -ومسي بعصر بين بويه، وهو عصر الضعف واخلور حيث شهد خالفة مخسة من العباسيني بداية

    العصر الذي عاش فيه اإلمام باملستكفي واية بأيب جعفر عبد اهللا القائم بأمر اهللا بن القادر، وهذا هو .املاوردي رمحه اهللا

    :هـ٦٥٦هـ ٤٤٧العصر الرابع وميتد من سنة -وهذا العصر شهد أفول دولة بين بويه وينتهي إىل سقوط بغداد بيد التتار، وقتل آخر خليفة من خلفاء

    .وانتقل السلطان الفعلي إىل آل سلجوق األتراك٣بين العباس املعتصم باهللا،يعنينا من هذا التاريخ احلافل للدولة العباسية، العصر الذي عاش فيه املاوردي رمحه اهللا وبنظرة والذي

    خاطفة على هذا العصر وهو عصر حكم البويهيني على احلقيقة ألن اخلليفة مل يكن آنذاك إال امسا هتهم فضال على وصورة واحلكم الفعلي للبويهيني، وأقواهلم وتصرفام نافذة وسلطان العزل كان من ج

    .أم كانوا من أشّد غالة الشيعة و ضررهم بأهل السنة كان ظاهرا

    وميكن اختصار هذه احلقبة بأا شهدت تسلط الشيعة تسلطا، يغذيه احلقد العقدي بلات والتشتت الذي أضعف الدولة العباسية وكثرة االنقالبات ضاالشعويب الفارسي، فضال عن االنتف

    هذا عن احلالة السياسية ،أما الكالم عن االجتماعية والعلمية .تظهر هنا وهناك واحلروب اليت كانت والثقافية فهو امتداد لتأثري التوتر السياسي واالنفالت األمين والعسكري الذي شهده هذا العصر، فكما

    .) ١٨ـ ١٧(دحسن الباشا . دراسات يف تاريخ الدولة العباسية: (١) .)٦٧(املصدر السابق : (٢)موما وخلفاء بين العباس خصوصا انظر البداية عوملعرفة شدة نكايتهم بأهل السنة ) ٩٣(دراسات يف تاريخ الدولة العباسية : (٣)

    .)١١/٢٢٥(والنهاية

  • ةــــــــ التعريف باإلمام الماوردي و دراسة موجزة عن الفروق الفقهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: الفصل األول

    ٢٦

    أن النهب والسلب وانتشار قطاع الطرق وغالء األسعار وكذا األوبئة واألمراض اإلخباريون ذكري، أما عن احلالة العلمية والثقافية فلم تكن مبنأى عن هذا ١الفتاكة، كان مسة غالبة على هذا العصر

    االضطراب واالختالل االقتصادي واالجتماعي بيد أن آثار احلركة العلمية الزاهية واملزدهرة الذي شهدته كود والوهن، ويعترب عصر املاوردي مث أصاا الر . الدولة العباسية يف أيامها األوىل امتّد إىل آخر أيامها

    .مل االسالميايف أقطار الع عصر كبار العلماء واألدباء واحملدثني واملفسرين مما أنعش احلياة العلمية

    .صاحب السنن وإمام العلل) هـ٣٨٥ت(فمنهم اإلمام الدارقطين

    ).هـ٤٠٥ت(واحلاكم النيسابوري صاحب املستدرك

    ).هـ٤٢٢ت(وأبو زرعة الرازي

    ).هـ٤٥٨ت(واحلافظ البيهقي صاحب السنن الكربى وشعب اإلميان

    ).هـ٤٦٣ت(واحلافظ احملدث أبو عمر بن عبد الرب صاحب التمهيد واالستذكار

    ).هـ٤٣٠ت(واحلافظ الكبري أبو نعيم األصفهاين صاحب احللية وتاريخ أصفهان

    ).هـ٤٥٦ت(وابن حزم الظاهري أبو حممد صاحب احمللى

    ).هـ٤٣٨ت(حممد والد إمام احلرمني اجلويين الفقيه األصويل واجلويين أبو .هـ٣٧٠وأبو بكر الرازي احلنفي ت

    .وغريهم كثري ال حيصون عددا من اخلطباء واألدباء والشعراءوقد َعرف هذا العصر حادثة مشرقة وعظيمة ،كان للعلماء فيها أثر كبري وهي حادثة الطعن يف

    سبتهم إىل عبيد بن سعد اجلرمي، وأن هذا احلاكم مبصر هو وسلفه وأن ن:".. نسب �