¾Ìبحم ¯ا8² ¯محأ ¯ دحاو لجرك موْ · ّك ْواث ةرْترقس...

88
ؾ د. أحمد زياد محبرجل واحد يوم .. ل قصيرةص قصب العربلكتاد اتحا ات ا منشور س والترجمةمقتبا قوؽ الطبع وا حب العرب ا د الكتحفوظة متحا م مقيـى ػى أخػذتلػى المقػىدي مرع الملشػاػب ارتي اػيا بانػب حيف دخػؿ اب أراػم تػاجبػر زجصػري ب برع، أاتشلشاية اايارة ملى نلا اتي. رىي ملى ى، متشوقا رؼ المقمغي، قاؿ لب: وقبؿ أف نب- قيى فمن تعرفو، أيت الم إذا ر. اسوف تستاء كثير ذا عرفتو ف وا- ذا ؟ ولما- و القديم. ألفتو عمى شكمغير، وأنت منو ت- لمعالجـم أحـدث أجيـزة اتنـي أمـا أيـي رلمايم العـا ، في ا جيدا تعرفنيقل ىذا، فأنت تلفيزيائي ار ذلك؟! معيا، ىل تنكؤم، والت، سبقتك إلى فيمياسي مستشفى وا فدوء: بأجاب ا- د ب ار من اهقر ياب دائم.بي بأنك في شبا أى. المق اتشراـ، مالى أما أراؿ بصري مض، وأناى مض بم وصمت لـ ي ت حػىتتاح مقا أحضر حفؿ ا لب أف وة التػبقػة الػدبـ مػف بطا بمػى الػرػا وجرػب، وكانػت أحػد مظػا ػت ب ثر وبكػة ألم اش، م الفر ت منزماى، اقد كنحب المق صديقب صا ملبطعتاػتػف، التحاعد شبء مػف ا اش، وبب تأكيد ضرورة لزومب الفرنب الغ ابلعجز، وقد بارـ وا ال مف ال أم أدخف شيئادامى، وقد وبدتيب القى، ولقاء أصحابرة المقب زياتب اب ي بر مقنابػكائر، ارتيف اػبػيكاء، وخبػأت امبػة الػدوا بػب جيبػوة، ووضػعت اػبي أو القلشػا مػف ا وأم أتنػاوؿ شػيئاوة.اء قحتات بمى امعطؼ، وبزم الداخمب لم الجيب

Upload: others

Post on 23-Jan-2020

9 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

د. أحمد زياد محبؾ

يوم .. لرجل واحد قصص قصيرة

منشورات اتحاد الكتاب العرب

حقوؽ الطبع وامقتباس والترجمة محفوظة متحاد الكتاب العرب

مقيـى بصػري ببػر زجػاج تأراػمحيف دخػؿ ابنػب باػيارتي اػب الشػارع المػىدي ملػى المق ػى أخػذت

رؼ المق ى، متشوقا ملى رىيتي.الايارة ملى ن اية الشارع، أاتش وقبؿ أف نبمغي، قاؿ لب:

ذا عرفتو فسوف تستاء كثيرا. إذا رأيت المقيى فمن تعرفو، - وا ولماذا ؟ - ألنو تغير، وأنت ألفتو عمى شكمو القديم. -تقل ىذا، فأنت تعرفني جيدا، في العـام المايـي رأيتنـي أمـام أحـدث أجيـزة المعالجـ ال -

في مستشفى واالس، سبقتك إلى فيميا، والتالؤم معيا، ىل تنكر ذلك؟! الفيزيائي اأجاب ب دوء:

أبي بأنك في شباب دائم.يا من اإلقرارال بد - وصمت بمى مضض، وأنا أراؿ بصري ملى أماـ، ماتشراا المق ى.

وج ػا بمػى الػر ـ مػف بطاقػة الػدبوة التػب لب أف أحضر حفؿ ااتتاح مق ػى ح ت لـ ي ملب صديقب صاحب المق ى، اقد كنت منزما الفراش، مثر وبكػة ألمػت بػب، وكانػت أحػد مظػا ر ال ـر والعجز، وقد بالغ ابنب اب تأكيد ضرورة لزومب الفراش، وبعد شبء مػف التحاػف، ااػتطعت

اػكائر، مقنابي بر بتب اب زيارة المق ى، ولقاء أصحابب القدامى، وقد وبدتي أم أدخف شيئا مف الوأم أتنػػاوؿ شػػيئا مػػف الشػػاي أو الق ػػوة، ووضػػعت اػػب جيبػػب بمبػػة الػػدواء، وخبػػأت اػػيكارتيف اػػب

الجيب الداخمب لممعطؼ، وبزمت بمى احتااء ق وة.

وبمؽ بصري بالمق ى، وقد أشار مليي ابنب.مركبة اضػائية رصاصػية المػوف، ذات نوااػذ ضػيقة، وبػاب يػوحب بأنػي محكػـ اكقفػاؿ، ولكنػي

ح، وبمى الباب وقؼ تمثاؿ لرجؿ يرتدي بزة ارتياد الفضاء.مفتو كتبتػػي الصػػحؼ المحميػػة بػػف المق ػػى، وبممػػت من ػػا أنػػي قػػد مػػا لػػـ أد ػػش كثيػػرا، اقػػد تابعػػت

اتخذ شكؿ مركبة اضائية، ولكنب اوجئت بالتصميـ، وأبجبت بي اكبجاب كمي. ،نػػاارة ،قبػػؿ، جديػػدةبنػػوع مػػف الخطػػوط لػػـ أبرا ػػا مػػف " "مقيــى واػػوؽ البػػاب كتػػب:

متعددة األلواف والظنؿ واألشكاؿ واألبعاد. ،مضيئة وأوقؼ ابنب الايارة أماـ المق ى، اقمت لي، وأنا أاتح الباب وأ ـ بالنزوؿ:

ارجع إلي بعد ساعتين. - اقاؿ لب اائن:

يبدو أنك ستكتفي بزيارة أقرب الكواكب؟! - اأجبتي:

تنس أن ىذه ىي رحمتي األولى.ال رض،ان حول األ ر ال، سأكتفي بالدو - ومضيت ملى المق ى، ببرت باب المركبة الفضائية، ودخمت.

منصة دائرية تتواط المق ى، وحول ا مقابد تحيط ب ا، وقد امتأل أكثر ا بػالرواد، ومعظم ػـ مف الشباب، كما توزبت مقابد أخرى حػوؿ الجػدراف، وقػد اتخػذ المق ػى مػف الػداخؿ شػكن دائريػا. اػػب بمػػؽ المق ػػى نجمػػة كبيػػرة، مشػػعة، متألقػػة، ذات واج ػػة زجاجيػػة شػػفااة، يقبػػع وراء ػػا صػػديقب

صاحب المق ى، ومعي شخص يتحدث مليي بمودة.حػػارت قػػدماي أيػػف تػػذ باف ت ولكنػػب تػػذكرت أنػػب أمػػاـ مغػػامرة جديػػدة، وبمػػب أم أبحػػث بػػف

طة بالمنصة، وقعدت.ركنب القديـ، ومقعدي المألوؼ، اتوج ت ملى أحد المقابد المحيكانػػت أمػػامب بمػػى المنصػػة بشػػرات أزار الػػتحكـ، وج ػػاز اتصػػاؿ، ولوحػػة بػػرض تمفزيػػونب، وأذرع قصػػػيرة لمقيػػػػادة والتبػػػديؿ والتحويػػػػؿ والتغييػػػر، ومصػػػػابيح صػػػغيرة مختمفػػػػة األشػػػكاؿ واأللػػػػواف

وامس لػػػـ أشػػػ د لػػػي مثػػػين حتػػػى اػػػب راػػػة المعالجػػػة الفيزيائيػػػة، اػػػب ماتشػػػفى مػػػا والحجػػػوـ، و ػػػو بمندف.

خشيت اب البدء أف أمس شػيئا ممػا أمػامب، ولكنػب لػـ ألبػث أف وضػعت يػدي بمػى الموحػة، حتى المراؽ، واتكأت، اقد كانت تمؾ األشياء جميعا مراومة راما.

اماء المق ى مزينة بكواكب المجموبة الشماية، تتواط ا الشػمس، وقػد تػدلت مػف الاػقؼ، لجػػػدراف مؼ النجػػػـو الكبيػػػرة والصػػػغيرة، بعضػػػ ا يضػػػبء، بمػػػى شػػػكؿ مصػػػابيح مضػػػاءة، وبمػػػى ا

وبعض ا ينطفئ، اب تعاقب وتتابع وتداخؿ، وأكبر تمؾ النجوـ النجمة التب تتصدر المق ى، والتب تشكؿ واج ة راة صاحب المق ى، و و يبدو مػف ورائ ػا ارقػا اػب الحػديث مػع ضػيؼ، يضػحؾ

تنتابػي، ريػػب ػذا الاػػعاؿ، ا ػو دونػػب بنحػػو ويتحػدث ويشػػير بيديػي، ولكػػف موجػة مػػف اػعاؿ حػػاد بشريف انة، وقوي البنية.

، وأخذت أنفث الدخاف.اأخرجت ايكارة مف جيبب، أشعمت اب، الػػرواد الشػػيوخ القػػدامى بػػااوا المق ػػى، كمػػا يبػػدو، بعػػد أف تغيػػرتبأكثػػر الػػرواد مػػف الشػػ

كبػػة الفضػػاء، ومػػف المىكػػد منمحػػي، ومػػا ػػىمء الػػرواد مم شػػباب يػػداع ـ الفضػػوؿ ملػػى اكتشػػاؼ مر يعيدوف التجربة.م يطيموف المكث، ولعم ـم أن ـ

ذا المقعد ثابػت، مشػدود ملػى األرض، وتػذكرت أنػب اػب حاولت أف أزحزح المقعد، وألتفت، وا مركبة اضائية، ولات اب مق ى، ولكف ؿ يامح بالتدخيف اب مركبة اضائية ت

منصػػة امػػـ أجػػد، نظػػرت ملػػى اتخػػريف، رأيػػت وتػػذكرت الاػػيكارة، بحثػػت بػػف منفضػػة بمػػى الأكثر ـ يدخنوف، وتنب ت ملػى أحػد ـ، كػاف يػنفض رمػاد اػيكارتي بمػى األرض، أبػدت النظػر ملػى المنصػػة، اأدركػػػت أنػػي مػػػف يػػر المعقػػػوؿ أف أنفػػػض الرمػػاد اػػػوؽ أزرار الػػتحكـ، ومقػػػابض القيػػػادة

والتوجيي والتحويؿ والتغيير، انفضت الرماد بمى األرض.بػػاب اػػب الجػػدار، لػػـ أتبػػيف ايػػي مػػف قبػػؿ موضػػع بػػاب، وخػػرج منػػي رائػػد اضػػاء حقيقػػب، واػتح

يرتدي خوذة ذات اتحػة زجاجيػة لموجػي، وخرطػوـ لمتػنفس، كمػا يرتػدي بػزة اضػية المػوف، بريضػة، وبمى ذرابي بدة اابات لقياس الحرارة والضغط والوقػت، ولكػف يبػدو أن ػا قػد راػمت راػما، و ػو

وس شاي، واناجيف ق وة، ػب الفنػاجيف والكػىوس نفاػ ا التػب كنػا نرا ػا مػف اي ا كى يحمؿ صينية قبؿ اب المق ى، وأخذ رائد الفضاء بالتنقؿ بػيف رواد المق ػى، بخطػا بطيئػة ثقيمػة، اقػد كانػت قػدما تغوصاف اب حذاء كبير، يبدو أني مف معدف، وكاف يصػدر صػوتا ليػا مزمجػرا، واػب أثنػاء تنقمػي،

ب الكىوس ويتقمقػؿ، ووصػؿ ملػب، اتناولػت انجػاف ق ػوة، ووضػعتي بمػى المنصػة يصطفؽ الشاي ا أمامب، اوؽ لوحة العرض، كما رأيت اتخريف يفعموف.

واب أثناء تناولب انجاف الق وة مف الصينية، محظت ثقبا صغيرا اب البزة التػب يرتػدي ا رائػد اأاػقطت اػب الثقػب بعػض ىنا""يع النقود الفضاء، واب موضع الصدر، وقد كتب اوؽ الثقب:

القطع النقدية، وتحرؾ رائد الفضاء، مبتعدا بنب.وقبػػػؿ أف أن ػػػب انجػػػاف الق ػػػوة، ن ػػػض ضػػػيؼ صػػػديقب صػػػاحب المق ػػػى، ثػػػـ خػػػرج، وكػػػاف صديقب قػد ن ػض لودابػي، ويبػدو أنػي ر نػب، اأشػار ملػب، ان ضػت مليػي، وببػرت البػاب الػذي كػاف

مق ى، ب نفا ا حجرتي الصغيرة، لـ تتغيػر، ولكػف نجمة كبيرة، ودخمت راة صديقب صاحب ال واج ت ا المطمة بمى المق ى ب وحد ا التب تغيرت.

وقعػػدت بمػػى كراػػب صػػغير، أمػػاـ منضػػدة صػػديقب، وأخػػذ يحػػدثنب بػػف نفقػػات تغييػػر شػػكؿ المق ى، وما كمفي األثاث والتصميـ، ثـ أضاؼ:

وة والشــاي مفتوحــا عمــى بصــراح ، كــان التصــميم يتيــمن أن يكــون مكــان إعــداد القيــ -المقيى، وأن يزود بأحدث اآلالت، ولكني اكتفيت بما ترى، وأبقيـت مكـان إعـداد القيـوة والشـاي

مثمما كان، وجعمتو وراء باب مشقوق في الجدار.وقدـ لب انجػاف ق ػوة، كمػا قػدـ لػب اػيكارة، وحػدثنب كثيػرا بػف التطػور وأكػد لػب أف بصػرنا

ي مجاراة روح العصر. و بصر الفضاء، ومف الضرور وحيف ن ضت أريد الخروج، وقؼ يودبنب، ثـ قاؿ:

معنـى أشكر زيارتك لممقيى، فأنت الوحيد من الزبـائن القـدامى الـذي اسـتطاع أن يقـدر - ر الكبير الذي طرأ عمى المقيى.التطو

وانتابتي موجة اعاؿ حاد، البي بصعوبة، ثـ أضاؼ:يستطيع أن يجـاري التطـور، وعمـى كـل ال من جيل قديم أنا أعذر الزبائن القدامى، فيم -

حال، فقد كسبت زبائن جددا، وىم شباب، إنيم حقيق رواد. و ززت يد مصااحا، ثـ قمت لي:

أنصح لك بزيارة ابني، ومستشفاه غير بعيـد عنـك، فيـذا السـعال مجيـد كثيـرا، و طـر، -ذا كنت تقـدمي فـي العمـر، فاسـمح لـي أن أقـدم لـك تزال تعترف بي طبيبا، عمى الـرغم مـن ما وا

عمب الدواء ىذه. وقدمت لي بمبة الدواء التب كانت اب جيبب، ثـ قمت لي:

يمكنك استعمال ىذا الدواء مؤقتا، فأنا ينتابني أييا مثل ىذا السعال. - ثـ ودبتي وخرجت.

أف يمضػب بػب وأماـ باب المق ى أشرت ملى ايارة أجرة، ودخمػت اي ػا، وطمبػت مػف الاػائؽ ملى البيت، وانطمقت بب الايارة، مف ير أف ألتفت ملى المق ى.

ذا ماتػػة معمقػػة اػػوؽ مشػػارةوأمػػاـ ضػػوئية وقفػػت الاػػيارة تنتظػػر النػػور األخضػػر، والتفػػت، وا .""ترقبوا افتتاح مقيى محؿ تجري ايي بمميات تصميح، وقد كتب بمى الناتة:

اػػػيارة، اطمبػػػت مػػػف الاػػػائؽ أف يغيػػػر اتجا ػػػي ملػػػى أي وأضػػػاء النػػػور األخضػػػر، وانطمقػػػت ال مق ى قديـ يعراي.

صام أطفأ بقية الايكارة، ونفث الدخاف، ثـ قاؿ، و و يشير بالقمـ ملى ورقة بمى المكتب أمامي:

ننقل محمود من الديوان إلى المحاسب . -يف أصػػابعي اأضػػاؼ الوكيػػؿ، و ػػو ػػارؽ اػػب مقعػػد بميػػؽ، أمػػاـ مكتػػب المػػدير، ومػػا تػػزاؿ بػػ

بقية ايكارتي: وننقل حسين من الصادر والوارد إلى أمان المستودع. -

ثـ أطفأ بقية الايكارة. وبعد شبء مف الصمت، حرؾ المدير القمـ بمى الورقة أمامي، ثـ قاؿ:

سأنقل منى من اآلل الكاتب ، إلى مكتبي، وأجعميا سكرتيرة ثاني لي. - و و يبتاـ:أطرؽ الوكيؿ قمين، ثـ اأؿ،

وأمل؟ - اأجاب المدير بمى الفور:

ــــارات واالجتماعــــات، ومنــــى لترتيــــب القــــرارات - ــــد المقــــابالت والزي أمــــل لترتيــــب مواعي وتصنيفيا، ومراجع جداول األعمال.

ن ػػض الوكيػػؿ، وقػػدـ اػػيكارة لممػػدير، ووضػػع أخػػرى بػػيف شػػفتيي، ثػػـ قػػاؿ ب ػػدوء، و ػػو يشػػعؿ ايكارة المدير:

سأستغني عن قاسم، مدير مكتبي، انقمو أنت إلى حيث تشـاء، وأرجـو أن بأس، وأنا ال - توافق عمى نقل سناء إلى مويعو.

ولـ يعمؽ المدير بشبء. وأشعؿ الوكيؿ ايكارتي، ثـ رجع ملى المقعد العميؽ، أماـ مكتب المدير.

ورف جرس ال اتؼ، اراع المدير امابة ال اتؼ اتخر: .أىال. .ألو.. نعم.. أىال. -

رمؽ الوكيؿ الذي كاف يرقبي، ثـ رد بصر بني، مواريا اضطرابي، وتابع حديثي:يـرام، نعـم.. إنـو شـاب ذكـي ونشـيط جـدا، وفـي الواقـع مـا نعم.. نعـم.. كـل شـيء عمـى -

يفوق أصحاب الشيادات واال تصاص.. نعم.. كما تشاء.. نحن بال دم .وضع الايكارة اب المنفضة، ثـ باد ملى ورمؽ الوكيؿ ثانية، ثـ اصطنع ابتاامة بريضة، و

الحديث:سـيراجع البريـد نعم.. نعم.. سـأعينو معاونـا ثانيـا لموكيـل، ال.. ال.. العمـل عنـده قميـل، -

.ويصنفو فقط، كما تأمر، نحن بال دم .. مع السالم

ووضػػع اػػمابة ال ػػاتؼ، ثػػـ تنػػاوؿ الاػػيكارة مػػف المنفضػػة، مػػأل رئتيػػي، ثػػـ قػػاؿ لموكيػػؿ، و ػػو ينفث الدخاف:

أظنك عرفت كل شيء؟! - أطرؽ الوكيؿ، ولـ يجب.

ومرت اترة صمت، كاف كن ما ينفثاف اي ا دخاف الاكائر، ثـ امتدت يػد المػدير ملػى شػريط ال ػػػاتؼ الثػػػانب، واػػػحبي مػػػف المأخػػػذ، ورمػػػا بمػػػى األرض، ثػػػـ راػػػع اػػػمابة ال ػػػاتؼ األوؿ، وأخػػػذ

يصيح:تصـل ال يـروري، قـل ليـم أنـا فـي جيـنم،ميـم، ألو.. حميـد، أنـا فـي اجتمـاع ـاص، -

ال ط بأحد، أبدا. وخبط امابة ال اتؼ، ثـ قاؿ لموكيؿ:

ســننقل عامــل المقســم.. أقصــد ســنجعل دوام ىــذا العامــل فــي المســاء، وســنجعل دوام - العامل الثاني في الصباح. وبمؽ الوكيؿ ببااطة:

بأس.ال -ق وة، واور دخولي قاؿ الوكيؿ، و و يشػير بيػد ، وقرع الباب، ثـ دخؿ اتذف، يحمؿ انجانب

وينفث دخاف الايكارة، ب دوء بارد، كمف يتابع حديثا متصن: أوافق أبدا .ال ال، أنا -

صمت المدير، نظر مليي، أدرؾ ايتي، اأظ ر ضبا مفاجئا، ثـ صاح: ء.كل شيء سينفذ بالدق المطموب ، في الموظفين كميم، ومن غير استثنا -

ثـ التفت ملى اتذف، وقاؿ لي، بم جة مختمفة: أغمق الباب وراءك. -

ولـ يكد اتذف يبمغ الباب، حتى نادا ، ارجع مليي، اقاؿ لي: ىات، ناولني الدواء من الدرج األسفل. -

وانحنى اتذف ملى الدرج األافؿ، اب مكتب المدير، وأخرج زجاجة دواء صػغيرة، اي ػا بضػع ى مكتػػب المػػدير، ثػػـ وقػػؼ ينتظػػر أمػػرا خػػر، اػػازدرد المػػدير حبػػة واحػػدة، ثػػـ حبػػات، ووضػػع ا بمػػ

التفت ملى اتذف، وقاؿ لي: اذىب، وال ترجع حتى أطمبك. -

ثـ التفت ملى الوكيؿ، وقاؿ لي: إذا لم أيرب في اليوم أربع حبات أو مسا، فال يمكن ألمور المديريـ أن تسـير عمـى -

يرام.ما

حتػى انفجػػر كن مػا اػب ضػػحؾ مبػالغ ايػي، ثػـ قػػاؿ المػدير و ػو يحمػػؿ ومػا مف خػرج اتذف، انجاف الق وة، يقربي مف امي:

سي رج ليؤكد لمموظفين أننا في صام كبير. - يزاؿ يضحؾ:ما اأضاؼ الوكيؿ، و و

وسيقول ليم إن المدير غايب جدا، وقد ابتمع أمامي حب ميدئ . - اعمؽ المدير، و و يق قي:

ميا ثالث حبات.بل سيجع - ثـ أضاؼ و و يرتشؼ الق وة:

ولذلك سأنقمو إلى جناح الموظفين، وسأيع بدال منو أمينا. - وأخذ الوكيؿ رشفة مف انجاني، ونفث دخاف ايكارتي، ثـ قاؿ ب دوء:

وسأنقل عبداهلل إلى مكتبي. -ء مػػػف وضػػػع المػػػدير انجػػػاف الق ػػػوة مػػػف يػػػد ، ونفػػػث دخػػػاف اػػػيكارتي، ثػػػـ قػػػاؿ اػػػائن بشػػػب

امنزباج: وماذا ستفعل بعمر؟! -

اأجاب الوكيؿ بمى الفور: ىذا لصنع القيوة، وذاك لتنظيف المكتب. -

أخذ المدير رشفة مف انجاني، ثـ قاؿ: إذا كان لدي آذنان، فؤلن مكتبي أكبر، وألن ييوفي أكثر، ولكن. -

انزباجي: ء، مخفيا يي، ثـ قاؿ ب دو شفتوصمت، رشؼ مف انجاني، وضع بقية ايكارتي بيف إذا أردت، فإني سأكمف أمين، حين أنقمو إلى ىنا، بإعداد القيوة لك أييا، فيو شاطر -

جـدا، ومكتبـك يبعـد عـن مكتبـي، إال قمـيال، وال سـيما بعــد نقمـك لـو مـن الـدور األسـفل فـي العــام المايي.

مػا يػة الاػيكارة التػبوضع الوكيؿ الفنجاف مف يد ، ثـ ن ض، واقترب مف المدير، وأشار ببق تزاؿ بيف أصابعي، ثـ قاؿ:

مانع لدي، ولكني سأنقل غرف مكتبي إلى الغرف المواجي لمكتبك.ال -نفث المدير الدخاف، ثـ أطفأ بقية الايكارة، و ـ بقوؿ شبء ما، ولكف صمت حػيف بػن اػب

الخارج صوت تخاصـ وتشاتـ وشجار.ملػػى الخػػارج، ثػػـ رجػػع ياػػوؽ أمامػػي اتذف الػػذي كػػاف قػػد أطفػػأ الوكيػػؿ بقيػػة الاػػيكارة، وانػػداع

أحضر الق وة، و ذنا خر. كنتما تتشاجران إذن؟! شيء رائع، وال سيما دا ل المديري ؟! -

لـ يجيبا بشبء، ااأل ما المدير بحدة: لماذا ال صام؟! -

اصاح بي:ثـ تنبي اجأة ملى شبء ما اب يد صالح، اتذف األوؿ، وقد أ مؽ بميي قبضتي، افتح يدك. -

وتردد صالح، ثـ اتح يد ، اإذا اي ا بيدؽ مف بيادؽ الشطرنج، اقاؿ لي المدير: كنت تمعب معو إذن في الشطرنج، ثم ت اصمتما؟! -

وتنػاوؿ اػيكارة مػف العمبػػة الممقػاة بمػى المكتػػب أمامػي، أشػعم ا ب ػدوء، نفػػث دخان ػا، ثػـ قػػاؿ ل ما:

جميـــل ســـأنقمك إلـــى يـــا يمـــي، فـــي المديريـــ ، وأنـــتصـــالح إلـــى حـــارس ليـــا ســـأحولك - المستودع، وسأحسم راتب ثالث أيام، لكل منكما.

بشبء، قاؿ ل ما الوكيؿ: يفو اوقبؿ أف ىيا ا رجا. -

ثـ رجع ملى المقعد العميؽ، أماـ مكتب المدير، وأشعؿ ايكارة، ومضى ينفث دخان ا.دير، تحمػػؿ البريػػد، اػػدخمت و ػػب تنظػػر ومػػع خػػروج اتذنػػيف، ظ ػػرت اػػب البػػاب اػػكرتيرة المػػ

ملي ما خارجيف، ااأل ا المدير: ىل البريد كثير ىذا اليوم؟ -

اأجابت: ال، ولكن فيو رسال من الوزارة. -

ووضعت البريد بمى المكتب، ووقفت قمين، اقاؿ ل ا المدير: تعطي موعدا ألحد.ال أزال في اجتماع،ما أنا -

يؿ يرقب ا مف وراء، و و ينفث دخاف ايكارتي.وخرجت الاكرتيرة، والوكالمػػػدير البريػػػد ب ػػػدوء، و ػػػو يػػػواري ل فتػػػي ملػػػى امطػػػنع بمػػػى راػػػالة ؿوبعػػػد خروج ػػػا، تنػػػاو

الػػوزارة، اػػتح المغمػػؼ، ااػػتؿ الراػػالة، و ػػو يرمػػؽ الوكيػػؿ باضػػطراب يحػػاوؿ مخفػػاء ، حتػػى مذا أتػػـ قراءت ا نظر ملى الوكيؿ، نظرة ادئة، ثـ قاؿ:

عيينك مديرا بدال مني.تم ت -ومػػألت وجػػي الوكيػػؿ ابتاػػامة حػػاوؿ اخفاء ػػا، ولػػـ يعمػػؽ بشػػبء، كابحػػا جموحػػا باصػػفا اػػب

داخمي، ثـ جاء كنـ المدير، بعد صمت اأنقذ : وأنا عينت رئيسا عاما لممديريات. -

يف وأطفأ كؿ من ما ايكارتي، ثـ دخػن اػب بنػاؽ، ووجػي الوكيػؿ ملػى مكتػب المػدير، بمػى حػ كاف وجي المدير ملى الباب.

العصفورة والوزير

تنصب بمػى الشػارع، اياػيؿ نار ػا اػوؽ اكاػفمت األاػود، والاػيارات تاػبح اػب شمس تموز الم يب المشتعؿ، تضج وتزمجر وتصيح، كمف يكاد يختنػؽ، وربطػة بنقػؾ مشػدودة، وذرابػؾ ملػى

خطاؾ ملى مبنى الوزارة، وقد ضاع اب الحقيبة مشدودة، وقد أزؼ موبد لقائؾ بالوزير، وأنت تشد الغبار والدخاف العطر الذي ماحت ايي ذقنػؾ، وم يمكػف اػب الػدقائؽ القميمػة المتبقيػة أف تفكػر اػب

الكممات التب اتقول ا.القائظ لما تقولي، أو تفكر ايي، أو تنويي، القيمػة لمػا تفعمػي اقػط، قيمة اب ذا الحر م ولكف

ؿ مثؿ الجو المعتدؿ والنايـ المطيؼ، والاحاب الرقيؽ، الذي ايأتب بعد شػ ر التفكير والنية والقو أو أكثر، ولكف الحر و وحد الفابؿ اتف، وم قيمة لشبء خر اوا ، وكذلؾ الفعؿ.

التب تأتب، وأنت اب راة الوزير، ػب تر ؽ نفاؾ، وم تفكر، دع المحظة الرا نة م ااعؿ، التب تقرر.شكر اب البػدء، أظ ػر امبتػداد والثقػة، وامػنح بعػض الوبػود، ثػـ قػدـ الشػكر تقدـ الم ولكف

أخيرا، اجعمي ينتظر الشكر منػؾ قمػين، مثممػا اػيجعمؾ تنتظػر، مػف يػر شػؾ، حتػى تػدخؿ بميػي، بمى الر ـ مف الوبد المحدد، كذا العادة دائما، ولكف..

تم ث، تقفز، تحاوؿ الطيراف، وتقفز أمامؾ بمى الرصيؼ بصفورة صغيرة، مفتوحة المنقار وتاقط.

بػػاألمس منػػذ أاػػبوع، أو أاػػبوبيف، تمنػػى بميػػؾ ابنػػؾ أف تشػػتري لػػي بصػػفورة صػػغيرة، يحمػػـ تطؿ بمى ير م بعصفورة، وم يعرؼ كيؼ يمكني الحصوؿ بمي ا، اب دار ذات حجرات مغمقة،

بنايات شا قة، يحمـ ابنؾ بعصفورة ت ػػو، مػا تمنيػت شػيئا تتاػمى بػي، تمػأل بػي يومػؾ ولػـ تعػرؼأاقػت ذات مػرة صػباحا، مبكػرا، و

ذا بصػفورة صػغيرة تاػقط ملػى جانبػؾ، أمضػيت مع ػا كنت دوف الاابعة، كانت أمنية امضة، وا يومؾ، ارحا اعيدا، كنت تناـ اب انػاء الػدار، دار جػدؾ القديمػة، تحػت شػجرة تػوت كبيػرة، طويمػة

لشػػمس، بمػػى صػػوت العصػػااير، و ػػب تزقػػزؽ، األ صػػاف، كنػػت تاػػتيقظ كػػؿ يػػوـ، قبػػؿ شػػروؽ ااػػقطت مػػف تمػػػؾ مػػػا اػػقطت مػػػف تمػػؾ الشػػجرة بصػػااير صػػػغيرة، و ػػب تزقػػزؽ، وكثيػػرا مػػا وكثيػػرا

الشػجرة بصػااير صػغيرة، كانػت تتػػدرب بمػى الطيػراف، وأنػى مبنػػؾ اليػوـ بصػفورة كعصػفورة تمػػؾ األياـ.

ولكف ذ ب بصفورة أمامؾ.

رج ثمػػج بػػرد وباصػػفة وأ صػػاف مكاػػرة، واػػب الػػدخؿ مػػداأة راػػمت مػػرة نااػػذة، كػػاف اػػب الخػػاوأطفػػاؿ وأبػػواف وطعػػاـ وااك ػػة، وطفمػػة تفػػتح النااػػذة، لتػػدخؿ بصػػفورة، بمػػى جناحي ػػا نػػدؼ ثمػػػج

صغيرة. صورة رامت ا، أو حممت ب ا، أو رأيت ا اب كتاب، وأنت طفؿ.

وقػة الجيػد، ضػربت مرة، اقطت اب اناء الدار يمامة نابمػة، بنيػة المػوف، مط رومرة، أو يجناح ػػا قطػػة، وكػػاف جػػدؾ يػػداوي الجنػػاح الم ػػيض، وأنػػت تتممػػى بينػػب اليمامػػة، وتممػػس بنق ػػا،

قدـ ل ا اتات الخبز.تو و ذ بصفورة تقفز أمامؾ، مفتوحة المنقار، تم ث، بنية الموف، صغيرة.

ب ػا، واوؽ اكافمت الممت ب، تمتد يدؾ، وتمتد، وتركض وراء ا، وتحط يدؾ بمي ػا، تماػؾ وتمضب اب القيظ المشتعؿ.

مبنػػػى الػػػوزارة يػػػػن ض بنوااػػػذ الزجاجيػػػة، و ػػػػب تعكػػػس نػػػار الشػػػػمس الممت بػػػة، اتزيػػػد القػػػػيظ اشتعام، ويدؾ مشدودة ملى الحقيبة، واألخرى تماؾ بالعصفورة.

ؿ تدخؿ بمى الوزير والعصفورة اب يدؾ ت ػؿ تاػػمم ا ملػى مػػدير مكتػػب ـأالواقػؼ بمػػى بػػاب مبنػى الػػوزارة ت ػؿ تاػػمم ا ملػى الحػػارس

الوزير ت ليحتفظ أحد ما ب ا ملى حيف انت اء لقائؾ بالوزير ت ؿ تضع ا اػب جيبػؾ ت أـ ػؿ تضػع ا اػب الحقيبػة ت وتمػد يػدؾ ملػى جيبػؾ لتقػدـ بطاقتػؾ، اػػإذا اػػب يػػدؾ العصػػفورة بػػدم مػػف البطاقػػة، أو تفػػتح الحقيبػػة أمػػاـ الاػػيد الػػوزير، اتطيػػر العصػػفورة،

اب اضاء راتي، وتركض لتماؾ ب ا، وتتعثر بالمناضد الصغيرة، وتنجذب العصفورة ملى وتحمؽ مكيػػؼ ال ػػػواء، ويتنػػاثر ريشػػػ ا بمػػى المكتػػػب الفخػػػـ، اػػوؽ األوراؽ الراػػػمية، والاػػيد الػػػوزير ينظػػػر

مليؾ.العصفورة اب يدؾ تم ث، تاتامـ لقبضتؾ، العرؽ اب يدؾ يبمؿ ريش ا البنػب النػابـ، بنق ػا

ير، رأا ا دقيؽ لطيؼ، بينا ا اوداواف تتألقاف، ايقبم ا ابنؾ، وايماح ريش ا بأناممي، رقيؽ صغ ايضع منقار ا بيف شفتيي، اتنقر لااني.

ليػػػؾ، تمطػػػي، و ػػػب تمػػػوء، مراػػػمة لاػػػان ا األحمػػػر، مكشػػػرة بػػػف أنياب ػػػا، وتمػػػد قطػػػة بنق ػػػا ملي ا، طعامػا طازجػا، اػب ػذ وتتحفز، واقفة بمى اور مبنى الوزارة، لقمة اائغة اب يدؾ تقدم ا م

الظ يرة القاتمة، وقد اادت األطعمة كم ا.أو تقذؼ ب ا ملى حديقة الوزارة، لتقفز مف صف ملى صف، لعم ا تجد أبويف ل ا، يعممان ا

بصااير اب حديقة الوزارة.م الطيراف، أو لعؿ أبوي ا ي تدياف ملي ا، ولكف يبدو أفالم تػػر ، و ػػو العجػػوز المت ػػدـ، ليضػػع بمػػى صػػف شػػجرة كػػاف جػػدؾ يرقػػى الاػػمـ الخشػػبب

التوت الكبيرة، بصفورا صغيرا، كاف قد اقط ملى اناء الدار، وأنت ترى بصفوريف خريف يحمقاف

اف اػػب حػػدة، وجػػدؾ يمػػوح ل مػػا بالعصػػفور الصػػغير اػػب يػػد ، قػػاػػوؽ رأس جػػدؾ، ويحومػػاف، ويزقز ليطمئن ما بميي.

وبقع دـ صغيرة. بصفور صغير متناثرا، ريشومرة رأيت اب اناء الدار اػػع، والحػػارس بمػػى وتمضػػب ملػػى مبنػػى الػػوزارة، ولكنػػؾ لػػـ تقػػرر شػػيئا، ولػػيس اػػب الوقػػت مت

باب المبنى يحدؽ ايؾ. .أنا عمى موعد مع السيد الوزير -

ويأتيؾ الجواب، اب الحر القائظ، كداقة واء ماح: سيحير بعد ربع ساع . -

تمضي ا تحت الشمس، والنار تنصب بمى رأاػؾ، والقػيظ ياػيؿ تحػت ربع اابة يمكنؾ أف قػػدميؾ، والعػػرؽ يبمػػؿ جنػػاحب العصػػفورة، وأنػػت قػػابض بمي ػػا، و ػػب م ثػػة، تفػػتح منقار ػػا، والقطػػة

بمى الاور تتابعؾ، و ب تموء، والحارس يراؿ بصر مليؾ.يػػد تضػػرب اػػب أيػػد كثيػػرة حولػػؾ، بمػػى الرصػػيؼ، واػػب الشػػارع، واػػب مػػدخؿ مبنػػى الػػوزارة، أ

، بعض ا مشدود ملى حقائب، وبعض ا ملى مصنفات وأوراؽ. بالنالقيظ ؿ مف يد تأتمن ا بمى العصفورة، أـ ؿ مف يد تحمؿ العصفورة ملػى ابنػؾ أـ ػؿ مػف يػد

تمنح ا العصفورة تقمػػين، واػػقط بصػػفور، كنػػت مػػرة تمعػػب مػػع ابػػف الجيػػراف، اػػب انػػاء الػػدار، كػػاف أكبػػر منػػؾ

يي ابف الجيراف، حطت يد بميػي، أماػؾ بػي بقاػوة، واػب اػربة خاطفػة اصػؿ الػرأس بػف وأارع مل الجاد.

ويتقػدـ نحػػوؾ طفػػؿ، اكبػر مػػف ابنػػؾ قمػين، يت ػػادى بمػػى الرصػيؼ، يحمػػؿ صػػندوقا مفتوحػػا، يمكنؾ أف ت ديي العصفورة، ليمعب ب ا، وياقي ا، ويطعم ا، ويحقؽ ب ا حمما، يتقدـ منؾ، اػيبادر

ؾ ملى طمب العصفورة، واتقدم ا مليي.مف ير ش طوابع، د ان، أوراق رسمي . -

ويضع تحت ناظريؾ صندوقي الصغير المفتػوح، ويكػرر العبػارة، مائعػة ممطوطػة، وثمػة اػب الصندوؽ طوابع وبمب تبغ وأوراؽ مختمفة األشكاؿ والحجوـ، يتمكأ أمامؾ قمين، و و يحدؽ ايؾ،

ثـ يمضب، مت اديا، اب دوء، وممؿ. وتتااقط بمى جبينؾ حبات العرؽ، متوازا.وتناديي، ايرجع مليؾ مم واا،

؟!ىل تريد ىذه العصفورة - ينظر باشمئزاز، ثـ يمضب، خائبا، و و يوليؾ ظ ر ، بطبء الخطا.

ؼ بػف قفػص اػب موضػع القمػب شػكواف شػعر صػورة لفتػى يشػؽ قميصػي، ويمرة رأيت اب دي ر.مف صدر ، واب داخؿ القفص بصفو

قمبؾ كاف قفصا، تضع العصفورة ايي. ليت وتموء القطة، وتكاد تثب مليؾ.

وتفحص العصفورة بقدمي ا، وتد دغ راحة كفؾ بأظاار ا النابمة، وتحاوؿ الراراة، وقػد بمػؿ جناحي ا العرؽ، وأصابعؾ تقبض بمي ا، ثـ تنقر ظا ر يدؾ، و ب تم ث.

بػػائع الطوابػػع، و ػػو يكػػرر ببارتػػي المائعػػة ويراػػؿ مليػػؾ الحػػارس بصػػر ، ويرجػػع مليػػؾ الولػػد الممطوطة، واب وج ي قدر ير قميؿ مف امشمئزاز والضيؽ.

وتمضب بوج ؾ نحو حديقة مبنػى الػوزارة، تتمنػى ناػمة مػف خػنؿ أ صػاف قصػيرة بجفػاء، لشجيرات بائاة صغيرة.

وتتواط الشمس الاماء، تاقط بمى األرض.أف يتصػػػبب ايػػي منػػػؾ قػػدر أكبػػر مػػػف العػػرؽ، كمػػػا يػػزاؿ لػػػديؾ متاػػع مػػػف الوقػػت، يمكػػف مػػا

يحضر، اتمضب بالعصفورة ملػى البيػت، اتطعم ػا، م يمكنؾ أف تفكر ايي، أو تحمـ، ولعؿ الوزير وتاقي ا، وتدرب ا بمى الطيراف، ويمعب ب ا ابنؾ، ثـ تطمق ا اب الفضاء الرحب.

د تنفػؽ، بػؿ نفقػت، و ػا ب ولكف يبدو أف الحر وحد و الذي ايقرر أخيػرا، االعصػفورة تكػا، وقػػد وثقػػت بأن ػػا اػػتحظى بوجبػػة جيػػدة، ولكن ػػا قػػد حرمػػت متعػػة متممظػػة ذي القطػػة تمعػػب ام ػػا

الصيد.اػػ ا التػػب نفقػػت اي ػػا العصػػفورة، اتماػػح رأس ابنػػؾ حػػيف ترجػػع مليػػي، وب ػػا أيضػػا نفوباليػػد

امتقػذؼ بالعصػفورة اتحممي، وباليد نفا ا اتصااح الايد الوزير، و ػا ب ذي اػيارتي قػد وصػمت، الميتة ملػى القطػة، ولتصػااح بعػد قميػؿ الػوزير، واػب راتػي ذات ال ػواء المكيػؼ، لػف تتاػاقط بمػى

جبينؾ حبات العرؽ.مليػػػؾ الاػػػيد الػػػوزير المنصػػب الجديػػػد، مػػػديرا بامػػػا لمػػػديريات واػػتخرج بعػػػد قميػػػؿ، وقػػػد أاػػند

ؾ الجديد، مثمما أااد موت ا بمػى المحااظات كم ا، ولف تفاد بميؾ العصفورة متعة تاممؾ منصب القطة متعة صيد ا.

ذا األؾ ابنؾ بف العصفورة، ااتقوؿ لي:ما وا واػػػتعممي أم ياػػػألؾ بعػػػد ذلػػػؾ بػػػف يمكـــن لمعصـــفورة أن تعـــيش فـــي دارنـــا المغمقـــ ، ال -

يمكف أف تناى أبدا العصااير اب دار جدؾ القديمػة، وم ػذ العصػفورة التػب م العصااير، ولكف ت اب يدؾ، وأنت متشبث ب ا.مات

اإلجيـاضاف الق ػوة، ثػـ جػر أف يبدي انفعام ما، تناوؿ مف يد ا المرتعشػة اني برود تمقى النبأ، ومف ب

أشعؿ ايكارتي، وأخذ يرتشؼ ق وة الصباح، ب دوء وصمت، وأنظار مرامة نحػو صػفحات المجمػة خذت تجاريي اب ارتشاؼ الق وة.وقعدت تنتظر الجواب، ثـ أ المباوطة أمامي بمى المائدة.

شمس الصباح داائة، والز رات متفتحة، وثمة بصفور يقطع الصمت، وصفحات المجمة لػـ نظر ملى اابة يد ، ون ض، وبصوت اد أخذ يتكمـ: تقمب بعد.ىـو أىـم منـو، مـا تؤ ريني، فقد حان موعد روجي، وبالنسب إلى النبـأ لـدي ال ندى، -

القــادم بالعمــل فــي مشــروع جديــد، بنــاء مجمــع ســكني، مــن أربعــين وحــدة ســأبدأ فــي األســبوع سكني ، وأنا المدير العام.

راعت وج ا مليي، مبتامة وقالت: …أىنئك، فأنت جدير بذلك، ولكن -

قاطع ا بإشارة مف يد ، و و يطفئ بقية ايكارتي، ومف ير أف ينظر ملي ا، ثـ قاؿ:ذلـك، وال بـد مـن اإلجيـاض، اطمبـي مـن المؤسسـ أنت نسيت تنـاول حبـ ، أو تعمـدت -

إجازة مريي ، وسأتصل اليوم بالمستشفى. ن ضت والدموع اب بيني ا، وقالت ب دوء:

أنا في الشير الرابع. - تشجعب، اأكوف ملى جانبؾ، وم تناب طموحنا. -

ضغط بمى يدي ا بقوة، و و ينظر ملي ا، ثـ خرج.*

ال ػػاتؼ بصػػديقي الػػدكتور منيػػر، وطمػػب منػػي حجػػز راػػة، واػػور وصػػولي ملػػى مكتبػػي اتصػػؿ ب وتحديد موبد لعممية مج اض.

أستاذ عمر؟!يا ولكنيا المرة الثاني ، - أعرف ذلك. - تنس أنو ميى عمى زواجك مس سنوات؟!ال ولكن - وليمض عشر. - تفكر فييم؟! ألم واألوالد؟! - بل.سأفكر فييم بعد أن أوفر ليم إمكانات المستق - ؟! ولكن .. ال نياي ليذا - تنس تحديد الموعد، وحجز غرف .ال سنتحدث في ىذه األمور فيما بعد، ولكن -

وضع امابة ال اتؼ، وأشعؿ ايكارة، ونظر ملى اابة يد .

مػػف مراجعػػة األوراؽ، ولكػػف كػػؿ شػػبء معػػد، كػػذا ابتػػدت م بػػد بقػػب لنجتمػػاع ربػػع اػػابة،م بػػد جػا نفاػؾ أوم، وتجػػا اتخػريف ثانيػا، مػف يػر ااػتثناء، امنفعػاؿدائمػا، الحػـز ػو الحػؿ، ت

م بػد تتراجع، ااألومد ضرورة، ولكفم مني، ولكف مف الممكف ضبطي، بؿ قمعي، مطمحؾ نبيؿ،مف تأخير ـ حتى تتاح ل ـ ظروؼ جيدة، تذكر الماتخدـ محمودا، طمب منؾ مرة الدخوؿ بميؾ،

مشػػػػكمة، ولكنػػػػي جػػػػاء ليقػػػػدـ لػػػػؾ قطعػػػػة حمػػػػوى، مثممػػػػا قػػػػدـ لجميػػػػع العػػػػامميف اػػػػب حاػػػػبت أف لديػػػػي المىااة، بمناابة المولود التااع، ضبت يومئػذ، وذكػرت أف لػيس بنػدؾ ولػد، ولكػف لػو اناػقت

لكػػاف لػػؾ اليػػـو خماػػة، أو ثنثػػة بمػػى األقػػؿ، الاػػكرتيرة بنػػد ا ولػػداف، مثمػػي وراء منجػػاب األومد، ئيس الػديواف بنػد خماػة، وأنػت ت لقػد قاومػت خمػس اػنوات، وصػبرت، وماابدؾ بند أربعة، ر

حتى وصمت ملى ذا المنصػب، ػؿ وصػؿ ملػى مثمػي أحػد مػف زمنئػؾ ت وزوجتػؾ مقتنعػة برأيػؾ، بانػػػدت اػػػب البػػػدء، وراضػػػت، ولكن ػػػا قبمػػػت، وم اػػػيما حػػػيف واػػػرت ل ػػػا وظيفػػػة جيػػػدة اػػػب مديريػػػة

وقت ا وا تمام ا، وأصبح اب البيت كؿ شػبء متػوارا، اماتيراد العامة، امتصت الوظيفة كثيرا مف اػػالة وبػػراد وجنيػػة ومكيػػؼ ػػواء، وأخيػػرا جػػاءت الاػػيارة، ػػؿ كػػاف الممكػػف تػػأميف ذلػػؾ لػػو جػػاء األومد اب الانة األولى أو الثانية مف الزواج ت حيف ااجأت ػا اػب المػرة الاػابقة بجنيػة الصػحوف،

بحاجػة اكناػاف اػب العصػر الحػديث مػت باكج ػاض، وأقػرت اقتنعت بضرورة تأخير اكنجاب، وقببقيت لنجتمػاع بضػع دقػائؽ، يمكنػؾ ملى واائؿ الحضارة، ذ المرة اوؼ تفجى ا بج از ايديو،

التأخر قمين، لتتصؿ بال اتؼ، وتطمب ج از ايديو.*

واػب أثنػاء تتابع برض األشرطة الثنثة المرامة مع الج از، بج از الفيديو، وقعدت ارحت برأيي اب اكج اض. العرض اممت

بقب مف ما تأخير اكنجاب انة أخرى، أو انتيف، حتى يتـ داع بمر بمى صواب، يمكنؾ تػرؾ الوظيفػة، والتفػرغ لمولػد، ويكػوف كػؿ شػبء اػب البيػت قػد تػوار، بعدئػذ أقااط الايارة، ويمكنؾ

لماتقبؿ الزا ر، وأنت لف تقبمب ل ما بأقؿ ممػا ويكفيكما ولد، أو ولداف، وقد ت يأت ل ما ممكانات ام مػػف امنتظػػار والتريػػث، أنػػت الوحيػػدة اػػب المىااػػة التػػبم بػػد كػػاف لػػؾ اػػب بيػػت والػػدؾ، مذف،

تشكو مف مر ػاؽ البيػت والحمػؿ واألومد، ولػـ تتػأخري مػرة بػف الوظيفػة، أمػا بػاقب الموظفػات افػب التب ااتطابت أف توار لبيت ا واائؿ الحضارة. شكوى دائمة، وتأخر ماتمر، بؿ أنت الوحيدة

ذا شػػبء اػب أحشػػائ ا يتحػرؾ،ون ضػت لتضػع شػػريطا جديػدا اػػب ج ػاز ا االتفتػػت لعػرض، وا ملى زوج ا، وصاحت بفرح:

عمر، المس ىنا، إنو يتحرك. - وتمقا ا بمر بصمت، اأطرقت، ثـ مضت صامتة، أحات بضيؽ شديد، األتي:

شراب المبرد.رأيك في كأس من الما -

أشار باكيجاب، ان ضت، وقبؿ أف تمضب ملى المطبخ قالت:رأيــت اليــوم إعالنــا فــي الصــحف عــن بــراد جديــد، يعطــي قطعــا مــن الــثمج ذات أشــكال -

وحجوم م تمف ، ويقدم الماء المبرد من صنبور اص. سأشتريو بعد روجك من المستشفى. -

لـ تقؿ شيئا، ومضت ملى المطبخ.* صوت وقوع بمى األرض، أارع ملػى المطػبخ أشػعؿ طع العرض، واادت العتمة، وامعانق

ذا ندى ممقاة بمى األرض. بود ثقاب، وا *

يفعػػؿ، اتصػػؿ بصػػديقي الػػدكتور منيػػر، مػػا يػػدريم خػػارج راػػة اكنعػػاش وقػػؼ ينتظػػر، و ػػو ألنػي لػـ لشػبء، ممم ورجا الحضور بمى الفػور، بػانى صػعوبة كبيػرة اػب ضػبط ضػيقي وتػوتر ،

يفعؿ.ما حدث، وم يجدما يتوقعر رجؿ اب الب و، محظ اضػطرابي، اقػدـ لػي اػيكارة، واػألي بػف الحالػة، اػأخبر أف زوجتػي

يبدو.ما صعق ا التيار، نتيجة تماس حدث بابب خمؿ اب البراد، بمى وحيف خرج الطبيب مف راة اكنعاش أارع مليي ياألي، وكاف الجواب:

ي ب ير، ولكن الجنين مات.اطمئن، ى -وطمػػػب منػػػي الاػػػماح لػػػي بالػػػدخوؿ لرىيت ػػػا، اابتػػػذر، وأكػػػد ضػػػرورة امنتظػػػار، ثػػػـ دبػػػا ملػػػى

راتي، وقدـ لي انجاف ق وة، اأشعؿ ايكارة، وأخذ ينتظر.، واتضػغط "تشـجعي"م، ندى لف تموت، اتخرج مف راة اكنعػاش، شػاحبة، اػتقوؿ ل ػا:

.""أتمنى ذلكاب المرة القادمة لف يموت، واوؼ تبتاـ لؾ، وتقػوؿ: بمى يد ا، وتىكد أف الجنيف ا ذ ب ر بت ا، بؿ ذ ب ر بتؾ.

مر، التفت ملى بمر، وقاؿ لي:ولما حضر الدكتور منير، وبمـ باأل لم أكن مقتنعا باإلجياض، ولكنو أصبح مفرويا اآلن عمينا. -

د ضػػرورة التريػػث اػػابتيف بمػػى األقػػؿ، حتػػى ثػـ اقتػػرح مجػػراء العمميػػة اػػورا، ولكػػف الطبيػػب أكػػتاػػترد نػػدى قوا ػػا، وقبػػؿ أف يػػرد بميػػي الػػدكتور منيػػر، رف جػػرس ال ػػاتؼ، اراػػع الطبيػػب الاػػمابة،

.""عمينا أن نسرعوقبؿ أف يضع ا، ن ض شاحبا، و و يقوؿ: لي ػا واتجي الثنثة ملى راة اكنعاش، ولما بمغو ا رأوا الممرضة تخرج من ا كاافة. اأاػرع م

بمر ياأل ا، لـ تجب بشبء، وتوج ت ملى الطبيب لتقوؿ لي: ماتت . -

يوم .. لرجل واحد- –

اتمقا شريكي أبو بمر، اائن:خرج تتقدمي بطني المكورة، و و يحمؿ ممؼ األوراؽ، ويع توقيعو المبجل؟! - بثالث آالف. -

واتج ا نحو المصعد، وتوايؽ يقوؿ: تيتم، سنعوييا.ال -

انتظرا وصوؿ المصعد، قمين، ثـ تركا ، ومضيا ملى الدرج، وأخذا ي بطاف بميػي، م ػروليف، واب الب و التقى ب ما حامد، ااأؿ:

انتيت األوراق؟! - اأجابي أبو بمر ممتعضا :

كانت العادة أن تنيييا أنت كميا؟! - ارد بميي بثبات:

ب العالق بنفسو.من د ول صاحال بد ىكذا األوامر الجديدة، - بمؽ توايؽ، و و يحمؿ ممؼ األوراؽ، ويماح بمى بطني المكورة:

من أجل البطون. - ارد حامد:

ال فمماذا نعمل؟! - الحياة كميا من أجل البطن، وا خرج رزمػة أوراؽ نقديػة، عة، ثـ مد توايؽ يد ملى جيبي، اأو رؽ الجميع اب ضحكة مصطن

حامد، و و يقوؿ: ااتؿ من ا ورقتيف، ناول ما ملى ذ امؤل بطنك. -

اتناول ما حامد، و و يصطنع الضحؾ، قائن: ف و مسمئ .لت ف، لن تمتمئ. ولكني في المرة القادم لن أقبل بأقل من أال -

اأجابي توايؽ و و ماض مع أبب بمر نحو الباب الخارجب:ذا وقعتيا من المدير، ف ذ ألفين، بل ثالث . - وا

أبػو بمػر معطفػي، ونظػر ملػى اػابة يػد ، ثػـ د ر ا افعت ما ريح شتوية قاراة، وخارج المبنى قاؿ:

سأمر بمدير البنك. - وأنا سأمر بالمشروع، ثم أراك في المكتب، فال تتأ ر. -

ومضػػى كػػؿ من مػػا اػػب اتجػػا ، والػػريح تعصػػؼ، جااػػة، مثيػػرة الغبػػار، ودخػػؿ توايػػؽ اػػيارتي، ة، وانطمؽ.ورمى بالممؼ بمى المقعد، أشعؿ ايكار

- – حيف بمغ مشروع البناء الذي لـ يكتمؿ، كانت الاماء قد اكف رت، وتمبدت اي ا يـو داكنػة،

تزاؿ تعصؼ، جااة، مثيرة الغبار.ما تنذر بمطر زير، ولكف الريح كانتالخشػب المبعثػرة نػا و نػاؾ، حتػى مذا أخذ يتخطى أكواـ اكامنت والتراب والحجارة، وقطػع

البناء، نادى الحارس.صار داخؿ ب مم جدراف مامنتية قائمة، مف ير نوااذ وم طنء، وم بنط، وم أبواب، ما ودخؿ دارا،

رأى الحػػػػارس العجػػػػوز مػػػػع شػػػػاب اػػػػب الثنثػػػػيف، وشػػػػابة دوف ذلػػػػؾ، رمق مػػػػا بنظػػػػرة، وقػػػػدر أن مػػػػا خطيباف، ثـ التفت ملى الحارس واألي، ير مباؿ بالشاب والصبية:

مال؟!أين الع -سمير ذىب إلحيار النوافذ واألبواب، وأ ذ معو األوالد، والمبمط ينتظر البالط الممـون، -

وأنا كما ترى.زار توايػؽ، وداػع بقدمػي حجػرا صػغيرا، ثػـ رمػؽ الشػاب والصػبية بنظػرة اػريعة، والتفػت ملػى

الحارس، يقوؿ لي:ر مـن ىـذه الجيـ ، فكميـا انزل غط أكياس اإلسمنت، وال تتعب الجماع في رؤي الـدو - بيعت.

ونزؿ الحارس، االتفت الشاب ملى توايؽ ياألي: بكم بيعت؟! - بأسعار م تمف ، أقل دار بسبعين. -

وبندئذ قالت الشابة: ولكن الحارس أ برنا أنيا ب مس وستين؟ -

اعمؽ توايؽ ضاحكا: يعرف شيئا.ال أبو عبدو -وقاد ا أمامي، ومرا بتوايؽ، ثـ خرجا، مف الدار، حس الشاب بالضيؽ، اأماؾ يد خطيبتي،أ

مف ير أف يقوم شيئا، وأخذا ي بطاف بمى الدرج.وبعػد قميػؿ، نػادى توايػػؽ الشػاب، اوقػؼ ػػو وخطيبتػي، وأخػذ توايػؽ ينػػزؿ ملي مػا بمػى م ػػؿ،

و و يقوؿ: أرى أنك شاب طيب، وأظن أنيا طيبتك؟! -

وم يتػػردد اػػب مػػؿء بينيػػي من ػػا، اأجابػػي الشػػاب وأشػػار ملػػى الشػػابة، و ػػو يصػػطنع الضػػحؾ، بشبء مف الجد:

نعم. - وبعد قميؿ مف الصمت، قاؿ توايؽ لمشاب، و و ويشعؿ ايكارة:

تطمــب، مناســب جــدا، مــن ثــالث غــرف، ولكنــي، مــا ىنــا، فــي الطــابق األول، دار، ىــي - أعرف كيف أقول، أريد الدار لك، وال أريدىا.ال بصراح ، قصدك؟!ما لم أفيم، -طاللـ عمـى الجيـ الغبيـ ، ولكـن الـدار مبيعـ لرجـل يريـد - دار ممتازة، غرف واسع ، وا

أريدىا لك.ال بيعيا ثاني ، وسيربح بيا، من غير شك، وليذا وبادرت الشابة بالاىاؿ:

؟!وكم يطمب ثمنا ليا - ىو، في الواقع، يطمب مس وسبعين، وداره، في الحقيق ، تستحق ذلك. - ردد الشاب قمين، ثـ قاؿ:ت كنا نفكر في حدود مس وستين. -

ضحؾ توايؽ، ثـ بمؽ: تفكرا في مثل ىذه األسعار، فيي قديم ، لم يبق شيء من ذلك.ال ال، -

أبػػػدى الشػػػاب امتعاضػػػا، ونظػػػر ملػػػى خطيبتػػػي، و ػػػو يريػػػد المضػػػب، اأضػػػاؼ توايػػػؽ اػػػائن الشاب: موظف؟! أنكماذا يعمل األخ؟ يبدو - .رسنعم، مد -

نفث دخاف ايكارتي، واصطنع ضحكة مرحة، ثـ األي، و و يشير ملى الشابة، مػف يػر أف ينظر ملي ا:

وأظن أن طيبتك معمم أييا؟! - نعم. -

وبعد شبء مف الصمت، أضاؼ توايؽ:ن كنـت - أتوقـع أن يقبـل، وعمـى ال سأحاول إقناع صاحب الدار بسبعين ألفـا، ألجمكـم، وا

يمكــن أن تمــروا مســاء، الســاع السادســ ، بمكتــب األمانــ العقــاري، فســوف تــرون كــل حــال، صاحب الدار ىناك.

تزاؿ تعصؼ، وترددت اب الاماء زمجرات ما وخارج البناء افعت ـ جميعا الريح التب كانت ربد، ينذر بمطر وشيؾ.

ر مليػػي طػػوين، كػػاف الشػػاب وخطيبتػػي قػد ابتعػػدا، انظػػ ادى توايػػؽ الحػػارس، وحػػيف قػدـ مليػػيونػ ورمى بقية ايكارتي، ثـ قاؿ:

من اآلن فصاعدا الغرف الثالث بسبعين، واألربع بتسعين. - تردد الحارس العجوز قمين، ثـ قاؿ:

ولكني أ برت أحد المشترين أنيا ب مس وستين. - تكمم أحدا بعد اآلن في األسعار.ال -

ر.وانطمؽ بايارتي، مثيرا الغبار، والربد يزمج- –

لـ يبتعد قمين بف البناء، حتى رأى أبا بمر، يػدا اػب جيبػب معطفػي، والػريح تثيػر الشػعرات بجمػػى، ضػػحؾ لمػػر ، اػػأوقؼ الاػػيارة وصػػاح بػػي، ودخػػؿ أبػػو القميمػػة اػػب رأاػػي، و ػػو ياػػير بخطػػا بمر، وقعد ملى جانبي و و يقوؿ:

نا.، ولكني فيمت أن أراك ىكان وعدنا أن نمتقي في المكتب - وىل األمر ميم؟ - ال، بسيط لمغاي . -

وانعطؼ بالايارة اب شارع اربب، اقاؿ لي أبو بمر برجاء: نصل إلى المكتب قبل إنياء المويوع.ال تسرع، حتىال - أستطيع أن أقود إال بسرع .ال تعرف أني -

تنحنح أبو بمر قمين، ثـ قاؿ: .دار ر يص ، وجيدة - ولكن ليا مشكم . -صــحيح، مثــل دار قاســم، التــي اشــتريناىا األســبوع المايــي، وقبــل أن تســألني أقــول -

مؤجرة، وال يستطيع صاحبيا إ الءىا، وىو لذلك يريد بيعيا. ااأؿ، و و ينعطؼ، وقد اات وتي الاربة:

والمستأجر؟ - لو أحد، كل يوم يجرب عمال، وعاطل عمى األغمب. درويش، ما -

وانعطؼ، اصرخ أبو بمر: الولد راح. -

وانعطؼ توايؽ بايارتي ثانية، اب شارع اربب خر، ومضى محااظا بمى اربتي نفا ا: انتظر حتى نرى. -

لـ يجب بشبء.

أما رأيتو وىو يركض قادما من الشارع الفرعي؟! - أشعؿ ايجارتي بيد، واألخرى تماؾ بالمقود:

لنرجع إلسعافو. - حتما.فائدة من رجوعنا، فالولد مات ال -

وخيـ الصمت، والايارة تنطمؽ ماربة.اأخػػػػػذت ت،فػػػػػلمطػػػػػر، لػػػػػـ تمبػػػػػث أف تكاثمػػػػػف رذاذ اارتاػػػػػمت بمػػػػػى زجػػػػػاج الاػػػػػيارة قطػػػػػرات

ة.المااحات تتحرؾ بقوة وحد - –

حيف بمغا المكتب كاف المطػر قػد أخػذ ين مػر زيػرا، انػزم مػف الاػيارة، واتج ػا نحػو المكتػب م روليف.

وبمقػػي بمػػى المشػػجب، ثػػـ قعػػد اػػب الطػػرؼ المقابػػؿ لتوايػػؽ، تحػػت نفػػض أبػػو بمػػر معطفػػي، "الممك هلل".لوحة كبيرة، تحمؿ، بالخط الكواب، كممتب:

وقدـ ل مػا صػالح الق ػوة المػرة، وطمػب توايػؽ رشػفة أخػرى، وبعػد شػبء مػف الصػمت، تػدخؿ صالح اائن أبا بمر:

يرام؟! ما لست عمى - ضحؾ توايؽ، وأجاب بدم مني:

صم مع زوجتو. ت ا - اعمؽ صالح ضاحكا:

.يت اصم مع زوجتو أبدا ال ال، مثل أبي عمر - ضحؾ توايؽ، وأجاب ثانية بدم مف أبب بمر:

ىي اصمتو. - بندئذ تنحنح أبو بمر، وأجاب مصطنعا الضحؾ:

تطمــب حايــر عنـدىا، تســألني ألفــا فأعطييـا ألفــين، أمــس مـا ولمـاذا ت اصــمني؟! كــل - ر من كيمو ونصف الكيمو لحما؟!عشاؤنا أكث

ضحؾ توايؽ، وبمؽ مىكدا بت كـ: حقيق ، كان عشاؤك لحما، ولكن نمت في الفراش من غير عشاء. - واهلل كان لي عشاء وسحور وفطور. -

وبمى الفور أجابي توايؽ: كالم. -

اقاؿ أبو بمر، وصالح يقدـ لي الق وة المرة:

، أفيل من كالم عزب، وفي ال مسين من عمره.كالم متزوج وعنده أربع أوالد - اقاؿ توايؽ، و و يشعؿ ايجارة:

أنا عصفور طيار، من غصن إلى غصن، ومن شجرة إلى شجرة. - واتح الباب، ودخؿ رجؿ قصير، اب صدرية بيضاء، واتجي نحو توايؽ، و و يصرخ:

ستشفى.تظن أنك ىربت، كان يجب أن ترجع لحمل الولد إلى المال توفيق بك، - أما توايؽ امـ يجب بشبء، اتابع الك ؿ صراخي: ب ت صالح، وامتقع لوف أبب بمر،

ــر - ــى م ف ــت، تفيــل إل ــد وىرب ــي المــرآة، صــدمت الول ــا أحمــد الحــالق، رأيتــك ف ــا، أن أن الشرط .

ن ض توايؽ، اأطفأ بقية ايجارتي، ثـ أجابي ب دوء: يم ذلك.ىذا ليس عممك، إذا أردت فاذىب إلى الم فر، وقل ل -

انفجر ضب الك ؿ، وصرخ: تس ر مني؟! إذن سترى. -

وكور قبضتي اب وجي توايؽ، ثـ نظر ملػى صػالح، ثػـ ملػى أبػب بمػر، ومضػى نحػو البػاب، وقبؿ أف يخرج صاح:

توفيق بك.يا سترى -رجػػع توايػػؽ ملػػى مقعػػد ، أشػػعؿ اػػيجارة، وطمػػب مػػف صػػالح رشػػفة مػػف الق ػػوة المػػرة، واػػرح

المكتب، حيث كاف المطر ين مر زيرا.ببصر ملى خارج - –

بعػػد قميػػؿ، وقفػػت أمػػاـ بػػاب المكتػػب اػػيارة شػػرطة، ونػػزؿ من ػػا شػػرطياف، وأخػػذا ينظػػراف ملػػى ايارة توايؽ الواقفة أماـ المكتب، ونزؿ الك ؿ، ثـ قاد ما ملى باب المكتب.

ن ض أبو بمر، اقاؿ لي توايؽ: تتكمم بشيء، وابق صامتا.ال أنت - اؿ لي:قالتفت ملى صالح، و ثـ أنت كنت تقود السيارة، وأنا كنت بجانبك. -

ب ت صالح، وحاوؿ النطؽ، ولكف توايؽ باجمي قائن: ت ف، سأرتب كل شيء.ال -

ودخؿ الشرطياف، ثـ دخػؿ وراء مػا الك ػؿ، و ػو محتػد، واقتػرب مػف توايػؽ، و ػو يشػير مليػي بغضب: اء، صدم الولد بسيارتو، ثم ىرب، ىذا ىو.ىذا، ىذا ىو، توفيق بك، تاجر البن -

ورحػػب صػػالح بالشػػرطييف، ودبا مػػا ملػػى القعػػود، امػػـ ياػػتجيبا، وتوج ػػا ملػػى توايػػؽ، يطمبػػاف مني أف يرااق ما ملى المخفر، ااأل ما ب دوء وثبات:

ماذا في األمر؟! - اأجاب أحد ما:

صدمت الولد بسيارتك، ثم ىربت. - جارتي، ثـ قاؿ:ضحؾ توايؽ قائن، وأشعؿ اي

نمـا سـيارتي ىـي التـي - أوال، أنا لم أىرب، فيا أنذا أمامكم، وثانيا، أنا لم أصدم الولد، وا إلى جانبو. أناصدمتو، وصالح كان يقودىا، و

صعؽ الحنؽ، وصاح منفجرا : كذاب، كذاب، ىو، ىو كان يقودىا. -

بػا منػي التػزاـ ال ػدوء، ثػـ توجػػي و جػـ بمػى توايػؽ، كأنػي يريػد ضػربي، اأبعػػد الشػرطياف، وطم أحد ما ملى توايؽ، وقاؿ لي:

تفيل معنا إلى الم فر، إذا سمحت، لتقول ىذا ىناك. - اضحؾ توايؽ، و و ينفث دخاف ايجارتي، ثـ ن ض، و و يقوؿ ل ما:

كما تأمران، أنا وصالح بال دم . -ؽ، وقػػد بقػػدت الد شػػة وتقػػدـ خارجػػا، ثػػـ لحػػؽ بػػي صػػالح، والشػػرطياف، وتػػبع ـ أحمػػد الحػػن

لااني.يػزاؿ ين مػر زيػرا، وقػد جػرى مػا وظؿ أبو بمػر اػب المكتػب وحػد ، بمػى حػيف كػاف المطػر

الايؿ بمى طراب الشارع، وكاد يطغى بمى الرصيؼ.- –

بعد أقؿ مف نصؼ اابة، رجع توايؽ مف مخفر الشرطة.ر ملى الشارع مػف وراء الزجػاج، يزاؿ اب انتظار ، يشرب الق وة المرة، وينظما كاف أبو بمر

وقد خؼ ان مار المطر، وأخذ ين ؿ رذاذا. ماذا جرى؟! -

أشعؿ ايجارة، ونفث الدخاف، ثـ قاؿ: تم توقيف صالح، وأحمد الحالق. -

ااأؿ أبو بمر مد وشا: أحمد الحالق؟! -، )بيـدي نعم، لحق بنا إلى الم فر، وىناك تيجـم عمـي، وقـال "لـو كانـت الموسـى بيده -

ليرب بيا عنقي"، فأصدر أبو نجيب أمرا بتوقيفو، احتياطا.

ومن أبو نجيب؟! - ىل نسيت؟ أبو نجيب، صاحبنا، ىو نفسو مدير الم فر. -

أحػس أبػو بمػػر بشػبء مػف الضػػيؽ، صػب لتوايػؽ انجػػاف ق ػوة، وصػب لنفاػػي انجانػا خػػر، وبعد قميؿ مف الصمت، اأؿ:

والولد ؟! - العمر لك. - ؟! ك، أقصد ىل عرفت عنو شيئا عرف ذلأ -عمــره ســبع ســنوات، وراءه جــيش مــن اإل ــوة واأل ــوات، عشــرة أوالد، ربمــا كــان ىــو -

أوسطيم،، أبوه بائع متجـول، وبيتـو فـي الطـرف الشـرقي، أم الولـد جـاءت إلـى زيـارة أ ييـا فـي الحي المجاور، ونزل الولد ليمعب مع أوالد الو، وكان القياء والقدر.

وماذا ستفعل؟! - سأذىب إلى المطعم، لتناول الغداء. - أقصد ماذا ستفعل بالنسب إلى الحادث؟! - سأذىب مساء إلى أىل الولد لتعزيتيم. -

التفت مليي أبو بمر مد وشا، واأؿ: تذىب بنفسك؟! - نعم، وستذىب أنت معي أييا. - أىل الولد؟! بأس، أنا سأذىب، ولكن كيف ستواجو أنتال أنا، ؟أنا -

ضحؾ توايؽ، و و يطفئ بقية ايكارتي، ثـ أجاب:ت ف، والـده طيـب، ودرويـش، وسـيكون أبـو نجيـب ىنـاك، والشـيل سـالم، عمـى كـل ال -

حال، سوف ترى األمور بنفسك. ون ض، وتناوؿ معطفي، وارتدا ، ثـ قاؿ:

إذا أردت أوصمتك إلى البيت. -اب المكتػب، ودخػؿ كن مػا اػب الاػيارة، ولػـ تمبػث وخرج توايؽ، وتبعي أبو بمر، ثػـ أقفػؿ بػ

تزاؿ مبتمة، بمى الر ـ مف انقطاع المطر.ما أف انطمقت ب ما، وكانت أرض الشارع- –

نزؿ أبو بمر أماـ بيتي، وقد ألح بميي توايؽ أف يشاركي طعػاـ الغػداء، اػأبى، اػانطمؽ وحػد اب ايارتي، حتى صار أماـ المطعـ.

ف، بانحناءة كبيرة، ثـ قاد ملى ركني المألوؼ، وقبؿ أف يشعؿ لي ايجارتي، حيا النادؿ بثما قاؿ لي:

لي الطعام، وال تسألني ماذا أريد، فأنا اليوم أعتمد عمى ذوقك. ل عج - ولما رجع مليي، مس لي:

أريد صنفا نظيفا، لفترة القيمول . - ولكن، من الصعب تأمين مثل ذلك، في غير المساء. - شيء يصعب عمى عثمان.ال - أمرك. -

ثـ انحنى، ومضى، وأخذ توايؽ ينقؿ الشوكة بيف الصحوف، وياكب اب جواي جربػات مػف امػاؿ د نضػح حػرارة وجػاء، مػز لػي بعينػي،النبيذ النذع، وحػيف رجػع مليػي النػادؿ، كػاف جاػمي قػ

بميي و مس: بعد ربع ساع ، أمام بائع الحمويات، في شارع المحط . - العالم ؟!و - حقيب يد زرقاء. -

اقاؿ لي: ىات القيوة. -

اب، وضابؼ لعثمػاف العطػاء، اودبػي حتػى حاورشؼ انجاف الق وة، ووضع اب الصحف ال باب المطعـ.

وانطمؽ بايارتي، وقد أاند مراقي ملى النااذة، و و ياتقبؿ النامات الباردة، المشبعة برطوبة المطر الذي يبمؿ الشارع.

- – ـ بػػائع الحمػػوى، اػػب شػػارع المحطػػة، ر ػػا تحمػػؿ حقيبػػة يػػد زرقػػاء، وقػػؼ، اانتب ػػت مليػػي، وأمػػا

وتقدمت نحو . وجي مميح، وبيناف اوداواف، واـ مكتنز، ومعطؼ اميؾ، يخبئ جاما مميئا.

تفيمي. - ااألت، بارتياب:

ومن دلك؟! - عثمان. -

وقػػػد مػػػأل جػػػو الاػػػيارة بطر ػػػا اػػػدخمت، مطمئنػػػة، اػػػانطمؽ ب ػػػا، و ػػػو يرنػػػو ملي ػػػا اػػػب المػػػر ة، الفا ـ. وأنت من دلك عمى عثمان؟! - الفقر. -

ااأؿ بم جة مختمفة: وىل نسيت الحسن والجمال؟! -

ااصطنعت ابتاامة، ثـ قالت: تشتيي.ما وكل -

اانعطؼ اب شارع اربب، وقرر أف يدور دورتيف، قبؿ أف يصؿ ملى البيت، ثـ قاؿ: جرأتك تعجبني. -

ي، وقالت:امالت بمي إذن ادفع قبل أن تصل إلى البيت. -

أحس بأنفاا ا الن بة، االتفت ملي ا: سأدفع لك في البيت مرتين. -

ا مات بغنج: ىنا الثمن، وىناك الكرم. -

أوقؼ الايارة، اجأة، ونظر ملي ا، ثـ قاؿ: الساع اآلن الثالث ، ابقي معي حتى ال امس والنصف. -

ش قت، ثـ قالت مازحة: وىل ستأكمني؟! - ال، ولكن لدي موعد في السادس ، وال أريد أن أبقى وحدي. -

ترددت، ثـ قالت، مااومة: وقت طويل. - سأدفع أكثر مما تطمبين. -

اقالت بدلع: أ شى السأم؟! - إذن، فمترجعي إلى حيث رأيتك. -

برجاء: ، ثةوانعطؼ يو م ا أني ايرجع ا ملى حيث ر ا، ولكن ا مالت بميي، وصرخت م ترجع، سأبقى.ال ال، -

وانطمؽ نحو البيت، حتى مذا بمغي، أوقؼ الايارة، والتفت ملي ا، ثـ قاؿ: يشك فينا أحد.ال اتبعيني عمى ميل، وأبقي مساف معقول بيني وبينك، حتى -

- – أماـ بائع الحموى، حيث التقط ا، وقؼ، بايارتي، واأل ا:

ك؟!اسمما نسيت أن أسألك، -

ييم.ال -ذا أردت أن أطمبك مرة ثاني ؟! - وا عثمان يعرفني. - أعرف ذلك، ولكن ماذا أقول لو؟! -

ترددت ثـ قالت: قل لو دالل. -

ونزلت، اانطمؽ بمى الفور ملى بيت أبب بمر، وقؼ أمامي، وأطمؽ بوؽ الايارة، ونظر ملى اابتي، كانت الااداة، وبضع ثواف.

مػػر، اػػب مػػدخؿ البنػػاء، تقػػدـ نحػػو الاػػيارة، ثػػـ دخػػؿ اي ػػا، متج مػػا، وبعػػد قميػػؿ ظ ػػر أبػػو ب وأ مؽ الباب وراء ، و و يقوؿ:

بصراح ، يميري يعذبني. - إذا أردت فانزل، وال تذىب معي. - ال، انطمق وال ت ف. -

وانطمؽ بايارتي، ونور ا يفرش أرض الشارع المبتمة، وبعد ني ة صمت، قاؿ:عذبني حين كنا نشتري دارا لكـي ن مـي المسـتأجر، ولكـن، ىـذه بصراح ، كان يميري ي -

المرة، األمر ي تمف كثيرا. ىذه مثل تمك -إلـى البيـت، ورأيـت ابنـي منيـرا، وأحمـد، تعرف، مـاذا أقـول لـك، حـين رجعـت ال ال، أنت -

، و بأت وجييممت سماح، الصغرى، وقبمتيا كثيرا توفيق، حيا وبنتي سمر، وسماح، لو ترى، في عنقيا، وكدت أبكي.

أوقؼ توايؽ الايارة، ثـ التفت ملى أبب بمر، وقاؿ اائن: ىل تريد الرجوع إلى البيت؟! - ال. - ميى.ما إذن، انس -

ومرة أخرى، ااد الصمت، وكانت الايارة قد أخذت تدخؿ اػب أزقػة ضػيقة، موحمػة، ممتويػة، دأ توايؽ الاربة، ثـ قاؿ:

ىو.أظن أن البيت ىذا - ونزم مف الايارة، اتوجي توايؽ ملى الباب اقربي، وقبؿ أف يفتح األي أبو بمر:

ىل أعطيو أنا مس آالف؟! ؟رأيكما - نظر مليي طوين، ثـ اأؿ باخرية:

لكي تريح يميرك؟! -- –

اتح الباب، اظ ر ل ما الشيخ انـ، ابادر ملى الترحيب ب ما، ثـ قاد مػا ملػى الػداخؿ، واػب ناء الدار وقؼ، ليقوؿ:ا

كل شيء تم ترتيبو، ولكن الرجل جدير بالمساعدة. - ااألي توايؽ:

؟ كم يريد - اأجابي:

ــد يــرفض المســاعدةال ىــو - ــد شــيئا، وق ــب، ال ولكــن أنــت يري ــو، فالرجــل طي تب ــل عمي ..ودرويش، واحتسب األمر قياء وقدرا، ولكن ابنو األكبر.

اأؿ أبو بمر بضيؽ، مقاطعا: ماذا سيفعل؟! -

اأجاب الشيخ انـ ب دوء: ابنو، ولد في الثانوي ، مندفع قميال، لن يفعل شيئا، ولكنو قد يقول كالما. -

وخرج ملي ـ أبو نجيب، ارحب بتوايؽ وبأبب بمر، ثـ قاؿ: من األفيل أال تتأ ر، ىل اتفقتم عمى شيء! -

اأجاب توايؽ: سأعطيو عشرين ألفا. -

ر:وأضاؼ أبو بم وأنا سأعطيو مس . -

اقاؿ أبو نجيب: بأس، ولكن عمينا أن نسرع في كل شيء.ال -

وأضاؼ الشيخ انـ:الواقــع أبــوه رجــل طيــب وفقيــر، وكــذلك أعمامــو، وأنــا ذكــرتيم بــاهلل، وبالقيــاء والقــدر، - .وأقنعتيم

اقاطعي توايؽ: نعرف ذلك. -

لشيخ انـ.ودخؿ الجميع، يتقدم ـ أبو نجيب، واب المىخرة ا- –

وبعد قميؿ خرج أبو نجيب، وتوايؽ، وأبو بمر، والشيخ انـ، وم أحد يودب ـ، ير رجميف مف رجاؿ الحب، الذيف حضروا المأتـ.

ودخؿ الرجاؿ األربعة اب الايارة، واجميف، ولـ تمبث أف انطمقت ب ـ.لكػف لػـ يمبػث الشػيخ اػنـ أف بميػي الصػمت والضػيؽ، و يف ر كاف الجو داخؿ الايارة داائا، ي

قطعي، قائن لتوايؽ: أريد أن توصمني إلى البيت، قبل الجميع. - سأوصمك إلى المقبرة، ال إلى البيت. -

وجد أبو بمر الفرصة مناابة، اقاؿ: لو تمت المصالح ىذه الميم ، لنام كل واحد منا ىانئا. -

ارد بميي أبو نجيب: يرام.ما في مكتبي تسير األمور عمى نم ىانئا، وال تقمق، غدا - بصراح لست متفائال. -

ارد بميي توايؽ:ماذا تتوقع منـو؟! رفـع دعـوى؟! ىـو ال اسـر، كـان الحـادث قيـاء وقـدرا، ولكنـي عمـى - صمت.ن أنو سيقبض غدا عشرين ألفا، وييقين م لو كان سيقبض حقيق لكان قبض الميم ، وانتيى األمر. -

رة أماـ بيت الشيخ انـ، اقاؿ:ووقفت الايا قد وصمت سالما، بقي أن أقول غانما. ىا -

اقاؿ لي أبو نجيب: تنس الموعد غدا.ال ت ف، توفيق بك لن ينسى أتعابك، وأنتال ستغنم غدا، - أنا بال دم . -

ونزؿ وانطمقت الايارة، وااد شبء مف الصمت الفاتر، اقطعي توايؽ قائن ألبب بمر: رأيك في مشاركتنا السيرة ىذه الميم ؟ ما - ال، سأسير مع زوجتي واألوالد. -

ارد بميي توايؽ: ىذه من محاسن الزواج التي تمنعني من اإلقدام عميو. -

ووقفت الايارة أماـ بيت أبب بمر، انزؿ من ا، وأبو نجيب يقوؿ لي: تنس، الموعد غدا، في مكتبي، الساع الثاني عشرة.ال -نطمقت الايارة، كانت ليمة شتوية باردة، تمبدت اماى ا بالغيوـ، و ػدر اي ػا الربػد وزمجػر، وا

ولكف المطر لـ ي طؿ.

- – أماـ مم ى النجمة نزؿ توايؽ وأبو نجيب، و يأ ل ما النادؿ مائدة قريبة مف منصة الغناء.

شربا الكأس األولى، بصحة توايؽ، ثـ صب أبو نجيب الكأس الثانية.ـ تمبػػػث أف دارت الخمػػػرة اػػػب الػػػرىوس، ومػػألت المغنيػػػة األاػػػماع بصػػػوت ا، مثممػػػا مػػػألت ولػػ

األحداؽ بمفاتف جام ا، والعيوف ترنو ملي ا خنؿ جو مفعـ بالدخاف واألنفاس والروائح.ثػػػـ ماػػػح جبينػػػي، ومػػػاؿ بمػػػى أبػػػب ، افػػػؾ توايػػػؽ ربطػػػة بنقػػػي، الجاػػػـ حػػػرارة وجػػػاء ونضػػػح

اقصة:نجيب، واألي، و و يشير ملى الر رأيك فييا؟ما - فاتن . -

ورشػق ا اػب حمقػي، ثػـ ابتمع ػا، اػأحس بػاحتراؽ شػديد، امػد يػد ملػى وصب الكػأس الخاماػة، صحف المخمؿ، ومأل امي بقطعة مني كبيرة، لـ يمبث أف مج ا، ثـ رما ا بمى األرض.

ومرة أخرى ماؿ بمى أبب نجيب واألي: أال تحفظ الشعر! -

اأجابي بقرؼ: أحفظ الشعر.ال، ال -

وصػػػب كأاػػػا، ابتمع ػػػا بصػػػعوبة، ثػػػـ تنػػػاوؿ اػػػيكارة مػػػف بمبػػػة التبػػػغ الممقػػػاة بمػػػى المائػػػدة، ووضع ا بيف شفتيي، وراح يحاوؿ مشعال ا، اأشعم ا أبو نجيب.

اقاؿ لي: ونادى النادؿ، اجاء ممبيا، مرتكم سيئ . -

ـ بتوايػػػؽ، ولكػػػف أبػػػا نجيػػػب منعػػػي، مػػػا، ون ػػػض توايػػػؽ يمعػػػف وحػػػاؿ بين انػػػتفض النػػػادؿ، و ػػػ ويشتـ، و و يترنح:

سأشرب ال مرة في مميى فينوس، ىيا، لنذىب إلى فينوس، ال مرة ىنا قذرة. - اقاد ملى الخارج، و و يترنح. ون ض أبو نجيب،

- – زبجي النور، األقى برأاي اوؽ الواادة.لرأس، محطما، شد جفنيي شدا، اأن ض مثقؿ ا

، اػػن ض، وأحشػػاى تجػػيش، امضػػى حاايػػا، ومػػد يػػد ملػػى مقػػبض وتحػػرؾ شػػبء اػػب أحشػػائي باب المطبخ، يريد اتحي، ولكف يد راحت اب الفراغ، وكاد ياقط، اشتـ.

شد جفنيي ثانية، وتمطػى، ثػـ اطمػأف ملػى أنػي بمػغ بػاب المطػبخ حقيقػة، افتحػي، ومضػى ملػى المغامة، وضع رأاي تحت الصنبور، وتقيأ، ثـ رجع ملى الفراش.

قػد رجعػت ب ػا مػف المم ػى، م، لػف ياػتطيع، يجػب أف د اػيحطـ اػيارتب، مضػحؾ، ػاالولأقػػوى قبضػػتي بمػػػى المواػػى، اػػيفجر ا، م، اػػػأخنقي مػػػا أاػػرع، قبػػؿ أف يفجػػػر بجمت ػػا، اػػأخنقي،

لقػػد براتػػي، منػػي أخػػو الولػػد، واألاػػتاذ ياػػابد ، ياػػعى مثمػػي ملػػى بأصػػابعب، قبػػؿ أف يفجػػر العجمػػة، ، والحػػػارس العجػػػوز وأحمػػػد الحػػػنؽ األحمػػػؽ ياػػػعى كػػػؿ من مػػػا ملػػػى تفجيػػػر تفجيػػػر العجمػػػة الثانيػػػة

يفعموف، بؿ من ـ يحمموف الايارة، وأنا أقود ػا، المقعػد ممطػخ م العجمتيف األخرييف، ولكن ـ جميعا بالدـ، والمقود، ايقذاوف الاػيارة اػب البحػر، ولكػف البحػر قػذر وممػوث كػالطيف، لػزج، الشػيخ اػنـ

ف اتح باب الايارة، وأنػا اػب الػداخؿ وراء المقػود، أكػاد أختنػؽ، اػأخرج، أختنػؽ، وأبو نجيب يحاوم أختنؽ.

ون ض مف الارير مذبورا، اتح بينيي، ونزؿ مف الارير، ومضى ملى المطبخ، أبد انجاف ق وة، وارتشفي.

- – بمغ المشروع قبؿ التااعة.

و بػػار، ػػيـ داكػػف يمػػأل الاػػماء، كػاف الجػػو أكػػدر، الػػريح تعصػػؼ، والبػػرد قػػارس، وثمػػة قتػػاـ وربد يزمجر.

نزؿ مف الايارة، اااتقبمي الحارس: في الدا ل رجل ينتظرك. - ماذا يريد؟! - أعرف.ال -

مضػػى ملػػى داخػػؿ البنػػاء، واػػب راتػػي التقػػى رجػػن، بػػرؼ ايػػي بمػػى الفػػور بػػـ الولػػد الػػذي صدمي بايارتي.

لكػؿ امحتمػامت، ن ػض الرجػؿ وحيػا ، اػرد امتعض، لكنػي لػـ يظ ػر انفعػام مػا، و يػأ نفاػي بميي بجفاء، وقعد.

توفيق بك، جئت أ برك بأمر لم أرد أن أكتمو عنك. - أشعؿ ايكارة، وأظ ر بدـ مبامتي.

اليوم، وفي الصباح الباكر، أ برنا رجل من ىذا الحي أنك أنت كنت تقود السيارة. - وىل تصدق ما قال؟! - ولكن ىناك من يصدق كالمو.أصدق، ال أنا، أنا قد -

األي بضيؽ واشمئزاز: من يصدق؟ - ابن أ ي، شقيق الولد. -

لـ يعمؽ بشبء، اأضاؼ الرجؿ: ابن أ ي ي تمف عنا، فيو شاب، ومتعمم، ومندفع، وأفكاره غير أفكارنا. -

األي بحدة: وأنت؟! -ذا أمــرت أنـا، أنـا تعرفنـي درويــش وطيـب، وأنـت رجـل كــريم، وأنـا أردت ـدمتك - فقـط، وا

بشيء، فأنا بال دم . ن ض، رمى بقية ايكارتي، احق ا بقدمي، نظر ملى الرجؿ، ثـ قاؿ:

أنت رجل طيب، وأنا لن أنساك. - واتجي نحو الباب، وقبؿ أف يخرج، التفت مليي، وقاؿ لي:

لقاؤنا في مكتب أبي نجيب، بعد الظير. -نػد المػدخؿ، التقػى باألاػتاذ وخطيبتػي، امػـ وخرج، ير مباؿ بي، وأخذ ي ػبط بمػى الػدرج، وب

يباؿ ب ما، وبادر األاتاذ ملى اىالي: ىل رأيت صاحب الدار؟! -

تردد قمين، ثـ أجاب:فمــر ى الســعر، مســ وســبعون، إذا وافقــكآه، رأيتــو، وحدثتــو عنــك، ولكنــو أصــر عمــ -

بمكتب األمان ، مساء. .وترك ما، ومضى ملى ايارتي، دخؿ اي ا، وانطمؽ

- – الريح تثير الغبار، وايارتي تنطمؽ.

بمغ القصر العدلب نحو العاشرة، اوجد المحامب اب انتظار . ىل انتييت من معامم اإلفراج عن صالح؟ - لم يبق سوى توقيع الوكيل العام. -

وأخرج رزمة نقدية، واأؿ: امد يد ملى جيبي يكفيك مس ؟! -

اأجاب ماتنكرا: أريد شيئا.ال أنا، أنا - ..أقصد - بأس.ال -

أوراؽ نقدية، ادا ا اب جيبي، تحت رداء المحاماة. بضعوناولي وأماـ ايارتي، رأى أبا بمر، واقفا ينتظر ، والريح تعبث بالشعرات القميمة المتبقية اب رأاي.

بادر أبو بمر ملى اىالي: ىل رأيتو؟! - فعت لو.نعم، ود - كيف تم ىذا؟! - دة.كالعا -

د ش أبو بمر، ثـ اطف، اقاؿ: أقصد الرجل، أبا الولد. - ؟! آه، ظننت المحامي، وىل ىو ىنا - نعم، رأيتو منذ دقائق. - لعمو... -

اقاطعي قائن: تتوقع شيئا، واترك األمر، سنراه عند أبي نجيب بعد ساعتين.ال - لي:خؿ الايارة، ولما دخؿ أبو بمر، اأود إلى أين سنذىب؟! -

اأجابي، وقد صار ملى جانبي اب المقعد:سنذىب لمقاء صاحب الدار التي حدثتك عنيا، موعـدنا السـاع العاشـرة والنصـف، فـي -

مقيى النصر. بأس، أمامنا ربع ساع .ال -

أشعؿ ايجارتي، و و ينطمؽ بالايارة، وبعد شبء مف الصمت، اأؿ: ىل تحدثت معو عن السعر؟ -لدار تساوي مئتين، ولكني واثق بأنـو سـيبيعيا بمئـ وعشـرين، يطمب مئ و مسين، وا -

فيو يريد ال الص من مشكم تأجيرىا. لـ يعمؽ بشبء، ولكني راع زجاج النااذة المجاورة لي، وقاؿ:

ئ ىذا اليوم.الطقس سي - وكانت الريح اب الخارج تعصؼ، مثيرة الغبار.

- – ع، و ػػػـ يرشػػػفوف الق ػػػوة، ثػػػـ خرجػػػوا جميعػػػا، عػػػا اػػػب المق ػػػى مػػػع صػػػاحب الػػػدار بقػػػد البيػػػوق

اافعت ـ الريح العاصفة، وبمى الفور قاؿ أبو بمر:سأذىب مـع الرجـل إلـى القصـر العـدلي، لتثبيـت عقـد البيـع، ولرفـع دعـوى إ ـالء عمـى -

المستأجر، فورا

تتأ ر.ال بأس، سأنتظرك في المكتب، ونذىب بعد ذلك إلى موعدنا عند أبي نجيب،ال - وانطمؽ ب ا. ،دخؿ ايارتيو

بمغ المكتب، ارأى صالحا، اااتقبمي بالعناؽ، ولما األي بما جرى، أجاب: اطمئن، سألتقي بو عند أبو نجيب، بعد ساع ، وسأدفع لو. -

أشػػػعؿ اػػػيكارة، وقعػػػد ينتظػػػر، صػػػب لػػػي صػػػالح الق ػػػوة المػػػرة مػػػرتيف، وزمجػػػر الربػػػد، و طػػػؿ المطر، ولكني لـ يكف زيرا.

يارة مػػػف وراء الزجػػػاج، وذكػػػر الحمػػػـ، أحػػػس بشػػػبء مػػػف الضػػػيؽ، الوقػػػت يمضػػػب، تأمػػػؿ الاػػػ والموبد حاف، وأبو بمر لـ يجئ.

اتح الباب، ودخمت امرأة اب الخمايف، مر قة، اتج ت ملى توايؽ بمى الفور:توفيق بك، واهلل زوجي طائش وعقمو مريض، اهلل ييديك لم ير، أسـقط دعـواك، وارحـم -

كان يقصـد اإلسـاءة ما م معيل، ناموا من غير عشاء، زوجي رجل درويش،ليما مس أوالد، إليك.

األ ا : زوجك أحمد الحالق؟! -

وأخذت تبكب، وتنتحب، اصمد، ولـ ياتجب، بؿ أخذ يىكد ت مػة زوج ػا، بت ديػد ، وال جػـو نع توايػؽ بإطنقػي، ااصػطؿ صػالح، اوبػد ا بميي اب المخفر، ازادت المرأة ضعفا وانتحابا، وتػدخ

ثـ خرجت، و ب تتمنى لي الخير، وتدبو لي. بعض الميف، وبعد خروج ا زاد ضيقي، رشؼ انجاف ق وة، وحار اب أمر ، ؿ يذ ب وحد

اتح الباب، ودخؿ األاتاذ وخطيبتي، وبادر األاتاذ ملى القوؿ: لم نشأ االنتظار إلى المساء، فجئنا لندفع لك رعبون الدار. -

قوؿ:ابادر و ملى ال جئتما في الوقت المناسب، وىذا ىو صاحب الدار. -

وأشار ملى صالح، و و يغمز لي، ثـ أضاؼ: إذا شئتما فادفعا لو الرعبون. -

ـ ل مػػا بقػػد بيػػع، ولمػػا خرجػػا ناولػػي المبمػػغ، فػػا، رببونػػا، ونظػػلوقػػبض من مػػا صػػالح بشػػريف أ و و يقوؿ:اااتؿ مني ورقتيف، ورد ما مليي، ثـ وضع المبمغ اب جيبي،

من روجي.ال بد لقد تأ رت، - ودخؿ اب ايارتي، وانطمؽ، والمطر يناكب.- 1 –

بعد نصؼ اابة رجع ملى المكتب، ارأى أبا بمر ي ـ بمغادرتي، ااألي:

إلى أين؟! - اآلن وصمت إلى المكتب، وأ برني صالح أنك لم تنتظرني. - انتظرتك، ولكنك تأ رت. - …ولكن -

ئن:قاطعي قا عمى كل حال، ذىبت، ورجعت. -

وتدخؿ صالح، ااأؿ بقمؽ: برنا، ماذا جرى؟! - قبض عشرين ألفا، وانتيى األمر. -

قاؿ أبو بمر ير مصدؽ: ال، لم تذىب بعد، أنت تمزح؟ -

ارد بميي: تصدق، فاسأل صالحا.ال إذا كنت - ىكذا ببساط ؟! -وة المـرة، وودعنـي إلـى البـاب، ىـو وابنـو الكبيـر، نعم، وأكثـر ممـا تتصـور، شـربنا القيـ -

وا وتو الثالث ، لم نقعد أكثر من ربع ساع ، ولحقني الشيل سالم، فأعطيتو مسمئ ليرة. ومرت اترة صمت، قطع ا صالح بقولي:

الحمد هلل، مرت بسالم. - وأضاؼ أبو بمر:

سأزوره، أنا مساء، ألعطيو مس آالف. - ؾ، ثـ قاؿ:نظر مليي توايؽ، وضح

األمر انتيى، وال معنى لذلك، أبدا. - وبعد شبء مف الصمت، األي:

ا برني، لماذا تأ رت؟! - .آه، أنت أذىمتني، فكدت أنسى، بر موثوق، الوزارة تناقش قرارا بتأميم تجارة البناء -

نظر مليي، و و يشعؿ ايكارتي، وضحؾ ثـ قاؿ: بأس، نغير.ال - وماذا تغير؟! - لوزارة، أو التجارة.ا -

ثـ أضاؼ، و ي ـ بالخروج:

تعال نذىب إلى المشروع، لنطمئن عميو، قبل أن يصدر قرار التأميم. -احات تتحػرؾ ودخن الايارة، ولـ تمبث أف انطمقت ب ما، تحت المطر المن مر زيػرا، والماػ

اػيارة، منطمقػة باػربة بحدة وبنؼ، اتتضح الرىية أماـ توايؽ، وأبو بمػر ملػى جانبػي، وتمضػب ال أكبر.

دعوة اص ىل جاء ابن أ تي؟! -

ياأؿ زوجتي اور دخولي ملى البيت، اتجيب: منذ نصف ساع ، وىو ينتظرك في الدا ل، ولكن لماذا تأ رت؟ ! -لمـــاذا تـــأ رت؟! وتســـألينني أييـــا؟! تـــأ رت ألنـــي مـــررت بالســـوق واشـــتريت بطاطـــا، -

المحترم ابن أ تي. موعد معشتريت مجم ، نسيت أني عمى واويناول ػػػا كياػػػا صػػػغيرا، كػػػاف يحممػػػي، ثػػػـ يػػػدخؿ ملػػػى المطػػػبخ، ايقعػػػد ملػػػى المائػػػدة، ويقمػػػب

صفحات المجمة. الـك شيء مقرف، في المدرس دروس، وفي البيت دروس، كان عميك أن تقولي لـو -

عمى كل حال ىاتي الطعام. .ليس في البيت، وتصرفيو الد.سأل عنك األستاذ -

وي ب واقفا، لياأل ا: األستاذ الد، جاء إلي بنفسو؟! -

، ليصطحبؾ معي.م، أراؿ مليؾ ابني، جاء مليؾ بالايارة إذن. ىام مر أل - أعرف.ال - متى جاء. - منذ دقائق فقط وطمب مني أن أبمغك يرورة زيارتو بنفسك فور رجوعك إلى البيت. - أنا ذاىب إليو اآلن. - ن تناول شيئا قبل أن تذىب.ولك - أن أبدل معطفي، ىاتي معطفي األسود. ال، سآكل حين أرجع، ولكن عمي - ولكنو ليس أفيل من معطفك الذي ترتديو. - بأس، حيري البطاطا إلى أن أرجع.ال - سأذىب بعد قميل، لدي اجتماع مع مجمس اإلدارة. - وما دورك أنت في االجتماع ؟! - المجمس عمى تنظيم محير االجتماع. أمين سر سأساعد -

:ملي ا، ولكن ا ترجع لتاألي اتضم اويعمو اب الداخؿ صوت أمؿ، و ب تبكب، ماذا أقول البن أ تك؟! - ، سوف يتأ ر. الك لم يأت لو يقول - ولكنو سمع صوتك. -

لدى الك عمل يروري، ثم اصرفيو. قولي لو -تػػزاؿ تبكػػب اػػب الػػداخؿ، مػػا جمػػة، ويتجػػي نحػػو البػػاب، وأمػػؿتنظػػر مليػػي بصػػمت، ايحمػػؿ الم

ولكني يرجع ليناول ا المجمة.وليس من الالئق أن أحمميا أمام األسـتاذ ،ال، ذي المجم ، لن أحمميا، فيي ر يص - الد.

أن تحير معك عمب حميب ألمل. تنس ال قيم لذلك كمو، وفي كل األحوال،ال -*

رع، يشير ملى ايارة أجرة، ويصعد اي ا.واور وصولي ملى الشااتصؿ اب خمس دقائؽ، يجب أم تتأخر، اػيراؾ مػف نااػذة راتػي وأنػت تنػزؿ مػف الاػيارة،

يعمػػـ أنػػؾ تنصػػرؼ مػػف المدراػػة اػػب الرابعػػة، ر ذلػػؾ، واػػيدرؾ أنػػؾ حػػريص بمػػى وقتػػؾ، منػػياػػيقد بيتػؾ، لقػد ااػتطاع تقػدير وتصؿ ملى بيتؾ اب الرابعة والنصؼ، أو قبؿ ذلؾ، االمدراة قريبة مػف

الوقػػت تقػػديرا صػػحيحا، أي منػػي أراػػؿ مليػػؾ بعػػد أف تكػػوف قػػد وصػػمت ملػػى بيتػػؾ، وتناولػػت طعامػػؾ م يػزاؿ يػذكرؾ: وأنػتما ،وشربت كأس شاي، الاابة اتف الخاماة، وبضع دقائؽ، صديؽ واب

شػ ر أيػار، كػاف ابنػي تقوـ بواجبؾ نحو ، اب العاـ الماضب دباؾ مليي، واب مثؿ ذ األيػاـ، اػب ماـ اب الصؼ الثالث اكبدادي، وطمب منؾ أف تختبر بػبعض األاػئمة اػب األبػراب، منػي يقػدر

يمكف أف يقدر المثقؼ مم مثقؼ، كاف و نفاػي مدراػا، مثمػؾ، كػاف مدراػا م ثقااتؾ، ويثؽ بؾ،ـ ي قػػػد ن ػػػاقة، ولكلمػػػادة التػػػاريخ، الزميػػػؿ الوحيػػػد الػػػذي ااػػػتطعت أف تطػػػور بنقتػػػؾ معػػػي ملػػػى صػػػد

ذا ػػػو صػػػاحب اػػػين ،واػػػيارة ااػػػتقالتي، وأخػػػذ يعمػػػؿ بالتجػػػارة، أربػػػع اػػػنوات مػػػرت، أو خمػػػس، وا وأصدقاء اب كػؿ مكػاف، يمكنػي أف ياػعى لػؾ لكػب تػدرس اػب الثػانوي بػدم مػف ،ورصيد اب البنؾيحتػػاج ملػػى تطمػػب منػػي ذلػػؾ، التػػدريس اػػب المرحمػػة الثانويػػةم بػػدادي، ولكػػف م،التػػدريس اػػب اك

تحضػػير، يكفيػػؾ التػػدريس اػػب المرحمػػة اكبداديػػة، ابػػف أختػػؾ األجػػرب حمػػؿ لػػؾ كياػػا صػػغيرا ايػػي لي ، وبالمقابؿ يجب أف تاابد بمى تحضير درواي، خير "تفيل الي"أربع تفاحات أو خمس،

و ػؿ وطويػؿ، مف الدرااة أف ياابد والد بمػى داػع بربػة الخضػر والفواكػي، طريػؽ الدرااػة شػاؽ اقػػر زوج ػػا اػػينت ب حػػيف يأخػػذ أف ياػػتطيع والػػد أف ياػػابد بمػػى متابعػػة درااػػتي، وأختػػؾ تظػػف

راؿ مليؾ اب العاـ الماضب، ابني أما األاتاذ خالد أراؿ مليؾ لمثؿ بدادية، لعؿ ابن ا الش ادة اكي لػـ تتقنػي اب الصؼ األوؿ الثانوي، قػد ياػألؾ بػف الممنػوع مػف الصػرؼ، منػي الػدرس الوحيػد الػذ

منت ػى الجمػوع، والاػائؽ ، وصػيغة (اعػؿ)مف دروس النحو، العمـ األبجمػب، ومػا كػاف بمػى وزف اػػب المػػر ة، لقػػد أحاػػنت صػػنعا مذ اختػػرت المقعػػد الخمفػػب وقعػػدت اػػب الطػػرؼ األيمػػف ينظػػر مليػػؾ

المػػرة عػػؿ ػػذ ػػب الراقػػب، اػػيظنؾ طبيبػػا، أو محاميػػا، ول ؾ مػػف اػػكاف ػػذا الحػػب منػػي، اػػيظف أنػػ مثؿ ذا الحب. راؽ اي ا ملى حب تدخؿاألولى التب

* واب الباب تاتقبمي الخادمة، ثـ تقود ملى الداخؿ.

تفيل، من ىنا، السيدة بانتظارك. - نعم؟! - السيدة تنتظرك. - واألستاذ الد؟! - السيد سيحير بعد ساع .. تفيل. -

ف الذي ترا لدى مزينات الشعر، وم تعػرؼ لػي الايدة تحشر رأا ا اب الوباء الزجاجب المعيااػػػما، و ػػػب تمتػػػؼ بمنشػػػفة ورديػػػة، يبػػػدو أن ػػػا خرجػػػت لتو ػػػا مػػػف الحمػػػاـ، ومػػػزيف الشػػػعر يحييػػػؾ:

، وم تعػػرؼ مػػاذا تقػػوؿ، تحػػاوؿ تجنػػب النظػػر ملػػى زوجػػة صػػديقؾ، ولكػػف أبمػػى "بونجــور مســيو" صدر ا العاري يخطؼ بصرؾ.

رســمت إليــك ابنــي، عمــى المنيــدة الصــغيرة أمامــك تفيــل أســتاذ عصــام.. تفيــل، أنــا أ - صفحاتيا، وستعرف عندئذ لماذا أرسمت إليك. ب مجم ، قم

تػرى شػيئا، وم م فحات المجمػة، ولكن ػؾباف صػلؾ خاصة، قريبا من ا، ويداؾ تقم د ب المقعد أ ، وتجنب النظر ملي ا، ناظريؾ بميي ت بأس، ثب م تف ـ، الوباء الزجاجب يق رؾ، وم تعرؼ اامي،

تحػس وم تبصػر، كأنػؾ ػارؽ م لػؾمػا بػأس،م ر اب ااـ لي، مجفػؼ، نعػـ، مجفػؼ الشػعر،اك ر، من ػػػا األنوثػػػة المكتممػػػة، الناضػػػجة، ضػػػعيؼ، مخػػػد ف،تاػػػتجيب، وم تتػػػأثر، مت ػػػاو م اػػػب لجػػػة،

تغريػػؾ بشػػيقة، أن ػػا زوجػػة وأـ، وصػػديقة و امػػرأة، وم شػػبء يػػر ذلػػؾ يمكػػف بن ػػا أف يقػػاؿ، تحػػس أنػؾ مزاء كيػاف خػػر، ثػـ تحػػس وتقصػدؾ، تبيحػؾ كػػؿ شػبء، وم تمنحػؾ شػػيئا، ػب كيػاف، تحػػس

تدخؿ نضرة، موردة الخديف. أنؾ لات بشبء، وم ينقذؾ اوى الخادمة، و ب أحير قاسم ثوبك. ،سيدتي - دعيو يد ل. -

.ويدخؿ قااـ بشاربيي الغميظيفي أره.. أوه، دعنـي أره مـن الطـرف اآل ـر، ال، أبـدا، قاسـم، ابسـط الثـوب، دعنـيـا ىات -

أستاذ عصام؟! يا رأيكما ليس كما تمنيت، .أوه، نعم، رأيي، أنا؟ رأيي، إنو جميل جدا -قاسم إلى ال ياط، وأمـره بتوسـيع فتحـ يا ولكن فتح العنق عند الظير صغيرة، أرجعو - تتأ ر.ال العنق، سيدتي. أمرك - حير لي معك وأنت راجع حبات اللتياب الحنجرة.أ… قاسميا -

أمرك سيدتي. -ــا أســتاذ فــي كــل مــرة أحيــر فييــا احتفــاال، - عصــام، تمتيــب حنجرتــي، بســبب د ــان ي

السكائر، وال بد في كل يوم من حيور حفل، أو سيرة، أنت تعرف زوجي وأصـدقاءه، حنجرتـي الحنجرة؟! ستتمف، أال ترى من اليروري أن أتناول حبات اللتياب

يروري. - أستاذ عصام، ىل استطعت أن تعرف لماذا أرسمت إليك؟! يا نعم، أ برني - نعم، أقصد، ال، لم أعرف. -أظنك تعرف اىتمامي بالكممات المتقاطع ، انظر في صفح التسـميات، ىـل الحظـت أن -

.الكممات المتقاطع تتعمق ىذه المرة بالمغ العربي ، ىات المجم من فيمكويغمرؾ شذى نابش وأنت تناول ا المجمة، ويرتج صد ا البض، وتتألؽ بينا ا، وتحس بدـ

يفور اب الشفتيف المكتنزتيف، ثـ تغوص ثانية اب اختناؽ بميد ان تحس بعد ذلؾ شيئا. ؟! نقييياما مودة، أستاذ عصام، - ! نعم؟ - مودة. - نقيييا .. كراىي . - أربع أحرف. ال، ال، أريد كمم من - بغض. - ال، ىذه من ثالث أحرف، فكر قميال. - في الواقع، أحتاج إلى معجم. - بأس، اشرب اآلن فنجان القيوة، ويمكنك أن تفكر بعد ذلك، لن تحتاج إلى معجم.ال -

كأني الفنجاف األوؿ ترشفي اب حياتؾ، كؿ شبء يد شؾ، يفجىؾ، يغمرؾ، وتاػقط اػب شػمؿ تجػػد كممػػة معبػػرة، أو منااػػبة، أو مئقػػة، اػػب الصػػمت حكمػػة، ، وم شػػكن، ومتحػػس طعمػػا م تػػاـ،

ولكف صمتؾ بجمة، أيف نحوؾ وبن تؾ وذمقة لاانؾ ت أعرف كيف أميي وقتي وأنا أنتظر شعري حتى يجـف، ال أستاذ عصام،يا في الواقع، -

ان، أكـاد أجـن، فـال أعرف كيف أمييو قبل ذىابي إلى حفـل رسـمي، وحـين يجتمـع األمـر ال كما أجد غير الكممات المتقاطع .

.شيء ممتاز جدا -سأشارك بعد قميل في افتتاح المبنـى الجديـد لجمعيـ العـاممين فـي شـرك المنسـوجات، -

إذا لم يكن لديك أنت والمدام موعد ىذه الميم قدمت لكما بطاق لحيور حفل االفتتاح.

شكرا. - الدا ىو الذي تعيد مشروع المبنى، مدة تنفيذ المشروع صديقك األستاذ ىل تعرف أن -

ــد ســن ــي العق ــت ف ــي تســع أكان ــذه ف ــو اســتطاع تنفي ــت تعــرف أن دائــرة ، ولكن ــط، أن شــير، فق أصدقائو ومعارفو واسع .

شيء عظيم جدا. - نعم، أ برني، ىل ذكرت نقييا لكمم مودة؟! - غمت بفنجان القيوة.ش ،أوه نسيت، أقصد - رأيك في أن تأ ذ المجم إلى البيت، وتسير في حل الكممات المتقاطع ؟!ما بأس، ال - فكرة جيدة. - إذن أنا بانتظارك غدا في الموعد نفسو. - أنا بال دم . -

صرفت أحمد، ولكنو رجع ىو وأمـو، تركتيمـا "ويرجع ملى البيت، ايجد بطاقة بمى المائػدة: بأمل، أرجو أال تكون قد نسيت عمب الحميـب، تظارك، اعتن في البيت و رجت، ستجدىما في ان

."زوجتك الم مص أىال أ تي أم أحمد. - بي، ولكن قل لماذا لم تستقبل ابني، ولم تعطو درسا ىذا اليوم؟! ب ترح ال - أعرف ماذا أقول لك، عندي عمل، عندي أعمال كثيرة.ال في الواقع ،أعرفال - ابن أ تك إلى أستاذ آ ر؟! ىل تريد أن أرسل - أريد.ال ال، - ؟! إذن - لدي أعمال كثيرة. ك قمت ل -ذا نـال الشــيادة، فمــن اآلن فيمـت، ــذ ىــذه مئـ ليــرة، وف - رتيــا مـن مصــروف البيــت، وا

أب ل عميك بما أستطيع توفيره. ال، لن آ ذ شيئا . -إذا ،أجبني، أنا أ تك، قل ليلن تأ ذ أجرة، ولن تعطيو دروسا، أجبني، ىل ىو غبي، -

ثت والده، وأ رجناه من المدرس ؟! كان غير جدير بالدراس حد ال، لم أقل ذلك. -

الدراس لنا نحن الفقراء ىـي طريـق ال ـالص، ىـل تريـد أن يصـبح مثـل والـده ،أ ييا -يكــون مثــل أنتريــد ال بائعــا متجــوال تطــارده شــرط البمديــ ، وتصــادر كــل يــوم ميزانــو، أم لعمــك

؟! الو، أستاذا مثقفا تعػرايف، أنػا التمميػذ، أنػت األاػتاذ، اتف براػت، م أختػب، أنػتيػا أنا األاتاذ المثقػؼ ت ،

ليتنػػب أكػػوف تمميػػذؾ، ولكنػػب كبػػرت، و رمػػت، وبجػػزت، ولػػف أتعمػػـ بعػػد اليػػوـ شػػيئا، اتف براػػت، أختػب، وابنػؾيػا ف يرتجػى، أنػا مػريضب معراتػب شػيئا، وم فػران ي د ج برات كؿ شبء، ولكف لف ت

يحتػاج ملػى درواػب، وأخشػػى أف أاػمـ اكػر ، أخشػى أف يعرانػػب ايحتقرنػب، وأخشػى أم يعرانػػب م ايخدع، أما أنا اقد برات كؿ شبء.

زميال لـي أدرس طالب الصف الثالث اإلعدادي، ولكن ال أنا ،الواقع آه، نعم، أفكر، في -ادم دورة يــدرس فييــا عــدة طــالب، م، وســيبدأ فــي األســبوع القــســيفــي المدرســ ىــو الــذي يدر

أحمد إلييم، ولن يأ ذ منو أجرة، سأوصي بو. طمب منو أن ييم وسأوتذ ب أختي وابن ا، ايمضب ملى المطبخ، ويعد طبقا مف البيض، ويقعد يتناولي، وقد وضع

ويفكػػر اػػب حم ػػا، وتاػػتيقظ ملػػى جانبػػي بمػػى المائػػدة المجمػػة، و ػػو ينظػػر ملػػى الكممػػات المتقاطعػػة، أمػػػػؿ، ايعػػػػد ل ػػػػا الحميػػػػب، ويرضػػػػع ا، وقػػػػد باػػػػط ملػػػػى جانب ػػػػا المجمػػػػة، وبينػػػػا تتابعػػػػاف الكممػػػػات

المتقاطعة. وترجع زوجتي اترا اايا اب مقعد بميؽ، والمجمة بيف يديي.

الدار الجديدةا الثانيػػة بشػػرة، راػػع النظػػارة بػػف بينيػػي، وأرجػػع ظ ػػر ملػػى وراء، نظػػر ملػػى اػػابة يػػد ، من ػػ

والجداوؿ الثنثة التب بيف يديي لـ ياتطع متماـ تدقيق ا، ماح جبيني بيػد ، ونظػر ملػى بػاب راتػي مػػا المغمػػؽ، بمونػػي الفضػػب الكئيػػب، ثػػنث اػػابات، مػػف التااػػعة ملػػى اتف، لػػـ ينجػػز شػػيئا، وذ نػػي

ؿ يمزؽ ذ الجداوؿ لقمـ الذي بيف يدييمى التركيز، ماذا يفعؿ ؿ يكار ايزاؿ ير قادر ب أو يذ ب ملى اكرتير المدير ويرجو ويتواؿ مليي كب يخرج لي داتر الدواـ ليوقع ايي ت

خػرج مػف من ا المرة التااعة، ولعم ا العاشرة، التب ياتيقظ اي ػا متػأخرا، بمػى يػر بادتػي، ايس شػاي، ويصػؿ ملػى وراء ، مػف يػر أف يتنػاوؿ اطػور ، أو يرشػؼ كػأ بيتي اضبا، صااقا الباب

وظيفتي، بعد راع داتر الدواـ، متأخرا أكثر مف نصؼ اابة، و ا و ذا يترقب بيف حيف و خػر أف لياػػمع أو أف يػػرف جػػرس ال ػػاتؼ ، "تفيــل المــدير يطمبــك"يفػػتح البػػاب، ويػػدخؿ اتذف، ليقػػوؿ لػػي:

صوت المدير ياتدبيي ملى مكتبي.ش ر، ولكني لـ يتوقع أف يحدث مثؿ أثنثة لـ يمض بمى اكني اب الدار الجديدة أكثر مف

ػػذا األمػػر، اػػب األيػػاـ األولػػى شػػعر بالاػػعادة وامرتيػػاح، ثػػنث ػػرؼ، وشػػراة، ومطػػبخ، الجػػدراف بيضاء متألقة، واألبػواب نظيفػة جديػدة، والحمػاـ أكثػر األشػياء متعػة، ولكػف تكشػفت لديػي بعػد ذلػؾ

أمور جديدة.اف ياػػػػتأجر ا اػػػػب تمػػػػؾ الػػػػدار، ذات الفنػػػػاء الفاػػػػيح كػػػػاف ضػػػػائقا بالغراػػػػة الوحيػػػػدة التػػػػب كػػػػ

المكشػػوؼ، والتػػب يشػػترؾ اي ػػا مػػع خػػريف، ياػػتأجروف اػػب الػػدار نفاػػ ا ثػػنث ػػرؼ أخػػرى، كػػاف ضائقا حقا، ولكني اليوـ أكثر ضيقا، اب دار ذ ، ذات الغرؼ الثنث.

و ػػا، ويمػػأل النػػور كػػاف ياػػتيقظ متػػأخرا أبػػدا، االشػػمس تاػػقط اػػب انػػاء تمػػؾ الػػدار منػػذ بز مػػا راتي، اياتيقظ، ويمضب ملػى الفػرف، اػب الخاماػة، ايشػتري الخبػز الاػاخف وبعػض الخضػر، ثػـ

الفػػواؿ، اػػيمأل صػػحني بنصػؼ ليػػرة، ويرجػػع ملػػى البيػػت، لي نػػأ بػػالفطور مػػع "أبــو حــازم"يمػر بػػدكاف اياػػأؿ زوجتػػي بمػػؿ ولديػػي، و ا اػػتعد لمغػػداء، وقبػػؿ أف يخػػرج يقبػػث ا بمػػزوجتػػي وولديػػي، و ػػو يحػػد

تحتاج مليي مف الاوؽ ليحضر معي.تػػزاؿ معتمػػة، ويضػػبء مػػا ر كػػؿ شػػبء، ياػػتيقظ، اػػإذا الغراػػةواليػػوـ اػػب الػػدار الجديػػدة، تغيػػ

المصػػػباح، وينظػػػر ملػػػى الاػػػابة، اػػػإذا ػػػب تشػػػير ملػػػى الاػػػابعة، أو الاػػػابعة والربػػػع، اػػػن يصػػػدؽ، مػػػف خػػػنؿ األبنيػػػة المرتفعػػػة أمامػػػي، ملػػػى وياػػػرع ملػػػى المطػػػبخ، ويخػػػرج منػػػي ملػػػى الشػػػراة، ويتطمػػػع

الاماء، ايرى الشمس منعكاػة بمػى الجػدراف، ايرجػع ملػى زوجتػي، يوقظ ػا اضػبا، وينػادي أحمػد واميرا، ويرتدي ثيابي بمى بجؿ، و و يصيح بزوجتي:

أسرعي بإرسال أحمد إلى المدرس ، واعتني بسمير، وال تتركيو ينزل إلى الشارع. - وتاألي:

ذا سنطبل ىذا اليوم؟وما - ايجيب ا:

عرف.أال - ويخرج صااقا الباب وراء .

يعػرؼ أيػف يقعػد وكيػؼ ينػاـ وأيػف ياػ ر م اب دار الجديدة ثػنث ػرؼ، ولكنػي حقا مف ، تػػرى النػػور، وأخػػرى لمجمػػوس، أصػػغر مػػف األولػػى، وثالثػػة، مثػػؿ الثانيػػة، أو م راػػة واحػػدة لمنػػـو

الن ػار، وينامػاف اي ػا اػب الماػاء، كمػا ألقيػت وامير، يمعبػاف اي ػا اػب ركت ألحمدأصغر من ا، ت اي ا بعض األشياء الم ممة، أو القميمة اماتعماؿ.

الشراة حاوؿ القعود اي ػا ذات ماػاء، ػو وزوجتػي وأحمػد واػمير، امػـ تتاػع لغيػر كراػييف، مة.وحيف أرادت زوجتي نشر الغايؿ اي ا، ضاقت بف امتااع لحاجات ـ القمي

كيؼ تورط بشراء ذ الدار تبعد بشر انيف مف الزواج، والكدح، مع زوجتي، ب تخيط الثياب، لمجارات واألقارب، و و

يػر ػذ الػدار، خر شيئا اشيئا مف راتبي الضئيؿ، ويعمؿ أحيانا اب أبمػاؿ مضػااية، لػـ يظفػر بغيد مػف بعػض ؼ ثمن ػا اتخػر ااػتدانيوجػزء مػف نصػ مف البنػؾ، بفائػدة كبيػرة، ونصؼ ثمن ا ااتداني

األصدقاء.كػاف يشػعر بالضػيؽ، اػب الػدار القديمػة، كػاف يمعػب مػع أومد الجيػراف، ما وابني أحمد نفاي،

كانػػت مػػا اػػب انائ ػػا الوااػػع الفاػػيح، ثػػـ جػػاء اػػمير، وكبػػر، اأخػػذ يمعػػب مع ػػـ أيضػػا، وأـ أحمػػدذا قت، مضت لزيارة محدا ف.ضاما تضيؽ أيضا، ا ب مشغولة بالخياطة لجارات ا، وا

، أـ أحمد أرى الشمس، وقد بعدت عن جاراتي، والشـرف محاصـرة "ال، وتقوؿ: تشكو واليـو، واػمير يطمػب "أنا متنازق"، وأحمد يضيؽ ويقػوؿ: باألبني الشاىق ، وال تطل عمى شيء يمتع" النزوؿ ملى الشارع، ليمعب مع أومد الجيراف.

راجة ذات ثنث بجنت لامير، رأى مرة ولدا مثؿ امير يمعب د البيت ضيقا شراى داوقد ز ث أـ أحمػد بػف ذلػؾ، اأخػذت تمػح بميػي كػؿ يػـو بدراجة، اتمنى أف يكوف مبني امير مثم ػا، وحػد

بشرائ ا، واكر طوين، وتردد، ثـ أقدـ بمى شػرائ ا، اأحمػد يػذ ب ملػى المدراػة، واػمير يبقػى اػب وأمي مشػغولة بػأمور البيػت، والخياطػة، بمػى كػؿ حػاؿ جػاءت البيت وحد ، مع مف اوؼ يمعب ت

الدراجة ملى البيت، وقد حمم ا بمى كتفي، وصعد ب ا اتيف درجة، وأخذت الدراجػة تػدخؿ وتخػرج، مف راة ملى راة، تصدـ األبواب والجدراف، وأحمػد يشػغؿ ب ػا بػف درااػتي، وينػازع اػميرا اي ػا،

ذا مع مػػػػا، األطفػػػػاؿ مثػػػػؿ طمبػػػػا النػػػػزوؿ ملػػػػى الشػػػػارع، والحػػػػؽ اتفقػػػػا بمػػػػى المعػػػػب ب ػػػػا معػػػػا،مػػػػا وا العصااير، تحتاج ملى اماء وااعة تحمؽ اي ا، و ما مخنوقاف بيف أربعة جدراف.

واػػتح البػػاب ودخػػؿ بميػػي زميمػػي أبػػو مػػرواف، ارحػػب بػػي، وقعػػد أبػػو مػػرواف بمػػى كراػػب أمػػاـ مكتبي، وبادر ملى اىالي:

التعب؟!أبو أحمد؟! يبدو عميك يا بكما - دؽ جراا وزار زارة طويمة، ثـ أجاب:

أبو مروان، ولكن ماذا أقول لك؟!يا مالحظتك صحيح - ودخؿ بمي ما اتذف محمود، اطمب مني كأايف مف الشاي، وبعد خروجي، أضاؼ:

ع في دفتر الدوام.أبو مروان، اليوم تأ رت عن الوظيف ولم أوق يا بصراح - يي قائن:ضحؾ أبو مرواف، ورد بم

ت ف، أنا اليوم وقعت في الدفتر أمام اسمك، وصمت مثمـك متـأ را، قبـل رفـع الـدفتر ال - بدقائق، ووقعت أمام اسمك.

ولكن اآلذن رآني وأنا أد ل إلى الدائرة بعد التاسع . - وىل تتوقع أن ي بر المدير؟! - كل شيء متوقع. -الحظـت أنـك فـي األيـام األ يـرة بـدأت عمى كل حال، لم ت برني عن سـبب تـأ رك، فقـد - تتأ ر.

كػػاف قػػد دار اػػب رأاػػي، حكػػا ، حػػدث بػػي مػػا يػػيمووجػػد نفاػػي مناػػاقا وراء الحػػديث، اأبػػاد بصػػاحبي، اػػرد ، روا لػػي، أحػػس بشػػبء مػػف امرتيػػاح، ولكنػػي وجػػد نفاػػي يمتقػػب ثانيػػة ب مومػػي، كمػػا

وجد أف حديثي قد بمؽ محاااي بألمي وزاد . بو مرواف معمقا، بم جة مختمفة:حديثي، قاؿ أولما انت ى مف

أبــو أحمــد، قمــت لــك ألــف مــرة، لمــاذا اشــتريت دارا ىنــاك فــي الطــرف الشــرقي مــن يــا -فييـا غيـر غـرفتين أو ثـالث، مثـل عمـب الكبريـت، أنـا مـا البناء الصق بالبناء، والـدار ؟المدين ديقـ ، وال يزيـد عمـى طــابقين أو البنـاء الواحـد ىنـاك حولــو ح ؟شـفت الطـرف الغربــيمـا أسـألك

ثالث ، وفي كل طابق شق واحدة، أو شقتان عمى األكثر، وفي كـل شـق سـبع غـرف أو ثمـان، ماذا أقول لك اآلن؟! أنت قمبك أعمى.

نظر مليي أبو أحمد، وضحؾ، ثـ أضاؼ و و يزار: ىو أعمى، ولكن جيبي ىو األعمى.ما أبو مروان، قمبييا ال واهلل -

ين، ثـ أضاؼ، و و يحاوؿ اصطناع الضحؾ:وصمت قماســمع، مــرة كنــت أتمشــى ىنــاك، فــي الطــرف الغربــي، فرأيــت ولــدا يركــب دراجــ بــثالث -

عجالت، فتمنيت أن أشتري مثميا البني سمير. ولماذا تتمنى؟! اذىب واشتر واحدة، فالسوق مميئ بالدراجات. -

كالمك صحيح، فقد ذىبت واشتريت واحدة. - انتيت المشكم . ،إذن - انتيت، قل بدأت، ماذا أحكي لك؟!ما ال، -

وصمت، وزار زارة طويمة، ااألي أبو مرواف:ذا رأيت والد ذلك الولد يركب سيارة، فيل تتمنى لنفسك سيارة مثميا؟! - أجبني، وا

اأجابي و و يضحؾ: حممت بسيارة، وال فكرت فييا.ما .. أنا طول عمري؟أنا -

رية:اقاؿ يعمؽ باخســيارة، واهلل لــو ال ســيارتين رجــل، احمــم واذىــب إلــى الســوق واشــتر يــا تحمــمال ولمــاذا -

سـيارة، ال كنت مثمك، عندي في غرفتي زان حديدي مميئ باألموال، الشتريت عشرين سيارة،فـي زانتـك مـن مـا أما أنت فال تعرف سوى أن توزع كـل شـير عمـى كـل المـوظفين فـي الـدائرة

أكثر.ال م تظل بعد ذلك طول اليوم قمقا، بسبب تأ رك نصف ساع ،أموال، ث أجابي و و يضحؾ:

أبو مروان، صحيح.يا كالمك صحيح، -ال فـأ برني مــن أيــن يــأتي النــاس بــثمن دار ليــا ال - تظـن أنــي أمــزح، أنــا أحكــي بجــد، وا

شرف بمساح داري كميا ودارك؟!ف مػػف الشػػاي، ابػػادر أبػػو مػػرواف، بالاػػىاؿ، ودخػػؿ اتذف محمػػود يحمػػؿ صػػينية، اي ػػا كأاػػا

معاتبا: محمود؟!يا تأ رت عمينا كثيرا -

د وجفاء:اأجاب بج المدير عنده ييوف، وقدمت لو طمبا قبمكم. -

اقاؿ أبو مرواف بتواضع مفتعؿ: محمود، الحق معك، المدير وييوف المدير، قبل كل شيء.يا ال، ال، أنا آسف، -

تماـ، والتفت ملى أبو أحمد وقاؿ لي ببرود مصطنع:أظ ر محمود بدـ اعمى كل حال، قبل أن أنسى.. المدير طمب مني أن أ برك أنو يريد أن يراك في مكتبـو -

بعد ذىاب الييوف. ثـ خرج، مف ير أف يضيؼ شيئا، أو ينتظر جوابا.

والتفت أبو أحمد ملى أبو مرواف، يقوؿ لي: ن يكون اآلذن قد أ بر المدير، فقد رآني أد ل الدائرة متأ را أال بد مثمما قمت لك، -

اأجابي ب دوء:

مـا ربما كان ىناك شي آ ـر.. عمـى كـل حـال، اشـرب الشـاي اآلن، وليحصـل بعـد ذلـك - يحصل.

لشػػػاي، ارتشػػػؼ من ػػػا رشػػػفة، و ػػػو ينظػػػر ملػػػى البػػػاب المغمػػػؽ، بمونػػػي الفضػػػب وتنػػػاوؿ كػػػأس اخبػػػر المػػػدير أمحمػػػود دائمػػػا يػػػأتب بالشػػػاي الاػػػيئ، ولكػػػف مػػػف طعػػػـ لػػػي، اتذفم الكئيػػػب، الشػػػاي

بتػػػأخر ت وكيػػػؼ اػػػيعتذر لػػػي مػػػاذا اػػػوؼ يقػػػوؿ ت ػػػؿ يحدثػػػي حػػػديث الػػػدار وضػػػيق ا ت منػػػي منػػػذ الصباح يتوقع مثؿ ذ الدبوة.

ورف جرس ال اتؼ، اراع الامابة:نــي، مــاذا؟.. ابســمير ..نعــم ..ألــو.. نعــم.. نعــم.. أنــا ســعيد راتــب.. ابنــي ســمير، نعــم -

ا قادم، حاال.كيف؟ نعم؟ نعم.. أن طربا، و و يقوؿ:ووضع امابة ال اتؼ، ون ض، ممتقع الموف، مض

تتركي سـميرا ينـزل إلـى الشـارع، اليـوم، ال " كل يوم، قبل أن أ رج من البيت، أوصييا - "…من الصباح، وأنا متكدر واألي أبو مرواف:

ماذا حصل؟! - ستشفى، نزل إلى الشارع ليمعب بالدراج ، وصدمتو سيارة.سمير ابني في الم -

* * *

المرآة الػػدرجات تغيػػب مػػف تحػػت قدميػػي، و ػػو يحمػػؽ اوق ػػا، التقػػى بجػػار ، اعانقػػي، ثػػـ مضػػى، واػػببػاب المديريػػة ن ػض البػػواب، وحيػا ، ولػػـ يوقػع اػػب داتػر الػػدواـ، تحػت شػػجرة بتيقػة وجػػد محفظػػة،

ب معطفػػػي، أمػػػاـ بػػػدة أنػػػواع مػػػف البػػػرادات الحديثػػػة، وقػػػؼ ينتقػػػب داس اوق ػػػا، ثػػػـ وجػػػد ا اػػػب جيػػػلػى مكيػؼ ػواء، دخمػت ابنتػي اػذ مت، حػدقت ايػي، لػى جنيػة، وا أاضم ا، ثـ أشار ملػى اػالة، وا حػػدقت اػػب موضػػع األذنػػيف، اػػب موضػػع األنػػؼ، دخػػؿ الحمػػاؿ ملػػى المطػػبخ يحمػػؿ البػػراد، ووراء

، كاف وج ػي قػد أصػبح مماػوحا،"ال"ثـ صاحت: خر يحمؿ الجنية، وحدقت اب موضع بينيي، ف، ظ ػػر حمػػاؿ ثالػػث يحمػؿ مكيػػؼ ػػواء، أاػربت ابنتػػي ملػػى الحمػػاؿ، أنػؼ ايػػي وم اػػـ وم بينػي م

منعتي مف الدخوؿ، وأ مقت الباب بعنؼ.ون ض مف ارير مذبورا، اتح بينيي بصعوبة، ونظر حولي، كانػت النااػذة مفتوحػة، والبػاب

اابة يد مف تحت الواادة، نظر اي ا، ثـ ااتمقى، و طى رأاي بالمحاؼ.احب مغمقا، شتـ، و ذا زوجتي، ااأل ا: ولكف لـ يمبث أف امع صوت الباب يفتح، ان ض، وا

من أغمق الباب؟! - اأجابت:

شك في أنو اليواء.ال -ؽ اي ػا، نظر ملى النااذة المفتوحة، وتثاءب، ثـ ذكر شيئا ما، اقفز، ومضى ملػى المػرأة، حػد

بقب مف شعر .ما وتمفت، شد بينيي، اتح ما بقوة، ولمس امي، وأذنيي، وماح بمى األتي زوجتي ماتغربة:

رجل؟ يا بكما - اأجاب باضطراب:

شيء. ال - نظر ملي ا، مرتبكا، ثـ أضاؼ:

حمم مزعج. - وطمبت مني أف يروي ل ا الحمـ، اتردد، ثـ حدث ا بني، اتأو ت، ثـ قالت:

حقق اهلل األحالم. - رمق ا بغضب، اقالت ماتنكرة:

أال يحق لي أن يكون في البيت براد حـديث، وغسـال تغسـل وتنشـف، وجاليـ تريحنـي - من الوقوف كل يوم ساعات وراء المجمى؟!

اكر ايما قالت، ثـ قرر الخروج، مف ير أف يشرب ق وة، أو يرى األومد.

رة معػاوف المػػدير تقػؼ، والمعػػاوف ينػزؿ من ػػا، اػانتظر، ثػػـ ولمػا بمػغ مبنػػى المديريػة، رأى اػػيا تقدـ مني وحيا ، بتواضع وأدب، ارد بميي، ثـ قاؿ لي:

مر بي بعد ساع . -معاوف المدير يطمبي، أمر ريب، دخؿ المبنى، وارتقى الدرج، ثـ ااتقر وراء مكتبي، ينتظر

قدـو زمنئي.موظؼ الصادر والػوارد، بممػب ماػتقيـ، منػذ بشػريف ليطمبنب، ليس لألمر قيمة، اما أنا مم

بميػي، كػؿ شػبء انة، وموضعب ػو نفاػي، لػـ يتغيػر، القمػـ الػذي أكتػب بػي، والكراػب الػذي أقعػد ؿ قرارات المديرية، وبريد ا، الصادر والوارد، لـ أتأخر يوما بػف بممػب، و نفاي، لـ يتغير، أاج

رؼ كيؼ أمضي ا.أبم ولـ خذ مجازة قط، حتى أياـ العطؿ ـ زمنى ، ولـ يمبث أف األي أحد ـ:وقد ؟!متغيرا أراك اليوم -

ااضػػطرب، ونفػػى ذلػػؾ، ولكػػف زمػػين خػػر ألػػح بميػػي، احػػدث ـ بندئػػذ بػػف الحمػػـ، اضػػحكوا طوين.

ولكػن ـ محظػوا مػرة أخػرى اضػطرابي، ااػألو بػػف األمػر، ااضػطر ملػى مخبػار ـ بػأف معػػاوف ارتي.المدير قد دبا ملى زي

ولما حاف موبد الزيارة، خرج، و و يواري اضطرابي.قرع الباب، ثـ دخؿ، ربما منذ انة، لـ يدخؿ راة المعاوف، شعر بفخامة المكاف، وروبتي،

ترتعش؛ ولكني لـ يمبث أف اخر مأل بينيي مف المكتب الفخـ، وأحس بقمبي يارع نبضي، وبأنامميلػػي بعػػد ذلػػؾ مػػف ة الاػػابعة، وقػػد جػػاوز الخماػػيف، ولػػيسمػػف نفاػػي، وذكػػر أنػػي موظػػؼ اػػب الدرجػػ

يػىمف ل ػـ ماػتقبن أاضػؿ، ولكنػي مػدرؾ أنػيمػا شؾ اب أف أومد بحاجة ملػىم مغنـ اب الحياة،ياػػػتطيع اعػػػؿ شػػػب، اػػػب اػػػبيؿ ذلػػػؾ، االراتػػػب محػػػدود، واكمكانػػػات معدومػػػة، والوظيفػػػة ثابتػػػة، م

يزالوف اب بداية الدرب.ما واألومد راء المكتب الفخـ، حدثي المعاوف و و يقمب ممفات األوراؽ بيف يديي، ثـ قاؿ:ومف و

نظرا ل برتك الطويم في تسجيل الصادر والـوارد فـي ديـوان األوراق، فقـد اقترحـت عمـى - المدير العام نقمك إلى المستودع، لتسجيل الصادر والوارد، بدال من محمد رجب.

وف تابع حديثي، اقاؿ:ذ ؿ، ثـ حاوؿ النطؽ، ولكف المعاتـنس أنـك ال تريد ترك عممك، فقد ألفتو طـوال عشـرين سـن ، ولكـنال أعرف جيدا أنك -

مقبل بعد سنتين، أو ثالث، عمى التقاعد. وصمت بر ة، ثـ أضاؼ:

بصراح ، كان المدير يريد نقمك إلى قسم المحفوظات، تحت، في القبو، وأنا متأكـد مـن - ذا لم تقبل باالنتقال إلى المستودع.أنو سيقدم عمى نقمك، إ

ومرة أخرى حاوؿ النطؽ، ولكني قاطعي قائن: لن أسمع منك جوابا اآلن، سأترك لك فرص لمتفكير، أراك غدا. -

بػػأدب، وتواضػػع، أ مػػؽ البػػاب وراء أدرؾ أف المقػػاء قػػد انت ػػى، اػػن ض، وخػػرج، و ػػو يحيػػب ب دوء، ثـ أخذ ي بط بمى الدرج، ثقيؿ الخطا.

محمػػد رجػػب، تعراػػي جيػػدا، وتػػذكر اضػػيحة الحريػػؽ المفتعػػؿ، اػػب الماػػتودع، وتشػػكيؿ لجنػػة أولية لمتحقيؽ، وتقدير الخاائر، المدير العاـ كاف رئيس المجنة، حريػؽ صػغير، أخمػد اػب دقػائؽ،

يمكػف أف يقػدر م اػب الماػتودعمػا ولكف الخاائر قػدرت بنصػؼ مميػوف، بمػى الػر ـ مػف أف كػؿ والابب كاف كما قدرت المجنة شرارة ك ربائية، وحيف جاءت لجنة وزارة مختصة لمتحقيؽ، بمميوف،

صػػػادقت بمػػػى كػػػؿ النتػػػائج التػػػب وصػػػمت ملي ػػػا لجنػػػة التحقيػػػؽ األولػػػب، واليػػػوـ يريػػػدوف نقػػػؿ محمػػػد رجب، كن اء الموضوع القديـ، ولتنفيذ خطة جديدة.

يػػػدة، وزود بيتػػػي بعصػػػارة ومروحػػػة الػػػذي ااػػػتفاد محمػػػد رجػػػب اشػػػترى ألومد ثيابػػػا جد مػػػا واجادة.

وأنػػت يريػػدوف أف يصػػنعوا منػػؾ أمينػػا جديػػدا بمػػى اػػرقات ـ، ماػػتفيديف مػػف طيبتػػؾ وأمانتػػؾ، ومف قرب محالتؾ ملى التقابد.

مف قبؿ، منذ أربع انوات، برض بميؾ الحارس الميمب اب المديرية مثؿ ذا المشروع، وقد قتنعت بأاباب راضؾ.راضت، لقد خشيت، ثـ ندمت، ثـ ا

، األمر مختمؼ، كؿ شبء اليـو مضموف، أنت تتفؽ مع المدير، ومع معاوف المػدير، واليـو و ما يحاباف المحاذير بدقة، ولف يتخمى أحد بنؾ، أيا كانت النتائج.

بػى أف ودخؿ ديواف األوراؽ، اااتقبمي زمػنى بالتاػاىؿ، اقػابم ـ بػالوجوـ، وأظ ػر تػذمرا، واد قو .اوف باتبي لتقصير اب العمؿ، بابب شكوى راعت ضد ، ولكني شعر أف زمنء لـ يصد المع

ورجع ملى البيت، م موما، يفكر.بقػب مػف مػا ووقؼ أماـ المر ة، يشد بينيي، يفتح ما بقوة، ويممس امي، وأذنيي، ويماح بمػى

شعر ، ويذكر الحمـ، وبرض معاوف المدير.* * *

حبات العنبلػػوم اصػػطفاؽ البػػاب، لمػػا انتبػػي ملػػى اخامػػة الاػػيارة المتألقػػة، التػػب وقفػػت أمامػػي، بنػػد حااػػة

الرصيؼ، ونزؿ من ا ذلؾ الرجؿ الج ـ الطويؿ، بنظارتي القاتمة، وبطني الممتدة ملى أماـ.صغير اب يد ، بعػض الحبػات كاف مشغوم بعنقود بنب ذ بب كالعاؿ، يمتقط مني، بمقص

الز و بالعنقود، الذي يشت ب أف كؿ دا اب ذلؾ أبا ، و و مز و تناؿ رضا ، مقم م التبالمتطراة، يفعؿ.م يتناولي، ولكني

ومػػا مف أبػػاد النظػػر ملػػى الاػػيارة، حتػػى قفػػز اػػوؽ صػػندوؽ العنػػب، والميػػزاف، وأاػػرع ملي ػػا، وبنقود العنب اب يد :

أىال سامح . - أىال أحمد. - ؟ ماذا تفعل ىنا - مع أبي، وأنت؟ - أنا ىناك، أبيع العنب. -

والتفػػت يشػػير ملػػى صػػندوؽ بنػػب، ومقعػػد خشػػبب، وميػػزاف، تجػػثـ جميع ػػا اػػب ظػػؿ الجػػدار، بمى طرؼ الرصيؼ، ثـ التفت ملى اامح، و و يمد لي يد بعنقود العنب:

تفيل. -ولػـ يمبػػث أف أخػػذ والػتقط حبػػة بنػب كبيػػرة، مأللئػة كالشػػمس، وقػدم ا لاػػامح، اتناول ػا منػػي،

يمتقط حبات العنب، حبة حبة، ش ية اائغة، وأحمد يشاركي اي ا. ثـ األي، و و يتأمؿ الايارة:

ىذه سيارتكم؟! - نعم، سيارة أبي، وعندما أكبر سيشتري لي أجمل منيا. - إلى أين كنتم ذاىبين؟ - إنو ىناك.إلى البيت، ولكن أبي سيمر ىناك ببعض شركائو في المشروع، انظر، -

وأشػػار بيػػد خػػارج النااػػذة، والتفػػت أحمػػد، كػػاف اػػب البعيػػد، وراء الاػػاحة التػػب مأل ػػا البابػػة، القديمة، ذات البيوت المتدابية، أبنية أخرى جديدة، تن ض بالية.وخمؼ األزقة

ثـ أضاؼ اامح: ر اثنتين من قبل.ر ىناك بناي كبيرة، وقد عم أبي يعم - بالسيارة إلى ىناك؟ولماذا لم تد موا -لقــد د منــا مــرة، ولكــن األزقــ يــيق ، وترابيــ ، وكثيــر مــن األوالد جــروا مفنــا، وبــدؤوا -

يرمون السيارة باألحجار والتراب.

ثـ األي اجأة: ىل بيتكم ىنا؟ -

اأجابي أحمد: نعم. -

الجديػػد، ثػػـ تحػػدثا بػػف اممتحػػاف، والنجػػاح، والعطمػػة الصػػيفية، وترقػػب ااتتػػاح العػػاـ الدرااػػباػػامحا قػػد أمضػػى بطمػػة لياػػت كالعطمػػة التػػب أمضػػا ا ػػو طػػواؿ الصػػيؼ، وراء وأدرؾ أحمػػد أف

صػػندوؽ العنػػب، تػػارة، وصػػندوؽ البطػػيخ أخػػرى، ومػػرات مػػع أبيػػي، يػػداعاف معػػا بربػػة يػػد محممػػة ف من كيبالخضر، يطوااف ب ا األزقة المغبرة القذرة، تحت شمس تموز الحارقة، ليعودا اب المااء

يعػػوداف وقػد احتفظػا كخوتػػي مػا متعبػيف، وقػد امػتأل كػػيس أبيػي بقطػع نقديػة، يحاػػب ا كثيػرة، و البػا .العنب المحطـمف أجؿ العشاء بما لـ ينؿ مبجاب المشتريف مف البطيخ الصغير، أو

اػػامحا يػػدبو ملػػى مشػػاركتي اػػب القعػػود لػػو أف ػػو يتكػػئ بمراقػػي بمػػى حااػػة النااػػذةوتمنػػى، و برقة ذلؾ المقعد الجمدي األنيؽ النابـ. ،ؿ الايارة، لينعـ، ولو قمين معي داخ

ويمتفت مليي اامح، ايدبو : ىيا، اطمع. -

ذا ػو وراء المقػود، وبمماػة مػف ويمتفت أحمد مف أماـ الاػيارة، وينفػتح البػاب حػيف يبمغػي، وا ت كالشػػنؿ، وبانتبا ػػة يػػد ، تناػػاب ادئػػة، وتمضػػب كالناػػيـ الرقيػػؽ، تنثػػاؿ ببػػر الشػػوارع والطرقػػا

مني ملى ايارة قادمة، تميؿ ملى اليميف مين نابما، وبالتفاتة لطيفة ملى شارع اربب، تنعطؼ ايي، برقػػة وليونػػة، وبر بػػة اػػب اػػربة أكبػػر، تنطػػؽ انطنقػػا، كػػالومض الممػػاح، والمقعػػد مػػف تحتػػي نػػابـ

داائ وثير.نب أختػي اػب تمػؾ الاػيارة الصػغيرة، ولكـ بكى حتى تفجرت حدقتا ، ألجؿ أف يصعد ملى جا

تصػػعد اي ػػا بثوب ػػا األبػػيض، قبػػؿ بػػاميف، ولكػػـ تمنػػى لػػو أنػػي لػػـ ينػػزؿ مػػف تمػػؾ ػػبيػػـو زااا ػػا، و الايارة التب حممت أبػا مػف الماتشػفى ملػى البيػت، وقػد د ػش ألبيػي كيػؼ شػكا مػف أف الاػيارة قػد

كبير.أر قتي، بمى الر ـ مف أني تمدد اب مقعد ا الخمفب بارتياح و ا ب ذي ايارة أاخـ وأروع، تنقاد لي وثيرة حالمة، وبمماة مف يػد تػذ ب بػي حيػث يشػاء،

أشد اطمئنان ا مليي، و ب ما أشد جزب ا و ب ترا وراء المقود، ولكفما ا ا و ذا بيتي، و ذ أمي،المقعػػػد تقعػػد ملػػى جانبػػي مػػع أبيػػػي، أمػػا مخوتػػي، أمجػػد وباػػاـ وبمػػػر و منػػة وممػػؾ و نػػاء، ايممػػىوف

الخمفػب، ضػاجيف اػرحيف، و ػػو ينطمػؽ ب ػـ اػػريعا اػريعا، و ػىمء ػـ الجيػػراف تغػص ب ػـ الاػػيارة، وتػػزدحـ، ايضػػابؼ اػػربتي، وينطمػػؽ ب ػػـ، والشػػارع يمتػػد أمامػػي، ويمتػػد، وينعطػػؼ ويتفػػرع، ويػػدا

د تتحكماف بالمقود، والمدى متألؽ أمامػي ب ػيج، و ػو يغػوص اػب المقعػد الجمػدي الػوثير، ولكػف جػ

اػػب المقعػػد الخمفػػب وراء ، يخشػػى مثػػؿ ػػذ الاػػربة، ويضػػع يػػد بمػػى كتفػػي، ويماػػؾ بػػي اػػب قػػوة وبنؼ.

والتفت أحمد ملى وراء، اطالعي وجي صاـر المنمح، بنظارة اػوداء، وأحػس باليػد بمػى كتفػي ثقيمة، وثمة صوت أجش بريض كأني يطرد ، قائن:

ذا تفعل ىنا؟! ما - :وجاء جواب اامح منقذا

أحمد، زميمي في المدرس . -بفخامت ػػا وتألق ػػا، كأنػػي يرا ػػا أوؿ مػػرة، ثػػـ وابتعػػد بػػف الاػػيارة، ليقػػؼ أمام ػػا مػػذ وم، مفاجػػأ

ار الشارع بك ا، ثـ انطمقت بنيفة، لتبتعد، مثيرة اصطفؽ اب قوة، و در محر انتبي ملى باب ا وقد تبتعد. لي يد مف نااذت ا مودبا، و ب األكدر، واامح يمد

ورجػػع أحمػػد ملػػى مقعػػد ، ثقيػػؿ الخطػػا، واػػط ضػػجيج الشػػارع، وصػػخب البابػػة، ومنػػادات ـ، يزاؿ اب يد ، لـ تنقص مني اوى بضع حبات، كأف لـ يأكؿ مني شيئا.ما وبنقود العنب

وحػػيف ػػـ بػػالقعود اػػوؽ كراػػيي الخشػػبب الصػػغير، ومضػػت اػػب صػػمبي وخػػزة ألػػـ حػػاد، اػػذكر حممػػي بػػاألمس وحػػد ، وضػػغط اػػوؽ موضػػع األلػػـ، وقعػػد، و ػػو يتأمػػؿ كػػيس الخيػػار الكبيػػر الػػذي

الػػذي أمامػػي، واكػػر ايمػػا اػػتحقؽ لػػي شػػيئا مػػف بناقيػػد العنػػب الذ بيػػة، التػػب امػػتأل ب ػػا الصػػندوؽ ـ بفعؿ الحر.الربح، قبؿ أف تتحط

شػػػمس تمػػػوز الن بػػػة تنصػػػب قػػػد أخػػػذ ينحاػػػر بػػػف تمػػػؾ العناقيػػػد، وأف الظػػػؿ ي ملػػػى أف وتنبػػػ وق ا، وأف بميي نقؿ موضعي مف الرصيؼ، ملى مكاف خر.ا

* * *

في وقت مبكرر نفاي، اب كػؿ ش ر كامؿ، وبشرة أياـ، ش ر طويؿ، وبشرة أياـ أطوؿ، مضت و و يصب

كػػاف مػػا ينفػػؽ شػػيئا، وم يشػػتري شػػيئا، ممم التي الفخاريػػة،يػػوـ يمقػػب قطعػػا نقديػػة صػػغيرة اػػب حصػػر المبمغ األكبر، واب كؿ يوـ يمقػب اي ػا قطعػة، يرج ػا، وينصػت ملػى صػوت ا، ا ضروريا، حتى يو

ويحس بيديي ثقم ا، وقد أخذت يوما بعد يوـ تزداد وزنا، ايحمـ ب ا وقد امتألت.، كاف حممػي يكبػر، ويػزداد ق حمػـ بػي مػا ؿو ربػا، حتػى ليحاػبي قػد تحقػؽ. وكػاف أومع كؿ يـو

بػػدء مجػػرد دراجػػة، لكػػف يومػػا بعػػد يػػوـ، أخػػذت منمح ػػا تتضػػح، كػػاف يتصػػور ا اػػب ال ػػو دراجػػة،ؿ مطػاري كم ػا، ومقعػد ا، ثػـ أخػذ يتخيػياقد أخذ يتصور بجمتي ػا، ومقود ػا، و ،وتفاصيم ا تتحددالصػورة، بمى المقػود مػف مصػباح، ومزمػار، ومػر تيف جػانبيتيف، ثػـ تطػورتما ؿالعجمتيف، ويتخي

معمػػؽ بمػػى العجمػػة الخمفيػػة، والمصػػباح األحمػػر، والػػريش الممػػوف يػػرى المولػػد الصػػغير الا ػػا و ذا باألخضػػػػر واألصػػػػفر، اػػػػب مقود ػػػػا، و ػػػػو ينطمػػػػؽ ب ػػػػا ملػػػػى حيػػػػث يشػػػػاء، والنػػػػاس ياػػػػيروف بمػػػػى

كانت ما الرصيفيف و و ياتخدـ المزمار، ويضبء المصباح، ايفرش الطريؽ بالنور أمامي، وأكثرملػػى اراشػػي، ايعيشػ ا اػػب مخيمتػػي اػػعيدا، قبػػؿ أف مثػؿ ػػذ الصػػورة تػػراود اػػب الماػاء، حػػيف يػػأوي

ب ػػا اػػب الصػػباح البػػاكر، اػػب أواخػػر يغفػب، ثػػـ ياتاػػمـ لمنػػوـ، و ػػو يحمػػـ ب ػػا، ومػػا يمبػػث أف يحػػس ال ػاد ، و ػب تنطمػؽ بػي اػب كػؿ األرجػاء، ـنومي، قبيػؿ أف ياػتيقظ، حتػى ليشػعر باناػياب ا الػرخي

ينصت ملى صوت ا.وياتيقظ، ايارع ملى حصالتي، يتحاس ثقم ا، و ف كانػػت اػػب الحقيقػػة لػػـ تمتمػػئ، امػػـ وجػػاء اليػػوـ الػػذي قػػرر ايػػي كاػػر ا، اقػػد ازدادت ثقػػن، وا يبؽ لي مف الصبر شبء، وبضربة خفيفة مف المطرقة، انفمقت منشطرة ملى نصفيف، واندلقت من ا

األثػػاث، النقػػود، متداقػػة، وتػػدحرجت من ػػا بعػػض القطػػع النقديػػة، وتفرقػػت اػػب أرض الغراػػة، تحػػتانحػػؽ محػػدا ا و ػػب تفػػر مػػف يديػػي، راكضػػة، لتاػػتقر تحػػت الاػػرير، بعػػد دورات صػػغيرة، راػػمت ا

بمى األرض المغبرة.بػػاد ملػػى الحصػػالة، والنقػػود منثالػػة من ػػا، اأخػػذ يجمع ػػا ويضػػم ا بػػيف يديػػي، وأخػػذت صػػورة

والمػاؿ بػيف يديػي بػاد يتػاح لػي أف يتأمم ػا، امػا ػب بالواضػحة،ما الدراجة تومض اب ذ ني، لكني و ذا يضػطرب، ويخطػئ اػب العػد، ويعيػد مػرة بعػد مػرة، ويػوزع يشغمي بن ا، وبميي أف يعد ، ا

النقود بمى ائات، ويفكر اب نزولي ملى الاوؽ، مع أبيي، لشراء الدراجة.جمع النقود اب قطعة قماش صػغيرة، لف ػا ب ػا، ثػـ رجػا أمػي أف تعطيػي شػيئا ممػا يتوقػع أن ػا

، لياتكمؿ ثمف الدراجة، ولـ تبخؿ بميي أمي بمػا تاػتطيع أف تقدمػي لػي، ولكػف كػاف بميػي أف خر تد ينتظر حتى يجبء والد ملى البيت، مع خر الن ار.

خوتػي الصػغار، ولـ يدر اب المااء كيؼ الت ـ بعض المقيمات بمى بجػؿ، مػع أبيػي وأمػي وا كيػػؼ احتاػػا ا، و ػػو الشػػاي لػػـ يػػدر مكتفيػػا بكاػػرة خبػػز، وبعػػض حبػػات مػػف الزيتػػوف، حتػػى كػػأس

يتطمع ملى أبيي، منتظرا أف ينت ب مثمي مف العشاء اريعا، متم فا، ليعمف لي بف ر بتي، و و يفكر بموااقتي، أو راضي، ويكؼ يمكني أف يقنعي مف لـ يوااؽ، وماذا ايفعؿ مذا منعي ت

ت ػى أبػػو مػف ارتشػػاؼ كػػأس قػػد ان وحانػت المحظػػة المنااػبة التػػب بميػي اي ػػا أف يتحػػدث، ا ػا الشاي األخيرة، اشرح لي ر بتي باضطراب، واابدتي أمي، ثـ برض بميي الذي ادخر .

وأنصت ملى جواب أبيي، بضيؽ وصػمت، ولكػف بتصػديؽ كبيػر. ثػـ رجػع ملػى راتػي حاػيرا ،ر أبا كتابي، وقعد يقرأ ايي، وصرة النقود أمامي، بمى الطاولة. ومضى يتصو مكتئبا صامتا، اتح

أبو يحبي كثيػرا، وم يمنعػي مػف شػراء دراجػة، وم ،مني مثؿ كثير مف اتباء، لكف ليس مثؿ بعض ـم يريد منعي، بؿ يتمنا ا لي، ويحمػـ بػأف يػرا و ػو يقود ػا، لكنػي مثػؿ أولئػؾ اتبػاء الكثيػريف الػذيف

يشت وني ل ـ.ما روا ألبنائ ـ كؿ ياتطيعوف أف يوا مف الدراجة، وأكثر من ا ضرورة، وأحس أني مثؿ ى أشياء أخرى كثيرة، أ ـ وشعر بحاجتي مل

ياػػػتطيع أف يم ػػػو ويمعػػػب، ألف بميػػػي أف يػػػدرس م كثيػػػر مػػػف األومد، ولػػػيس مثػػػؿ بعضػػػ ـ، ا ػػػو ويجت د، بؿ ربما كاف بميي، اب وقت مبكر، أف يعمؿ، اب أي شبء، ياابد والد .

دد، ثػػـ ن ػػض، حػػامن صػػرة النقػػود، وخػػرج مػػف نظػػر ملػػى صػػرة النقػػود، اتأمم ػػا لحظػػة، وتػػر راتػػي، مصػػمما بمػػى اعػػؿ شػػبء، وحػػيف التقػػى بأمػػي و ػػب تراػػو بعػػض الثيػػاب، اػػأل ا بػػف أبيػػي،

اأخبرتي بأني خرج، اناول ا صرة النقود، وقاؿ ل ا: أعطييا ألبي.. حين يعود. -

طعػػة واحػػدة، اقػػط، ثػػـ رجػػع ملػػى راتػػي، وأقفػػؿ باب ػػا بميػػي، وقػػد احػػتفظ لنفاػػي مػػف الصػػرة، بققػػرر أف يشػػتري ب ػػا حصػػالة جديػػدة، ويػػدخر اي ػػا ثانيػػة قطػػع النقػػود، وأف يحمػػـ مػػف جديػػد، ولكػػف

بشبء خر، ير الدراجة.

المعاون الصغير كاف ذلؾ قبؿ بشر انوات؛ أو أكثر.

ـ قػد تبعػد كثيػرا بػف مػدينتب، و م اا اب بمدة صغيرة،تعيينب مدر وكاف اب ذلؾ الوقت، قد ت ثرت أف أصعد ملي ا كؿ يـو اػب الصػباح، وأبػود اػب الماػاء، ولػـ أشػأ أف أتخػذ اي ػا راػة، أقػيـ

واائط النقؿ ملي ا. ر اي ا، والذي شجعنب بمى ذلؾ توا اي ػػا، تقػػع بمػػى الطريػػؽ الرئياػػة اػػب البمػػدة، اكنػػت أنػػزؿ مػػف نػػت ي وكانػػت المدراػػة التػػب ب

أخػرج مػا تجشـ مشقة الاير، واب اابة امنصراؼ، كنت البػا الايارة ملى المدراة مباشرة، وم أ مف المدراة، اأجد ايارة أماـ الباب، تنتظر مف ايخرج مف المدرايف.

ولكف، اب بعض األياـ، كاف يكثر النازلوف ملى المدينة، مف أ ؿ البمد، ايكوف التػزاحـ بمػى نضػػطر ملػػى امنتظػػار، حتػػى نػػوار ول ػػذا كنػػا، نحػػف المدراػػيف القػػادميف مػػف المدينػػة،الاػػيارات،

ألنفاػنا اػيارة، ننػػزؿ ب ػا، وكػاف ثمػػة صػبب صػغير، ياػػابدنا بمػى ذلػؾ، لقػػاء أجػر ضػئيؿ نعطيػػي ميا .

وكاف ذا الصبب، و و اب حػوالب الثانيػة بشػرة، أاػمر نحػين، ممشػوؽ القامػة، وقػد براػت قفػز ملي ػا، اػيحط بمػى الواقيػة مف يػرى اػيارة قادمػة ملػى المدينػة، حتػى يمػا اامي حامػد، وكػاف أف

ا.ئؽ، اإذا الايارة قد حجزت لنالخمفية، ويدؽ بمى اطح ا دقات يف م ا الاانمػا كػاف وكاف ذا و بمؿ الصبب، مذ لـ يكف اػب تمػؾ البمػدة مركػز منطػنؽ الاػيارات، وا

تمػػر بػػي مكتبػػا ذت خػػات نػػاؾ دكػػاف صػػغيرة، تقػػع بمػػى الطريػػؽ الرئياػػة، يػػر بعيػػدة مػػف المدراػػة، الايارات، حيث يقعد أحد المشرايف بمى تنظيـ حركة الايارات، ويحفظ لكؿ ايارة دور ا.

وكاف ذلؾ الصبب يصعد اب الايارة، بعد أف ينزؿ من ا الركاب القادموف مف المدينة، ايقؼ اب باب ػا، و ػو نصػؼ مفتػوح، وتنطمػؽ بػي، ببػر شػوارع البمػدة، لتجمػع الركػاب، و ػو يمػتقط ـ مػف

،نا و ناؾ، وياابد ـ بمى حمؿ أشيائ ـ، وتظػؿ الاػيارة تطػوؼ الشػوارع والطرقػات، بمػى قمت ػا حتػػى يػػوار ل ػػا الركػػاب، وبندئػػذ تػػىوب ملػػى المكتػػب، ايأخػػذ الصػػبب مػػف الاػػائؽ أجرتػػي، وتمضػػب

الايارة ملى المدينة، بمى حيف يمضب و ينتظر ايارة أخرى. ومرة األتي:

؟! سر دالمتذىب إلى ال لماذا - جابنب، و و واقؼ اب باب الايارة، يبحث بف الركاب:اأ تركتيا من الصف الثالث. - أال تحب المدرس ؟! - أستاذ.يا أحبيا، - ولماذا تركتيا إذن ؟! -

ومرت لحظة صمت، لـ يجب اي ا، اإذا الاائؽ ينبري لمجواب، بدم مني، ايقوؿ بخشونة: أكبرىم. مات أبوه، وترك لو مس إ وة، ىو -

وثارت اب نفاب أائمة أخرى، ولكنب كتمت ا.*

ثـ حمت بطمة العيد، اشعرت اي ػا بشػبء مػف امرتيػاح، ولكن ػا لػـ تمبػث أف انت ػت كػالحمـ، الاػيارة، منطمقػا ولـ أحقؽ اي ػا شػيئا ممػا تمنيػت، ووجػدتنب، اػب أوؿ يػوـ بعػد انت ػاء العطمػة، اػب

ؿ، اقد جـ الشتاء باكرا.ملى تمؾ البمدة، وأنا ممتؼ بمعطؼ ثقيومػػا مف ػػادرت الاػػيارة حػػدود المدينػػة، حتػػى تبػػدت الاػػماء ج مػػة ائمػػة، وكانػػت ثمػػة ريػػح

شديدة، تصفؽ الايارة المنداعة، وقد ثار الغبار، اتراءى المدى مغطى بشحوب أكدر.كنػت وبمى الر ـ مف لقائب بزمنئب، المدرايف، وما كاف اب ترحيب ـ مف ب جة ومرح، اقد

وا أجػػػد ل مػػػا ماػػػو ا، واػػػب الحصػػػة األولػػػى وجػػػدت الطػػػنب لػػػـ يػػػػىد م أشػػػعر بضػػػيؽ واختنػػػاؽ، و ا اب العطمة.من ـ أف يىد طمب التبالواجبات

رع جػػرس امنصػػراؼ، مػػف الحصػػة األخيػػرة، بعػػد صػػبر نااػػد، حتػػى وجػػدتنب أاػػبؽ ومػػا مف قػػيػػػح المدراػػػة، وكانػػػت ثمػػػة ر زمنئػػػب المدراػػػيف اػػػب الخػػػروج مػػػف الصػػػؼ، وامنطػػػنؽ ملػػػى بػػػاب

ػػ ت الاػػماء قتامػػة كئيبػػة، وثمػػة قطػػرات مػػف المطػػر، تتاػػاقط بمػػى باصػػفة، تثيػػر الغبػػار، وقػػد بم األرض.

وقفػػػت قمػػػين أمػػػاـ بػػػاب المدراػػػة، أنتظػػػر اػػػيارة قادمػػػة، ولكنػػػب خشػػػيت أف يطػػػوؿ انتظػػػاري، اػػب خيػػوط رايعػػة ااتج ػػت ملػػى مكتػػب تنظػػيـ انطػػنؽ الاػػيارات، وقػػد أخػػذت قطػػرات المطػػر تتػػالى

متصمة، تناج نلة كثيفة، يبدو كؿ شبء مف ورائ ا كئيبا، وقبؿ أف أبمغ المكتػب، لمحػت أمامػي ازدحاما، وكانػت الػريح تعصػؼ، والاػماء اػوداء مضػببة، وقػد أخػذ المطػر ين ػؿ زيػرا، مصػحوبا

مفجعػػا، ينفػػؾ بويم ػػا يقتػػرب حػػادا مػػا بربػػد قاصػػؼ، ومػػف بعيػػد، اػػمعت صػػراخ اػػيارة ماػػعاؼ، احثثت الخطا، وحيف التقيت بأوؿ رجؿ، األتي:

؟! ماذا حدث - اأجابنب:

حامد، راح تحت دواليب السيارة. -*

وبعػػد يػػوميف أو ثنثػػة، قػػررت أف أتجنػػب مشػػقة امنتقػػاؿ اليػػومب، ملػػى البمػػدة، اػػب جػػو شػػتوي المدراة.بارد، ومضيت أاأؿ بف راة مفروشة، ولـ ألبث أف بثرت بمى واحدة قريبة مف

واب راتب الصغيرة، شعرت بالراحة والطمأنينة، اكنػت أبػد كػؿ شػبء بنفاػب، ويبقػى لػدي قيؿ مف الوقت، كنت أمضيي بالمطالعة، وأحيانا كنت أزور بعض مف تعرات ملي ـ اب البمدة.

وكػػػاف شػػػتاء حػػػادا، اقػػػد تاػػػاقط الػػػثمج مػػػرتيف، وقطػػػع الطريػػػؽ ملػػػى المدينػػػة، وأكثػػػر مػػػف مػػػرة أحػد ـ أف عض زمنئب مف المدرايف، القادميف مػف المدينػة، وبػاتوا بنػدي، ولػـ يمبػث ااتضفت ب

انضػػػـ ملػػػب، ومضػػػى يشػػػاركنب راتػػػب، وقػػػد اػػػعدت بػػػي، وجعمنػػػا نقتاػػػـ العمػػػؿ اػػػب الغراػػػة، بكػػػؿ بطة.* * *

ثػػػـ أقبػػػؿ شػػػ ر ذار، اقػػػررت أنػػػا وزميمػػػب تػػػرؾ الغراػػػة، والعػػػودة ملػػػى امنتقػػػاؿ اليػػػومب، بػػػيف والبمػػدة، اقػػد مضػى الشػػتاء، وأطػػؿ الربيػع، واخضوضػػرت الاػػ وؿ، وداػئ الجػػو، وأصػػبحت المدينػة

الرحمة اليومية ممتعة.وحػػـز كػػؿ منػػا حقيبتػػي، ومضػػينا ملػػى مكتػػب تنظػػيـ انطػػنؽ الاػػيارات، واػػب المكتػػب، تمقانػػا

مف ا مػػ صػػبب دوف العاشػػرة، يرتػػدي قميصػػا، وبنطػػام، ممػػوثيف بالشػػحـ والزيػػت، كػػاف مرحػػا، رشػػيقا، ر نا حتى رحب بنا، وقاؿ:

أىال باألساتذة. -ثـ حمؿ حقائبنا، وقذؼ ب ا اب صندوؽ الايارة، وحيف انطمقت لتجوب شوارع البمػدة، تمػتقط

الركاب، قفز ملي ا، ووقؼ اب باب ا، و و نصؼ مفتوح، وأخذ ينادي الركاب، ويحمؿ حقائب ـ. أجاب:اوتحرؾ اب نفاب شبء ما، ااألتي بف اامي،

أاتاذ، ويقولوف لب حميد.يا ببدالحميد -واكػػرت اػػب أاػػئمة أخػػرى، ولكنػػب أحجمػػت، حتػػى مذا ػػادرت الاػػيارة البمػػدة، وانطمقػػت نحػػو

المدينة، لـ أتردد اب اىاؿ الاائؽ، اقمت لي: يبدو ذلك الولد جديدا عمى العمل؟ - تل أ وه في الشتاء المايي تحت دواليب السيارة.ق -

ثـ تابع مف ير أف أاألي: وصمت ني ة،قطعت يده، عنده أربع إ وة، وعميو أن يعمل من أجميم، كان األب سائقا، وفي حادث -

فعمــل معاونــا، مثــل ابنــو اآلن، ولكنــو مــات فجــأة منــذ ســنتين، فعمــل ابنــو األول محمــو، وىــذا الثاني. كفييم د ميا؟! يوسيارة األب؟! أال -

ؿ ضاحكا، و و يتااءؿ:انظر ملب الاائؽ، ثـ قا وىل كانت السيارة ممكا لو؟! -

ثـ تابع بعد صمت قصير:كمنا نعمل ىنا باألجرة، عمى ىذا ال ط أكثـر مـن عشـرين سـيارة، تعمـل مـن الفجـر إلـى -

العشاء، وكميا ممك لرجل واحد.

ثـ قاؿ بم جة أخرى: ولكنو مصاب بالسكري، وليس عنده أوالد. -

ائؽ، وكنا قد وصمنا ملى المدينة، و و ياألنب:ثـ انتب ت ملى الا ؟ أستاذ! ربماذا تفك -*

قػػد مضػػت بمػػى انتقػػالب مػػف تمػػؾ البمػػدة، اػػنوات بشػػر، أو أكثػػر، لػػـ ألتػػؽ اي ػػا بحميػػد، و ػػاف كنػػت أشػػؾ اػػب ممكػػاف تعراػػب مليػػي مذا لقيتػػي، اػػن بػػد أف يكػػوف قػػد لحػػؽ مػػا ولكنػػب أزاؿ أذكػػر ، وا

كبير. ر بمنمحي تغي بي. كنب اب الحقيقة، ما أزاؿ أتمنى لو ألقا ، وأبرؼ ماذا حؿ ول

أزاؿ أذكػػػر ، وأبراػػػي حػػػؽ المعراػػػة، وم يمكننػػػب أف أناػػػا أبػػػدا، ػػػو أخػػػو مػػػا الػػػذي بمػػػى أف حامد.

لى اليوـ أزاؿ أاأؿ الطنب أف يكتبوا اب موضوع التعبير بف طالػب اقيػر، يعمػؿ بعػد ما وا د أ مي، وربما حكيت لبعض ـ بف حامد.امنصراؼ مف المدراة، ليااب

وما يىلمنب، ملى اليوـ، أم ياتطيع أكثر الطنب الحديث بػف ذلػؾ الفقيػر، بمػى الػر ـ مػف أكثر ـ اب الحقيقة مثمي. أف

وم يبقى لب ير تكرار الموضوع نفاي.* * *

ثمن صحن الفول- –

)حميدو(تمتػػزج بػػي مػػف منػػاداة مػػا ائـ، تعمػػو بمػػى كػػؿ تحػػت نااذتػػي، وصػػوت شػػتجمبػػة مب مػػة تضػػج

البابػػة، وضوضػػاء العتػػاليف، وضػػجيج بجػػنت العربػػات الخشػػبية، المتدحرجػػة بمػػى أرض الاػػوؽ المرصػػػواة بحجػػػارة، حتػػػى لتطغػػػى بمػػػى ػػػدير محركػػػات النػػػاقنت الصػػػغيرة، ايػػػن ض مػػػف اراشػػػي

حػػادة اػػاطعة، ايطػػؿ من ػػا، جػػي ملػػى النااػػذة العاريػػة، والشػػمس تقتحم ػػاالممػػدود بمػػى األرض، ويت ذا معممػػػي الحػػػػاج رشػػػيد ببطنػػػي المتكػػػورة الممتػػػػدة ملػػػى أمػػػاـ كشػػػراة، يصػػػػفع و ػػػو يفػػػرؾ بينيػػػي، وا

، وقػػد أماػػؾ بػػي مػػف بنقػػي، بقبضػػة يػػد الياػػرى الغميظػػة، وشػػتائمي تتػػدحرج مثػػؿ كػػرات "حاػػكور"ماػػح ا فاحػػة،كانػػت اػػب يػػد ، تركػػي الحػػاج رشػػيد، والػػتقط التتفاحػػة "حاػػكور" الحجػػر، وحػػيف رمػػى

، "حاػػكور"بقميصػي، ثػـ أودب ػا اػب واحػػد مػف تمػؾ الصػناديؽ المميئػة بالتفػػاح، واػب الزحػاـ تاػرب و اب بف األبيف.

ؿ بف بادتي، بؿ بممي، منػي يعراػي جيػدا، يتاػم "حاكور" ألؼ صفعة أقوى مف ذ لف تثنب ف بقيػة اػيكارة، ممقػاة بطػيخ مػف نػاؾ، وم يغفػؿ بػ واط الزحػاـ ليمػتقط تفاحػة مػف نػا، أو قػرص

من ا بمى األرض، ايمتقط ا بخفة، مف بيف األرجؿ، وبطرؼ مصبعيي يرشق ا بيف شفتيي، ويمتص الدخاف، بقوة وبمؽ، ثـ ينفثي مف أنفي بمى داعات، ويترؾ خر احاباتي تتصابد مف امي.

دؼء، ثػػـ بمماػػة الصػػباح البػػاردة، اتمػػذذ بمػػا اػػب الفػػراش مػػف ورجػػع ملػػى اراشػػي، وقػػد أحػػس انقمب ملى الطرؼ اتخر، جابن وج ي ملى الجدار، وضغط جفنيي بقوة، و ػو يتمقػى نػور الشػمس المػػنعكس، وراػػع الغطػػاء ملػػى اػػوؽ رأاػػي، وقػػد ثنػػى اػػابد اػػوؽ بينيػػي، ومضػػى ياػػترجع النػػوـ،

محاوم اك فاء، وشيئا اشيئا بدأت األصوات تخفت، وأخذ النور يغيـ.أمػاـ الػدكاف حتػى منتصػؼ يػزاؿ يمعػف ويشػتـ، والصػناديؽ تمتػد ما رشيد معممي الحاج ولكف

الطريػػؽ، وترتفػػع ملػػى أبمػػى، تحػػت نااذتػػي، طبقػػات بعضػػ ا اػػوؽ بعػػض، حتػػى تبمػػغ حااػػة النااػػذة، قريػػب، قريػػب جػػدا، ولػػو مػػد مليػػي يػػد لطالػػي، بػػؿ منػػي ى الصػػندوؽ األوؿ اػػب األبمػػى، و ػػو منػػي م ػػم ت

ـ ليمػػد ا، و ػػذ تفاحػػة اػػب يػػد الصػػغيرة داػػع ع مػػج ب ب ػػا، ولكنػػي لػػوى أصػػابعي، و متنػػاوؿ يػػد ، و ػػوالتفػاح من ػا ين مػر، وشػربت التفاحػات، وتتػالى اػقوط الصػناديؽ، الصندوؽ ا وى، وتػداقت منػي

كؿ الصناديؽ تنقمب وت وي، والتفاح من ا يتداؽ، وينااب متدحرجا اب الطريؽ، حتى مأل ، وأخذ ا ملى حااة األاطحة، بؿ أخذ ينداع وياير ويرتفع ويطغى حتى مر ثـ ط ايي،ما يكتاح كؿ

الاوؽ، و طى األاطحة، وامتأل المدى أمامي بالتفاح، ولػيس ثمػة بعػد يػر بطحػاء ممتػدة لياػت بػػػأرض وم تفػػػاح، ونظػػػر ملػػػى الاػػػماء، كػػػاف ثمػػػة حمػػػرة شػػػفقية متػػػوردة، وشػػػمس لياػػػت ػػػب ػػػب

رض، ملي ػا أنممتػي، وحرك ػا ب ػا، و يػر مجرا ػا، اػدنت مػف األ بالشمس، أحس ب ا مني قريبة، امػد

لى ورائي كاف ثمة شجرة، لـ يتبيف أ صان ا، ولـ يدرؾ ألوان ا، كأن ا مجرد اواد، ولكن ا قائمػة، وا لى جانب ا صبية يفاء، رشيقة دقيقة الخصر، تت ادى اب ثوب أبيض شفاؼ، وتدنو منػي، يكػاد وا

س أن ػا دونػي وأحػ ،"إني ذاىب إلـى المدرسـ " :ى بيني ا، ا ماتم م ، ت يعرا ا، ولعمي ر ا مف قبؿ مي.بمرا، وما أشب ا بأ

الباب بحدة حيف اتحتي، وأطمت مني، و ب تقوؿ: ر وجاء صوت أمي قاايا، وقد ص تتأ ر.ال هلل، حميدو، أبوك بانتظارك،يا -

مس تقتحم ػا حػادة اػاطعة، افػرؾ وراع الغطاء، ون ض منتفضػا، ومضػى ملػى النااػذة، والشػ بينيي، ومضى يحدؽ اب الاوؽ، اإذا و كشأني كؿ يوـ، صػاخب اػب حركػة وضوضػاء، وأحػس

ببصػػر وراء بناػػمة الصػػباح تماػػعي، وبأشػػعة الشػػمس تدائػػي، ااػػرى اػػب جاػػمي خػػدر لذيػػذ، واػػرح ضخمة الجاـ بدينػة، ةأماـ نااذتي، وبمى اطح بعيد امرأ رة القذرة، الممتدةبغاألاطحة الترابية الم

بمػى مػا تنشر ثيابا ممونة، تبدو حتى بعد الغاػيؿ، قػذرة، وبمػى اػطح قريػب زوجػا حمػاـ يمتقطػافتػزاؿ ػب ػب تمػؾ البقايػا مػف الكرااػب المحطمػة مػا الاطح مف اتات، وبمى الاػطح الػذي دونػي،

متراكمػػة متبعثػػرة، والثيػػاب الباليػػة، وصػػفائح التنػػؾ الفار ػػة الصػػدئة، وصػػناديؽ الخشػػب المتكاػػرة، كئيبة قاتمة، وبمى أانؾ الك رباء تتعمؽ خرؽ بتيقة، تحرك ا الناػمات، اتتػرجح مغبػرة قػذرة، وم تاػػقط، وتحػػت، اػػب الاػػوؽ، أبػػو اػػعيد بػػائع "الاػػحمب" يقػػؼ وراء قػػدر الغائصػػة اػػب بربػػة خشػػبية

تفتػػر، و ػػو م اينفػػؾ ينػػادي بصػػوتي الطويػػؿ الممطػػوط، ويػػدا مشػػغولتاف، تكػػاد حركت مػػمػػا قػػذرة،يغرؼ مف الاائؿ األبيض، ويصبي اب صحوف، يتخاطف ا مف حولي العتالوف، والصبية الماضوف

ملى مدارا ـ.المدراػة، يحػب م أنػي ؿ يترؾ المدراة كما تريد أمي أـ يبقى اي ا كمػا يريػد أبػو ت الحػؽ

اػوؽ، مػع أبيػي، بػيف العتػاليف يرتػاح اػب الاػوؽ، ولػئف كػاف يجػد اػب الولكني يرتاح اي ا أكثػر ممػا م الػذي كبيرة، مني يكاد يختنؽ اب جو المدراة، باور ا ونظام ا وواجبات ا. ولكف تامية ،والبابة

أو لعمي يرتاح ملػى نظػرة ،يف مي و ر بة أمي اب أف يترؾ المدراة مني يحب ا أكثر مف حبي ألبيياب وجي أبيي، وينزبج مف دخػاف تبغػي الػذي بيني ا المفعمتيف بالحياة، بمى حيف يكتئب لمغضوف

يمأل بي البيت، ويضيؽ باػعالي الػذي ياػتيقظ اػب الميػؿ بمػى احيحػي مػذبورا، و ػو الػذي مف اػألي نػػي لواثػػؽ بأن ػػا تحػػتفظ مع ػػا دائمػػا تضػػف م شػػيئا شػػتمي وطػػرد ، بمػػى حػػيف بميػػي أمػػي بشػػبء، وا

س اػػب جيبػػي شػػبء، حتػػى مف صػػوتي بشػػبء مػػف المػػاؿ، بمػػى حػػيف أف أبػػا يخػػرج كػػؿ صػػباح، ولػػييبيف، حيف يحػدث ا، بمػى حػيف ينضػح صػوت ا بالضػجة والصػخب، م األبح الخاات ليغيب ويكاد

تكػػاد تػػتكمـ مم منداعػػة بصػػوت م ويبػػدو أن ػػا قػػد ابتػػادت ذلػػؾ، أو ػػو اي ػػا باألصػػؿ بػػادة، ا ػػبممػي الحػاج رشػيد، باؿ، ولكف يبقى ل ا ار خاص، تاتطيع بي أف تايطر بمى أبيي، بؿ بمػى مع

قيػؿ، ولكػف كممػات مػا يناى ذلؾ المااء الذي زار ـ ايي، وتخاصـ مع أبيي، لػـ ياػمع كػؿم ا و

يـا تـنس "التزاؿ اب ذ ني، وما تزاؿ بعػض معاني ػا بنػد امضػة، اقػد قػاؿ لػي: ما الحاج رشيد،زوجتـك، أبو أحمد، صحيح أنك أكبر عتـال فـي سـوق اليـال، ولكـن رزقـك فـي يـدي، وأنـا الـذي

كانػػت لت ػدأ لػوم تػدخؿ أمػي، ابكممػػة مػا ثػورة الحػاج رشػيد وقػد أدرؾ أف كنـت بنــي آدم".مـا لـواليأن ت الخصاـ، وما يزاؿ يعجب مف أبيي، كيؼ انقمب اب ذلؾ الخصاـ، بعد تدخؿ أمي، ملى من ا

حػاج رشػيد ينطؽ بكممة، مع أني و الذي بدأ الخصاـ بحدة وبناد. و ػا و ذا الم تمثاؿ صامت،يبادر يوـ أمس ملى نصيحتي بترؾ المدراة، واماتمرار اػب العمػؿ بنػد ، مػع أبيػي، وقػد وبػد أف

العمػؿ اػب مواػمي أقػؿ منػي اػب الصػيؼ، ا ػؿ يػذ ب يحتفظ لي بأجرتي نفاػ ا اػب الشػتاء، مػع أف صػػؼ بػػانى من ػػا اػػب العػػاـ الماضػػب، وكيػػؼ اػػيعود مػػرة ثانيػػة ملػػى المػػا ملػػى المدراػػة، أـ يكفيػػي الخامس، مع الراابيف ت

وأحس ثانية بنامة الصباح تماعي ااناحب مف النااذة، ومضى ملى ركف اػب الغراػة، اخمػع قميصػػي، ومػػف بمػػى ماػػمار مثبػػت اػػب الحػػائط، الػػتقط قميصػػا خػػر، وقبػػؿ أف يرتديػػي، نظػػر ملػػى

يقػػػذؼ ، ومضػػػى ي ػػػرش رأاػػػي، و ػػػو ا وزر طوقػػػي، كػػػاف ماػػػودا كالزاػػػت، نفضػػػي مػػػرتيف، ثػػػـ ارتػػػدممقػى بمػى األرض، ورمػا بن ممويػا الفراش بقدمي، باحثا تحت ا بف نعمػي، ثػـ الػتقط مػف الزاويػة حػ

مػػا بمػػى كتفػػي، وأمػػاـ البػػاب الخشػػبب المخمػػع، وقػػؼ قمػػين، ومػػد يػػد اػػب شػػؽ قميصػػي، ونظػػر ملػػى تزيػد بمػى ثمػف صػحف مػف الاػحمب، مذف لػيكف صػحفم ااتطاع أف يعثر بميي مف نقود، كانت

أف يحصػػػؿ ثمنػػػي ملػػػى الظ ػػػر، ولكػػػف لمػػػاذا صػػػحف الفػػػوؿ أ مػػػى مػػػف صػػػحف م بػػػد الفػػػوؿ لمغػػػداء،معقوؿ ت وربمػا ألف "أبػو قااػـ" بنػد دكػاف يبيػع ا ػا الاحمب ؿ مف أجؿ الزيت والبصؿ ير

لػزاد اػب يد خشبية، ولػو أنػي ااتػتح دكانػا،الفوؿ، بمى حيف أف "أبو اعيد" يبيع الاحمب اب بربة مػػف صػػػحف الاػػػحمب، تمامػػػا مثػػػؿ العتػػػاليف أصػػػحاب النػػػاقنت الصػػػغيرة، ا ػػػـ لقػػػاء نقػػػؿ صػػػندوؽ ث

يشتري لي أبو م يأخذ و لقاء حمؿ صندوؽ كبير، لماذاما صغير، يأخذوف مف األجرة ضعؼمػػف أف يحمم ػػا مذف بربػػة يػػد، بمػػى األقػػؿ، ليحمػػؿ بمي ػػا الصػػناديؽ، ويػػداع ا، ألػػيس ػػذا أاػػ ؿ

يكبػػػر ايشػػػتري ناقمػػػة صػػػغيرة، اػػػيتعمـ قيادت ػػػا، ولػػػف يحمػػػؿ شػػػيئا بمػػػى ظ ػػػر ، بمػػػى كتفػػػي، حػػػيفتألقػة، لػف يحمػؿ صػناديؽ قػذرة، ايعتنب ب ا، ايغام ا كؿ مااء، ليمتقب ب ا اب الصػباح نظيفػة م

الصػػػناديؽ اػػػب البػػػدء كانػػػت نظيفػػػة، ولكػػػف شػػػؾ أف م يصػػػنعوف صػػػناديؽ نظيفػػػة،م ولكػػػف لمػػػاذاتمػػد مذف شػػوارع طويمػػة بريضػػة م ب ػػا الغبػػار والقػػذر، لمػػاذا ؽ حػػم ب ت الشػػوارع واألرصػػفة ػػب التػػ

كػػي والخضػػر، وااػػعة كبيػػرة، تمتػػد أمام ػػا أرصػػفة اماػػتقيمة نظيفػػة، تشػػاد بمػػى طول ػػا حوانيػػت لمفو بريضػػػػة، تقػػػػؼ بمي ػػػػا النػػػػاقنت، وم حمػػػػاؿ يراػػػػع شػػػػيئا بمػػػػى ظ ػػػػر ، اثمػػػػة مػػػػدارج تنزلػػػػؽ بمي ػػػػا

ا نظيفة أنيقة جديدة، وأجور جميػع النػاقنت واحػدة. الم ػـ أف تعمػؿ الصناديؽ ملى الناقنت، وكم بػػػأجور موحػػػدة، ويعػػػود الحمػػػالوف اػػػب الماػػػاء ملػػػى بيػػػوت ـ اػػػب كػػػؿ النػػػاقنت مػػػف يػػػر مناااػػػة،

ذا أراد أحػػد ـ أف يػػذ ب اػػػب اػػ رة مػػع أاػػػرتي، ذ ػػب اػػب الناقمػػػة، نػػاقنت ـ، اػػعداء ماػػػروريف، وا

مذا كانػػت بعيػػدة، ولكػػف ػػؿ يػػذ ب ػػو ملػػى ملػػى مداراػػ ـ، ويمكنػػي اػػب الصػػباح أف يوصػػؿ أومد المدراة أو يترك ا ت

ومرة ثانية جاء صوت أمي حادا قاايا: تتأ ر.ال حميدو - - –

)الحاج رشيد(بيف مدخؿ المخزف وبمقي كػاف يتنقػؿ، قمقػا، لػـ يشػغؿ بالمشػتريف، وم باألاػعار، بعػد حادثػة

حماليف والقائميف بمى الميزاف، وم ملػى حركػة المحااػبيف، منػي العمػؿ ، لـ يمؽ بام ملى ال"حاكور"الػػذي يجػػري بػػادة كػػؿ صػػباح، لػػـ ينػػؿ منػػي ا تمامػػا، بػػدا اػػرقة التفاحػػة، لقػػد أ اظتػػي، ذلػػؾ الو ػػد

كػػاف، اثمػة أمػػر خػػر مػػا حػػاج رشػػيد، خاػئ، بمػػى كػػؿ حػاؿ يجػػب أف تناػىيػا الصػعموؾ ياػػرقؾبؿ اتقـو أنت بي، و األمر الػذي بقيػت تفكػر ايػي طػواؿ ير بادي، اوؼ يجري ذا الصباح،

ف كنت اب الحقيقة قد اكرت ايي منػذ شػ ر، أو أكثػر، منػذ خصػامؾ مػع أبػب أياـ ثنثة مضت، وا أحمػػد، ذلػػؾ الصػػعموؾ اتخػػر، الػػذي قػػاؿ منػػي يريػػد تػػرؾ العمػػؿ بنػػد الحػػاج رشػػيد، ليعمػػؿ لحاػػابي

الخاص، شبء مضحؾ، دبؾ مف ذلؾ الو د. ا لـ تتغير، بؿ زادت روبػة وب ػاء، لعػؿ طػوؿ المػدة قػد أناػاؾ بعػض منمح ػا، كػـ يبدو أن

ملػػى رىيػػة بقيػػة المنمػػح، والتعػػرؼ ملي ػػا ثانيػػة، كيػػؼ ناػػيت ا طػػواؿ ػػذ المػػدة، اؽ ملي ػػا،نػت مشػػتأـ تفكػر اي ػا اػب الاػنوات العشػر لػمخمص، ولكف كيػؼ ؿ أنت و د أيضا، م، الحاج رشيد واب

اثنتػب بشػرة اػنة، ػؿ يظػف ذلػؾ أكثر مف بشر انيف، أحمد بمر اتف حػوالب التب مضت، بؿوؾ أن ا لي حقا، أنت الذي زوجتي ميا ا، مني طػواؿ بشػر اػنيف لػـ ياػتطع أف يولػد ا اػوى معالص

شػؾ أف أبػا أحمػد قػد ضػعؼ، ػؿ يعقػؿ م مرة واحدة، اب بدء حياتي مع ا، ثـ ماذا، أنػت تعػرؼ،شؾ أن ا اعمػت، ولكػف كيػؼ فمػت بن ػا، كيػؼ ناػيت ا، أـ أنػؾ م المدة، أن ا لـ تخني طواؿ ذ

زوج ػػا معػػؾ، لتظػػؿ وايػػة تريػػد أف تخػػوف م منحػػت، كمػػا أن ػػا كانػػتمػػا اػػتردتتريػػد أف م كنػػتلعطائػػؾ، ولكنػػؾ أنػػت الػػذي زوجت ػػا ميػػا ، وأنػػت أحػػؽ ب ػػا منػػي، يبػػدو أن ػػا كانػػت تنتظػػر منػػؾ أف

لخصػػػاـ ااتخػػذت الخصػػاـ ذريعػػػة، وخرجػػت لمقائػػؾ، بقمػػػيص تبػػادر، لقػػد صػػبرت حتػػػى كػػاف يػػـو اف كنػت اػب يكشؼ بف صدر ا، ومضت تتواؿ مليؾ، وأنت لـ ت دأ اػورا، ومضػيت اػب بنػادؾ وا الحقيقة ماتعدا ألف تترؾ كؿ شبء، ألجم ا، أما و اقد تخاذؿ كالفأر، لعمي د ش لخروج ا، وما

وحػد ياػتطيع أف يقػؼ بمػى قدميػي، مػاذا ت ػؿ كاف يتوقع أف تتدخؿ، مني يخشا ا، ؿ يظف أني و و يعمػؿ بشروف باما ،بايعمؿ اب الاوؽ لحاابي الخاص ت اب الاوؽ تجار كثيروف، ليجر

ب العمػؿ وحػد ، مػف ياػتطيع مػف التجػار يجػر و حمام، ثـ كفػر بنعمتػؾ، الصػعموؾ، ليػذ ب بندؾ

أكثػر مػف يػوميف، وابنػي أرذؿ منػي، أف يعادي الحاج رشيد ليتعاوف مع حمػاؿ صػغير ت لػف ياػتمرايرامي ملى المدراة ت ليصبح م نداا أو طبيبا ت مذا كاف اب الصػؼ الخػامس قػد راػب اػنتيف، اكـ انة ايراب اب البكالوريا انتظر بشريف انة، و حماؿ وايبقى حمام، وابني حماؿ مثمي،

كنت قد ما س تتأخر، دن م واؾ،ل ا اما ل ا اوى المخزف،ما ليس ل ـ اوى المخزف، حتى بقد شيدت، لتكف نزوة منؾ، مثؿ ذا الضجيج الطائش، لتكف مرة واحدة، تذكرؾ ما رط رت، ودم

يكوف.ما بأياـ الشباب، وليكف بعد ابحجارة قذرة جدا، ثمة قشرة مػوز، و بط درجة المخزف، ملى الاوؽ، أرض الطريؽ مرصواة

اح الخشبية الماودة، أماـ مدخؿ الدرج توقؼ ني ة، لـ يتػردد، دخػؿ، تحاشا ا، مر بصناديؽ التف واحتوتي بتمة الدرج.

- –

)أبو أحمد(تجػػا مخػػزف الحػػاج رشػػيد، وبمػػى صػػناديؽ اار ػػة متراكمػػة، قعػػد يرتشػػؼ الاػػحمب الاػػاخف،

لاػوؽ البػارد، وضوضػاء ااأ المذيذ، اػب قشػعريرة الصػباح ماتشعرا د ا الصحف بجمع يد ، نمحتضمػا ب ا اب كؿ يوـ، ولكن ا لـ تكف اب ذا الصباح كعادت ػا، بػؿ لػـ تكػف كػذلؾ منػذكدأ ،مف حولي

يقارب الش ر، لقد كاف طواؿ يـو أمس ينتظر المااء، ويمنب نفاػي ب ػا، و ػب التػب قالػت لػي من ػا ة اػػػاخنة، ولكن ػػػا اػػػب الماػػػاء حرمتػػػي من ػػػا، نامػػػتاػػػوؼ تاػػػتحـ، اػػػيمتقي ا مذف اػػػب الماػػػاء بضػػػ

، يقظتي اب الصباح البػاكر، لػيس مػف بادت ػا أف تاػتيقظ قبمػي، حتػى من ػا منػذ أوحد ا، و ذا اليـويصــمح ليــا، واألفيــل لــو أن يعمــل ال "أحمــد يجــب أن يتــرك المدرســ ، إنــوأف أيقظتػػي قالػػت لػػي:

ثػي الحػػاج رشػيد اػػب ػذا األمػػر، ووبػد أف يحػػتفظ ألحمػػد ، ويػػوـ أمػس أيضػػا حد معـك فــي العتالــ "اة، وأف يعمؿ بتام، اما و ذنب در جرتي نفا ا اب الشتاء، مذا كاف قدر و أم يذ ب ملى المبأ

ػػؿ بمػػى لػػؾ، ػػؿ بميػػي أف يعػػيش مثمػػي بتػػام يػػدرس ويتوظػػؼ، أم يحػػؽ لػػي ذم أحمػػد ت لمػػاذارشػػيد، اػػب البػػدء كػػاف يحمػػؿ بمػػى لقػػد أمضػػى ػػو بشػػريف بامػػا بنػػد الحػػاج الشػػقاء أف ياػػتمر

العربة بنفاي، ر يمض باماف حتى مات البغؿ، اج شترى بربة، وبغن كب يجر ا، ولـا ، ثـظ ر ؿ بمػػى ظ ػػر ، طػػواؿ بشػػريف بامػػا ػػؿ ااػػتطاع أف يػػدخر شػػيئا ػػؿ مػػثػػـ باب ػػا، وبػػاد ملػػى الح

اشػترا الحػػاج رشػػيد ػػو وابنػػي بمالػػي ت ػػؿ يريػػد أف يبقػػى ابنػػي كمػػا أبقػػا ػػو تحػػت اػػيطرتي، ليظػػؿ بػػػن بيػػت وم مػػأوى، ثػػػـ ليػػىجر خػػر األمػػػر ػػراتيف لػػي بمػػػى اػػطح المخػػزف، ياػػػمبي طػػواؿ بمػػر

ثػـ يزوجػي بإحػدى الاػاقطات، ػب نفاػ ا نصؼ أجرتي ميجارا ل ما، ويمنعي مف العمؿ بنػد يػر ، ابتراػػت بكػػؿ شػػبء، و ػػو نفاػػي يعػػرؼ بنقت ػػا بالحػػاج رشػػيد، قبػػؿ أف يزوجػػي ميا ػػا، ولكػػف كيػػؼ

ينكػػر، اقػػد أحب ػػا، ورضػػب ب ػػا، و ػػب م ي يفػػتف ب ػػا كػػؿ مػػف يرا ػػا، منػػيرضػػب ػػو بػػذلؾ الحػػؽ أنػػ

صمة ب ا بالحاج رشيد، وتأكد صدق ا حيف وضعت ابني احمػد أقامت لي، وأكدت أن ا قطعت كؿ مني يشب ي كؿ الشبي، مني ابني، و ب أمػي، لقػد أصػبح لػي بيػت وزوجػة وولػد، ولكن ػا ػذا الشػ ر قػد

كبر وبجز، و ب تتغيرت، ؿ تغير و ت لقد وارتشػػػؼ البقيػػػة األخيػػػرة اػػػب صػػػحف الاػػػحمب، ونػػػادى أبػػػا اػػػعيد، امبػػػا اػػػريعا وتنػػػاوؿ منػػػي

الصحف. صح يا أبو أحمد. -

ونقد بشرة قروش، ثـ أخرج مف شؽ اروالي بمبة تبغ، ومضػى يػدرج لفااػة، حتػى الاػيكارة يحرؽ مخزف الحاج رشيد، وكيػؼ تريد أف تحرمي ميا ا، مذا لـ يحرؽ الايكارة اماذا ايحرؽ ت ؿ

يحرقي واوقػي بيتػي ت و ػا و يكتشػؼ أنػي لػـ ي نػأ مع ػا اػب حياتػي، حقػا لقػد أحب ػا، واػتف بجاػم ا، ينفػػؾ يػػبح مػػا يفتػػأ يعمػػو ويحتػػد، ويجػػادؿ ويخاصػػـ، وصػػوتيمػػا ولكػػف مػػاذا أحػػب اي ػػا مف صػػوت ا

كػؿ الحمػاليف، ومػػف ويضػعؼ، ميػي، أبػػو أحمػد أكبػر بتػػاؿ اػب اػوؽ ال ػػاؿ، يفػرض اػيطرتي بمػػىني لـ يخرج يجرى بمى أف يخالؼ زوجتي ت مم أنييجرى بمى أف يخالفي ت ثـ يجد اب خر بمر

.ينكػػػر، اقػػػد تمتػػػع بجاػػػم ا، ون ػػػؿ منػػػي، وابتصػػػر وذوبػػػي، وأانػػػا م ولكنػػػي مػػػف بيتػػػي يومػػػا انئػػػا،باشػػر ا، مػػا ابػػاش، وباشػػر مػػا ولكػف.. اػػب الحقيقػػة ػػو الػػذي انػػب ايػػي وضػػاع، لقػد بػػاش مع ػػا

، ولػػيس زوجػػا، و ػػذ الشػػعرات اػػب رأاػػي قػػد اػػقطت، ولػػـ يبػػؽ مم القميػػؿ، لقػػد شػػاخ و ػػو ب ػػا زاف ، و ب ياػتطيع أف يشػؾ اي ػا، لقػد أخمصػت لػي، ولكنػي م تزاؿ شػابة شراػة بنيػدة، ولكنػيما و ـر

ب اػػب يشػػؾ، لقػػد أقاػػمت لػػي، وم يعقػػؿ أف تخونػػي ولكػػف الحػػاج رشػػيد، لػػي مػػاض مع ػػا، وقػػد ير ػػ خ شػااترجابي، اػيغري ا بالمػاؿ، وقػد تشػتاؽ ملػى ماضػي ا معػي، الحػاج رشػيد لػـ ي ػـر مثمػي، ولػـ ي

يتوقع ذلؾ، لقػد جػاء فكاما ر مني، لقد أخطأ يـو تخاصـ معي اب بيتي،بني أكأب ذ الاربة، مع بنػػد أي تػػاجر يطالبػػي بزيػػادة اػػب أجػػرة البيػػت، اطالبػػي بالمقابػػؿ أف يتركػػي ليعمػػؿ اػػب الاػػوؽ حػػرا،

يشاء، واجأة ضب الحػاج رشػيد، وثػار، ومػا كػاف أف يتوقػع أف تتػدخؿ ػب بين مػا، وتخػرج لمقػاء الحػػاج رشػػيد بثػػوب يكشػػؼ بػػف صػػدر ا، ومنػػذ أف دخمػػت صػػمت، لقػػد ذ ػػؿ، ػػذا ػػو الاػػر، بعػػد الخصاـ تغيرت بشكؿ ما، لقد أحات بجبني وتخاذلي، ااحتقرتي، الحاج رشيد ألجم ا يترؾ لي أجػرةالبيت، يدا ا الداائتاف اتعوضاني بف كؿ شبء، لكف، م، لف ياتخدم ا الحاج رشػيد ػب أيضػا،

م.ابني يعمنف بند ، أما ب، ان، حابي أىال أبو أحمد. -

ف ف رد مػ د العتالػة، يمػر "صػبيح" أمامػي متباطئػا، وم بػ صػدار بالحبؿ المموي اوؽ التحيػة، وا ؼ يك، النذؿ، أكثرم ف يرد، ألـ يطأ رأاي بقدمي منذ يوميف، منذ يوميفيود أم كاف اب الحقيقة،

يحييي بوجي أصفر، بارد، اب الصباح الباكر. أىال. -

خارجػا، ولكػف م واجأة رأى الحاج رشيد يخرج مف مدخؿ الدرج، كاف يتوقػع أف يػرا داخػن،قبتي، لقد كاف بميي أف يشػؾ، متى دخؿ ت ؿ فؿ بف مراقبتي ت "صبيح" و الذي شغمي بف مرا

لقد تأخر، و بط بف الصندوؽ، ورمى بقية الايكارة، وتحاػس شػيئا حػادا صػمبا اػب شػؽ اػروالي، و ػػو يشػػؽ طريقػػي واػػط أجاػػاد النػػاس المػػزدحميف، والحػػاج رشػػيد يتجػػي نحػػو مخزنػػي. اػػيقتمي، ثػػـ

يذبح ا. - –

) أـ أحمد (حػدث مثػؿ ػذا مػف قبػؿ، أربػع مػرات، واػب كػؿ تصدؽ، بعد بشر اػنوات، لقػدم من ا تكاد

مرة كاف أمم ا يخيب، ولكف ذ المرة، األمر مختمؼ، من ا حامؿ، مف ير شؾ، لف تاػمح ألبػب أحمد أف يما ا طواؿ ذا الش ر، ريثما ياتقر الجنيف، ايغضب، ولكن ا اػتقنعي، منػي نفاػي يريػد

خػػرج ػػذا الصػػباح اضػػبا، ولكن ػػا اػػتف مي شػػؾ أنػػي م الولػػد، تخشػػى أف تخبػػر ، ثػػـ يخيػػب أمم ػػا،األمر حيف تتأكد مني، القابمة وحد ا تعرؼ اليقيف، لف تخبر أحدا حتى يتأكد كؿ شبء، ويتضػح،

قابمػػة، لقػػد أيقظتػػي، ون ػػض، ولكنػػي تػػأخر اػػب الوبمي ػػا أف تنتظػػر أحمػػد حتػػى يخػػرج لتػػذ ب ملػػى يمكػف لػي أف يػدرس، يمكػف ذلػؾ م ،الخروج، يجػب أف يتػرؾ أحمػد المدراػة ليعمػؿ مػع أبيػي بتػام

مد اػن يمكػف، اغػدا قػد يمػوت األب، مػف اػوؼ ياػابد بمػى متابعػة الدرااػة، لمولد الثانب، أما أحمف الدرااػػة طويمػػة وشػػاقة، مذا مػػات األب ياػػتطيع أحمػػد أف يعمػػؿ، ويمكػػف لمولػػد الثػػانب أف يتػػابع

الولػػد الثػػانب بنتػػا اػػوؼ تػػدرس ػػػب كػػف مػػاذا لػػو كػػافلدرااػػتي، بماػػابدة أخيػػي، أمػػا ػػو اػػن، و األخرى، وأحمد اوؼ ياابد ا، مثم ا مثؿ ير ا.

وارتػػػدت أاضػػػؿ ثػػػوب بنػػػد ا، ووقفػػػت أمػػػاـ المػػػر ة، تطػػػوي خصػػػنت شػػػعر ا بػػػيف أنامم ػػػا، ؿ قمػػين، الم ػػـ أف تػػزور اتف القابمػػة، و ػػب لػػف تخجػػؿ من ػػا ػػذ المػػرة، د ػػوتراع ػػا، ثػػـ تترك ػػا تتأاضػؿ ثػوب بنػد ا، مػاذا تفعػؿ مذا كػاف زوج ػا اقيػرا، ألياػت اػعيدة معػي ت أمس ااتحمت، و ػذا

ولكف لماذا تأخر أحمد، من ا تخشى مذا تػأخرت أم تػرى القابمػة اػب البيػت، وأحاػت بضػيؽ شػديد، يعرؼ، ولكف، نادت بصوت قاس:م تريد أف تخرج قبؿ أحمد، حتىم و ب

تتأ ر.ال حميدو.. - - –

)حميدو( الصوت حادا قاايا.وجاءت

تتأ ر.ال حميدو.. -

الحبؿ بمى كتفي، واتح البػاب، قميصي، ثـ شد وداع القروش التب كاف يتأمم ا اب يد بشؽ وببػػػر الاػػػطح ملػػػى مػػػدخؿ الػػػدرج، ،أن ػػػا اػػػتخرج مػػػف بعػػػد شػػػؾ م ب ػػػا أمػػػاـ المػػػر ة، وخػػػرج، امػػػر

ى رجػن يصػعد، وحػيف اقتػرب منػي، ومضى ي ػبط بمػى الػدرجات اػب الظممػة، واػب أاػفؿ الػدرج رأ برؼ ايي معممي الذي يعمؿ بند ، مع أبيي، ولكف ماذا يقصد.

حميدو، أبوك سألني عنك، جئت أطمئن عميك.يا تأ رت اليوم -ثمػػة شػػبء ريػػب اػػب صػػوتي، وكػػذب كثيػػر، امػػا ابتػػاد أف ياػػأؿ بنػػي، واػػب العتمػػة الواجفػػة

اوقؼ.تحاس الحبؿ الممقى بمى كتفي، وشعر بغموض، العمل أفيل من المدرس ، مثمما قمت لك، ذ ىذه نصف ليرة، أفطـر بيـا اليـوم صـحن - فول.

واليد القصيرة الغميظة، تمتد أماـ البطف المتكورة المنداعة ملى أمػاـ كشػراة، لػـ يأخػذ ا، كمػا ي ػبط أحمػد وراء ، ر اب أرضي، االتفػت الحػاج رشػيد، وبػاد الق قػرى، وظػؿ لـ يغادر الدرج، وتام

بمى الدرجات بطيئا، ملى ن ايت ا، حتى خرج الحاج رشػيد، واطمػأف ملػى خروجػي، اقفػؿ رجعػا ملػى الػػداخؿ، يرقػػى الػػدرجات ب ػػدوء، ثمػػة تحفػػز مػػب ـ، ور بػػة امضػػة، خصػػنت شػػعر ا كانػػت تت ػػدؿ بمى يد ا، وثوب ا كاف جديدا، واب الصػباح توقظػي، وأحػس بجاػمي يػذوب اػب ل ػب مشػتعؿ، مػع

ممي كانت باردة تضطرب، دؽ قمبي، دؽ كطبمة صغيرة، وبمغ ن اية الدرج، الاػطح مضػبء، أف أناد اػػب مكانػػي، أماػػؾ بالحبػػؿ متػػألؽ بػػو ج الشػػمس حػػادا اػػاطعا، وضوضػػاء الاػػوؽ صػػاخبة، تػػرد

.المموي بمى كتفي، ثمة أصوات وصراخ مما يألفي اب المشاجرات، لـ يباؿ، ولكف ثمة صوت وك.حميدو.. حميدو.. أب -

وقفز الدرجات، وبند ن ايت ا التقى بحاكور م ثا. أبوك.. حميدو في الم زن. -

ودخػػؿ ضوضػػاء الاػػوؽ، ببػػر ملػػى المخػػزف، وحاػػكور يتبعػػي، مضػػى يقتحمػػي واػػط الرجػػاؿ طريقي اب الزحاـ، يفاػح لنفاػي يدوس، و و يشؽ ما يزحـ، أو ف صخب والضجة، ير مباؿ م الو

يف ن ايػػػة المخػػػزف، وجػػػد نفاػػػي أمػػػاـ اػػػك بػػػيف األجاػػػاد المتزاحمػػػة، واػػػب مجػػػام ضػػػيقا يتاػػػرب ايػػػيمغرواة اب ظ ر أبيي، الممقى بمى األرض، ارقا اب رامة مف دـ، و ير بعيػد منػي يقػؼ الحػاج

رشيد، معااى، نظيؼ اليديف. أنا، قتمتو، دافعت عن معممي. -

صدارصدر ، اارتامت بمى وبيد ندية بالدـ، رأى "صبيح" بوج ي الشاحب، و و يدؽ بمى ـ العتالػػة الػػذي يرتديػػي كػػؼ بامنػػدااع نحػػو ، ولكػػف بأصػػابع ا الخماػػة الحمػػراء، وكػػاف يريػػد أف ي ػػ

بمى ضجيج الناس ولغط ـ، وضوضائ ـ، وصخب الاوؽ، كانػت األشػياء أمػاـ بينيػي قػد أخػذت

ت ـ ويغػػيـ، وااػػود تػػدور، وبػػدأ الصػػخب والضػػجيج ي ػػدأ ويخفػػت شػػيئا اشػػيئا، والضػػوء يب ػػت ويعػػت الدنيا، ومادت األرض، ولـ يبؽ اوى العتمة والصمت. ثـ جاء صوت األـ حادا قاايا، يمزؽ كؿ شبء.

* * *

حكاي الولدحاممػػة األقػػنـ التػػب تاػػمم ا المػػدير، يػػوـ أمػػس، تمػػر اليػػوـ بػػيف يػػديؾ اػػب خماػػة اػػجنت،

داتػػر المػػواـز اليػػومب، والاػػجؿ العػػاـ. ومػػف وصػػؿ اماػػتنـ، وا ػػرس اماػػت نؾ، وبطاقػػة الذمػػة، و جميع ػا ػذا قبؿ مػرت بقائمػة المشػتريات. بشػروف مػادة خرجػت مػف الماػتودع يػوـ أمػس، اػتمر

ال ػػاتؼ، ويطمػػب منػػؾ رئػػيس الػػديواف خزانػػة اليػػوـ، اػػب المراحػػؿ الخمػػس، وبعػػد قميػػؿ يػػرف جػػرسب اء أخػػرى كثيػػرة، لتشػػكؿ أثاثػػا لمكتػػوأشػػي ،مػػة وحااظػػة أوراؽ وحاممػػة أقػػنـومنضػػدة وكراػػيا ومرق

اػب الػدرج، تنتظػر منػؾ الت ػذيب اؿتػز ما الموظؼ الجديد. وماودة القصيدة التب كتبت ا منذ ش رتػزاؿ اػب الاػرير، بػيف النػائـ والػيقظ، و ػػب مػا والتنقػيح، وأنػت اػب حالػة مػف الفتػور والكاػؿ، كأنػػؾ

ق وة أبو أحمد لػـ يبػؽ ل ػا ايػؾ تػأثير، ف أحب الحامت ملى نفاؾ، اب ضحى يـو العطمة. يبدو أاتف بػػػأس، لػػػيكف ذلػػػؾ بعػػػد اػػػابة، خػػػذ م تطمػػػب انجانػػػا ثالثػػػا والاػػػابة لػػػـ تبمػػػغ العاشػػػرة ػػػؿ

ايكارة.. حتى نػار القداحػة اػاترة با تػة، بػن لػوف، أو كأنػؾ ترا ػا كػذلؾ، أنػت دائمػا كاػوؿ، تنفػث مػػف اػػنتيف، صػػبح بنػػد اػػين واػػيارة، اػػب أقػػؿ الػػدخاف اقػػط. أبػػو قااػػـ موظػػؼ الدرجػػة الااداػػة، أ

ال "أنـازلت اب موضعؾ، لو امعت كنمي، نصح لؾ باماتقالة، امـ تاتجب، قمت لي: ما وأنتد جفنيػؾ، ااتح مػا بقػوة، وضػع ينفػع النػدـ، شػم ، واتف..أعمل بالتيريب، التيريب مثـل القمـار"

يحتػػرؽ مػػا قػػد احتػػرؽ من ػػا قػػدر كبيػػر، ولكػػف،توقيعػػؾ بمػػى ا ػػرس اماػػت نؾ، ثػػـ خػػذ الاػػيكارة، ل ايؾ أكبر. صباح ال ير. -

أبػػػو بمػػػر ػػػاؿ بميػػػؾ، وتػػػن ض لػػػي، وتتحػػػرؾ بضػػػنت جاػػػمؾ قمػػػين، وتمفػػػت نظػػػرؾ، بػػػؿ شػؾ أف م قد بدأت تصحو قمين، كأني يعراؾ مف زمف بعيد، تد شؾ تحية الشاب المرااؽ لي، ا

ؿ لػي ت شػابر مو ػوب ت أـ أمػيف ماػتودع الحػؽ أف أبػو ثػي بنػؾ، ولكػف مػاذا قػاأبو بمػر قػد حد شاب رائع، حتى طريقتي اب حمؿ الحقيبة أنيقة وخاصة.البمر رجؿ طيب، و و مت دـ، ولكف

حممي محمد غريب. - أىال وسيال. -

كذا أنت دائما، ااتر جدا، وأبو بمر يشب ؾ كثيرا، حتى طريقة تقديمي لمشاب با تة، ولكف يكتب الشعر مثمؾ، ولكني يتذوقي، وكؿ يوـ يزورؾ ليامع أشعارؾ، م كذا بالطبع، و أبو بمر

يمػػأل بطاقػػات الذمػػة وا ػػارس اماػػت نؾ وقػػوائـ الشػػراء.. ولكنػػي يمػػأل جػػداوؿ المػػوظفيف، م و ػػوواػجنت الترايػػع، بممػؾ وبممػػي، دومب دائػػر، يػدور دورانػػا ماػػتمرا، وكػؿ يػػوـ تعيػػد مػع أبػػو بمػػر

حديث، والعمؿ والاجنت الوظيفية.نفس ال أ وه استشيد في عممي ترشيحا. -

المجموعــ د مــت فــي عمميــ كانــت ال ســارة فييــا، أعنــي الشــيادة، ولكــن أال تــرى أن - محسوب سمفا.

ػػذ المو بػػة اػػب النقػػاش، يبػػدو أنػػػؾ ااػػتيقظت، ولكنػػؾ ناػػيت أنػػي أخػػو ، وأنػػت ترتجػػػؿ مػػايمكػػف التنقػػيح والتغييػػر والتعػػديؿ اتف، دائمػػا تكتػػب القصػػيدة داعػػة م باػػربة، ػػذ بادتػػؾ دائمػػا،

واحدة، اب ا رة، ثـ تعػود ملي ػا بػالتنقيح، ات ػذب األلفػاظ، وتعػدل ا وتغيػر اي ػا، تتعػب اػب التنقػيح تفارؽ وج ي.م أكثر مما تتعب اب الكتابة، ولكف الشاب لـ ينفعؿ، وابتاامتي المطيفة

وكم كان عمره؟ - .سن 1ل من أق - وىل عنده أوالد؟ -

زلػت بػيف مػا بعػد، خػذ اػيكارة ثانيػة، يبػدو أنػؾ ح صػمرة أخرى تتعجؿ اب اىالؾ، لعمؾ لـ ت بػو أشؾ أني يضػحؾ منػؾ اػب أبماقػي، لكػف، م، م، م اليقظة والنوـ، و ذا أبو بمر يحدؽ ايؾ،

رى امنتفػػاخ اػػب جفنيػػؾ، بمػػر رجػػؿ طيػػب، و ػػو يقػػدرؾ ويحترمػػؾ، بػػؿ منػػي ينظػػر ملػػى بينيػػؾ ويػػر، تقػد م ايظف أنؾ ا رت الميؿ اػب كتابػة قصػيدة، منػي يطػرب لمقاايػة ولمػنغـ، ويػرى ايػؾ مو بػة

مس نوما طوين طوين، بمى كؿ حاؿ أنت لـ تخطئ، االشػباب اػب أولكنؾ اب الحقيقة نمت يـو طؾ.الريؼ يتزوجوف اب اف مبكرة جدا، ويبدو أف الشاب لـ ينتبي ملى م

مش متزوج. - وعندكم غيره؟ - وة، وثالث بنات. مس إ - ىو أول شييد؟ -ســرتنا األول، لكــن قبمــو آالف الشــيداء، مــن أبنــاء الــوطن، وقبمــو استشــيد ابــن أفــي -

عمتي، واثنان من أوالد الي. وأمك؟ ماذا فعمت؟! - ـر، زعـل تتصـور أو تظـن، زعـل مـن نـوع آمـا زعمت.. شـيء طبيعـي، لكـن مـش مثـل -

لفقده فقط، يوميا قالت ببساط لو عندي عشرة لبعثتيم كميم إلى فمسطين.كأنؾ تصحو مف اريرؾ، مني يحدثؾ مثمما يتحدث األااتذة بػف الخناػاء ا، تكاد تصحو،

ت أـ أمػػاـ طنب ػػـ، لكػػف اػػرؽ كبيػػر بينػػي وبػػيف األاػػاتذة، وأنػػت، أنػػت تػػذكر جيػػدا أـ خالػػد، لقػػد شػػق عمقت بالنعش، ورمت نفا ا اوؽ القبر، ونثرت بمى رأا ا التراب، ومف قبؿ أ مب خالد ثياب ا، وت

بمي ا حيف قدمو لمغاؿ، كػؿ مرحمػة يمػر ب ػا جثمانػي، كانػت تصػحب ا طقػوس مػف الحػزف، تشػنج ما وصراخ وبويؿ و ات وبكاء وندب، نامت أقؿ مف اابة، ثـ ن ضت ونصف ا األيمف مشموؿ،

أكبر ـ، وم كاف وحيد ا.كاف خالد أصغر أبنائ ا وم

وكيف د موا إسرائيل، قصدي األرض المحتم ، فمسطين؟! -طبعا تسمموا، ناموا ليم في األرض المحتم ، وأميوا يوما في بيـت فمسـطيني، وصـباح -

، واحتموا المبنى.ليوم الثاني، وتوجيوا إلى ترشيحاا ىذه أول عممي قام بيا أ وك؟! - في أربع عمميات. ال، اشترك من قبل - وما الفائدة؟! -

الحركة المنفمتة مف يدؾ، لقد انتبي مليؾ أبو بمر وأنت تمقب القمـ، ذ ما ماذا د اؾ اليوـ شػؾ، م رقع العظمات اب أناممؾ مطقطقػة اػب ممػؿ، أصػابعؾ تشػنجتقثـ تشبؾ أصابع يديؾ، ات

مػف قبػؿ، وحؾ، ولكف لػـ تكػف كػذا وأنت تمأل اماتمارات والبطاقات والف ارس، وتشنجت مع ا ر أنػػػت بنفاػػػؾ اختػػػرت الوظيفػػػة، ودااعػػػت مػػػف أجم ػػػا، ولكػػػف لػػػـ تتصػػػور ا كػػػذا، تػػػرى ػػػؿ تتشػػػنج

تشػػنجت قػػط وأنػػت تكتػػب مػػا األصػػابع بمػػى المػػداع الرشػػاش والرصػػاص ين مػػر منػػي مف أصػػابعؾ واؾ البحػر قصيدة، ولو بقيت اابة تكتب وتكتب، ولكف الشعر و الذي تشنج مف بعد، لقػد ااػت

ذا أكثػػر قصػػائدؾ مػػف البحػػر الكامػػؿ، ، والشػػاب يػػدااع بػػف ااتشػػ اد أخيػػي، لػػـ يفقػػػد الكامػػؿ، وا ػػدوء ، وم اتزانػػي، وم ثقتػػي بأخيػػي وبقضػػيتي، ػػؿ تثػػؽ أنػػت اػػب الشػػعر منػػي بمػػى كػػؿ حػػاؿ لػػيس

ينظػر كاألشياء التب تامم ا كؿ يوـ وتاػجم ا اػب بطاقػات الذمػة وا ػارس اماػت نؾ، وأبػو بمػرمليػػػؾ بممػػػؿ، لقػػػد اػػػمع القصػػػة مػػػف الشػػػاب، قبػػػؿ أف يػػػأتب بػػػي مليػػػؾ، ولكػػػف مػػػاذا يتوقػػػع منػػػؾ، ػػػؿ ايطمب منؾ أف تكتب قصيدة رثاء، ، نعـ، لقد طمب منؾ مثؿ ذا مف قبؿ أخو خالد، وا رت ثنث ليػاؿ وأنػت تشػطب وتكتػب، واػب خػر األمػر أنقػذت نفاػؾ، ملقػاىؾ وحػد ػو الػذي أثػر اػب

لكػػف الشػػ يد، يقػػرأ وم يكتػػب، وأنػػت تعػػرؼ خالػػدا جيػػدا، و م وكم ػػـ مػػف األقػػارب، وأكثػػر ـالنػػاس، كيؼ اتكتب وماذا اتقوؿ ربما كاف اػب حفػؿ اي، وم تعرؼ بني شيئا، تعر م شقيؽ ذا الشاب

شؾ ذواقة، ولكف اب ماتوى شعرؾ، وأنت م تأبيني مف يف ـ الشعر أكثر مف أبو بمر، أبو بمرقرأت قصػيدة لشػابر، ومػا حفظػت بيتػا، يػر شػعرؾ، ثػـ مف أبػو بمػر يعػرؼ ما يف انةمف بشر م نػػت نػا ماػػجوف اػػب راػة صػػغيرة، وخارج ػػاشػػعرؾ اػب الغػػزؿ، و ػػو ػزؿ خيػػالب، اأجيػدا أف

رة اػتقع اي ػا، ولكػف، لعػؿ الشػاب جػاء يطمػب تبربػا منػؾ بمبمػغ مػا لمعمػؿ مؼ ير زوجتؾ، و عر ت لحقيبة.الفدائب، ا و يفتح ا

ىذه آ ر صورة أل ـي مـع رفاقـو قبـل د ـول فمسـطين، وىـذه صـورة لـو مـع رفاقـو فـي -جريـدة السـفير نشـرت ،سـن وىـذه 2أثناء التدريب، بمالبـس الميـدان، ىـذا قائـد المجموعـ ،

صــورة لجثــثيم، الصــورة الوحيــدة التــي ســمحت بيــا إســرائيل، وتناقمتيــا كــل صــحف العــالم، ىــذا ولكن ىذا قميصو.أ ي، وجيو مشوه،

أنت بنفاؾ تريد أف تغمض بينيؾ، شبء مىلـ، مىلـ جدا، ولكػف األخ، ل جتػي ػب نفاػ ا، لػػـ تتغيػػر، واثقػػػة، وابتاػػامتي ػػب ػػػب، ثمػػة ألػػػؽ اػػب بينيػػي، ػػػؿ ػػب دمعػػة ترقرقػػػت اجالػػت اػػػب ا حدقتػػي، اػػازداد ألػػؽ بينيػػي ت منػػي أخػػو ، و ػػو يتحػػدث، وأبػػو بمػػر يحػػدؽ ايػػؾ، نظرتػػي ريبػػة، اي ػػ

صػامت، ػؿ اػوجئ مثمػؾ بن ة، أـ اي ا د شة، مني صامت، بادتػي أف يثرثػر كثيػرا، ولكنػي اليػوـ بإناػاف يفعػؿ شػيئا خػر يػر شػرب الق ػوة ومحاولػة الخػنص مػف ثقػؼ الجفػوف، وتبمػد العضػنت

وتشنج العضػنت و ػب تمػأل بطاقػات اماػت نؾ. يبػدو أنػؾ صػحوت، ولكػف بمػى ،وراء المنضدةي نػيطمػب منػؾ كتابػة قصػيدة، ولكم ما تعتقد، جاء بػي مليػؾ، ليحػرؾ ايػؾ الشػابرية، قػداألرجح، ك

بشكؿ ير مباشر يريد ااتثارة قريحتؾ.بعثت إلينا المنظم بشريط سجل عميو بصوتو وصيتو قبل د ولو فمسطين، لـو تسـمع -

الشريط، غنى فيو غنيتين، مع واحد من رفاقو.وأصػػابعي تتشػػنج بمػػى المػػداع الرشػػاش: وأصػػابعؾ تتشػػنج ػػو يغنػػب، وأنػػت تكتػػب الشػػعر،

وأنػػت تمػػأل بػػالقمـ بطاقػػات المػػواد الماػػت مكة. و خػػر حفمػػة اشػػترؾ اي ػػا خالػػد كانػػت ماػػجمة بمػػى شريط، أرادت األـ امابي، ولكن ا لـ تجػد ، كػاف أخػو اػمير قػد أخفػا ، و ػو ياػتمع مليػي كػؿ يػـو

لقػػد ػػوي خالػػد العػػزؼ بمػػى .ضػػا، أو كػػاف يعػػزؼاػػرا، ويج ػػش اػػب البكػػاء. خالػػد كػػاف يغنػػب أياشػترؾ ػو بنفاػي اػب العػزؼ مػع الفرقػة، يوم ػا قيػؿ االقيثار، ومرة جاءت ملػى البمػد ارقػة أجنبيػة،

منػػي تفػػوؽ بمػػى األجانػػب أنفاػػ ـ، أنػػت لػػـ تحضػػر الحفمػػة، لقػػد أبطػػاؾ بطاقػػة، ولكنػػؾ لػػـ تػػذ ب، بيػت ماػاء، والشػعر، الشػعر ػو بػزاىؾ، بمػى كػؿ كذا أنت دائما، أاير الوظيفة ن ارا، وأاػير ال

يػػػدخف، م حػػػاؿ، لقػػػاىؾ بالشػػػاب ممتػػػع، ولكػػػف يجػػػب كاػػػر طػػػوؽ الصػػػمت المخػػػيـ، المشػػػكمة أنػػػي وكذلؾ أبو بمر، مذف أشعؿ ايكارة، وانفث الدخاف، ثـ ااألي، ولو مجاممة.

كيف تمت العممي ؟ -صػػػورة التػػػب رأيت ػػػا، ولكػػػف روت التفاصػػػيؿ، ومػػػا اػػػمحت لمصػػػحفييف بغيػػػر ال ماػػػرائيؿ مػػػا -

بعػػض التفاصػػيؿ اػػربت ا وكػػامت األنبػػاء، وأظػػف أنػػؾ اػػمعت ا مػػف اكذابػػات، بنػػدي نشػػرة وزبت ػػا المقاومة، اي ا تفاصيؿ ارب ا بعض الموطنيف اب اماطيف.

رىين . أنا سمعت أنيم احتجزوا - صحيح، وربما أكثر. - لمعجزة. ولكن قيل إن المبنى الذي احتموه كان دارا -لميـباط أو اسـتراح ليـم، احتمـوا الطـابق الثـاني، ثـم طمعـوا مش صحيح، كان مثل ناد -

يابط، وبعثوا بثالث رسائل إلى ثالثـ سـفراء إلى السطح، فاحتموا المبنى كمو، واحتجزوا فــي القــدس وأذاعــوا بمكبــرات الصــوت أن غــايتيم مــش القتــل، ولكــن إطــالق ســراح رفــاقيم فــي

ــوكبتر ســجون إســ ــت الييم ــى، ولكــن إســرائيل بعث ــراب مــن المبن ــود مــن االقت رائيل، وحــذروا الجن من اليباط المحتجزين. والكوماندوز، وقتل عمى األقل

واستممتم جثمان أ وك؟ - طبعا، أل، لكن المواطنين العرب ىناك استمموا الجثث ودفنوىا. - عرفتم كيف كان استشياد أ وك؟ما -إن ك، لم تستطع وكاالت األنباء نقل شيء من تفاصيل العممي ، لكن قيلمثمما قمت ل -

بقي معو من ذ يرة.ما واحدا منيم فجر نفسو بقنبم كانت آ راب الطريؽ ملى العاصمة، وقع الحادث، لقد دخمت ايارة خالد اب شاحنة، مف خمؼ، كػذا

ف خالػدا كػاف يقػود اػيارتي و ػو اد بػأقػاؿ لػؾ مف التقريػر الطبػب أاػ حدثؾ منير، صديؽ خالػد، ولقػدثمؿ، كما أكد الكشؼ بأف اربة الايارة قد تجاوزت المئة حيف وقع الحادث، لقد قاؿ لؾ منير مف خالػػدا كػػاف ماػػاارا ملػػى العاصػػمة ليحصػػؿ بمػػى تأشػػيرة خػػروج خاصػػة، وقػػد اػػاار اػػب نفػػس اليػػوـ

ة اػػب الاػػفر ملػػى الغػػرب، لقػػد الػػذي حصػػؿ ايػػي بمػػى جػػواز اػػفر، أنػػت تعػػرؼ جيػػدا أف لخالػػد ر بػػحػػدثؾ مػػرة بػػذلؾ، قػػاؿ مف الغػػرب ػػو المكػػاف الوحيػػد الػػذي ياػػتطيع ايػػي تحقيػػؽ ذاتػػي، أمػػا نػػا اػػن مكانة لي، لعؿ الفرقة األجنبية التب بزؼ مع ا ب التب أ رتي بالافر ملػى الغػرب، لقػد كػاف دائػـ

نـ، و و يتحرؾ ماتعدا لمخروج.التذمر والضيؽ بالناس، و ذا أبو بمر يتنحنح، كأني يريد الك جئت أطمب منك قنين حبر، ىل أقدم طمبا طيا؟؟ - ت دم.عمر، بعد قميل أرسميا لك مع المس أبويا ال - نودعكم. ،إذن - ولكن لم نقدم لكم القيوة. - لسنا ييوفا، ولكن أردت أن أسألك. - أبو عمر؟!يا تفيل - الشاب الذي معي. - نعم؟! -ن مستأجرا غرف ، في الدار المجاورة لي، وىو نعم الجار، شـاب طيـب وميـذب، وقـد كا -

طمب منو صاحب الدار زيادة في األجرة، وىـو يريـد االنتقـال إلـى غرفـ أ ـرى، نسـيت أن أقـول لك إنو طالب جامع ، سن ثالث ، وال أعرف، إذا كان في جوارك من يؤجر غرفا لمطـالب، أو إذا

الذي أنت مستأجر عنده لديو غرف لآلجار، أذكر أنك قمـت لـي مـرة إن لديـو كان صاحب البيت غرفا يؤجرىا لمطالب.

م، ولكنو رجل يطمب أجرة مرتفع دائما.عنعم، ن - ب.ر غرفا لمطال طيب، أال تعرف أحدا حولك يؤج -

ال، ال أذكر، ولكن سوف أسأل، من أجمك. -خاصػػة، لمدرااػػة، ثػػـ اػػمعت أنػػي ااػػتأجر شػػقة، مػػف تػػذكر خالػػدا، قريبػػؾ، كانػػت لديػػي راػػة

ـ مػػأ مػػي، كػػاف يجتمػػع اي ػػا مػػع أصػػدقائي لماػػ ر، والػػرقص، والعػػزؼ، والغنػػاء، ثػػـ ب ـ مػػع يػػر أف ي كمػػا - ر دائمػػا مػػف الواقػػع، ويتمنػػى أف يعػػيش حيػػاة خاصػػة، حيػػاة أ مػػي، امػػا قػػالوا شػػيئا، كػػاف يتػػذم

ا النػػاس نػػاؾ اػػب الغػػرب، ولكػػف أم تتمنػػى ذلػػؾ أنػػت كالحيػػاة التػػب يعيشػػ -قػػاؿ لػػؾ ػػو نفاػػي د تاػػتطيع اعمػػي، دبػػؾ مػػف ػػذا األمػػر، وبػػد ملػػى بممػػؾ، شػػم أيضػػا، اػػب الحقيقػػة تتمنػػا ، ولكػػف

قد صحوت، كذا قمت، يبدو أن ا ػدت بػادة، ل ػذا كػاف أبػو بمػر جفنيؾ، وااتح ما، ولكف كنت وذواقػػة، و ػػو م، أبػو بمػػر رجػػؿ طيػػب، ؿ تكػػرر يحػدؽ ايػػؾ، ػػؿ انتبػػي مليػػؾ وأنػت تفعػػؿ ذلػػؾ، بػػمم ليحػػرؾ اػػب نفاػػؾ الشػػابرية، جػػاء الشػػاب مػػا يحػػب الشػػعر، ويقػػدر ايػػؾ مو بتػػؾ، وكمػػا قمػػت،

بااؾ تكتب قصيدة جديدة، وايرجع بعد قميؿ، مف ير شؾ، لياألؾ أف تنشد بعض شعرؾ. .ألو -

ا يطمبؾ، ليس مف بادتي، بمى كػؿ ليس رئيس الديواف، مني صوت معاوف المدير، لكف لماذ مف ير شؾ، ذا أاموبي. رة أمحاؿ، ولكف لـ ذ المقدمات الطويمة، ثم

كتاب من مدير الدائرة، فيـو اقتـراح عمـى المـدير بتسـجيل عقوبـ لـم يصـل .. بين يدي -. بـأس، سـأ برك، بـل سـأقرأ عميـك، أتسـمعني .ال آه.. ؟بعد إلى المـدير. تسـألني عـن السـبب

الكتـاب لـم يصـل ،وذلك الشتغالو بكتاب الشعر ونظمو في أثناء الدوام الرسمي.. عمى كـل حـال ف..إلى المدير، أنا سأتصر

أنت مذف تشتغؿ بكتابة الشعر اب أثناء الدواـ الرامب، ولكف ؿ نػاؾ تقصػير اػب العمػؿ، ير، المحفػور حفػرا مكتبػؾ الصػغ أو تأخير، أو خمػؿ، أو نقػص، ػؿ تػأخرت مػرة بػف وظيفتػؾ، مف

اب أافؿ المبنى، مثؿ جحر جػرذ، ػو بالمػؾ الوحيػد، تعشػقي، تفػر مليػي كػؿ يػـو مػف بيتػؾ، وتػود تريػػػد لاػػابات الػػػدواـ أف تنت ػػب، ألنػػػؾ مطمػػئف ومرتػػػاح ملػػى ػػػذا المكتػػػب م أم تخػػرج منػػػي، منػػؾ

ػ يبػا، و ػذا معػاف ب ترحالرطب المعتـ، المعزوؿ بف العالـ، وحػيف يطمػب منػؾ الػدواـ الماػائب ترح يقرر وقواؾ أنت ملى ،المدير يعرض بميؾ خدماتي، مني يعمف بف وقواي ملى جانبؾ، أو باألحرى

حتى لو كاف جانبي، مني يريد شراءؾ، والمااومة بميؾ، ليكاب اب ذ الدائرة موظفا ملى جانبي، تػدري أنػؾ ذو دور، وأنػي م قيمػة لػي، وم وزف، أو لعمػؾم موظفا صغيرا، مثمؾ، اػب ػذ الػدائرة،

م، لف يف ااتقاؿ وبمؿ اب الت ريب، وأنت اوؼ ياتفيد منؾ، لقد كاف أبو قااـ بمى صواب ح تاتقيؿ، اتبقى أمينا لمماتودع، تكتػب الشػعر. و ػذا جػرس ال ػاتؼ يػرف ثانيػة، منػي مػف يػر شػؾ

ة وحااظػػة أوراؽ.. وأشػػياء مػػوحاممػػة أقػػنـ ومرق رئػػيس الػػديواف، اػػيطمب منػػؾ اتف طاولػػة وخزانػػة يجػب ،أخرى كثيرة، لتشكؿ أثاث مكتب، لمموظؼ الجديد، والعشروف مػادة التػب خرجػت يػوـ أمػس

اليػػـو اػػب الاػػجنت الخماػػة، وصػػؿ اماػػتنـ وا ػػرس اماػػت نؾ، وبطاقػػة الذمػػة، وداتػػر أف تمػػر

بواحػدة د عػب ر مػـ أمػس، لػـ ت م ا المػدير يػو المواـز اليومب، والاجؿ العاـ، وحاممة األقػنـ التػب تاػم تػزاؿ أيضػا كأنػؾ مػا تػزاؿ تحػاوؿ أف تصػحو، ولكنػؾمػا مػف تمػؾ المراحػؿ الخمػس الطويمػة، وأنػت

، و ا ب ذي الايكارة ذابت اب المنفضة، ولـ يبػؽ من ػا شػبء. مذف اب اراشؾ، بيف اليقظة والنـو لث.مف انجاف ق وة، امتطمب مف أبو أحمد الفنجاف الثام بد

تعميقات

قاـ ثنثة مف الفدائييف الفماطينييف باحتنؿ مبنى ااتراحة كانوف الثانب ( اب واحتجػػزوا مئتػػب ر ينػػة، وطمبػػوا مخػػنء اػػراح قريػػة ترشػػيحا )معػػالوت(، اػػب اماػػطيف،الضػػباط اػػب

ربيػة، بدد مف رااق ـ األارى، اب اجوف العدو، وتأميف خروج ـ االميف ملى محدى العواصػـ العمػػرتيف، ثػػـ قامػػت الحكومػػة اكاػػرائيمية بالغػػدر ب ػػـ، مذ ت د د ا الحكومػػة اكاػػرائيمية ارصػػة مػػو وأبطػػ

حاصرت المبنى، وأنزلت قوات الكوماندوز، وقتمت الفدائييف الثنثة. ( الفدائيوف الثنثة، ـ:

مواليد ،أحمد محمد ريب مواليد ،ببدالقادر الموالدي

مواليد ،مب محمد حبايبأحمد بشػقيؽ أحمػد ريػب، ،روا لػب حممػب ريػبما ( القصة تتحدث بف العممية معتمدة بمى

أحد ادائيب العممية.( أتػػػيح لػػػب اػػػماع الشػػػريط الػػػذي اػػػجؿ بميػػػي الفػػػدائب أحمػػػد ريػػػب وصػػػيتي، قبػػػؿ القيػػػاـ

:بالعممية، وأنقؿ مني نا اتيف األ نيتيف المتيف أدا ما بصوتي " "

أنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا اػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػيف أنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا اػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػيف محػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػرـو مػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػف أرضػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػب

أنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا اػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػيف وبػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػندي اػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػيف تشػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػواا العػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػيف مػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا

أمب ثوب العزا اشمحب أمب ثوب الفرح الباب

محػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػرـو مػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػف أرضػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػب

اليػػػػػػػػػػػػػػػػػوـ بػػػػػػػػػػػػػػػػػد ا تشػػػػػػػػػػػػػػػػػواا العػػػػػػػػػػػػػػػػػيف

" " حمامػػػػػػػػػػػػػةيػػػػػػػػػػػػا طيػػػػػػػػػػػػرة طيػػػػػػػػػػػػػري يػػػػػػػػػػػػا

جيبػػػػػػػػػػػب لػػػػػػػػػػػب مػػػػػػػػػػػف أمػػػػػػػػػػػب بنمػػػػػػػػػػػة اماػػػػػػػػػػػػػػػػػطينبيػػػػػػػػػػػػػػػػػا بمػػػػػػػػػػػػػػػػػى دينػػػػػػػػػػػػػػػػػب

مػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػف ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػزة ألرض الكرامػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة قػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػولب ل ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا ابنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػؾ جػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاي بمػػػػػػػػػػػػى دينػػػػػػػػػػػػب النصػػػػػػػػػػػػر أكيػػػػػػػػػػػػد واه

دخمنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا جنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػوب لبنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاف ع التمػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة ركزنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا المػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػداع

تقاتمنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا وتبااػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػمنا

ونزلنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا األرض المحتمػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة بمشػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػنا نقصػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػؼ نػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػار وااتشػػػػػػػػػػػػػػػ د منػػػػػػػػػػػػػػػا بطػػػػػػػػػػػػػػػؿ مغػػػػػػػػػػػػػػػوار

حمامػػػػػػػػػػػػػةيػػػػػػػػػػػػا طيػػػػػػػػػػػػػري ةيػػػػػػػػػػػػا طيػػػػػػػػػػػػر جيبػػػػػػػػػػػب لػػػػػػػػػػػب مػػػػػػػػػػػف أمػػػػػػػػػػػب بنمػػػػػػػػػػػة

اماػػػػػػػػػػػػػػػػػطينبيػػػػػػػػػػػػػػػػػا بمػػػػػػػػػػػػػػػػػى دينػػػػػػػػػػػػػػػػػب دخمػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػت مجموبػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة بمميػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة أاػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػرنا مػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػن ـ ثنثميػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة

ف ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػزة ألرض الكرامػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػةمػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ قػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػولب ل ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا ابنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػؾ جػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاي بمػػػػػػػػػػػػى دينػػػػػػػػػػػػب النصػػػػػػػػػػػػر أكيػػػػػػػػػػػػد واه مػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػف الفرقػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة امنتحاريػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة وقمنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا ارطػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة حراميػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة

حمامػػػػػػػػػػػػػةيػػػػػػػػػػػػا طيػػػػػػػػػػػػػري ةيػػػػػػػػػػػػا طيػػػػػػػػػػػػر جيبػػػػػػػػػػػب لػػػػػػػػػػػب مػػػػػػػػػػػف أمػػػػػػػػػػػب بنمػػػػػػػػػػػة

اماػػػػػػػػػػػػػػػػػطينبيػػػػػػػػػػػػػػػػػا بمػػػػػػػػػػػػػػػػػى دينػػػػػػػػػػػػػػػػػب

مػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػف ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػزة ألرض الكرامػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػة قػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػولب ل ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػا ابنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػؾ جػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػاي بمػػػػػػػػػػػػى دينػػػػػػػػػػػػب النصػػػػػػػػػػػػر أكيػػػػػػػػػػػػد واه

ــــد الفمســــطيني"ملػػػػى المجموبػػػػة الشػػػػعرية: بنػػػػواف القصػػػػة ر( يشػػػػي ــــ الول لمشػػػػابر "حكاي الفماطينب: أحمد دحبور.

* * *

رجل بين المسافرينرأس صغير، وشدؽ وااع بريض، وأنؼ كبير مفمطح، وبيناف صغيرتاف، والجاـ بعد ذلؾ

ائؿ، والبطف أكبر مف برميؿ.ة واحدة، مف أف يكوف قػد ر ، ا ػو يتنقػؿ دائمػا لى خارج البمدة، ولو مر مااار ف م لكؿ د ب م

تنػػزؿ مػػف بػػيف شػػفتيي الغميظتػػيف، و ػػو م بػػيف الماػػااريف، اػػب مركػػز انطػػنؽ الباصػػات، الاػػيكارةلى مكاف، يتفرس اب الوجو ، بصمت وبن ة، اب ثيابي القػذرة، وشػعر المشػعث، ممف مكاف يموب

م يبػػالب بػػي أحػػد، ا ػػو يجػػوس اػػب مػػا البػػا قػػد يتحاشػػا بعضػػ ـ، وقػػد يتحػػرش بػػي خػػروف، ولكػػف أرجاء مركز امنطنؽ، بصمت، مثؿ كمب أجرب.

عرؼ بااـ، ولكف بعض الحمػاليف، وأحيانػا الاػائقيف، كػانوا ينادونػي "شػحمة" و البػا كاف ي ماباػػيكارة، أو يقذاونػػي بشػػتيمة، اػػاخريف منػػي، و ػػو يتقبػػؿ كػػؿ شػػبء، بصػػمت، الشػػتائـ يرمونػػي مػػا

، وم يطمب شيئا ألبتة.والاكائراؿ مػف بقايػا يمتقطػي مػف أرجػاء المركػز، ممػا قػد يرميػي ماػاار، أو حمػما ا الطعاـ، ايكفييأم

ذا بز بميي العثور بمى شب يضػف م ، لجػأ ملػى البػاب الخمفػب لمطعػـ المركػز، وبندئػذءطعاـ، وا مجأ ملي ـ.كاف يما ي نادرا بميي الخدـ ناؾ بشبء مف بقايا الصحوف، ولكن

د ايناـ، بمى األرض، ومف ير طاء، اواء أاػب صػيؼ أـ وحيثما مبي النعاس كاف يتمد اب شتاء.

ومرة ر أحد الماااريف، اب ت، ووقؼ يتأممي، ثـ األي ماتغربا: شحمو؟! يا أىذا أنت -

امـ يباؿ بي، ومضى اأضاؼ المااار قائن:

سارة؟! يا -األحػواؿ، لػـ يكػف "شػحمو" وم "شػحمة" ػو واػب كػؿ ،حى "شػحمة"لقد كاف "شحمو"، ثـ أضػ

اامي، كما لـ يكف حالي كذلؾ اب البدء، بؿ لـ يكف حالي كذلؾ قبؿ بضع انوات.لقد كاف حمػام مػف كبػار الحمػاليف، اػب مركػز انطػنؽ الباصػات، وكػاف يفػرض يبتػي بمػى

ذلػؾ، اػقط تحػت الحمػؿ، كػاف حمػن جميع الحماليف، ولكف ذات يوـ، وم أحد يعػرؼ كيػؼ حػدث روى أنػػي راػػع مػػرة بمػػى ظ ػػر باصػػا مػػف مقدمتػػي، وظػػؿ يراعػػي وحػػد ، باديػػا، ولكنػػي اػػقط تحتػػي. يػػ

ؿ ب ػػا واحػػدة جديػػدة، لػػـ ينػػتفخ لػػي بػػرؽ، ولػػـ تظ ػػر بمػػى حتػػى اػػؾ الاػػائؽ العجمػػة األماميػػة، وبػػد بعد ذلؾ يحمؿ شيئا.جبيني حبة برؽ، ولكني اب ذلؾ اليوـ، اقط تحت الحمؿ، وما باد

اقػػد أصػبح يقػػوـ بػػدور )التشػػحيـ( بػػيف الماػػاار والحمػػاؿ، ،ومنػذ ذلػػؾ الوقػػت أصػػبح "شػػحمو"اتاػير األمػور بعػد برقمػة، احيثمػا حػؿ خػنؼ بػيف ماػاار وحمػاؿ، حػوؿ أجػرة الحمولػة، كػاف ػػو

ي ػو الفصػؿ، الحكـ، يمقب نظرة واحدة ملى الحقائب، وأخػرى ملػى الماػاار، ثػـ يقػرر األجػرة، وقولػ يخضع لي المااار والحماؿ، وم بف ايي.

ي ػػدأ وم يفتػػر، م ف الماػػااريف، مػػف الفجػػر ملػػى وقػػت متػػأخر مػػف الميػػؿ،يكػػاف نئػػذ يتنقػػؿ بػػدا بمػى أرض، أو دوصوتي يجمجؿ نا و نػاؾ، وم أحػد يعػرؼ أيػف ينػاـ، ومػا مػف مػرة ر أحػد ممػ

ظ ػػر أحػػد الباصػػات صػػيفا، وينػػاـ بمػػى مقعػػد اػػب ظػػؿ جػػدار، اقػػد كػػاف بمػػى األ مػػب ينػػاـ بمػػى خمي، شتاء.اد

ف كاف و نفاي م ينفب ذلؾ، وم يىكد ، كما أني كافم ويروى أني كاف قد تزوج مرتيف، وا يبدي ا تماما بالمرأة.

ويػػروى أنػػي كػػاف مػػرة اػػب جماػػة مػػع بعػػض الحمػػاليف، اات مػػي أحػػد ـ بػػالعجز، ونفػػور المػػرأة ؾ بعنؽ الرجؿ، وكاد يخنقي، لػوم تأكيػد الحمػاليف أنػي كػاف يمػزح، ولكػن ـ لػـ مني، و و يمزح، اأما

يمبثوا أف األو بف ابب تطميقي، مرتيف، احدؽ اي ـ، ثـ ن ض.يول ػػػا شػػػيئا مػػػف ـويػػػروى أيضػػػا أنػػػي دخمػػػت مػػػرة ملػػػى مركػػػز امنطػػػنؽ امػػػرأة، اػػػب البػػػدء لػػػ

التػػب كانػػت اػػب يػػد ا، ثػػـ قاد ػػا ملػػى ام تمػػاـ، ولكنػػي اجػػأة ن ػػض، وأاػػرع ملي ػػا، وحمػػؿ الحقيبػػةلػػـ يفعمػػي مػػف قبػػؿ، وقػػد اػػئؿ بعػػد ذلػػؾ بػػف الاػػبب، مػػا البػػاص الػػذي كانػػت تريػػد الاػػفر ايػػي، و ػػو

لـ ير قط.ما اأجاب بأني رأى اب بيني ا وقد ظؿ يذكر ا بيف الحماليف أمدا، ثـ باؼ ذكر ا.

الحمػاليف، اطػرح ـ جميعػا، وكاف يممػؾ قػوة ر يبػة، اقػد روي أنػي تخاصػـ مػرة مػع ثنثػة مػفمف ير أف ياتطيع أحد من ـ ماي، ولكف اب اليـو التالب خػرج لػي أحػد ـ اجػأة مػف وراء بػاص، وطعنػػي باػػكيف اػػب بطنػػي، اانػػدلقت أحشػػاى ، ابصػػؽ اػػب وج ػػي، ولػػـ يفعػػؿ شػػيئا، يػػر أنػػي حمػػؿ

تشفى.أحشاء بيديي، وقفز ملى أحد الباصات، وطمب مف الاائؽ أف يحممي ملى الما يقع اب يد قرش أبدا.م وكاف

أمػػػا الاػػػيكارة، اقػػػد كانػػػت لػػػي اػػػب كػػػؿ صػػػباح بمبػػػة تبػػػغ، يقػػػدم ا لػػػي برضػػػى تػػػاـ، صػػػاحبوم يتػردد بعػد ذلػؾ اػب قبػوؿ اػيكارة مػف ػذا المطعـ، اب مركز امنطنؽ، ايأخذ ا، و و يشػكر ،

طمبا.أو ذاؾ، مف الحماليف أو الاائقيف، وربما طمب ا أحيانا مف أحد ـ كمػػا لػػـ يكػػف لػػي اػػب اليػػـو اػػوى وجبػػة واحػػدة، يقػػدم ا لػػي اػػب الماػػاء، برضػػى تػػاـ، صػػاحب

ى شػػػرب مػػػب ، ولكػػػف مذا اجتمػػػع بعػػض الحمػػػاليف المطعػػـ أيضػػػا، ايتناول ػػػا، ثػػـ يخػػػرج، و ػػػو يشػػكر اثنػاف مػف الحمػاليف، مم كػاف يجتمػعم الشاي أو بمى شبء مف الطعاـ، ا ػو المػدبو األوؿ، بػؿ

ما، بدبوة مف أحد ما، وربما دبا ملى شبء مف ذلؾ بعض الاائقيف. و ثالث وكػػاف لوجبػػة الماػػاء، التػػب يقػػدم ا صػػػاحب المطعػػـ، ولعمبػػة التبػػغ اػػب الصػػباح، قصػػػة، مذ

صاحب المطعـ كاف أكثر ـ بغضا لي، ولكني أصبح أكثر ـ حبػا. اقػد تخاصػـ معػي مػرة، يروى أف

فػػوا اػػب الاػػعر، وانتصػػر "شػػحمو" مبنػػد وجبػػة ػػداء، واخت مػػف أجػػؿ أربعػػة مػػف الحمػػاليف، تنػػاولوااػػػرض بمػػى صػػاحب المطعػػػـ أف يقػػدـ لمحمػػاليف وجبػػػات بأاػػعار خاصػػة، وقػػػد لمحمػػاليف، ومنذئػػذ

ضب مني صاحب المطعـ، ولكني لـ يمبث أف رضب بني، وأخذ يقدـ لي كؿ ماػاء وجبػة طعػاـ، اليف، قػد حقػؽ ربحػا أكبػر، للقبػاؿ الػذي الاػعر الخػاص بالحمػ وكؿ صباح بمبة تبغ، اقد وجد أف

لقيي مطعمي من ـ. ولكف، كؿ شبء تغير.

مػػػػدير جديػػػػد لمركػػػػز انطػػػػنؽ الباصػػػػات، اقػػػػرر جعػػػػؿ جميػػػػع ف ي اقػػػػد حػػػػدث ذات يػػػػوـ أف بػػػػالحمػػاليف بػػامميف اػػب المركػػز، بػػأجور ثابتػػة، يتقاضػػون ا اػػب ن ايػػة كػػؿ شػػ ر، وأف يقومػػوا بحمػػؿ

أف يتقاضػػوا مػػن ـ شػػيئا، وذلػػؾ بموجػػب تػػذاكر يشػػتري ا الماػػااروف، الحقائػػب لمماػػااريف، مػػف يػػر مػػػػع تػػػػذاكر الاػػػػفر، وبمػػػػى الفػػػػور قػػػػرر جميػػػػع الحمػػػػاليف اكضػػػػراب، وكػػػػاف "شػػػػحمو" اػػػػب مقدمػػػػة المضربيف، وقد ااتمر اكضراب ثنثة أياـ، انقطعت اي ػا أرزاؽ الحمػاليف، وبػاتوا برضػة لمجػوع،

اتمرار اب اكضراب، ويوحد كممت ـ.وكاف "شحمو" يطوؼ ب ـ، ويحض ـ بمى اموكػػػاد الحمػػػالوف أف يقطعػػػوا اكضػػػراب، لػػػوم تحػػػريض "شػػػحمو" ودبوتػػػي ل ػػػـ ملػػػى اماػػػتمرار يوميف خريف، ومضى ملى مػف يعػرا ـ مػف الاػائقيف، وأخػذ يحرضػ ـ بمػى مشػاركة الحمػاليف اػب

أخبػر أف الاػائقيف اكضراب، امـ ياتجب لي أحد، امػـ ييػأس، ومضػى ملػى المػدير، اػدخؿ بميػي، و ايشػاركوف الحمػػاليف اػػب اكضػػراب، وأف بعػػض الحمػػاليف ينػووف القيػػاـ بعمػػؿ مػػا، ثػػـ بػػرض بمػػى المػػػدير أف ياػػػتبدؿ بقػػػرار قػػػرارا خػػػر، يحػػػدد ايػػػي أجػػػرة الحمولػػػة، ويبقػػػى الحمػػػالوف أحػػػرارا، يعممػػػوف

لحااب ـ الخاص، ولكف المدير راض، وطرد "شحمو".، ولكنػػي نصػػح ل ػـ باماػػتمرار اػػب اكضػراب، وحػػذر ـ مػػف العمػػؿ ورجػع ملػػى الحمػػاليف خائبػا

بأجور ثابتة، وقاؿ ل ـ: .تبيعوا أنفسكم ال -

ولكف الحماليف لـ ياتطيعوا الصمود أماـ الحاجة، اخذلو .أحػػد يعػػرؼ أيػػف أمضػػا ا، ولكنػػي لػػـ يمبػػث أف م و ػػاب "شػػحمو" بػػف مركػػز امنطػػنؽ مػػدة،

فور أراؿ المدير وراء ، يطمب مثولي بيف يديي، ولكني لـ ياتجب، ظ ر اجأة اب المركز، وبمى ال .غ مديرك أن شحمو صار شحم ""بم وقاؿ ألحد الحماليف:

ومنذ ذلؾ الوقت أصبح "شحمة".تػػرؾ المطعػػـ، ولػػـ يدخمػػي أبػػدا، وتػػرؾ الحمػػاليف، ولػػـ يجتمػػع مػػع أحػػد مػػن ـ بمػػى طعػػاـ أو

ريف، صامتا، كاألبمي، مشعث الشعر، قذر الثياب، كـ بيف الماااشراب، وأخذ يظ ر نا، و ناؾ، يتػػردد اػػب التمػػدد بمػػى األرض، ظ ػػرا أو بصػػرا، أو ماػػاء، اػػب ظػػؿ جػػدار، أو تحػػت م أصػػبح

بػاص، أو اػب أي مكػاف، ومػػا بػاد صػوتي ياػػمع، ومػا بػاد يناديػي أحػػد، مم اػائؽ أو حمػاؿ، يريػػد الاخرية مني.

لي، اقاؿ: وذات يوـ، اأؿ أحد الحماليف زمين أرى شحم ؟!ال غريب، -

اأجابي زميمي، وكأني ذكر بشبء، كاف قد نايي، اقاؿ: أراه أييا.ال حقا، وأنا -

ثـ مضى كؿ من ما ملى بممي.. روي أف أحػػػػد ف، تناقػػػػؿ الحمػػػػالوف نبػػػػأ مػػػػوت "شػػػػحمة"واػػػػب يػػػػـو خػػػػر، أو ربمػػػػا بعػػػػد يػػػػومي

مركز امنطنؽ، اػرأى جثػة "شػحمو" اػب ظػؿ الاائقيف كاف يتجي ملى باصي الذي كاف اب أقصى ـ العثػور بمي ػا بعػد الواػاة بوقػت يػر ي أن ا كانػت يػر متفاػخة، ممػا يػرجحجدار، وقد رو أنػي تػ

طويؿ.ونقؿ جثماف "شحمة" اب ايارة ماػعاؼ، مػف يػر جمبػة، وم ضػجيج، ولػـ يعػرؼ أحػد اػبب

الوااة، أو طبيعت ا، ولعؿ أحدا لـ ياأؿ بف ذلؾ. لمدير يومئذ اب مجازة، ولـ يعمـ بالنبأ مم بعد مدة.وكاف ا

أما صاحب المطعػـ اقػد روى أحػد الحمػاليف أنػي ر و ػو ينظػر ملػى اػيارة اكاػعاؼ خارجػة صػاحب المطعػـ أبػدى أاػفي، اؿ أيضػا مف مف المركز، والدموع تترقرؽ اب بينيي. وقاؿ ذلػؾ الحمػ

وتمنى أم يكوف "شحمة" قد مات مف الجوع.بعػػد واػػاة "شػػحمة" ربمػػا بأشػػ ر، قػػاؿ أحػػد الماػػااريف، ذات يػػوـ، لمحمػػاؿ الػػذي كػػاف يحمػػؿ و

حقيبتي، و و ضائؽ متذمر: ثالث ليرات أجرة حمل حقيب صغيرة؟! شيء غير معقول؟! -

اأجابي الحماؿ:ا ىـل أ ـذن ،ذنبي أنا؟! ىكذا النظام، تقطع تذكرة بثالث ليرات، أو ب مس، أو بعشـرما -

؟!شيئا نحن منك وأخذ المااار يجري وراء ، و و يمضب بحقيبتي ماربا، حتى بمغ الباص.

واب يوـ خر، قدـ أحد الماااريف لحماؿ خر تذكرة الحمولة، انظػر اي ػا الحمػاؿ، ثػـ اػألي باشمئزاز: كم حقيب معك؟! - أربع. -

اقاؿ الحماؿ بمى الفور، بم جة حازمة: تدفع لي مس ليرات. -

اار، ثـ قاؿ ماتنكرا :ب ت الما ولكني دفعت ثمن تذكرة الحمول عشر ليرات؟! -

اأجاب الحماؿ: إذا لم يعجبك، فاحمميا بنفسك. -

د ش المااار، ثـ أضاؼ م ددا: سأشكو األمر إلى المدير. -

اضحؾ الحماؿ ااخرا، ثـ قاؿ:غيــري، ولــو جــرب ذلــك، ســترجع بال يبــ ، ولــن أحمميــا لــك بعــد ذلــك، كمــا لــن يحمميــا -

.دفعت مئ جابي:المااار نادا معمنا موااقتي، اأو ـ الحماؿ بالمضب، ولكف

ادفع أوال. - ونقد المااار خمس ليرات، و و يقوؿ ضائقا:

أين أنت يا "شحمو"؟!" - اأجابي ااخرا، و و يضحؾ:

"شحم " مات، فطس. -موضػػعي منػػي، ومػػف وراء زجػػاج ثػػـ نقػػؿ الحمػػاؿ الحقائػػب، ملػػى البػػاص، وقعػػد الماػػاار اػػب

النااذة، أطػؿ بمػى رصػيؼ مركػز امنطػنؽ، حيػث كػاف الماػااروف والحمػالوف والبابػة، يتحركػوف اب ضجيج وصخب واوضى، وأداـ النظر اب الجمع، ثـ زار، كأني يبحػث اػي ـ بػف "شػحمو" أو

بف شبيي بي.اػب رصػيؼ مركػز ثـ تحػرؾ البػاص، وحػؿ اػب موضػعي بػاص خػر، ماػتقباؿ الماػااريف، و

تزاؿ حركة الماااريف والبابة والحماليف، اب اوضى وجمبة وضجيج.ما امنطنؽ

الممـري اائا، يتموى، ألقا ، اإذا دبي لزجا ماؾ بي، أطبؽ بميي أصابعي، أحس أ را الماء المتجم د، أ و حية اعت نحو قدمي.

ع قدميػي اػب الفػراش، ثػـ بػاد ملػى قفز مف الارير ملى األرض، راع الغطاء، نظر ملى موض الارير.

ارؾ بينيي، و و يتثاءب، أشعؿ ايكارة.تناوؿ اابة يد مف تحت الواادة، نظر ملي ا، اإذا ب تشير ملػى الثالثػة، خضػ ا، ألصػق ا

تعمؿ.م بأذني، أدرؾ أن ا الاابة قد تجاوزت الخاماة. أف شؾ م العتمة تكاد تخيـ،

ؼ يدي ا بخرقة قميئة، ثـ األت:، و ب تنش نادى زوجتي، ادخمت الذي أيقظك في ىذا الوقت؟! ما -

أدرؾ أن ا كانت تتمنى أم ياتيقظ قبؿ أف تفرغ مف بمؿ المطبخ، امـ يجب، واأل ا: ىل رجت أمل؟! - نعم، وأكدت لي، كعادتيا كل يوم، أنيا ذاىب إلى صديقتيا منى. - ي لي فنجان قيوة.أعد -

اب الفراش، والايكارة بيف شفتيي.وقعد النااػػذة الضػػيقة المعمقػػة اػػب الجػػدار، تحػػت الاػػقؼ مباشػػرة، تنقػػؿ مليػػؾ أصػػوات األقػػداـ بمػػى

الرصيؼ، ولكف الاتارة تحجب بنؾ الرىية. ذ أقداـ ناػوية تقتػرب، تمػر بػؾ، وتػرف الضػحكات، ثػـ تمضػب، الشػذا يتاػرب مليػؾ، يمػأل

قاع الرطوبة. صدرؾ، وأنت نا بمى الارير، ابوقػػػت المغيػػػب، والنػػػاس خػػػارج البيػػػوت، الصػػػبايا يخػػػرجف اػػػب زينػػػت ف الكاممػػػة، وابنتػػػؾ تاػػػير

اب الطريؽ ملى بيت صػديقت ا، كمػا زبمػت، و ػب تحمػؿ كتابػا، لعػؿ بػيف أوراقػي وردة، لعػؿ مع ف بيت الصديقة ليس مم مق ى بمى رصيؼ.

ـ ارصػة نومػؾ، بعػد الغػداء، وم تعػود حتػى منذ أكثر مف ش ر و ب تخرج قبؿ الرابعػة، تغتػنبعػد الاػابعة، وأحيانػا حتػػى الثامنػة، لقػد كبػػرت أمػؿ، ولػـ يبػػؽ شػبء ينفػع اػػب تربيت ػا، والقاػوة اػػب

دت ػا منػذ البػدء بمػى تحقيػؽ ر بات ػا جميعػا، لػـ تمنع ػا مػرة مثؿ ذ الاػف يػر منطقيػة، أنػت بو اتبدأ مع ا بالقاوة منذ الصغر. تكوف تربيت ا كذلؾ،لف واحدة، البنت الثانية

اػػب كػؿ األحػػواؿ مػػف اكقػرار بػػالواقع، امعم ػػا قػد ذ بػػت حقػػا ملػى صػػديقت ا منػػى، م بػػد ولكػفيتاػػع، راتػػاف اقػػط، ػػذ واحػػدة، لػػؾ ولزوجتػػؾ، واألخػػرى لػػألومد، م لمدرااػػة مع ػػا، االبيػػت نػػا

اـ.و ب لكؿ شبء، لمنـو والقعود والدرااة والمعب وتناوؿ الطع

وتدخؿ الزوجة، تحمؿ الق وة، اياأل ا بشبء مف الحناف: متى تنتيي أعمال المطبل؟! -

اػػن تجيػػب، وتمػػتقط مػػف ركػػف اػػب الغراػػة جرابػػا وقميصػػا، ثػػـ ترمػػب ب مػػا اػػب الخزانػػة، ذات الباب المكاور، ثـ تمتفت ملى زوج ا، لتقوؿ لي ب دوء:

سامح لديو وظيف إعراب. - مى نفسو.األفيل أن يعتمد ع -

ان تعمؽ بشبء، ايضيؽ ب ا، ايضيؼ: تطمبي مني مساعدة األوالد.ال أقول لك دائما -

لـ تجب، واتج ت نحو الباب، و ب تصيح:كمما أفقت من النوم أثرت في وجيي المشكالت، أمل ذىبت إلى صديقتيا، سامح يريـد -

مـن أن أغيـب، د الظير، فـال بـكتاب الوظيف ، سناء تبكي وال تريع، كمما أفقت، و اص بعد لن أنام بعد اليوم.

وبح صوتي واعؿ، اصمت قمين، ثـ أضاؼ:يكفي أن يبح صوتي، كل يوم مس ساعات أمام الطالب، يجـب أن يـبح فـي البيـت ال - أييا.

وكانت قد خرجت، اأخذ رشفة مف انجاني، ون ض، وقاؿ، كأني يريد ماماب ا صوتي: من روجي.ال بد لبيت يجب أن أ رج،أجد راح في اال -

ولكني باد ملى الاػرير، اقعػد بمػى حااتػي، وأشػعؿ اػيكارة جديػدة مػف بقيػة اػيكارتي القديمػة، وأخذ يرتشؼ الق وة.

إلى أين ستذىب؟! -لقد مضى زمف التاكع اب الشوارع، اأنت قد تجاوزت األربعيف، ولف تاػتطيع التجػواؿ أكثػر

البيػت، وقػد تعبػت، وقػد تجػوؿ اػابات واػابات، ولكنػؾ لػف تحظػى مػف مف اابة، ثػـ تعػود ملػى واحدة بشبء، اوى نظرة ازدراء.

ك ؿ اب األربعيف، يتاكع اب الشوارع.ومػػف اتقصػػد بعػػد ذلػػؾ، كػػؿ مػػف تعػػرا ـ حفنػػة مػػف المعممػػيف، مومػػؾ مػػوم ـ، و مػػوم ـ

مومؾ، الكنـ نفاي، وم شبء خر جديد. مف، والمق ى لـ تعتد ، حتى المذياع بااتي نفاؾ.الاينما أقمعت بن ا منذ ز

ترجػػػػع قبػػػػؿ م يعقػػػػؿ، االاػػػػابة الااداػػػػة، بمػػػػى أبعػػػػد تقػػػػدير، وأمػػػػؿم ػػػػؿ رجعػػػػت أمػػػػؿ ت تزور أحدا وم أحد يزورؾ.م الاابعة ت كذا بودتؾ، وأنت

ودخؿ بميي اامح، قائن:

بابا، األستاذ شريف جاء. - قل لو تفيل. -

ـ، واريرؾ ير مرتب، وانجاف الق وة ملى جانبؾ، وبقايا الاكائر تمأل وأنت اب قميص النو تػدري كيػؼ م المنفضة، ومف النااذة تتارب أصوات األقداـ والضحكات، ومشػجبؾ يغػص بثيػاب

تخفي ا، باب الخزانة مكاػور، وقمػيص زوجتػؾ معمػؽ بمػى ماػمار اػب الحػائط، مػاذا ترتػب ومػاذا تترؾ

ويدخؿ األاتاذ شريؼ.اػػػب منتصػػػؼ بمػػػرؾ، أو اػػػوؽ ذلػػػؾ بقميػػػؿ، شػػػعر مثػػػؿ شػػػعرؾ، أيػػػاـ كنػػػت اػػػب اػػػني، شػػػاب

تكر ػي مػا يصااحؾ بمطؼ، كأني يرابب الفارؽ بينؾ وبيني اب العمػر، متواضػع، حيػب، ولعػؿ ػذا مني.

تفيل، تفيل إلى ىنا، اقعد عمى طرف السرير، فيو أفيل. - ثـ التفت ملى اامح:

حير كرسيا.أسامح، اذىب و يا -أخػػذ يشػػغؿ نفاػػي، ملػػى أف يحضػػر اػػامح الكراػػب، قػػدـ لشػػريؼ اػػيكارة، أشػػعم ا لػػي، رمػػى و

ايكارتي و، أشعؿ ايكارة جديدة، ابتذر لفوضى البيت، واضطراب األشياء.أنــت، فمقــد جئتــك مــن غيــر موعــد وربمــا فــي وقــت غيــر ال مــن واجبــي أنــا أن اعتــذر، - مناسب. ألوقات.أستاذ شريف.. أىال بك في كل ايا ال - رأيك؟!ما بك، لتصحبني، الواقع أني كنت ذاىبا إلى أمسي شعري ، فرأيت أن أمر -

لػػى كراػػيي، نفػػث دخػػاف مالعتمػػة قػػد مػػألت الغراػػة، أضػػاء المصػػباح، بػػاد أف ضػػحؾ، أحػػس ايكارتي، ماح بيد شعر القميؿ المتبقب اوؽ رأاي، نفث دخاف ايكارتي ثانية، ثـ اأؿ:

؟!و ارجا كيف ترى الج - ريفي ممتع. جو -ما حس أنيأالحقيق ، ماذا أقول لك؟! لقد تناولت غداء ثقيال، ونمت، ثم أفقت فجأة، و -

أزال غير يقظ، عمى الرغم من أني شربت فنجان قيوة، ود نت سيكارتين، ولـذلك، فـإني أ شـى أال أفيم شيئا مما سيقال في األمسي .

، يمكن أن نتمشى قميال في أثنائيا، أو نقعد في مقيى.موعد األمسي بعد ساع - ماح رأاي بيد ، ااتعؿ اعام بميقا، أطرؽ قمين، وأنقذ اامح، اقد دخؿ بالق وة.

وبعد خروج اامح، اأؿ: كم الساع اآلن؟! أستاذ شريف؟! -

...السادس إال ربعا، ىل لديك موعد، أ شى أن - تعمل.ال أبدا، ساع يدي ،ال، ال -

ون ض، تناوؿ اابة يد مف تحت الواادة، ضبط ا، ووضع ا اب معصمي.ت اتػػػرة صػػػمت، كانػػػا يرتشػػػفاف اي ػػػا الق ػػػوة، وينفثػػػاف دخػػػاف الاػػػكائر، ثػػػـ اػػػألي األاػػػتاذ مػػػر شريؼ: رأيك؟! لم تجبني؟!ما - في أي شيء؟! - .في الذىاب إلى األمسي الشعري -مـا وال أفكر فـي ال ـروج مـن البيـت، والحقيقـ أنـي نـادرا آه.. بصراح أنا مرىق قميال، -

أ رج بعد الغداء. وارتشؼ الق وة، ثـ أضاؼ:

عمى كل حال، سنقعد ىنا، ونتحدث إلى أن يحين موعد األمسي . - ما عند المغيب.في الواقع، نفسي تييق بالقعود في البيت، وال سي - ل شيء.لقد كنت مثمك، ولكن مع مرور األيام تغير ك - يتغير.ال تتغير األشياء، ولكن اإلنسان - يبدو لي أن األمر م تمف، بل ىو عمى العكس. ،شريفيا أستاذ ال -أزورك فييـا، ولـم يمـض عمـى تعارفنـا تـيفي الواقع ىذه ىي المرة الثالثـ أو الرابعـ ال -

ي أن سـا، وكـان حظ ـأكثر من شيرين، وبالتحديد منذ بداي العام الدراسي، حـين تـم تعيينـي مدر لــدي شــعورا بــأني تــدرس فييــا أنــت، ولكــن عمــى الــرغم مــن ذلــك فــإن أكــون فــي المدرســ التــي

أعرفك منذ زمن بعيد. أستاذ شريف.يا ىذا لطف منك - فــي، منــذ ثــالث ســنوات، وقبــل ت رجــي شــكرا، ولكــن ىــذا ىــو الواقــع، فمقــد قــرأت لــك -

لعميـا ترجـع إلـى عشـر ،اد قديمـ ، مـن مجمـ "الصـباح"الجامع ، قصائد كثيرة، منشورة في أعدبواقـع سنوات، أو أكثر، وقد أعجبت بشـعرك، وحـين التقيـت بـك فـي المدرسـ كنـت كمـن يمتقـي

متحقق، لفكرة كان يت يميا. شكرا، ولكن قص الشعر، في الحقيق ، أصبحت شيئا منسيا. - مستحيل. -ا تقول أنت، فمنذ مسـ عشـر عامـا لـم أكتـب ىذه ىي الحقيق ، أو ىذا ىو الواقع كم -

نت.أشيئا، بل إني لم ألتق في تمك المدة بمن يحدثني مثمما تحدثني

كان فييا من قبل.ما أزورك إال ألبعث في نفسكال بصراح أنا - أشكرك.. ولكنك تأ رت كثيرا. -

اب الفنجاف، وأطفأ بقية ايكارتي، ثـ ن ض.ما رشؼ خر ة أ رى.سأزورك مر - أىال بك دائما. -

اػػػابة يػػػد ، رمػػػى ب ػػػا تحػػػت الواػػػادة، أشػػػعؿ رااقػػػي ملػػػى البػػػاب، ثػػػـ رجػػػع ملػػػى الاػػػرير، اػػػؾ :ؾل ايكارة، ثـ نادى ابني، ادخمت زوجتي، و ب تماح يدي ا بخرقة قميئة، لتقوؿ

سامح اغتنم فرص انشغالك بالييف، و رج. - إلى أين؟ - كرة القدم.الممعب، ليحير مباراة ب ىإل -

صمت، نفث دخاف الايكارة، ثـ قاؿ: لم يبق لدي سوى ثالث سيكارات، كنت سأرسمو ليشتري لي عمب سكائر. -

حممت اناجيف الق وة الفار ة، ومضت ب ا، مف ير أف تقوؿ شيئا، و ػو يتمن ػا، وقبػؿ أف تبمغ الباب، األ ا:

ىل انتييت من عمل المطبل؟! - اوقفت، وأجابت:

ال. - ؟! وسناء - ت.ريعت زجاج حميب، ثم نام - ىي اآلن نائم ؟! - نعم. -

بشبء مف الضػيؽ، خفػؽ صػدر ، أداـ ملي ػا النظػر، ر بػة مب مػة تضػطرب اػب نفاػي، أحس يتمنى ل ا منفذا، توقع أف تبادر، اتقوؿ شيئا، ولكن ا كانت تنتظػر بصػمت، والفنػاجيف بػيف يػدي ا،

ؿ ل ا ممتعضا:و ثار التعب اب بيني ا، اقا يعي الفناجين في المطبل. -

ااتمقى اب الارير، والايكارة بيف أصابعي.أصػػوات أقػػداـ بمػػى الرصػػيؼ، طالمػػا اػػحرتؾ تمػػؾ األصػػوات، ألجم ػػا اختػػرت ػػذا الموقػػع

شػاء لػؾ الخيػاؿ، بػؿ بشػت مػا لمارير، كانت األصوات بالما ااحرا، حمقت اػب جوائػي، وتخيمػتاأنت نا اب القاع، أحاات اب البػدء بالب جػة، ثػـ أحااػت ـ اقدت ذلؾ، شاء لؾ، ثما وبانيت

بالرطوبة.

مف الب جة ملى الرطوبة انتقمت األشياء جميعا، تغيرت، وتغيرت أنت مع ا. قرع الباب، واتح، ودخمت أمؿ.

ن ػػض مػػف الاػػػرير مضػػطربا، زا ػػت بينػػػا ، امػػـ ياػػتطع تثبيػػػت نظػػر بمي ػػا، وردة متفتحػػػة ر.ز اأوحقؿ

رجعت مبكرة؟! - أريد أن أقول لك شيئا. - ػػذ الفرحػػة المتألقػػة اػػب بيني ػػا، ػػؿ نالػػت القبمػػة األولػػى، اػػتحدثؾ مػػف يػػر شػػؾ بػػف مػػا

الفتى الذي كاف مع ا، ػؿ ػو بالخػارج ينتظػر اكذف لػي بزيارتػؾ ت لقػد نضػجت أمػؿ قبػؿ األواف، مػػى زواج ػػا المبكػػر ت و ػػؿ يصػػػدؽ ػػو موقفػػؾ أنػػت ت مػػاذا اػػتقوؿ ل ػػا ت ػػؿ توااػػؽ بمػػا ولكػػف

الشاب اب وبد ل ا ت بابا، سأعمل ممري . -

اػػب البػػدء أف تصػػبح انانػػة، تراػػـ، ممرضػػة، لػػـ تفكػػر مطمقػػا بالطػػب أو التمػػريض، تخيمػػت تكتب الشعر، ثـ أقمعت بف ذلؾ، ولـ تتوقع شيئا ألبتة، كيؼ لـ تفكر اب األمر ت

ادة الثانويــ ، العــام القــادم، ثــم تــد مين مدرســ ، تحصــمين عمــى الشــييــا ابنتــي بــأسال - التمريض.أزال في مطمع العـام الدراسـي، وأمـامي سـنتان ما بابا، سأترك المدرس اآلن، فأنايا ال -

لمحصول عمى الثانوي ، وتحتاج مدرس التمريض إلى سنتين أ ريين، سأ تصر الطريق. كيف؟! -مبت منيا أن تتحـدث إليـو، ليوافـق عمـى طوقد صديقتي منى، كما تعرف، أبوىا طبيب، -

تدريبي في عيادتو. ؟ ...إذن - مساء إلى عيادتو. يوم لشير المايي أذىب كل نعم، كنت في ا -

ودخمت األـ، و ب تنشؼ يدي ا بالخرقة التب دت مبتمة، ووقفت اب الباب لتقوؿ: اآلن انتييت من أعمال البيت، ىل تريد شيئا؟! -

ب دوء:اأجاب تقول ابنتك.ما أريد شيئا، ولكن اسمعيال ال، -

وقبػػؿ أف تجيػػب األـ، بػػن اػػب الػػداخؿ كانػػت قػػد روتػػي ألبي ػػا، مػػا وأبػػادت بمػػى اػػمع أم ػػا، صوت اناء، و ب تبكب اقالت:

أعرف شيئا، تحدثي مع والدك، أنا سأذىب ألرى سناء، فيي تبكي.ال أنا - وااتدارت األـ، وخرجت ب دوء.

دؾ، دائمػػا وحػػدؾ، وحػػدؾ ومػػا مػػف أحػػد يعينػػؾ، والعػػالـ مػػف حولػػؾ، وأنػػت ماػػىوؿ بػػف وحػػ األشياء كم ا، واألشياء تتغير، وتبقى أنت، أو تتغير أنت، وتبقى األشياء.

لـم تناقشـي األمـر معـي ي فوجئت، وال أعرف ماذا أقول لـك، فأنـت نبنتي أن يا ا الحقيق - مك مسؤولي مستقبمك.أنا أحم من قبل، وعمى كل حال، فأنت عاقم ، و

بابا، اسمح لي أن أقـول لـك، إن راتبـي لـن يقـل كثيـرا عـن راتبـك، عمـى الـرغم مـن أنـك - تحمل شيادة جامعي ، فت يل كم سيتغير ويعنا الحالي، ويمكن أن أتابع دراستي بعد ذلك.

.أنت إذن تفكرين.. - وتي، وأنا أرى دارنا الصغيرة، وأعرف بابا، أنا أفكر فيك، في البيت، في أمي وا يا نعم -

تستطيع أن تفعل ألجمنا شيئا.ال أننا ىنا في القبو تحت األقدام، وأنت وحدك، براتبك، ذا و الواقع، أو ذ ب الحقيقة، اما جدوى أف توااؽ أو تعترض.

أبي؟! يا رأيكما - أشعؿ ايكارة، ثـ قاؿ ل ا:

لى أن ترجعي، ذي من جيب معطفي ثمن عمب سكا - ئر، واذىبي فاشتري لي واحدة، وا أكون قد فكرت في األمر.

وخرجػػت، ومضػػى ملػػى اػػرير ، اااػػتمقى ايػػي، وبينػػا مثبتتػػاف بمػػى النااػػذة الصػػغيرة، المعمقػػة اب أبمى الجدار، تحت الاقؼ مباشرة، وأخذ يصغب ملى وقع األقداـ بمى الرصيؼ اوؽ.

ارير، وظؿ ماتمقيا.ثـ ذكر الحمـ، ولكني لـ يقفز ملى ال* * *

المحتـوى رقـ الصفحة

مق ى خصاـ

العصفورة والوزير اكج اض

.. لرجؿ واحد يـو دبوة خاصة الدار الجديدة

المر ة حبات العنب

اب وقت مبكر المعاوف الصغير ثمف صحف الفوؿ

حكاية الولد رجؿ بيف الماااريف

الممرضة