thèse sur la politique agricole -...

118
1 ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴ ـ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴ ـ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴ ـ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴ ـ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ3 ﻜﻠﻴﺔ: ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻗﺴﻡ: ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺘﺨﺼﺹ: ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻌﻼ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﻟﻨﻴل ﻤﺫﻜﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻗﺎﺕ ﺍﻟﻁﺎﻟﺒﺔ ﺇﻋﺩﺍﺩ: ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺇﺸﺭﺍﻑ: ﺨﺩﻴﺠﺔ ﻋﻴﺎﺵ ﺭﻀﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺯﻭﻱ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ: 2010 / 2011 ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ) ﺍﻟﻔﻼﺤﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁ ﺤﺎﻟﺔ ﺩﺭﺍﺴﺔ2000 - 2007 (

Upload: others

Post on 14-Sep-2019

1 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

1

ةـة الشعبيـة الديمقراطيـة الجزائريـالجمهوري وزارة التعليم العالي و البحث العلمي

3الجزائر جامعة

السياسية و اإلعالم العلوم :كلية

العلوم السياسية والعالقات الدولية :قسم

التنظيم السياسي و اإلداري :تخصص

قات الدوليةمذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية و العال

:إشراف األستاذ الدكتور : إعداد الطالبة

مزوي محمد رضا عياش خديجة

2010/2011 :السنة الجامعية

الجزائرسياسة التنمية الفالحية في )2007-2000 دراسة حالة المخطط الوطني للتنمية الفالحية (

2

:ـةــدمـمـق

ت الجزائر خالل السنوات األخيرة عملية إعادة هيكلة مؤسسات الدولة، شهد

متعددة القتصادها مع قواعد السوق لتجاوز األزمة إعصرنة المجتمع و تكييف

و التكيف مع التطورات االقتصادية و االجتماعية ،الجوانب التي تتخبط فيها

.المستمرة سواء على الصعيد الوطني أو الدولي

قتصادية إليها الدولة و سياسات يستلزم وجود أدوات تعتمد ع ،إلطارو في هذا انتهاجها لمواكبة سياق التحول الذي يخص المجتمع إجتماعية البد من إو

يمر هذا التحول ،فبالطبع. الجزائري بكل مكوناته في أحسن الظروف الممكنة

ي تواجه الت ،بمسلك شاق، صعب و قاس بالنسبة للرهانات المعتبرة للجزائر

مع الحفاظ ،قتصاد السوق بنجاحإنتقال إلى إلإشكالية اإلسراع في اإلصالحات ل

.مستقر خاصة في األريافالعلى التوازن االجتماعي غير

كلما تعلق األمر بالتخوفات التي تنجر عن ،لقد أخذت هذه الرهانات بعدا خاصا

ئر في المنظمة العالمية نخراط الجزاإتفاق الشراكة مع اإلتحاد األوربي و إعواقب

أصبح العالم الريفي غير جدارة، فقدو التحضير لتحمل المسؤولية ب ،للتجارة

فهو . ظروف المعيشية القاسيةالمالئمة والمستقر بسبب الظروف الطبيعية غير

و تقليص الفوارق إستراتجية قوية إلنمائه و ترقيتهض أكثر في ظل غياب معر

.اإلقليمية

هي بقدر التحديات الواجب رفعها ،فات شرعية وفي نفس الوقتإن هذه التخو

مها إذا استندنا إلى معطيات موضوعيةيمكن تفه.

يكافالفإن النمو اإلقتصادي الوطني غير ،عتبارات الظرفيةإلبغض النظر عن اتبين ،و النسبة المرتفعة للبطالة و الظروف المعيشية القاسية خاصة في األرياف

.د العمل الواجب القيام به إلنجاح مسار التحوالت الذي شرع فيهجسامة وتعق

3

حسب ما ورد عن المنظمة العالمية 2030إن االنعكاسات الديمغرافية في آفاق

و خوف التعزز هذا التقدير و تبرز التطورات وتحمل في طياتها ،للزراعة

.نشغال بخصوص توازن وتماسك المجتمع الجزائرياال

هذه وبدون تردد إلى القيام بإصالحات تتماشى مع لإلسراع هذا ما يدفعنا

فإننا سنتخذ من اإلصالحات ،إذا حاولنا التعمق أكثرو ،سابقة الذكرالتحوالت

خرى أوثيق بمجاالت ارتباطعلى موضوعا لدراستنا والتي هي تصاديةقإلا

الزراعي سنركز على القطاعوالثقافية منها، لكن االجتماعية السيما السياسية و علىال يستهان به للقطاع الصناعي، اجعل منه منافس اكبير شهد تطوراالذي

. يةضعكس ما كان عليه في السنوات الما

:أهميـة الموضـوع - 1يعد موضوع بحثنا هذا ذا أهمية بالغة بالنسبة للمحللين السياسيين، وذوي الدراية

مر برسم السياسات العامة والقيام بالشؤون االقتصادية، خاصة عندما يتعلق األ

باإلضافة إلى أن فرع التنظيم السياسي و اإلداري فرعا جامعا بالتخطيط لها

، رسم السياسات العامة، التخطيط و سياسات التنمية( للعديد من الدراسات

. .....)القانون

نتقال الجزائر من اقتصاد قائم علىإنحاول الكشف عن كيفية س وفي هذا البحث،

قتصاد قائم على التوازن بين مختلف إإلى ،قطاع المحروقات أو الصناعة الطاقوية

وتجارة خاصة وأن الجزائر على مشارف ،القطاعات من صناعة، زراعة

.مام إلى المنظمة العالمية للتجارةضنإلا

4

:ختيار الموضوعإأسباب -2 :أسباب موضوعية -أ

إال أنه لم ،اإلقتصاد الوطني لبناءة أساسية يعد القطاع الفالحي في الجزائر ركيز

الحظنا تحوال ،باهتمام كبير من قبل المختصين، لكن مع مطلع هذه األلفية ظيح

دات التي تبذلها وهذا القطاع، هذا ما أثار اهتمامنا وبالخصوص المجه مسكبيرا

.هيتمردودالدولة لتحسين

:أسبـاب ذاتيـة -ب

بهذا القطاع في الميدان رن االحتكاك المباشر والمستمح ينبع مإن تركيزنا الملّ

:ـو من إحساسنا العميق ب

أن العالم المتقدم و عواقب إهمال إستراتجية تنمية القطاع الزراعي، خاصة -

. يشهر سالح األمن الغذائي في وجه الدول المتخلفة

لتنظيم ثبت بأن كل السياسات اإلصالحية في الميدان الفالحي و خاصة ا -

.ع الجزائريالشغل الشاغل للمشرهي القانوني للعقار الفالحي التقدم الكبير الذي شهدته الدول المتقدمة في المجال الزراعي و مساهمته الفعالة -

.في تحقيق األمن الغذائي لها .درجة التبعية الغذائية المرتبطة بضعف اإلنتاج الزراعي في الجزائر -

و ر تملك طاقات هائلة من األراضي الصالحة للزراعةوبحكم أن الجزائ

ع في األراضي المسقية في إمكانيات أخرى غير مستغلة مع إمكانيات التوس

القطاع الفالحي من أهم القطاعات االقتصادية لكونه الوحيد الذي يعد ،الجنوب

جهود جميعافر ظوال يتحقق هذا إال بت ،بحوزته القدرة على تحقيق األمن الغذائي

. القطاعات األخرى

5

:اإلشكالية – 3 يدور موضوع هذه الدراسة حول فهم األسس واألهداف األساسية للسياسة الفالحية

و انعكاساتها على اإلقتصاد ،2007غاية إلى 2000سنة منذفي الجزائر

في مع التركيز على مدى تأثير المخطط الوطني للتنمية الفالحية ، الوطني

.بصفة خاصة القطاع الزراعي د الوطني بصفة عامة واإلقتصا

: إشكالية بحثنا تكون كاآلتي ، فإنوعليه

إلى أي مـدى يمكـن للسيـاسة التنمـوية في القطـاع

؟تساهم في تطوير اإلقتصاد الجزائريالفالحـي أن

:هي طرحنا مجموعة من األسئلة الفرعية و ،وللتدقيق أكثر

التنمية؟ ماذا نعني بسياسة -

طبيعة السياسة الفالحية في الجزائر؟ ةماهي -

ما نوع الملكية التي منحت للفالح الجزائري؟ -

هل يمكن للقطاع الفالحي أن يستفيد من العروض التي سيقدمها اإلتحاد -

األوربي بعد إبرام عقد الشراكة؟

عتها إلى أي مدى يمكن للمنتوجات الفالحية أن تخضع للمقاييس التي وض -

المنظمة العالمية للتجارة؟

هل استطاع المخطط الوطني أن يحقق األهداف المرجوة منه؟ -

6

:الفرضيات-4هي الفرضية؟ إنها اقتراح إجابة عن سؤال مطروح كما يمكن القول بأنها إجابة مؤقتة عن سؤال ما"

، إذن هي هرة ماجابة عن سؤال أو لتفسير ظاقت لإلؤإن الفرضية هي أيضا افتراض م.مطروح

)1 (."افتراض يهدف إلى تفسير أو إلى التنبؤ باألحداث

ويمكن أيضا تعريفها على أنها افتراض نسعى من خالله إلى حل مشكلة أو إلى

.البرهان على نظرية

، قمنا بصياغة مجموعة من اإلشكالية المذكورة أعالهإلجابة على منه فل و

:الفرضيات تتمثل فيما يلي

أساليب اإلنتاج م التقني و المالي دور في تغيير كن أن يكون ألساليب الدعمن المم -

.الفالحي من التقليدي إلى الحديث .إن السعي في زيادة و تنوع اإلنتاج الفالحي يعني السعي لتحقيق األمن الغذائي -ئر التي اعتمدتها الجزا )المخطط الوطني للتنمية الفالحية( قد تكون السياسة الفالحية -

.خالل السنوات األخيرة تختلف عن كل السياسات التي سبقتها

تفاق الشراكة األورومتوسطية بمثابة الدافع الحقيقي لفتح المجال أمام اقد يكون -

.المستثمرين األجانب خاصة فيما يتعلق بالقطاع الفالحيبا على اإلقتصاد مام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة قد يؤثر سلبا أو إيجاضإن ان -

.الوطنييحدث تهاج سياسات اقتصادية مواكبة لما إن الواقع اإلقتصادي للبلدان النامية ألزمها ان -

.العالم المتقدمفي

. والتوزيعدار الغرب للنشر ،2ط ،)دليل طالب العلوم االجتماعية واإلنسانية(منهجية البحث العلمي،: محمد مسلم -1

.17ص .2004. رالجزائ

7

:المناهج المستعملة-5 تلك المجموعة من القواعد و األنظمة هو المقصود بمناهج البحث العلمي إن

العامة التي يتم وضعها من أجل الوصول إلى حقائق مقبولة حول الظواهر

.موضوع االهتمام من قبل الباحثين في مختلف مجاالت المعرفة اإلنسانية

ن المناهج التي تصلح للبحث عن حقيقة ظاهرة فإنه يمكن القول بأ ،و بناء عليه

معينة تختلف باختالف الموضوعات المطلوب بحثها من قبل الباحثين و الذين

. يمكن أن يتبعوا مناهج علمية مختلفة

إن تطبيق المناهج العلمية للبحث يهدف و باستمرار إلى توسيع آفاق المعرفة

ومن وقت آلخر ،الباحثين في العلمالعلمية حول مختلف مجاالت االهتمام من قبل

، وذلك ألسباب أهمها تطور الحياة اإلنسانية في النواحي االقتصادية و االجتماعية

.السياسية وغيرها

دراسة (سياسة التنمية الفالحية في الجزائرحول و بما أن موضوع دراستنا ينصب

ن إدراج مثل هذه فإنه يمك ،) 2007-2000 حالة المخطط الوطني للتنمية الفالحية

المواضيع في إطار دراسة السياسات العامة مع التركيز على مسار تطور التنمية

.الفالحية في الجزائر وذلك منذ االستقالل

:هي يمكن االعتماد على بعض المناهج و ،وعليه

:المنهج التاريخي -أيفيد في الذي ) خأر(إن كلمة التاريخ في اللغة العربية مشتقة من فعل ثالثي

األسس : محمد الحسن إحسان(المعنى توقيت الوثيقة، أي تحديد وقت صدورها

. بيروت. العلمية لمناهج البحث العلمي الطبعة األولى دار الطليعة للطباعة و النشر

1982 (.

يزيد على ال" األول ظاهري يتمثل في : إن لكلمة تاريخ لدى ابن خلدون معنيين

نظر " و الثاني باطني هو " ىو السوابق من القرون األول أخبار عن األيام و الدول

8

" و علم بكيفيات الوقائع و أسبابها العميقة ةوتحقيق و تحليل للكائنات و مبادئها دقيق .) 1975. األسس و المبادئ، عالم الكتب، القاهرة: محمد حسين، سمير بحوث اإلعالم (

استرداد أحداث الماضي إلى ملية فإن معنى التاريخ يتمثل في ع ،في البحث العلمي

أي أن . ث من شواهد مادية مختلفةعبر قراءة ما خلفته هذه األحداالحاضر

هو مصدر العلوم، محمد زيان عمرالتاريخ هو تفكير الحاضر عن الماضي حسب

لكون بفضله نتمكن من معرفة مراحل تطور المعرفة اإلنسانية في مجاالت الدين

محمد حسين، سمير تحليل المحتوى، الطبعة األولى، ( إلقتصادو األدب والسياسة و ا

).1983.عالم الكتب، القاهرة

فهو المنهج المستخدم في دراسة الوقائع التي هي في حكم المنهج التاريخيأما

عرف هذا المنهج بأنه إعادة بناء الماضي، موريس أنجرالماضي، لذا نجد الباحث

الوثائق و األرشيف، وهو مثل أي منهج آخر بتفحص أحداثه انطالقا أساسا من

.يقوم على خطوات بحثية خاصة

الباحثين ربطوا مفهوم التاريخ ومنهجه و يتجلى من التعريفات المقدمة، أن

هل التاريخ هو فقط : بدراسة الماضي و أحداثه، األمر الذي يدفعنا إلى التساؤل

اضر؟دراسة الظواهر المنتهية زمنيا، أم له عالقة بالح

ما ذكره الباحث ذوقان عبيدات وزميله "إن اإلجابة على هذا السؤال تقودنا إلى تناول

في هذا الصدد، حيث أكدوا ارتباط المنهج التاريخي بدراسة الماضي و أحداثه، إلى جانب

دراسة ظواهر حاضرة من حيث ظروف نشأتها و مراحل تطورها و عوامل تكوينها

) 1( "بالشكل الحالي

.24، ص 2003، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، االتصال مناهج البحث العلمي في علوم: أحمد بن مرسلي-1

9

بذلك فإن المنهج التاريخي هو أيضا دراسة الظواهر المنتمية إلى الحاضر و

.بهدف التعرف على جوانبها التي لها امتداد في الماضي قصد توضيحها

لمنهج التاريخي هو في أساسه منهج ينتمي إلى دراسة أجمع الباحثون على أن ا

وهدفه دراسة الماضي و انطالقة نحو المستقبل، ألن الحاضر هو امتداد . التاريخ

أمة من األمم بناء ي ماضي و انطالقة نحو المستقبل، بحيث ال يمكن أبدا أللل

تركه لها من أن تستند في مهمتها هذه إلى ما بد حاضرها من العدم، بل ال

رات و تجارب سابقة، تكون بمثابة القاعدة األساسية التي يستقر باألسالف من خ

.عليها تشييد هذا الحاضر و التطلع نحو المستقبل

فإن دراسة التاريخ ذات فائدة كبيرة ليس فقط في المجال التاريخي، بل أيضا ،لذا

.م السياسيةوفي المجاالت العلمية األخرى مثل العل

:المقارن المنهج -بيمكن لنا استعمال المنهج المقارن الستخالص أوجه الشبه و االختالف بين

خاصة ما تعلق بسياسات التنمية التي ،المراحل المختلفة التي عرفتها الجزائر

.مست هذا القطاع

.تنحصر فيه الدراسة ذيوهو يرتكز على توفر المعطيات الخاصة بالمجال ال

:منهج دراسة الحالة - جف على خصائص ومضمون حالة أو ظاهرة دف منهج دراسة الحالة إلى التعريه

تحديد حالة علىو يرتكز منهج دراسة الحالة . واحدة وبصورة مفصلة و دقيقة

محددة بعينها كخطوة أولى، ومن ثم جمع معلومات مفصلة ودقيقة عنها كخطوة

للحصول على ،عيةثانية وتحليل المعلومات التي تم جمعها بطريقة علمية وموضو

بشكل عام يمكن تعريف . و اقتراح أساليب معالجتها ،نتيجة محددة يمكن تعميمها

عبارة عن بحث " بأنه )أحمد غريب(منهج دراسة الحالة بحسب رأي بعض الكتاب

. "معمق لحالة محددة بهدف الوصول إلى نتائج يمكن تعميمها على حاالت أخرى متشابهة

10

ج دراسة الحالة يمتاز عن غيره من المناهج بالعمق أن منه ،يضاف إلى ذلك

وعدم االكتفاء بالوصف الخارجي ،و التركيز على ظاهرة أو موضوع محدد

ي من خالل تحليل ذلك أن هذا المنهج يهتم بالموقف الكلّ. للحالة موضوع االهتمام

رها تأثير و بصورة ديناميكية تأخذ في اعتبا ،مختلف العوامل المؤثرة في الحالة

هذا المنهج أسلوبا يعد ،باختصار. البيئة الخارجية على الحالة موضوع االهتمام

لجمع المعلومات الشاملة عن حالة محددة و تحليل ما تم جمعه من معلومات

بإستخدام و ،حولها بطريقة معمقة لمختلف الفترات الزمنية التي مرت بها الحالة

.حالة وخصائصهاأدوات تحليلية تتناسب ومضمون ال

صعوبة تعميم نتائج دراسة حالة محددة على حاالت ؛أما أهم عيوب هذا المنهج

وذلك لتغير الظروف البيئية المحيطة بالحالة موضوع ،شابهة نسبياتأخرى م

باإلضافة إلى إمكانية وجود تحيز شخصي من قبل الباحث ،االهتمام باستمرار

و تفسيرها، األمر الذي يهدد من وجهة نظر عند تحليل نتائج دراسة حالة بعينها

( بعض الباحثين درجة المصداقية و االعتماد على النتائج التي تم التوصل إليها

وتجدر اإلشارة هنا إلى أن هذا المنهج يعاني من صعوبة أخرى .)أبو غنيمة حسان

الدراسة في معظم الحاالتمحور لمجتمع لنة ترتبط بإمكانية ضعف تمثيل العي،

.األمر الذي يؤدي إلى صعوبات كبيرة عند تعميم النتائج على المجتمع

نات، ونحن في هذا البحث سنقوم بدراسة يستخدم هذا المنهج في دراسة العي ."المخطط الوطني للتنمية الفالحية"

11

:اإلقترابات -د

:االقتراب اإلحصائي* المصادر الرسمية، باإلضافة حصائية من مختلفجمع العديد من المعطيات اإل تم

عليها البنك الدولي وهي مؤشرات معدل النمو يعتمدالمؤشرات التي إلى

.اإلقتصادي، ونسبتي االدخار و االستثمار من الناتج المحلي اإلجمالي

اصيل الزراعية في مجال المؤشرات القطاعية تم استخدام مؤشرات ألهم المح و

جال المؤشرات االجتماعية تم استخدام مؤشر التنمية ، أما عن مو اإلنتاج الغذائي

.البشرية

:االقتراب القانوني* يمكن االعتماد على االقتراب القانوني لتحليل النصوص التشريعية و التنظيمية

التي تخص القطاع الفالحي المعمول بها، خاصة ما تعلق منها بالمخطط الوطني .حيللتنمية الفالحية ومسألة العقار الفال

:أدبيات الدراسة -6بعض الكتب، الدوريات و التقارير المتعلقة بالقطاع الفالحي ل مطالعتنامن خالل

الجانب التقني أو الكمي مهملة دراسات ترتكز علىفي الجزائر، الحظنا بأنها

و ية األمن الغذائياألبعاد الحقيقية لهذا القطاع بما فيها قضالجانب النوعي و

.تياالكتفاء الذا

ا منظمة األمم المتحدة هعلى سبيل المثال التقارير و البحوث التي تعد فإذا أخذنا

بحوث إدارة المزارع لتنمية صغار : لديلون، ج براين هارداكر. جون(الزراعة لألغذية و

. منظمة األمم المتحدة لألغذية و الزراعة. أستراليا. جامعة نيوأنجالد. رعينالمزا

.)1993.روما

تقوم ة إلى برامج المنظمة العربية للتنمية الزراعية التي هي األخرى باإلضاف

ين المردود مخططات متوسطة و بعيدة المدى في أغلبها ترتكز على تحس بإعداد

12

كذلك العديد من النشرات التي تصدر عن الوزارة الوصية الكمي و ليس النوعي،

.على هذا القطاع

التعاون الفالحي، أداة : عمار العرفاوي(ة عليا مذكرة لنيل شهادفمثال، عند دراستنا ل

لحماية اإلقتصاد و المجتمع، جامعة الجزائر، معهد العلوم القانونية السياسية و اإلدارة،

دراسة مبنية على تقييم آثار برنامج التنمية الفالحية الحظنا بأنها، )1975الجزائر،

لتنظيمي لهذا القطاع فهي تبقى أو البعد السياسي و ا خالل هذه الفترة في الجزائر

.محتشمة

يأن نخصص موضوع هذه الدراسة للبحث في البعد اإلستراتيج أردنا ،ولهذا

للتنمية الفالحية في الجزائر، لكن من منطلق آخر، يتمثل في اآلثار التي تنتج عن

.الفالحية المطبقة في الجزائرالسياسة

:البحث عدادفي إ التي واجهتنا الصعوبات و العراقيل -7أثناء إعدادنا لهذا البحث واجهتنا بعض الصعوبات منها ما تعلق بالموضوع في

التنمية تحتاج تحد ذاته، بحيث أن مثل هذه المواضيع التي لها عالقة بسياسيا

.إلى تحليل سوسيو اقتصادي معمق

، 2000أن الجانب التطبيقي هو موضوع حديث حيث تعود أصوله إلى سنة كما

ه كان من الضروري البحث مليا عن المراجع التي تتحدث عن سياسة التنمية فإن

.الفالحية و تدقيقا التي أعدت حول المخطط الوطني للتنمية الفالحية

13

:ةــطـــخــال -8 سياسة التنمية الفالحية في الجزائرللقيام بدراسة موضوع بحثنا هذا والذي بعنوان

:قمنا بوضع الخطة التالية )2007-2000الفالحية المخطط الوطني للتنمية (

الظروف الطبيعية و المناخية :و هي أوال مباحثإلى أربع مقسم :الفصل األول

التي تساعد على القيام بالنشاط الزراعي و ذلك بالتحدث عن المساحة الصالحة

للزراعة و خصوبة التربة، باإلضافة إلى العوامل المناخية و تأثيرها على

ثانيا المسقية؛المحاصيل الزراعية من حيث تقلص أو زيادة مساحة األراضي

.الموارد البشرية وأهميتها في دفع عجلة التنمية الفالحية

لتزويد القطاع الفالحي بكل ما انالتقني الالزم المالي و ثالثا التحدث عن التأطير

.و رابعا دور التكوين، البحث و اإلرشاد ،يحتاجه للنهوض به

ونفس مكانة الزراعة في اإلقتصاد الوطنيسنتطرق إلى :الفصل الثانيفي

وهي على التوالي نبذة تاريخية منذ عهد ،الشيء قسمناه إلى أربعة مباحث

األتراك، وضعية النشاط الزراعي في المرحلة األولى من االستقالل الوطني

اتجية التنمية الوطنية وتحليل المشكالت الزراعية، مكانة الزراعة في صياغة إستر

.ثم اإلصالحات الزراعية

سنتحدث عن اإلستراتجية الجديدة للتنمية الفالحية :و األخير الفصل الثالثوفي

وهو فصل يختلف عن سابقيه ألنه ،2007غاية إلى 2000 ذ سنةفي الجزائر من

فية وذلك من خالل دراسة المخطط الوطني للتنمية الري ،يتعلق بالجانب التطبيقي

نع فاء بها خالمن حيث التأطير القانوني و المالي و اإلستراتجية الجديدة التي جا

.المخططات السابقة

14

:وعليه تكون الخطة على النحو التالي

الموارد اإلقتصادية للزراعة الجزائرية: الفصل األول

الموارد الطبيعية : المبحث األول

الموارد البشرية: المبحث الثاني الدعم المالي المكننة الزراعية : ث الثالثالمبح

البحث و التكوين و اإلرشاد الفالحي: المبحث الرابع

مكانة الزراعة في اإلقتصاد الوطني: الفصل الثاني

أشكال الملكية الزراعية في الجزائر: المبحث األول

ل تحليل المشكالت الزراعية في المرحلة األولى من اإلستقال: المبحث الثاني

مكانة الزراعة في صياغة إستراتجية التنمية الوطنية : المبحث الثالث الوطني

اإلصالحات الزراعية: المبحث الرابع

2007-2000اإلستراتجية التنموية للقطاع الفالحي : الفصل الثالث

اإلطار القانوني للمخطط الوطني للتنمية الفالحية: المبحث األول

ية تنفيذ المخطط الوطني للتنمية الفالحيةإستراتج: المبحث الثاني

اإلطار المالي للمخطط الوطني للتنمية الفالحية: المبحث الثالث

.اآلفاق الفالحية في ظل إقتصاد السوق: المبحث الرابع

15

:ديـيــهـمــل تــصـف

التنموية من أهم الموضوعات السياسية و اإلقتصادية اتتعتبر الزراعة و السياس

تساهم بفعالية أكبر في النمو و التطور اإلقتصادي، ومحاولة إلرساء قاعدة التي

هيكلية قوية، وذلك من أجل إشراك الريف في عملية التنمية اإلقتصادية المتنوعة

.و الشاملة

ساهمت فيها و إذا كانت البلدان المتقدمة خالل سنوات اإلقالع اإلقتصادي

ذلك بتزويد السكان بالمواد و تصادي في التطور اإلقالزراعة بدور أساسي

.المختلفةالضرورية و المواد األولية الالزمة للصناعات

غير أن هذه الفكرة قد تغيرت خالل الوقت المعاصر، بحيث أصبح في البلدان

و أيضا النشاطات التجارية المرتبط بالنفط والغاز النامية النفطية النشاط المنجمي

في الخارج، تتصدر طليعة المشاريع اإلقتصادية مما و إستثمار رؤوس األموال

ساهم في بروز وضعية إقتصادية تمييزية ضد المشاريع الزراعية الهامة، كما

،أدت أيضا هذه النشاطات إلى تغيرات هيكلية غير منسجمة في البيئة اإلقتصادية

جية و و إلى عجز متزايد في المواد الغذائية، كما نشأت ظاهرة المديونية الخار

.النزوح الريفي

المخطط ( السياسة الفالحية في الجزائرو بالنسبة إلى دراسة و تحليل موضوع

إلى فإنه من الضروري أن نتطرق ) 2007-2000 الوطني للتنمية الفالحية

و هذا بطرح التي تساعدنا في التحليل السياسي ، بعض المفاهيم النظرية الهامة

:وهي التساؤالت مجموعة من المقصود بالسياسة؟ ما -

الفالحة؟ ذا نقصد بما -

ما العالقة بين الفالحة و التنمية؟ -

التخطيط ؟ب المقصودما -

16

:مفهوم السياسة -1

)1("يقصد بالسياسة القيام باألمر بما يصلحه" في لسان العرب

و المقصود به هنا هو الناس، الحكم و

وحسب -ارة المجتمعات اإلنسانيةفن إد - و يعرفها المعجم روبير بأنها. الدولة

و تبعا لمعجم ". تتعلق السياسة بالحكم واإلدارة في المجتمع المدني" معجم الكامل

أفعال البشر التي تتصل بنشوب الصراع " العلوم اإلجتماعية ، تشير السياسة إلى

أو حسمه حول الصالح العام و الذي يتضمن إستخدام القوة أو النضال في

أصول أو فن إدارة " هب المعجم القانوني إلى تعريف السياسة بأنها سبيلها، و يذ

"الشؤون العامة

و حول المقصود بمفهوم السياسة عند أهل اإلختصاص، نجد تعريفات مختلفة و

متعددة، فهي عند البعض تشير إلى السلوك المتعلق بمؤسسات و عمليات الحكم،

قتضاها البشرية مع مشكالتها وصوال فيما يعتبرها آخرون العملية التي تتعامل بم

إلى أهدافها، و يذهب فريق ثالث إلى القول بأن السياسة هي تفاعالت إنسانية

.محملة بإستخدام أو التهديد بإستخدام القوة

:مفهوم التنمية - 2

لقد أصبحت التنمية اإلقتصادية مسألة إجتماعية و سياسية تحتل مكانا بارزا في

كذلك غدت دراسة التنمية اإلقتصادية و مشاكلها ،1945 األمور العالمية منذ

)2(.تحتل اليوم مركز الصدارة في الفرع التي يبحثها الفكر اإلقتصادي العالمي

نشط لت ،إن غالبية بلدان العالم الثالث عانت من نكسات متكررة لجهودها المبذولة

اد علىفالبد لهذه البلدان من اإلعتم تنميتها اإلقتصادية المدعومة،

جامعة الكويت، ،موسوعة العلوم السياسية: ، إسماعيل صبري مقلد و آخرونمحمد محمود ربيع -1

.1ص،1994الكويت، .1، ص1994قسم اإلقتصاد ، كلية التجارة، سنة ،التنمية اإلقتصادية: محمد عبد العزيز ومحمد علي الليبي - 2

17

هذا ينطبق خاصة على المناطق مواردها وإمكانياتها الخاصة لتعزيز تنميتها، و

لقد أصبحت المشكلة المركزية تتمثل في تحريك الموارد المحلية و .الريفية

كذلك تقتضي ،"التنمية من القاعدة إلى القمة" خالل إستراتجية من ،إستعمالها بفاعلية

أن يعاد التأكيد مجددا على الجوانب التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية المعتمدة

و الجزائر من بين البلدان التي . للعمل الزراعي المكثف عات اإلقتصاديةالقطا

.تنمية إقتصادها متذبذبة في كل القطاعات

يرى البكري أن التنمية اإلقتصادية كسياسة إقتصادية طويلة األجل لتحقيق النمو

ها عملية يزداد بواسطتها الدخل القومي الحقيقي لإلقتصاد خالل نّبأ ،اإلقتصادي

وإذا كان معدل التنمية أكبر من معدل النمو السكاني فإن ،رة زمنية طويلةفت

إحالل ة تتمثل فيللتنمية اإلقتصادية إستراتجي ،متوسط الدخل الفردي سيرتفع

فشلت في تحقيق أهدافها المرسومة في ، لكنها الواردات و تشجيع الصادرات

خلف وتقليل التبعية للعالم حداث التنمية اإلقتصادية الفعالة و القضاء على التإ

دفع ،هذا الفشل في تحقيق األهداف الرئيسية لعملية التنمية اإلقتصادية .الخارجي

،بنا إلى التفكير الجدي في إيجاد إستراتجية بديلة تنطلق من اإلعتماد على الذات

كأساس البد منه إلنجاح هذه العملية وذلك من خالل سيطرة المجتمع على موارده

فيما يتعلق بتحديد نمط إستخدامها ،ة و قدرته على إتخاذ القرارات المستقبليةالذاتي

.و شكلها، و تسخيرها بإتجاه األهداف المرسومة

:مفهوم الفالحة -3

ماذا نقصد بها؟لقد شمل مفهوم الفالحة نشاطات زراعية مختلفة وعليه ،

مارس فيها اإلنسان تعتبر الفالحة حقال واسعا لمختلف األنشطة الزراعية التي ي

من أجل العيش و التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية، وقد ال نجد تعريفا ،نشاطه

...دقيقا وشامال لبعض الكلمات كالفالحة و الزراعة

أحد العوامل األساسية التي تساهم في ،ويعتبر وجود هذا اإلختالف بين المفكرين

.ى نتائج متباينةتعميق اإلختالفات بينهم و بالتالي الوصول إل

18

):الزراعة(تعريف الفالحة -

أي الحقل أو التربة وكلمة AGREإن كلمة الزراعة مشتقة من كلمة "CULTURE1(" أي العناية و الرعاية(

:لغة*

.إن الفالح من حيث اللغة هو الخير والنجاح و التوفيق

المتميزة ترتبط المجموعات التاريخية فهو تلك ،أما من حيث مدلول الكلمة العام

وطالما تحررت هذه المجموعات من ،بعالقات طبيعية و إجتماعية مع األرض

.العالقات المرتبطة باألرض إنطلقت في صراعات ضمن عالقات زراعية

فعندما نقول الحروب الفالحية والثورات الفالحية كان أساسها هو الحصول على

.األرضر لنا بقية النشاطات الزراعية الحديثة، غير أن هذا التعريف ال يعكس أو ال يفس

حيث أصبحت تقتصر فقط على العمليات الخاصة برعاية التربة و أرض، بل تهتم

تحسين النبات و مستلزمات الزراعة من وأيضا بنشاطات أخرى كرعاية الحيوان

.آالت و أسمدة و بذور، وأدوية

اعية والريفية كحفر كما أن النشاطات الزراعية تهتم بكثير من الخدمات الزر

و التنقيب عن المياه و بناء السدود و إقامة مراكز التخزين و التحويل ،اآلبار

وشق الطرق و المواصالت و التسويق وغير ذلك من األعمال و الخدمات

.الالزمة للنشاط الفالحي

و وم الحديث وهو يركز على المفه :تعريف الزراعة حسب منظمة األمم المتحدة -

إذ يتعلق خاصة بالمواد الطبيعية و البحوث و التدريب و ،للزراعةالضيق

اإلرشاد و اإلمدادات بمستلزمات اإلنتاج الزراعي و إنتاج المحاصيل و الثروة

الحيوانية

.87ص 1983، ، سنةالموارد اإلقتصادية: الدكتور محمد عبد العزيز عجيمة -1

19

صنع ، نضيفى التعريف الضيقفهو باإلضافة إل :.أما التعريف الواسع -

.المستلزمات الزراعية وخدمات التسويق و التحويل للمنتجات الزراعية

غير أننا نالحظ بأنه كلمة الفالحة والزراعة لهما نفس المعنى أو المدلول و عندما

نقول مثال المساعدات المالية المخصصة للقطاع الفالحي أو الزراعي فإنها تعني

. نفس الشيء

،لزراعة تضم جميع األنشطة المنتجة التي يقوم بها الفالحون أو المزارعونإن ا

للنهوض بعملية اإلنتاج لتحسين نمو اإلنتاج النباتي و الحيواني و ذلك بقصد

.توفيرها لإلنسان

وعليه فإن األنشطة الزراعية تقتصر فقط على بعض المسائل الخاصة باإلنتاج،

نجد لها تعريفا بالضبط، فأين تبدأ األعمال المنتجة غير أن هذه األعمال المنتجة ال

.و أين تنتهي

:وظائف الفالحة*

تلعب الفالحة دورا مرموقا في تنمية الكثير من األنشطة اإلقتصادية المختلفة، فقد

إستطاعت هذه األنشطة الزراعية بمنتجاتها المتنوعة من مواد أن تحرك مختلف

.، تجارة و خدمات أخرى القطاعات اإلقتصادية من صناعة

إذ أن الفالحة كانت و ستبقى مصدرا أساسيا لتوفير المواد الغذائية الضرورية

.للسكان

وإذا كان فيما سبق هناك تعارض بين الريف و المدينة أي بين الصناعة

والزراعة، فإنه في الوقت الحالي يحدث العكس فكالهما مكمل لآلخر، إذ ال يمكن

ينة متناسين في ذلك الريف ، بل البد من إدماج الريف في اإلنطالق من المد

.التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية الشاملة

20

:وفيما يلي سنتناول أهم الوظائف وهي

توفير الغذاء - توفير المادة األولية إلنطالق الصناعة الغذائية - الزراعة مصدرا للعملة الصعبة - الزراعة وسيلة لتمويل التنمية - الزراعة تساهم في خلق سوق للمواد الغذائية - الزراعة وسيلة لتحقيق التراكم في إعادة اإلنتاج الزراعي الموسع - تحقيق التكامل اإلقتصادي في إطار عملية التبادل القطاعي -

الفالحة قاعدة أساسية إلنشاء فرص العمل و التشغيل -

:التخطيط -4

. ر الخطوات الفعالة لتحقيقهالمستقبل المؤمل، وتطوي تصميم هو :التخطيط مزايا

. طريقة منتظمة لصنع القرارات وحل المشكالت -1 .المهارة، مع توفير األدوات المالئمة المعرفة و يجمع بين الخبرة و -2 .في رسم الصورة المستقبلية بما في ذلك المخاطر والمشاكل يساعد -3 .لخطرمصادر ا النجاح و يعين في معرفة فرص -4 .يساعد على وصول محطات ناجحة -5 .البراهين التفكير في المستقبل بلغة الحقائق و على يحفز -6 .قوي المستقبل بشكلفي تحكم ن نايجعل -7

يحث على التغيير بشكل مستمر، كما أنه ذهنللفالتخطيط إذاً عمل مرن ومفتح

. نطباعاً عن الصورة المستقبليةإ نايعطي

21

:ةيطيط الرئيسالتخ أنواع

.المستقبلية واالستعداد لها التخطيط المستقبلي، وتوقع األحداث -1 .السلوكية التخطيط الذاتي إلحداث التغيرات - 2 .التخطيط التتابعي؛ وهو االنطالق من حيث توقف اآلخرون - 3 .التحليلي وهو اختيار حل لمشكلة عن طريق طرح الحلول وتحليلها التخطيط - 4

22

الموارد اإلقتصادية للزراعة الجزائرية :الفصل األول تمهيد

و التي ترشحه ،إن تطور أي قطاع إقتصادي مرهون بحجم الموارد التي يملكها

إلى لعب دور أساسي في اإلقتصاد الوطني و القطاع الزراعي في بالدنا قطاع

بالتالي التحكم في األمن ،حتياجات الغذائيةإستراتجي يعول عليه في توفير اإل

الغذائي الذي يعتبر الهدف األساسي للسياسة التنموية في البالد، و يتحقق هذا

بإستخدام كل الموارد المتاحة لديه، و التي سنتطرق إليها من خالل المباحث

:التالية

الموارد الطبيعية :المبحث األول -

شريةالموارد الب :المبحث الثاني - التقنيالدعم المالي و :المبحث الثالث - التكوين و اإلرشاد الفالحي ،البحث :المبحث الرابع -

23

الموارد الطبيعية : المبحث األول

لكنها جد ،نقطة بسيطة و هي من العموميات قوم بدراسةفي مطلع هذا الفصل سن

وهي ،ا يقوم القطاع الفالحيد األساسية التي على أساسهرمهمة تتمثل في الموا

).الثروة الحيوانيةو الغطاء النباتيالتربة، المياه، (

:الموارد الطبيعية -1

تحتل الجزائر المرتبة الثانية بعد السودان في إفريقيا من 2كم 2.381.741بمساحة

حيث المساحة، يحدها من الشمال البحر األبيض المتوسط ومن الشرق تونس و

.لغرب المغرب موريطانيا و الصحراء الغربيةليبيا و من ا

:كبيرين هما نتضاريسييتتميز بقسمين ) السهول، الهضاب و مرتفعات األطلس التلي( ما قبل األطلس الصحراوي -

) الصحراء(و ما بعد األطلس الصحراوي -

http://www.voyagesphotosmanu.com/pages/carte_geographique_algeriepag.html

24

أدى إلى تنوع األقاليم المناخية ،إن هذا التنوع في الخريطة التضاريسية للجزائر

والمناخ الشبه الجاف في الهضاب و ،من مناخ البحر األبيض المتوسط في الشمال

.في الجنوبالمناخ الصحراوي

تتحدد نوعية الغطاء النباتي السائد في كل منطقة ،وعلى أساس هذا اإلختالف

.وكذا نوعية المحاصيل الزراعية التي تزدهر فيها

):األرض( الموارد الترابية 1-1

تعتبر األرض العنصر األساسي ألي إنتاج زراعي و على أساس نوعيتها تتحدد

هكتار مليون 238 ـدر مساحة الجزائر بتقحيث ،نوعية وحجم اإلنتاج الزراعي

2006مليون هكتار مستغلة في المجال الزراعي حسب إحصائيات سنة 42منه

: هي مصنفة إلى أربعة أقسام وهي أراضي قابلة للزراعة *

أراضي صالحة للزراعة *

أراضي المساحة المحصولية*

أراضي مسقية*

:األراضي القابلة للزراعة 1-1- 1

تمثل في األراضي المستعملة فعال في الزراعة باإلضافة إلى األراضي الغير و ت

مستغلة و التي أثبتت الدراسات إمكانية إستصالحها، و تتمثل في األراضي

سنوات و التي تحولت إلى مراعي ، مروج طبيعية و 05المستريحة لمدة تفوق

. مجاري

:أراضي صالحة للزراعة 2 -1- 1

كالبقول أو الشتوية ،صصة لمختلف المزروعات الفصليةوهي األراضي المخ

كالحبوب أو الزراعة الصناعية أو متعة السنوات كنباتات الكالء و األشجار

المثمرة و األراضي معشوشبة، أراضي مستريحة، مروج طبيعية، كروم،

.الزراعة المثمرة

25

:أراضي المساحة المحصولية 1-3- 1

مساحة األرض التي تزرع سنويا مضروبة في في ،تتمثل المساحة المحصولية

أي اإلستعمال الكثيف ،عدد المحاصيل التي تتعاقب زراعتها خالل نفس السنة

.الزراعي

عوض القيام ،إن التنمية الزراعية الحديثة تعمل على زيادة المساحة المحصولية

إال أنها تطبق في ،بإستثمارات ضخمة إلستصالح األراضي الصالحة للزراعة

وهذا ما ) أي زراعة محصول واحد خالل سنة ( أغلب األراضي الدورة األحادية

. يظهر جليا في زراعة الحبوب و األشجار المثمرة

:األراضي المسقية 1-4- 1

إن تطور مساحة األراضي المسقية يسمح برفع اإلنتاجية الزراعية و كمية

ر المزروعات بقلة اإلنتاج، و هذا بفضل التكثيف الزراعي، و كذا عدم تأث

.األمطار و الجفاف، ولهذا سعت الدولة إلى زيادة مساحة األراضي المسقية

بفضل مجهودات الدولة هذا نالحظ هناك تطور في مساحة األراضي المسقية و

؛التي قامت ببناء العديد من السدود و حفر األبار خاصة في المناطق الجنوبية

لسنوات األخيرة و هذا عن طريق حفر مساحة معتبرة في ا حيث تم إستصالح

و تبقى هذه األراضي المسقية محدودة ،اآلبار العميقة و إنشاء السدود الصغيرة

حيث من الممكن تجهيز وسقي ،والمياه األراضيمقارنة بقدرات البالد من

.مساحة مليون هكتار على مدى السنوات القادمة

ري يملك إمكانيات ترابية ال بأس بها، تمكنه نستخلص بأن القطاع الزراعي الجزائ وعليه

هذه األخيرة بدورها تساهم في ،من إنتاج مختلف المحاصيل الزراعية وفي مواسم مختلفة

.التقليص التبعية الغذائية

26

:الموارد المائية للزراعة 1-2

كما أنه يعتبر من العناصر األساسية التي تتحكم ،مثل الماء أهم عناصر الحياةي

مرتبطان اإلنتاج الزراعي و تكثيف الزراعة، إن تطور هذا القطاع و تنميته في

حجم المياه المعبئة له، التي تستغل في الري الفالحي و توسيع المساحة المسقية، ب

،كما أن الظروف المناخية لها دور فعال في التحكم في حجم المساحة المسقية

حة للزراعة وتنقسم إلى ثالثة التي هي ضئيلة مقارنة مع حجم األراضي الصال

:موارد هي

:الموارد المائية المطرية 2-1- 1

،مليار متر مكعب 197 ـتقدر كمية األمطار التي تتساقط سنويا على الجزائر ب

28 ـو يقدر نصيب الهكتار من األمطار ب ،ملم 82 ـبمعدل تساقط سنوي يقدر ب

هذا راجع ، ية للبحر المتوسطضفة الشمالملم سنويا وهو معدل ضعيف مقارنة بال

.لتضاريس و البعد عن المسطحات المائيةطبيعة اإلى

:الموارد المائية السطحية 2-2- 1

13.5 ـالتي تعتبر قليلة في بالدنا و تقدر ب ،وتتمثل في مياه الوديان واألنهار

و الجزء % 22مليار متر مكعب سنويا بالرغم من قلتها فإنه ال يستغل منها سوى

.لباقي يصب في البحار و الشطوطا

:الموارد المائية الجوفية 2-3- 1

ن إحتياطي أو ، 3مليار م 33 ـتشير اإلحصائيات أن حجم المياه الجوفية يقدر ب

إال أن ،ألف مليار متر مكعب 60ـالمياه الجوفية في الصحراء الجزائرية يقدر ب

اآلبار و كذا ضعف معدل إستغاللها يبقى ضعيف بسبب التكاليف الباهظة لتهيئة

.مليار متر مكعب في السنة 0،6تجديدها ال تتجاوز

27

.إجمالي المياه السطحية و الجوفية و المخزون و المستثمر منها): 1(الجدول رقم

المياه المتجمدة المياه المخزنة المياه الجوفية المياه السطحية

المستثمر الموارد المستثمر الموارد13000 600 4200 29000 150000 7200

و % 4، 6 بـ من الجدول يتضح أن المياه السطحية تستعمل منها نسبة قليلة تقدر

.ينصرف نحو البحر و الشطوط % 95،4 ـالجزء اآلخر الذي يقدر ب

مقارنة مع المياه السطحية ،و أن المياه الجوفية تستغل منها نسبة ال بأس بها

في زيادة امن المياه المخزنة يمكن إستغالله بيرةكمية كالمستغلة، كما نالحظ

من %3هكتار أي بنسبة 300.000التي تتجاوز ،توسيع مساحة األراضي المسقية

.المساحة الصالحة للزراعة

:حجم المياه المعبئة 2-4- 1

منها ما هي مخزنة ،مليار متر مكعب 13،7 ـيقدر حجم المياه القابلة للتعبئة ب

مليارين متر ـبطاقة إستعاب تقدر ب ،سد 98 ـي يقدر عددها بفي السدود الت

بئر غير مستغلة بسبب نقص التجهيزات و 420مكعب، باإلضافة إلى وجود

.إرتفاع تكاليفها

منها في المنطقة التلية، مع تسجيل عجز % 94غير أن هذه السدود توجد بنسبة

. فقط % 5،4ا على نسبة في الناحية الوهرانية، في حين تتوفر الهضاب العلي

عملت على إتخاذ مجموعة ياهو محاولة من الدولة الجزائرية لتدارك المشكل الم

.من التدابير

. 60،ص 1998رفعة لقوشة، التنمية الزراعية في مفهوم متطور، سنة :المصدر - 1

و الجوفية إجمالي المياه السطحية: المياه المتجمدة -2

28

مليار دج 7،5خصص مبلغ )1984-1980(لخماسي األول من خالل المخطط اف -

مليون متر مكعب 6،2126لقطاع الري الزراعي مما رفع حجم المياه المعبئة إلى

.1985سنة

مليار دج 41فقد خصص مبلغ ) 1989-1985(الثاني الخماسيأما المخطط -

قدر طاقتها أالف حاجز مائي، ت 10لقطاع الري الزراعي التي بفضلها تم إنشاء

سدا لتصل الطاقة 14كما تم اإلنتهاء من إنجاز ،مليار متر مكعب 5،5 ـب

.1994إلى غاية سنة مليون متر مكعب 2830اإلجمالية للمياه المعبئة حوالي

نظرا لعدد السدود التي تم ،أن كمية المياه المعبئة في تطور مستمرب نتجنست مما سبقو

سد و السدود 19و التي هي في طور اإلنجاز تقدر ب ،سد 98إنجازها و التي تقدر ب

و التي سيتم إنجازها قبل سنة ،سد 17التي هي في طور الدراسة يقدر عددها ب

2010 .

اإلضافة إلى اآلبار التي تقام خاصة في المناطق الصحراوية و كلها تساهم في زيادة ب

.في توفير مياه الشرب والمياه الصناعيةمساحة األراضي الزراعية المروية مستقبال و

29

:الثروة النباتية -3

المقياس األساسي و الجزء الكبير لمعرفة مدى مساهمة ،يشكل اإلنتاج النباتي

القطاع الفالحي في الناتج الداخلي الخام؛ وعليه كانت كل السياسات المطبقة في

.النباتي و ترقيته المجال الزراعي تهدف إلى زيادة حجم اإلنتاج

يحتل الصدارة يليه ، حيث إنتاج الحبوبأهم المحاصيل التي نركز عليها نجد

إنتاج الخضر ثم الحمضيات ثم الفواكه األخرى بعدها تأتي الزراعة الصناعية

.والكروم وأخيرا البقول الجافة

:الثروة الحيوانية -4

الزراعي بعد اإلنتاج النباتي، وتمثل تعتبر الثروة الحيوانية القسم الثاني في القطاع

لما لها من أهمية في توفير اإلحتياجات الفالحي،إحدى أهم مصادر اإلنتاج

الغذائية إذ تعتبر عنصرا أساسيا لنمو جسم اإلنسان وتزويده بالطاقة الالزمة، كما

و له أهمية إقتصادية بإعتباره مجال من مواد األولية للعديد من الصناعاتيوفر ال

يتميز بنوع من اإلستقرار في اإليرادات على ؛ حيثمجاالت اإلستثمار الفالحي

خالف اإلنتاج النباتي، و لهذا هناك إهتمام كبير بتربية الحيوانات وتطويرها

بإنشاء الحظائر وتزويدها بالمستلزمات وهذا ضمن أهداف المخططات التنموية

.الضرورية

30

رية ـبشوارد الـالم: المبحث الثانييمثل العنصر البشري المحرك األساسي ألي قطاع إنتاجي بصفة عامة و القطاع

فهو العنصر الذي بإمكانه تحقيق الشروط المالئمة ،الزراعي بصفة خاصة

خاصة إذا ،إلستغالل الموارد الطبيعية و اإلستعمال األمثل لإلمكانيات المتوفرة

تقنية تمكنه من توفير شروط رفع كان هذا العنصر البشري ذو مؤهالت علمية و

.اإلنتاج الزراعي إلى المستوى الذي يكفل بتحقيق اإلحتياجات الغذائية للسكان

التي تعتمد أساسا في اإلنتاج الزراعي على ،إال أن الجزائر من دول العالم الثالث

نظرا ألن معظم العمليات الزراعية ما زالت تنجز يدويا، بسبب ،العنصر البشري

مما إنجر عنه وجود عدد كبير من العنصر البشري في هذا ؛المعدات الالزمة قلة

القطاع خاصة في السنوات األولى بعد اإلستقالل، و سنتطرق خالل هذا المبحث

:إلى العناصر التالية

.حجم قوة العمل الزراعية -

.حجم قوة العمل الزراعية المؤهلة -

:حجم قوة العمل الزراعية 2-1

قوة العمل الزراعية لها عالقة مباشرة بهيكل العمالة في اإلقتصاد الوطني إن حجم

، كما أن إدخال آالت حديثة وتقنيات جديدة يؤثر على حجم ترابطهاو كذلك

ـب 1969فقد قدر حجم قوة العمل الزراعية في سنة ،العمالة الزراعية

من % 50سبة عامل سواء كانت بشكل دائم أو مؤقت و هي تمثل ن 1.540.000

.مجموع السكان العاملين

بسبب تحول قسم من العمالة ، 1979عامل في سنة 1.335.000ثم إنخفضت إلى

النشيطة في األرياف من سوق العمل الزراعية إلى سوق العمل الغير زراعية و

.إندماجها فيها

31

و حسب إحصائيات الديوان الوطني لإلحصائيات حول قدرة 1983أما في سنة

بينت أن حجم قوة العمل المستغلة فعال في الزراعة تمثل ،ليد العاملة و السكانا

وفي مرحلة تطبيق .في القطاع اإلشتراكي 269.559 منهمعامل، 1.097.217

المتضمن إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية بلغ عدد العمال فيها 1987إصالح

ألف 720 ـن بيالعمال الدائمعدد ر امل أما في القطاع الخاص فقد قدألف ع 224

.عامل

مقارنة بين في القطاع الفالحين في قوة العمل زيادةهناك لكن المالحظ بأنه

سنوات التسعينات و مطلع األلفية الثالثة و يرجع هذا اإلرتفاع إلى عودة القوة

العاملة النشيطة في الريف إلى العمل الزراعي بعد أن فقدت األمل في الحصول

مل خارجها، و كذلك الدور الذي قامت به الدولة إلمتصاص جزء من على ع

.البطالة بتنفيذها األشغال الكبرى في الزراعة

بإمكانها ،يمكن القول بأن القطاع الزراعي يملك قدرات بشرية هامة عليهو

تحقيق نمو هائل إذا ما توفرت لها اإلمكانيات المادية و المالية والتكوينية و

.الالزمةالتوجيهية

32

: التركيب العمري لقوة العمل الزراعية 2-2

إلختالف ،يعتبر السن أحد العناصر األساسية للجانب النوعي لقوة العمل الزراعية

من عمر العامل الفترة 54-25بين مردودية العمل حسب السن وتعتبر الفترة ما

.بدنية و الخبرة المهنية المكتسبةأوج قواه ال التي يكون فيها العامل في ،الديناميكية

أما عن تطور التركيب العمري لقوة العمل الزراعية تختلف من فترة ألخرى في

.)54- 25(فتظهر زيادة في نسبة قوة العمل الديناميكية ،الجزائر

، و هو ما )24-15(إنخفاض في نسبة قوة العمل لفئة لوحظ 1987في سنة ف -

القطاع الزراعي بقوة عمل أكثر نشاطا و مردودية في المستقبل يشكل خزان يمد

خاصة بتطبيق اإلصالحات الرامية إلى إستصالح أراضي الجنوب و السهوب في

إطار المشاريع الكبرى التي تهدف إلى توفير مناصب شغل جديدة في إطار

.طنيالتي يعاني منها اإلقتصاد الو تشغيل الشباب، و التقليل من حجم البطالة

:حجم قوة العمل الزراعية المؤهلة 3- 2

حيث تقارب نسبة ،يعاني القطاع الزراعي من ضعف في قوة العمل المؤهلة

قدر عدد العمال الذين تلقوا تكوينا زراعيا منذ اإلستقالل و %70األمية في الريف

من القوة العاملة % 99و هذا يعني أن ،عامال 10.517 ـب 1976إلى غاية سنة

)1 (.في المجال الفالحي لم يكن لديها أي تكوين

Office National des Statistiques, annuaire statistiques de l’Algérie, n°16, p40. -1

33

عون تقني 50.000و كان المخطط الرباعي األول يهدف إلى تكوين -

م تسمح لكن ضعف الطاقة اإلستعابية لمراكز التكوين الزراعي ل، متخصص

إدخال تقنيات زراعية و المكننة كذلك .عون متخصص 43.728بتكوين سوى

الحديثة أدت إلى زيادة في الحاجة إلى قوة عمل مؤهلة، إال أنه لم يتم تكوين

عامل من العدد المحدد وهي نسبة ضعيفة إذا عرفنا أنها تخص 40373سوى

القوة العاملة يخسرها القطاع من هذه % 5القطاع اإلشتراكي وحده، وإن ما يعادل

الفالحي سنويا ما بين التقاعد و التسرب، هذا يعني أن الزراعة بقيت تعاني عجز

.مطلق في مستوى تأهيل قوة العمل

،وخالل المخطط الخماسي الثاني تم التركيز على القيام بدورات تربصية للعمال

لعمال الذين لم يتلقوا تدوم من أسبوع إلى خمسة أسابيع و هكذا إنخفضت نسبة ا

.أي تأهيل في المجال الفالحي

:مستوى تأطير قوة العمل الزراعية 2-4

إن تكوين عمال مختصين قادرين على العمل و التحكم فيه في مجاالت اإلنتاج

يتطلب تكوين علمي محض و طويل حتى يصبح المتكون ،النباتي والحيواني

نية الزراعية الالزمة للعمال وتعليمهم إطار مختص يقوم بتقديم اإلرشادات التق

.كيفية إستعمالها في اإلنتاج

منذ مطلع السبعينات بتنفيذ برنامج ،ولتدارك العجز الكبير قامت وزارة الفالحة

واسع لتكوين اإلطارات الفالحية وذلك بإنشاء معاهد فالحية و مراكز للتكوين

عدد اإلطارات الزراعية الفالحي على المستوى الوطني، مما أدى إلى تضاعف

.المتخرجة

34

المتضمن إنشاء المستثمرات 1987في األخير تجدر اإلشارة إلى أن إصالح

الزراعية كان له تأثير سلبي على التكوين و التأطير الزراعي حيث سوى هذا

القانون بين اإلطارات والعمال البسطاء في الحقوق و الواجبات، و كذا إلغاء

ن المتكونين و وزارة الفالحة، الذي كان يضمن توظيف نظام التعاقد بي

.القطاعهذا المتخرجين و يكون حافز للطلبة المختصين في

إبقاء أغلبية اإلطارات تحت وصاية وزارة الفالحة في مهام إدارية أبعدتهم عن

الميدان و أفقدتهم شيئا فشيئا تقنيات الزراعة، وعليه يجب إعادة النظر في

ن و التأطير الفالحي و توجيه اإلطارات المتخرجة إلى الميادين سياسة التكوي

المختصين فيها وإعطائها حوافز مادية و معنوية حتى تقوم بالدور المنوط بها

.و بالتالي الدفع باإلنتاج واإلنتاجية الزراعية

35

التقنيالدعم المالي و : المبحث الثالثصادية مرهون بوجود رؤوس أموال ضخمة إن تقدم مختلف القطاعات اإلقت

و فيما يتعلق بالقطاع الفالحي فإن الدولة تخصص في ،لتسييرهاالمخصصة

يحدد بحسب اإلحتياجات كما أن للقطاع الخاص ميزانيتها سنويا غالف مالي

. دور في زيادة رؤوس األموال) مستثمرين و فالحين(

لعوامل الرئيسية التي أدت إلى التوسع من ا )الجانب التقني( تعد المكننة الزراعية

العمودي لإلنتاج وإحداث ثورة زراعية بهذا القطاع خاصة في أمريكا الشمالية

وأوربا، إال أن دول العالم الثالث ال تزال تتبع إمكانية التوسع األفقي بإستعمال

أكبر مساحة من األراضي الزراعية، كما أن إحالل اآلالت في إنجاز النشاطات

فالحية محل اإلنسان و الحيوان يؤدي إلى زيادة إنتاجية األرض وذلك ال

:لإلعتبارات التالية

مع إمكانية تكثيف الدورة ) الحرث، الحصاد(اآلالت الزراعية تستعمل في -

.الزراعية

كفاءة اآلالت الحالية في إعداد التربة و تهيئتها كالقدرة على الحرث -

خرى إذ من المالحظ أن هناك ترابط بين درجة تحسين العمليات الزراعية األ -

.المكننة و بين إستخدام الوسائل التقنية األخرى و قبول اإلرشاد الفالحي

ولم يتحقق ،إن الجزائر منذ اإلستقالل في حاجة ماسة إلى مكننة القطاع الزراعي

مالية الذي عرفت فيه اإلعتمادات ال ،لها ذلك إال إبتداء من المخطط الرباعي األول

المخصصة للعتاد الفالحي نموا متواصال مما سمح بتطوير حظيرة العتاد

.الفالحي

إال أنه يقابل هذا ،حيث شهد تطورا ملحوظا و مستمرا في عدد العتاد الزراعي

و ،التطور الحالة الوظيفية للعتاد ومعدل العمر لها وكذا التوزيع القطاعي له

حيث تم تقسيم العتاد 1987خاصة بعد إصالح سنة العالقة التقنية بين أنواع العتاد

36

و يمكن تحليل وضعيته الفالحي على المستثمرات الفالحية الفردية والجماعية،

:خالل عرض العناصر األتية من حسب كل نوع

:عتاد الحرث و تهيئة التربة و البذر و التسميد والمعالجة -1

مح بتوفير الشروط المناسبة إن عملية الحرث التربة و تهيئتها بشكل جيد يس

و تتطلب هذه العمليات توفير عتاد إلنتاش البذور و كذلك القضاء على األعشاب

.متخصص لكل عملية و متنوع حسب نوع التربة

أما عملية التوزيع المنتظم للبذر ووضع األسمدة و الوقاية من أمراض النباتات

.مردودية وزيادة كمية اإلنتاجوالطفيليات هي من العوامل التي تؤدي إلى رفع ال

لكن القطاع الزراعي ظل يعاني ويشكوا من نقص هذا النوع من العتاد و

التي تقوم بهذه العمليات حتى المخطط الرباعي األول الذي سجل فيه ،الوسائل

. تحسن واضح لجميع أنواع العتاد

:عتاد الجر و الحصاد والدرس - 2

تي تستعمل في العمليات الزراعية، و عرف يعد عتاد الجر من أهم الوسائل ال

إلى 1989القطاع تطور مستمر في هذا النوع من العتاد حيث وصل عددها سنة

.جرار 94.500

ه بعد هذه السنة عرفت إرتفاع كبير في األسعار إثر تطبيق سياسة سعرية نّإال أ

دعم عن المتضمن رفع ال 05/07/89المؤرخ في 12-89 قانونلل وفقا ، وهذاجديدة

.أسعار عوامل اإلنتاج الزراعي

هناك تحسن في درجة المكننة بحيث إتسعت مساحة الحرث باآلالت بالرغم لكن

و حالتها الوظيفية بحيث أن ،من أن هذا التحسن يبقى يؤثر فيه عمر الجرارات

أصبحت نسبة الجرارات 1990تشير إلى أن في سنة ،تقديرات وزارة الفالحة

%. 50سنوات 8ها التي تجاوز عمر

37

تعتبر عملية الحصاد من أهم العمليات الفالحية التي يتم بها جمع المحاصيل في

إذا لم تتم في وقتها ،مواعيدها المناسبة و لهذه العملية تأثير كبير على المردودية

المحدد نظرا للظروف المناخية والطبيعية التي تتميز بها الجزائر من حرارة

ية مفاجئة، ولذا يتم توفير عتاد الحصاد و الدرس بشكل كاف شديدة و أمطار صيف

و في حالة وظيفية جيدة يؤدي إلى جمع المحاصيل في فترة قصيرة مما ال

، و لذا بذلت الدولة مجهودات ةدوديالمريعرضها إلى اإلتالف، و بالتالي زيادة

1970 رة منمعتبرة للرفع من عدد الحصادات حيث سجلت نمو مستمر طيلة الفت

، و رغم ذلك لم 9915إلى 1447والتي إنتقلت فيها عدد الحصادات من 1994إلى

.تبلغ المستوى المطلوب

:عتاد النقل - 3

يعتبر عتاد النقل من أهم الوسائل الفالحية وإحدى العناصر األساسية في تطور

و هذا ما يزيد من الطلب على هذا العتاد من طرف الفالحين لنقل ،القطاع

من المبيعات بمختلف أنواعها إلى ،خالت التي يحتاجها وكل المخرجاتالمد

.مراكز التخزين أو التسويق

مرحلة إلى أخرى وهذا من عرفت تطور ملحوظ ، إال أن هذا التطور يختلف

في موسبسبب إختالف اإلعتمادات المخصصة له، كما الحظنا تراجع مل

رفع الدعم نتيجة تطبيق اإلصالحات السنوات األخيرة نظرا إلرتفاع أسعارها مع

. وكذا اإلصالحات الفالحية األخيرة) إقتصاد السوق(اإلقتصادية

38

التكوين و البحث واإلرشاد الزراعي: المبحث الرابعيعتبر التكوين ، البحث واإلرشاد الفالحي من العوامل الضرورية لرفع اإلنتاجية

ج و التقليل من النقائص و كذا تطبيق عن طريق اإلستعمال الكفئ لوسائل اإلنتا

المعارف والتقنيات الحديثة في المجال الزراعي و البحث عن أنجع الطرق

األمراض (لتطبيق برامج التنمية و ذلك بالقيام ببحوث ميدانية على كل المستويات

التي تصيب النباتات و الحيوانات، تحسين خصوبة التربة، وطرق الري

).وغيرها

هذه األهداف قامت الدولة بتوفير مجموعة من اإلمكانيات تتمثل فيما و لتحقيق

:يلي

:التكوين -1

تمثلت إمكانيات التكوين في إنشاء العديد من المؤسسات و المعاهد التكوينية و

:مراكز البحوث العلمية حيث يوجد

.مركز لتكوين األعوان التقنيين و العمال المختصين 13 -

لتكوين التقنيينمعهدا متوسط 11 -

معاهد لتكوين التقنيين الساميين أربعة منهم لتكوين التقنيين الساميين في 8 -

.الصحة الحيوانية وأربعة لتكوين التقنيين الساميين في الزراعة

.لتكوين المهندسين الفالحيين 11معهد لتكوين المهندسين والبياطرة منهم 18 -

الحي يتوفر على إمكانيات هائلة من و عليه يمكن إستخالص أن القطاع الف

.اإلطارات المتخصصة و المكونة القادرة على رفع التحدي في هذا القطاع

:البحث الزراعي - 2

لما له من ،يعتبر البحث الزراعي من عوامل نجاح تنمية اإلنتاج ورفع المردودية

.دور في تحسين حماية النباتات و الحيوانات

ة والنباتية يقضي على اآلفات الحشرية و الفطرية و فالبحث في المواد الصحي

الطفيلية، وكذلك البحث في تحسين أنواع البذور التي تتأقلم مع المناخ الجزائري،

39

و كذلك تحسين السالالت التي تكون ذات مردودية عالية ولتحقيق هذا الهدف

حث في قامت الدولة من خالل مخططات التنمية اإلقتصادية إلى تكوين جهاز للب

:المجال الزراعي يضم ثالث مجموعات هي

:المعهد الوطني للبحث الزراعي و دوره*

.متابعة خصوبة األراضي الزراعية -

.تنسيق برامج التكوين والبحث والمساعدة المعاهد التقنية -

:المعاهد التقنية و دورها*

.إعداد مقاييس إلستعمال وسائل اإلنتاج و صيانتها -

تقنيات مالئمة لإلنتاجالبحث في -

وضع خطط وأسس لضمان صيانة اآلالت -

:معاهد الوقاية و المكافحة و دورها*

و المصادقة على المنتجات الوقائية ن المراقبة والوقاية على الحدودضما -

.....)المبيدات، المنتجات البيطرية(

.....قالعيةالتدخل عند ظهور األوبئة و الكوارث كالجراد، الكلب، الحمة ال -لتحقيق عملية البحث الزراعي تم توفير مجموعة من الوسائل المادية تمثلت في -

محطة للبحث و التجارب تتمركز أغلبها 68مخبر من الحجم المتوسط و 31إنشاء

في المناطق الشمالية وتكوين مجموعة من األساتذة و الطلبة الباحثين، لكن بالرغم

وفرة، إال أن البحث في الجزائر ما يزال لم يصل إلى من الهياكل و الوسائل المت

المستوى المطلوب خاصة في المجال الزراعي، وهذا راجع لألسباب األتية .ضعف المبالغ المالية المخصصة لميدان البحث -الضعف المسجل في عدد الباحثين وعدم وجود إطار قانوني خاص بالباحثين و -

.التكفل بهم .األهداف وغياب األولوياتالضعف في تحديد -

40

وحتى يلعب البحث العلمي دوره في تحقيق نتائج مرضية بالنسبة للقطاع الزراعي

اإلستعمال األمثل للموارد األساسية في محاربة أعداء المزروعات والحيوانات و

و تطوير اإلنتاج، يجب إيجاد حلول للمشاكل السابقة الذكر، مع ضرورة التعاون

.البحث الذي من شأنه خدمة الفالحة في الجزائر الدولي في مجال

:اإلرشاد الزراعي - 3

نمط تكوين علمي يوجه الفالح و يمده باإلرشادات والمعلومات و المعارف و هو

الخبرات التي يفتقر إليها، و يوجهه إلى األساليب الحديثة المستعملة في اإلنتاج

ية و رفع مستوى معيشة الزراعي، كما يهدف اإلرشاد إلى تحسين المردود

.السكان

اإلدارة، األساتذة، المرشدين، المنتجين، ممثلي المعاهد و (مؤطري هذا الجهاز هم

...)المراكز

األهداف و ،تربط بين المفاهيم المنهجية قاربةهذا البحث سمح لنا باإلتجاه نحو م

لط الضوء المسائل المقدمة من مختلف سياسات اإلرشاد الفالحي هذا ما جعلنا نس

. على النظرة الجديدة لإلرشاد بالنسبة للبيئة

و ما يمكن إستخالصه هو أن القطاع الزراعي يعاني ضعف كبير في مجال

ستخدام األساليب و الوسائل الفالحية إالذي يوجه الفالح إلى ،اإلرشاد الفالحي

.الحديثة التي تمكنه من رفع اإلنتاج واإلنتاجية

41

:خالصة

التي تساعد على ،لقد تعرضا في هذا الفصل إلى العوامل الطبيعية و البشرية

و كذا الحرص على تطوير ) خاصة القطاع الفالحي( النهوض باإلقتصاد الوطني

الجانب التقني والعلمي للقطاع الفالحي الذي ظل ومازال المصدر األساسي

فاق المستقبلية العامل لتحقيق األمن الغذائي و إن لم نقل بأنه سيصبح في األ

.التي يعرفها العالم مقارنة بالقرون الماضية ،الوحيد نظرا للتحوالت الدولية

ال تحتاج إال لمن يخدمها ويسعى دائما إلى ؛إن الجزائر و بتنوع مواردها

.تطويرها و حمايتها مهما كانت التحديات التي تواجهها

التي تملكها الجزائر من ،لمواردفقد الحظنا في المباحث السابقة مدى أهمية ا

خيرات طبيعية و بشرية تثير إهتمام كل من يرغب في تنمية و تطوير اإلقصاد

.الوطني سواء القطاع العام أو الخاص

42

مكانة الزراعة في اإلقتصاد الوطني :الفصل الثاني تمهيد

نة الفالحة في في الفصل الثاني من هذه الدراسة، سنقوم بمعالجة موضوع مكا

.اإلقتصاد الوطني الجزائري، أي مدى أهميتها

بإستمرار الغذائيفنظرا لتزايد إحتياجات السكان من المواد الغذائية وضمان األمن

ما فتئت بالدنا تولي أهمية ومكانة أساسية للزراعة في إستراتجية التنمية

.اإلقتصادية

لم تسمح لبالدنا من تخفيض التبعية إذ أن السياسة الزراعية المطبقة في الجزائر

فالسلطات السياسية كانت تضع أهدافا من أجل تحقيق ، الغذائية نحو الخارج

.وضمان اإلكتفاء الغذائي غير أن هذه األهداف لم تتحقق

وبالنسبة للتطور الصناعي، فإن البلدان المتطورة لعبت فيها الصناعة دورا أساسيا

.في تحديث و تطوير الزراعة

ه على إثر التطور الصناعي، فإن الدور اإلستراتيجي للزراعة نّأما في بالدنا، فإ

أصبح ضرورة من متطلبات التنمية اإلقتصادية، أي أن عملية التصنيع يمكن أن

.تتوقف بفعل التأخر الحاصل والمسجل في التنمية الزراعية

ة ضروري من خل والتكامل بين الزراعة والصناعاوعلى هذا األساس، فإن التد

.أجل التنمية اإلقتصادية

أن كل تقدم بمعنى ،ويمكن إعتبار المسألة محورية وقضية عامة و أساسية

إقتصادي يرتبط بمدى نمو وتقدم الزراعة، ومن جهة أخرى إنها قضية عامة

.نظرا لكونها تهتم بالمشكالت الظرفية المستعجلة لمعيشة الناس من المواد الغذائية

المشاكل تعتبر من أولويات السلطات السياسية التي تهدف في سياستها كما أن هذه

التنموية إلى تحقيق اإلكتفاء الذاتي و اإلستقرار اإلجتماعي وتخفيف األعباء و

43

التكاليف التي تتحملها الدولة سنويا من أجل إستيراد المواد األولية بالعملة

. الصعبة

دراتها للمواد الغذائية وتبعيتها نحو هذا يدل على مدى ما تخصصه الدولة من صا

الخارج، في الوقت الذي تتمتع فيه بالدنا بإمكانيات وموارد طبيعية وبشرية هائلة

.تتطلب ضرورة إستعمالها و إستغاللها بكيفيات وتطلعات المنتجين الزراعيين

وفي هذا السياق، فإنه للوهلة األولى لإلستقالل الوطني تميز الوضع بعدم

رار وباآلثار الناجمة عن اإلستعمار، الذي كان السبب الرئيسي للتخلف اإلستق

الزراعي، كما عرفت هذه الوضعية نشوء نظام الذي يعرف بالتسيير الذاتي في

.الوحدات اإلنتاجية التي تركها المعمرون الفرنسيون

بعدها عرف القطاع الفالحي تحوالت عميقة ناجمة عن تطبيق الثورة الزراعية،

ت كانت تهدف أساسا إلى إنشاء وحدات زراعية إنتاجية تستعمل أحسن بحي

التقنيات الزراعية وتساهم في إزالة التخلف في األرياف الجزائرية، كما كان هذا

التنظيم يهدف بالضرورة إلى تنمية القطاع الزراعي حتى يستطيع تزويد الصناعة

.بما تحتاجه من المواد األولية الفالحية

الوضعية الفالحية التي كانت سائدة آنذاك تكمن أساسا في جمود و وهكذا فإن

إنكماش اإلنتاجية وإرتفاع األراضي البور، ونقص األراضي المسقية، وإنخفاض

.األراضي بفعل العوامل الطبيعية كاإلنجراف والتصحر

:ويحتوي الفصل الثاني على دراسة المباحث التالية

الزراعية في الجزائر أشكال الملكية: المبحث األول -

تحليل المشكالت الزراعية في المرحلة األولى من اإلستقالل: المبحث الثاني -

دور الزراعة في صياغة إستراتجية التنمية الوطنية: المبحث الثالث -

أهم اإلصالحات التي عرفها القطاع الزراعي: المبحث الرابع -

44

:اعية في الجزائرأشكال الملكية الزر: المبحث األول

:الملكية الزراعية القديمة في المجتمع الجزائري 1-1

أما الملكية الخاصة ،تعتبر الملكية الجماعية لألراضي الزراعية هي اإلطار العام

وذلك إعتبارا للمفهوم السائد لدى المسلم بأن ،فهي موجودة بصفة إستثنائية

. ااألرض هي ملك هللا و أن للمسلم حق اإلنتفاع به

:وتتمثل بنية الملكية العقارية في المجتمع الجزائري قبل العهد التركي فيما يلي

وتشكل مجموع األراضي التي تعود ملكيتها للقبيلة وهي غير :أراضي العرش -

قابلة لإلنتقال والتنازل أو البيع، كما يخصص جزء من أراضي القبيلة لملكية

.و إستغاللهاعائلة وذلك لخدمتها للخاصة للفرد أو

إن هذه األراضي غالبا ما تسور ويملك أصحابها حججا مكتوبة، :أراضي الملك -

غير أن هناك قيودا معينة لها لكن أن يتحصلوا على موافقة كل المشاركين في

معين التنازل أو بيع حصته الميراث وذلك إذا أراد مالك

ات دينية أو هي مجموع األراضي التي منحت لمنظم :أراضي الحبوس -

.لمؤسسات خيرية

1830-1519الحكم التركي والملكية العقارية 1-2

هناك العديد من الكتابات التي تتحدث عن النظام العقاري قبل اإلحتالل، حيث قبل

:الجزائر كانت على النحو التالي 1830

كية هو زعيم الطائفة اإلسالمية في الجزائر أثناء الحكم التركي يمارس مل" الباي"

.فوقية على كل األراضي في البالد اإلسالمية

وأن األتراك عندما دخلوا الجزائر لم يقوموا بتغيير الملكية العقارية التي كانت في

وذلك على عكس اإلستعمار الفرنسي بحيث إنطلق من تدمير ،المجتمع الجزائري

.هذه القاعدة األساسية لنشاط المجتمع الزراعي الجزائري

45

تراك أبقوا على أشكال الملكية، غير أنهم أدخلوا تمييزا في الملكية إذ أن األ

العقارية بين القبائل، وعلى هذا األساس فإن قبيلة المخزن التي إستعملتها اإلدارة

شكل جديد للملكية التركية كحليف و إمتداد للسلطة التركية، قد ساهمت في ظهور

لة الرعية فإنها كانت خاضعة العقارية يعرف بأرض العزل، في حين أن القبي

لإلدارة التركية وخاصة عن طريق فرض الضرائب المرتفعة التي أثقلت مواردها

.اإلنتاجية و إمكانياتها فتعرضت لإلفالس والخراب والفقر

:ونستطيع تمييز األراضي الزراعية عن طريق ممارسة الحكم التركي فيما يلي

المحيطة بالمدن، حيث توجد حاميات وهي األراضي الخصبة :أراضي البايلك -أ

المفروضة على القبائل السخرةالجنود، وتزرع هذه األراضي باإلعتماد على

المجاورة أو مباشرة على الخماسين الذين يتلقون من الدولة المحاريث و حيوانات

؛ اإلنتاج في المخازن والصوامع العامة ) 1/5(المحمولة والبذور وينالون خمس

النوع من النشاط الزراعي فإن الوصي هو الذي يلعب الدور الرئيسي ذا وفي ه

.في تنظيم اإلنتاج

:أراضي العزل -ب

:من القبائل ويتنازل عنها لصالح 1"هي األراضي التي تصادر أو يشتريها الباي "

.كبار موظفي الوصي الذين يوكلون أمر توزيعها إلى الفالحين -

قديم الجنود والوالء للباي، تعطي قسما من قبائل تدعى عزل التي تقوم بت -

.المحاصيل للباي لكنه أقل مما تعطيه بقية القبائل

. مزارعين أفراد بعد أن يدفعوا إتاوات المفروضة عليها -

؛ الشركة 1962 - 1830دراسة حدود الرأسمالية في الجزائر/تكون التخلف في الجزائر: عبد اللطيف بن أشنهو -1

.نشر والتوزيع، الجزائرالجزائرية لل هي ضريبة تفرض على القبائل أو على الخماسين: السخرة - 2

46

:األراضي القروية - ج

والتي تقوم بمختلف األنشطة ،وهي مجموع األراضي التي تحوز عليها القبيلة

الزراعية من زراعة وتربية الحيوانات وذلك من أجل حياة أفراد العائلة التي

.تتكون منها القبيلة

تخلص مما سبق أن الدولة التركية وإن كانت ال تتدخل بصفة مباشرة في ونس

تنظيم اإلنتاج وأنماط جديدة للزراعات المختلفة؛ فإنها تقوم وتتدخل عن طريق

لضرائب المختلفة على األراضى الزراعية والمواشي وسائل أخرى مثل فرض

ثل قبيلة الرعية بعض القبائل م وغيرها من الضرائب األخرى التي أثقلت كاهل

.التي تحولت إلى قبائل فقيرة

:)1962-1830(اإلستعمار الفرنسي والملكية العقارية 1-3

غير أن )1(" أدار الملكية العقارية"لقد قلنا فيما سبق أن اإلحتالل التركي

اإلستعمار الفرنسي فقد قام بتهديم كيان القاعدة األساسية لتكوين المجتمع

. ريق التدخل المباشر في الملكية العقاريةالجزائري وذلك عن ط

:1830الزراعة الجزائرية عام *

كان و تصدير بعض كان الهدف من اإلنتاج هو تلبية الحاجات الضرورية للس

لهذا كان أهم مزروع في البلد هو الحبوب الغذائية وخاصة ، المنتجات األخرى

ألنها متوفرة ؛تجة لهذه المادةمنها القمح وكانت تعتبر الجزائر من أكبر الدول المن

على كل العوامل المشجعة لزراعتها كما أنها قابلة للتخزين مدة أطول وتستخدم

بشكل واسع في اإلستهالك وسهلة للزراعة وهذا خالفا لبعض المواد الزراعية

.األخرى خاصة الصناعية ألن الفالح كان محدود اإلمكانيات

كانت زراعة اإلكتفاء الذاتي في 1830ية عام وهكذا نالحظ بأن الزراعة الجزائر

على ،19المواد الغذائية أوال وهو الوضع اإلقتصادي المميز لمجتمعات القرن

العموم رغم أن الجزائر كانت تساهم بعض الشيئ في التجارة العالمية ولكن

.بدرجة محتشمة

47

الزراعية فقد كانت الفرص المتكافئة تقريبا بين مختلف أنواع وحدات اإلنتاج

فلم تكن هناك ،ولهذا كانت ظاهرة اإلحتكار بينها تكاد تكون منعدمة على اإلطالق

وحدة أو مجموعة من الوحدات تملك السيطرة على السوق فقد كان اإلنتاج

.السنوي قليل التذبذب

وكانت الجزائر تعتبر من أهم الدول النشيطة إقتصاديا في منطقة البحر األبيض

ت تساهم في التجارة الدولية عن طريق ما تصدره سنويا للخارج كان المتوسط و

بنسبة هامة فكانت متخصصة في تصدير الحبوب وخاصة القمح ومن بين

.عمالئها في ذلك الوقت فرنسا وكذلك أمريكا

أن الجزائر كانت الدولة األولى ،ومن بين الوقائع اإلقتصادية التي يحفظها التاريخ

في المجاعة التي إجتاحت البالد ) القمح(بالعون الغذائي االتي هبت لنجدة فرنس

جاعت فرنسا وأضرت بها "نتيجة اإلضطرابات الناجمة عن ثورتها الكبرى

المسغبة أيام الثورة الفرنسية الكبرى و أوصدت حولها إنجلترا ودول أوربا

أبواب العالم، فلم تلق نجدة إنسانية إال من أرض الجزائر الحرة وحكومة

لجمهورية الجزائرية الحرة، فكانت المراكب ترى بين الساحلين تحمل لفرنسا ا

)1(." من الحبوب ما وقاها شر المجاعة

ومع اإلحتالل الفرنسي بدأت تنفذ سياستها اإلستعمارية في البلد و كانت أهم جبهة

تم التعجيل بها في تنفيذ هذه السياسة هي الجبهة اإلقتصادية ألنها المطمع

جعل الجزائر بلد مصدر للمواد و هو صادي األول في الميثاق اإلستعمارياإلقت

األولية وكانت هذه القرارات هي مضمون السياسة الفرنسية المطبقة على أرض

.الجزائر

.206ص ،1984، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، تاريخ الجزائر: أحمد توفيق المدني -1

48

بأشكال مختلفة وال غرابة إذن أن يكون بعض إنها سياسة مصادرة األرض و

.المؤرخين قد أطلقوا عليها سياسة األرض المحروقة

وخالل فترة وجيزة تم إصدار العديد من المراسيم والقرارات

مصادرة أراضي العرش ب 1832قرار -

بمصادرة أراضي القبائل الرحالة 1846جويلية 31قرار -

صادرة األراضي التي تعتبرها السلطات الخاصة بم 1846و 1844مراسيم -

.الفرنسية غير زراعية

بمصادرة أراضي األشخاص الذين ساهما في ثورة المقراني و 1871قرارات -

...شيخ الحداد

وكل قرارات المصادرة كان يتبعها توزيع لألراضي على مالك جدد تم جلبهم من

فرنسا و عدة مناطق من أوربا وجزر البليار

):الملك الجماعي(اإلستالء الحرسياسة *

1870 سياسة اإلستالء الرسمي بعد *

لقد كانت للتدخالت اإلستعمارية الفرنسية تأثيرات سلبية على الوضع اإلقتصادي

:واإلجتماعي للمجتمع الجزائري وتتمثل هذه التأثيرات في العالقات التالية

:الخماسة

، وعلى ن األنظمة اإلستغاللية السابقةع نظام لإلستغالل الزراعي يختلف تماما هو

األخص في ذلك ألنه كان المالك هو الذي يباشر فيها العمل في اإلستغاللية

اإلستغالل ( أو مع إخوانه أو أبناء أعمامه) اإلستغالل المباشر( الزراعية وحده

إال أنه في حالتنا هذه نجد الخماس هو شخص آخر غير المالك لألرض )المشاع

فقد جهده المبذول ، ليحصل بعد ذلك على صيب من المحصول ال لكمفهو ي

فالخماس هو مزارع بالخمس، نظرا ألن المحصول يتركب من " :يتعدى الخمس

المستخدمة في جزء للزرع، جزء للحيوانات جزء لألرض،: خمسة أجزاء

." الحرث، جزء لألدوات والجزء األخير للعمل

49

األرض : لية اإلستغالل الزراعي هذهوبما أن المالك هو شخص يقدم في عم

والزرع والحيوانات واألدوات فمن حقه إذن أن يكون نصيبه من المحصول هو

مل أي الشخص الذي اأربعة أجزاء أما الباقي فهو الخمس فيكون من نصيب الع

.قدم جهده وأفراد عائلته في إستغالل األرض

أسوء نظام لإلستغالل يواجه ولهذا كان من الطبيعي القول بأن نظام الخماسة كان

.الزراعة الجزائرية

ضوعية وفهو لم يقدمها في شيئ، ولن يستطيع مهما طال الزمن إلعتبارات م

أساسا في كون الخماس شخصا مدينا دائما للمالك ومن ثمة فإن رفع تتمثل

.كميات إنتاجه أمر مستحيل

على الوضع اإلقتصادي لقد كانت للتدخالت اإلستعمارية الفرنسية تأثيرات سلبية

.واإلجتماعي للمجتمع الجزائري

:التالية ةوتتمثل هذه التأثيرات في العالق

:عالقة الفرد بالملكية

إن إنتزاع ملكية الفالحين نجم عنه هبوط متزايد في تربية األغنام واألبقار وإنتاج

هذه أي في تدهور قاعدة اإلنتاج الزراعي للفالح الجزائري ونجم عن الحبوب،

الوضعية في اإلقتصاد الزراعي الريفي إمالق وخراب الكثير من الفالحين، كما

.ساهمت أيضا في ظاهرة النزوح الريفي والتهجير نحو الخارج

.67،ص دراسة في اإلستعمار والتغير اإلجتماعي والسياسي:نشوء الطبقات في الجزائر: مغنية األزرق) 1(

1- (Samir Amin) : L’Economie de Magreb, tome 1 et 2 Paris :Editions de Minuit, 1966,p26

50

تحليل المشكالت الزراعية في المرحلة األولى من :الثاني المبحث

اإلستقاللإن الزراعة في المرحلة األولى من اإلستقالل الوطني كانت تعتبر من أهم

يشتهم من المواد الغذائية التي كان يعتمد عليها السكان لمع ،األنشطة اإلقتصادية

األساسية، كما كانت تعتبر أيضا ميدانا واسعا لتشغيل الماليين من السكان

.الزراعيين في مختلف األنشطة الفالحية و الحرفية وفي الخدمات المرتبطة بها

وقد تميز اإلنتاج الزراعي في هذه الفترة أساسا بالزراعة الموجهة نحو السوق

اعة الكروم والحوامض وذلك على حساب تطور زراعة وخاصة زر ،الفرنسية

مما ساهم في زيادة إيرادات الجزائر وتبعيتها إلى الخارج في هذه المادة ،الحبوب

.الغذائية الرئيسية للسكان

سائل اإلنتاجية المستخدمة في الزراعة فإن القطاع التقليدي ووبالنسبة للطرق وال

المنتجين والذي يستعمل في أغلب الزراعي هو األساس ألغلبية الفالحين

من المساحة القابلة للزراعة ويعيش 3/2األراضي الزراعية التي تقدر بحوالي

في القطاع التقليدي الماليين من الفالحين ويعتمد هذا القطاع أساسا على زراعة

.الحبوب وأن اإلنتاج الموجه بصفة عامة لإلستهالك الذاتي

عمل المستلزمات الزراعية الحديثة و الذي يحوز على أما القطاع الحديث الذي يست

القابلة للزراعة، وهذا يمن األرض 3/1أراضي زراعية جيدة، فإنه ال يمثل إال

.القطاع يعتمد أساسا على إنتاج المحاصيل التجارية

وبالنسبة للوضعية اإلجتماعية في الريف، فإنها تميزت بالنزوح الريفي والهجرة

رجية و البطالة وأيضا باإلنعدام الشبه تام لإلطارات الزراعية من الداخلية و الخا

.مهندسين وبيطريين

ظاهرة األراضي البور الناجمة عن عدم إستعمال األراضي الزراعية التي أيضاو

من األراضي الزراعية، وكذلك ظاهرة %40تمثل نسبة كبيرة تبلغ أكثر من

51

لزراعية و إستصالح األراضي و اإلنجراف والتصحر وتطوير الري و المياه ا

هذه المسائل الزراعية كانت تميز الوضعية الزراعية في الجزائر فإنالتشجير،

.أثناء اإلستقالل الوطني والتي تعكس حقيقة ظواهر التخلف في الزراعة

فعلى أساس تنمية وتطوير الزراعة التجارية كروم، حوامض، خضر، أصبحت

درة لهذه المواد الغذائية للسوق الفرنسي وذلك نظرا الجزائر من بين البلدان المص

لضيق السوق الداخلي، وبالنسبة لصناعة الخمور، فإن إرتفاع الصادرات

الجزائرية لهذه المادة، كان يعتبر المورد الرئيسي للحصول على الموارد المالية

.الخارجية

بإدماج غير أن تطوير زراعة الكروم والزراعة التجارية األخرى لم تسمح

.القطاع الفالحي والتنمية الزراعية في إطار شامل للنمو و التطور اإلقتصادي

:اإلنتاج الزراعي والسوق الفرنسية -أ

لقد توسعت زراعة الكروم و الحوامض و الخضروات في األراضي الزراعية

الخصبة وذلك على حساب زراعة الحبوب وتربية المواشي وتنمية وتطوير

.الريف

الخمور و الحوامض و تصدر ذا تطورت الزراعة التجارية بحيث أصبحت وهك

.الخضروات نحو السوق الفرنسي

:الخمور*

غير , كانت الجزائر تعتمد على موارد مالية هامة من صادرات الخمر نحو فرنسا

أن المشاكل التجارية بين الجزائر وفرنسا ساهمت في إنخفاض عائدات الخمر

تعاني من مشكلة تصريف و تسويق منتجاتها في األسواق وأصبحت الجزائر

.العالمية

ونتيجة لهذه المشاكل، فقد إنخفضت إيرادات الجزائر من تصدير الخمر من

إلى 1966-1963مليون دج في المتوسط السنوي المتحصل عليه خالل 635

. 1969-1967الفترة الممتدة مابين مليون دج خالل 421

52

كس هذا اإلنخفاض الناجم عن أسعار الخمر في التجارة مع فرنسا في وقد إنع

إحداث الكثير من األضرار بالنسبة للمزارع الفالحية التي كانت تقوم بزراعة

و 1963الكروم، حيث إنخفضت إيراداتها إلى النصف تقريبا وذلك بين سنوات

1968 .

:الحوامض *

فهي ،من الصادرات الفالحية %20ل أما بالنسبة لصادرات الحوامض والتي تمث طن خالل سنوات 358500األخرى عرفت إنخفاضا وصل إلى نصف من

-1967طن في المتوسط السنوي خالل سنوات 156700إلى 1963-1965

1969.

مليون دج 106مليون دج إلى 252أما بالقيمة، فإن هذه الصادرات إنخفضت من

.وذلك خالل نفس المرحلة

ادرات الخمر إنخفاضا هي األخرى، بحيث بلغ المتوسط السنوي كما عرفت ص

طن خالل سنوات 45000إلى 1966-1963طن خالل سنوات 143.000من

:ويبين الجدول التالي هذه التغيرات 1967-1969 1983- 1963التغيرات في الصادرات الفالحية بالمتوسط السنوي *

السنوات الزراعية

المنتوج

1963-1966 1967-1969 1970-1973 1974-1977 1979-1983

5،3 3،4 5،8 5،7 1،8 ل .ه 6أس 10الخمر

15 79 136 156 358 طن 3أس10الحوامض

5 7 20 43 143 أس طن 10خضروات

Et agriculture de l’Algérie la revue de CENEAP page 89 :المصدر

واء من حيث الكم أو القيمة ويالحظ من الجدول المذكور أن الصادرات الفالحية س

ما فتئت تنخفض من سنة إلى أخرى و أن حصة الصادرات الغذائية بالنسبة

. 1983-1960لمجموع الصادرات وذلك من خالل

53

:1978-1960حصة الصادرات الغذائية بالنسبة للصادرات الكلية : 2جدول *

1978 1974 1970 1967 1963 1960 القيمة السنوات

416 611 707 726 1153 1900 اتالصادر

بالنسبة للصادرات%

الكلية

79 34 6،17 5،12 9،2 7،0

بالمليون فرنك فرنسي

نفس المرجع السابق :المصدرالسنوي خالل المرحلة إذا كانت حصة الصادرات الفالحية بالمتوسط وهكذا

ل مليون خال 726فقد إنخفضت إلى مليون دج 1153ـتقدر ب 1963-1966

مليون دج خالل المخطط الرباعي 611إلى 1969- 1967المخطط الثالثي

وال 1983-1978خالل سنوات 416وأيضا إنخفضت إلى 1977-1974الثاني

.من القيمة الكلية للصادرات% 0،7تمثل الصادرات الفالحية إال

:اإلزدواجية القطاعية *

راعي، قطاع عصري حديث يتواجد في الزراعة الجزائرية قطاعان لإلنتاج الز

يعتمد خاصة على إنتاج الزراعات التي تتميز بالمنافسة واإلستثمار الزراعي و

الربح العالي وغالبا ما كانت هذه الزراعات موجهة نحو السوق الفرنسي كما سبق

اإلشارة إليه، وقطاع تقليدي يقوم أساسا بزراعة الحبوب وتربية األبقار و

ه الزراعات كانت موجهة أساسا لإلستهالك الذاتي، وغالبا المواشي و األغنام، هذ

األساسية إلستهالك العائلة، أي أن زراعة الكفاف ما تكون أدنى من اإلحتياجات

.هي المسيطرة في اإلنتاج التقليدي الزراعي المتخلف

ويقوم اإلنتاج التقليدي على إستعمال الطرق والوسائل الزراعية البدائية، فال

.األالت والمخصبات الزراعية والبذور المحسنة والري الزراعييستعمل

54

وبالنسبة للناس الذين يعيشون في هذا القطاع، فإن حوالي خمسة ماليين نسمة

نسمة، 1.050.000يعيشون فيه أما عدد الناس القادرين عن العمل فيبلغ نحو

راعية في أما من حيث المساحة الزراعية وعدد الحيازات ونوعية األراضي الز

.القطاع الخاص التقليدي

3/2ماليين هكتار، وتمثل أكثر من 4فإن المساحة الزراعية، فإنها تبلغ أكثر من

من األراضي الزراعية القابلة للزراعة، غير أن هذه األراضي الزراعية ضعيفة

.من حيث الخصوبة الزراعية

:طبيعة المشكالت الزراعية في الجزائر -ب

لف السياسات الزراعية التي طبقت منذ اإلستقالل الوطني غير لقد كانت مخت

منسجمة مع برامج وأهداف التنمية اإلقتصادية العامة، مما ساهم في بروز

إختالالت هيكلية ومشاكل في التنمية الزراعية إزدادت حدتها وخطورتها في

.السنوات األخيرة

:لخصوص كما يليونستطيع حصر هذه المشكالت الزراعية األساسية على ا

.إنخفاض اإلنتاجية الزراعية وخاصة زراعة الحبوب -

إستعمالها و إستغاللها بكيفيات تسمح نقص و ضعف الموارد الطبيعية و -

.برفع اإلنتاج و اإلنتاجية الزراعية

:مشكلة إنخفاض اإلنتاجية الزراعية -

وي يقدر ب مليون نسمة وذلك بمعدل نمو سن 37إن عدد السكان في الجزائر

غير أن أهم المنتجات % 0.5وذلك في المقابل نمو زراعي عام يبلغ % 4

الزراعية األساسية لغذاء السكان، فإن إنتاجيتها ضعيفة مما يترتب عنه إزدياد

الطلب على المنتجات الزراعية وخاصة الحبوب والبقول الجافة والحليب و اللحوم

...والسكر

55

صيل الزراعية الهامة مثل زراعة القطن وبنجر وتجدر اإلشارة أن بعض المحا

السكر وزراعة عباد الشمس، تالشت هذه المزروعات أو أنها أصبحت ال تعطى

.لها أهمية كبيرة في التنمية الزراعية

:ويعتمد اإلنتاج الزراعي في بالدنا على عنصرين أساسيين هما

اإلنتاج النباتي -

اإلنتاج الحيواني -

الزراعي يعتمد بصفة أساسية على المنتجات النباتية وذلك خالل وإذا كان اإلنتاج

، فإن هذه األخيرة إنخفضت إلى % 70سنوات الستينات بنسبة كبيرة بلغت نحو

.1979 سنة % 49النصف تقريبا

كما تجدر اإلشارة، أن معدل النمو يختلف حسب فروع اإلنتاج الزراعي، كما

راعي، بين المنتجات الزراعية للمواد الغذائية يختلف أيضا داخل فروع اإلنتاج الز

األساسية مثل الحبوب، الحليب البقول الجافة والمنتجات ذات القيمة المضافة

.المرتفعة مثل الخضروات الفواكه واللحوم

وبالنسبة للحبوب ذات اإلنتاج عرفت تطورا ضعيفا إذ أن اإلنتاجية الزراعية بقيت

.ثين سنةجامدة وذلك خالل أكثر من ثال

مليون قنطار في 13وفيما يخص إنتاج القمح فإن اإلنتاج إنخفض من حوالي

.ماليين قنطار في بداية التسعينات 8بداية الستينات إلى حوالي

:مشكلة الموارد الطبيعية وكيفية إستغاللها -

إذا كانت التنمية الزراعية تهدف إلى تخفيض التبعية الغذائية إلى الخارج، فإنه

طلب اإلعتناء بضرورة حل المشكالت الخاصة بتوفير المياه والمحافظة على يت

.خصوبة التربة الزراعية

:الموارد المائية -

تعتبر الموارد المائية من أهم العناصر األساسية للتنمية الزراعية، وفي بالدنا، فإن

في كمية األمطار ال تسقط غالبا بكميات و في فترات معينة من فصول السنة و

56

كامل التراب الوطني، فبعض المناطق تعاني أحيانا من الفيضانات ومناطق أخرى

.تعاني من الجفاف و قلة سقوط األمطار

تزال تعتمد بدرجة كبيرة على الزراعة وعموما، فإن الزراعة في بالدنا ما

األمطار بكميات كبيرة وفي فترات مناسبة للزراعة فإن المطرية، فإذا سقطت

.لزراعي يكون جيدااإلنتاج ا

وبالنسبة إلستغالل الموارد المائية وذلك سواء بالنسبة للمياه السطحية أو الجوفية،

مليار متر 19.1تزال ضعيفة، فمن أصل فإن إمكانية إستغالل هذه المياه ما

1989مكعب للموارد المائية، فال يستغل منها إال نسبة ضئيلة جدا بلغت في سنة

.مكعب مليار متر 1.8نحو

مليار متر مكعب وتوجد في الشمال 11.4 ـكما توجد المياه السطحية التي تقدر ب

أما المياه الجوفية وتتواجد في الجنوب وذلك بنسبة % 95بصفة خاصة أي بنسبة

غير أن هذه 2005إضافة إلى عدد السدود التي أنجزت حتى سنة % 74

ن طريق المياه الجوفية أو األراضي الزراعية التي تعتمد على الري سواء ع

.من األراضي الزراعية %15السدود ضعيفة جدا وال تمثل نسبة إال

:الزراعية خصوبة األراضيالمحافظة على -

تعتبر األراضي الخصبة في بالدنا ضعيفة وقليلة جدا وذلك إذا حاولنا مقارنتها

.بالمساحة الكلية لألراضي

أو شبه صحراوية، وتقع أحسن إذ أن أغلب هذه األراضي هي صحراوية

.األراضي الخصبة خاصة في الشمال

المتزايد، فإن كثيرا من األراضي الجيدة حولت طبيعة ونظرا للنمو الديموغرافي

.نشاطها ألغراض غير فالحية

خصوبة التربة وذلك بفعل عوامل التآكل و كما أن هناك عدة عوامل ساهمت في

.اإلنجراف و التصحر و الملوحة

57

دور الزراعة في صياغة إستراتجية التنمية : الثالثالمبحث

الوطنية 1974 -1970إن نموذج التنمية الذي إعتمدته الدولة منذ المخطط الرباعي األول

.تحريك وتطوير القطاعات اإلقتصادية المختلفةعلى كان يقوم أساسا

التصنيع "اسا على وإذا كانت إستراتيجية التنمية في السبعينات قد إعتمدت أس

فإن "دوبرنيس" أو نموذج الصناعات المصنعة المعروف نموذج "والمحروقات

يرى بأن التنمية الصناعية قد إعتمدت على قطاع المحروقات قبل " مراد بوكلة"

نظرا لكون حصة المحروقات في اإلنتاج اإلقتصادي حصة ,سنوات السبعينات

. األسد

الصناعية ال يمكنها اإلنطالق من غير توفير لذا فإن الكثير من المشاريع

المنتجات الفالحية والمواد الغذائية، كالصناعات النسيجية و الورق و الخشب و

سواء كانت غذائية و المواد األخرىالصناعات الكيميائية و غيرها من الصناعات

.الخام الفالحية

اعية أخرى، وعلى و أسمدة وأدوية ومواد صن آالتزراعة تحتاج إلى الكما أن

الزراعة، كما أن في هذا األساس، فإن المنتجات الصناعية تستخدم منها جزئيا

الزراعة تستخدم الكثير من منتجاتها في الصناعة، فال يمكن تنمية المنتجات

الزراعية والفالحية من غير تحديث وتطوير العمليات اإلنتاجية بواسطة اآلالت

.والتجهيزات الصناعية

السبب الرئيسي إلعتماد إستراتجية التصنيع وأهميته في التنمية اإلقتصادية ويكمن

إعتبارا لكون البلدان المتقدمة إعتمدت في تقدمها وفي تنميتها في جميع المجاالت

.و األنشطة اإلقتصادية على العنصر األساسي وهو التصنيع

58

الذي يعاني من وعلى هذا األساس، فلكي نقوم بتنمية و تطوير القطاع الفالحي

التخلف مزمن فالبد من وجود قاعدة صناعية متطورة تستطيع المساهمة في دفع

.عملية النمو والتطور اإلقتصادي

:التكامل بين المنتجات الزراعية و الصناعية -1

إن بعض المنتجات الزراعية تستخدمها الصناعة، فالعالقة بين الزراعة والصناعة

م وترابط فال يمكن تنمية الصناعة من غير تنمية هي عالقة تكامل و إنسجا

الزراعة و العكس صحيح، إذ ال يمكن تنمية الزراعة من غير تنمية الصناعة

لذلك فإنه إذا كانت بعض المشاريع الزراعية أو الصناعية لم تكتمل أو لم تنطلق

رابط بعد، فإنه يرجع السبب بالدرجة األولى إلى نقص أو عدم وجود التنسيق و الت

.و اإلنسجام بين الزراعة والصناعة

:المخططات الوطنية و اإلستثمار في الزراعة -2

تعتبر اإلستثمارات اإلقتصادية في المشاريع الصناعية والزراعية و التجارية من

وفيما يخص القطاع ،أهم القطاعات األساسية المحرضة إلنشاء فرص التشغيل

لتنمية األموالرؤوس توظيفيفية فإن الفالحي و الصناعات الغذائية و الر

األراضي والتشجير، وتطوير المنتجات الزراعية الغذائية والفالحية، وإستصالح

و إنشاء السدود والري، و إقامة المنشآت القاعدية الريفية وغير ذلك من الخدمات

اء المالزمة والمرتبطة بتنمية وتطوير الزراعة، فإن هذه المشاريع ال تساهم بإنش

فرص العمل و الشغل في القطاع الزراعي فحسب، بل أيضا في إنشاء و فتح

مجاالت واسعة للشغل في قطاعات إقتصادية أخرى سواء كانت صناعية أو

.تجارية

و في هذا الصدد، فإن سياسة التنمية الزراعية منذ التسعينات إعتمدت على

:المحاور التالية

59

،ي خاصة زراعة الحبوب و إنتاج الحليبضرورة اإلهتمام بالزراعة و الر -

وذلك من أجل التقليل من التبعية الغذائية التي تكلف الدولة موارد مالية معتبرة

.سنويا

هذا عن طريق مساعدة و تشجيع و إعطاء القروض للفالحين المنتجين الذين و

.يقومون بزراعة الحبوب و األعالف و تربية األبقار و األغنامالسهبية و األراضياألراضي و إقامة السدود و خاصة في إستصالح -

.الصحراوية

ك عن طريق تطويرالزراعة الجبليةتنمية المناطق الجبلية و الهضاب العليا وذل -

.وتشجيع الصناعات التقليدية، و محاولة فك العزلة عن هذه المناطق النائية ظة على الغابات و خاصة تنمية و تطوير العماليات الخاصة بالتشجير و المحاف -

.المناطق السهبية و األراضي الزراعية المعرضة للتصحر و الجفافتشجيع و مساعدة الفالحين الصغار و خاصة المتضررين من الكوارث -

.الطبيعيةوعليه فالقطاع الفالحي يعتبر من أهم األنشطة اإلقتصادية وذلك من خالل نسبة

من اإلستثمارات خالل % 6،20فقد بلغت نحو الموارد المالية المخصصة لها،

غير أن حصة الزراعة في المخططين الرباعيين )1969-1967(المخطط الثالثي

في المخطط الرباعي األول %78،11األول والثاني إنخفضت بنسبة محسوسة من

). 1977- 1974(خالل المخطط الرباعي الثاني % 29،7ثم إلى )1970-1973(

طين الخماسيين األول و الثاني فقد إرتفعت نسبة حصة الفالحة من أما في المخط

في المخطط الخماسي األول% 68،9إجمالي اإلستثمارات إذ بلغت نحو

-1985( خالل المخطط الخماسي الثاني % 9،12ثم إلى ) 1980-1984(

و بالرغم ،مليون دج 7،12فإن حصة الزراعة بلغت 1991و في سنة ) 1989

تزال ضعيفة جدا من هذه الزيادة فإن حصة الزراعة في اإلستثمارات العامة ما

.وال تعكس مكانة الفالحة في التنمية اإلقتصادية

60

أهم اإلصالحات التي عرفها القطاع الزراعي: المبحث الرابع العديد من اإلصالحات و ، 2007عرفت الجزائر منذ اإلستقالل الوطني حتى سنة

، يبصفة خاصة هياكل التنظيم و إستخدام عناصر اإلنتاج الزراعالتغيرات مست

ويتمثل هذا اإلصالح أساسا في تنظيم ملكية األراضي الزراعية و إنعكاساتها على

.اإلجتماعية محيط التنمية اإلقتصادية و

و إذا كانت متطلبات المجتمع تتميز بصفة خاصة بالديناميكية والتطور، فعلى هذا

مرحلة معينة تتصدر طليعة األحداث نجدها بعدادة تنظيم الزراعة ن إعإاألساس ف

.الملحة و التي تتطلب ضرورة اإلجابة عن مختلف قضايا التنمية الزراعية نظام التسيير الذاتي،-1

نظام الثورة الزراعية،-2

نظام إعادة الهيكلة الزراعية،-3

تصالح،طار عملية اإلسإنظام خاص بمنح الملكية العقارية في -4

نظام المستثمرات الزراعية الناجمة عن هيكلة أراضي التسيير الذاتي و تعاونيات -5

.قدماء المجاهدين

:الذاتينظام التسيير -1 :إنشاء اإلستغالالت الزراعية –أ

الزراعية منذ اإلستقالل وحتى إلى لقد استعملت بعض المصطلحات في األدبيات

قيق وشامل لهذا المصطلح وذلك حتى نستطيع ا من غير محاولة شرح د،يومنا هذ

.معرفته والتحكم أكثر في معطياته

إذ أن تعبير اإلستغالالت الزراعية ال نجد تعريفا شامال ودقيقا لتحديد مفهوم

.اإلستغاللة الزراعية سواء من حيث طبيعة النشاط و عالقتها مع الغير

اإلنتاج وتحسين الموارد و فاإلستغاللة الزراعية ليست وحدة إقتصادية من أجل

الوسائل والعالقات اإلنتاجية، كما أنها ليست من طبيعة تقديم الخدمات، حيث أن

ي على أحد العناصر األساسية لإلنتاج اإلقتصادي وهووهذه اإلستغالالت تحت

61

األرض الزراعية الخصبة، كما أن تجميع المزارع في شكل إستغالالت زراعية

ة و قليلة العدد ال تفسرها اإلعتبارات اإلقتصادية كإستعمال كبيرة من حيث المساح

المكننة الزراعية و التكثيف وإستعمال المخصبات و التحسينات الزراعية، بقدر ما

ترجع هذه اإلستغالالت الزراعية المجمعة إلى ضعف و قلة اإلمكانيات و الوسائل

.البشرية و المادية في تلك الفترة : األساس التاريخي لنظام التسيير الذاتي -ب

لقد نصت مختلف مواثيق الثورة التحريرية على ضرورة إجراء تغيرات جذرية

في المحيط الريفي، وتحديث طرق والوسائل التقليدية في الزراعة، كما أكدت

أيضا ضرورة اإلصالح الزراعي و ترقية الريف إجتماعيا و إقتصاديا و تصفية

التي تعيش فيها األغلبية الساحقة من ،عية و العالقات اإلستغالليةأشكال اإلقطا

.الفالحين المحرومين في األرياف

لم تنص على )مؤتمر الصومام، برنامج طرابلس و ميثاق الجزائر(غير أن المواثيق

و الذي تبنته الدولة الجزائرية في سنة ، ي في الزراعةوضع نظام التسيير الذات

1963.

وذلك بهدف تنظيم ،سيم مارس و أكتوبر أول تدخل للدولة الجزائريةوكانت مرا

األراضي الزراعية و كيفية إستغاللها و إضفاء الشرعية القانونية لإلستالء

.الجماعي من طرف الفالحين على األراضي الشاغرة التي تركها المعمرون

ير الذاتي، وبموجب هذه المراسيم، أممت جميع األراضي و تم إنشاء نظام التسي

وكما أشرنا، فإنه بالرغم من أن هذا الشكل الجديد للتنظيم الزراعي يعكس أفكار

وأهدافهم، غير أنه برز في غياب أي مرجعية تاريخية تحدد متهوميوالالفالحين

.مثل هذا التنظيم الخاص بالتسيير الذاتي

لمعمرون وقد شمل هذا النظام مجموع األراضي الزراعية التي كان يستغلها ا

مليون هكتار 4،2ـمزرعة بمساحة تقدر ب 22037و التي بلغت نحو ،األوربيون

.بحيث نشأت على إثرها إستغالالت زراعية في شكل مزارع فالحية

62

ديوان الوطني لإلصالح "وقد أسندت عملية تنظيم المزارع الشاغرة إلى

:مته فيو تتلخص مه 1963مارس 18المرسوم الذي أنشأ بموجب ،"الزراعي

:الثورة الزراعية - 2

إن الثورة الزراعية ضرورة إقتضتها حالة عدم المساواة في توزيع األراضي

الفالحية و إنعدام األرض بالنسبة للكثير من الفالحين، والذي كان هو السبب

الرئيسي في إنخفاض مستوى المعيشة للجماهير الريفية وعدم قدرتها على تحديث

.المختلفةاألساليب الزراعية

في الكثير ،ترددت عبارة اإلصالح الزراعي إلى جانب عبارة الثورة الزراعية

وهذا يعود إلى الشعور العام عند المواطن ،من المناسبات الرسمية وغير الرسمية

بالنهب الذي تعرض له من طرف المستعمر الفرنسي منذ اإلحتالل وكانت أكثر

أخصب مساحاتها قد وزعت على فقد كانت ،الجوانب التي خضعت األرض

جاءوا من أوربا كان يطلق عليهم المعمرون وبقيت هذه الذكريات ،مالكين جدد

ألن زحزحتهم إلى األراضي ؛تحز في نفوس عدد من الفالحين الجزائريين

الهامشية في الجبال أو الهضاب العليا كانت قد أدت إلى تدهور مستواهم المعيشي

بشكل كبير وسريع و كانت أمنية الفرد الواحد منهم أن و توسع الفقر في وسطهم

.يأتي يوم الذي يستعيد فيه األرض التي أغتصبت منه

التي ،و مع إندالع الثورة التحريرية كان التفكير في األرض هو الفكرة األولى

جاءت في أذهان الفالحين وحتى المسؤولين في الثورة وأكدوا عليها في مختلف

ية و اإلقتصادية وإهتموا بها شديد اإلهتمام أيضا عشية اإلعالن المواثيق السياس

:عن اإلستقالل الوطني وهي تتلخص عموما في المبادئ التالية

األرض لمن حررها ويخدمها -

إقامة نظام التسيير الذاتي حيثما وجدت أرض شاغرة بسبب هروب المعمرين -

ن الجزائريون الحد من األراضي العقارية التي يملكها الفالحو -

63

نشوء نظام تعاوني وسط الفالحين المستفيدين من األراضي الزراعية و وسط -

.صغار الفالحين جميعهم بصفة عامة : التعاوني نظامال -أ

وقد أكدت ، على ضرورة التنظيم التعاوني للنشاط الزراعي في البلد، جميع

إلستقالل وليس ذلك مجرد المواثيق الصادرة عن المسؤولين في القيادة قبل و بعد ا

رغبة ، ولكنه تطبيق لسياسة إقتصادية تستهدف تغيير جميع مظاهر التخلف في

البلد في أقصر اآلجال الممكنة، وهو عمل يستلزم تدخل الدولة في الحياة

.اإلقتصادية بالتوجيه واإلستثمار

من %3يظهر هذا التوزيع بأن كبار المستغلين الذين ال يمثلون إال نسبة و

من المساحة القابلة للزراعة، في %25مجموع المالكين يحوزون وحدهم على

حين أن الفالحين المحرومين الذين يمثلون أكثر من نصف المستغلين ال يملكون

.من نفس تلك المساحة % 10إال :مبادئ الثورة الزراعية -ب

نسان، و تنظيم تستهدف الثورة الزراعية القضاء على إستغالل اإلنسان ألخيه اإل

اإلنتفاع من األرض ووسائل فالحتها بشكل ينجم عنه تحسين اإلنتاج بواسطة

تطبيق تقنيات فعالة و ضمان التوزيع العادل للدخل و تطبيق الثورة الزراعية في

.كل األراضي الزراعية أو معدة للزراعةلمحرومين و بموجب قانون الثورة الزراعية، فإنه قد تم منح أراضي للفالحين ا

وذلك سواء في األراضي التابعة لملكية الدولة و البلديات أو في األراضي

المؤممة، وقد بلغت مجموع هذه األراضي التي أعطيت للفالحين بمساحة تقدر

تعاونية 7000مليون هكتار، نشأت عنها تعاونيات زراعية بلغت نحو 1بحوالي

.تقريبا

64

:إعادة الهيكلة الزراعية - 3

الصادر في 14منشور رئاسي رقم إعادة الهيكلة الزراعية بناء على صدور تجاء

.المتعلق بالتسيير الذاتي و تعاونيات قدماء المجاهدين 1981مارس 14

وإذا كانت الممارسة التشريعية لم تصل إلى إصدار قوانين وأوامر نظرا

ن هذا المنشور للمتطلبات التي تقتضيها معالجة مثل هذه المسائل الزراعية، فإ

حاول وضع األطر و األدوات و الكيفيات قصد تنظيم المزارع على أسس

.إقتصادية وخاصة كيفية إستغالل األرض والعقار الزراعي

إذ أن المراسيم التي نظمت التسيير الذاتي و أيضا قانون الثورة الزراعية، ال نجد

و تهيئة الشروط فيها المراجع لمختلف األعمال و التحضيرات و الدراسات

.الضرورية للنمو و التطور و ذلك من أجل وضع نظام جديد لإلنتاج

:تنظيم المزارع الفالحية -أ

إن الهدف الرئيسي من تنظيم المزارع الفالحية التي كانت تابعة لنظام التسيير

الذاتي، كان من أجل محاولة إنشاء وحدات زراعية قابلة لإلستثمار و اإلستغالل

و يسهل التحكم أكثر في مواردها المالية و عناصرها اإلنتاجية األساسية الزراعي

.و بالتالي حتى نستطيع المساهمة بفعالية في التنمية اإلقتصادية

مزرعة إشتراكية 3429وعلى هذا األساس، نشأت مزارع فالحية بلغت نحو

لمتكونة وهذه المزارع الفالحية الجديدة ا هكتار 3.830.000 ـبمساحة تقدر ب

أصبحت مدعمة بكثير من اإلطارات الفالحية في هذه المزارع مهندسين وفالحين،

مهندسا زراعيا في حين عدد 200إطار منهم 7600عددهم إلى وصل بحيث

.إطار 112 بلغ 1977اإلطارات الفالحية في الوحدات اإلنتاجية سنة

:ضرورة إعادة الهيكلة -ب

نشأت بموجب نظام التسيير الذاتي بعد اإلستقالل إن اإلستغالالت الزراعية التي

مباشرة، كانت تعتبر كبيرة من حيث المساحة، بحيث بلغ متوسط اإلستغاللية

65

وهذا الحجم الكبير كان سببا في بروز الكثير من . هكتار 1140الزراعية نحو

الصعوبات و المشاكل في إدارة و تسيير هذه المزارع كما أن هذه اإلستغالالت

.تكون من مساحات متقطعة و بعيدة عن بعضها البعضت

من هذه اإلستغالالت تعيش في عجز مالي دائم إذ تمثل نسبة العجز و أن كثير

.اإلستغالالت الزراعيةعدد من % 80

تعاني كذلك من نقص اإلطارات الزراعية، العمال المتخصصين و هاكما أن

ؤون اإلستغالالت الزراعية، إذ أن شيخوخة العمال، وبروز التداخل في التسيير ش

كل هذه العوامل و غيرها ساهمت في ضرورة التفكير في معالجة و تنظيم القطاع

.الفالحي

:تنظيم مؤسسات الدعم و اإلسناد و هيئات اإلدارة الفالحية - ج

لقد توسعت إعادة الهيكلة في القطاع الفالحي لتشكل تنظيم مختلف هيئات اإلدارة

نية و مؤسسات الدعم و اإلسناد التي لها عالقة بالفالحة مثل الدواوين الفالحية الف

.و التعاونيات الفالحية

و في هذا اإلطار، نشأت على مستوى الواليات هيئات خاصة بقطاعات التنمية

الزراعية كانت تقوم أساسا باإلشراف و المتابعة الفنية لمختلف الخدمات الزراعية

.فالحيةالتي تحتاجها المزارع ال

و تتكون قطاعات التنمية الزراعية الجديدة من مهندسين و فنيين، و كل قطاع كان

.مزرعة 40 إلى 30 مزارع منيضم مجموعة من ال

1981مارس 14منشور رئاسي الصادر في -1

66

أما مؤسسات الدعم و اإلسناد، فإنه على إثر إعادة تنظيم هذه المؤسسات التي لها

:لفالحة، أصبحت تتكون منعالقة با

الديوان الوطني للتموين و الخدمات الفالحية،*

الدواوين الجهوية لتربية الدواجين، التي نشأت في كل من الشرق و الغرب و *

الوسط

في الوسط والغرب والشرق الدواويين الجهوية للحليب،*

دواويين إنتاج الزيتون في الشرق و الغرب و الوسط*

لوطني إلنتاج أغذية األنعام في الغرب و الشرق و الوسطالديوان ا*

.الديوان الوطني للعتاد الفالحي*

و باإلضافة إلى هذه المؤسسات، فقد نشأت عدة تعاونيات زراعية متخصصة في

.تربية األبقار و المشاتل و تربية النحل

67

:حقانون منح الملكية العقارية في إطار عملية اإلستصال -4

- 8- 13الصادر في 18-83لقانون رقم إن إستصالح األراضي الزراعية طبقا

، جاء هذا القانون ليحرز تقدما بهدف زيادة المتضمن منح الملكية العقارية 1983

.ثروة األراضي الزراعية الصالحة للزراعة

و يرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى اإلمكانيات و الوسائل الخاصة بإنجاز

ت المختلفة التي تتطلبها خدمات التهيئة و اإلستصالح و التي تحتاج أيضا العمليا

إلى مجهودات معتبرة و تسهيالت مادية و مالية خاصة في الواليات النائية

.والصحراوية

فمن بين المساحات الزراعية الموزعة على الفالحين من أجل إستصالحها و التي

منها سوى مساحة قليلة بلغت نحو هكتار لم يتم إستصالح 291.571 ـتقدر ب

أهم الواليات التي أدرار، بسكرة الوادي ورقلةهكتار و تمثل واليات 51.603

من مجموع % 75شملها توزيع األراضي من أجل اإلستصالح وذلك بنسبة تفوق

.األراضي الزراعية المزروعة

ها تا مقارنو تعتبر هذه األراضي الزراعية المستصلحة ضعيفة جدا إذا ما حاولن

.مستفيدا 47972نحو 1995بعدد المستفيدين الذي بلغ في سنة

هكتار ومعنى 2أي أن متوسط مساحة الفالح من األراضي المستصلحة أقل من

.ذلك أن مثل هذه المساحات ال تستطيع أن تشكل حيازات إقتصادية زراعية

وة منها، فإن ذلك و إذا كانت عملية اإلستصالح بطيئة و لم تحقق األهداف المرج

أصبحت ال تتالءم مع 1983يرجع إلى أن أحكام القانون الصادر في سنة

مرسوم تنفيذي رقم التطورات اإلقتصادية التي عرفتها بالدنا مما نجم عنها إصدار

و الذي يحدد شروط التنازل عن األراضي 1992-07-6المؤرخ في 289- 92

ازات مالية وشروط أحسن للقيام بعمليات ، كما أن هذا األمر يمنح إمتيالصحراوية

.اإلستصالح مهما كانت المنطقة ومهما كان النظام القانوني لألراضي الزراعية

68

الخاص بضبط كيفيات إستغالل 1987ديسمبر 2المؤرخ في 19-87قانون - 5

:األراضي العمومية و تحديد حقوق وواجبات المنتجين

ة لنظام التسيير الذاتي جرى تنظيمها إن األراضي الزراعية التي كانت تابع

بمقتضى القانون المذكور أعاله وذلك في شكل مستثمرات زراعية سواء كانت

.جماعية أو فردية

و بمقتضى هذا القانون، فإن العمال الزراعيين الذين كانوا يشتغلون في هذه

ن األراضي الزراعية وكذلك بعض لهم عالقة بالفالحة يستطيعون تشكيل و تكوي

.المستثمرات الزراعية

: تكوين المستثمرات الزراعية -أ

بمقتضى القانون فإن المستثمرة الزراعية الجماعية تتكون من ثالثة أشخاص

فأكثر، أي أن الفالحون يستطيعون ضمن المزرعة الواحدة إنشاء عدة مستثمرات

مستثمرات ، كما أن القانون سمح بإمكانية تكوين ال)أو مزارع جماعية(جماعية

.الزراعية الجماعية

مستثمرة منها 27131وقد سمح هذا القانون بإنشاء مستثمرات زراعية بلغت

مستثمرة فردية، وقد وصل عدد المنتجين الفالحيين بهذه المستثمرات 22018

.شخص 165673

:طبيعة التنازل عن الملكية -ب

يين المنتجين و ذلك في لقد نص القانون على إمكانية تنازل الدولة لصالح الفالح

.ملكيات مقيدة أو في ملكيات حرة

من القانون السالف الذكر فإن الدولة تمنح "6"بناء على المادة :الملكيات المقيدة

الفالحين المنتجين حق اإلنتفاع الدائم على األراضي الزراعية و على هذا األساس

العقارية لألراضي الزراعية فإن قانون المستثمرات الزراعية قد أبقى على الملكية

.في يد الدولة و بالتالي غير خاضعة للمعامالت التجارية

69

و أيضا فيما يخص العقارات األخرى كالمستودعات والبنايات، فإن القانون سمح

بإنتقال هذه العقارات إلى المستفيدين الفالحيين، غير أن القانون إشترط عدم تغيير

.التصرف فيها بحرية تامة طبيعة نشاطها الفالحي أي عدم

ولكن هل هناك معيار أو مقياس موضوعي أخذ بعين اإلعتبار عند محاولة إنشاء

.المستثمرات الزراعية

إننا لم نجد أية مستندات أو معطيات أو وثائق أساسية أخذت بعين اإلعتبار عند

محاولة إنشاء أو تكوين المستثمرات الزراعية وخاصة من حيث األرضي

الخ....عية ونوعيتها، العتاد الفالحي، المياه، البنايات، األشجار و الحيوانات الزرا

إن غياب الدراسة التحليلية الدقيقة لمحاولة تكوين المستثمرات الزراعية تفتح

إمكانيات واسعة للكثير من اإلعتبارات اإلدارية و الشخصية و العائلية كأساس

.لتكوين المستثمرة الزراعية

: ت حرية التصرفملكيا - ج

لقد إنتقلت إلى ملكية المنتجين الفالحيين بعض الموارد كاآلالت و قطع الغيار و

البذور و الحيوانات كاألبقار و غير ذلك من الوسائل و حسب القانون فإن هذه

.الممتلكات قابلة لإلنتقال والتصرف فيها بحرية تامة

70

:طات التنمويةمكانة القطاع الفالحي في المخط -6

يمكن تحديد مكانة القطاع الزراعي في المخططات التنموية من خالل عدة

مؤشرات إقتصادية، سياسية و إجتماعية من بين هذه المؤشرات جحم اإلستثمارات

المخصصة للقطاع الزراعي دوريا خالل المخططات التنموية أو خالل الميزانيات

لمبالغ المخصصة يبقى دون المدلول السنوية، غير أن الحكم من خالل هذه ا

حقيقي إذ لم يتبع بمدى تنفيذ هذه المبالغ في تحقيق اإلستثمارات المستهدفة من

جهة، و كذلك من خالل حجم المخصصات المالية هذا القطاع مقارنة بمخصصات

.القطاعات األخرى

: 2000حجم اإلستثمارات المخصصة للقطاع الفالحي قبل إصالحات 6-1

الل السياسة التنموية للبالد و أهدافها يتغير حجم المبالغ المالية المخصصة من خ

:لإلستثمار في القطاع الفالحي وهو ما توضحه الدراسة التالية

حيث نالحظ أن هناك إرتفاع في حجم المبالغ المالية المخصصة لإلستثمار في

ت الفالحية من القطاع وإذا قارنه بحجم المبالغ المالية المخصصة لإلستثمارا

مخطط إلى آخر إال أن هذه المبالغ ضعيفة مقارنة بحجم اإلستثمارات الكلية إذ أنه

شهد هذا القطاع خالل السنوات السابقة تهميش رغم أنه يعتبر المصدر األكثر

واقعية لتحقيق اإلكتفاء الغذائى و التوجه إلى القطاع الصناعي بإتباع سياسة

بالغ هامة من حجم اإلستثمارات الكلية إلى هذا الصناعة المصنعة بتوجيه م

.القطاعبعد إنتهاء المخطط الخماسي الثاني تغيرت السياسة اإلقتصادية و أصبحت

السياسة التنموية تعتمد على توزيع اإلستثمارات العمومية من خالل الميزانيات

سوق، السنوية وهذا ناتج عن التحول اإلقتصادي الجديد المتمثل في إقتصاد ال

فأصبح القطاع الزراعي يتحصل على مخصصات إستثمارية سنوية إنطالقا من

حيث أن نصيب القطاع الزراعي من إجمالي اإلستثمارات عرف 1991سنة

مليار دينار 8،9يقدر بـ 1991تطورا من سنة إلى أخرى حيث كان سنة

71

4تعادل بنسبة زيادة 1998مليار دينار جزائري سنة 40جزائري ليرتفع إلى

وإزداد أكثر في السنوات التي تلتها وهذا من خالل 1991مرات تقريبا عن سنة

:إهتمام الدولة بهذا القطاع

تنمية زراعة الحبوب و الكروم وإنتاج البطاطا والحليب وبناء منشآت التخزين -

.و تهيئة شبكة الري في المناطق الشمالية

طق الجبلية و التلية و كذا تنمية الزراعة تنمية زراعة األشجار المثمرة في المن -

الغابية و ترقية تربية المواشي

تهيئة المنطقة الرعوية الكبرى و تجنيد مصادر المياه في إطار برنامج -

.المحافظة على الثروة الحيوانية في المناطق السهبية

تهيئة الري الفالحي وإعادة اإلعتبار لنظام الواحات و تنمية المستثمرات -

الصغيرة والمتوسطة في المناطق الصحراوية

:مساهمة القطاع الزراعي في الناتج الداخلي الخام 6-2

إقتصادي عام للحكم على ) مؤشر(يعتبر حساب الناتج الداخلي الخام بمثابة مقياس

مستوى النشاط اإلقتصادي في البالد، حيث يعتبر المقياس األكثر إستخداما لقياس

صادي الكلي، أو القطاعي ، و الذي يعتبر القيمة السوقية للسلع درجة األداء اإلقت

و الخدمات النهائية التي أنتجها مجتمع خالل فترة زمنية محددة تكون عادة سنة

أو هم عبارة عن مجموع قيم السلع و الخدمات النهائية التي أنتجها المجتمع، وهو

ئية لكل القطاعات يشمل جميع النشاطات اإلقتصادية للدولة في صورة إحصا

و على أساس هذه اإلحصائيات يحدد مساهمة كل ) الزراعة، الصناعة التجارة(

.قطاع في الناتج الداخلي الخام، و للحكم على مدى مساهمة القطاع الزراعي

لقد ركدت الظروف ) 1970-1962(وأولوية الجانب اإلجتماعي ىالمرحلة األول

ل هذه المرحلة بحيث أن متوسط معدل و مستويات إنتاج القطاع الفالحي خال

ففي حين إستعادت الجزائر ملكية القطاع الفالحي وأقامت % 06،0النمو كان

72

مليون هكتار من بين أخصب األراضي 8،2نظام التسيير الذاتي على ما يعادل

.الصالحة للزراعة

.كانت القيمة المضافة الفالحية للهكتار الواحد تتناقص

1980- 1971ة أو محاولة تحويل العالم الفالحي و الريفيالثورة الزراعي*

هذه المرحلة تميزت بنمو مؤشر اإلنتاج الفالحي إتخذت عدة إجراءات و منها

و التي إستهدفت تحويل العالم الفالحي و 1971خصوصا الثورة الزراعية في

د باإلرتباط الريفي وإدماجه في مسار العام للتنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية للبال

مع جهود التصنيع القائم في البالد و بموازاة ذلك تم القيام بمحاوالت إعادة الهيكلة

الرامية إلى تأمين إستقاللية تسيير 1975القطاع الفالحي العموم يمثل إجراءات

.المزارع المسيرة ذاتيا، والتي لم تطبق

1990-1981 أولى إجراءات التحرير و تحسين القطاع*

ل عشرية الثمانينات إنطلقت إجراءات جديدة للسياسة اإلقتصادية مع تحرير خال

السوق الخضر و الفواكه و شرع في تنفيذ عملية تحول كان يجب أن تفضي إلى

مع 1987تحرير تدريجي للقطاع، في خضم اإلصالحات اإلقتصادية في عام

الحظ زيادة سنوية و ي. إعادة تنظيم المزارع المسيرة ذاتيا و النظام التعاوني

.% 23،2 إلنتاج الفالحي بلغت متوسطة لمؤشر ا

2000-1990إجراءات التعديل الهيكلي *

بداية تنفيذ المخطط الوطني 2000إنطالق اإلصالحات وحتى صيف 1987من

للتنمية الفالحية إستنفذت السياسات المطبقة عملية القطيعة مع نظام الضبط

صاد الجزائري الساري المفعول خالل العشريات اإلداري و المركزي لإلقت

و خاصة أثناء تطبيق برنامج التعديل 1988السابقة، ففي خضم إصالحات

:لدولي تم الشروع في إصالحات مهمةالهيكلي المدعوم من طرف صندوق النقد ا

إزالة القيود الكمية على إستراد المواد و الخدمات و التفكيك اإلجراءات -

نح العمالت الصعبة و تحرير األسعار و تخفيض اإلعانات و تخفيض اإلدارية لم

73

و قد سمح برنامج التعديل . قيمة الدينار و اإلنتقال إلى نظام صرف مرن تدريجيا

الذي شمل عدة قطاعات من بينها الفالحة بمتابعة و )1997-1995(الهيكلي

:تتسم بمايلي و قد كانت النتائج خالل هذه المرحلة. تعميق الجهود الجارية

% 4نمو معتبر لمؤشر اإلنتاج الفالحي بلغ -

للفالحة 3،3النمو القطاع الفالحي كان أعلى من معدالت القطاعات األخرى -

للخدمات 3،2للصناعة و 1مقابل محاوالت إنهاء تشتيت الهياكل و تبعثر الوسائل و الجهود المخصصة للتنمية

.الفالحية

74

:ةخالصقطاع العمومي الرغم أن القطاع الفالحي قد تعرض إلصالح عميق مع إعادة هيكلة

المنتج و الهيئات و مصالح الدعم الفالحي في نهاية الثمانينات و بداية التسعينات، و

:لتحرير المبادرات، فإنه ظل يواجه ضغوطا ما تزال ماثلة نذكر منها

التأخر المسجل في تحديث نظم اإلنتاج عدم كفاية اإلستثمارات في المستثمرات و*

عدم اإلحتياط المسبق بإنشاء هياكل اإلسناد للفالحين إلدارة المخاطر التي تتعرض *

لها المحاصيل الزراعية و اإلنتاج الحيواني بسبب عدم إنتظام األمطار حسب المناطق

الجفاف و تطوير السقي التكميلي، تسويق البذورو نباتات مكيفة مع ظروف(والفصول

و تكييف تقنيات الزراعة و الجدول الزمني المناخ الشبه الجاف في الجزائر

.....)الفالحي

وضع هياكل أساسية لري األراضي الزراعية ( ضعف تعبئة الموارد المائية *

قيد اإلستغالل بتكاليف عالية جدا، و بهندسة غير مالئمة، سواء كان الري كليا أو

ب المياه و تجهيزات لتنسيق المستثمرات المخصصة لججزئيا، سوء برمجة و

.....) الري المحوري متأخرة عن إقامة أشغال تعبئة الموارد المائية

المستثمرات الفالحية كما وكيفا و عدم إستكمال إعادة قصور خدمات د عم*

تنظيم هذه الخدمات من طرف الدولة لتحسين اإلرشاد الفالحي

لمخاطر و سيرورة تدهور الموارد الطبيعية الناجم عن قصور جهاز مكافحة ا*

الضغط على األراضي العبور و كثرة عدد الحيوانات في المرعى الواحد، و

التعرية، التحصر، و التملح، (ات، و التلوث الحضري و الصناعي إنحسار الغاب

) نزوح الرملي

فالحية و جمعيات عدم مالئمة التنظيمات المهنية األساسية عبر شبكة الغرف ال*

المنتجين ومجالس الفروع المهنية المشتركة

النصوص ( مطابقة النصوص التشريعية مع حركية اإلصالحات وإعادة الهيكلة *

.....)التي تحكم الوضع القانوني لألراضي الفالحية لألراضي الخاصة بالدولة

75

المخطط الوطني للتنمية الفالحية: الفصل الثالث

2000-2007 تمهيد

بعد أن تعرفنا في الفصلين السابقين على كل من العوامل المساعدة على التنمية

الدعم المالي و بشرية، الموارد ال، الموارد الطبيعيةالزراعية في الجزائر من

و يشمل نبذة تاريخية 1999إلى غاية 1962ثم تطور هذا القطاع منذ سنة التقني

ي في المرحلة األولى من اإلستقالل منذ عهد األتراك، وضعية النشاط الزراع

الوطني وتحليل المشكالت الزراعية و مكانة الزراعة في صياغة إستراتجية

سنتطرق في هذا الفصل إلى ، التنمية الوطنية و اإلصالحات الزراعية

.2010-2000 في الجزائر اإلستراتجية التنموية للقطاع الفالحي

سابقة جاء المخطط الوطني للتنمية تبعا للخبرة المستخلصة من التجارب الف

الفالحية ليقطع نهائيا الصلة مع الطرق المركزية الموحدة التي كانت سائدة حتى

.اآلن وليعبر عن إرادة مؤكدة لترسيخ قدم الحداثة في القطاع الفالحي

سنة عرف دفعا جديدا مع 15فمسار التحول الذي بدأ في المجال الفالحي منذ

ي جاء في سياق ظهرت فيه ضرورة نزع الطابع السياسي عن تطبيق المخطط الذ

التنمية العمل الفالحي ورد اإلعتبار لبعده اإلقتصادي، لتكييف الفالحة مع محيط

.الوطنية

76

:اإلطار القانوني للمخطط الوطني للتنمية الفالحية :المبحث األوللزراعية في الجزائر اإلطار القاعدي األساسي الذي يحكم السياسة اهنا نقصد و

إلى يومنا هذا و يتمثل في مجموع النصوص التشريعية 2000منذ سنة

:والتنظيمية التي تحكم هذا القطاع وأهمهاديسمبر 23الموافق ل 1420رمضان عام 15المؤرخ في 11- 99القانون رقم -

. منه 54السيما المادة 2000يتضمن قانون المالية لسنة 1999

لهذا البرنامج الذي سيكون له الحقيقية اإلنطالقة لقانوني هو بمثابة هذا النص ا

نتائج معتبرة فيما بعد، سواء على مستوى هذا القطاع أو على مستوى اإلقتصاد

.الوطني

بحيث من هذه السنة كل ما تم برمجته في إطار المخطط نجد ما يقابله في قانون

.لكل سنةالمالية

دج 21.342.869.000تم تخصيص غالف مالي قدره 2007 ففي السنة المالية لسنة"

)1( " للقطاع الفالحي التسييرفقط ميزانية

وهنا يجب اإلعتراف بأن المجهودات المبذولة لتزويد بالدنا بنظام تشريعي و

تنظيمي يهدف إلى حماية األراضي الفالحية من المزايدات و األطماع ومن أجل

. ي عرفته الجزائر خالل السنوات األخيرةأن تساير المسار التنموي الذ

:و يمكن تقسيمها إلى خمسة أقسام أساسية

حيازة الملكية العقارية الفالحية -1

إستغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة بالدولة -2

التوجيه العقاري -3

إستصالح األراضي الفالحية عن طريق اإلمتياز -4

لوقفيةاألراضي الفالحية ا -5

قانون المالية لسنة ، يتضمن 2006ديسمبر 26الموافق 1427ذي الحجة 6مؤرخ في 24-06قانون رقم -1

.34ص 85، الجريدة الرسمية رقم 2007

77

إن التطور الذي عرفه القطاع الفالحي سواء من حيث األساليب أو التنظيمات

ي حصلت في ظل عملية وفقا للمتغيرات السياسية و اإلقتصادية و اإلجتماعية الت

.1962تنموية شاملة شرع في تحقيقها منذ إسترجاع السيادة الوطنية سنة

ومن خالل العشريات األربعة الماضية صدرت عدة نصوص تشريعية تتعلق "

و 1962بالتنظيم القطاع الفالحي التابع للدولة بدءا بأسلوب التسيير الذاتي سنة

اعية، إذ تم توسيع نطاق الصندوق الوطني مرورا بعمليات تطبيق الثورة الزر

لألراضي الفالحية بصفة كبيرة عن طريق التأميم الذي شمل أراضي شاسعة

1" كانت تابعة للقطاع الخاص

المنشئ للمستثمرات الفالحية 19- 87فإعادة هيكلة القطاع الفالحي بقانون

26- 95 المعدل باألمر رقم 25- 90الجماعية و الفردية وصوال إلى قانون

المتضمن التوجيه العقاري و الذي من خالله بدأت الدولة تتراجع عن المبادئ

اإلشتراكية المطبقة سابقا بفتح المجال للقطاع الخاص و تشجيعه تماشيا و السياسة

المنتهجة ولتوسيع ذلك بدأت في إعادة األراضي إلى مالكيها األصليين، هذا وفي

مليون هكتار 200ـ التي تقدر مساحتها ب مجال إستصالح األراضي الصحراوية

من المساحة الكلية للجزائر و جعلها منطقة تساهم ولو بجزء معين في تنمية

المتضمن حيازة األراضي 18- 83القانون رقم بإصدار الفالحة، قام المشرع

-97مرسوم تنفيذي رقم ، وفي مجال اإلستصالح دائما تم إصدار المستصلحة

يات منح حق اإلمتياز على قطع أرضية يفالمحدد لك 1997-12-15 بتاريخ 483

من األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة في مساحات اإلستصالحية و أعبائه

و شروطه بموجبه يمنح حق اإلمتياز عن طريق اإلستصالح في المناطق

.السهبية و الجبلية لألشخاص المستوفين للشروط القانونية

الديوان الوطني 1ط -في مجال الملكية و التسيير*منازعات العقار الفالحي التابع للدولة : م سميةلنقار بركاه -1

.7ص. 2004لألشغال التربوية

78

كل هذه التغيرات القانونية الهشة إنعكست على العقار الفالحي مفرزة بذلك

منازعات منازعات عقارية مازال القطاع الفالحي يتخبط فيها إلى اليوم، هذه ال

سواء تعلقت بالملكية أو التسيير أو الحماية من شأنها أن تنقص من قيمة العقار

و تجعله ال يؤدي دوره اإلقتصادي خاصة و أن بالدنا مقبلة الجزائرالفالحي في

و الذي يستلزم منا اإلعداد األمر على إستخدام اإلستثمارات الوطنية و األجنبية

الوضوح هائية من أجل السرعة و ضمان البساطة و التحضير إليجاد الفواصل الن

.العالقات و األدوار بين الهيئات المختلفة في :العقارية و تأثيرها على سياسة التنمية الفالحيةالمنازعات -1

لقد تعرضت األراضي الزراعية و المجتمع الريفي إلى الكثير من التحوالت و

ة سياسات معينة في مجال العقار الناجمة عن تطبيق و ممارس السلبيةاآلثار

.الزراعي

إذ أن أشكال الملكية الزراعية التي كانت في المجتمع الجزائري قبل اإلحتالل

تحطيمها و إستبدالها بأشكال أخرى للملكية تماألجنبي أدخلت عليها تغييرات و

إضطرابات في غريبة عن المجتمع الجزائري مما ساهم في بروز مشاكل و

تجويع الفالحين و ياألراضي الزراعية و اإلنتاج الزراعي و أيضا فإستغالل

.الهجرة

و بعد اإلستقالل صدرت قوانين تهدف إلى تنظيم األراضي الزراعية و إستغاللها

و تطوير المجتمع الريفي، غير أن هذه السياسات إصطدمت بكثير من المشاكل و

جديدة إلستغالل األراضي الصعوبات التي لم تسمح بإرساء أشكال و عالقات

الزراعية، و بناءا على هذه الحاالت و التطورات في األراضي و في المجتمع،

نشأت الكثير من الخالفات والنزاعات سواء بين الفالحين أنفسهم أو بين الفالحين

و الدولة و كانت هذه الخالفات سببا رئيسيا في إنخفاض اإلستثمار الزراعي و

.أخرىالحية تشجيع األنشطة الف

79

حيث كان تدخل الدولة في الزراعة منذ اإلستقالل يتزايد و يتدعم بناء على توسيع

ية عالنشاط اإلقتصادي للدولة، و لم تكن هذه التدخالت لمجمل السياسات الزرا

لم تكن من ا هالمطبقة منسجمة في تحقيق األهداف الخاصة بالتنمية المستدامة، من

.يق التنمية داخل القطاع الفالحي نفسهفي نفس الوقت مرتبطة بتحق

الوسائل اإلدارية و القانونية و التنظيمية التي إستعملتها في البداية كانت تهدف ف

إلى مساعدة المستهلكين عن طريق التأثير في عنصر الطلب مما ساهم في

تخفيض األسعار و التشجيع في الواردات التي كان لها أثر سلبي تسبب في حدوث

.ة الغذائية للخارجالتبعي

إن الصراعات بين الفالحين سواء فيما تعلق األمر باألرض و العتاد أو في مسائل

اإلنتاج األخرى تكون إطارا لتجميد الطاقات المادية و البشرية في الوسط

الفالحي، و خاصة إذا علمنا بأن المشاريع الزراعية تتطلب وجود ثقة و إطمئنان

:زاعات مايليوتشمل الن. لدى الفالح :المنازعات ناتجة عن نقائص في القانون المتضمن المستثمرات الزراعية -

لقد نجم عن القانون الخاص بضبط كيفية إستغالل األراضي الفالحية الصادر في

. ، الكثير من المنازعات و الخالفات سواء بين الفالحين و الدولة1987ديسمبر 8

:ونستطيع تلخيصها في

الخاص بالتوجيه العقاري قد حدد بدقة األراضي 1990ن الصادر في إن القانو*

الزراعية و نوعيتها ودرجة خصوبتها وكذلك نوعية العقارات و تعتبر معرفة هذه

لكن هذا القانون كان يفتقر إلى مثل هذه ، المعطيات ضرورية لإلستثمار الفالحي

.المؤشرات

اعية و الشروط الواجب توفرها من إنه ال يبين بالضبط مفهوم المستثمرة الزر*

معدات وغير ذلك

ختالف العوامل الطبيعية و البشريةإالتي تختلف ب كذلك لم يحدد كيفية إنشائها*

إستصالح األراضيو التشجيرلم يولي إهتمام بتنمية المنتجات األساسية و *

80

في نفس ذلك لكن كذلك فيما يتعلق بحق اإلنتفاع الدائم، حيث نص القانون على*

ز الكثير من الخالفات بين الفالحين أو المنتجين و الدولة نتج والوقت تسبب في بر

عن كل هذا تراجع دائم في اإلنتاج

حق الشفعة سمح هذا القانون بالتنازل الألعضاء على حصصهم ألحدهم وهذا *

. 25 و 24المادتين بناء على

سمحت بإمتالك كل شيئ عدا فيما يخص طبيعة المستثمرة بحيث أنه الدولة *

.األرض وهذا أيضا كان له أثره السلبي 1990المنازعات العقارية المتعلقة بالقانون المتضمن التوجيه العقاري الصادر في -

الذي أمر بإسترجاع األراضي المؤممة في نطاق أحكام األمر المتضمن الثورة

.الزراعية

ن الفالحين المالكين، فحسب معطيات و قد شمل هذا القانون إسترجاع الكثير م

لكن مالك إستعادوا ملكية أراضيهم 22366وذلك بعدد % 98وزارة الفالحة فإن

:فتحت نزاع آخر حول

األراضي التي فقدت طابعها الفالحي/

التي تم منحها في إطار الحيازة العقارية الفالحية عن طريق األراضي/

اإلستصالح

.األراضي المتبرع بها/

إن القانون المتضمن التوجيه العقاري أكد على إسترجاع األراضي المؤممة،غير

أنه لم يتطرق إلى إسترجاع األراضي التي تبرع بها أصحابها لفائدة الصندوق

.طالب بهايالوطني للثورة الزراعية و الذي أصبح أصحابها

يه و على هذا األساس تم صدور أمر يعدل و يتمم القانون الخاص بالتوج

من هذا األمر الذي أكد على إسترجاع حقوق الملكية 76فبموجب المادة ،العقاري

في إطار األمر المتضمن الذين أممت أراضيهم و تبرعوا بها لألشخاص

:الزراعية وذلك بشرط الثورة

81

تعويض يهاأن ال تكون المعنية قد فقدت طابعها الفالحي، وفي حالة العكس عل - 1

.دامالكيها عينا و نق

أن ال تكون األراضي المعنية قد تم منحها على شكل إستفادة في إطار - 2 .18 -83 القانون

17-87يكون المالك األصليون قد إستفادوا من األراضي في إطار القانون أال - 3

.المتضمن ضبط إستغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية

د سلكوا سلوكا غير مشرف أثناء الثورة أال يكون المالك األصليون ق - 4

التحريرية الوطنية و أال يكونوا قد تحصلوا عليها عن طريق معامالت عقارية

.أثناء الثورة التحريرية

827أال تقع األراضي المعنية تحت التقادم المكسب الذي نصت عليه المادة - 5

لقانون و المتضمن ا 1975سبتمبر 26الصادر في 58-75من األمر رقم

.المدني :النزاعات العقارية على أراضي العرش و البلديات - 3

تعتبر أراضي العرش و البلديات بالخصوص المتواجدة في الهضاب العليا لها

.أهمية كبيرة في اإلستغالل و المحافظة على الثروة العقارية

وكانت هذه األراضي تستغل من طرف الفالحين من غير وجود سند قانوني

كية العقارية، غير أن هذه األراضي أدمجت في الصندوق الوطني للثورة للمل

فقد إعتبر 1990الزراعية أما القانون الخاص باألمالك الوطنية الصادر في سنة

.أراضي العرش و البلديات هي من األمالك الوطنية

ولة أن األمر المعدل و المتمم لقانون التوجيه العقاري فقد أكد على ملكية الد كما

.ألراضي العرش و البلديات

المتضمن التوجيه العقاري 25 – 90القانون رقم -

المتضمن 25-90المعدل و المتمم للقانون رقم 1995سبتمبر 26الصادر في 26- 95أمر رقم -

.التوجيه العقاري

82

:المنازعات في األراضي الموضوعة تحت حماية الدولة -5

اإلستقالل مباشرة بإتخاذ إجراءات مختلفة لقد قامت الدولة الجزائرية غداة

إلسترجاع السيادة على األرض الزراعية، فباإلضافة إلى التأميمات فإن الدولة

في وضعت تحت حمايتها بعض األراضي الزراعية وذلك طبقا للمرسوم الصادر

هكتار وعدد النخيل يقدر 16765 وتبلغ مساحة هذه األراضي نحو 1963ماي

.نخلة 2120 ـب

مكرر من األمر المعدل و المتمم لقانون التوجيه العقاري فقد 85وبموجب المادة

نصت على إسترجاع كل األراضي الموضوعة تحت حماية الدولة لمالكها

:األصليين شريطة ما يأتي

يكون لمالكيها سلوك غير مشرف إبان الثورة أن ال -

خالفة لألحكاممالت عقارية ماأن ال تكون األرض المعنية موضوع مع -

التشريعية والتنظيمية المعمول بها تكون األراضي المعنية قد فقدت طابعها الفالحي أن ال -المتعلق بحيازة الملكية 18- 83أن ال تكون قد منحت في إطار القانون رقم -

.العقارية أن ال تقع األراضي تحت التقادم المكتسب لصالح المستفيدين شرعا -

:ضي السهبيةالمنازعات في األرا -

متد على مساحة ت هيالسهبية أهمية إقتصادية زراعية معتبرة فاألراضي تشكل

قابل لإلستغالل الفعلي ماهو األراضيمليون هكتار من هذه 20إجمالية تقدر ب

.تربية األغنامو

تبسة، مسيلة، الجلفة، تيارت، سعيدة، البيض، النعامة، : وهو يضم الواليات التالية

.البواقي، تلمسان قي جزئه الجنوبي، األغواط وبسكرة في جزئه الشمالي خنشلة، أم

83

:قانون الرعي

أقر بتسيير الحالة الطبيعية التي كانت 1971إن قانون الرعي الصادر في سنة

متواجدة في السهوب، غير أنه كان من الضروري دراسة العوامل واإلمكانيات

.منة التي عاشاها و التي يعيشها منذ سنينالتي تساهم في تغيير هذه الوضعية المز

اما )1(" العشابة"فالقانون المذكور أقر حالة الرعي المتنقل وغير المنتظم و حالة

معالجة كيفية المحافظة على األراضي الزراعية و تطوير النباتات في المنطق

ألغنام السهبية، و دراسة العوامل التي تؤدي إلى تدهور المحيط، و تنظيم تربية ا

.فإن القانون لم يتطرق إلى معالجة هذه المسائل الهامة

56من قانون الرعي ص 61المادة -)1(

84

إستراتجية تنفيذ المخطط الوطني للتنمية الفالحية :الثانيالمبحث أهم توجيهات المخطط الوطني للتنمية الفالحية -1

الغذائي، الذي يصبو إلى تمكين يهدف هذا المخطط إلى تحسين مستوى األمن

السكان من إقتناء المواد الغذائية حسب المعايير المتفق عليها دوليا و تحسين

قدرات اإلنتاج، المدخالت ةمستوى تغطية اإلستهالك باإلنتاج الوطني، وتنمي

الفالحية من بذور وشتائل وكذا اإلستعمال العقالني للموارد الطبيعية، بهدف

. ديمة، و ترقية المنتجات ذات المزايا النسبية المؤكدةالتنمية المست

وفي هذا اإلطار يتمحور المخطط الوطني للتنمية الفالحية حول تحفيز ودعم

:المستثمرين الفالحيين من أجل

تنمية المنتجات المالئمة للمناطق الطبيعية بهدف تكثيف و إدماج الصناعات -

الحبوب، الحليب، البطاطا، األشجار المثمرة ، اللحوم الحمراء و : لفروعالغذائية حسب ا

...البيضاء

تكييف أنظمة إستغالل األراضي، في المناطق الجافة، و الشبه الجافة و تلك -

)متروكة بورا وهي مهددة بالتدهور المخصصة حاليا للحبوب، أو(المهددة بالجفاف

مرة و زراعة الكروم وتربية المواشي و بتحويلها لصالح زراعة األشجار المث

أنشطة أخرى مالئمة مع التركيز على إنتاج الحبوب في المناطق المعروفة

.بقدرتها اإلنتاجية العالية

باإلضافة إلى األنشطة المشار إليها أعاله، فإن المخطط الوطني للتنمية الفالحية

) مليون هكتار 8مساحة تقدر ب (الذي ينفذ في األراضي الصالحة للزراعة

يهدف إلى توسيع هذه المساحة عبر إستصالح األراضي الفالحية عن طريق

المحافظة لوقت بتثمين الموارد الطبيعية، والذي يسمح في نفس ااألمر اإلمتياز

عليها، وتطوير اإلستثمار و التشغيل لصالح القطاع الفالحي و توسيع الواحات

ولى الجاري إنجازها من هذا البرنامج ب بالجنوب، و تقدر مساحة المرحلة األ

.هكتار 600.000

85

جودة إقتصادية، إن معايير تنفيذ هذه األنشطة محدودة في ثالثة مستويات "

هناك البرنامج الوطني باإلضافة إلى هذا إستدامة إيكولوجية و قبول إجتماعي

في شمال % 14إلى % 11للتشجير الذي يهدف إلى رفع نسبة التشجير من

1"البالد

يرتكز المخطط الوطني للتنمية الفالحية باإلضافة إلى اإلدارة الفالحية، و المعاهد

التقنية، على مجموعة من المؤسسات الجديدة، وكذلك عن طريق نظام تعاوني

تكثيف تحويل األنظمة الزراعية، إستصالح عن طريق ( إن تنفيذ المشاريع . متجدد

الصندوق الوطني للضبط و التنمية ( ديق خاصةيتم بدعم من طرف صنا )اإلمتياز

و من جهة أخرى فإن عملية )الفالحية وصندوق إستصالح األراضي عن طريق اإلمتياز

سوف يتم تعزيزها عن المحافظة على األراضي التابعة ألمالك الدولة الخاصة

ضي طريق نظام قانوني مالئم للمقاربة اإلقتصادية للقطاع، مع العلم أن هذه األرا

ستبقى ملكا للدولة طبقا لقرار السيد رئيس الجمهورية المعلن عنه خالل إجتماع

الذي يتماشى و هدف تثمين الموارد الطبيعية و 2000الوالة في شهر ماي

.المحافظة عليها

إن وسائل التسيير اإلقتصادي لهذه البرامج، مطابقة لمبادئ العقلنة والنجاعة، -

.سلع و المدخالت الفالحية يتحكم فيها السوقحيث أن أسعار تبادالت الالمنظمات (في هذا النظام المؤسساتي، فإن المهمة الفالحية عبر الهياكل التمثيلية -

تبقى الشريك المفضل للدولة، في )المهنية، الشركاء اإلجتماعيين والغرف الفالحية

.إعداد وتنفيذ المخطط الوطني للتنمية الفالحية

.وزارة الفالحة 2000جويلية 18المؤرخ في 332المنشور الوزاري رقم -1

86

:أسس المخطط الوطني للتنمية الفالحية -2

إن العمليات األساسية المحددة من طرف وزارة الفالحة في إطار مهمتها المتمثلة

الد، تحويل أنظمة اإلنتاج و في الضبط، أي اإلستصالح في شمال وجنوب الب

اإلستعمال العقالني للموارد المالية للدولة تهدف أساسا إلى إعادة تشكيل المساحات

التي من شأنها ) المياه و األراضي( الفالحية و المحافظة على الموارد الطبيعية

. تشجيع التنمية المستديمة

بالتربة و المناخ ألن معظم هذه العمليات األساسية تفرضها المعوقات المتعلقة

المناطق الزراعية للبالد تتميز بمناخ جاف و تربتها مهددة باإلنجراف و التدهور،

بسبب تقنيات و أنظمة إنتاج غير مالئمة كما أن التوجيهات الواردة في برنامج

.الحكومة، تأخذ بعين اإلعتبار المعطيات اإلقتصادية و اإلجتماعية و التقنية

ى البعد الدولي فإن المخطط الوطني يندرج ضمن مسعى إعادة الطابع بالنظر إل

الفالحي لمناطقنا، و توفير الشروط لزيادة القدرة التنافسية لألنشطة و المنتجات

الفالحية، لتصبح أكثر جاذبية لإلستثمارات المباشرة و إنشاء مؤسسات فالحية و

.صناعية وغذائية

:لتنمية الفالحيةمناهج تنفيذ المخطط الوطني ل -3

بالخطوط ،وزارة الفالحة 2000جويلية 18المؤرخ في 332المنشور رقم يذكر

وتدابير تنفيذ المخطط وكذلك يشكل بمعية نصوص العريضة للمناهج المقترحة

المسيرة للصندوق الوطني للضبط و )تعليمات و مقررات، قرارات ،مراسيم( أخرى

ح األراضي عن طريق اإلمتياز، وصندوق التنمية الفالحية و صندوق إستصال

تطوير حماية الصحة الحيوانية و النباتية، وأيضا القواعد المتعلقة بالبرنامج

الوطني للتشجير و اإلطار التنظيمي الذي يرجع إليه مدراء المصالح الفالحية،

.ومحافظي الغابات لتنفيذ برامج التنمية الفالحية

زارة الفالحة تعمل على تطوير عمليات التأطير و ولبلوغ األهداف المحددة فإن و

:يلي تنشيط البرامج عبر ما

87

دعم تطوير اإلنتاج الوطني و اإلنتاجية في مختلف فروعه في إطار تقليص -

الفاتورة الغذائية، ودعم اإلنتاج الوطني كما ستوظف المزارع النموذجية كوحدات

ة ذات مزايا تفاضلية، التي يمكن كما تولي عناية خاص لتكثيف المدخالت الفالحية

.أن تكون محل تصدير

ولهذا فإن التغيرات التي أدخلت مؤخرا على نظام الدعم و التعويض المقدم من

طرف الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفالحية الذي يهدف إلى تبسيط

اإلجراءات وإضفاء أكثر شفافية ومرونة وسرعة في تقديم المساعدات الممنوحة

مستفيدين في إطار المخططات التوجيهية للواليات وحسب المناطق المتجانسة لل

.من جهة أخرى

:تكييف أنظمة اإلنتاج -

ومالئم وعلى مشاركة يعتمد هذا البرنامج في تنفيذه على نظام دعم خاص

الفالحين بإعتبارهم متعاملين إقتصاديين أساسيين كما يستمد نظام الدعم هذا في

:كونه

المساعدة في إيجاد ( للفالحيندعما مباشرا لألنشطة تسمح بتأمين مداخيل يقدم -أ

نشاطات ذات مداخيل آنية أو على المدى المتوسط من أجل تغطية الخسائر الناجمة

).الظرفية و المتتالية إلنجاز برنامج إعادة تحويل األنظمة الزراعية

ها ووحدتها خالفا لبرنامج يأخذ بعين اإلعتبار المستثمرة الفالحية في مجمل -ب

.تطوير الفروع التي تستهدف المنتوج نفسه

:إستصالح األراضي الفالحية عن طريق اإلمتياز*

تم إدخال تعديالت على نظام المصادقة و تنفيذ المشاريع بهدف دفع وتيرة

الت بطريقة مباشرة الوالة ومدراءرك هذه التعدياتش اإلنجازات في الميدان و

. قبول تنشيط ومتابعة المشاريع لفالحية ومحافظي الغابات في عمليةالمصالح ا

88

البرنامج الوطني للتشجير*

باإلضافة إلى إعادة تشكيل غابات الفلين بشرق البالد و المحافظة على األحواض

المنحدرة للسدود، فإن أهداف هذا البرنامج قد تم إعادة توجيهها بإعطاء األولوية

الزيتون، (د واالقتصادي عبر أصناف األشجار المثمرة المالئمة للتشجير المفي

من أجل حماية متجانسة للتربة وضمان مداخيل دائمة ...) التين، اللوز، الفستق

.للفالحين من خالل إستغالل المناطق الغابية

والية إن التجربة المكتسبة في إطار برنامج التشغيل الريفي الجاري تنفيذه في

و التوسع إلى ، تستحق التعزيز، معسكر، تلمسان، عين تيموشنتسيدي بلعباس

.الواليات أخرى

:إستصالح األراضي بالجنوب*

تم إعادة توجيه هذا البرنامج سواء من حيث األهداف أو من حيث شروط و طرق

تنفيذه و بالتالي فإن إستصالح األراضي حول الواحات سيتم في إطار برنامج

، أما اإلستصالحات الكبرى أو الفالحة المؤسساتية التي اإلمتيازات الفالحية

تتطلب وسائل مادية وتقنيات كبرى، ستخصص مستقبال لإلستثمارات الوطنية و

.األجنبية

إن البرامج الخاصة المنفذة من طرف محافظة تنمية الفالحة فو من جهة أخرى

ومن طرف ) الحيةتهيئة و تحضير الهياكل القاعدية الف( في المناطق الصحراوية

ستتواصل ) تنمية المراعي و المحافظة عليها( المحافظة السامية لتهيئة السهوب

.بطريقة تكاملية مندمجة مع مختلف برامج القطاع

الفروع، تكثيف الحبوب، إعادة تحويل ( إن تنفيذ مختلف برامج التنمية الفالحية

ركز على جملة من ي) أنظمة اإلنتاج، برامج التشجير و إستصالح األراضي

وسائل التأطير المالية و التقنية معدلة للبعض و محفزة للبعض اآلخر حتى تصبح

.مالئمة ومتطلبات إنجاز األهداف المحددة

89

:اإلطار المالي للمخطط الوطني للتنمية الفالحية : الثالثالمبحث

تمويل هي متعددة ومتكاملة من أجل ضماناإلمكانيات المالية للقطاع الفالحي

"للتعاضد الفالحي وصناديقه الجهويةالوطني لصندوق ا"مالئم للبرنامج، يتكفل

ليصبح الشباك الوحيد للفالحين، وتسيير الصناديق العمومية وكذا المهام المتعلقة

.بالقرض، و التأمينات الفالحية

ضرورة إعادة اإلعتبار للبعد اإلقتصادي للعمل الفالحي، و اإلستثمارات إن

عتبار لألموال العمومية، لجهود التمويل الذاتي الواجب بذلها من اإل ردتدعي تس

.طرف الفالحين و المتعاملين اإلقتصاديين المعنيين

FNRDA(تقوم آلية التمويل أساسا على الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفالحية

في إطار وهو يدعم اإلستثمارات 2000الذي أنشئ بموجب قانون المالية لسنة )

. تطوير الفروع و حماية مداخيل الفالحين و تمويل األنشطة ذات األولوية للدولة

قد تم إعداد مجموعة من النصوص التنفيذية، من أجل أن يصبح هذا وعليه

:الصندوق عملي في شكله الجديدالمحدد لكيفيات 2000ماي 30المؤرخ في 118-2000المرسوم التنفيذي رقم *

.دوقتسيير الصن

و المحدد من 2000جويلية 05المؤرخ في 586المنشور الوزاري المشترك رقم *

جهته لشروط اإلستفادة من الصندوق و طرق دفع المساعدات وكذا نسب الدعم حسب نوع

.النشاط

و المحدد من جهته لشروط 2000جويلية 08المؤرخ في 599مقرر وزاري رقم *

.ع المساعدات وكذا نسب الدعم حسب نوع النشاطاإلستفادة من الصندوق و طرق دف

هذا الصندوق الذي أنشأ، بموجب قانون : صندوق اإلستصالح عن طريق اإلمتياز*

، كان محل تدابير خاصة تهدف إلى تنشيط إستعماله عبر الشركة 1998المالية لسنة

.المعروفة بالتسمية العامة لإلمتيازات الفالحية

90

مجموعة برامج أو أعمال مبرمجة ليعبر عن ذهنية فالمخطط الوطني يتجاوز

المسؤول جديدة من حيث أنه يرفع المزارع إلى مصاف العون اإلقتصادي الحر و

.مساعدة و الحث على اإلستثمارالعن إختياراته، و ذلك عبر إستعمال أدوات

ن و المسؤولة للمزارعي فبإقتراح طرق جديدة للتنمية قائمة على المشاركة الفاعلة

.وضع المخطط الوطني للتنمية الفالحية الشروط المالئمة لإلنعاش الفعلي للقطاع

فأدوات المساعدة هذه وضعت في إطار صيغ تمويل تسمح بتسيير المخاطر

.بصفة مشتركة بين المزارع و البنك و شركة التّأمين و الدولة

يام بالتركيب وقد كان القرض عامال حاسما لواله كان يستحيل على الفالحين الق

المالي الضروري إلنجاز مشاريعهم، يدعمه في ذلك عودة البنوك إلى اإلهتمام

.بتمويل الفالحة

مركزية القرار اإلقتصادي على ال ،ني للتنمية الفالحية أيضايركز المخطط الوط

على مستوى الهياكل اإلدارية المحلية فيما يتعلق بمنح مساعدات الدولة، وهذا أحد

المخطط الوطني للتنمية الفالحية و الذي سيتم توسيع إجراءاته المتعلقة أهم أسس

, بالمساعدة و الحث على اإلستثمار إلى كل الجهات في تنوعها وخصوصيتها

و . والذي يستجيب إلنشغاالت مجمل المزارعين مهما كان نمط إستغاللهم لألرض

لفالحي و عنصرا أساسيا في هذا المجال يمثل المخطط أداة مفضلة لتنمية اإلنتاج ا

.في هيكلته حسب الفروع و كذا أداة إلدارة الفضاءات

إن النتائج الواعدة للحركية المسجلة ميدانيا بارزة حيث أمكن تحقيق إنعاش فعلي

مشروع 200.000لإلستثمار على مستوى المستثمرات الفالحية، حوالي

قتصادي و لكن ال يمكن لهذه إستثماري تم إطالقها، وحتى هناك زيادة في النمو اإل

النقائص المتعلقة أساسا بصعوبة الوصول إلى كل الفالحين خاصة الفالحين

الصغار الذين يعيشون في مناطق منعزلة وإنبثاق ديناميكية مفيدة للفضاءات

الريفية في مجموعها، لقد دفع المخطط ديناميكية ال يمكن أن تبقى على حالها

التي بذلت إلنعاش اإلستثمار الفالحي، وقد تبين أيضا حتى نتفادى تآكل الجهود

91

أنه من المالئم توسيع إجراءاته لتندرج في سياق حركية أوسع للتنمية الفالحية و

.الريفية

:التأمينات اإلقتصاديةو القرض الفالحي في الجزائر*

الذي كان يعد غيابه من بين معوقات اإلستثمار إنطلق عمليا مع بداية الموسم

. 2000/2001الفالحي

معدل سنوي من ب ، العجز الغذائي في الجزائر بإمتصاصالقرض الفالحي يقوم

ومصدر هذا العجز %25من العائدات بالعملة الصعبة بنسبة 1996إلى 1988

د إلى متطلبات السكان المتزايدة و النمو البطيء لإلنتاج الفالحي الذي تهدده يعو

.العديد من العوامل

ي نفس الفترة ظهرت جيوب للجوع وهذا حسب اإلحصائيات التي قدمها بحيث ف

ولمواجهة هذه . يعيشون تحت مستوى الفقر %22حيث 1997البنك العالمي لسنة

دور الدولة حيث أصبح من الضروري لالوضعية كان من الضروري تفعيل أكثر

اج و تحقيق وهذا لتدارك الخلل وتحقيق التوازن بين النمو السكاني ونمو اإلنت

.اإلستقرار السوسيو إقتصادي

، من خالل هذه السياسة الفالحية التي إنتهجتها الجزائر خالل السنوات األخيرة

:وهنا جاءت مقترحات عديدة كبدائل وهي القيام

بتدعيم المنشآت القاعدية -

تحسين اإلنتاج الفالحي - تطوير التقنيات المستعملة في اإلنتاج - إقحام القطاع الخاص - كان العنصر األساسي المشترك هو رأس المال كعامل محدد في عملية حيث

في القطاع اإلنتاج أين البد من تخصيص جزء هام من الموارد المالية الممكنة

.الزراعي وبذلك أصبح القرض الفالحي هو عامل هام للتنمية

92

ير الذي يت الهيكلية فإن التغبعد التحوالت الجديدة التي طرأت من خالل اإلصالحا

عرفه القطاع الفالحي يتمثل في رفع دعم الدولة على أسعار المنتجات أو وسائل

اإلنتاج، وعليه السياسة المالية لهذا القطاع تغيرت بالتحول من مالية أكثر إلى

:هو السؤال المطروح هناو . نوعية بنكية أو مدرجة في الميزانية

ياسة الفالحية المالية وعلى أي أساس و بالخصوص كيف تم التحول في الس"

)1"(فيما يتعلق بالفرض الفالحي؟

:القرض الفالحي والتنمية

عنصر أساسي القرض الفالحي أغلبية الدراسات حول اإلقتصاد والتنمية تبين بأن

و حيوي، لكن الفالح مهدد برهن األرض كضمان لتسديد الديون، لهذا يتهرب

كما أن المؤسسات المالية تجد صعوبات في عدم تسديد . لعمليةالكثير من هذه ا

:الديون و األسباب الرئيسية تعود إلى

الكوارث الطبيعية -

غياب سياسة تجارية للحصول على قرض - تبعية البنوك و المؤسسات المالية للدولة للحصول على الموارد - .عقيدهااإلجراءات الشرعية لتغطية طولها و ت - :األسباب هذه العراقيل -

أساسها يتمثل في كيفية تأطير القرض، نسبة الفوائد، هيمنة الموارد العمومية و

.تخصص البنوك

1- LA REPUBLIQUE ALGERIENNE DEMOCRATIQUE ET POPULAIRE : thèse de

magister sur « le crédit agricole en Algérie » INA.97-98 p8. " djellab said

93

ويمكن القول بأن القرض الفالحي قد شارك في سياسة الدولة لتحديث القطاع

.الفالحي و ذلك من خالل دعم األسعار و اإلنتاج

المتابعة و مراقبة البرامج من أجل ،ومع ذلك له سلبياته منها صعوبة التنسيق

معنية بإعداد و لالسير الحسن للبرامج بذل مجهود للتنسيق ما بين كل المعاهد ا

المتعاملين اإلقتصاديين األساسيين، الجماعات المحلية، المؤسسات و (تنفيذ المشاريع

ومن أجل ضمان تظافر جهود التنسيق و التعاون المطلوبة )المنظمات المهنية

إلى الجيدة لجهود التعاون المحقق يجب على عالقات الشراكة التي نحن مدعوون

.اريع أن تقوم على قواعد واضحة وشفافةترقيتها في تنفيذ المش

و )الغرف الفالحية (يجب إشراك المهنة الفالحية و الهيئات التمثيلية المقام األولفي

منظماتها المهنية و النقابية على جميع المستويات لبرمجة المشاريع في إطار

نظيم تنشيط و بعث ديناميكية للمخطط الوطني للتنمية الفالحية يجب كذلك الت

مكثف للفالحين سيسيحتبالتنسيق مع المنظمات المهنية و النقابات الفالحية عمل

.حول األنشطة ذات األولوية

كما يجب اإلسراع في عملية تسليم البطاقات المهنية للفالحين تحت إشراف و

.مسؤولية الغرف الفالحية للواليات

ألنشطة التقنية و دفاتر إن تحديد مناطق التدخل و المستفيدين من البرامج و ا

.الشروط تبقى مشروطة بآليات التشاور

94

فاق الفالحية في ظل إقتصاد السوق اآل: الرابعالمبحث

تعتبر التبعية الغذائية من أهم المشاكل، التي تعاني منها الدول النامية هذا ما جعل

في طريق النمو الدول المتقدمة تفرض سيطرتها و نفوذها عليها، فالدول السائرة

تعتبر دوال زراعية بالدرجة األولى، إال أنها لم ترق إلى المستوى الذي يجعلها

تحقق اإلكتفاء الغذائي الذاتي ، ويرجع ذلك أساسا إلى األنماط و النماذج التنموية

دول أخرى، مما جعلها ال تتناسب مع المحيط الذي المنتهجة التي إستوردتها من

.طبقت فيه

هذا ما يتناقض مع إمكانيات اذج اإلصالحية رؤوس أموال كثيرة،ب النمكما تتطل

صد هذه الدول، ومن بين هذه الدول الجزائر، هذه األخيرة إنتهجت عدة سياسات ق

قي يعاني من عدة مشاكل جعلته عاجزا عن تحقيق ه بتنمية القطاع الفالحي، إال أن

.قة في هذا القطاعاألهداف التي كانت مسطرة رغم كل اإلصالحات المطب

و لعل من أهم األسباب المباشرة تكمن في كيفية تطبيق هذه اإلصالحات ميدانيا،

كيفية نظر في اإلصالحات، من حيث التصور و اللذا فإن القطاع يتطلب إعادة

.تحقيقها حتى يتم بعث هذا القطاع من جديد :التوجه نحو إقتصاد السوق في الفالحة الجزائرية -1

نظام النشاط الخاص في اإلقتصاد الحر فإن اإلقتصاد الجزائري عرف في إطار

القانون بموجب 1988إقتصاد السوق إبتداءا من سنة نحو تجاه باإلتحوال جذريا

، هذا األخير الذي أعطى المتعلق باإلقتصاد التوجيهي للمؤسسات اإلقتصادية 88/01

يق الربح من وراء نشاطها، لتسيير أمورها وتحق المؤسساتإستقاللية تامة لهذه

.المتعلق بالمستثمرات الفالحية الجديدة 87/19القانون أما القطاع الفالحي فبموجب

هذا القانون يتعلق بخوصصة القطاع العام وتحويله إلى قطاع خاص عن طريق

منح عقود اإلستفادة للمستغلين الفالحين و بهذا التحول في نظام اإلستغالل و

95

قد مهدت للجزائر الدخول في إقتصاد السوق و من أهم المميزات التسيير تكون

:نجدالتي يرتكز عليها

السوق الحرة التي يكشف إقتصادها عن مجمل العماليات التي تجري في نطاق -

.بعيدا عن تدخل الدولة في مسار آليات السوق اوشراءهذه السوق بيعا

لحرية اإلقتصادية من جانب السوق الحرة التي يكشف إقتصادها عن ممارسة ا -

المنتجين، يبقى أن المنظمين و رجال األعمال و أصحاب رؤوس األموال

في مشروعاتهم اإلقتصادية، كما أنهم أحرار في طرق اإلنطالقعون ييستط

إستثمارهم لألموال، و في إنتاجهم للسلع و الخدمات و في تحديد الشروط التي

.ه من آالت و موارد عمليشترون على أساسها ما يحتاجون إلي

السوق الحرة التي يكشف إقتصادها عن ممارسة الحرية اإلقتصادية، من جانب -

اإلستهالك فإن ألي مستهلك مطلق الحرية في المستهلكين، إذ أنه وفقا لمبدأ حرية

التصرف في دخله كما يشاء و إختيار نوع السلع اإلستهالكية التي ينفق عليها هذا

.الدخل

وق الحرة التي يكشف إقتصادها عن قيام منافسة بين المستهلكين ليفوزوا الس -

.بالسلع التي يحتاجونها بغية تحقيق أقصى حد لإلشباع

السوق الحرة التي يكشف إقتصادها عن قيام المنافسة فيما بين المنتجين، في -

حدود زيادة اإلنتاج و تحسين النوعية و كسب األسواق، بغية تحقيق أقصى

.رباحاأل

96

: الرهانات الجديدة في تنمية الفالحة الجزائرية -2

بالمقابل ملحوظاعرف اإلنتاج الوطني للحبوب في نهاية التسعينات إنخفاضا

خالل نفس الفترة نتيجة لإلحتياجات الوطنية الوارداتشوهد إرتفاعا في

.المتزايدة

توجيه السياسة الوطنية عليه فإن وزارة الفالحة تطرقت إلى ضرورة إعادة و

.الحبوب للفالحة خاصة في مجال 600مع إدراج أشكال متعددة لإلستثمار في مجال الحبوب الذي يكلف الخزينة أكثر من "

مليون طن سنويا من الحبوب بسبب إنتاج ضعيف 06مليون دوالر لتغطية إحتياجات

من اإلحتياجات % 40و 30مليون طن لتغطي ما بين 3مليون و 6،2يتراوح ما بين

"الوطنية

كما أنه ال يمكن تغيير العادات اإلستهالكية للمواطنين عن طريق قرارات سياسية

في الوقت الذي تعرف فيه الفالحة الجزائرية نقصا ملحوظا في الموارد المائية،

.إلى جانب مشاكل أخرى مرتبطة بنوعية التربة

ن تحقيق اإلكتفاء الذاتي بنسبةوعليه خلصت وزارة الفالحة إلى أنه ال يمك

لذلك البد من سياسة وطنية واضحة بعيدة عن التركيز األعمى على قطاع % 100

الحبوب الذي يعتبر مجاال صعبا يتطلب أمواال كثيرة و تقنيات عالية، مما

يستدعي مساعدة المتعاملين االقتصاديين للمشاركة في القطاع قصد المساهمة و لو

في تخفيض فاتورة اإلستراد، و التوجه نحو زراعات أكثر سهولة صغير دربق

عن التركيز على مجال بتعاداإلوالحي من التصدير إلى الخارج، تمكن القطاع الف

. واحد

إنتاج الحبوب، لقد إنطلقت وزارة الفالحة في تطبيق برنامجها المتعلق بتكييف

جد ة بالتكثيف نتائج ألف هكتار المعني 300أعطت ، حيث بالرغم من الجفاف

.مرضية

97

:في ظل تنفيذ المخطط الوطني التنظيم النقابيدور -3

في ظل السياق التحرري و إقتصاد السوق اللذان تشهدهما الجزائر منذ بداية

التسعينات، تم اللجوء إلصالحات مؤسساتية لضمان إنسحاب الدولة من كل نشاط

طرح تحديات جديدة بالنسبة للمتعاملين إنتاجي ومهما يكن فإن هذا السياق الجديد

في مثل . المحليين الذين ينبغي على الدولة مساعدتهم للنهوض بتلك اإلصالحات

هذا السياق، تدعو متطلبات التحرر إلى دور أكثر فعالية للمبادرات الفردية في

.ضرورة الخوصصةالالميادين التي تنازلت عنها الدولة وهنا ال نقصد ب

ديمقراطي الذي يرافق هذا التحرر هو أكثر مالءمة لبروز ما يسمى إن المسار ال

عادة بالقطاع الثالث حيث تعتبر التنظيمات المهنية وسيطا أو شريكا ال يمكن

اإلستغناء عنه لتحقيق التنمية لذا فإن على الدولة و الفاعلين في ميدان التنمية

.سواء كانوا عموميين أو خواص تشجيع إنشائها و نشاطها

إن تاريخ التنظيمات المهنية حديث جدا في الجزائر و الذي إنطلق منذ "

حيث كرس هذا األخير الحقوق المدنية للمواطن 1989التسعينات مع دستور

الجزائري، من بينها التعددية الحزبية والحق النقابي كما إعترف للمجتمع

إلجتماعية، المدني بحرية تنظيم على شكل جمعيات في كل ميادين الحياة ا

اإلقتصادية والثقافية وعليه فالعشرية األخيرة من القرن العشرين تمثل العصر

)1(." الذهبي للحركة الجمعوية بالجزائر

وتتجلى هذه األهمية كذلك في العناية التي توليها السلطات العمومية لترقية

البرنامج السياسة اإلسهامية و التشاورية في الفالحة حيث تحضى بمكانة جيدة في

.الحكومي

.8، ص2005 1الجزائر ط. دار الهومة.التنظيمات المهنية الفالحية في الجزائر: علي معطى اهللا -1

98

كانت وما تزال تسطر دون إجراء أي تشاور جدي مع ،أن السياسة القطاعية غير

فس الوقت يتعين نسمهم وستدعم السلطات العمومية هذا التشاور وفي فالمنتجين أن

.ى المهنة الفالحية أن تحسن تنظيمها وخبرتهاعل

:والمراقبة التقنية حماية النباتات دور مديرية -4

المؤرخ 17– 87تم تأسيس المنظمة الوطنية لحماية النباتات بناءا على القانون رقم

والمتعلق بحماية النباتات ، هذه المنظمة تجسد سـلطة الصـحة 1987أوت 01في

.ب ما تنص عليه المادة الثالثة من القانونالنباتية الوطنية حس

:اإلطار التنظيمي للمصلحة

تقوم مصالح حماية النباتات على المبادئ التالية التخصص والتكامل في المهام وهذا

أنظر (على المستوى المركزي وعلى مستوى الواليات: على مستويين للتدخل

.)الملحق

:المستوى المركزي-1

التي لديها إدارة مركزية في وزارة الفالحة والتنمية الريفية، سلطة الصحة النباتية

.تقوم باإلشراف عليها مديرية حماية النباتات والمراقبة التقنية

:هذه المديرية متكونة من ثالث مديريات فرعية هي

المديرية الفرعية للمراقبة التقنية-

المديرية الفرعية للتصديق-

ى الصحة النباتية المديرية الفرعية للسهر عل-

هذه المديرية تلعب دور القوة العمومية، وحتى تتمكن من تطبيق سياسـتها الوطنيـة

فهي تشرف على )17-87من القانون 01المادة (للصحة النباتية

تحليل و تقدير أخطار التي تهدد الصحة النباتية ومدى تأثيرها علـى اإلقتصـاد -

الزراعي؛

99

عم لفائدة المنتجين الفالحين والتعاونيـات المهنيـة السعي إلى تطبيق سياسات الد -

الخاصة بالفالحين؛

تسيير السجالت الرسمية لمواد الصحة النباتية المرخصة لإلستعمال بالجزائر ؛ -

التنسيق بين المتابعة وتقييم األعمال على المستوى الوطني لعملية مكافحة األخطار -

التي تهدد المحاصيل الزراعية؛والدولية في مجال حماية ئر في المؤسسات والمنظمات اإلقليمية تمثيل الجزا -

:من جهة أخرى، هذه المنظمة الوطنية لحماية النباتات هي مسؤولة علىاتات و النب

إعداد شهادات الصحة النباتية لإلرساالت التي تحتوي على نباتات،منتجات نباتيـة ●

ومواد أخرى مقننة؛

عة النباتات البرية، النباتـات والمـواد النباتيـة مراقبة األجسام الضارة، بمجمو ●

المخزنة والمسوقة؛

اإلشارة إلى وجود ، إنتشار ومكافحة األجسام الضارة؛●

تفتيش اإلرساالت المحتواة على نباتات ومنتجات نباتية ؛●

تطهير والقضاء على الحشرات المحتمل وجودها في اإلرساالت المحتوات علـى ●

تية؛نباتات ومنتجات نبا

متابعة ومراقبة المناطق الخالية من اآلفات والمناطق التي تتواجد بهـا األجسـام ●

.الضارة بشكل ضعيف

:على المستوى الوالئي -2

مهام السلطة العمومية هي القيام بتفتيش و مراقبة الصحة النباتية برعايـة مديريـة

ق البحث والمراقبـة المصالح الفالحية وهذا لتعزيز التفتيش على مراكز الحدود وفر

.والتدخل حسب العدد وباإلرتباط مع اإلرشادات وأهمية المنطقة

:هذه المفتشية تتمثل مهمتها في

فـي داخـل )إستعمال مواد الصحة النباتية والمواد النباتية -الصحة النباتية (مراقبة

اإلقليم وعلى مراكز الحدود؛

100

(اإلجراءات المكافحـة اإللزاميـة تسيير نظام إنذار للوضع تحت الحجر وإتخاذ ؛ )اإلنطالق ،المتابعة، اإلستغالل

وضع حيز التنفيذ ، التنسيق، المتابعة وأشغال شبكة المراقبة والمكافحة ضد األجسام

.الضارة المقننة والغير خاضعة للحجر

101

:ذ المخطط الوطني للتنمية الفالحيةدور المصالح البيطرية في تنفي -5

،البلديات(مخابر للتحاليل على مستوى الوطني 7تعتمد هذه المديرية أساسا على

25 )موانئ مطارات مراكز حدود برية(على الحدود و )الوالياتو الدوائر

.مركز حدود

:مهامها

مليار دوالر 6ـ ب حظيرة الحيوانية تقدرالحماية -

نات التي هي قليلةحماية الحيوا -

إعداد مخططات المكافحة -

إتخاذ التدابير القانونية للمكافحة و المشاركة في حماية الصحة البشرية من -

خالل مراقبة الحيوانات و المواد المستخرجة منها المشاركة في حماية اإلقليم من

.األمراض المعدية

.إسترادها و صناعتها عندمراقبة قانونية و تشريعية لمواد الصحة الحيوانية -

مراقبة التربية الحيوانية -

:وهذا عن طريق

مفتشي الصحة البيطرية والمنسقين -

أطباء بياطرة -

البياطرة األعضاء في اللجنة المختلطة وزارة الفالحة و التجارة -

:اإلطار القانوني ة المتعلق بالطب البيطري و حماية الصحة الحيواني 08-88 رقم قانون -

.و المتعلق بمفتشيات الصحة البيطرية على الحدود 452- 91رقم المرسوم التنفيذي -

:أهم مشاكل الصحة الحيوانية

على مستوى مراكز الحدود*

اإلجراءات المتخذة المنع من البلد المصاب -

الحذر في مراقبة المنتجات الحيوانية المستوردة -

102

المنتجات المصابةالرفض والقضاء على -

داخل الوطن*

تعزيز المراقبة على مستوى الوحدات األساسية ومراكز العبور -

مراقبة تنقل الحيوانات -

حملة التلقيح -

.حملة مكافحة الحشرات -

:التنمية الريفيةاإلهتمام ب -6

ل السنوات األخيرة عرف السياق و المحيط المؤسساتي للقطاع الفالحي خال

هذه ....) ظهور منظمات مهنية و إقامة أدوات للدعم الفالحي( مةتحوالت مه

الوزن اإلقتصادي و التحوالت جعلت من الممكن تصور تحسين و تقوية

عموما، من أجل معالجة اإلجتماعي و البنيوي للفالحة في المجتمع و اإلقتصاد

الالت النتائج المحدودة و ضعف قدرات الفاعلين الرئيسيين و اإلستغ(نقائصها

قتصادية اإلتقنية و الشروط الو قد ساهمت هذه التحوالت في خلق )الفالحية

جعل الفالحة تلعب دورا أكثر حيوية في التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية لالكفيلة

.الدائمة

:توسيع المخطط الوطني للتنمية الفالحية إلى األبعاد الريفية*

في واضح للمخطط الوطني للتنمية في هذا السياق الخاص تم إعطاء بعد ري

الفالحية، فهو يهدف إلى إعادة بعث الحياة في الفضاءات الريفية، خاصة في

المناطق المعزولة و المهمشة وقد تم تصور المخطط الوطني للتنمية الفالحية

الذي هو نوع من اإلمتداد للمخطط الوطني للتنمية الفالحية ) PNDAR(والريفية

امال و منسجما للتحوالت الرئيسية و الضغوط الطبيعية و التقنية و بإعتباره ردا ش

التنظيمية و المؤسساتية التي تم حصرها، و التي كانت السبب في إضعاف قواعد

األمن الغذائي لبالدنا، وفي تدهور الموارد الطبيعية وفي إنقطاع التالحم و السلم

103

زنات الشاملة للمجتمع في الوسط الريفي، و الضروريين للتوا جتماعييناإل

.الجزائري

يمثل المخطط الوطني للتنمية الفالحية المسلك الذي يؤدي إلى ضمان التماسك بين

اإلستغالالت الفالحية و هي وحدات اإلقتصادية القاعدية و لكنها أيضا كيانات

ذات وظائف إجتماعية وبيئوية مهمة، وبين السلطات العمومية و المستثمرين و

اإلقتصاديين اآلخرين، مع إحترام خصائص النظم البيئية و الفضاءات الفاعلين

الريفيية و

:خصوصيتها و قد شرع في تطبيقه على األسس التالية

تحسين ظروف ممارسة النشاط الفالحي و الغابي و الرعوي -

مرافقة تعددية النشاطات وتشجيعها وترقيتها بإعتبارها عامال لتحسين مداخيل -

العائالتالقطيعة مع الجمود الذي ميز المناطق الريفية ذات القدرات الضعيفة، بتوفير -

.بدائل لتنمية إقتصادها و أنشطتها عبر تحويل نظم اإلنتاج و تكييفهاتعجيل مسار تحديث القطاع بتشجيع اإلستثمارات اإلنتاجية والتكنولوجية في -

الصغيرة و المتوسطة التي لم اإلستغالالت الفالحية، وخاصة منها ذات األحجام

.يتم إستكمال تأهيلها بعد

في هذه الظروف تم تحديد جهاز قادر على بعث حركية فعلية لتنمية المناطق

الريفية تقوم على فكرة مشروع التنمية الريفية الجواري الذي يعطي إمكانية التكفل

طتهم اإلقتصادية بإحتياجات و إنشغاالت السكان المستهدفين إنطالقا من تدعيم أنش

.األساسية

الريفي،مشروع التنمية الريفية الجواري أيضا إطار للعمل الميداني في الوسط

:شمل إعداد أجهزة دعم التنمية الريفية عدة أبعاد رئيسية

تكييف الصندوق الوطني للضبط و التنمية الريفية للتكفل األفضل بدعم تنمية -

.يرفروع اإلنتاج الفالحي، ودعم التصد

104

إستعمال صندوق اإلصالح الزراعي بواسطة التنازل بصفة إنتقالية حتى نهاية -

إستجابة للحاجة إلى العمل المستعجل على المناطق الريفية المحرومة، 2002سنة

ثم إستعمال صندوق التنمية الريفية و اإلصالح األراضي بواسطة التنازل الذي

2003أنشأه قانون المالية لسنة روط عمل صندوق مكافحة التصحر و تطوير الرعي والسهوبوضع ش -إنشاء أجهزة موجهة للسكن الريفي، بالتعاون مع وزارة السكن و ذلك في إطار -

مشاريع التقييم الجوارية و يعتزم هذا الجهاز توسيع مساعدات الصندوق الوطني

لمساعدة السكن إلى سكان الريف حسب معايير إنتقاء و إجراءات خاصة،تنظيم التدخالت بين وزارة الفالحة والتنمية الريفية ووزارة الموارد المائية من -

. إنجاز سدود صغيرة

فيما يخص التعزيزات فإنه هناك سلسلة من األدوات الضرورية إلختبار األعمال

:و توسعها تدريجيا

فيه مع تعزيز التقارب القطاعي وإنسجام أنماط التدخل في الوسط الريفي شرع -

.....قطاعات الحرف، الصناعات التقليدية

إقامة جهاز متابعة وتقييم لبرامج التنمية الفالحية في عالقة وثيقة مع وزارة -

الداخلية و الجماعات المحلية، ويقوم هذا البرنامج على لجان دائرة للمتابعة و

التقييم، تشرف عليها لجنة والئية تحت سلطة الوالي ج إعالم آلي خاص للمتابعة وتقييم برامج التنمية الفالحية و الريفية إعداد برنام -

)OASDAR( يوضع تحت تصرف المستعملين لتأمين هذه الوظيفة األساسية المخطط الوطني للتشجير، ( تكييف برامج التهيئة و تسيير فضاءات الريفية -

.يةإستصالح األراضي بواسطة التنازل، برنامج تهيئة المناطق السهب

105

التحضير إلنطالق المشاريع الرائدة بمساعدة الصندوق الدولي للتنمية -

الزراعية و منظمة األمم المتحدة لألغذية و الزراعة، و قريبا البنك الدولي

لإلنشاء و التعمير على مستوى المناطق النائيةبلدية قصد تقدير الوضعية بشكل 600إجراء تحقيقات ومسوح على مستوى -

سمح بمعرفة إحتياجات السكان المعنيين و تحضير إستراتجية وطنية للتنمية جيد ي

دراسات عهد بها المركز الوطني للدراسات و التحاليل الخاصة بالسكان (الريفية،

إلعداد أداة )BNEDER(حول الوضعية اإلجتماعية و اإلقتصادية و إلى مكتب

.تخطيط تسهل صياغة مشاريع التنمية الفالحية

لتقديرات األولى للوضعية السائدة إنطالقا من مختلف األعمال المنفذة قد إن ا

:سمحت بتبيان أن

التجهيزات العمومية و الهياكل القاعدية موجودة في كثير من المناطق ولكن ما *

.ينقص هو تثمينها

غياب التكامل و التآزر بين األعمال التي تقوم بها مختلف القطاعات و بين *

المجندة في وسط المجال الفالحي إنما تعود إلى غياب سياسة حقيقية الوسائل

للتنمية الفالحية

تعميق المعرفة بالعالقات بين مختلف الجماعات ضروري لضمان فعالية *

. التدخالت العمومية

:المشروع الجواري للتنمية الريفية

مال التنمية حيث يتمثل المشروع الجواري للتنمية الريفية في التعريف ببرنامج أع

ترجع المبادرة به إلى المجموعات الريفية المعنية في إطار مسعى مرافق

للمجهودات التي تقوم بها اإلدارة الالمركزية و الذي يهدف إلى التحسين الدائم

.لمداخلهم إنطالقا من ظروف معيشتهم

؟هي األهداف الرئيسية للمشروع الجواري للتنمية الريفية ما

106

روع الجواري للتنمية الريفية إلى إنعاش المناطق الريفية السيما يهدف المش

األكثر حرمانا منها وذلك بدعم النشاطات اإلقتصادية للمجموعات الريفية المعنية

.و ترقية النشاطات الجديدة وكذا ترقية التسيير الدائم للموارد الطبيعية

لريفيةماهي الميادين التي يشملها المشروع الجواري للتنمية ا

يتضمن المشروع الجواري للتنمية الريفية إنجاز مشاريع ذات إستعمال الجماعيالطرق، اإلنارة العمومية، التزويد بالمياه الصالحة للشرب، المنشآة التربوية و (

ممولة عن طريق موارد الدولة وإنجاز المشاريع ذات اإلستعمال )إلخ...الصحية

ثمين اإلنتاج، وحدات تربية الحيوانات، المؤسسات الصغيرةاآلبار، ورشات ت( الفردي

.و التي تدعم من طرف الصناديق العمومية )لإلنتاج و تأدية الخدمات

:المشروع الجواري للتنمية الريفية

يستمد هذا المشروع طابعه الجديد في كونه أداة عملية تسمح بتدخل مختلف

المجموعات الريفية، المنتخبين ( و متكاملة الفاعلين في التنمية الريفية بصفة منسجمة

في الوسط الريفي وتجنيد مختلف الموارد و الوسائل )المحليين اإلدارة الالمركزية

:المتاحة يقوم على

مبادرة المجموعات الريفية المعنية التي تشارك في كل مراحل التحضير و

صياغة البرامج وفي تمويلها و تنفيذها

دارة الذي يرافق السكان في كل مراحل المشروع إبتداء من العمل الجواري لإل -

.من مرحلة المبادرة به إلى صياغته و إلى تنفيذه

نظام الالمركزية في إتخاذ القرارات مصادقة المجموعات الريفية بنفسها على -

.المشاريع ثم من طرف رئيس الدائرة و الوالي و الحصول على دعم الدولة .شهر 12تنفيذ النشاطات المقررة منذ عدم مجاوزة آجال - إدماج المرأة في تحديد نشاطات التنمية الواجب القيام بها -

107

:كيف يمول المشروع الجواري للتنمية الريفية

( يمول المشروع الجواري للتنمية الريفية عن طريق مختلف الموارد العمومية

)ق القطاعية للمساعدة و الدعمالميزانيات القطاعية، الميزانيات المحلية، الصنادي

القروض البنكية ذات الفوائد المخفضة و عن طريق المساهمات الشخصية

.ألعضاء المجموعات

: التي تواجه القطاع الفالحي في الجزائر المشاكل -7

تتجه نحو تطوير الفالحيةأال وهي أن التنمية ،في البداية نشير إلى مالحظة هامة

التي هي بأمس الحاجة إلى إهتمام ،في المناطق الريفية ي خاصةالفالحالقطاع

:التالية كبير نظرا للمشاكل

:المرتبطة بظروف إستغالل الموارد الطبيعيةالمشاكل *

شخاص لألوبشكل رئيسي العقار الفالحي فغياب السند القانوني بوصفه إجراء

.المعنيين هو في حد ذاته عائق ينبغي إيراده في هذا المجال

باإلرتباط مع هذا الجانب فإن مشكلة العقار المخصص للبناء، و تسليم رخصة و

البناء في الوسط الريفي تستحق عالجا خاصا يرفع الحرج عن هؤالء السكان

الموجودين أصال في وضعية غير مالئمة فسواء تعلق األمر بالحالة األولى أو

.الثانية :الحبوب مشكل *

السياسة بأن" حين الجزائريينلعام لإلتحاد الوطني للفالهذا ما وضحه األمين ا

مشجعة، واصفا إياها بالتعجيزية رالمنتهجة من طرف ديوان الوطني للحبوب غي

.أحيانا و اإلبتزازية أحيانا أخرى

وجه في أن كثير من األسباب التي كرست ظهور عدد كبير من العراقيلو

ل فترة الحرث ونفس الشيئ من المعاناة بعد الفالحين أثناء بحثهم عن البذور خال

108

فترة الحصاد بغرض تسويق الحبوب المنتجة لدى الديوان، هو غياب إطار

.للتشاور بين هذا األخير و الفالحين

كما أن الديوان الوطني للحبوب يمارس وصاية تامة على التعاونيات الفالحية

أن يتم خلق فرص أكبر ولهذا البدالتي بدورها تقوم بالوساطة مع فئة الفالحين،

. للتقاطع بين الديوان الوطني و أهل المهنة

:افـر الجفـخط *

تكبدوا قد المنطقة الشمالية واهذا ما أشارت إليه مديرية المصالح الفالحية أن فالح

، حيث تشير التوقعات أن معدل اإلنتاج الفالحي ال )فمثال والية تبسة( إنتكاسة

ي الهكتار الواحد، و هو أسوء معدل شهدته المناطق الفالحية ف رقنطا 50يتعدى

المنتوج قد إنخفض بشكل من %70 سنوات و تشير اإلحصائيات أن 4منذ

ه بالجفاف و تساقط البرد و السيول الجارفة و رملموس و محسوس نتيجة تأث

ة الموسم و هي العوامل التي خيبت آمال الفالحين الذين توقعوا مع بداي الفيضانات

)1(.الفالحي تحقيق أرباح معتبرة

:رادـة الجـمكافح *

مليون دوالر التي أعلنت الدول المانحة على 32أكد وزير الفالحة أن ما بين

مليار دوالر منحتها 11تقديمها لدول إفريقيا لمكافحة الجراد لم يصل منها سوى

ول الغنية تأخرت كثيرا في منظمة األغذية و الزراعة لألمم المتحدة ، وقال أن الد

تقديم الدعم في الوقت الذي وصلت فيه أسراب الجراد إلى المدن وداخل المنازل

كما حدث في موريتانيا وذكر أن الجزائر لم تتلق أية مساعدة من البلدان المانحة

مليار 16وقامت بعمليات مكافحة تشهد لها كل البلدان، حيث أنفقت ما يفوق

)2(.2004- 2003دينار بين سنتي

.6ص -4741عدد 2006جوان 29جريدة الخبر الصادرة الخميس -1

.5ص 2006أكتوبر 11جريدة الفجر الصادرة -2

109

:آالف اآلالت الفالحية تعاني الكساد *

بحيث تعرف مختلف – ماليةمشاكل –من بين المشاكل التي يعاني منها الفالح

ء أسعارها، مما يجعل المؤسسات المنتجة اآلالت الفالحية من جرار و محرك غال

.لها تعاني من أجل تسويقها

فمثال على مستوى مركب الجرارات و المحركات بقسنطينة بإعتبار هذه الشركة

.يفوق ألف قطعة من جرار ومحرك تعرف هذا النوع من اإلشكاالت، يوجد ما

: ة النقاط التاليةباإلضافة إلى كل ما أشرنا إليه مسبقا من عراقيل يمكن إضاف

عوائق مرتبطة بتسويق المنتجات الفالحية* مسألة اإلتصاالت و المواصالت *التنمية مسألة تكييف مؤسسات قطاع الصناعات الغذائية مع إنشغاالت إستراتجية*

الفالحية

:أهمها أخرى مشاكل

غياب سياسة لإلرشاد الزراعي -

.فء المختص في مجاالت اإلرشادغياب الدعم المالي للعنصر البشري الك -

.ضعف العالقة بين المرشد والفالح -

110

:الحلول المقترحة -8

بعد العرض الذي قدمناه في المباحث السابقة، من إمكانيات و مخططات ومشاكل

وجب علينا إقتراح مجموعة من الحلول التي يمكن أخذها بعين اإلعتبار في

.عرفها المخطط الوطني للتنمية الفالحية محاولة لتدارك النقائص التي

:فيما يخص العوامل الطبيعية*

) فيضانات، الجفاف التصحر(لطبيعية التخطيط المستقبلي لمواجهة الكوارث ا -

وهذا من خالل إعطاء أهمية أكثر للتغيرات المناخية و المحافظة على التوازن

.ياإليكولوج

اعي في الجزائر وذلك من خالل التركيز إنجاز مشاريع تتماشى و المحيط الزر -

.على التباين في األقاليم التضاريسية التي تتميز بها الجزائرالمحافظة على المساحات الصالحة للزراعة و تفادي قدر المستطاع إقامة -

.مشاريع سكنية في مثل هذه المساحات .اإلسغالل األمثل للموارد المائية خاصة في مجال السقي - .افضة على التنوع البيولوجي و محاولة توظيفه في القطاع الفالحيالمح - :فيما يخص المشاكل البشرية*

السعي نحو تشغيل أكبر عدد من اليد العاملة في القطاع الزراعي وهذا بفضل -

تشجيع سكان المناطق الريفية على اإلستقرار و عدم هجرة األرض التي إن

.لتحسين مستواهم المعيشي إهتموا بها كانت المصدر الحقيقي

القيام بإنجاز مشاريع السكانات الريفية تتماشى و التحوالت اإلقتصادية و -

.اإلجتماعية التي تعرفها الجزائرتكوين يد عاملة مؤهلة و قابلة للتجديد مدركة بالتحوالت التكنولوجية الحاصلة -

.في الدول المتقدمة

111

.مثل في تحديد األهدافإعداد سياسة لإلرشاد الفالحي تت -

.تحديد الهيئات المختصة باإلرشاد و العمال المكلفين بهذه المهمة -إعطاء فعالية لإلرشاد بإعداد إستراتجية شاملة لتطبيق البرامج مع تحديد آليات -

.الربط و التنسيق بين نشاطات البحث الزراعيالمخصصات المالية تطوير فعالية أجهزة اإلعالم العلمي والتقني و توفير -

.الالزمة لذلك :لمشاكل التقنيةلحلول * ضرورة تجديد حظيرة المعدات الخاصة بالقطاع الفالحي من إنتاج مراقبة و -

نقل و تسويق و تحويل

البحث عن إمكانية إدراج تقنيات جديدة بغية زيادة كمية اإلنتاج و تحسين -

نوعيته

:لمشاكل الماليةل حلول *دة من المبالغ المالية المخصصة للدعم الفالحي في مشاريع تحقق نتائج اإلستفا -

إيجابية

تشجيع المبادرات الفردية فيما يخص اإلستثمار في القطاع الفالحي - :مشاكل القانونيةللحلول * ضرورة التعجيل بحل النزاعات القانونية بين مختلف الجهات فيما يخص العقار -

....راعيالفالحي، اإلستصالح الز

البحث عن صيغ قانونية جديدة لسد الفراغات الموجودة في التشريع الجزائري -

الخاصة بالقطاع الفالحي

:مشاكل إقتصادية و سياسيةحلول لل* التخطيط بجدية للدخول ومواجهة سياسة إقتصاد السوق -

لوقوع فياإلهتمام بالدراسات المستقبلية الخاصة بالقطاع الفالحي وهذا لتفادي ا -

.أزمات مفاجئة

112

وضع رؤية مستقبلية لما بعد المخطط الوطني للتنمية الفالحية -ضرورة الربط بين كامل حالقات التنمية اإلقتصادية من مدخالت حركة اإلنتاج -

.مخرجات تسويق إستهالك و تجارة خارجية

113

:خالصة

األخير لهذا البحث إستخلصنا مجموعة منا من خالل دراستنا لهذا الفصل الثالث و

:من أهمها نذكر ما يلي المالحظات و اإلستنتجات،

:المالحظات -1

هي عبارة عن تحدي بين الجانب 2007- 2000إن الفترة التي مرت منذ -

النظري و المتمثل في المخطط الوطني للتنمية الفالحية و الواقع الذي هو

.2000قة منذ اإلستقالل إلى غاية سنة عبارة عن تراكم التجارب الساب

إن للتحوالت الدولية و الوطنية التي ميزت هذه الفترة كان لها أثر واضح على -

القطاع الفالحيلقد كان للتطور الحاصل في القطاع الفالحي أثر واضح على حياة الفرد -

الجزائري :اإلستنتاجات -2 ختلف القطاعات األخرىم بإنعاشإن تنمية القطاع الفالحي ال تتم إال - العبرة ليست في التخطيط و التأليف لكن األهم هو في التنفيذ -يمكن إصداره مادام الزال ساري الحكم النهائي بنجاح أو فشل هذه التجربة ال -

.المفعول

114

:اتمةـخـالبإعتبارها سلسلة مترابطة من الظواهر ، هذالقد أصبح للدولة دورا وظيفيا

و تتضمن هذه الظواهر تحرير األسواق و خصخصة األصول و اإلقتصادية

.إنسحاب الدولة من أداء بعض وظائفها خصوصا في مجال الرعاية اإلجتماعية

إن نشر التكنولوجيا و التوزيع العابر للقارات لإلنتاج المصنع من خالل

عتبر اإلستثمار األجنبي و التكامل بين األسواق الرأسمالية، إضافة إلى أنها ت

التداخل الواضح في أمور اإلقتصاد و اإلجتماع و السياسة و الثقافة و السلوك

الحدود السياسية للدول ذات السيادة الوطنية أو اإلنتماء إلى على دون إعتداء يذكر

.وطن ال

وقد شهدت الجزائر خالل السنوات األخيرة العديد من التحديات، على جميع

تصادية ، اإلجتماعية وحتى الثقافية إستدعت بذل المزيد المستويات السياسية، اإلق

ةحدوث مجموعمع الوضع هذاتزامن و .من المجهودات من أجل البناء الوطني

والبناء مشروع المصالحة الوطنية( على الصعيد الداخلي سياسياالتغيرات من

ة خوصصة المؤسسات العمومية، خلق المؤسسات الصغير (إقتصاديا )المؤسساتي

إجتماعيا تغير )والمتوسطة، تشغيل الطاقات الشبانية، اإلهتمام أكثر بالقطاع الفالحي

السلوك الفردي و الجماعي ألفراد المجتمع الجزائري نتيجة للتحوالت السابقة

الذكر حيث أصبح المواطن أكثر وعيا عن ذي قبل، هذا ما أثر بشكل أو بآخر

.يعلى البنية الثقافية للمجتمع الجزائر

،فقد تجسدت في تحسن الموقف الدولي نحو الجزائر ،أما على الصعيد الدولي

وهذا من خالل المشاركة الفعلية في المحافل الدولية منها التفاوض من أجل

كذلك إبرام إتفاق الشراكة مع اإلتحاد ،اإلنظمام إلى المنظمة العالمية للتجارة

115

لساحة الدولية و اإلنفتاح على األوربي وهذا يعني عودة الجزائر بقوة إلى ا

.األسواق الخارجية

والجزائر تسخر بالموارد الطبيعيةفالمعلوم أن أي تقدم البد من وجود إمكانيات،

بحيث ؤهلها أن تكون في مصاف الدول المتقدمة،لتي تمالية االمادية وال ،البشرية

ن هكتار يمكن مليو 40مليون هكتار وهي المساحة الجزائر نجد منها 238على

5،7تمثل سوى والمساحة الزراعية المستغلة ال ،لها أن تأتي مردود زراعي

مليون هكتار بحيث إذا وزعنا هذه المساحة على عدد السكان نجد أن لكل فرد

تمثل إال ال 2020و % 0،19تمثل إال ال 2010هكتار وفي سنة 0،24

0،17.%

هذا حسب مليون نسمة 33ـ ب في الجزائرذلك يقدر عدد السكان إلى باإلضافة

.2006إحصائيات سنة

إن واقع الفالحة الجزائرية يستدعي إعادة بعثه من جديد، لخدمة اإلقتصاد

الوطني، شريطة إتباع أسس سليمة منبثقة من الواقع، وعدم ترك السوق الوطنية

جانب، لجعل حكرا على المنتجات المستوردة أو المصدرة من قبل المستثمرين األ

السوق الجزائرية موطنا لها، في ظل تقاعس القطاع الفالحي الجزائري و تحطيم

.بنيته

لتزايد في عدد اإلطارات إال أنه لم يكن له تأثير على المستوى اإلنتاج و او رغم

:ذلك لألسباب التالية

.الطابع النظري للتكوين مما ال يسمح بإدماج اإلطارات بوسط الفالحين -

عاملهم مع الفالحين بأسلوب األمر و النهي و عدم أخذ خبرتهم الميدانية ت -

.الطويلة بعين اإلعتبار

مرات 4 ـإختالل التناسب بين مستويات التكوين إذ تضاعف عدد المهندسين ب -خالل المخطط الرباعي الثاني بينما لم يتضاعف عدد التقنيين إال مرتين فقط، مما

116

بينما تعتبر منظمة األغذية ½ بة بين المهندسين والتقنيين أدى إلى أن تصبح النس

.3/1والزراعة أن النسبة المثلى

إنحراف اإلطارات المتخرجة نحو المهام اإلدارية بعيدا عن مواقع اإلنتاج -

.المباشرة

.تسرب اإلطارات المتخرجة نحو القطاعات األخرى األكثر ربحية -

ستراتجي بكل الوسائل المادية و البشرية، وإعادة وعليه يجب تدعيم هذا القطاع اإل

تشييد اإلقليم الفالحي و المحافظة على الموارد الطبيعية والتي من شأنها الدفع

بعجلة التنمية الزراعية المستديمة عن طريق إستخدام المؤهالت العلمية الحديثة

.في مجال الزراعة، و اإلستعمال األمثل للتكنولوجيات الحديثة

سنة إلى يومنا هذا الجزائر حقيقة تغير وجهها، فهي تواجه اليوم نمو 1962نذ م

ديمغرافي متزايد من جهة و كيفية حماية الموارد من جهة أخرى التسيير العقالني

نسمة سنويا بحيث نسبة الشباب 600.000للموارد المالية بحيث معدل الزيادة هو

1998من تكوين تعليم و تشغيل في سنة تحتاج إليه باإلضافة إلى ما %55تمثل

من إجمالي السكان يتمركزون في % 60آخر إحصاء للسكان وجد أنه أكثر من

من وهنا لدينا الكثير ما نقوله في %30 تمثل يةالشمال على مساحة التراب

.الموضوع

والتي من بينها حوالي ،مليون هكتار 238إن المساحة اإلجمالية للجزائر تقدر ب

2007بحسب اإلحصائيات المقدمة في جانفي صالحة للزراعة اليين هكتارم 8

وهي جد ضئيلة مقارنة بدول أخرى سائرة في طريق النمو ولها تقريبا نفس

.مساحات غابية و تنوع بيولوجي ،القدرات من موارد مائية

العامل البشري وهو الذي يعتبر المحرك األساسي للنشاط الزراعي ولكن هذه

ذات كفاءةقة الشبانية العاملة تحتاج إلى تكوين وتأهيل فلماذا ال ننتج يد عاملة الطا

فنحن حقيقة نجهل ما (مستوى علمي عالي كما هو الحال في الدول المتقدمة و

117

يمكن أن تعوده علينا الفالحة من خيرات وخاصة حينما يتعلق األمر باألمن

).الغذائي

ي ال تشير إليه الكثير من الدراسات ونحن أما الجانب المالي فهو الجانب الذ

نالحظ أن الميزانية المالية السنوية هي في زيادة مستمرة من سنة ألخرى

خصص للقطاع الفالحي باإلضافة إلى ما يسثتمره القطاع الخاص في هذا المجال ت

.خاصة خالل العشر سنوات األخيرة

الوطني للتنمية الفالحية فهي أما عن المبالغ المالية التي تدخل في إطار المخطط

.المستتمرات الفالحية تمس إستصالح األراضي جد معتبرة موجهة للفالحين و

من المساحة % 3تمثل إال إن المساحة الفالحية المستغلة في الجزائر ال

اإلجمالية، حيث تصنف الجزائر في المراتب األخيرة لدول حوض البحر األبيض

.بالتوزيع السكاني المتوسط خاصة إذا قارنها

ساس هي زراعة مطرية، حيث أن المساحات المروية هي األكما أن الزراعة في

النباتية تستورد لتلبية نتجاتفي حين نجد أنه هنالك كميات كبيرة من الم جد قليلة

.الحاجات اإلستهالكية

المالحظ بأن هذه المساحات الزراعية هي في تراجع من سنة إلى أخرى وهذا و

:ائد لألسباب التاليةع

.الظروف المناخية، المتمثلة في ضعف معدل التساقط خالل فصول السنة*

نقص الموارد المائية الالزمة للزراعة و دعم اإلستغالل األمثل للطاقة المائية *

.المتوفرةإرتفاع أسعار مدخالت اإلنتاج الزراعي ووسائل اإلنتاج منذ التسعينات بسبب *

ما أثر بشكل كبير في تراجع المساحة المحصوليةرفع الدعم م

118

بالرغم من المجهودات التي تبذلها الدولة لزيادة اإلنتاج، فمن األهداف التي تصبوا

.اإلدارة لتحقيقها هي البحث عن حلول لتحسين اإلنتاج كما ونوعا

ي، الفالح العقار بمشكل تهتم أكثرفما ينقصنا هو التفكير مليا في سياسة فالحية

زالت ولحد اآلن لم تقدم كل ما تملك من ونحن متأكدين بأن األرض الجزائرية ال

.إمكانيات

هي فكرة قوية إذا نجحت في ،السياسة الفالحية الجديدة على هذا المستوىإن

اإلنتقال من نظام اإلنتاج اإلستهالكي نحو التصدير من فالح منتج إلى فالح منتج

دة هدفها هو محاولة تحقيق اإلكتفاء الذاتي وتحقيق هذه الفكرة الجدي ،ومصدر

:لتحقيق هذه األهداف ركزنا على ، و التوازن بين اإلنتاج و اإلستهالك

العدالة اإلجتماعية *

مرافق المصلحة العامة *

المحافظة على الثروات الوطنية*

تصليح اإلختالل الجهوي *

.المحافظة وتنمية نظام التشغيل *