voices #1, 2015

لخامسة السنة اادس السد العد أصواتل جوابرة تصوير: نضا

Upload: the-freedom-theatre

Post on 23-Jul-2016

222 views

Category:

Documents


2 download

DESCRIPTION

The Freedom Theatre's youth magazine

TRANSCRIPT

Page 1: Voices #1, 2015

السنة الخامسةالعدد السادس

أصواتتصوير: نضال جوابرة

Page 2: Voices #1, 2015

1235678910121314151617181920

احملتويات

تحرير: منال فزع و سعاد شواهنةإشراف و تصميم المجلة: محمد معاوية

مفهوم املقاومة الشعبية

لكن ال مكان للجبناء بني أهل القرية

أخبار مسرح احلرية

ابنتي تدعى صمود

طموح

املقاومة الشعبية في توانة

هنا األغوار

اجتياح

طعم آخر للنجاح

أريد أمي

طفولة ثم إصرار

األغوار توانه النبي صالح وبالعكس

أشجار وذكريات

التحدي

املرابطات هن اجلبارات

طابون أم اخلير

صدى األماكن

أمهات ثائرات

سعاد شواهنة

منال فزع

منال فزع

سعاد شواهنة

منال فزع

سعاد شواهنة

سعاد شواهنة

سعاد شواهنة

منال فزع

منال فزع

منال فزع

سعاد شواهنة

سعاد شواهنة

منال فزع

منال فزع

سعاد شواهنة

منال فزع

1

الوقوف ضد االعتداء والمعتدي لمقاومته عن طريق عدم التعاون واإلضراب والمقاطعة، والمقاومة الشعبية بمعناها اإلجرائي تجعل من كل فرد مقاوما تبعا لموقعه، إذ يشارك جميع شرائح المجتمع في هذا النوع من المقاومة من خالل االحتجاجات الجماعية ،المواكب،

التجمعات الشعبية، المسرح والموسيقى، واألعمال الرمزية، والمقاطعة االقتصادية، والتصريحات الرسمية، و تكريم الشهداء.

شخصيات عالمية استخدمت المقاومة الشعبية سبيال للتحرر

مارتن لوثر كينج

زعيم أمريكي من أصول إفريقية وناشط سياسي إنساني، وأحد المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السود، وفي عام 1964 حصل على جائزة نوبل للسالم، وكان أصغر من يحوز عليها. اغتيل في الرابع من أبريل عام 1968، واعتبر مارتن لوثر كينج من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق اإلنسان.حيث حارب مظاهر التمييز ضد الزنوج كمنعهم من الجلوس في الحافالت إال في الخلف و إجبارهم على ترك المكان في حال دخول رجل أبيض. واتخذ كنج هذا األمر وسيلة للكفاح الالعنيف عن

طريق مقاطعة السود للحافالت، وقد استمرت هذه المقاطعة ما يزيد عن سنة اعتمد فيها الزنوج على أساليب سلمية عديدة.

مهاتما غاندي

هو الزعيم الروحي للهند، والزعيم الروحي للثورة السلمية التي أدت إلى استقالل الهند عن بريطانيا. وهو رائد الساتياغراها وتعني العصيان المدني. وقد استخدم ذلك في جنوب إفريقيا ثم عاد واستخدمها في الهند عام. 1915 قام بتنظيم مجموعة من االحتجاجات من قبل الفالحين والمزارعين اعتراضا على الضرائب المفرطة والتمييز في المعاملة، كما بدأ حملة لتحقيق الوئام الديني وتدعيم حقوق المرأة ونبذ الفقر. بعد تجربة غاندي في جنوب أفريقيا ضد التمييز العنصري، عاد إلى الهند وهو يفكر بطريقة للخالص من االحتالل البريطاني وتبني الطرق السلمية التي تضمنت أشكاال من حركات التمرد والعصيان المدني والمقاطعة للنسيج اإلنجليزي و كسر قانون الملح - وهو القانون الذي كان يقضي بفرض ضرائب على الملح الذي تنتجه الشركات البريطانية فقط - وتوجه إلى

البحر ليستخلص الملح منه ودعا الشعب الهندي للمشاركة في هذا األمر وفي عام 1930 كانت مسيرة الملح وامتدت 26 يوما.

مفهوم املقاومة الشعبية

بدعم من

Page 3: Voices #1, 2015

2

ال مكان للجبناء بني أهل القرية

منال فزع

لكن

تصوير: أسيل أبو بكر

على مدخل القرية جاءت الشاحنة التي ترمي المياه العادمة في كل مكان، على األسطح واآلبار واألشجار حتى أنا لم أسلم منهم، حينما تصديت لهم مع الشباب هاجمنا جندي اختبأ خلف الشاحنة، وبدأ بإطالق النار باتجاهنا، فخانتني اإلصابة في قدمي ولم أستطع الهروب، عجزت عن الركض، والصراع أكل تفكيري، أريد أن أتجاوز عن الظلم وأكسر الوجع، و لكن لم أستطع، فغسلتني الشاحنة

بالمياه المخضرة التي ال وصف لبشاعة رائحتها. أقوى على وجعي وإصابتي بحب النبي صالح، ال أريد أن أخسر قدمي، لكن ال مكان للجبناء بين أهل القرية، أصبت ست مرات وفي أول مرة كان عمري 11 سنة، رأيت الموت عدة مرات في غرفة اإلنعاش، وهناك رصاصة ال تزال في قدمي، صرت لما أراهم

يهاجموننا أرتجف، وعلي أن أتقدم وأتصدى لهم. أنا وهو وهي وكل سكان النبي صالح مستهدفين، إن كنت على الجبل أو في المدرسة أو تغني بصوت عال حرقة الوطن، أو حتى

تذهب لزيارة أقاربك سيهاجمونك، ويعكرون صفو يومك، ألن غايتهم إيذاءنا حتى عيوننا ال يجوز لها أن تلمع فرحا بأي شيء.حينما يكون الوجع كبيرا ال يمكننا أن نحبسه بداخل قارورة زجاجية أو حتى بالستيكية مرنة، فاالحتالل نقمة حريتنا التي نحلم بها كل يوم جمعة على الجبل أو البوابة، وروح األطفال المشاكسة تصارعنا تريد الخروج واللعب دون الغازات الخانقة، لكننا رجال نتحدى الظلم والقتل واالعتداءات التي ال تترك لنا شبرا وال نفسا بيننا إال وتقتحمه، نستغل آخر حجر موجود على األرض ونضربه

أنا وصديقي في النضال، علنا نهز أجسادهم الرثة، ومهما كثرت اإلصابات والوجع كبير، الضربة التي ال تقتلك، بالطبع ستقويك.

أخبار مسرح احلرية

معرض “حرية” : نطم مسرح الحرية معرضا للفن التشكيلي بعنوان “حرية” وجاء افتتاح المعرض بعد دورة تدريبية شارك فيها عدد من الفنانات

الشابات، إذ خضعن لتدريب ممنهج علمي حول الرسم واستخدام األلوان الزيتية والرصاص.

مسرحية الحصار: افتتح مسرح الحرية في الرابع من نيسان مسرحية الحصار، بالتزامن مع الذكرى الرابعة الغتيال جوليانو مير خميس - مؤسس مسرح الحرية ومديره في العام 2011، كما تزامن افتتاح المسرحية أيضا مع ذكرى اجتياح السلطات اإلسرائيلية لمخيم جنين في

العام 2002، وحصار كنيسة المهد في بيت لحم. مسرحية الحصار تعرض مجموعة من القصص الحقيقية لمقاتلين مستوحاة من تجارب المقاتلين الذين حوصروا في كنيسة المهد خالل االنتفاضة الثانية عام 2002، حيث التقى مخرج المسرحية نبيل الراعي بعدد من المقاتلين الذين تم نفيهم إلى أوروبا، واستمع إلى قصصهم ونقل جزءا من صمودهم خالل هذا الحصار في عمله المسرحي حصار بمشاركة المخرجة البريطانية زوي الفرتي. مثل هذه المسرحية ممثلو مسرح الحرية الذين كبروا خالل االنتفاضة الثانية، وعاشوا حياتهم تحت االحتالل، كما شارك في التمثيل الضفة الحصار في مناطق مختلفة في المحتلة عام 1948. عرضت مسرحية الغربية واألراضي الضفة الممثلين من عدد من الغربية، والقت صدى واسعا في وسائل اإلعالم المحلية، كما عرضت المسرحية خالل جولة مسرح الحرية في المملكة المتحدة

وهذا حقق انتشارا عالميا للمسرحية، وترك أثرا مميزا وردود فعل عالمية مثيرة.

مخيم صيفي لألطفال: المخيم بين 2015/7/26 وحتى 2015/8/5 وتضمن الفترة في أيام استمر عشرة الحرية مخيما صيفيا لألطفال، أقام مسرح

تدريبات حول الدراما والمسرح واستخدام اللعب في التعليم.

3

Page 4: Voices #1, 2015

5

وانثنى، الجدار في صدأ كمسمار المشدودة اإلرادة تغرك ال العنف بشكل تحتفظ تزال ال والعيون التجاعيد، تملؤه فالوجه ترحم، وال الخيمة في قاسية الشمس هناك، الدبابات واندفاع وصورة أبي وأمي في المكان الذي نتنقل حتى نجمع دفأنا وقوتنا والوطن، هنا الحديدية جنة منحني إياها ربي على أرضه، لكنها

الجنة القاسية الموحشة كما االستيطان. الهدم، عملية في القياسي الرقم صاحب بشارات صقر أبو بيننا أكثر، حاليا المستوطنة أقرب على أبني يهدمولي وأرجع العملية ست مرات وإرادتي ما ضعفت، 400 متر، وتكررت إبن أنا متلي، يضعف رح غيري وأرحل أضعف رح أن إذا

الحديدية وفش قوة بتطلعني منها. بين من ألنها المي الضابط صهريج صادرلي هدمة أول في األشياء الي بتحيينا، وفاوضني على ورقة تنازل عنه إذا طلعت من الحديدية، حكالي ارحل من هون ورح تأخذ حقك بالكامل، قلت له مبروك عليك، سألني شو يعني ، قلت له من الحديدية مش

ابنتي تدعى صمود

طالع، الرزاق هو هللا والمي من السماء، لو قطعت عني المي دائما المستوطنين كثير، خير هللا العطش من أموت رح مش قراب إنهم بحجة بوخذوهن أو للغنمات مسمم حشيش بحطوا عالمستوطنة، حتى إذا سمموهم بقني غيرهم، أنا زرعت شجرة األرض منمكن إحنا حسابي، على وبسقيها بالحديدية الزيتون

وحق وجودنا بشجرة الزيتون. في 2002 ثاني هدمة كانت الدنيا شتاء أجى مسؤول اإلدارة عبيتك ت��روح لما سألته عسكري، مسؤول وبجانبه المدنية ويشوفوك أوالدك مغبر رح يسألوك وين كنت، رح تقلهم كنت الوقت وبنفس الفرح، من يطيروا ورح فلسطينية ببيوت بهدم رح يسألوني أوالدي مين هدملنا بيتنا رح أقلهم اإلسرائيليين ولما

يعرفوا قديش حاولوا يشردونا رح يضلهم يقاوموكم للموت. وفي ثالث هدمة، عرض علي أنور الضابط الدرزي انتقل على عاطوف أو عالمالح بس رفضت، كنت وقتها محضر خيمة من وتفاجئوا علي رجعوا وعاودوا نصبته هدموا ما بعد الخيش، كيف نصبته بالسرعة هاي، قلت له لو تهدم مئة مرة رح أرجع

أنصب الخيمة. في 2005 كانت رابع هدمة، أجى جيب التنظيم بالليل نادى علي

الجندي: أبو صقر معك 24 ساعة، اخلي. الحمل، أروح معهم وال وقتها احترت زوجتي صابها مخاض أبقى أتصدى للهدم، وقررت أروح مع زوجتي على المستشفى ومن بجيتها، قلوبنا كبرت إلي بنتي صمود بأذن أكبر عشان وصمدت بصمود كبرت وفرحتنا أكثر، وإحنا صامدين وقتها الخيمة معنا أكثر، فش مكان بوسعنا بالعالم قد خيمتنا، بكفي إنها

على أرضي وأرض أبوي وجدودي. في الهدمة الخامسة كان إرادتي أقوى مش رح أبين إني ضعيف قعدت ش��اي، كاسة تعمل لزوجتي قلت ومعصب، ومغتاظ بوجه ابتسامتي بس تهدم، جاي مقابلتني والدبابات وشربتها

قهرهم بتهز كل وجود اليهود. آخر هدمة قربت عالمستوطنة أكثر مش رح أتراجع عن مكاني وحقي باألرض هاي، فش أرض بتوسعني أكثر منها، ال400 نقهرهم هدفنا وراه��ا، إلي بالهدمة ينقصوا رح أكيد متر

بوجودنا وصمودنا. الحياة الكريمة إنك تعيش بحرية، شح المي والكهرباء والخدمات بأرضك، وتبقى تقاوم إنك بساوي ما شيء وكل الصحية صحيح ما عايشت التقدم الموجود، لكن إذا بدنا ننصاع للسياسة قرارات بحسب فيها، نضل ممنوع كلها فلسطين اإلسرائيلية كلهم غير شرعيين، الحديدية في 2006 سكان العدل محكمة وممنوع عنا كل شيء، بس وال قوة بتزحزحنا عن بلدنا وخيمتنا.

4

منال فزع

تصوير: براء شرقاوي

يف 2005 كانت رابع هدمة، بالليل التنظيم جيب اأجى نادى علي اجلندي: اأبو �صقر

معك 24 �صاعة، اخلي

Page 5: Voices #1, 2015

7 6

كان لألسماء وقعا مختلفا في روحها، عاشت أيامها تسمع صوتا يناديها، قضت اللحظات تعد لزفافها من أحد أبناء الجوار في خلة المية، ثوبها األبيض، أحمر الشفاه الكرزي، وابتسامة مختلفة رسمها على شفتيه كانت كافية الكتشاف روح أخرى، ومكان آخر. دفعها القدر إلى تلك األسئلة عن قرية في الجوار، كانت تسمع جدتها تدعوها” توانة”، سعادة لم يترجمها إال العناق بدت على كأن هناك، قديما بيتا وعائلته لزوجها أن حين عرفت وجهها لروحها عمرا آخر، دفعت نفسها إليه إذ قررت السكن في بيت وعلقت أوانيها، أروقتها، رتبت نفسها، أعدت العتيق، العائلة شباكها وتركت مطرزة، وأوشحة والصور، اللوحات، بعض الخشبي مواربا على فناء ترابي واسع ال زالت تفكر بزرعه، أي ورد يناسب طوب البيت القديم، حجارته العتيقة، وشبابيكه الخشبية. ببسمة مساحة ضيقة، تصنعه الذي الدفء بهذا المكان يوحي تتركه مسافة انتصار إحساس غربة الكلمات طوت وكثير من بضع كيلو مترات بين قريتها ومنزلها الجديد. تكتشف في األيام روحا أخرى، كانت تنتظر مولد ابنتها فرح، تسمع ارتداد صوت في العيادة إلى الطبيب حضور تنتظر إذ روحها، في الوقت زيارته األسبوعية، فال يوجد عيادة دائمة وطبيب يتواجد يوميا البلدة، تجتاز انتصار تلك المسافة القصيرة الطويلة في آن في و فرح”، جنينها” على لالطمئنان القلق يدفعها حين يطا إلى تستعين بأحد الجيران ليقلها بسيارته، إذ ال يوجد مجمع للسيارات

العامة، وال سيارات عامة في مكان بهذا الصغر والهدوء. كان مكانها مساحة للحلم، للتأمل، للولوج إلى الروح، غنت لفرح، انتصار حلم بدأ هكذا أفضل، بلحظات لها حلمت بها، فكرت

حدثنا عن وجودك هنا؟سكنت في توانة بعد جدي وأبي، بلدنا بالتركية تعني “استنى”، في ولدت أنا قرية، ل25 الجنوب لمنطقة بوابة هي وبالطبع مغارة وحتى اآلن أحافظ عليها منذ زمن جدي، ورثت غرفتين قديمتين عن جدتي، فحميتهما بتراث األجداد وفلسطين، وهدفي أن أعلم أبنائي أن يبقوا هنا ويتمسكوا بهذه األرض، نحن نعيش هنا عن جد جدنا، ولن نغادر، من الصعب أن تترك مكانا عشت

فيه ونشأ قلبك على حبه.

ما هي أبرز مواجهة لك مع المستوطنين؟ أو ومثلها صغيرة كبيرة، يوجد خمس مستوطنات منطقتنا في عشوائية تدعى ”كرفانات”، التي تسبب لنا مشاكل دائمة ؛ كتسميم

اآلبار، وتخريب المزروعات، والسيطرة على األراضي. في 2005 قمنا بتشكيل نواة حتى نقاومهم بعدما رأينا سيطرة في لألرض توجهنا لهم، المستمر الجيش ودعم المستوطنين للحصاد، أيار شهر في توانة بعد تقع التي الخروبة منطقة واألرض بحسب الخرائط هي من حقنا لكن قربها من مزرعة المستمرة، المواجهات لنا تسبب كانت “ماعون” مستوطنة وآخرون األغنام لرعي اآلخر والبعض للحصاد بعضنا ذهب هجموا وكالمعتاد المفاجئ، المستوطنين هجوم من يحرسوننا علينا وأبلغونا بأن علينا أن نغادر المكان، فتغلبنا عليهم بالكثرة والكاميرات التي توثق األحداث، وجاء جيش االحتالل بعد وقت المكان، نغادر حتى فحدثني يجيبوه، ولم للناس فتوجه قصير وألجل الحظ كنت أحتفظ بخارطة تثبت أننا في أراض تابعة لنا باالنسحاب خالل يستجب وهددنا فلم إخراجنا، ليس من حقهم 10 دقائق، ولكثرتنا تأخرنا باالنسحاب فاستخدموا العنف ضدنا، ومزق الضابط الخارطة واعتقلوني لمدة يومين ودفعت غرامة

بحجة التعدي على المنطقة.

ما سبب تواجد األجانب في القرية؟القرى فتضطر توانة، قرية في تعليمية سوى مراكز يوجد ال رغم توانة، في المدرسة قرية إلى أبنائها إرسال إلى القريبة تعدي المستوطنين المستمر لهم، في عام 2004 عندما تعرض أحد األمريكان الذين جاؤوا لمرافقة الطالب من قرية طوبة التي تقع بين مستوطنتين، كسر المستوطنون رجل أحدهم بالعصاة، واآلخر أصيب في وجهه فما كان من مؤسسة “سي بي تي” أن

تبعث أفراد مهمتهم توصيل األطفال لمدارسهم كل صباح.

ما دوركم كلجان شعبية في حماية حقوق المواطنين؟ففي بالتناوب، متابعة األوضاع نعمل على كلجان شعبية نحن لمتابعة فراغهم أوقات في تقريبا شبان ثالثة يتفرغ تجمع كل األوضاع، باإلضافة إلى استخدام الضغط والمناصرة للحصول على حقوقنا، ونوصل مشاكلنا للمؤسسات الدولية وللسلطة عن طريق المحاميين، ونشكل خيمات اعتصام مثلما يحدث في قرية سوسيا المهددة بالترحيل بحجة قربها من المستوطنة، واإلدارة المدنية ومؤسسة “راجافيم” لحقوق المستوطنين جمعت قواها في

تصديها لنا لكننا نجحنا في عدم تنفيذ قرارهم حاليا. وفي عام 1995 رحلوا خمسة تجمعات فاستقبلتهم قريتي توانة والكرمل لمدة سنة، وألن من حقهم أن يعودوا توصلنا للكنيست اإلسرائيلي في تل أبيب وقمنا بالمفاوضة، وتمكنا بعد التعرض القرى أهالي نعيد بأن اإلسرائيلية “الظلم” العدل لمحكمة السلمي التعايش ومؤسسة عالمية مؤسسات وناشدنا المرحلة،

“برشن دوف” لحماية المواطنين. نحن نناشد من يريد أن يعرف معاناتنا أن يأتي لزيارتنا، “الحكي

مش متل الشوف”.

سعاد شواهنة

طموح

املقاومة الشعبية في توانهمنال فزع

القرية، أبناء سيكبر فرح، ستكبر لألطفال، روضة بتأسيس كفي بين اقتراحا ووضعته شهور، تسعة الهاجس هذا سكنها رئيس المجلس القروي ورجال البلدة، فهي تؤمن أن األحالم ال تنتظر، األحالم تصنع بإرادة الروح. رممت وأبناء القرية كهفا صغيرا، لونته، رتبت أرجاءه، زينته بالرسوم، باألضواء القليلة التي تصل إلى البلدة متسللة من بلدة مجاورة، وجهزته ببعض لوجود صورة النفس في ترسم البسيطة البدايات الماء،

آخر، لحلم أكبر. بدأ مشوارهم في كهف أم كانت معلمة وملهمة لطالبها بإرادة صغير، قلق هو حلمها دوما، تعيش قلقا على طالبها الصغار، وتحيا قلقا وترقبا إذ تخشى أن يتعثر حلمها وتتوقف الروضة عن العلم، تخشى انتصار متابعة التربية والتعليم، إذ ال يصلح الكهف مكانا للطالب، بهذا القلق وهذا الحب بدأت القرية تبني روضة لألطفال، لم يكن الحصول على تمويل لبناء الروضة سهال، لكن مؤسسات دولية ساندت الفكرة، هكذا بدأ البناء ليكون جسرا للبقاء أجمل عمر لألطفال صار هكذا للمقاومة، وعنوانا والتحدي،

يحيونه، ومستقبل أكثر جماال يفتشون عنه.حين تنظر انتصار إلى روضة األطفال في طريق عودتها إلى المنزل، ال تستطيع أن تنسى ذلك اليوم الذي قضته ليال مرابطة تفترش جسدها فوق قطع الحديد، وبين أكوام الطوب لترد عن عسكرية آلة تتربص إذ روضتها، يهدد بالهدم خطرا المكان اسرائيلية في المكان. كبر الحلم بأبناء القرية ، صار روضة يقف

أبناؤها يبنون أحالمهم بروح طفل يكبر حلما.

تصوير: أسيل أبو بكر

Page 6: Voices #1, 2015

89

هنا األغوارسعاد شواهنة

تبدو المفاهيم مختلفة هذا النهار، عهد ترمي حقيبتها بعد مشقة مشي طويلة الباص تستقل أن اليوم تستطع لم الجفتلك، إلى تياسير في مدرستها من الصغير المزدحم في طريق العودة، فقد كبرت عهد، كثرت عدد الحصص الصفية التي عليها تلقيها، هكذا أصبح يفوتها موعد الباص في طريق العودة،

فتجتمع مع صديقاتها ويعدن معا سيرا على األقدام. بعد عصر هذا اليوم جلست مع صديقاتها في خيمة أعدت لعرض مسرحي بعنوان”محكمة”، اتخذت زاوية منفصلة بعيدة عن األوالد وشغبهم كما يفعلن في الصف، إذ يجلسن معا في الجهة اليمنى، بينما يجلس األوالد في الجهة للبدء نفسها مشاعل تعد األحاديث. يتبادلون وقلما الصف، من اليسرى بالحديث قبل العرض، وجهها القمحي يشي بابتسامة دافئة، عهد تنظر إليها المسافة صيفا تلك لقد تحملت مشاعل نفسها، أحبت حديثها عن بإعجاب، حيث طوباس في و تياسير في دراستها تابعت المدرسة، لتصل وشتاء درست المرحلة الثانوية، وهي تدرس في الجامعة اليوم وتقطع تلك المسافة بين األغوار وبيت لحم أسبوعيا لتدرس الفنون، وتصوغ الفن لغة تحكي بها

عن األغوار في مسرحية وفي ألوان لوحة لم تكتمل بعد. لم تكن التقنيات الصوتية عالية الجودة، ال منصة للعرض، ما من بروتوكوالت الدراسة، العمل، األغوار، المسرحية عن تحدثت البساطة بهذه مسرحية، األطفال، الحلم، المكان الضيق الواسع في آن، كانت أصوات الماعز تتداخل مع أصوات الممثلين، وتمر بعض النساء يلقين التحية في طريقهن إلى نبع يمألن الماء منه، انتهت المسرحية بال ستار يسدل في نهايتها. كانت ابتسامة

مشاعل الستار األجمل لختام المسرحية وسط الكثير من التصفيق. اقتربت عهد من مشاعل: “أنا بحلم أصير مثلك، بدي أكمل دراستي، بس طريق العودة صار أصعب وفيه قلق لما كبرت”. ربتت مشاعل على كتفها أنا وصاحباتي وإحنا مروحات من وقفنا مستوطن لما وتابعت عهد: “من بيكفي مدرسة، خلص أحسن بتقولي تعالن أوصلكن، وأمي المدرسة وقلنا ضلي ساعديني بالبيت حتى تتزوجي، المستوطن ما كانش بدو يوصلنا أكيد، هو بهموش نوصل، يومها ركضنا كتير، هربنا أنا وصاحباتي، حملت بوتي وركضت بسرعة، ما بعرف ليش حسيت إني ممكن أكون أسرع بدون بوت. ابتسمت مشاعل: “حاولي عزيزتي حاولي، ليس أحلى من أن تصبح أحالمنا قصتها، القادمة، مسرحيتها ترى وهي هذا تقول مشاعل كانت حقيقة”.

وموضوعها الذي ال يبرح األغوار: “ هنا األغوار مرة أخرى.”

تصوير: براء شرقاوي

لنفسها مكانا في يوم القاسية تلك األحداث ال ندرك كيف ترسم لتقف صامدة خيمته وتد يشد أن والده من تعلم رشدي عادي، شامخة بقماشها الرث وأعمدتها المتهالكة لتبقى شوكة عالقة في عنق المستوطنة في الحديدية، تعلم كيف يكون مستعدا لنصبها

في كل مرة تطال فيها آليات االحتالل اإلسرائيلي من الخيمة. يحتفظ والده بأرض صغيرة يناضل كل يوم بحدة، بكبرياء ليبقى لها، يبذرها، بأرضه بعيدا عن شبح مصادرة االحتالل محتفظا ركب المدرسية، عطلته في باألرض رشدي يعتني ويزرعها، أرض ويرتب يحرث وراح كعادته، الزراعي الجرار رشدي والده، يقول والده دوما أن الغور جنته التي ال يستطيع العيش بعيدا عنها للحظة واحدة، فلسطين تحتدم، المكان مشحون بالقسوة، غزة

مكان صاخب، يرتد صخبه على األغوار. كان يوما قاسيا، وقع رشدي فيه عن الجرار الزراعي، والجيش الحاجز، رشدي اجتياز اإلسعاف من يرتعد خوفا ويمنع سيارة يحارب الموت تحيطه لهفة والدته، وقلق أبيه، وهو ينزف، ووالده في طبيب ال قاس، والمكان ينزف رشدي إليه، الموت يسابق اآلالت تحاصرها القلق، يسعفها ال اإلسعاف وسيارة الجوار، بين ذراعي والدته، ينزف رشدي أسلحتهم، العسكرية وفوهات تتألم بقلق، يخفي ينزف حتى يخطفه الموت. تبكي أمه بحرقه، والده دموعه ويطلق صرخة عالية كأنه يريد لرشدي أن يسمعها المهددة خيمتي في سأبقى، هنا األغوار، من أنا “ في سكونه: رحلت رشدي، خسرتك بالمصادرة، المهددة وأرضي بالهدم، رشدي أنا أمك إخوتك سنبقى وفاء لألرض لروحك للتراب حبيبي” .

سعاد شواهنة

اجتياح

Page 7: Voices #1, 2015

11

تصوير: نضال جوابرة

في قلق المكان وألمه يجد رشيد دراغمة لنفسه روحا مختلفة في األغوار المكان الذي ولد وكبر فيه، وعاش قسوته، وتعلم فيه كيف يصنع من بقائه لغة للمقاومة، يزرعها في أذهان األطفال والشباب.

يروي دراغمة كيف وقفت مؤسسة التضامن الدولي ومركز معا التنموي ومن خالل حمالت عديدة أطلقوها مثل حملة انقذوا األغوار في مواجهة سيل من محاوالت التهجير وطمس الهوية، وقتل اإلرادة في عيون األطفال. وإذ كنت أحدثه شعرت أن لديه القدرة على

السير معصوب العينين في األغوار دون أن يتوه لحظة، أو يتعثر بحجر. في عتمة الليل بنى رشيد وأيد فلسطينية ساهرة مئتي بيت. يتذكر هذا بفخر يشوبه القلق: “استطعنا بناء مئتي بيت، في المكان الذي

يمنع البناء فيه”. وبتنهيدة تابع: “مئتي بيت مهدد بالهدم من قوات االحتالل اإلسرائيلي في أي لحظة لكنها صامدة”. للطوب في األغوار حكاية أخرى، ففي المكان الذي يمنع فيه البناء وال تتوفر فيه مدارس قريبة للسبب ذاته يقول رشيد: “يسير األطفال مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم، يمنع بناء مدرسة هنا، وال نستطيع تعليم األوالد في في الخيام فالصيف حار، والشتاء

قاس متقلب”. يروي رشيد الناس والمكان واألغوار، وال تخونه الذاكرة، فال يسقط اسما ألي طفل أرقه الطريق إلى المدرسة، فتسلل منها إلى حقل نخيل، أو كروم عنب يعمل فيها، ال ينسى شيخا آلمه ظهره وهو يرعى أغنامه، وال يغفل عن سيدة كسر مستوطن يدها إذ تمأل الماء من عين ماء قريب من بيتها علها تعود وتطهو طعاما ألطفالها. يتذكر رشيد حقول نخيل صادرها االحتالل اإلسرائيلي وفرش نفسه فيها، ومياه في جوف األرض يمنع التنقيب عنها. محموما بكل هذا لكنه يتذكر بفخر انتصارا دوليا لفلسطين حين أوقف بمساندة كبيرة من األهالي والعاملين تصدير بضائع شركة كريسكو كراميل اإلسرائيلية العاملة داخل مستوطنة من المستوطنات إلى الدول األوروبية، يتذكر األمر كأنه حدث أمس: ”كان األمر صعبا، في عيون العاملين الفلسطينيين من أبناء األغوار في هذه الشركة رأيت صورا للقلق لالرتباك، واالحتدام معا، وقف العمال بين صورة األرض التي يحبون، وبين صورة أطفالهم، فذاك يحتاج حذاء جديدا، وذاك له ابنة يثقل ليله التفكير بسعالها، واحتياجها المستمر للدواء، لكنها األغوار، المكان الذي يحبون، وقف العاملون بعد تجاوز عناء ذاك التناقض أمام المحكمة ليدلون بشهاداتهم، وبتلك األصوات نجحت مساعينا”. بهذا الفرح يقول: “كان هذا في العام 2010 عملنا ثالث سنوات لنصل إلى هذا النجاح، ورائع أن نستطيع ذلك، نؤمن، نبقى، نحيا، ونقاوم بصمودنا، برسوخنا، األرض واالنسان

هذا كل ما لدينا من سالح لكننا باقون”.

10

طعم آخر للنجاح سعاد شواهنة

Page 8: Voices #1, 2015

1312

متفاخرا وتسير جنب الى جنبا تقف أن تعجز توانة في بات الصغار هناك، كل شيء الشباب كقوة بثقلك متوازنا عاديا ما دام يصدر من محتل تعتل إنسانيته، ما عليك فقط فلسطين لشباب صورة مخيلتك في وتنسج تسمع أن إال يتصدون أبطال، فكلهم معاناتهم تفاوتت إن وحتى الباقين ألفعال المستوطنين فتكبر قلوبهم بحب الوطن والمقاوم، وال عوامل تزيحهم قيد أنملة عن صف بلدهم األم الروحية لهم. بأضعاف تقدر والشجاعة عاما 15 العدرا سامح المستوطنين من مستمرة اع��ت��داءات “أواج���ه ع��م��ره:

وخصوصا حينما أذهب لرعي األغنام”. من ومجموعة أنا لونا المجموعة: ضمن تحديه وموقف أصدقائي في القرى المجاورة إطارات السيارات خالل مخيم صيفي على شكل علم فلسطين عند شارع خربة “المفجرة”، وهي إحدى التجمعات التي تعاني من مواجهات مستمرة مع مسافر أهل وطنية من قهرهم به جاءنا فما المستوطنين، وهرب اإلطارات المستوطنين أحد سرق أن الزائدة يطا به إلى المستوطنة، فتجمع حشدنا وذهبنا السترجاع العجل الذي أبينا أن يستبدلوه بغيره، وكانت إرادتنا أقوى، فأعادوه،

سامح يقول: “هاي أرضنا، ليش أطلع من البلد”. حسين الهريني 18 عشر عاما: “ المشاكل شبه يومية وكل يوم يحمل قصة جديدة ألننا ببساطة نعيش بين مستوطنات، يحتمون الذين المستوطنين مع يومي شبه احتكاك ويوجد

باستمرار بجيش االحتالل.في أحد المرات جاءنا نبأ بأنهم يعتقلون خالي ناصر العدرا خالل عودته من يطا كونه ناشطا في اللجان الشعبية التي الذي الحاجز إلى فهرعنا لالستيطان، للتصدي تشحذنا مكبل خالي فوجدنا القرية، بوابة على اإلسرائيليون أقامه األيدي ويستعدون لنقله إلى الجيب، هجمنا لتخليصه فوقف في وجهنا جنديان من جيش االحتالل الذي يقال بأنه يحتل المرتبة الرابعة من حيث القوة، فما كان منا إال أن خلصنا خالي ناصر لنوصل رسالة لهم بأن قوتهم لن تكون أكبر من

صمودنا وحقنا”.الجنود والضباط حتى القاضي في المحكمة كلهم ينصاعون ألوامر المستوطنين ولكذباتهم، ويتعدون على أطفال الطوبة القادمين للدراسة في توانة لكن نحن رجال نتصدى ألفعالهم

بقوة حق بقائنا. نحن ال نستخدم العنف ألن المقاومة ليست إرهابا، لكنهم دوما يتكاثرون علينا ويتعدون علينا بالضرب، ونحن ال نسكت، دوما نثبت تواجدنا باألماكن القريبة منهم وإن أبعدونا نعود مرة أخرى، وال تراجع حتى لو تعرضنا لهجماتهم، عندما

يكون الوطن غاليا علينا أن ندفع الثمن.

كيف يصحو الطفل من فراشه مبتسما دون لمسة أمه، وقبلة تزرع القوة وحب الحياة على جبينه وفي قلبه، أريد أمي، أعيدوا لي أمي، الدنيا تدور بي وأمي ال تربت على توازن الثقل في كتفي وتحملني، كانت أصعب عشرة أيام في حياتي.

آذان الظهر يدوي في شوارع النبي صالح، أبي وأمي يعدون أنفاسنا المرتجفة لنواجه بقوة أولئك الضعفاء وأسلحتهم، مشينا معا، ثم وصلنا للجيل المقابل للعين، كانت قنابل الغاز تهل باستقبالنا ومعها القنابل الصوتية وكلها خانقة وتدفعنا لالنتقام ونتقدم، كلنا هناك ندافع عن حرية لنا اغتصبها الجنود بالكراهية والقنابل التي ال إحصاء لها، وال جمال بعد الدفاع عن أرض تضمنا وتحفظ تواريخنا

المهمة وأعيادنا وبقاءنا وماذا نحب، صرنا نحن الثائرات الصغيرات. كان ابن عمي قريبا منهم، تعدو عليه بالضرب لم أحتمل فهرعت لمساندته وتخليصه من بين أيديهم، فما كان من جبن أحدهم أن يرمي بي على جندي آخر، ولشدة خوفه ضربني بالسالح على رأسي، ابتدأت الدنيا تدور بي وال أسمع سوى صدى صوت أمي تسألهم: “ ليش ضربتوها ؟ “، وبالنهاية يعتقلونها، فضعفت كل إرادتي وقلبي بدأ يتلوى، ال أريد أن أكون سببا في اعتقال أمي، أريد أمي، أريد أن أعيدها لكنني عاجزة وأفقد وعيي تدريجيا، وبعدها صحوت وأنا في المستشفى دون أن أكترث للوجع فقلبي ذهب مع أمي. عندما تصحو من نومك في تمام الساعة الثالثة أو الرابعة صباحا على أنفاس كالب التفتيش وهم يعبثون في كل زوايا المنزل، يأخذون أوراقنا المهمة وكل شيء من الممكن أن نستفيد منه، ويكبلون أبي ويعتقلونه لمدة سنة بحجة أنه أحد المحرضين على مقاومتهم

والخروج في المسيرات. عندما يمنعنا االحتالل من الفرح ويسرق تفكيرنا بهم الكثير من لحظات عمرنا، وحينما يوجد في كل بيت شهيد أو أسير أو جريح، لن أشعر بالخوف، أنا قوية، أبكي بحرقة على عمي الذي استشهد أمام أعيننا، ويتكور في داخلي الشعور الغريب الذي يدفعني فقط لالنتقام، ما بال القسوة ال تغادر البراءة التي تسكننا، واجبي أن أذهب ألثور وأرمي ثقل الوجع في وجوههم بالحجارة، أرفع هامتي

بين أسلحتهم، الطفل الذي بداخلنا خرج في يوم ثورتنا على الظلم.

أريد أميمنال فزع

تصوير: أسيل أبو بكر

طفولة ثم إصرارمنال فزع

تصوير: نضال جوابرة

Page 9: Voices #1, 2015

15

كان له اسم موسيقي أحبه، ووجه أسمر ال يفارقه الشغب، كان شجارا ويفض معنا، يلعب إلينا، ويركض ودفاتره كتبه يلقي عالقا بيني وبين عهد، يطويه بهدوء، ويطوينا كلتينا بين ذراعيه،

ونكون معا في لعبة أخرى نلون، نصرخ، نركض. شعر مصفف “سأكون ويقول: شعري يسرح كان مصطفى محترف يوما ما يا جنى”. األحالم أجمل ما حملنا أنا، هو، عهد، تحملنا وحدها األحالم سلمى. مجد، سامر، حسين، نريمان، قريبا بنا يقف آالم طريق في لنسير جمعة كل الخروج إلى إذ جدتي تغازله ماء ونبع جدي، أرض تنتزع مستوطنة من تستحضر لقاءها األول بجدي في ظل نبع الماء، وعلى مسافة

منا برج عسكري يطالعنا بعين ناقمة. الليلة الماضية كنا نجلس: األصحاب، العائلة، الجيران، ونقلب باتجاه بعيدا نظره مصطفى أطلق الغائبين، نتذكر الحكايات، حقل زيتون يقف كئيبا منزويا منفيا في سور مستوطنة، نظر إليه وأطلق تنهيدة قال بعدها: “يشتاق هذا الزيتون أهله، ليس أقسى من أن تكون قريبا وال تستطيع االقتراب ممن تحب، في المكان سياج ومستوطنة، وأشجار زيتون متعبة، لكنها ال زالت تقف،

كما نقف نحن رغم التعب”. بهذا الشوق عن فيها مصطفى يتحدث التي األولى المرة هي قلقة للجمعة صوت مختلف في كل مرة، بدت روحي الدفء. هذا الصباح، خوف غريب سكن مالمحي، بهذا الخوف خرجت، وقفت إلى جانب أمي في المسيرة، أمي ال زالت تعاني جراحا كانت قد أصيبت بها األسبوع الفائت، كنت أدعي حاجتي لظلها

هذا النهار، ألظل قريبة منها إذا راودها األلم. طاف الموت بنا، قرأ وجوهنا جميعا، سكن في روح مصطفى، لدموعي، ال يكفي ال لوجعي، يتسع ال المكان صاخبا زال ال يصفف لن حلمه، غاب مصطفى، غاب حرقته، يخفي مرهم شعري، لن نلعب معا بعد اليوم، ولن نتشارك األحاديث مساء، غيابه قسوة الزيتون، حقل إلى نظراته كلماته، أتذكر زلت ال الصمود تحترف التحدي، تعتنق روحا مثلي طفلة من تصنع والبقاء، وتقف بين المعتصمين، بين األهل واألصدقاء، وتعرف

أن المكان باق إذ سكن الروح والذكريات.

كان المشوار طويال وشاقا والشغف أكبر بكثير ألماكن تحتوي أولئك األبطال التي ال تسمع عنهم إال في قصص بالدنا المحتلة، أشعر باألنانية والسطحية، ال وصف للوجع حتى في تصدعات

األرض هناك، كلك يبقى حزينا إالهم أولئك الجبارين. أنا لم أذق يوما رصاصة وجع في قلبي على حبيب أو قريب، لم أشعر حتى بسخونة الرمال بداخل سيارة مكيفة أقلتنا لتوثيق المعاناة، ولم أخرج من بيتي قسرا وأحتار في اختيار الدمية التي لكنه كبلدي أحبه أحفظ خارطته، وال بعيد ال بمشوار ترافقني يحتويني ويلملم الشتات الذي أذاقني إياه االحتالل، لم أجبر يوما أقوى أنا المثلجة، المياه أمنع من شرب أو النور، إطفاء على

على كل شيء برفاهيتي. عندما كنت طفلة كنت أحب التسوق كثيرا، فتمل أمي من كثرة ألعابي وأضجر إن لم أحصل على واحدة تمنيتها، أنام في فراش القمر الستار على ضوء وأغلقت أنا، ألوانه وطراوته اخترت

بكل هدوء دون أن يداهم أحالمي كلب التفتيش. أن دون ألمها، تتملل فراشك في ستتلوى ناموسة قرصتك إن ترسم في بالك أفعى تتلوى على جسد طفل باب خيمته ال يقاوم

الرياح وال حتى قوة دفع النمالت. أرضك عن يدافعون ألبطال وقبعتك تنحني أن الوقت حان وكرامتك وحقك، أشخاص لو زرتهم سيعلق في ذهنك صمودهم، وتتمنى أن تزورهم كل يوم، نحن بحاجة لهم كي نتعلم منهم كيف نحفظ درسا أكثر، بلدنا نحب الحياة، وكيف نقوى على مشاق صغيرا مضمونه خارطة فلسطين الكبيرة دون كل التقسيمات، الخارطة التي رسمناها في كراسات رسم الخرائط، وهم حفظوا من رأس هناك والبحر والجبل األرض التواء حدودها وشكل نقاطها الصعبة ورسموا السبع، سكنوا في الناقورة حتى بئر

فلسطين. علم العيش تفضلون هل تسألهم أن إياك بالغباء، تشعر ال وحتى

في مكان آخر.

األغوار، توانة،أشجار وذكريات النبي صالح وبالعكس

سعاد شواهنةمنال فزع

تصوير: أسيل أبو بكر تصوير: نضال جوابرة

14

Page 10: Voices #1, 2015

16

ال أحترف الكثير من األشياء، لكن القلق علمني أن أكون يقظا كل الوقت، للمكان روح تعيش في عدسة التصوير، لتكون عمرا آخر لجدران النبي صالح، شوارعها، بيوتها، وجوهها. كانت الكاميرا درعا أحتمي به من ضياع البوصلة، منذ اليوم األول الذي بدأت وأنا المستوطنين، النبي صالح في مواجهة عبث فيه مسيرات أصغي لروح المكان، وأتذكر أصوات شهداء عائلة التميمي في مكانا النبي صالح كانت القسطل، ومعركة الفلسطينية، الثورة صغيرا حافال بالتحدي دوما، فال زلت أتذكر حديث جدي عن ثورة العام 1939 لم يكن في البلدة سوى بارودتين، لكنهما ردتا النبي صالح لغة الكثير من األذى، واليوم تحترف المكان عن نفسها، عن بها تدافع لغة الشعبية المقاومة تتخذ حيث أخرى

وتدفع عنها األذى، وتؤكد فيها البقاء. يجتمع الكثير من الجيران و األصدقاء واألهل وبعض المتضامنين في منزلي الصغيركل جمعة، ونسير معا في طرق مختلفة كل استولى ماء نبع من قريبا المسلوبة، أماكننا إلى ونصل مرة لصالح االحتالل صادره حقل من وقريبا المستوطنون، عليه مستوطنة، وبمحاذاة حاجز عسكري، نسير معا بصمودنا نقف وبصمودنا نبقى فهذه األرض لنا، هذا المكان لنا، هذه السماء لنا. أحمل معي عدسة التصوير دوما، أسجل لحظاتنا، وأوثق الطريق والمسير، وكل صخب يدفع به االحتالل إلينا، صاخبا كان المكان التصوير أرضا ألرد عن زوجتي ضربات حين دفعت بعدسة جندي ال يرى من روحها مشوارا قضيناه معا أنا وهي في حياة

عانقتنا ببسمة يوما، وأدارت لها وجهها بجفاء أليام. قالت زوجتي لي ذاك المساء بين رشفتي قهوة: “بالل إن جنى بدأت تكبر، تنظر إلى المكان بوعي أكثر، بدأت تحسه، وتكتبه خبرا عاجال صاخبا، وصورة حية من الميدان”. كنت سعيدا جدا بما تقول ابنة أخي الصغيرة تكبر، تتحدى وتفتش في اللغة عن طريقة تقاوم فيها من خالل الخبر، جنى بدأت تنقل أخبار النبي صالح المكان الصغير الذي ال يصل إليه الكثير من الصحفيين كل جمعة، ليواكبوا كل احتدام مع قوات االحتالل، نقلت جنى الكثير من األخبار، نقلت المكان الذي تحب في الصورة والكلمة، أما الصورة فال زال يشوبها االرتجاج، لكنها حية واعية قلقة. لعينيها، تبتسم كتفها، على تربت روحي بجنى، سعيدا كنت حروفه من ليصنع سيكبر قلما أراها جنى الصغيرة، لعدستها إذ تقف إلى جانبي افتخر بها النبي صالح. تعويذة تحمي ديار متحمسة تخرج إلى مسيرة أسبوعية في النبي صالح وتقول هنا

سنبقى هنا سنظل، فهذه فلسطين التي نحب.

التحدياملرابطات هن اجلباراتسعاد شواهنة

منال فزع

ها لن يخف الثقل، الحب الذي زرعه ال نبالي إن انحنى الظهر تعبا ال جمال بعد هذا المكان يذكر، و إن تكاسلت الشمس أو تزايد حرهللا في قلوبنا أكبر بكثير، في القدس لن تضيق بك الطرقات حتى وإن حاصرتك أسلحتهم، الروحانية تأكل كل وجع قلبك.

الزقاق تحشده فوهات أسلحتهم التي تخشانا ونحن في الطريق نتلمس حبا من المسجد األقصى بقدر ما نكن له، وأجرا عظيما من هللا، أقسمنا على الرباط فيه وحمايته من هجمات المستوطنين المتدينين، وغيرهم اليمنيين، يبعدوننا ونعود، يصادرون هوياتنا وال نيأس، نحن نخجل من الغياب في إبعادنا عن المكان الذي نحس بفرحه وحزنه، حجارته تستقبلنا بشغف، وأشجاره تلقي علينا التحية، في

القدس روح مسنة رأت الكثير ولم تيأس، وال ألم في قدميها يوقفها عن الصمود، أنظر إليها إنها تبتسم. المرابطات في المسجد األقصى هن الجبارات، يتحملن الكثير من أذى محتل قاس ال يطاق، ونحن نأكل الصبر بشوكه، ضرب

واعتقال ومحاكم وإبعاد وغرامات وشتائم وسخرية، كل هذا ونحن أصحاب المكان وملوك القدس. حينما يدق الظلم رأسه في جبينك يتحداك لن تيأس ستفتح عيونك جيدا وتتمتم بداخلك يا هللا انصرنا على القوم الكافرين، هللا يحميك ولن يخذل اإليمان الذي بداخلك، حينما يضرم الظلم نفسه حريقا في أرواحنا، ننام ونحتسبه عند هللا، نصحو ونفتح النافذة ونرى

اللمعان الذي ال ينطفئ، هنا القدس وقبة الصخرة والمسجد األقصى وكل الجمال، هذا الجمال يساوي كل العمر.

تصوير: نضال جوابرة

تصوير: أسيل أبو بكر

17

Page 11: Voices #1, 2015

1819

تترك التجارب وقعها الخاص في النفس، كانت هذه هي المسافة األوراق بين عنه بحثت مفهوم جامد جاف بين اختبرتها التي والكتب والمراجع، وبين واقع معاش رأيته ألعرف أكثر كيف بالكلمات تصاغ كيف ال الميدان، في الشعبية المقاومة تصنع

حبرا على ورق. زرت ومجموعة من مسرح الحرية المفجرة، المالح، الحديدية، الجفتلك، فصايل، صالح، النبي الخير، أم طوباس، توانة، المرابطين، المكان جنود مع استعدتها أخرى بأسماء ومررت للصمود آخر معنى الذي يصوغون الفلسطينيون وأهله سكانه

ببقائهم في ظروف قاسية.أفكار غريبة تعصف بنفسي إذ أرى وجه طفل أسمر عاثر يرمي ويهرول الطويل، الصعب طريقها ويعتزل المدرسية، حقيبته تثقلني وعائلته. هو يملك ما كل األغنام، هي من قطيع خلف ويلتحفون األرض يفترشون توانة في وأراهم الصغار أعمار السماء لعبا إذ ال مكان يلعبون فيه، ويكبرون بمدرسة صغيرة، وروضة تجرعوا ألما حتى صارت حقيقة، وكبار يصمدون رغم كل قهر وعنف، وشيخ يمر كل يوم أمام حقل قمح زرعه ويتذكر

كيف استيقظ فرأى النار تستعر فيه بيد مستوطن عابث. تثقلني أعمار الصغار، ويزيدني المكان كبرياء في النبي صالح، هناك حيث أجد معنى آخر للمقاومة، وشكال آخر للصمود، هناك ما رغم شوارعها في جدرانها بين البقاء على يقسمون حيث ينفذها جيش االحتالل لمنازلهم اقتحامات اسبوعية يجدوه من الليل، وحبا وأمال يخرجون كل أسبوع، كل جمعة تحت ستار المتطوعين بعض تضامن ويساندهم بعضا، بعضهم يساند تقول نحن من هنا، نحن هنا، وهنا الدوليين في مسيرة شعبية سنبقى، في النبي صالح أرى أطفاال رهنوا حياتهم لوطن يحلمون به، وأرض يقسمون على البقاء فيها، وافتخر أنني تعلمت الكثير

من عيون صبايا صغيرات في عمر الوطن.

بشرة سمراء ذاقت المر في التهجير؛ تهجيرا وراءه تهجير، وكأن الحياة أبت أن تذوقنا طعم الهناء، ما يطلبه الفلسطيني منا فقط أن يعيش بكرامة، نحن أصحاب األرض، التهجير ال دين له، سنبقى هكذا طوال العمر تهجرنا في 1948 من بئر السبع، وال زالوا يالحقوننا بسياسة أرض بال شعب لشعب بال أرض، وكيف هذا ونحن امتلكنا هذه األرض بحر مالنا، بعدما تهجرنا جئنا للمكوث عند أصدقاء لنا في أم الخير، وبعد أسبوعين قررنا أن نستبدل إبلنا واألغنام بتلك األراضي، حتى نعيش بكرامة لكننا لم نتخل عن

بئر السبع حيث ولدنا. نحن عرب رحل نعيش في الخيمة وال نحب بيوت الطين، لم يكن مكوثنا تنازال منا عن بئر السبع حيث نشأنا وبقينا في الخيم، فنحن نصارع صعوبة العيش فيها على أمل أن نعود، وحينما جاء االحتالل في 1967 الحقنا حتى على الخيمة، جاؤوا ضيوفا وبعدها بنوا مدينة صغيرة تدعى كرميئيل، وبسبب وجودنا ضمن المناطق الحدودية منعنا منعا باتا من البناء والماء والكهرباء وكل شيء

بحسب اتفاقية أوسلو، نحن محاصرون حتى الهواء الذي نتنفسه يحاسبوننا عليه. حتى الطابون هوية الوطن الذي نقتات منه خبزنا وطعامنا آذاهم، فتعدوا عليه لكنه لم يمل منهم، في النهار ينهض بكل شموخ وما أن تأتي ساعات الفجر حتى يتسلل المستوطنون ويهدوه، لكنه أقوى من كيدهم، يلملم نفسه مجددا ويقف صامدا، ويتكرر المشهد ال الطابون يمل من انتقامهم، وال هم يملون من صموده، آذتهم رائحة الطابون ونفس الفلسطيني البدوي، تمردوا على رمز بقاءنا

وعيشنا، لم يتمكنوا خالل 67 عاما من الصراع واالحتالل أن يتعلموا أننا شعب ال يعرف الرضوخ وال التنازل.

طابون أم اخليرمنال فزع

سيل أبو بكرصوير: أ

ت

صدى األماكن

سعاد شواهنة

Page 12: Voices #1, 2015

لو أمسكت بيدي لوجدت آثار الحجارة والعلم الكبير، معادلة المقاومة ال تكتمل دون النساء واألطفال، المشي في المقدمة صعب لكن؛ نحن نتسابق على حب البلد، نحن نساء ثائرات ال نهتم إن أبقت الشمس عالمتها في احمرار وجهونا، نحن نقاوم من يحرقون القلب، وأحالم األطفال في النبي صالح، نحن أمهات نمسك أيدي أبنائنا ونهتف معهم ضد الموت في كل جمعة ثائرة، منذ ستة سنوات لم تمض جمعة إال وثار كل أهل القرية ؛ إما باتجاه

الجبل المقابل للعين، أو باتجاه البوابة بجانب البرج. في معظم األحيان سيكون الجبل قاسيا وال يرحمنا من رائحة الغاز والرصاص المطاطي، ويكون قاسيا أكثر حينما تجرح ابنتي التي أشتم منها الوطن والحب، أو تبكي بحرقة على وجع يغرس في جسدها شجاعة أكبر، أنا لم أكن أم جنى لوحدها كل أبناء النبي صالح هم أبنائي، نزرع القوة في قلوبهم حينما يهاجموننا في البرد القارص، ويجبروننا أن نغادر أطفالنا لكننا نصمد، الخائفة بنبضاتهم أطفالنا ونحس فنحتضن التفتيش، بحجة المنزل

يصرخون في وجوههم: “أنا مش خايف منك اطلع من بيتي”.منذ البداية كنا نبعد أطفالنا عن جو القرية يوم الجمعة لكن مع الوقت أدركنا أننا نعلمهم الهروب من مواجهة المشكالت والدفاع عن أنفسهم، إن الخطر يالحقهم في كل مكان، كنت أخرج أنا وجنى كل جمعة على مكان للترفيه ولكنني توقفت عن ذلك حتى أنها أصبحت ترافقني للمسيرة بعدما استهدفت قنابل الجنود منزال يحتمي فيه األطفال، فأخرجناهم من الشبابيك حتى يستطيعون التنفس، كان يوما قاسيا علينا جميعا، كل األطفال علموا أنهم

مستهدفون في أي مكان. استخدم االحتالل كل وسائل العنف ضدنا، قنابل غاز وأخرى صوتية وغيرها مطاطية، والرصاص بأنواعه، وصواريخ محرمة دوليا يقال بأنها ذكية ألنها تالحق الشخص حتى تصيبه، غير المياه العادمة التي قتلت كل األشجار ومنعتنا من استخدام آبار المياه، “ما

ضل غير إنهم يرموا علينا قنبلة نووية”. حينما أحرق المستوطنون عائلة الشهيد علي دوابشة ثار أهل القرية كأي جمعة عادية، ولما وصلنا للجبل بدأ الجنود بإطالق الرصاص الحي مباشرة على غير عادتهم بحيث يطلقون قنابل الغاز أو المطاط، فأصيب شابان في مقتبل العمر؛ أحدهم عالء وكان يخرج وعندما بقدمه، فأصيب عمه زفاف لحضور والديه مع جاء مرة حيث للمسيرة ألول ذهب صديقه ليساعده أصيب هو اآلخر وعاود الجنود إطالق النار على عالء فأصيب ونحمي نبعدهم حتى للجنود وتصدينا األمهات وكل فاجتمعت بطنه، في برصاصتين معاناة وحاولوا عرقلتنا بعد التي دخلت اإلسعاف تتمكن سيارة أبعدناهم حتى أطفالنا، وقت التوجه لرام هللا والحقونا ألنهم يريدون اعتقال المصابين، كان موقفا صعبا حينما اتصل علينا أهل المصابين وكذبنا حتى ال نخيفهم، في الوقت الذي نبكي بحرقة وندعو

أال يصابوا بأذى.

أمهات ثائرات منال فزع

تصوير: نضال جوابرة

21 20

Page 13: Voices #1, 2015

التوانة تقع قرية التوانة على مسافة حوالي 15 كم إلى الجنوب من قرية

الخليل ويعيش فيها حوالي 300 مواطن. تحيط بها أربع مستوطنات صهيونية وهي “فتح سدرو وماعون وحمامدة “العمور عائالت وتقطنها العرايس”، وأم وكرمئيل والهريني” وبعض األفراد من عائالت أخرى، ويبلغ عدد سكانها صحية، وعيادة مختلطة، مدرسة وتضم نسمة، 400 حوالي ومسجد هدمه االحتالل أكثر من مرة، ويعتمد سكان القرية على

الزراعة وتربية المواشي.للمستوطنين جديدة محاولة على يوم كل القرية سكان يستيقظ

لمصادرة األراضي القريبة من المستوطنات،المؤسسة الصهيونية تحاول بكافة الوسائل الترهيبية العنصرية ممتلكاتهم، ترك على وإجبارهم وتهجيرهم القرية سكان طرد السلطة، من الحكومي الدعم لغياب نظرا يستمر سوف وذلك

ونتيجة للعدد السكاني القليل في القرية.عانت توانة منذ عام 1967 نوعا خاصا من االحتالل ومحاولة عن بفصلها االحتالل قام األردنية، الحدود من لقربها التهويد القرية سكان بالمستوطنات، وأحاطها التفافي، بخط يطا مدينة سكان ويعيش والترحيل، الطرد من خطر يخشون اليوم باتوا الذين والقمعية الهمجية المستوطنين اعتداءات تحت القرية القرية ال تطاق فالحياة في القرية، يشكلون معاناة كبيرة ألهل المستوطنين وجنود االحتالل ضد بين المستعرة الحرب جراء سكان القرية المجردين من كل وسائل الدفاع عن أنفسهم، سوى

إيمانهم بحقهم في أرضهم التي ورثوها عن أسالفهم.

النبي صالحإحدى قرى فلسطين الواقعة قرب رام هللا، حيث تبعد عنها حوالي

20 إلى الشمال الغربي، وترتفع عن سطح البحر 570 م.الذين العرب الخمسة أنبياء النبي صالح أحد إلى القرية تنسب فلسطين في األماكن من العديد وهناك الكريم. القرآن ذكرهم تحمل نفس االسم، وجاء ذلك تخليدا لذكرى نزوح النبي صالح إلى فلسطين وموته فيها، ويقال أن قبره موجود في منطقة الرملة

في مكان يحمل اسمه.تبلغ مساحة أراضيها 2846 دونما، وتحيط بها أراضي قرى كفرعين، دير السودان، بيت ريما، دير نظام، وأم الصفا. قدر عدد سكانها عام 1922 حوالي 105 نسمة. أما في عام 1945 كان عددهم حوالي 170 نسمة، وفي عام 1967 حوالي 179 بالقرية يحيط نسمة. العدد 218 بلغ عام 1996 وفي نسمة، مجموعة من الخرب األثرية، وتحتوي على أنقاض أبنية وحجارة من أراضيها وأقامت منحلة. صادرت سلطات االحتالل جزءا

عليها عام 1977 مستعمرة حالميش. المقاومة الشعبية في قرية النبي صالح

بسبب استمرار االحتالل اإلسرائيلي في االستيالء على أراضي القرية هذه أبناء انطلق المجاورة والقرى صالح النبي قرية مستمرة وفعاليات أسبوعية بمسيرات نظام دير في وأشقائهم للمطالبة بإزالة المستوطنة وإعادة حقوقهم المسلوبة، وانفجر هذا الصراع بعد قيام مستوطنين صهاينة باالستيالء على عين الماء التابعة ألبناء القرية وعلى أراض أخرى بحجة أنها أراض دينية الفعاليات هذه وتواصلت الفلسطينين، حفيظة أثار ما لليهود منذ 2009/12/9 حتى اآلن، فهاجمت قوات االحتالل المسيرة باستخدام أشكال القوة والتهديد فتسببت بحرق عشرات المنازل ومتوسطة خطيرة إصابات العشرات وإصابة الغاز بقنابل 2011 العام أواخ��ر التميمي مصطفى الشهيد واستشهاد اغالقات وفرض المنازل بهدم والتهديد العشرات واعتقال النبي صالح فعاليات الهدف منها وقف ليلية مشددة ومداهمات التي اعتبرتها إسرائيل على لسان صحافتها أنها جرثومة يجب القضاء عليها في مهدها خصوصا مع رفع سقف المطالب التي أعلنتها قيادة المقاومة الشعبية في النبي صالح والتي نادت بزوال

االحتالل بكافة أشكاله وتعبيراته على األرض .

األغوار طوباس مساحة من %70 نسبته ما الشمالية األغوار تشكل وتياسير، مدينة طوباس، اإلدارية تدخل ضمن حدودها كاملة. وبلدية عقابا، وبلدية طمون، ووادي الفارعة، وبردلة، وكردلة، والعقبة. وطلوزة، الفارعة، ومخيم البيضاء، وعين والعقبة، المالح، منها بدوية تجمعات عدة الشمالية باألغوار وتنتشر الحلوة، وعين ومكحول، والفارسية، وسمرة، والحديدية، وعاطوف، ويرزة، وإبزيق، وسلحب، البقيعة. ما زالت المحافظة تفتقر إلى العديد من خدمات البنية التحتية، نتيجة لمنع السلطات اإلسرائيلية من إجراء أي إنشاءات في المنطقة، ال سيما منطقة والهاتف والماء الكهرباء إيصال يمنع التي الشمالية األغوار

والطرق والمدارس لسكانها.منطقة مع تشكل هامة، استراتيجية منطقة طوباس محافظة أريحا، غور فلسطين، الذي يمتاز بجودة أرضه، ووفره مياهه، وصالحيته لزراعة الكثير من المزروعات. وكانت المنطقة هدفا الغربية، الضفة احتالل منذ اإلسرائيلي واالستيطان لالحتالل فقد تم بناء مجموعة كبيرة من المستوطنات ومعسكرات تدريب الجيش، أتت على أكثر من نصف مساحة المحافظة، خاصة بعد

القرار األخير بفصل وعزل منطقة األغوار.

رةواب

جال

ض: ن

ويرص

ت