· web viewبسجن 2 ك 97 صحراوي ، مقدم شرطة / عصام الدين عنتر...

Click here to load reader

Upload: others

Post on 28-Jan-2020

6 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

حالة السجون

فى مصر

 

 

إعداد وصياغة

إيهاب سلام

جمع المعلومات والبيانات

عادل مكى

 

تقرير مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء

عن حالة السجون فى مصر خلال العام 2000

 

اعتمد هذا التقرير بشكل أساسى على المصادر التالية : -

* حالة السجون فى مصر " التقرير السنوى "

محمد الغمرى . مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء

* التقارير والدراسات الصادرة عن مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء

خلال عام 2000 والسنوات السابقة

الناشر : مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء

 

  

أين العدل يا حماة العدل ؟ !

إلى الله سبحانه وتعالى أشكو أولا و أخرا ثم إليكم أيها المسئولون عن حقوق الإنسان انظروا إلى حكايتي :-

أنا أم مصرية تعيش في عصر سمته الديمقراطية ولكني لا أحظى بشيء من هذه الديمقراطية فقد كنت أعيش مع زوجي وأبنائي في سعادة ولكن شاء القدر أن يستشهد زوجي في أحداث 1981 م ، أحداث اغتيال الرئيس الراحل / محمد أنور السادات حيث كان زوجي يعمل في البوليس ( عريف بقسم أول محافظة أسيوط ) ومات عن عمر يناهز 25 سنة وكان عمر أكبر أطفالي 4 سنوات فقط وأصغرهم طفلة عمرها شهران فقط ، إنها لفاجعة كبيرة ومصيبة أكبر ولكن ماذا تفعل الأم هذا هو السؤال ؟ ! لم تتخاذل الأم ولم تقصر في واجبها نحو أطفالها ، صبرت واعتمدت على خالقها ثم على نفسها حتى جعلت منهم أمثلة مشرفة فأكبرهم طالب ملتحق بكلية الهندسة والأصغر منه طالبة بكلية الآداب والأصغر منها طالب بكلية الصيدلة والأصغر طالب بكلية التربية هاأنا ذا الأم اعتقد أنني قمت بواجبي على قدر استطاعتي ، فقد مات زوجي في عقر داره وهو محل عمله وهو يرفض تسليم سلاحه للإرهابيين ويسلمهم عمره إذن فما واجب الحكومة نحو الشهيد وأبناء الشهيد وهذا سؤال آخر ؟ ! ……

للأسف تخاذلت الحكومة حيث في البداية لم تصرف تعويضا ماليا لي ولا لأبنائي القصر وليست هذه هي المشكلة فالمصيبة الكبرى هي أنني قد استعوضت زوجي في أبنائي ولكن الحكومة أبت أن تعطيني هذه الفرصة وجاءت أحداث أخرى في عام 1992م ( في مركز ديروط – قرية صنبو ) أحداث إرهابية وأخذ فيها رجال الشرطة الحابل بالنابل فأخذوا ابني الأكبر الذي لم يتجاوز في ذلك الوقت سوى ( 15 سنة من عمره ) واعتقلته تحت ما يسمى بقانون الطوارئ ونظرا لأنني كنت أسب الإرهابيين دائما فقاموا بعمل الشكاوي الكيدية ضد ابني حتى يحرموني منه كما حرموني من أبيه ، ومع أن الحكومة تعلم أن ابني صغير السن وطالب في الصف الثاني الثانوي وتعلم أن أباه قتله الإرهابيون فكيف يكون إرهابيا ؟ ! ……

اعتقلت الحكومة ابني منذ عام 1992 حتى عامنا هذا 2000م أي 8 سنوات ظلما ولكني صبرت ولكن صبري نفد وقررت أن أشكو إلى الله سبحانه وتعالى ثم إليكم وألتمس رفع الظلم فكفى لابني هذا فإنه لم يقترف ذنبا يدعو إلى اعتقاله 8 سنوات وقد بلغ الآن 23سنة أي يقضي زهرة شبابه خلف القضبان دون أدنى ذنب وبدون أي حكم مع أنه متفوق دراسيا وقد التحق بكلية الهندسة داخل المعتقل فهذا طالب يعرف كيف يعمل لمستقبله وليس لديه أي فكر إرهابي ، مات زوجي شهيدا ثم اعتقل ابني وأنفقت عليه أموالا في زياراتي له تتعدى العشرة آلاف جنيه وهذه ليست مشكلة ولكن سني كبر وليس لي من يعولني سوى هذا الابن فهل يرضي الله سبحانه وتعالى تدمير أسرة بدون ذنب أرجوكم ارحموا ابني بل ارحموني وأفرجوا عنه …… ارفعوا الظلم فهذا لا يرضي الله سبحانه وتعالى ، أفرجوا عن ابني وإذا أذنبت أو رأيتم عليه شيئا خذوه مرة ثانية ولكن يعتقل هكذا 8 سنوات ظلما ولا نعلم إلى متى فهذا لا يرضي الله عز وجل .

( أب شهيد ــ ابن معتقل ظلما ــ أم حزينة ــ أسرة مدمرة )

(من خطاب والدة المعتقل /محمد عيد تونى أبو السباع إلى المركز )

مقدمة:

يصدر مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء تقريره السنوي الرابع عن حالة السجون في مصر خلال عام 2000 ، وهو يرصد ويقيم أهم التطورات ( الإيجابية والسلبية ) التي طرأت على أوضاع السجون وأحوال السجناء والمعتقلين خلال العام ، وذلك من خلال ثلاثة أقسام رئيسية ، وهي على النحو التالي :

القسم الأول : يتناول بالعرض والتقييم مدى كفالة النظام الدستوري والقانوني للحقوق الإنسانية للسجناء والمعتقلين .. وأوجه القصور في الإطار التشريعي ومدى التزام الجهة القائمة على إدارة السجون بالمعايير والضمانات الدستورية والدولية الخاصة بحقوق السجناء والمعتقلين .

القسم الثاني : يتناول بالتحديد قائمة السجون محل الرصد ، كما يرصد ويقيم أوضاع وأحوال السجناء والمعتقلين بداخلها ، وهم ينقسم إلى ستة موضوعات رئيسية ، يتناول " الأول " أوضاع السجون محل الرصد ، وتختص الموضوعات الخمسة التالية برصد أبرز الانتهاكات التي طالت حقوق السجناء والمعتقلين وهي : الاختفاء القسري ، الاعتقال المتكرر ، مصادرة وتقييد الحق في تلقي الزيارة ، إهدار الحق في الرعاية الصحية ، إهدار الحق في مواصلة التعليم .

القسم الثالث : يعرض توصيات ومقترحات المركز لتحسين أوضاع السجناء والمعتقلين .

يضاف إليهم قسم أخر يختص برصد مجمل نشاط المركز خلال عام 2000 ثم أخيرا المرفقات الخاصة بهذا التقرير .

 

مؤشرات عامة حول ..

حالة السجون في مصر عام 2000

 

أما على صعيد حالة السجون في مصر وأوضاع السجناء والمعتقلين خلال عام 2000 فقد رصد المركز بعض حالات التعذيب سواء داخل السجون محل لرصد أو فى أماكن الإحتجاز المختلفة داخل أقسام الشرطة ، بعضها أودى بحياة المجنى عليه ومن أمثلة هذه الحالة حالة السجين أحمد محمد محمد بسجن وادى النطرون والذى تعرض لمختلف صنوف التعذيب من قبل ضباط وجنود هذا السجن وفى الفترة ما بين 27/1/2000 وحتى 10/2/2000 مما أفضى إلى موته ، هذا وقد اتخذت النيابة العامة إجراءاتها للتحقيق فى هذه الواقعة وأحالتها إلى محكمة الجنايات تحت رقم 1400 لسنة 2000 جنايات السادات والمقيدة برقم 71 لسنة 2000 كلى شبين الكوم والمتهم فيها كل من الرائد / مجدى محمد محمود … بمصلحة السجون " سجن 2 ك 97 صحراوي " ، مساعد شرطة / سعد فرج إبراهيم…… بسجن 2 وادي النطرون ، عريف شرطة / جمال سعد الدين على … سجن 2 ك 97 وادي النطرون ، مساعد شرطة / عبدا الله محمود عراقى … بسجن 2 ك 97 صحراوي ، عريف شرطة / جمعه سعد الدين أحمد … بسجن 2 ك 97 صحراوي ، مقدم شرطة / عصام الدين عنتر أمين بمصلحة السجون ومأمور سجن 2 ك 97 وادي النطرون ، وقد اتهمت النيابة المتهمين من الأول إلى الخامس بأنهم ضربوا عمدا السجين أحمد محمد محمد مع سبق الإصرار ضربا أفضى إلى موته كما وجهت إلى المتهم السادس تهمة التزوير في محررات رسمية () ، وما تزال القضية منظورة أمام القضاء حتى الآن .

ومن ناحية أخرى رصد المركز بعض الأحكام القضائية والخاصة بإدانة بعض ضباط وجنود وزارة الداخلية سواء بالسجون محل الرصد أو بأماكن الاحتجاز الخاصة بأقسام الشرطة وذلك لارتكابهم جرائم التعذيب ضد بعض المسجونين أو المحتجزين مما أودى بحياتهم ومن هذه الحالات وعلى سبيل المثال لا الحصر- الحكم القضائي الصادر من محكمة جنايات القاهرة بتاريخ 28/10/2000 في الجناية رقم 3707 لسنة 2000 جنايات القاهرة والمقيدة برقم 246 لسنة 2000 كلى وسط القاهرة " قصر النيل " والقاضى بحبس ضابط الشرطة /طارق على حسن على غانم برتبة نقيب بقسم شرطة قصر النيل سنة مع الشغل مع وقف تنفيذ العقوبة 3 سنوات وذلك بعد أن وجهت إليه النيابة العامة تهمة ضرب أفضى إلى موت المجني عليه شحاته شعبان شحاته المحجوز بالقسم في قضية سرقة () والحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة في الجناية رقم 8803 لسنة 99 منشاة ناصر والمقيدة برقم 1246 لسنة 99 ك والمحكوم فيها بسجن نقيب الشرطة / حسن صلاح الدين حسن زيوار بقسم منشاة ناصر ثلاثة سنوات بعد إدانته بضرب المجني علية رجب محمد فؤاد ضربا أفضى إلى موته ()

ومن ناحية أخرى قامت وزارة الداخلية بالإفراج عن عدة مئات من المعتقلين من اعضاء الجماعات الإسلامية المتطرفة ضمن سياسة الإفراج عن " التائبين" .. فقد بلغ عدد من أفرج عنهم خلال عام 2000 1340 معتقل بالإضافة إلى 1100 سجين ممن قضوا نصف المدة المحكوم عليهم بها وثبت حسن سلوكهم وكان ذلك بمناسبة عيد الفطر المبارك وفى نهاية عام 2000 وكان من بين من أفرج عنهم مجدي أحمد حسين الكاتب الصحفي بجريدة الشعب الموقوفة ، ورغم ذلك مازالت السلطات الأمنية تعتقل عدة آلاف آخرين من أعضاء تلك الجماعات في ظروف غير إنسانية . وطبقا للمعلومات والشكاوى الواردة للمركز ، يمكن رصد وتحديد أبرز المؤشرات السلبية حول حالة السجون وأوضاع السجناء والمعتقلين السياسيين فيما يلي :

 

أولا :

يرصد المركز استمرار أوجه القصور في الإطار التشريعي المنظم لحقوق السجناء وغيرهم من المحتجزين ، حيث تنطوي القوانين المنظمة لحقوق السجناء وغيرهم من المحتجزين ، وفي مقدمتها القانون رقم 396 لسنة 1956 في شأن تنظيم السجون ، على العديد من النصوص القانونية التي تتعارض مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان التي تلزم الدول بضرورة كفالة الحق في الكرامة الإنسانية للسجناء وغيرهم من المعتقلين وما يتفرع عن هذا الحق من حقوق لصيقة أخرى تعتبر من " القواعد الآمرة " التي لا يجوز للدول مخالفتها . وفي مقدمة النصوص القانونية التي ينبغي تعديل نصوصها المواد 126و127و129و282 من قانون العقوبات وهي النصوص الخاصة بجرائم التعذيب والإكراه التي يرتكبها رجال السلطة العامة ضد السجناء وغيرهم من المحتجزين ، حيث تعجز تلك النصوص عن إسدال الحماية الكافية ضد مخاطر ممارسة التعذيب داخل السجون.

كما استمرت تبعية السجون لوزارة الداخلية وضعف الإشراف والرقابة من قبل الجهات القضائية المختصة ، أحد أهم العوامل التي تخلق مناخا مواتيا لممارسة انتهاكات حقوق الإنسان داخل السجون ، لذلك ينبغي نقل تبعية السجون من وزارة الداخلية إلى وزارة العدل ، وكفالة حق الادعاء المباشر لضحايا جرائم التعذيب .

كما نبه التقرير أيضا إلى ضرورة تعديل بعض نصوص قانون السجون كي تنسجم مع المعايير الدولية لحقوق السجناء ، ومن ضمن تلك النصوص نص المواد ( 2و43و44 ) من القانون ، التي تجيز لإدارة السجون فرض عقوبات تأديبية ضد السجناء وغيرهم من المحتجزين ،تشمل ( تقييد قدمى المحكوم عليه بالسلاسل الحديدية ، الإيداع في الحبس الانفرادي ، الجلد والضرب .. ) وهو ما يعتبر من قبيل العقوبات غير الدستورية التي تتعارض مع نص المادة 42 من الدستور؛ نظرا لما تمثله من إهدار جسيم لكرامة السجين والمعتقل . كما يشدد التقرير على ضرورة التزام الإدارة ببعض الضمانات الواردة في القانون ، وأهمها الإفراج الصحي عن المرضى من السجناء والمعتقلين ، التي تستوجب حالتهم الصحية ذلك .

  ثانيا:

كما تعكس الشكاوى والمعلومات الواردة للمركز من السجناء والمعتقلين وأسرهم استمرار تردي الأوضاع المعيشية داخل أغلب السجون المصرية ، وذلك بسبب تكدس الزنازين بالنزلاء وتدني مستوى النظافة ، وقلة منافذ التهوية ، وقلة مستوى التريض أو انعدامه ، وعدم كفاية الملابس والأغطية ، وسوء مستوى التغذية وانخفاض كميه الغذاء .. وهو الأمر الذي أدى إلى انتشار الأمراض المعدية بين السجناء والمعتقلين على نحو يهدد حياتهم بالخطر .

  ثالثا :

مازالت ظاهرة الاختفاء القسري تمثل أحد مظاهر قلق مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء ، و طبقا للمعلومات المتوفرة لدى المركز ؛ اختفى منذ بداية التسعينيات ما يقرب من (26 ) شخصا بعد القبض عليهم بمعرفة قوات الأمن (). ويرتفع عدد ضحايا الاختفاء إلى 34 حالة بالرجوع إلى حالات الاختفاء القسري الأخرى التي وثقتها المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في تقاريرها (). وطوال تلك السنوات لم تسفر الجهود المضنية التي بذلها أهالي " المختفين " أو المدافعون عنهم ومنظمات حقوق الإنسان الوطنية عن كشف مصيرهم وأماكن احتجازهم ، أو معرفة " هل ماتوا أم مازالوا على قيد الحياة ؟ " .

رابعا :

كما استمر إهدار وزارة الداخلية لحق المعتقلين في إنفاذ الأحكام القضائية الصادرة ببراءتهم أو بالإفراج عنهم ، حيث يوجد داخل السجون المصرية آلاف الأشخاص ، اعتقلتهم وزارة الداخلية منذ سنوات عديدة بمقتضى المادة الثالثة من قانون الطوارئ التي تعطي لرئيس الجمهورية أو من يقوم مقامه سلطة اعتقال الأشخاص الخطرين على الأمن والنظام العام . بعضهم محتجز في سجون "مغلقة " يعيشون داخلها في عزلة كاملة عن العالم الخارجي() ، بينما يحتجز البعض الآخر في سجون "مفتوحة" يسمح لهم فيها بتلقي الزيارات على فترات متباعدة في أجواء من الخوف والتقييد الأمني . ويعيش هؤلاء المعتقلون الذين كاد يطويهم النسيان في حيرة وقلق ويأس ، فهم لا يعرفون إن كان سيفرج عنهم ومتى سيحدث ذلك ؟ وماذا ينتظرهم عند خروجهم() ؟

ويعرض التقرير قائمة تضم عشرات الأشخاص من الذين جرى اعتقالهم بشكل متكرر بالمخالفة للدستور ولقانون الطوارئ ذاته ، فضلا عن مخالفته للمعايير الدولية ذات الصلة . كما يتناول التقرير كذلك ، تأثير الاعتقال المتكرر على المعتقلين وأسرهم .

 

خامسا :

وكذلك يشير التقرير إلى استمرار إهدار حق السجناء والمعتقلين في تلقي الزيارة من الأهل والمحامين المدافعين عنهم . فمن ناحية ، عانى السجناء والمعتقلون المودعون في ثلاثة سجون مصرية من الحرمان من الزيارة خلال عام 2000 ولمدة وصلت إلى ست سنوات كاملة ، وذلك لقيام وزارة الداخلية بإغلاق تلك السجون " لدواعي الأمن " ، ورغم حصول مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء على عشرات الأحكام القضائية بفتح تلك السجون أمام الزيارة ، إلا أن الوزارة لم تقم إلا بفتح سجن واحد للزيارة في منتصف يناير 2000 وهو سجن الفيوم ، بينما ما زالت السجون الثلاثة الأخرى مغلقة ، وهي سجون : شديد الحراسة بطره ، واستقبال طره ، وليمان أبي زعبل . كما تعاني باقي السجون الأخرى من تقييد حق الزيارة ، التي لا تستمر أكثر من خمس دقائق ، ويتم زيارة المعتقل أو السجين من وراء سلك مزدوج ، كما تمنع إدارة السجون دخول الأدوية ومعظم المأكولات إلى النزلاء ، كما يشتكي أهالي المعتقلين من إساءة معاملتهم أثناء الزيارة .

 

سادسا :

وكذلك يلاحظ التقرير ، استمرار معاناة السجناء والمعتقلين من نقص الرعاية الصحية المقدمة لهم ، وعدم قيام إدارة السجون بالإفراج الصحي عن المرضى من المعتقلين والسجناء الذين تستدعي حالتهم الصحية ذلك ، أو كفالة حصولهم على العناية والعلاج اللازمين لحالتهم . كما استمرت الشكاوى من إهدار حق السجناء والمعتقلين فى مواصلة التعليم .

 

ومركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء إذ يصدر هذا التقرير ، فإنه يتطلع أن يساهم نشره في حفز الجهود الوطنية ( الرسمية والأهلية ) من أجل العمل على تحسين أوضاع السجون والسجناء والمعتقلين في مصر .

 

القسم الأول

الحقوق الإنسانية للسجناء والمعتقلين ..

قصور الإطار التشريعي وعدم انضباط الممارسة

 

 

هل يعني حرمان أي إنسان من حريته وإيداعه داخل أسوار السجن ؛ تنفيذا لعقوبة صدرت ضده لارتكابه جريمة ما ، أو كتدبير وقائي الهدف منه حماية المجتمع من خطورته الإجرامية ، هل يعني ذلك إصدار حكم بالموت المدني ضده وقطع كل صلة له بالعالم خارج أسوار السجن ؟ . في العصور القديمة والوسطى والحديثة كان الاعتقاد السائد هو أن المجرم يختلف عن الإنسان العادي ، فهو شرير بطبعه وطبائعه ، تجرد من إنسانيته وغدا وحشا غير آدمي ، لذلك غلب على معاملته طابع القسوة والتنكيل ، ومن هنا تم استبعاد فكرة الكرامة الإنسانية أو الشفقة عند التعامل مع المجرم ، وأوصدت دونه الأبواب بسبب الخوف منه وعدم الاعتقاد في إمكانية إعادة إصلاحه وتقويمه (). وكانت فلسفة " الردع " كوظيفة وحيدة للعقوبة وراء تلك النظرة القاسية للمجرم السجين ، كما كانت الوسيلة الأساسية لتخويف الآخرين حتى لا يحذوا حذو المجرم في سلوكهم .

ولم يكن لتلك النظرة القاسية أن تستمر مع تطور المجتمع الدولي والفكر القانوني والاجتماعي ، فقد طرأت تغييرات جوهرية على الفلسفة التقليدية للعقوبة والتنفيذ العقابي ، وبدأت الوظيفة العلاجية أو الإصلاحية تدعم وجودها كهدف للعقوبة ، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية . كما أخذت النظريات الجديدة في علم الإجرام تنطلق ، على تنوعها واختلاف مشاربها الفكرية ، من كون الإنسان المجرم يمكن إصلاحه وتهذيب سلوكه ، وأن إصلاح الإنسان السجين و إعادة تأهيله لا يكون بتجريده من الشعور بإنسانيته ، و إنما يكون بتقوية وتعميق هذا الشعور لديه .

والواقع أن الاهتمام بالحقوق الإنسانية للسجناء وغيرهم من المحتجزين لم يكن وليد الصدفة ، بل جاء ثمرة مخاض صعب من النضال الطويل شارك فيه السجناء أنفسهم بتمردهم ، أكثر من مرة وفي بقاع عديدة من العالم ، على الأوضاع المتردية داخل السجون ، واتسمت بعض حالات التمرد بطابع عنيف ومدمر ، نبه الرأي العام ومعه المهتمون بأوضاع المؤسسات العقابية إلى خطورة الأوضاع المزرية التي تعاني منها السجون . كما ساهم في إحداث هذا التغيير ، جهود الإصلاحيين وإدراك أصحاب الفكر والقانونيين ضعف العلاقة بين قسوة العقوبة وشدة الردع من ناحية وانخفاض معدل الجرائم في المجتمع من ناحية أخرى ، ودعم من ذلك ظهور اتجاهات فكرية جديدة تنادي بضرورة اختلاف فلسفة العقوبة في مرحلة التشريع عنها في مرحلة الدعوى الجنائية و في مرحلة التنفيذ العقابي ؛ ففي التشريع ، ينحصر هدف العقوبة في تحقيق الردع العام وذلك بتجريم الفعل أو الامتناع ، وفي مرحلة الدعوى الجنائية التي تنتهي بصدور حكم قضائي ، فإن الهدف من العقوبة هو الردع الخاص بغرض منع المجرم من العودة إلى الجريمة مرة أخرى . أما في مرحلة التنفيذ العقابي فيجب أن ينحصر هدف العقوبة في تنمية وتقوية الشعور بالمسئولية لدى السجين ، وهذا الهدف هو جوهر فكرة " إعادة التأهيل" () . وقد ترتب على ذلك الدعوة إلى استبعاد استعمال القسوة أثناء التنفيذ العقابي احتراما لآدمية الإنسان السجين وكرامته . وبدأت تظهر في الوجود ، وتتكرس ، مجوعة متكاملة لحقوق الإنسان في مرحلة التنفيذ العقابي .

وبات من المستقر عليه الآن ، أن للسجناء وغيرهم من المحتجزين مجموعة متكاملة من الحقوق الأساسية غير القابلة للتصرف فيها أو التنازل أو إيراد أية قيود عليها ، وهي تستمد طبيعتها تلك " أولا " من صفة السجين كإنسان، وهي صفة يتساوى فيها مع غيره خارج أسوار السجن ، و" ثانيا " من هدف العقوبة ذاته الذي يرمي إلى إعادة تأهيل السجين أو المحتجز .

وتتمثل تلك الحقوق الأساسية للسجناء وغيرهم من المحتجزين - حسبما استقر عليه الفقه والقضاء الدوليان وكذلك المواثيق والمقررات الدولية المعنية بحقوق الإنسان في : أولا حق السجناء وغيرهم من المعتقلين في التمتع بالكرامة الإنسانية وما يتفرع عنها من حقوق أخرى لصيقة ( الحق في الحماية من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو المهينة أو الحاطة بالكرامة ، الحق في الحصول على مستوى مناسب من الحياة المعيشية داخل السجن ) . وثانيا : حق السجناء وغيرهم من المحتجزين في الحصول على الإنصاف القضائي العادل ( وسوف نعالج هذا الحق بالتفصيل في القسم الثاني من التقرير)

 

وقد تأكد حق " الكرامة الإنسانية " كحق قانوني تلتزم به الدول تجاه رعاياها دون تمييز بينهم ، في ميثاق الأمم المتحدة الصادر عام 1945 حيث نصت ديباجة الميثاق على أنه : " نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره . " . كما أكدت المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 على أنه : " يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق ، وقد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بروح الإخاء " . وقد تعمق الوعي بضرورة الاعتراف بالحقوق الإنسانية للسجناء وغيرهم من المحتجزين بإقرار المجتمع الدولي لقواعد الحد الأدنى لمعاملة السجناء ، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1955 .

كما اكتسبت تلك الحقوق قيمتها القانونية الإلزامية على الصعيد الدولي ، بإقرارها في نصوص الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ، حيث أكدت المادة العاشرة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر في العام 1966 والذي دخل حيز التنفيذ في العام 1976 على أنه : " 1 ـ يعامل جميع الأشخاص المحرومين من حريتهم معاملة إنسانية مع احترام الكرامة الإنسانية المتأصلة في الإنسان " . كما نصت الفقرة الثالثة من ذات المادة على أنه : " يتضمن النظام الإصلاحي معاملة السجناء معاملة تستهدف أساسا إصلاحهم وإعادة تأهيلهم اجتماعيا.. " . وكذلك نصت المادة السابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على أنه : " لا يجوز إخضاع أي فرد للتعذيب أو لعقوبة أو معاملة قاسية أو غير إنسانية أو مهينة .. "

وتوجت الجهود الدولية بإقرار الاتفاقية الدولية الخاصة بمناهضة التعذيب لعام 1984 والتي تحظر ممارسة أي عمل من أعمال التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة أو الحاطة بالكرامة . ويمتد نطاق الحظر ليشمل عموم الإنسان سواء كان محكوما عليه أو مجرد متهم أو مشتبها فيه أو معتقلا بسبب نشاطه المعارض للحكومة القائمة .

وبقراءة المواثيق والمقررات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ، نجد أن حق السجين أو المعتقل أو المتهم أو المحبوس احتياطيا أو المشتبه فيه ، في الكرامة الإنسانية يتفرع عنه العديد من الحقوق اللصيقة وأهمها : الحق في الحماية من التعذيب و المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، حظر استخدام القسوة في مجال احتياطات أو دواعي الأمن أو التأديب ، كفالة مستوى مناسب من الحياة المعيشية داخل السجون .

ـ وفيما يتعلق بموقف النظام الدستوري والقانوني المصري من إقرار حق السجناء وغيرهم من المحتجزين في الكرامة الإنسانية .. فقد اعتبر الدستور المصري هذا الحق من الحقوق الدستورية ،. فقد نصت المادة 42 من الدستور على أن : " كل مواطن يقبض عليه أو يحبس أو تقيد حريته بأي قيد تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامة الإنسان . ولا يجوز إيذاؤه بدنيا أو معنويا ، كما لا يجوز حجزه أو حبسه في غير الأماكن الخاضعة للقوانين الصادرة بتنظيم السجون . وكل قول يثبت أنه صدر من مواطن تحت وطأة شئ مما تقدم أو التهديد بشيء منه يهدر ولا يعول عليه " . وقد أكدت على نفس المعنى المادة 41 من قانون الإجراءات الجنائية المصري .

كما اعتبرت المادة 57 من الدستور المصري أن الاعتداء على تلك الحقوق يشكل جريمة دستورية لا تسقط الدعوى الجنائية والمدنية عنها بالتقادم ، وحملت الدولة مسئولية تعويض ضحايا هذا الاعتداء .

والجدير بالذكر أن الحكومة المصرية قد صادقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية ، وكذلك على الاتفاقية الدولية الخاصة بمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو المهينة ()، وهو ما يعني إعادة التأكيد على إقرار المشرع المصري بحق السجناء وغيرهم من المحتجزين في الكرامة الإنسانية () .كما أن مصر تعتبر ملتزمة بحكم كونها عضوا في الأمم المتحدة باحترام القرارات الصادرة عن المنظمة الدولية ومن بينها قواعد الحد الأدنى لمعاملة السجناء .

ورغم إقرار الدستور المصري لحق السجناء -وغيرهم من المحتجزين- في الكرامة الإنسانية وما يتفرع عنه من حقوق أخرى لصيقة ، ورغم التزام الحكومة المصرية بالمعايير والضمانات الدولية في هذا الإطار .. إلا أن هناك فارقا شاسعا بين المبادئ الدستورية والمعايير الدولية من جهة وواقع الممارسة الفعلية من جهة ثانية . ويرجع ذلك في الأساس إلى عدة عوامل رئيسية ، أهمها : قصور الإطار القانوني المنظم لحقوق السجناء والمحتجزين وعجزه عن إسدال الحماية الكافية لهم ، وعدم انضباط سلوك وممارسات الجهة القائمة على إدارة السجون ومراكز الاحتجاز وعدم التزامها بالمبادئ والمعايير الدستورية والدولية المتعلقة بحقوق الإنسان السجين .

 

أولا : حماية السجناء وغيرهم من المحتجزين من التعذيب

رغم أن الدستور المصري وقانون الإجراءات الجنائية() يحظران التعذيب ويبطلان نتائجه باعتباره إهدارا جسيما لآدمية الإنسان وكرامته ، و لكونه وسيلة غير إنسانية لقهر وإضعاف الإرادة وحملها على الاعتراف بما قد يودي به أو بغيره إلى التهلكة .. إلا أن المعلومات الموثقة تشير إلى شيوع استخدام التعذيب ضد المعتقلين والمشتبه فيهم والمحبوسين احتياطيا والمحكوم عليهم ، وذلك من قبل رجال السلطة العامة بهدف الحصول على اعترافات أو معلومات منهم () . كما تؤكد المعلومات والأحكام القضائية المتوافرة أن تعذيب المعتقلين والمحكوم عليهم في قضايا سياسية ، لم يكن الهدف الوحيد من ورائه هو الحصول على اعترافات أو معلومات ، بل كان في بعض الحالات بغرض تحديد الهوية السياسية والتنظيمية للمعتقل أو المحكوم عليه ، وفي حالات أخرى بهدف معرفة الخريطة التنظيمية للجماعة السياسية التي ينتمي إليها المعتقل أو السجين .وفي بعض الحالات كان تعذيب المعتقلين والمسجونين السياسيين بدافع الانتقام منهم في أعقاب ارتكاب أي حادثة من حوادث العنف ، كما جرت العادة داخل السجون المصرية ، حسب شكاوى المعتقلين السياسيين ، على ممارسة التعذيب ضدهم أثناء حفلات " الاستقبال " التي تنظم لهم عند وصولهم إلى السجن لأول مرة ، وكذلك أثناء حملات " التفتيش " الدورية التي تنظمها إدارة السجون على زنازين المعتقلين والسجناء السياسيين . كما جرت العادة أيضا داخل بعض السجون المصرية على وضع عصابة على عين المعتقل أو السجين السياسي أثناء ذهابه لتلقي الزيارة من أسرته ، ولا تنزع العصابة عن عينيه إلا عند بدء الزيارة ، وفي أغلب الحالات يكون هذا المنظر على مرأى أسر المعتقلين والسجناء ، وهو ما يعتبر صورة من صور التعذيب والإيلام النفسي المحظور دستوريا ودوليا

 

· قانون العقوبات المصري والحماية من التعذيب

يعتبر التعذيب من الجرائم التي يمارسها رجال السلطة العامة ، لذلك آفرد لها المشرع المصري الباب السادس من قانون العقوبات تحت عنوان " الإكراه وسوء المعاملة من الموظفين لآحاد الناس " ( المواد 126 و127و129و282 ) . فقد حظرت المادة 126 من قانون العقوبات تعذيب المتهم لحمله على الاعتراف ، حيث نصت على أن : " كل موظف أو مستخدم عمومي أمر بتعذيب متهم أو فعل ذلك بنفسه لحمله على الاعتراف ، يعاقب بالأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث إلى عشر سنوات . وإذا مات المجني عليه يحكم بالعقوبة المقررة للقتل العمد " . وقد وجه الفقه المصري() ومنظمات حقوق الإنسان انتقادات عديدة للمادة 126 عقوبات لكونها لا توفر الحماية الجنائية الكافية لحق الإنسان في السلامة البدنية والنفسية ولعدم انسجامها مع أحكام الاتفاقية الخاصة بمناهضة التعذيب ، وذلك للأسباب التالية :

(أ) وفقا للمادة الأولى من الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب ، يقصد بالتعذيب : " أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد ، جسديا كان أو عقليا ، يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص ، أو من شخص ثالث ، على معلومات أو اعتراف ، أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في أنه ارتكبه ، هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو إرغامه هو أو شخص ثالث ، أو عندما يلحق هذا الألم أو العذاب لأي سبب من الأسباب يقوم على التمييز أيا كان نوعه ، أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص آخر يتصرف بصفته الرسمية "

وبمقارنة نص المادة 126 مع مضمون المادة الأولى من اتفاقية مناهضة التعذيب ، تلاحظ أن المشرع المصري لم يضع تعريفا لجريمة التعذيب ، كما أنه وضع شرطا خاصا لاكتمال أركان جريمة التعذيب المنصوص عليها في المادة 126 وهو اشتراط " صفة " خاصة في المجني عليه وهي أن يكون " متهما " ، وبالتالي أهملت حال تعذيب غير المتهم ـ وقد يكون أحد السجناء أو المعتقلين أو من أقارب المتهم ـ لحمل المتهم على الاعتراف ، وفي هذه الحالة نكون إزاء جنحة " استعمال قسوة " وليس جناية تعذيب والفارق بين الحالتين كبير من حيث العقوبات التي توقع على الجاني .

(ب) كما يلاحظ أن المادة 126 عقوبات لا تعاقب الموظف أو المستخدم العمومي إلا إذا قام بتعذيب المتهم بنفسه أو أمر بذلك ، فيما لا تعاقبه إذا اقتصر دوره على مجرد " الموافقة " على التعذيب ، أو " السكوت " عنه أو " التحريض : أو " التواطؤ " عليه . وهو الأمر الذي يتعارض مع نص المادة الأولى من الاتفاقية الدولية الخاصة بمناهضة التعذيب .

(ج) وكذلك لا تنطبق جريمة التعذيب الواردة في المادة 126 عقوبات على الموظف أو المستخدم العمومي إذا مارس التعذيب ضد " المتهم " بقصد آخر غير الحصول على اعتراف ، كما لا تمتد لتشمل التعذيب الذي يمارسه رجال السلطة العامة ضد السجناء والمعتقلين السياسيين بقصد التأديب أو التهديد أو الانتقام أو غير ذلك من الأسباب .

ـ واضح من العرض السابق أن المشرع يميز بين تعذيب المتهم لحمله على الاعتراف ، وتعذيب المسجون المحكوم عليه أو المعتقل ، فالنوع الأول يعتبر " جناية " يعاقب عليها المشرع بالأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث إلى عشر سنوات ، أما تعذيب المسجون أو المعتقل ، فانه ليس تعذيبا بالمعنى القانوني ، إنما هو نوع من الضرب والجرح الذي يكتسب الوصف القانوني الذي تقرره المادة 129 عقوبات التي تنص على أن " كل موظف أو مستخدم عمومي وكل شخص مكلف بخدمة عمومية استعمل القسوة اعتمادا على وظيفته بحيث إنه أخل بشرفهم أو أحدث آلاما بأبدانهم يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تزيد على مائتي جنيه " . وقد انتقدت المادة 129 عقوبات لكونها تفرض عقوبات هزيلة جدا ، كما أن نطاق الحماية يشمل فقط استعمال القسوة من خلال التعدي المادي بالأفعال ولا ينصرف إلى الأقوال والإشارات ( التعدي المعنوي ) .

ـ كما تنص المادة 127 من قانون العقوبات على أنه " يعاقب بالسجن كل موظف عام وكل شخص مكلف بخدم عامة أمر بعقاب المحكوم عليه أو عاقبه بنفسه بأشد من العقوبة المحكوم بها عليه قانونا أو بعقوبة لم يحكم بها عليه " . ويستفيد المسجون من حكم المادة 127 فيعتبر فاعلا في تلك الجريمة من يأمر بنقل محكوم عليه من السجن العمومي ، حيث ينبغي أن ينفذ المحكوم عليه عقوبته قانونا ، إلى الليمان بغير الطريق القانوني ( التأديب ) مع توافر القصد الجنائي (). ولكن يعيب المادة 127 أنها لا تطبق على المعتقل ، لأن الاعتقال " تدبير " احترازي وليس من قبيل العقوبات ، كما أنها لا تسري أيضا بخصوص العقوبات التأديبية ، فلا يستفيد من حمايتها المسجون أو المعتقل الذي وقعت عليه إدارة السجن عقوبة تأديبية غير قانونية ، ما دامت هذه العقوبات التأديبية لم تصل إلى حد وصفها بأنها من نوع العقوبات الجنائية الأشد من تلك التي حكم بها على المسجون .

ـ وكذلك تنص المادة 282 عقوبات على أنه " ويحكم في جميع الأحوال بالأشغال الشاقة المؤقتة على من قبض على شخص بدون وجه حق وهدده بالقتل أو عذبه بالتعذيبات البدنية " ، ورغم ان المادة 282 ارتفعت بالعقوبة إلى مصاف الجنايات إذا وقع القبض دون وجه حق مصحوبا بالتهديد بالقتل أو التعذيب بالتعذيبات البدنية ، إلا أنها لم تفرق بين وقوع هذه الأفعال من فرد على فرد أو من رجال السلطة على فرد ، وكان من الواجب تشديد العقاب في الحالة الأخيرة باعتبار أن رجال السلطة يرتكبون هذه الجريمة ليس بصفتهم الشخصية بل اعتمادا على سلطات وظيفتهم ومكانتهم() .

إلى جانب مظاهر الخلل السابقة في المواد 126و127و129و282 عقوبات ، يوجد أيضا بعض مظاهر الخلل التشريعي في قانون الإجراءات الجنائية ، أهمها : حرمان ضحايا التعذيب من الادعاء المباشر ضد مرتكبي جريمة التعذيب ، وعدم قيام السلطات المختصة بالتحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب داخل السجون ومراكز الاحتجاز المصرية ، وخاصة ما تعلق منها بالتعذيب وإساءة المعاملة ، وذلك بالمخالفة لأحكام الدستور والقانون ونص المادتين 13و14 من الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب ، التي تلزم السلطات المختصة بإجراء تحقيق نزيه على وجه السرعة ، كلما وجدت أسباب معقولة تدعو إلى الاعتقاد بأن عملا من أعمال التعذيب قد ارتكب .

 

ثانيا : حماية السجناء وغيرهم من المحتجزين من استعمال القسوة ضدهم من قبل إدارة السجون

الملاحظ رغم حرص المشرع الدستوري والجنائي على حظر استعمال القسوة ضد السجناء والمعتقلين السياسيين ، إلا أن القانون رقم 396 لسنة 1956 في شأن تنظيم السجون يتضمن عدة نصوص تكرس استعمال القسوة داخل السجون لدواعي الأمن ، بالمخالفة لأحكام الدستور والمعايير الدولية في هذا الإطار ، ومن هذه النصوص :

(أ) تنص المادة الثانية من قانون السجون على أنه " .. لا يجوز وضع القيد الحديدي في قدمي المحكوم عليه داخل الليمان أو خارجه إلا إذا خيف هربه وكان هذا الخوف لأسباب معقولة ، وذلك بناء على أمر يصدره مدير عام مصلحة السجون " . ولا شك في مخالفة المادة السالفة للدستور والمعايير الدولية ، حيث يمكن للإدارة أن تتخذ ما تراه من إجراءات الأمن التي تكفل عدم هرب المسجون دون أن يصل الأمر إلى تقييده بالسلاسل ، لما يمثله من انتهاك للكرامة الإنسانية .

(ب) تنص المادة 43 من قانون رقم396 في شأن السجون على الجزاءات التأديبية التي توقع على المسجون على:

" الجزاءات التي يجوز توقيعها على المسجونين هي: الإنذار ؛ الحرمان من كل أو بعض الامتيازات المقررة لدرجة المسجون أو فئته لمدة لا تزيد على ثلاثين يوما ، تأخير نقل المسجون إلى درجة أعلى من درجته في السجن لمدة لا تزيد على ستة أشهر ان كان محكوما عليه بالحبس أو السجن ، ولمدة لا تزيد على سنة إن كان محكوم عليه بالأشغال الشاقة ؛ تنزيل المسجون إلى درجة أقل من درجته في السجن لمدة لا تزيد على ستة أشهر ان كان محكوم عليه بالحبس أو بالسجن . ولمدة لا تزيد على سنة ان كان محكوم عليه بالأشغال الشاقة ؛ الحبس الانفرادي لمدة لا تزيد على خمسة عشر يوما ؛ وضع المحكوم عليه بغرفة التأديب المخصوصة التي تعينها اللائحة الداخلية لمدة لا تزيد على ستة أشهر .. ويترتب على ذلك الحرمان من الزيارة والتراسل خلال المدة التي تقضى بهذه الغرفة ؛ جلد() المسجون بما لا يزيد على 36 جلدة ، فإذا كان عمر المسجون أقل من سبع عشرة سنة استبدل بالجلد الضرب بعصا رفيعة بما لا يجاوز عشر عصى ، وتبين اللائحة الداخلية وصف الأداة التي تستعمل بالجلد . ولا يجوز توقيع عقوبة الجلد إلا في حالتي الاعتداء على الموظفين المنوطين بحفظ الأمن في السجن أو التمرد الجماعي ، وما إلى ذلك من حالات الضرورة التي يقررها وزير الداخلية .

كما قررت المادة 44 من قانون الجزاءات لمدير السجن أو مأموره أن يوقعها . وتشمل الجزاءات الأول والثاني والثالث والخامس ( الحبس الانفرادي لمدة لا تزيد على أسبوع ) .

والواقع أن الجزاءات التأديبية ليست عقوبة حاطة بالكرامة الإنسانية في حد ذاتها ، لكنها يمكن أن تنقلب إلى عقوبة مهينة وحاطة بالكرامة ، بل قد تشكل جريمة دستورية ، إذا كان من شأنها إذلال شخص السجين أو المعتقل الذي وقعت عليه ، وإذا كانت تضر بصحة المسجون أو المعتقل إضرارا واضحا ، أو إذا كانت تضر بالصحة النفسية ، وكانت في النهاية غير متناسبة مع حجم الخطأ الذي ارتكبه السجين أو المعتقل .

وبتطبيق المعايير السابقة على الجزاءات الواردة في المادتين 43 و 44 من قانون السجون نلاحظ أن بعض الجزاءات المنصوص عليها تشكل إهدارا جسيما لكرامة السجين والمعتقل ، كما أن من شأن تطبيقها الإضرار بالصحة النفسية والجسدية لهما .

ـ فمن ناحية ، نص قانون السجون على الحبس الانفرادي كجزاء تأديبي يمكن توقيعه على السجين ، وفي الواقع ان الحبس الانفرادي لا يعد من قبيل الجزاءات اللاإنسانية حسب المعايير الدولية ، فقد أجازت المادة 32 من قواعد الحد الأدنى لمعاملة السجناء توقيع جزاء الحبس الانفرادي ، غير ان هذا الجزاء يمكن ان ينقلب بدوره إلى عقوبة قاسية ومهينة للكرامة ، إذا افتقد عدة شروط أهمها : خطورة الخطأ المنسوب للسجين أو المعتقل ، تأقيت مدة الحبس الانفرادي ، والفحص الطبي السابق على الإيداع في الحبس الانفرادي . ورغم ان المادة 43 من قانون السجون وضعت حدا أقصى لمدة الحبس الانفرادي بما لا يزيد على أسبوع ، إلا ان إدارة السجون عادة ما تخالف هذا الشرط ، كما أن المشرع تجاهل النص على ضرورة الفحص الطبي للسجين أو المعتقل قبل إيداعه الحبس الانفرادي ، وهو ما يشكل خطورة على الصحة النفسية والبدنية لهما . وكذلك تشير المعلومات المتوافرة إلى أن إدارة السجون لا تراعي التناسب بين خطأ السجين أو المعتقل وبين عقوبة الحبس الانفرادي ؛ يضاف إلى ذلك أن ظروف الحبس الانفرادي تتسم بعدم الإنسانية ، من حيث ضيق مساحة الزنزانة وعدم نظافتها وانعدام التهوية الكافية وضعف الإضاءة .

ـ ومن ناحية ثانية ، تشير المعلومات الواردة إلى وجود العديد من صور استعمال القسوة ضد السجناء وغيرهم من المحتجزين من قبل الإدارة غير منصوص عليها كجزاءات تأديبية وتنطوي على إهدار جسيم لكرامة السجناء ، ومن أمثلة ذلك إجبار المسجونين على خلع ملابسهم والوقوف رافعين الأيدي أثناء الحملات التفتيشية ، واستعمال عبارات " السب والقذف " معهم باستمرار .

 

ثالثا :توفير الظروف المعيشية المناسبة للسجناء والمعتقلين

وفيما يتعلق بالتزام الإدارة بتوفير الظروف المعيشية المناسبة للسجناء والمعتقلين داخل السجن والسماح لهم بالاتصال بالعالم الخارجي وعدم فرض عزلة إجبارية عليهم ، والتي تشمل حسب المعايير الدولية : أن تكون مساحة الزنزانة ( الجماعية أو الفردية ) مناسبة ، توافر الإضاءة الطبيعية للزنزانة نهارا ، ضمان مستوى لائق من النظافة ، توفير الملابس والأغطية والمفروشات اللازمة ، كفالة التريض والفسحة للسجناء والمعتقلين ، توفير مستوى مناسب من الرعاية الصحية والتغذية الكافية ، وكفالة حق التعليم والثقافة ، والسماح لهم بتلقي الزيارات من الأهل والمحامين المدافعين عنهم .. فتشير المعلومات الواردة إلى تدني ظروف الحياة المعيشية للسجناء والمعتقلين في أغلب السجون المصرية ومصادرة و تقييد حقوقهم الدستورية في مواصلة التعليم وتلقي الزيارات، وتتم أغلب تلك الممارسات بالمخالفة لأحكام الدستور والقوانين المصرية والمعايير الدولية المقررة .

القسم الثاني

السجون محل الرصد .. وأوضاع السجناء والمعتقلين داخلها

أولا :

السجون محل الرصد

يتناول هذا التقرير بالرصد أوضاع السجناء والمعتقلين داخل أحد عشر سجنا ، من بينهم ثلاثة سجون مغلقة هي :

(1)

سجن شديد الحراسة ـ بطره

سبع سنوات من العزلة ..

يتصدر سجن شديد الحراسة ـ بطره قائمة السجون " سيئة السمعة " في مصر بسبب سجله السيئ في مجال انتهاك الحقوق الإنسانية للمحتجزين داخله . وهو سجن مخصص بحسب فلسفة بنائه وتشييده لإيواء أشد العناصر " الإرهابية " خطورة من وجهة نظر وزارة الداخلية ، وبهدف عزلهم نهائيا عن باقي السجناء والمعتقلين بل عن المجتمع خارج أسوار السجن . و رغم عدم وجود معلومات مؤكدة حول سبب إطلاق لفظ " العقرب " على سجن شديد الحراسة .. إلا أنه من المؤكد أن المحتجزين داخله رصدوا أوجه تشابه عديدة بين ما يجري داخل هذا السجن وبين لسعة العقرب .

ويقع سجن شديد الحراسة داخل نطاق سجون منطقة طره ، التي تضم بالإضافة إلى السجن المذكور سجون : استقبال طره ، مزرعة طره ، سجن ملحق المزرعة . ويبعد سجن شديد الحراسة حوالي 2 كم عن باب منطقة سجون طره ، وتم الانتهاء من بناء السجن في 30/5/1993 وافتتح في 26/6/1993 ويضم السجن 320 زنزانة للحبس الانفرادي موزعة على أربعة عنابر ، ويتخذ العنبر شكل H ويضم 80 زنزانة تبلغ مساحة الزنزانة 2.5×3 وارتفاعها 3.5 متر .

وحسب وثائق وزارة الداخلية ، خصص السجن منذ افتتاحه في 26/6/1993 لإيداع " المسجونين الخطرين وهم من يخشى هروبهم وممن سبق لهم الهرب أو الشروع فيه أو الاعتداء على المسجونين أو الحراس أو العاملين بالسجن وتهديدهم ، وكذلك الذين تطلب جهات الأمن أو النيابات المخصصة إحكام الرقابة عليهم لخطورتهم ، كما يودع به حاليا الخطرون من ذوي النشاط الإرهابي المتطرف " ().

وسجن شديد الحراسة من السجون المغلقة منذ 26/12/1993 بموجب القرار رقم 549 لسنة 1993 الصادر عن وزير الداخلية بمنع الزيارة عن جميع المسجونين المودعين بسجن شديد الحراسة بطره . وقد جاء في تسبيب قرار المنع ما يلي : " نظرا للظروف الأمنية التي تمر بها البلاد وتصاعد نشاط الجماعات المتطرفة () وفي مواجهة احتمال صدور تكليفات من قيادات التطرف المودعة بالسجون لعناصرها بالخارج لارتكاب عمليات عدائية تجاه المنشآت والمرافق وبعض الشخصيات العامة ورجال الشرطة .. تقرر منع الزيارة عن المعتقلين لنشاطهم المتطرف بسجن شديد الحراسة بطره ـ لدواعي الأمن إعمالا للمادة 42 من قانون تنظيم السجون التي تجيز منع الزيارة منعا مطلقا أو مقيدا بالنسبة إلى الظروف وفي أوقات معينة ، وذلك لأسباب صحية أو متعلقة بالأمن " .

ومن بين السجناء والمعتقلين المودعين بداخله :

- أحمد محمد أحمد السيد ، يبلغ من العمر 35 عاما يعمل مهندس كمبيوتر ومتزوج ويعول ومقيم ب"3 ش القضاعى بجوار مسجد الخازندارة – شبرا الساحل – القاهرة ومتهم في قضية محاولة اغتيال وزير الإعلام صفوت الشريف ومحكوم عليه بالمؤبد 25 سنة هذا ولم تتمكن أسرته من زيارته بسبب غلق السجن .

- طارق عبد المنعم أحمد ، يبلغ من العمر 31 عاما وهو لا يعمل – أعزب مقيم 41 ش فهمى غالى من ش الزهراء - بعين شمس الشرقية اتهم في القضية رقم 94/235 تم القبض عليه بتاريخ 15/9/97 وتنقل بين عدة سجون ؛ الفيوم ، شديد الحراسة ، وادي النطرون ، تم الحكم عليه بالمؤبد 25 سنة الآن موجود بسجن شديد الحراسة ولم تتمكن أسرته من زيارته بسبب غلق السجن .

- مدني إبراهيم آدم حنفي ، يبلغ من العمر 28 سنة وهو طالب بالفرقة الثانية معهد فني تجاري – أعزب – مقيم في 19 حارة إبراهيم آدم متفرع من ش جمال حمزة من ش البصراوى - امبابة وقد تم اعتقاله في 21/5/91 واتهم في قضية سطو مسلح على محلات الذهب وحكم عليه بالمؤبد وكان تاريخ أخر زيارة لأسرته عام 93 ولم تتمكن أسرته منذ هذا التاريخ من زيارته بسبب غلق السجن وتنقل بين عدة سجون ، ليمان طره –استقبال طره – شديد الحراسة

- مختار مراد علي ، يبلغ من العمر 30 عاما وهو طالب بكلية التجارة – أعزب – مقيم عزبة المفتى أخر ش البصراوى - امبابة- جيزة اعتقل بتاريخ 23/5/91 واتهم في القضية رقم 13 جنايات عسكرية تنظيم ( قضية الشوقيين) وتنقل بين عدة سجون – استقبال طره - وليمان أبو زعبل – أبو زعبل الصناعي وهو الآن بسجن شديد الحراسة واتهم في قضية مقتل الضابط أحمد سلام وصدر الحكم عليه في 21/8/93 بالسجن لمدة 15 سنة

- عماد الدين محمد عيسي ، يبلغ من العمر23 عاما وهو طالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة - الفرقة الرابعة – أعزب مقيم بكرداسة ش السوق القديم بجوار جامع السنية محافظة الجيزة وهو الآن بسجن شديد الحراسة ومحكوم عليه بـ 7 سنوات في قضية بكرداسة .

- أحمد عباس محمود سليمان ، حاصل علي دبلوم صنايع مقيم بعين شمس الشرقية – القاهرة – عامل بمصنع الشريف أعتقل بتاريخ 26/12/94، اتهم في القضية رقم 5 لسنة 1995 جنايات عسكرية ( طلائع الفتح ) وحصل علي البراءة وأودع سجن وادى النطرون وبعدها تم إيداعه سجن شديد الحراسة .

- حمدي سعد عبد العظيم العشري ، حاصل علي دبلوم فني يبلغ من العمر 31 عاما متزوج وله ولد – مقيم في 34 ش الزهور- وراق الحضر - إمبابة - جيزة – أعتقل بتاريخ 4/4/94 وتنقل ما بين سجن استقبال طره ثم مستشفي ليمان طره وهو موجود حاليا بسجن شديد الحراسة وكان معتقلا علي ذمة قضية قتل عساكر واخذ سلاحهم بإحدى المزلقانات ببولاق الدكرور و قد برأته المحكمة .

- شوقي سلامة مصطفي ، حاصل علي دبلوم صناعي يبلغ من العمر 36 عاما متزوج ولديه أربعة أولاد –مقيم 6 ش عبد النعيم أحمد محروس بعين شمس الشرقية –القاهرة –أعتقل بتاريخ 5/7/98 اتهم في قضية العائدين من ألبانيا، وحكم عليه بالمؤبد 25 سنة .

- محمود محمد رمزي محمد ، موظف بمصنع في العاشر من رمضان ويبلغ من العمر 36 عاما متزوج وله بنتان مقيم 10 ش الشهيد محمد مجاهد مساكن حلمية الزيتون -بحلمية الزيتون –القاهرة أعتقل بتاريخ 4/92 واتهم في قضية قصر المنتزه وحكم عليه بعشر سنوات سجنا وتنقل بين عدة سجون – وادي النطرون – استقبال طره إلى ان استقر به الحال بسجن شديد الحراسة .

- جمال شهدي عبد الوكيل ، يبلغ من العمر 25 عاما ، مقيم بشارع العسال ـ عين شمس شرقية . مدرس فني تجاري . اعتقل في 26/12/1994. اتهم في قضية تنظيم الجهاد ( طلائع الفتح ) القضية رقم 5 لسنة 1995 جنايات عسكرية بتهمة " إدارة جماعة الغرض منها تعطيل الدستور والقوانين ، والاشتراك في اتفاق جنائي ، أحرز بغير ترخيص أسلحة بيضاء " وصدر ضده بتاريخ 31/5/1995 حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة . لم تقم الأسرة بزيارته منذ تاريخ الحكم عليه بسبب غلق السجن .

- عمرو محمد عبد المنعم محمد ، مقيم 90 ش فهمي غالي من الزهراء - عين شمس الشرقية . معتقل منذ 18/1/1993 ، اتهم في القضية رقم 5 لسنة 1995 جنايات عسكرية ، قضية تنظيم الجهاد " طلائع الفتح " ، أحيل إلى القضاء العسكري وصدر ضده عقوبة الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة .مودع حاليا بسجن شديد الحراسة بطره . حاصل على دبلوم معهد إعداد تنمية تجاري . أسرته لم تره منذ 11/5/1995 .

- محمود عبد الفتاح معوض عبد السلام ( 24 سنة ) ، مقيم بعين شمس الشرقية ، حارة النجار رقم 6 . كان يعمل صف ضابط بالقوات المسلحة . ومتزوج ويعول طفلين . تاريخ الاعتقال 28/12/1994 ، اتهم في قضية "طلائع الفتح " وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 10 سنوات . لم تره الأسرة منذ صدور الحكم في مايو 1995 .

- نصر شعبان صادق ، يبلغ من العمر 24 سنة ، مقيم بمدينة امبابة بمحافظة الجيزة ، طالب بالثانوي العام ولم يستكمل دراسته . أعزب ، اعتقل في غضون عام 1992. حكم عليه بـالسجن لمدة 15 سنة في القضية رقم 175 قضية قتل الجنديين بالسكة الحديد .

- محمد أحمد مراد أبو الحسن ، اعتقل في غضون عام 1995 ، بتهمة الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون ،حكم عليه في القضية 134/95 جنايات عسكرية بالأشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاما .

- مطراوي فاروق زكي ، يبلغ من العمر 29 عاما ، مقيم بمحافظة القليوبية ، كان يعمل مدرس تربية دينية ، أعزب . تاريخ الاعتقال ديسمبر 1994 ، اتهم في القضية رقم 5/95 جنايات عسكرية ( طلائع الفتح ) وحكم عليه بتاريخ 31/5/1995 بالأشغال الشاقة المؤبدة .

- سيد عطوة عبد المنعم إبراهيم ، من مواليد عين شمس الشرقية ، تاريخ الاعتقال في ديسمبر عام 1994 ، كان طالبا بكلية الحقوق – ج المنصورة – الفرقة الأولى . حكم عليه في القضية رقم 235 لسنة 94 جنايات عسكرية بالسجن لمدة عشر سنوات. أصيب بشلل نصفي من جراء التعذيب الذي تعرض له في سجن الوادي الجديد في العام 1996 .

- أيمن محمد عبد الحميد زايد ، يبلغ من العمر 36 سنة ، كان يعمل مهندس معمارى في شركة المقاولات المصرية ، متزوج ولديه طفلان ،مقيم بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية . أعتقل بتاريخ 29/5/1994 ، اتهم في القضية رقم 56 جنايات عسكرية قضية ( اغتيال رءوف خيرت ) وحكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة . آخر زيارة للأسرة 4/5/1996

- جمعة السيد سليمان ، يبلغ من العمر 37 سنة ، محاسب من مواليد مدينة حلوان بمحافظة القاهرة ، اعتقل في 11/5/1994 ، تنقل ما بين سجون : شديد الحراسة – وادي النطرون – الوادي الجديد وأخيرا شديد الحراسة . اتهم في القضية رقم 235 لسنة 1994جنايات عسكرية وصدر ضده حكم بالسجن ، مريض ويعيش بكلية واحدة ويحتاج إلى عناية صحية دائمة . آخر زيارة للأسرة في 26/8/1997.

- محمد إبراهيم إبراهيم ، يبلغ من العمر 37 سنة ، طالب بكلية الهندسة – قسم بترول – ج الأزهر – الفرقة النهائية ، تنقل من الاستقبال إلى شديد الحراسة " السجن الحالي شديد الحراسة " .حكم عليه في قضية قتل جنديين وتفجير بنوك وضرب السياحة .

- أحمد عبد المقصود السيد ، يبلغ من العمر 25 سنة ، مقيم بمدينة امبابة بمحافظة الجيزة ، أعزب ، تاريخ الاعتقال 24/2/1993 ، اتهم في قضية ضرب السياحة وحكم عليه بالسجن المؤبد 25 عاما في سنة 1995. لم تقم أسرته بزيارته منذ خمس سنوات .

- محمد عبد الحميد محمد حسن ، يبلغ من العمر 27 عاما ، حاصل على ليسانس حقوق ، أعزب ، اعتقل في 15/3/1995 ، حكم عليه في قضية " نوادي الفيديو " بالسجن لمدة 10 سنوات ( القضية رقم 235 لسنة 1999 بتاريخ 8/3/1999 ) .

- رمزي محمود الموافي ، طبيب بشري يبلغ من العمر 47 عاما ، تخصص تخدير بمستشفى القصر العيني ، متزوج ولديه سبعة أولاد ، اعتقل في 27/7/1997 وأحيل للمحاكمة في القضية رقم 57 لسنة 1997 جنايات عسكرية ، وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة .

- محمد سيد محمد عبد الجواد ، يبلغ من العمر 34 سنة ، محاسب من مواليد الإسكندرية ، تاريخ الاعتقال 13/11/1990 ، حكم عليه في قضية المحجوب بالسجن لمدة 10 سنوات رقم القضية 546 حصر أمن دولة عليا طوارئ ، وتنقل من استقبال طره إلى ليمان طره وأخيرا شديد الحراسة . متزوج ولديه طفلان . مريض بالدرن

- يحيى على عبد الحميد خليل ، يبلغ من العمر 33سنة ، مقيم بملوى بمحافظة المنيا ، موظف ، متزوج ولديه أربعة أولاد ، تاريخ الاعتقال 25/3/1992 ، مودع بسجن شديد الحراسة منذ اعتقاله . لا تعلم الأسرة عنه شيئا منذ اعتقاله .

- كرم محمد عبد الرحيم حسن ، يبلغ من العمر 22 سنة ، كهربائي ، أعزب ، تاريخ الاعتقال 5/1994 ، حكم عليه في القضية 235 لسنة 94 المشهورة بـ 56 جنايات عسكرية بالسجن لمدة 15 سنة .

- علاء محمد أبو النصر ، متزوج ، معتقل منذ عدة سنوات ، سجن شديد الحراسة ، حكم له بالبراءة في القضية رقم 546 حصر أمن دولة المعروفة بقضية اغتيال المحجوب .

- رضا جمعة فرج الله ، يبلغ من العمر 34 سنة ، كبابجي ، وحاصل على معهد فني ، اتهم في قضية قتل اللواء رءوف خيرت القضية رقم 235 لسنة 1994 . وحكم عليه بـالسجن لمدة 10 سنوات .

- رضا رمضان مهدي حجازي ، يبلغ من العمر 29 سنة ، طالب بكلية التجارة – ج القاهرة ،اعتقل في 27/4/1994 ، اتهم في القضية رقم 235 لسنة 94 – 56 جنايات عسكرية . حكم عليه بـالسجن لمدة 7 سنوات . آخر زيارة للأسرة بتاريخ 26/8/1997 .

(2)

سجن الفيوم .. سجن الدرن والجرب

ظل سجن الفيوم العمومي من السجون المغلقة ، لأكثر من أربع سنوات طوال الفترة من 11/11/ 1996 وحتى 15 يناير من العام 2000 . و يقع سجن الفيوم في منطقة ديمو بمحافظة الفيوم ، ويبعد عن القاهرة حوالي 90 كيلو مترا ، وتحيطه من الخارج مزرعة كبيرة بسور .يضم السجن نحو 4 آلاف معتقل موزعين على 12 عنبرا ، يوجد في 9عنابر منها المعتقلون السياسيون ويتواجد السجناء الجنائيون في عنبرين ، أما العنبر الأخير فيستخدم للتأديب ، وتقوم إدارة السجن بتوزيع النـزلاء على العنابر حسب أقاليمهم ، ويشتمل كل عنبر على 18 زنزانة ، تبلغ مساحة الزنزانة 24 مترا مربعا ( 6 ×4 م ) وتحتوى على 5 شبابيك يبلغ طول كل منها 40 سم وعرضه متر، ويتخلله شبكة من الحديد ، بالإضافة إلي دورة مياه غير مسورة ، كما يوجد بكل زنزانة ثلاث لمبات نظام كشاف للإضاءة معلقة في الحائط الخلفي للباب ، وعادة تضع إدارة السجن اللمبات محروقة فضلا عن دهان الزنزانة باللون الرصاصي الفاتح .

يعانى النـزلاء من تكدس الزنازين بهم حيث يوجد حوالي 25 نزيلا داخل كل زنزانة ، وتفيد المعلومات الواردة للمركز تدني مستوى الحياة المعيشية والرعاية الصحية المقدمة لهم ، بالإضافة إلي سوء التغذية الأمر الذي أدى إلى انتشار العديد من الأمراض مثل ( حساسية الصدر ، الربو ، الدرن ) ، فضلا عن انتشار الأمراض الجلدية بين النـزلاء مثل ( الجرب ، الاجزيما ، حساسية الجلد ، الدمامل ، حمو النيل ) ومما يساعد على انتشار تلك الأمراض عدم وجود الملابس الكافية لدى نزلاء السجن ، فلكل معتقل بدله وغيار داخلي واحد فقط ، مما يضطره إلي استعارة ملابس زميله أثناء غسل بدلته ، كذلك يعانى النـزلاء من الصداع والدوار بصفة مستمرة نتيجة الضعف العام وعدم الحركة .

وبالرغم مما سبق إلا أن المركز رصد خلال عام 2000 - وخاصة بعد إعادة فتح هذا السجن للزيارة - بعض التحسن الطفيف فى طريقة معاملة الأهالى أثناء الزيارة .

(3)

سجـن استقبال طره

سجن استقبال طره هو أحد السجون المغلقة منذ ست سنوات ، حيث منعت وزارة الداخلية الزيارة عن السجن منذ سبتمبر من العام 1994 . ويقع السجن في منطقة سجون طره ، ويوجد به ثلاثة عنابر أ ، ب ، ج ، إضافة إلى عنبر التأديب . ويوجد بالسجن حوالي 1600 معتقل . والعنبران أ و ب من العنابر متعددة الطوابق، وتوجد الزنازين الفردية في الدور الأول ، أما الزنازين الجماعية فتقع في باقي الأدوار . ويتكون عنبر ج من دور واحد مبني بالخرسانة المسلحة ، وعديم التهوية وهو عنبر حديث البناء ويسمى بعنبر " شديد الحراسة" ، وخلال عام 2000 رصد المركز قيام مصلحة السجون بترحيل العديد من المعتقلين بسجن الوادى الجديد ممن يقيمون بالقاهرة الكبرى إلى سجنى استقبال طره وأبو زعبل الصناعى .

ومن بين السجناء والمعتقلين المودعين بداخله :

- هشام محمد عبد الله وهبه ، حاصل علي دبلوم صنايع يبلغ من العمر 35 عاما –أعزب مقيم حارة محمد يونس من ش الوسط عرب أبو غنيم - بحلوان – القاهرة – اعتقل بتاريخ 23/12/93 وتنقل بين عدة سجون استقبال طره- الوادي الجديد وهو حاليا بسجن استقبال طره ويعاني من الأنيميا حادة .

- أحمد محمد عبد الله وهبه ، طالب بالفرقة الثالثة كلية حقوق – يبلغ من العمر 29 عاما مقيم حارة محمد يونس من ش الوسط عرب ابو غنيم - بحلوان – القاهرة –اعتقل بتاريخ 4/5/94 واودع بسجن استقبال طره ثم سجن الوادي الجديد ثم استقبال طره مرة أخرى .

آخر زيارات الأسرة له كانت بسجن الوادي الجديد 6/2000 وكان يعاني من حساسية علي الصدر وأنيميا حادة وتعرض والده لمرض تليف بالكبد حتى توفي في 26/7/97 عن عمر 58 عاما دون أن يراه وبعد وفاته تعرضت ألام لقصور في الشريان التاجي ولا تزال مريضة وتتلقى علاجها حتى الآن .

- محمود رفعت عطية حسن ، يبلغ من العمر 24 سنة – طالب بالفرقة الأولى بكلية التجارة – أعزب مقيم 11 ش إبراهيم الدسوقى - عرب غنيم - حلوان – القاهرة وتنقل بين عدة سجون ، استقبال طره – الوادي الجديد ثم استقبال طره مرة أخرى

كانت أخر زيارة للأسرة 10/6/2000 وتقول الأم " نحمد الله انه انتقل إلي سجن استقبال طره حيث كانت المعاملة سيئة جدا في سجن الوادي الجديد فضلا عن بعد المسافة وكانوا يدخلون طعاما دون الأخر ولا نعرف السبب وما يتم دخوله قد أصبح فاسدا وحمدا لله أنه قريب وسوف يرحمنا من تكاليف الزيارة الباهظة ولكن فوجئنا بأن السجن مغلق وغير مسموح بالزيارة !! "

(4)

ليمان أبي زعبل

يقع ليمان أبي زعبل في منطقة سجون أبي زعبل ، وهو من السجون المغلقة حيث منعت وزارة الداخلية الزيارة عن السجن منذ حوالي أربع سنوات ، ومعظم نزلاء ليمان أبي زعبل من المنتمين للجماعات الإسلامية المتطرفة ، ويضم الليمان حوالي 160 سجينا من بينهم بعض المحكوم عليهم بالسجن من 3-5 سنوات في قضية ( طلائع الفتح ) والقضية رقم 235 أمن دولة عليا ، كما يضم أيضا بعض المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة لمدة 15 ، 25 سنة في قضية السياحة .وأخيرا أودع بالليمان بعض المحكوم عليهم في قضية تنظيم (كرداسة ) إضافة إلى بعض المعتقلين القياديين للجماعات الإسلامية .

(5)

سجـن دمنهور

ويقع السجن في محافظة البحيرة على بعد حوالي 165 كم عن القاهرة على الطريق الزراعي ، ويبعد عن مدينة الإسكندرية حوالي 45 كم ، ويرتفع سور السجن بمساحة 6 أمتار ، ويليه سور شائك مكهرب بعلو 5 أمتار . يضم السجن 12 عنبرا مقسمة على النحو التالي : 5 عنابر للمعتقلين السياسيين ، و3 عنابر للسجناء الجنائيين ، وعنبر للتأديب و3 عنابر للنساء . وتم إيداع السياسيين ابتداء من نوفمبر 1995 ثم أخلي السجن منهم وتحول إلى سجن جنائي فقط ، ولكن منذ مايو 1997 تم إعادة المعتقلين السياسيين مرة أخرى إليه .

(6)

سجن أبي زعبل الصناعي ( شديد الحراسة )

يقع سجن أبى زعبل الصناعي في منطقة سجون أبي زعبل والمرج والتي تقع خارج محافظة القاهرة ضمن الكردون المحدد داخل محافظة القليوبية . وتبعد منطقة السجون عن القاهرة بحوالي 30 كم تقريبا ويمكن الوصول إليها عبر طريق مصر الإسماعيلية الزراعي ( طريق المعاهدة ) ، أو طريق بلبيس – الشرقية المطل على ترعة الإسماعيلية علي يسار الطريق في حالة الذهاب إلى الإسماعيلية . وتقع البوابة الرئيسية للسجن على الطريق مباشرة ، وتعتبر هي المدخل الرئيسي لمنطقة سجون أبي زعبل والمرج ، وبعد العبور منها يتم السير لمسافة حوالي 500 متر حتى الوصول إلى السجن . ويعتبر سجن أبي زعبل الصناعي من السجون المنشأة حديثا إذ أنشئ في أوائل عام 1996 . ويوجد على نفس الطريق سجن ليمان أبي زعبل وبعدها على اليسار وحدة تأمين منطقة السجون وتتضمن قوات الشرطة والأمن المركزي . ويواجه سجن أبي زعبل الصناعي السجن القديم الذي تقوم حاليا مصلحة السجون بترميمه .

وكما سبق وان أشرنا فان هذا السجن قد استقبل أعدادا من المعتقلين بسجن الوادى الجديد فى الأشهر الأخيرة من عام 2000.

(7)

سجـن المـزرعة العمومي .. " السياسي سـابقا "

يتكون سجن المزرعة من دور واحد ويطلق عليه عدة أسماء أشهرها سجن " خمسة نجوم " ، أو سجن " رجال الأعمال " ، ويرجع سبب التسمية إلى ما يتمتع به المحتجزون بداخله من معاملة متميزة لا يعرفها غيرهم من المحتجزين في باقي السجون المصرية . وينقسم السجن إلى سبعة عنابر هي : عنبر الجنائيين ، وعنبر الإخوان المسلمين ، وعنبر السياسيين ، وعنبر التخابر ، وعنبر ضباط الشرطة والقضاة ، وعنبر التأديب ، وعنبر سكنى التأديب .

والعنبر بشكل عام مكون من ست زنازين جماعية، طول الزنزانة الواحدة حوالي 20 مترا وعرضها 6 أمتار . و يوجد بها عدد 4 نوافذ مساحتها نحو 50 سم × 50 سم وهى قريبة من السقف ، كما يوجد نظارة بالباب مساحتها 10 سم × 10 سم .ويوجد داخل كل زنزانة حمام واحد به دش للاستحمام . وتعتبر المياه مشكلة كبيرة في سجن المزرعة ، حيث يتم تعبئتها في خزانات تحت الأرض بسبب ارتفاع مستوى أرض السجن ، ويتم رفع المياه من خلال مواتير للخزانات العلوية وهى غير مغطاة مما يجعلها عرضة للتلوث . الأمر الذي أدى إلى إصابه بعض نزلاء السجن بالمغص الكلوي والأمراض المعوية بسبب استعمال تلك المياه في الشرب والطعام , ،مما يضطر النزلاء القادرين إلى شراء المياه المعدنية من الكانتين .وتضم الزنزانة من 40 إلى 70 نزيلا وفى حالة زيادة العدد داخل السجن يتم وضع 90 سجينا في الزنزانة الواحدة . وتسمح إدارة السجن للنزلاء بدخول جهاز تليفزيون ومروحة إلى كل عنبر.

ـ وبالنسبة للعنبر الجنائي ، فهو يتكون من ست زنازين ، الزنزانتان ( 1،2 ) مخصصتان للمحكوم عليهم في جرائم الأموال العامة ، أما الزنزانة رقم ( 3 ) فللمحكوم عليهم في جرائم القتل، و زنزانة ( 4 ) لجرائم السرقة الصغيرة ، الزنزانتان ( 5،6 ) جرائم مختلفة ( مخدرات -نصب –تزوير- شيكات – تهرب من أداء الخدمة العسكرية ) .

ـ أما عنبر الإخوان ، فيوجد به بعض السجناء والمعتقلين من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين .

ـ ويتكون عنبر السياسيين ، من أربع زنازين جماعية وزنزانتين انفراديتين ، ويضم مجموعة من أعضاء الجماعات الإسلامية ، وكذلك مجوعة من السياسيين " من التيار الناصري " الذين يقضون عقوبات بالسجن في عدة قضايا ، أهمها مجموعة المتهمين في قضية " ثورة مصر " الذين قاموا باغتيال عدد من عناصر الموساد الإسرائيلي . وهم : محمود نور الدين ، وكان محكوما عليه بالسجن 25 سنة، وتوفى داخل السجن في عام 1998. وسامي تـرك محكوم عليه 15 سنة ، و نظمـى شـاهين ، و حمادة شـرف . كما يستقبل هذا العنبر مجموعة من أعضاء الجماعات الإسلامية من الذين قاموا بكتابة طلب توبة أملا في الخروج من دائرة الاعتقال والموجودون الآن هم من قاموا فعليا بكتابة طلب توبة أثناء فترة الحوار بين وزارة الداخلية والمعتقلين وذلك منذ أربع سنوات والى الآن مازالوا معتقلين .

ـ ويضم عنبر التخـابر مجموعة من المحكوم عليهم في قضايا تخابر وتجسس لحساب دول أجنبية ، أما عنبر ضباط الشرطة والقضاة ، وهذا العنبر معد لاستقبال بعض ضباط الشرطة والقضاة المتهمين في قضايا رشوة ومودعين رهن الحبس الاحتياطي ، والبعض الآخر ممن صدر ضدهم حكم بالسجن .ويوجد بالعنبر 25 نزيل من الضباط برتب مختلفة .

ـ عنبر التأديب ، ويتكون من 7 زنازين غير مضاءة ، مساحتها 2م×2م ولا يوجد بها أية فتحات تهوية وخصصت إحدى الزنازين كدورة للمياه . أما عنبر سكنى التأديب ، فيضم سبع زنازين بنفس المساحة الموجودة في عنبر التأديب و مهيأة للسكنى ويتوافر بها المياه والإضاءة ، ويسمح بدخول مروحة وتليفزيون .وفي إحدى هذه الزنازين يودع المعتقل عبد الصمد الشرقاوي وهو ضمن المتهمين بالتخابر مع ليبيا وقد تمكن من إعداد رسالة ماجستير داخل السجن في الاقتصاد الإسلامي جامعة الأزهر والمشرف على الرسالة نائب رئيس جامعة الأزهر .

(8)

سجن مست