Text by libyan author Najwa BenShatwan

شتوان بن نجوىوالبيانو ةركالب سيرة من

1

الرماد من المدرسة لتنظيف دراستنا وقت من أخذنا في نحن.األجنبية اللغات مناهج حرق خلفه الذي األسود

المتشابهة ماأليا تلك الماضي، القرن ثمانينيات أيام أحدذكرها. على المرء أتى متى الرماد إال منها يبق لم التي

التزمت وقد البالد، أرجاء تعم األجنبية الكتب حرائق كانت وإخراج األوامر بطاعة حينا في مدارس أربع ضمن مدرستنا

أفئدة ومن المنهج من أماكنها من األجنبية الكتب كل بمشاركة المدرسة فناء في إعدامها ثم بتعلمها المفتونين إضرام على المتنافسين الثوريين نهج على سيرا الطالب، أكبر على القائمة للجهات مثوريته تثبت حتى الحرائق،

التاريخ. في معرفي حريق

يسير وال اللغات يكره ألنه الحرائق أسعدته من ثمة كان سيرا المجاورة الثانوية في أخوتي أحد تعلمها، في حسنا

بالكمد أصيب الدائم وتفوقه االنجليزية للغة لحبه نظرا من االنجليزية خروج بعد للمدرسة الذهاب رفض فيها،

تحت كتبه يحتضن أليام البيت في مريضا وظل مقرره كنا جميعا أمية( ألننا للعلم )وهي فقط أمي واسته وسادته،

يتكلمها التي اللغة هذه في الرسوب في المتفوقين من روحه ونصدق التعليم وزير نشبه شك دون كنا األعداء، باستثناء األبجدية، استخدام بدون العالم ستغير التي الثورية

أسرتنا، أفراد أهم بموت وشبهه الفقد أوجعه الذي أخي األنثوية، حساسيته من األيام تلك سخرنا تهكمنا ما وكثيرا

في المحرقين من وثلة نحن لنا يقولها كان عبارات علىالمجاورة. واألحياء حينا

1

بعد" فيما المصيبة حجم ستعرفون يامتخلفين، جهلة "يا األخ ذلك وجود عدا آنذاك مصيبة نتبين لم إننا والواقع

بيننا، المهرطق كتالوج بحرق قمنا إذالله في منا وإمعانا عليه وقعت ما وكل عينيه، أمام والخالط والثالجة الغسالة

في أحرقناه ما آخر كان األخرى، االستخدام أدلة من أيدينا العميل البلغاري الطبيب كتبها روشيتات ثالث بيتنا

أمي تقاوم لكي انجليزية، بلغة المندس المصري للصيدالني على القضاء يستطيعان أنهما مدعين الروماتيديوم، داء

بالرقى محاربته "مبارك" في الشيخ تخصص عدو،والتمائم.

2

المدرسة إلى بيوتنا من ينجر ونحن طريقنا المطر سد فصنعنا العام، منتصف عطلة بعد دراسي يوم أول في

معبرا حظنا لحسن التالفة، واإلطارات باألحجار مائيا أخرى وأشياء هي وضعناها قريب، قمامة كوم في وجدناها

بوطا لديه من وسارع فوقها، لنعبر الضحلة البرك داخل تترك التي تلك من مطاطيا إلى بالقدمين ذكي غير أثرا

وجه إعادةل البر إلى والمماسح المقشات حملو انتعاله جاء كما طالبها يخدمها المدرسةف إليها، الفعلي المدرسة

كنسب يلزمنا بالذات النص ذلك األخضر، الكتاب في فكيف العادية، األوقات في العجاج من وتنظيفها ارسنامد

األجنبية. اللغات كتب حرق إثر عمها الذي بالسناج ابتدائي، والرابع والثالث الثاني الصف تالمذة بعض تقاعس صميمه في فعلهم أن الفطن، النشاط رئيس لهم فأوضح

ذلك العظيمة، الثورة لمبادئ مبكرة سياسية معارضة هو تداخلت حتى سرعتها من تزيد أيدينا في المكانس جعل ما

البعض. ببعضها بأبجدية وتعطس األسود الغبار تتنفس المدارس كانت طالتها ونصف، مدارس أربع من القريبة بيوتنا ،عنا غريبة

2

كان والمخلفات الرائحة على واالعتراض الحرائق أثاربالسر. وحده الله إلى مرفوعا

تحت مسماه غير آجالل وننظفها مدرستنا نكنس مكثنا إلى الكنس كان ممن ،والمعلمات المعلمين إشراف الجوانب الكتشاف عظمى اشتراكية مناسبة جانبهم

وأيدينا سوداء مووجوهه وجوهنا كانتفيهم. اإلنسانيةسواء. المحرقة في وأيديهم

بكل العالق الكتب رماد كنس في استغرقنا توقف، دونما لنا وعادت أبية، حرة المدرسة علينا ظهرت حتى شيء، أزياءنا نرتدي ونحن كشطنا السواد، من بريئا براحا

السبوراتو األدراج لىع المتراكم العطلة عجاج المدرسية كما ،الذراع مديدة الناظرة ونظارات والطباشير األبوابو

التي ،اإلعالنات لوحة على الكبرى الصحراء زحف وأوقفنا عن المعلن الناظرة جد سوى األموات من عليها بقي ما

دراسيين. حولين منذ وفاته ،بالقار العلم سارية رششنا شاملة لنظافة سبيلنا وفي موافقة بعد العلم غسل وقررنا لوحها، الدبيب ينخر ال حتى

نظيف. المدرسة في شيء كل يكون لكي اإلدارةالغسيل: طلب في كتبناالعلم. غسل التالميذ يريد الوطن كرامة أجل من

عطلة المديرة أعطتنا العلم فيه أنزلنا الذي اليوم وعقب أن تستطيع ال فهي للرفرفة، حاضرا ويكون يجف ريثماعلم. بال مدرسة في تعليمية عملية تدير

أتربةلل مروحة مجرد كونه عن ليتوقف غسله قررنا المتعاقبة. لألوساخ ومستودعا

4

غسل على صفي خارج من تشادي وتلميذ أنا تشاجرت تلميذال ردف به، األجدر وأنا بالدي علم هذا له فقلت العلم،

عينيه في امسعور ابريق إال منها أتبين لم غريبة بكلمات.قليل منذ قلته عما نيدتر أن نصاله تأوشك

3

النفسية، خارطتي مني لها وأحفظ لنفسي ببالدي حتفظال الذي األنساب اختالط خالل في ذاتها على تعثر علها

تعيشه، والراكنة بالسالم األمارة نفسي أمام متحججا من غسله زمعالم الجانب عن تنازلي من ضير أال للهدوء،

الناظرة أن بيد ،مجنس أو شنين أي لشراكة بالدي سمرتي قارنتو االحتياطي، نظرها طول فجأة استخدمت

األقربوتناسب( )بنسبة رأتنيف التشادي الفتى بسواد من القريب بيتنا إلى فوري من أخذته لي، هفأوكلت ،لعلمل

الغسيل، سطل في أمي تضعه لكي األعوج المدرسة ضلع الساعة على وعينها الطعام لحلة وجهها تدير أمي كانت )ضعه( قالتو به أتيتها حين أبي، كف من خدها على خوفا مع األخيرة الغسالة دورة في العلم فاغتسل مضض، على

أخر في ه لتعطي"البوليك" بحمض شبعةمال نالسراويلونه. ويعطيها رائحتها الدوران قلب في الدورانو اللف عن والعلم السراويل توقفت

في بحثت ،عليه األرجل التفاف من هحررت فلما ،الغسالة انزلقت تكون أن يمكن أين نجومه عن الغسالة جوانب

النساء مثل تولول ال أمي فقالت عنه؟ نجوم، هل ليس علما أمي قالته ما صدقت عينيك، في فقط موجودة النجوم

إلى به وذهبت الساعة، باتجاه للعلم خدها المصعرةالمكواة.

5

تركت المكواة أن مع ،الستقبالنا جاهزة المدرسة تأصبح قبالة صفوفا العلم،وقفنا بطرف بعيد من يبصر ال أثرا

تلميذوال أنا بخفة رف الذي العلم حيينا ،المتين اللوح ليبيين صاروا لكنهم عدة أمصار من هربوا وآخرين التشادي

الجميع مناخير العلم صابون ةرائح وصلت ،البصر لمح في بها، غسل التي الصابون ماركة التحية معه تقاسمت فيما للعلم وينظر رأسه يرفع لمن بحاجة فكان المكواة أثر أما

يكتشفه. حتى

4

يرفرف وتركناه الدروس تعلمن شرعنا فناء في وحيدا لهذا مجنونة، ريح مثل نافذا صوته كان ،الكبير لمدرسةا

بمرور إغالقه) سمحت نصف التعليمية النوافذ أغلقنافينا. التعلم فقط( وسرى الجنون

بدأ المجاور والفصل المحفوظات بدرس فصلنا بدأ معلمه كان واآلخر الصراعات بتاريخ واآلخر بالرياضيات

الفوضى فسادته غائبا ضةالريا ممارسةل تحول ثم قليال فلما عليها، يتفرج أن ال تمارس أن ينبغي التي الجماهيرية،

الرياضة معلمة حمل كان الرياضة من الحصة تحولت أكيدا في ما كل رسم الذي هو معوق تلميذ كان الرسم، إلى

تحول على نحسدهم كنا ،رسوم من األوالد كراسات المعلمة حمل وعلى الرسم إلى الرياضة من الحصص

ذلك بفعل هم،فصل نوافذ عند أشجارها طلعت ألوان وعلىكراساتهم. لون الذي التلميذ

حقيقيا أضحى قد حسدنا كان ،االستراحة في لقيناهم لماو حصة في الرياضة ممارسة على اعتيادهم أضحى كما

أيام معظم فعنقودي المعلمة حمل أما عادة، الرسمالسنة.

6

،الجيران بمياه مياهنا عندها جمعتت التي الشارع بالوعة وصنعت غسيلنا مياه خرجت لذلك البلدية، إهمال سدها

كلما العبن سبيل تعترضا اللون طحلبية بركة الحال في قدمي خبطت نفسي أنا وهناك، هنا جريا الشارع مشطنا

أطراف وابتلت الطحلبية البركة حواف المرات عشرات الغسالة في عنه استغنى الذي العلم بلون سروالي تحاور البركة ومازالت للبركة الغسالة عنه تواستغن

تقطيره، أو تبخيره أو امتصاصه بشأن والسماء ضاألر العلم استمر ذلك رغمو المدرسة سور داخل يشمخ علما

كاهله نع زاد مما تنظيفه بعملية وهيأته هيبته تتأثر أن دون.مبين بهتان من فيها وما الصبغة من

5

الفكر مدرسة صرحت )كما األمهات إلهمال ونظرا في سراويلنا الناظرة نظارات صادرت فقدالجماهيري(

لمتابعة الدراسية الفصول في يبق ولم التالي اليوم سراويل يرتدون ال الذين األفارقة التالميذ عدا الدروس

وبضعة أرجلهم، في البركة تاريخ يحملوا لم والذين أصال، فصل داخل المرسومة األشجار فوق أعشاشها بنت طيور بالجالبيب. الرياضة لممارسة تالمذته جميع ذهب

6

"مصيونة" الحاجة لتنقل مهترئة إسعاف سيارة جاءت وأدرت نفسها قطعت حاد سعال وصلة بعد للمستوصف

قد الالإرادي البول أن إلى التنويه يلزم إراديا، ال البول منها كثرتها لكن الحرائق قبل من الحاجة لدى موجودا يكون

تظهر ال لكنها اإلسعاف سيارات توجد كما تماما أظهرته، معرفة أو قرابة على سائقها كان إذا إال أحد، لنجدة عادة

معارفه. من بعض أو بالمصاب شخصية كثرة رغم مصيونة الحاجة بيت قبالة السيارة وقفت

)خليفة( بحرارة سائقها انتظر وصولها، كيفية في التعاريج ميتة، أو حية له يخرجوها أن فمه في المائلة سيجارته صافرة بتشغيل تبدأ التي وظيفته ويؤدي تخرج، أن فالمهم

فوق السيارة وركن الصافرة بإطفاء وتنتهي الطوارئ راتب عن "مربوعته" واالطمئنان نافذة أسفل الرصيف

موعده. في ينزل الحيض دورات شأن شأنه المريضة رجلي إدخال يكتمل ولم الصافرة تعمل لم لوهلة

نحو الهواء في متتالية قفزات خليفة قفز السيارة، في نجاح مع مذبوحة ولولة فأطلقت بيده، وضربها الصافرة إلى السيارة خلفية من األطول مصيونة حشر في الجيران

السيارة. داخل كنا ما حينا في إسعاف لسيارة استخدام عملية أول تلك

النفس، بتوقف بيننا إنسانة أطول تصب لم لو لنشهدهامدارس. بأربع المحاصر بيتها في السيء الهواء جراء

6

الحي أهل بها يقوم التي اإلنقاذ عملية على نتفرج وقفنا وجودنا سد حتى للمشاهدة نتزاحم كنا الطويلة، لجارتهم

شتائم عدة علينا وأطلق الحليقة رأسه فاخرج خليفة، درب على بدوسه البركة وحدة مزق ثم للحياء، خادشة غير

بللت مثلما وبللتنا فيها الراقدة المياه فتطايرت البنزين اإلسعاف، باب فتحة من الناتئتين مصيونة الحاجة قدمي

بتكة وتبرع بحنكة حمد( تصرف الحاج)سالم أن رغم بعضهما، من الباب جانبي لتقريب سرواله لحياة إنقاذا

المعدومة. الكتب غبار من المسكينة الحشرات بعض خليفة سرعة قذفت البركة حواف على الناس فتفرق نفسها، مع البركة بتفاعل تكونت التي

النار! ماء بغير يزول لن بهم التصق متى رذاذ من هاربين

أطفالها قتل أفريقية غوريال صراخ التشادي الطفل صرخ المبحلقة، بعينيه الضفدع من جزء دخل عندما أمامها،لعنته. تطالنا ال حتى وهربنا يصرخ تركناه

تتوسط التي والبرك المدارس قبالة المنتشرة البرك وفي بلون كثيرة مائيات ولدت الشارع، نهاية وتصل البيوت األشقياء األوالد منها استخرج استولدتها، التي البرك لعبا

حتى الضفادع أفواه في السجائر يضعون كانوا مسلية، تجده ما ملطخة تنفجر ثم رئاتها وتنتفخ الدخان تستنشق

تفرقع لمشاهدتها ويختبؤن تدخن يتركونها كانوا أمامها، أوالد ظنون تلك، مواظبتهم لنا جلبت النارية، األلعاب مثل

التي الوطنية مناسباتنا بجميع نحتفل بأننا األخرى األحياء من بكثير مدفوعين كانوا واحدة، دفعة أيامنا بها تمتلئإثم. الظن بعض يقول: إن شريعتنا والقرآن الظن،كامل؟ بظن فكيف

7

تعطيل السحاب ذات السراويل ارتداء فضائل من صارت أن بعد لكن فريسته، لعورة الوصول عن المغتصب

7

الشيطان وجد المدارس في سراويل دون الجالبيب واستدراجهم البلدة لسكان الخروج في الكبرى فرصته

محاوالت عن الناس تكلم القيلولة، وضح في الرذيلة إلى تسمية الشرف جرائم داخل عليها أطلق بالتحرش، حثيثة

عليها. والعاملين بها القائمين لتمييز المعرفة جرائم بعض على المنطقة شرطة عثرت فقد العلمية ولألمانة يكونوا لم ممن الجالبيب مرتدي بل متعلمين، أو طالبا ومتقاعدين... الخ شاحنات وسائقي وبقالين أمن رجال

غرائزهم، لتصريف المدرسي العراء شيوع فرصة انتهزوا المعمول العقوبات أقسى بهم أنزلت الساهرة العين لكن حفظا الجالبية أسفل سروالين ارتداء فألزمتهم آنذاك، بها

لسيرة وتنزيها رجيم، شيطان كل من العام للشرفالشريفة. مدارسنا

8

أصيلة، ليبية مواطنة أمي كانت الكتب حريق قبل ما حتى حرق حادثة أن غير البتة، المغربي أصلها يتذكر أحد ال

ضد كفاحها في البداية نقطة إلى أمي أعادت الكتب ترتدي كانت ومغربية غريبة لكونها لها، النساء امتهان الرتباطهما حسنة غير )سمعتهما بالطربوش الجالبة

أبي بها جاء ليبيا( حين في المغربيات المقاهي بعامالت أن الرافضة الجميع أعين في إصبعه واضعا البيت، إلى

وهي لغيره مدتهما ربما امرأة ترائب في نسله عن يبحث الشرف كان الليبية، المقاهي في والشاي القهوة تمد

الكبريت عود مثل وسعره محتكر، ليبي احتراف آنذاكغالء! من المهور يعتري ما رغم

أو الكيناوية عيشة قصة إلى يعود أمي أصول ذكر إن حدثتنا والتي المغرب، بالد في معروفة هي كما السودانية

أمي عنها مناسبات من مناسبة الكتب حرق وكان مراراالستحضارها. المغاربي االتحاد

في تخــرج مائية جنية المســتنقعات، عيشة" سيدة "الله فـــاكن ــاه وجــود أم ــة، واألمــاكن المي فــوري وانتقامها الرطب

8

ــاة وأحيانا شمطاء عجوز شكل تأخذ أحيانا وفتاك، جميلة فتــروي قداسة، ذو مائي حيوان أو حشرة وأحيانا أن أمي لنا ت

ــرقت عيشة اللة ــتاذا حـ ــفة أوروبيا أسـ ــدى في للفلسـ إحـــات ــال ألنه بحوثه وأتلفت المغربية الجامع فيها ق ــا لم كالم

يعجبها. لســببين: جاء الوحدة مدرسة في بيننا عيشه الله حلول إن

في والخضــراء الســوداء والمســتنقعات الــبرك كــثرة األول المجــاري هــذه من قريبا المغربية الــروح وحضــور محيطنا بعض اختفــاء الثاني والسبب أخوتي، وفي في ممثال المائية

مع المدرسة فناء في تحترق رؤيتها ثم حقائبنا من كراساتنا وبخطنا بأيدينا مكتوبة أنها مع األعداء، بلغة المكتوبة الكتبشهيد! أقول ما على والله كراساتنا يسرق من واالستغراب، للدهشة مثيرا شيئا كان

ويحرقها؟ تقييد نرد المعرفة( لم و)عدو الفاعل نعرف لم ولما

السودانية عيشة اللة استحضرنا لذا مجهول، ضد القضية الكيناوية أو هي تكون فربما االستداللي للمنطق استخداما

الفاعلة تثير كراساتنا في مدونة كثيرة أشياء لوجود نظراالكائنات. غضب سوداني تلميذ وبين بيني قتال حدث اإلسناد ذلك بسبب ضد بالده اعتبار ثم ومن لبالده عيشة اللة نسب ساءه

المجاورة الدول شؤون في تتدخل وإنها الدراسية مقرراتناالبداية! من المستخدم المنطق لنفس استنادا

الغاضب السوداني التلميذ نقنع كي طويلة لفة استغرقنا نتبع الذي الرياضي االستدالل خارج وأنها بالده نتهم ال بأننا

أنها إال النيل نهر من كبير لجزء امتالكها رغم فبالده ملته، للدول والمستنقعات البرك أسياد تصدير من بريئة

المحلي ااستهالكه تغطي بالكاد فهي والصديقة، الشقيقة بركها تنتج والصديقة الشقيقة الدول وأن منهم،

الذين أسيادها انتجت تكون أن بعد بنفسها ومستنقعاتهاوالمعارف. البحوث من يعجبهم ماال ويحرقون يديرونها،

9

وجلس السوداني التلميذ اقتنع ما حد إلى على متعرقا مقعده، بدأ وقد رأسه حول الطويلة عمامته بلف أخذا المتشنج موقفه بررنا النحيل، جسده في يسري االرتخاء

يمر الذي السودان الستقالل الوطني اليوم مفعول بتأثير أن إال الجميع لمواطنة تقدرينا ورغم ليبيا، في وهو عليه

في فنحن ساريا، ظل عيشة الله نسب بشأن التفاوض رسم يجيد من فينا وليس رسم حصة في أي رياضة حصة

قصة. أو محرقة أو سحابة أو شجرة شقيقي قال ياأصدقاء السوداني، التلميذ غل إلخماد سعيا

جاءت وقد كينيا من أي أيضا، كيناوية عيشة الله إن يقال يأتون والمغاربة ثم للمغرب، كينيا من المسترق الرقيق مع

لزمهم بهم، الخاصة ممستنقعاته ويقيمون ليبيا في للعمل خصائصه ينقل اإلنسان ألن منهم، سادتهم يكون أن

على الرياضي استدالله أخي يتم ارتحل... لم أينما الثقافية ليبيا في كيناوية وجود دخلنا حتى المغربية، بالمملكة مرورا

سنوات لثالث نحسبه كنا آخر، تلميذ مع جديد صراع في بيد كراساتنا حرق اعتبر األصل، كيني به فإذ وحسب، ليبي

وتنتشر الرقاب سبيلها في تقطع مشكلة كينيه مواطنة المستنقع مابين الدولية السالم حفظ قوات بفضلها

اآلخر. والفصل والفصل والمدرسة والمدرسة والمستنقع الحلوى ببعض برشوته معه اآلمر سوينا بالكاد

لحسن إبطيه، عرق ويتقلص يسكت كي والسندوتشات وهو إليه ننظر جياع، كنا حظنا ولسوء جائعا كان حظنا تتطاير األخرى الجهة في بينما بشراهة شطائرنا يلتهم

كانت الفصل، نوافذ من وتدخل المحترقة كراساتنا شظايا نهاية وفي الكالم، عن مربوطة وأفواهنا بالقهر مليئة قلوبنا نحن علينا بابنا وأقفلنا لبيتنا خائبين عدنا الدراسي اليوم بطعام بطوننا تعبئ وهي بنا عما أمي فسألتنا عيشة واللة مشاكل من وخشينا وأخي أنا النظرات تبادلنا صرف، ليبي

أن لنا سيتبين تكلمنا إن فربما بيتنا، في حتى الجنسية عن الكالم عدم أثرنا لذا ليبية، ليست نلتهمها التي العصيدة

خالصة. مدرسية اعتبرناها شؤون

10

صار قد عارنا فوجدنا نلعب كي للشارع خرجنا المساء في الذين األوالد الخضراء( بين المستنقعات من )أكبر كبيرا

المقررات مثل أي ليبية، ليست أمنا ألن أهلهم تقمصهمواللحظة! التو في منها التخلص يجب األجنبية

9

ظلها ظهر عرفناها شئ، ألي ظل أي من أسود كان ، أوال منه المتبقي وانثني الجدران على فاض طول من فيها بما المياه دورات تتقدم التي السقيفة مأل حتى السقف، إلى

ونصطنع الجغرافيا حصة من نهرب وأخي كنت المدرسية، وينثني المراحيض سقيفة يمأل بظلها فإذ للتبول، الحاجة

أخي ناديت كلها، المياه دورات في الظالم يعم ثم للسقف انقطع حدث؟ ماذا أراك، ال لكني هنا، أنا أنت، أين وناداني، لعنة ربما الخسوف، أو الكسوف يشبه شيء إنه ال الضوء، عن اليوم درس كال منه، تهربنا الذي الجغرافيا درس

ظاهرتي عن وليس أفريقيا قارة في المناخ تقسيم باتجاهي يدك ومد هذا من دعك والخسوف، الكسوف

ألجدك.أخي. يا لي يدك مد

جلبته التي القادمة ظل وتقلص تدريجيا الظالم انحسر بدت طويلة، هزيلة مصيونة الحاجة علينا فظهرت بطولها

ةللمفاجأ ويا مدرستنا، في العلم سارية طول نفس في لنا ضفادع من ضفدع وكأن خضراء بشرتها كانت كم

لطالء يكفي ال إذ ضفادع بل كال بها، انفجر المستنقعات أو كتاب أخر بمعنى ضفدعين، أو ضفدع مصيونة الحاجةكتابين.

ج منكمشا أخي وجدت صفنا، إلى وعدونا فصرخنا منها خفنا

بشرته لون وكان الظالم انقشع لما المرحاض بقرب دفع فصلنا، نحو كرصاصة انطلق لما مثله عدوت أخضرا،

المدرس كان مرتجفا، الجغرافيا مدرس وعانق الباب الحاجة وراءنا جاءت واأليدي، الوجوه خضر والطالب

11

طبيعي تنفسها أن رغم صامتة وكانت ثابتة بخطوات حمد( )سالم سروال وتكة بخير وطولها جيدة وصحتها وبدأت الصراخ فعال الفصل داخل أطلت جيدها، من تتأرجح قفله الذي الوحيد والباب النوافذ من جماعي هروب عملية حسنا كالم، دون وخنقته الجغرافيا لمدرس اتجهت ظلها، ألن فعلت عكس على كلها المدرسة في يحببه لم أحدا محبة رغم عمله من سرح الذي االنجليزية اللغة معلم

التالميذ بعض الباب عند الحاجة ظل فوق وقف له، الجميع الخنق، عملية ليشاهدوا المخضرة، بوجوههم الشجعان

مشجعين: هتفوازيديه. ياحاجة أمك ورأس زيديه- تجحظان المدرس عيني يروا أن قبل هاربين فروا ثم

الخارج في وطنية، مناسبة يحيي أن يوشك ضفدع كعيني عنه يجدوا فلم الخارجية المستنقعات هروبهم عملية صدت

والسرطانات والثعابين الضفادع بهم علقت مصرفا، لكوكبنا الشمسي المجال صراخهم فغادر أخرى، وأشياء

فنزل الكواكب تلك عنه ارتدت ثم مجهولة كواكب إلىضفدعيا! ياللغرابة يكن ولم أسماعنا في المبين كالشهاب

سروال بتكة الجغرافيا مدرس مصيونة الحاجة علقت ظهرت كما اختفت ثم الخضراء السبورة حمد( إلى )سالم

عندنا الشرطة أنواع جميع عليها تعثر ولم أبدا مهما ... أبداالخضراء. بليبيا مكان كل في الخضراء قدميها أثار تقصتأخي: كلمني

أال بيتها في وهي مصيونة على تنادي لماذا أنت يا هيه- السودانية؟ عيشة علينا جرته ما يكفيك

له: قلت أنني من وتأكدت نومي من حينها فصحوت تنحل اللي الجغرافيا مشاكل من فكنا كيناوية تقل ال -

بالسندويشات. يكن لم بشرته لون أن متبينا. الغريب وجهه في نظرت ثم

قليل! منذ رأيته كما أخضرا

10

12

قام بلدتنا، في الكتب حرق زعماء كبار من أخوتي أحد النيران يقلب كان منها، البلدة تطهير في كبيرة بجهود وهي الكتب تقليب على التالميذ ويحرض مكنسة بعصا

األخ هذا يبقي لم كلها، إليها النار وصول من ليتأكد تحترق شارك فرنسية، أو انجليزية بلغة مكتوب حرف على

تصور منهما، التعليمية الحياة تنظيف في نظيفة مشاركة األعداء يحرق أنه ذلك منذ العصا حمل عن يتنازل ولم حقا

إلى عنده الحرق في المراهقة الرغبة تطورت وقد اليوم،الغربية. الموسيقية اآلالت لحرق راشدة رغبة

المدرسة في الموجودة اآلالت كل وأصدقاؤه أخي اخرج جلبوا أن بعد الكبير الفناء في وحرقوها البنزين من برميال احترقت صوت، أي اآلالت عن يصدر لم النقي، المحلي

كانت فيها إرادة أن لو كما بسرعة، وتفحمت بهدوء تستجيب للنار، وكرامة حبا غير أنا إذن أعزف ال ألنا تفضيال موجود، غير أنا إذن مسموع في المشاركة من وخالصاأحد. يحبهم لن عازفين من جوقة صناعة

أما السور، أخر عند رميت متآكلة هياكل عدا منها يعد لم البيانو وجهدا وقتا أخذ قد حجمه وكبر وزنه لثقل فنظرا أخي فكر السادسة، الدرجة من متفحم إلى يتحول لكي

نيجيريين عاملين بواسطة المحرقة إلى جره في وجنده المدرسة حارس واقترح شغل، عن عام منذ يبحثان النار بماء سحقه التباوي غرفة من مكانه في أوال

ثم ومن تقطيعه في المناشير استعمال ثم الموسيقى،الخارجي. للحرق تجهيزه

مبتور الوجه، مسلوخ بيانو الخطة تلك تنفيذ بعد أر لم رأيته الذي كالبيانو الصوت، عديم األصابع، مقطوع األرجل،

لبنانية معلمة عليه تعزف وكانت زياد بن طارق مدرسة في قبل المدرسة من فورا اختفت والرقة، الجمال في غاية

معلومة. ظروف في البيانو اختفاء

13

كان لقد رأيا تباويا وهم عليه العصي حملة وافق سديدا البيانو رائحة تقاطعت به، الناشبة النار في عصيهم يهزون

اثنين يومي كل الحي فتيات تبخره بخور مع الهواء في وخميس رائحة فأفسدت الخاطبين، ألرواح استجالبا بها الموكلين المالئكة ينجح لم التي الجلب عملية االحتراق

تهفو التي الخطاب أرواح أن كما البيانو، لهب تخطي في تخرج وهي البيانو روح األثير في صادفت حينا لفتيات فولت وجزعا. هوال

كل فيه اختلطت صوت البيانو، عن صدر ما أخر كان يصدر أن الغريب من صوت الدنيا، في الهجائية األحرف

الدنيا!! كل تحارب بالد في الصنعة غربي بيانو عن في منزلية معركة اشتعلت الغريب، الصوت ذلك مساء بالحساسية الموصوف وأخي العصا صاحب أخي بين بيتنا،

معالم بعض وشوهت األخير أسنان فيها كسرت األنثوية، فقلنا فيه، أفتوني قال العصا صاحب كفة مالت ولما وجهه، متخصص الداخلي واألمن خائن ألنه الداخلي لألمن سلمه

بنوايا أعلم هو بالتالي الداخلية، األشياء كنه سبر في في وألقوه تسلموه ال منا قائل قال الداخلية، شقيقنا فالتقطته العفاريت، تلتقطه المظلم الحمام غيابات

دم، من بدموع يبكي ورأيناه فسمعناه العفاريت راطنا كتمان نستطع لم أجنبية، برطانة الحمام مرآة في لنفسهالقفل. موضع من له مراقبتنا إثر ضحكنا

سنوات مرور بعد الضحك في المضي على يحض ما أن بيد صاحب أخوتي أحد جعل الذي المنزلي، النزال ذلك على لم المظلم الحمام أن حمامات، عفريت مجرد واآلخر نفوذ والضاحك دموعه الباكي فيها يرى مرايا، أية به تكن

ضحكته!

شتوان بن نجوىالميالد قبل بنغازي

1/2/2008

14

15