من المستفيد من تخريب تجربة كبيرة بحجمالوطن ؟؟؟

من يعرقل استثمار خريجي المعهد الوطنيلإلدارة؟؟؟؟

عبد الرحمن تيشوري

شهادة عليا باالدارة

منذ انطالقة مسيرة التطوير والتحديث التي اشاعها واطلقها واقرها القائد الشاب الدكتور

بشار االسد في ثنايا خطاب القسم من عام والناس تتحدث عن التطوير والتغيير2000

والتحديث والعصرنة وزيادة الرواتب واالجور واحداث معاهد االدارة وتأسيس المصارف

الخاصة والجامعات الخاصة وتشجيع القطاعالخاص وغير ذلك

لكن اال كثرية العريضة من المواطنين تنظر للتحديث والتطوير على انه تحسين للوضع

المعيشي وارتفاع لالجور وحصولها على خدمات اكثر بما تتقاضاه من اموال وبالتالي ان الكثير

من خيارات الناس مرتبط بهذا االمر ويفكر الناس من هذا الجانب ويقيمون عمل الدولة من

هذا المنظار أي تفكير احادي وقد ساهمت الدولة ببناء هذه العقلية من خالل اعتبار نفسها المسؤول االول عن االرزاق وانها اب للجميع عبر العقود االربعة التي مضت من عمر دولتنا

الحبيبة سوريةالمطلوب فهم جديد للمشاركة

المطلوب اليوم نظرة جديدة تقوي مفهوم

المشاركة والتشاركية في اتخاذ القرار وفي انتاج القيمة المضافة وفي خلق وتمويل

المشاريع الجديدة كالتي تمولها هيئة مكافحة البطالة السورية االمر الذي يخفف من عبء المسؤولية الملقاة على الدولة وحدها ويزيد اشراك المواطن بتطوير النشاط االقتصادي واالجتماعي واالعالمي واالنتاجي وغيره مما يخلق حراك اجتماعي واقتصادي واداري في

البلد يحول البلد فعال الى ورشة عمل كبيرة اليتكل فيها احد على احد

انموذج االقتصاد واالدارة اليابانية ففي اليابان مثال التي ال تمتلك ثروات وموارد طبيعية استطاعت ان تحتل المرتبة الثانية في

العالم بعد االقتصاد االمريكي ولعل السبب الرئيسي في ذلك يعود لالنسان ذاته وطريقة تفكيره وتصرفاته وعاداته التي تقدس العمل الحر وتقدس الوقت واتقان العمل واحترام

الزبون حيث نمت عنده نزعة المسؤولية بحيث صار كل مواطن يعتقد انه المسؤول عن نجاح او فشل االقتصاد الياباني ولعل التجربة الماليزية

ايضا نموذج اخر مهم جدا االستفادة منه واالقتداء به حيث وجد ما يسمى بظاهرة مهاتير محمد حيث كان االرتباط بين ماهو شعبي وما

هو حكومي واضح بالمشاركة المتبادلة وفي كل التجارب الناجحة كان الهدف واضحا واالدوات

جاهزة ونمط التفكير عصري والمشاركة الشعبيةمرتفعة المستوى

مسيرة التطوير بطيئة يجب ان نعترف ان مسيرة التطوير والتحديث

تسير نحو اهدافها بخطا بطيئة واستمرا ر البط ء خطر كبير جدا على المشروع االصالحي

التطويري وال مجال لالنتظار ويجب البحث عنمكمن الخلل :

هل هو في االدوات ؟؟؟هل هو في السياسات ؟؟؟

هل هو في االفكار ؟؟؟هل هو في االنسان ؟؟؟

هل هو في البنى واالجهزة والمؤسسات ؟؟؟هل هو في المسؤولين وزراء ومدراء ؟؟؟

وانا اعتقد ان اكثر اال مور تم بحثها وتناولها اال مسألة مهمة من وجهة نظري وهي نمط تفكير الفرد المواطن والموظف والمسؤول وعضو

القيادة : - نظريا نتقدم على التعليمات التنفيذية أي هناك

اشكالية في التطبيق وبالتالي فان التحديث والتطوير والتحسين يعاني من ضعف االدوات

الالزمة وال سيما االدوات البشرية منها حيث ان القوانين والمراسيم والقرارت تقف عند حدود تفكير المنفذين لها ويتعلق تنفيذها بطرائق

فهمهم لها وهي طرائق ليست عصرية وليستمؤسسة على مبادئ االدارة الحديثة

- ان فكر التطوير والتحديث والعصرنة والتغيير ما زال الى حد كبير هو فكر نخبوي يستغل من قبل غير الراغبين به الى ابعد حد ويدل على ذلك ان كل المسؤولين والمديرين والوزراء

واصحاب القرار يتحدثون عن التطوير والتحديثوالعصرنة اذا اين الخلل ؟؟؟؟!!!!!

- االمر الذي يدل على عدم فهم كثير من اصحاب القرا ر لمعنى التطوير والتحديث او عدم

رغبتهم تنفيذ التطوير الن ذلك يضر بما يحصلون عليه من مكاسب وامتيازات ومنافع وعدم ادراك

خطورة التوقف او التباطؤ واعتباره شعار لالستهالك الوطني وينمو هذا التيار في غياب المعايير الحقيقية للتطوير والتحديث والعصرنة

وعدم تفعيل اجهزة المساءلة والمراقبة والمحاسبة لذا البد هنا من تحديد صوابية الفعل

التطويري وفق معايير مدروسة تضعها جهة ذات وثوقية مرتبطة برئاسة الجمهورية وتحدد هذا الجهة وجود او انعدام الرؤية التطويرية لهذاالمدير او ذاك او لهذا الوزير او ذاك الوزير

- هنا نقول ان جوهر التطوير والتحديث واالصالح ال سيما االداري منه قائم على تحديث انماط التفكير واليات العمل ) واهمها العملالحزبي الداخلي (وفق معايير محددة اهمها :

- خدمة الناس - انفاق الموازنة كاملة في مكانها الصحيح - عدم تبديل فرش المكتب كل ستة اشهر

- عدم استخدام السيارات في غير دواعي العمل

- التركيز على التدريب والتاهيل - تحقيق نتائج مهمة - الربح في الشركة - تفعيل المعلوماتية

- تطوير االنتاج وتحسينه وتخفيض تكاليفه- االكتفاء الذاتي

- جذب االستثمارات - زيادة عدد السياح

- تخريج شباب قادرين على العمل وفقمتطلبات سوق العمل

- االبتعاد عن التحديث الشكلي والمعالجاتالتقليدية

- شعبنة التحديث أي نشر فكر التحديث شعبياوافقيا

- تشريع انظمة وقوانين لالستفادة من الكوادر الشابة الجديدة التي تفرزها وتخرجها معاهد

االدارة - مسابقات موضوعية مؤتمتة لالنتقاء والترفيع

في اطار الوظيفة العامة- اعادة صناعة المواطن

- معايير اخرى وطنية وعالمية يمكن ضبطها

صياغة المواطن من جديد لالسف مواطننا اليوم ليس فاعال ومساهما

بايجابية في بناء بلده وكشف الفساد والفاسدين بل هو يمارس ممارسات خاطئة واذا طلبت منه

المساهمة في كشف حالة فساد ال يستجيب وهذا حصل معي عندما طلبت من احد

المواطنين ان يذهب للصحافة ولالجهزة الرقابية الن احد موظفي المصارف اخذ منه رشوة غير قانونية ولم يسهل له صرف قرض حتى دوخه

واخيرا اخذمنه الرشوة لذا اقول ان المواطن بحاجة الى اعادة صناعة وصياغة من جديد الن المواطن غير المشارك بالشان العام والذي ال يتجرا على الشكوى من

موظف فاسد ومرتشي هو مواطن مهمل المبالي اليقوم بدوره واليجسد مفهوم ومعنى المواطنة الحقيقية النه من وجهة نظري هناك مواطنة سياسية ومواطنة اقتصادية ومواطنة

رقابية ومثل هذا المواطن المشارك في الشان العام والمتابع لكل ما يجري في البلد من امور

وهموم وشجون هو الذي يساهم في تقدم وبناءالبلد

ومن اجل صناعة المواطن الجديد الجريء المشارك الذي يملك تفكير نقدي عصري يجب ان نبدا من المدخل وهو التعليم الجدي الذي عنوانه االصالح والتفكير النقدي الجديد عبر

مناهج وطرائق تدريس جديدة تحليلية عصرية تستخدم الحاسوب واالمتحانات المتطورة

المؤتمتة والتخصصات العلمية الجديدة التي تواكب االتمتة والتقانة والعلوم المالية

والمصرفية واالدارية واالنترنت المصرفية يجب االبتعاد عن السياسات التقليدية التي تخرج

سنويا المئات من كليات التاريخ والجغرافيا والفلسفة وعلم االجتماع لماذا نحن لسنا بحاجة

الى هذه االعداد نحن بحاجة الى خريجين ماهرين في علوم العصر وعلوم التقانة وهذا المواطن الذي يحمل هذا التاهيل يجد العمل ويمارسه ويحقق المواطنة بدل ان ينضم الى

جيوش البطالة ويشتم الدولة وظروفهواحواله ؟؟؟؟!!!!!!

• ان المواطن والموظف بحاجة الى اعادةصياغة وصناعة وتربية جديدة :• صياغة في فكره وتفكيره

• صياغة في ممارساته• صياغة في رؤاه

• صياغة في تعامالته وعمله• صياغة في الية تعامله مع االعالم

• صياغة في كيفية انتخاب قيادته الحزبية والنقابية وممثليه في البرلمان والمجالس

المحلية • كل هذه االمور تحتاج الى وقفات

طويلةوحوارات كثيرة• صياغة عالقة المواطن بالدولة من جديد

• اعادة الثقة الى المواطن بان الحكومة تعملله ومن اجله وليس لها فقط

• انهاء مرحلة طرح الشعارات وتنفيذ الوعودوالكالم والخطط تحت طائلة المحاسبة

• تشريع قوانين تحاسب المسؤول اذا اخلبوعده امام الموظفين والمواطنين

هذه بعض االمور والمقترحات التي اراها مهمة ومفيدة لتحديث وتطوير التفكير االصالحي الذي

نحن بحاجة ماسة له اليوم ليواكب االجراءات االصالحية االخرى ويجب ان ال يكون هذا الكالم شعارا بل يجب ان يوضع بشكل علمي مدروس

موضوعي في اطار الخطط التربوية والتنموية واالعالمية وانا اطمح هنا في هذا المقال

السريع المقتضب ان انبه الى اهمية هذا االمر الهام المستبعد من حياتنا العامة ومن خططنا التنموية ومن الية تفكيرنا حيث تحولت االغلبية الى حالة سلبية جدا فال احد يشارك ال في ندوة وال في محاضرة في المركز الثقافي وال يستمع

لالعالم المحلي لذا اؤكد هنا ان العامل المفقود االكثر تاثيرا في

العملية التطويرية االصالحية يتعلق بمجال تحديث وتطوير التفكير وان اهمال هذا العنصر

على المستوى االجتماعي وعلى المستوى الشعبي هو احد اسباب تأخر وتباطؤ عملية

التطوير والتحديث وبعيدا عن التجني وظلم الجميع وجلد الذات توجد جهود هنا وهناك لكنها ليست كافية الن

االمر يحتاج الى خطة ممنهجة وادوات مختصة با لتنمية الفكرية والروحية لالنسان على المستوى

الوطني علما انه توجد بعض االضاءات في هذا المجال السيما المؤسسات التي تهتم بكيفية استثمار

االنسان لقدراته النفسية والفكرية السيما المعهد الوطني لالدارة العامة الذي وضع في

مناهج تدريب طالبه علم البرمجة اللغوية العصبية وعلم هندسة التفكير وهي علوم

ومباحث جديدة في سورية وهي من العلوم االساسية اليوم وفي المستقبل الن االنسان

اليوم في زمن المتغيرات العاصفة يحتاج لبنية عقلية ونفسية ومعرفية جديدة تتصف بالقوة

والمرونة والجراة والتنافسية لفهم تدفق المعطيات الكثيرة اليوم ان نختار منها المناسب واالفضل واالحسن الن الخطأ في االختيار اليوم

يكون له عواقب من الصعب اصالحها

واليوم تمر سورية بمرحلة عصيبة وحساسة فعلى الجميع التفكير والعمل ال ن المتتبع

لمجريات التاريخ البشري يدرك ان كثيرا من الجماعات البشرية ابيدت او ذابت نتيجة عدم

قدرتها على التكيف الفكري فيما صمدت الجماعات التي طورت وحدثت نمط تفكير ابنائها

وقادتها جانب هام من مسيرة اصالح وتطوير وتحديث

سورية نرجو ان يلقى االهتمام وتصل اليه ايادي االصالح والتطوير من اجل سورية جديدة

متطورة مزدهرة عصرية